دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية !
|
الخرطوم 7 مارس 2012
حضر متأخرا بعض الوقت بكامل اناقته مصافحا كل من وجده امامه حتى استقر به المقام فى منصة القاعة الكبرى بوزارة الخارجية التى امتلأت بالدبلوماسيين والسفراء والاعلاميين للاستماع الي د.منصور خالد الذي استضافته رابطة سفراء السودان والمركز القومي للدراسات الدبلوماسية في محاضرة بعنوان تجربة حياة والتى تأتى فى اطار مشروع توثيق تاريخ الدبلوماسية السودانية. شكل العلاقة بعد مقدمة طويلة عن سيرته الذاتية قدمتها المنصة التى عددت القابه فكان الاستاذ، والصحفى، والدكتور، والسياسى، والقانونى، والكاتب المؤرخ، د. منصور خالد، بدأ حديثه عن الدبلوماسية والسياسة الخارجية وشكل العلاقة التى تربط بينهما، وقال ان السياسة الخارجية والدبلوماسية امران مختلفان جدا رغم تداخلهما، باعتبار ان الدور الاساسي للدبلوماسي ليس معالجة العلاقات بقدر ما هو محاصرة الازمات مما يجعل من الدبلوماسي "ضابط مطافئ"، ويضيف جوهريا ليست هناك سياسة خارجية حتى اذا اتفقنا على ذلك من الصعب الفصل بين السياسة الداخلية والخارجية باعتبارهما وجهين لعملة واحدة، مشيرا الى ان ممارسة السياسة فى الداخل تعني اعمال السلطة على الرقعة الوطنية، وتأكيد الاستقلال للخارج، بالاضافة الى العناية والارتقاء باهل البلد، فضلا عن كفالة حرياتهم وحقوقهم، وقال ان السيادة الوطنية لا تعني الانعزال فى السياسة الخارجية، كما حدث عند بعض الدول التى فكرت فى ان الاستقلال يعني الانعزال مثل دولة مينمار التى بدأت تتراجع عن تلك السياسات، ويؤكد ان الوضع الطبيعى هو ان يكون هناك تفاعل بينهما والذي يحمل بالضرورة النظر للمصالح الوطنية العليا للخارج، ويقول المصالح الوطنية العليا تتمثل فى الحفاظ على ارض الوطن، والاحتياجات الضرورية للمواطن، والحفاظ على تنوعه وخصائصه الثقافية، بالاضافة الى الموقع المميز للبلد وهيبته الوطنية، فيما يرى منصور خالد ان ما يسمى المصلحة الوطنية العليا هى فى واقع الامر مصالح الطبقة العليا، وينطبق ذلك على الدول الصغرى كما ينطبق على الدول الكبرى، مستدلا بحديث السناتور وليم فولبرايت فى احد كتبه، والذى اراد ان يقول كل ما يسمى سياسة خارجية امريكية هى سياسة مصالح. جدارة وكفاءة ويقول د. منصور خالد عن السياسة الخارجية، والدبلوماسية السودانية، منذ ان عرفت الدبلوماسية السودانية عرفتها بالتميز، مشيرا الى ان هنالك فرقا بين الدبلوماسية السودانية والسياسة الخارجية، ويضيف ان الدبلوماسية السودانية عرفت بالتميز عبر نصف قرن من الزمان لاسباب موضوعية، تتمثل فى جدارة وكفاءة رجالها فى الصف الاول والثاني، بالاضافة الى كفاءة الناشئة والقدرة على اجادة اكثر من لغة، فضلا عن المنافسة الحرة فى الاختيار الذى يذهب حتى الى التحليل النفسي لطالب الالتحاق بالخارجية لامتحان قدراتهم على التكيف على بيئة خارجية غريبة عنهم، الا انه عاد وقال ان الوضع الحالي للخارجية مختلف عما كانت عليه فى الماضي، مضيفا بانها افتقدت اهم ما يجب توفره للسياسة الخارجية، وافتقارها للتماسك المنطقي، وزاد انها اذا كانت نتاجا لرؤية مرتبكة فإن مصيرها الفشل، ويرى ان المشكلة فى السودان ليست لضعف فكر لصناع السياسة ولا لعجزهم عن ادراك المصالح الخارجية، بقدر ما هى منطلقاتهم لتفسير المصالح الوطنية، واشار الى ان الحزبين الكبيرين (الامة/ الاتحادى)، اضطرا للاستنجاد بدولتي الحكم الثنائي كلما شعر طرف ان الاخر يستعين باحدهما، وقال ان الناصرية تسيدت على الساحة السياسية برضى من الناس، واضاف ان ناصر فرض ذلك بسياسته ومواقفه، بالاضافة الى تيارات القوميين كالبعثيين والاممين كالشيوعي ونفوذهما فى ذلك الوقت خاصة فى الاعلام للضغط على الحكومات لعبت دورا كبيرا فى تكييف المصالح الوطنية العليا، خاصة وان القوميين يعلون من القومية على الوطنية. مداخلات ومخاشنات بعد أن انتهي د.منصور خالد من سرده الممتع والملئ بالوقفات المهمة في تاريخنا السياسي والدبلوماسي فتحت الفرصة للمداخلات من الجمهور الحاضر للندوة الذي كان اغلبه من السفراء والاعلاميين وعلى الرغم من الاثراء على شخص منصور خالد الا ان احد المداخلين تخاشن معه واتهمه بالعمل فقط في عهد الشموليات ولم يعمل طوال حياته في الفترات الديمقراطية وانه عمل خلال حقبة الرئيس جعفر نميري علي فصل وتشريد عدد من العاملين في وزارة الخارجية تحت مسمى "التطهير" . الا ان نائب رئيس تحرير صحيفة السوداني نور الدين مدني اشار خلال مداخلته الي ان من اهم الاعتبارات التي يجب ان يضعها الدبلوماسي ان لاينجر وراء السياسيين وان يكون بمثابة ملطف للاجواء خلال فترات التوتر التي تحدث بين الدول بالاضافة لضرورة اعتماد المهنية والخبرات عند اختيار العاملين في السلك الدبلوماسي بدلا عن الولاءات السياسية منصور خالد.. تجربة (رجل مطافئ)! تقرير: محمد المختار هذا هو التلخيص الذى اوردته السودانى لمحفل الخارجية الذى تحدث فيه امس الاول د. منصور خالد بعد صمت طويل ... ولكن ايضا بعيدا عن السياسة !
ــــــــــــ شفت يا امين نوته الالقاب دى كيف ؟ اووع تشف وتردم عندك بهناك .. جبناها ليك عشان تخجل وتانى ما ترص من الدكان !
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! (Re: دينا خالد)
|
وهذا هو التلخيص الذى اوردته جريدة الصحافة لنفس المحفل
الدكتور منصور خالد في (تجربة حياة)...من العبث الفصل بين السياسة الداخلية والخارجية 03-08-2012 12:15 PM
دعا وزير الخارجية الاسبق الدكتور منصور خالد الي رسم خارطة طريق للسياسة الخارجية تمكن الدبلوماسية السودانية من التحرك وفقا لها، وقال خالد خلال المحاضرة التي القاها في في المركز القومي للدراسات الدبلوماسية بوزارة الخارجية التي حملت عنوان «تجربة حياة» ان نظام الجنرال عبود اول من نجح في تحديد اهداف للسياسة الخارجية التي افلحت في خلق ارضية للتعامل المثمر مع الصين والاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة وعزا خالد فشل النخبة السياسية في عدم ادراك المصالح القومية لاختلافهم في تفسير تلك المصالح . وحدد خالد عددا من المحاور لعمل الدبلوماسية تقوم علي تجنب ايذاء دول الجوار «يجب ان نحرص علي ان لانعمل شيئا يتأذي منه الجار حتي لا يفعل شيئا نتأذي منه» بجانب القضاء علي كل الاسباب التي تقود لافتعال الفجوة والسعي لتأطير العلاقات علي اسس وظيفية لان التعامل الوظيفي يقود للتكامل ونهي خالد عن تريد الشعارات لانها لن تؤدي الا لتمزيق الحبال الصوتية لمردديها، وطالب الدبلوماسيين بعدم مجاراة الساسة في تصريحاتهم وتجنب الغضب حتي وان غضب رئيس الدولة لان الدبلوماسي يعتبر خط الدفاع الاخير . وحمل خالد الذي كان يتحدث وسط لفيف من الدبلوماسيين ضاقت بهم جنبات القاعة الحزبين الكبيرين «الاتحادي والامة» والنخبة السياسية مسؤولية الفشل في التوافق علي مصالح وطنية عليا وقال خالد ان ذلك عبرت عنه مواقف استجارة الحزبين بدولة الحكم الثنائي كلما احس طرف بأن الطرف الاخر يستعين بها ، اضافة الي تسيد السياسة المصرية علي الساحة السياسية عبر مواقف جمال عبد الناصر الذي استطاع ان يفرض سيادته مما جعل السياسة الخارجية السودانية متجاوبة مع السياسة المصرية و غير متعارضة معها حتي لو كانت ضدها، هذا بجانب انتشار التيارات القومية والشيوعية التي لعبت دورا كبيرا في تكييف السياسة الوطنية واشاعة روح القومية علي الوطنية واعتبر ان كل تلك العوامل ساعدت في الحيلولة دون ان يكون هناك وفاق وطني علي السياسة الخارجية، وقال خالد ان السياسة الخارجية السودانية افتقدت اهم مايجب ان يتوفر فيها وهو التماسك المنطقي بسبب الاهداف غير المحددة وفقدان الانتباه والسياسة المرتبكة وعزا فشل الساسة في الاتفاق علي مصالح عليا ليس لضعف صناع السياسة وانما من منطلقات تفسيرهم لتلك المصالح، ولفت الي ان اغلب دول العالم تختلف احزابها اختلافات حادة في السياسة الداخلية مع عدم المساس قط بمصالح الوطن العليا . وقال خالد ان من العبث الفصل بين السياسة الداخلية والخارجية لانهما وجهان لعملة واحدة لافتا الي ان السياسة الخارجية للدول تقوم علي انفاذ مبدأ السيادة علي الفضاء الجغرافي واكد ان ممارسة السيادة في الداخل تعني اعمال السلطة علي رقعة داخلية وفي نفس الوقت تأكيد الاستقلال عن الخارج الا انه لفت الي ان بسط السلطة في الداخل لا يعني فرض السلطة فقط بقدر ما يعني الارتقاء بأهل البلد واحترام حريتهم وكفالة دينهم واضاف لايجب ان يخرج الاستقلال عن سياقه بمعني ان الاستقلال لايعني الانعزال وقال ان الدول التي انعزلت دفعت ثمن انعزالها باهظا، وقال ان الاستقلال من الخارج يعني التفاهم ويحمل علي النظر للمصالح الوطنية العليا التي تشمل امن الوطن واستقراره وتحقيق الاحتياجات الضرورية لمواطنيه والحفاظ علي تنوعه وخصائصه الثقافية واحلال البلد موقع متميز في «الهيبة الكونية»وقال خالد لابد للدول ان تدرك بوعي بأن للوطن مصالح وطنية عليا لاتقبل المساومة كما عليها ان تدرك ايضا ان للدول الاخري مصالح عليا تظن انها لاتقبل المساومة عليها ايضا مشيرا الي ايجاد منطقة وسطي تتلاقي فيها المصالح وارسي خالد عددا من المحاور لعمل الدبلوماسية تقوم علي تجنب ايذاء دول الجوار قال»يجب ان نحرص علي ان لانعمل شيئا يتأذي منه الجار حتي لا يفعل شيئا نتأذي منه» بجانب القضاء علي كل الاسباب التي تقود لافتعال الفجوة والسعي لتأطير العلاقات علي اسس وظيفية لان التعامل الوظيفي يقود للتكامل ونهي خالد عن تريد الشعارات لانها لن تؤدي الا لتمزيق الحبال الصوتية لمردديها، وطالب الدبلوماسيين بعدم مجاراة الساسة في تصريحاتهم وتجنب الغضب حتي وان غصب رئيس الدولة لان الدبلوماسي يعتبر خط الدفاع الاخير، واضاف ان الدبلوماسية الية لتنفيذ السياسات وهي تعين علي تنفيذ القرارت وفق قواعد الدولة القومية واتفاقية ڤينا التي تعتبر ان من واجب الدبلوماسي حسب نص المادة 3 تمثيل الدولة الموفدة في الدولة المضيفة ورعاية مصالح مواطنيها حسب ما يسمح به القانون الدولي وتطوير العلاقات والجوانب السياسية والاقتصادية والتعرف علي خصائص الدولة المضيفة واشار الي ان الاخيرة تعني الكثير للدبلوماسي فهي تساعده علي ان يكسب نفسه قدرة للفهم الصحيح يمكنه من فهم المجتمع واكتشاف المنافذ للوصول الي للقوي المؤثرة في ذلك المجتمع، وقال ان هذا لايتم بالتعلم فقط وانما تعلم التقاط المعلومات ونبه الي ان عدم الالتقاط السليم يرسل رسائل خاطئة تقود الي قرارات خاطئة وتابع القرارات الخاطئة عادة ما تكون مدمرة. واثني خالد علي الدبلوماسية السودانية وقال انها عرفت منذ نشأتها منذ نصف قرن بالتميز، وقال ان الولوج اليها كان من باب التأهيل والكفاءة والمنافسة الحرة ومعايير الاختيار المعروفة واشار الي ان المتقدم للالتحاق بالخارجية كان يخضع للتحليل النفسي الذي كان يشرف عليه اطباء مثل التجاني الماحي وطه بعشر الذي لم يكن وجودهم بمستغرب ضمن لجنة الاختيار مشيرا الي ان كل تلك الجهود كانت حرصا علي توفير كل عوامل النجاح للدبلوماسية . ودلف خالد الي تقييم التجربة الدبلوماسية خلال عهد الجنرال ابراهيم عبود وقال «اريد ان افجعكم « فمن المفارقات ان يكون اول نظام نجح في تلك الفترة في تحديد اهداف للسياسة الخارجية هو نظام عبود وتحققت بذلك عدة انجازات حسبت للدبلوماسية السودانية وراي ان النجاح كان من بنات افكار وزير الخارجية وقتها احمد خير وقال ان من بين التناقضات الاخري التي جمع بينها نظام عبود نجاحه في خلق ارضية للتعامل المثمر مع الصين كما كان اول نظام يعترف بدولة الصين الشعبية، كما افلح في بناء قاعدة متينة مع الولايات المتحدة ساهمت في تطوير البني التحتية والزراعة بجانب بناء اول قاعدة للصناعات التحويلية في السودان بعون سوفيتي تم التوقيع عليه عند زيارة رئيس الاتحاد السوفيتي للسودان ،الا ان خالد اعتبر ان احدي خطايا النظام التي تحسب علي عبود الاثار الاجتماعية التي لم يحسب حسابها عند تهجير اهالي حلفا والاثار الاقتصادية المدمرة والطمر الابدي والقضاء علي الاثر النوبي. وعن تجربته الشخصية قال خالد ان التجارب التي مر بها في الولايات المتحدة الامريكية خلال السبعينيات جعلته يمعن التفكير في المواريث التي «هدت كاهلنا» «والسخف الذي نمارسه» وشرح خالد ذلك بقوله عندما خرجت من السودان كنت مثل كثيرين نتاج تربية استعلائية «اني خيار من خيار « من «امة خيارها العرب» ومن ينتمون لغيرها طائفة ادني الا ان تجارب مررت بها جلعتني امعن التفكير في المواريث التي هدت كاهلنا ، وحكي خالد قصتين وصف احداهما بالطريفة والاخري بالحزينة قال « كنت مع صديقي السفير صلاح احمد محمد صالح سفير السودان في الامم المتحدة وفي عطلته قرر التجول في الشارع الخامس فغشي محلا صاحبه يهودي فسأله البائع صلاح من اين انت؟ فرد صلاح من السودان فقال صاحب المحل مسكين انت من الذين يذبحهم العرب . وهو لايدري بأن هذا المسكين كان الناطق باسم العرب في الامم المتحدة» القصة الثانية للدكتور ابراهيم انيس الذي كان سفيرا للسودان في واشنطن في وقت كان التمييز العرقي علي اشده في الولايات المتحدة بما فيها واشنطن العاصمة، وكان مدعوا لحفل اقامته الخارجية الامريكية وما ان وصل مدخل الفندق حتي منعه الحارس من الدخول وقال له ان الدخول من الباب الخلفي «باب الخدم» ولم يفلح حسب خالد في اقناع الحارس بأنه سفير دولة السودان ولا بأنه مدعو و»مع انه رجل بمعايير السودانيين ابيض اللون» الا ان الحارس لم يقتنع مما جعل انيس يترك الفندق ويذهب صباحا للاحتجاج فما كان من الرئيس الامريكي الا ان ارسل له دعوة لزيارته في البيت الابيض ليقدم له الاعتذار شفهيا . اما عن الدبلوماسية في عهد نميري فقد اشار خالد الي انها كانت تهدف الي استقرار الوطن وانهاء الحرب في جنوب السودان وخلق وضع دستوري وتوفير الدعم للتنمية و قال كان للسفراء دور كبير في هذا المجال علي رأسهم عثمان عبدالله، محمد الامين ، مصطفي مدني، فضل عبيد، سيد احمد الحردلو كما ساهمت ايضا في تأطير العلاقات خاصة مع دول الجوار علي اسس وظيفية، لان التعامل الوظيفي حسب خالد يقود الي التكامل واضاف ان الدبلوماسية ساهمت في تحويل الشعارات الي واقع ملموس من خلال عدة تجارب «تسخير الدبلوماسية للتنمية» كالتكامل مع مصر والتكامل العربي الافريقي وبرنامج استغلال ثروات البحر الاحمر وبرنامج الامن الغذائي العربي الذي ما كان له ان ينهض لولا الرئيس صدام حسين وتابع خالد بان اهم نتائج ذلك المشروع تحديد مشروعات الامن الغذائي في السودان الذي كان ثمرته المنظمة العربية للتنمية الزراعية، وكشف خالد عن الدور الكبير الذي كانت تلعبه «ادارة الرصد والتنبؤ «التي تعتبر وسيلة ممنهجة للدبلوماسي وقال خالد انها قدمت عددا من الدراسات المهمة اولها الدراسة التي قام بها السفير جمال محمد احمد عن اثيوبيا بعد الامبراطورهيلا سلاسي وكان وقتها حيا ثم دارسة اخري للسفير صلاح احمدهاشم عن مصير الخليج في منتصف السبعينيات، ودارسة ثانية لجمال عن العلاقات المصرية الاسرائيلية حربا ام سلاما في وقت كان الحديث فيه عن السلام مع اسرائيل يعد كفرا في عاصمة اللاءات الثلاثة . واختتم خالد حديثه بأن الدبلوماسية اضحت آلية لها مدخلات ومخرجات مثل الحاسوب فنجاج المخرجات يتوقف علي صحة المدخلات وقال ان الدبلوماسية لم تعد عملا مراسميا فقط بل واحدة من الادوات التي توفرها الدولة للاسهام في التنمية ورهن نجاح الدبلوماسية ب رأس المال البشري و العمل الدائم لاكتساب قدرات جديدة في اللغات والتبحر في مجالات لم تكن تستوعبها الخارجية، وقال ان تنوع المناشط الدبلوماسية قاد الي فرع معرفي بحيث لم يعد من الممكن ارتياد هذا المجال الا بالتزود من هذه العلوم والمعارف بالتبحر في العلوم والمعارف واعرب عن امله في ان يتم الاتجاه لاتقان السواحلية والهوسا بجانب الانجليزية والفرنسية والاسبانية والصينية، وطالب خالد الدبلوماسيين بتوخي الصدق و»ان لانتشاطر علي العالم» لان هذا يقود الي نتائج غير سليمة وعدم مجاراة الساسة في تصريحاتهم مضيفا « السياسيون يمنون النفس بآمال عريضة وماهم بطائلين تلك الامال « وتجنب الغضب و غضب الدولة التي يمثلها لان الدبلوماسي يمثل خط الدفاع الاخير.
الصحافة - سارة تاج السر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! (Re: دينا خالد)
|
Quote: شفت يا امين نوته الالقاب دى كيف ؟
|
اختصرا كلها في "رجل مطافي"
-----
بالمناسبة من زمان محيرني احتكار "دفاع مدني" لناس المطافي" وحدهم لا شريك لهم!! هو الحريقة دي الا يشموا ليها شياط!؟
ايلطف النيران طيب هواء وماذا هم فاعلون مع الحرائق الداخلية!؟
مرة اتنين متشاكلين، جا واحد هرشم ليك على اساس انو "قوات نظامية" .. طالبوهو بـ(الاثبات) .. فطلع الكارني بتاع "دفاع مدني" واحد فيهم طلع قشة من علبة الكبريت الفي جيبو، و قدحها -اعترفي انو قدحها دي عجبتك يا دينا- وقال ليو: مطافي!!؟ .. هاك اطفي دي!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! (Re: قيقراوي)
|
سلاام صاحبة البوست (معزرة والله ما متذكر اسم صاحبة البوست منو (دينا ولا دنيا ) المهم انا من محبى ومعجبى الدكتور منصور خالد ،زول كتاب وفاهم شديد ولكن فى حكاية العسكر بيفهمو فى السياسة دى فيها دقسة ولكل جواد كبوة عبود غرق لينا حلفا وآثار واجمل مدينة نميرى نقل الفلاشا وعمل لينا فضايح اخلاقية شوال الدهب دم الكدرو فى رقبتو عندما يلتقى ربه يوم تقوم الساعة البشير عييييك بلاوى ولسه مكرر العزر الوشاح بتاع ملكة جمال البقر عمل لى جوطة فى الافكار ووجع ( وش ) قيقا سلاامات ياخ
Quote: نحن طلائع مايو .. صراحة الزمن داك ما حضرناهو! |
ثورة مايو مالا اشتراكية مالا تبنى تعمر لى شنو لى وطنية والمزيقة مصاحبة طبعا للكورال ونحن نردد وما عارفين انو مايو ماسورة قاسم المهداوى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! (Re: دينا خالد)
|
يعلم السودانيون أن أحمد محمد خير وزير خارجية حكومة 17 نوفمبر هو العقل المدبر للنظام لكن الحقيقة التي لا يعلمها حتى المتخصصون في التاريخ والسياسة هي أن عبود لما عرض عليه تولي حكم السودان من قبل عبدالله خليل رئيس الوزراء ووزير الدفاع .. إستشار في الأمر شخصين مدنيين .. هما أحمد محمد خير ومحمد أحمد أبو رنات وأشار عليه الإثنان بالموافقة والشروع فورا في الحكم.. هكذا حكم السودان لست سنوات بنظام عسكري على رأسه مدنيان مستقلان هما أبو رنات رئيس القضاء وأحمد خير وزير الخارجية. وقد أفاد مأمون بحيري أن عبود فيما أسماه ديمقراطية عيود كان يستشير أولي التخصص في كل أمر قبل اتخاذ القرار، كما كان يستشير في كل المسائل الكبيرة أحمد خير و أبو رنات.. ومن الطرف التي تروى أن صديقا لعبود خاطبه مازحا.. كيف يعقل أنكم سبعة عسكريين تحكمون بلدا في حجم قارة.. فرد عبود .. إحنا برضو بيحكمونا إثنين فقط..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! (Re: دينا خالد)
|
Quote: بعد مقدمة طويلة عن سيرته الذاتية قدمتها المنصة التى عددت القابه فكان الاستاذ، والصحفى، والدكتور، والسياسى، والقانونى، والكاتب المؤرخ، د. منصور خالد، بدأ حديثه عن الدبلوماسية والسياسة الخارجية وشكل العلاقة التى تربط بينهما، وقال ان السياسة الخارجية والدبلوماسية امران مختلفان جدا رغم تداخلهما، باعتبار ان الدور الاساسي للدبلوماسي ليس معالجة العلاقات بقدر ما هو محاصرة الازمات مما يجعل من الدبلوماسي "ضابط مطافئ"، ويضيف جوهريا ليست هناك سياسة خارجية حتى اذا اتفقنا على ذلك من الصعب الفصل بين السياسة الداخلية والخارجية باعتبارهما وجهين لعملة واحدة،
|
انت يا دندنة بتعرفي اكتر من اخوانك الكبار يعني
قال بتاع مطافي .. يعني بتاع مطافي
-----
ما بقلى لي عندك عود ثقاب!؟ خلينا نعمل ليو تست
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! (Re: الفاضل يسن عثمان)
|
قيقا فععععلا بتاع طلايع !! اجابتك طلعت خطأ قال مبارك زروق قال دا بكون فى الانقاذ ..
عارف انا سمعت التانية لما قالوا لى بتهموك انك عميل لل سى اى اييي ... قال ليهم انا لو اشتغلت فى السى اى ايه ما بكون مجرد عميل بكون Decision - maker لووووبين ياخ
المهداوى !! Quote: شوال الدهب دم الكدرو فى رقبتو عندما يلتقى ربه يوم تقوم الساعة |
اظنك قاصد سوار الدهب ... لكن الكدرو دا منو ؟؟؟
ـــــــــــــــ مايو براها الماسورة ؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! (Re: دينا خالد)
|
هوي يا شفع .. ايوه دينا وقيقا .. البوديكم تتحاوموا جنب الدزيشن ميكرز شنو؟ يعني يا دينا نخلى ليك النت تضرعي فيهو براكي؟ أيوه احمد خير شهيد طغمة عبود .. ومنصور شهيد حي لطغمة نميري.. واتنيناتم حبو الشغل في ضرى الكاب.. منصور كان عارف ح يدخلو عليهو من الحته دي .. عشان كده كشحهم بسيرة عبود واحمد خير .. مش قالو الموت مع الجماعة عرس؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! (Re: دينا خالد)
|
أحمد خير المحامي (1902- 1995م)
عندما أشرقت شمس القرن الماضي من الألفية الثانية على العالم كان السودانيون قد افاقوا على تغيرات دراماتيكية مست حياتهم بشكل مباشر، فقد وجدوا انفسهم وجهاً لوجة امام عهد جديد ونمط حكم لم يألفوا ألياته ولا شخوصه الذين جاءوا بسحنتهم البيضاء ولسانهم الأعجمي وعصاهم الغليظة.وكانت دولة المهدية عندئذ قد أفل نجمها وانطوت صفحتها بعد معارك دامية ضد معارضيها من ناحية وفي محاولاتها لصدالغزاة الجدد من ناحية أخرى.ولم يكن الغزاة الذين وفدوا على البلاد غداة ذلك الوقت هم أول من غزا هذه الديار فقد سبقتهم إليها قبل وقت قصير جيوش الدولة العثمانية التي كان يدير امورها في مصر (محمد علي باشا) وقد سمى السودانيون ذلك العهد بالتركية السابقة ربما لأن الغزاة الجدد (الأنجليز) شاركتهم جيوش باشا مصر(الخديوي عباس حلمي الثاني 1892- 1914م) ومن ثم إعتبروا العهد الجديد والذى سمي بالحكم الثنائي (1899م 1956م) تركية أخرى وإمتداد لتلك التركية "السابقة".وبينما لم يجد جيش الفتح الإنجليزي مقاومة إلا من مناوشات قوات الخليفة عبدالله التعايشي على الطريق قبل المعركة المفصلية في أمدرمان ثم من فلول هذه القوات في كرري وأم دبيكرات، حدثنا التاريخ ان جيش التركية السابقة وجد مقاومة شرسة من قبيلة الشايقية في المعركة التي سميت في التاريخ بموقعة كورتي، رغم عدم تكافؤ أدواتها، هذا التفاوت في ميزان القوى في وسائل الدفاع والهجوم عجل بهزيمة الشايقية وأنهى المعركة لصالح الغازي الذي لابد انه ثمن غالياً شجاعة مقاتلي هذه القبيلة وبسالتهم في القتال ويظهر ذلك في حرصه على تجنيد عدد كبير من هؤلاء في قوته واستخدمهم فيما بعد كشرطة لحفظ النظام في دولته التي استمرت تحكم السودان حتى قضت عليها الثورة المهدية بعد سلسلة من الحروب والغارات إنتهت بإستيلاء الثوار على عاصمتهم الخرطوم في 26 يناير1885م.وكان من بين الذين إنخرطوا في خدمة الجندية في دولة التركية السابقة من جيوش الشايقية بعد هزيمتهم في معركة كورتي الجد المباشر للراحل المقيم الأستاذ/ أحمد خير الذي أستقر به المقام شرطياًً في منطقة سنجة والتي لم تكن آنذئذَ سوى قرية كبيرة.وعندما شب والد احمد خير واكتمل رجلاً ورث الجندية عن ابيه وانخرط في خدمة دولة الأتراك كرجل أمن.وعند ظهور المهدية كان والد أحمد خير يؤدي واجبة لحفظ النظام بكل ما تفرضه عليه موجبات عمله كشرطي، وعندما إنطلقت الحركة المهدية وبدأت تقوى شوكتها وقبل أن تتحول إلى ثورة عارمة كان والد الراحل أحمد خير ينفذ التعليمات الصادرة له لحفظ النظام ضمن خطط دولة التركية السابقة لضبط الأمن من تفلتات الثوار والإضطرابات الأمنية المصاحبة بغية القضاء على الثورة الوليدة في مهدها وقبل ان يستفحل أمرها. ولكن بدلاً من نجاح خطط الدولة التركية للقضاء على الثورة الوليدة قويت شوكتها كما حدثنا التاريخ وتبدل الحال ودارت الدائرة على دولة التركية السابقة وبدأت تترنح تحت هجمات الثوار وضرباتهم هنا وهناك .وعندما دانت الأمور للأمام المهدي واحكمت دولته قبضتها على زمام الامور في البلاد أحس والد أحمد خير بالخطر عليه وعلى أسرته من إنتقام مناصري المهدي وبطش خليفته من بعده، ولذلك عمد إلى التخفي عن أنصارها وعيونهم فغادر منطقة سنجة سراً متنقلاً من قرية إلى أخرى في ترقب وحذر إلى ان استقر به المقام في منطقة فداسي الحليماب بالجزيرة. ويحكي الأستاذ/ أحمد خير عن أبيه مالاقاه من معاناة في سبيل النجاة من قبضة الثوار وما لقيه واسرته في سبيل تامين حياتهم ويصفها بانها كانت معاناة حقيقية، إلى ان وصل بهم المسير إلى منطقة (فداسي الحليماب) حيث أمن من ملاحقة عسس وعيون المهدية.وطاب لوالد احمد خير المقام بقرية فداسي الحليماب واصبحت مقراً له ولأسرته حتى بعد قدوم المستعمر الجديد بقيادة كتشنر باشا، ولكنه لم ينقطع عن منطقة سنجة حيث أرضهم ومزارعهم لاتزال قائمة هناك ويقوم برعايتها حالياً العقيد معاش سعد أحمد خير.
أحمد خير المولد والنشأة والكفاح وفي فداسي الحليماب ولد الأستاذ/ أحمد خير رحمه الله. تقول المستندات الرسمية (شهادة التسنين) أن الاستاذ أحمد خير من مواليد عام 1904م ولكنة شخصياً يرجح عام 1902م تاريخاً لميلاده. نشأ الاستاذ/ احمد خير وترعرع في كنف والده الذي كان يدين بالولاء للطريقة الهندية وشيخها أنذاك الشريف يوسف الهندي الذي صاهر والد أحمد خير بزواجه من ابنته (شقيقة احمد خير) هذه المصاهرة هي التي أثمرت الراحلين الشريف حسين الهندي والشريف زين العابدين الهندي اللذين سيكون لهما دور كبير في الحياة السياسية فيما بعد. حرص والد أحمد خير أن يلحق أبنه أحمد بركب التعليم الذي كان نظاماً لا يزال جديداً على المجتمع، وقد وجد الراحل أحمد خير نفسه في الدراسة وأنكب على التحصيل إلى ان دخل كلية غردون التذكارية قسم المحاسبين ، وكانت كلية غوردون التذكارية آنئذِ مدرسة ثانوية لإعداد صغار الموظفين لسد حاجة الدولة من الموظفين والتي أسس لها المستعمر نظام خدمة مدنية غاية في الدقة والإنضباطً، وهي الكلية التي أصبحت فيما بعد نواةًً لجامعة الخرطوم.والخرطوم التي وفد إليها أحمد خير للدراسة في ذلك الزمان ليست هي خرطوم اليوم كما يقول أحمد خير، فهي بالنسبة له لم تتعدى مجتمع كلية غوردون ودائرة الطريقة الهندية في بري، فلم تكن الحياة الإجتماعة بهذا الإتساع الذي نشهده اليوم.تخرج أحمد خير محاسباً من كلية غوردون عام 1925م، وهو العام الذي أعقب ثورة 1924م. يصف الاستاذ/ أحمد خير رحمه الله العام الذي تخرج فيه بأنه من اسوأ المواسم التي مرت عليه في تاريخ حياته فقد أعقب إنكسار ثورة 1924م التي قادتها جمعية اللواء الابيض وهي المنظمة الوطنية التي أسسها مجموعة من شباب السودان المشبع بالوطنية على رأسهم البطل على عبداللطيف وعبيد حاج الامين وعبد الفضيل ألماظ وحسن شريف وصالح عبد القادر وصحبهم، هذه المنظمة التي سرعان ما سرت مبادئها واهدافها بين الشباب وملأتهم بالتفاؤل والحماس وكان لها أثر كبير في شحذ هممهم للعمل الوطني ومقاومة المستعمر الاجنبي الذي جثم على صدر البلاد. وكان لتسارع الاحداث إعتباراً من مقتل سردار عام السودان السير لي ستاك بالقاهرة وتدهور العلاقة بين السلطات الإنجليزية وحكام مصر وما تبعها من إصدار الاوامر بطرد القوات المصرية من السودان وهو ما عده السودانيون تنفيذا لخطط بريطانيا للإنفراد بحكم السودان، الأمر الذي أثار حفيظة الثوار الذين كانوا يؤمنون بوحدة وادي النيل وعجل بأحداث ثورة عام 1924م. وكان لإحجام القوات المصرية الموجودة في الخرطوم عن القيام بدور متفق عليه مع الثوار أثر كبير في نهاية حركة اللواء الأبيض بالطريقة المأساوية التي إنتهت بها مما ترك أسوا الأثر في نفوس جيل الأستاذ/ أحمد خير وكانت أحداثها قاسية على الشعب السوداني، حيث تم التنكيل بقادة جمعية اللواء الابيض، فاستشهد أثناء الاحداث البطل عبدالفضيل ألماظ وتم إعدام ثلاثة ضباط هم حسن فضل المولى و ثابت عبدالرحيم و سليمان محمد وسجن الثائران على عبداللطيف وعبيد حاج الامين بسجن واو حيث مات الاخير فيه.وقد أدت دموية هذه الاحداث ونهاية جمعية اللواء الأبيض إلى إنكسار الحركة الوطنية وأصابها بركود ووهن عظيمين، أضف إلى ذلك إستغلال سلطة المستعمر لهذه الاحداث لمنع التجمعات وفرض قيود على الحياة السياسية والتضييق عليهم بما في ذلك منعهم من السفر إلى مصر لتلقي التعليم فيها. ولم تفق البلاد من أثار هذه الاحداث إلا على إثر أحداث الكساد الإقتصادي الذي ضرب العالم عام 1929م وما بعدها حيث بدأت تتجمع قوى الوطنيين من أبناء السودان، فأحتجوا على تخفيض رواتبهم وعدم مساواتهم بأقرانهم من الموظفين الأجانب وشيئاً فشيئاً بدات تدب روح المقاومة في شرايين العمل السياسي المناهض للمستعمر.وكان الأستاذ/ أحمد خير قد إلتحق إثر تخرجه بالخدمة المدنية محاسباً في داووين الحكومة فعمل أول ماعمل بالخرطوم ثم نقل إلى ود مدني ثاني مدن السودان وهناك بدأت مرحلة جديدة من العمل الوطني قوامها خريجي كلية غردون التذكارية من الموظفين، حيث بزغ نجم أحمد خير السياسي. كانت أندية الخريجين في ذلك الزمان من ثلاثينيات القرن الماضي قد إنتشرت في ربوع الوطن وأخذت أعداد الخريجين تتزايد وأخذ المد الوطني في إتساع.وكان الأستاذ/ أحمد خير رحمه الله قد تزوج وانجب أبناءه سعد الذي سيصبح عقيداً في القوات البحرية قبل ان تبعده سلطة مايو من القوات المسلحة في بداية السبيعات من القرن الماضي ثم إبنه صلاح الذي سينال شهادة الدكتوراة في الإقتصاد ويعمل بالمصرف العربي للتنمية الإقتصادية في أفريقيا قبل ان يتقاعد إختيارياً ثم ينتقل باكراً إلى رحمة الله وشقيقتهم التي ستتزوج من القاضي ورئيس القضاء فيما بعد مولانا / خلف الله الرشيد محمد أحمد. وكانت مدينة ود مدني مسرحاً مهماً للعمل السياسي في ذلك الزمان حيث الليالي السياسية الملتهبة والخطب الحماسية التي تحرك وجدان الوطنيين والليالي الأدبية التي كانت تغذي عقولهم وتحفزهم للمزيد من الإطلاع ، وكان الأستاذ/ أحمد خير نجماً من نجوم كل هذا الإبداع الوطني الكبير واحد قادته الذين كان لهم دور رائد في إذكاء جذوته وتحريك فعالياته.لم يكن أحمد خير يفرط في عمله أو يترك ثغرة لرؤسائه من البريطانيين ليأخذوا عليه مأخذاً أو يحقروه وهو الذي ظل يرفع لواء الكبرياء الوطني عالياً بكل عنف وثبات، لا يتراجع عن مبادئه و لا يتزحزح عن مواقفه. ولم تثن أحمد خير الإلتزامات الأسرية والمسئوليات الإجتماعية الكبيرة الملقاة على عاتقه ولا الحرص على الوظيفة التي كان لها بريق ووهج كبيرين في ذلك الزمان عن مناكفة المستعمر أو التخاذل عن واجبه الوطني وهو الذي عرف بعناده وحدته في مواقفه وعدم القبول بأنصاف الحلول.كان التنافس بين الخريجين حاداً على تولي لجان اندية الخريجين وكانت إجتماعاتها السنوية مناسبة يتنادى لها الخريجون دون تقاعس وموسم يلتقون فيه يتدارسون اوضاعهم وتطلعاتهم، وكان الهم الوطني يأخذ القسط الاكبر من إهتماماتهم .وفي هذا الجو المفعم بالوطنية والمترع بالآمال والتطلعات جاءت دعوة الاستاذ/ احمد خير واسماعيل العتباني من ود مدني لقيام مؤتمر عام للخريجين يعقد في العام القادم في أبو أندية الخريجين بأم درمان يكون هدفه تنظيم المستنيرين من أبناء السودان لانفسهم في رابطة او مؤتمر يضعون له برنامجاً قومياً ويحددون واجباتهم السياسية بعيداً عن الطائفة والقبيلة، وهو المؤتمر الذي عقد بنجاح في فبراير من عام 1938م وكان أستاذنا أحمد خير أحد أعمدته ونجومه البارزين.وفي ظل هذه الأجواء الملتهبة بالمواقف الرافضة للمستعمر والمتدفقة بالوطنية، وفي ظل تنامي العمل السياسي المكشوف في معاداة الحاكم الأجنبي الذي يملك ادوات البطش والتنكيل، ظل جيل أحمد خير يزداد سفوراً في مواقفه العدائية تجاه الحكومة معتداًَ بكبريائه معبراً بذلك عن شموخ وعزة السودان وأهل السودان.في عام 1939م وهو العام التالي لإنعقاد مؤتمر الخريجين العام والذي كان أحمد خير ألمع نجومه، وبينما البلاد لا تزال تموج بهذه الأجواء السياسية الساخنة، المنتشية بقيام المؤتمر العام للخريجين وما علق عليه من آمال، أعلنت مدرسة الحقوق عن حاجتها لدفعة جديدة من الراغبين في دراسة القانون، وكانت مدرسة الحقوق في ذلك الزمان تقبل على فترت متباعدة عدد قليل من الدارسين لسد أحتياجات البلاد من القانونيين.ولما كان أحمد خير ممن تنطبق عليهم شروط القبول لهذه الدفعة فقد حرص ان يتخذ من الرفض المتوقع لقبوله - لأسباب سياسة - مناسبة للهجوم على الحكومة وعلى الإستعمار بإعتباره يعاقب معارضيه بحرمانهم من الفرص التعليمية والوظيفية، ولكن سرعان ما أسقط في يده إذ أعلن اسمه من بين المقبولين للدراسة وهو امر لم يكن في آخر حساباته وعندها (لعب الفأر في عبه) كما يقول، وجاء إلى روعه أن قبوله تم بذكاء خبيث من المستعمر ليحقق منه هدفين الأول ان يفوت عليه وعلى زملائه فرصة إستغلال عدم قبوله مناسبة للتشهير به كمستعمر، والثاني هو استدراج أحمد خير لإغتيال شخصيته السياسية وذلك من خلال طرده راسباً في دراسته من ثم التشهير به فاشلاً مفصولاً من الكلية لأسباب اكاديمية لا سياسية وخاصة وأن الفشل الاكاديمي في ذلك الزمان كاف لقتل رجل في مثل هامة وكبرياء أحمد خير.وفي ظل هذا التوجس دخل أحمد خير مدرسة الحقوق ضمن أكبر دفعة تدخل مدرسة الحقوق في تاريخها، هذا الحدث الهام الذي سيحول مجرى وسيرة وحياة الرجل فيما بعد. وبينما أحمد خير وزملاؤة على أعتاب الدراسة إندلعت الحرب العالمية الثانية سبتمبر 1939م، وقد أبلى فيها الجيش السوداني بلاء حسناً لصالح دول التحالف في ظل الوعد الإنجليزي بمكافئة المستعمرات التي تقف إلى جانب الحلف في حربه على دول المحور وذلك بمنحها إستقلالها.وكان مؤتمر الخريجين قد إزداد نشاطه السياسي وتوالت مؤتمراته السنوية وظل يقدم المذكرة تلو الأخري للحاكم العام يطالب فيها بمكاسب سياسية للسودانيين ولكن أحمد خير ظل بعيدا في هذه الأثناء عن المواقع التنفيذية للمؤتمر فقد كان عنها في شغل بدراسته وهمومه التي وجد نفسه فيها وإن كان يتابع اخباره عن كثب. إذن دخل أحمد خير مدرسة الحقوق في ظل حالة من الخوف من الفشل والتوجس من الإستهداف، ولكن هذا الخوف لم يزد أحمد خير إلا إصراراً على النحاج، وأقبل على الدراسة في مدرسة الحقوق بكل جد وإجتهاد الأمر الذي جعله يحافظ على ترتيبه بين زملائه في الدراسة وكان مركزه الرابع بعد زميله بابكر عوض الله الذي حافظ على المركز الأول طيلة سني الدراسة ثم مبارك زروق ثم الريح الأمين ثم أحمد خير فعثمان الطيب في المركز الخامس، ويذكر أحمد خير ان زميله بابكر عوض الله (أمد الله في أيامه) هو الوحيد من بينهم الذي حفظ عن ظهر قلب إلفية إبن مالك كاملة حيث كان مقرراً عليهم حفظ مائتين وخمسين بيتاً كل سنة من سني الدراسة الأربعة وحفظ أحمد خير وزميله مبارك زروق سبعمائة وخمسين بيتاً من هذه الألفية، ويقول أحمد خير عن زميله الريح الامين (رئيس القضاء 1967-1969م) الذي حافظ على المركز الثالث طيلة سني دراستهم بانه كان من الذين قدموا إلى مدرسة الحقوق من المدارس مباشرة – ولعله الوحيد من بينهم- حيث أن البقية أتوها موظفين من المصالح الحكومية المختلفة، وقال أن (الريح الامين) الوحيد الذي ظل يحافظ على كتبه نظيفة ليس عليها آثار مذاكرة خالية من التهميشات التي كانت تسود كتب البقية، فقد كان يعتمد على ذاكرة فتوغرافية في التحصيل مباشرة من المحاضرات، ويحكي أحمد خير أن أحد اساتذتهم وقد كان شاباً أسكتلانديا معتداً بنفسه وبمقدرته القانونية بسبب ظهور اسمه في سابقة قضائية نشرت في مجلة الأحكام القضائية البريطانية وهو سبب كاف للإعتداد بالنفس (ولعله عمل سكرتيراً قضائياً لحكومة السودان) سألهم هذا الأستاذ الشاب عن معلومه قانونية وردت في محاضرة في بداية العام لم يستطيع أن يجيب عليها إلا الريح الامين الذي أقالته سلطة مايو أول 1969ممن رئاسة القضاء لتعين زميله عثمان الطيب في رئاسة القضاء حتى عام 1972م ليخلفه صهر أحمد خير خلف الله الرشيد حتى عام 1983م.لم يتراجع أحمد خير عن ترتيبه الرابع من بين زملائه إلا مرة واحدة عندما منع في السنة الثالثة من الدراسة لأسباب سياسية هو وأحد زملائه ولعله زيادة أرباب وفصلا من داخلية الكلية ايضاً- وهو مبنى وحيد لا يزال قائماً أسفل كوبرى الخرطوم بحري مباشرة.إضطر أحمد خير وزميله لقضاء فترة الفصل من الدراسة والداخلية - وهي الفترة المتبقية من العام الدراسي الثالث- في مكاتب صحيفة صوت السودان في ضيافة صديقهم اسماعيل العتباني الذي كان يتولى آنئذ رئاسة تحريرها، ويصف أحمد خير مقر الصحيفة بأنه عبارة عن مكتبين في إحدى البنايات في السوق العربي. ظل أحمد خير ورفيقه خلال هذه الفترة يعملان في تحرير الصحيفة ليوفرا مصروفهما نهاراً ويذاكران ليلاً وينومان في مكاتبها ويصف أحمد خير قسوة تلك الأيام وشدتها بأنها كانت تجربة مفيدة، وكان تراجعه عن مركزه الرابع لصالح زميله عثمان الطيب الذي حافظ على المركز الخامس قبل ان يتجاوز احمد خير هذه المرة ثم يعود كل منهما إلى موقعه، ولاحقا سيلتحق عثمان الطيب بالقضاء وسيقلب عليه أحمد خير المحامي طاولة المحكمة في مدينة كسلا إثر مشادة قانونية حادة، مع ذلك ظل حبل الود والأخاء بينهما متصلاً، وعثمان الطيب هذا سيصبح رئيساً للقضاء بعد إنقلاب مايو 1969م خلفاً لمولانا الريح الأمين، ويذكر أحمد خير أن عثمان الطيب تجاوب مع موقف بابكر عوض وعرض عليه إستقالته عندما قرر بابكر عوض الله الإستقالة عن رئاسة القضاء عام 1967م إحتجاجاً على عدم إحترام السلطة التنفيذية لحكم المحكمة العليا ببطلان تعديل المادة الخامسة من الدستور، وهو التعديل الذي أدخلته الجمعية التأسيسية بغرض إسقاط عضوية الحزب الشيوعي في البرلمان تمهيداً لحل الحزب ومصادرة ممتلكاته، وقد تضمنت استقالة بابكر عوض الله الموجهة لمجلس السيادة ما يلي (إنني لا شك مقدر كل التقدير انكم الهيئة التي نص الدستور على أن القضاء مسؤول أمامها وحدها في أداء مهامه ولكنه يؤسفني انكم بمعالجتكم للمشاكل التي أثيرت حول هذه القضية لم تقيموا مسؤوليتكم التقييم الصحيح ولم تدركوا حدود هذه المسؤولية).ومن الذين تردد على لسان أحمد خير من زملاء الدراسة ود المبارك والذي عمل قاضياً قبل ان يتوفى باكراً ولم اجد له مرجعاً. ومن دفعة أحمد خير أيضاً القاضي الشهيرعبد المجيد إمام قاضي المحكمة العليا الذي لمع نجمه أبان أحداث ثورة اكتوبر 1964م التي اطاحت بنظام الفريق إبراهيم عبود (1958-1964م) والذي كان أحمد خير وزير خارجيته، وقد أبعدته سلطة مايو عند مجيئها في عام 1969م ضمن عدد من القضاء ثم إبعادهم منهم جلال علي لطفي وعبدالعزيز شدو وغيرهم .أكملت دفعة احمد خير دراستها في مدرسة الحقوق في عام 1943م، والتحق عدد من وزملائه في سلك القضاء هم بابكر عوض الله والريح الامين وعثمان الطيب وقد تنابوا فيما بعد على رئاسة القضاء بنفس هذا الترتيب ثم عبد المجيد أمام و المبارك. ولكن أحمد خير فضل ان يعمل بالمحاماه ليتحرر من قيود الوظيفة العامة خاصة وكان الجو العام يزداد التهاباً وهو يرجو ان يكون له دور فيه، وقد إختار المحاماه أيضاً زميله مبارك زروق ولنفس الاسباب.واصل أحمد خير كفاحه الوطني بعد تخرجه من مدرسة الحقوق ضمن التيار الإتحادي الذي كان يمثل قبيلة الوسط والمستنيرين من أبناء من السودان .ولكن أحمد خير جمد نشاطه السياسي في الحزب الوطني الإتحادي لإعتراضه على إدارة الحزب، وإحتجاجاً على سياسة عفا الله عما سلف التي إنتهجها رئيس الحزب أنذاك الرئيس الراحل إسماعيل الأزهري عقب الإستقلال لصالح من كانوا أعواناً للمستعمر من الموظفين الذين لم يتخذوا مواقف وطنية أسوة بزملائهم الموظفين من الخريجين وحسب، بل عادوا مؤتمر الخريجين في سبيل إرضاء المستعمر، واعترض على هذه السياسة مع احمد خير آخرون منهم الأستاذ/ عفان أحمد عمر الذي نشط في تنفيذ سياسة مؤتمر الخريجين القاضية بالتوسع في التعليم الأهلي، وقد ترك العمل السياسي وتحول من التعليم الأهلي إلى الخدمة المدنية وقام بسودنة قسم كبير من مشروع الجزيرة.وفي نوفمبر 1958م فاجأ أحمد خير الوسط السياسي بمشاركته ضمن طاقم حكومة الفريق إبراهيم عبود كوزير للخارجية. وظل احمد خير في موقعه هذا طيلة فترة حكم الفريق إبراهيم عبود رحمه الله. ومن المفارقات في مواقف أحمد خير السياسية انه كان خصماً شرساً لحكومة مايو العسكرية التي أتت إلى السلطة برئاسة الرئيس السابق جعفر نميري في 1969م رحمه الله، على الرغم من أنه شارك في حكومة الفريق عبود وهي عسكرية أيضاَ.لم يتحدث أحمد خير عن فترة حكم الفريق إبراهيم عبود ولم أشأ أن أسأله عن أسباب مشاركته فيها وإن حاولت إستدراجه بطريق غير مباشر للحديث عن هذه الحقبة، فقلت له على الرغم من أني لم أكن شاهد على عهد حكم الفريق إبراهيم عبود ولكن من متابعتي أحس بأن الحاكم الفعلي لتلك الفترة كان هو اللواء حسن بشير نصر، فأجابني على الفور من حيث الشكل وتعابير الوجه فقط، وأضاف أن حسن بشير نصر كان يتمتع بشخصية قوية وقدرة عسكرية وقيادية فذة ولكن الفريق إبراهيم عبود هو الذي كان يمسك بزمام الأمور وكان يتمتع بإمكانيات قيادية كبيرة وقدرة عالية على المتابعة وإدارة شئون الدولة والحرص على الإنجاز.قلت له من الواضح أن أحداث عبدالرحيم شنان ومحي الدين أحمد عبدالله كانت مرتبة للتخلص من اللواء أحمد عبدالوهاب، قال لي هذه الامور والصراعات لم تكن تخصني ولم أكن لأدخل نفسي فيها فهي شأن عسكري خالص. قلت له من كنت تكلفه في الوزارة بإعداد مسودات ما تود كتابته.قال أثنان هما مهدي مصطفى الهادى وآخر (ضاع اسمه مني) بدلاً عن أحد الدبلوماسين ممن كلفوا بهذه المهمة من قبل الوزارة وكان يميل إلى الفلسفة في الكتابة لدرجة يتوه فيها المتلقي في إتون اللغة التي يستخدمها.قلت له بغض النظر عن الأثر والتقييم السياسي لحكومة نوفمبر إلا أن فترة حكم الفريق إبراهيم عبود عرفت بأنها كانت فترة خصبة إقتصادياً وفي مجال الفن والرياضة، قال لي العالم نفسة لم يكن كما تراه اليوم (كان الإتحاد السوفياتي وقت حديثه لا يزال قائماًً) وفي السودان كان توجد خدمة مدنية عالية الكفاءة والإنضباط ولم يكن هناك إهتمام بالمصالح الخاصة، فالمصلحة العامة فوق كل إعتبار لدى الكبير والصغير من موظفي الدولة .قلت له يصفك الكثيرون بأنك من أنجح الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة الخارجية ... ما هي في تقديركم أسباب هذا النجاح؟ قال هذا الذي تقول هو مجرد إنطباعات، هناك من يرى العكس ونحن هنا ما عندنا معايير موضوعية لقياس الفشل والنجاح وذكر ان النجاح في مثل هذه المؤسسات لا يصنعه فرد وقال ان الخدمة المدنية كانت تقوم على درجة عالية من الإنضباط في ذلك العهد وأن وزارة الخارجية كانت جزء من هذا الإنضباط، ومن حسن حظ وزارة الخارجية أن أول من تولاها مبارك زروق وهو في تقدير أحمد خير دبلوماسي بطبعه ويتمتع بمقدرات عالية كقانوني وكسياسي ولم يكن متعالياً كما يعتقد كثير ممن لا يعرفونه ولكنه كان يحب التميز.قلت له أريد أن اكون في المستقبل وزير خارجية، بماذا تنصحني، جاء رده (التجرد وعدم المجاملة في الحق لأن الذي يعمل بتجرد وإخلاص يقدر، والذي لا يجامل في الحق يهاب) وقال كانت وصيتي للدبلوماسيين أن يعملوا على ان تكون سفارات السودان في الخارج مظلة وبيت يجد فيها السوداني غي الغربة العون السند عند حاجته إليها، وأن تساعدهم في حل مشاكلهم لأن المواطن السوداني في الخارج هو الدبلوماسي الأول ولأن الدبلوماسيين لأسباب وتعقيدات أمنية وسياسية كثيرة لا يمكنه الإختلاط اوالتعامل بحرية مع عامة الناس في الدولة المضيفة ولذلك فإن المواطن العادي هوالذي يعكس صورة وسمعة البلد ومن خلال سلوكه وتصرفاته يكوِن الآخرون أنطباعاً عن بلده وعن مجتمعه. وفي أوائل شهر يناير 1982م طلب الشريف الحسين الهندي من أحمد خير مقابلته بشكل عاجل في أثينا باليونان ـ وكأن الرجل كان يحس بدنو أجله ـ وبالفعل غادر احمد خير الخرطوم متوجهاً إلى أثينا حيث مكان اللقاء، الذي لم يتم ، فقد وصل احمد خير في التاسع من يناير مطار أثينا وهناك علم بوفاة أبن اخته الشريف الحسين الهندي (رحمه الله) وعاد في نفس الطائرة التي كانت تقل جثمانه ليوارى الثرى في مقابر أسرته في بري. وعند سلم الطائرة بمطار الخرطوم استقبله رجال أمن الرئيس الراحل جعفر نميري (رحمه الله) وأقتادوه إلى مبانيهم وأفرج عنه بعد عصر نفس اليوم عقب إنتهاء مراسم دفن الشريف حسين وأعادوه مباشرة إلى دارة بالخرطوم (2).وكان أداء واجب العزاء في الشريف حسين ومساعدة أبنه د/ صلاح في خدمة المعزين في داره بداية علاقتي المباشرة مع أحمد خير، رغم علاقة الجيرة التي ربطنا به قبلها بفترة ليست قصيرة فقد كنا نتحاشاه لما يبدو على قسمات وجهه من صرامة وشدة يحسبها الذي لا يعرفه قسوة، ثم جاءت الامطار التي ضربت الخرطوم بشدة في شهر اغسطس من عام 1988م وأصابت منزل أحمد خير بتصدعات كبيرة (وهو منزل عادي من الطوب الاحمر واللبن) ولتقادمه لم يحتمل المبنى تلك الامطار وأذكر اني ذهبت والدكتور الشاعر محمد بادي لتفقده في داره بعد فجر ذلك اليوم وجدنا المنزل قد تاثر بشكل كبير واتلفت الأمطار نسبة كبيرة من الفرش واحتقن الحوش بالماء ولم نستطع إفراغه من الماء إلا بعد عناء وجهد كبيرين.وفي عام 1990م أصبح المنزل غير صالح للسكن، وقتها فقط عرفت أن أحمد خير لا يملك المنزل وإنما يستاجره من أسرة مرزا المشهورة في عالم التجارة، واضطر أحمد خير إلى الرحيل عنه إلى مدينة الرياض شرق الخرطوم حيث أستاجر أبنه الدكتور صلاح منزل أكبر للأسرة.وفي يناير عام 1995م رحل أحمد خير رحيله الأبدي عن هذه الفانية تاركاً وراءه سجلاً حافلاً بالمواقف الوطنية وتاريخ مجيد تتناقله الأجيال بفخر وإعتزاز وحفر اسمه بقوة في سجل الخالدين بين عظماء أمته رحمه الله واحسن إليه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! (Re: Saifeldin Gibreel)
|
أخي سيف الدين جبريل لك التحية .. ولله قد أمتعتنا بهذا السرد الجميل لسيرة أحمد محمد خير انظر إلى هذا التواضع وهذه الأصالة
Quote: قلت له يصفك الكثيرون بأنك من أنجح الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة الخارجية ... ما هي في تقديركم أسباب هذا النجاح؟ قال هذا الذي تقول هو مجرد إنطباعات، هناك من يرى العكس ونحن هنا ما عندنا معايير موضوعية لقياس الفشل والنجاح وذكر ان النجاح في مثل هذه المؤسسات لا يصنعه فرد وقال ان الخدمة المدنية كانت تقوم على درجة عالية من الإنضباط في ذلك العهد وأن وزارة الخارجية كانت جزء من هذا الإنضباط، ومن حسن حظ وزارة الخارجية أن أول من تولاها مبارك زروق وهو في تقدير أحمد خير دبلوماسي بطبعه ويتمتع بمقدرات عالية كقانوني وكسياسي ولم يكن متعالياً كما يعتقد كثير ممن لا يعرفونه ولكنه كان يحب التميز. |
وشكرا لك أن أوضحت سبب عزلة أحمد خير عن المسيرة السياسية الوطنية وظهوره المفاجئ للجميع في حكومة عبود العسكرية..
ذكرت أنا في هذا البوست أن عبود لجأ إلى أحمد خير وأبو رنات..طالبا المشورة .. وأن الإثنان شجعا عبود على المضي قدما في استلام السلطة.. وتشكلت حكومة عبود من سبعة عسكريين وخمسة وزراء مدنيين كان ثلاثة منهم وزراء في حكومة عبدالله خليل السابقة لم يبعدهم عبود وهم د محمد أحمد علي وزير الصحة و زيادة أرباب وزير المعارف و سانتينو دينق وزير الثروة الحيوانية. الوزيران المدنيان اللذان عينهما عبود هما عبدالماجد أحمد وزيرا للمالية وأحمد محمد خير وزيرا للخارجية.
الرئيس جون كيندي، الرئيس إبراهيم عبود وأحمد محمد خير وزير الخارجية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)
|
Quote: وفي يناير عام 1995م رحل أحمد خير رحيله الأبدي عن هذه الفانية تاركاً وراءه سجلاً حافلاً بالمواقف الوطنية وتاريخ مجيد تتناقله الأجيال بفخر وإعتزاز وحفر اسمه بقوة في سجل الخالدين بين عظماء أمته رحمه الله واحسن إليه. |
مما تركه أحمد خير ثلاثة كتب أحدها الشهير والذي طبعت منه أكثر من طبعة "كفاح جيل" الكتابان الآخران هما مآسي الإنجليز في السودان و بالإنجليزية Sudan Appeals to the UNO هلا دلنا عليهما الأخ سيف الدين جبريل أو من اطلع عليهما من القراء أو ربما من حفيده الدكتور الرشيد خلف الله الرشيد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)
|
سلامات يا شباب الحديث او الدردشة التى جئت به حقيقة وجدتها على النت فى موقع منتدى التاريخ والتراث وكاتب البوست اسمه موسى الحسين فقط لزوم التنويه والكلام التح كان عبارة عن مقدمة للبوست الذى نقلت محتواه رحمة الله تتقشى الاستاذ احمد خير المحامي
Quote: صفحة من سيرة احمد خير المحامي ما حوته هذه الصفحة من حياة أحمد خير كان حصيلة دردشات معه خلال الفترة من 1982م وحتى1990م استدعيتها من الذاكرة على إثر وفاته رحمه الله في يناير عام 1995م وظلت حبيسة عندي أفرج الآن عنها بتحريض مباشر من مؤسس موقع التوثيق على الشبكة العنكبوتية صديقي الدكتور/ توفيق الطيب البشير. أرجو أن يجد فيها القاري شيئاً من خبر هذا الرجل الذي يعتبر رمزاً من رموزنا وطننا الحبيب وعلماً من أعلامه. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! (Re: دينا خالد)
|
سلامات يا دينا الصورة التى عليها الكتابة لاثنين من اعلام السودان الاول من اليمين هو دكتور نصر الحاج علي اول مدير لجامعة الخرطوم وعلى ما اعتقد وليس متأكد انه اول سوداني يتحصل على درجة الدكتوراة وباللبسة العسكرية اللواء المقبول الامين الحاج كان عضو المجلس العسكرى فى عهد الفريق ابراهيم عبود وتقلد منصب وزير الواصلات و وزارة الزراعة والري وهو من العساكر الذين تلقوا دورات تدريبية فى انجلترا وكان مميزآ.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! (Re: Saifeldin Gibreel)
|
والله ياسيف امدرمان دى ما بعرفكم قاعدين فيها كيف ؟ انا غير شارع المورده ما بعرف فيها شمال من يمين .. حولاااااااا دى الخططا ليكم منو ؟ ام الحفر بس !!
بعدين هو الاستاذاحمد خير لما من امدرمان مايسموا لى شارع فى امدرمان ؟ قاطعين مننا شارع قدر دا لييه ؟ بسسس فلاحتكم فى حقارتنا ..
جيل لن ينسى ..
ـــــــ دا اكثر جيل اسمائه رسخت فى اذهان الاجيال اللاحقه .. لانو هسه فى زول عارف حاجه عن ناس نميرى مثلا ؟ او حتى وزير خارجية الانقاذ الاول القرييب دا ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! (Re: Saifeldin Gibreel)
|
نرجع لموضوعنا الاساسى ولتعميم الفايده حول شرح د. منصور لماهية السياسه الخارجية بعد مقدمة طويلة عن سيرته الذاتية قدمتها المنصة التى عددت القابه فكان الاستاذ، والصحفى، والدكتور، والسياسى، والقانونى، والكاتب المؤرخ، د. منصور خالد،
بدأ حديثه عن الدبلوماسية والسياسة الخارجية وشكل العلاقة التى تربط بينهما، وقال ان السياسة الخارجية والدبلوماسية امران مختلفان جدا رغم تداخلهما، باعتبار ان الدور الاساسي للدبلوماسي ليس معالجة العلاقات بقدر ما هو محاصرة الازمات مما يجعل من الدبلوماسي "ضابط مطافئ"، ويضيف جوهريا ليست هناك سياسة خارجية حتى اذا اتفقنا على ذلك من الصعب الفصل بين السياسة الداخلية والخارجية باعتبارهما وجهين لعملة واحدة، مشيرا الى ان ممارسة السياسة فى الداخل تعني اعمال السلطة على الرقعة الوطنية، وتأكيد الاستقلال للخارج، بالاضافة الى العناية والارتقاء باهل البلد، فضلا عن كفالة حرياتهم وحقوقهم، وقال ان السيادة الوطنية لا تعني الانعزال فى السياسة الخارجية،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! (Re: دينا خالد)
|
يا دينا الفى الصورة دى محاسن الشنقيطى زوجة مبارك زروق رحمة الله عليهما فى زواجهما غنت الطقطاقة عيونة فى عيون وذكرها الجاغريو فى سميرى المكتوب فى ضميرى يســــــــــــــعدنى لو تمـــــــه النقرن أجـــــــــــــــراســـــــن انا قـــــــــــــلبى ميراســـــــن حـــــــن الزهر باســـــــــــــــن انظـــــــــــــــــــــــــر ديك بثينه وكمان شــــوف ديك محاســن فيها شامة فيها ابتسامة ظهرت محاسن حى المسالمة
جني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! (Re: دينا خالد)
|
اها يااخوانا دا منصور خالد ...صام وفطر على بصله .. شفتو كيف ...التنظير ساهل والفعل صعب ...سادن نميرى لمن الله غفر ليهو ...وطلع علينا بمطبوعاته ذات اللغة الجميلة والطباعة الفاخرة ...حاول فيها ان يجمل القبيح .. ولو قدر له ان يعيش ليكتب تجربته مع الانقاذ لن يعدم حيلة فى ان يجعل نفسه بطلا مرة اخرى ...
(بثمارها تعرفونها) ....يلا ضوقو (الحميض ) دا ...
الحميض لسكان البنادر وماحولها ..ثمرة خلوية تنبت عادة فى الخريف ..دون ان يراعاها احد ..طعمها امر مايمكن ان تذوقه .. ..وللناس الما بندر (شديد) شكلها اقرب (للتبش) ..تبش الله عقول الذين ادمنوا الفشل والسقوط فى مستنقع الدكتاتوريات ...
اعانكم الله ...
دينا سلامات ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! (Re: محمد عبدالرحمن)
|
قليك (كاهن) راسو عديييييل يا برلوم! الكانوا بحرقوا البخور تانين ياخي!!
-------
استغرب جداً من (ترماج) الجايي يبيعوا لينا د. منصور خالد دا .. وماذا استفاد السودان من اغراق اعرق مدينة فيو لتنعم مصر بالمياه و الطاقة!؟ في ذمتكم دي في ابلد من تدي الناس ارضك عديييل يعملوا فيها (بحيرة) لسدهم .. وتقدها عندك!؟ برضوا يكلمونا عن (المصالح الوطنية و السياسة الخارجية)!؟
| |
|
|
|
|
|
|
|