|
Re: .. فاستويتُ حيَّا .. (Re: بله محمد الفاضل)
|
2) الألفةُ اشتمالُ الرُّوحِ على نبضٍ مُضافٍ لكائناتٍ وأمكنةٍ شتى، ولعلمي بي، لإدراكي بشجرةِ نبضي المُثمرةِ وركيزةِ حياتي وأم مسامير تثبيت ابتهاجي النزق بوجه المسارات العصية/القصية... آثرتُ التسمر في محيطِ الألفة، تتأكلني رغبةُ إمطارٍ خارج الدائرة، رغبةٌ ملحاحةٌ في فض الاشتباك عن تكدسي بالمكانِ والشخوص، الانفلات إلى مداراتٍ لم اسبر غورها، الإياب إليّ في احتضانِ غرائب/أفاق لم تُطرق بأخيلتي من ذي قبل... آثرتُ ذلك بين كماشتي الألفة وحتى، فإن قلتُ في نفسي مِراراً بأني لا محالة مُلتحقاً بحتى/بي، فما قولي إلا طي قيد الغد، وما قولي إلا تربصي بالانتقال.. خلد إلى راحته الأبدية من بيني وبينه عقد إيجارٍ واحترامٍ يتعاظم، فبكيته بين قومٍ لا يعزف الموتُ على خيوطِ أرواحِهم سيمفونيته البالية في تجددِها للفقدِ، ليس كمثلنا، يكبر فينا حتى يسد ثقب التطلع إلى غد مستصحب في قفزِهِ المُفتقد، يأكلنا الألمُ، يأكلنا ويشربُ ابتهاجنا الآني، ويشرق بنايآتِهِ المشروخةِ من مآقينا.. خلد وخلانا لصنوِ روحِهِ المكلومةِ، فتارة ترغب بإلحاحٍ في بقائنا بالمكانِ الذي تشمم حتى أخاله ما أبقى فينا من رائحة، وأخرى ترتطمُ بحاجياتِها فتهرعُ بذاتِ الإلحاحِ يصطحبها عوزٌ إلى حالين: أولهما اقتسام المكان بفاصِلٍ ليأوي سائقها الخاص يجعله رهن نزولها إلى البابِ، وثانيهما أن ألفت إمكانية زيادةِ دخلها مما تبقى من المكانِ من آخر يعوزه.. ما يلخصُ التضارب المبثوث في ثنايا الفائت من حروفٍ أننا جئنا إلى فض بكارةِ الألفة عنوة، وليس بالكارِهِ لشيءٍ، ولا بالمقبلِ على مضضٍ لآخر، فقد آن أوان حتى، آن أخيراً إيابي.. قبلتُ الأولى، فمكثنا ريثما نلقى لـ (حتاي) مخرجا، وعالجتُ (حتاي) حتى لا تطغى بالتسويفِ لأطمئنانٍ منشودٍ بمكانٍ ثانٍ نشد إليه الرحال، باستكشافٍ مُباحٍ لمخارج مداخل المكان الجديد، لم أفعل ذلك وإنما إمعاناً في تفخيم (حتى) ركبتُ وأسرتي برفقةِ حاجياتنا المُكدسةِ في كراتين والمفككة مساميرها إلى المكانِ الجديدِ، تراقبنا/ترافقنا تطلعاتنا في أن يكون ملائماً لـ (حتى) والأسرة الصغيرة التي انثنت وتخلت ألفتها عنها فما لقيت إلا أن تلتحق بـ (حتاي) الماكِرةِ...
| |
|
|
|
|