|
مُعذَّبو السماء-نص شعري جديد لسعدي يوسف
|
عراةً
سنمضي إلى اللهِ
أكفانُنا دمُنا ،
ونيوبُ الكلابِ التي استذأبتْ هي كافورُنا ...
الزنزانة التي كانت مغلقةً، كهربائياً، انفتحتْ فجأةً، لتجيءَ المُجنّدةُ. عيوننا المتورِّمةُ لم تتبّنها واضحةً. ربما لأنها من عالمٍ غامضٍ. لم تقل المجنّدةُ شيئاً. كانت تسحبُ وراءها، مثل حصيرٍ مهترىءٍ، الجسدَ المدمّى لشقيقي.
.. وحفاة
سنمشي إلى اللهِ
أقدامُنا أنتنتْ بالقروحِ
وأطرافُنا أُثخِنَتْ بالجروحِ
هل الأميركيون مسيحيون؟ ليس لدينا في الزنزانة ما نمسحُ به الجسدَ المسجى. ليس في الزنزانة إلاّ دمُنا المتخثِّر في دمنا، وهذه الرائحة الآتية من قارة المسالخ. لن تدخلَ الملائكةُ هنا. الهواءُ يضطربُ. إنها أجنحةُ خفافيشِ الجحيم. الهواءُ هامدٌ.
انتظرناكَ ، يا رَبُّ ...
كانت زنازينُنا أمسِ مفتوحةً
نحن كنّا على أرضها هامدينَ
ولم تأتِ يا ربُّ ...
لكننا في الطريق إليك. سنعرفُ السبيلَ إليكَ حتى لو خذلتَنا. نحن أبناؤكَ الموتى أعْلَنّا قيامتنا. قُلْ لأنبيائكَ أن يفتحوا لنا الأبوابَ، أبوابَ الزنازينِ والفراديسِ. قُلْ لهم إننا آتون. صعيداً طيِّباً تيَمَّمْنا. الملائكةُ تعرفنا واحداً واحداً... GREEN]
|
|
|
|
|
|