حكمة المقال: مِكِنوا ولم يتمكنوا..واسقطوا حرف الألف عن لامه في عبارة "لا لدنيا قد عملنا"، واستبدلوا به حرف الباء ، لتصبح " بل لدنيا قد عملنا" .. فاستقام الوضع!!
لا أزعم ان ما أسطره هي قصة أو قصص فريدة، من حيث نوعية الفساد، أو طريقة الإخراج.. أعلم أن هناك حكاوي " تشيّب"، وسرديات محزنة جداً عرفها السودان والسودانيون مع نظام الانقاذ .. استدعي قصتي مع الإنقاذ في مرحلة من أحلك المراحل التي مرت على الوطن، وأسردها كما هي بشفافية مطلقة .. وأرجو أن تكون بداية لتوثيق المظالم، وكشف المستور عن حكاوي المقهورين، الذي داستهم أقدام أهل السلطة في حومة " التمكين"، والشعارات المنمقة التي يطلقونها ويريدون عكسها : "هي لله ، لا للسلطة ولا للجاه"..
إلى كل اللذين اكتووا بنار التطبيقات الغريبة للإسلام، إلى الوطن الذي يلوك سنوات الإنقاذ ولا يكاد يسيغه.. و إلى أرواح أصدقائي و زملائي في رحاب اداب الخرطوم (1983-1988) الدخري احمد الدخري ، من كردفان، وعصام الدين الخواض جاد الرب، من منطقة كلي، ونفيسة عبد الله محمد احمد ، من الدويم بالنيل الابيض.. توفاهم الله إلى رحمته، واقفين، مثل غيرهم، في صف عطالة جمهورية السودان المضروبة عليهم قسراً، تاركين اطفالا زغب الحواصل لا مال ولا كافل الا الله. مات الأول في السودان و توفي الثاني بلندن والأخيرة بهولندا.. ثلاثتهم، يجيدون أكثر من ثلاث لغات، ولكن لم يمكنهم القدر ثم "الانقاذ" من بناء حياتهم بالكيفية التي كانوا يخططون لها. وكان أن عاد اثنان إلى الوطن في صناديق خشبية. هاجروا "مضيومين" وماتوا محرومين"- وتلك قصة أخرى – اهدي هذه الحكاية..!
الإخوة القراء الأعزاء 1. تنويه: قد تستوقفكم هذه الحكاية وتالياتها، وقد لا تستوقفكم. إن قلت على المستوى الشخصي، فهي موغلة في ذلك، وربما لا تضيف إلى معارفكم المتوقعة من "مصاقرة" الانترنيت اليوم شيئا كثيرا، لكنها حتما تضع اللبنة الأولى للتوثيق لتجارب أجيال كاملة من الدراسة الجامعية إلى سن المعاش الاختياري، وهم في حالة غياب قسري عن دواوين الخدمة العامة بجمهوريتي السودان الأولى والثانية.. أجيال تتراوح قوة وضعفا، لكنها تضج بالآمال المؤودة والرغبة في حياة هادئة، يمضيها الأبناء بين ظهراني أهليهم وذويهم، ووطن كان من الممكن المساهمة في بنائه ورد بعض دينه عليهم.. فأصبحوا مبعثرين في أركان الدنيا الأربعة.. "شقيق" ما يممت شطرك، هناك سوداني وراءه قصة معاناة، وضيم دفعه إلى الهجرة القسرية خلال العقدين الأخيرين. لنفتح الدفتر الذكريات ونسجل أسماءنا حضورا و مشاركة أو الاثنين معا. 1. تنويه آخر: هذه الزاوية المستقيمة التي ابتدرتها بحكايتي هذه، أرجو من إدارة الراكوبة، تخصيصها، لتكون مبذولة للجميع ليوثقوا فيها تجاربهم المختلفة في ظل هذا العهد. كان يفترض أن ترى النور العام الماضي، ولكن شاءت إرادة الله، ولظروف خاصة بي، أن يكون مخاضها – المتأخر - في زمن عسير تمر فيه البلاد بمنعطف خطير..فلإدارة الراكوبة، ولكم، العذر على هذا التأخير.
كلمة لابد منها.. تخرجنا في الجامعة ، يا سادتي، في أيام عزها وعزنا الغابر، وقد درسنا مجانا، وسكنا مجانا، وتعالجنا مجانا، وترحلنا مجانا، بل كانت الجامعة تلتزم بمصاريف المعسرين من الطلاب، وكذلك تذاكر سفرهم برا وجوا، إلى مناطقهم عند نهاية العام الدراسي، وتقيم كذلك دورات تقوية للطلاب الضعيفين في اللغة الانجليزية، إلى جانب نظام تغذية مجاني خاص لمن يوصي له الطبيب المعالج في العيادة الجامعية بذلك، بل أنه من شدة "تدليعنا" ظننا أن لجنة الاختيار للخدمة العامة ستنادينا هي الأخرى، أن شبيكم لبيكم الوظائف جاهزة لديكم. عز في عز ولسان حالنا يقول:
همة وعبقرية ذمة وفنجرية ضد العنصرية وتحلم بالسلام
لكن القدر كان يخبئ لنا عنصرية من نوع اخر، و أن العنصرية ستكون ديدن الحكومة من الشباب الى الشيخوخة ، وأن الولاء التنظيمي واسم القبيلة سيكون لهما الأولوية على المؤهل التعليمي..كان ذلك بداية فساد الخدمة المدنية الذي عبد الطريق للمآسي التي حاقت ولا زالت تحيق بالبلد..
2. شاء حظنا العاثر أن نتخرج في الجامعة قبيل شهور قليلة من انقلاب الإنقاذ، و منذ حينه -- اغلبنا عاطلون عن العمل نتسقط الفرص عند أبواب لجنة الاختيار، منذ أن كانت في شارع السيد عبد الرحمن حتى استقر بها المقام بالقرب من داخليات الرازي وحسيب. من التخرج حتى بلوغ سن المعاش الاختياري، تلازمنا صفة واحدة: العطالة. كمدخل لهذه الحلقات التي انوي كتابتها ، دعونا نبدأ بكيفية الاختيار للعمل بوزارة الخارجية عام 1990. في ذلك العام أعلنت الوزارة عن حاجتها إلى سكرتيرين ثوالث للعمل بها، فتقدمت كغيري وجلست للامتحان، الذي كنت قد استعددت له تماما طيلة الثلاثة شهور التي أمضيتها متدربة في وكالة السودان للأنباء (سونا) حيث نهلت من قسم الأرشيف الضخم، حينما كانت سونا تصنف كأحسن وكالة تمتلك أرشيفا في إفريقيا، وذلك قبل أن تمتد إليه يد الدمار الشامل ويتحول إلى مكتب واحد بت طاولتان وثلاثة كراسي، وربما تم لاحقاً التخلص من المتبقي منه برميه مع النفايات في سوبا والاستفادة من القاعة كما كان مخططا لذلك.
3. جلس للامتحان قرابة الألفي خريج من مختلف التخصصات ذات الصلة، واجتازه بنجاح، اقل من تسعين خريجا.. للتأريخ كان ذلك آخر امتحان يعد بالطريقة السابقة، "في العهد الديمقراطي البائد"، الشبيهة بامتحانات الشهادة السودانية من حيث الدقة والتنظيم، وكان كذلك أول امتحان "يقنطرونه" بطريقتهم الخاصة ليستوعب المجموعة التي يبغونها فقط.
لم تكن تلك هي المفاجأة الأولى فقط في المرحلة الأولى من الامتحان الذي حفل بالعديد من المفاجآت على المستويين الشخصي والعام.
أولا- للمرة الأولى في تاريخ نتائج الامتحانات. جاء ترتيب الناجحين- أبجديا، غض النظر عمن أحرز المرتبة الأولى أو الأخيرة . بناء عليه تصدر القائمة الاحمدون وكل من شاء له والداه أن يبتدئ اسمه بأحد حروف الأبجدية الأولى. طريقة أريد بها إدراج كوادرهم بأي شكل كان. هكذا سار الأمر، ولم يكن معلوما – إلى حين - من أحرز المرتبة الأولى أو "الطيش"، غير أني لم اترك الموضوع هكذا لعواهنه ، خاصة وان أدائي طيلة الامتحان، كان ممتازا. سأتعرض لذلك لاحقا في الجزء الثاني من هذه المقالة.
4. ثانيا - كنت ضمن الناجحات وكان ترتيبي حسب الآلية التي استخدمت في ترتيب الناجحين و التي بينتها أعلاه، رقم 24. وكان عددنا أربعة خريجات اجتزنا الامتحان النهائي: ثلاثة منا من جامعة الخرطوم وتحمل ثلاثتهن مرتبة الشرف في تخصصاتهن، بينما كانت رابعتنا من جامعة القاهرة الفرع، وفي رواية أخرى الإسلامية تخصص لغة عربية. الناجحات هن: (إ. إ.)، و تحمل إلى جانب البكالوريوس بمرتبة الشرف، ماجستيرا في العلوم السياسية، وبالتالي تعتبر أكثرنا تأهيلا للعمل بالخارجية، بينما تحمل (إ. ح. ق.) درجة الشرف في اللغة الانجليزية كعلم أساس، إلى جانب علم النفس كعلم ثان، وكانت مطمئنة إلى أن فرصتها كبيرة خاصة وأن شخصية نافذة في الوزارة وعدت بالتوسط لها حال اجتيازها الامتحان التحريري، كما سرى بيننا آنذاك. وكنت احمل بكالوريوس لغة فرنسية كعلم أساس مفرد، إلى جانب معرفتي باللغة الانجليزية التي درستها كعلم ثانوي في الجامعة حتى الصف الثالث، إلى جانب أنها كانت لغة الدراسة لباقي العلوم التي درستها، بينما كانت رابعتنا (أ. ع.) وللأمانة لا علم لي بمدى معرفتها باللغة الانجليزية، لكنني علمت أنها كادر إسلامي كبير.
كان أدائي في الامتحان الشفهي ممتازا هو الآخر، حيث أنني إلى جانب استعدادي التام للامتحان، فقد ساعدت حداثة تخرجي والسنة الدراسية التي أمضيتها مع رفاقي في جامعة ليون الثانية بفرنسا بجعل لساني طلقا – آنذاك- في اللغة الفرنسية.
5. في انتظار النتيجة النهائية، حضر في احد الأيام إلى منزلنا أحد أقاربي الجبهجية وسألني عما إذا كنت قد جلست لامتحان الخارجية، فأجبته بالايجاب، وسط دهشتي ، خاصة وانني كنت نادرا ما أشرك أحدا في شئوني، وسألته عمن اخبره بذلك، فاخبرني أن " واحد أخونا في التنظيم كلمني قال لي عندكم بت في الجبل امتحنت الخارجية وجات الأولى لكن الجماعة ديل خايفين منها، قالوا ما محجبة ودايره ليها تزكية". في الواقع فقد جلست للامتحان ولم أكن محجبة، ولكنني كنت محتشمة جدا، وكنت وما زلت اعتقد أن التوب السوداني- على علاته- زي محتشم جدا وساتر.
والحل؟
قال قريبي "اتركي الموضوع ده علي، دي قضيتي أنا بعد ده ما قضيتك انتي". الغريب في الأمر أن كل هذه الأحداث الدائرة، والتسريبات والنتيجة لم تعلن بعد.
6. تركت لقريبي الجمل بما حمل، فليس لي في العير أو النفير، فقط كنت مدهوشة من هذا الوضع الجديد هذا الذي ما زالت أبعاده غير واضحة بالنسبة لي . صحيح أن العمل في الخارجية يظل حلم الكثيرين، غير أني كنت أفضل العمل في مجال الإعلام، لكن كانت الخارجية أول فرصة فتحت أبوابها أمامي فـ"تلبت".
اتفق قريبي- دعني أطلق عليه قريبي نمرة 1- مع أبي عليه الرحمة، أن يذهبا إلى احد أقاربي الجبهجية ويبدو أن "اسكيله" في التنظيم أعلى من قريبي نمر ة 1 هذا، ودعني أطلق عليه قريبي نمرة 2. ذهبت معهم وأخبرته (أي نمرة 2) بالموضوع برمته، وان نجاحي في الامتحان لن يدفعني إلى تغيير رأيي واستبدال ثوبي بأي لبس آخر. فانتهرني قريبي قائلاً: اسكتي ساكت ما تتفاصحي..تبدليهو غصبا عنك ! سكت وبي حيرة كبيرة وحرج وغموض في الرؤية، فنحن نعيش في عصر "الهدوم فيه افضل من العلوم". اتفق الجميع على أن الموضوع يحتاج إلى تزكية شخصية أعلى منهما تنظيميا.
مصدقين حاجة؟ هو آنا ح اشتغل سكرتير تالت ولا وزيرة؟
7. قرر الجميع الذهاب مساء اليوم التالي إلى شخصية كبيرة حدداها بالإسم ، و تقطن المنشية، صارت فيما بعد عقب مفاصلة 1999، مؤتمرا شعبيا. قبيل الموعد المضروب للتحرك بساعة، حضر إلى والدي عليه الرحمة ، واخبرني أن قريبي رقم 2 اخبره انه لن يزكيني إلى الشخصية المعنية، وذلك لأن شخصا آخر تدخل في الموضوع ، حين الاستفسار عني، وقال إنني لا أصلح للعمل في الخارجية، لأنني غير محتشمة، وانه قد رفع تزكيته بذلك، وأي مشروع تزكية مضادة سيكون محل طعن منه.!!
عجبي..!! كأنما أنا اخرج من بيت أهلي بملابس محتشمة لاستبدلها فيما بعد بملابس أخرى لزوم ما يلزم.!. لاحقا علمت أن عدم الاحتشام مرده إلى العام الدراسي الذي قضيته بجامعة ليون الثانية بفرنسا (1986-1987) ، والذي يأتي في إطار المنحة التي كانت تقدمها الحكومة الفرنسية سنويا، لعشرة من طلاب اللغة المتفوقين لقضاء العام الدراسي بجامعة ليون الثانية، في اطار تجويد اللغة وتحفيزا للطلاب للإقبال على دراستها، والتي للاسف ساهمت سياسة التعريب في توقفها الان.
8. .. كنت غير غير محتشمة دفعة واحدة؟ وتقال لمن؟ لأبي الذي وثق بي كل الثقة وسمح لي بالذهاب إلى فرنسا وقضاء عام كامل، بعيدا عن الأسرة، رغم اعتراض بعض الأهل؟ لم يزد أبي، عليه الرحمة، على ذلك، وإن اكتسى وجهه حزن غامض. لم اسبر كنهه آنذاك، ولكن لاحقا عرفت انه يريد أن يقول لي إنني دخلت في معركة في غير معترك، وأنها اكبر من مقاسي. كيف يعد لبس البنطلون عدم احتشام في حين ان اسرتي زودتني بالبناطلين والبوت والبالطو، لزوم الوضع الجديد وذلك قبل ان تقلع طائرة الخطوط الجوية الفرنسية من مطار الخرطوم إلى مطار شارل ديغول، وماذا يريدونني ان البس في طقس درجة حرارته كانت دون الاربعتاعشر في شتاء ذلك العام؟ كيف يفكر هؤلا القوم؟ رغم ذلك فإن السؤال عن الحرية الشخصية في الملبس، رغم انها حق، لكنها تبدو غير واردة في ذلك الموقف العصيب..! هذا الجزء من القصة له تداعياته التي ساتعرض لها لاحقا في الجزء الثانية من هذه الحكاية.
9. المهم لم اترك الموضوع يذهب سدى، خاصة بعد ان دخلت فيه أشياء شخصية وتلميحات غير كريمة. ذهبت صباح اليوم التالي إلى نفس الشخص الذي أطلق فرية أنني غير محتشمة، و في دواخلي تمور بشتى المشاعر ، "الوضع الجديد القائم على الاقصاء بالتجريم والحرمان وفرض قناعات في التوظيف ما انزل الله بها من سلطان. ثم ماذا يضيرهم ان لبست بنطلون او جكسا في خط ستة؟ الزي مسالة شخصية في المقام الاول تخضع للظروف المناخية والانسانية والمادية والاجتماعية والعقدية" اشياء كنت اتمتم بها لنفسي وانا في طريقي إلى منزله. أمامه، تظاهرت بأنني أتيت اطلب مساعدته في التوظيف خاصة وان الفرصة مازالت أمامي للوظيفة في مرفق محترم كالخارجية . في البداية لم أتطرق لاتهاماته السابقة.
اعتدل الرجل في جلسته حين رآتي وإن لم يبدِ رغبة في مساعدتي، فقد أتخذ رأيه مسبقا، ولكنه ألقى على محاضرة طويلة في أنهم في بداية إرساء دعائم الحكومة الرسالية لا بد لهم من "غربلة" الإختيار و التدقيق التحري، وصولا لاختيار القوي الأمين القادر على حمل الأمانة ، وبالتالي لا فرصة هناك لشيوعيين أو بعثيين أو خلافهم. فقط تيار اسلامي.. تيار إسلامي هي العصا السحرية وصك النجاح في التوظيف، أما "الفكي وأمه فلهم الصَقـاّر" أي أن الفكي وأمه يستحقون صقرا ينزل عليهم فجأة ويختطفهم ويريح الدنيا منهم. وللأسف فإن الفكي ووالدته هم الشعب السوداني غير المسيس اسلاميا.
10. احترت في امر التصنيف السياسي و تلك المحاضرة الدينية الطويلة عن الامانة.. (كأني ماشة اعتل)، بينما مطلبي بسيط: حقي في العمل الذي كفله لي تأهيلي و دستور السودان، اللهم إلا إن كان ينظر إلى الدستور كأنه دستور "أولاد ماما". دخلت منزله محايدة تبحث عن تزكية تتخذها وسيلة للتوظيف وخرجت منه مصنفة سياسيا..! بينما انا اريد عملا. عملا يا سادتي يسد الرمق ويحفز البنات في عشيرتي على القراءة والتحصيل. لكن لا حياة لمن تنادي.
11. لم يتأكد لي حينها أن الرجل قد قفل أمامي أبواب التوظيف مستقبلا في جمهورية السودان (آنذاك)، وفي نظامهم ذلك الى الابد، غير أنني قررت مواجهته. الغريبة انه لم ينكر ذلك، بل أنه اكد عليه وزاد انه أدلى بتزكيته بناء على معلومة استقاها بطريقته الخاصة وبنى عليها فرضية أنني لا أصلح للوظيفة المفصلة على "زولة" إسلامية ، محجبة، فشكرته في سري على تلطفه بعدم ذكر سيرة البنطلون. ولدهشتي للمرة الثانية في مجرى تلك الاحداث التعيسة، سألني مباشرة عما إذا كنت إسلامية، فنفيت ذلك، رغم علمي التام انه يعرف ذلك "زي جوع بطنه"، فتطوع واخبرني أن التقارير التي بحوزتهـ(م) تقول إنني في انتخابات الاتحاد الأخيرة لم أعط الاتجاه الإسلامي صوتي..كان الرجل في ذلك محقا.. ما عدا صوت واحد أصرت إحدى صديقاتي أن أعطيه لـ (ز. ع. ز.) من الاتجاه الاسلامي لأنها "مكسرة فيه" تكسيرة صامتة، ففعلت، ليس تشجيعا لها، ولكن لأنها سلفتني ثوبها ذلك اليوم. تذكرت حينها انه كان هناك شاب يجلس منفردا الى احدى طاولات الكومون روم التي اتخذتها الرابطة مؤقتا، مركزا انتخابيا. كان الشاب يجلس متظاهراً بالتشاغل بالأوراق التي أمامه، بينما كان بإمكانه رؤية حركة يدي صعودا وهبوطا في قائمة المرشحين، خاصة وان الستارة كانت تغطي حجيرة التصويت جزئيا. الغريبة ان محدثي كان طيلة ذلك الوقت يبسمل ويحوقل ولم يرفع عينه على قط. ما اسهل خداع هؤلاء الناس..! كان المشهد استفزازيا بكل المقاييس. أنا التي كنت، وما زلت، انتمى إلى المحايدين، يتم تصنيفي فجأة شيوعية و (أو) بعثية؟. نحن الذين كنا نتحمل تندر زملائنا وزميلاتنا بنا بوصفنا "بيبسي كولا"، التي كانت تطلق علينا، أجد نفسي فجأة في قوائم الاتجاه الإسلامي "لايصة" بين تنظيمين وربما أكثر. ماذا تخبئ لي الأيام؟ من يدري..!!
12. بعد مضي فترة من الزمن ظهرت النتيجة.. يا الله !! رغم مضي عقدين من الزمان، ما زلت اذكر الكيفية التي علقت بها على لوحات لجنة الاختيار الإعلانية المطلة على الناحية الغربية، المحشورة في ذلك الجحر المعتم والمسقوف بألواح "الزنك". مشهد النتيجة والكيفية التي تمت بها فبركتها، عكست تجسيدا لواقع واحد يتسق، للأسف مع بعضه البعض.. بالطبع لم يكن اسمي في الدبلوماسيين المرشحين أو في الاحتياطي، ولم يكن حتى في ذيل الثمانين شخصا الذين تم خضعوا للامتحان. إقصاء تام.. بينما تصدر القائمة زملائي الذين اعرفهم حق المعرفة في الجامعة واعرف انتمائهم السياسي: اتجاه اسلامي على السكين، بمن فيهم من كان يحمل حرف الـ(F) في مادة اللغة الانجليزية، فتركها مبكراً إلى معارف أخرى، في الوقت الذي كنت احمل فيها تقدير (B+)، أي فوق السبعين درجة.
وجدني احد زملائي من المعروفين بمناهضتهم لذلك التيار، "مَمَحَنة" أمام لوحة الإعلانات وبي غضب وإحباط شديدين، فقال لي مسرياً وناصحاً : ياخي ما تزعلي.. شنو يعني ما شالوك؟ خليك مبتسمة زي زمان.. وخلي روحك رياضية.. بتحتاجي لابتسامتك وروحك الرياضية كتير مع الجماعة ديل.. ياما تشوفي كتير.. لسع الغريق قدام.. وقد كان..فكانت تلك أول ضربة في سلسلة الضربات الإنقاذية..!!
حسب علمي، خلت قائمة المرشحين للعمل بالخارجية، في ذلك العام، من أي مرشح أكمل تعليمه إلى النهاية في اللغة الفرنسية بكلية الآداب بجامعة الخرطوم وتخرج بها. الغريب في الأمر أنه بعد ذلك بعامين تم إنشاء معهد الدراسات الدبلوماسية بغية ترفيع مستوى اللغات الأجنبية لدى العاملين بالوزارة، فكان أن انتدبت بعض زميلاتي من اللائي يعملن في الوحدة العلمية الفرنسية بجامعة الخرطوم للعمل فيه.
13. بعد ظهور نتيجة الامتحان، تمايزت الصفوف. كانت الدفعة التي وقع عليها الاختيار عام 1990، اتجاه إسلامي صرف أو جبهة قومية إسلامية– آنذاك – ومؤتمر وطني وشعبي بعد المفاصلة الشهيرة عام (1999) ، ثم جاء تطعيمها لاحقا بالقوائم الجهوية، دون اعتبار لـتأهيل أكاديمي مناسب.
لابد من الإشارة هنا إلى سياسة الإنقاذ الواضحة في تحجيم دور النساء منذ ذلك الحين ودلك بقصرهن أو قفل الباب إمامهن أو تحجيمهن في بداية السلم الوظيفي، في وظائف بعينها، خاصة في بعض الوزارات السيادية كالخارجية والعدل والإعلام، والداخلية، إلا ما شاء التنظيم والنسب من استثناءات وغيرها ، وان لم تنطلِ على المنظمات النسوية حيلة وضع النساء في أعلى الهرم الوظيفي لهذه الوزارات- على ضيقه - ، وتقليصهن عند قاعدته، أو منعهن من ممارسة بعض المهن. في هذا الخصوص، لعلكم تذكرون قصة الفتاة التي أرادت أن تعمل في طلمبة بنزين وكيف جوبه طلبها بالرفض.
للمرة الأولى تم ترقية الكادر النسائي إلى وظائف قيادية عليا لزوم "الشوفونية" – من شوفوني- والوجاهة الدولية، فكانت الأستاذة نعمات بلال مديرا عاماً لوكالة السودان للأنباء لفترة وجيزة، قبل أن تلحق بوظيفة ملحق إعلامي بسفارة السودان بكينيا، ثم بعد حين تم أحلال شخص آخر ، من أهل الحظوة، محلها. كذلك جاء تعيين الأستاذة فريدة إبراهيم جبريل، على رأس المحكمة الدستورية للمرة الأولى في تاريخ السودان، وبدلا عن النظام السابق بإحالة العاملات في الشرطة والجيش إلى المعاش عند الترقي إلى رتبة العقيد، تمت ترقية د. نور الهدى محمد الشفيع، (زوجة شقيق الرئيس)، اللواء عبد الله حسن احمد البشير، إلى رتبة اللواء، فلها وللظروف التي هيئت ابتدار الترقية الشكر.
14. في إطار تطبيق سياسة التمكين، عمد الإسلاميون أيضا إلى إقصاء العديد من الطلاب "المؤلفة قلوبهم" ، حتى من بين الذين كانوا ذراعهم اليمين و كانوا يقدمون لهم المساعدات السخية في إعداد وإخراج صحيفة آخر لحظة، لسان حال الاتجاه الإسلامي، انذاك،بل ان بعضهم كان يضطلع بها تماما، فـ"شاتوهم" بعيداً، عملا بالمثل الذي يقول " الزاد كان ما كفى أهل البيت يحرم على الجيران"، ولن يكفهم قط، وسيظل دائما حراما على الآخرين، فالـ"ما شايفو في بيت أبوك بهلعك".
بعد عدة أيام من ظهور النتيجة إقصائنا، حكى لي احد الأصدقاء وكان من أميزنا في صفوف اللغة الانجليزية، وعلم اللغويات، في رحاب الجامعة حينما كانت "جميلة ومستحيلة" فعلا، انه لم يكن متوقعا خروجه بتلك الكيفية من الامتحان النهائي وكان شعوره مماثلا لشعوري ، خاصة بعد نجاحه في الامتحان التحريري وتطمينات احد أصدقائه ، من الخريجين الإسلاميين، "المغلظة" له باستيعابه في السلك الدبلوماسي، حكى كيف أن والده حينما رأى استياءه قال له في محاولة لتطييب خاطره: يا ولدي ما تزعل، الناس ديل جوا للحكم ده جاهزين من كل النواحي.. يا ولدي ديل حتى صعاليكهم جابوهم معاهم (يقصد الفرق الغنائية).
هشام إزًيك حليمة دفعتي. وأنا شاهد على مساككتها للخارجية. وجدتها مرة في العام 1990م بشارع الجمهورية أو الجامعة لا أذكر. لم أكد أعرفها من شدة الغبار المكوم فيها. الله...حليمة؟! ياني حليمة زاته. مالك بقيتي كدي؟ والله تقول شنو! تخيل يا هشام تعرفت عليها رغم أننا في كليات مختلفة. فقد عرفنت أنها قد جاءت من فرنسا قريبا. بت بيضاء برً وجوه. فرنسا زادتها بياضا فوق بياضها الخارجي. وأهلها بالجبل والجزيرة جعلوا جٍبلًتها بيضاء من الداخل. لكن.... آهو دي الانقاذ!!!!!!!!
12-21-2011, 07:42 AM
انور الطيب
انور الطيب
تاريخ التسجيل: 10-11-2003
مجموع المشاركات: 1970
شكرا هشام المجمر وشكرا للأستاذة حليمة على هذا السرد الرائع والذي يحكي عن واقع مرير صادف الكثيرين لكنهم لم يستطيعوا التعبير بهذه الصورة الرائعة، وما عجبني في كتابتها أنها وضعت المبضع على الجرح .وأول الفساد قطرة ، ومن هذا التمكين أكلت الخدمة المدنية وتآكلت الدولة وما زالت تنهشها الضباع .. بلد يزيد عدد وزرائها على السبعين ، هؤلاء وزراء الدولة الإتحادية إضافة إلى خمسة عشر واليا ، وعدد لا يمكن تخيله من المعتمدين بعدد محليات السودان واليابان على عظمتها لديها وزير واحد للتجارة والصناعة والإقتصاد. أليس هذا نفسه عين الفساد .. بالله عليك تخيل لو كان متوسط كل مسؤول من هؤلاء نصيبه فقط 10,000 جنيه *( 70 وزير + 15 والي + 135 معتمد + 225 وزير ولائي + 225 وزير دولة + .... سكرتيرة + ... لزوم ما لايلزم ) ، يعني باختصار سوف يكون المبلغ المصروف ما لايقل عن 10000000 شهريا بضربها في 12 سوف يكون المبلغ مهولا يكفي لحل جميع مشاكل السودان والعملية في الآخر حساب لا أكثر ولا أقل ..... اللهم عليك بالظالمين فردا فردا
12-21-2011, 08:04 AM
Nasr
Nasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10845
نعم الشكر للأخت حليمة عبد الرحمن لإبتدارها هذا التوثيق الهام للافساد المتعمد للخدمة المدنية و قد طلبت هى من الجميع المشاركة بتوثيق ما حدث معهم و سوف انشر بعض المشاركات هنا بإذن الله.
12-21-2011, 08:24 AM
عبد الحي علي موسى
عبد الحي علي موسى
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 2929
هشام إزًيك حليمة دفعتي. وأنا شاهد على مساككتها للخارجية. وجدتها مرة في العام 1990م بشارع الجمهورية أو الجامعة لا أذكر. لم أكد أعرفها من شدة الغبار المكوم فيها. الله...حليمة؟! ياني حليمة زاته. مالك بقيتي كدي؟ والله تقول شنو! تخيل يا هشام تعرفت عليها رغم أننا في كليات مختلفة. فقد عرفنت أنها قد جاءت من فرنسا قريبا. بت بيضاء برً وجوه. فرنسا زادتها بياضا فوق بياضها الخارجي. وأهلها بالجبل والجزيرة جعلوا جٍبلًتها بيضاء من الداخل. لكن.... آهو دي الانقاذ!!!!!!!!
12-24-2011, 11:53 PM
فتح الرحمن عثمان
فتح الرحمن عثمان
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 129
Quote: هشام إزًيك حليمة دفعتي. وأنا شاهد على مساككتها للخارجية. وجدتها مرة في العام 1990م بشارع الجمهورية أو الجامعة لا أذكر. لم أكد أعرفها من شدة الغبار المكوم فيها. الله...حليمة؟! ياني حليمة زاته. مالك بقيتي كدي؟ والله تقول شنو! تخيل يا هشام تعرفت عليها رغم أننا في كليات مختلفة. فقد عرفنت أنها قد جاءت من فرنسا قريبا. بت بيضاء برً وجوه. فرنسا زادتها بياضا فوق بياضها الخارجي. وأهلها بالجبل والجزيرة جعلوا جٍبلًتها بيضاء من الداخل. لكن.... آهو دي الانقاذ!!!!!!!!
شكرا عبد الحى على هذه الاضافة. حليمة عفرت قدميها للبحث عن حق صودر منها و من كل السودانيين الغير كيزان عنوة
12-21-2011, 08:38 AM
حمزاوي
حمزاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2002
مجموع المشاركات: 11622
Quote: شكرا هشام المجمر وشكرا للأستاذة حليمة على هذا السرد الرائع والذي يحكي عن واقع مرير صادف الكثيرين لكنهم لم يستطيعوا التعبير بهذه الصورة الرائعة، وما عجبني في كتابتها أنها وضعت المبضع على الجرح .وأول الفساد قطرة ، ومن هذا التمكين أكلت الخدمة المدنية وتآكلت الدولة وما زالت تنهشها الضباع ..
بلد يزيد عدد وزرائها على السبعين ، هؤلاء وزراء الدولة الإتحادية إضافة إلى خمسة عشر واليا ، وعدد لا يمكن تخيله من المعتمدين بعدد محليات السودان واليابان على عظمتها لديها وزير واحد للتجارة والصناعة والإقتصاد. أليس هذا نفسه عين الفساد .. بالله عليك تخيل لو كان متوسط كل مسؤول من هؤلاء نصيبه فقط 10,000 جنيه *( 70 وزير + 15 والي + 135 معتمد + 225 وزير ولائي + 225 وزير دولة + .... سكرتيرة + ... لزوم ما لايلزم ) ، يعني باختصار سوف يكون المبلغ المصروف ما لايقل عن 10000000 شهريا بضربها في 12 سوف يكون المبلغ مهولا يكفي لحل جميع مشاكل السودان والعملية في الآخر حساب لا أكثر ولا أقل ..... اللهم عليك بالظالمين فردا فردا
حكومة الترضيات الرشيقة على حد قولهم و الاكثر ترهلا من أى مقاتل سومو صارت مضحكة فى الاذاعات الاجنبية
12-21-2011, 11:01 AM
هشام المجمر
هشام المجمر
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 9533
سردك جميل ورائع فهذه الدولة قد زاغت من المدار ولا حسرة على دولة يحكمها متنفذون اسلاميون كانوا في بداياتها طالبان افريقيا فكم من مسئول جاهل حاول ان يهدم القلاع والاثارات النوبية بحجة انها تمثل الكفر وعباة الاصنام وقد صادف ظهورهم ظهور طالبان الذي هدموا اعظم تمثال كان يحكي حقبة من التاريخ الافغاني
فيا اختي حليمة لا تبتئسي وانسي الماضي فقد حباك الله زملاء مهنة وزملاء عشرة في رياض الخير خير من زملاء مهنة كانوا بالتأكيد كانوقد احالوكي للصالح العام لانك لست منهم والحمد لله فانتي بيننا. دائما اجدك في المحافل الاجتماعية بثوبك الانيق ما احلاها سيدة سودانية بثوب سوداني.
شكرا على السرد الراقي المسترسل
12-21-2011, 04:06 PM
Elawad
Elawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226
سلام يا هشام والله دي فكرة ممتازة جدا أن يكتب الجميع عن تجاربهم حتى لا ينسى الناس. من أكبر الكوارث أن يتعود الناس على الأوضاع الشاذة و يعتبروها طبيعية و هذا ما حدث لنا في السودان. أصبحنا نظن أن الوضع الطبيعي أن الوظائف تكون لأهل الولاء و أن غيرهم لا حق فيها. تخرجنا بعد حلول الكارثة بأعوام بسيطة لكن لم يخطر ببالنا أن نتقدم لأي وظيفة حكومية لأننا نعرف أن المعاينات يديرها من نعرفهم و يعرفوننا من كيزان الجامعة. سنوات مرة نزف فيها الوطن أبناءه و بناته و ضاعت فرصة للاستفادة من مؤهلات عجيبة و يجيء اليوم الذي تصيغ فيه وزارة الخارجية مذكرات تعج بالأخطاء اللغوية بعد أن كان وزراء خارجية السودان مرشحين للسكرتارية العامة للأمم المتحدة.
الأخ هشام والأخوة المتداخلون والله العظيم لكأنى ارى مرأى العين مصير اولئك الأندال . فهو مصيران لم يكن اشنع وا###### فهو ليس بأقل من مصير القذافى . سؤآل من خلالك ياهشام للأخت حليمة (هل من عودة هل للبى بى سى اف ام) فى عهد وزير الأعلام الجديد؟
12-22-2011, 08:37 AM
هشام المجمر
هشام المجمر
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 9533
الف شكر على تخصيص هذا البوست لنشرلك مقالتي عن فساد الانقاذ وتدميرها الخدمة الوطنية.. واعذرني أخي الكريم على مداخلتي المتاخرة. فقد لفت انتباهي اليه امس احد الاحوة وكنت حينها في ظرف عصيب ضاعظ.. شكري لكل من مر من هنا وقرأ أو قرأ ورفد البوست بمشاركته القيمة وساعود اليهم ان شاء الله فردا فرداً. كما ذكرت هشام فإن الغرض الاساسي من هذه السردية، تحفيز الناس على الكتابة وبسط معاناتهم وتوثيقها للاجيال القادمة.. اتمنى ان تكون هناك زاوية مخصصة في الراكوبة او سودانيز اونلاين، لتكون واحا يتفيأ الناس ظلالها. خالص مودتي وتقديري..
12-22-2011, 11:12 AM
هشام المجمر
هشام المجمر
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 9533
وشكرا يا حلوم على المبادرة بالتوثيق لجرائم الكيزان بالخدمة المدنية وكان لقيت الوقت بجي احكي ليكم تجربة فصل شقيقتر من الخدمة عقابا لها على سؤال تقدمت به لاحد المسؤلين في مؤتمر صحفي ولم يعجبه السؤال.
لكن يا حلوم خذلتيني بعد فصاحتك دل كلها تطلعي بيبسي كولا اما صاحبتك ان شاء الله الكوز يكون ما عبرها لانو دا بكون مشروع لانها تبقى كوزة ويعرسوا ويجيبوا كيزان صغار.
لك محبتي
12-22-2011, 11:34 AM
هشام المجمر
هشام المجمر
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 9533
اخونا على الحاج عندما كان من مراكز القوى قال زولنا لو حافظ آية واحدة بنقدمو فى الصلاة!!!
بدعة طلب قراءة سورة من القرآن الكريم فى المعاينات قصد منها فعلا استيعاد الكفاءات ولا ادرى لماذا ظل الكيزان يحتفظون بلجنة للاختيار يضيعون بها وقت البلاد والعباد. كان من الافضل نقل هذه اللجنة لداخل الحزب توفيرا للوقت و الجهد.
12-22-2011, 12:45 PM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
هشام ..حبابك يا صديق كتر خيرك..لم تستغرقني في كتابة الأسبوع السودانية.. مثلما استغرقتني كتابة الصديقة حليمة هذى (قرأتها اربع مرات.. لمن ناس الشغل قالوا لي جابوا ليك خبر ولا شنو يا مستر كبر..!!؟)..! و اتذكرت كلامات كتيرة خلاص.. من صديقي المشا القضائية لمعاينة..و رئيس لجنة المعاينة قال ليهو (انتو ناس جامعة الخرتوم عاملين فيها انصاف آلهة).. فقام صديقنا نزع شهادتو من قدام الراجل .. فاندهش رئيس اللجنة و قال ليهو (الحاصل شنو؟) .ز فقال صاحبنا .. عشان اوريك انو نحن آلهة عدييل مش انصاف آلهة..! و صاحبي.. القالوا ليهو اقرأ ما تيسر من سورة الدخان.. فقال ليهم اقروهوا انتو..!! عروجا بتجربتي الشخصية مع ديوان النائب العام.. القالوا لي فيها اذكر اسماء ثلاثة وزراء شوايقة في الحيكومة الفيدرالية..(و ح تستغرب لو عرفت انو رئيس المعاينة من دارفور..و الأغرب عمي واحد كاتب لي جواب توصية ليهو شخصيا..!!) محن يا صديقي..و محن..و كتر خير حليمة فتحت السكة..و ياما باكر العالم تنفجر غيظا و تكتب..! و صدق صديقي المهندس العوض.. الحيكومات الظالمة ما قاعدة تستكرتنا الإ لأنها عندها قناعة كبيرة بأننا شعب بلا ذاكرة.. ممكن ببساطة تغشو بحلاوة حربة و ينسى زي السلامو عليكو..!! شكرا حليمة.. شكرا هشام (السنة دي الكاريبي مافي ولا شنو ..!.. باقي راجيين لينا رحلة فسحة ساكت لله..)..! كبر
12-24-2011, 01:00 PM
حليمة محمد عبد الرحمن
حليمة محمد عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 11-02-2006
مجموع المشاركات: 4052
كبر يا صديق.. عساك بالف خير.. والف شكر على كلماتك الطيبات.. والله با كبر محن سودانية على راي استاذنا شوقي بدري.. في كل مرفق هناك مظاليم.. والمشكلة ليل ظلم ممتد.. 23 سنة.. يتضاعف ظلمنا بظلم ابنائنا الذين يوشكون ان يلحقوا بنا في صف العطالة.. تفاجأت بكمية المظالم التي وردت الي ايميلي الخاص فضلا عن المظالم التي حوتها التعليقات الموجودة في عضم المقال في الراكوبة.. لابد من التوثيق لهذه المظالم اليوم وليس غدا..[ وافر التقدير والاعزاز../B]
12-24-2011, 01:05 PM
حليمة محمد عبد الرحمن
حليمة محمد عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 11-02-2006
مجموع المشاركات: 4052
Quote: لكن يا حلوم خذلتيني بعد فصاحتك دل كلها تطلعي بيبسي كولا اما صاحبتك ان شاء الله الكوز يكون ما عبرها لانو دا بكون مشروع لانها تبقى كوزة ويعرسوا ويجيبوا كيزان صغار.
سلامات د. سناء ، الف شكر على المرور والقراءة والتعليق..
خذلتك يا دكتورة ؟ والله ما تستاهلي الخزلان.. لكن اذا كان انا الغير منظمة تملطشت في جميع الاتجاهات، فما بالك بالمنظمين؟ يموتون جوعاً.. المشكلة الكيزان الصغار صاروا كبار وح يستلموا الخانة.. شفتي المغسة كيف؟
12-24-2011, 05:29 PM
سناء الصباغ
سناء الصباغ
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 474
حليمه قدمت مرافعه راكزه ومسنوده بوقائع وأقوال ووثائق وقرائن لاشك فيها فى علمى الأخلاق والقانون لا بل ملزمه لمتلقيها بالموافقه عليها ومباركتها والإقرار بقبولها والحكم لصالح حليمه وإدانة الننظام الذى تسبب فى حدوثها وعقاب أوليائه الذين شاركو فى حدوثها.
منصور
12-25-2011, 01:14 AM
elhilayla
elhilayla
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 5551
حليمة وهشام وضيوفهم المحترمين زي ما وعدتكم اني لو لقيت طريقة سأحكي قصة فصل شقيقتي من الخدمة وها أنا اوفي بوعدي كانت شقيقتي تعمل بقسم الاعلام الخارجي بوزارة الثقافة والاعلام وكان هناك مؤتمر صحفي للمدعو صلاح كرار رئيس اللجنة الاقتصادية مبشرا ببرنامجه اياه للاصلاح الاقتصادي واشار لقيام مؤتمر اقتصادي يسبق البرنامج وعندما فتح باب الاسئلة للصحفيين تقدمت شقيقتي بسؤال فحواه أن هل يمكن الاستفادة من مقررات المؤتمر الاقتصادي الذي تم قبل مجيئ الانقاذ بأيام والذي ساهم فيه خبراء واختصاصيون من كل القطاعات ذات الصلة وذلك توفيرا للجهد والمال خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة؟ فشعر كرار بالحرج وسأل من كان يجلس بجواره عن اسم الصحفية التي تقدمت بالسؤال فأخبره بأن اسمها هناء وهو الاسم الذي نناديها به في البيت ويناديه بها زملاؤها في العمل اما اسمها في الاوراق الرسمية فهو حميدة. بعد يومين فقط من الموتمر الصحفي جاء اسمها على رأس قائمة المفصولين من الوزارة وتحت اسم هناء مما يدل على التعجل وفصل العاملين لاغراض يعلمونها ويعلمها الجميع و ليس من بينها الكفاءة ولا الاداء.
12-26-2011, 05:31 AM
هشام المجمر
هشام المجمر
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 9533
سلامات يا باشمهندس.. وارجو ان اجد العذر على غيابي عن المنبر، الذي واجهت في الايام الماضية صعوبة كبيرة في فتحه.. وانا كما تعلم ربة منزل بالصباح ومدرسة للاطفال بالمساء.. للاسف الجلوس امام الكومبيوتر، لمن هن في مثل حالتي، يعد نوعا من الرفاهية التي يتعذر الاقتراب منها براحة بال، مع زمني الممحوق هذا.. ادناه الرابط الى الجزء الثاني والاخير من حكايتي مع الخارجية بعنوان: فتش عن البنطلون: http://www.sudaneseonline.com/news-action-show-id-38811.htm ساعود لاحقا الى الاخوة المشاركين.. حتى حينه لهم فائق مودتي وتقديري.. ولك يا ابن الاكارم..
12-27-2011, 05:58 AM
حليمة محمد عبد الرحمن
حليمة محمد عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 11-02-2006
مجموع المشاركات: 4052
الحليلة يا صديق.. حبابك، وحقوق الملكية الفكرية محفوظة لصديقنا الاخر كبر في اقصى سافل (شمال) الكرة الارضية. شكرا على مرورك ورفد البوست بمشاركتك القيمة.. العبارة المقتبسة اعلاه ذكرتني قصيدة لاحد جدودي وهو حاج البخيت على ابو الضو من مدينة طابت.. ذكر فيها هذه العبارة مع اختلاف الصياغة الشعرية.. اهديك القصيدة كاملة عربون اخوة وصداقة:
Quote: أحوال الزمن وتغيُره :
أحوال الزمن أبت العدالـــــــــــــة قوم يا مجتهد وأنشد عدالــــــــــــة في أبو جلداً رهيف تجد الندالـــــة غرقت تماسيح كبار عامت ورالة
****
النصيحـــة غابــت مـن رُجـــــالا بشوف لعب أب ضِنيب حصلت وباله وإبليس اللعين خش في مجــــــالا أحزاباً تشيع والإستقالـــــــــــــــه
****
بشوف الناس بقت للشر عُجالـــــه بشوف إتمادوا في أمر الرجالـــــه بشوف بقت الثُقات فاقدة اللغالـــــه بشوف هاج الخصي وفزرت فُحاله
****
بشوف الأُسود في الغابة بقت جفاله بشوف الكُرام حتلوا وطلعوا السفاله بشوف كل القُرود لبست حفالــــــــه بشوف ملأو المجالس بالرفالــــــــه
****
بشوف أهل الفهم لزمت للألـــــــــه بشوف أهل الذِكِر تركُو الجلالــــــه بشوف إبليس ضِحِك علت العلالـــه بشوف الخُوة هارت في الضلالــــه ****
بشوف فِعل المُقِل أصبح مثالــــــــه بشوف أهل المروءة أضحت كساله بشوف الناس صدوا عن الرسالــــه يارب العِباد أقبل وصالــــــــــــــــه
****
شيخ هاشم تعال يوم البطالـــــــــــه تعال نشرح كلام ود عم وخالـــــــه تعال نرفع يدانا بدون بخالـــــــــــه لو يُقبل دُعانا هجُرنا طـــــــــــــالَ
****
من عند البخيت هذي المقالـــــــــه مقصود القبول بها والإقالـــــــــــه من أفعاله قدم إستقالـــــــــــــــــــه والمضى لايعود مثلاً يُقالـــــــــــه
د. سناء سلامات لكن يا سناء لو ترك اختك في الوزارة بعد سؤالها القدر الضربة يكون غلطان.. دي ما نسفت ليهو استراتيجية عقد المؤتمرات والنثريات والهيلمانات.. ده سؤال كبير وواعي وفاهم وديل ناس ما بنفع معاها عقل قدر ده.. الراجل عنده حق ولا ح يأكل عيشه مع الزي ناس حميدة ديل كيفن؟ تحياتي لحميدة..هناء
12-27-2011, 06:46 AM
هشام المجمر
هشام المجمر
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 9533
Quote: وانا كما تعلم ربة منزل بالصباح ومدرسة للاطفال بالمساء.. للاسف الجلوس امام الكومبيوتر،
اتوقع ذلك و اعرف امهات سودانيات كثيرات مثلك يبذلن الغالى و الرخيص فى تربية اجيال صالحة لهذا الوطن ومع ذلك يا حليمة انت تجدين الوقت لهذه الكتابة الفاعلة
بوركت من ام و من كاتبة
12-27-2011, 07:11 AM
هشام المجمر
هشام المجمر
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 9533
توثيق الفساد في ظل الإنقاذ ... هدم الخدمة المدنية بـ " التمكين" (الجزء الثاني)
حكمة المقال: مِكِنوا ولم يتمكنوا..واسقطوا حرف الألف عن لامه في عبارة "لا لدنيا قد عملنا"، فاستقام الوضع!!
15) تعازي الحارة للشعب السوداني في نصير المهمشين د. خليل ابراهيم محمد زعيم حركة العدل والمساواة. عاش زاهدا في نعيم الدنيا، ومات واقفا كما النخلة.. خالص اعتذاري لتأخري عن نشر ما تبقى من حلقة "هدم الخدمة المدنية بـ"التمكين"، نسبة للجو العام، ولأسباب خارجة عن إرادتي. عميق شكري وامتناني لكل من اطلع على الموضوع ورفده ببعض تفاصيل مظلمته ، فأضاف إليه معلومات قيمة، عززت مصداقيته. نواصل اليوم ما انقطع من مشوارنا التوثيقي.
قَـلَبوها..!
16) لم يكن اختفاء اسمي من قائمة الاحتياطي و "الطَّيَشة" مبلوعا ، خاصة وأن كل الشواهد رشحت باجتيازي جميع مراحل الامتحان بجدارة، فكيف يتقدم عليَّ من كان معروفا عنه انه لم (يعتب قط باب) شعبة اللغات الأوروبية يوما وهي اللغات التي تم اختبارنا فيها؟ شعور بالإحباط والضعف، والهوان وقلة الحيلة، والعجز تملكني ولكنني لم أكن أريد الاستسلام والتسليم، حتى بأضعف الإيمان، فقررت التحري والوقوف على حقيقة الأمر عسى أن يشفي ذلك بعض غليلي..
17) لعلكم تذكرون قريبي الذي ذكرته في الحلقة السابقة، والذي بشرني بالنتيجة قبل ظهورها بعدة أيام.. ذهبت إليه وأخبرته ما حدث. اندهش الرجل، وطلب إمهاله يومين. حينما قابلته بعد ذلك، أكد لي صحة معلومة تصدري القائمة، وزاد أن ترتيبي كان في المركز الثاني، في الامتحان التحريري، ثم تقدمت إلى الأول بعد المعاينة الشفهية. واخبرني أن مصدره أنبه قائلاً : " ياخي مالك داير تضيعنا ؟ آآى قريبتك كانت الأولى زي ما قلت ليك لكن ،النتيجة قلبوها كده". وقبض كفه الأيمن وقلبه محاكيا حركة القَلْب.
18) استعدت بعض ثقتي بنفسي بعد هذه الإفادة، التي تطابقت مع إفادة أخرى جاءت لاحقا من شخصية نافذة بديوان شئون الخدمة العامة. في ذلك الزمان " 1990-1991”، كنت اعمل مؤقتا ، بولاية الخرطوم، في تفريع بيانات دراسة خاصة بالنقل الجماعي، كانت بإشراف مجلس الوزراء. تعرفت هناك على شخصية كبيرة بالولاية، وحينما علم ذات يوم أنني احمل تخصصا في اللغة الفرنسية، سألني لماذا لم أتقدم للعمل ببعض المرافق الهامة كالخارجية.. فأخبرته بالأمر، وأبديت الرغبة في معرفة سبب إقصائي، فأرسلني الرجل مشكوراً، إلى شخصية نافذة من معارفه بالديوان، والذي كرر بدوره نفس رواية قريبي..لخص الموضوع في كلمتين فقط: "النتيجة قلبوها". "قلبوها"؟ للأسف، فإن أسئلة من شاكلة من فعل ذلك؟ ولم؟ لا يُرْجَى من ورائها نفعا في مثل ذلك الوضع. فالحكومة اجتهدت منذ صبيحة 30 يونيو 1989، في إفراغ وكنس كل دروب التي أمامها لتضع بنيانها الخاص كيفما اتفق.
تعرســــيني؟
19) لكن بالرغم من ما حاق بي من ضيم وإجحاف، وإقصاء، إلا أنه يبدو أن تحركاتي أو ردود أفعالي الأخيرة لم ترق لـ"بعضهم"، فقرروا إسكاتي بشتى السبل، ترهيبا وترغيبا. وكما يقال في المثل "رضينا بالهم ولكن الهم ما راضي بينا".
حدثان وقعا في وقتين متقاربين. في احد الأيام وبينما كنت في انتظار "بص الموظفين" الذي يقلني مع زملائي من جبل أولياء والى الخرطوم وبالعكس، والذي كان يتخذ من الجهة الغربية لمكتب العمل بشارع عبد المنعم، موقفا.. اقترب منى احد أقاربي ، معروف عنه ميوله "الاسلاموية" و سألني فجأة، ودون مقدمات: - ناس الجهاز جوك؟ فسألت بدوري بكل سذاجة: - جهاز شنو؟ - جهاز الأمن..! -الأمن؟ أعوذ بالله..!! وديل دايرين مني شنو كمان ؟ ده أنا أخاف من البوليس، يقوم يطلع لي الأمن كمان؟.!! سألت وقد اختلطت مشاعري بين التوجس والخوف والقلق. نقل لي الرجل، رغبة من أسماه (ي. أ. ا.)، برتبة رائد – آنذاك- في مقابلتي، وحدد يوما لذلك.
20) بالكاد التقطت إذني كلمات الرجل الذي اخبرني أن "ناس الجهاز" – كما كان يطلق عليهم طيلة حديثه معي- على علم بتحركاتي، وأن الكلام الدائر في المنطقة من أنه تم استبعادي ظلما ، كلام تنقصه الدقة ، وأن استبعادي تم "فعلا"- مع التشديد على فعلاً - لأنني غير محجبة – (تهذيبا لكلمة غير محتشمة) . و بينما أنا بين التصديق والتكذيب والذهول والحيرة ،تابع قريبي "أنهم (ناس الجهاز) كان بإمكانهم الحضور إلى مكان عملك وتهزئتك أمام العاملين، ولكنهم راعوا ذلك إكراما لي" - أي إكراما لقريبي (المُرْسال)، والذي – كلي ثقة – أن الله لم يفتح عليه بكلمة واحدة سوى نقل الرسالة الشفاهية.
21) دار بيننا لغط حول الاحتشام وتعريفه، ثم أشار على الرجل بإحضار البوم الصور خاصتي، والذي وثقت بين دفتيه ذكريات رحلتي إلى فرنسا...وافقت على إحضار "دليل الاتهام" ، شريطة أن يريني صديقه "الامنجي" الصور الخليعة. ولفت انتباهه إلى أنني ربما أقوم بسحب الصور المعنية واستبدالها بأخرى أكثر احتشاما، لذا عليه أن يكون "مذاكرا" جيدا لما يحويه الدليل قيد الاتهام. ثم فاجأته بسؤال مباغت "بعدين صاحبك ده شاف صوري البتكلم عنها دي وين؟ " رد باقتضاب بان "الرجل عرف بطريقته الخاصة وخلاص"..!
22) بعد يومين من هذا الحوار، والذي لم يزل تأثيره مسيطرا عليَّ، اقترب منى احد المحسوبين على التيار المتأسلم أيضا، وأعرفه جيدا، فاخبرني انه يريدني في أمر خاص.. انتحى بي جانبا ، بالقرب من موقف البص، ثم ، لدهشتي الشديدة، أبدى رغبته في الزواج بي.. - زواج؟ من منو؟ إنت؟ - ايوة؟ مالو؟ واتبع السؤال بنظرة استنكارية لم تخلُ من الحرج. - إنت موش متزوج وعندك أطفال؟ - ايوة مالو؟ عايز زيادتهم..وكمان عايز أجيب ليَّ أطفال فصيحين زيك كده..!!. - ياخي أنا مرتبطة؟ ( من سخرية الأقدار أنني وزوجي الحالي)، خطيبي آنذاك، كنا – تحت اصراري - قد ربطنا حضور أهله إلى أسرتي لإكمال إجراءات الخطوبة رسميا، بتوظيفي، وقررنا أن يكون ذلك مباشرة بعد استلامي أول مرتب.)
- يعني ما مخطوبة؟ خلاص زولك ده طارح نفسو، وأنا طارح نفسي. - هَيْ يا الطَرِح ويا القسمة ويا الضرب..ياخي يطرحك من رحمته.. قوم لـِف كده ولا كده..! - آأأهـ؟ قلتي شنو؟ - ياخي قلت ما عايزة عرس.. شنو هو بالعافية؟ مكنة تفريخ أنا عشان أعرسك و أفرخ ليك أطفال حسب طلبك؟ بالله عليك الله ما بتبالغ؟ ياخي ما بتستحي تجي تقول لي عايز أتزوجك عشان ألد لي منك أطفال.. وُ توووش كده كمان؟ وانطلقت أزبد وأرغي.. لا أدري فقد تملكني شعور قوي بأن هؤلاء القوم يظنون أنهم بهذه السلطة التي اغتصبوها ،يمكنهم تسيير مخلوقات الله كما يشاءون.
23) حضرت في الموعد المضروب للقاء رجل الأمن، حسب طلبه، وظللت في انتظاره، دون جدوى، حتى نهاية الدوام . حضر قريبي قبل أن يتحرك البص بقليل، ونقل إليَّ اعتذار الرجل عن الحضور نسبة لمشاركته في مسيرة نصرة القدس التي اعتدى عليها الإسرائيليون آنذاك (أكتوبر 1990)، وانه سيحدد موعداً لاحقاً لمقابلتي. أخبرته برفضي، وطلبت منه أن يخبر صديقه، أنه إن أراد مقابلتي، فعليه الحضور إلى حيث يجدني، خاصة انه يعلم أين اعمل. كنت وقتها اعمل صحفية متعاونة بالدار السودانية للطباعة والنشر، و التي تطبع مجلة "سوداناو"، وصحيفة "نيوهورايزون" وبعض المطبوعات الأخرى. تلك قصة ساتعرض لها لاحقا باختصار شديد.
الرقيب الذاتي والقوائم ..!
24) لم يحضر أحد لاستجوابي أو "تهزئتي" كما كنت اتوقع، لكن الرسالة كانت قد وصلت.. فلفترة طويلة تنامى لدي الإحساس الداخلي الرقابة الذاتية، فكنت أعمد، لا شعوريا، إلى تشفير الكثير من كتاباتي، فضلا عن اكتشافي أن يدا خفية تمتد بين الفينة والأخرى، لتعبث بأوراقي ودرج طاولتي.. فقد اختفى من طاولة مكتبي أهم بحثين خاصتي، أحدهما عن القطار السريع الفرنسي (Le TGV)، وكان الفائز بالمركز الأول في مجموعتنا التي قضت العام الدراسي بجامعة ليون الثانية، وبحث آخر فاز بالمركز الثاني، تناول تعدد الزوجات في المجتمعات الإفريقية المسلمة، كنت قد أعددته في سنتي الدراسية الخامسة بالكلية..
25) واحدة من تداعيات هذه القصة أن ظل اسمي لفترة من الزمن في القوائم " المحظورة عن السفر، مما يستدعى بأن يتشرف المسجلين بها، زيارة وزارة الداخلية لفك الحظر عنهم، في كل مرة ينوون فيها السفر إلى الخارج، ليعود الحظر مجددا وبأرقام تختلف عن سابقتها بعد نهاية كل سفرية. مازالت ذكرى المرة الأولى طازجة في مخيلتي. كنت بصدد السفر إلى السعودية، وحينما سمعت اسمي يُنَادَى عليه، فرحت أيما فرح، لتنقلب الفرحة بعد قليل إلى غمين: غم المشوار من منطقة نمرة 2، إلى وزارة الداخلية لفك الحظر ثم انتظار المجهول.
26) 23 عاما مرت يا سادتي وما زلت على رصيف البحث عن عمل ثابت، يسري فيه عليَّ ، ما يسري على مخلوقات الله من ترقي وظيفي، وزيادة راتب، ومعاش تقاعدي يعينني في مقبل ايامي المدبرة..الخ، عمل يشعرني بأنني سأسدد للشعب السوداني الكريم بعض من جمايله عليَّ، اقله إدخال البهجة والسرور على نفوس والديَّ، لكن شاءت إرادة الله أن لا يتم ذلك، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.
البنطلون والألبوم..!
27) تلك حكايتي باختصار وبكل شفافية مع العمل في وزارة الخارجية، علماً بأن الوزارة لم تكن المرفق الحكومي الوحيد الذي رجعت منه بخفي حنين. لعل أكثر ما يزعجني إلى يومنا هذا، "أنهم" – قَدَّسْ الله سِرَهم - لم يكتفوا بإبعادي فقط وإنما طفقوا يبحثون عن مبررات خبيثة لتمرير، وتبرير فعلتهم. فكان البنطلون الهدية التي هبطت عليهم من السماء.. لفترة طويلة كنت محتارة في امري وأتساءل عما اذا كان ذلك الذي كنت ارتديه بنطلونا أم مايوهاً؟ قد لا يصدق بعضكم هذه الواقعة، لكنها حدثت، كما رويتها بحذافيرها دون زيادة أو نقصان..
28) يبدو ان البوم صوري هو المتهم الأساسي في حكايتي هذه. فـ(إتْلَوَّمْت) أنا في مسعاي الاحتفاظ ببعض ذكرياتي في صور، مثلي مثل اي شخص من الله عليه فجأة بسفر إلى بلاد النور، لم يكن في الحسبان. ولم أكُ اعلم انه كان مطلوب مني أن أكون استثناءَ، و أنا التي لولا جامعة الخرطوم، لربما لم يكن بمقدوري امتلاك وثيقة سفر، إلي يومنا هذا؟ فإن كانوا يرون في الذهاب إلى فرنسا أمرا عاديا، مثلما افعل في رحلتي اليومية من الجبل إلى الخرطوم، فأنا لا أرى ذلك. للمعلومية، كان الألبوم –الذي ما زلت أحتفظ به - أول شيء اقتنيته بستين فرنكا فرنسيا، من بائع متجول سنغالي في زيارتي الاولى لساحة المونمارتر، مساء وصولي إلى باريس ، ومذاك طفقت اوثق فيه لكل المناشط الثقافية والسياحية والاجتماعية التي شاركت فيها بدءا ببرنامج رحلاتنا الشهرية، والتي تعد جزءا أصيلاُ من البرنامج الدراسي، مرورا بجلسات المسرح ، وانتهاء بأيامي الأخيرة في مدينتي ليون وباريس .
هذا كوم. والكوم الثاني ما دخل بنطلوني الذي كنت ارتديه قبل ثلاثة سنوات من جلوسي لامتحان الخارجية بالخارجية؟ يبدو أن البنطلون – للدقة بنطلونان - الذي أرسله لي شقيقي الأكبر من مدينة جدة قبيل مغادرتي السودان، يعادل ، لدى هؤلاء السادة، التسكع "ميطي".. فبالنسبة لهم : الحياء كل الحياء في لبس العباءة، والفسق والفجور في لبس البنطال ولو كان في بلاد الغال. على ذكر العباءة لا يفوتني ان اذكر كيف امتلأت بها الأسواق في تسعينيات القرن الماضي، حتى فاضت، وكانت تباع لجميع شرائح المجتمع بالجملة والقطاعي، في الاسواق ،كما في اماكن العمل، دون مراعاة لخصوصية المجتمع السوداني. لعل هذا التجاهل المتعمد لهذه الخصوصية، يعد واحدا من الاسباب التي اودت بثلث مساحة السودان. فقد تناسى القوم أن هناك بيئات في السودان (القديم) تلزم حالة الطقس أهلها، من بين عوامل كثيرة، بالتخفف- إن لم يكن التحلل التام – من المحيط والمخيط.
29) خلاصة الأمر يا سادتي الكرام، أننا ابتلينا بحكومة لا تعرف الخجل، وتعوزها المصداقية والشرعية و"الشخصية".. "تأشر يمين وتلف شمال"، ترفع شعار الدين وتعمل عكسه..فعبارة "هي لله" يجب أن يعيدوا النظر فيها خاصة في ضوء المحسوبية، والتزوير، والفساد الذي عم "القرى والحضر"، والذي بدأ بالتوظيف، لينتهي بـ(خج) الانتخابات الرئاسية.
ضياع الشباب..!
30) القراء الأعزاء....صحيح أن حكايتي تنطلق من تجربة شخصية، لكنها قد تعكس حكاوي مئات الألوف ممن قُذِف بهم إلى الشارع العريض قبل أن "تتوهط أقدام الإنقاذيين مضارب الخدمة المدنية"، وذلك بدعاوى إنهاء الخدمة للصالح العام أو- الأسوأ منه - فائض العمالة. وحينما خرجت النساء إلى العمل كبائعات في الطرقات الأسواق والمصالح العامة، حوربن في أرزاقهن وتم تنميطهن، و دمغهن بألقاب ما انزل الله بها من سلطان.
31) ابنة شقيقي التي أعطتني جدتها "سرتها" لأدفنها في الجامعة تيمنا بي، و لتصبح "أفندية وتركب العربية"، كما كانت تحلم المرأة، تخرجت قبل أربع سنوات من إحدى الجامعات المرموقة، ووجدت كل أبواب موصدة أمامها، وحينما حالفها الحظ، وجدت عملا في القطاع الخاص براتب زهيد دوامه اليومي أكثر من 13 ساعة .. وضع بما هي باكية منه، محسودة. فوجئت ذات يوم أنها تعاني في بعض الأحايين من ارتفاع ضغط الدم، فسألت الصديقة د. ناهد محمد الحسن، أخصائية الصحة النفسية بمستشفى التجاني الماحي، عن مسببات هذه الظاهر في هذه السن اليافعة، وكنت أظن أن الوضع خاص بابنة أخي، فأخبرتني أن معظم الشباب الذين يعودون عيادتها ، هم من نفس فئتها العمرية، يشكون من أعراض مماثلة..!
32) 23 سنة إنقاذية عجفاء ، شهدت تخريج 23 دفعة ، من أكثر 88 جامعة، وما زالت مكنسة الإنقاذ "مُدَوِّرة"..إن الجيل الذي أقصته عن وظائفه، بلغ اليوم أبناؤه وبناته ، من كانوا رضعا أو نطفاً في الأرحام، مبلغ الرجال والنساء، ولحقوا بهم في صفوف البطالة والفقر والافقار ، بينما لا زال الدرب إلى الخدمة معبدا حصريا "بزفت إنقاذي" ..!!
قوى بشرية مهدرة وطاقات شابة محنطة. اختلال وظيفي، يتبعه اعتلال صحي في طريقه إليهم. ليت الأمر اقتصر على ذلك. الزواج العرفي و الانفلات الاجتماعي والجامعات والمخدرات.. عناوين كنا نقرأها على الاغلفة الخارجية لمطبوعات قادمة الى الخرطوم من بعض دول الجوار، لتحتل اليوم مكانها الثابت في مطبوعاتنا السيارة والتقنية. أجيال من العاطلين عن العمل تضاف الى الارقام المتكدسة ، تخرجها تروس الجامعات الـ(مُدَوِّرة)، و أخرى قيد الإنشاء، لتقف شاهدا على فشل السياسات الحكومية. فقر يورث الفقر كابراً عن كابر..ولا عزاء لجيوش المرافيت من الآباء والأمهات..!
عطالة .. جميع الأصناف..!
33) من بين المعلقين على المقالة السابقة، ومن راسلني في ايميلي الخاص، نماذج لأساتذة جامعيين، ومترجمين ، وخريجي هندسة عاطلين عن العمل، وضع يقول إن الروح بلغت الحلقـ(وم). حدثني زوجي الذي يعمل مهندسا، أنه في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات، كان رجل الأعمال الشيخ مصطفى الأمين، عليه الرحمة، يحضر بنفسه إلى كلية الهندسة بجامعة الخرطوم، عقب ظهور النتيجة النهائية للخريجين الجدد مباشرة، ويقوم باختيار المهندسين من الخريجين للعمل بمصانعه، (مع ايلاء أولوية خاصة لتشغيل الخريجين من غرب السودان) . تذكرت إفادته هذه بينما ابني البكر على أعتاب الجامعة ، وواقع الحال يقول انه لن يكون محظوظا كوالده ليجد له موطئ قدم ،مؤقت، في خدمة "السجم والرماد" تلك، وانما نصيب والدته هو الـ"مُحَمِدُه".
33) من عجب حكومة ترتكب كل هذه المظالم تحت مظلة إقامة شرع الله على أرضه السودانية وإعادة صياغة إنسانه، بينما لسان حال الأخير يخبر أن الإنقاذ "إنقاذها لحسة كوع". فعن أي صياغة تتحدث وأي شرع تشترع؟ الشريعة التي تم تفصيلها عباءة إنقاذية عند "ترزية الفتاوى بينما يفور من تحتها تنور التهميش والتسريح والتشريد والإقصاء والتقتيل. ظلمات بعضها فوق بعض، إن مددت يدك لم تكد تراها.. أي تمكين هذا، وأول ما فعله أن "تَكَـَا" الخدمة العامة وذبحها من الدرجة الرابعة عشرة إلى الأولى؟ فصرنا الطـَّيَشة" في كل المحافل الدولية من الرياضة الى النزاهة. أي شرع هذا الذي يجعل صاحبه يعترف بدم بارد بقتل عشرة ألاف نسمة، وكأنما يتحدث عن نحر غنم زَهَرة..!! أي دين هذا الذي احل لهم التطاول في البنايات، وركوب فارِه السيارات والعلاج في أفضل المستشفيات، بينما "فقيرات المدن" يضعن أحمالهن في الطرقات العامة، على مرمى حجر من حيث يستشفون. أي دين هذا الذي أباح لهم الإشباع المتخم لشهوتي البطن والفرج فأثنوا وثَلـَّثوا ورَبَّعوا، بينما كَرْكَرة الأمعاء الخاوية لليفع من قاطني بيت المايقوما تهزم سكون الليل، و تستصرخ الضمير الإنساني.!
إلى اللقاء الأسبوع القادم في محطة جديدة من محطات الخدمة المدنية..
Quote: حليمه قدمت مرافعه راكزه ومسنوده بوقائع وأقوال ووثائق وقرائن لاشك فيها فى علمى الأخلاق والقانون لا بل ملزمه لمتلقيها بالموافقه عليها ومباركتها والإقرار بقبولها والحكم لصالح حليمه وإدانة الننظام الذى تسبب فى حدوثها وعقاب أوليائه الذين شاركو فى حدوثها.
شكرا منصور المفتاح
12-27-2011, 09:11 PM
حليمة محمد عبد الرحمن
حليمة محمد عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 11-02-2006
مجموع المشاركات: 4052
Quote: حليمه قدمت مرافعه راكزه ومسنوده بوقائع وأقوال ووثائق وقرائن لاشك فيها فى علمى الأخلاق والقانون لا بل ملزمه لمتلقيها بالموافقه عليها ومباركتها والإقرار بقبولها والحكم لصالح حليمه وإدانة الننظام الذى تسبب فى حدوثها وعقاب أوليائه الذين شاركو فى حدوثها.
منصور المفتاح يا قريبي... عساك والاسرة بالف خير.. المرافعات الراكزات انت صاحبها بلاشك.. حاولت تجزئة مداخلتك والرد عليها.. غلبني. حاولت اتناساها واسلم وامرق بدربي غلبني. ماذا اقول؟ الله يفتح لي بلسان زرب (ذرب) مثل لسانك.. تقديري ومودتي
12-27-2011, 09:17 PM
حليمة محمد عبد الرحمن
حليمة محمد عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 11-02-2006
مجموع المشاركات: 4052
Quote: سؤآل من خلالك ياهشام للأخت حليمة (هل من عودة هل للبى بى سى اف ام) فى عهد وزير الأعلام الجديد؟
الاخ قلقو عساك بالف خير.. الف شكر على المرور الباذخ.. والله يا قلقو يؤسفني انني لن استطيع الاجابة على سؤالك المقتبس عاليه.. لانني لست حليمة عبد الرحمن ( بي بي سي).. هي صديقة وزميلة عزيز.. عملنا معا بسوداناو ثم التحقت هي بالبي بي سي بينما اتخذت انا شأنا اخر في الحياة.. على العموم ساحول سؤالك لها قريبا.. وافر تقديري..
12-27-2011, 09:22 PM
حليمة محمد عبد الرحمن
حليمة محمد عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 11-02-2006
مجموع المشاركات: 4052
ولك اضعافها ياصبري يا شريف.. الوليد مبروك.. يربى في عزك ويغذر بيك وباخوانه..سلامي للغالية ايناس وارجو ان تنقل تهانئ اليها. عرفت بالخبر متاخر.. بحثت عن البوست في الصفحة الاولى لم اجده.. ان شاء الله ما يكون مشى الارشفة. يا صبري انت فتحت مواضيع كتيرة خلاص..كل واحد عايز ليه رد لوحده. ساعود اليك.. الى حينه ارجو ان تجدع لي ايميلك في الخاص.
12-27-2011, 09:33 PM
حليمة محمد عبد الرحمن
حليمة محمد عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 11-02-2006
مجموع المشاركات: 4052
Quote: من أكبر الكوارث أن يتعود الناس على الأوضاع الشاذة و يعتبروها طبيعية و هذا ما حدث لنا في السودان. أصبحنا نظن أن الوضع الطبيعي أن الوظائف تكون لأهل الولاء و أن غيرهم لا حق فيها
الله يخليك يا أخ العوض.. شخصت الداء تماما.. يبقى بعض الدوا ، او معظمه هي الكتابة.. لذا يجب ان لا نتواني في توثيق معاناة ابناء جيلنا.. وافر محبتي..
12-27-2011, 09:42 PM
حليمة محمد عبد الرحمن
حليمة محمد عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 11-02-2006
مجموع المشاركات: 4052
Quote: يا هذه الجميلة الحليمة يامن ولدت في دولة لئيمة
الاخ زمراوي الولي الف شكر على المرور واضافة تلك المداخلة العظيمة على البوست. في كلمة واحدة يا زمراوي اختصرت مأساة جيلي والاجيال التي تلت.. فلك الشكر اجزله.
12-27-2011, 09:49 PM
حليمة محمد عبد الرحمن
حليمة محمد عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 11-02-2006
مجموع المشاركات: 4052
تحرم حليمة -وهي المؤهلة -من الالتحاق بالخارجية ..ويعين فيها خريجو التربية جغرافيا وتأريخ ولغة عربية !!!
فتحي الصديق سلامات المشكلة موش حليمة بس دي جيلي والاجيال التي تلت طيلة الـ23 عاما التي مضت.. نحن ظللنا واققين في الصف حتى لاكثر ن عشرين عاما.. المشكلة اننا تقدمنا للتوظيف في جهات عديدة وكان جزاءنا الطرد.. الله غالب
12-27-2011, 09:51 PM
حليمة محمد عبد الرحمن
حليمة محمد عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 11-02-2006
مجموع المشاركات: 4052
Quote: حليمة دفعتي. وأنا شاهد على مساككتها للخارجية. وجدتها مرة في العام 1990م بشارع الجمهورية أو الجامعة لا أذكر. لم أكد أعرفها من شدة الغبار المكوم فيها. الله...حليمة؟! ياني حليمة زاته. مالك بقيتي كدي؟ والله تقول شنو!
شهد شاهد من اهلهـ(ا) شكرا يا عبد الحي يا زميل على هذه الشهادة القيمة.. ما ناسية المشهد ده.. قرط على كده.. نفس المشهد ده تكرر في مصالح اخرى.. تابعني.. تقديري ومعزتي.
12-27-2011, 10:04 PM
حليمة محمد عبد الرحمن
حليمة محمد عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 11-02-2006
مجموع المشاركات: 4052
الاخ العزيز حامد بدوي بشير جزيل شكري على المرور والمرافعة العظيمة. ايدك معي حتى نخرج بهذا الجهد الى بر الامان.. اضعف الايمان ان نحكي ما مررنا به، فتكون بذلك وثيقة تاريخية للاجيال القادمة ونكون بذلك قد وضعنا اساس متين للرواية الشفاهية. عميق تقديري..
12-27-2011, 10:17 PM
حليمة محمد عبد الرحمن
حليمة محمد عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 11-02-2006
مجموع المشاركات: 4052
Quote: هو الدولة السودانية إتكسرت من شوية ما هو يفصلوا (وما يعينوا ) الشطار ويعينوا ويرقوا البلداء فقط لأنهم إسلاميين يفضلوا أهل الولاء علي أهل الكفاءة
نصار سلامات هناك مقولة ساخرة تنسب الى استاذنا الكبير محجوب محمد صالح.. يقال انه قال عن الحال المائل .. ان تعمل كتير تغلط كتير ما تترقى كلو كلو ان تعمل قليل تخطى قليل.. تترقى قليلا.. ان ما تعمل كلو كلو .. ما تغلط كلو كلو .. تترقى طوالي.. شكلها الحكومة، سواء صحت نسبة الكلام الى محجوب محمد صالح ام لا.. شكلها شغالة بالكلام ده.
12-27-2011, 10:27 PM
حليمة محمد عبد الرحمن
حليمة محمد عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 11-02-2006
مجموع المشاركات: 4052
Quote: ومن هذا التمكين أكلت الخدمة المدنية وتآكلت الدولة وما زالت تنهشها الضباع
انور سلامات من باب التمكين اكلت الخدمة المدنية.. فمكن الجماعة ونحلت الخدمة حتى اوشكت تتلاشئ وهم مازالوا كل يوم يمطونها مطا حتى اوشك نفسها ان ينطقع... تخيل زي الكانك مشيل لوري متهالك اللساتك فوق حمولته وعايز تقطع بيهو ترعة.
12-27-2011, 10:54 PM
Nasr
Nasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10845
Quote: من عجب حكومة ترتكب كل هذه المظالم تحت مظلة إقامة شرع الله على أرضه السودانية وإعادة صياغة إنسانه، بينما لسان حال الأخير يخبر أن الإنقاذ "إنقاذها لحسة كوع". فعن أي صياغة تتحدث وأي شرع تشترع؟ الشريعة التي تم تفصيلها عباءة إنقاذية عند "ترزية الفتاوى بينما يفور من تحتها تنور التهميش والتسريح والتشريد والإقصاء والتقتيل. ظلمات بعضها فوق بعض، إن مددت يدك لم تكد تراها.. أي تمكين هذا، وأول ما فعله أن "تَكَـَا" الخدمة العامة وذبحها من الدرجة الرابعة عشرة إلى الأولى؟ فصرنا الطـَّيَشة" في كل المحافل الدولية من الرياضة الى النزاهة. أي شرع هذا الذي يجعل صاحبه يعترف بدم بارد بقتل عشرة ألاف نسمة، وكأنما يتحدث عن نحر غنم زَهَرة..!! أي دين هذا الذي احل لهم التطاول في البنايات، وركوب فارِه السيارات والعلاج في أفضل المستشفيات، بينما "فقيرات المدن" يضعن أحمالهن في الطرقات العامة، على مرمى حجر من حيث يستشفون. أي دين هذا الذي أباح لهم الإشباع المتخم لشهوتي البطن والفرج فأثنوا وثَلـَّثوا ورَبَّعوا، بينما كَرْكَرة الأمعاء الخاوية لليفع من قاطني بيت المايقوما تهزم سكون الليل، و تستصرخ الضمير الإنساني.!
تسلم إيدك، ويسلم فاك وعقلك وضميرك الصاحي كل هذه الإنسانية وداير ليك وظيفة في دولة المشير السفاح ؟؟؟؟؟ تأخدي حقك في الدنيا قبل الآخرة إن شاء الله
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة