وعود دارفور وعروبة الجنجويد -مقال لعباس بيضون

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 08:34 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الشاعر اسامة الخواض(osama elkhawad)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-12-2004, 02:54 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وعود دارفور وعروبة الجنجويد -مقال لعباس بيضون

    Quote: وهل يمكن ان يكون فلاحو دارفور الذين يتكلم قادتهم بلسان عربي فصيح، اين منه ركاكة لغة البشير وعاميتها، مجرد افارقة. واين نجد سمة نسبية للعربي سوى لسانه، وكيف يكون اهل البلد ومزارعوه مع لسانهم العربي غير عرب، وافارقةً فحسب


    Quote: ويغدو عمر البشير بعد القاعدة وكارلوس والنهب العام وسَجن الترابي <<الساحر الذي طالما انقلب عليه سحره>>، صلاح الدين جديدا.

    سيدات الاتحادات النسائية لا يصدقن ان فرسان الجنجويد (العرب) يغتصبون نساء الافارقة في حروب دارفور. ليس لهذا التحفظ من سبب الا ان الجنجويد عرب واميركا اكثر من غيرها تدافع عن الافارقة الذين سُبوا وتشردوا الى معسكرات داخل السودان وخارجه، ناهيك بالطبع بالفاتورة الثقيلة للاغتصاب والقتل. لا اعلم ان للاتحادات النسائية في العادات خصما اكثر من الاغتصاب. لكن مع مواقف اتحاداتنا النسائية من الاجهاض والحب الحر والزواج المدني لا نستبعد ان تكون ايضا ساهية عن الاغتصاب. ليس السهو هو الدافع هنا على كل حال. انه وعي يعكس سلبا الموقف الاميركي والقرينة بالطبع العراق. جد السودان في العراق، هذا نموذج للوعي العربي المعاصر. جد الجنجويد في المقاومة العراقية. وجد المقاومة العراقية في فييتنام. وجد صلاح الدين في صدام. عندئذ لا نضيع في التفاصيل بل لا نحتاج الى التفاصيل. يمكن للجنجويد ان يكونوا احفاد المهدي. لا يحتاج هذا حتى الى التاريخ، ويمكن للاغتصاب ان يكون فعلا قوميا، اما الاتحادات النسائية فقد تجد مثالها في ابي مصعب الزرقاوي. لا يهم اذا كان ضد تعليم المرأة، لا يهم الا ان نقول لا كلما قالت اميركا نعم. جد لبنان في السودان والمرأة في المقاومة العراقية، جد المقاومة العراقية في حرب الجزائر، جد ابو مصعب الزرقاوي في صلاح الدين.
    انه ازدهار غير منتظر لفكر خاسر ومهزوم. التحفظات التي نشأت حول 11 ايلول وبن لادن تبددت الآن، لم يعد هناك من حرج. إذا قطعت الرؤوس علانية او خطف اي كان او اطلقت الصواريخ على المحتفلين بزيارة الاربعين او فجرت الكنائس او فجر انتحاريون انفسهم وسط الناس امام ابواب الشرطة الحصينة، فلا حرج على الزرقاوي أو حتى صدام حسين. بعد تردد قليل تم التخلي عن كل ميزان ولو خفيف، عن كل معيار ولو من مطاط. اخذوا على بن لادن فقها استئصاليا لا يزر وازرة وزر اخرى ويقتل النفس التي حرم الله قتلها بغير حق. لكنهم الآن يوسعون بلا حرج لفقه اكثر استئصالية بل للفكر الاستئصالي نفسه وقد بلغ اقصى منطقه. اخذوا على بن لادن انه لا يملك لغة يخاطب بها العالم واليوم لا يعنيهم ان يخاطبوا العالم بأي لغة كانت. وقد أخلوا بالهم من هذا الامر اساسا: قالوا ان بين العروبة والاسلام فرقا واليوم يجدون بين نعرة مذهبية استئصالية اتحادا مع العروبة على رغم اصحابها اي النعرة وشعاراتهم المعلنة. بل لا يجدون بين البداة الغزاة الاعراب كما سماهم الترابي السوداني والعروبة اي فرق.
    انها اميركا وليس بيننا وبينها اي جامع ولا مشترك. يقولون هذا ويشيرون للسودان ليصطفوا بالنكاية مع الجنجويد. يقولون هذا ويشيرون للسعودية ليصطفوا بالنكاية مع الثيوقراطية واضطهاد النساء (بإذن اتحاداتنا النسائية بالطبع). يقولون هذا ويشيرون الى العراق ليصطفوا مع الزرقاوي. انها اميركا وضدها يصطفون مع مضطهدي النساء والاقليات والاتوقراطيات الحاكمة والزمر العسكرية المستبدة. انها اميركا وضدها يتخلون عن مشروع النهضة المتواضع الذي لم يجد يومها سبيلا الي النهوض القومي الا بتعليم النساء وتنمية الشعوب، بل ينجرون بإرادتهم الى نوع من القاع السياسي الذي تمتزج فيه طغاوات سياسية بنعرات متأرثة واحقاد دفينة وكراهية اجتماعية ودينية وانقسامات قبلية وقطرية، اي كل لاوعي المجتمعات واحشائها وبواطنها ونماذجها البدئية. وكل تراثها البارانويي المعادي لكل نظام او اجتماع او صلح او تفاهم، ينجرون بارادتهم الى ما يمكن تسميته مستنقع الانحطاط الكبير. انها اميركا، والجواب دائما ارتدادي وانعكاسي سلبا عليها، وجريا على هذا نفهم ان المنطق الارتدادي لا يجادل. سيغدو فجأة كل كلام عن تعليم النساء وحقوق الاقليات وحقوق الافراد الدنيا و... المساواة السياسية ضربا من العمالة والامركة والخيانة الوطنية. سيكون هذا سجالا (الحرب سجال) لا جدالا. لن يجد أحد ضيرا كبيرا في ان نضع في سلة الاميركيين كل مشروعنا النهضوي (لا أجد للأسف اسما آخر الآن). ولن يقلق أحد اذا لحس الجميع الكلام الذي كان قبيل ربع الساعة الاخير كلامنا المأثور ودعوانا. لن يزعج أحدا ان يغدو بالقوة أو بالفعل أتوقراطيا عدواً للنساء واستئصاليا ومذهبيا متعصبا وعنصريا. ففي مهب الكراهية غير المشروطة سيغدو خطاب بن لادن عاما، وسيقبل يتامى حرب الخليج، مثقفين وغير مثقفين بلا فرق، بكل انعطافات الخطاب البن لادني نحو مزيد من الاستئصال الداخلي. سيرحب يتامى حروب الخليج باستدراج المجتمعات الى حروب اهلية، بالتدبير الشيطاني لنقض المجتمع وتفسيخه وتحويله الى ساحة احتدام وتصفية دائمين.
    ليسوا كثرا هؤلاء الذين يسألون كيف حدث ان صار مشروع التقدم (هذا اسم آخر لكنه ليس مقنعا) كله في سلة الاميركيين. كيف غدا فجأة كل اصلاح وكل تجديد وكل عدل وكل سلم اجتماعي وكل توحيد للمجتمع وكل رعاية للاقليات وكل دعوة للعلم والعمل، اميركيا. لن يكونوا كثرا من يتساءلون كيف حدث ذلك ومن المسؤول. كيف غدت كل احلامنا المغدورة في حوزة الاميركيين وكيف لم يعد لنا في مواجهتم سوى كراهيتنا للحياة والحرية وانفسنا اولا. تريدون ان تعرفوا السبب، انظروا في وجوه مثقفينا <<دعويينا>> الطامحين الذين كلما طُردوا من باب اطلوا من الباب المعاكس. انظروا الى قادتنا وهم يطرزون استبدادياتهم بأي شعار. انظروا ايضا الى خطابات الحرب المتصلة التي انتجت كل هذه الكمية من النجوم والاكتاف العسكرية الشامخة كما انتجت عقل الثكنة ومخيلة الثكنة حيث الانظمة بالكاكي والشعوب بالنفير والبوق والبحث اليائس عن حرب منتصرة. انظروا الى هذه المجتمعات الموقوفة والدول الموقوفة والمدن الموقوفة. انظروا الى احتفالات الاستبداد واهرامات المستبدين. انظروا الى دول الميري واقتصادات البذخ القومي والطبقات المتسلطة. انظروا الى حكومات الاعياد الوطنية والفساد القصدي... الخ. إذا شئتم ان تعرفوا كيف سلمنا المشروع الوطني للاميركيين واستبدلناه بنوع من الاحتضار الوطني والانتحار والتمزق الاهلي فلا تنظروا كثيرا الى الوراء. انظروا الى ما حولكم ففيه الكفاية.
    اليوم نسلم العروبة للزرقاوي أو لبداة دارفور. لا يريد كثيرون ان يروا التهريج في ذلك او يفهموا اننا وصلنا الى هذا القدر من التهريج. حيثما يُقَل اسلام، يُقَل ضمنا سلفية وقاعدة ووهابية راديكالية. هناك من يسمعون <<عروبة>> حيث نرى الجَلد وقطع الرؤوس وقتل النساء. هناك من يسمعون ايضا <<عروبة>> حيث نرى الاستدراج الملحّ لحرب أهلية ونقض للمجتمع وإطلاق كامل للفوضى. هناك من يسمعون عروبة وقومية ووطنية حيث لا يوجد سوى خطة تدمير، وحيث المجتمع هو العدو، هناك من يسمعون ايضا <<عروبة ووطنية>>. لا يعلم أحد بماذا تتساوى العروبة والوطنية هنا وما هي الاسماء الاخرى لهما. لا يعلم أحد كيف يبصم مثقفون أفاضل على تفسيرات كهذه، لا نعلم إلا ان السديم عام ويكتسح الجميع وان القاع هو ملتقى الجميع. بالدرجة نفسها يتحول الرعاة البداة الداشرون في دارفور الى فرسان العروبة، ويغدو عمر البشير بعد القاعدة وكارلوس والنهب العام وسَجن الترابي <<الساحر الذي طالما انقلب عليه سحره>>، صلاح الدين جديدا. ستجد سيدات الاتحادات النسائية فروسية ما في اعتداء الرعاة الشرسين الجشعين على الفلاحين المستقرين، وسيجدن في طردهم من أراضيهم وإباحتها لغزاة الجنجويد توحيدا وطنيا. لن يسألن كيف جعلت الدولة من هؤلاء العصاة الخارجين جندا للنظام وفرق موت خاصة له، وكيف غدوا فرسان العروبة والمدافعين عن حياضها ضد <<الافارقة>> المستقرين هناك فيما زحف الاعراب من الصحراء المحيطة. ثم لن يسأل احد ما هي العروبة. هل تتماهى الآن بالبداوة، هل هناك <<دم>> عربي وكيف نميزه في السحن المتوسطية او الملامح البربرية او البدوية او الزنجية، هنا وهناك، وهل يمكن ان يكون فلاحو دارفور الذين يتكلم قادتهم بلسان عربي فصيح، اين منه ركاكة لغة البشير وعاميتها، مجرد افارقة. واين نجد سمة نسبية للعربي سوى لسانه، وكيف يكون اهل البلد ومزارعوه مع لسانهم العربي غير عرب، وافارقةً فحسب. وهل يمكن ان نسمع ايضا عروبة ووطنية فيما ليس سوى اعتداء تقليدي من البدو الرعاة على الفلاحين المستقرين. اعتداء تمتلئ به تواريخنا ولم يشف العراق منه ولم يشف لبنان وسوريا وفلسطين منه الا نسبيا ومن وقت غير بعيد. ألسنا نسمي البدو المتوطنين عندنا <<عربا>> اي اعرابا كما قال الترابي. وهل لتسمية كهذه دلالة قومية. ألا نكون بالقياس الى هؤلاء <<العرب>> أفارقة او سريانا او آسيويين.
    بدأت العروبة فيما نعلم دعوى نشرها مثقفون مسيحيون، والارجح انها كانت يومذاك رابطة قومية تساوي بين المسلم وغير المسلم، ثم ضاعت الحدود بين العروبة الجماهيرية والاكثرية المسلمة فتدينت العروبة او غدت نعرة قبل ان يغلب الاسم الارسخ فتغدو صفة للاسلام او خصوصية له. هذه بالتأكيد بداية تدهور بلغ الآن حد ان تعود العروبة اعرابية او تغدو رغما عن بن لادن وهابية ورغما عن الزرقاوي ومقتدى الصدر فرقة مذهبية ضيقة.
    هكذا تغدو العروبة اسما سريا بل مجرد بطاقة خاصة لمثقفين مستعدين لمبادلتها بأي نعرة او منحها لأي نعرة. هكذا يمكن بيعها للجنجويد والصدر والزرقاوي شاؤوا ام ابوا. فالواقع انها ليست بالنسبة لهم الآن سوى اسم، وقد لا تخفي حتى عندهم سوى ذاكرة خرفة او نفس محبطة تغلي بالاحقاد او عداء بلا هدف او يأس من كل شيء. الارجح انهم يسلمون للاميركيين مشروعهم الخاص ويسلمونهم المستقبل ويلحقون بالجنجويد والزرقاوي ليصفقوا للاغتصابات وقطع الرؤوس، فقد فرغت صدورهم وعقولهم من كل شيء سوى الكراهية.
    هكذا نترك في العراء. ليس للاميركيين ما يقدمونه بالتأكيد سوى الجهل وسوء النية والغشية التي تصيبهم كلما أدركوا كم ان رسلا مثلهم مكروهون الى هذا الحد، وكلما بدوا خارج بلادهم مشلولين تماما بطيئي التعلم سادرين مع غريزة استعمارية خام قليلة الاحتياط قليلة الخبرة. ليس لدى الاميركيين ما يعلمونه، ومن يضع في ايديهم المستقبل العربي فهو تقريبا ذات الشخص الذي لا يملك سوى كراهيتهم، ذات الشخص الذي لا يملك أنا خاصة به والفاقد الامل في ان يجد مهمة لنفسه. ندرك كم نحن في المستنقع. يمكننا ان نفكر جديا في ضعف الانتلجنسيا العربية الى درجة التساؤل عن وجودها اصلا. على الاقل، مهما كان الامر، يجب ان نجد اشخاصا لصياغة الاحلام.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de