بوست "وداعا جاك دريدا" في السودان

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 07:52 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الشاعر اسامة الخواض(osama elkhawad)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-16-2005, 04:35 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بوست "وداعا جاك دريدا" في السودان

    وصلني ماسنجر من الاخ الكريم محمد محمود حول بوست"وداعا جاك دريدا".
    وقد ارتأيت نشره هنا في المنبر لتأكيد ما يمكن ان يقوم به المنبر من دور تنويري .
    وقد استأذنت الاخ محمد في نشر الماسنجر فوافق مشكورا.
    وأدناه الماسنجرات المتبادلة بيني وبينه حول أثر ذلك البوست وسط طلاب الجامعات والدراسين للفلسفة:
    كتب لي الاخ محمود ماسنجرين متلاحقين وهما عبارة عن ماسنجر واحد لذا أرتأيت نشرهما كماسنجر واحد حفاظا على السياق:
    Quote: الاخ / اسامة الخواض
    سلامات وود خالص
    انا محمد عبدالله، من السودان - مقيم بالخرطوم واصلا من الجزيرة ابا.
    اكتب اليك، لالفت انتباهك الى موضوع منشور اليوم بجريدة الصحافة عن
    التفكيكية من الفلسفة الى النقد الادبى
    اسم الكاتب: ممدوح الشيخ.
    وهو منشور بالملحق الثقافى للجريدة.
    ويبدو ان الكاتب سينشره فى حلقات.
    وما دفعنى للكتابة اليك هو ما لمسته من اهتمامكم عن دريدا من خلال بوستكم الشهير، ولمحاولتكم اعطاء اضاءات منهجية تراعي ضوابط البحث العلمى عن التيارات المعاصرة بالغرب، وكيفية توطينها.
    وهدفى هو انه اذا كان ما قد نشر اليوم بالجريدة يستحق التعليق ام لا بالنسبة لكم.
    واخبركم لست متخصصا او مطلعا بصورة كافية على الفلسفة ولكن احيلنا قليلة اقراء عنها، وارجو ان تسمح لى بان استغل هذه السانحة لاشكرك على المجهود الذى بذلته عن التعريف بدريدا، ورغما عن اننى لم استطيع فهم الكثير عنه الا اننى قمت بطباعته لاحد اصدقائى ممن درسوا الفلسفة، وقد كلفتنى الطباعة حوالى 360 صفحة من الورق A4
    بحجم خط 10 بعد النقل الى ال Word والتنسيق للبوست
    وارجو ان تعذرنى عن مراسلتك دون سابق معرفة، وان تتقبل اعتذارى عن اختراقى للخصوصية
    فقط اردت لفت نظركم لما نشر. باعتبار اهتمامكم بتوطين ما يستجد خارج بلادنا.
    ولك منى كل الود والاحترام
    محمد عبدالله

    وقمت بالرد عليه:
    Quote: عزيزي محمد
    سلامات وود
    سعيد بمعرفتك وسعيد لانك طمأنتني ان ما نقوم به هو عمل على الاقل مفيد لاهلنا في السودان للطلاب والمهتمين
    فقط اسمح لي ان انزل هذين الماسنجرين في البوست كدلالة على اهمية ما نقوم به
    ارجو الا تعترض على ذلك
    وطبعا هذا من حقك ,
    لكن كلامي هو بمثابة رجاء
    ولك خالص محبتي
    المشاء

    فرد محمد مشكورا:
    Quote: الاخ الاكرم/ اسامة
    شكرا على الرسالة، واؤكد ان ما تبذلونه من جهد مفيد جدا ويجد التقدير.
    ويمكنك ان تنشر المسنجر.
    وموضوع المقال الان بموقع الصحيفة الالكترونى:
    www.alsahafa.info/news
    ومن ثم الدخول الى وصلة:الملف الثقافى. فى يمين الصفحة
    ثم النقر على: زاوية الفنون البصرية [اعداد: اسماعيل عبد الحفيظ]
    والمقال فى منتصف الصفحة.
    العنوان كاملا: http://www.alsahafa.info/news/index.php?type=3&id=2147494695

    تحياتى مجددا لك وعلى مثابرتك
    محمد عبدالله

    ومسنجري التالي كان خاتمة مراسلاتنا والتي دارت كلها في يوم 11\1\2005.
    Quote: شكرا محمد على اريحيتك العالية
    تحياتي لكل المهتمين وشكرا مجددا
    اخوك
    اسامة

    **************************************************************************
    -نسخة لبوست "وداعا جاك دريدا"-
                  

01-16-2005, 04:45 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لم أتمكن من ذلك (Re: osama elkhawad)

    حاولت ان اطلع على مقالات "ممدوح الشيخ" التي أشار اليها مشكورا الأخ محمد محمود في الملحق الثقافي لجريدة "الصحافة",
    لكني لم أتمكن من ذلك
    المشاء
                  

01-16-2005, 05:24 AM

Tumadir
<aTumadir
تاريخ التسجيل: 05-23-2002
مجموع المشاركات: 14699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لم أتمكن من ذلك (Re: osama elkhawad)

    اعداد: اسماعيل عبد الحفيظ
    مساحة تعرض للفنون البصرية بأبعادها المحلية والعالمية
    أقنعة
    masks
    داخل كل منّا انسان آخر
    انسان نخفيه
    يرى ولا يُرى
    يتلون.. يتشكل لا نريد ان يرانا الآخرون به أو.. فيه!!
    النص والعمل:
    للفنان التشكيلي طه العطا
    الدوحة- قطر

    الهوية والشقاق
    عثمان الحوري
    Identity and conflict
    هذا عنوان محاضرة باللغة الانجليزية القاها الراحل د. محمد عبدالحي في يناير 1976م، في معهد الدراسات الآسيوية والافريقية وكعنوان جانبي لهذه المحاضرة فهي دراسة حول الشعريات الثقافية في الشعر السوداني المعاصر.
    ولقد اخترنا كلمة شعريات كمقابل للمفردة الاجنبية poetics التي وردت في عنوان تلك المحاضرة والمحاضرة بأجمعها تعلن بان الشعر السوداني الحديث هو نتاج جانبي by product للمخاض العسير الذي خاضه الفكر السوداني في مسألة الهوية القومية.
    نحن هنا نحاول تقديم المعنى العام وشذرات من المحاضرة مترجمة . ويعلن مؤلف المحاضرة الراحل د. عبدالحي انه اعتمد على تقرير اعده مسؤولون كبار في حكومة السودان وتم نشره عام 1904م، تحت عنوان (ما قلَّ ودلَّ في علم الاعراق والإثنولوجيا في السودان).
    والتقرير المشار اليه يعلن بتواضع انه لا يدعي العلمية والدقة المعرفية. بخصوص طبيعة التهجين الافريقي، العربي في ثقافة شمال السودان،
    ويعلن التقرير الحكومي لعام 1904م، .. (الآن وعلى كل حال فان العربي يسيطر على النصف الشمالي للسودان اي من حدود مصر الجنوبية وحتى كردفان، وهو لم يستطع في اي مكان من الاقليم المشار اليه افناء السكان الاصليين وهو لم يستطع في كثير من الحالات فرض لغته عليهم.
    وبدلا من ذلك فلقد حصل تزاوج وتمازج بين العرقين والتقرير المشار اليه يعبر عن وجهه نظر الاداريين البريطانيين عام 1904م، عن التركيبة السكانية للسودان قبل ان يحاول النفاذ الى عقدة التكوين الثقافي.
    و لقد اتخذ د. محمد عبد الحي من ذلك التقرير الحكومي لعام 1904م، اطاراً عاماً لبحثه عن الهوية الثقافية.
    ويحس القاريء او السامع ان د. عبدالحي يعتبر ذلك التقرير الحكومي هو القول الفصل عن طبيعة التركيبة السكانية للسودان، ويضيف التقرير الحكومي ان الغزو العربي كان تاما بحيث ان التقاليد القبلية والمثل الدينية العربية حلت محل العقائد والتنظيمات القبلية الاقدم، وكذلك المؤسسات السكانية الاقدم . خلاصة الامر ان التقرير المشار اليه وضعه عدد من كبار المسؤولين، في حكومة السودان بعد عام 1904م، اي بعد حوالي خمس سنوات من تأسيس نظام الحكم الانجليزي المصري فى السودان. والتقرير طبعا كتب باللغة الانجليزية وكان عنوانه : (The Ethnology Of Sudan)
    a Compendium
    وذلك التقرير يتحدث عن التركيبة السكانية للسودان بلهجة واضحة قاطعة، والموضوع بطبيعته سهل واضح. وبالتأكيد فان المعلومات التي اوردها التقرير عن الاعراق وعلم الاجناس في السودان صارت وحتى يومنا هذا هي دستور الحياة التعليمية والفكرية للسودان.
    ونحن لا نقول ان التقرير تجنى على الحقائق او زيفها وانما نقول ان التقرير في مجموعه يتحدث بلهجة تدل على أن التركيبة السكانية والثقافية في السودان الانجليزي المصري، تنذر وتنطوي على بذور الشقاق والصراع.
    ان المنحازين ولو قليلا الى الثقافة العربية في السودان يشعرون لدى قراءة ذلك التقرير انه يحاول ان يخلق في نفوسهم عقدة الذنب.
    ان تفوق العنصر العربي ثقافيا في السودان لم تحمله الحكومات السودانية في عهد الاستقلال والجماهير السودانية بشعور من الزهو والتعالي. بل وان المفكر السوداني المثقف يشعر بان انتماءه الى الثقافة العربية هو انتماء شرطي، وهنا يأتي دور البروفيسور الراحل محمد عبد الحي وافراد من مدرسة الغابة والصحراء الشعرية في وضع تعريف جديد للهوية الثقافية السودانية. انهم ببساطة متناهية يضعون مسألة العروبة جانبا ويضعون مسألة الافريقية تحت المجهر العلمي والتعليمي وهو يسبكون لفظة السوداناوية ان الماء هو الماء مادة قائمة بنفسها رغم علمنا انها تحتوي على عنصري الاوكسجين والهايدروجين متحدين اتحادا فيه اعجاز القوانين الكونية.
    والتقرير المشار اليه يوحي بان ا لتمازج والتلاحم بين العروبة والافريقية نتج عنه كائن هجين وغير سوي وغير صلب ومستقر.
    ود. محمد عبد الحي مثل كل المتعلمين في السودان بعد عام 1920م، يأخذ التقرير على علاته، بل هم سعداء ان وجد بين ظهرانيهم قوم كالاداريين الانجليز يسطرون الامور ذلك التسطر المريح والذي يوحي بانه لم يحاول الا ذكر الوقائع التاريخية والاجتماعية كما هي دون محاولة الجور او التجني عليها بالتزييف.
    ويقول د. عبد الحي بالحرف الواحد : ان مسألة العلاقة بين الافريقية والعروبية جذبت في السنوات الاخيرة اهتمام علماء الاجناس العروبيين والافريقيين والمؤرخين وعلماء السياسة .
    وفي عام 1968م، تبنت وحدة ابحاث السودان في كلية الآداب بجامعة الخرطوم مؤتمرا حول هذا الموضوع ولقد اشترك في ذلك المؤتمر اكاديميون من مختلف الدول والقوميات وكان اعضاء المؤتمر مطالبين بان يحاولوا فك طلاسم وخصوصيات ذلك القطر الشاسع المترامي الاطراف، وهو السودان.
    ولقد كان د. مدثر عبدالرحيم واحدا ممن اشتركوا في ذلك المؤتمر ، ود. م. عبدا لرحيم عالم سياسي وهو يعلن هدف البحث في المؤتمر بهذه العبارات الواضحة : ا ن العروبية والافريقية في السودان الشمالي تم التمازج بينهما بحيث اصبح من المستحيل التفريق بين ما هو عروبي وما هو افريقاني حتى ولو من باب التجريدات ا لواضحة في وجهات النظر. وان الغالبية العظمى من السكان في السودان الوسط والشمالي يشعرون بأنهم عروبيون وافريقانيون بنفس الدرجة وبدون احساس بالتوتر او التناقض.
    ويقول د. عبدالحي من المدهش حقا غياب وجهة النظر الادبية من مؤتمر السودان في افريقيا لان وجهة النظر الادبية هي الورشة التي تم فيها حسم اللغة التي جعلت من الممكن وصف هوية ثقافية كانت بالاصل موجودة وحقيقة الامر ان الشاعر السوداني المعاصر هو مخلوق ثقافي، ومنذ العشرينيات للقرن العشرين كان الشاعر السوداني هو الباحث عن صناعة الذهب من 5 عناصر ومعادن ليست هي الذهب انه كان جامع الجذور المدفونة.
    لقد كان الشاعر السوداني هو الحداد او الصانع الذي وقع عليه دور صنع الصور الصعبة التي تعبر عن هوية الشعب.
    ان المفكرين الاثنيين في الادارة البريطانية رسخوا المفهوم السائد حتى وقتنا هذا وهو ان التلاقح بين العروبة والافريقية قد خلق هجينا سكانيا يمكن الاشارة الى ابعاده ولكن يصعب تصور الهوية الثقافية المصاحبة له.
    ود. عبدالحي يبرز هنا آراءه الثاقبة الجريئة عن لغة الشعر السوداني قديمة وحديثة.
    والشعر السوداني هو صورة موازية لاطوار الهوية الاثنولوجية للسودان، فالعروبة القحة الصريحة تتبدد لتحل محلها الهجانة والتخليط.
    انظر الى قول الشيخ فرح ود تكتوك :
    ياواقفا بابواب السلاطين
    ارفق بنفسك من هم وتخزين
    فهذا البيت من الشعر يحتفظ بالهيكلية والنقمة القديمة لبيت الشعر العربي الفصيح ولكنه يحتوي على مفردات من اللغة الدارجة او تحريف عامي للالفاظ الفصيحة وشعر المدائح السوداني جميعه صوره لبيت الشيخ فرح ود تكتوك : هجين او خليط من اللغة والبناء العربي القديم الفصيح مع الفاظ دارجية.
    في حلقة قادمة سنقدم المزيد من آراء د. محمدعبد الحي في العلاقة بين الشعر السوداني وموضوع الهوية الحضارية والثقافية .
    عثمان الحوري/ عطبرة.
    كان هذا هدف مؤتمر السودان في افريقيا المشار اليه هو تأكيد نقاط التماس والتواصل والتشابه بن العروبي والافريقاني، وتتجلى نقاط التماس والتواصل بين ا لسودان والدول الافريقية المجاورة له.
    وهم يستفيدون من خصائص علوم فقه اللغات وعلم الحفريات وعلم الاجناس وعلمي التاريخ والسياسة.


    التفكيكية من الفلسفة إلى النقد الأدبي (1)
    التفكيكية" مصطلح ينتمي لعائلة من المصطلحات المتداولة في الدراسات النقدية المعاصرة، وهو مصطلح مثير للجدل بسبب ما يتضمنه معناه - كما سيرد - من مفاهيم معادية للغيبيات (الميتافيزيقا). وقد تمحور الاهتمام في التفكير النقدي العربي حول هذا المصطلح أمثاله بعد أن توقفت جهود كانت تستهدف إبداع نظرية نقدية عربية.
    وكما هو الحال في معظم مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية مثلت قضية السياق الذي تنشأ فيه الأفكار وتنمو وتتطور قضية خلافية بين من يرون الظاهرة الإنسانية تتطور وفق قوانين ثابتة لا تتأثر بالسياق الحضاري الذي تنشأ فيه، ومن يرون كل فعل وفكرة انعكاسا لرؤية حضارية تتضمن بالضرورة - بشكل ظاهر أو مضمر - تصورات عن الذات والآخر والكون وما وراء الكون. وعلى كل حال فإن واقع الدراسات النقدية العربية مشغول بمدارس النقد ذات المنشأ الغربي من ظاهرية وبنيوية وتفكيكية و. . . . . وسواء كان دافع الانشغال الخوف من تبعية ثقافية تطرق الأبواب مترافقة مع تبعية اقتصادية وسياسية وإعلامية تعطي مشروعية لهذه المخاوف أو كان دافعه الرغبة في اللحاق بقطار يتحرك بالفعل وفي رحلته محطات عديدة، فإن من المفيد إدارة نوع من الحوار الإيجابي حول هذه الأفكار والمدارس النقدية.
    التفكيك/ التقويض
    أول مظاهر الجدل هو ما دار حول المقابل العربي للفظ الإنجليزي " DECONSTRUCTION"، فبينما يرى الدكتور محمد عناني أن استخدام مصطلح التفكيكية هو استخدام موفق، فالتفكيك الذي اشتق منه المصدر الصناعي هو فك الارتباط أو حتى تفكيك الارتباطات المفترضة بين اللغة وكل ما يقع خارجها (1)يذهب مؤلفا "دليل الناقد الأدبي" إلى أن مثل هذه الترجمة لا تقترب من مفهوم صاحب النظرية، وإن كانا يقران أن مصطلح "التقويضية" الذي يستخدمانه يعيبه هو الآخر العيب نفسه، ولكنهما يفضلانه، فهي (أي النظرية) لا تقبل - حسب ما يذهب إليه نقاد عرب - البناء بعد التفكيك. فصاحب النظرية يرى أن الفكر الماورائي الغربي صرح أو معمار يجب تقويضه وتتنافى إعادة البناء مع المفهوم، فكل محاولة لإعادة البناء لا تختلف عن الفكر المراد هدمه، وهو الفكر الغائي (2)
    ظهرت التفكيكية التقويضية على يد الفيلسوف الفرنسي جاك دريدا في ثلاثة كتب أصدرها عام 1967 (3)، وقد بدأ دريدا نظريته بنقد الفكر البنيوي الذي كان سائدا آنذاك بإنكاره قدرتنا على الوصول بالطرق التقليدية على حل مشكلة الإحالة، أي قدرة اللفظ على إحالتنا إلى شئ ما خارجه، فهو ينكر أن اللغة "منزل الوجود" ويعني بذلك القدرة على سد الفجوة ما بين الثقافة التي صنعها الإنسان والطبيعة التي صنعها الله. وما جهود فلاسفة الغرب جميعا الذين حاولوا إرساء مذاهب على بعض البدهيات أو الحقائق البدهية الموجودة خارج اللغة إلا محاولات بائسة كتب عليها الفشل. وقد وصف دريدا مواصلة هذا الطريق بأنها عبث لا طائل من ورائه وحنين إلى ماض من اليقين الزائف (4)عبر عنه الفكر الغربي بألفاظ لا حصر لها عن فكرة المبادئ المركزية مثل: الوجود، الماهية، الجوهر، الحقيقة، الشكل، المحتوى، الغاية، الوعي، الإنسان، الإله (5)
    ورغم هذه الخصائص التي تتصف بها النظرية فإن دريدا يصر على عدم ارتباط مشروعه بالعدمية بل يرى أن قراءته التفكيكية/ التقويضية قراءة مزدوجة تسعى إلى دراسة النص دراسة تقليدية أولا لإثبات معانيه الصريحة ثم تسعى إلى تقويض ما تصل إليه من معان في قراءة معاكسة تعتمد على ما ينطوي عليه النص من معان تتناقض مع ما يصرح به، أي أنها تهدف إلى إيجاد شرخ بين ما يصرح به النص وما يخفيه. وبهذا تقلب القراءة التفكيكية/ التقويضية كل ما كان سائدا في الفلسفة الماورائية. ويرى دريدا أن الفكر الغربي قائم على ثنائية ضدية عدائية يتأسس عليها ولا يوجد إلا بها مثل: العقل/ العاطفة، الجسد/ الروح، الذات/ الآخر، المشافهة/ الكتابة، الرجل/ المرأة (6) .
    التفكيكية/ التقويضية كمنهج نقدي
    في كل قراءاته يقوم دريدا بسك مصطلحات يشتقها مما هو قيد الدراسة ولا يتأتى فهم النظرية إلا من خلال متابعة هذه المصطلحات والكيفية التي تعمل بها داخل النص المدروس، وجميعها تستعصي على الوجود إلا نتيجة تفاعلها داخل نصها، وأهم هذه المصطلحات كما صاغها دريدا:
    الانتشار أو التشتيت "DIFFERENCE"
    الأثر "TRAC"
    الاختلاف/ الإرجاء "DEFFERANCE"
    ويطلق جاك دريدا على مثل هذه المصطلحات التي يشتقها من المادة قيد الدراسة "البنية التحتية" (7)
    الأثر "TRAC":
    صب دريدا جام غضبه على ما زعم البنيويون أنه طموح إلى اتباع المنهج العلمي، فالعلم في نظره - مثله في ذلك مثل الدين والفلسفة الميتافيزيقية - يقيم نظامه على ما يسميه "الحضور" ومعناه التسليم بوجود نظام خارج اللغة يبرر الإحالة إلى الحقائق أو الحقيقة. وهو يبسط حجته على النحو التالي: "تحاول الفلسفة الغربية منذ أفلاطون تقديم أو افتراض وجود شيء يسمى الحقيقة أو الحقيقة السامية المتميزة" أو ما يسميه هو "المدلول المتعالي" أي المعنى الذي يتعالى على (أو يتجاوز) نطاق الحواس ونطاق مفردات الحياة المحددة. ويمكن في رأيه إدراك ذلك من خلال مجموعة من الكيانات الميتافيزيقية التي احتلت مركز الصدارة في كل المذاهب الفلسفية مثل: الصورة، المبدأ الأول، الأزل، الغاية، الهيولي، الرب، ويمكن اعتبار اللغة المرشح الأخير للانضمام لهذه القائمة [8]
    فمفهوم "الأثر" في التفكيكية/ التقويضية مرتبط بمفهوم الحضور الذاتي ودريدا يرى في الأثر شيئا يمحو المفهوم الميتافيزيقي للأثر وللحضور [9] وهدف دريدا هو تفكيك الفلسفة وتفكيك تطلعاتها إلى إدراك الحضور عن طريق ما حاول إثباته من أن عمل اللغة نفسه يحول دون الوصول إلى تلك الغاية. وفي مقابل التركيز على المقابلة بين الدال والمدلول (اللفظ والمعنى) عند سوسير يرفض دريدا أسبقية المدلول على الدال، لأن تصور سوسير كان يعني وجود مفاهيم "حاضرة" خارج الألفاظ .(10).
    الاختلاف/ الإرجاءDEFFERANCE:
    هذا المصطلح سبب مشكلة في الترجمة بسبب الالتباس الحتمي المرتبط به، فترجمه البعض (الاختلاف والإرجاء) (11)وترجمه آخرون (الاختـ(ت)ـلاف) (12)، أما الدكتور عبد الوهاب المسيري فترجم هذا الاصطلاح إلى "الاخترجلاف" وهي كلمة قام بنحتها من كلمتي "اختلاف" و"إرجاء" على غرار كلمة"LADIFFERANCE" التي نحتها دريدا من الكلمة الفرنسية "DIFFER" ومعناها أرجأ والكلمة "DIFFERENCE" بمعنى اختلاف وتحمل معنى الاختلاف (في المكان) والإرجاء (في الزمان). ويرى دريدا أن المعنى يتولد من خلال اختلاف دال عن آخر، فكل دال متميز عن الدوال الأخرى ومع ذلك فهناك ترابط واتصال بينهما، وكل دال يتحدد معناه داخل شبكة العلاقات مع الدوال الأخرى، لكن معنى كل دال لا يوجد بشكل كامل في أية لحظة (فهو دائما غائب رغم حضوره)، وهكذا فالاخترجلاف عكس الحضور والغياب بل يسبقهما (13)
    الانتشار أو التشتيت "DIFFERENCE"
    هذا المصطلح وأصله الإنجليزي "DISSEMINATION" ، كانت ترجمته هو الآخر موضوع اختلاف بين النقاد العرب، فبينما اختار الرويلي والبازعي ترجمته "الانتشار والتشتيت" اختار المسيري ترجمته "تناثر المعنى"، والكلمة يستخدمها دريدا في مقام كلمة دلالة وهي من فعل "DISSEMINAT" بمعنى: يبث أو ينثر الحبوب، وللكلمة معان أهمها: أن معنى النص منتشر فيه ومبعثر فيه كبذور تنثر في كل الاتجاهات ومن ثم لا يمكن الإمساك به. ومن معانيه أيضا: تشتيت المعنى - لعب حر لا متناه لأكبر عدد ممكن من الدوال، تأخذ الكلمة معنى وكأن لها دلالة دون أن تكون لها دلالة أي أنها تحدث أثر الدلالة وحسب (14) . ويأخذ مصطلح تناثر المعنى بعدا خاصا عند دريدا الذي يركز على فائض المعنى وتفسخه وهو سمة تصف استخدام اللغة عامة (15)
    بين الفلسفة والأدب
    لم يبرز تأثير فلسفة دريدا في النقد الأدبي إلا في كتابات نقاد جامعة ييل وبخاصة (بول دي مان)، ويصور دي مان العلاقة بين الأدب والفلسفة بقوله: "إن الأدب أصبح الموضوع الأساسي للفلسفة ونموذجا لنوع الحقائق (أو الحقيقة) التي تطمح الفلسفة لبلوغها" ويعني ذلك أن الأدب لا يزعم أنه يحيل القارئ إلى الواقع الحقيقي خارج اللغة فهو تعريف خيالي، وتاريخ الفلسفة حسب تصور دي مان كان رحلة طويلة في دنيا الإحالة أو الإحالية، وإلى المضمون بعيدا عن الوعي بذاته، أي بأن الفلسفة استمدت أصولها من مصادر بلاغية أو من علم البلاغة نفسه. ويستند دي مان هنا على قول دريدا بأن الأدب يمكن اعتباره حركة تفكيك ذاتية للنص، إذ يقدم لنا معنى ثم يقوضه في آن واحد، فالأدب أقرب ما يكون إلى تجسيد مبدأ الاختلاف. وهو يحتفل بوظيفة الدلالة وفي الوقت نفسه بحرية عمل الكلمات في نطاق الطاقات الاستعارية وألوان المجاز والخيال دون الجمع بين المتناقضات فلا يصل أبدا إلى الوحدة .(16)
    وأهم ما يلاحظ هنا هو أن هذا التصور للأدب باعتباره نصوصا متداخلة ينفتح بعضها على بعض ولا يجد النص منها حدودا تمنعه من تجاوز ذاته بدلا من التصور القائم على وجود نص مستقل أو كتاب مغلق يناقض تعريف الأدب الذي جاء به النقد الجديد باعتباره عملا يتمتع بالوحدة العضوية. وتستند النظرية كذلك إلى ما يطلق عليه "خبرة القارئ" أو تجربة قراءته للنص وهو مرتكز يؤدي آخر الأمر إلى التصالح بين المعاني وتوحيد القوى المتصارعة وإحالة النص والقارئ جميعا في آخر المطاف إلى العالم الخارجي، ومن ثم يقول التفكيكيون - والكلام لجيفري هارتمان- إن الحقيقة الشعرية كانت تستمد حياتها في نظر النقد الجديد من العالم الخارجي باعتباره حقيقة فوق الواقع اللغوي أي متعالية عليه (17) .
    ويرى التفكيكيون أن المزية الأولى للأدب ترجع إلى أنه خيال أو كذب، فالشعر يحتفل بحريته من الإحالة وهو واع بأن إبداعاته ذات أساس تخيلي، ولذا فإنه لا يعاني مثلما تعاني النصوص الأخرى من مشكلة الإحالة إلى خارج النص وهو ما يلخصه أحد شراح النظرية - فيرنون جراس - بقوله: "ترجع أهمية الأدب في ظل التفكيكية / التقويضية إلى طاقته على توسيع حدوده بهدم أطر الواقع المتعارف عليها، ومن ثم فهو يميط اللثام عن طبيعتها التاريخية العابرة، فالنصوص الأدبية العظيمة دائما تفكك معانيها الظاهرة سواء كان مؤلفوها على وعي بذلك أم لا من خلال ما تقدمه مما يستعصي على الحسم. والأدب أقدر فنون القول على الكشف عن العملية اللغوية التي تمكن الإنسان بها من إدراك عالمه مؤقتا وهو إدراك لا يمكن أن يصبح نهائيا أبدا" (1
    التفكيكية من الفلسفة إلى النقد الأدبي (2)
    ممدوح الشـــيـخ
    لا شئ خارج النص:
    تشكل هذه العبارة أساسا من أهم أسس النظرية التفكيكية/ التقويضية وقد عبر دريدا عن ذلك بقوله: "لا يوجد شئ خارج النص" ومعنى ذلك رفض التاريخ الأدبي التقليدي ودراسات تقسيم العصور ورصد المصادر لأنها تبحث في مؤثرات غير لغوية وتبعد بالناقد عن عمل الاختلافات اللغوية. ويعتبر التفكيكيون أن الغوص في الدلالات وتفاعلاتها واختلافاتها المتواصلة تعد معادلا للكتابة، فمن حق كل عصر أن يعيد تفسير الماضي ويقدم تفسيره الذي يرسم طريق المستقبل، فالتفسيرات أو القرارات الخاطئة المنحازة هي السبيل الوحيد لوضع أي تاريخ أدبي بالمعنى التفكيكي. وقد طبق جيفري هارتمان هذه القناعة على أعمال لودذوورث قتلت بحثا فانطلق بحدود تفسيراته لشعره وكتب مقالات مستوحاة من النص دون أن تتقيد به تحفل بالتوريات اللفظية بأشكالها المختلفة وإحالات الألفاظ والتعابير إلى أعمال سواه ومن ثم احتمالات التناص مظهرا في ذلك براعة يحسده عليها الشباب ولا يوافقه عليها الشيوخ لهدم المعاني التي ألفتها الأجيال على مدى قرنين من الزمان (19)
    وحسب الدكتور محمد عناني فإن المذهب يشهد في التسعينات تحولا عجيبا يسمى "استخدام المصطلح دون مضمونه"، فالنقاد التفكيكيون أصبحوا يسخرون من القول بأن للغة وظيفة عقلانية أو معرفية وقد أجروا تعديلات غريبة على مفهوم العلاقة بين اللغة والواقع أو الحقيقة فبدأوا يرصدون حركة اللغة من الخارج عن

    ممدوح الشـــيـخ
    جاك دريدا
                  

01-16-2005, 05:47 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Tumadir ,thanks (Re: osama elkhawad)

    thanks, our great artist,Tumadir
    almashaaaaaaaaaaaaaaaa
                  

01-16-2005, 07:37 AM

محمد عبدالله محمود

تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 118

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التفكيكية بجريدة الصحافة (Re: osama elkhawad)

    الاخ المثابر /اسامة الخواض - المشاء
    خالص الود والتحايا

    ساسعى للاتصال بالصحيفة، ومعرفة كاتب المقال والاتصال به، لمعرفة رغبته فى اثراء النقاش بالمنبر. وساحاول قدر المستطاع تتبع بقية المقالات وافادتكم بهاوقت صدورها.
    المقال نشرته - مشكورة- الاستاذة تماضر وقد قمت بنسخه الى بوست دريدا

    ولك الود
    محمد عبدالله
                  

01-16-2005, 07:42 AM

Tumadir
<aTumadir
تاريخ التسجيل: 05-23-2002
مجموع المشاركات: 14699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التفكيكية بجريدة الصحافة (Re: محمد عبدالله محمود)

    don't mention it
                  

01-16-2005, 05:28 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بوست "وداعا جاك دريدا" في السودان (Re: osama elkhawad)

    شكرا اخي محمد
    وربنا يعطيك العافية
    المشاء
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de