دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: عبد الحميد البرنس)
|
صديقي برنس كم من مشاءة ومشاء في هذا الفضاء الاسفيري؟ كم من حنين مكتوم في جوازات السفر المؤقتة والفورمات اللعينة؟ كم من هاجس من هواجس المشائين ينز من بكاء عولمي مكتوم؟ هذه مساحة حرة للبوح بارهاصات الحنين ، و رورائح المدن و المطارات و المكاتب، وأوراق النحيب الذي يطل من الكوابيس المهاجرة ؟؟ محبتي ومرحبا باساسي. المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: تبارك شيخ الدين جبريل)
|
مرحبا بالعزيز تبارك.وفي انتظار مساهمتك في هذه المساحة الحرة لاهل المشي والسفر والنزوح والارتحال. *** دعني يا دقم اسوح في المقال الذي اتيت به ، ذلك انه مقال يتحدث بالفة واضحة ، عن المشي والمشائين، وبعد ذلك سآتيك ببعض خواطري عن المشي والسفر. كن بخير. ***** نعود لاستشهاداتنا من المقال. يقول الكاتب عن المشي:
Quote: المشي لا زمن له ،مثل التحليق في الفضاء، و مثل الرسم والشعر.انه يقترح أوقاتا لا رابط بينها. |
ثم يقول أيضا:
Quote: من خلال المشي تبتكر حواسنا ضالتها.هناك ما يجب أن نفعله لكن بعد خطوتين. |
ونواصل المشّّاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: osama elkhawad)
|
يقول فاروق يوسف في مقاله المهم:
Quote: المشّاؤون هم أكثر البش رقدرة على اختراع اسباب للحياة،بعيدا عن كل الاسباب المحتملة.تترك ظلالهم على تلك الارض أثرا لا يذكِّر بهم فحسب بل يشيرأيضا الى الخزائن التي اكتشفوها وهم يذهبون الى الحافات.
المشّاؤون هم ورثة الارض في صفتها وديعة.في كل خطوة من خطواتهم هناك ما يؤسس لنوع محلّق في الجمال.المشّاؤون يحملون بين أمتعتهم رؤى غامضة،هي في حقيقتها القوت الجمالي الذي تنتظره شعوب قادمة من المستقبل بسعادة. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: osama elkhawad)
|
ويواصل الكاتب قائلا:
Quote: كل خطوة هي باب للدخول الى معجزة ،هواؤها لا يكف عن العصف.كل قدم هي ابتكار لفراغ غير مرئي مؤهل للامتلاء بالمرئيات.يقول لي معلم التاريخ الاسوجي"أنهم أشبه بالذاهبين مشيا الى كربلاء"،وهو يتحدث عن حركة الرهبان المشّائين،التي صنعت مسيرتها خطوطا وهمية على الخريطة الاوربية لقرون عديدة. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: osama elkhawad)
|
وصلت باريس والمساء فى اوله ..البلل الخفيف وضجيج المحطه صفتان متلازمتان عند كل زياره..الاوجه تغير بانتظام لتملاء فراغ امحطه بحركه دائبه ..اصوات الارجل تضيع مع قطار متحرك اوصراخ طفل ورجل متسول قد افترش الارض جواره كلب ذنبه مبتور..باريس مدينه محيره فى كل مره احاول ان اتمعن لأرى الجمال الذى يشد السياح فلا ارى شيئآ..لم ارى فى حياتى هذا الكم الهائل من السيارات ;حركة المرور توقفت تمامآ ونحن على مقربه من العنوان نزلت من عربة الأجره تقاضى منى السائق 20 يورو !! لولا المطر وحقيبتى لقطعته راجلآ.
لاتيشيا كانت تقف فى مدل المنزل..حين رأتنى صاحت بالجميع فخرجوا وضجوا حولى رغم المطر وحملونى على اكتافهم..وقال الفونسو - ماذا نناديك الحتفى به ام السياسى الهارب? قلت له - انزلونى على الارض واعطنى قهوه وسيجاره ثم نادنى بالكلب ان شئيت
جوسبه رغم مرضه كان يقف فى المدخل ..انزلونى فاحتضنته وانا اقول - متى تموت ايها القط الفرنسى رد باعياء - لقد اخبرتهم انك ستاتى اكثر فصاحة من قبل..ليتنى بقيت فى السرير ولم اعبأ ستبقى افريقى متخلف كعادتك
قالت لاتيشيا -هل ستبدأن الآن امامكما المساء كله للشجار..هيا فقد حضرت مريم تورته تليق بهذا الفار المبتل.. قلت لها - حتى انت يالاتيشيا لم تترك لها مريم فرصه للرد فاحتضنتنى وعطرها الافريقى المميز يملأ المكان - Brother ..واخيرآ ..لقد افتقدناك لاتيشيا قالت انك اصبحت تعرف باريس جيدآ ولاداعى لاحضارك ولكن اظن انها لاتستطيع الابتعاد عن الفونسو ولو دقيقه ..شهران مضيا على زواجهما وهما فى عناق وقبل هذا امر مقرف..
مريم فتاة سنغاليه قامتها ممشوقه تقرب للطول فى مجموعها لوحه انيقه يمكنك وضعها حيثما شئيت فلا تزيد المكان الا جمالآ ..لون بشرتها فاتح ..تقول ان لها جده فرنسيه ولكنها متشبثه باصولها الافريقيه بشكل مدهش رغم انها باريسيه المنبت .. اوينا الى الفراش فى وقت متأخر ومن النافذه كنت بوضوح استطيع رؤية برج ايفل يضج بالاضواء واسيئلة تعبر ذهنى عن علاقة العشق بمجسم الحديد..
**
فى الصباح استيقظت على صوت كيلى المرح كأنه يصلنى من عالم آخر - هيا لقد تأخر الوقت علينا الانطلاق بعد قليل..يبدو انك تعلمت الكسل فى سيسيليا لقد جاوزت الساعه العاشره.
كيلى اصغرنا جميعآ سنآ فى الرابعه والعشرين تدرس القانون وتهتم بالأدب والفلسفه ..مضى عام منذ آخر مره رأئتها..تمعنت فيها وهى تزيح الستائر عن النافذه..جسدها رياضى متناسق تمارس الركض والسباحه..شعرها الطويل عقدته فى خصله واحده وتركته خلف ظهرها ليوضح اهم معالم الوجه..الشفاه الرقيقه..الاعين الزرقاء الذكيه وحين تضحك يفصح فمها عن اسنان بيضاء متراصه فى تساوى تصنع مع حمرة وجنتيها وعذوبة ضحكها لوحه غاية فى الجمال..فتاة ممتلئيه بالحياة تعالج الرسم وتكتب الشعر..تتطوع فى (قرين بيس) و(امنيستى انترناشينال) ..وحين يشتد البرد فى المسآت نتحلق حول المدفأه وتعذف هى باصابع رشيقه الحان متقنه على البيانو..كنت دائمآ اتسآل اين تجد الوقت للقيام بكل هذا!!
الفونسو وبيتر كانا يدخنان فى الشرفه حملت قهوتى وانضممت لهما..كانا يناقشان ترتيبات الرحله..قال بيتر - سنتحرك فى عربتان لاتيشيا وانا قمنا باستئجارهما..مريم وكيلى قامتا بالتسوق.. بيتر كعادته مرتب ودقيق لايترك شئ للظروف..دخنت سيجارتى وتركتهما يكملان حديثهما وعدت الى البقيه.. كيلى كانت تضع حاجيات فى حقيبه التفتت نحونا وقالت - كدت ان انسى..جيوفانى اتصل هذا الصباح قال انه سيلحق بنا هناك.. ردت لاتيشيا ضاحكه - اوه العجوز الايطالى سيأتى بخطبه الثوريه.. قلت لها - كنت اظنه قد اعتذر عن الحضور!! ممتاز هذا يعنى اننى لن اكون وحيدآ فى رحلة العوده الى سيسيليا.. قال مريم بخبث - نعم ويمكنكما الرحله بطولها الحديث عن انهيار المنظومه الاشتراكيه فتحت فمى للرد ولكن كيلى لم تعطنى فرصه فقالت - ليس الآن ..علينا التحرك فقد تأخرنا..
تركنا باريس والمطر قد بدأ فى الهطول مجددآ..ومن خلال تموجات الماء على زجاج النافذه كنت ارى الأبنيه والطرقات تغيب رويدآ رويدآ لتملاء سهول خضراء المساحه على امتداد البصر..Nina Simone كان صوتها ينبعث دافئآ من الجهاز فى العربه..الفونسو يقود ويحادث لاتيشيا بصوت خافت..كيلى وضعت رأسها على كتفى وراحت فى سبات..وانا وضعت رأسى الى الخلف وبرأسى تحوم كرات ثلجيه وليال بيض..
**
توقفنا فى Champery للتزود بالبنزين وتناولنا الطعام فى مطعم على الطريق ..بدأ الثلج يتساقط ونحن على مشارف جبال الالب..العربه تصعد وتهبط فى الطرقه المتعرجه ..كان الجو فى الخارج يشتد بروده واكوام الثلج على اطراف الطريق واعلى القمم على امتداد البصر..رقائق الثلج المتساقطه تنعكس على اضواء السياره وتصدر قرقعه تحت عجلاتها فيشتد احساسى بالبرد (كنا فى Champery قد ذودنا اطارات العربه بسلاسل حديديه تجنبآ للانزلاق)..وكلما دخلت العربه فى نفق وهى تصعد قمم الالب احس بطنين حاد فى اذنى وضيق فى صدرى..لايلبثا ان ينزاحا مع رشفات الشاى الذى صبته لاتيشيا فى الكأس الصغيره.. بعد حين اصبح المضى شاقآ والجليد يذداد غزارة..قلت لكيلى التى اصبحت تقود مكان الفونسو.. - فلنتوقف قليلآ فى احدى الاستراحات على الطريق حتى يهدأ الجليد. ابتسمت كيلى وهى تنظرنى من خلال المرآه وقالت - هل انت خائف?? ردت لاتيشيا - لاداعى للتوقف لقد اقتربنا من Mont Blanc ..فى امكانك تبطيئة السرعه فهذا افضل اكاد لاارى العربه الاخرى خلفنا .. قلت لكيلى وانا اميل نحوها - لدى ذكريات لاتنسى مع قيادتك ..كدت ان تقتلينا من قبل. قالت وهى تزيح خصله عن وجهها - لقد كنا فى عجله من امرنا حينها وضحكت وهى تكمل - ثم انى وقتها كنت قد اتيت على نصف زجاجه من النبيذ.
وجهتنا منطقه خارج Mont Blanc على الحدود الفرنسيه الايطاليه السويسريه على جبال الالب.. على جانب الطريق كانت شاحنه ضخمه قد اصطدمت بالحاجز الحديدى فهوى جزء من حمولتها على الطريق ..وضع بوليس المرور اشارات ضؤئيه تصدر اضواء حمراء وبيضاء قويه تنعكس على الثلج فيبدو المنظر من بعيد كعرس ضخم. كيلى نظرت الى مجددآ من خلال المرآه ونحن نمر بجانب الشاحنه وضحكت فى خبث وهى تغنى بصوت عال: Iam asurvivor Iam gonna make it الفونسو ولاتيشيا انفجرا فى الضحك و اصبحا يغنيان معها وهما يتجنبان النظر الى..اشحت عنهم فى غضب مصطنع وتشاغلت بالنظر الى الخارج..على الجانب الايسر صفحة الجبل ومن خلال الحواجز الحديديه على الجانب الآخر تلمع اضواء مدينه فى اسفل الجبل بدت كصفحه منسيه فى حلم..وعلى اطراف الجبل المقابل انتشرت اضواء منازل متفرقه بعضها خافت وبعضها قوى ينعكس على زجاج النافذه من ذاك البعد..اينما نظرت فالارض بيضاء ..الثلج اعلى القمم وعلى الطريق وجوانب زجاج النوافذ ..والسماء كأن بها فتق يهوى منه الثلج فى احجام مختلفه.. حينآ واصبحت الرؤيه غاية فى الصعوبه النوافذ غطيت تمامآ بالثلج ومنشات العربه الاماميه والخلفيه تذيحه بصعوبه والعربه كأنها تحبو على رمل وهى تسير بسرعه منخفضه.. لاتيشيا اشارت على كيلى ان تنتظر وصول العربه الاخرى وتأخذ المخرج على يمينها ..مشت العربه قرابة ربع الساعه فى طرقه متعرجه صاعده ثم غارت عجلاتها فى الثلج وكيلى تحاول ان تتقدم بها اوقفتها لاتيشيا قائله .. - لافائده ..سنكمل المشوار على ارجلنا ..ستاتى الجرافات فى الصباح لتنظيف الطريق ويمكننا فى الغد العوده للعربه ..المنزل ليس بعيدآ علينا المسير حوالى نصف ساعه بارجلنا.. العربه الاخرى كانت خلفنا..ترجلنا جميعنا واخرجنا امتعتنا وريح قويه تسفو الثلج فى وجوهنا
**
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: osama elkhawad)
|
كنا نخوض فى الثلج دون ان نرفع ارجلنا عن الاض كثيرآ ..وحين التفت خلفى بدت آثارنا كعلامات لزواحف من العصر الجليدى. اذدادت العاصفه اشتدادآ ولاتيشا تقول - لقد اقتربنا كانت تسير بجانبى فى المقدمه وكيلى خلفى ممسكه بالحقيبه فى ظهرى وهى تترنم بلحن خافت ..الطرقه الصاعده استوت فجأه واصبحنا نسير فى منطقه منبسطه انتشرت فيها اضواء لمنازل متفرقه..قالت لاتيشيا وهى تزيح الثلج عن وجهها - لقد وصلنا..اتمنى ان يكون المكان كما تركناه..بعد الزواج اتيت هنا والفونسو قضينا اسبوع ورتبنا المكان قبل ان نمضى. والداها رحلا لسنة خلت وتركا لها هذا المنزل وآخر فى باريس وعدة اسهم فى شركات صغيره تدر عليها دخل منتظم..وبالرغم من عدم حوجتا للمال فهى تفكر فى بيع المنزل تقول ليس لديها وقت او من يعتنى به..قلت لها -حتى البيوت تموت وتشيخ ان غاب قاطنوها. وطافت براسى ابيات لدرويش. وقفنا امام منزل مكون من طابقين تفصله عن بقية بيوت المنطقه بحيرة صناعيه عليها جسر مقوس وبجانبه قام مخذن ضخم فتحنا بابه بصعوبه لتشغيل لوحة التحكم الكهربائيه..ازحنا الثلج عن المدخل واسرعنا الى الداخل ..وقفت قليلآ اتأمل المكان.. مساحة واسعه سقفها قائم على اعمده مستديره تنتهى عند ارضيه غطيت بموكيت ناعم..فى الجانب المقابل للمدخل مدفأه ضخمه على جوانبها اخشاب جافه رتبت بعنايه حسب احجامها فى رفوف مثبته على الحائط; على احد جوانب المدفأه بيانو مغطى بقماش ابيض كما هو شأن بقية الاشياء..ونحن نزيح الاغطيه بداء المكان اكثر وضوحآ..فى الجانب الايسر مطبخ يفصله عن البار الصغير باب خشبى كالذى نراه فى افلام Cowboys ينتهى عند سلم دائرى من الزجاج المضغوط لونه داكن..والحائط بجانب السلم غطى برفوف زجاجيه من نفس خامة السلم عليها كتب مختلفة الاحجام تتوسطها صور واوسمه وامامها قام مكتب انيق خلفه كرسى جلدى مبطن..وقفت لاتيشيا بجانب البار وازاحت بحركه مسرحيه الغطاء عن Music Box.. اعلى المدفأه قام تمثال ابيض لإمرأه نصف عاريه وارضية الغرفه حول المدفأه من خشب مطلى بمادة بنيه لامعه حين اشعلنا المدفأه انعكست السنه اللهب على الخشب الامع فتضاعف الاحساس بالدفء..والمطبخ محاط بحاجز خشبى داكن من الامام من منتصفه خرجت طاوله مستطيله مقرونه معه عليها كراسى من نفس اللون..فى منتصف المكان كنبه رماديه مستديره ذات اربعه مخارج عليها مساند كبديه كبيره وفى الوسط منضده زجاجيه عليها Laptop ..بجانب البيانو نافذه كبيره ستائرا كبديه ثقيله وامامها مرسم عليه لوحه غير مكتمله والوان واصباغ حول المرسم فى رفوف خشبيه صغيره متسخه بالالوان..ولاتيشيا بعذوبتها ونقائها تشكل امتداد لروعة المكان وسحر اللحظه..قالت لى فى الهاتف قبل مجيئ - اعدك ستقضى عطله تنسيك التنقل المر وعذابات ارصفه القطاره ..
** تحلقنا حول المدفأه بعضنا يشرب النبيذ والبعض يرشف من اكواب الشاى شربنا نخب الوصول وقال الفونسو - فى الطابق الاعلى غرف النوم ومرفقاتها ;.... قاطعته قبل ان يكمل - سانام هنا بجانب المدفأه فالمكان فى غاية الروعه.. قالت كيلى - وانا ايضآ. وقفت مريم قائله - سأحضر الاغطيه وانام بجواركم. وهى تمر بجوارى مالت على وهمست فى اذنى - ستصبح كالأمراء فى الحكايات القديمه.. واكملت وهى تصعد السلم الى اعلى بضحكتها الساحره - ان اكثرتما الثرثره ساركلكما.. السنة اللهب المتصاعده فى المدفأه والاضواء شديدة الخفوت فى الاركان جعلت المكان اشبه بحلم..مريم صدرها يعلو ويهبط فى انتظام وقد نامت دون ان تركل اينا..العاصفه فى الخارج هدأت ولكن صفير الريح يسمع بوضوح..طقطقة نار المدفئه وصوت كيلى يصلنى مموجآ يهزم النعاس ويفضح ذاكرة الظلام..وكمن يفكر وهو يستمع لموسيقى خافته كان صوتها يصلنى وقد عدت بالذاكره لسنوات خلت.. يوم صيفى مشمس فى مدينة امستردام..متحف فان خوخ وصف طويل قبل الدخول.. الفونسو ولاتيشيا بجانبى ونحن نتمعن ونتعجب لعبقرية رجل معذب.. المكان يغص بالزوار وفتاة فى فستان احمر قصير تقف على حافة الدهشه.. اتكأت على السياج خلفها وهى تنظر فى احدى اللوحات..تجولنا فى المكان وبعد ساعه ونصف عدنا لنفس النقطه والفتاه لم تزل واقفه.. قالت لاتيشيا وهى تغمز نحوها - Girl in red ..وجبه فى المطعم الذى تختاره ان اتيت برقم هاتفها.. فكرت قليلآ وقلت لها - وان اتيت بها?? تبادلت نظرات مع الفونسو وقالت - يصبح العرض :وجبه فى المكان الذى تختاره وسهره فخمه فى Hieneken music hall
مشيت نحوها ووقفت حينآ اتأمل فى اللوحه.... قالت دون ان تنظر نحوى - الوان الطرقه والسماء متشابهه ولكن حين تتمعن تحس ان السماء تلتقى الارض فى مساحة مظلمه يتسرب منها حزن دافق..
وعلى الغداء فى مطعم على مركب عائم قالت وهى تضحك وفمها يفصح عن اسنان بيضاء متراصه فى تساوى تصنع مع حمرة وجنتيها وعذوبة ضحكها لوحه غاية فى الجمال.. -اسمى كيلى..كم هو جميل هذا المكان ...........
**
صباح اليوم التالى صفا الجو..الاغصان محملة بالثلج لايحرك لها الهواء ساكن والشمس البعيده تتسلق القمم البيضاء فينهزم ظلها رويدآ رويدآ..وضوء الشمس بعد معركة الظلال يصل الارض متعبآ خال من الدفء والوهج. تناولنا القهوه على الجسر المقوس..بعض الاطفال والصبيه يتزحلقون على الجانبين حيث الجسر قائم يشطر البحيره المتجمده الى نصفين.. اخذ الاصحاب ايضآ فى التزحلق..وقفت كيلى فى طرف البحيره..لوحت بقبلات على الجهات الاربع كأنها تحيي جمهور ثم انطلقت بسرعه الى المنتصف ..رفعت احدى رجليها خلف ظهرها ثم شبكت كلتا اليدين حول القدم المرفوعه واصبحت تعتمد على رجل واحده ثم رفعت رأسها فى زاوية مستقيمه ..صفقنا لها وتعالى صفيرنا..وهى تنزل قدمها الى الأرض تعثرت وسقطت..اسرعنا نحوها لكنها قامت وهى تضحك..توقف الاطفال حينآ ;رفعوا كتفوهم ومطوا شفاههم ثم عاودو التزحلق بنفس الرتابه ..ملابسهم نظيفه لامعه وعيونهم كعيون كل الأطفال لكن دهشتهم مختلفه ..اطفال شبيهين بطقس المنبت.. جلست على حافة الجسر ارشف من القهوه البارده وتمعنت فى طفولتى... اشجار النيم الضخمه فى فناء المسيد ورجل قصير ذو لحية بيضاء يحمل سوط طويل حين يخطئ احدنا يصل طرفه نواحى اجسادنا بدقه وكأن على اطرافه مجسات الكترونيه..فى ايدينا الالواح وترهق عقولنا محاولات بلوغ شاطئ الكتابه..ويصل اول (سوط) لاتجعل اللوح يتسخ ..ثم السوط الآخر اكتب فى خط مستقيم..ومن بعد كيف تنون وترقم الآيات..نضع الالواح على جزع شجرة النيم الكبيره ونتصارع ثم نتبارى من يبلغ الغصن البعيد ويفوز بربطة التمر.. تمضى الحياة وترآ ثم يقول جدى وهو يردفنى خلفه على جواده - الآن وقد اتممت حفظ القرآن ستبقى معى فى المسيد.. جدى يحبنى لكنه يتوجس من احلامى..ونحن على اطراف الجروف قلت له اننى رأيت فى نومى يدآ تفتح صدر (القريش) مؤذن المسجد وتنزع قلبه.. فعاد بى الى المسيد وغسل رأسى بماء ابريقه وتمتم بدعوات وهو يمرر مسبحته الطويله على اطراف جسدى.. وتمضى الحياة وترآ آخر وذات يوم ماطر فى موسكو بداية التسعينيات بالقرب من سفارة بلادى نادى على احدهم باسمى واسرع نحوى يطوقنى بسلام حار.. فتبينت انه صديق قديم من ايام الخلوه ...تناولنا القهوه فى مقهى على الطريق وهو يخبرنى ان فلانآ من ايام الخلوه يبيع الخضار فى السوق..وفلانآ اصبح مهندسآ ..وصديقى الاثير فلانآ اصبح جبهجيآ لعينآ يتاجر بالدين والقمح والسكر ..وان (القريش) مؤذن المسجد مات إثر سكته قلبيه...
اخترت طريقى ومات جدى..ومضت الحياة فى رحلتها نحو المجهول.
خسرت الشمس معركة الظلال..والسحب القريبه فازت بالقمم ومنتصف السماء..رائحة المكان اشبه ببيت شعر شارد وكيلى فاكهه نضجت لتوها وسقطت من اطراف الجنه. احسست بالفونسو خلفى يقول - تبدو شاردآ..هيا سنمشى نحو العربات ونعرج على محطة القطار فالعجوز الايطالى سيكون فى انتظارنا. ونحن نهبط الطرقة قالت لاتيشيا بمرح - فى المساء ستأتى بعض صديقاتى وسنقيم حفلآ فى ساحة المنزل..
الجرافات ازاحت الثلج الى جوانب الطريق..والطرقات الدائره حول الجبال بدت ككم الاسئيلة التى اذدحم بها رأسى عن عن شكل المساء تحت سماء لانجوم لها او قمر..
** جيوفانى كان يقف خارج المحطه بانتظارنا..ينفث من دخان سيجاره ويتكئ على لوحه تمنع التدخين (جيوفانى يكره القوانين ) شعره الغجرى وسيجاره الكوبى يجعلانه شبيه بشى جيفارا ..وهو يجلس بجانبى فى العربه فتح حقيبته واخرج منها بعض الموتزرلا ونبيذ منزلى وارانجينا دفع بها نحو لاتيشيا وهو يقول - تذوقوا سيسيليا.. جيوفانى رجل ربعه القامه وهو فى منتصف عقده السادس قامته ممشوقه كأنه ابن الثلاثين ..حارب مع الثوار فى امريكيا اللاتينيه لسنوات ثم حمل حقيبته بعد ذلك وطوف بالعالم قبل ان يستقر فى موطنه سيسيليا ليعمل فى التدريس..رجل لاتمله حديثه حلو وسخريته محببه.. فى المساء اشعلنا نارآ ضخمه فى فناء المنزل تحلقنا حولها جلوسآ على الاخشاب الجافه .. كيلى اهتمت بالشواء ودارت كؤوس النبيذ والقهوه ..احدى صديقات لاتيشيا كان توقع لحنآ لR.E.M على الجيتار وبيتر بجانبى بدأ شاردآ مترفآ بالحذن..مسكين بيتر بعد علاقة دمت لسنوات مع رفيقته عاد مساء يوم من العمل ليجد رسالة ملصقه على باب الثلاجه تقول له فيها Iam sory Ijust donot love you no more بحث عنها فى كل مكان وسأل كل الاصدقاء دون فائده..هجرها له لم يترك فى قلبه مكان للفرح..كان قد بدأ يكثر من النبيذ.. وبعد حين قفز فجأه من مكانه ثم بدا فى خلع ملابسه حتى اصبح بذيه الداخلى ووسط دهشتنا اخذ يتدحرج فى الثلج وهو يصرخ Run..Run Run at thunder girl thunder cannot hurt..harmless noises جيوفانى والفونسو ادخلاه الى المنزل وهما يضحكان..كيلى قالت وهى تصب لى من القهوه -مارائك فى ان نتمشى قليلآ.
** ونحن نخطو فى الشارع المحازى للبحيرة كان صوت اللاصدقاء وضكهم يصلنا واضحآ ..كيلى كانت تتدث عن رغبتها فى امطار دافيئة يمكنك الرقص والتلطخ بطين الارض تحت رزازها..قلت لها حين تمطر فى بلادى كنا ونحن صبية نرقص ونغنى للمطر ..نخرج الى الساحة (حفايا) ندوس على الزجاج والعشب وروث البهائم..فتتوقف حينآ وتقول مندهشه - دون احذية نعم دون احذية ودون اغطيه واقيه من المطر We are the rain freaks وهى تضحك كنا قد اكملنا الطرقه المحازيه للبحيره وحين استدرنا يمينآ كنا تمامآ خلف المنزل فتبينت ان المنزل من الخلف قائم حوله سور خشبى تتخلله شجيرات قصيره فى وسطها باب حديدى ولجنا منه لنجد انفسنا بعد حين امام الاصدقاء..جيوفانى اشار على بمساعدته فى جلب المزيد من الاحطاب ..جيوفانى اناديه بالامبالى ..يلبس كيفما اتفق ويتحدث بحريه ولغة خالية من التعقيدات وتعليقاته دومآ ذكية ساخره وهو بحر فى الفلسفه (المادة التى يدرسها فى جامعة سيسليا). قلت له مازحآ - عليك الاعتناء اكثر بملابسك فحتمآ تلميذاتك لايروقهن هذا الزى المكرر.. رد ضاحكآ - ذا الامر تركناه لالفونسو ثم اكمل وهو يصطنع الغضب - لاتيشيا ايضآ حدثتنى فى الامر..دعونى وشأنى انا مرتاح هكذا.. احدى صديقات لاتيشيا مالت على الجيتار وبدأت توقع لحنآ جعل لاتيشيا تقفز منتشيه وهى تصيح بى هيا هذه اغنيتك..وبدأت كيلى تغنى How long shall they kill our prophets While we stand aside and look Some say it's just apart of it We have got to fill full the book Won't you help to sing- these songs of freedom Cause all I ever have Redemption songs
******* وانا فى القطار الى سيسليا كان جيوفانى كما تنبأت مريم قد بدأ يتحدث بالم مشحون بالغضب عن انهيار المنظومه الاشتراكيه
كريسماس 1999
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: osama elkhawad)
|
اليوم 01-01-2005
*جوسبه توفى بعد شهرين من تلك الرحله متأثرآ بسرطان الغدد اللمفاويه. *لاتيشيا باعت المنزلين واسهمها ورحلت والفونسو الى كوبا. *مريم وبيتر يعيشان فى السنغال بعد زواجهما. *كيلى اكملت دراستها للقانون وعادت الى موطنها (ملبورن) فى استراليا ولثلاثة اشهر خلت وصلتنى بطاقة بريديه انيقه فيها دعوة لحضور زفافها وزميل لها فى مكتب للمحاماة حيث تعمل فى سيدنى. *وانا اعيش فى منزل صغير واسرتى على ساحل (San Vito) فى سيسيليا وجيوفانى يقطع المسافة من مدينة Trapani غير البعيده لرؤيتى فى عطلة نهاية الاسبوع بعربته العتيقه لنجلس فى الشرفه ويحدثنى عن رغبته فى التفرغ للكتابه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: الجيلى أحمد)
|
تركنا يا اسامه الطورية على الجدول والكتاب ( مشكن فى كمروق النخلة) وصوت البلدة يهز مسامع الناس لم نلتفت ومشينا كل المحطات تقيرت السماء والارض ونحن نمشى مشينا على خشب المسامير فى ثلج الشمال ومشينا على جمر الجنوب ( ياحليل الجنوب ) وحين وضعنا جواز السفر ( هاك الربرى دا ) ليتنى يا اسامه سمعت حديث الطورية والجدول والمساكين ليتنى لم امشى تلك المشاوير العجاف العجاف تلك المشاوير الحزينة هذا البوست (كارب ) الشاعر اليمانى المشاى الكبير عبدالعزيز المقالح . قال _ تورم حزنى على الطرقات القريبة أدرك أن هواى هنا ........... تحياتى اخى اسامه اخيك عثمان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: معتصم الطاهر)
|
الصديقات والاصدقاء شكرا لدعمنا بالمشاهدة و المتابعة والكتابة. هذه مساحة حرة لسرد عولمي، عن جراحات الرحيل و دهشته و ارتباكاته . شكرا للصديق الجيلي على سرده الممتع، وللصديق القروي عثمان موسى على سرده الموحي الجميل، وللباشمهندس معتصم الطاهر. هذه مساحة لسرد عولمي بلا نهاية حتى يدركننا صباح الالفة والحزن الجميل. و في انتظار مساهمات المشاءات والمشائين. محبتي المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: osama elkhawad)
|
عاب على أصدقائى أيها المشاء الأعظم, لامبالاتى بالأخـطاء الإملائية وقد كنت قبل معابتهم لى حريصآ على المعنى دون إدراك لفوائد نقدهم الطيب.. ولكن فتى يسمى عبد العزيز بركة ساكن قد أعاد لتوقيتى أجراس إعتادها, لقد أصر أن البنية اللغوية كقاعدة لاعلاقة لها بالنص الأدبى والقصصى...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: osama elkhawad)
|
يقول "الكاتب:عن بيكاسو:
Quote: الهائج مثل ثور، المتأنق مثل أمير أندلسي،المشّاء بين المومياءات الفرعونية بحثا عن حلية ضائعة لم يرها أحد.بيكاسو فعل كل ما لم يكن في امكان أي شخص آخر أن يفعله.ما لا نتخيل وقوعه هو في الحقيقة صنيع يديه.كان واحدا من أكبر المشّائين بين الجثث المنسية،حتى وإن لم يغادر باريس. |
ثم يتحدث عن الفنان خريستوقائلا:
Quote: خريستو في ما يفعله إنما يعبِّر عن رغبة المشّائين الكبار في اختصار المسافة بين المرء وقدميه. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: osama elkhawad)
|
حججنا وسرنا لى زيارة الرسول نصابح طيبة بلجنا الحمول نزور الغالى وأصحابه العدول نشوف النعمة فى حرمه الظلول نجاور جنبه حولآ بعد حول _____________________
كل ذلك يا سادتى كان سيرآ على الأقدام لبلوغ تلك الغايات ( مشى ) اسامه الخواض طبيب الشعر ( والكلسترول) انت فتحت الطريق سوف نمشى ونمشى حتى نرجم شيطان الكسل وحتى ننتصر تحياتى لكل مشاؤو العالم عثمان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: osama elkhawad)
|
أنا أحب الغيم.. لأنو فيهو باقي من سر خصوبة .. يمكن تتذكر يوم و تهطل فرح .. و لأن الدنيا معاي مطر .. عبيت حضني بلهفة ما ..ومشيت أقول للدروب .. عارفة .. الدروب فيها سكوت التأمل و النزوح في خوابي الروح البعيــدة .. اتعطرت بحبة الإقدام الباقية فيني .. و أديت أكتافي عرض الخوف .. و مشيت .. مشيت يا زولة ها ..
يبقى .. في حضرة اٍمكانية التكلم .. ممكن نكون .. حدود الهويات عندي ملغية تمام .. و الحد الفاصل .. نكون اٍنسان ..
اسامة .. حبابك يا صديق..
و حتما هناك عودة ما..
كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: Kabar)
|
أستاذ أسامة
تحياتي و تقديري
جراحات الرحيل لا تزال آثارها في النفس كالوشم في ظاهر اليد .. أما الدهشة .. فلا يزال صداها كوقع حوافر الخيل تدك ثنايا الخيال و الروح .. الإثنين : الرحيل و الدهشة .. يشكلان أوتار قيثارة أيام كانت عصا ترحالي على عاتقي في أرجاء المعمورة ..
****
منتجع آسبن .. ولاية كلورادو .. ثمانينات القرن المنصرم. غمرني هذا البياض المنتشر بلا حدود و الذي يبهر العينين . الجليد يغطي كل شيء .. الذي إعتاد النظر إلى غباش الأشياء صيفا و شتاءا ، من ماء النيل العكر .. و الغبار و الكتاحة .. إلى لون جدران البيوت المعطونة بزخات المطر المعانق للتراب ... و شوارعنا المتربة .. يتفاجأ بهذا الإبهار ...
الجبال هنا حتى قممها .. بيضاء .. أسطح المنازل و مداخلها تزحمها كتل الجليد .. فروع الأشجار تئن بثقلها الأبيض و تتساقط قطرات بتراخٍ تخفف العبء عنها .. جرافات الثلج العملاقة في حركة دؤوبة .. في الطائرة من ( دنفر كلورادو.. حيث كنت أسكن ) إلى منتجع ( آسبن ) للتزلج التي أتيتها بدعوة من صديقي الأمريكي الأسود ( هارولد ) .. رحت أحدق في منظر المنتجع ذو الشاليهات الخشبية ترقد في إستكانة في حضن الجبال المكسوة ببياض الثلج. الدخان يتصاعد من المداخن يتلوى في كسل كالأفاعي ... لتنتهي إلى لا شيء في الفضاء .. الأشجار تبدو و كأنها أذرعة غرقى تتشابى طلبا للنجاة وسط خضم زخات الثلج المتراكم . ركاب الطائرة خليط من عدة أجناس و أعمار ، لا حديث لهم إلا عن التزلج و عن الطقس. ظننت أن المنتجع سيكون كثلاجة كبيرة ، لذا أخذت معي كل ما أملك من ملابس صوفية و جوارب و أغطية رأس و قفازات ، و لكنني فوجئت بأن وقت تراكم الجليد لا يكون الجو باردا بقدر ما هو عند ذوبان الجليد. أحب عندما أن يكون الجو باردا التدثر بالصوف و الملابس الثقيلة ،، فالإحساس بالدفء شعور يجعلني أحس بأنني في صحة و عافية بدرجة عالية ،، أو كأنني محاط برعاية شخص حميم ... ما زال صديقي يغط في نوم عميق ... تمتد صداقتي لهذا الإفريقي الأمريكي لأكثر من خمسة أعوام و حتى يومنا هذا .. عفوي ، و مؤدب ، كريم و شهم ، أحس أحيانا كأنني أعرفه من السودان .... عندما أتى لزيارتنا في أسبانيا ذات صيف ضمن فريق عمل ، تكفلت بأن أكون دليله في البلدة السياحية الصغيرة ( ماربيا ) بمنطقة الأندلس قبالة السواحل التونسية ، و سكن معي في السكن المخصص لي ... من دون أغنياتنا التي تذخر بها مكتبتي الموسيقية .. كان يترنم بلكنة محببة بمقدمة أغنية الطير المهاجر .. أَحَبّها أكثر عندما ترجمتُ له كلماتها و حدثته عن شاعرها و مغنيها .. و هاهو يرد تلك الضيافة بهذه الرحلة ... أتى خصيصا من لوس أنجلوس .. أمازحه دائما بأن أصوله لا بد أن تكون أثيوبية .. فهو كثير الشبه بالجمايكيين .. بشعره المجدول كضفائر ستيفي واندر .. يرد بضحكة قصيرة ، فهو قليل الحديث .. إلتفتتْ شابة تجلس أمامي تسألني عن أيهما أرخص : الشاليهات أم الفنادق .. تجاهلت سؤالها و كأني لا أجيد الإنجليزية .. رغم أنها إستمرتْ بإنتظار الإجابة .. شردت بعيدا بأفكاري .. تملكني إحساس غريب و أنا أتأمل كتل الجليد ،، تذكرت تلال رمالنا في قريتي بالشمال في مقارنة تلهث خلف الذكريات البعيدة .. تلال من رمال بلون الشفق تمتد إلى مالا نهاية .. نهرع إليها يوم الجمعة حفاة الأقدام ، تسبقنا صيحاتنا .. تكون الرمال باردة عند زوال الشمس ،، تجعلنا ننسى حرارة الجو التي تلهب أرجلنا طيلة النهار. قفزت صورة ( زبيدة ) إلى مخيلتي ،، بضفائرها الطويلة ،، دائما ترمح في المقدمة بقوامها النحيل و شعرها الأسود المسترسل بهمجية يتطاير مع الريح و هي تطلق تعليقاتها دونما توقف . نتدحرج على الرمال في عبث طفولي . الرمال تملأ الجيوب و العيون. مشاعر الحب في قلوبنا الصغيرة البريئة نترجمها إلى إهتمام و عناية برفيقات الطفولة. تخيلت جموع السياح الذين في الطائرة يتدحرجون معي على تلك الرمال النقية ،، و يأكلون (الدفيق ) ،، و يشربون من ماء النيل العكر بطميه الداكن، و ينصبون الفخاخ و الشراك للعصافير و القماري ، و يأوون معنا الى بيوتنا عند مغيب الشمس ، لينتهي اليوم ، فتنام القرية في سبات لا يقطعه إلا نباح كلاب بعيدة أو نقيق ضفادع على حواف الجداول. تخيلتهم يستريحون في راكوبة ( جدو فرح ) في انتظار صينية الغداء العامرة بخيرات الساقية و من عرق ( الترابلة ) ، يستمعون لتعليقات (عم حامد) عندما يسمع صوت (كبابي ) الشاى فيقول : قواديس الكيف اتطاقشن. يتنامى الى الأسماع ليليا صوت الطمبور ينساب عبر صفحة النيل الهادئة في ليلة قمرية من الضفة الشرقية تمازج صوت كروان يجلجل صوته كايقاع متناغم مع صوت أوتار الطمبور الحزين. أفقت من شرودي على صوت صديقي و هو يصحو على تنبيه المضيفة بربط الأحزمة إستعدادا للهبوط ..
*** جزء من قصة في مجموعتي الثانية
دمتم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: osama elkhawad)
|
بيدين ناعستين خاملتين أهرش وحشتي، وبنصف قلبٍ أقتفي أثرَ اكتئابي فوق أعتاب الدوار المرّ، أدخل –هامسا-متوكئا وجعي: مساء الخير يا عزلةْ مساء النور يا وحشةْ مساء الشهد يا وحدةٍ تعالي ،أوقدي شمع السكينةِ ، أجلسيني فوق حضنكِ، ثم فِِّّليني ، وحجيني عن الأحلامِ ، قولي لي كلاما طيبا عن حال روحي، قد طردنا من منازلنا ، طردنا من هواجسنا، طردنا من يقين الأمهاتْ، من الحنين إلى التقدم،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: osama elkhawad)
|
شيخ المشائين أسامة الخواض..
الرحيل، الهجرة، الغياب، والعزلة
مفردات تكثف ظاهرة المشائين،
وتظهر تداعياتها علي خطاباتهم
ونصوصهم ، الحانهم ،وغناويهم
وانفعالات مؤثرة مشجونة بالحنين
اساهم بهذا النص ..ولك خالص التحايا
في اعلي الجرح يصرخ الجسد ويسقط من دمي حبر الزمان المرتبك
علي ثلمة الروح تركن الذكريات يناوشني حمضها
ويلسعني عقرب الوقت كيما اركز شيئا من بقاياك اسفل الانتباه
تلح الهزيمة علي كيفها في خلايانا ويكشف وجه الحقيقة عن ظله السري عن تاريخة المصلوب فينا جدارية مهترئه
واتذكر اياما تقوس القلب فيها وانا احمل ركوة جدي لاغسل من يدية البلد
وابحث في سمرتة مانشيتا لورطتي او ربما اكتب للنخل سيرتة علي حافة الهاوية
وللفراشة رقصتها الاخيرة
علي ايقاع البنفسج كلما قرع الطبل جسارته افتل حبل النجوم علي راحتي واعدو اعدو ابعد مااستطيع بين فوضاي امحو الاثر
هكذا كان يعبئني الانتظار بصمة للمنافي وبسمة للمسافرين علي درب تمسحه الاحزان والعاصفة
وعيناك يشرقها الصحو يشحنها البارود الي صعود مفاجئ نحو التشظي
فالصحراء حزمت متاعها واقلعت عن تدخين بعر النياق في المدفاة
والشوارع اخفت اولادها في علب الورنيش وتركتني وحيدا ارفع راياتي بين خيارين ثالثهما ان اصطفي نخلة كلما رايتها في اواخر الصيف امتلات جيوبي بالحجارة
وحين تسائلني طفلتي عن سر العلاقة بين اقراطها
وحذاء الوردة في شتاء لا تلامسه الشمس الا مرة في العمر
ابدو كتمثال من النسيان في ابنوسته يتنفس البحر احلامنا الدائرية ثم يلفظنا خارج الضوء قناديلا ميتة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: osama elkhawad)
|
شيخ المشائين ودرويشنا الذي علمنا التبحلق في الاتر، اسمح لي اهداءك (م) هذه الخطوات وقد خمشتها لكم من موقع ايلاف:
المشي السبت 14 أبريل عبدالوهاب الملوح: أشق شوارع المدينة المزدحمة الواسعة العريضة تندفع خطواتي مستعجلة واسعة لا أنعطف مع المنعرجات ولا أميل يمنة ويسرة أمشي إلى الأمام فقط دون أن ألتفت إلى الوراء. مشيث على الرصيف وأشق المعبر لا أهتنم بنباح أبواق السيارات من خلفي وأمامي أخوض في الوحل وبرك الماء منتعلا حزني رأسي ترتفع من فوق قبعة ممزقة أمشي فقط أستعجل المشي ولا أتوقف أمام شيء ؛ أترك المدينة خلفي وأمشي لأنسى لا شيء ورائي أمامي كل شيء الريح تدفعني إلى الأمام ؛ الطقس بارد غير أن المشي يمنحني شيئا من الدفء أنا الآن أقل حزنا وأكثر همة لا وجهة لي وأعرف أنني لن أصل وأعرف أيضا أنني الآن خارج الزمن أمشي بمحاذاة التاريخ ولا أحد ورائي تركت ظلي هناك بعيدا وأنا أمنح نفسي للريح وهذيان خطاي لا شيء أمامي وكل شيء أمامي سأمشي بعيدا ولن أتوقف وحتما سأنسى أمشي وحيدا وكسيرا وصامتا لا أفكر في شيء تمرق سيارة بشكل مجنون من حذوي و لاأهتم بها ؛ أنا الآن خارج أطراف المدينة الخلاء واسع الخلاء جميل الخلاء فسحة للنسيان كما المشي طريقة في الوجود ؛ سأمشي إلى أبعد نقطة لا أحد ينتظرني هنا أو هناك انا أيضا لا أنتظرني تخلصت من حالة من الخوف والارتياب ؛ أمشي و لا أفكر في غير المشي ؛ أتباطأ الآن ولا أتوقف أرفع يدي وأتحسس أن رأسي مازال في مكانه وأن قلبي يدق كعادته ؛ سوف لن أصل ولكنني أمشي أمشي بهمة زائدة كلما توغلت في المشي نسيت وتنفست المطر ينزل الآن يبللني وروحي يهيجها الماء أطير وأنا أمشي عاليا أمشي في الريح والوحدة أنا الآن أحسن حالا سأواصل المشي في الظلام ولن أتوقف حتما سأنسى...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: osama elkhawad)
|
المشاء محمد عبدالنبي (قاص من مصر) يبدأ كل شيء من صورة الملاك، وربما ينتهي عندها: وليد وردي البشرة، ذو شعر مجعد وذهبي، وابتسامة ماكرة، وجناحين مشرعين، يطلق سهامه من قوسه في انطلاقه بين السحب. كانت الصورة تتكرر في زوايا أبواب الصوان الخشبي لغرفة النوم الواحدة في البيت، وهو واقف أمام الصوان، تكاد أنفه تلتصق بخشبه، أو بشعر الملاك، بين شقيقيه رافعاً ذراعيه مثلهما للأعلى، مرعوبين من مجرد التفكير في أن يرخوا أذرعهم قليلاً، ومن ورائهم أنفاس أبيه المفعمة برائحة الخمر، وصوت الخرطوم الرفيع يهوي به في الهواء قبل أن يختار ظهر أحدهم، وكان يحب أن ينزل به على ظهره هو في الوسط، ربما لأنه لم يكن يبكي مسترحماً مثل الآخرين الصغيرين، ربما لأن ظهره بدا له كبيراً بما يكفي لرسم خرائط أوهامه عليه.
مضى الوقت الذي كان يتسلى فيه الصبي خلال وقفته بتصور سيناريوهات لقتل أبيه ثم قتل نفسه، متنقلاً بين الوسائل المختلفة، ومستمتعاً بالتشفي وتحقيق القصاص، فقد كبر على هذه الخيالات الساذجة، تركها لمن هم أضعف، ربما لشقيقيه. فالآن وقد رحلت أمه والبنات، ولا أحد يعرف لهن طريقاً. وبعد أن تفرغ هذا الرجل لتعذيبهم وامتهانهم. الآن بعد أن مضى كل أمل في مدرسة أو صنعة أو حياة من أي نوع خارج بيت الرعب والجنون هذا، لم يعد يبني أحلاماً للغد، ولا يتحايل لكي يستمر في الحياة بأي شكل، ولا يخجل من تبلل فراشه كل صباح رغم خط شاربه. الآن بدأ الملاك يتحدث إليه، وحده، وغاب عنه وجع ذراعيه أو التهاب ظهره، لا يشم رائحة الغرفة النتنة، ولا يسمع كلام الرجل عن أمهم الساقطة التي حبلت بهم من الحرام، وعن مستقبلهم الوحيد الممكن معه كمخنثين، يبيعون مؤخراتهم حتى يشتري خمره وطعامه. لم يعد هناك سوى الفضاء الأزرق وندف السحاب الطري المتناثر، والصبي الواقف بصحبة الملاك.
لم يحاول أن يتحدى إرادة الرجل، رأى الناس يذهبون إلى المسجد فاتجه إليه، وجرب الصلاة كما تعلمها في المدرسة، وكاد أن يقضي يومه كله في المسجد لكنه كان في النهاية يعود، ليأخذ نصيبه اليومي من العذاب راضيا ومبتسماً على الدوام مما كان يضاعف من سخط الرجل ونقمته. باع البخور هنا وهناك، والتذ بالرزق الحلال وعرق الجبين، أحب الناس صمته وابتسامه ورق لحاله من عرف أباه أو سمع بشروره. أما هو فقد كف عن تحدي إرادة الرجل، بل أصبح يحمل نحوه شفقة عميقة، ويبكي من أجله في دعاء كل فجر.
إلى أن أمره الملاك بأن ينهض ويمشي في بلاد الله، فامتثل للأمر، حمل أشياءه القليلة، وألقى نظرة أخيرة نحو الرجل والصبيين، ثم بدأ مشواره الذي لا مقصد له ولا غاية. بدا مثل درويش شاب بينما تزداد المسابح المتدلية من عنقه، وتتهوش لحيته التي لم يحلقها قط، وترتفع فوق رأسه عمامة بيضاء، وتسرح في ثيابه الرقع والجيوب الخفية المليئة بالبخور وكتب الأدعية والأوراد، وأحجبة مثلثة ومربعة ومدورة، لكل شأن مخصوص، يهبها لأهل الله الذين يمنون عليه بلقمة خلال الطريق.
الآن التمعت عيناه ببريق العرفان، دون أن يتركه الملاك وحده ولو لحظة واحدة. كان يتطاير أمامه ليحثه على السير، يكاد يكون مرئيا وواضحاً كالشمس، حتى أن الشاب كان لا يدرك كيف لا يراه الآخرون جميعاً، مثلما يراه هو. الآن يمشي الشاب في الشوارع المزدحمة بخلق الله، وعلى الطرقات الخالية إلا من العربات المسرعة نحو أهدافها الغامضة والملحة، تحت شموس الظهيرة وأقمار الشتاء الزرقاء، والملاك أمامه، يمشي، وئيداً حتى لا يكاد ينقل قدميه، وخفيفاً كأنه يفر من الشياطين.
ثم اكتشف النهر. فبدا له مثل صديق قديم يمشي هو الآخر، بزاد يسير من الماء، فلزم صاحبه وسعى محاذياً له. ولم يعد يعرف أيهما اتخذ الآخر دليلاً في رحلتهما. رأى الشاب الحقول والناس، وكم تألم من فرط جمال هذا العالم البديع، وكانت كل أشياء العالم تفقد اسمها الخاص، لتشير إلى شيء واحد، واسم واحد، والشاب ذاته سقط عنه اسمه القديم بعد أن صار » عبد الله « ، وملامحه القديمة، وما عاد قادراً على تذكر في أية ظروف كان قد التقى بهذا الملاك الذي يظهر له بين حين وآخر، ليتبادل معه حديث الأخ للأخ، عن الكائنات من حوله وعن معنى السعي على الطريق، كمجاز لاهتداء إلى الصراط المستقيم.
كان الشاب يأكل وهو يمشي، ويتوضأ ويصلي خلال مشيه، ولا يكاد يتوقف عن المشي حتى في غفواته الشحيحة، تلك التي كانت تنتهزها الشياطين، حتى تتلاعب بروحه، مصورة له أن الملاك ما هو إلا صورة صماء على خشب الصوان، صورة لطفل أبله، وأنه مازال واقفاً هناك، في غرفة النوم الوحيدة، يتأملها، ويسمع صوت الرجل من وراء ظهره، ويشم رائحة أنفاسه، ويحس بشقيقيه عن يمينه وعن يساره يبكيان، وغالباً ما يصل الكابوس لذروته بضربة من سوط الرجل، فيعود بعينيه إلى الملاك، ليواجهه مرة أخرى بتساؤل صامت، ليستفزه على أن يعود به للطريق، وأن ينجده من هجمة الشياطين، وما كان الملاك يستجيب في العادة دون مشقة أليمة. نقلا عن الموقع الالكتروني لمجلة "نزوى" العمانية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: osama elkhawad)
|
في مقالة حديثة نسبيا عن حياة نجيب محفوظ بعد محاولة اغتياله بسكين، يصف الناقد المعروف جابر عصفور نجيب محفوظ بأنه "مشاء" ، وكان الناس يضبطون ساعاتهم على مواعيد مشيته اليومية ، على غرار ما كان يفعل الناس حين يتمشى الفيلسوف كانط. يقول عصفور:
Quote: ولم تقتصر توابع الجريمة على هذا الحد، فقد توقف نجيب محفوظ المشّاء عن رياضته المعتادة في المشي اليومي، في رحلة يلقى فيها البسطاء، ويبادلهم المحبة والتحية، وانتهت هذه الرياضة إلى الأبد، وحُرمت عينا محفوظ من متابعة الناس في الطرقات وملاحظتهم، والاستماع إلى أحاديثهم. وفُرِض عليه التوقف عن رياضته التي كان يبدأها في موعد محدد وينهيها في موعد محدد، في انضباطه الحياتي الصارم، فقد كان ممن «تضبط عليهم الساعة» كما وصفته زوجته - بحق - في تحقيقات النيابة في محاولة اغتياله. يخرج من مسكنه في الخامسة إلا عشر دقائق، وفي الخامسة تماماً، يفتح باب السيارة التي تقله إلى ندوة كازينو قصر النيل في الموعد نفسه الذي لا يتقدم ولا يتأخر، حتى السجائر: لاحظت أنه لا يدخن سيجارة إلا في وقت محدد، كان مرة واحدة كل ساعة بالتمام والكمال في البداية، وأصبح واحدة فحسب في كل جلسة، مع فنجان من القهوة، إن لم تخنِ الذاكرة. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: osama elkhawad)
|
Quote: وسامي الذي قد يتساوى مع الراحل/عبدالرحيم أبوذكرى في الخاتمة الحزينة وفقاً لعلاء الدين الجزولي في مبحثه عن مآلات ومصائر المبدعين السودانيين (..وسامي يوسف الذي أنتحر في غمرة تفجر نبوغه الأدبي)الصحافة17/8/2005 ،وتبقي هنا المقالة الشهيرة للأديب/كمال الجزولي الموسومة " نهاية العالم ليست خلف النافذة " والتى صدرت قريباً نقطة مرجعية لخطاب البحث حول مصير المبدع ومعاني ودلالات الرحيل ،ومقال الشاعر والناقد/أسامة الخواض في (خطاب المشاء) عن المشهد الأسطوري لرحيل مصطفى سيد أحمد يسجل حضوره المجيد في المكتبة السودانية . |
*سامي يوسف :هوامش وإفادات في ذكرى فاجعة الرحيل عادل إبراهيم عبد الله -نقلا عن "الحوار المتمدن".
| |
|
|
|
|
|
|
هولوكست الزهرة =مقتطفات (Re: osama elkhawad)
|
*Quote: وأجدادنا القدماء القبيحون، قد صنعوا معطف الحبِ ، من فروة العنفِ، قد طرزوا شجر العطفِ ، بالوردة الدمويةِ،
لم تنشأ الهولوكسات من غرب ألمانيا ، النازية الروحِ،
... لم تنشأ الغيتوهات اللئيمة من شارعٍ وسخٍ، في مدينة وارسو الحزينةِ، يا زهرتي الارمنية ، كيف ذبلتِ على حافة النوحِ، كيف صبرت على السحلِ؟ كيف سبرت مجاهل طوروس، في ساعة الذبحِ؟؟؟ كيف اكتشفت دروب الأذى؟؟؟ ؟؟؟؟؟ ها همو الغجر القادمون من النفي، يبتكرون مراثيهمو من خواء المحبةِ، في شارعٍ ضيقٍ، في مدينة بوسطن، في ساعة النزف قبل الاخير |
*مقتطفات من نص شعري بعنوان: هولوكست الزهرة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: osama elkhawad)
|
بحثت فى اضابيرى و مكتبتى القديمة, و طيات حزنى و المشى القديم, وفقه المشائين, و اثار اقدامهم عن فتوى لخلاص المشاء الاكبر محمد محى الدين و ثلة من الاولين من مشاؤا العصر الاغبر, محمد مدنى و مجذوب عيدروس. فقيهنا فى المشى اسامه الخواض هلا تبحث لى عن فتوى لمحمد طه القدال و محمد الحسن حميد, الا تأخذ بيدى بحثا عن حليب ذلك الغبار منذ تلك النيران و التهاب جراحى , و استفاضة حبيبتى فى التبرج, حبيبتى التى لا تعرف الاحتشام, عارية تاتينى و تاتيك فى الظلام....لتفرض عليك الحب و الخوف و اللعنة الى ان يراك الاخرون.
اسامه لك حبى دائما تجيش بى نفسى لك اولا و للمشى اولا و اخيرا
مشاء المشائين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: osama elkhawad)
|
الي ايوب المشائيين (ليته يعود)
هناك في البعيد حيث يولد القمر ويرحل الشعاع في دموع غيمة مسافرة يلملم الغريب نزف جرحه فيورق المطر ويهتف الشجر باليته اطل ليته اطل قلبه بلون من يحب لم يزل دموعه بلون من يحب لم تزل فليته يعود ليته يعود.... ...................... مر من هنا كحفنةٍ من الضياء مرّ من هنا بلا حقيبة كغيره بوجهه انتكاسة الفصول قلبه بلا غطاء غير انّه استعاد دفء صوته قبيل لحظة البكاء فاستراح وهلةً وغاب في الرحيل مرّ من هنا بلا هويّة كغيره بلا خطيئة كغيره فقالت الغيوم ربما تسافر الدموع نحو حزنه بشارةً وربما يهاجر النزيف ضد خطوه مسافةً فتلتقيه ربما يعود فانتظر....... .......................
قيل انه تمام موسم القدوم فانتظرت حملت شوق قلبي الحريق وانتظرت تجاوزت عقارب الزمان لهفة المكان فانتظرت وحينما انقضت مواسم الوصول أزهر السراب ألف دمعة وحضن ما تعبت حين أقفر الطريق من سراب قادم يجئ مامللت حلم وقفتي فربما يعود ربما بعود ربما...........
عبد الله جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: osama elkhawad)
|
. . صُحبة لصوص النار
صُحبة لصوص النار : لجمانة حداد ، العمل صادر عن “دار النهار” في بيروت، ويقع في 250 صفحة، وهو يجمع الحوارات المطوّلة والشاملة التي أجرتها حداد مع بعض عمالقة الأدب العالمي من أمثال امبرتو ايكو وجوزيه ساراماغو وايف بونفوا وبول اوستر وباولو كويلو وبيتر هاندكه وماريو فارغاس يوسا والفريدة يلينيك وريتا دوف وسواهم.
.. ..
مقتطف من مقدّمة جمانة حداد لـ صحبة لصوص النار نقلاً عن موقعها:
فسألت الحيّة المرأة: “أحقاً قال الله لا تأكلا من كلّ شجر الجنة؟”. إنه السؤال الأول في تاريخ الإنسانية. سبب ما يسمّى “خطيئة” الإنسان الأولى، أي رغبته في المعرفة. هو السؤال – الوسواس. الأصل الذي في كل شيء. والذي من أجل كل شيء. لكن، أليس كل سؤال وسواساً “ماكراً”؟ فكما كان سؤال الحيّة ينطوي على جوابه– مأربه، هكذا كل سؤال، عالمٌ متكامل يخزن في ذاته ماء جوابه و”زلّته”. ماء لا ينتظر سوى ضربة معول في صخر لكي ينفجر ويفور ويطلع الى الضوء. هي الحيّة، السائلة، الموسوِسة، صاحبة الدور الأبرز في صوغ مصير الإنسان وفي انطلاق لعبة المعرفة. السؤال قائمٌ إذاً في الأصل. في متنه. جزءاً من المستتب. وتهديداً له. لا يتحقق إلاّ بـ”آخر”. إنه إذاً “حوار”. وهو موجودٌ منذ ذلك السؤال الذكي الأول، الذي شغف بالضرب على غريزة الفوز بالمجهول، محرِّضاً، مستدرجاً، وغيرَ مكتفٍ بالمعلوم. يسكن الطبع البشري، ويرافقه، ويقضّه، بما هو نقصانٌ وخلقٌ وتوقٌ الى اكتمال. كل سؤال بداية لعاصفة. كل نقطة استفهام سهمٌ. سهمٌ مسنّن وشجاع يوجَّه الى رأس “الآخر” - الكاتب. سهمٌ ينبغي أن يعود الى السائل مثقلاً بخيانات البوح. وكم جميل أن يفاجئكَ المحاوَر بجوابه. والأجمل لكما أنتما الإثنان معاً، وأيضاً للقارىء: أن يفاجىء الكاتب نفسه بجوابه. والحوار في ذلك خلقٌ. والحوار طقسٌ أيضاً. أو بالأحرى سلسلة طقوس وتكتيكات. مشروع استراتيجي مكتمل يبدأ مع بدء “المطاردة” فالـ”نعم” فالاستعداد، مرورا بلحظة التماسّ الأولى، لحظة “المواجهة” فالمصافحة والتقاء العين بالعين، وصولا الى الانسحاب ومرحلة التدوين والنشر. لكنك لا تكون وحيداً في أي محطة من محطات هذه الخطّة. أنت دائما إثنان. أنت، وهو. المحاوِر والمحاوَر، عقلاً بعقل، وخيالاً بخيال، وتواطوءاً بتواطؤ، واستفزازاً باستسلام. زرع الثقة ضروري ليمشي تيار الكهرباء بينكما عند اللقاء. ومثله موهبة التعاطي مع كل شخصية أدبية من زاوية مختلفة تتلاءم مع بروفيلها. لقد كان كل كاتب سنحت لي الفرصة أن التقي به، فريداً من نوعه. أستطيع أن أتذكّر بدقّة ردود فعل كلٍّ منهم وأسلوب تجاوبه الخاص، وصوته ونبرته المميزة، وابتسامته اللطيفة أو المتحفظة، وملمس راحته عند السلام، وطريقة تحريكه الوجه والعينين واليدين خلال الحديث، وحذره في البدء، الحذر الذي يعقبه في كل مرة استسلام رائع. الأهم من ذلك كله: الجمر، ذلك الجمر اللاهب التي ينير عيون “لصوص النار” أولئك، كما وصف رامبو الشعراء مرّةً في رسالة الى صديقه بول دومونيه (15 أيار 1871)، وفق صفة بروميثيوس في الميثولوجيا اليونانية: أنا أراهم كلّهم لصوص نار، روائيين وشعراء، ناظمين وناثرين على السواء. هناك أشياء يحب الكتّاب قولها، واشياء يقولونها رغماً عنهم: في المطرح الثاني يكمن عرينكَ. جوهريٌّ أن تجد الدفّة التي تدير الحوار في الاتجاه المناسب. أعني المناسب لكما معاً. أن تعرف من دون تشاوف، أن تفاجىء من دون تباهٍ، ان تشاكس من دون ادعاء، أن تستفز من دون حذلقة، أن “تحشر” من دون تذاكٍ، أن تُرغم من دون وقاحة، أن تعرّي من دون ابتذال. أتح لهم أن يبنوا لك الشخصية التي ابتدعوها واخترعوها عن انفسهم، ثم انسفها بتهذيب. إنها لعبة كرّ وفرّ، وتلمّس طريقٍ محفوفة بالمتاهات والهاويات والأشواك في العتمة الدامسة. والحوار في ذلك قنصٌ.
كما سمعت بخبر عن صدور كتابها الكبير الذي يوثق لسيرة سبعين أو أكثر من الشعُراء المنتحرين في العالم من بينهم عبدالرحيم ابوذكري ...
وأنظري: كٌُلما نمنح الأرض من حُبنا تصبح الأرضُ منفي لنا ولأشواقنا ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: الجيلى أحمد)
|
دعنا نمشى نتسكع مع شاعرنا توفيق صايغ فى اكسفورد استريت ____________ _______________ _________________ * حفيت قدماى، وفى ركبتى قد غنى الألم، متسكعآ من رصيف لرصيف، متمنيآ لو جمعت أفوه النساء ( كبايرون) فى فم واحد أجمع شفتيه الفاكهيتين فى فمى ، وأنا عارف بوهمى العسلى ، لامسآ بكفى هاتين شهوة الأجفان الكحيلة. من رصيف لرصيف، والظهر يصيح بى والشمس تصيح بى ، وكل عين وكل ساق وقدم،.....
_________ ( نتم مشاوير المشى مع الشاعر توفيق صالح( تلك المشاوير الجميلة تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: Osman Musa)
|
Quote: بيدين ناعستين خاملتين أهرش وحشتي، وبنصف قلبٍ أقتفي أثرَ اكتئابي فوق أعتاب الدوار المرّ، أدخل –هامسا-متوكئا وجعي: مساء الخير يا عزلةْ مساء النور يا وحشةْ مساء الشهد يا وحدةٍ تعالي ،أوقدي شمع السكينةِ ، أجلسيني فوق حضنكِ، ثم فِِّّليني ، وحجيني عن الأحلامِ ، قولي لي كلاما طيبا عن حال روحي، قد طردنا من منازلنا ، طردنا من هواجسنا، طردنا من يقين الأمهاتْ، من الحنين إلى التقدم،
|
قضيت اياما اتمشى فى هذا البوست العامر بالصدق وكلما هممت بالتعليق هنا تلوذ كلماتى بالفرار اما صدقية وجمال ما اقرأ لكم التحية يا احباب لما اتحفتمونا به وشكرا جزيلا يا استاذنا اسامة الخواض لفرد هذه المساحة لهولاء المشائيين واحسبنى واحدا منهم , وشكرا جزيلا على هذه المقتطفات الرئعة التى اتحفتنا بها وكل شئ نقراه منك يا خواض فهو ابداع والله ابداع,فدعونا نمشى حتى يرد الله غربتنا ولكم محبتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: osama elkhawad)
|
شكرا للشاعر عبد الله جعفر على نصه الشعري عن أيوب المشائين و المشاء الأعظم مصطفى سيد احمد. وكذلك الثناء موصول لاقتباسات الصديق عبد المنعم ابراهيم الحاج ،وسؤاله الموحي الذكي: وهل يرافق الظل المشائين؟ و قد متعنا الصديق عثمان موسى بنص صاحب الكركدن توفيق الصائغ الذي انتحر ، وسنعود لقائمة الشعراء المنتحرين. قام الجيلي ا حمد بتعتيل البوست ،فله التحية. كما نشكر الأخ الكريم عبد المنعم خير الله على كلماته المشجعة. مرحبابالجريفاوي ، وسأورد بعد قليل القائمة التي كتبت عنها جمانة حداد عن الشعراء المنتحرين ، ومن ضمنهم المشاء الشاعر عبد الرحيم أبو ذكرى. محبتي للجميع المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: Mohamed E. Seliaman)
|
(1) جبرا ابراهيم جبرا (2) يوسف الخال (3) وتوفيق صايغ الثلاثة معآ هم من اعظم مشاؤو (الزمانات) اشار جبرا الى تجواله ما بين مكتبات حى (سوهو) فى لندن ونهر الكام الذى يمر فى مدينة كيمبيرج) جبرا اشار الى الكتابة فى التجوال ومطاردة الحروف فى (المشى) سلام وانا ماشى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: Osman Musa)
|
مرحبا بمحمد سليمان و عثمان موسى.
ونعود الى جمانة حداد والشعراء المنتحرين.
Quote: [U]"مئة وخمسون شاعراً انتحروا في القرن العشرين" للشاعرة اللبنانية جمانة حداد
سيجيء الموت وستكون له عيناك
تصدر بعد أيام عن "دار النهار" و"الدار العربية للعلوم" أنطولوجيا أعدّتها وقدّمت لها واختارت نصوصها وترجمتها الشاعرة اللبنانية جمانة حداد، وتتناول مئة وخمسين شاعراً انتحروا في القرن العشرين. الأنطولوجيا في عنوان "سيجيء الموت وستكون له عيناك" (وهي جملة مستلّة من قصيدة للشاعر الايطالي المنتحر تشيزاري باڤيزي)، وتضمّ 122 شاعرا و28 شاعرة من 48 بلداً مختلفاً، ومن جهات العالم الأربع. تطلّب إنجاز هذا العمل الموسوعي الضخم، الذي يقارب الستمئة صفحة بين تقديم وترجمة وملاحق واحصاءات وخلاصات، أربعة أعوام من البحوث والاختيارات والترجمات الحثيثة من جانب حداد، والاطلاع على أكثر من سبعين مرجعاً ومصدراً مختلفاً بين كتب شعرية وأنطولوجيات ودراسات. أهمية هذه الأنطولوجيا تكمن أيضاً في أن معظم قصائدها تتمحور حول تيمة الموت، وفي أنها متعددة اللغة، تتقابل فيها الترجمات العربية مع النصوص المنقولة في غالبيتها عن لغاتها الأصلية (وهي الفرنسية والانكليزية والاسبانية والايطالية والبرتغالية والألمانية)، وفي بعض الأحيان عن لغة وسيطة، هي إما الفرنسية وإما الانكليزية. وثمة في خاتمة الكتاب ملحق خاص بالشعراء الذين انتحروا ما قبل القرن العشرين، فضلاً عن لائحتين ببعض أبرز الروائيين والفنانين المنتحرين في العالم. يُذكر أن أنطولوجيا الشعراء المنتحرين ستوزّع في الأسواق اللبنانية كما في مختلف العواصم العربية، وسيعقد حولها احتفال ضخم في بيروت في الخريف المقبل. ومن كلام الناشر عنها:
"هذا الكتاب هو كتابٌ أنطولوجيّ مستفزّ وعدوانيّ بسبب "هويته" الانتحارية. يرى الى الشعراء المنتحرين في القرن العشرين بعينٍ شعريّة وترجميّة، علميّة، ومعرفيّة، ومدقِّقة، وصارمة، وليّنة، وعارفة، وذكيّة، ونزيهة، ومتمرّسة بجوهر الشعر وبالترجمات الواثقة من مرجعياتها ومعاييرها اللغوية، ومن معادلاتها ودلالاتها وتأويلاتها الشعرية. وهو كتابٌ عالِمٌ، من الصفحة الأولى الى صفحته الأخيرة. لكنْ مُسكِرٌ. وخاطفٌ. ومستولٍ. وصافعٌ. ومدوِّخٌ. وجالِدٌ. ومقلِقٌ. ومخيفٌ. وموحشٌ. ومعذِّب. ومتوحّشٌ. وطاردٌ للنوم ومهشِّلٌ لسكينة الروح. وخصوصاً مسالِمٌ وفاتحٌ لشهية المعرفة والاستزادة. وهو كتابٌ يصعق قارئه ويصيبه بالدوار، وإن يكن قارئاً "حديدياً"، متماسكاً، ويقف على أرض ثابتة. وهو ذو أنياب. ومفترس. إذ لا يتخلّى عن قارئه إلاّ ملتهَماً وأشلاءً منتشية. لكن، ليس الانتحار ما "يدمّر" المتلقّي العارف، في هذا الكتاب، ويجعله يصاب. فهذه بداهةٌ "عاطفية" لا تنطلي على المتمرسين بالشعر وترجمته. ذلك أن "الدمار الروحيّ" الذي ينطوي عليه لا يستدرّ الشفقة بقدر ما يستدرّ الحريق الأدبي، وبقدر ما يفتح الدروب، دروب العين والقلب والتأمل والرؤية، الى طعنات الشعر النجلاء، وترجماتها، والى جهنّم الذات الشعرية وتلبّداتها. أنطولوجيا جامعة مانعة، وليست للنزهة والترفيه "الاكزوتيكي" في عالم الشعراء الانتحاري. تنطوي على ترجمات لقصائد مهلكة من فرط رؤيويتها، وعلى مقدمة دراسية ونبذ ومعارف ومقابسات ومقارنات وتحليلات، شعرية ولغوية ونفسية، وطبية. ذلك ان القارىء الذي يقرع بابها و"يقع في مطبّها"، يجد نفسه تحت سقف عمارة "انتحارية"، خالصة، وخالية من الثغر والنقائص. فكأنها حصيلة عملٍ جماعيّ مضنٍ ودؤوب لفريقٍ متكامل من الباحثين والدارسين والمترجمين، من العالم أجمع، في حين أنها صنيع الشاعرة والمترجمة جمانة حداد وحدها".*** |
وسنقوم بنشر قائمة الشعراء المنتحرين وتاريخ انتحارهم .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: osama elkhawad)
|
الشعراء المنتحرون المئة والخمسون الذين تشملهم أنطولوجيا جمانة حداد (بحسب سنة الانتحار، من الأقدم الى الأحدث)
Quote: وولف فون كالكرويث، ألمانيا، 1906 يغيا دميرجيباشيان، أرمينيا، 1908 جون ديفدسون، اسكتلندا، 1909 بيريكليس يانوبولوس، اليونان، 1910 مانويل لارنجيرا، البرتغال، 1912 ليون دوبيل، فرنسا، 1913 بيو يافوروف، بلغاريا، 1914 جورج تراكل، النمسا، 1914 ماريو دي ساو كارنيرو، البرتغال، 1916 أرتور كرافان، سويسرا، 1918 جاك فاشيه، فرنسا، 1919 سرغي يسينين، روسيا، 1925 جورج سترلينغ، الولايات المتحدة، 1926 فرنشيسكو غايتا، ايطاليا، 1927 شارلوت ميو، بريطانيا، 1928 فرنثسكو لوبيث ميرينو، الأرجنتين، 1928 كوستاس كاريوتاكيس، اليونان، 1928 جاك ريغو، فرنسا، 1929 هاري كروسبي، الولايات المتحدة، 1929 شونغيتو إيكوتا، اليابان، 1930 أحمد العاصي، مصر، 1930 فلاديمير ماياكوفسكي، روسيا، 1930 فلوربيلا إسبانكا، البرتغال، 1930 كانيكو ميسوزو، اليابان، 1930 خوسيه أنطونيو راموس سوكريه، فنزويلا، 1930 فاشل ليندساي، الولايات المتحدة، 1931 هارت كراين، الولايات المتحدة، 1932 سارة تيسدايل، الولايات المتحدة، 1933 ريمون روسيل، فرنسا، 1933 جوليان تورما، فرنسا، 1933 رينه كروفيل، فرنسا، 1935 أوجين ماريه، جنوب أفريقيا، 1936 جان جوزف رابياريفولو، مدغشقر، 1937 أتيلا يوجف، المجر، 1937 ليوبولدو لوغونس، الأرجنتين، 1938 ألفونسينا ستورني، الأرجنتين، 1938 أنطونيا بوتسي، ايطاليا، 1938 فخري أبو السعود، مصر، 1940 مارينا تسفيتاييفا، روسيا، 1941 كارين بوي، أسوج، 1941 يوخين كليبير، المانيا، 1942 خورخي كويستا، المكسيك، 1942 كايل رايس، الولايات المتحدة، 1943 نابوليو لاباتيوتيس، اليونان، 1944 جارل هيمر، فنلندا، 1944 منير رمزي، مصر، 1945 يوهانس فاريس، استونيا، 1946 إيلاري فورونكا، رومانيا، 1946 لويس دي مونتالفور، البرتغال، 1947 ادمون هنري كريزينيل، سويسرا، 1948 تشيزاري بافيزي، ايطاليا، 1950 جون غولد فليتشر، الولايات المتحدة، 1950 هارا تاميكي، اليابان، 1951 قسطنطين بيبل، تشيكيا، 1951 تادوز بوروفسكي، بولونيا، 1951 هيرثا كريفتنر، النمسا، 1951 تور يونسون، النروج، 1951 ربيعة بيرقدار، تركيا، 1955 ويلدون كيز، الولايات المتحدة، 1955 ليسيك يوجف سيرافينوفيتش، بولونيا، 1956 أندره فريديريك، فرنسا، 1957 مالكولم لاوري، بريطانيا، 1957 روجيه أرنو ريفيير، فرنسا، 1959 جان بيار دوبريه، فرنسا، 1959 عبد الباسط الصوفي، سوريا، 1960 جيرالد نوفو، فرنسا، 1960 إيليز كوين، الولايات المتحدة، 1962 كارلوس أوبريغون، كولومبيا، 1963 سيلفيا بلاث، الولايات المتحدة، 1963 جان بيار شلونيغر، سويسرا، 1964 راندال جاريل، الولايات المتحدة، 1965 انغريد جونكر، جنوب أفريقيا، 1965 فرنسيس جوك، سويسرا، 1965 كان ايرين، تركيا، 1967 روجيه ميليو، فرنسا، 1968 جان فيليب سالابرويّ، فرنسا، 1969 خوسيه ماريا أرغويداس، البيرو، 1969 فيليب أبو، فرنسا، 1969 بول سيلان، رومانيا، 1970 كلود غوفرو، كندا،1971 لو ولش، الولايات المتحدة، 1971 توركاتو بيريرا نيتو، البرازيل، 1972 جون بيريمان، الولايات المتحدة، 1972 اليخاندرا بيثارنيك، الأرجنتين، 1972 غبريال فيرّاتير، اسبانيا، 1972 يون ميراندي، اسبانيا، 1972 ابراهيم زاير، العراق، 1972 برايان ستانلي جونسون، بريطانيا، 1973 اينغبورغ باخمان، النمسا، 1973 تيسير سبول، الأردن، 1973 خايمي تورّيس بوديه، المكسيك، 1974 آن سكستون، الولايات المتحدة، 1974 ألفونسو كوستافريدا، اسبانيا، 1974 صوفي بودولسكي، بلجيكا، 1974 هكتور مورينا، الارجنتين، 1975 فيرونيكا فوريست تومسون، بريطانيا، 1975 أنطوان مشحور، لبنان، 1975 ينز بيورنيبو، النروج، 1976 توفا ديتلفسون، الدانمارك، 1976 اندره بران، فرنسا، 1976 كريستيان ديف، فرنسا، 1977 ماري هيلين مارتان، فرنسا، 1977 لويس ارنانديث كاماريرو، البيرو، 1977 ايلي سيغل، لاتفيا، 1978 فرانك ستانفورد، الولايات المتحدة، 1978 هاري مارتنسن، اسوج، 1978 دانييل كولوبير، فرنسا، 1978 ادوارد ستاشورا، بولونيا، 1979 خوستو اليخو، اسبانيا، 1979 ألكسيس ترايانوس، اليونان، 1980 خليل حاوي، لبنان، 1982 إلهامي سيساك، تركيا، 1983 فابريس غرافورو، فرنسا، 1982 آنا كريستينا سيزار، البرازيل، 1983 ريتشارد براوتيغان، الولايات المتحدة، 1984 بيبي سالفيا، ايطاليا، 1985 مايكل سترونغه، الدانمارك، 1986 قاسم جبارة، العراق، 1987 نيلغون مارمارا، تركيا، 1987 عبدالله بو خالفة، الجزائر، 1988 صفية كتّو، الجزائر، 1989 هاي تسي، الصين، 1989 عبد الرحيم أبو ذكري، السودان، 1989 رينالدو أريناس، كوبا، 1990 جو بولتون، الولايات المتحدة، 1990 يوليا درونينا، روسيا، 1991 ستيفن برنشتاين، الولايات المتحدة، 1991 متين أكاس، تركيا، 1992 غو تشنغ، الصين، 1993 بيدرو كاسارييغو، اسبانيا، 1993 كمال تاستكين، تركيا، 1994 غيراسيم لوكا، رومانيا، 1994 سويسال ايكنسي، تركيا، 1994 فاروق اسميرة، الجزائر، 1994 تور اولفن، النروج، 1995 يوهان فيدينغ، استونيا، 1995 أميليا روسيللي، ايطاليا، 1996 كريم حوماري، المغرب، 1997 تييري ميتز، فرنسا، 1997 ألبرت فاس، المجر، 1998 خوسيه أوغوستين غويتيسولو، اسبانيا، 1999 خافيير إيخيا، اسبانيا، 1999 حسين ألقتلي، تركيا، 2002 نظير اكالين، تركيا، 2002 سوميكو ياغاوا، اليابان، 2002 ريتيكا فازيراني، الهند، 2003 أوزجه ديريك، تركيا، 2004 شاهير فيلاس غوغريه، الهند، 2005 ليوناردو أليشان، أرمينيا، 2005 مصطفى محمد، سوريا، 2006 |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: osama elkhawad)
|
{ مسافرٌ دونما حِراكْ يا شمسُ من أين لي خطاك }
- أدونيس -
ولئن كان "أدونيس" قد كشف لنا موطئاً جديدا للمشي إلا أن "أبو بشر الحافي" قد فعلها على طريقة المتصوّف الحازم في فعله : يقال أنّه كان يسير في السوق ذات نهارٍ قائظ عندما دهمته أصوات المارّة وزعيق الباعة وهرولة الدواب ، فرمى بنعليه في الهواء وركض هارباً مجتازاً باحة السوق ، شوارع المدينة وأزقتها ، فبوابتها ميمّما وجهه صوب الصحراء .. ولم يقفوا له من يومها على أثر . فمن ساعتها - على تخوم القرن الرابع للهجرة - مازال يركض ، ويركض ونحن ما زلنا في إنتظاره علّه يصلنا ذات يوم ..
{ ما أجمل أن نعبر دون أن يلمحنا أحد .. }
- كافكا -
يتزمّر "العالم الثالث" ويشكو من هجرة العقول - عقول أبنائه وبناته المتميّزة الى الدول الأكثر تطوّرا في العالم . أقول هذا على سبيل المقاربة مع الخبر الذي أتحفتنا به - المتحفة دائما - "جمانة حداد " ، إذ أوردت :
قلب الشاعر جمانة حداد (لبنان) في برنامج وثائقي عرضته أخيرا إحدى المحطات الأجنبية، ورد خبر يتحدث عن اكتشاف مذهل وصاعق، مفاده أن القلب هو أحد أهمّ مراكز الذكريات والمواهب والقدرات الفكرية لدى الإنسان، وأن هذا الدور ليس حكراً على الدماغ. أما البرهان القاطع على هذه الفرضية، فمنحته إحدى عمليات زرع القلب الغريبة التي تمّت أخيرا، حيث أُودع قلب شاعر متوفٍّ حديثا صدرَ سائق شاحنات هجر المدرسة في الخامسة عشرة من عمره. بعد الجراحة، شرع سائق الشاحنات، ذو الجسد المغطّى بالأوشام، والبعيدة اهتماماته سنواتٍ ضوئية عن عالم الأدب، في كتابة القصائد. ولدى مقارنة نصوصه هذه بقصائد الشاعر الراحل الذي وهبه قلبه، تبيّن أنها متشابهة للغاية. وقد فسّر العلماء ذلك بأن القلب يحتوي على خلايا عصبية تؤدي دور دماغ صغير موصول بالدماغ الرئيسي، وتتيح لعرين كوبيدون أن يخزّن الذكريات والميول الفكرية، لا المشاعر فحسب، ما يجعل متلقّي القلب الموهوب يصاب بعدوى سلوك الواهب وشخصيته وطباعه وذوقه، وحتى "ثقافته".
فيا صديقي المشاء ، هل هذا هو السفر بلا حراك / العبور دون أن يلمحنا أحد : حين نهجع في باطن الأرض ونوْدع قلوبنا أجساداً أخرى لتحمل عنّا "عبئ الفراشة" ؟! أمْ أنّه الركض البشريّ المتواصل - على طريقة ماراثون التتابع في الألعاب الأولمبية - الذي سنتبادل فيه القلوب عوضاً عن تبادل الرايات أو العصيّْ ؟!!
ويا "بِشر الحافي" نحن في خط ّ الإنتظار أن تهب أحدنا قلبكَ ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: osama elkhawad)
|
عزيزنا الكاتب المُبدع أسامة الخواض
حاول الصندوق وواجهته البلورية التي أجلس أمامها أن يفتح بوابة الوصال فلم يستطع . قلتُ لنفسي : اصبر فإن الصبر إغواء . قرأت لُغتك متبخترة تدلُف بين المصطافين هُنا ، فحزنت أنني لم أحصل بعد على مفتاح رؤى المشائين .
أذكر من على البُعد درويش حين كتب : سافروا في ساعدي تَصَلُوا . سأعود لأجرب كل مفاتيح المُدن الضخمة لعلَّ الباب الذي يُفضي إليك بسحر من يكتبون هُنا . التحية لكَ ولهم .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: عبدالله الشقليني)
|
عزيزي عثمان شكرا على تعتيلك للبوست. الصديق عادل عبدالرحمن، المشّاء بين سحر النساء وكيدهن، الراحل في ليل النضال بين اسمرا والقاهرة، والمشاء بين صفوف المقاتلين الاريتريين والمقاتلات. والراحل اخيرا الى امريكا، قلت: Quote: فيا صديقي المشاء ، هل هذا هو السفر بلا حراك / العبور دون أن يلمحنا أحد : حين نهجع في باطن الأرض ونوْدع قلوبنا أجساداً أخرى لتحمل عنّا "عبئ الفراشة" ؟! أمْ أنّه الركض البشريّ المتواصل - على طريقة ماراثون التتابع في الألعاب الأولمبية - الذي سنتبادل فيه القلوب عوضاً عن تبادل الرايات أو العصيّْ ؟!!
ويا "بِشر الحافي" نحن في خط ّ الإنتظار أن تهب أحدنا قلبكَ |
ربما انه ماراثون الفجيعة و الشعر و الانتباه الى ورطة العالم من ثقب المشي. وشكرا لانك اتيتنا ببشر الحافي رضي الله عن مشيه.
قال صديقنا الشقليني:
Quote: أذكر من على البُعد درويش حين كتب : سافروا في ساعدي تَصَلُوا . سأعود لأجرب كل مفاتيح المُدن الضخمة لعلَّ الباب الذي يُفضي إليك بسحر من يكتبون هُنا . |
نحن في انتظارك بشوق الباحث عن رائحة المدن التي عبرتها أو أقمت بها، وعن رائحة حروفك المنعشة المسكرة. ولك ان تصطاف هنا في بيتش المشائين على ضوء ذكرياتهم ، واخفاقاتهم و أحلامهم وهم يتحسسون لاشعورهم الجمعي. محبتي المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: osama elkhawad)
|
جلب لنا الصديق عادل عبد الرحمن بشر الحافي الى هنا . وهنا كلام عن سبب تسميته بالحافي ، وبعد ذلك نبسط نصا عن عودة بشر الحافي منتعلا. ***** بشر الحافي هو أبو نصر بشر بن الحرث بن عبد الرحمن المروزي. الزاهد المشهور المعروف بـ "الحافي"، نزيل بغداد، والمولود فيها عام " 150 هـ " لقب بالحافي لأنه جاء إلى إسكاف يطلب منه شسعاً لإحدى نعليه، وكان قد انقطع، فقال له الإسكاف ما أكثر كلفتكم على الناس، فألقى النعل من يده والأخرى من رجله وحلف لا يلبس نعلاً بعدها. و جاء يوما إلى باب فطرقه فقيل من ذا فقال : بشر الحافي ، فقالت له جارية صغيرة : لو اشتريت نعلا بدرهمين لذهب عنك اسم الحافي . **** وعن "الوطن" ننقل الآتي:
بشر الحافي يعود منتعلا! خالد صالح السيف* 1 أرغمت أبا نصر بشر بن الحارث أن يعود إلينا ثانية؛فرهن عودته المشروطة -هذه المرة - بأن يقدم علينا: منتعلا!..؛ ذلك أنه امتنع أن يخلع نعليه بالوادي العربي المدنس .. خشية أن تلتاث قدماه الحافيتان بالإنسان المسخ .. المتدثر بأسمال من أقنعة الزيف؛ ذلك الإنسان الذي ما فتيْ وهو يملأ أوديتنا العربية بمزق من جسد عار..لم ينبت فيه غير الناب والمخلب..؛ روحه قد غادرته إلى أجل غير مسمى فألفيناه بالتالي: رسما مرعبا لهيكل بشع غير ذي بال قد سكن في واد غير ذي ماء! ..؛ إذ هان هذا الإنسان المسخ على نفسه الأمارة بالخنوع فغشيها من يم هوان الأمم ما غشيها..، وانطمرت نفسه -من ثم- في طوفان من ذل لا عاصم منه إلا أن تؤوينا (سفينة نوح) أو أن نغرق في بحر لجي من بغي خطايانا. هل نركب معهم؟ لا أسمع أن أحدا قد نادى فينا من قبل: اركب معنا !...حتى إن أبا نصر بشر هو الآخر قد اثاقلت به نعلاه الجديدتان للقعود .. فاستعذب المكث في مقعد مخملي الأريكة وثير؛ هكذا -يا سادة- يبهظ سعر النعل كلما رخصت قيمة القدم وصاحبها!.. يا بشرنا المنتعل ليتك كنت فينا (حافيا) لعلنا أن ننجو بمثلك من قبل أن نضل السبيل. 2 أتعرفون لماذا كان بشر بن الحارث عندما يجوس ديار بغداد في العشي والإبكار يبقى حافي القدمين؟ ثمة سببان يكتنفان ذلك .. أما أحدهما: فلأنه كان يأبى أن يرغم قدمه ليحشرها عنوة في غمد أحذية (سلطان بغداد)، وذلك أن تيك الأحذية السلطانية أصغر - بالضرورة - من أن يمكنها استيعاب قدمي بشر الحافي فلم يشأ إذ ذاك ابن الحارث أن يزل قدمه التي ألفت طريقها إلى المسجد مشيا؛ في حين شاء أن يبقيها حرة طليقة .. أعني حافية قدمه دون أن يكترث بما سيشوكها! أليس الطريق سيفضي به إلى عبادة رب العباد وخلع كل ما سواه مما لا ينفع ولا يضر؟! وإذن فحيهلا بكل شوكة تمهد هذا الطريق وتفرشه ... وأما السبب الآخر لعدم انتعاله فهو: لما قد قيل بأن: الورد كان ينبت من بين قدميه ما ظلتا حافيتين. ولقد جاء في خبر الثقات العدول: أن تلك الورود النابتة ما بين قدميه إذ يطالها شيء من الظمأ يرويها بشر بن الحارث ساعتئذ بشيء من غيث عرق كرامته المتفصد من جبينه الوضيء.ما يجعل الورد عصيا على الذبول. 3 آلت بغداد على نفسها_ وبقية شقيقاتها _ أن تغتال بشرا بشسع نعليه المصفرتين امحالا..؛فسمع الناس حينذاك هاتفا لعله آت من أهل الأرض الجن هكذا قال: بعض المنصتين للهاتف؛ بينما قال آخرون: لعله أن يكون صوتا لبقايا إنسان يأتي من داخل الجب، وللساعة هاته لا أحد يمكنه الجزم بمن كان خلف هذا الصوت الشجي المنقوع بماء الصبار: يا بشر الحافي.. هاك إنائي ضع ملحا خبزا فيه.. رد علي ردائي. فأنا بردان . ........... يا بشر الحافي. يا ابن الحافي. يا ابن الفقراء يا من تنبت وردا في الصحراء. اسمعني. رد ندائي. لكن الكل هنا أموات. فرجعت لنفسي. أغلقت الباب. وأدرت البؤبؤ نحو الداخل. شاهدت رحيب الآفاق. والرفض النابع من شريان القلب.. من الأعماق. أوضح. أوضح.. أوضح. فحوار الداخل لا يجرح. وأدرت البؤبؤ نحو البيت. هنالك قرب المطبخ تجلس أمي.. تبكي.. يختلط الدمع بفوطتها.. لم تأكل.. جمدت يدها.. فكلانا اعتدنا.. تمتد يدانا نحو الزاد سوية.. تنتظر الأحباب يعودون تنتظر الغياب يطلون وأنا طفل لا يبكي وأنا العاجز أتقلب فوق الجمر يسلمني الشر إلى الشر حتى النهر الطاهر يتلوث... حتى النهر 4 لقنونا في المدارس الحكومية والأهلية: بأن من يمشي حافيا لا بد وأن يكون مجنونا(خبل). ولما أن كان جدي حمد الصالح رحمه الله تعالى قارئا نهما..عرفت من خلاله من يكون بشر هذا إذ كان جدي حمد مغرما به حد التماهي .. ولقد ملأني بكل جزيئات تفاصيل حكاياته وذلك ما جعلني لا أستسيغ كلام المعلم/الملقن الذي قال: من يمشي حافيا لا بد أن يكون مجنونا. تجاسرت حينها.. رفعت سبابتي.. أومأ المعلم برأسه ..نهضت ثم قلت :لقد كان بشر بن الحارث من أعقل من أنجبتهم بغداد بينما قضى حياته كلها يمشي حافيا. حدجني بعينين محمرتين.. ومن شق فمه الأيسر بعث إلى بشواظ من نار : من أين لك مثل هذا الكلام الكبير يا ولد؟ من جدي حمد الصالح.. هكذا قلت له وأنا بعنفوان انتشائي والبسمة لا تبرح شفتي. أطفأ عنفوان انتشاء فرائحيتي عندما قال بطريقته السابقة : (لا تجيء بكرا إلا برفقة ولي أمرك) فهمت يا ..............! لم آت في الغد إذ تغيبت سبعة أيام حسوما؛ ذلك أن جدي آثر أن يلتحق ببشر بن الحارث ويموت من أن يلتقي معلمي هذا. 5 قال الإمام إبراهيم الحربي: ما أخرجت بغداد أتم عقلاً من بشر بن الحارث، ولا أحفظ للسانه منه، ما عرف له غيبة لمسلم، وفي كل شعرة منه عقل ـ ولو قسم عقله على أهل بغداد لصاروا عقلاء .. ترجم له أبو نعيم في الحلية بقوله: ومنهم من حباه الله الحق بجزيل الفواتح، وحماه من وبيل الفوادح، أبو نصر بشر بن حارث الكافي، المكتفي بكفاية الكافي، اكتفى فاستشفى. 6 كتب رحمه الله يقول: إلى أبي الحسن علي بن خشرم : السلام عليك فإني أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو. أما بعد: .................اعلم علمك الله الخير وجعلك من أهله، أن أكثر عمرك فيما أرى قد انقضى، ومن يرضى حاله قد مضى، وأنت لاحق بهم، وأنت مطلوب ولا تعجز طالبك، وأنت أسير في يديه، وكل الخلق في كبريائه صغير، وكلهم إليه فقير، فلا يشغلنك كثرة من يحبك، وتضرع إليه تضرع ذليل إلى عزيز، وفقير إلى غني،.............. واعلم يا علي أنه من ابتلي بالشهرة ومعرفة الناس فمصيبته جليلة، فجبرها الله لنا ولك بالخضوع والاستكانة والذل لعظمته، وكفانا وإياك فتنتها وشر عاقبتها فإنه تولى ذلك من أوليائه ومن أراد توفيقه، وارجع إلى أقرب الأمرين منك، إلى إرضاء ربك، وإشارة أحياء القلوب من صالح أهل زمانك، ولا ترجعن بقلبك إلى محمدة أهل زمانك ولا ذمهم فإن من كان يتقي ذلك منه قد مات، وإنما أنت في محل موتى ومقابر أحياء ماتوا عن الآخرة، ودرست عن طرقها آثارهم. 7 هل أن أحدا منكم قد أدرك سر خلق الله تعالى الإنسان حافيا من غير نعل ؟ دعونا إذن..نجرب هل يمكن لأقدامنا أن تعبر كل السبل/الطرقات وهي حافية مقتفية بذلك خطوات بشر. هاهنا ضريبة للمشي حافيا بشر بن الحارث منحنا مفتاح فاتورة سدادها إذ قال: من صدق مع الله استوحش من الناس ولربما أن يستوحش الناس منه. 8 آب بشر من حيث أتى .. وورثنا عنه نعلين متآكلتين ثم ما لبثنا أن أصلحناهما وجعلناهما من مقتنيات (متحف الزهد) يحفل بهما السياح ونخشى عليهما من أن يسرقا على يد حرامي بغداد ولصها المحترف بريمر 9 يا أحفاد أبي نصر بشر بن الحارث (الحافي) أجيبوني عن سؤالي هذا : ما هو (الزهد)؟! ولو أن بشرا بعث للحياة ثانية هل تشتري له نعلا أم تراك ستهديه شيئا من بقايا أحذيتك نعالك التي لم تمتط بعد؟! *أكاديمي سعودي في جامعة القصيم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: osama elkhawad)
|
ولدنا هنا بين ماء ونار... ونولد ثانية فى الغيوم هنا فى النفوس الطليقة بين السماء وبين الشجر واترك لنا نجمتين لندفن أمواتنا فى الفلك واترك لنا أرض أسمائنا سماء ضرورية للتراب سماء تدلت على ملحنا تسلم الروح ويحفر فى الارض بئرا ، ليدفن فيها السماء لآلهة سكنت معنا ، نجمة نجمة، لا سقف بين السماء وزرقة أبوابنا هاهنا انتصر الغرباء على الملح ، واختلط البحر فى الغيم هنا تتبخر أجسادنا، غيمة غيمة ، فى الفضاء هنا تتلألأ أرواحنا، نجمة نجمة ، فى فضاء النشيد من ثقوب الغيوم، نطل على أرضنا من كلام النجوم نطل على أرضنا
___________
( المشاى الكساح السريع محمود درويش فى اللفيف بين ) الشجر والصخر يبحث عن مصائرالطبيعة والبشر . يواجه الخيال وهو يمشى على ( ضهر البسيطة) لقد اختلط عليه البحر فى ثقوب الغيوم.. لكن الدرويش ( يجابد ويفتش ويبحت بحت شديد)
تحياتى يا ايها الشاعر الكبير الاخ اسامه الخواض
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: Osman Musa)
|
بعدين يا أستاذ عادل عبدالرحمن المشاى الخطر انت مركب مكنة نمر؟ يا أخى حكايتك شنو؟ . بتمشى وين؟ نحكى عن المشى نلقاك كارل لويس تقيب شهر وتجى مشاقق ومخرم زى الكشيف حسن وخليفه عمر . انت يا عادل انسان موهوب الف سلام.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: Osman Musa)
|
الصديق عثمان كلامك عن الكساح ذكرني قصة آمل ان تكون طريفة. سكن احد الطلاب الصينيين الذين يتعلمون العربية في بركس جامعة الخرطوم مع طالب سوداني حتى يتدرب على الكلام . و في ذات مرة من المرارير خاطب الطالب السوداني زميله الصيني ليخبره بانه ذاهب،فقال له :
Quote: عفوا،أخي انني كاسح |
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: Osman Musa)
|
يا خَوَّاض، يا مشّاء، تحياتي لك في الجميلين والجميلات وتحياتي للصديق برنس، وأقول له المولود مبروووك، وتحياتنا لمامة البيت يا مشاء لقد أبكتني قائمة الشعراء المنتحرين، والله أبكتني وأنا أسمع، واا حلالي القبلي شال شبّال لمع… برق المهيرة، قيرا قيرا يا مطيره،… أي إله يا ترى مسؤول عن هذا الكون القبيح، الذي تحرده له مخلوقاته "الشفافة"، وتستقيل عنه الناس يقرأونها مثل قائمة متقدمين لوظيفة أو معينين في وزارة، أو…إلخ، ولكن اصحوا، هذه توقيعات المنسحبين من هذا القبح، والكون البغيض تحياتي يا خواض وكن بخير، وتحياتي لسلوى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: محسن خالد)
|
وهذا ( روبرت فرست ) أمير شعراء أمريكا وأعظم من غنى فيها للطبيعة: الشاعر اليانكى واسرع من ركض خلف البسبول. والحروف _______--- ( أيهذا الصباح الدافىء الخافت الصوت من أصباح أكتوبر، أبدأ ساعات هذا اليوم ببطء اجعله يبدو لنا أطول مما هو قلوبنا تحن الى الاغواء فأفعل فيها فنون اغوائك افتح خزانتك وأخرج منها عند الفجر ورقة واحدة، وورقة واحدة عند الظهيرة، واحدة من أشجارناالغريبة، وواحدة من أشجار الغابات البعيدة ضع على وجه الشمس برقعآ من الضباب الشفاف، واخلب لب الأرض بسحر ارجوان).
______________
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: Osman Musa)
|
العزيز محسن مرحبا بك قلت:
Quote: أي إله يا ترى مسؤول عن هذا الكون القبيح، الذي تحرده له مخلوقاته "الشفافة"، وتستقيل عنه الناس يقرأونها مثل قائمة متقدمين لوظيفة أو معينين في وزارة، أو…إلخ، ولكن اصحوا، هذه توقيعات المنسحبين من هذا القبح، والكون البغيض |
دعنا ننزل المسالة من السماء الى الارض لنتساءل اية مجتمعات تلك التي تجعل هؤلاء الشفافين يقررون الانسحاب ؟؟؟ برنس في كندا وهو بخير . تقبل تحيات سلوى. ولك مودتي بلا قيف. شكرا للعزيز عثمان على اتحافنا ببعض من سحر فروست. ارقدوا عافية المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: Osman Musa)
|
شكرا صديقنا عثمان على تعتيلك للبوست. قرات هذه المقاطع و اظنها لادونيس ،والله اعلم:
Quote: الحذاء المركون وراء الباب أسكنه منذ شهور ، ولم تولد منه محطة ولا درب جديد، لو لم أشتره من محل "توب أوبشن" لكان قد أحرقته وفحمته مثلما فعلت ببقية الأحذية. كم حذاء يلزمني لأكمل آخر هذا العمر؟ ربما نقطع العمر بمئة حذاء، لكن لا نحتاج سوى قلب واحد. القلب حذاء لا يهرم! أي حذاء سأخلعه على سجادة الوصول، أي حذاء سينتصر دوني؟ في الصغر ُنقَطِّع أحذيتنا في سرعة الدرب، وحين نكبر نقطع الدروب على مهل، كأننا نمشي على جلودنا. أيذكر الحذاء الدروب؟ أتذكر الدروب الحذاء؟ ربما الأحذية هي الوحيدة القادرة على الاحتفاظ بجغرافيا أرواحنا. الطريق أنثى والحذاء ذكرها الغريب. الحذاء يقطع المكان والزمان باصرار ودون مبالاة، ويعرف ان خاتمته الزبالة! إذا كان هناك ما يستحق الاحتفاظ به في النهاية فهي الأحذية. الطرق التي قطعت أجسادنا سوف لن تتذكر غير نعال أحذيتنا، فليحتفظ كل بأحذيته. هذا ما جناه حذائي علي. الحذاء عدو اللص، وخادم البوليس وكلاب الأثر. لو نحتفظ بجميع أحذية الحياة، سنجد أنها بالكاد بضعة أغنام ،أو غلة شجرة كاوتشوك، وبعض غراء. ماسح الأحذية يوهمنا دائماً أننا لم نبدأ بعد المسير. وصانع الأحذية لا يفكر بالدرب. بل يفكر مثلاً بانشداد صدر المرأة أكثر من جلد الطريق. ودائما يلعن أحذيتنا بالطرق الوعرة. لذا ربما كانت الطريق صديقه الوفي. الطريق تخلط أنساب الأحذية عين الحذاء القلب، وعين القلب إمرأة نائمة نوع الحذاء يملي علينا أي درب نسلك، ربما أول شيء لامس جلد القمر كان الحذاء فلماذا نحب الطرقات ونلعن الأحذية كلما لملم حذاء ثنايا طريق رميناه الذين ينامون في أحذيتهم غالبا ما يدفنون بها. مرة لم يلبس أحد حذاء على لون الطريق، رغم أن الطريق رفيق الحذاء الأنيق |
وهنا يقول الماغوط في حوار مع عبده وازن:
Quote: السوط علّمني. الحذاء العسكري علّمني |
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: osama elkhawad)
|
إلى المشاء
المدينة كلها تستمد الهدوء من نهاية شارع السلطان -ذلك الشريط الاسود بلون الحجارة
التى رصفت عليه- يسافر من أقصى مشارق شمسها إلى مغاربها, فارضا بطلاسمه - ذات
التعاريج السريالية من منحوتات ونقوش - طقوسا لن توجد فى بقعة سواه, فهو عمق
أشجارهاالفارهة ورفيق خضرتها المتكسرة فى حواشيه,مواكبا للزمان فى أدق تفاصيله
وللمكان فى أروع تجلياته بوقار متناه.
كنت أتمشى فيه محتشدا بالفرح ,الوقت ليلا لولا إختفاء شمس الظهيرة خلف سحابة تبشر
بالغيث . انتشيت فارتجلت من خشخشة الطريق حين وقع خطاى إيقاع المسافة ومن صفير
أنفاسى لحنها حتى فاض الفرح من قلبى, فرأيته يرقص ورأيتنى أركض على أسنة الذروات
فى هيئة نسمة تلاقح تلك الاشجار الفارهة, ثم فاض من روحى فنظرت للسماء فإذا أنا تلك
السحابة , قلبى قوس قزح وروحى بشارة الغيث.
مع فائض محبتى
عاصم الطيب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: عاصم الطيب قرشى)
|
* الليلة والليلة دار أم بادر ياحليلة زولا سرب سربه وخلى الجبال غربه أدونى لى شبه خلونى الأقص دربه الليمونى.......... ___________ اشرب يا ايها اللهفان العطشان من العشق والمشى ( الكدراويه طلعت زيتك) اشرب يا ايها النبيل عطشان فى بلاد النيل والخيرات. هناك يبدد المبددون وينهب الناهبون. وانت ( تفتش) عنها ما بين ام بادر وعد الرهاب ( يا حليلك يا النايم على حيلك) أخى اسامه تحيات بطول كل المسافات
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: osama elkhawad)
|
نرحل نتورط في الفجيعة نتعرق كل هذا الحنين ولا نتسق لا يعادل الروح في الشجن إلا دقات القلق قبيل الرحيل... في الرحيل بعد الرحيل هذا الأرق تتسع مسامات الجسد... بفعل الاغتراب والدهشة وامنية وعرة بالانتماء تتسع الخطوات المدى المفتوح إغراء الطريق وتزداد دقات القلق.... يااااه كم تمتد مساحات مسافات ركض الروح وتركض الروح ... تقفز... تتخطى لا مرئية الحواجز والهواجس ولا تتمكن من الطيران هذه الأرض فقط ترابها بل رملها الناعم الملتصق بأقدام الرحيل المهرولة يتسع الطريق يتنهد دم اللحظة القلق كما يتنهد طفل أرهقه طول البكاء
....... ... .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: osama elkhawad)
|
ومشيت..تتبعك الأماكن كلها..وأضعت خارطتي ..فأعياني الدليل.. أنا ماتركتك إذ مضيت وأنا أجاهدُ كي ..أسير.. أنفضُ الآلامَ عن دربي..وأراهنُ الشوقَ العليل كم عادني من صمتِك المسموعِ لحن صاغني.. حزناً نبيل.. كم عادني.. شوق يرتدي الآمالَ ثوباً.. وماجَ في الشريانِ ..نيل أنا إن أضعت الروح فيك ..فأدْمَنَتْ عِِشق الرحيل .. وسافَرَتْ فرحاً إليك..عبر الشروق...وموانئ ..طافت بليل.. فأعلم أنّي..بنبضك..أرتوي..وأفيضُ وجداً سلسبيل وأنّي بقربك ..أرتقي ..واًصيرُ فِكراً أحتمي فيه ..بجيل
أنا إن أتيتُ اليومَ ..ألتحفُ الغروب .. وإرتعاشات ..الأصيل.. إن رأيتَ الحُلم في صحوي..قتيل.. لاتبتئس.. فلديك ..ذاتي..عانقت فيكَ الشموس.. وإنتباهات الرؤى..الآن قد صارت ..عروس وزفافها المسموع في صوت الهديل.. قوامها..المقروء..قامات النخيل.. أنا إن دعوتك.." إقترب ".. ومهّدتُ في روحي..الدروب.. حتّى ..تجيء..مُناصراً... قلباً ..حواكَ ..ومادرى..أنّي..بقلبك..أستحيل.. نبضاً من الدفقِ الطروب.. فهل أتاكَ..اليومَ..وعيي ؟؟ وأنت تعتنقُ الهروب !
وألملمُ ماتبقَّى من الأوجاعِ فى زمن الشكوك حين تأتى طاغياً تنبشُ الذكرى تُحيِ التفاصيلَ المثيرة إعصار ... يجرفُ ..حواجزاً سميتها قهراً مستحيل وأرجوك .. رغم التضاريس التى سارت على دربِ الفرح تهيأت نشوة .. تلوَّنت لون إشتهاء ! ألا تبتعد عن عالمٍ أدمن رؤاك .. قد يختلط أبداً عليه أن يفصل الرؤية بين لون الماء.. ساعات الصفاء ولون الليل إن غاب الضياء.. لكنه أبداً لايتغابى إشتهاءك حين إلتقاء إنى أنهزم....إن أردت كبت أنوثةٍ نضجت على حرفك وإستوت ثمراً.. عليهِ من بصماتِ..شوقك ..إنتشاء ... ففى ذاتِ العروق تسري أوجاعٌ تكسِر فرحتى عند إغترابك .. عنِّى عامداً ..تحقن وريدى ..تحيةً تقطر جفاء .. عفواً..إذا شوقاً إليك..أقفلتُ أبواب الخروج! وصنعتُ وسائداً من قلبي المملوء شوقاً .. وإنتظار... ويرفضُ الوقت..الحلول.. ولهاً ..إليك تسيرُ غمائمي.. وأنت تسكنها هطول.. أنا إن أتيتُ اليومَ أشتاقُ الأماني المستحيلة.. فلا تلمني.. أنت أغويت الخيالَ.. أخبرتني..أن النبوءةَ قد تجئ.. عند إلتقائي.. وأن الخرافة قد تصير .. حقيقة ..إن أنت مارستً .. التمعّن في عيوني.. وأنا أحاورُ..إنشغالي! وأنت تلتحفُ الوصول عذراً إن أنا محوتُ عن دربي الحدود! كنتُ قد رتبتُ في قلبي الكثير .. أعلنتُ ..إحتفالاتي ..أراقبُ الوقتَ الوصول.. زخرفتُ كلماتي..وزيّنتُ أوراقي.. الآن.. وأنت تعلنه..حضوراً..هل أقول ؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: تماضر الخنساء حمزه)
|
الكاتب العالمى الطيب صالح يمشى مع منسى __________
أقنعته بعد جهد أن نقوم وأن نمشى سيرآ على الأقدام الى المرفأ، بادئين المشى . من مبنى البلدية، غير بعيد من نزل الهلتن حيث نقيم اتجهنا شرقآ صوب البحر فى شارع ( جورج ستريت) تاركين حديقة (هايدبارك) الى يميننا، ومرفأ (دارلينج الى يسارنا. نحن الآن فى الجزء القديم من المدينة، كما خططها (لاخلان ماكورى) الحاكم الذى يعزى اليه الفضل أيضآ فى اسباغ اسم ( أستراليا) على القارة بأكملها بعد أن كانت تعرف من قبل باسم Terra australis الأرض الجنوبية! التحية للكاتب المشاى البديع الطيب صالح كاتب من طراز مختلف
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: osama elkhawad)
|
كيف لنا أن ننسى رائعة الشاعر د/ تاج السر الحسن ________________
عندما أعزف ياقلبى الأناشيد القديمة ويطل الفجر فى قلبى .. على أجنح غيمة سأغنى.. آخر المقطع للآرض الحميمة للظلال الزرق.. فى غابات كينيا والملايو.
لرفاقى.. فى البلاد الآسيوية للملايو..ولباندونق الفتية لليالى الفرح الخضراء فى الصين الجديدة
والتى أعزف فى قلبى لها ألف قصيدة يارفاقى صانعى المجد لشعبى ياشموسآ .. ضوؤها الأخضر قلبى وعلى باندونغ.. تمتد سمائى وأنا فى قلب افريقيا.. فدائى
والقنال الحر يجرى .. فى دمائى وعلى وهران يمشى أصدقائى وعلى وهران يمشى أصدقائى
_________________________ تاج السر الحسن كان يكتب ويمشى ويمشى ويمشى وهو يتخيل أنه يمشى مع الزعماء الثلاثة ناصر _ تيتو _ ونهرو كتبهافى زمان بعيد زمان باكر من عمره والسودان تحت مظلة الحكم البريطانى .
التحية للشاعر الكبير تاج السر الحسن والتحية ال الاستاذ صلاح الباشا الذى يحفظ الكثير ويعلم الكثير عن الشاعر الكبير تاج السر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: osama elkhawad)
|
مرام مرقت على الدكان . .. ومرت ديلا كم ساعات غابت نجمة الضيفان واكتست الأرض ظلمات مرام ما جات ... دريباعلى الأرض منقوش ... سريرها من العصر مفروش معالما باقية وسط الحوش .. ملابس الروضة واللعبات مرام ما جات......... كلمات الشاعر الصديق حاتم الدابى تحكى مأساة الطفلة مرام التى خرجت من بيتها بمنطقة العشرة ولم تعد ولم تعد التحية للشاعر حاتم الدابى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: Osman Musa)
|
حقيقة ،صديقي عثمان،نحن في انتظار المشّاء بين الخرطوم وأسمرا و القاهرة وهيوستن،الصديق الشاعر : عادل عبد الرحمن نحن هنا في ضيافة ذكرى المشاء بين الثقافات و الدول: ادوارد سعيد *** ادوارد سعيد:المسافر والمنفى:
Quote:
نسافر كالناس، لكننا لا نعود الى أي شيئٍ..كأن السفرْ طريق الغيوم لنا بلدٌ من كلام ،تكلّمْ تكلّمْ لأسند دربي على حجرٍ من حجرْ لنا بلدٌ من كلام ٍ،تكلّمْ تكلّمْ لنعرف حداً لهذا السفرْ
|
محمود درويش،"نسافر كالناس" ****
تلبدت الغيوم كثيفة فوق نيويورك حين كان إدوارد سعيد ،المثقف الكبير المسافر،يبدأ رحلته الأخيرة يوم 24 أيلول "سبتمبر".بدا ذلك الطقس القاهر مناسبا تماما في قتامته،وأسوداده،مطابقا لمزاج من عرفوا سعيد وأعجبوا بعمله.لكن النقلات الطارئة،التي تراوحت بين المطر والمدرار،وانبثاقات الشمس الساطعة،كانت بدورها ملائمة لرحيل رجل مثقف،متقلب المزاج،بالغ التنوع في انحيازاته وانشغالاته.
كان سعيد مسافرا دائما ،بالمعنيين الحرفي والمجازي:
رجل،بكلمات شاعر آخر كبير هو أرتور رامبو،يبدِّل الأوطان كما يبدِّل الأحذية.و بما أنه فقد بلده الأم فلسطين ،في يفاعته،فقد كتب مرارا أنه لم يكن يشعر بحس الاستيطان في أي مكان، ما خلا "وطن الكلمات"ربما. تقاربت عنده مدينة نيويورك،حيث توفى،و جامعة كولومبيا،حيث درس طيلة أربعين سنة.ولقد تأثر في كل ما كتب وفكّر بمدينة نيويورك،مكان التشكيلات الثقافية المتعددة،و الهجرات المتعددة،والأقليات والشتاتات،فضلا عن كونها مركز قوة للاعمال والثقافة ،وبموقعه هناك ،جامعا بين المركز المهني ذي الحظوة،و والوعي الهامشي المنفوي Exilic. وشخصية المسافر في قصيدة درويش،تمثل الشعب الفلسطيني،الذي ارتبط مصيره وتشرده بمهنة وعمل إدوارد سعيد على نحو وثيق لا ينفصم.ولكن كان للأمر قرينته الأكثر كونية وإيجابية في نظر سعيد.و لقد أوحى ذات مرة بأن موضوع عمله في حد ذاته هو شخصية العبورCrossing over حقيقة النزوح بالغة الدلالة في نظري:الانتقال من دقة وملموسية شكل أول من الحياة،و تحوله أو تصديره إلى شكل آخر...ثم بالطبع،دخول مجمل إشكالية المنفى والهجرة في المسألة، والنناس الذين لا ينتمون ببساطة إلى أية ثقافة .تلك هي الحقيقة الكبرى الحديثة،أو ما بعد الحديثة إذا شئتم،المتمثلة في الوقوف خارج الثقافات. و بالتضافر مع فكرة الآثار الفكرية التأهيلية للموقع المنفوي،يوحي سعيد كذلك ب"المسافر" كفكرة مستحبة للمفكرين النقديين.كانت صورة لا تعتمد على القوة،بل على الحركة،على جسارة الذهاب إلى عوالم أخرى،و استخدام لغات أخرى،وفهم مضاعفات مظاهر التنكر،والأقنعة و البلاغة.علىالمسافرين أن يعلقوا مزاعم الروتين الاعتيادي لكي يعيشوا في إيقاعات وطقوس جديدة..المسافر يعبر ،يقطع الأقاليم،ويتخلى عن المواقف الجامدة طيلة الوقت. هذه الصورة هي نقيض صورة العلامه بوصفه مليكا او "عاهلا"، زاعم السيطرة على الحقل الأكاديمي:هذه الصورة كانت ،في نظر سعيد،سلبية وتدميرية تماما،إذا لم تكن كارثية في غطرستها.ولكن من الواضح أن كل شيئ يعتمد على كيفية سفر المرء.أولئك الذين تزحوا من المستعمرة إلى المتروبول ،ولكن كان الهدف من عبورهم ينحصر في التماهي الفكري والعاطفي مع الثقافة،والمواقف السياسية المهيمنة في المتروبول-الحال التي اقترنت باسم ف.س.نايبول مثلا –أثاروا على الدوام غضب سعيد واحتقاره. ستيفن هاو-نقلا عن الكرمل،العدد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: Osman Musa)
|
يقول أحد شعراء البطانة يتحدث عن جمله: اتلفت بعد ما فات حليلة القوز قفاه الحلته والمجموع رماهن جوز اركز يا المشويم للقنيص والفوز نيتى أكرم الرطب أب حلاتن موز
الحلته هى الريحة الناشفة أى أنه يشبه (قفاه) أى رقبته من الخلف و شعرها بالريحة الناشفة .... ( التحية للبطانة ولكل من مشى وسلم على حليلة القوز)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشّاؤو العصر القَلقون!!!!!!! (Re: osama elkhawad)
|
أسامة الخواض سلام زمن معتق بالأفكار تلك التي تلوي رؤوس المارة بغنجها ... ومشيتها ...
المشي في ذاته: على غير العادة خرجت وأنا مضطرب لتأخري في الخروج حينما كنت في زيارة بإحدى الجزر على نيل الشمالية ورغم إصرار صاحب المركب بأنه لا توجد سيارة على الضفة الأخرى إلا أنني ألزمته بإيصالي حينما وطأت رجلاي البر مشيت بلا هدى مسافة ست ساعات متواصلة بلا توقف ... كان ذلك زمان سيدي الآن أصبحنا نتسكع دونما ارهاق ... كان ذلك قبل أكثر من عشر سنوات ...
المشي كفكرة:
فتشنا عليك كل الجيهات قلّبنا التحت الفوق ولمان جانا الصوت كنا بنمشي وحيات مشياتك ما لاقين الضو مليان الصوت بي شوق مهموم ... ورطان في كمين لون ... سهران الجاي من سكة بعيدة سكران الفايت رحم الجوف *** وحياتك مشياتك لو كانت كل مفاتن الأرض بعيدة أو لو كانت كل مواجع الأرض قريبة كان بيكونك صوت مشاي ...
| |
|
|
|
|
|
|
|