|
المفارق الفكهة -موت مدرس متجول
|
المفارق الفكهة موت مدرس متجول ******* "يا للأسف!ماذا يفيد هذا الرواح والمجيئ,وماذا ينفع هذا التعب؟وهذه المغامرة،عند أقوام غريبة,ما ذا تنفع هذه اللغات التي تغص الذاكرة بها,وهذه الهموم التي لا تعرف أسمالا،اذا لن يكون بمقدوري،ذات يوم،بعد عدة سنوات،أن أستريح في مكان يعجبني ولو قليلا،وأن أجد عائلة،وأن يكون لي طفل على الأقل،أقضي بقية حياته في تربيته حسب أفكاري،وفي تربيته وتسليحه بالمعرفة الكاملة التي يعرفها عصره،و أن أراه يصير مهندسا مشهورا، ورجلا نافذا وغنيا بواسطة العلم؟ولكن من يعرف عدد الأيام التي سأقضيها في الجبال هذه؟يمكنني أن أختفي وسط هذه الأقوام دون أن يبلغ خبري" من رسالة لرامبو الى أهله,كتبها في هرر في اثيوبيا بتأريخ السادس من مايو 1883 م ******** لم يدر بخلد "سعيد الطيب" ، أنه سيستحضر في لحظة من لحظات حياته المهرولة بين القرى والبلاد النائية،وباختصار "الجحور العربية النائية",كل تفاصيل سنوات حياته الأربعين.ها هي اللحظة قد دنت،وهو مسجى الآن بمفرق(س) الذي تتفرع منه طرق وشعاب كثيرة تؤدي الى هذيان طويل طويل طويل. ها هو الآن مغطى بشوال سكر قديم،وحوله كتبه التي تناثرت في تضاريس المفرق الذي اكتظ بأشخاص يلقون عليه نظرة اشفاق بعد أن دهسته سيارة مسرعة. ...وهكذا تلونت المفارق أمام روحه,وهي تسرع الخطو على رصيف شهيقه الأخير.وبالفعل كان "سعيد الطيب" سعيدا معلقاً في برزخ ما بين الحياة والموت. كان مولعا بالسرد.لكن بعد فشله في أن يصبح قاصا أو روائيا غير مشهور،كان يتمنى أن يمتهن عملا يوفر له فيوضا من السرد,والاستماع الى سرد الآخرين والرد عليهم,كأن يكون محللا نفسيا أو أختصاصيا اجتماعيا.وقد صرف النظر عن ذلك لأنه لا يستطيع أن يوفر قوته الضروري من الاستماع الى والرد على تداعيات البشر. و ها هي الفرصة أخيرا قد واتته ليحقق أمنيته في ذلك البرزخ الضيق الذي يأمل أن يملأ به ما فاض من مفارقه الفكهة.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المفارق الفكهة -موت مدرس متجول (Re: osama elkhawad)
|
-1-مفرق الهرولة العربية:
كغيري من زملائي الذين أكملوا دراساتهم الجامعية,تلبستني رغبة الهرولة بين المفارق العربية بحثا عن المال.لم أجد هنالك ما أفعله سوى أن أعمل مدرسا,وهي أي التدريس مهنة ,لم أكن أتصور أن أرتبط بها بهذا الدفء الدخيل الذي أحسه،وأنا انتقل من من مكان الى آخر حاملا طبشوري وأوتار صوتي بين أقوام لا يدرون لماذا يتعلمون,وكيف يتعلمون،ولذلك كنت مجبرا على تدريس مواد لا أفهم عنها ما يميزني عن تلاميذي,لكنني كنت مجبرا على الانصياع الى القاعدة العربية الجحرية الذهبية التي تقول أن المدرس الناجح جدا هو من يستطيع أن يتواءم حسب النقص الموجود في المدرسين.بسرعة اكتشفت أنهم يريدون فصولا مليئة بمعلمين و طلاب,والمهم في كل ذلك هو سد النقص لا غير.فهم يعرفون ان النتائج مضمونة بحسب ما يقول به أصحاب الشأن.لم يكن بامكاني التهرب من ذلك،ففي ذلك خيانة وطنية –حسب ظني البائس ذات مساء غير ممطر-فكل المسؤولين العرب في تلك الجحور العربية-كانوا يسردون لي قائمة طويلة من أسماء المدرسين السودانيين الذين كان بامكانهم تدريس جميع المواد باقتدار وتمكن. وهكذا، حفاظا على تلك السمعة الطيبة،كنت "أباصر" الأمر ،اعتمادا على معلوماتي السابقة و اطلاعي،و اعتمادا على أن هؤلاء القوم لا يدرون لماذا يجب أن يتعلموا,وكيف.و انطلاقا من ذلك الفهم العربي الجحري للتعليم,صرت معلما شاملا يهرول بين مختلف فروع المعرفة،في خمول خفي،ونشاط دعي, يرضي طموح المدراء الجهلة في ملء الفصول وفراغ التلميذ.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المفارق الفكهة -موت مدرس متجول (Re: osama elkhawad)
|
عندما غدا المدرس لاعبا أو مفرق الرياضة:
كان مفرقا عابثا أن أتحول من شخص خامل الى لاعب قدير,و أنا الذي لا تربطني بالرياضة أدنى صلة,ذلك أن تقوس ظهري الواضح للعيان,ينفي أية علاقة لي بالرياضة و الرياضيين,وما أزال أكن بغضا عميقا لذلك المقعد الذي أورثني ذلك التقوس حين ضاع كرسي في المرحلة الابتدائية,فاضطررت الى الجلوس على مقعد يشبه مقاعد البارات والتي هي بلا مسند للظهر.كنت أكره ذلك التقوس,اذ أنه دائما ما يجعلني أبدو أكبر كثيرامن عمري.ذلك التقوس لم يعجب إلا "حبب" التي باحت لي –وهي متلاحقة اللهاث-أن إنحناءة ظهري هي أول ما جذبني اليها,فهي قد توصلت من خلال ملاحظاتها وقراءتها العميقة،الى اكتشاف مذهل.فهي قد توصلت الى أن من العلامات المميزة للانتلجنسيا إضافة الى الصمت والسرحان الطويل,الانحناءة الخفيفة للظهر. ما خلا كلام "حبب" الظريفة,فانني كنت أعتقد أنني قطعت كل صلاتي بالرياضة,لكن المدراء الجهلاء في تلك الجحور العربية,كانوا يذكرونني دوما بأنني لاعب ماهر ,وأشبه لاعبي كرة القدم بالتحديد.فهم كانوا يصرون على أنني لاعب ممتاز,يلعب على كل الحبال.والحقيقة تقول أنني كنت لا مبالٍ بما يدور بينهم من خلافات،واستحالة العثور على أي منطق عقلاني ولو بسيط,ففي غمرة انشغالهم بالتناطح حول الكراسي الادارية "الملخلخة"،كنت لا أبدي مواقف واضحة لأنني لا أفهم ما يدور ,كما أنهم حين يحاولون استمالتي الى جانبهم،كانت مواقفي الجاهلة واللامبالية،توحي لكل الأطراف المتناطحة أنني أتخذ سرا مواقف مناهضة لهم،ولذلك كنت أبدو أحيانا (لاعبا على الحبلين),وأحيانا على الحبال الثلاثة,و مرات أبدو لاعبا على كل الحبال. وما عزز من قناعتي بتحولي الى لاعب،ما يدور في بداية كل عام دراسي من اجراءات عقيمة,وكان عاطف الساخر يسميها "فك التسجيلات".وهو تشبيه صائب,فمثل لاعبي كرة القدم كنا نصطف ونهرول في دهاليز مكاتب التعليم،بحثا عن مدرسة جديدة،بآمال مبعثرة،وعرق غزير ،وتعب واضح من أثر الهرولة والنقاش العقيم مع المسؤولين الجهلة. مرةً تم تسجيلي في وقت واحد في ناديين،أقصد مدرستين,ولم أكن أدري بذلك,وعندما أتيت لاستلام راتبي،تم توقيفي لأنني أصرف راتبين في وقت واحد.حين قرروا تقديمي الى المحاكمة بتهمة الاختلاس وتزوير أوراق رسمية,تدخل فجأة احد الكائنات اللامرئية،والتي تظهر أوان الزنقة في ممرات مكاتب وزارة التعليم.تحدث الى بصوت خفيض،لكي يؤكد تأثره ،وتعاطفه مع قضيتي.وبرر تعاطفه معي,بأنه يحب السودانيين,لأنهم "أحسن ناس"،لذا فهو متأكد من براءتي،وأنه سيخلصني من تلك الورطة،بأن يسجلني في مدرسته،على أن أتنازل له عن ربع راتبي،نظير الرشاوى التي دفعها .وافقت فورا ,وهرولت خلفه.
(عدل بواسطة osama elkhawad on 05-14-2006, 10:06 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المفارق الفكهة -موت مدرس متجول (Re: osama elkhawad)
|
Quote: و ها هي الفرصة أخيرا قد واتته ليحقق أمنيته في ذلك البرزخ الواسع |
كانت الفرص مراسي في أطراف البحار الهائجة وكانت الأماني مراكب بدون أشرعة وقد طال جريانها فوق الخضم أما البرزخ فهو الحقيقة التي لا تحتاج الوسائل في غياب الفرص وانتهاء الأماني حقيقة يسعها البرزخ الواسع
اسامة قد أوهى منا عرق وغلقت الخلايا أبوابها فأين تذهب حروفك هذه فإن أستطعنا تنفسناها
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المفارق الفكهة -موت مدرس متجول (Re: osama elkhawad)
|
*عندما بدا المدرس مالكا للجن أو مفرق الكتب:
لم أكن أدري أن هنالك علاقة وثيقة بين الجن والكتب،الا عندما هبطت "النجيبة" تلك القرية النائية في سهول تهامة,احم أكياسا من الكتب.كنت آمل أن تفيدني الكتب بعض الشيئ في مشروعي الجديد لتلطيف بؤس الحياة.فقد توصلت الى ان الحياة ذات نسق واحد له طابع تراجيدي .لا أدري أين قرأت هذه الفكرة ,لكنني كنت أجدها مناسبة تماما لوصف حياتي المهرولة.وقد اكتشفت ان الكتب في علاقتها بالوقت ،تجعل الحياة اقل مللا وبؤسا.لم يزعزع من تلك القناعة ما قاله صديقي السفوري معلقا على علاقتي بالكتب"ان مواجهة الريف العربي الكئيب ،لا تتحقق بالكتب وحدها،فتلك المواجهة تحتاج اضافة الى الكتب،الساتلايت،وزوجة ،ومجموعة من قحاب القرية،وخمرا،وأشرطة موسيقية وسينمائية" ثم أردف قائلا-وكانت عيناه تلمعان بوميض ما- " ..وخيالا روائيا...".
مصداقية كلام السفوري وايماني بجدوى الكتب ،لم يصمدا حين سمعت تهامس القرويين أوان وصولي الى ذلك الجحر العربي,وأنا أحمل أكياسا من الكتب.كان التهامس يزداد كل يوم،وأنا لا أجد له سببا مقنعا،الى أن التقاني أحد القرويين ،وطلب مني في توسل والحاح بأن أكلم ملك الجن والتمسه لحل مشكلة تخصه،وحين سألته"و ما علاقتي أنا بالجن؟"،فقال لي متعجبا "وهل يملك الجن إلا أصحاب الكتب؟؟إن آخر مالك للجن كان يملك عشرة كتب،وأنت تملك أكثر من مائة كتاب!!!..أزعجتني الفكرة،فانسحبت بهدوء دون كلام ،ومضيت مترنحا،لكنه لاحقني قائلا في ثقة "ان مشيتك المترنحة، و أنحناءتك الواضحة تدل أن الجن أيضا راكبك"....
*عندما تمترس المدرس بالخيال الروائي:
لم تكن الكتب مفيدة فقط في تخفيف قسوة الحياة في الجحور العربية الكئيبة،بل ساعدتني في قبول حياتي,و في تخطي كثير من الحرج الاجتماعي.كل الكتب ليست مفيدة في تلك الأجواء العربية الخانقة.لذا صرت أقلل من قراءة الكتب ذات الطابع الحداثوي,حتى لا أشحن لا وعي اللاشعوري بذلك. وفي المقابل أكثرت من قراءة الروايات.فالخيال الروائي قد أفادني كثيرا في تقبل حياتي المبعثرة بين الجحور الريفية العربية،كما أنه أفادني في خلق صورة لنفسي تجعلني مقبولا كفأر محترم في تلك الجحور العربية.وفي كلا الحالين ، كنت أتحول الى سارد. وللتدليل على قوة الخيال الروائي،سأذكر كيف ساعدني ذلك الخيال الروائي في قبول حياتي الجحرية.كنت أنام على سرير بال "مهتوك"،يكاد يصل عجيزتك بالأرض,لذلك صرت أقنع نفسي بأنني أنام على أرجوحة تشبه تلك الأراجيح المبثوثات في روايات أمريكا اللاتينية، إلا أن أرجوحتي لا تمني نفسها بعطر حسناء,أو ملمس عجيزة ممتلئة،إنها فقط تحتفي فقط بعجائز المدراء الجهلة ،وهو ما يعطيني شعورا بالمساواة،إذ أن مستقبل عجيزتي مشابه لمستقبل عجيزة مديري،لذلك فاحتمال أن تلدغ عقربةعجيزتي ، مساو تماما لمصير عجيزة المدير. الخيال الروائي خلق وظيفة أخرى لحبال البلاستيك التي أعلق عليها ملابسي.فتلك الحبال البلاستيكية أصبحت تفوح برائحة التراث،وترتدي طابعا فولكلوريا,وأحياناً طابعا إستشراقيا معجبيا، يرجع بها الى مرحلة ما قبل اكتشاف "الحمار".
أما على صعيد تجنب الحرج الاجتماعي،في مواجهة السؤال الأساس للفئران العربية التي تقابلني:متزوج؟؟؟",وهذا هو سؤال الفئة الواعية المهذبة،أما الأغلبية فتعمل خيالها في صلف: إمتي حتجيب العائلة؟؟
ساعدني "الخيال الروائي"،على إصلاح خطأ اجابتي للجماهير الجحرية. كنت في البدء أوكد على عزوبيتي،وأدافع عنها بأثر العوامل الاقتصادية ،والاجتماعية في عدم دخولي القفص الذهبي.مثل ذلك الرد كان قاتلا ,بل وفتاكا،إذ لم يلق الفضوليون القرويون أي أهتمام لاجاباتي المتحذقلة،بل أنهم لم يفهموا سوى أنني خطر على نسائهم،في تفسير،وفي تفسير آخر ،وخطر على أطفالهم،خاصة ان نسبة التحرش والإعتداء الجنسي على الأطفال ،نسبة كبيرة جدا. بعد ادراك لخطأي ذاك،قمت بشحذ خيالي الروائي,والاستفادة مما قرأته من روايات لخلق عائلة وهمية بأسماء أطفال ،وأحاول خلق علاقة بين أسمائهم ومدلولاتها،كي لا أنساها.وبعد تأمل مرتبك،توصلت الى عبلة وعنتر،فالارتباط بين الاسمين يسهْْل حفظهما،كما أن تقليل عدد أطفالي يقود الى تمييز عن ثقافة القطيع الجحري،ويتيح لي فرصة الكف عن الكذب،والتعبير عن نفسي،اذ انني كنت متضايقا من سردي الكاذب.
وللاحتفاظ بصورة نفسي في نفسي،اخترعت شخصيات وهمية تروي ما أفكر به واعتقده،للتحايل على العقل الجمعي الجحري،وما يتبقى من أكاذيب أدخلها في باب التدريب على السرد عبر اعادة تركيب ما قرأته من قصص وروايات وكتب أخرى وما شاهدته من سرد مصور عبر الأفلام والمسلسلات التلفزيونية. كل تلك المنتجة والكولاجات ،كانت تعطي حياتي الرتيبة نكهة السرد الفواحة.كان ذلك الاحتفاء العصابي بالسرد،يعطي لحياتي الرتيبة اكسيرا يوميا أواجه به أشباح الموت في شكلها الجحري العربي.كما يوفر لي فرصة أخرى،أقنع بها نفسي –خفية-بتبريرات ما لاحجامي عن الزواج.كنت أخترع شخصيات من "المجتمع الصفوري",تعكس نيتي الطيبة في عدم جر آدمية أخرى وآدميين آخرين للعيش في هذا البؤس الملطف بالقسمة والنصيب.كنت لا أركز على فوضى العازب،وإنما على فوضى الحياة المهرولة بلا معنى.لكن في المقابل على أن أعترف أن وضعية المتزوج التي أتصنعها،تعطيني مكانة تبعد عني كثيرا من الشكوك والظنون،كما تتيح لي فرصة التحدث مع مدرسين آخرين لا يملكون هموما معرفية،كما غيرهم من "الفلاشا".فهم ،أولئك النفر من "الفلاشا"،يعتبرون الهموم المعرفية أقرب المسالك الى الجنون،وفي درجة أقل من ذلك،أنها مفسدة للحياة.
قادتني أعتراضات "الفلاشا" اللامعرفيين،الى إعادة النظر في ما أحمله من تركيب عقلاني،نتج عن تأثري بالثقافية "المروقية" مثل كثيرين من جيلي المتطلع الى حياة تليق بكلب أمريكي.فقد اكتشفت من مآزقي المتتابعة،أنني كلما ازددت عقلانية،كلما قذفت بي ا لأيام الى هامش ضيق من المكان والزمان.فابتدأت أعتقد أن قليلا من "العرقلانية"،وما شجعني على ذلك أنني لست وحدي في هذا المنحى الجديد وسط أبناء جيلي.فقد كتب لي "مروقي" عريق في "المروقية": "انني أبحث منذ زمن طويل نسبيا،عن كتاب "علم الجفر" ولكن بخط اليد،وسأسافر الى سواحل البحر الأحمر –كما قيل لي-لشرائه لأهدي به الشباب الضالين من أبناء جيلنا".
أما أنا فكنت أبحث عن شيئين:المال والصفاء النفسي لأبعد عن نفسي هاجس الانتحار الذي يراودني من حين لآخر.فعدت أقرأ "مجربات الديربي الصغير والكبير" و "أبو معشر الفلكي" و “The miracle power of believing” ،حتى أتواءم مع أصولي الريفية و فكرة "الطابع التراجيدي للحياة".
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المفارق الفكهة -موت مدرس متجول (Re: osama elkhawad)
|
*مفرق المعاهد أو "الحلومر" في خيبته :
طيلة عملي في البلاد السعيدة،كنت أعمل في مدارس وزارة التربية،وهي تختلف عن "المعاهد العلمية"،وان كان أن المرتب واحد.والمعاهد العلمية كما يرى المدافعون عنها لا تختلف عن مدارس الوزارة إلا في تكثيف منهج اللغة العربية و التربية الإسلامية لزيادة الاهتمام باهم مكونات الثقافة الاسلامية.ويرى آخرون أنها انشئت لمواجهة المد اليساري في الجزء الجنوبي من البلاد السعيدة.
وقد جعلتني خلفيتي "المروقية" نافرا من تلك المعاهد.وظل هذا النفور قائما الى أن تعرضنا ذات مرة مُرة الى التفنيش ،وهي كلمة محورة عن الانجليزية والمقصود بها تلطيف عملية الاستغناء،والذي هو بدوره حسب خبرة الفلاشا وخاصة المعارين منهم،ليس نهائيا،وهو ناتج عن الربكة الادارية المريعة في البلاد السعيدة.ولذلك كثيرا ما كان يتم ارجاع المفنشين الى أعمالهم باسمين،ومثل هذا الاجراء كان يسمى بالحلو مر.
لكن الأمر في تلك المرة المُرة لم يكن "حلومرا".ولم يكن من بد سوى التقديم للعمل في المعاهد.لم يكن اتخادي لقرار التقديم سهلا،خاصة بعد التهكمات التي صدرت من بعض زملائي عن جدوى الكتب.وهو سؤال أربكني كثيرا،إذ كنت دائما أكتشف الفارق الضخم والخرافي بين حياتي والحياة التي تحكي عنها الكتب المدهشة.وكانت روحي "المروقية" تتأزم ،كلما اكتشفت أن العالم المحيط بي لا يشبه أبدا الحياة الموجودة في الكتب المدهشة.كما أن التحليلات "المروقية" التي تتحدث عن دخولنا مرحلة جديدة واقترابنا من الحياة المبثوثة في الكتب،لم ترقني،بل واكتشفت انها كاذبة.فكلما سرنا في المظاهرات الاحتجاجية على حياتنا الغير متفقة مع الحياة التي في الكتب،وكلما كثر عدد الكورالات والأغاني التي تعدنا بنوافير وبنات كالحدائق،كلما دهستنا الوحشة والكآبة.وقد توصلت الى أن الحياة التي نعيشها الآن،هي دليل دامغ على أن الشرط الوحيد لبقائنا الآن هو الابتعاد عن الحياة التي تعدنا بها الكورالات والأغاني والكتب المدهشة.
وقد قادني اكتشاف وجود حياتين، الى أن هنالك حياة ما بين الحياتين،و أن الحياة الوحيدة الممكنة هي التي يتحقق فيها الضرب العادي من السعادة.كان توصلى الى تلك الحياة بين الحياتين مقرونا بنشوة مفككة ، وتشبه نشوة القفز من المقلاة الى النار مباشرة.وبناء على وعيي الجديد قررت التقديم للمعاهد.كان قراري ذلك قرارا تاريخيا في سيرة حياتي المترجرجة،فهو يشكل بداية دخولي مرحلة جديدة أسميتها "الاستعداد للخيبة".لكنني اكتشفت بعد ذلك ،أنني لم أكن مستعدا بما فيه الكفاية لمعانقة الخيبة.فقد رفض طلبي بحجة أنني صاحب شخصية غامضة لا يمكن تحديد سماتها بدقة،كما أنني أُكثر من اقتناء الكتب التي تحتوي على علم لا ينفع.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المفارق الفكهة -موت مدرس متجول (Re: osama elkhawad)
|
اكتشف الكاتب بعد انتهائه من تدوين هذيانات سعيد الطيب،أن هنالك كثيرا من الكلمات غير المفهومة للقارئ العادي،فقام ببحث مضن عبر المقابلات الشخصية، والرسائل, والايميلات،وكان أن توصل الى القاموس التالي:
1-الفلاشا: تسمية أطلقها في الثمانيننات من القرن العشرين موظفو مطار الخرطوم على المعارين القادمين من دولة عربية سعيدة،لأنهم أي أولئك المعارين يأتون ويذهبون أفواجا مرتدين ملابس رثة.وقصد بهذه التسمية عزل أولئك المدرسين عن مغتربي البلدان العربية الناعمة. وبمرور الأيام تم توسيع ماعون التسمية لتشمل أيضا الباحثين عن عمل كمدرسين في دواوين الوزارة بتلك الدولة السعيدة.وربما للايحاء للمسؤولين عن توظيف المدرسين الأجانب،أو لسبب آخر،يصر الفلاشا على تأكيد هويتهم السودانية بلبس العراريق المكرفسة والجلاليب المتسخة والسراويل ذات التكك المزركشة ويزينون رؤوسهم بعمم لُفت على النمط الأنصاري في أحايين قليلة.وكانوا يفضلون ،لأسباب عملية في الغالب،النمط الهلامي،وهو نمط حر ،لا يحكمه قانون،وفيه تلف العمة كيفما اتفق. وينتعل الفلاشا السفنجات للشعور بخفة الوجود،فالبرطعة بالسفنجات،كما يرى أحدهم من المثقفين،هي مؤشر على تفضيل الحياة في الهواء الطلق.وهذا السلوك "المنطلق"-كما يرى السفوري-هو من التأثيرات الخفية لثقافة المومسات على الحياة السودانية.فأول من برطعن بالسفنجات،كن من مومسات "ابو صليب"،و بعد ذلك انتقل هذا التقليد الى مومسات "المزاد" و "سبعة بيوت". لكن ذلك السلوك المنطلق،من جانب الفلاشا، يختلط باصرارهم على العيش والسير والسفر في جماعات كثيرة العدد.وساهم ذلك في اكتسابهم عادة التحدث بصوت عال.وترتفع أصواتهم أكثر عندما يركبون سيارات النقل العام.وهم عادة يتحدثون بصوت عال عن النجاحات التي حققوها في سبيل التوظيف،ويتحدثون في اقتضاب وبصوت خجول عن المضايقات التي قابلتهم في شباك الوزارة حيث يتزاحم طالبو الوظائف والمدرسون في آخر العام في طوابير طويلة لصرف مرتباتهم.وهذه الطوابير عادة ما تتمخض عن سيلان آلاف الليترات من العرق،وقليل من الليترات من الدم الآدمي إذا ما نجحت سياط الشرطة في الوصول الى أنوف وأرجل و ظهور المتدافعين.وأحيانا كثيرة تتمخض عن سقوط مئات الزراير،وتمزيق أنواع مختلفة من الملابس،وسقوط عشرات الضحايا في حالة إغماء. يقول الراصدون لتسمية "الفلاشا"،أن المعارين يصرون على إخراج أنفسهم من دائرة "الفلاشا".و حسب رأيهم ،فإن "الفلاشا"،تضم فضلا عن "الدخلاء على المهنة" من المتعاقدين،فئات "الخضرجية" والعتالة" و "مدرسي الابتدائيات"،الذين "تبكبكوا" في "عام البكبكة".
2-العرقلانية: خلاصة ما توصل اليه "سعيد الطيب"، حين فشل في تبني استراتيجية "الضرب العادي من السعادة".وسكنت تلك الخلاصة في نفسه،ذات "طشمة"،حين كان يفكر في المصائر المستريبة التي سكنت تفاصيل هرولته العربية"التراجيكوميدية". فالحياة لا تبدو-كما توهم- سلسلة من المحاولات ا لناجحة والفاشلة معا لإعمال العقل-كما أوحت له بذلك الكتب المدهشة.إن الحياة-على النقيض من ذلك تماما-هي سلسلة من العراقيل.أنها مسير ممض من عرقلة إلى أخرى أكثر تعقيدا.وهي –أي العراقيل-تروح وتجيئ –وفقا لمنطق يجهله،ولم تسعفه الكتب المدهشة في اكتشاف ذلك المنطق.وقرّ في نفسه بعد تأمل عميق،أن قليلا من العرقلانية هو السعادة نفسها،لكنها السعادة الموسوسة المتوجسة دوما من "هادمة المسرات" : العرقلانية الغامضة.
3-المعارون: هم كما يرى السفوري،فئة من المعلمين السودانيين كبار السن،ظهرت في السبعينيات من القرن العشرين في عدة دول عربية. وقد تكاثرت تلك الفئة عندما لم يكن بامكان "فقرا السودان" اقتسام النبقة.ولذلك صاروا من عبدة المال. وهم أول من قدّس "الدولار" في التاريخ السوداني المعاصر.ولذلك كانوا يتفنّنون في حفظ الدولار،وتفتقت عبقرياتهم عن طرق شتى للحفظ أهمها "بنك بجنب الخصيتين". وقد أخرجوا الدولار من دائرة النقود.ويروون في ذلك أن أحد المعارين المرضى إدعى أنه مفلس،ولذلك كان أصدقاؤه يتولون الصرف عليه في أثناء اقامته في مستشفى ما .وذات يوم سقطت منه صرة اتضح بعد فحصها إنها مليئة بالدولارات..وحين نظر اليه الحضور نظرة استنكار واحتقار،قال محتجا،والدموع تترقرق في عينيه: "دي ما قروش،دي دولارات"، وبالغ في تفخيم "الراء" في كلمة "دولارات"،حتى سقط مغشيا عليه.
4-المجتمع الصفوري: من تخريجات "عاطف الساخر" ويقصد بها المجتمع المنعزل الموحش الذي لا يتواصل فيه الأفراد ،ولا يتأكدون من وجود ذواتهم إلا عن طريق المضاجعة. وقد جاءت تخريجة عاطف على وزن المجتمع الذكوري،وان كان في الأصل أنه اقتبسها من حديث إحدى المغتربات القادمات من دولة عربية ثرية،وهي تروي ما قالته احدى المغتربات من سكان الجبال العربية،وهي تحاول تلخيص حياتها الجبلية: "...وهكذا يتكرر هذا المشهد يوميا: يأتي زوجي المدرس ظهرا،فنتغدى سويا،ثم نغط في نوم متقطع حتى اذان العصر...حينذاك يخرج زوجي ليجلس على صخرة وحيدة،ثم يطلق صفارة طويلة،بعدها ينحدر آيبا لنرقد سويا،ثم ينهض،ويغتسل،ويخرج ليجلس على صخرته الوحيدة ثم يطلق صفارته المعتادة ثم يؤوب لمجامعتي.وهكذا يتكرر يوميا ما يحدث حين يعود زوجي المدرس ظهرا ....وهكذا توصل عاطف الساخر الى تخريجته تلك ،قارنا لقاء السرير والصفير بالبحث عن التواصل،وأكثر من ذلك التأكد من وجود "الأنا". وهذه التفصيلة الأخيرة أي "التأكد من وجود الأنا"،ليست مفهوما فلسفيا أضافه عاطف الساخر من خياله،وانما هي الجزء الثاني مما سمعه عاطف الساخر من حديث المغتربة القادمة من دولة عربية ثرية ،وهي تروي ما قالته تلك المغتربة القادمة من سكان الجبال ردا على سؤال المغتربة الثرية : "ألا تسأمان من الصفير والجماع؟؟"،وكان أن ردت : "يحدث ذلك أحيانا،وعلاجه كان سهلا أول الأمر: تناولنا بالتشريح والتحليل كل الذين عرفناهم حتى أنني صرت ألقبه بأبي نمام،وصار يلقبني بأم نمّام.وحين فرغت جعبتانا من الأسماء،كنا نكسر الصمت بالتسابق على فعل ما. ابتدأنا بالبكاء،وحين جفت مآقينا،تسابقنا على الضراط.وحين جفت مصاريننا كنا نرجع مرة أخرى حين يعود زوجي المدرس ظهرا الى..........." وما قال به عاطف الساخر ،ينسجم تماما مع ما قالته مغتربة في المجتمع النموذجي السعيد،حين سألتها مغتربة من دولة عربية ناعمة،عن حياتها هنالك, فقالت لها: "الأكل بطاطس، والز..................غاطس".
5-الضرب العادي من السعادة: استراتيجية تبناها "سعيد الطيب"،من تعبير لبطل "البحر والسم"،لشوساكواندوا حين قال: "ان ما هو عادي ،يمكن أن يمنح المرء أعظم سعادة" ص 34.وقد توصل الى مغزى الاستراتيجية ومحتواها و حدودها من كلام بطل الرواية،حين قال: كم هو جميل أن يكون له ولد بعد فترة، وأن يستقر مع زوجته في ضاحية محدودة التكاليف،في مكان ما ،ليستمتع بضرب عادي من السعادة". أراحه هذا الاكتشاف قليلا،لكنه لاحظ أن العاديين لا ينزعجون عندما تواجههم تساؤلات أو شكوك ،بل يكتفون بأقوال مثل: هذا شيئ طبيعي أو "من الطبيعي أن ..." أو " ليس من العادة....". أو... . وهكذا تخلى "سعيد الطيب" عن تلك الاستراتيجية عندما عرف أن ذلك الضرب العادي من السعادة لا يهتم كثيرا ولا قليلا بما تقوله الكتب المدهشة.
6- موسِّخ\وصيف\عبيد\عبدو: ألفاظ لم ترد في سرد سعيد الطيب البرزخي،ولكنها من الألفاظ التي استقرت و توطدت في لاشعوره البدوي الجحري. الألفاظ الثلاثة الأولى يطلقها العامة في أول جماهيرية في التاريخ على العاملين فيها من أهل السودان. فموسخ تعني الأسود ذا البشرة المتسخة من كثرة السواد،وهي نقيض كلمة نظيف ،وتعني في خطاب العامة من افراد المجتمع النموذجي السعيد:ذا البشرة البيضاء. أما عبدو فهو اسم الدلع ل"ِعبيد".وقد تفتق خيال الأطفال الجماهيريين عن ذلك الاسم ،عندما أكثر السود الموسخون من امتشاق اسلحتهم البيضاء لدى سماعهم تلك الالفاط الكلاسيكية.
7-المروقيون: هم جماعة عالمية ذات نوايا طيبة مخلوطة بنرعة علمية صارمة.وهم كما يرى السفوري أول من حاول ضبط المواعيد في السودان بعد رحيل الانجليز،ساخرين من "الصباحات الحميمة".واشتطوا في ذلك ،حتى وصل بهم الحال الى تقديس الاجتماعات والتكاليف الحزبية.واستند السفوري في ذلك التخريج على ما ذكرته إحدى "المروقيات" في نقاش عاصف ذات صحو حينما صاحت في تشنج"نحن الذين يقودهم وهج الشمس نحو صعود لا يرث الهبوط،نحن الذين على كتوفنا "مرق" الحياة إذا تراخينا خسرنا كل شيئ". وقد أجرى عاطف الساخر النسبة من الجمع أي "المروق"،بدلا من المفرد "المرق" للأسباب التالية: أ-ان النسبة من المفرد "المرق" أي مرقي قد تختلط بالمرق أي الحساء.وهؤلاء القوم تطهريون في علاقتهم بالمرق ،وإن كان أنهم يطالبون بأن يكون المرق للجميع،ويعتبر المرَق عنصرا أساسيا في تحليلات نفر كثير منهم. ب-أن الجمع يشير إلى أنهم لا يحملون مِِرقا واحدا.وهذا يثبت أنهم أيضا موعودون بحمل مروق أخرى لا يعلمونها،وهي تظهر فجأة عندما يتضح لهم في مسيرهم الصاعد نحو وهج الشمس،أن الحياة لا تجري حسب المخطط ذي المروق الثلاثة.
8- الحمار: هو حمار الملابس.وسمي بذلك لظهره المستوي الذي يحمل أثقالا كثيرة من الملابس.وقيل للسكسكة الصادرة عنه،وهي تبدو متقطعة الصوت كما النهيق. وقد دخل الحمار قرية "سعيد الطيب" بعد طقم الشاي،وقبل التانج والآيسكريم.لكنه لم يحظ بالاستقبال الذي حظى به "طقم الشاي"،الذي أحضره لاول مرة،جد "سعيد الطيب" أحمد أفندي أب شبال الذي كان يعمل بالسكة الحديد في عطبرة. آنذاك توافدت الجماعات من شرق النيل وغربه من القرى المجاورة لترى الأكواب المزخرفة ذات الأحجام المختلفة ،ويتوسطها براد كبير،يشبه ديكا فيوميا،وكلها جاثمة على صينية برّاقة البياض.بدا المشهد كله للعامة جذابا ومثيرا،وشبيها بدجاج يمرح في حقل أبيض ،فأسموا الطقم "حقل الدجاج الأبيض". وقد جوبه الحمار باعتراضات كثيرة مثل شغله لحيز كبيروارتفاع سعره.لكن أهم تلك الاعتراضات كانت من جانب فقيه القرية الذي اعترض على عرض الملابس ،خاصة تلك التي تذكر بعورة الانسان أو تثير الفتنة،كما اعتبره وسيلة للفخفخة و البوبار واستفزاز مشاعر الفقراء المساكين.وقال أيضا أن الحمار يغير من خلقة الملابس التي أرادها الله إما ملبوسة أو متوسدة تحت الأذرع. ولذلك-قال الفقيه خاتما كلامه- فان الله قد مسخ الحمار فجعله يسكسك مثل الشباب المخنثين في الحفلات. لم تفت تلك الاعتراضات من عضد الحمار،بل تطور من الخشب الى الحديد بأنواعه إلى أن جاءه ملك الموت"الشماعة"،فقبضت روحه التي صعدت الى سماء النسيان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المفارق الفكهة -موت مدرس متجول (Re: Adil Osman)
|
مشهد من "موت بائع متجول"
شكرا صديقنا عادل على اشارتك المهمة لتناص "المفارق الفكهة "مع "موت بائع متجول" لارثر ميلر. وقصتي طويلة مع هذا النص.فقد حوّرته ليصبح قصة قصيرة ،فزت بها بالجائزة الاولى للقصة القصيرة في مسابقة في اليمن.ولم استلم المكافأة حتى رحيلي منه.وقد صادفت الروائي اليمنى وجدي الاهدل الذي فر الى هولندا بعد ان ابيح دمه بعد نشره نصا سرديا.وقد عاد الى اليمن بعد تدخل الالماني جونتر جراس.عندما صادفته، ابدى الاهدل اعجابه الشديد باستخدامي للغة وتفجيري لها. نشر النص في صيغته تلك في السفير الثقافي في بيروت،ثم نشر في القاهرة,واظن في صفحة كانت تشرف عليها سلمى الشيخ. ليس بحوزتي ذلك النص.
وقمت هنا في مونتري في كاليفورنيا، بالاشتغال عليه مرة أخرى، بشكل كلي،استنادا الى آخر مخطوطة احتفظت بها لمدة تبلغ اكثر من ثماني سنوات.
شكرا لك مرة اخرى،واتمنى ان تشير ولو عابرا الى مركز التراجيديا في النص.
ارقد عافية المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المفارق الفكهة -موت مدرس متجول (Re: osama elkhawad)
|
ألأخ أسامه ألعالم ألإسلامى حقنا دا...مسرحية كوميدية مابتحتاج لـمؤلف زى مابقول أصدقائ الساخرين[حتى ألتعب]عمر ألدوش ومصطفى أحـمد ألخليفه. أم بارح واحد قال( في إمام في ألسعوديه ..تـمت مـحاكـمته لأنه قرأ خطبة ألجـمعه من كـمبيوتر مـحمول] ..فعلقت[تـماضر]قائلة:-(مسكين ما..حافظ..الخطبه)ثـم إستدركت قائلة(أحسن لى أسكت هسع يقوموا يكفروننا)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المفارق الفكهة -موت مدرس متجول (Re: mazin mustafa)
|
العزيز بناديها المقارق الفكهة واحدة من محاولاتي لكي اكون واحدا من ملخصي تجربة الرحيل السودانية،وقد آرائي في هذا الصدد في مواقع كثيرة في هذا المنبر،وقد اسعدني ان التقت المفارق الفكهة مع ما حاولت ان تكتبه في بوستك الذي تكرمت بانزاله هنا مشكورا
شكرا لصديقنا العريس : مازن مصطفى على "تعتيله " للبوست، و نتعشم في بعض من ملاحظاته النقدية الثاقبة محبتي للجميع وارقدوا عافية كلكم المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المفارق الفكهة -موت مدرس متجول (Re: osama elkhawad)
|
النص اربكني كثيراً ولكن اربكتني صورتك الجديدة اكثر لدي نص مقارب عامل فيني عمائل وانا اخاف كثراً أن أنشر ما لدي وذلك الخوف هو رعب يخصني وحدي ولا اعني الخوف من الاخر ولكن هناك شىء ما في الداخل نتج عن تركم كمي من القراية المختلفة ولكن اعتقد انه يقود الى انفجار شىء ما كما الحمامة
الصورة المصاحبة الى حضورك هنا جميلة قربتني اليك بعضاً من الزمن القادم
لك المدى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المفارق الفكهة -موت مدرس متجول (Re: Adil Osman)
|
صديقنا الجميل زوربا، مرحبا بححضورك البهي ،بعد ان اصبحت أبا تحدثت عن النص حين قلت:
Quote: النص اربكني كثيراً |
والجميل في الامر انك اسميته نصا، ولم تحدد هويته كما قلت ايضا في حديث لك عن نص يخضك لانه يخصك:
Quote: لدي نص مقارب عامل فيني عمائل وانا اخاف كثراً أن أنشر ما لدي وذلك الخوف هو رعب يخصني وحدي |
ارجو ان تنزع حجاب الخوف،مع انه في كثير من الاحيان يرافق النصوص ذات التجربة النوعية في كتابة الكاتب، ونرجو ان نحاول معا ان نرفد خطابا يدور حول تجربة الرحيل السودانية،حسب مزاعمي التي قلت بها كثيرا،وما ازال
ثم تحدثت عن صورتي التي لا اخاف عليها،حين قلت في موضعين:
Quote: ولكن اربكتني صورتك الجديدة اكثر |
ثم قلت:
Quote: الصورة المصاحبة الى حضورك هنا جميلة قربتني اليك بعضاً من الزمن القادم |
والفضل في هذا يرجع الى العزيزة سلوى،والتي تحاول دائما ان تصلح ما فسد من ذائقتي التصويرية،وقد اجتهدت سلوى،في ان تبحث لي عن صورة مناسبة، وهذه مهمة في غاية الصعوبة، إذ أنني في الاصل لست فوتو جينيك و تلك ،أي الفوتوجينيكية،لا يمكن ان تصنع ابدا،ابدا، لكن يمكن ان تُرتق قليلا
تحياتي لسامية ولمدى،وود العبيد والاصدقاء المشتركين في بلاد الكانجرو
لك المدى ،ياصديق الغفلة والانتباه، وارقدوا كلكم عافية
وسنعود كان الله هوّن للملاحظات النقدية اللماحة لصديقنا في عاصمة الضباب: عادل عثمان المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المفارق الفكهة -موت مدرس متجول (Re: osama elkhawad)
|
قال الصديق العزيز عادل عثمان:
Quote: يلتقى نص ارثر ميللر ونص اسامة الخواض فى ثيمة اساسية. هى التناقض بين الواقع وبين سراب الاحلام والتطلعات الشخصية. شخوص ميللر تطارد وهم الحلم الامريكى، واحلام الثراء. وبنفس القدر تطارد شخصيات الخواض وهم (تحسين الاحوال) فى المهاجر العربية. فى هذا التناقض المريع بين الواقع وبين الوهم تكمن التراجيديا. فى هذا التناقض تمتحن (بضم التاء الاولى وفتح التاء الثانية) قيم كثيرة. ومبادئ لا حصر لها.
هذا باختصار ما رأيته فى النصين من تشابه. وتقارب. فى بحثهما المرهق فى الشرط الانسانى، والواقع الذى هو اكبر من اى اوهام شخصية. |
اعجبني في ملاحظاتك النقدية انك توصلت لتشابه ما بين "وهم الحلم الامريكي" و"وهم تحسين الاحوال في المهاجر العربية"،و ما سميته بالتناقض بين الواقع وسراب الاحلام والتطلعات الشخصية,والذي بدوره يفرز ذلك الحس الانساني التراجيكوميدي.
شكرا مرة اخرى على هذه الملاحظات اللماحة. محبتي بلا حدود ، وأرقد عافية
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
|