|
- النصوص الشعرية الكاملة لعادل عبدالرحمن-3 - تحرير : أسامة الخوّاض –
|
- حكاية الإزميل والأمير والحجر
حجرٌ إ زميلٌ زمنا ً التقيا
في اليوم الأول صرخا - انتبه الرجال – في اليوم الثا ني صارا هرا وة ً - النساء انتبهن – في اليوم الثالث أ صبحا بندقية ْ - لم يفزع الأطفال – في اليوم الرابع قالا : في الأيام المقبلة , سنصير رجلا وامرأة ْ
في اليوم الأول بعد الرابع , شوهد الإ زميل يمشي وحيدا ً في الشوارع, الأ زقة , بين الشجرْ بدأ الهمس : - يقا ل أنه تفتّق امرأة ً , خطبها الأمير - سمعت أنه مجنون ٌ بها , وقد بنى لها ............. - بالأمس رأيت ُ موكبا ً, وعندما سألت ............ - سمعت .......... - يقال ُ........... - أنهمْ ......... - رأيت ُ.......
وفي يوم ٍ , في ذات يومْ تحت الظلال بين الشجر ْ شاهد الجميع ُ رجلا يخاصر امرأة ْ - ود مدني , يوليو 1985 – ______________________________________________________
ملك القبل
[ أنا- العالم ُ- أنت ِ/ ماذا سأكتب ْ؟! ومن لي بلحظة فوضى تبعثر حزني المرتّب ْ فبالأمس فرّت منّي قصيدة واليوم يلجمني هذا الغضب ْ ]
هل سأكتفي بأن أ دعوك ِ الى لقاءْ أن تتخلل أصابعي شعرك ِ, تضمينني قليلا , فأركل بشهقتي قيظ هذا العالم ْ هل سأ كتفي بتشمير أكمامي , أطوِّف في أرجاء المعمورة , أجمِّع الملوك َ ورؤساء الد ول ِ, الوعّاظ و الكهنة , المتطفلين والطبقات العليا , وأطرحهم أرضا ً
] أخاف عليّْ إذ فككت ُ عشقي المكتّفْ ورفعت عقيرتي بالغناء ْ أن يذهب َعنّي صحابي الشعراء ْ ويهجرني شعري المكثّفْ [
غداً ذهبت ُ إلى حبيبتي وأقسمت لها بأني تركت ُ الأحلام ْ فقبلتني كثيرا ً ركضنا في حقول البنفسج ِ, ونمنا على سفْح ِ الحقيقة حتى صباح بعد غدٍ
] هذا العالم كذبةْ وأنا أتان مشلوح ْ هذا الوطن غربة ْ وأنا تعب ٌ مستريح ْ[
إسمه ا لسودان : في العام 1986 ميلادية : كانت مساحته مليون رطل ٍ من الفقر, به ثمانية عشر مليون جاهل ْ ومليونان من المغتربين والمتعلمين والانتهازيين , أنا : أحد من يدّعون حبه ُ, من اقسموا على خوض الحرب بشراسة ٍ, ضدّ الظلم والقهر , لا أملك سوى سلاح ٍ وحيد ٍ , أن أعالج مثل هذه القصائد التي جلسنا , وسوف نجلس أياما ً عديدة ً, نتعارك ُ حول جدواها ] يا شعراء العالم إئتلقوا فهذه الظلمة عابس ْ وأنا الآن لا أحتمل ْ أنْ أرى شاعرا بائس ْ[
آخ ْ رائحة الكون تزكم أنفي أين ما ذهبت تلاحقني أخبار الكواكب ْ كلما متُّ تلسعني أنشوطة ُ الإنتباه ْ وعندما حاولت ُ رفع قلنسوة الجمهور , حاصرتني أوجاع السلطان ْ هه ْ تعالي نتحالف ْ: تصلحين لي وضع ياقتي أنفض عن كتفك ِ ما يلصق من غبار أقرأ لك ِ أ و تقرأين لي افلام هذا الأسبوع ْ وفي الصباحات ِ النديّة ْ نضّجع غير آبهين , ولو فاجأنا طفلنا النائم ْ
] هذا العالم ليس كذبة ْ بل فرح ٌ محتّل ْ وانا الآن بي رغبة ْ كي أصير ملكا ً للقبل ْ[
لو كنت ُ إله ْ لخبزت لي كعكا ً يكفيني إلى الأبد , أجلس في البيت لا أبرحه , أبدّد زعل أمي , وأصنع لنفسّي " مُنى " , تحبني ولا تبرحني
لو كنت فارسا ً , لعبأ ت نشّابي بالفرح , وصوبت على البشرية جمعاء, لا أخطئ أحدا ً
لو كنت ملاك موت ْ لصعدت عاليا ً...عاليا ً.... وهويت على الأرض ِ, أدق ّ عنقي
يا شعوب َ العالم ِ : ضعوا المعاول َ , والطباشير َ, اتركوا مقابض َ المكاين , وعدّ النقود , عطّلوا المجاديف َ, ولحظات ِ العشق , اجلسوا حلقات ٍ....حلقات ٍ , ضعوا إبهاماتكم على أطراف الجباه ِ , قطِّبوا قليلا ً, فكّروا معي : في البدء كان الناسُ أم المسخرة ْ؟؟؟؟؟
- الخرطوم بحري في 20 فبراير 1985- _____________________________________________________________ قصيدة
كل ّ عاهرات هذا العالم ِ , داعراته ُ ومومساته ُ, من خدعنني , ومن سوف َ........ , من يتربصن بي , ومن ْ........ , تلك التي ............... , وتلك التي............... , لن يزعزن َ إيماني , - ولو للحظةٍ وا حدة ٍ– بأن ّ المرأة َ: ( نوع ٌ بشري ٌ جديد ْ )
- الخرطوم في يونيو 1985 – أسى (1)
...... وهل يستطيع الكلام ْ أن يجلسَ على مكانك ِ الشاغر بجواري, ويستند على كتفي بساعده ِ , كما لا تفعلين الآن ؟!!
- أواخر 1986 – _____________________________________________________________ ذاكرة
دائما ً أحسه يقبع لي في الظلام , يلبد لي خلف النواصي , على ذكراه من النوم أصحو , عالقا ً بأطار سيّارة ٍ- نجوت منه ألف مرّة- ربما يأتي غفلة ً على هزار صديق ْ أو عنوة ً من يد العدو ّ الموالي أعرف أنك ستأخذني من تلابيبي ذات يوم ٍ , أيّها الموت ُ المخاتل ُ, والعجيب ْ - ود مدني – 1987 دفء
الطرقات ثلج ٌ , فسحات البيوت ثلج ٌ, الملاءات ثلج ٌ, حديد الأسرّة ثلج ٌ, والنار لا تدفئ غير الحواف ْ آه ِ- لو أنّ امراة ً مثلك – قابلة ٌ للزراعة ْ
- ود مدني 1987 – أسى ( 2 )
......... وهل يستطيع ا لشجن ْ إذا ما جلست به بين ا لصحاب الرائعين , ان يبرح ركبتي , فلا أشتا ق أصابعك ِ البهيجة ؟؟؟؟
- أواخر 1986 – ___________________________________________________________ مواجهة إلى : عمّار محمود الشيخ
يوم وداعك َ , أرفع عن وجهي الملامح َ, أزيل عنه كل ّ شعرة ٍ , أبصق شفتي َّ, كي أبتسم ْ
- الخرطوم شتاء 1987 – _____________________________________________________________
موعد
كنت ُ أسير بلا وجهة ٍ , انعطفت على شارع ٍ جانبي ٍ , تجهجهت ُ : في أي طريق ٍ تسيرين َ؟ أأرجع أعقابي أ م أ مضي أ م ْ أ مشي ببطء ْ فتعبرين فجأ ة ً, يا امرأة ً مزاجي
- ود مدني أواخر 1987 – من مراثي ( منى ) – أيضاً –
أإصطفاق باب ٍ ؟ أ م أنكِ التي .................؟
تجولين- الآن – في منزلك ْ - أعرف ذلك – ترتبين شيئا ً , تزمِّين أرنبة الفم عن بخار ٍ , تشاغبين طفلك ِ, - هل فعلت ِ الولادة ْ ؟ - تلوِّحين بالجريدة – إذ قد وجدت ِ القصيدة ولكنك ِ ......- كيف وجدت ِ الوقت َ كي توقظيني الآن ؟!!! ........ ألملم أطراف الدفء , أجْبد ُ النوم َ : لعلّه اصطفاق الباب ْ
مرّة ً, ذُهِلت ُ- فأنت ِ لست على الطريق ْ أمام واجهات الدكاكين ما وجدتك ِ, وعجبت ُ لم نكن نجلس على النجيلة في " الآفرو ايشن ْ " في شارع النيل لم نكن ْ أين ذهبت ْ تجوالاتنا ؟؟؟ شد ُُّ أيادينا ؟؟ فتشت ُ جسدي موضعا ً موضعا ً ما وجدت ُ غير هذا الغياب ْ
مرّة ً, فاجأني ( حلم ٌ)- وسط أصدقاء جلس ْ – منتشيا ً , كنت ُ أرقبه ُ: ضحكة َ اليد / حين تصفّق ُ, تحيّرَ العينين عند السؤا ل ِ , توهّج َ الطاولة إذ يشبكها الساق ُ , برهة ً حدّقت ُ فيها ......... " هل تمارسين معي لعبة الحضور المزوّر ؟؟؟؟؟؟؟ "
- ود مدني مساءات من 1988 -
– – __________________________________
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: - النصوص الشعرية الكاملة لعادل عبدالرحمن-3 - تحرير : أسامة الخوّاض – (Re: osama elkhawad)
|
هذه الكتابة تشبه الوخز اللذيذ ، في جلسة إبرٍ صينية ، مهمتها مداواة شخص ما من حمى النيكوتين . أليس هذا ما يفعله عادل عبد الرحمن ، بهكذا تجريدية لونية لا يقوى عليها رسّام شاهق مثل قاسم عثمان ؟؟ الحرف " ينهش " في عظم الذاكرة وساوس ( أم أنها ارهاصات؟ ) انثى جميلة هي كل " منى " الشاعر ،الذي إذ تخور قواه من زحزحة " إثم " غيابها ، فإنه يبني تمثالاً من الحلوى في شكل رضابها ليعبده حتى قيام الساعة \\إنها لذة النص .. التي حيّرتْ ، ذات يومٍ ، أبو البنيوية رولان بارت فمات في مفترق طريقها ،، تاركاً علامات الاستفهام جالسةً القرفصاء ـ مثلنا تماماً ـ على حجرٍ تفكِّر الساعة تقوم .. ولا تقوم الذاكرة بأعباء التحقُّـق .. المليون " رطل " فقر تراكمت .. والحقائب في مغازلة دائمة للمركبات .. الرحيل على أشده .. ورضاب الحبيبة / الـ منى ينتهر المسافة بين ذاكرة الشاعر ورؤاه الحالمة / المحطّمة أنْ : التئمي يا مسافة ولمّي الضفاف المتباعدة قسراً .. هل من إله ليجيب ؟ الحبيبة ، ورضابها الكاكاوي . منازلَ كمنازل " قلوب " المتنبئ ( لكِ يا منازل في القلوب منازل / أقفرتِ أنتِ وهنَّ منكِ أواهلُ ) .. لكن اصطفاق الباب يزلزل الممكن ، ويشتُّ باللوعة صوب مجاهل تحتضنها المنافي كحسرة لا براء منها .. كم تبدو المنافي شهيةً وحنونةً ،، عندما يجنُ جنونُ الجنون الذي تقابل به محبوبتك جنونك المجنون بجنّها .. عندما تُخْرِجُ المحبوبةُ أصابعها من كفّك ، وتسلّم نفسها للغياب ،، وتسلّمكَ للـ ما لستَ تدري تجثو أمام الذكريات ، ولا تتعب من الاحتضار //// منْ يدفن العشّاق إذا ماتوا في الغياب ؟؟؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|