|
مذكرات محجبة قررت نزع الحجاب نهائيا:شهادة للنقاش
|
اورد محمد علي الاتاسي في الملحق الثقافي للنهار الشهادة التالية لفتاة محجبة قررت نزع الحجاب:
وسنبدا بشهادتها عن كيف تحجبت ,ثم ناتي الى كيف قررت نزع الحجاب نهائيا:
هنا، مدى هاتين الصفحتين، تروي فتاة مسلمة من بيئة مدنية محافظة وميسورة، كيف نزعت الحجاب بملء إرادتها بعدما كانت ارتدته. والشهادة هذه، محصلة حوار طويل معها. وإذا كانت صاحبة هذه الشهادة قد فضلت إبقاء إسمها طيّ الكتمان تجنبا للموانع العائلية والإجتماعية، فعسى أن يكون في ذلك حجة تسمح للقراء بموضعة هذه الشهادة في أي من المدن العربية. وقد جاءت فكرة نشر هذه الشهادة على أثر متابعتي إحدى حلقات برنامج "الإتجاه المعاكس" (تاريخ ) عن الحجاب والتي جمعت المفكر والأستاذ في جامعة السوربون محمد أركون إلى الداعية الإسلامي وأستاذ الأزهر أبرهيم الخولي. إذ بينت تلك الحلقة مأزق الفكر الإسلامي المنفتح والأكاديمي وعجزه عن إنتاج لغة وسيطة قادرة على مخاطبة الجمهور الإسلامي الواسع. ففي حين يملك الدعاة الإسلاميون قدرة هائلة على الحشد والتعبئة من خلال تلاعبهم بالرموز الإسلامية وتجييرهم كمّاً هائلاً من الأفكار المبسطة والمجتزأة عن الإسلام، والتي تجد لنفسها صدى واسعا في المخيلة الجمعية للمسلمين. إن هذه الأفكار والصياغات خلقت لنفسها خلال عهود من العمل الدعوي حاضنات اجتماعية ممتدة في أعماق المجتمعات العربية، في حين لا يزال الفكر التنويري عاجزاً عن إعادة إنتاج نفسه بما يسمح له بالوصول إلى فئات أوسع من الناس.
أهمية هذه الشهادة تنبع من فكرة بسيطة مفادها أن الجانب الفلسفي والفقهي في النقاش، في شأن الدين والحجاب، يجب ألاّ يصرف الأنظار عن رؤية الفكرة الدينية في جانبها الأشمل والقائم على الممارسة اليومية والاقتناع الشخصي والسيرورة الإجتماعية. إعطاء الحق في الكلام لفتاة مسلمة نزعت الحجاب بملء إرادتها، هو تذكير بوجود هذه الأقلية داخل مجتمعاتنا رغم تغييبها عن النقاش العام بفعل تواطؤ وسائل الإعلام المسيطرة، وفي مقدّمها الفضائيات العربية.
كنت في الثانية والعشرين من عمري عندما بدأت قصتي مع الحجاب. لا أتذكر كيف اتخذت قرار التحجب. كل ما أذكره أن ذلك حصل سريعاً سريعا. ثم أمضيتُ أربع سنوات ونصف سنة قبل أن أقرر نزعه.
في البداية ابتعدتُ شيئا فشيئا عن لبس الثياب الكاشفة وعن الذهاب إلى المسابح وعن المشاركة في الحفلات المختلطة. كنتُ منذ الثانية عشرة من عمري أواظب على الصلاة، وكنتُ مقتنعة بأن الحجاب فرض ديني، وإن كنت غير قادرة على التزامه في البداية. فقد كانت مرحلة بحث عن الذات، ولم أكن أعرف ماذا أريد من الدنيا. كنت أشعر أني أبحث عن شيء مفقود في حياتي. أذكر أن حادثة جرت لي في تلك الفترة ولا أدري مدى تأثيرها على قراري بالتحجب. فقد توفي أحد أعمامي وقد رأيته ميتا بأم عيني مما أحدث جرحاً كبيراً في قلبي.
فخلال مراسم العزاء، شهد البيت حالاً مأسوية وخيم عليه جو ديني تخللته صلوات متتابعة. لا أدري ما الذي دفعني أثناء ذلك الى أن أضع غطاء الحداد الأبيض على رأسي طوال مدة العزاء. أذكر أني خرجتُ بين الناس وقد وضعتُ على رأسي الغطاء الأبيض، لأرى كيف يكون شعوري! بعد إنقضاء فترة العزاء بأسبوعين، استيقظت لأقول للجميع وسط ذهولهم بأني أريد التحجب. وفي اليوم نفسه قصدتُ السوق لأشتري أغطية عدة للرأس. وفي اليوم التالي تحضرت للذهاب إلى الجامعة وقد أخذت الحجاب إلى السيارة وبقيت جالسة فيها نصف ساعة. ثم رميته على المقعد الخلفي واتجهت إلى الجامعة حاسرة الرأس. إلاّ أني لم اشعر بالراحة. في اليوم الثالث، خرجت من المنزل إلى الجامعة وأنا مرتدية غطاء الرأس. وهكذا حسمتُ مسألة ارتدائي الحجاب وبدأت قصتي معه.
أول المشوار، ابتعدتُ عن الأمكنة التي قد التقي فيها أحد معارفي. أول الذين رأيتهم، شابان يصغرانني بسنتين، وكان تعليقهما مريحا: "مبروك. كتير حلو عليك". صديقة أخرى التقيتها في اليوم نفسه وكان تعليقها أكثر سلبية. قالت لي وهي تضحك: "شو عامله بحالك مثل أهل الريف والقرى. شو تخلفتي؟".
ثم استمرت التعليقات في الفترة الأولى بين مرحّبة ومستهجنة. واحدة قالت:"شو عملتِ بحالك. دفنتِ نفسك حية ولن تجدي عريساً بعد اليوم".
صديقاتي المقربات قلن لي: "أنت حرة وهذا قرارك وستظلين صديقتنا".
هناك من أيدني بشدة وبارك لي حجابي. لم يعارض والدي القرار ولم يؤيده في تلك الفترة، لكنه قال لي: بابا، فكّري جيدا في الموضوع، فالحجاب مبدأ ومن الصعب على الفتاة أن تتراجع عنه بعد ذلك في مواجهة الناس.
كانت عائلتنا الموسعة بالكاد تخلو من إمرأة محجبة، حتى أن بنات إحدى عماتي غير المتحجبات سرعان ما تبعنني والتزمن الحجاب. أما عائلتنا الصغيرة فلم تكن شديدة التدين، ولا أمي كانت ترتدي الحجاب.
في بداية تحجبي أعتبرتُ الحجاب فرضاً إلهياً وواجباً. كنتُ أعتبر العذاب والمعاناة امتحاناً لإيماني وأن ذلك سيكسبني أجراً ويجعلني أتجاوز المشكلة.
لكني أحسستُ في ما بعد بأني مرهقةٌ حقاً ومتعبة، وبأني أعيش صراعاً دائماً مع الذات.
دروس الدين
جاء قراري التحجب قبل أن أتابع أيا من دروس الدين. في مرحلة لاحقة قيل لي إن هناك دروساً دينية للنساء تقام في المنازل، فاستعلمتُ عن العنوان من صديقة لي وذهبتُ لأرى. هناك جرت عملية التعارف وبدأت قصتي. في الفترة الأولى، كنت أجلس في المقاعد الأخيرة من الغرفة، مستمعة، من دون أن أشارك في النقاش. كانت الدروس شيئاً مهماً وجميلا بالنسبة إليّ، إذ أخرجتني من عزلتي وجعلتني أتعرف الى فتيات متحجباب يخضن التجربة نفسها. لم أعد أشعر بالوحدة بعدما عثرتُ على ما كنتُ أبحث عنه.
في الدروس العامة كنا نلاحظ أن بعض الفتيات يعدن محجبات بعد فترة من مواظبتهن على الدوام. أما في "ليلة القدر" فكانت هناك نسبة كبيرة من الفتيات اللواتي يقررن وضع الحجاب. وكان ذلك يجري وفق طقوس معينة، إذ كنا ننظم وليمة إفطار عامرة ونقيم الصلوات طوال الليل الى أن تأتي الأستاذة المشرفة التي يسمّونها الآنسة ومعها رزمة من أغطية الرأس الجديدة لتلبية طلب أي فتاة تقرر ارتداء الحجاب في تلك الليلة المباركة.
تبدأ الآنسة بالكلام، وفجأةً تفصح إحدى الفتيات عن رغبتها في التحجب، فتتولى مساعدات الآنسة دعوتها إلى الوقوف في وسط الحلقة ليوضع الحجاب على رأسها وسط الزغاليد والأناشيد وضرب الدفوف. وغالبا ما كانت الفتاة تبكي تأثراً ويشاركها بعض الحضور بكاءها وخصوصا الفتيات اللواتي لم يتحجبن بعد. وفي أحيان، تبكي الآنسة وتبارك المتحجبة الجديدة وتدعو الله أن يثبتها على قرارها وأن يهدي بقية الفتيات، مؤكدةً أن دعاء الفتاة المحجبة سيكون مستجاباً مدة أربعين يوما وستكون ذنوبها السابقة مغفورة كلها.
ثم تتولى الآنسة دعوة الفتاة المتحجبة لتروي أمام الحضور تجربتها وشعورها الجديد.
أنا نفسي، كنتُ أبكي أحياناً، لذا لا أريد أن يؤخذ كلامي هذا بمثابة استهزاء.
في الدروس الخصوصية كانت الأستاذة المشرفة لا تكبرنا سناً بكثير، فهي في حدود الثلاثين من العمر، وكانت مثلنا طالبة جامعية تحجبت حديثاً. وكانت تالياً قريبة منا وقادرة على الإصغاء إلينا وتفهم مشكلاتنا. كنا نلجأ إليها لنتحادث معها في أمور شتى تخص حياتنا.
وبعد أن نكون أنهينا ما يُسمّى مرحلة فقه العبادات، تعلمنا الآنسة بضرورة الانتقال الى مرحلة متقدمة تتولى المسؤولية فيها آنسة من مستوى أعلى. يومها شعرت أننا وقعنا في فخ وأن الآنسة التي اعتبرناها صديقة فعلية، قد تخلت عنا ببساطة. أما الآنسة الجديدة فقد تم تخويفنا من مكانتها وخصوصاً عندما طلبت منا الآنسة السابقة أن نتعامل مع خليفتها باحترام كبير، وأن لا نتكلم في حضرتها، وأن نقف كلما دخلت الغرفة، وأن لا نجلس قبل جلوسها. في المناسبة، فإن لون حجاب كل آنسة يدل على مكانتها، من الأبيض أولاً مرورا بالأزرق الفاتح فالكحلي وصولا الى الأسود.
تحت الجلباب الطويل
في المحصلة، وبعد درسين أو ثلاثة خلال هذه المرحلة المتقدمة، قالت الآنسة الجديدة إن الفتاة التي تريد إكمال الدروس معها، عليها أن تلبس الجلباب الطويل. معظم الفتيات وافقن، أما أنا فتوقفت عن متابعة الدروس الخاصة. في البداية، حاولت الآنسة السابقة إقناعي بالعزوف عن قراري، لكن بلا جدوى. وفي فترة لاحقة عرضت عليّ إحدى الآنسات أن أشاركها إعطاء دروس خاصة لمجموعة من الفتيات كوني أمثل نموذجاً يتقاسمن معه الخلفية الإجتماعية نفسها، فحضرت درسين ثم انسحبت من جديد.
وبسبب حاجتي في تلك الفترة إلى سماع "كلمتين" عن الله من دون إلتزامات، فقد عدتُ مجدداً إلى الدروس العامة الأساسية. لكن تمّ إفهامي بأن الآنسة المسؤولة لا ترغب في ذلك، كوني تعديت منذ سنتين مرحلة الدروس العامة. بعد فترة، تعرفتُ الى مجموعة أخرى من الفتيات، على صلة بفئة ثانية من الآنسات، لكني سرعان ما اكتشفت أن تلك الجماعات كلها تدور في فلك واحد، فتوقفتُ نهائياً عن متابعة الدروس.
أستطيع اليوم، التأكيد أن الأسلوب الذي يستخدمنه للوصول إلى دواخل كل منا، هو غاية في الدهاء. ومع أني كنت أعتبر نفسي ذكية، فقد استطعن أن يغسلن دماغي، وأن يقنعنني بأمور كثيرة، لم أكن أعتقد يوما أن من الممكن أن أقتنع بها، من مثل الإمتناع عن مصافحة الرجال وعدم سماع الموسيقى ونتف الحواجب.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات محجبة قررت نزع الحجاب نهائيا:شهادة للنقاش (Re: osama elkhawad)
|
الجزء الثاني من الشهادة يروي كيف قررت المحجبة نزع حجابها والى الابد
معاناة
في الأساس، لقد دفعني إلى التفكير في نزع الحجاب، إدراكي المتزايد أن الأمور التي يراد فرضها على المرأة بالتلازم مع الحجاب، لا تتوافق مع اقتناعاتي الشخصية في شأن إنسانية المرأة وحريتها ودورها في المجتمع.
كان هناك أمور أؤمن بها وأحب ممارستها. لكن الصورة الإجتماعية للمرأة المحجبة كانت في تناقض مستمر مع تصرفات محددة، كالإختلاط بالشبان ونسج صداقات معهم، والاستماع الى الموسيقى والخروج إلى المطاعم والأماكن العامة في رفقة الأصدقاء.
في بداية حجابي، كنت أعيش ما يشبه حالة غسل الدماغ، وقد امتنعتُ بإرادتي عن هذه الممارسات كلها. ثم أخذت اقتناعاتي تتغير فلم أعد أرى ما يعيب في مثل تلك التصرفات، وإن كانت لا تتلاءم مع صورة المرأة المحجبة في المجتمع.
أعتقد أن تلك الجماعات تخلت عن جوهر الإيمان وصارت مهتمة بصغائر الأمور من مثل: ضرورة أن تطأ الفتاة البيت دائما، بالقدم اليمنى، وأن تدخل الى المرحاض بالقدم اليسرى، وأن لا تطيل أظافرها لأن الشيطان يتربى على الأظافر، وأن تكتفي بتبادل عبارات من مثل صباح الخير وصباح النور مع الرجال إذا لم يكن الموضوع يتعلق بمشاغل العمل....إلخ.
في البداية اعتبرتُ هذه الأمور بمثابة مسلّمات، فلم أعد أخرج الى الأمكنة المختلطة، ولم أعد أشارك في الأعراس، حتى أني توقفت عن سماع الأغاني. ثم رحت أخرج في كل فترة بقرارات، من مثل عدم مصافحة الرجال أو عدم ارتداء البنطال. ومع ذلك كنت أفشل في تطبيقها.
اذكر مرة أني رافقتُ بعض الصديقات في سيارة تصدح من مذياعها أغان جميلة، وأني ارتبكت عند سماعها، وقد تملكني صراع رهيب مع ذاتي فرحت أقول لنفسي: حرام أن تسمعي هذه الأغاني. ثم أعود فجأة الى رشدي لأردد: إنها فعلا ألحان جميلة وممتعة، فهل من المعقول أن أخاف على إيماني لأني أستمع الى الأغاني.
لقد عشتُ هذا الصراع في كل نواحي الحياة. في البداية تجاهلتُ في داخلي الصوتَ الذي يدفعني الى التصرف بتلقائية وعفوية، فكنتُ أروح أضغط على نفسي بإسم الحرام والعيب، وأقنعها بأن الله يمتحنني، وبأنه سيكافئني في النهاية.
لم تستمر تلك الحال طويلا، إذ سرعان ما أدركتُ بعقلي أن هذه العلاقة الجامدة مع الله تتناقض مع كل شيء منطقي بالنسبة إليّ، وأني أحرم نفسي أشياء هي في قرارة نفسي غاية في الطبيعية. ففي العمل مثلاً، لم أستطع أن ألغي الجانب الإنساني والإجتماعي في علاقتي مع زملائي ورأيتني أتكلم تلقائيا بودّ معهم. لم أفهم لماذا كان يتوجب عليَّ أن أظلّ مكشرة في وجوههم.
كنت في أحيان، أدخل في نقاش مهم وممتع مع أحد الرجال في العمل، لكني سرعان ما كنت أتوقف عن ذلك وأمتنع عن الضحك أو الكلام الزائد، واضعةً حداً للنقاش خوف أن يكوّن أحدهم فكرة خاطئة عني. مع أني كنت في داخلي أتمنى لو يستمر الحوار لمعرفتي أني لا أرتكب أي خطأ. حتى في أمور بسيطة كنت أخجل في البداية من التدخين في الأماكن العامة، لأن الصورة التي تكوّنت لديَّ عن الفتاة المحجبة لا تتوافق مع التدخين. غير أني تخليت عن ذلك. وهكذا كانت الحال أيضاً في شأن مصافحة الرجال التي لم أعد أرى فيها ما يعيب، وإن كانت غير مقبولة إجتماعيا من الفتاة المتحجبة.
أذكر مرة أنه كان من المفترض في إطار عملي أن أوزع شهادات التخرج على المشاركين في ندوة تدريبية، وكيف أن العديد من المشاركين راح يتردد في مصافحتي كوني محجبة. في المحصلة، ألصقتْ بي هوية محددة، رغبتُ بذلك أم لم أرغب، مفادها أني فتاة إسلامية وأني شئت أم أبيت سأظل حاملةً لرسالة معينة ولدور محدد مرتبط بصورة الفتاة المحجبة في المجتمع.
في الفترة الأخيرة نشأت حالٌ من عدم الإنسجام بين شخصيتي وحجابي، وكلما كنت أتحضر للخروج صباحا من المنزل، أتذكر فجأةً تلك القطعة من القماش التي من المفترض أن أرتديها قبل خروجي.
في السنة الأخيرة كنتُ أشعر الى حدّ غير معقول بوطأة تلك القطعة من القماش على رأسي. فلم أعد مرتاحة داخليا بل أحسست بأن هناك شيئاً ما خاطئاً في المعادلة: أنا بحجاب وأنا بدون حجاب.
خلال فترة معينة من حياتي محجبةً، كنت أسمع باستمرار تعليقات، من مثل كيف تحجبتِ، وخصوصا عندما يتعرف الناس إلى شخصيتي وخلفيتي المهنية. ثم أصبح السؤال: "شو جاب لجاب"، ذلك أن أسلوب حياتي لم يعد يتوافق أبدا مع نظرة الناس المحافظة الى الفتاة المحجبة.
كنت أجيب عن مثل هذه الأسئلة بمنطق أن على الفتاة أن تمارس حياتها بحرية مع الحجاب لأن الدين لا يمنعها من ذلك. ثم صرت أشعر بالإرباك لأن أجوبتي لم تعد مقنعة للناس. فأحسست كأني أخدع نفسي، لأني أتكلم عن شيء لست مقتنعة به تماما، ولا متصالحة فيه مع ذاتي.
كان بعضهم يقول لي إن الحجاب يحجب عن الحرام، لكني أدركت في الفترة الأخيرة أن الحجاب يحجبني فعلا عن حريتي وعن مشاركتي الفاعلة في المجتمع. ثم تبيّن لي أنه ليس هناك الكثير من النساء المتحجبات اللواتي برزن في المجتمع أو اضطلعن بدور فكري أو سياسي أو اقتصادي مهم.
نزع الحجاب
عندما فكرتُ في نزع حجابي، تملكني خوف شديد من عقاب الله. ثم توصلت إلى اقتناع مفاده أن الله ليس هو من يقف في طريقي، بل هو حجابي أعطاني قوة سمحت لي في ما بعد أن أتخلى عنه. ثم ارتبط الخوف لديَّ بالتحسب من ردود فعل العائلة الصغيرة والعائلة الممتدة على طول المجتمع.
ثم راح الشك ينتابني ويتآكلني حيال صواب التحجب أو عدمه. حاولت أن أستمع الى وجهات نظر بعض الناس المقربين. كان أبي على الدوام مرنا في شؤون الدين، وكانت لديه علاقة خاصة مع الله. ولطالما كان يردد على مسامعي أن الله أكبر من كل هذه التفاصيل التي تشغلني وأنه أكثر رحمة من كل المتزمتين حولي. كانت آراؤه تستفزني كثيرا لأن أمور الدين كانت مقدسة بالنسبة إليّ، ويجب عدم التفكير فيها.
وعندما أعدتُ التفكير في خياراتي كانت آراء أبي هي أول ما استذكرته واستعنت به. كان موقفه في غاية الأهمية. فرغم أنه كان ضد أن أنزع الحجاب، وقف إلى جانبي وأيد حقي في حرية الإختيار وقال لي اني سأظل إبنته وسأظل جزءا من العائلة. لكنه أحس مع ذلك بأن هناك شيئاً ما قد اهتز حقاً، وكان منهمّاً جدا حيال ردود فعل المجتمع والعائلة.
من جهتي أيضا ظللتُ خائفةً رد فعل العائلة حتى اللحظة الأخيرة، لأني أدركتُ وفق أي منطلق سيعالجون الموضوع بعدما قاسمتهم موضوع التحجب لفترة طويلة. ويمكن تلخيص هذا المنطق بالعبارة الآتية: الحجاب واجب على المرأة لأنه فرض إلهي لا نقاش فيه، وهو يحميها ويمنع عنها الأذى ويسمح لها بحمل الرسالة الإسلامية.
كانت ردة فعل بنات عمتي متوقعة بعدما علمن بنزعي الحجاب. إحداهن بكت عبر الهاتف وقالت لي إني نوارة العائلة فكيف أفعل ما أفعله بنفسي. وذكّرتني بأنها تحجبت إقتداء بي!
أبنة عم أخرى بعثت لي عبر الأنترنت رسائل دينية. وهكذا كانت الحال مع بعض صديقاتي المقربات، إذ شرعن في البكاء عندما شاهدنني بدون حجاب ودعون لي بأن يهديني الله ورحن يرددن أن الحجاب نوع من أنواع الجهاد وهو إمتحان للنفس. لكن كل محاولاتهن لثنيي عن قراري باءت بالفشل.
احد أعمامي الأكثر قربا مني، إنزعج كثيرا ولم يعد ينام الليل، وحاول مرة أن يفاتحني بالأمر قائلا إني لا أعي أبعاد هذا القرار وتأثيراته على الناس وعلى العائلة. أجبته: أرجوك، أنا لا يهمني ما يقوله الناس وليس لهم أي علاقة بقراري لأنه قرار شخصي. أما في خصوص العائلة فهذه هي مشكلتها وليست مشكلتي.
حاولت مرة أن أجس نبض صديقة كانت مقربة جدا. تفهمت موقفي بدايةً وأوضحت أن من الطبيعي أن يمر المرء بأزمة في فترة معينة فيشكك في وجوده وعلاقته بالله وفي الكثير من قراراته. لكنها كانت واضحة تماما عندما دعتني الى إبقاء الحجاب مؤكدةً أن الله سيساعدني وأن حجابي وإيماني سيخرجانني من المحنة التي أنا فيها.
لم يحرك هذا المنطق في داخلي ما كنت أبحث. وقد طرحتُ المسألة على صديق فأجاب: "الأمر لا يحتاج الى الكثير من الجدل، فإما أن تفكي الحجاب وإما أن تستمري في وضعه". قال ذلك ببساطة صدمتني في البداية لأني كنت أرى في هذا النوع من القرارات كل الجدية والأهمية. بساطة معالجته للقضية سمحت لي بإدراك أن الأمر هو في الآن نفسه كبير وصغير، وأنه يتوقف على طريقة تعاملي معه. وقد تناقشت حديثاً مع صديقة تخلت عن الحجاب لكنها تختلف عني لجهة عدم اقتناعها منذ البداية به، مع أنها التزمته خلال سنتين بسبب وفاة والدتها، في حين كنت مقتنعة في السنتين الأوليين وأناقش الناس وأستميت في الدفاع عن حجابي. وقد شرحت لي الصديقة شعورها يوم فكت حجابها والصراع الداخلي الذي عاشته قبل الإقدام على ذلك. تكلمت معها قبيل نزعي الحجاب وكنت أحس أنها لسان حالي. ثم تكلمت معها خلال الأيام الأولى لسفوري والمشكلات التي أعانيها، وقد ساعدتني المناقشات كثيراً في تجاوز الصعوبات بسبب وجود إنسانة تتفهم ما أعيشه. والأهمّ كان إحساسنا أننا لم نعد نضحك لا على أنفسنا ولا على الناس. لقد أحسستُ أني تحررتُ من صورة كنتُ أفرضها على نفسي وعلى الناس، ولا تعكس حقيقة شخصيتي.
قصة طريفة ومعبرة حدثت معي بعدما تخليت عن الحجاب. كانت لي صديقة متدينة، متزوجة ولها ولدان. كلما التقينا كانت تعلن رغبتها في اتباع خطاي وتغبطني على قراري التحجب. مضت فترة طويلة قبل أن نلتقي، الى أن اجتمعت بها مجددا في بيت إحدى الصديقات، وكانت هي قد تحجبت وكنت أنا قد فككت حجابي. عندما التقت أنظارنا قلت لها: مبروك. بيلبقلك الحجاب. وبادرتني هي مضطرةً بعبارات المجاملة نفسها، لكن في الإتجاه المعاكس. وحين سألتها الصديقات عن شعورها وهي متحجبة وعن ردود فعل الناس، روت أن رد الفعل العفوي لدى إبنها البالغ من العمر 5 سنوات قوله لها: ماما لماذا فعلت هذا؟ شكلك ليس جميلا وأنا خائف منك. لقد ضحك الجميع بالطبع، لكن تلك الحادثة أثرت فيّ، بسبب الأهمية التي أوليها لرأي الأطفال كونهم بريئين وصادقين، ولم يخربهم المجتمع بعد. ففطرة الولد وصدقه جعلاه يخاف شكل والدته الجديد، شاعراً بأن هذا الأمر غير طبيعي.
الحجاب والقرآن
من الأمور التي غالبا ما تواجه بها الفتاة السافرة المتدينين هي الآيات القرآنية المتعلقة بلباس المرأة. وتجاه الآيات الثلاث التي وردت في القرآن وفيها إشارة إلى لباس المرأة، عندي اقتناع بأن الفقهاء فسّروها بشكل قسري وأحادي لا يواكب العصر. فبالنسبة إليّ لا تزال مفاهيم الخمار والجلباب والحجاب كما وردت في الآيات الثلاث غير واضحة وتحتمل التأويل. وحتى لو كان تفسير هذه الآيات صحيحاً، فإن هذا الكلام موجه في الدرجة الأولى إلى مرحلة ومجتمع، كان من الأفضل فيهما للمرأة أن تتغطى حمايةً لها. أما اليوم فنحن في زمن ومجتمع مغايرين. لست ضد الإحتشام، لكن لا أعتقد أن غطاء الرأس يفيد في شيء في زمننا هذا. إن الله عندما أنزل هذه الآيات، أنزلها في مجتمع محدد وزمن معين، وكانت في غاية الضرورة. لكن الله كان يعرف أيضا أن الأحوال ستتبدل بعد 1400 سنة، ولذلك أعطانا القدرة على التفكير والوصول إلى أحكام أكثر مواكبة لعصرنا. إن طرق التفسير القديمة ليست صالحة لكل زمان ومكان، ويجب إعادة النظر في الأحكام المستنبطة منها. أنا في النهاية لست ضليعة ومتبحرة في علوم الدين، لكني أعتقد أن علينا إعادة النظر في الكثير من المفاهيم والمظاهر الدينية التي أكل الدهر عليها وشرب. يقولون لنا إن تنظيف الأسنان بالمسواك هو من السنّة، لكن لو كان ثمة وجود للفرشاة ومعجون الأسنان في عصر الرسول، أما كان استخدمهما بدلا من المسواك!؟
ولمن يعتبر أن الحجاب يحدّ من النظرات الغريزية إلى المرأة ويمنع النظر إليها كأداة للمتعة، أقول إني لم أشعر قط، بالحجاب أو بدونه، أن هذا يعنيني. لأن إنسانيتي في الحالتين تمنعني من أن أكون أداة للمتعة الذكورية، ولأن شخصيتي في النهاية هي التي ستفرض إحترامي على الآخرين. شخص مقرّب مني قال لي مرة إنه عندما تعرف اليّ لم يشاهد الحجاب! هذا الشخص أصبحت تربطني به اليوم علاقة حب، فقد ساعدني انفتاحه وتفهمه كثيرا في نزع الحجاب. والأهم أنه أحبني وأنا كنت لما أزل متحجبة، وقد استمر حبه لي بدون حجاب.
الحب هو من أجمل الأمور التي يمكن أن تحدث للإنسان. واليوم، حتى لو لم تتكلل هذه العلاقة بالزواج، لن أتراجع عن قراري بنزع الحجاب. الحب يمكن أن يزول، لكن القرار الذي أتخذته مع نفسي، لن أتراجع عنه وسأكمل كما أنا. فهذا القرار فتح لي آفاقاً جديدة في العلاقة مع نفسي ومع المجتمع، من الصعب أن أتخلى عنها.
ورغم نزعي الحجاب، فإن موقفي من قانون منع الحجاب في المدارس الفرنسية يقوم على مبدأ أن لكل إنسان الحق في ممارسة ما يؤمن به ما دام لا يتناقض مع طبيعة المجتمع الذي يعيش فيه. فمن حق الفتاة المسلمة أن تمارس اقتناعاتها وتلتزم حجابها، لكن عليها أن لا تفرض على الأخرين أن يمتنعوا عن ممارسة ما يخالف اقتناعاتها في المدرسة أو في المجال العام. أنا عندي مشكلة مع بعض العائلات المسلمة المحافظة التي تعيش في أوروبا وتضع بناتها في مدارس مختلطة، ثم تمنعهن من المشاركة في الرحلات المختلطة مثلاً، الأمر الذي قد يعطل سير النظام في المدرسة.
في النهاية أنا ضد مبدأ أن يُفرض على المرأة، بقوة القانون أو العرف والعادات، وضع الحجاب أو نزعه. ولو أن أحدا حاول إجباري على نزع الحجاب لكنت ترددت كثيرا في الإقدام على تنفيذ قراري الذي توصلت إليه بملء إرادتي.
أقول الآن إنه من المستحيل أن أتحجب من جديد. لا، لن أعود أبدا بعد اليوم إلى الحجاب أياً تكن الأزمة الوجودية التي يمكن أن تعترضني في المستقبل. ولن أظلم نفسي بعد اليوم ولن أحبس ذاتي هذا الحبس. ومع ذلك يجب أن أكون صادقة وأقول إن الحجاب أفادني وأعطاني الكثير. فقد ساعدني في أن أجد نفسي، ومنحني القوة لأكون على قدر حمل الرسالة التي كنت أتوهم أني أحملها، ومنحني قوة الدفاع عن خياراتي. وهو في النهاية أعطاني القوة لكي أنزعه.
وإذ أروي قصتي مع الحجاب، فإني أكن الاحترام الى المتحجبات فهن أدرى بأحوالهن.
وها أنا أشعر للمرة الأولى بالراحة . لم اعد في مرحلة ضياع وبحث عن الذات. لقد تصالحتُ مع نفسي. وأنا أملك حرية لم أكن أملكهاقبلا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات محجبة قررت نزع الحجاب نهائيا:شهادة للنقاش (Re: nazar hussien)
|
Quote: إن الحجاب أفادني وأعطاني الكثير. فقد ساعدني في أن أجد نفسي، ومنحني القوة لأكون على قدر حمل الرسالة التي كنت أتوهم أني أحملها، ومنحني قوة الدفاع عن خياراتي. وهو في النهاية أعطاني القوة لكي أنزعه |
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ نزار ازيك وكيف الاموره الصغيره بقت تمشي ولا لسه
كدي حل الغلوطيه الفوق دي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات محجبة قررت نزع الحجاب نهائيا:شهادة للنقاش (Re: ايهاب)
|
الأخ إيهاب السلام عليكم ورحمة الله
التناقض ورد في كل ما قالته ..هنا تقول أنها كانت متعودة عاى الثياب الكاشفة والمسابح..والحفلات المختلطة..ويفهم من حديثها إن تحجبها لم يكن طاعة لله..بل تأثرا بوفاة عمها
Quote: في البداية ابتعدتُ شيئا فشيئا عن لبس الثياب الكاشفة وعن الذهاب إلى المسابح وعن المشاركة في الحفلات المختلطة. كنتُ منذ الثانية عشرة من عمري أواظب على الصلاة، وكنتُ مقتنعة بأن الحجاب فرض ديني، وإن كنت غير قادرة على التزامه في البداية. فقد كانت مرحلة بحث عن الذات، ولم أكن أعرف ماذا أريد من الدنيا. كنت أشعر أني أبحث عن شيء مفقود في حياتي. أذكر أن حادثة جرت لي في تلك الفترة ولا أدري مدى تأثيرها على قراري بالتحجب. فقد توفي أحد أعمامي وقد رأيته ميتا بأم عيني مما أحدث جرحاً كبيراً في قلبي. |
وقولها أدناه..فيفسر موقف عائلتها من الدين....
Quote: . أما عائلتنا الصغيرة فلم تكن شديدة التدين، ولا أمي كانت ترتدي الحجاب |
والعجيب تصنيفها للتدين بالشديد وغير الشديد هذه إنسانة في مفترق طرق..لم تجد الراحة في التكشف والمايوهات والحفلات المختلطة...ولم تحسهاكذلك في الحشمة والإستقامة..وهي ليست وحدها..فمثلها كثير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات محجبة قررت نزع الحجاب نهائيا:شهادة للنقاش (Re: osama elkhawad)
|
اخى الحبيب اسامة شكرا اولا لايراد تلك القصة التى نستبين من بين سطورها الكثير ما استلفتنى فى قصة تلك الفتاة المحجبة سابقاانها هشة البنيان تتاثر بالاخرين بسرعة و لا تؤثر فيهم بنفس القدر نعم كثير من المجموعات التى تتخذ الاسلام شعارا لها طقوس و ممارسات تبتعد عن جوهر الدين و لكن ليست تلك المجموعات من تقرر ان تلبس نساء المسلمات الحجاب فمهما كانت تجربة فتاتنا مع تلك الجماعة الطقوسية كان يجب الا ترهن حياتها لها تلبس الحجاب لقناعتها انه الصواب و ليس لان من يتسمون بالاسلام مظهرا يدعون اليه ولك المحبة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات محجبة قررت نزع الحجاب نهائيا:شهادة للنقاش (Re: osama elkhawad)
|
شكرا للمتداخلين والمتداخلات واسف على تاخري في الترحيب بهم كان معنا ضيف على الغداء
هذا المقال لكاتب معروف ويكتب في واحد من اهم واعمق واميز الملاحق الثقافية العربية
والذي يصدر تحت اشراف الروائي المعروف الياس خوري
يهدف المقال الى اختراق دائرة التابوهات العربية في الحديث عن علاقة الناس بالمقدس
ولان مجتمعاتنا تفتقر الى المناهج السوسيولوجية والسايكلوجية الحديثة غابت عنها الرؤية العلمية في مقاربتها للظواهر الاجتماعية كمافي حالة الحجاب
واي اقتراب من هذه الرؤية التجريبية العلمية يقابل بالقمع والتخويف والتكفير
هي محاولة لفهم ما يفعله الناس باعتباره جزء من التكوين الاجتماعي والنفسي لهم, وليس باعتباره استجابة للمقدس , واعتقد ان الصديقة لنا مهدي نفذت الى جوهر المقال\المقابلة
وساورد بعد قليل المقدمة التحليلية التي صدر بها الاتاسي مقالته
مع شكري للجميع
ارقدوا عافية
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات محجبة قررت نزع الحجاب نهائيا:شهادة للنقاش (Re: osama elkhawad)
|
Quote: هذا المقال لكاتب معروف ويكتب في واحد من اهم واعمق واميز الملاحق الثقافية العربية
والذي يصدر تحت اشراف الروائي المعروف الياس خوري
يهدف المقال الى اختراق دائرة التابوهات العربية في الحديث عن علاقة الناس بالمقدس ولان مجتمعاتنا تفتقر الى المناهج السوسيولوجية والسايكلوجية الحديثة غابت عنها الرؤية العلمية في مقاربتها للظواهر الاجتماعية كمافي حالة الحجاب |
من هو الياس خوري هذا؟؟؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات محجبة قررت نزع الحجاب نهائيا:شهادة للنقاش (Re: rani)
|
طبعا مفهوم ان هذة القصة اضاءة نيرة لابراز صوت مستضعف شجاع لتجربة تحولت من خاصة الى عامة وذلك لان التابو في الثقافة العربية اكثر حدة في اطباقة على عنق المراءة كشفت عن غسل الدماغ الذي يستغل وحشة المراءة عديمة النصير المطلوب منها دايما ان توضع بين سيف الحلال والحرام لا مكان لعقلها ؟ ادوات التفكير مسلوبة منها عليها ان تفكر وفق فتاوى رجال الدين؟ صوت العقل ومجادلة التهويش بالصدق والارادة الانسانية هنا.
اضاءة من اجل المقارنة : طفيلون جدد في امريكا يفتون ليل نهار ان البنوك هنا ربوية والربا حرام-
سألتهم لماذا تشترون البيوت وتدفعون سعر الفايدة كل شهر؟ اليس ذلك ربا؟
قالوا بلى!!!! ولكن امتلاك البيت ضرورة ونحن مضطرون لمسايرة هذة القوانين؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!! لان البيت مأوى ورب البيت علية تدبير المأوى لاسرته؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ صوت التناقض والانتهازية والانانية والخداع هنا. لماذا؟ ببساطة لآن ارض الله واسعة
مريود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات محجبة قررت نزع الحجاب نهائيا:شهادة للنقاش (Re: osama elkhawad)
|
لقد نبه الكاتب الى فكرة اساسية وتتمثل في المفارقة بين العجز التنويري والحشد الاسلاموي المبسط المتخلف وقدرته على الوصول الى الجماهير المتعطشة لحل لمشاكلها المتراكمة وهذه المسالة نجدها في شهادة بنت الاحفاد وكيف انها كانت تنجذب للاشرطة الدينية وللخطب الاسلامية الدرامية وساجري تحليلا لشهادة بنت الاحفاد لكي نستكشف المسكوت عنه والان فلناتي لنعرف فكرة الكاتب عن الهوة بين المستنيرين والاسلامويين حينما قال الكاتب ما يلي:
وقد جاءت فكرة نشر هذه الشهادة على أثر متابعتي إحدى حلقات برنامج "الإتجاه المعاكس" (تاريخ ) عن الحجاب والتي جمعت المفكر والأستاذ في جامعة السوربون محمد أركون إلى الداعية الإسلامي وأستاذ الأزهر أبرهيم الخولي.
إذ بينت تلك الحلقة مأزق الفكر الإسلامي المنفتح والأكاديمي وعجزه عن إنتاج لغة وسيطة قادرة على مخاطبة الجمهور الإسلامي الواسع.
ففي حين يملك الدعاة الإسلاميون قدرة هائلة على الحشد والتعبئة من خلال تلاعبهم بالرموز الإسلامية وتجييرهم كمّاً هائلاً من الأفكار المبسطة والمجتزأة عن الإسلام، والتي تجد لنفسها صدى واسعا في المخيلة الجمعية للمسلمين.
إن هذه الأفكار والصياغات خلقت لنفسها خلال عهود من العمل الدعوي حاضنات اجتماعية ممتدة في أعماق المجتمعات العربية، في حين لا يزال الفكر التنويري عاجزاً عن إعادة إنتاج نفسه بما يسمح له بالوصول إلى فئات أوسع من الناس.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات محجبة قررت نزع الحجاب نهائيا:شهادة للنقاش (Re: osama elkhawad)
|
المشاء والقراء الاعزاء..
فيما يلى مساهمة د. محمد سعيد القدال.. أرى أن لها صلة! ----------
http://alsahafa.info/news/index.php?type=3&id=2147487329
الحجاب فى الخطاب القرآني (1-2)
نتناول موضوع الحجاب من زاويتين: واقع المرأة في الجزيرة العربية عند نزول القرآن، ثم منهج الخطاب القرآني القائم على الهداية، (راجع ايضا محمد سعيد العشماوي، حقيقة الحجاب وحجة الحديث. 1995 القاهرة). الحجاب ملبس تستعمله المرأة على أساس تقاليد مجتمعها وتراثه وقيمه الخلقية وظروفه الطبيعية ومحصولاته التي ينتجها، تتشابك جميعها ليتكيف منها نوع اللبس والحجاب الذي تستعمله المرأة والذي يستعمله الرجل ايضا. فملبس كل مجتمع جزء من ثقافته التي انتجها عبر تطوره التاريخي. وقد يتعدل اللبس اذا طرأت متغيرات تستوجب التعديل في مجرى الحركة التاريخية لذلك المجتمع. فليس هناك زي عالمي موحد. وليس هناك زي اسلامي مطلق. فقد انتشر الاسلام عبر مجتمعات مختلفة لكل واحد منها تراثه وتقاليده، بل انتشر الاسلام عبر القارات. وكان انتشاره في مراحل زمنية مختلفة. ونتج عن ذلك الانتشار والتمازج تراث اسلامي له مقومات مشتركة، كما له خصوصيته التي لها تجلياتها في كل مجتمع على حدة. فاختلفت انواع اللبس بما في ذلك لبس المرأة. واختلفت انواع الاكل وطريقة الاحتفاء بالمناسبات الدينية. واحتفظت بعض المجتمعات بلغتها ولهجتها. وانتشرت في تلك المجتمعات مذاهب اسلامية مختلفة، فانتشرت الصوفية في بعضها. وانتشر مذهب الشيعة في بعضها الآخر. وطغى المذهب السني على البعض الثالث. وظل كل مجتمع يتمسك بصوفيته وتشيعه ومذهبه السني، لا لأن أهل كل مجتمع قارنوا بين المذاهب المختلفة واختاروا بعد ذلك. ولكن لأنهم توارثوا تلك المذاهب جيلاً بعد جيل. وغدت تشكل جانبا متيناً من نسيجهم الديني. واحتفظت المجتمعات الإسلامية بزيها القومي الذي اختلطت فيه تقاليدها مع قيم الإسلام الوافد. ومن ضمن ذلك الزي لبس المرأة والطريقة التي تتحجب بها أو لا تتحجب بها. لنأخذ ثلاثة أمثلة من فارس وبلاد السودان والجزيرة العربية. كان للمرأة في فارس لبسها الخاص قبل مجيء الاسلام إليها، فكانت المرأة تتحجب حجابا صارماً ولا تكشف عن وجهها إلا في كبريات الامور وجليلها. وتحكي قصة كسرى عندما اراد إعدام وزيره «بزرجمهر» وطلب من يتشفع له حتى يعفو عنه. ولم يتجرأ أحد أن يتقدم خوفاً من إغضاب كسرى. فانبرت أخت بزرجمهر من بين الصفوف. وكشفت عن وجهها أمام كسرى وتشفعت لأخيها. وارتكبت بذلك أمرا كبيراً. ولكنها فعلت ذلك في سبيل انقاذ أخيها. واستوحى الشاعر خليل مطران من تلك الحادثة قصيدة قال في أحد أبياتها: ما كانت العذراء ترفع برقعاً لو أن في تلك الجموع رجالا فكان الحجاب في بلاد فارس تقليداً صارماً. ووجد العباسيون في تخوم فارس وجبالها ملاذاً من الأمويين الذين طاردوهم بضراوة. ومن تلك البقاع رفع العباسيون علم الثورة الأسود. فأصبح للون الاسود مكانة ذات رمز له دلالاته. وامتزج مع التراث المحلي ليتواصل حجاب المرأة الأسود المصنوع من الكتان أو الحرير، لأن القطن ليس من منتجات تلك البلاد. وانتشرت عباءة المرأة السوداء في بعض البلاد الإسلامية إما تقليداً أعمى أو لأسباب أخرى، على الرغم من أن اللون الأسود لا يناسب طقس بعض تلك البلاد، لأن اللون الأسود يمتص الحرارة، فيصبح اللبس مصدر شقاء للمرأة. واذا كان اللون الأسود عند البعض لبساً اسلامياً، فهل اللون الأسود لون إسلامي أيضا، أم نحن مساقون إلى ما ليس ندري كالبقر؟ وكان لانتصار الثورة الايرانية بقيادة آيات الله، مع هجمة الطفيلية النفطية التي أفرزت الهوس الديني، أن انتشر اللباس الأسود دون تفكر وروية. انها كارثة حضارية مهما أضفنا عليها من صفات هوجاء لا تخلو من رعونة. واختلف الوضع في بلاد السودان. هنا اختلطت بعض التقاليد والموروثات الأفريقية مع الحضارة الإسلامية الوافدة التي تسربت تسرباً سلمياً بطيئاً عبر قرون دون فتح أو غالب أو مغلوب. وهذه ظاهرة فريدة بالنسبة لانتشار الإسلام. ونتج عن ذلك مع الطقس الحار ووفرة القطن، لبس خاص بنساء السودان الأوسط. وهو ثوب أبيض من القطن يلف بطريقة تسمح بمرور الهواء من خلاله. وظلت النسوة يستعملن هذا اللبس دون ان تهتز قيمهن وأركان الفضيلة بين جنابتهن. وكان للنساء في الجنوب وجبال النوبة والشرق والنوبيين في الشمال، لبسهن الذي يميز كل مجموعة عن الأخرى. وظلت النسوة حتى عقود قريبة خلت يستعملن الرهط (ينطق عندهم الرحط). وهو إزار من الجلد يغطي نصف المرأة الأسفل حتى ركبتها. وأدى التسرب البطيء للإسلام مع غلبة العمل الزراعي المشترك، الى قيام مجتمع مفتوح بين الرجال والنساء. ولم تستطع المهدية (1881 - 1898م) بتزمتها وصرامتها أن تفهمه، فمنع المهدي سلام المرأة للرجل. وجعل عقاب السلام بالعناق «50» جلدة او صيام شهرين او عتق رقبة. ويقول الأستاذ هادي العلوي ان سبب التخلف في برنامج المهدي الاجتماعي، هو خضوعه للشريعة كما استقرت عليه في العصر العثماني. وهذه المشكلة تواجه دوما حركات الإصلاح الديني بسبب صلابة الشريعة بشأن المرأة. واختلف حجاب المرأة في الجاهلية، فلم يعرف العرب نوعاً واحداً من لبس النساء. ويبدو أن الحجاب كان في المدن ولم يعرفه أهل البادية. واستعملت النسوة الجلباب. وهو إما ثوب او إزار أو أي غطاء خارجي. وتحدث المؤرخ الفاكهي عن عادة إخراج الرجال لفتياتهم وجواريهم سافرات للطواف حول الكعبة، حتى يجدن أزواجاً أو مشترياً. وبعدها يعدن للحجاب. ويبدو أن البعض كان يرغم جواريهم على ممارسة البغاء، فنزلت الآية «ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا» (النور: 34). وكان من المألوف أن تطوف بعض النسوة بالكعبة عاريات إلا من الرهط الذي يغطي نصفهن الأسفل. وتناول القرآن موضوع الحجاب من ثلاثة جوانب، تناوله من منطلق الهداية التي تمتد خارج الزمان والمكان. وجاء في سورة الأعراف: «يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم وريشاً ولبس التقوى ذلك خير...» ورغم أن هذه آية واحدة، إلا أن لفظ التقوى الذي جاء في سياقها جزء متين من الخطاب القرآني. فقد ورد ذكر التقوى عشرات المرات في القرآن بداية بالآية الأولى من سورة البقرة. وجاء ذكر الحجاب الخاص بنساء النبي وبوضعهن المتميز في الآيات التالية من سورة الأحزاب: «6، 30 إلى 33، 53». وميزت الآيات السابقة نساء النبي تمييزاً خاصاً، فهن أمهات المؤمنين. وثوابهن مضاعف وعذابهن مضاعف. وخاطبهن القرآن: لستن كأحد من النساء. ومنع الزواج منهن. وخصت أهل البيت: «إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً». ثم تناولت الآيات ثلاثة جوانب خاصة بحجابهن.. الأول: «إذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب». والثاني: «وقرن في بيوتكن». والثالث: «ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى». ولم يقل تبرج الجاهلية فقط، لأن تبرج الجاهلية الأولى كان بطريقة لم تكن مقبولة حتى في الجاهلية الثانية. وإن وضع نساء النبي خاص بهن ولا ينطبق على نساء المسلمين. وإلا كان القرآن خاطب النساء جميعاً.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات محجبة قررت نزع الحجاب نهائيا:شهادة للنقاش (Re: osama elkhawad)
|
(2-2) المرأة والحجاب في الخطاب القرآني (1 ــ 2)
اولا : المرأة المرأة والحجاب موضوعان مترابطان في القرآن ، وقد افرزا مواقف متباينة وجدلا حادا ، فهناك من يرتد بهما الى رؤية سلفية لا تاريخية ، ومن يجنح بهما جنوحا مخلا ، ويذهب فريق ثالث الى تبريرات لا يستسيغها عقل ، فلا يخلو موضوع المرأة من تعقيد ، يقول الدكتور محمد شحرور : «إن بحث المرأة في الإسلام يعتبر من اكثر المواضيع حساسية ، وهو من المواضيع التي بحثها العديد من مؤىدي الاسلام ومن اعدائه ، ابتداء من عصر النهضة وحتي يومنا هذا ، ولا اعتقد انه تم الى الىوم تقديم بحث اصيل حول المرأة في الاسلام انطلاقا من الجدل بين الاستقامة والحنفية والفطرة الانسانية التي تعتمد ان حدود الله هي العمود الفقري لهذا المنطلق» (الكتاب والقرآن ، ص 592) . ويقول الدكتور محمد اركون : «ارجو ان يغفر لي القارئ لانني لم انخرط في تحليل تفصيلي للعديد من الآيات التي رسخت لقرون متطاولة حالة المرأة ووضعها المعروف في المجتمعات التي يسيطر علىها الإسلام كدين ، وهذا العمل لم يقم به احد حتي الآن ضمن الشروط الجديدة لنقل العقل العربي» (اركون ص 129) . ويثير موضوع المرأة والحجاب خلافا حادا ، ليس فقط بين مؤيدي الاسلام ومعارضيه فهذا امر هين ، وانما يأتي الخلاف بين المجموعات المسلمة ، بل بين اكثر تلك المجموعات حماسة للإسلام ، ولسنا هنا بصدد تناول المدارس الفكرية والمذاهب والتيارات التي تناولت موضوع المرأة في الاسلام وموضوع الحجاب المتفرع منه ، وانما نتناول الموضوعين في إطار منهج الخطاب القرآني واستنادا على آيات القرآن . ماهو الخطاب ؟ ماهو المقصود بالخطاب (discourse) ؟ هو مجمل الأفكار الاساسية التي تعبر عن مبدأ أو فكرة معينة ، والأسالىب التي عرضت بها ، وتظل تلك الافكار تتري باستمرار وربما بالحاح ، حتي يتشكل منها الخطاب المعين ، فالخطاب القرآني هو مجمل الافكار الاساسية التي وردت في القرآن بالحاح ، وليس ذلك الخطاب هو استلال آية ورفعها على اسنة الرماح باعتبارها الحجة الدامغة والرأى الاوحد ، ان الخطاب منهج ممتد ومتكامل وشمولي ، ويعرف ميشيل فوكو الخطاب بأنه مجموعة من التعابير التي يبدو انها منظمة بشكل معين ، والتي يبدو ان لها ترابطا وقوة مشتركة بينها . ويبدو أن بعض العلماء المعاصرين قد تنبهوا لموضوع الخطاب القرآني ، فيقول الشيخ محمد الغزالى :«وهناك معنى آخر للتفسير الموضوعي لم اتعرض له ، وهو تتبع المعني الواحد في طول القرآن وعرضه وحشده في سياق قريب ، ومعالجة كثير من القضايا على هذا الاساس .. ولا ريب ان الدراسات القرآنية تحتاج هذا النسق الاخير» (الغزالى 1992 ص ،6) ،وهذا المنهج الذي تنبه الىه اخيرا الشيخ الغزالى ، بتطبيق هذا المنهج في الدراسات التي طرحها طولا وعرضا كما لم يطبق هذا المنهج في الدراسات القرآنية السائدة ، فتلك الدراسات تقوم على اجترار الروايات السابقة ، ولم تتناول النص بعيدا عن الحواشي ، ولاشك ان تطور مناهج البحث هو الذي فرض تطبيق هذا المنهج وليس مجرد المزاج الخاص بالباحث ، انها الرؤية الجديدة في البحث العلمي . يقع موضوع المرأة ضمن الخطاب القرآني في مراحله المختلفة ، فتناول موضوع المرأة ضمن رسالته لتغيير واقع الجزيرة العربية وتأهيل اهلها لحمل الرسالة ، ومن خلال ذلك التناول وضع مؤشرات للهداية يمكن بها معالجة قضية المرأة في المجتمعات البشرية المختلفة في مجري الحركة التاريخية . فالقرآن خاطب مجتمع الجزيرة العربية ومن خلاله خاطب المجتمعات البشرية العريضة ، وفي هذا الصدد يقول الاستاذ حسين احمد أمين :«الدين لا ينشأ في فراغ ، وإنما في مجتمع معين وزمن معين ، فتتلون تعالىمه بالضرورة بظروف ذلك المجتمع ومقتضيات ذلك الزمان وتراعيها ، هو إذن حقيقة مطلقة وردت في اطارتاريخي ، وظهرت في بيئة اجتماعية انعكست معالمها علىه ، وذلك من اجل ان يلقي القبول ويضمن الانتشار ، فلو ان الرسالة الخالدة لم تراع جهاز الاستقبال لدي من تسعي لمخاطبته ، والوصول الىه ، لضاعت في الاثير واستحال التقاطها» «من مقدمته لكتاب عبدالله النعيم ، نحو تطوير التشريع الاسلامي ، ص 8» فالنص الالهي فعل في الزمان والمكان ، أي فعل من خلال قوانين العالم ذاته ، (نصر حامد ابوزيد ص 99) . وضع المرأة في الجاهلية والنقلة التي احدثها الاسلام كانت في الجزيرة العربية عند نزول القرآن معتقدات وموروثات تفاوتت درجاتها واشكالها مثل الوثنية والرق والظهار ، اما الوثنية فقد صادمها النص القرآني مصادمة لا هوادة فيها ، حتي نقل اهل الجزيرة الى الإيمان بالله . وتصدى لقضية الرق بأسلوب مختلف يقوم على التدرج حتي لا يختل التركيب الاجتماعي ، حتي تلاشي نظام الرق ، وحرم الظهار لأنه عاد ةلا تهز المجتمع عند تحريمها . وكانت المرأة تعيش في اوضاع تستوجب التغيير ، ولكنه تغيير يقوم على التدرج وليس على حرق المراحل حتي لا يختل التركيب الاجتماعي ، وحتي يتضح لنا منهج القرآن بالنسبة لوضع المرأة ، نتناول اولا السمات العامة لوضعها في الجاهلية حسب ما وصف بعضه القرآن ، ثم نتعرض للنقلة التي احدثها في وضعها ، ونشير اخيرا لموجهات الهداية التي تمتد خارج الزمان والمكان لتخاطب المجتمع البشري العريض . ماهي السمات العامة لوضع المرأة في الجاهلية ؟ كان اهل الجزيرة العربية يكتئبون عندما يرزق احدهم بنتا ، ولعل البعض مازال يكتئب حتي يومنا هذا ، ولكن بعض اهل الجزيرة العربية لم يكتف بالاكتئاب ، بل كان يدفن بنته حية ، ويسمي الوأد ، ويصفه الإمام محمد عبده بأنه من ابشع العوائد الفاشية في الجاهلية ، وكان لهم تفنن في ذلك ، فكان البعض يستبقي البنت حتي اذا كانت سداسية ، قال لامها طيبيها وزينيها حتي اذهب بها الى احمائها ، وقد حفر لها بئرا في الصحراء ، فإذا بلغها دفنها حية ، وكان بعض الأمهات إذا جاءهن المخاض حفرن حفرة ، فإن ولدن بنتا رمينها فيها ، (محمد عبده الاعمال الكاملة ، ج5 ، ص 33 . فالبنت تقتل ليس لجرم ارتكبته ، وإنما لما يمكن ان ترتكبه ، فالعقاب موقع على النوع البشري وليس على جريمة ارتكبت ، فكان لابد من اعطاء المرأة حقها في الوجود في ظروف يتعرض فيه كل الجنس للابادة . وكانت الحياة في الجزيرة العربية يغلفها شظف العيش والصراع الضاري حول موارد الرزق الشحيحة ، مما ولد عصبيات قبلية وتناحرا وحروبا قد تستمر لحقب متتالىة ، وفي ذلك المناخ فإن دور الرجل في الدفاع عن القبيلة وتأمين مقومات حياتها ، اكبر من دور المرأة ، وهو دور مرهون بتلك الظروف القاسية ، وهو الذي اعطي الرجل وضعه الاجتماعي المتميز ، ووضع المرأة في ادني السلم الاجتماعي والسياسي ، فجاء الخطاب القرآني لينتشل المرأة من ذلك الوضع ويمنحها آدميتها ، فتفاصيل الخطاب وخصوصيته مرتبطة بذلك الوضع ، اما جوهره فيمتد عبر المجتمعات الاخري التي تكون قد تخطت وضع الجاهلية نتيجة للتطور الذي لعب الخطاب القرآني دورا في تطوره ، فالتفاصيل تاريخية والجوهر مقدس وباق . والجوهر هو مواصلة تطوير وضع المرأة مع مستجدات الحياة. وبعد اعطاء المرأة حقها في الوجود وادميتها ، اعطاها القرآن كرامتها . فقد كانت المرأة تعيش في خضم فوضي جنسية يبدو انها كانت بلا شطآن . فعرف اهل الجزيرة الجاهلية زواج الضماد ، وهو ان يكون للمرأة اكثر من زواج ، وهناك زواج الاستبضاع ، وهوان الرجل الذي لا يستطيع ان ينجب ، يسمح لزوجته بالاتصال برجل آخر لتنجب منه ، وهناك بغاء الشريفات ، وهن النسوة من الاسر الكريمة اللاتي يحترفن البغاء ، ولكن لا يسمحن لأى شخص بالاتصال بهن ، وإنما يقمن بدعوة من يشتهين من الرجال ، وكان البعض يتزوج من زوجات آبائهم ، والبعض الآخر يجمع بين الاختين ، وكان بعض النسوة يطفن بالبيت عاريات . يبدو ان العلاقات الجنسية في بعض انحاء الجزيرة العربية قد فاقت حد المعقول ، بل وصلت بعض ممارساتها درجة اللامعقول والشطح الجنوني ، ويبدو ان خيال الجنس في تلك الصحاري البيد الضاربة في التيه ، كان خيالا جامحا بلا حدود ، وان الجنس كان ملاذهم الاول والاخير ومبدأهم ومنتهاهم وسلوتهم الوحيدة ووسيلتهم لحفظ جنسهم من الانقراض في ظروف معيشية يغلفها ضنك ومعاناة ومفاجآت لا يستطيعون لها تحسبا ، ويقف لهم فيها الموت بالمرصاد . فجاءت آيات القران في تحديد العلاقات الجنسية قاطعة وحادة وحاسمة (النساء 22 ــ 23) . ولم تأت تلك الآيات لتنهي عن ممارسات لم تكن موجودة ، بل جاءت لتنهي عن ممارسات ان لم تكن شائعة فقد كانت موجودة بدرجة او اخرى. وتناول الخطاب القرآني مواضيع آخرى عن المرأة ، فأكد ان الرجل والمرأة متساويان في الخلق وفي العمل الصالح (النساء 1 ــ 124 ، النحل : 97 ـ غافر 40) . وتناول الخطاب القرآني قيما عامة متعلقة بالحياة الزوجية واستعمل في هذا الصدد جملا قصيرة مشحونة بمعاني جمة : هن لباس لكم وانتم لباس لهن ـ وقد افضي بعضكم الى بعض ، خلق لكم من انفسكم ازواجا ، وجعل بينكم مودة ورحمة (البقرة : 187 ـ 222 ــ النساء : 127 ـ 130 ـ النحل : 72 ــ الروم : 21). وافرد الخطاب القرآني حيزا واسعا للطلاق ، لما ينشأ عنه من تعقيدات متشابكة ، بل هناك صورة خاصة بالطلاق ، بجانب آيات اخرى . وجهت الآيات السابقة خطابها الى أهل الجزيرة العربية ، فاعطت المرأة حقها في الوجود وآدميتها وكرامتها وساوتها بالرجل في الخلق والعمل الصالح كما تناولت بعض القيم الخاصة بالحياة الزوجية ، والخطاب موجه ايضا الى المجتمع البشري العريض ، ولكن الانتقال بالمرأة من وضعها في الجاهلية الى المجتمع الجديد الذي حدد الخطاب القرآني موجهاته ، لم يكن انتقالا كاملا ولكنه انتقال توخي فيه الخطاب القرآني ظروف الزمان والمكان وتركيب المجتمع ، حتي لا يؤدي الانتقال الى ارتباك في الحياة الاجتماعية ، فجاءت بعض آيات الخطاب القرآني لتناسب ظروف الجزيرة العربية ، فحصل الرجل على بعض الميزات التي هي من مواصفات ذلك الانتقال التي اقتضاها التدرج المنبثق من مهج الخطاب القرآني .. فهي ليست ميزات مطلقة بل فيها خصوصية الزمان والمكان ، ولكنها تضمنت ايضا موجهات تفتح السبل للانتقال بالمرأة الى وضع افضل كلما استجدت الظروف التي تهيئ لذلك الوضع الافضل .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات محجبة قررت نزع الحجاب نهائيا:شهادة للنقاش (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)
|
الأخوة الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحجاب أمر رباني يخص المرأة المسلمةوحدها تسأل عنه هي كما تسأل عن بقية التكاليف الربانية الأخرى . فليس فيه مجال للجدل العقيم ولا المناظرات ولا المقالات التى سودنا بها أطنان الورق.فلتنظر كل مسلمة في أمر الحجاب كما تنظر في أمر الصلاة والزكاة والحج والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبقية التكاليف ولها الخيار بعد ذلك ام اللإلتزام بالحجاب واطاعة الرحمن سبحانه وتعالى أو نزعه ( السفور) ومعصية الله تعالى وأمرها يرجع لرب العالمين سبحانه إن شاء غفر وإن شاء عاقب.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات محجبة قررت نزع الحجاب نهائيا:شهادة للنقاش (Re: osama elkhawad)
|
شكرا عدلان على الاضافة المهمة حقا البعض يعتقد وخاصة جماعات الاسلام السياسي ان المسالة بسيطة جدا الهداية او الضلال نحن نرى ان المسالة اعقد من ذلك بكثير فقرارات مثل التحجب او ان تصير ماركسيا في العالم الثالث مثلا لا تتم بتلك البساطة فلها خلفيات تاريخية وسوسيولوجية ونفسية والتحجب ليس استثناء هذا اذا اردنا ان تكون لنا معرفة علمية بسلوك مجتمعاتنا وساعود لتحليل شهادة بنت الاحفاد المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات محجبة قررت نزع الحجاب نهائيا:شهادة للنقاش (Re: osama elkhawad)
|
أنا قاعده أنزّل في البوست ده من فووووووووووق ما لقيت ولا إمرأة إتكلمت عن الموضوع ده...
اسمحوا لي أيها الإخوة أن أخترق البوست الرجالي.. رغم أن الموضوع نسائي بحت..... أولاً أعتقد أن هذه الفتاة تقطن إحدى بلاد الشام.. وعلى الإغلب سوريا، أو الأردن... باعتبار معاشرتي لهؤلاء الناس فإن نظرتهم لموضوع الحجات تختلف تماماً .. واختلافاً كلياً عن النظرة الكلاسيكة للموضوع... عندهم الحجات قطعة قماش.. قد توضع على بلوزة بودي .. وبنطلون جينز... المهم أنها قطعه قماش موجوده... أكاد أفهم موقف الفتاة.. والوضع الذي عاشته .. وتعيشه... قابلتني الخلايا التجنيديه التي تتحدث عنها الفتاة... الحقيقة أنا لا أدافع عن الفتاة.. لأن موقفها لم يمس فكراً .. ولا مرجعاً دينياً أو فلسفياً... وأعتقد نها فعلت ما فعلت بعد تعرضها لضغط متجتمع ينظر للمحجبة بصورة فعلا غريبة... مجتمع متناقض.. يريد من الفتاة أن تتحجب.. وفي الوقت ذاته.. الفتاة المحجبة منبوذه... المهم.. ما يمسني في هذا الموضوع أن الرجل سهل عليه الحديث... وأن الأمر يخصنا نحن بنات حوّاء... وأني متأكده أننا سنجد في هذا البورد من توافق رأي الرجال هنا... ومنهن من قد (تبطن) على مضض رأي الفتاة في حقاً في المعاملة العادية.. والحياة الطبيعية الخالية من العقد والتي تنظر لها باعتبارها (كوم لحم) يجب أن يُدارى....
رأيي في هذا الخصوص لا يختلف ولن يختلف عن رأي الأستاذ أسماء محمود.. والفكرة الجمهورية في هذا الخصوص... والذي نشرته هنا قبل فتره... .. وسواءاً شئتم أم أبيتم، العالم اليوم لا يحتمل أفقاً مثل هذا.. فإما أن نخرج.. وإما أن نظلم في قمقمنا... تستعبدنا الدنيا.. ويضحك من وراء ظهرونا العالم.. ويستحي من وجودنا التاريخ....
بنت الحسين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات محجبة قررت نزع الحجاب نهائيا:شهادة للنقاش (Re: osama elkhawad)
|
شكرا اختي مريم على تنبيهك حول ذكورية البوست والحجاب اساسا هو من المحاولات الذكورية للسيطرة على السلوك الجنسي للمراة واشكال السيطرة متعددة فمنها ما هو ديني
اذ ان الحجاب كان غريبا على الثقافة العربية
وله منشا يهودي انتقل الى المسيحية
وفي مقابل الحد من السلوك الجنسي للمراة المسلمة,
نجد ان الاسلام الشيعي قد اقترح مسالة زواج المتعة كحل يوفر للمسلمين الرجال اقصى درجات الاستمتاع بالنساء الفقيرات اللواتي في المقابل يحصلن على نصيبهن المادي
وقد اندفعت اعداد ضخمة من الرجال المسلمين الى ايران للاستمتاع باجساد الايرانيات الفقيرات وفي المقابل حينما صعدت الطبقة الاسلامية الراسمالية كان لا بد لها ان تروج لنموذجها وفي المقابل كانت النساء يسعين الى ودهم من خلال التحجب والذي يعني في الذهنية الاسلاموية التبسيطية اقصى درجات العفة بينما يعني غير ذلك الفساد والانحراف وهي فكرة ساذجة ترى ان العفاف مرهون بتلك القطعة المقدسة بينما انها اي تلك القطعة قد تكون وسيلة لبلوغ اهداف ضد الفكرة الاساسية التي قامت عليه تلك القطعة وسنعود المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات محجبة قررت نزع الحجاب نهائيا:شهادة للنقاش (Re: osama elkhawad)
|
نحب ان ننوه الى عدم الخلط بين المفهوم الديني للحجاب ,
والطريقة التي ينظر بها علم الاجتماع مثلا او تحليل السلوك التطبيقي Applied Behavior Analysis للتحجب كظاهرة اجتماعية ونفسية
فالممارسة الدينيه مثلها مثل كل الممارسات هي ايضا من مواضيع الدرس العلمي , وليست استثناء كما يرى بعض المتدينين
هذا اذا اردنا ان نحقق معرفة علمية بسلوك مجتمعاتنا
اما اذا بسطنا المسالة في حدود الفهم التبسيطي اي الهداية والضلال, فلن نخرج ابدا من تيهنا العظيم
وساعود
ونتمنى ان نسمع اراء النساء والشابات
مع شكري للجميع لمساهمتهم
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات محجبة قررت نزع الحجاب نهائيا:شهادة للنقاش (Re: osama elkhawad)
|
انتو والله تحيروا !!! الموضوع ابسط من بسيط و ما عاوز تنظير ولا سايكولوجى ما ح افتح بوست جديد و احكى قصتى . بس لانها اصلا ما قصة فى الصف السادس الابتدائ لاحظت ان الوالده امى بتلبس توب سودانى عادى .بس ابدا راساها ما بنكشف . عملت مشكة فى البيت وقلت عاوزه طرح . اشتروا لى طرح .فى الثانوى حسيت ان ده ما كفاية . كل الى عملتو انى بقيت اشترى ملابس اوسع و اطول . لقيت الناس بيقوا غلى محجبة. كل الفكرة كانت انو انا حاسه انى لابسه محترم كده. ابدا مافكرت هل انا حلوه بالحجاب ولا لا .بلرغم من انى من النوع اياه اللى بيقيف فى المرايه على كل حال دخلت كلية تسعين فى الميه من سكانها قصدى طلبتها اولاد .ما حسيت ابدا ان الحجاب كان عائق لى .اكاديميا كنت ناجحه بالرغم ان الكليه كان من متطلباتها السفر .وكل الى قروا هندسة عرفين سفرة المساحة بتاعة جبل اولياء. ويعنى شنو تعمل مساحة لجبل الان فى بلدنا طيرها عجم ولابسه طرحتى وما عملت لى اى مشكةالحجاب.بمشى موتمرات بنشر اوراق علمية وبقدمها بحجابى ده فانا بصراحه ما عارفه المشكلة فى الحجاب شنو .ربنا قال اتحجبوا ....خلاص لو مسلمين اتحجبو ...وما ح اخش فى تفاصيل ربنا قال ولا لا.. واى واحده تقول شغلها ما بينفع مع الحجاب دى ما عندها موضوع و لا سبب وجيه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات محجبة قررت نزع الحجاب نهائيا:شهادة للنقاش (Re: osama elkhawad)
|
ان قرار التحجب ليس قرارا عاديا
انه مشحون بتاريخ طويل
لماذا تصر "بنت الاحفاد" -في شهادتها-, على ان الحجاب مرتبط بالجمال؟
قالت بنت الاحفاد عن المحجبات: جميعهن في غاية الجمال ,
بل احيانا كثيرة حين اكون في الشارع , ابحث حولي عن فتاة ترتدي الحجاب قبيحة, فلا اجد واذا كانت المحجبات جميلات بعد التحجب , فما الفائدة من التحجب؟
ربما ينبغي ان نقول عن المتحجبات اللواتي يزددن جمالا بعد الحجاب: قل للمليحة في الخمار الاسود ما ذا فعلت بناسك متعبد وساعود للحديث حول مفهوم بنت الاحفاد للسفور والموسيقى
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات محجبة قررت نزع الحجاب نهائيا:شهادة للنقاش (Re: osama elkhawad)
|
ان قرار التحجب ليس قرارا عاديا
انه مشحون بتاريخ طويل
لماذا تصر "بنت الاحفاد" -في شهادتها-, على ان الحجاب مرتبط بالجمال؟
قالت بنت الاحفاد عن المحجبات: جميعهن في غاية الجمال ,
بل احيانا كثيرة حين اكون في الشارع , ابحث حولي عن فتاة ترتدي الحجاب قبيحة, فلا اجد واذا كانت المحجبات جميلات بعد التحجب , فما الفائدة من التحجب؟
ربما ينبغي ان نقول عن المتحجبات اللواتي يزددن جمالا بعد الحجاب: قل للمليحة في الخمار الاسود ما ذا فعلت بناسك متعبد وساعود للحديث حول مفهوم بنت الاحفاد للسفور والموسيقى
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات محجبة قررت نزع الحجاب نهائيا:شهادة للنقاش (Re: osama elkhawad)
|
الاخ العزيز اسامة سألك في اول البوست ايهاب عن الهدف من البوست ده المناقشة والتحليل لكلام اجمع عليه الكثيرين بانه ملي بالمتناقضات وده شي طبيعي لما شخص يحاول تشويه صورة الحق ( الحق وهو الحجاب والباطل نزع الحجاب ) وعشان ده شي صعب فالتخبط وارد
بس انا بسألك تاني مالهدف من طرح الرأي الشخصي لبنت الاحفاد في أخواتها المحجبات؟؟؟؟؟
كدي فهمني عليك الله عاوز افهم
وسلمت تمنياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات محجبة قررت نزع الحجاب نهائيا:شهادة للنقاش (Re: osama elkhawad)
|
يبدو ان الاخ اسامه يريد ان يستغل موهبته فى الكتابه والاقناع لتغير رأى الناس عن امر الله عز وجل
صدقنى اخى لن يذيد هذا البوست الا الضالين ضلالا والمهتدين هدايه
فعلت هذه المحجبه خيرا حين خلعت الحجاب فهى تسئ له ان كانت بهذه الشخصيه المهذوذه
آل ايه كمان البنت عايذه تدخن وفى الاماكن العامه وعايذه تصادق الاولاد وتذهب معهم الاماكن العامه بدعوى الحريه؟
ممكن أسأل سؤال هل هذه البنت تدخن امام والدها؟ وهل والدهايعرف انها تقابل اصدقاءها فى الاماكن العامه؟؟؟
البنت باين عليها شخصيتها مهذوذه وما عارفه هى عايذه آيه وكمان غلب عليها الشيطان ووسوس لها انها كده ما بتستمتع بحياتها وانوالحجاب بقيدها...ولما شافت نفسها ما بتقدر تلتذم بتبعاتو خلعتو
يعنى هى ما قالت انا قريت واستفسرت وتأكدت انو الحجاب مو فرض وعشان كده خلعتو
هى قالت انو صعب عليها ما تدخن قدام الناس وصعب عليهاما تتونس مع الرجال وتمشى معاهم الاماكن العامه وصعب عليها ما تصافح الرجال وصعب عليها ما تسمع اغانى وصعب عليها ان تضع حته القماش على شعرها كما تسميها..البت المسكينه صعبت عليها الحاجات ده كلها فقررت خلعه
وبعد اربعه سنوات من الاقتناع به والدفاع عنه لما خافت من كلام الناس ولم تخف من الله قررت تدافع عن قرارهابخلع الحجاب امام نفسها وامام الناس بقول عكس ماكانت تؤمن به وهو ان الحجاب ليس فرض ولا يصلح لهذا الذمان؟ منتهى التناقد!
هذه الفتاه احبت ان تجمع بين ملزات الدنيا وبين اوامر الله وعندما وجدت انه من الصعب الجمع بينهما اختارت الدنيا وخلعت الحجاب حتى لا يتعارض مع افكارها المتحرره
نسأل الله لها الهدايه
الاخ الخواض قال فى تحليله لكلامى اننى قلت اننى لم ارى فتاه محجبه غير جميله وان الحجاب يذيدها جمالا فلماذا الحجاب!
اقول لك اننى أوكد على ماقلته فالحجاب يذيد الفتاه جمالا حتى ولو لم تكن جميله لأن الحياء والايمان يضفيان على الفتاه جمالا فوق جمالها
الم ترى من قبل شابا او فتاه يطل نور الايمان من وجوههما؟ انا لا اقصد من ارتدت الحجاب كتقاليد او اى شئ اخر بل اقصد من لبسته حبا وطاعه فى الله
اما ان سألت لماذا نتحجب مادام اننا نذاد جمالا بالحجاب اقول ببساطه لأنه امر الله
والله سبحانه وتعالى ما مفترض يوضح لينا هو امرنا بكده ليه ونحن ما مفترض علينا ان نسأل الله سبحانه وتعالى ان يوضح لنا السبب فى كده
نحن عبيد لله سبحانه وتعالى وليس لنا سوى السمع والطاعه
لما سيدنا ابراهيم رأى فى المنام انه يذبح ابنه هل سأل الله سبحانه وتعالى ليه ياربى تطلب منى طلب زى ده, ده ابنى الوحيد؟ وماذا كان رد سيدنا اسماعيل؟ هل استنكر طلب المولى عز وجل؟
اسأل الله لنا ولكم الهدايه وان عدتم عدنا
وفى امان الله
لا اله الا الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات محجبة قررت نزع الحجاب نهائيا:شهادة للنقاش (Re: bint_alahfad)
|
أخي الكريم أسامة قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من سنّ سنّة سيّئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها). أودّ اخي تنبيهك لأمر هام، إن الخوض في الأمور الدينية بدون الدراية الكافية -وهو أمر لا ادّعيه لنفسي- فيه ظلم لنفسك قبل غيرك! فمن السهولة بمكان دحض كل ما أتيت به هنا ابتداء من المقال المتضارب الاتجاهات وانتهاءا بقولك "اما اذا بسّطنا المسالة في حدود الفهم التبسيطيّ اي الهداية والضلال، فلن نخرج أبدا من تيهنا العظيم"، أخي أسامة إن الله تعالى يقول في محكم تنزيله "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"، هذه الآية تبيّن بجلاء أننا هنا -وأنت منّا- في هذه الدنيا لعبادة الله، ولهذا السبب -وببساطة- ترتكز أمورنا الدنيويّة على قاعدة إرضاء الله وعدم إغضابه بفعل أو قول، ثم إنّى لم أعرف ما المقصود ب "تيهنا العظيم" الذي أشرت إليه! لا أظنك تخالفني الرأي في أنه من الأفضل -من النواحي الاجتماعية على الأقلّ- للفتاة أن ترتدي زيّا (محتشما)، وبالتالي زيّا (أكثر احتشاما)، إنّ من حقّك أخي أسامة العمل بما ترى، فهذا شأنك، ولست هنا لتأطير علاقتك بربّك، لكننا في منبر مفتوح للجميع، زوّاره أكثر من أعضاءه، أنت ضد الحجاب -أو هكذا بدا لي- و أنا معه، ادل بدلوك وسأدلو بدلوي...فمن أقتنع بما ذهبت إليه فحسابه عند ربّه، ومن ذهب مذهبي فحسابه عن ربّه أيضا! احمد الريّح
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات محجبة قررت نزع الحجاب نهائيا:شهادة للنقاش (Re: osama elkhawad)
|
لا اتحدث في هذا البوست كرجل دين وليس من اهداف هذا البوست الدعوة للحجاب او نزع الحجاب هذه -بالنسبة لي- مسالة شخصية ما اريد ان اقوله ان ظاهرة التحجب ظاهرة معقدة ولا تبدو كما يتصوروها انصار جماعات الاسلام السياسي نحن نتحدث ان الحجاب هو ظاهرة اجتماعية تخضع للدرس مثلها مثل كل الظواهر الاجتماعية انا اتحدث كدارس لعلم الاجتماع ومختص في ال Applied Behavior Analysis من جامعة Penn State في الولايات المتحدة وواضح من شهادتي العربية وبنت الاحفاد , ان المسالة ليست بالتبسيط الذي تقول به جماعات الاسلام السياسي اذ ان قرار التحجب عند بنت الاحفاد كان مرتبطا بالهاجس الانثوي وبتاريخها كانثى لذا لم يكن هاجسها الوحيد الهداية او الضلال والا لما انتظرت سنين طويلة حتى تحسم هواجسها كانثى تحب ان تكون جميلة وصاحبها الهاجس الانثوي حول الجمال حتى انهاتوصلت الى ان كل المحجبات جميلات وهو استنتاج ضد الفكرة الاساسية للحجاب اي اخفاء الزينة ودرء الفتنة فاذا كانت المحجبات اكثر جمالا بعد التحجب , فما الفائدة من الحجاب , اذ سيظلن محط انظار الرجال واعجابهم؟؟؟؟؟ هنالك نقطة اخرى تبسيطية حول السفور والحجاب تتبناها بنت الاحفادو جماعات الاسلام السياسي:
السافرة-ولو كانت لابسة توب سوداني- سهلة المنال جنسيا المحجبة بعيدة المنال جنسيا حتى ولو كانت لابسة "حجاب لندن" الفاخر
والذي ادهشني في شهادة بنت الاحفاد انها لم تجعل " المضايقات والدعوات للخروج معها باعتبارها سافرة, لم تجعل ذلك سببا من اسباب تحجبها؟؟؟؟؟ بالمناسبة انا ضد القرارات التي اتخذتها الحكومة الفرنسية زكذلك ضد الراي الانتهازي لشيخ الازهر,والذي يتضمن ان تنفرد فرنسا باهلها وان ينفرد الازهريون بشعوبنا لفرض مفاهيمهم المتخلفة واعتقد الموقف الفرنسي يعبر عن مازق تمر به العلمانية الفرنسية: "الوجود الاسلامي, والتاثير العولمي الامريكي" وهذا المازق نجت منه العلمانية الالمانية والامريكية اعمل الان في مدرسة ومن ضمن العاملات بها مس محمد, امريكية سوداء مسلمة وهي محجبة حجابا كاملا وتمارس عملها بدون ايه مضايقات نقطة اخيرة تتعلق بالموقف من الموسيقى فبنت الاحفاد هجرت الموسيقى الى الابد, وكانها تقول بلسان "طالباني" مبين فليذهب كل الابداع الموسيقي لكل الشعوب الى الجحيم بحسبانه من عمل الشيطان
لو قيض لمثل هذا التفكير ان يحكم العالم, فانه سيدمر الابداع الانساني
وساعود المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات محجبة قررت نزع الحجاب نهائيا:شهادة للنقاش (Re: osama elkhawad)
|
الاخ الخواض
اضحكتنى مداخلتك هذه التى قلت فيها:
اذ ان قرار التحجب عند بنت الاحفاد كان مرتبطا بالهاجس الانثوي وبتاريخها كانثى لذا لم يكن هاجسها الوحيد الهداية او الضلال والا لما انتظرت سنين طويلة حتى تحسم هواجسها كانثى تحب ان تكون جميلة وصاحبها الهاجس الانثوي حول الجمال حتى انهاتوصلت الى ان كل المحجبات جميلات وهو استنتاج ضد الفكرة الاساسية للحجاب اي اخفاء الزينة ودرء الفتنة
---------------
اضحكتنى كثيرا هذه المداخله
وبالمناسبه كنت اتوقع انك قرأت فى علم النفس للأنك لديك القدره لتحويل شئ ليس فى صالحك ان يكون شيئا ايجابيا وفى صالحك
دعنى اعترف انك تملك زكاء حاد ماشاء الله
يبدو انك لم تعى حديثى جيدا
بل من اكثر الاسباب التى جعلتنى اتجه نحو الحجاب بعد الأمتثال لطاعه المولى عز وجل هو تلك النظره التى ينظرها الشاب لكل فتاه غير محجبه المضايقات وللمضايقات التى كنت اتلقاها حين لم اكن محجبه. الم اقل ان غالبيه الرجال يعتقدون ان المرأه السافره هى غنيمه سهله(هذا لا يعنى اننى اتفق مع هذا الرأى) ولكنها عقليه الرجال حتى الاجانب منهن, لأنى كنت اتلقى مضايقات من الانجليز اكتر مما كنت اتلقاه من العرب
لم اقضى هذه السنوات من عمرى فى هذا التردد لأجل ان اصير اكثر جمالا ...فى الحقيقه لم اكن لأحتاج لذلك, لأنى استطيع وعفوا لهذه الجمله ان ابرز جمالى بدون حجاب, وبالمناسبه المشكله ليست فى اجمل او غير اجمل بل المشكله فى من القائل, يعنى لو جبت فتاه ملتذمه ومحجبه وسألتها هل ابدو اجمل بحجاب ام من غير حجاب فستقول لى على الفور بالحجاب لأنها هنا تنظر بعين اخرى, فليس كل الجمال عينان واسعتان وشعر طويل وقوام جميل, بل شئ اخر لا يحس به الكثيرون, فيمكنك ان ترى فتاه فى غايه القبح ويراها غيرك فى غايه الجمال لأنه رأى فيها ما لم تراه, كذلك الأمر بالنسبه للفتاه الغير محجبه, ولها وجهه نظر مختلفه فهى ترانى ابدو اكثر جمالا بدون حجاب وهكذا الموضوع وجه نظر شخصيه كما زكرت لك الاخوات سمارات انا وهوزى
لو كنت تحجبت من اجل ان اكون جميله لخلعته فورا من كثره الأراء التى قالت لى تبدين اجمل بغير حجاب وشكلك تغير كثيرا بعده, قليله هى الاصوات التى قالت لى تبدين اجمل بالحجاب, بعدين ده زمان زمن الجاهليه كنت اهتم ان اكون جميله, الان الكلام ده ما بيهمنى كثير, ما يهمنى الان ان ارضى الله سبحانه وتعالى, ولا بأس ان ابدو جميله امام نفسى واهلى وصديقاتى وفى المستقبل زوجى ولكن كل زلك ليس فى حساب اغضاب المولى عز وجل منى
يعنى فى مرات كثيره بتكون فى لبسات جميله فينى وارفض ان اخرج بها لأنها تتنافى مع شروط الحجاب, بعدين لذمن طويل كنت ارتدى الجلباب وجلبابا واسعا وقال لى الكثير حينها اننى ابدو اكبر من عمرى فيه ولا يكون حلو فينى ولم اخلعه لهذا السبب بل لأننى تعبت فى الحصول عليه بداخل لندن لأن معظم الجلباب الجاهذ لا يناسب طولى لذلك تركته موقتا حتى اكون فى مكان يتيسر لى الحصول عليه
فحجابى لم يكن سببه ان اكون جميله كما تدعى بل الغرض الاول والاخير منه هو الأمتثال لأوامر المولى عز وجل ولو امرنا الله سبحانه وتعالى بالنقاب والجلوس فى البيت لتنقبت فورا وتركت الجامعه وجلست فى البيت من دون مناقشه
قلت:
السافرة-ولو كانت لابسة توب سوداني- سهلة المنال جنسيا المحجبة بعيدة المنال جنسيا حتى ولو كانت لابسة "حجاب لندن" الفاخر
--------------- انا لم اقل زلك بل من ترتدى التوب السودانى وتغطى به جميع شعرها وجسمها لا تعتبر سافره
ومن ترتدى حجاب لندن الضيق لم تتبع شروط الحجاب وهى فى غير مأمن من الفتنه
الشئ الأخر انت لم تصبر حتى انتهى من قصتى لتحلل كلامى لأنك هكذا ستحلله مبتور, ماذال لدى الكثير لأقوله لكنى مشغوله جدا اليومين دول فخلينى اخلص قصتى وبعدين حللها كما تشاء
وفى امان الله
لا اله الا الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات محجبة قررت نزع الحجاب نهائيا:شهادة للنقاش (Re: osama elkhawad)
|
بالنسبه للموسيقى انالم اقل فليذهب الفن للجحيم كل ما هنالك ان تذوقى للأشياء اختلف
فبعد ان كنت اطرب لسماع الاغانى لم اعد اطرب لها بل اصبحت اطرب اكثر لسماع القرأن والأناشيد الاسلاميه ولم تعد الاغانى تحرك فينى اى ساكنه فهل توجد مشكله فى ذلك؟
هذه وجهه نظر شخصيه ايضا وكل انسان حر ان يختار ما يشاء أليس هذه الديموقراطيه التى تنادون بها؟؟؟
وفى امان الله
لا اله الا الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات محجبة قررت نزع الحجاب نهائيا:شهادة للنقاش (Re: abu-eegan)
|
الأخ الكريم أبو أيقان يقول: ( وقد أقترح الجمهوريون ، كنموذج لهذا الزي ، الثوب السوداني الأبيض ، مع الملابس التي لا تكون طويلة إلى القدمين، ولا تكون قصيرة إلى الركبة ، فهي تكون إلى ما تحت الركبة) - هل كون الملابس طويلة إلى القدمين يتعارض مع خروجها للعمل؟ كل ما ورد في مقالتك الطويلة "تنظير" يحتمل الخطأ، ثم إن الدعوة للتصديق بأن الحجاب كان فرضا مرحليا تجعلني أسألك: هل كان الحجاب مفروضا على المسلمات في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وكيف كان؟ - هل يوافق أسامة الخواض على ما ذهب إليه أبو أيغان؟ أحمد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات محجبة قررت نزع الحجاب نهائيا:شهادة للنقاش (Re: osama elkhawad)
|
الاخ الكريم abu-eegan
الحجاب لم ولن يكون عايقا فى طريق تفوق ونجاح المرأه, ولم ولن يكن عايقا لها فى مواصله تعليمها وتقدمها
انا الان ادرس بجامعه بريطانيه فهل شكل لى الحجاب عائقا امام اكمال تعليمى؟
التوب السودانى قد يفيد فى السودان وبعض الدول الاخرى وليس فى جميع الاماكن فكيف اجرى للحاق بالباص او الترين وانا لابسه التوب وكيف مع الجو البارد هناوكيف مع السلالم الكهربائيه؟
بعدين والله انا بحجابى اجبر الناس انو يعاملونى كأنسان وليس مجرد دميه ان يخاطبو عقلى بدلا من الغاء عقلى والنظره لى كفريسه سمينه...الا تعتقد ان فى الحجاب احترام لأنسانيه المرأه وادميتها ؟
وفى امان الله
لا اله الا الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات محجبة قررت نزع الحجاب نهائيا:شهادة للنقاش (Re: osama elkhawad)
|
سأل الأخ احمد هذا السؤال :
- هل كون الملابس طويلة إلى القدمين يتعارض مع خروجها للعمل؟
واقول لك عن تجربه لا والله لم يكن عايقا لى فى كل شئ, لم يكن عايقا فى الجرى للحاق بالباص او القطار, لم يكن عائقا لى فى قياده السياره, لم يكن عايقا لى فى مواصله دراستى ولا فى العمل فقد كنت اشتغل كمساعده ليكشر فى جامعتى لمده سنتان وكنت احضر اجتماعات من روءساء جامعات امريكيه وفرنسيه وبريطانيه ودول اخرى ولم اكن لأخجل كونى الوحيده التى ترتدى الحجاب بل كانت السوبرفايزر بتاعتى تحرص ان اتواجد فى كل الاجتماعات ...بل افخر بحجابى واسلامى ومن ثم سودانيتى
وفى امان الله
لا اله الا الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات محجبة قررت نزع الحجاب نهائيا:شهادة للنقاش (Re: osama elkhawad)
|
Quote: والذين عاشوا في دول تتبنى الحجاب كسياسة رسمية للدولة , يلاحظون ان تلك البلدان تعاني من ازدهار الشذوذ الجنسي وخاصة بين الرجال كما في السعودية |
Quote: مع العولمة نكتشف انه ليس هنالك دين افضل من دين ولا ثقافة احسن من ثقافة العالم متوجه نحو ثقافة الحوار العولمية
|
شكرا للمتداخلين والمتداخلة بنت الاحفاد التي احمد لها جراتها في الحديث عن مواضيع مثل الاغواء وعلاقته بالسفور
ان الكلام حول ان الحجاب يمنع الرجال من محاولة اغواء المراة, ليس مسنودا باية ادلة امبريقية
فدولنا لا تهتم بالدراسات الاجتماعية والنفسية وتلجا الى تبسيطات مخلة مثل ان تعميم لبس الحجاب يعني ان الفضيلة ستعم المجتمع,
والذين عاشوا في دول تتبنى الحجاب كسياسة رسمية للدولة , يلاحظون ان تلك البلدان تعاني من ازدهار الشذوذ الجنسي وخاصة بين الرجال كما في السعودية
وتلك الدول الاسلامية التي تتبنى الحجاب وتجعل "البوليس الديني" يضرب الناس بالسياط, وتتباكى على منع الحكومة الفرنسية للحجاب في المدارس, وتتحدث عن انتهاك حقوق الانسان, هي نفسها التي تجبر " الخواجيات" على التحجب منذ دخولهن الى المطار
المسلمون يستفيدون من الديمقراطية في الغرب الذي يصفونه بالفاسد واللاروحي, بينما يحرمون شعوبهم والخواجات من ابسط الحقوق الانسانية
نحن نعيش في عصر العولمة فقبل العولمة كانت الثقافات منعزلة عن بعضها البعض وكانت هنالك شعارات الاستعلاء الثقافي كما في حالة بني اسرائيل مثلا واليابانيين قبيل الحداثة
مع العولمة نكتشف انه ليس هنالك دين افضل من دين ولا ثقافة احسن من ثقافة العالم متوجه نحو ثقافة الحوار العولمية
و لذا اذا طالبنا الاخرين باحترام التقاليد الاسلامية,
فعلينا بنفس المستوى ان نحترم تقاليد الاخرين,
وان نتخلص من دعاوى التفوق الديني
وساعود
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات محجبة قررت نزع الحجاب نهائيا:شهادة للنقاش (Re: osama elkhawad)
|
بعثت لي الصديقة الشاعرة سولارا الصباح -عبر الماسنجر- بمقالة كتبتها الشاعرة المصرية فاطمة عن تجربتها مع الحجاب في الخليج:
إذن لماذا نسّلم مسبقا وعلي نحوٍ حاسم أن لا نساء يرين في الرجال قنصا؟ إن إخفاء الشعر أو الوجه هو إخفاء لهوية المرء.
في زيارة لي لإحدي دول الخليج التي تعتبر الحجابَ فرضًا قوميًا، ارتديت الحجاب تمشيًّا مع مقولة حين تكون في روما افعل كما يفعل أهلها ، وكنت أضيعُ من أسرتي في الأسواق المزدحمة، لأنني أشتبه مع كل النساء، كلنا نرتدي الزيَّ ذاته واللون ذاته، أما الوجه ـ أداة التمييز الوحيدة وبطاقة الهوية الإلهية ـ فهو مغطيً ومحجوب بأمر البشر، الأمر الذي كان يحث ولديّ علي البحث عني عن طريق تفقد أحذية النساء وحقائبهم، علّهم يتعرفان علي حذاء أو حقيبة أمهما.
ولأنني بالطبع أرفض أن أُختصَر في حذاءٍ، فقد رفعت الحجاب وتساجلت طويلا مع البشر المنوط بهم زجر النساء طارحات الحجاب. قائلة لهم أن بطاقة هويتي الوحيدة التي يعرفها صغاري هي وجهي هذا الذي تودون حجبه.
هذا بالإضافة إلي تناسي حقيقة هامة.
المرأة بالتأكيد هي أحد رموز الجمال في الحياة، الجمال بالمعني الأشمل والأرفع والأجلّ، مثل كلّ مفردات الحياة التي تكرس الراحة النفسية وتعادل موضوعيا كل ما تنطوي عليه الحياة من قبح. مثلها مثل الوردة والنهر والغيمة و الخضرة والثلج والموسيقي والقيم الرفيعة والألوان والطفولة.... إلي آخر تلك القائمة الطويلة من الرموز التي تجعل لحياتنا مبررا مقبولا كي نواصل الحياة علي صعوبتها ومرارتها،
قائمة المعطيات الجمالية التي ينهل منها الشعراء إذا ما أحبوا أن يكتبوا شيئا رفيعا ساميًّا.
والمرأة ذاتها تدرك ذلك بطبيعة الحال علي نحوٍ فطري، تدركه منذ طفولتها، وفي هذا دليل علي أن إدراكها هذا محض فطرة جبلها الله عليها بغير أن ينطوي فكرها علي وجود الرجل أصلا.
نجد الطفلة الصغيرة تطيل النظر إلي المرآة، ترتب شعرها وتنتقي شرائطَها الملونة وتعني بفساتينها وتنسيق ألوانها. هذا الإحساس بأنها إحدي مفردات الجمال في الوجود، والبريء من نظرة الرجل تماما يلازمها حين تغدو صبيّة وامرأة.
وهذا يفسر أن تجد المرأة في المجتمعات التي تلتزم الحجاب حدَّ ألا تبين من المرأة إلا عينيها تمعن في تجميل هاتين العينين وإبراز جمالهما بالكحل وأدوات الماكياج، بل وبالعدسات الملونة أحيانا. هذا مع تسليمي اليقيني أن لا شيء أجمل أو أصفي من وجه امرأةٍ بلا مساحيق.
هي هنا تتحايل علي القانون الذي يعسف الفطرة، وهي بكل يقين لا تفكر في أن تغدو جميلة في نظر رجل ما،
هي تقدس جمالها وحسب، وتظهره للحياة، فهي ذاتها الطفلة التي أطالت النظر إلي المرآة قبل أن تدرك أن ثمة ما يدعي رجل.
شكرا سولارا وسنواصل
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات محجبة قررت نزع الحجاب نهائيا:شهادة للنقاش (Re: osama elkhawad)
|
كلنا يعرف أن كثيرا من آيات القرآن الكريم نزلت في ظروف خاصة ولأسباب محددة وتبعا لمتطلبات مجتمعات لها قوانين وأعراف تناسبها هذه الآيات.
وهل منع الحجاب خطف النساء والتحرّش بهن؟ وهل منع الحجاب بعض النساء أنفسهن من ارتكاب الأخطاء؟ قضية الفضيلة أوسع مما نرتدي لأنها تكمن في العقل والدماغ لا في عدد السنتيمترات التي نظهر أو نخفي من أجسادنا.
الحياة بالفعل مليئة بمفردات القبح الذي يستطيل ويتمدد كل يوم. القبح علي المستويات المادية والمجردة. التلوث البصري والسمعي والأخلاقي والنفسي والمعنوي والوجودي، في مقابل مفردات قليلة من الجمال الذي ينحسر أيضًا بالتدريج حتي أوشكَ علي الاختفاء.
أنا كإنسان وكشاعرة أفرح بأيٍّ من القليل الجميل الذي أصادفه في يومي، وأعدّه ذخيرة ومنحة تساعدني علي مواصلة الحياة. أفرح حين أصادف وجه طفل يضحك، أو عمارة جميلة، أو شارعا نظيفا، أو كتابا جميلا، أو ترنيمة عذبة، أو وجه امرأة صافٍ، وأحزن حين أصطدم بأبنية متنافرةٍ، وطرق لا انتظام فيها،
وبشر يغلظون القول ولا يجيدون الكلام،
أو يلبسون ما يزعج البصر والروح. أحزن أكثر حين أري النساء يخفين وجوههن لأنهن يؤمن أنهن مفردات اقتناص للرجال وفي هذا سوء ظن مزدوج بالنفس وبالآخر، في النفس باختصارها في محض شيء يخص الرجل، وفي الآخر لأنه قناص ينتظر الفريسة.
شاعرة من مصر
| |
|
|
|
|
|
|
ليس هناك ما يسمى بالزي الاسلامي (Re: osama elkhawad)
|
سلام للجميع العري والخيمة السوداء التي يلبسها نساء السعودية كلاهما وجهان لعملة واحدة. والمرأة الحرة هي التي تستطيع أن تفكر كما تريد وتقول كما تفكر وتعمل كما تقول ثم تستطيع تحمل المسئولية المترتبة على تصرفها. لقد أعجبني في قصة الفتاة التي أوردها الخواض عن كاتبها قولها
Quote: وإذ أروي قصتي مع الحجاب، فإني أكن الاحترام الى المتحجبات فهن أدرى بأحوالهن.
وها أنا أشعر للمرة الأولى بالراحة . لم اعد في مرحلة ضياع وبحث عن الذات. لقد تصالحتُ مع نفسي. وأنا أملك حرية لم أكن أملكهاقبلا |
وهي محظوظة لأنها لا زالت تعيش في بلد يمكنها فيه أن تمارس حريتها بغير عنت كانت ستتعرض له من غير أدنى ريب لو كانت تعيش في مدينة القصيم بالسعودية مثلا. وقد أعجبني قول بنت الاحفاد
Quote: بل من ترتدى التوب السودانى وتغطى به جميع شعرها وجسمها لا تعتبر سافره |
وهذا قول صحيح مع أنه قد يكون مصدر تعاسة أو اغراء بالتحرش في بعض الدول مثل السعودية. لقد سمعت أن السودانيات في بعض أحياء مدينة الرياض السعودية لا يأمن من أن تتعرض الشقة للكسر بغرض اغتصاب المرأة عنوة اذا اكتشف المعتدي أن البيت خال في أي وقت من الأوقات من وجود الزوج. والمعروف أن نسبة الشذوذ الجنسي والاعتداء الجنسي على الأطفال والصبية الذكور مرتفعة جدا في تلك المملكة، بالرغم من ظاهرها الديني، ولا حول ولا قوة الا بالله.. أما أخي أبو ايقان فقد قال
Quote: فالزي الإسلامي اليوم هو الوسط بين الحجاب والتبرج ، وهو الزي الذي يتيح للمرأة أن تتعامل كإنسان ، لا كمجرد أنثى .. وقد أقترح الجمهوريون ، كنموذج لهذا الزي ، الثوب السوداني الأبيض ، مع الملابس التي لا تكون طويلة إلى القدمين ، ولا تكون قصيرة إلى الركبة ، فهي تكون إلى ما تحت الركبة ، إلى آخر التفاصيل التي وردت في كتاب ( الزي عنوان عقل المرأة وخلقها ) للأخوان الجمهوريين |
أريد أن أقول ليس هناك ما يسمى بالزي الاسلامي . وفي تقديري أن الفكرة الجمهورية تختلف اختلاف مقدار عما مارسه الجمهوريون كأعضاء لحركة كانت محاطة بالعداء والتشويه من كل أقطارها وقد كان مظهر الزي الأبيض بالثوب للنساء من أهم أسباب حماية المرأة والحركة نفسها . ولكن لا وجود اليوم لمثل ذلك التنظيم الذي اشترط على المرأة والفتاة الجمهورية الثوب الأبيض والفستان الطويل خاصة اذا اختارت الخروج للدعوة والنقاش في الاسواق والشوارع العامة حاملة الكتب الجمهورية، خاصة خارج السودان، سواء في الدول العربية أو في الغرب.. ومن هنا لا أرى معنى لحديث أي واحد من الجمهوريين، وبخاصة الرجال منهم، عن الزي الاسلامي اليوم، أو محاولة الايحاء بأن ما جاء في كتيب الزي عنوان عقل المرأة وخلقها هو الصيغة التي وضعتها الفكرة الجمهورية للناس في كل العالم، فذلك أمر يتناقض تناقضا أساسيا مع مفهوم الفكرة عن الحريات الأساسية وعن حقوق الانسان.. لقد أعجبني ما قالته واحدة من الجمهوريات التي تعيش في أمريكا
Quote: كفوا ايها الرجال عن الكلام عن ازيائنا فقد حررنا الاستاذ من عالم الجهل والعبودية الم يبشر نا بعالم جديد يسكنه رجال ونساء احرار ما المانع ان نحقق طرفا منه الان |
أما أنا كرجل جمهوري يرفض التنظيمات والأحزاب وكل أشكال تأطير الآخرين فأقول أن المرأة التي ترتضي فكر الأستاذ محمود هاديا الى طريق محمد، عليه الصلاة والسلام، هنا في الغرب حرة اذا اختارت لبس الثوب السوداني أو اختارت أن تتركه وتلبس ما تريد وما تراه ـ لباس تقوى ـ
ولكني أشك أن يكون في استطاعة أي جمهورية أن ترتدي مثل الثوب الأبيض الذي كانت تلبسه في حضرة الأستاذ، ثم تسير به في أسواق مدينة القصيم السعودية، مجرد سير، دع عنك أن تحمل في يدها مجموعة من كتب الأخوان الجمهوريين، بما فيها كتابي الرسالة الثانية من الاسلام والزي عنوان عقل المرأة وخلقها..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات محجبة قررت نزع الحجاب نهائيا:شهادة للنقاش (Re: osama elkhawad)
|
Quote: أحزن أكثر حين أري النساء يخفين وجوههن لأنهن يؤمن أنهن مفردات اقتناص للرجال, وفي هذا سوء ظن مزدوج بالنفس وبالآخر، في النفس باختصارها في محض شيء يخص الرجل، وفي الآخر لأنه قناص ينتظر الفريسة |
ونكمل الان شهادة الشاعرة المصرية حول موقفها من الحجاب :
"كلنا يعرف أن كثيرا من آيات القرآن الكريم نزلت في ظروف خاصة ولأسباب محددة وتبعا لمتطلبات مجتمعات لها قوانين وأعراف تناسبها هذه الآيات.
وهل منع الحجاب خطف النساء والتحرّش بهن؟
وهل منع الحجاب بعض النساء أنفسهن من ارتكاب الأخطاء؟
قضية الفضيلة أوسع مما نرتدي,
لأنها تكمن في العقل والدماغ لا في عدد السنتيمترات التي نظهر أو نخفي من أجسادنا.
الحياة بالفعل مليئة بمفردات القبح الذي يستطيل ويتمدد كل يوم. القبح علي المستويات المادية والمجردة.
التلوث البصري والسمعي والأخلاقي والنفسي والمعنوي والوجودي، في مقابل مفردات قليلة من الجمال الذي ينحسر أيضًا بالتدريج حتي أوشكَ علي الاختفاء.
أنا كإنسان وكشاعرة أفرح بأيٍّ من القليل الجميل الذي أصادفه في يومي، وأعدّه ذخيرة ومنحة تساعدني علي مواصلة الحياة.
أفرح حين أصادف وجه طفل يضحك، أو عمارة جميلة، أو شارعا نظيفا، أو كتابا جميلا، أو ترنيمة عذبة، أو وجه امرأة صافٍ، وأحزن حين أصطدم بأبنية متنافرةٍ، وطرق لا انتظام فيها، وبشر يغلظون القول ولا يجيدون الكلام، أو يلبسون ما يزعج البصر والروح.
أحزن أكثر حين أري النساء يخفين وجوههن لأنهن يؤمن أنهن مفردات اقتناص للرجال, وفي هذا سوء ظن مزدوج بالنفس وبالآخر، في النفس باختصارها في محض شيء يخص الرجل، وفي الآخر لأنه قناص ينتظر الفريسة.
وفي انتظار تعليقاتكم
ارقدوا عافية
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات محجبة قررت نزع الحجاب نهائيا:شهادة للنقاش (Re: osama elkhawad)
|
فاطمة ناعوت
أؤمن تماما أن اعتمار الحجاب أو طرحه حرية شخصية كاملة للمرأة. لكنني علي الصعيد الأعم أراه منطويًّا مدنيًّا ووجوديًّا علي مشكلتين محوريتيْن. الأولي أنها تحملُ اعترافًا صريحا من قِبَل المرأة أنها إنما محض أداة استمتاعٍ لنظر الرجل علي الأقل. وهذا الأمر لا أعدّه اختصارًا لكيانها، بل أعدّه ضربًا من التحقير والتهميش لوجودها بيدها لا بيدِ عمرو، فضلا عن التناقض الجليّ بين أن تطالب النساء بالمساواة وفي الوقت ذاته يستقون طرائق معيشتهم وأسلوب تعاطيهم لكلّ الأمور حتي الملبس من خلال منظور الرجل ومرجعياته.
إن المطالبة بالنديّة تنطلق في الأساس من الخروج من عباءة الرجل علي نحوٍ تام. لكن الشاهد أن المرأة ذاتها لم تكتفِ بأن ينظم لها الرجل حياتها، لكنها تسعي راضية أن ترتب أمورها حتي أدق التفاصيل من خلال عينيّ الرجل.
الأمر الثاني، أن ارتداء الحجاب ينطوي علي سوء ظنٍّ مبيّت بالآخر الذكر، وكأن كل الرجال هم بالضرورة ذئابٌ بالفطرة، فقط ينتظرون الصيد المطروح ليسارعوا باقتناصه. لكن الشاهد أن المرضي من الرجال هم نسبة لا تختلف كثيرا عنها عند النساء المريضات. إذ لماذا نسّلم مسبقا وعلي نحوٍ حاسم أن لا نساء يرين في الرجال قنصا؟ إن إخفاء الشعر أو الوجه هو إخفاء لهوية المرء. في زيارة لي لإحدي دول الخليج التي تعتبر الحجابَ فرضًا قوميًا، ارتديت الحجاب تمشيًّا مع مقولة حين تكون في روما افعل كما يفعل أهلها ، وكنت أضيعُ من أسرتي في الأسواق المزدحمة، لأنني أشتبه مع كل النساء، كلنا نرتدي الزيَّ ذاته واللون ذاته،
أما الوجه ـ أداة التمييز الوحيدة وبطاقة الهوية الإلهية ـ فهو مغطيً ومحجوب بأمر البشر، الأمر الذي كان يحث ولديّ علي البحث عني عن طريق تفقد أحذية النساء وحقائبهم، علّهم يتعرفان علي حذاء أو حقيبة أمهما. ولأنني بالطبع أرفض أن أُختصَر في حذاءٍ، فقد رفعت الحجاب وتساجلت طويلا مع البشر المنوط بهم زجر النساء طارحات الحجاب. قائلة لهم أن بطاقة هويتي الوحيدة التي يعرفها صغاري هي وجهي هذا الذي تودون حجبه.
هذا بالإضافة إلي تناسي حقيقة هامة. المرأة بالتأكيد هي أحد رموز الجمال في الحياة، الجمال بالمعني الأشمل والأرفع والأجلّ، مثل كلّ مفردات الحياة التي تكرس الراحة النفسية وتعادل موضوعيا كل ما تنطوي عليه الحياة من قبح. مثلها مثل الوردة والنهر والغيمة و الخضرة والثلج والموسيقي والقيم الرفيعة والألوان والطفولة.... إلي آخر تلك القائمة الطويلة من الرموز التي تجعل لحياتنا مبررا مقبولا كي نواصل الحياة علي صعوبتها ومرارتها، قائمة المعطيات الجمالية التي ينهل منها الشعراء إذا ما أحبوا أن يكتبوا شيئا رفيعا ساميًّا.
والمرأة ذاتها تدرك ذلك بطبيعة الحال علي نحوٍ فطري، تدركه منذ طفولتها، وفي هذا دليل علي أن إدراكها هذا محض فطرة جبلها الله عليها بغير أن ينطوي فكرها علي وجود الرجل أصلا. نجد الطفلة الصغيرة تطيل النظر إلي المرآة، ترتب شعرها وتنتقي شرائطَها الملونة وتعني بفساتينها وتنسيق ألوانها. هذا الإحساس بأنها إحدي مفردات الجمال في الوجود، والبريء من نظرة الرجل تماما يلازمها حين تغدو صبيّة وامرأة. وهذا يفسر أن تجد المرأة في المجتمعات التي تلتزم الحجاب حدَّ ألا تبين من المرأة إلا عينيها تمعن في تجميل هاتين العينين وإبراز جمالهما بالكحل وأدوات الماكياج، بل وبالعدسات الملونة أحيانا. هذا مع تسليمي اليقيني أن لا شيء أجمل أو أصفي من وجه امرأةٍ بلا مساحيق.
هي هنا تتحايل علي القانون الذي يعسف الفطرة، وهي بكل يقين لا تفكر في أن تغدو جميلة في نظر رجل ما، هي تقدس جمالها وحسب، وتظهره للحياة، فهي ذاتها الطفلة التي أطالت النظر إلي المرآة قبل أن تدرك أن ثمة ما يدعي رجل. كلنا يعرف أن كثيرا من آيات القرآن الكريم نزلت في ظروف خاصة ولأسباب محددة وتبعا لمتطلبات مجتمعات لها قوانين وأعراف تناسبها هذه الآيات. وهل منع الحجاب خطف النساء والتحرّش بهن؟ وهل منع الحجاب بعض النساء أنفسهن من ارتكاب الأخطاء؟ قضية الفضيلة أوسع مما نرتدي لأنها تكمن في العقل والدماغ لا في عدد السنتيمترات التي نظهر أو نخفي من أجسادنا.
الحياة بالفعل مليئة بمفردات القبح الذي يستطيل ويتمدد كل يوم. القبح علي المستويات المادية والمجردة. التلوث البصري والسمعي والأخلاقي والنفسي والمعنوي والوجودي، في مقابل مفردات قليلة من الجمال الذي ينحسر أيضًا بالتدريج حتي أوشكَ علي الاختفاء.
أنا كإنسان وكشاعرة أفرح بأيٍّ من القليل الجميل الذي أصادفه في يومي، وأعدّه ذخيرة ومنحة تساعدني علي مواصلة الحياة. أفرح حين أصادف وجه طفل يضحك، أو عمارة جميلة، أو شارعا نظيفا، أو كتابا جميلا، أو ترنيمة عذبة، أو وجه امرأة صافٍ، وأحزن حين أصطدم بأبنية متنافرةٍ، وطرق لا انتظام فيها، وبشر يغلظون القول ولا يجيدون الكلام، أو يلبسون ما يزعج البصر والروح.
أحزن أكثر حين أري النساء يخفين وجوههن لأنهن يؤمن أنهن مفردات اقتناص للرجال وفي هذا سوء ظن مزدوج بالنفس وبالآخر، في النفس باختصارها في محض شيء يخص الرجل، وفي الآخر لأنه قناص ينتظر الفريسة. شاعرة من مصر
| |
|
|
|
|
|
|
|