نصر حامد أبو زيد أشعل لنا "شمعته الوحيدة"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 04:33 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الشاعر اسامة الخواض(osama elkhawad)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-29-2004, 02:13 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نصر حامد أبو زيد أشعل لنا "شمعته الوحيدة"

    نصر حامد أبو زيد أشعل لنا "شمعته الوحيدة"
    بيار أبي صعب الحياة 2004/02/29

    كلا لم تكن "محاكمة" لنصر حامد أبو زيد, وكيف يمكن أن تكون كذلك؟... كانت احتفاء بحق الاختلاف, بالفكر والاجتهاد والتنوير ("لا الانارة القسريّة!").

    حينما وقف ناشره البيروتي ("المركز الثقافي العربي") مستنكراً, محتجّاً على بعض الأسئلة السجاليّة التي أعدّها أصحابها (بعناية ورصانة أحياناً), لطرحها على المفكّر المصري المعروف خلال ندوته الثانية في العاصمة اللبنانيّة... معتبراً أن تلك الأسئلة تشكّل نوعاً من "اعادة محاكمة" لصاحب "الخطاب والتأويل", لم يكن من أبو زيد سوى أن أزاح كل تلك المخاوف, ومعها أشباح قاتمة من الماضي القريب, بحركة بسيطة من يده. أزاحها بـ "يد غاليليه" (قبل أن يتنكّر هذا العالم لنظرياته التي أزعجت ظلاميي زمانه): "لا أحد يحاكم نصر حامد أبو زيد!"

    نصر أبو زيد في بيروت. الجملة وحدها عنوان احتفال فكري وثقافي ليس هناك سوى أحداث قليلة يمكن أن توازيه في الأهميّة. إنّه هنا في بيروت, يعيد إلى منارتها قبساً من نور, يجعلها تستعيد بعضاً من دورها الطليعي عاصمةً للثقافة العربية, كما لاحظ محمد علي الأتاسي في تقديم جريء لم يعجب الضيف المحتفى به, اذ اعتبره "اهتم ببعد واحد من عملي, هو فهم بنية النصّ الديني وأبعاده, منهج نقد تاريخ التفسير". يفضّل أبو زيد تقديم كل مراحل مسيرته, وكل جوانب منهجه, ولا يطيق حصره في خانة المفكّر المضطهد. ويتطلّع الى المستقبل, مفرطاً في حرصه على التوازن بين المتشددين والليبراليين ربّما, إذ يواجه هؤلاء بالحجّة والبرهان والمنطق, ويقسو على أولئك احياناً, محذراً من "الاصوليّة" الأخرى التي تقع بدورها في فخ إلغاء الآخر. وطبعاً المساواة بين "الأصوليتين" المفترضتين لا يصحّ على أرض الواقع, لمجرّد أن احداهما في موقع المضطهِد (بكسر الهاء), والأخرى في موقع المضطهَد (بفتحها)! لكنّ رصانة المفكّر, وموضوعيّة العالم, تفترضان هذا التعالي وذاك الحياد "الموضوعي"... وهما ممكنان طالما اننا داخل "المختبر" النظري, بعيداً عن المعمعة!

    المفكّر المصري الآتي من منفاه الهولندي, لا يحبّ كثيراً التذكير بالقضيّة التي اقترن اسمه بها, ولا يحبّ تقديمه بصورة المضطهد والمنفي. "كل ذلك أصبح ورائي. تعالوا ننظر الى الامام". لكن هذا لم يكن بالضرورة موقف الجمهور الذي احتشد في "مسرح المدينة" أوّل من أمس, بدعوة من جمعيّة "الخط المباشر", بعد لقاء سبقه بليلة في جامعة بيروت الاميركية. الحاضرون "كأن على رؤوسهم الطير", وكان بوسعنا أن نسمع هديراً أخرس خلف قشرة الصمت السميكة, أن نشعر بتوتّر وغليان وخشوع شبه ديني في طريقة الاستماع, خلال الجزء الأول من اللقاء... كان صمتاً ثقيل الوطأة, أشبه بهدوء ما قبل العاصفة, يحتضن كثيراً من الصخب والمشاعر المتضاربة والأصوات المكبوتة بين متحمّسة لأبي زيد, مزايدة عليه, أو معارضة له تترصّد الفرصة لايقاعه في الشرك, لإحراجه, وحتّى لـ..... "تكفيره". كما حاول أن يفعل أحد الحاضرين قارئاً تلفيقات من كتاب عبد الصبور شاهين, مستخلصاً أنّ المفكّر المصري أساء الى الدين! لكن نصر أبو زيد بقي مسيطراً على الموقف طوال الوقت, عرف كيف يقفل هذا النقاش الهامشي. وخرج السائل من القاعة بطريقة استعراضيّة, متأبطاً كتابه المرجعي.

    كعادته بدا أبو زيد مذهلاً في قدرته على المحاججة والمساجلة, واعطاء البراهين, وتوضيح منهجه في تناول النص في سياقه التاريخي, كظاهرة حيّة تتفاعل مع كل زمان ومكان. "ليس هناك سؤال غبي... هناك إجابات غبية... وأنا محمّل بالأسئلة ليس فقط بوصفي باحثاً... بل بوصفي مواطناً وانساناً (...) لماذا نقمع أي محاولة للتساؤل والتحاور (...) لماذا الهلع من طرح الأسئلة؟ هل نخشى على إيماننا من أن تمحوه الأسئلة؟ لماذا ننظر الى النقاش بصفته خطراً على عقائدنا, في حين أن كل النقاش يدور حول عقائدنا".

    كان صاحب "دوائر الخوف - قراءة في خطاب المرأة" يتجّه أساساً الى خصومه المفترضين, هو المتمكّن من النصّ ومراجعه وهوامشه وتأويلاته, حاضراً للدخول في أي تفصيل فقهي أو تحليلي أو نقدي, وتقديم الحجة والبرهان, وبسط منطقه وسرد مراجعه, وتقديم قراءته التحليلية التاريخيّة: من "تفاعل المقدس مع الانساني في التاريخ", إلى تحديد مفهومه لـ"الخطاب الديني" الى الوحي واللغة وعلاقتهما بالثقافة. تحدث من موقع المسلم المؤمن والعقلاني المجتهد, مفرقاً بين "تاريخيّة النص" و"زمانيته", مؤكداً مراراً أن القصد "ليس التشكيك بل محاولة الفهم". وداعياً بلا كلل الى "حرية البحث والحوار والتداول"... "خلق أسواق حرّة للأفكار... مثلما حرص تجّار السياسة على تحرير أسواق العملات". واستشهد تارة بالشيخ أمين الخولي: "تبدأ الفكرة كافرة, مرتدة, ثم تدور بها الأيّام فتصبح طريقاً للتغيير والتطوّر", وطوراً بابن عربي: "أدين بدين الحبّ أنّى توجّهت/ ركائبه فالحبّ ديني وإيماني".

    بدا أبو زيد حريصاً على احترام الحق في الاختلاف, مصغياً لكلّ سؤال أو نقد قادر على التواصل مع الصالة التي لم يهمل أي ملاحظة آتية منها. كان عن سبق تصميم, أو بصورة غير واعية, يضع نصب عينيه خصومه المفترضين, في حين أن القسم الأكبر من الحاضرين - اذا استندنا الى الأسئلة المطروحة - كان يقف على أرضيّة نصر أبو زيد الفكرية نفسها, وإذا انفصل عنه فكي يمضي الى يساره وكي يتجاوزه الى مواقع اكثر راديكالية. هكذا بدا أبو زيد "على يمين جمهوره" اذا جاز التعبير.

    وفي الدقائق الأخيرة, وقع المفكّر البارز في فخ الاختزال, في معرض ردّه عن سؤال حول "قضيّة الحجاب في فرنسا". فإصراره على اظهار نفسه في موقع وسطي متجرّد - وهذا حقّه ويشرّفه طبعاً - جعله يساوي بين اصوليتين الأولى تقصر الانتماء الديني على هذا التفصيل المرتبط بالشكل الخارجي, والثانية هو "الأصولية العلمانيّة" في فرنسا. في حين أن الحجاب لم يمنع في فرنسا, بل ان الدولة الفرنسيّة حريصة على حماية "المدرسة الرسمية" بصفتها مصنعاً لمستقبل "الجمهوريّة" مؤتمنة على قيمها الكونية, تساوي بين كلّ المنتسبين اليها, وتنبذ علامات التفرقة بينهم, دينيّة كانت أم طبقيّة"

    ولعلّ زلّة الشاطر الهامشيّة تلك تسلّط الضوء على قصور النخبة الفكريّة العربيّة - أحياناً - عن التحكّم بمفردات بعض النقاشات التي تدور في الغرب وخلفياتها, منذ قضيّة غارودي قبل سنوات التي استدرجتنا الى شعاب معاداة الساميّة, الى قضيّة العلامات الفارقة للانتماء الديني في المدرسة الرسميّة الفرنسيّة.

    على كلّ حال فإن المفكّر المصري, المتمكّن من أدواته الفكريّة والمعرفيّة, لم يدّع في أي لحظة امتلاك الحقيقة, بل أكد تمسكه بأرق البحث الدائم والمتواصل عن تلك الحقيقة. ألم يفتتح نصر حامد أبو زيد لقاءه بمقطع من قصيدة "أحلام الفارس القديم" للشاعر المصري الراحل صلاح عبد الصبور؟ متوسلاً المجاز الشعري لتأكيد تواضع الباحث الذي لا يطمح سوى إلى فتح باب الاجتهاد والنقاش: "معذرة يا صحبتي, فالضوء خافت شحيح/ والشمعة الوحيدة التي وجدتها بجيب معطفي/ أشعلتها لكم".
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de