من ألواح و هذيانات الصبي المروي
1-هذيانات المكان والتأريخ: في المضيق المؤدي الى شهقة الارتباك
في المكان الذي ضاع مني ذات مطر حلمت ببعض نشيد
في المكان الذي كانني, في المكان الذي كنته, في الفراغ السخي كما الروح في صمتها, في المكان المهيأ للنسوة الجالسات على حافة الصبر, سرت الى ما سيوثق قلبي بثرثرة العنفوان الجريح, سريت الى ضحكتي, حين كانت مكبرتة في ذرى الغيب, كنت الذي أشتهيه, وكنت الذي أرتضي بؤسه, شجني وتري, مثل جدي كنت أخاف الأجانب , أخشى مصاحبة البدو, سرت على نقر طبل, وظهر اتان, وكان معي مشط عاج لتسكين خوفي, وفأس لقطع الهواجس, كيس من الحذر المتفائل, صندوق أسئلة عن مصير الوجود, أوان لطبخ التفاؤل, كان الزمان زمان التجار, كأني أرى, خرز البندقية, والذهب الحبشي, قرودا يلاعبها بهلوان فقير, سيوفًاً مذهبة , ورقا للكتابة, سعفا, ثيابا تليق بمن ملك الصولجان, كأني هنا , في المكان الذي خانني, أجلس القرفصاء, أقايض شعري بجارية , تشتهي طيبتي, ومقامات طيبوبتي, وتلازمني في الجنون, ترافقني في المجون, وعربدة الليل, أحسو المريسة, كان المكان مزيجا , جميلا, فريدا , من السكر, والشبق المروي, رأيت كأني بسوق الرقيق ختنت, أو انكسرت شهوتي, وخصيت, رأيت كأني أنا المك, ألبس فروا من البأس , والجأش, والرعب, والخرز الجنوي, وحولي جنود من الجن, لم يرها " الحلب", الصاعدون الى حيث لا حيث, كنا –وفي كل عيد-, نعوذ برب الجمال, من القبح, و القيح, والقيل, والقال, كنا شهدنا القوافل, والغزو, و السبي, والذبح, واليأس, والزعل " الجعلي", وكنت -وقد كنت فيهم- كأني أشاهد "بيركهاردت", يكتب عنا , ويرثي مدينة "شندي", ويعلن أنا جديرون بالغزو والاجتياح
2-لوح الألوهة المعذبة:
على طبق طامع, في المكان الذي خانني, جاء ابناء عمي, وخالي , جيوش, شعوب, من المسلمين, وجاء غزاة كثيرون, من كل حدب وصوب, وكانوا زنوجا, وبيضا, وسمرا, و"خاطف لونين", فانشغلوا بالعبيد, وبالأرض, بالنسوة الصاخبات, وبالسلب, والقتل, والنهب, والسحل, والغش, كلهمو برروا قتلنا, سحلنا, غشنا, نهبنا, بالألوهة, لكن أرأفهم بالمكان المقدس, كان الغريب
3-لوح معاصر:هذيان ال"قد":
قد أقتفي آثار أسلافي , وأجمع زخة التأريخ في كفي (العضيرة), أشتم التأريخ, منفعلا كثيرا, "أيها التأريخ, لا تأخذ روائح حبنا, في قشرك الدهني, واترك للسلافة مقعدا في حانة الأسلاف , أو..... .......................... ............................
4-لوح الهذيانات الكبوشابية:
سأنقش لوحا لوهمي:
"كانت "غنية" جارة لأحد الموسيقيين في الحمام الملكي, والذي تشرف على ادارته اليوم شركات سياحة غربية, و كانت –أيضا- قرينة أحدى الكنداكات اللواتي كن يداهمنني كثيرا في أحلامي, كنا , أنا و"غنية", نلعب لعبة الجسد مقابل الفريد* الملون الذي تحبه, حين كنت امتطيها على ظهر جوال عيش في غرفة مظلمة, ونحن أبناء السادسة, كان وجهها يلمع, ويلمع..... ........ ارتبكت, فركت عيني مرارا, فجأة , بدا وجهها شبيها بوجه " " أماني ريناس", التي راودتني عن نفسي مرارا, ذات أحلام, كانت "غنية", ترتدي قرصين على شكل هلالين, مرسومة فيهما أغصان الكروم, وطاووسان نشرا ريشهما حتي غطيا الغرفة, بمعنى لطيف , لم أكن أدرك كنهه, غير أن أريج ذلك المعنى الغامض, كان يدفعني دائما لأن أحتضن "غنية", التي تأتي دائما مختالة, رغم سنواتها الست, حين يروق مزاجها للاحتضان, كانت تأتي وحول رأسها ينمو شجر البراءة, وهو شجر ملقح بالارتياب, كانت تأتي برداء شفاف , يصل الى القرب من نزقها المروي, يعلو رأسها شعر مستعار, يعلوه وهم مستدير, ثم يعلوه عبق مستطيل, يحيط بالرأس, حين نفرغ من العناق, تنمو ثعابين أعلى رأس "غنية", لم أرتعب, كان على الجبهة ثلاثة ثعابين, وكانت "غنية" تمسك بيدها اليسرى صولجانا, سقط حالما احتضنتها, أما المنديل الأخضر الذي تقبض به على يدها اليمنى, فأنها تعصب به كوابيسها الالاهية, وحينما عرفت هويتها المروية, من مدرس التأريخ بمدرسة كبوشيه الثانوية العامة, في سنة 1971, جلدني مرارا, لأنني لا أجيد نطق اسمها, و بالرغم من قسوته, قلت له أنني أعرفها , وجلدني بقسوة أكثر, حينما قلت له , في اجابة لي عن سؤاله: "من أين لك معرفة: أماني ريناس؟" قلت له أنها كانت تراودني عن نفسي , في أحلامي, وأنها مرة , صدتني حينما اندفعت نحوها, لأنني بلا شلوخ, وقلت له أكثر من ذلك , أنني كنت أضاجع قرينتها, وكثيرا"
*الفريد هو غطاء الزجاجة المعدني
(عدل بواسطة osama elkhawad on 04-10-2006, 07:35 PM)
|
|