دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
|
هذا البوست يتعلق بما اشرنا اليه مرات عديدة حول اثر الخطاب
الانثروبولوجيا ا لكولونيالي على الفكر المحمودي.
وما نقوله لا يتعلق بالنوايا الشخصية للمفكر او الكاتب ,
وانما بسلطة الخطاب الطاغي في الفترة التي كتب فيها نصه.
فمثلا مفهوم البدائية كان من المصطلحات المتداولة عندما كتب المفكر
محمود محمد طه كتابه "اسس دستور السودان "
وكان للمصطلح معان عديدة ومن ضمنها انه يعادل النقيض لمفهوم الحضارة
او المدنية مثلما تم تبنيه في الخطاب الانثروبولوجي الكولونيالي.
وبطريقة لا شعورية , انطلاقا من طغيان سلطة الخطاب,
تبنى الفكر المحمودي المصطلح
وبدا التبني بالصيغة الاتية:
"ويجب أن نعلم أنه مهما كان شعبنا السوداني متأخرا في بعض جهات البلاد
، فانه ليس لدينا سبيل لتربيته الا باعطائه فرصة التجربة كاملة ، حتي
يتعلم بالممارسة المباشرة لادارة شؤونه ، فيجب أن نعترف له بكامل حقه في
الرقابة علي أعمال الحكام والنواب"
بدا تبني مصطلح " البدائية" بالكلام عن التاخر في بعض جهات البلاد ,
وسنكتشف لاحقا ان الامر يتعلق ب" الاقاليم"
وسنرى ما توصلنا اليه في العبارة التالية التي تصم الشعب السوداني ب"
البدائية" وتشير الى مكمن الداء وهو " الاقاليم "
يقول المفكر محمود محمد طه:
ا ن هذه الحقوق قد تبدو كثيرة علي شعب بدائي كالشعب السوداني ، وخاصة في اقاليمه ،
ولكن ليس هناك علي الإطلاق سبيل صحيح لترقية أي شعب الا بوضعه أمام
مشاكله واعطائه الفرصة ليتعلم من أخطائه ،
علي أن تنظم جميع أجهزة الحكومة بشكل يعينه في هذا الاتجاه ، فالمشرع ،
والقاضي ، والاداري والبوليس ، جميعهم يجب أن يعملوا في العلن"
ثم يمضي في حديثه عن كيفية تربية الشعب " البدائي" حين يقول:
"هذا ، وهناك حق ، كثيرا ما أريد به باطل ، وهو أن الشعب البدائي
يحتاج الي تربية قبل أن يستحق ممارسة السيادة ، وهذا تسويغ للحكم
المطلق ، ووجه الحق أن الشعوب تحتاج الي تربية ، بيد أن الحكم المطلق لا
يربيها تربية الأحرار، وهذا تسويغ للحكم المطلق ، وانما يربيها تربية
العبيد ، وهو بذلك لا يعدها للديمقراطية ، وانما يعدها للاذعان
والانقياد ، ونحب أن ننبه الي الخطر الماحق المترتب علي هذا الاتجاه ، ونحب
أيضا أن نؤكد أنه ليس هناك طريق لتربية أي شعب تربية حرة الا بوضعه
أمام مشاكله ، ومحاولة أعانته علي تفهمها ، والتفطن الي طرائق حلها
بنفسه ، حتي يطرد تقدمه الي تحقيق الديمقراطية المباشرة."
المشكلة انه في فترة لاحقة وصف الفكر المحمودي الشعب السوداني البدائي
بانه " شعب عملاق يتقدمه اقزام"
وتلك العبارة ظل يرددها دوما الجمهوريون بدون ربطها بمفهوم "
البدائية" المتبنى من قبل الفكر المحمودي في اوقات سابقة ,
ودون تبرير ما حدث من نقلة على مستوى المصطلح اي من " البدائية" الى "
العملقة"
وتلك حلقة مفقودة تحتاج الى تدبر ,
ومن هنا نفتح باب الحديث
ارقدوا عافية
المشاء
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
الاستاذ الخواض . ليس عندي الان احصائيات و لكن من التجربة الاسرية الخاصة جد اعلم ان هذه النظرة الاستعلائية تجاه الشعب السوداني كانت سائدة عند معظم الخريجين في فترة الخمسينات و الاربعينات وعلي حسب التعليم الذي تلقاه المتعلمين في تلك الفترة و علي حسب البني الثقافية التي كانت سائدة في تلك الفترة كان من الاعتيادي جدا ان يحمل المثقفون مثل هذه الرؤي (بدائية السودانيين في اقاليم السودان البعيدة عن المركز) خاصة عند الاكلام عن الجنوب و جبال النوبة و جنوب النيل الازرق و الغرب و ربما الشرق. وهو امتدادلنظرة الحبوبات عن العبيد و اولاد العرب و اولاد البلد و اولاد الغرب الخ من الترهات لكن تجريد الكلام حول الاستاذمحمود محمد طه بهذه الطريقة النافية للبعد التاريخي للتصريح تجعله ضحية لنظرات و تقديرات استقصائية الان و معلوم ان فكر الاستاذ محمود قد توسع و اقترح مجموعة من المعالجات لمازق الاسلام السياسي كفكرة الرجوع لايات الاصول(القران المكي) ابعاد العامل التاريخي يعطي النقد طابعا استقصائيا . كأن ياتي احد الناس و يقول ان النبي صلي الله عليه سلم و العياذ بالله ان النبي (ص) قد اساء معاملة الاطفال بالزواج من قاصر(طفلة التسع سنوات) ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها . لا يمكن ان نحاسب الناس الذين كانو في التاريج شموسا بنور معرفتنا الان . طه جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
العزيز الهام طه
انت الوحيد العلق على البوست , مع انو في ناس كان عايزين البوست دا
ومن ضمنهم عمر عبدالله وهو قال :
فأرجو أن تشرح فهمك لموقف الأستاذ محمود من القضية المطروحة ويا حبذا
لو أعنتنا ببعض النصوص التي ربما تكون ساهمت في تكريس فهمك وتقييمك
لفكر ومواقف الأستاذ محمود محمد طه بهذه الطريقة المبتسرة
ثم قام الدكتور النور حمد بالتعليق الاتي:
ارجو أن تفرد بوستا منفصلا توضح لنا فيه الدعائم التي بنيت عليها أنت إشارتك للأستاذ محمود محمد طه. فإن ما أشرت إليه، لا تفيد في تأسيسه، إلا الدراسة الممنهجة، الموثقة، الممحصة، المتأنية، المدعومة بالإثباتات من نصوص الأستاذ محمود محمد طه، ومن نصوص غيره، مما يمكن أن يعينك علي موضعة فكر الأستاذ محمود، في الناحية التي أشرت إليه
اما عن تعليقك لتبرير ما سميته انت النزعة الاستعلائية للمفكر محمود محمد طه حين قلت الاتي: ارجو اعلم ان هذه النظرة الاستعلائية تجاه الشعب السوداني كانت سائدة عند معظم الخريجين في فترة الخمسينات و الاربعينات وعلي حسب التعليم الذي تلقاه المتعلمين في تلك الفترة و علي حسب البني الثقافية التي كانت سائدة في تلك الفترة كان من الاعتيادي جدا ان يحمل المثقفون مثل هذه الرؤي (بدائية السودانيين في اقاليم السودان البعيدة عن المركز) خاصة عند الاكلام عن الجنوب و جبال النوبة و جنوب النيل الازرق و الغرب و ربما الشرق.
وهو امتدادلنظرة الحبوبات عن العبيد و اولاد العرب و اولاد البلد و اولاد الغرب الخ من الترهات لكن تجريد الكلام حول الاستاذمحمود محمد طه بهذه الطريقة النافية للبعد التاريخي للتصريح تجعله ضحية لنظرات و تقديرات استقصائية الان و معلوم ان فكر الاستاذ محمود قد توسع و اقترح مجموعة من المعالجات لمازق الاسلام السياسي
فهل تعتقد ان استعلاء محمود ناتج من انه خريج كلية غردون ام لانه ود
عرب ام الاثنين معا؟؟
ولو سلمنا بما تقول لم لم يتاسف للشعب السوداني حول تلك النظرة
الاستعلائية؟؟؟
وساعود
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
الأخ الاستاذ أسامة الخواض كنت بالفعل أنتظر منك الوفاء بوعدك الذي قطعته في خيط الأخ عجب الفيا لشرح عبارتك التي رددتها هناك مرارا وتكرارا عن أن Quote: تيار الغابة والصحراء وقع ضحية لسلطة الخطاب الانثروبولوجي الكولونيالي –ذي التمركز الاوروبي- في تبنيه لمفهوم "البدائية". ولم ينج من تاثير ذلك الخطاب مفكر انساني مثل الاستاذ محمود محمد طه وسنبين ذلك في حينه. |
فما هو مفهوم "البدائية" الذي تبناه الخطاب "الانثروبولوجي الكولونيالي" على حد تعبيرك وما الفرق بينه وبين مفهوم "البدائية" المنزه ، ان كان هنالك ثمة مفهوم .. أم أنه ليس هنالك شعب أو جماعة تعيش حياة بدائية وانما هذا المفهوم نسجه خيال المستعمر وتأثر به المثقفون السودانيون كما حاولت أن توحي بذلك .. وقد ذكرت أنت حسب فهمك للمصطلح أن له "معان عديدة ومن ضمنها انه يعادل النقيض لمفهوم الحضارة او المدنية مثلما تم تبنيه في الخطاب الانثروبولوجي الكولونيالي." .. فما هي الحضارة في تقديرك ؟ وما هي المدنية ؟ وأين هو موقع السودان في الخمسينات والآن من ذلك؟ لقد جاء كتاب "أسس دستور السودان" والذي كتب قبيل الأستقلال ، جاء قبل وقته بكثير وتكلم عن مفهوم الدستور وسيادة الشعب بصورة يقصر عنها تطاول كل متطاول وهو قد كتب في الأساس بغرض كرامة ورقي الشعب السوداني ولايمكن أن يفهم منه أي شخص مهما تعسف في فهمه أنه كتب ليجارى نظرة المستعمر للشعب السوداني وهو في ذلك لم يناقض رأي الأستاذ محمود وقولته الثابتة في أن الشعب السوداني "شعب عملاق يتقدمه أقزام" .. ويظهر هذا جليا في جميع صفحات الكتاب والذي أوصى قرآء هذا الخيط بالإطلاع عليه من هذه الوصلة لنرى هل سيخرجون بما خرجت به أنت من اطلاعك عليه .. وسأقتطف بعض ما جاء فيه ، ابتداءا من الأهداء:
أسس دستور السودان لقيام حكومة جمهورية فدرالية ديمقراطية اشتراكية
الأهداء الي الشعب السوداني الكريم هذا دستور ((الكتاب)) .. نقدمه اليك ، لتقيم عليه حكومة القانون ، فتخلق بذلك الأنموذج الذي علي هداه تقيم الانسانية ، علي هذا الكوكب ، حكومة القانون .. فانها الا تقم لا يحل في الأرض السلام ، وليس من السلام بد
فهو من البداية يرشح الشعب السوداني لريادة جميع شعوب العالم بتقديم "الأنموذج الذي علي هداه تقيم الانسانية ، علي هذا الكوكب ، حكومة القانون" .. وقد وضع الكتاب الأسس الدستورية التي على أساسها يمكن أن يقوم هذا الأنموذج ، وأجملها في النقاط التالية التي وردت تحت عنوان "ديباجة":
((1)) المشاكل الراهنة لأي بلد من البلاد هي ، في حقيقتها ، صورة لمشاكل الجنس البشري برمته ، وهي ، في أسها ، مشكلة السلام علي هذا الكوكب الذي نعيش فيه ، ولذلك فقد وجب ان يتجه كل بلد الي حل مشاكله علي نحو يسير في نفس الاتجاه الذي بمواصلته تحقق الانسانية الحكومة العالمية ، التي توحد ادارة كوكبنا هذا وتقيم علائق الأمم فيه علي القانون ، بدل الدبلوماسية ، والمعاهدات ، فتحل فيه بذلك النظام والسلام .. ((2)) المسألة الاساسية التي يجب أن يعالجها دستور أي أمة من الأمم هي حل التعارض البادي بين حاجة الفرد وحاجة الجماعة ، فان حاجة الفرد الحقيقية هي الحرية الفردية المطلقة ، وحاجة الجماعة هي العدالة الاجتماعية الشاملة: فالفرد – كل فرد- هو غاية في ذاته ولا يصح أن يتخذ وسيلة لأي غاية سواه ، والجماعة هي أبلغ وسيلة الي انجاب الفرد الحر حرية فردية مطلقة ، فوجب أذن أن ننظمها علي أسس من الحرية والاسماح تجعل ذلك ممكنا. ((3)) اننا نعتبر الدستور في جملته عبارة عن المثل الأعلي للامة ، موضوعا في صياغة قانونية ، تحاول تلك الامة أن تحققه في واقعها بجهازها الحكومي ، بالتطوير الواعي من امكانياتها الراهنة ، علي خطوط عملية يقوم برسمها التشريع والتعليم ، وبتنفيذها الادارة والقضاء والرأي العام. ((4)) ليس هنالك رجل هو من الكمال بحيث يؤتمن علي حريات الآخرين ، فثمن الحرية الفردية المطلقة هو دوام سهر كل فرد علي حراستها واستعداده لتحمل نتائج تصرفه فيها ((5)) ليحقق دستورنا كل الأغراض آنفة الذكر ، فانا نتخذه من ((القرآن)) وحده: لا سيما وأن ((القرآن)) لكونه في آن معا ، دستورا للفرد ودستورا للجماعة قد تفرد بالمقدرة الفائقة علي تنسيق حاجة الفرد الي الحرية الفردية المطلقة ، وحاجة الجماعة الي العدالة الاجتماعية الشاملة ، تنسيقا يطوع الوسيلة لتؤدي الغاية منها أكمل أداء
لقد تحدث الأستاذ محمود عن مفهوم "الجمهورية" في الوقت الذي كان قصارى حلم السياسيين في ذلك الوقت الانضواء تحت النظم الملكية القائمة وقتها .. واقترح الجمع بين الديمقراطية والاشتراكية في نظام حكومي واحد يراعي المساواة بين كل أفراد القطر رجالا ونساء بغض النظر عن دينهم أو عنصرهم أو جنسهم .. أما حديثه عن "بدائية" الشعب السوداني فهو يخاطب به واقعا لا نزال نعايشه وتتفاوت أقاليم السودان ومناطقه المختلفة في ذلك كل حسب حظه من التنمية والتعليم .. وهذا الواقع ليس بضربة لازب على الشعب السوداني ولا هو بسبة وانما حالة يرجى له أن يتجاوزهابفضل الله وبفضل الوعي والتنمية والتعليم ليتبوأ مكان الأستاذية الذي رشح له .. وكثيرا ما تحدث الأستاذ محمود عن أن الأسلام دين "الأميين" وأن نبيه "أمي" وأمته "أمية" ومع ذلك فقد أقام حضارة طغت على حضارات ذلك الوقت "الرومانية" و "الفارسية" وصفتها ..
أرجو مخلصا ، عزيزي أسامة ، أن يكون لك نقد متعمق لمحتوى الفكرة الجمهورية ومواقفها بدل عن الجدل اللغوي حول مدلول بعض الكلمات .. اقرأ تاريخ الأستاذ محمود وستعلم أنه أصلب من قاوم الأستعمار الأنجليزي وأول من دخل سجونه فأشعل ثورة الحماس الوطني ضده ثم كرس بقية حياته لنشر الوعي الذي به وحده يستطيع هذا الشعب أن ينهض من رقدته التي طالت ليتصدر قيادة القافلة البشرية .. وهو في هذا السبيل لم يبخل حتى بروحه وكأنما لسان حاله يقول "فيا سودان اذا ما النفس هانت أقدم للفداء روحي بنفسي"
عمر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ولا يزال الشعب السوداني شعب بدائي ! (Re: osama elkhawad)
|
لا يمكن الحديث عن البدائية بمعزل عن الحديث عن الثنائيات:
تقدم/ تخلف
تقدم / رجعية
تطور / تخلف
تقدم / بدائية
بدائي/ متقدم
القياس هنا الي درجة التقدم في الارتفاق بوسائل الحضارة العصرية المادية،والتي هي ملك لكل الانسانية وليس ملكا لامريكا او اوربا
فرق الاستاذ محمود بين الحضارة والمدنية.الحضارة عنده هي الارتفاق بوسائل الحياة المادية المعروفة كالتطور الصناعي والتقني .المدنية ارقي من الحضارة ،وهي مرتبطة عنده بالقيم والاخلاق الانسانية!
بهذا المعني الشعب السوداني بمقايسس الحضارة شعب بدائي، فهو علي مستوي مؤسسسات الحكم لا يزال تتحكم فيه القبلية والعشائرية والطائفية ، علي مستوي التطور الزراعي والصناعي والمواصلات والخدمات الصحية والتعلمية لا يزال بدائي،
اما بمقاييس المدنية ، حسب تعريف الاستاذ محمود ،اي علي مستوي القيم والاخلاق والطباع ،فالشعب السوداني شعب عملاق!
وبالتالي لا يوجد اي تنافض بين البدائية والعملقة في وصف الاستاذ محمود للشعب السودني يااسامة،
لا ادري يا اسامة دائما احس بان هنالك ضرورة لتذكيرك بابجديات المنهج البنيوي في القراءة، اعتقد بتوظيفك لهذا المنهج توظيفا سليما يمكن ان تقدم دراسات قيمة عن الفكر الجمهوري واكثر عمقا من هذه الخاطرة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ولا يزال الشعب السوداني شعب بدائي ! (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ اسامة الخواض و ضيوفك الكرام
صباح الخير بتوقيت افريقيا المشمس جدا فى بدايات منذرة لصيف غائظ
اولا انا فى انتظار الاجابة على سؤالى,
ما المقصود بالخطاب الانثربولوجى الكولونيالى, وما علاقة ذلك بمنهج التحيليل الماركسى, وما هى اليات عمل هذا الخطاب وما هى تجلياته, وما هى الاستشهادات من الكتابات والدراسات المقدمة محليا فى السودان حول تاثرها بهذا الخطاب, وما علاقة هذا الخطاب بالخطاب الاستشراقى؟؟؟
شكرا على سعة صدرك فى سؤالى المطول الذى يمكنك ان تجيب عليه باختصار حتى لا تطيل
اخوك بكري الجاك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
الناقد الكبير الفيا
شكرا لنصائحك لي حول ابجديات المنهج البنيوي
لكنني للاسف لم اعد في مربعها
بل انت المطالب بتلك المراجعة
فانت في قراءتك الخاطئة للغابة والصحراء تبنيت المنهج البنيوي المكروه
لديك من خلا ل كلامك عن المقاربات والتصنيفات
وفشلت فشلا كاملا
لان من يكره المنهج لايمكن ان يبدع فيه
كما انك تشترك في بوستنا في انك تجهل مفهوم البدائي النبيل
لانك تقراه قراءة قاموسية
وما قاله عمر عبدالله يشبه كلامك تماما
فهو لم يتحدث عن المصطلح
وانما تحدث عن مدلول بعض الكلمات
نحن نتكلم عن سلطة خطاب
وكان محمود محكوما بالخطاب الكولونيالي
ولم يتاسف للشعب السوداني عن اهانته له
المهم ارجو ان يستمر النقاش في غيابي
فانا متحرك غدا لبوستن للاشتراك في برنامج التخرج
ساحاول المشاركة لو تمكنت
وقطعا ساشارك ابتداء من ظهر الاثنين القادم
ارقدوا عافية
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اخيرا يعترف اسامة بتخليه عن البنيوية! (Re: osama elkhawad)
|
Quote: الناقد الكبير الفيا
شكرا لنصائحك لي حول ابجديات المنهج البنيوي
لكنني للاسف لم اعد في مربعها
|
يقول اسامة الخواض في هذا الاقتباس انه لم يعد في مربع البنيوية!!
يعني خلاص هجر البنيوية التي بني عليها مجده،
يعني اخيرا اقر اسامة الخواض بصحة قراءتنا له في دراستنا : من البنيوية الي السيسيلوجيا- قراءة في شهادة اسامة الخواض التي نشرناه في جريدة الخرطوم في ثلاثة حلقات في اكتوبر 1999 ثم اعيد نشرها في هذا المنبر ،ودار حولها نقاش استمر حوالي تلاتة اشهر غاب عنه اسامة الخواض متعللا ببعض الواجبات الاكاديمية واعدا بالعودة ولم يعد للمشاركة في الحوار ،
وكان منطلقنا في تلك الدراسة هو ان هنالك تحول في خطاب اسامة عن البنيوية ،وها هو يعترف بتخليه عنها وبالتالي يؤكد صحة تكهناتنا،
شكرا يا اسامة بوصفك لي بالناقد الكبير ،وانت كمان ما ساهل
ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
شكرا عبد المنعم على التذكير بالبديهيات والحق أنني كنت أريد أن يجيب الأخ أسامة على سؤالي عن ماهية الحضارة وما هية المدنية وموقع السودان من كليهما لأنني لا أعتقد أن اتهامه كان سيصمد كثيرا بعد تحديد المعاني ولكن حسنا فعلت باختصارك المشوار .. الأخ أسامة .. يبدو أن ديدنك سيظل هو المغالطة التي لا تنفذ للجوهر .. انظر مثلا اتهامك لقراءة الأخ عجب الفيا بأنها "قراءة قاموسية" وفي نفس الوقت عبت على عدم الحديث عن "مدلول بعض الكلمات" فماذا تبغى اذا بتجاوزك شرح الكلمة ومدلول استعمالها .. هذا بالرغم من أنني شرحت لك محتوى الكتاب الذي استخرجت أنت منه هذه الكلمة وأعطيتك شيئا من سيرة الأستاذ ومواقفه ورأيه في الشعب السوداني فلم تعبأ بكل ذلك .. فأنت تريدناأن نسلم ونذعن لفرضيتك القائمة على أن الأستاذ محمود كان "محكوما بالخطاب الكولونيالي" .. هكذا بلا أدلة من سيرة ومواقف الأستاذ وبلا شرح للكلمة التي اقتبستها من كتابه وزججت بها زجا في فرضيتك المعوجة .. ثم أنك لم تحاول رؤية وجه الصحة في استعمالها حتى بعد شرحها .. وما ذاك الا لأنك مبيت النية على دمغ الأستاذ بتهمة إهانة الشعب السوداني ولومه على عدم تأسفه على ذلك!! فهل شاهد الناس لغطا مثل هذا ؟؟ أرجو أن تعود وتنفذ الى جوهر الموضوع - موضوع فكر ومواقف الأستاذ محمود من الأستعمار ومن الشعب السوداني عمر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
ليس ردا علي سؤال الاستاذ بكري الجاك لان السؤال موجه. عندما يطلق النقاد كلمة خطاب فهم يعنون الاتجاه العام للجهد الثقافي في مرحلة مايعني ما كتب من اشعار و مسرح وسينماالخ من الاجناس الادبيةبالاضافة الي الفكر السياسي و الفلسفي و الرؤي الدينية . الاتجاه العام عند النظر الي المنطلقات و الثوابت البدهية التي تشكل خلفية الكتاب(من يكتبون). لدراسة مرحلة ما يقوم النقاد بحملات قراءة واسعة تبحث عن الثوابت و المنطلقات او القوسم المشتركة مع وضع التميزات الدقيقة بين الكتاب المتجايلين و نصوصهم في الاعتبار. كتابات الكشاف الجغرافيين او السواح الاوائل المنطلقين من الغرب الناهض صناعيا او الطامع اقتصاديا كانت هي البهار الذي الهب شهية المستعمرين !!!!! و جاءت الكتابات التي بررت و روجت للاستعمار من مختلف المنطلقات الخغرافية و الاثنية لتقول في مجملهاان الاستعمار ضرورة لاحداث التقدم في تلك المستعمرات و للكلمة دلالاتها ايضا لماذا لم يكتب المترجم كلمة محتل و غازي بدلا من مسثعمر. اتجهت بعض الكتابات لتبرير الحالة الاقتصادية الاجتماعية في ما كان يعرف بالمستعمرات و استخدموا عبارات رابطة لانعدام النمو بالمعيار الاحتلالي عبارات دالة علي الجنس. السود بدائيون و دياناتهم بدائية و الصفر جائعون الخ طه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
الأخ أسامة الخواض وبقية الأخوة المتداخلين أنه حقآ لموضوع شيق ربما ساعدنا فى التحول من مناقشة ظاهر المعانى الى مدلولات مفرداتها. أقول أن كلمة بدائية (محور النقاش) هى أداة وصفية فيها مرونة غير محددة بأطر لتشكيلات اجتماعية، أقتصادية و ساسية لأى مجموعات بشرية بعينها. أستعملت هذه الكمة أساسآ فى الخظاب الأكاديمى الأنثروبيولجى الكلونيالى و الكلونيالى الجديد الغربى للتأسيس لل Western Paradigm لدراسة وفهم المستعمرات وأستعمالها أيضآ لتبرير دخول التبشير المسيحى لقود المستعمرات للتحضر بالمفهوم الغربى. من الناحية الأبستمولوجية فان الكلمة فيها حكم قيمى أستعلائى عند أستعمالها لوصف أى تجمعات كانت، سواء داخل السودان أو على أى بقعة من بقاع الأرض و بغض النظر ان كان المستعمل الأستاذ محمود محمد طه أو أيفنز بردشارد الأنثربلوجى السودانى المعروف ( أعنى Sudanist not Sudanese) و أعتقد أن هذا ماعناه الأخ أسامة تحديدآ . ولفهم مدلولات كلمة بدائية عندما تعاطاها الأستاذ محمود لتوصيف حالة بذاتها، يكون من اللازم علينا أن نعى فهمه لكلمتى حضارة ومدنية، لأننى أعتقد أن هناك رباط قائم لا ينفصل بين هذه المفردات الثلاث. و الحضاره عنده هى المنتوج الثقافى لأى تجعات بشريه كاللغه مثلآ كأحد مكونات الثقافة. والمدنية عنده هى المنوجات المادية التى تساعد الناس فى تسهيل وتسيير حياتهم اليومية كالطرق و المبانى و وسائل الأتصال. وأكاد أجزم أن الأستاذ حينما وصف الأقاليم بالبدائية كان يقصد المدنية وليس الحضارة كما أردت أن تقول بذلك. فالمقصود عنده التعليم، بناء المدارس، التوعيه السياسية، أدراك الناس لحقوقهم النقابية و مشاركتهم فى جميع القرارات التى تهم حياتهم ولعمرى أن الأقاليم بدائية فى ذلك حتى اليوم، وليس المقصود أن يتركوا دينهم و عقائدهم و عاداتهم و تقايدهم. و بناءآ على ما أورت آنفآ، فأننى لا أرى أن أستعمال كلمة بدائية عند توصيف الأستاذ محمود للحالة المدنية للأقاليم فيها ما يعيبها أو يلصق بها أى حكم قيمى استعلائى من جانبه.
أنور م أ الحاج فرجينيا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
يقول اسامة:
Quote: لان من يكره المنهج لايمكن ان يبدع فيه
كما انك تشترك في بوستنا في انك تجهل مفهوم البدائي النبيل
لانك تقراه قراءة قاموسية
|
يقصد اسامة انني اكره المنهج البنيوي، طبعا هو يستنتج ذلك من قراءتي النقدية لفهمه هو للمنهج البنيوي فاي نقد بالنسبة لاسامة هو عداء وكراهية، وهذه هي طبيعة العقل غير الجدلي ،العقل الايديلوجي الدوغمائي. انا طالبت بالحرف الواحد ان نتعامل مع المنهج البنيوي تعامل جدلي وليس تعامل ايديلوجي عقائدي، ولا زالت كلماتي موجودة لمن اراد مراجعتها، ومن هذا المنطلق اتعامل مع منجزات المنهج البنيوي وقف هذا المنظور الجدلي وبالتالي لا افهم ان يقول احد انه تخلي عن المنهج البنيوي الا اذا كان يعتنقه كايدلوجيا وهذا بالظبط هو ماخذي علي البنيويين عندنا ، وما اعلان اسامة بانه تخلي عن هذا المنهج سوي دليل علي انه كان يعتنق البنيوية كمذهب ايديلوجي وليس كادة تحليل او منهج اجرائي في القراءة.
اما عن البدائي النبيل فقد تحدتث عنه ما فيه الكفاية في بوست الافروعربية ،وتحدثت عن جذوره عند ماركس وجان جاك روسو ،ولكنك لم تواجه ما قلته يا اسامة وتهربت من النقاش بلا سبب،وها انت تعود لنفس الاسطوانة ،لان الخطاب الكولونيالي مغبش عليك الرؤية وما قادر تتخلص من سلطته .
ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ الدكتور ياسر الشريف:
كيفك يا صديقى, اشتاقك ايضا, افتقدت مشاركاتك القصيرة الناجعة, بالفعل التوقيت الافريقى فى مجمله صيفى الا بعض المدن المرتفعة نسبيا, واهو لو بتتحملو تكاليف الشحن انا عندي ملايين الاطنان من السخانة و اشعة الشمس.
لكن يا ياسر انا من ما قمت بسمع بالربيع والتفاح فى المدرسة, ولمن سافرت على الهلال الخصيب , اخوك بياكل تفاح ثلاثة يوم على التوالى لمن دخل فى غيبوبة تفاحية, هس اليومين ديل عندي جن اسمو الربيع , نفس اشوفو كيف ما ترسل لينا شوية ربيع يخففو عننا الحر ده ياخى
الاخ طه جعفر
شكرا على المقاربة التى اعطتنى فكرة اوليه عن مضمون الخطاب الانثربولوجى الكولونيالى, وان كنت فى انتظار تعليق اسامة لاننى اعتقد ان هذا المجال نافذة لقول الكثير,
بكري الجاك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
التحية لكل المتداخلين
انا الان في مكتبة كلية بوسطن التي يعمل فيها صديقي الفنان خالد كودي محاضرافيها واكتب الان بتلقيط الحروف بالماوس
بالنسبة لبكري الجاك فلي حديث مطول وبالتفاصيل المسهبة عن نشاة وتطور مصطلح "البدائي" في الفكر الغربي
وعمومايابكري المصطلح مر باطوار كثيرة تبعا لتطور الهجمة الكولونيالية وانحصر ختصارا في البدائي النبيل والبدائي الوضيع
ولان الفيا يفهم المصطلحات قاموسيا فهو كان يعتقد ان مصطلح البدائي النبيل هو من ابتكارات الغابة والصحراء لاعادة الاعتبار للمكون الافريقي وان وراء نحت هذا المصطلح مقاصد "نبيلة"!!!
كما قلنا الفيا يقرا المصطلحات قراءة قاموسية ولا يهمه الاصل المعرفي وانما يكتفي بالدلالة اللغوية فقط فهو لا يعرف الجذور التاريخية لنشاة المصطلح , واهتم فقط بان النبيل هي مجرد صفة نحتها محمد عبدالحي,
والذي -بعكس الفيا- كان مدركا تماما للجذور الكولونيالية لنشاة مصطلح البدائي النبيل
وهذا سبب من الاسباب التي جعلتنا نقول ان قراءة الفيا قراءة خاطئة لانها ببساطة تسيئ فهم المصطلحات
وفي بوستنا القادم الذي سيكون شحمانا جدا سنجعل القارئ يلم بجذور مصطلح البدائي في الفكر الغربي وتطوراته والذى لم نستطع توضيحه
وساعود بعد قليل رغم اني القط الحروف بالماوس
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
نعتقد ان اية قراءة نقدية معرفية للخطاب المحمودي ان تخلصه اولا من قراءتين متناقضتين:
القراءة الاولى يمكن ان نسميها القراءة الاجترارية الاتباعية. وما راينا من كلام للاخ عمر عبدالله هو نموذج لتلك القراءة التي تكتفي بترديد بعض مقولات معروفة لابسط الملمين بالخطاب الجمهوري, وهي اقرب الى الكلام الدعوي الذيي يهدف الى الحشدوالاستقطاب والتجنيد.
اما القراءةbالثانية فيمكن ان نسميها القراءة التكفيرية الاستبعادية والتي تختزل الخطاب المحمودي باعتبارها خارجا عن الملة وينتمي الى مفهوم الردة.
المفهوم الاول ينظر الى الخطاب المحمودي باعتباره معرفة مطلقة الصواب, بعكس القراءة الثانية التي تراه ضلالا مطلقا.
بالتاكيد بعد ذلك التخليص المزدوج,فاننا لن نتجاهل ان الخطاب االمحمودي هو خطاب ديني. لكن ذلك لن يخلق منه خطابا محايثا للتاريخ,
بل اننا نحاول ان نموقعه في التاريخ, ومن هنا تبنيه لمفهوم البدائي الوضيع في فهمه للشعب السوداني. وهذه ليست مسالة لغوية
بحتة كما يحاول البعض لمخارجة المسالة,
لكنها في نفس الوقت لا تنم عن نية مسبقة لاهانة الشعب السوداني, ولكنه اي الاستاذ محمود تبنى ذلك المصطلح الذي كان مقبولا جدا في ذلك الوقت.
ولم يكن هناك اي شك في صحته. ولذلك تبناه محمود لانه اي ذلك المصطلح لم يتم نقده بعد.
ولذلك دهش الكثيرون ان محمودا تبنى ذلك المصطلح الذي اصبح منبوذا الان ولا يجرؤ اي انسان على تبنيه الان,
لكن حدود المعرفة في ذلك الوقت جعلت محمود يقع اسيرا لذلك المصطلح
ومن هنا فهمه الانثربولجي الكولونيالي للشعب السوداني وكان مقتنعا اشد الاقتناع به لان المصطلح في ذلك الزمان يمثل افضل وصف للشعوب المختلفة عن المستعمرين الغربيين
ولذلك وقع محمود تحت التاثير الكامل للخطاب الكولونيالي في توصيفه للسكان الاصليين-بدون اي اسف,لان هذى حقائق التاريخ المؤلمة
وساعود يوم الاثنين اوارجو المواصلة لمشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاعتراف بالبدائية والتخلف شرط التقدم (Re: osama elkhawad)
|
لقد وضع الاستاذ النور يده علي مكمن الداء
Quote: أخي اسامة، أرجو ألا تنطلي عليك، خدع ما بعد الحداثة، والنزعات "الإنسانوية" الكاذبة التي أخذت تروج لها، وترفعها في مواجهة الأفكار الداعية لنزع الخوذة الفكرية الغربية، التي ألبست لنا قسرا حينا، أو لبسناها غفلة، أحيانا أخرى.. صدقني، إنك تروج لـ POLITICAL CORRECTNESS لا يخدم محاولات النهوض عندنا، بغير ما يخدم الإبقاء على الأوضاع، البائسة، الراهنة، و(بفلسفة عالية كمان). هذا يا أخي مجرد طعم جديد!
|
يبدو فعلا ان اسامة مفتون هذه الايام بسمادير ما بعد الحداثة، فقد اعلن في هذا البوست لاول مرة انه تجاوز البنيوية ، في عالم ما بعد الحداثة، لا تقدم ولا تخلف ولا بدائية ولا قيم او معايير او مبدا يمكن القياس عليه لا يوجد مركز، ولا يوجد هامش.لقد حطم ادورد سعيد نظرية المركز الغربي هكذا يقولون ،بالكلام طبعا. وهم جديد يروجون له ليتركونا نتخبط في مزيد من الاوهام بعد ان اشبعونا وشبعوا اوهاما. فطالما لا يوجد نقطة يقاس عليها،فمن اين والي اين يكون التقدم ، والتخلف بالنسبة الي من والي ماذا؟؟؟!!!
ثم بعد كل ذلك ياتون ليحدثونا عن انتهاكات حقوق الانسان وعن فساد الانظمة وعن الديكتاتوريات وعن النضال والكفاح ضد الانظمة القمعية وعن تدني الخدمات وغياب البنية التحية وما شابه !
كيف لانسان ينكر وجود شي اسمه تقدم او تخلف يمكن ان يتحدث عن اي تغيير في المجتمع دعك من ان يكون هذا الانسان بكل ما يتبجح به اسامة الخواض؟!
الشكر والتحية لكل المشاركين وشكرا يا دكتور ياسر علي نقل النقاش ي منبر الفكر الحر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما هذا يا اسامة؟؟؟ (Re: osama elkhawad)
|
بعد ان ادان الاستاذ محمود بالاعتذار لاهانة الشعب السوداني لوصفه بالبدائية،عاد اسامة الخواض وقال :
Quote: لكنها في نفس الوقت لا تنم عن نية مسبقة لاهانة الشعب السوداني, ولكنه اي الاستاذ محمود تبنى ذلك المصطلح الذي كان مقبولا جدا في ذلك الوقت.
ولم يكن هناك اي شك في صحته. ولذلك تبناه محمود لانه اي ذلك المصطلح لم يتم نقده بعد. ولذلك دهش الكثيرون ان محمودا تبنى ذلك المصطلح الذي اصبح منبوذا الان ولا يجرؤ اي انسان على تبنيه الان, لكن حدود المعرفة في ذلك الوقت جعلت محمود يقع اسيرا لذلك المصطلح |
ارجو من الاخوة المشاركين والمتابعين التامل في هذا الاقتباس وما وضعت عليه خطوط ،وان نسمع حوله بعض التعليقات،لاني اعتقد انه يكشف عن الطريقة التي يفكر بها اسامة الخواض، وسوف اعود لان مواعيد العمل قد حانت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
الأخ النور حمد الرجاء العودة الى مداخلتى السابقة و أعادة قراءتها ببعض التأنى. مارميت اليه هو أن الأستاذ محمود عندما أستعمل كلمة بدائية لتوصيف حالة الأقاليم لم يقصد الأذلال لها و الأستعلاء القيمى من جانبه. و أن أستعمال الأستاذ لها هو غير ذلك الأستعمال الكلونيالى القديم و الحديث لها. فى نفس الوقت أتفق مع أسامة فى أن الكلمة لها مدلولاتها ذات الحكم القيمى الأستعلائى بحكم نشأتها و أستحداثها لأسباغ صبغة دونية على المجتمعات الأخرى.
هذا مالزم توضيحه
أنور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: Anwar Elhaj)
|
الأخ الكريم أنور إليك عاطر التحايا، ولكل من حولك، من الأعزاء في الإسكندرية/فرجينيا
لقد حدث من جانبي شيء من سوء الفهم لما كتبت. ولعل استبدالك لكلمتي "حضارة" و"مدنية" بعكس ما شرحه بهما الأستاذ محمود محمد طه، في مؤلفاته، هو الذي قادني إلى سوء الفهم. فأنت قد استخدمت كلمة حضارة في محل كلمة مدنية. اي على عكس ما عرفهما به الأستاذ محمود. غير أنك أبنت عن نفسك اكثر في ختام حديثك. وحين كتبت ردي، كان العالق بذهني، من حديثك، هذا الجزء:
Quote: والحضاره عنده هى المنتوج الثقافى لأى تجعات بشريه كاللغه مثلآ كأحد مكونات الثقافة. والمدنية عنده هى المنتوجات المادية التى تساعد الناس فى تسهيل وتسيير حياتهم اليومية كالطرق و المبانى و وسائل الأتصال. وأكاد أجزم أن الأستاذ حينما وصف الأقاليم بالبدائية كان يقصد المدنية وليس الحضارة |
فالحضارة عند الأستاذ محمود تعني مبلغ ما حققه أي مجتمع من رفاه مادي. ولا يعني تحقيق المجتمع المعين، للرفاه المادي، أن ذلك المجتمع مجتمع متمدن. فالمدنية تعني عند الأستاذ محمود، القيم، والأخلاق التي تعلي من قدر الإنسان، وتحفظ له حقي الحياة، والحرية. وقولك تحديدا: ((وأكاد أجزم أن الأستاذ حينما وصف الأقاليم بالبدائية كان يقصد المدنية وليس الحضارة))، هو الذي جعل الأمر ملتبسا عندي.
عموما أعتذر عن سوء الفهم. فآخر حديثك واضح فيه خلافك مع ما رمى إليه الأخ اسامة الخواض. وآسف لتأخير الرد، إذ أنني لم استطع دخول المنبر منذ الأمس بسبب مشلكة في السيرفبر كما يبدو. ولك عاطر التحايا، مرة أخرى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
اولا احي روح اخوانا الجمهوريين، المشبعة بالتسامح وتقبل الرأي الاخر، او دي المحرية فيهم، باعتبارهم نموذج مشروع البديل الوحيد "من الشمال"، للسودان القديم.
اتمني القارئ ينتبه ويقارن مابين رحابة صدر الجمهوريين، وضيق وتزمت اخوانا الشيوعيين، متي ما اختلف الناس معاهم!
من سخرية الاقدار، كيف الجمهوريين عمرهم ما اعتبروا كبديل في اوساط تيارات اليسار، المناط به انجاز مشروع البديل، بزعامة الشيوعيين، استنادا الي الماركسية كاداة تحليل.
لكي لا ننسي، ولكي نستثمر فشل زعيم اليسار المريع والباهظ الثمن، علينا ان نعقد المقارنات، مستلهمين، ومستخلصين للدروس والعبر، وفي نفس الوقت نمنع اعادة انتاج نفس الفشل.
انشاء الله ياني الصادي، وللزمن داك يا اسامة، تذكر انك لاتزال تراوح مكانك منطلقا من مركزية اوربية، حتي في نقدك لي طرح الاستاذ محمود، فيما يتصل بي مفهوم البدائية.
مع احترامي الشديد لشخصك، فطرحك هنا ذي ساقية جحا، يشيل من بحر المركزية الاوربية، فقط ليودي لي بحر ذات المركزية، مرة اخري!
حاجيك مفصلا ما اوجزت.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
الأخ اسامة
عودا حميدا.
كونك استخدمت عبارة ((محمودي)) واعطيتها تبريرا من عندك، لا يجعل من استخدام تلك العبارة استخداما مبررا، ومقبولا، وخاليا من غرض النيل من الآخر. وعموما فقد سبقك إلى استخدام تلك العبارة، الإخوان المسلمون في جامعة الخرطوم، منذ السبعينات. وسؤالي هو: لماذا لا تستخدم ما أسمى به الأستاذ محمود فكره، وما تواضع عليه الناس، في الإشارة إلى ذلك الفكر؟ فهل يا ترى تظن بنفسك مرجعية نهائية مخول لها تغيير كل ما تواضع عليه الناس؟أخشي والحالة هذه، أن يجيء يوما تعطيني فيه إسما غير الذي أعطاه لي ابواي، وتتبع ذلك بشرح، مطول، في تبرير ذلك التغيير!!
لقد استغربت كثيرا في قولتك هذه:
Quote: ولم ينج من شراك مصطلح البدائية حتى مفكرين من أمثال يونج وفرويد، فما بالك من الاستاذ محمود؟؟ |
ويبدو أنك مفتون بالفكر الغربي لدرجة جعلتك ترى أن وضع فرويد ويونج فوق الأستاذ محمود طه، أمر طبيعي!! فمن منا الغارق، يا ترى، حتى أذنيه، في الإشار بـ "البدائية"، من شاكلة ما تضمنه قولك هذا، الواثق من صحة التقليل، من شأن كل فكر ليس غربي المنشأ! من منا ياترى، الغارق حتى إذنيه، بل والعابد في صمامة، لأوهام المركزية ألأوروبية؟؟
ولي عودة موسعة إلى هذه النقطة، متى ما سمح الوقت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
الاعزاء ابو الريش والدكتور النور حمد
كلامي لم يكن من اجل التقليل من شان الاستاذ محمود
ولكنه اشارة الى ان حتى المفكرين المنسغلين بامور البحث الاكاديمي وقعوا اسرى لذلك المصطلح ليس لسوء نية , وانما لان سلطة الخطاب هي التي تفرض ذلك على اي مفكر او باحث ,
والاستاذ محمود باي حال ليس استثناء من ذلك القانون المعرفي
الاستاذ محمود غير منسغل بالطريقة الاكاديمية في البحث , ولذلك لا يشير الى مصادره الغائبة
وهي طريقة قد توقع الباحث في شراك الاعتقاد بانه صاحب تلك المصطلحات
ومفهوم العلم اللدني بالتاكيد يساعد في اخفاء النصوص الغائبة , والاحساس بالامتلاك الكامل لها , مع انها في الاصل مهاجرة الى فكر الاستاذ محمود
اما عن حديثي عن الفكر المحمودي
فينطلق من فهم مختلف عما يعتقده الاخوان المسلمون
فنحن نعتقد انه ليس هنالك فكر جمهوري ,
وانما هنالك حزب جمهوري
ولاسباب دينية كثيرة اكتفى اتباع الفكرة اما بالاجترار كما راينا في حالة الاخ عمر عبدالله ,
وهذا للاسف هو الغالب وسط الاخوة الجمهوريين ,
او في حالات نادرة , كما في حالة الدكتور النور, الاكتفاء بدور المبرر او الشارح في احسن الاحوال
اما عن المركزية الاوروبية , فاعتقد انه ليس هنالك من يدافع عنها, بنفس القدر الذي ينطبق على مصطلح " البدائية"
وارجو الا يحول الدكتور النقاش عن المحور الاساسي وهو مصطلح " البدائية" ليجلب لنا خيطية اخرى تحرف النقاش عن مساره,
وهو ما يشبة تكتيكات الاخوان المسلمين " لفرزعة " النقاش
وارجو ان اكون مخطئا في هذا التشبيه
وساعود
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Reوماركس كمان! (Re: osama elkhawad)
|
يقول اسامة الخواض:
Quote: فالبضبط مصطلحي الحضارة والمدنية يقابلان مصطلح البدائية بظلاله الكولونيالية الاستعلائية
ولم ينج من شراك مصطلح البدائية حتى مفكرين من امثال يونج وفرويد,
فما بالك من الاستاذ محمود؟؟
|
سبق ان نبهت اسامة الخواض الي ان ماركس وانجلز استخدما مصطلح بدائية لكن عمل اضان الحامل طرشة وما اشتغل بي الشغلة، وكم كنت اتمني ان يكون امينا ويضيف الي هؤلاء ماركس وانجلز،
لاحظ ان اسامة لا يعترض هنا علي لفظ بدائي فقط بل يعترض ايضا علي كلمات مثل حضارة ومدنية!! الم اقل لكم ان اسامة مفتون هذه الايام بغشاوة ما بعد الحداثة، كما قلت في عالم مابعد الحداثة لا مكان لاي حكم قيمة،لانه لا شي سوي العماء العدم ،لقد تم تحطيم سلطة العقل الذي يحكم علي الاشياءreason والي الابد . فلا عقل ولا حقيقة ،لا غاية، لا هذف يمكن الوصول اليه وبتحطيم سلطة العقل تم تحطيم كل الثنائيات التي يفكر بها العقل :صاح خطا ،حق باطل ،اول اخر،بداية نهاية،تاخر تقدم ،الخ ..
لذلك اسامة لا يريد ان يسمع كلمات مثل حضارة ،مدنية ،تقدم ،بدائية لانها تعطيه الاحساس بحكم القيمة وبان العقل لا يزال يمارس سلطته.
لقد احسن الدكتور النور حمد الظن بالاستاذ اسامة عندما قال انه متاثر بمفاهيم political correctness في امريكا والتي تدعو الي محاربة استعمال العبارات والاوصاف التي توحي بالشعور بالاستعلاء العرقي والطبقي مثل كلمة niger ،لكن لا يا دكتور النور لانو اسامة عنده راي اصلا حتي في كلمة correctness لانه لا يوجد صاح اصلا في تصور ما بعد الحداثة ،فالصاح حكم قيمة ،وحيث انه تم الانقلاب علي العقل وازاحته من عرشه فمن يقرر في ما هو الصاح وما هو الغلط ؟
لذلك لا حضارة ولا مدنية ولا بدائية او كما قال اسامة الخواض
ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re:ما بعد الحداثة ليست معرفة بل خطاب ايديلوجي؟ (Re: osama elkhawad)
|
الوهم الذي يقع فيه مثقفونا للا سف هو انهم ينظرون الي اطروحات الحداثة وما بعد الحداثة في مجال العلوم الانسانية واكرر العلوم الانسانية،باعتيار انها science وبالتالي ان ما تقوله حق لا يايته الباطل من خلفه وما بين يديه ولا حيلة لك الا ان تسلم به ،والا فانك تقف ضد العلم والمعرفة! لذلك اعتنقوا كل اطروحات الحداثة من بنيويه وخلافه - بضبابينها - دون خلق اي نوع من الحوار معها،ثم ما لبثوا ان تركوها الي ما بعد الحداثة ظنا منهم ان هنالك معرفة جديدة ،وما علموا ان كل مقولات ما بعد الحداثة ما هي الا خطابات ايديلوجية،تعبر عن حالات من الياس اصابت بعض مثقفي الغرب وجعلتهم يتشككون في العقلانية الغربية التي يزعم مثقفونا تحطيم مركزيتها وفي نفس الوقت يجترون كل ما تقذف به من ازمات !! يقول اسامة الخواض:
Quote: ولكنه اي الاستاذ محمود تبنى ذلك المصطلح الذي كان مقبولا جدا في ذلك الوقت.
ولم يكن هناك اي شك في صحته. ولذلك تبناه محمود لانه اي ذلك المصطلح لم يتم نقده بعد. ولذلك دهش الكثيرون ان محمودا تبنى ذلك المصطلح الذي اصبح منبوذا الان ولا يجرؤ اي انسان على تبنيه الان, لكن حدود المعرفة في ذلك الوقت جعلت محمود يقع اسيرا لذلك المصطلح |
:" حدود المعرفة في ذلك الوقت " عن اي معرفة تتحدث الان يا اسامة ؟! هل لك ان تحدثنا عن مصدر هذه المعرفة التي تستنكر استخدام مصطلحات مثل : بدائية وحضارة ومدنية ؟؟!
ثم الا تخجل يا اسامة من قولك :
Quote: ولكنه اي الاستاذ محمود تبنى ذلك المصطلح الذي كان مقبولا جدا في ذلك الوقت. ولم يكن هناك اي شك في صحته |
ولا تعليق !!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
سلام عجب الفيا
وان شا الله عافية
كنت اظن ان اولوياتك البوستية ستتغير,
بعد ان اشرت الى انك لم تفهم مصطلح " البدائي النبيل " كما فهمه عبدالحي وعبدالله علي ابراهيم ,
وكل من له علاقة بهذا المصطلح الذي تاريخه يعود الى اكثر من 300 عاما وبالتحديد عام 1672.
وكنت اعتقد انك سوف تعتذر للبورداب عن وقوعك في ذلك الخطا القاتل, حيث اعتقدت ان مصطلح البدائي النبيل من ابتكار محمد عبد الحي , وذلك استنادا الى كلام عبدالله على ابراهيم,
حين اشار ان محمد عبدالحي جاء " بمصطلح " البدائي النبيل" الى حلبة نقاش العلاقات الثقافية"
ففهمت يا الفيا كلام عبدالله ب"ضبانتو",
واعتقدت لذلك ان عبدالحي هو مبتكر المصطلح,
وان له نيه "نبيلة",
تتمثل في اعادة الاعتبار للمكون الافريقي!!
اعتقد انه يلزمك القضاء والكفارة معا ,
وارجو ان تعتذر للقراء
وساعود للحديث عن بقية قراءتك الخاطئة لتعقيبي حول البدائية والحضارة والمدنية
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: انت المطالب بالاعتذار ! (Re: osama elkhawad)
|
الاخ الاستاذ اسامة الخواض
ارجو الاعتذار عن اتهامك للاستاذ محمود باهانة الشعب السوداني لانك عجزت عن اثبات هذا الاتهام بل تراجعت عنه،
كما ارجو ان تعتذر للاعضاء والقراء عن مواصلة النقاش في هذا البوست
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
يا عجب
اقدر انك اعلنت اتفاقك معي
ولكنك لم تنتبه الى ما قلته انا سابقا
ان محمود غير معني بالمنهج الاكاديمي في البحث
وهو يستلف المصطلحات من الفكر الغربي
ولا يشير الى ذلك
وقد استند الدكتور الجمهوري النور حمد اليك في ما اعتبره كشفا لم يتوفر عليه هو ,
وانت قلت ذلك من قبيل المنطق فقط ,
لكن محمود غير معني بما استنتجته انت ,
وصدقك فيه بوارا الدكتور
وساعود الى اثبات ذلك
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
دعونا نر كيف ينظر الاستاذ محمود الى المرض النفسي؟ وذلك ورد في
كتابه "اسئلة واجوبة:
وقد كتب الاتي:
أم درمان ص. ب. 1151 20/3/1970
حضرة السيد الفاضل عمر تحية طيبة ، و بعد ، فقد ورد جوابك بالسؤال الآتي: ـ
(هل يدخل الجن ، أو أي من الأرواح ، في بدن الإنسان ؟؟ فإذا كان كذلك
فما هي العلة ؟؟ و ما هو العلاج لوجود روحين في جسد الإنسان الواحد ؟؟
وكان جوابه الاتي:
إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون" ..
و هم يعيشون في أماكن الأوساخ و النتانات ، مثل المراحيض ، والحمامات ، و في أماكن أخرى
كثيرة .. و قد يخالطون الإنسان ، و يشاركونه في ماله ، و في أولاده ، و في
زوجه .. و قد يخالطونه في نفسه .. فتتغير حاله ، و يصاب عقله ، ويصبح
يتصرف تصرفاً شاذاً ، فيسميه الناس "مجنوناً" .. . و أنت تسأل: (فما هي
العلة ؟؟) فإن كنت تريد بالسؤال: (فما هو المرض ؟؟) فإن الجواب: إن
المرض قد يكون عقلياً ، و قد يكون جسدياً ، و في الغالب يكون في العقل و
الجسد كليهما .. في العقل بالتصرف الشاذ ، و الميل إلى العنف الجسدي ،
أو اللفظي .. و في الجسد بالتحول ، للعزوف عن الغذاء ، ولقلة
الراحة .. و أما علة الإصابة بالمرض فهي الغفلة عن ذكر الله .. و أما
العلاج فهو بتقوية الروح على النفس .. و قد يكون ذلك (بالعزيمة) من
رجل صالح ، قوي الروح .. أو من طبيب نفساني قد يستعين بالعقاقير ، أو
بصعقة الكهرباء .. أو من رجل ذاكر ، بإستعمال بعض الرقي أو بتلاوة
الآيات .. وأصبح ، في الوقت الحاضر ، الجانب المأمون في العلاج هو الطبيب
النفساني .. أو طبيب الأعصاب!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
الأخ أسامة كنت قد صنفتني في احدى مداخلاتك كنموذج لأصحاب ما سميته "القراءة الاجترارية الاتباعية" وهي قراءة حسب زعمك "تكتفي بترديد بعض مقولات معروفة لابسط الملمين بالخطاب الجمهوري" .. والحق أنك لم تسع لأن تقنعني أو تقنع قراء هذا الخيط بأنك فهمت ما قرأته من مقولات الفكر الجمهوري .. بل أكثر من ذلك أشك في أنك قرأت شيئا ذي بال للفكر الجمهوري وانما توقفت عند عبارة وردت في بداية كتاب "أسس دستور السودان" وحسبت أنك عثرت على مفتاح مغاليق نقد الفكر الجمهوري فجئتنا بذلك التقرير الفج الذي تزعم فيه أن الأستاذ محمود أهان الشعب السوداني للحد الذي يتطلب اعلان تأسفه حسب زعمك .. وعندما استخرجنا لك نصوص من نفس الكتاب الذي ادعيت الاطلاع عليه بما يفند دعواك وفهمك لعبارة "شعب بدائي" اصريت على الوقوف مع نفسك ووصفتني بما وصفت .. لكن أحب أن أؤكد لك أن ذلك لن يثنيني عن اثبات النصوص التي تثبت سوء فهمك لكتابات الأستاذ ومحاولاتك تخريجها لتوافق الصورة التي وضعتها في ذهنك مسبقا .. ومن مثل ذلك ما أثرته مؤخرا عن تعريف الأستاذ للحضارة والمدنية ، فقد قلت:
Quote: تعريف الحضارة والمدنية ليس تعريفا من اكتشاف الاستاذ محمود, ولكن لان الاستاذ يخفي نصوصه الغائبة يبدو كانه صاحب تلك التعريفات والمصطلحات وحتى تفريقه بين الحضارة والمدثية ليس تفريقا خاصا به , وانما اجتره من الانثروبولوجيا الغربية بدون الاشارة الى ذلك |
وقد سألك الأخ قصي سؤالا ، أعيده عليك بالعربي: "سأكون شاكرا للأخ اسامة أو أي أحد آخر اذا أرجعنا لأي مصدر استخدم كلمتي المدنية والحضارة قبل الأستاذ محمود وبنفس الطريقة التي استخدمهما فيها الأستاذ" وبدلا من الاجابة المباشرة على هذا السؤال ذهبت لتقول أن: the confusion between the two terms: civilization and culture is one of the classical dispute in Anthropology ثم أعطيت وصلة لموقع يتحدث عن ال civilization and culture بصورة لا تقارب تعريف الأستاذ وتمييزه للكلمتين .. وحتى يكون الحديث عن بصيرة دعني أوفر عنك مشقة البحث عن تعريفات الأستاذ للمدنية والحضارة وأثبتهما لك هنا (من كتاب الرسالة الثانية من الأسلام):
"المدنية غير الحضارة، وهما لا يختلفان اختلاف نوع، وإنما يختلفان اختلاف مقدار.. فالمدنية هي قمة الهرم الاجتماعي والحضارة قاعدته. ويمكن تعريف المدنية بأنها المقدرة على التمييز بين قيم الأشياء، والتزام هذه القيم في السلوك اليومي، فالرجل المتمدن لا تلتبس عليه الوسائل مع الغاية، ولا هو يضحي بالغاية في سبيل الوسيلة. فهو ذو قيم وذو خلق. وبعبارة موجزة، فالرجل المتمدن هو الذي حقق حياة الفكر وحياة الشعور."
"وأما الحضارة فهي ارتفاق الحي بالوسائل التي تزيد من طلاوة الحياة، ومن طراوتها.. فكأن الحضارة هي التقدم المادي، فإذا كان الرجل يملك عربة فارهة، ومنزلا جميلا، وأثاثا أنيقا، فهو رجل متحضر، فإذا كان قد حصل على هذه الوسائل بتفريط في حريته فهو ليس متمدنا، وان كان متحضرا، وانه لمن دقائق التمييز أن نتفطن إلى أن الرجل قد يكون متحضرا، وهو ليس متمدنا، وهذا كثير، وأنه قد يكون متمدنا، وهو ليس بمتحضر، وهذا قليل، والكمال في أن يكون الرجل متحضرا متمدنا في آن. وهو ما نتطلع إليه منذ اليوم."
فقل لي بربك اذا كنت قد سمعت بمثل هذا التمييز من قبل حتى يصح تقريرك:
Quote: وحتى تفريقه بين الحضارة والمدثية ليس تفريقا خاصا به , وانما اجتره من الانثروبولوجيا الغربية بدون الاشارة الى ذلك .. |
ولن يسعفك في ذلك الويبسايت الذي أرجعتنا له فهو قد عرف "المدنية" بمثل تعريف الأستاذ "للحضارة" ، فأرجو أن تسعفنا بغيره من مراجع الانثروبولوجيا .. والحق أن كلمة حضارة حسب تعريف الأستاذ لا تقابلها كلمة civilization في اللغة الانجليزية كما هو شائع عند عامة الناس وانما تقابلها عبارة Material Progress .. وكلمة مدنية هي التي تقابل civilization .. يلاحظ أيضا أن كلمتي حضارة ومدنية تستخدمان في اللغة العربية بالتبادل بل قد تجد بعض من يعرف المدنية بأنها "الجانِبُ المَادِّيُّ مِنَ الحَضَارَة" .. أما كلمة Culture فلا اعتقد أنها تقابل حضارة أو مدنية بصورة مباشرة والترجمة الحرفية لها "ثقافة" كما هو معروف .. وصحيح أن الثقافة في سبحاتها العليا تعني "التقويم" و"التهذيب" وهي بذلك تلتقي مع تعريف الأستاذ للمدنية ، الا أن التعريف العام لها يحصرها في الالمام بالمعارف والعلوم المختلفة ، حتى وان لم يؤثر ذلك في أخلاق المثقف ..
الأخ أسامة أنت للأسف الشديد الى الآن لم تبرح مكانك في القاء النعوت التلغرافية والاتهامات الجزافية بدل تقديم دراسة متعمقة يمكن أن يطلق عليها الواحد نقد .. آمل أن تتمكن من ذلك قريبا
عمر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
الأخ أسامة لقد كتبت الآتي:
Quote: دعونا نر كيف ينظر الاستاذ محمود الى المرض النفسي؟ وذلك ورد في
كتابه "اسئلة واجوبة: |
ثم أوردت أحد ردود الأستاذ من كتاب أسئلة وأجوابة ثم ألحقته بسيل من علامات التعجب .. فهل هذا كلما جادت به قريحتك من نقد ؟ لماذ لا تتحفنا بتعريفك أنت ونظرتك للمرض النفسي حتى نقارن ونحكم ! عمر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
الاخ عمر
لم تفهم مقالتي حول ان الاستاذ لا يلتزم باصول البحث الاكاديمي
وهي سمة اساسية في الخطاب المحمودي
وهل لك ان ترد لنا على مفهوم الفكر المحمودي للمرض النفسي؟؟؟
وساعود للكلام حول مسالة المدنية والحضارة و ستكتشف ان الاستاذ لا يعبا بما قاله سابقا
بل انه يستلف المصطلحات الغربية ,
ولا يشير اليها
وكانه قد اكتشفها
وساعود
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: Yaho_Zato)
|
الاخ اسامة كتبت
Quote: الاخ عمر
لم تفهم مقالتي حول ان الاستاذ لا يلتزم باصول البحث الاكاديمي
وهي سمة اساسية في الخطاب المحمودي
وهل لك ان ترد لنا على مفهوم الفكر المحمودي للمرض النفسي؟؟؟
وساعود للكلام حول مسالة المدنية والحضارة و ستكتشف ان الاستاذ لا يعبا بما قاله سابقا
بل انه يستلف المصطلحات الغربية ,
ولا يشير اليها
وكانه قد اكتشفها
وساعود
المشاء |
وقلت ان الناس لم تفهم مقصدك.. وان احد هؤلاء الناس هل لك ان توضح لماذا تعتقد ان الاستاذ محمود لا يلتزم باصول البحث الاكاديمي ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: aymen)
|
Austaz Omer Abdalla
i agree with you in your translation of the definitions of civilization and culture, and am sorry i haven't read your post before i sent mine .. it is clear that in english (anthropologically) they never match what austaz mahmoud meant by them .. and in arabic they have never been used the same way in english at all
arabs translate (civilization) to "hadara" in their books,speeches and researches and they translate (culture) to "thagafa" in their books,speeches and researches and by "arabs" here i mean everyone who writes or researches in Arabic, whether it was in anthropology, history, or any other field of humanities
the ironic thing is that even in history and anthropology, there is no rigid definition to both terms (civilization and culture) , but yet there are no definitions that match austaz Mahmoud's, neither in Arabic nor in English
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
Dear Ash You are right that Ustaz Mahmoud was not happy with the status quo of the Sudanese people, and all the Muslim/Arab people for that matter. He blamed the detrioration of our situation to the slack in our moral values in the first place but also to our lagging behind in material progress (education, infrastructure, technology). He said that we live on the perimeter of the western civilization (al-hadhara al-gharbiya) as well as the perimeter of Islam, and that we can reclaim our place in history if we lived the core of both .. He mostly blamed our political and intellectual leaders for misleading the people but he did not execuse the general public from falling victim to these politicians time and again specially the sectarians and the religous fanatics. But that's not the end of the story as Ustaz Mahmoud saw a potential, in Islam, and specifically in the Sudansese people to play a leading role in pulling the whole humanity out of the current chaos situation. I would like to refer you to what he has written in 1951 about this potential role (you can read it from here http://alfikra.org/jan18/jan18_13.htm ). This indicates clearly that he did not see the bad situation as an inevitable desitny despite the fact that we have seen how accurate his reading has come to be fifty years after independence (as we still live the dark ages where religion is being used to suppress the Sudanese people and to enrich the ingnorant few who appointed themselves guardians over it). I remember a statement that Ustaz Mahmoud said before the independence (which he faught hard to secure), that says "The English might leave today or tomorrow, but we still find ourselves no more free but rather caught in an endless circle choas. We would only be replacing the colonialists whith others in Sudanese skin" .. I hope this explains Ustaz Mahmoud's position in a brief yet non-distroting manner. I apologize to the readers for writing in English as I do not have access to Arabic at this time. Omer
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
الاخ الكريم عمر عبد الله
ما اوردته حول مفهوم الاستاذ محمود للمرض النفسي يعكس بعضا من خلفيته
الفكرية في ذلك الزمان حين امتزج العلم الحديث بالخرافة
وساعطي القراء مثلا اخر يعكس كيف اصبح الخنزير المسكين ضحية
يقول الاستاذ الاتي نصه حول تحريم اكل لحم الخنزير :
"إنما حرم لحم الخنزير لأمرين ، إثنين: أمر في عينه ، وأمر ملابس النفس البشرية ، في طورها الحاضر
.. فأما أمر العين فهو أن الخنزير حيوان تتجسد فيه صفات النفس الحيوانية الدنيا ، من شح ، و شره ، وحرص .. و أكل لحمه يكسب نفس آكله هذه المذام ، و يجعلها مستعصية على الإصلاح ، و غير مستجيبة لنداء الروح ..
و أما الأمر الملابس للنفس البشرية في طورها الحاضر فهو أنها لا تزال بحاجة ماسة إلى الرياضة التي تضعف فيها نوازع الحيوانية البدائية ، وتقوى فيها نوازع الروح.. و على هذين الأمرين قام تحريم لحم الخنزير .. فأنت ترى إذن أن هذا التحريم قائم و سيظل قائماً إلى حين"
ارجو ان يدلي الاخوة الاطباء البيطريون بارائهم حول ما قاله الاستاذ
محمود بخصوص الخنزير.
اما ما ذكرته -انت اخي الفاضل عمر عبد الله- بخصوص مفهوم الاستاذ محمود
للمدنية فلا اعتقد ان هذا هو القول الفيصل حول مصطلح " المدنية"
وساعود بالتفصيل للتعليق على هذه النقطة
واعتقد ان البوست قد فتح افقا جديدا يتمثل في استكناه استخدام
الاستاذ محمود للمصطلحات
وسبق ان قلت ان مقاربة التناص في الخطاب المحمودي هي المفتاح لاعادة
قراءته بشكل اكثر معرفة مما سينتج عنه قراءة نقدية لذلك الخطاب.
لذا نرى ان من المهم جدا معرفة الكيفية التي تعامل بها ذلك الخطاب مع
المصطلحات المهاجرة اليه وخاصة من الخطابات الغربية . وهل تم ذلك
التعامل على مستوى الاجترار او الامتصاص او التجاوز. والصعوبة في هذا
الامر ان الاستاذ لا يتبع الطريقة الاكاديمية في توثيق المصادر والمراجع
وتعريف القراء على الطريقة التي يستخدم بها المصطلحات الشائعة.
وساعود بعد قليل للتعليق على ما اثاره الاخ الكريم خلف الله عبود
وارقدوا عافية
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
الاستاذ الفنان خلف الله عبوذ
لا ادري من اين جاءتك فكرة ان ما قاله الفيا هو المرجع النهائي حول
استخدام الاستاذ محمود لمصطلح " البدائية"
وهل تعتقد ان مفهوم "الحضارة " ينفصل عن مفهوم " البدائية"؟؟
كنت اتوقع منك ومن النور حمد كفنانين ان تضيئا مثلا مفهوم " الفن
البدائي "
فمثلا الفن الافريقي القديم يعتبر فنا بدائيا
ولكن حينما وظفه الفنان الاسباني بيكاسو ,
اعتبر ذلك فنا معاصرا وقمة في الحداثة
فهل انتما موافقان على فكرة " البريميتيف ارت" ؟؟؟؟؟؟
وساعود
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
حينما تحدثنا عن ان الاستاذ محمود لا يعبا بالطريقة الاكاديمية في البحث,
كنا نقصد ان ذلك من المصاعب التي تصادف الباحث ,
اذ ان الاستاذ لا يشير الى مصادره ,
وفي نفس الوقت لا يتيح للباحث معرفة علاقتة المعرفية بالمصطلحات
فمثلا الاستاذ تحدث عن دور اكل لحم الخنزير في تشكيل نفسية الانسان,
وذلك استنادا الى صفات يعتقد انها تمثل الخنزير ,
ولم يقل لنا من اين جاء بهذ ا الكلام عن الخنزير وصفاته
وعندما اتى للحديث عن موضوعه الاساس الا وهو المدنية الغربية ,
لم ينتبه الى ما قاله سابقا
فكان يمكن ان يقول ببساطة ا ن المدنية الغربية فشلت لان الغربيين
يحبون اكل لحم الخنزير
وبما ان الخنزير له صفا ت سالبه كثيرة ,
فان الغربيين احتذوا خط سيدهم الخنزير ,
وقاموا بافساد الحضارة الغربية
فهو يعتقد ان الحيوان له صفات محددة تنتقل بدورها تلقائيا الى الانسان
وتشكل شخصيته
لكنه نسى ما قاله سابقا في كتابه "اسئلة واجوبة" عن الخنزير
وسبق ان برر الفيا عدم اشارة الاستاذ لمراجعه بان الاستاذ مجدد ,
ونرى عكس ذلك ,
ولانه مجدد كان عليه ان يوضح كيف يختلف مع الفكر الغربي السائد ,
لان الاستاذ يتبنى مصطلحات الحضارة الغربية ,
ولا يشير اليها ,
لانه لا يتبع الطريقة الاكاديمية في البحبث
وساعود
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
Dear Khawad, I wish you well You seem like you are really lost and mixed up. Every time you start an issue, instead of continuing on that issue you jump to another and you promise us you will be back. When you come back, you again come with a new issue with no proof and so on. I felt you are lost and not so coherent. It will be very useful to all of us if you kindly go back and regroup yourself and come with a full well presented critique about Autaz Mahmoud and his work instead of this rapid arbitrary jumping and querulous rhetoric. Will you do that
By the way I am Omer Abdalla Omer, not Omer Abdalla Hawari. I have followed your post and,with all due respect, I felt to some extent you wasted your and our time and I felt to let you know by this contribution
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
اخي الكريم عمر عبد الله عمر
انا في غاية الاسف كوني قد اخطات في اسمك
فارجو مسامحتي على هذا الخطا وارجو كذلك اخي عمر ,
ان اشير الى شيئ مهم
وهو ان هذا البوست لا يهدف الى الانتقاص من الدرس الذي علمنا له
الاستاذ محمود محمد طه كاول شهيد للفكر في تاريخنا السوداني
كما ارجو الا يتحول الى مساجلة بيني وبين الاخوان الجمهوريين – وان كنت لن
اعترض على ذلك لو فرض علي هذا الامر-
فانا اعتقد ان الاستاذ محمود صار ملكا لكل البشرية
وذلك باعتباره مفكرا وكاتبا ومناضلا دافع عن افكاره
ووهب حياته ثمنا لذلك
وكان حتى اخر لحظة من حياته متوافقا بين فكره وعمله
ومع اعترافنا بذلك ,
الا ان كل ذلك لن يمنع ان نتناول فكر الاستاذ بطريقة نقدية
وان نخلصه من قراءة اعدائه له ,
وكذلك من قراءة حواريه له ,
والتي في غباشتها الاتباعية الاجترارية تلك ,
تاتي بغباشة جديدة تتردد في اوساط بعضهم ,
في انهم اي الجمهوريين غير معنيين بما سوف يحدث بعد استشهاد الاستاذ ,
والذي يسمونه " صاحب الشان"
فهم يرون ان " صاحب الشان" سيعود ,
لاكمال رسالته لا ادري مدى صحة ما يقوله هؤلاء,
ولكن مثل هذه القناعات –لو صحت-,
لن تؤدي الى تطوير الخطاب المحمودي
ومن هنا نحب ان ننوه الى ان الارث الفكري و الاستشهادي للاستاذ محمود, هو ملك لكل البشرية ,
ونحن كسودانيين اول المعنيين بذلك
لذا ارى ان من حق اي قارئ حصيف لفكر الاستاذ ان يدلي برايه,
او ان يسال عما استعصى عليه من فكر الاستاذ
فارجو كما قلت الا يتحول الحوار الى مساجلة بيني وبين الاخوان الجمهوريين
وواضح من اقبال الناس على قراءة البوست رغم حداثته النسبية ,
ان اناسا كثر مهتمون بهذا الشان
ودعونا نبدا خطوة عملية تتعلق بمساهمة الاخ الكريم عمر عبدالله عمر
فهو –سامحه الله- كان قد اتهمنا باننا نجهل الفكر المحمودي ,
ولم نطلع على درره,
وبما انه مطلع –حسب زعمه -على افكار الاستاذ محمود محمد طه ,
فارجو منه ان يحدثنا عن استخدام الاستاذ لمصطلح " المدنية" ,
وهل يعتقد الاخ الكريم عمر عبدالله عمر ان الاستاذ متسق في استخدامه لذلك
المصطلح ؟؟؟
واذا لم يكن متسقا ,
فما السبب او الاسباب وراء عدم الاتساق؟؟؟؟
ارجو ان اسمع من الاخ الكريم عمر ,
وساعلق عليه بعد تقديم مداخلته ,
باعتبار ان الاخ عمر ملم بفكر الاستاذ خير المام
ومنه سنتعلم ان شاء الله ,
سواء اكان ذلك ايجابا او سلبا
ولك التقدير اخي الكريم عمر
وارجو ان تغفرلي ان احسست انني كنت فظا غليظ الفلب تجاهك
وارقد عافية
المشاء
(عدل بواسطة osama elkhawad on 05-22-2004, 03:59 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
Dear Khawad, I wish you well. In my quest to get your attention not to mix between me and the Omer Abdalla (with the photo) I mentioned my full name but obviously I added to your confusion instead. I apologize. Let me try again: I am not omer Abdalla (AlGumhuri). I am another one (not officially Gumhuri though I wish I was). The contribution in English was my only one in your post. So, you have been calling the other Omer with his right name and so you did with my name. We are,however, two different individuals. By the way, you have been extremely polite with every body, I just wish if you present all what you have in a well studied critique instead of throwing some allegations with no proof about Ustaz Mahmoud and his fikr. I hope I clear the confusion.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: Omer Abdalla Omer)
|
الأخ أسامة لقد أثرت نقطة جدالية غاية في الاهمية وهي أن مفكرين أو مؤلفين كبار ربما يقعون في شبكة الخطاب السائد عصر تفكيرهم وتأليفهم .. وهو وقوع لا يكشف عن سقوط هذا المؤلف الكبير بقدر مايكشف عن سطوة ذلك الخطاب وخطورته .. وهو يشايه ما اكتشفه ادوارد سعيد في كارل ماركس يقع ضحية خطاب استشراقي جعل المفكر اللبناني الماركسي مهدي عامل أن يرد بحمية في كتابه على ماأذكر (كارل ماركس في استشراق ادوارد سعيد).. ولكن دعنا من هذا لأنني أود أن اشير الي نقطتين ربما توجهان النقاش وجهة أكثر خصوبة من دائرة الانفعال..
النقطة الأولى : في المحكمة التي رفع دعوتها الأستاذ محمود محمد طه ضد الدكتور الامين داؤد أستاذ الشريعة الاسلامية بجامعة أم درمان الاسلامية في منتصف السبعينات وكان محامي الدكتور داؤد هو علي عثمان محمد طه سأل القاضي الأستاذ محمود (مامهنتك؟؟) فرد الأستاذ (مؤلف كتب).. ان هذه الاجابة تجعلنا أن نتحقق من شيئين هما: أن الأستاذ ليس بداعية لأن الداعية لايكتب وانما يعتمد على الخطابة التي تضاد الكتابة في هذه الحال..
وقبل أن أدخل في النقطة الثانية دعوني أن أعمل مقارنة وجيزة .. ففي محكمة الفلاشا حين سأل القاضي الدكتور حسن الترابي (مامهنتك؟) رد الدكتور قائلا (سياسي).. فشتان بين مؤلف الكتب والسياسي... [أعود]...
النقطة الثانية هي أن (التأليف) أو (الكتابة) ليست شيئا سوي تمثل representation ... وهذا التمثل لايمكن أن يغرف فيه المؤلف من الواقع مباشرة.. فأي كتاب هو تمثل لتمثل اخر...
هاتان حقيقتان ودتهما ل(اصلاح) النقاش .. ودمتم..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاستاذ محمود كمؤلف كتب أو كمتناص مع كتب اخرى (Re: osama elkhawad)
|
اخي الكريم عمر عبدالله عمر
عموما حصل خير
وشكرا لاشاراتك
ونرجو ان يرجع الينا الاخ عمر عبدالله صاحب الصورة لمواصلة النقاش
واذا تعذر ذلك ,
فساواصل وحدي استجابة لمطلب كثير من المتابعين
ولا ادري لماذا خلا هذا البوست من المساهمات النسائية
مع ان الاستاذ محمود ازال كيثرا من الغبن الذي تعرضت له المراة نتيجة
للتاويلات السلفية للنص القراني
وخالص الشكر اجزيه للصديق الكاتب عبداللطيف على اشارته اللماحة حول
ما قاله ادروارد سعيد عن ماركس
ومسالة هيمنة الخطاب من المصطلحات المفاتيح عند ميشيل فوكو
واشكر ايضا اشاراته اللماحة حول الطريقة التي عرف بها الاستاذ نفسه
كمؤلف كتب
والكتب هي تمثلات لكتب اخرى ,
وهذا ما تم تسميته بالتناص
والذي افردنا له مساحة كبيرة في بوستنا " من عادل عبدالرحمن الى مصطفى
سيد احمد"
ومن اراد الاستزادة ,
يمكنه مراجعة ذلك البوست ,
حيث حاولنا بقدر الامكان شرح المصطلح وتاريخة ,
مستهدين في احايين كثيرة بالامثلة التطبيقية ,
وليس من حالة انسانية خارج التناص كما يرى باختين ,
الا حالة سيدنا ادم في الفهم المسيحي
مع انه في القران اي سيدنا ادم تناص مع كلام الله
حين علمه " الاسماء كلها "
وفي انتظار الاخ الكريم عمر عبد الله
ونرجو ان يكون بخير
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
عزيزي عمر عبد الله
كنت قد اتهمتنا بالجهل بالفكر المحمودي
وكنت اريدك ا ن تتحدث عن المدنية ,
باعتبارك قارئا جيدا
كما انك لم تتحدث عن كلامي عما يدور حول عودة" صاحب الشان"
ساعود للحديث عن البدائية
وعن النخبوية في فهم الخطاب المحمودي لنشر دعوته ,
وايضا عن التقييدات التي ارتاها الاستاذ محمود للشعب السوداني
باعتباره " بدائيا "
وارجو ان اسمع منك كعارف بحقائق الخطاب المحمودي ,
وايضا بحقائق الدين,
عن مفهومك للمدنية في الخطاب المحمودي
واذا لم تعد ,
سنعود
ارقد عافية
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
الأخ الأستاذ أسامة تحية طيبة أرجو أن أتمكن قريبا من ارسال مساهمة كنت قد أعددتهاثم فوجئت باغلاق المنبر لعدة أيام. وبما أنني أعتقد وبعد مطالعتي للتعليقات الأخيرة على هذا البوست أن ما كتبته لم يفقدحضوريته فسوف أحاول أرسالها ان شاء الله اليوم أو غدا راجياألا يتجاوزها الحوار.وكتلخيص لما كتبته يمكن أن أورد الاتي: عموما فان ما ذكرته في تلك المداخلة يركز على نقطتين وهماأن التأثر بالخطاب السائد يتم في مستويات عديدة تتفاوت بين التأثر اللاواعي العفوي الذي قد يقع في أحابيله كثير من الناس دون وعي والتأثر الواعي العارف بحدود الخطاب وتأثيره والواعي بعدم امكانية الخروج تماماعلى حدود هذا الخطاب اذا أراد المفكر أن يظل متجاوبا مع القضايا المروحة وبالمصطلحات السائدة. ولا أعتقد أنه يخفى عليك أن الأستاذ محمود لا ينكر هذا التأثر بالخطاب السائدولكن تأثره من نوع التأثر الواعي. سوف أحاول أن أرسل المساهمة كاملةان شاء. أخوك أحمد جامعة قطر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
الاستاذ اسامة الخواض لك خالص تحياتي وانت تتصدى لبقايا الفكر الشمولي العقائدي انظر معي لقول الدكتور حيدر
Quote: أما الآن، وقد جئتنا في عتبة دارنا، فالويل لك، ثم الويل لك، ثم الويل لك!!! والويل لكل أفاك، سارق، أثيم، عتل بعد ذلك زنيم!!!! |
معقوووووووووو..............للللل!!!!!! ؟؟؟؟؟
في ارهاب اكتر من دا ؟؟؟؟؟؟؟ ولنا ان نقسم هذه الويلات فالاولى دون شك ويلا فكرية والثانية جسدية والويل الثالثة يتولى تصنيفها الدكتور حيدر بدوي صديق ولكن لا غرابة ان يصدر مثل هذا القول من الدكتور فهو من قال فيه اخيه عمر عبد الله من قبل ببوستRe: سارة نقد الله نائبا لرئيس حزب الامة Quote: وأنا لا أجد لهجومه المتكرر هذا أي مبرر واضح غير أنه يحمل في نفسه على اخوانه الكبار بعض الملامة لأنهم لم يسايروه في خطه حينما حاول التقرب من نظام البشير لكي يعينه رسولا للسلام بينه وبين الحركة الشعبية |
فيبدو لي ان الدكتور حيدر بدوي متشربا بالفكر الطاهوي الجمهوري اكثر من اخوانه بل ونموذجا حقيقيا ولذلك اراد ان يكون رسولا للعنف والارهاب بين اكثر التنظيمات دموية على الاطلاق في الساحة السودانية وما حديثه اعلاه الا دليلا على عقائدية وشمولية الفكر الطاهوي ..... ولي عودة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
اخي الفاضل أسامة أجدني في البدء مضطرا للتعليق على بعض النقاط التي أثرتها في رسالتك الأخيرة قبل الولوج الى الموضوعين الذين كنت قد وعدت بالرجوع اليهما وهما موضوعاالعلاج النفسي وحرمة لحم الخنزير .. فبعد أن قدم لك الأخ دكتور النور حمد حديثا مدعما بالنصوص من كتب الأستاذ محمود حول مفهومي الحضارة والمدنية بالصورة التي تعكس أن الشعب السوداني شعب متمدن وإن لم يكن متحضر .. وبعد أن أعدت اليك أنا بعض هذا النصوص ودعمتها بأخرى تؤكد أن الأستاذ لم يجتر تعريفات الغربيين لهذين المفهومين كما أدعيت أنت وطالبتك بالإدلة التي تثبت عكس ذلك .. أعلنت رفضك لما ذكرناه لك ووعدت "بالعودة" للتفصيل ، حيث قلت وبالحرف الواحد:
Quote: اما ما ذكرته -انت اخي الفاضل عمر عبد الله- بخصوص مفهوم الاستاذ محمود
للمدنية فلا اعتقد ان هذا هو القول الفيصل حول مصطلح " المدنية"
وساعود بالتفصيل للتعليق على هذه النقطة |
وكنت ومازلت في انتظار عودتك تلك .. ولذلك استغربت رسالتك هذه الأخيرة ، والتي عكست فيها الآية وأظهرت نفسك بمظهر المنتظر حيث قلت:
Quote: كنت قد اتهمتنا بالجهل بالفكر المحمودي
وكنت اريدك ا ن تتحدث عن المدنية ,
باعتبارك قارئا جيدا |
أنا أنكرت عليك عدم الإطلاع على الفكرة الجمهورية بالصورة التي تؤهلك لنقدها بدليل ما قدمناه لك من نصوصها ومواقفها التي تظهر عكس ما ذهبت أنت اليه في أحكامك التي أطلقتها .. وأنت الى الآن مازلت تحوم حول بعض العبارات التي أشكل عليك فهمها .. وليس هنالك أدل على سطحية تناولك لفكر الأستاذ محمود الذي فصل في عديد الكتب والمحاضرات المسجلة مثل تركك كل ذلك جانبا لتنبي نقدك على تقريرات وافتراضات لا تقوى على اثباتها حيث قلت:
Quote: في انهم اي الجمهوريين غير معنيين بما سوف يحدث بعد استشهاد الاستاذ ,
والذي يسمونه " صاحب الشان"
فهم يرون ان " صاحب الشان" سيعود ,
لاكمال رسالته لا ادري مدى صحة ما يقوله هؤلاء, |
من أين أتيت بهذا الحديث المزعوم عن "صاحب الشأن" ولماذا تطالبني أن أتحدث عنه وكأني أنا الذي طرحته لك بالرغم من اقرارك بعدم ادراكك لمدى صحته .. أما كان الأجدر بك أن تركز على ماهو مطروح ومثبت ، خاصة وأنك كنت قد ذكرت بأنك ستتناول "فكر الاستاذ بطريقة نقدية" تخلصه "من قراءة اعدائه له وكذلك من قراءة حواريه له" فهل هذا هو قصارى تناولك النقدي .. أن هذا هو منطق العجز وهو يذكرني بأسلوب السلفيين في مواجهة الفكرة الجمهورية حينما كانوا يتركونها جانبا ويبنون اعتراضاتهم على أقوال من صنع خيالهم ، و وقد وصل بهم الأمر الى محاكمة الأستاذ محمود أكثر من مرة بحيثيات اعتمدت في الأساس على هذه التخريجات .. وإنه لمما يحز في النفس أن تأتي هذه الأقوال من شخص يدعي الحرص على اتباع "المنهج الأكاديمي" ويعيب على الآخرين عدم تمسكهم به ..
الآن نعود الى حديث الأستاذ محمود عن المرض النفسي والذي طابت لك نفسك بأن تعلق عليه قائلا:
Quote: ما اوردته حول مفهوم الاستاذ محمود للمرض النفسي يعكس بعضا من خلفيته
الفكرية في ذلك الزمان حين امتزج العلم الحديث بالخرافة |
وقبل أن أعلق على تقريرك هذا أورد خطاب الأستاذ كاملا كما ورد في كتاب أسئلة وأجوبة "الكتاب الثاني":
أم درمان ص. ب. 1151 20/3/1970 حضرة السيد الفاضل عمر تحية طيبة ، و بعد ،
فقد ورد جوابك بالسؤال الآتي: ـ (هل يدخل الجن ، أو أي من الأرواح ، في بدن الإنسان ؟؟ فإذا كان كذلك فما هي العلة ؟؟ و ما هو العلاج لوجود روحين في جسد الإنسان الواحد ؟؟) و للإجابة على هذا السؤال نبادر فنقرر أن جسد الإنسان بطبيعته به روحان: نسمى أحد هذين الروحين "نفساً" و نسمي الثاني: "روحاً" .. و النفس ظلمانية سفلية ، و الروح نورانية علوية .. فالنفس نبتت من الأرض نباتاً ، و الروح هبطت من السماء هبوطاً .. و رسالة الروح سوق النفس ، من عالمها الأرضي ، إلى عالم سماوي .. أو قل: إن رسالتها هي إخراج النفس من ظلام الجبلة ، إلى نور المعرفة بالله .. و الروح تسمى حافظاً للنفس ، و هي ، هي ، المعنية بقوله تعالى: (إن كل نفس لما عليها حافظ) و هذا الحافظ "ملائكي" .. و لكل نفس قرين .. وهذا القرين "شيطاني" أو "جني" .. (هم درجات عند الله ..) .. فالشيطان لا يكون مسلماً ، و لا يأمر بالخير .. و لكن الجن قد يكون مسلماً .. فبعض النفوس قرينها يأمرها بالخير تارة ، ويأمر بالشر أخرى .. و بعض النفوس قرينها لا يأمر إلا بالشر .. و عمل العبادة كله هو أن تستجيب النفس للحافظ ، فتتسامى بالذكر ، و تسوق معها قرينها .. فكأن الإنسان وسط بين قرين من أسفل ، و حافظ من أعلى .. فمن عمل بالطاعات ، نصر الحافظ "الملائكي" ، و عصى القرين "الشيطاني" ، أو "الجني" .. و هو ، بهذا العصيان ، يسوق هذا القرين معه من الظلام إلى النور .. و من عمل بالمعاصي نصر القرين ، و خذل الحافظ "الملائكي" .. و لذلك فقد قال تعالى: (ومن يعرض عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين ..) هذه هي الصورة على العموم .. . و الجن أحفاد إبليس .. وهم يعيشون معنا على الأرض .. و لكننا لا نراهم .. هم يروننا ، ونحن لا نراهم .. (إنه يراكم ، هو و قبيله ، من حيث لا ترونهم .. إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون) .. و هم يعيشون في أماكن الأوساخ و النتانات ، مثل المراحيض ، والحمامات ، و في أماكن أخرى كثيرة .. و قد يخالطون الإنسان ، و يشاركونه في ماله ، و في أولاده ، و في زوجه .. و قد يخالطونه في نفسه .. فتتغير حاله ، و يصاب عقله ، ويصبح يتصرف تصرفاً شاذاً ، فيسميه الناس "مجنوناً" .. . و أنت تسأل: (فما هي العلة ؟؟) فإن كنت تريد بالسؤال: (فما هو المرض ؟؟) فإن الجواب: إن المرض قد يكون عقلياً ، و قد يكون جسدياً ، و في الغالب يكون في العقل و الجسد كليهما .. في العقل بالتصرف الشاذ ، و الميل إلى العنف الجسدي ، أو اللفظي .. و في الجسد بالتحول ، للعزوف عن الغذاء ، ولقلة الراحة .. و أما علة الإصابة بالمرض فهي الغفلة عن ذكر الله .. و أما العلاج فهو بتقوية الروح على النفس .. و قد يكون ذلك (بالعزيمة) من رجل صالح ، قوي الروح .. أو من طبيب نفساني قد يستعين بالعقاقير ، أو بصعقة الكهرباء .. أو من رجل ذاكر ، بإستعمال بعض الرقي أو بتلاوة الآيات .. وأصبح ، في الوقت الحاضر ، الجانب المأمون في العلاج هو الطبيب النفساني .. أو طبيب الأعصاب .. و في الحقيقة هذا الموضوع يحتاج لمجال أوسع من هذا المجال لبيانه .. و لكنك أنت مستعجل ، فيما يبدو لي .. فهل نكتفي بهذه الإجابة القصيرة ؟؟ فإن كنت تريد توسعاً أكثر فأمهلني .. وإن إكتفيت بهذا فذاك .. و يجب أن أذكرك أن هناك مخالطة (ملائكية) ـ (رحمانية) ـ تشبه في ظاهر الأمر المخالطة (الشياطانية) ، و لكن لا يعرفها إلا العارفون .. و قد رمى الجاهلون الأنبياء ، و الأولياء ، بالجنون جهلاً .. و ما ذاك إلا لأن حالة العشق الإلهي ، التي تصيب الخيرين ، تجعل تصرفهم ، بإزاء الناس ، فيما يقولون و يعملون في بعض الحالات ، أشبه بالجنون .. و لقد قيل لسيد الأنبياء: "إنك مجنون" فنفى عنه ربه ذلك ، فقال: (ن ، و القلم و ما يسطرون * ما أنت بنعمة ربك بمجنون) وما أرى داعياً للتفصيل هنا ، و ذلك لإستعجالك .. فإن رأيت الحاجة للزيادة من الشرح فأكتب لي في مهلة أوسع .. و أرجو لك التوفيق ..
المخلص محمود محمد طه
فما هو وجه "الخرافة" في هذا الحديث وما هي الخلفية الفكرية التي تعيب استناده عليها .. هل هو الكلام عن "الروح" وتقويتها .. أم الحديث عن مخالطة "الشيطان" و "الجن" للأنسان .. باختصار ، هل الحديث عن المفاهيم الدينية في تقديرك هو الخرافة .. أتمنى أن تبين عن نفسك أكثر في هذا المجال حتى يكون الرد عليك أكثر تحديدا .. عموما هذه النظرة الاستعلائية من أنصار الفهم المادي لكل ما خرج من ادراكهم ومقابلته بالانكار والاستخفاف لهي نظرة قاصرة وتحتاج لمراجعة حيث أن العلماء بحق لا ينكرون ما لا يعلمون وهم بطبيعة الحال لايسلمون لكل شيء .. وعلى أي حال فأن حديث الأستاذ أعلاه ليس بالقدم الذي حاولت أن تصوره لتربطه بقلة الإدراك وقلة العلم في الخمسينات ومسايرة الخطاب السائد وقتها كما أشرت في حديثك عن "البدائية" وقد قصدت أن أورد الرسالة كاملة حتى ير الجميع معك تاريخ كتابتها وهي سنة 1970 .. وقبل أن ترد على أحب أن أهديك والقراء الكرام هذا الحديث الموجز عن الروح والمادة حتى يعطي بعض التصور لما يرمي اليه الأستاذ ، وهو مقتطف من (أسئلة وأجوبة) "الكتاب الأول":
الإسلام لا يفصل بين الأشياء الظاهرة ، المغايرة لبعضها البعض ، لأنه دين التوحيد للمظاهر المختلفة في كلٍ واحد متناسق ، و عنده أن الإختلاف بين الجسد و الروح ، هو الإختلاف الذي يكون بين القاعدة و القمة للشئ الواحد ـ إنما هو إختلاف مقدار، لا إختلاف نوع ـ فالجسد روح في حالة من الإهتزاز تتأثر بها حواسنا ـ و الروح مادة في حالة من الإهتزاز لا تتأثر بها حواسنا ، وعمل العبادة ، في العابد هو أن يرفع ذبذبة جسده الغليظ ، من كونها بطيئة ، ثقيلة ، لتصبح سريعة ، خفيفة .. ويصبح ، بذلك ، الجسد روحانياً .. و تصير الظلمة نوراً ، و الجهل علماً ، و القيد حرية .
أما الموضوع الآخر الذي أثرته في هذا الخيط العجيب فهو موضوع "حرمة لحم الخنزير" حيث اقتطفت منه جزء قدمت له بقولك:
Quote: وساعطي القراء مثلا اخر يعكس كيف اصبح الخنزير المسكين ضحية
يقول الاستاذ الاتي نصه حول تحريم اكل لحم الخنزير : |
مرة أخرى سأورد نص حديث الأستاذ كاملا كما نشر في الكتاب ومن قبل ذلك في جريدة أنباء السودان حتى يوضع في ال context الذي ورد فيه:
(أنباء السودان) الأربعاء 4 نوفمبر 1959 لحم الخنزير بين التحريم و التحليل بقلم الأستاذ محمود محمد طه
حضرة الأخ الكريم السيد إبراهيم: تحية طيبة . أما بعد فقد إطلعت في صحيفة (أنباء السودان) الغراء ، عدد 21 إكتوبر ، على سؤالك الذي تقول فيه: "في حديث جرى بين المواطنين في الخرطوم جنوب تعرض شاب تقدمي إلى لحم الخنزير و قال إنه الآن أصبح حلالاً بعد أن زالت الأسباب الوقتية التي دعت إلى تحريمه" و أنت تريدني أن أحدثك "عن وجه الصحة في هذا الموضوع" .. إنه مما لا شك فيه أن الأصل في كل شئ الحل ، و الحرمة عرض طارئ ، سببه جهلنا بمنعم النعم ، و قصورنا عن القيام بحق الشكر ، و لذلك جاء في حق بني إسرائيل: (فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم ، و بصدهم عن سبيل الله كثيراً ، وأخذهم الربا ، و قد نهو عنه ، و أكلهم أموال الناس بالباطل .. و إعتدنا للكافرين منهم عذاباً أليما) .. و لو أن الناس عرفوا منعم النعم ، و قاموا بحق الشكر عليها ، لكانوا في سعة من أمرهم ، غير معنتين ، ولا مشقوق عليهم ، بل ولا معذبين ، في الدنيا ، ولا في الآخرة .. أقرأ ، إن شئت ، قول الله تعالى: (ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم و آمنتم ، وكان الله شاكراً عليماً ؟؟) .. و كلما إرتقى الناس ، وعرفوا ، وأرهف حسهم ، وتيقظت ضمائرهم ، كلما إتسعت حرياتهم ، وقلت الحدود عليهم ، وضاقت دائرة المحرمات ، وإتسعت دائراة المباحات .. و هذا أمر يطالعنا بجلاء حين نقارن بين ما حرم على اليهود ، و ما حرم على المسلمين .. فأما ما حرم على اليهود فإن الآية التي إفترعت بها هذا الحديث تشير إلى طرف منه .. و أما ما حرم على المسلمين فأقرأ بشأنه قوله تعالى: (قل لا أجد ، فيما أوحى إلى ، محرماً على طاعم يطعمه ، إلا أن يكون ميتة ، أو دماً مسفوحاً ، أو لحم خنزير ، فإنه رجس ، أو فسقاً أهل لغير الله به .. فمن أضطر ، غير باغ ولا عاد ، فإن ربك غفور رحيم) .. فأنت تراه حصر المحرمات من المأكولات في هذه الأربعة ، ثم قال (فمن أضطر ، غير باغٍ ولا عاد ، فإن ربك غفور رحيم) .. فكأنه تجاوز للمضطر حتى عن هذه الأربعة ، و ذلك لأن الإضطرار ينفي هوى النفس ، فتنتفي بذلك علة التحريم ، وترجع الأمور إلى أصولها.. وهي الحل ، كما قلنا في صدر هذا الحديث ، وينفي هوى النفس أمر آخر غير الإضطرار ، و هو المعرفة التامة بالله .. فمن عرف الله ، حق معرفته ، لم يأثم ، بمطعم طعمه ، ولا مشرب شربه ، و ما بلغ ذلك أحد .. أقرأ قوله تعالى: (ليس على الذين آمنوا ، وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما إتقوا ، وآمنوا ، وعملوا الصالحات ، ثم إتقوا وآمنوا ، ثم إتقوا و أحسنوا .. و الله يحب المحسنين) .. و المعرفة بالله عمل متصل في تزكية النفس ، وتطهيرها ، والإحتيال عليها لتستجيب لنداء الأعالي ، وتتجافى عن وهاد الحيوانية الوضيعة ، ولذلك فقد وجب على العارف أن يتوخى كل أمر يعين نفسه على أن تتخلص من نقائص طبعها الحيواني ، لتدخل في صفات الله تعالى ، ويكتمل حظها من المعرفة .. و إنما حرم لحم الخنزير لأمرين ، إثنين: أمر في عينه ، وأمر ملابس للنفس البشرية ، في طورها الحاضر .. فأما أمر العين فهو أن الخنزير حيوان تتجسد فيه صفات النفس الحيوانية الدنيا ، من شح ، و شره ، وحرص .. و أكل لحمه يكسب نفس آكله هذه المذام ، و يجعلها مستعصية على الإصلاح ، و غير مستجيبة لنداء الروح .. و أما الأمر الملابس للنفس البشرية في طورها الحاضر فهو أنها لا تزال بحاجة ماسة إلى الرياضة التي تضعف فيها نوازع الحيوانية البدائية ، وتقوى فيها نوازع الروح.. و على هذين الأمرين قام تحريم لحم الخنزير .. فأنت ترى إذن أن هذا التحريم قائم و سيظل قائماً إلى حين ..
محمود محمد طه
فحديث الأستاذ أعلاه تناول مبدأ التحريم من حيث هو وحكمته ثم دلف للحديث عن كيف أن أكل لحم الخنزير يقوي من النزعة الحيوانية عند الانسان ويكسبه بعض هذه الصفات التي يتصف بها الخنزير .. ومعروف أن لحم الخنزير محرم في الأسلام وفي اليهودية وقد أبان الأستاذ حكمة التحريم .. فالصفات الحيوانية "من شح وشره وحرص" هي موجودة عند الكثير من البشر أساسا في مستويات مختلفة ولكنها مجسدة في الحيوانات بصورة عامة وعند الخنزير بصورة أخص ويمكن لأي مراقب أن يلاحظها ولا يحتاج ذلك الى الاستجداء ب"الاخوة الاطباء البيطريون" .. ولكن هنالك سبل للتخلص من هذه الصفات بعضها رسمها الدين والبعض الآخر رسمته الأعراف والتقاليد ولو ترك الإنسان على هينته لما كان هنالك حد لنزعاته الحيوانية .. وبالمناسة فإن أكل اللحوم من حيث هو من موروثات عهد الغابة وسيأتي يوم يتخلص منه الأنسان فهو سائر من الكثافة الى اللطافة .. الشيء الثاني من هو الذي يجعل "الخنزير المسكين ضحية" .. أهو الذي يدعو الى الترفع عن "أكله" وتحريمه .. أم الذي يرى عكس ذلك .. أكتفي بهذا القدر الآن عمر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
عزيزي عمر
هنالك مناطق لم يتم التعرض اليها في فكر الاستاذ
مثل كلامه عن لحم الخنزير وامتلاء العالم بالشياطين في الكوش والادبخانات فهل تعتقد عزيزي عمر ان الادبخانات الامريكية , والاستاذ يستخدم هذه الكلمة , مليئة بالشياطين؟؟؟
وايضا انا اصر على سماع ر اي الاطباء البيطريين في ان لحم الحيوان له دور في تشكيل نفسية الانسان ولذلك قلت لك ان الخنزير ضحية ,
فهل هو فعلا يمتلك تلك الصفات التي قالها الاستاذ؟؟؟ وهل هذا قانون عام في ان اللحم الذي ياكله الانسان يورثه صفات ذلك الحيوان ؟؟
اذن ما هي صفا ت الحيوانات الاتية ومدى تاثيرها كما يرى الاستاذ محمود ويوافقه على ذلك الاستاذ عمر عبدالله: 1- الديك 2- الدجاجة 3- الخروف 4- النعجة 5- التيس 6- الغنماية 7- البقرة 8- الثور 9- الخنزيرة 10- الخنزير 11- الناقة 12- الجمل 13- السمكاية 14- السمك كنت اريدك "للحارة ", وهي فهمك للمدنية كما استخدمها الاستاذ, باعتبارها مصطلحا رئيسا في فكر الاستاذ
وبما انك اخترت ان تجيب عن سايكلوجيا الحيوان المذبوح واثرها في الانسان
الحي فارجو ان تجيب عن اسئلتنا
وبعد ذلك ساعود
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
الأستاذ محمود داعية ومفكر ومجدد (Re: osama elkhawad)
|
لقد استوقفتني في هذا البوست مداخلة الأخ الفكي التالية..
Quote: النقطة الأولى : في المحكمة التي رفع دعوتها الأستاذ محمود محمد طه ضد الدكتور الامين داؤد أستاذ الشريعة الاسلامية بجامعة أم درمان الاسلامية في منتصف السبعينات وكان محامي الدكتور داؤد هو علي عثمان محمد طه سأل القاضي الأستاذ محمود (مامهنتك؟؟) فرد الأستاذ (مؤلف كتب).. ان هذه الاجابة تجعلنا أن نتحقق من شيئين هما: أن الأستاذ ليس بداعية لأن الداعية لايكتب وانما يعتمد على الخطابة التي تضاد الكتابة في هذه الحال.. |
من قال أن الداعية لا يكتب؟؟ ومن قال أن الكتابة ليست من أساليب الدعوة؟؟ بل من قال أن الخطابة "أو الدعوة بالكلام" يضاد الكتابة؟؟ عندما بدأ الأستاذ محمود دعوته كانت وسيلته الأولى هي الحديث للناس الذين حوله في المجالس الخاصة والعامة، ثم المحاضرات في الأندية الثقافية والاجتماعية والرياضية، لأن الحديث يكون مفهوما للمتعلمين وللأميين، إضافة إلى أنه يعطي الفرصة في الإجابة على التساؤلات التي تنشأ.. وقد لا يعرف الكثيرون أن الأستاذ محمود كان رئيس الحزب الوحيد الذي يقيم محاضرات ويفتح فيها الفرصة للنقاش والأسئلة، خلافا لبقية السياسيين الذي يقيمون الليالي السياسية المليئة بالخطب، أو الوعاظ الذي يكتفون بخطب الوعظ والإرشاد الديني في المساجد ويتجنبون المسائل الفكرية والسياسية والفلسفية في الأندية والمحافل الشعبية لأن مثل هذه الأسئلة محرجة لهم.. وفي نفس الوقت الذي بدأ فيه الأستاذ بالحديث كان يهتم أيضا بالكتابة والنشر عن طريق الكتب أو الصحف اليومية كوسيلة لنقل الأفكار وإثارة الإهتمام بها، وكان يهتم كثيرا بكتابة الرسائل والخطابات لبعض الناس الذين يتساءلون عما يجيء في أحاديث الأستاذ أو كتاباته.. ولذا نجد أن بعض الكتب التي نشرت كانت في الحقيقة عبارة عن تجميع لهذه الرسائل والخطابات والمقالات التي أرسلت لأشخاص أو نشرت في الصحف في وقت سابق..
والآن آتي إلى مسألة رد الأستاذ محمود على قاضي المحكمة التي كان فيها الأستاذ شاكيا للشيخ الأمين داؤود محمد، رحمة الله عليه.. لقد كان محامي الدفاع عن الشيخ الأمين داؤود وقتها هو علي عثمان محمد طه "نائب الرئيس الحالي".. وكان الشيخ الأمين داؤود قد أخرج كتابا مسفا بحق الجمهوريين وبحق الأستاذ محمود محمد طه.. وقد أخرج الجمهوريون كتابا عنوانه: "الدين ورجال الدين عبر السنين" جاء فيه رد على بعض ما جاء في كتاب الشيخ الأمين داؤود أورد منه:
Quote: 5- ويكفي عارا للجامعة الاسلامية ان يكون أحد أساتذتها الشيخ الامين داود محمد. ففي كتابه في نقد الجمهوريين الصفحات 84/85. كشف عن المؤامرة السياسية وراء محكمة الردة. وكشف عن اتفاقه مع قاضي قضاة السودان وقاضي محكمة الردة علي الحكم قبل صدوره، وقبل رفع الدعوي! فقد ورد فيه:- ((ولما رأينا استعدادا طيبا وروحا عالية من حضرة صاحب الفضيلة الشيخ عبدالماجد أبوقصيصة قاضي قضاة السودان لقبول دعوي الحسبة. وأنها كما قال فضيلته من صميم أعمال المحاكم الشرعية – وكذلك ما لمسناه من الهمة العالية والوقوف مع الحق من صاحب الفضيلة الشيخ توفيق أحمد الصديق، عضو محكمة الاستئناف الشرعية العليا، رفعنا الدعوي))!! اتصل بقاضي قضاة السودان، وبالقاضي الذي سيحكم القضية، واستصدر منهما حكما مسبقا .. هل هذا مستوي رجل يحترم القانون، أو يحترم الدين والأخلاق أو يحترم حتي نفسه؟! وهل هذا موقف قضاة يمكن أن يؤتمنوا علي العدالة والحق؟!! اللهم انها الضّعة والصّغار.. ولقد أمتلأ كتاب الأمين داؤد في نقد الجمهوريين بفاحش من القول، وبذيء من الكلمات، اقرأ الصفحات 33،43،46،48،63، التي هبط فيها الكاتب الي دركات سحيقة من الاسفاف. ونورد علي سبيل المثال قوله في صفحة 33: ((ومن الغباء والجهل بأحكام الاسلام ادعاء أنّ المرأة تساوي الرجل 100% وعلي هؤلاء الأغبياء ان كانوا جادين في تحقيق ادعائهم، ما عليهم الاّ يأخذوا من المرأة ..... ويستبدلونها ..... عند ذلك تحصل المساواة المطلقة التي ينشدونها)) (هذه النقط من عندنا، ولاتوجد في الكتاب) .. هذا هو خلاق أستاذ في ((الشريعة)) في ((جامعة)) و((اسلامية))! ولا يتصور أحد أية مؤسسة للتعليم مهما اتضع شأنها تقبل بين صفوف معلميها مثل هذا الرجل البذيء.. |
رد الأستاذ محمود على قاضي المحكمة عندما سأله عن عمله بقوله: "مؤلف كتب"، في تقديري الشخصي، لا يتناقض مع كونه داعية.. وفي محكمة أخرى، قضية بورتسودان الشهيرة وكان الشاكي فيها السيد إبراهيم جاد الله بصفته قاضيا شرعيا، سأل قاضي المحكمة المدنية الأستاذ محمود عن وظيفته فأجاب بأنه "متفرغ للدعوة الإسلامية الجديدة".. وقد كانت قضية بورتسودان سابقة لقضية الشيخ الأمين داؤود.. والأستاذ محمود، في الحقيقة، ليس فقط داعية يختلف عن غيره من الدعاة الذين تعج بهم الساحة، وإنما هو مفكر صاحب فكر جديد على المسلمين عندما دعا إلى تطوير التشريع.. بل إن الأستاذ محمود صاحب فكر سياسي اجتماعي جديد على مستوى العالم كله؛ يكفي أنه أول من دعا إلى الجمع بين الإشتراكية والديمقراطية في جهاز حكومي واحد، وذلك منذ بداية دعوته في الخمسينات.. وفي هذا المقام أود أن أشكر الأخ أسامة الخواض على فتح هذا البوست الذي أرجو أن يستفيد منه القراء.. وهذه أعظم ميزة لهذا البورد.. والسلام ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود داعية ومفكر ومجدد (Re: Yasir Elsharif)
|
أخي الأستاذ ياسر الشريق
حين أطلقت كلمة (داعية) كنت قد ربطتها بالعبارة (الخطابة) وبهذا الربط تفهم هذه الكلمة (داعية) مرادفة لكلمة مستعملة هي (واعظ).. وهي المهمة الدينية التي كان يقوم بها نفر من الناس موفودين من وزارة الشؤون الدينية.. هؤلاء خارج مجال التأليف والكتابة..
بالطبع كل كاتب هو (داعية) بالمعنى العام الذي يجعلك أن تقول كل كاتب له قضية مهما كانت كتابته .. انما هناك قضايا تنتظر كتابا..
علي أي حال الذي جعلني أن أدقق في مقولة اجابة الأستاذ محمود شيئّان أن الكلام قيل من الأستاذ نفسه في موقف رسمي هو التقاضي. والثاني ألاّ نقلل من كتابات الأستاذ في كونها (دعوة) لرسالة جديدة وانما كتابة وتأليف في رسالة جديدة.. والاخيرة لها صفتان . الصفة الاولي في كون التأليف والكتابة غير المحصورتين في (الدعوة) هما لايموتان بموت صاحبهما. وهو عكس (الدعوة) من أجل (الدعوة) اذ لا كتابة ولا تأليف فيها. والصفة الثانية هي أن صاحب التأليف والكتابة قد يتأثر بالخطاب الذي كان مهيمنا في زمانه ساعة تأليفه وكتابته. وفوق ذلك أن تأليفه كان قابلا للتطوير بتطوير نظرته في الأشياء..
وحينما يراد الكشف عن هيمنة خطاب معين ويوجد منعكسا عند مؤلفين كبار هو كشف عن الدرجة العليا في الهيمنة التي بسطها ذلك الخطاب عصرئذٍ. ولا يعني ذلك في قليل أو كثير أنه طعن في الكتابة نفسها أو التأليف نفسه أو مشروع الكاتب نفسه.. أو ان أردت في (دعوته)..
فمثلا حين اكتشف ادوارد سعيد الي أي مدى هيمن الخطاب الاستشراقي على كارل ماركس لم يكن طعنا في مشروع ماركس الاشتراكي الشيوعي. وانما في الكشف الي أي درجة يصبح ذلك الخطاب متداولا ورائجا (ليس بمعنى التسويق) يقال بلا وعي ...
فحين أقرأ مايكتبه الأستاذ محمود بوصفه (كاتبا) وليس (داعيا) أو (سياسيا) انما أقرأه وعيا و عمقا وليس شيئا طارئا لا يتعدى حدود الدعوة في زمنها الراهن ... فهذا مايوده الأستاذ اسامة الخواض اذ يرى فقط جانب هيمنة خطاب معين وليس الجانب الخاص بالمشروع في كونه (تجديداً للدين).. ودمت ياأخي الشريف..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود داعية ومفكر ومجدد (Re: elfaki)
|
أشكرك يا أخي عبد اللطيف على توضيح مرماك من كلمة "داعية" بمعنى واعظ.. فالأستاذ بهذا المعنى ليس بواعظ..
ولك كثير مودتي واحترامي.. في فرصة أخرى سأنقل جزءا من كتاب قضايا بورتسودان.. فهي تعكس كثيرا مما أود قوله عن الوعاظ وممتهني الوظائف الدينية والقضاة الشرعيين ومعلمي الدين..
ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
عن ماركس في استشراق " ادوارد سعيد" (Re: osama elkhawad)
|
اخي ياسر الشريف لعلك من القلائل الذين اختلف معهم واشادوا بالبوست وانا اعتقد ان مهمة الباحث هي الكشف عن المجهول في الخطاب محور البحث وفي هذا المثال هو الخطاب المحمودي وهذا ما غاب عن اخينا الكريم عمر عبدالله الذي كان يعتقد اننا نريد مساجلة مع ذلك الخطاب وقد اشار الاستاذ عبداللطيف الى نقطة مهمة تتعلق بهيمنة الخطاب وتاثير ذلك على انتاج المعرفة كما هو الحال مع مصطلح "البدائية" واثره في الانتاج المعرفي للخطاب المحمودي وهذا ما يخالف راي الاخ عمر عبدالله الذي يرى ان المسالة كلها هي خلاف حول مدلول بعض الكلمات , وكان المسالة ليست معرفية وانما ببساطة تنحصر في الدلالات القاموسية للكلمات , ولا تتعلق ببنى معرفية ترتبط ارتباطا وثيقا بتاسيس خطاب له مصطلحات ومفاهيم محددة ولو قرا اخونا عمر عبدالله كتاب "الاستشراق" لادوارد سعيد او ايا من كتب ميشيل فوكو الذي يحيل اليه دائما ادوارد سعيد , لكان كفانا كثيرا من العنت وسوء الفهم , والذي للاسف يتعلق به , و بالرغم من اتهامه لنا – سامحه الله – بجهلنا بالدرر المحمودية في الكتابة وهو قد حاول الدفاع عن منع اكل لحم الخنزير , ولم يمدد هذا المنطق الى فكر الاستاذ محمود , فلو كان امر اكل لحم الحيوانات هو الحاسم في التطور البشري , فان الاستاذ حين انتقد المدنية الغربية في اول كتاب له الا وهو " السفر الاول" لكان يمكن ان يقول ان تلك المدنية الغربية فاسدة لان اهلها – ببساطة – يحبون اكل لحم الخنزير , وهو الذي اورثهم تلك الصفات , وفي المقابل كان يمكن ان يقول ان اكلة لحم الضان لهم صفات كذا وكذا , وان اكلة لحم النعجة لهم صفات كذا وكذا , وقس على ذلك اكلة لحوم التركي , والبقر و الغنم والسمك و الساردين والبولطي والعتوت والجمل والكلاب والقطط و والحصين والحمير وغيرها من الحيوانات
وساعود للحديث عن ماركس في استشراق " ادوارد سعيد" وعلاقة ذلك باثر بمفهوم البدائية على الخطاب المحمودي وارقدوا عافية المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
اشكر الاستاذ بكري على ابقائه لهذا البوست في النصف الثاني من العام
كما اشكر اخي عمر عبدالله على رده حول مصطلح المدنية في الفكر المحمودي وقبل ان اعلق على كلامه حول مصطلح "المدنية" ساعرج للكلام حول اثر الخنزير على الانسان ومن اين اتى الاستاذ بهذا الفهم عن الخنزير؟؟؟
Quote: وهل حقيقة ان الخنزير يتمتع بالصفات التي اطلقها عليه الاستاذ؟؟ وهل يرى الاطباء البيطريون وايضا رجال الدين المسلمين ان الخنزير له تلك الصفات ؟؟ وهل ان صفاته تلك –لو ثبت ذلك تؤثر على نفسية الانسان؟؟؟ وما هو راي علماء النفس في ذلك؟؟؟ |
المسالة اساسا تتعلق بالخطاب ومدى اتساقه وانسجامة ولذلك فان الباحث في الخطاب سيجد ان مفهوم تاثير اكل لحوم الحيوانات على سلوك البشر , يجب ان يمدد ويطبق على الشعوب ايضا فما هي صفات الشعوب الاكلة للبقر –مثلا - ؟؟ وعندما تحدثت عن اثر اكل لحم الخنزير على المدنية الغربية , كان غرضنا ان نمدد المفهوم لكل الخطاب, فلا يجوز اصلا ان تحصر مسالة اكل لحم الخنزير في النطاق الشخصي كما يري اخونا الكريم عمر , وانما ينبغى ان تعمم , لان مدنية كاملة –اي الغربية – تاكل لحم الخنزير – ولهذا لو صح مفهوم الاثر السلبي للحم الخنزير على الانسان , فيجب ان يعمم ليشمل كل الشعوب الاكلة للخنزير
Quote: واذا سلمنا ان لحم الخنزير يؤثر على نفسية الانسان , فهذا ينبغي ان يعمم على كل الخيوانات التي تؤكل , لكي نعد قائمة كاملة باثر مختلف انواع اللحوم على الانسان –بشكل فردي- وايضا على الشعوب – بشكل اممي – |
Quote: واذا كان الاستاذ محمود لم ينجز ذلك فهذه مهمة من يؤمنون بما قال واولهم اخي عمر عبدالله
|
واذ ا عجزوا عن الاتيان بتلك القائمة , فعليهم الاقرار بخطا ذلك المفهوم وساعود بعد قليل
وارقدوا عافية المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
نعود للكلام حول ما ذكره اخونا الكريم عمر عبدالله حول مفهوم مصطلح " المدنية" في الخطاب المحمودي
Quote: لم يقم الاخ عمر باية قراءة نقدية او في اسوا الاحوال قراءة تاريخية تقارب كيف فهم الاستاذ محمود مصطلح المدنية وعندما نقول قراءة تاريخية فنحن نقصد كيف تنا ص مفهوم الاستاذ لها مع الفهم السائد في العلوم الاجتماعية , وبالتحديد علم الانثربولوجيا , ذلك ان هذا المصطلح له جذوره المتشعبة و على ضوء ذلك يمكن ان نفهم كيف قارب الاستاذ ذلك المصطلح |
فاخونا عمر –كعادة القراءة الاجترارية الاتباعية- اكتفى بايراد نصوص من الخطاب المحمودي بدون ان يرينا هو اي الاخ عمر كيف تطور ذلك المصطلح , وما هي علاقة ذلك التطور بما اقترحته الانثربولوجيا الغربية فنصوص الاستاذ ينبغي ان تقرا في الاطار التاريخي الذي اندرج فيه المصطلح بحسبانه مصطلحا انتجته المدنية الغربية ولم يقم الاستاذ محمود بنحته فالنصوص فقط لا تقول شيئا , ولكن الباحث هو الذي يجعلها تنطق وما قام به اخونا عمر هو اجترار لا يضيف شيئا لتلك النصوص وسنقوم بهذه القراءة بعد ان نتحدث عن بعض التفاصيل المهمة في اضاءة مفهوم الخطاب المحمودي ل"بدائية" الشعب السوداني بعد قليل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
نعود للحديث عن كيف توصل الاستاذ محمود محمد طه الى ان الشعب السوداني شعب بدائي عندما كتب كتابه " اسس دستور السودان "
بعد ما تحدث الاستاذ محمود عن "بدائية " الشعب السوداني , اصبح يشدد على ينبه الى تلك البدائية كما في حديثه الاتي :
Quote: " ا لتشديد في الرقابة علي دستورية القوانين أمر طبيعي بالنسبة لكل مجموعة بوجه عام ، وبالنسبة لمجموعتنا المتخلفة بوجه خاص "
|
فهو قد خص الشعب السوداني والذي اسماه " مجموعتنا المتخلفة" بشئ اساس يتعلق بكيفية تعامل تلك المجموعة المتخلفة – والتي تقرا " المجموعة " البدائية "مع الرقابة الدستورية على القوانين ,
فهو قد حرم تلك "المجموعة المتخلفة" من حق اساس يتاح لكل الشعوب " المتحضرة" اي غير البدائية , الا وهو حق الرقابة على القضاء ودستورية القوانين , حين قال في هذا النص الصريح:
Quote: " ان أعتراض الشعب علي كلمة القضاء يجب الا يتعدي رفع وجهة نظر المعترضين لرئيس القضاء ، الذي سيعلن رأيه في اعتراضهم ، ويكون رأيه في ذلك الرأي الفيصل " |
ثم يواصل في هذا المنحي الذي يحرم المجموعة المتخلفة اي الشعب البدائي من ممارسة حقه الدستوري في الرقابة حين يقول:
Quote: " ومراقبة الشعب لأعمال القضاء لا تتعدي في البداية بحث ما اذا كان الحكم الصادر موافقا لقواعد قانونية محددة ، وموضوعة ، أم لا"
|
ثم يمضي الاستاذ محمود الى الحديث عن متى يحق للشعب البدائي ممارسة حقه الدستوري في الرقابة على القضاء , وفي رايه ان ذلك يتم حين يتحقق" رقي " الشعب البدائي , فالرقي هو نقيض " البدائية " , ويقول الاستاذ في ذلك :
Quote: " وعندما يترقي الشعب ، ويستنير الرأي العام ، يمكنه أن يراقب القضاء من حيث حكمة الاجراء" |
كما راينا في تلك النصوص الصريحة التي اوردناها , فان الاستاذ محمود قد حرم الشعب السوداني من حق دستوري اساس , لانه " مجموعة متخلفة" و "شعب بدائي" بحسب مفهوم الانثربولوجيا الغربية
Quote: وارجو ان نستمع لراي القانونيين في البورد حول مسالة حرمان الشعب السوداني من حقه في الرقابة على السلطة القضائية , وكنت اتمنى لو ان البروفيسور عبدالله احمد النعيم مترجم الرسالة الثانية للاسلام الى الانجليزية عضوا في البورد لكي نسمع رايه باعتباره قانونيا ضليعا وفي نفس الوقت جمهوريا . وكيف نسمي مثل هذا النوع من الدساتير التي تحرم الشعب من حقه الدستوري , وهل يجوز ذلك , اذا ما استثنينا النظم الشمولية؟؟؟؟ |
وسنعود غدا للحديث عن مفهوم المدنية في الخطاب المحمودي
وارقدوا عافية
المشاء
(عدل بواسطة osama elkhawad on 05-31-2004, 04:00 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
رجاء (Re: osama elkhawad)
|
لى رجاء قبل ان اتحدث عن تطور مصطلح " المدنية" في الخطاب المحمودي , وما ترتب عن ذلك وايضا مفهومه ل"بدائية " الشعب السوداني,
والرجاء هو ان نواصل النقاش حول مصطلح " البدائية" في خطاب الاستاذ على ضوء المعطيات الجديدة التي اوردتها عن عدم اهلية الشعب السوداني لمحاسبة السلطة القضائية , وبعد ذلك ساتحدث عن مصطلح "المدنية" ومواضيع ذات صلة به وارقدوا عافية المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
الأخ الأستاذ أسامة الخوّاض تحية طيّبة ... وبعد لقد أعجبت كثيراً بمستوى الحوار وموضوعه في هذا البوست، وأرجو أن أستأذنك في الرد على بعض ما ورد في مداخلتك ، مع اتفاقي مع كل ما ذكره الأخ د.النور والأخ عمر عبد الله والأخ عجب الفيا. ويبدو لي أن كل ما أردت أن تعرضه في مداخلتك، وبذلت في سبيل ذلك جهداً غير مبرر، هو أن الأستاذ محمود قد تأثر في كتاباته، كما يستشف من استخدامه لمصطلح "بدائي"، بالخطاب الثقافي السائد في عصره، ، أو ما اصطلحت الماركسية التقليدية على تسميته بالبناء الفوقي superstructure. وهو أمر بديهي لا يحتاج اثباته كل هذا الجهد، ولا ينكره مفكر يتمتع بشمولية الفكر ومسؤليته، ولم ينكره الأستاذ محمود. وذلك لأن المفكر، اذا أراد أن يكون مفهوما وهو يستعمل اللغة بكل أبعادها الاصطلاحية في تواصله مع الآخرين، يكون محدوداً ومأطرا بمستوى الفهم والمدلولات الإصطلاحيه للغه التي يستخدمها. وبما أن اللغة، أي لغة ، هي التجسيّد الحي المباشرة للخطاب الثقافي السائد في حقبة معيّنة، فان هذا التأثر يصبح ضربة لازب على أي فرد مفكرا كان أو غير مفكر. وهذه في تصوري بديهية لا يمكن التنازع حولها كثيرا. ولكني أعتقد أن خطأك جاء من تصورك أن هذا التأثر يقع بصورة واحدة وبدرجة واحدة. فالتأثر بالخطاب السائد لا يقع في مستوى واحد وبدرجة واحد’ لكل الناس، فهناك درجة من التأثر تتم بصورة لا واعية يكون فيها الفرد محاطاً بمكونات الخطاب الثقافي وآفاقه بحيث يتعامل معه كمسلّمات وحقائق مطلقه. وهذا ما عليه غالبية الأفراد في المجتمع وبعض المفكرين الذين يقدمون فكرا تبريريا محافظا يهدف للإبقاء على اركان ومقومات الوضع الراهن. وهناك درجة أخرى يتأثر فيها المفكّر بالخطاب السائد وهو واعي بمكونات هذا الخطاب وحدوده الفكريه والعملية والعلمية. ويمكن أن نتصور هاتين الدرجتين كنقطتين طرفيتين في خط ممتد،تتفاوت فيه درجات التأثر بالخطاب السائد بين التأثر الواعي والتأثر اللاواعي .و يتم التأثر الواعي بصورة مباشرة من خلال استخدام الكاتب لللغة كأداة أساسية للتخاطب والتعبير والتواصل الفكري من جهة ومن خلال تعامله ومعالجته للقضايا الفكرية السائدة في عصره والتي يحدد الخطاب الثقافي أجندتها ويقدم تعريفا لكل منها. فاذا تعامل المفكر مع قضايا مجتمعه خارج هذا الاطار فانه سوف يعرض خارج الزفة. وتأثر الأستاذ محمود بالخطاب الثقافي كان ولا يزال تأثرا واعيا ومدركا لمكونات ذللك الخطاب وحدوده ، ويشير الأستاذ محمود لهذا الوضع ويجسد اداركه له في عبارة جامعة هي"حكم الوقت" التي تمثل مرتكزا أساسيا من مرتكزات الفكرة الجمهورية ومفهوما مفصليا من مفاهيمها. وأذكر أنني قلت مرة للأستاذ محمود أنني حينما أقرأ قصة الإسراء والمعراج كما حكاها النبي عليه الصلاة والسلام لا أجد نفسي مرتاحاً معها كثيراً، وسألته: هل حددت اللغة (مستوى الخطاب) الطريقة التي حكى بها النبي عليه الصلاة والسلام تلك الواقعة؟ وهل كان سيحكيها بصورة مختلفة إذا حكاها الآن؟ فرد علي بقوة قائلا: "نعم..و قولاً واحداً"، ثم قال لي أن مستوى المعارضة الفكرية لنا تحدد ما نطرحه نحن من مستوى في الفكرة الجمهورية. وهذا يعني أن الخطاب الثقافي في زمن النبي عليه الصلاة والسلام، وهو كان مدركا تماما لحدود ذلك الخطاب، قد حدد طبيعة الكلمات والمصطلحات والمفاهيم التي استخدمها في رواية تلك الوافعة. وكذلك أراد الأستاذ أن يقول لي إذا كان الخطاب الثقافي السائد مختلفا لاختلف مستوى الطرح للفكرة الجمهورية أيضا. وخلاصة القول أن الاستاذ محمود قد تأثر بالخطاب الثقافي السائد في عصره، ولكن تأثره به تأثراً واعياً تماما. وفي هذا الاطار فإن استخدامه لمصطلح "بدائي" أو أي مصطلح آخر هو استخدام واعي بالأبعاد المختلفة له. وهنا أحب لك أن تميّز بين "المفردة اللغوية" كتجسيد لمعنى قيمي إجتماعي محائد، وتوظيف تلك المفردة توظيفا ً سياسياً أو عنصرياً أو غيره. فأنا أسود اللون مثلا وهذه حقيقة محائدة ولكن ازدراء اللون الأسود من خلال اعطاء كلمة أسود وتحميلها معاني عنصرية هو الذي يجعل استخام كلمة أسود استخاما معيبا، ولا يقتضي الاعتراض على هذه الأستخدام العنصري للكلمة أن نرفض كلمة أسود نفسها وأن ندمغ كل من يستخدمها بالعنصرية. إن سوء سمعة كلمة "بدائي"، في اطارها الأنثربولوجي، لم يأتي من معناها الثقافي، وهو معنى نسبي على أي حال، ولكن جاء من استخدام الاستعمار لها كمفهوم وشعار سياسي يبرر الهيمنة السياسية على تلك الشعوب، راجع موقف الأستاذ محمود من قضية الطهارة الفرعونية وثورة رفاعة كذليل عملي لتعامله مع الخطاب السائد. أما اتهامك للأستاذ محمود محمد طه بالاستعلاء على الشعب السوداني فهو من الكبائر التي توجب الغسل ،وهو أكبر دليل على جهلك بالرجل وعلاقته بالسوادني البسيط الأغبش. وبما أني لا أريد لهذ المداخلة أن تطول فاني أتوقف هنا ولي عودة ان شاء الله للحديث عن النقاط الأخرى التي طرحتها وخاصة مسألة استلاف المصطلحات والتوثيق الأكاديمي ولحم الخنزير. مع تحياتي أخوك أحمد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
The term “primitive” is such a cliché< and it is a damaging word. Not only confusing, but obfuscating, corresponding to nothing in reality, and obstructive of progress in understanding the meaning of the great variability presented by man in all his manifold variety.” A.Motagu
الدكتور احمد الحسين شكرا على ردك ، تاثر الاستاذ بمصطلح " البدائية" واضح في دلالاته التي اثبتناها بحديثه المخصص عن الشعب السوداني باعتباره "مجموعة متخلفة" وتقرا "بدائية" ولذلك حرمه الاستاذ محمود في دستوره المقترح من حقه الطبيعي كاي شعب "متحضر" و"راق" في الرقابة على السلطة القضائية حتى يترقى و ينوب عنه في ذلك "رئيس القضاء". وتلك الانابة تنبع من الشعب السوداني. نحب ان نصحح ما قاله الدكتور عن كلمة " بدائي" , وهو للاسف كلام غير صحيح علميا اذا ما تتبعنا تاريخ الانثربولوجيا كعلم كان يهدف اساسا لدراسة "الانسان" , وقد قال الدكتور الحسين الاتي عن مصطح "بدائية " :
" إن سوء سمعة كلمة "بدائي"، في اطارها الأنثربولوجي، لم يأتي من معناها الثقافي، وهو معنى نسبي على أي حال، ولكن جاء من استخدام الاستعمار لها كمفهوم وشعار سياسي يبرر الهيمنة السياسية على تلك الشعوب". اول نحب ان ننبه الى الفرق بين "مصطلح" و" كلمة" –وكان هذا جزء من خلافنا مع الاخ عمر عبدالله. فهو اي عمر يتحدث عن مدلولات الكلمات, ولا يتحدث عن تعريف المصطلحات. فالكلمة حينما تتحول الى مصطلح لا يبقى من حقلها الدلالي الا التعريف العلمي لها . اما حينما لا تتحول الى مصطلح فالحقل الدلالي يتسع ليشمل –ايضا - مدلولات اخرى ولا ادري مالذي يعنيه الذكتور بكلامه عن المعنى " الثقافي"؟؟؟ وكما قلت فان الاخوة الجمهوريين –ومن ضمنهم الدكتور احمد الحسين – يتعاملون مع االمصطلحات باعتبارها " كلمات " او باعتبارها تنتمي للحقل الثقافي بتعبير الدكتور احمد الحسين الذي لم يشرح لنا ما هو معنى "الحقل الثقافي" ؟؟ ويبدو ان معظم من يدافعون عن استخدام الاستاذ لمصطلح " بدائية " هم اساسا لا ينتمون للعلوم الاجتماعية و لذلك يتعاملون مع المصطلح ككلمة عادية من حق اي انسان ان يتحدث حوله , وفي الحقيقة انه قبل سنتين من نشر "اسس دستور السودان" للاستاذ محمود , كان الفكر الغربي ينقد ذلك المفهوم اي " البذائية " , وساعود للكلام عن ذلك المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
الأخ الأستاذ أسامة الخواض تحيتي ومحبتي أبادر فأطمئنك بأنني أنتمي لحقل العلوم الاجتماعية ولكني لا أجد أن انتمائي من ناحية التخصص الأكاديمي أو عدمه يعطيني الحق أو يحرمني من حق مناقشة القضايا الاجتماعيةأو حتى الأكاديمية. فكأنك حين تقول أن مشكلة الذين يدافعون عن الفكر الجمهوري أنهم غير متخصصيين في العلوم الاجتماعية فكأنك تريد أن تقول أنهم غير مؤهلين في التعامل مع المتخصصين من أمثالك لعدم امتلاكهم وعدم معرفتهم بأصول ومصطلحات العلم الاجتماعي ونظرياته جاعلا بذلك عملية الحوار عملية أكاديمية نخبويةلا يجب أن يدخل فيها الا من درسوا علوم الاجتماع. وحقيقة الأمر أن هناك كثير من اخواني وأخواتي الجمهوريين الأميين الذين عرفتهم يمتلكون أدوات الحوار الاجتماعي والفكري بصورة تبز كثير من زملائي الأكاديميين الذين عرفتهم. بل انني أقول دائما عن نفسي أن ما أستفدته من الأستاذ محمود يفوق وبصورة تتجاوز التصور كل ما أستفدته من قنوات التعليم الرسمي.هذا شئ والشئ الاخر أنك يا أخي تفرع الحوار بصورة تجعل موضوعه متشعبا إذ أنك لا تبني على ما يرد من أفكار في مساهمات مناقشيك. وهذه مسألة كانت مصدر شكوى من كثير من مناقشيك. فقد طرحت بصور واضحة فى مساهمتي مسألة درجات التأثر بالخطاب الثقافي حتى أستطيع أن أوضح لك بأن تأثر الأستاذ مححمود ، وهو مفكر متفرد، بالخطاب الثقافي ليس كتأثر شخص عادي أو حتى كثير من المفكريين المحافظين.فهو تأثر واعي وموظف لخدمة قضيته الفكريةالأساسية. كما أنني قلت أن المفكر لا يستطيع تجاوز الخطاب الثقافي تماما الا اذا قرر الأ يكون مفهوما. ولهذا السبب يستخدم الأستاذ محمود مفهوم " التنزل" كثيرا موضحا بذلك تأثره الواعي بالخطاب السائد. ثم أن الأيحاء بأن التأثر بالخطاب السائد أمرا لا يمكن الفكاك منه يعني لو كان صحيحا توقف حركة الفكر والوعي منذ عهود التأريخ البشري الأولى. ثم انني أرى ان النقاش الفكري والسياسي الذي لا يكون مقدمة لممارسات عملية وبرامج تساعد في تطوير الحياة ماديا وفكريا لا قيمة له. ولهذا السبب لا أدري اين سيقودنا تفكير ما بعد الحداثة الذي تتبناه وبصورة فجة دون أن تعرف أنه يبرر بصورة مباشرة التخلف المادي والفكري في الدول النامية على أساس أنها أنماط ثقافية انسانية وليست حالات اجتماعية متدرجة تسبب فيهاالفكر الغربي الرأسمالي. كما أن هذا الفكر يمثل فشل النظرية التنموية الغربية وفشلها في احداث أي تغير مهم في مجتمعات الدول النامية. وفي هذا الاطار فان هناك حقيقة لا يمكن تجاهلها وهي أن هناك حياة بدائية تعبر عنها ثقافيا كلمة " بدائي" وتتمثل هذه الحياة البدائية، كما قال لك الأخ د.النور، في تدني مستوى الحياة المادية في مجتمعات الدول الناميةولا يمكن تجاوز هذه الحقيقة بالجدل العقيم حول الاستخدامات المتحيزة لكلمة بدائية في علوم الاجتماع. وهذا ما أعنيه بالمعنى الثقافي للكلمة وهو المعنى الذي يلتصق بكلمة معينة في أفي اطار أسلوب حياة معينة.أرجو الرجوع الى ما كتبته سابقا والرد على ما أوردته مع عظيم ودي واحترامي أخوك احمد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
اخي الدكتور احمد الحسين
عندما تحدثت عن التعامل مع العلوم الاجتماعية كنت اقصد المنهج اي ان نقرق بين المصطلح والكلمة غير الاصطلاحية . فمثلا اخونا عمر عبدالله لايرى ان المسالة كما طرحناها تستحق اي عناء اذ انها كما يرى تتعلق ب" الجدل اللغوي حول مدلول بعض الكلمات" لاحظ انه يتحدث عن اللغة وليس عن الاصطلاح.
هنالك دلالة سائدة في الانثربولوجيا التقليدية حول مصطلح " البدائية " هو انه –بحسب الاباء المؤسسين مثل تايلور- يشير الى مرحلة من المراحل التي مر بها الانسان. وتلك المراحل هي : البدائية والبربرية والحضارة. والملاحظ ان الانثربولوجيين اهملوا المرحلة البربرية واصبحوا يركزون على المرحلة البدائية.
ولذلك اصبح مصطلح البدائية يرمي الى الفصل بين الانسان البدائي من حيث قدرته الذهنية والعقلية , وبين نقيضه اي الانسان المتحضر.وكان العلم في البداية يجعل" الاخر" مثله في ذلك مثل الاستشراق موضوعا لبحثه و"معمله" الذي يختبر فيه فرضياته العلمية . وكان الاخر هم السكان الاصليين . ولهذا يرى كثير من الباحثين ان الرواد الاوائل كانوا اما انجليز او امريكان,ذلك ان "المعمل" اي الاخر المختلف عن الانسان اليوروامريكي متوفر في الامبراطورية التي كانت لا تغيب عنها الشمس, اما عند الامريكان فهو متوفر في الساحل الغربي حيث " الهنود الحمر".
وفي الوقت الذي بدا فيه نقد مفهوم البدائية في الانتربولوجيا استخدمه الاستاذ بما يعني الانسان غير المتحضر. وذلك يبدو واضحا في السياق الذي استخدم فيه مصطلح " البدائية". وكما ذكرنا من قبل فان الاستاذ محمود غير معني في الغالب الاعم بشرح مصطلحاته , ولو فعل لكان اعفانا الكثير من الجدل. خاصة في مثل حالتنا هذي والتي تقتضي ان يعرف ماذا يعني بان الشعب السوداني "بدائي". وتلك الضرورة تنبع من سببين :
السبب الاول هو لتخليص البدائية كمصطلح من المفهوم السائد لها وهو مفهوم مهين حتى يخلصها من المفهوم الانثربولوجي الكولونيالي في روحه.
السبب الثاني في ضرورة تعريف مصطلح البدائية يرتبط بفقرة اساسية في دستوره المقترح الا وهي مسالة متى ترفع البدائية عن الشعب السوداني حتى يحق له ممارسة حقه الدستوري في نقد السلطة القضائية كغيره من الشعوب "المتحضرة". فالدستور كما يعرف الجميع ليس مرحليا وانما هو ايضا للاجيال القادمة التي يتوجب على الاستاذ ان يشرح لها بالتفصيل مفهوم بدائية الشعب السوداني. والواضح انه لم يشرحها باعتبارها اي العبارة تاتي على السجية باعتبار ان البدائي بحسب عبارة الاستاذ هو نقيض "الراقي" مما يؤكد ويقف دليلا على طغيان الخطاب الانثربولوجي الكولونيالي عليه , وهذا مما يوكد فرضيتنا حول انه لا فكاك من وقوعه تحت التاثير الطاغي للخطاب الانثربولوجي الغربي , وذلك قانون معرفي اساس.
واذا قمنا باللجوء الى السياق الذي استخدم فيه الاستاذ المصطلح, نحد انه هو سياق يؤكد تبني الاستاذ لفكرة بدائية الشعب السوداني من خلا ل العقوبات التي وقعها عليه في دستوره المقترح..
ولقد كان السياق هو سياق حد من الحقوق الدستورية للشعب السوداني , وليس اشارة الى الحالة المادية المتواضعة له , اذ ان تدهور الاحوال المادية ليس مسوغا للحد من الحقوق الدستورية للشعب السوداني, والا انهارت فكرة المشروع الجمهوري الكوني الذي سينطلق من الارض السودانية الفقيرة ماديا , فالاستاذ يعول كثير ا على الاخلاق مثله مثل كل المشاريع الكونية السودانية الثلاثة والتي سناتي للحديث عنها في حينه.
في مقابل استعادة الشعب السوداني لحقه الدستوري في الرقابة على السلطة القضائية تحدث الاستاذ عن ضرورة توافر شرط الرقي , وان كان كعادته لم يحدد ماذا يقصد بالرقي , وما هي الدرجة المطلوبة لكي يعيد الاستاذ للشعب السوداني البدائي حقه المسلوب منه . بالنسبة لنا المسالة تبدو واضحة حول راي الاستاذ في "بدائية " الشعب السوداني .
ويمكن فهم المسالة اكثر حين ننظر اليها من خلال المشروع المحمودي الكوني والذي هو المرحلة الثانية في ما نسميه ب"المشاريع الكونية السودانية".وهي:
المشروع المهدوي المشروع المحمودي المشروع الانقاذي
وهي على اختلافها تشترك في موضوع اساس الا وهو ان الشعب السوداني سيسود العالم في يوم ما , استنادا على الفكرة ا لدينية الاسلامية ,بالرغم من اختلاف منطلقات وقوة وتاسيس الفكرة. فالمشروع المهدوي كان يؤمن بالمهدية الكبرى والتي ننتهي بفتح مكة , ولم يتحقق ذلك .
والملاحظ ان المشاريع الكونية السودانية على اختلافها تتبنى مسالة الاخلاق كمسالة اساسية يتميز بها المجتمع السوداني على بقية شعوب الارض, ولم يتم ذكر اي اسباب لذلك!!!
الغريب في الامر ان التعويل على الاخلاق ايضا فكرة محورية في الخطاب الذي اسسه الاخوان قطب في مصر حول " جاهلية القرن العشرين", لكنهما , بالرغم من التطور النسبي ا لذي تتمتع به مصر اذا ما قارناها بالسودان, لم يجعلا من مصر قاعدة اساسية لانطلاق وسيادة المشروع الكوني الاسلامي. ونعتقد ان مسالة المشاريع السودانية الكونية تحتاج الى دراسة متقصية لمعرفة جذور هذه الظاهرة.
-المشروع الكوني السوداني المحمودي:
منذ بداياته التاسيسية كان الخطاب المحمودي يضع نصب عينه فكرة " المشروع السوداني" الكوني التي ستنطلق من "الشرق" و بالتحديد من السودان , كما نرى في المقطع التالي:
. و يعتقد الحزب الجمهوري أن الشرق ، عامة ، و السودان ، خاصة ، يمكنهما أن يضيفا عنصراً إلى المدنية الغربية هي في أمس الحاجة إليه ، و ذلك هو العنصر الروحي . " وتم التاكيد على ذلك في الحديث التالي للاستاذ من كتابه الاول " السفر الاول" :
"ويؤمن الحزب الجمهوري إيماناً لا حد له بالسودان ويعتقد أنه سيصبح من الروافد التي تضيف إل ذخر الإنسانية ألواناً شهية من غذاء الروح ، و غذاء الفكر ، إذا آمن به أبناؤه فلم يضيعوا خصائصه الأصيلة ، و مقوماته بالإهطاع نحو الغرب ، و نحو المدنية الغربية ، في غير روية و لا تفكير" . هنالك اذن فكرة واضحة منذ البداية حول مشروع كوني سوداني ينطلق من السودان كنموذج للمجتمع الانساني كله. ونرى ذلك واضحا في المقطع التالي: "هذا هو رأي الجمهوريين في السودان منذ ذلك التاريخ .. و السودان ، عند الأخوان الجمهوريين ، هو الأرض التي سيقوم عليها أنموذج المجتمع الإنساني الذي سوف يتسع ليضم سائر بقاع الأرض ، و ذلك بظهور الإسلام على الدين كله ، يوم تشرق الأرض بنور ربها "
ولكن ما هي الفئة التي ستكون انموذجا للمجتمع السوداني؟؟ انهم الطليعة اي الجمهوريون المتبعون للخطاب المحمودي , فتلك الطليعة هي التي تحقق الدستور الاسلامي-طبعا بالفهم المحمودي له- وفي هذا الصدد يقول المقطع التالي:
..ولكن الدستور الإسلامي بهذا المعني- دستور القرآن- لا يمكن أن يتحقق في المجتمع إلا إذا تحقق لدي طائفة صالحة من الأفراد ، ولذلك فإن أعضاء الحزب الجمهوري يمارسون تطبيق دستور القرآن علي أنفسهم عبادة بالليل ، وبالنهارثم ترجمة لهذه العبادة الي معاملة .. معاملة للخلق ، ومعاملة للخالق ، علي قدم الصدق والإخلاص- وغرضهم من ذلك ، الي جانب إعادة تربية أنفسهم ، أن يخلقوا النموذج الإسلامي السليم ، الذي يغري الآخرين بسماحة خلقه ، ورجاحة عقله ليتأسوا به ، وينتسبوا إليه"
وفي تطور الخطاب الجمهوري , يصل الى مفهوم الرسالة الثانية , وهي التي تشكل ايديولوجيا المشروع السوداني الكوني في نسخته المحمودية .
Quote: وقد كان الاستاذ يرى ضمنا انه "رسول الرسالة الثانية", و لكنه تراجع عن ذلك نتيجة الضغط الذي مارسته الجماعات السلفية عليه .
|
اذن نرى هنا ان الاستاذ محمود كان يعد سلفا لمشروع سوداني كوني اتضحت ملامحه في ما بعد لدرجة انه اعلن اضمارا انه "رسول الرسالة الثانية". -ضرورة مرحلة الخطاب المحمودي: ولا يمكن تفسير مفهوم البدائية في فكر الاستاذ الا بتبني فكرة مرحلية الخطاب. فالواضح –بالرغم من النية المسبقة لتاسيس مشروع كوني سوداني –الا ان الاستاذ لم يكن واثقا من الشعب السوداني –باعتباره حسب المخطط الكوني الرسالي هو الحامل للمشروع القادم- فلذلك كان يرى انه يحتاج الى تربية اكثر تنقله من مرحلة البدائية الى مرحلة الحضارة حتى يكون مؤهلا عبر تاثير الطليعة الجمهورية عليه لان يحمل مشعل المشروع الكوني المحمودي الى العالم كله عبر مفاهيم " الرسالة الثانية" وفكرة مجيئ المسيح من السودان لاحقا كما تبدت في اركان النقاش الجمهورية.
والذي حدث ان الشعب السوداني كعادته ادهش الذين لا يثقون فيه ومن ضمنهم الاستاذ محمود , ودحض فكرته حول بدائيته وحاجته للتربية . فبحسب المخطط المحمودي فان الشعب السوداني لم يتلق التربية التي كان ينادي بها الاستاذ ووضع مخططها النظري في " اسس دستور السودان". فبعد عامين من كتابة اسس دستور السودان حدث انقلاب عسكري , وعاش الشعب السوداني ستة اعوام في ظل نظام ديكتاتوري, ولم يتلق التربية التي نصحت بها وحددت جرعاته وصفة الاستاذ في كتابه "اسس دستور السودان". وكعادة الفكر الديني لم ينتقد الاستاذ نفسه حول بدائية الشعب السوداني, ونسى ما قاله حول عدم جدارة الشعب السوداني في الرقابة على السلطة القضائية ,
Quote: وكنا نعتقد ان علي الاستاذ ان يعتذر للشعب السوداني , وبما ان ذلك التقليد لم يكن سائدا في الستينيات ,فكان عليه على الاقل ان يقر بخطا فكرته حول بدائية الشعب السوداني وحول حرمانه من حقه في الرقابة على القضاء , فالشعب الذي يحرم من حقه في الرقابة القضائية غير مؤهل لان يحدث ثورة مثل ثورة اكتوبر |
لكن الاستاذ لم يفعل ذلك بل اصبح يتحدث عن كيف ان الشعب السوداني اثبت بطلان المفهوم الماركسي للثورة و اصبح يتحدث عن ثورة فكرية قادمة استنادا على روح ثورة اكتوبر , وتلك الثورة الفكرية تقرا "الرسالة الثانية للاسلام" , وكأن ان الزمن قد حان لقضف ثمار ثورة اكتوبر وادخالها في المخطط الرسالي الكوني والذي كعادة المشاريع الكونية الرسالية السودانية الثلاثة انتهى الى الفشل باعدام الاستاذ محمود محمد طه مثلما حدث لموت الامام المهدي قبل ان ينجز المهدية الكبرى "بفتح" مكة , وكما حدث للمشروع الانقاذي والذي "فتح" كل اسرار السودان ليطلع عليها ال F.B.I.
وما حدث حول مصطلح البدائية من اغلاط سنجده ايضا حين نقارب مصطلح " المدنية " في الخطاب المحمودي
وارقدوا عافية
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
كما قلنا من قبل فان الاستاذ محمود محمود طه غير مهتم بطريقة البحث الاكاديميي من حيث الاشارة الى مصادره ومراجعه وكذلك من حيث الحوار مع المصطلحات التي سبقت خطابه. فهو ياخذ تلك المصطلحات ويتعامل معها وكانه هو الذي اكتشفها. فمثلا مصطلح المدنية عنده مترجرج . ولا يشير الى المصدر الذي اخذ منه المصطلح والتعديلات التي اجراها عليه ان كانت هنالك تعديلات ,ولو فعل ذلك كان قد كفانا كثيرا من الجهد الذي نبذله الان للتعرف على المصادر الفكرية التي ساهمت في بلورة تفكير الاستاذ , ومدى اصالة فكره بالمقارنة بما سبقه من افكار ومصطلحات. ويرتبط ذلك بمفهوم التناص اي –في حالتنا هذي- المستوى الذي تم فيه استخدام المصطلح الغربي في الخطاب المحمودي ضمن المستويات الاتية: الاجترار والامتصاص والتجاوز كما فصل ذلك الشاعر والناقد المغربي محمد بنيس و كما قلنا في اشارة عابرة من قبل فان مصطلحي الحضارة والثقافة ملتبسان في التعريف , وهما في الاصل يتمازجان في محاولة تعريف مجالين اساسيين للانجاز البشري وهما: المجال المادي والمجال الروحي . يقول عن ذلك الخلط بين المصطلحين الكاتب الهندي Swami Smaranananda Maharaj
The words 'culture' and 'civilization' have been often used synonymously, though they have clearly defined meanings differentiating them ولذلك فبعض الموسوعات العلمية تمزج بين الحضارة والثقافة . تقول في ذلك موسوعة "كولومبيا" Civilization is “culture with a relatively high degree of elaboration and technical development. The term civilization also designates that complex of cultural elements that first appeared in human history between 8,000 and 6,000 years ago. At that time, on the basis of agriculture, stock-raising, and metallurgy, intensive occupational specialization began to appear in the river valleys of SW Asia. Writing appeared, as well as urban centers that accommodated administrators, traders, and other specialists. The specific characteristics of civilization are: food production (plant and animal domestication), metallurgy, a high degree of occupational specialization, writing, and the growth of cities. Such characteristics originally emerged in several different parts of the prehistoric world: Mesopotamia, Egypt, China, India, the central Andes, and Mesoamerica. However, some civilizations did not have all of these characteristics (e.g., the Classic Maya had no metallurgy, and true writing apparently never emerged in central Mexico or the central Andes). Many anthropologists now focus on a political factor—the development of hierarchical administrative bureaucracies—as the critical characteristic of all civilizations ويعرف قاموس مريام وبيستر “Civilization " اي الحضارة واحيانا تترجم "المدنية" كالاتي: . a relatively high level of cultural and technological development; specifically : the stage of cultural development at which writing and the keeping of written records is attained b : the culture characteristic of a particular time or place 2 : the process of becoming civilized 3 a : refinement of thought, manners, or taste b : a situation of urban comfort ونفس القاموس يعرف “Culture”اي الثقافة كالاتي: 1 : CULTIVATION, TILLAGE 2 : the act of developing the intellectual and moral faculties especially by education 3 : expert care and training 4 a : enlightenment and excellence of taste acquired by intellectual and aesthetic training b : acquaintance with and taste in fine arts, humanities, and broad aspects of science as distinguished from vocational and technical skills 5 a : the integrated pattern of human knowledge, belief, and behavior that depends upon man's capacity for learning and transmitting knowledge to succeeding generations b : the customary beliefs, social forms, and material traits of a racial, religious, or social group c : the set of shared attitudes, values, goals, and practices that characterizes a company or corporation 6 : cultivation of living material in prepared nutrient media; also : a product of such cultivation في كل كتاباته الاولى لم يقم الاستاذ محمود محمد طه بتعريف كلمة " مدنية" رغم انها تمثل عصب فكره البديل . لكن في حديثه عنها اي المدنية , نجده يعرفها احيانا على اساس مادي و واحيانا اخرى على اساس روحي. وهنا بعض المقتطفات من حديثه حول " المدنية" , وبالتحديد " المدنية الغربية" واول راي عن المدنية الغربية ورد في اول كتاب للاستاذ, وهو " السفر الاول " وفيه يلخص رايه في المدنية الغربية حين يقول : .". فهي مدنية مادية ، صناعية ، آلية ، وقد أعلنت إفلاسها ، وعجزها ، عن إسعاد الإنسان ، لأنها كفرت بالله ، و بالإنسان" " وايضا ورد في كتاب " التحدي الذي يواجه العرب" صفحة 19 الاتي : ا " وتوحيد البشرية عن طريق الفكر - وليس هناك من طريق سواه - يتطلب مدنية تعطي منزلة الشرف للفكر ، وما هكذا المدنية الغربية الحاضرة : لا في شقها الرأسمالي الغربي ، ولا في شقها الشيوعي الشرقي .. بل إن هذه المدنية الغربية لتقوم أساسا على إنكار الفكر .. فهي مدنية مادية يستوي في ذلك شقها الشيوعي ، مع شقها الرأسمالي ، فليس الاختلاف بين الشيوعية والرأسمالية إلا اختلاف مقدار .. وواضح جدا عند الشيوعية تحقير الفكر وكبت حريته" فالمدنية هنا تعني انها مادية تحقر وتنكر الفكر, اذا هي مزيج من الجانب الروحي والمادي. وفي مكان اخر يقول: .. و رأي هذا الحزب في المدنية الغربية ، هو أنها محاولة إنسانية نحو الكمال .. و هي ككل عمل إنساني خطير ، مزاج بين الهدى و الضلال .. و هي لهذا ، جمة الخير ، جمة الشر .. و شرها أكبر من خيرها .. و هي كذلك بوجه خاص على الشرقي الذي يصرفه بهرجها ، و بريقها ، و زيفها ، عن مجال الخير فيها ، و مظان الرشد منها .. ويرى هذا الحزب : أننا ما ينبغي أن نتقي هذه المدنية ، بكل سبيل ، كما يريد المتزمتون من أبناء الشرق .. و لا ينبغي أن نروج لها ، بكل سبيل ، و نعتنقها ، كما يريد بعض المفتونين ، المتطرفين ، من أبناء الشرق .. و إنما ينبغي أن نتدبرها ، و أن ندرسها ، وأن نتمثل الصالح منها .. هذه المدنية تضل و تخطئ ، من حيث تنعدم فيها معايير القيم ، وتنحط فيها إعتبارات الأفكار المجردة .. فليس شئ لديها ببالغ فتيلاً إذا لم يكن ذا نفع مادي ، يخضع لنظام العدد ، والرصد .. فهي مدنية مادية ، صناعية ، آلية ، وقد أعلنت إفلاسها ، وعجزها ، عن إسعاد الإنسان ، لأنها كفرت بالله ، و بالإنسان" فهنا المدنية تعرف على اساس انها "مادية , صناعية, الية, ومعدومة القيم والافكار المجردة تعتبر منحطة بالنسبة اليها". ويقول ايضا: "الحزب الجمهورى دعوة الى مدنية جديدة تخلف المدنية الغربية المادية الحاضرة التى اعلنت افلاسها بلسان الحديد والنار فى هذه الحروب الطواحن التى محقت الارزاق" في هذا المقطع ينظر الى "المدنية" باعتبارها " مادية وتسعى الى المادية بجميع الوسائل بما فيها الحرب. وعلى نفس المنوال المناهض للمدنية الغربية المادية المشعلة للحروب, يقول في مقطع اخر :
"وهذه المدنية الغربية الآلية الحاضرة قد بلغت نهاية تطورها، وقد فشلت فشلا نهائيا وظاهرا في أن تنظم حياة المجتمع البشري المعاصر، وآية هذا الفشل أن مجتمع ما بعد الحرب العالمية الثانية لم يذق الاستقرار الذي ذاقه مجتمع ما بعد الحرب العالمية الأولى، حين كانت هذه المدنية الغربية لا تزال غنية بأفانين الحلول لمشاكل ذلك المجتمع، فقد كان المنتصر في الحرب العالمية الأولى منتصرا في السلام أيضا، وقد كان بذلك قادرا على تنظيم المجتمع العالمي يومئذ، بصورة من الصور، مهما يكن عيبها، فقد كانت كافية لتحقيق نزع السلاح، ولو إلى مدى، والى حين، وكانت كافية لتحقيق لون من الاستقرار. وأما المنتصر في الحرب العالمية الثانية، وهو بريطانيا، فقد أصبح منهزما في السلام الذي أعقبها، وان أردت الدقة فقل، لم يكن في الحرب العالمية الثانية منتصر ومنهزم، وإنما أصبح الجميع في مركب واحد، تلفهم الحيرة في جناحها الأسود، وها قد انقضى على نهاية الحرب نيف وعشرون عاما، ولا تزال البشرية من خوف الحرب في حرب، فهي تتحدث عن السلام، وتنفق على التسلح أضعاف ما تنفق على مرافق التعمير وما ذاك إلا لأنها لا. تعرف طريقا إلى السلام إلا طريقا يقوم على تخويف العدو من عواقب المجازفة بإشعال نار الحرب." ثم يوضح سبب فشل "المدنية الغربية" حين يقول: " وسبب فشل المدنية الغربية الآلية الحاضرة في تنظيم المجتمع الحاضر هو أنها بلغت نهاية تطورها المادي الصرف، في هذه المرحلة الحاسمة، من مراحل تحولات المجتمع البشري المعاصر، وأصبحت تفتقر إلى عنصر جديد تشفع به عنصرها القديم، وتلقحه به، وتزيد بذلك من طاقتها على التطور، ومن مقدرتها على مواكبة، وتوجيه حيوية المجتمع الحديث." اذن المدنية الغربية تفتقر الى العنصر الروحي كما هو واضح من سياق الحديث. ولهذا فالاستاذ محمود محمد طه يرى ان للمدنية عنصرين كما قال قبل ذلك وهما : العنصر المادي والعنصر الروحي. ولفشل تلك المدينة المادية يدعو الخطاب المحمودي الى "مدنية" جديدة . ولكن ما هي عناصر تلك المدنية الجديدة؟؟ هي مدنية "، تؤلف بين القيم الروحية وطبائع الوجود المادى تأليفا متناسقا مبرأ على السواء من تفريط المادية الغربية". اي ان المدنية الجديدة تتكون ايضا من عنصرين : العنصر المادي والعنصر الروحي. اذا مازال الاستاذ محمود يرى " المدنية" كمركب من المادي والروحي.
ولهذا يرى ان " المدنية " البديلة التي يدعو اليها الحزب الجمهوري هي التي ستضيف العنصر الثاني المفقود في " المدنية" الغربية المادية الاحادية , حين يقول: ". . و يعتقد الحزب الجمهوري أن الشرق ، عامة ، و السودان ، خاصة ، يمكنهما أن يضيفا عنصراً إلى المدنية الغربية هي في أمس الحاجة إليه ، و ذلك هو العنصر الروحي . "
ولكن ما هي المدنية الجديدة؟ "والحق أن الفلسفة الاجتماعية التى تقوم عليها تلك المدنية الجديدة ، ديمقراطية اشتراكية "
ودستور هذه المدنية الجديدة "القرآن" الذى تقدم بحل المسألة التاريخية التى اعيت حكمة الفلاسفة: مسالة التوفيق بين حاجة الفرد الى الحرية الفردية المطلقة وحاجة الجماعة الى العدالة الاجتماعية الشاملة .. وسمة هذه المدنية الجديدة: الانسانية
هذا هو إيمان الحزب الجمهوري بالشرق ، و بالسودان ، و ذلك هو رايه في المدنية الغربية ، ثم يخلص الى الراي الاتي من خلال الاجابة على السؤال التالي: هل المدنية هي الأخلاق؟؟ هي كذلك، من غير أدنى ريب!! وأما الحضارة فهي ارتفاق الحي بالوسائل التي تزيد من طلاوة الحياة، ومن طراوتها.. فكأن الحضارة هي التقدم المادي، فإذا كان الرجل يملك عربة فارهة، ومنزلا جميلا، وأثاثا أنيقا، فهو رجل متحضر، فإذا كان قد حصل على هذه الوسائل بتفريط في حريته فهو ليس متمدنا، وان كان متحضرا، وانه لمن دقائق التمييز أن نتفطن إلى أن الرجل قد يكون متحضرا، وهو ليس متمدنا، وهذا كثير، وأنه قد يكون متمدنا، وهو ليس بمتحضر، وهذا قليل، والكمال في أن يكون الرجل متحضرا متمدنا في آن. وهو ما نتطلع إليه منذ اليوم."
المدنية الغربية:
على هذا الفهم الدقيق، فان المدنية الغربية الحاضرة ليست مدنية، وإنما هي حضارة، وهي ليست مدنية لأن موازين القيم فيها قد اختلت، فتقدمت الوسيلة وتأخرت الغاية. ولقد ورد في (( رسالة الصلاة)) قولنا (( إن المدنية الغربية الآلية الحاضرة عملة ذات وجهين: وجه حسن مشرق الحسن، ووجه دميم. فأما وجهها الحسن فهو اقتدارها في ميدان الكشوف العلمية، حيث أخذت تطوع القوى المادية لإخصاب الحياة البشرية، وتستخدم الآلة لعون الإنسان: وأما وجهها الدميم، فهو عجزها عن السعي الرشيد إلى تحقيق السلام، وقد جعلها هذا العجز تعمل للحرب، وتنفق على وسايل الدمار أضعاف ما تعمل للسلام، وأضعاف ما تنفق على مرافق التعمير .. فالوجه الدميم من المدنية الغربية الآلية الحاضرة هو فكرتها الاجتماعية، وقصور هذه الفكرة عن التوفيق بين حاجة الفرد وحاجة الجماعة .. حاجة الفرد إلى الحرية الفردية المطلقة، وحاجة الجماعة إلى العدالة الاجتماعية الشاملة، وفي الحق ان العجز عن التوفيق بين هاتين الحاجتين: حاجة الفرد ، وحاجة الجماعة، ظل آفة التفكير الاجتماعي في جميع عصور الفكر البشري. وهذا التوفيق هو إلى اليوم القمة التي بالقياس إليها يظهر العجز الفاضح، في فلسفة الفلاسفة، وفكر المفكرين، ويمكن القول بأن فضيلة الإسلام لا تظهر، بصورة يقصر عنها تطاول كل متطاول، إلا حين ترتفع المقارنة بينه وبين المذاهب الأخرى إلى هذه القمة الشماء.)) هذا ما قلناه في (( رسالة الصلاة)) يومئذ، ونقول اليوم أن من آيات اختلال موازين القيم في هذه المدنية الغربية المادية، أن الشيوعية الروسية أعطت اعتبارا للمجتمع، وهو وسيلة، فوق ما أعطت الفرد، وهو غاية وان الاشتراكية فيها تقوم على حساب الحرية الجماعية، وعلى حساب الحرية الفردية، وليست الرأسمالية في الغرب بأحسن حالا، في هذا الباب، من الشيوعية الروسية."
في النص اعلاه يعرف الاستاذ المدنية الغربية بالاستناد الى انها ليست مدنية , ولم يقم بنقد مفهومه الاساس لها في كل كتاباته السابقة . وهذا يقودنا الى ما لاحظناه سلفا ان الخطاب المحمودي لا يتبع الطريقة الاكاديمية في البحث , والا لكان نقد استخدامه الخاطئ –حسب مفهومه الجديد- لمصطلح المدنية الغربية , ومصطلح المدنية بشكل عام . ولا يحيلن الخطاب المحمودي الى ايه نصوص سابقة عليه استند اليها في تصحيح مفهومه الخاطئ للمدينة الغربية والذي درج على استخدامه في كل نصوصه السابقة ل"الرسالة الثانية الثانية للاسلام" . ويقول في "الرسالة الثانية للاسلام ": " عندما استعلن النور الإلهي بمحمد الأمي من جبال مكة في القرن السابع الميلادي، أشرقت شمس مدنية جديدة، بها ارتفعت القيمة البشرية إلى قمة لم يسبق لها ضريب في تاريخ البشرية. ولقد قامت تلك المدنية الإنسانية الجديدة على أنقاض المدنية المادية الرومانية في الغرب، وعلى أنقاض المدنية المادية الفارسية في الشرق، ولقد بلغت هذه المدنية الإنسانية الجديدة أوجها ، من الناحية النظرية على الأقل، غداة أنزل الله تعالى على نبيه الآية التي صدرنا بها هذا السفر، وهي قوله تعالى (( اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينا.)) وذلك في نهاية الثلث الأول من القرن السابع، ثم ان النبي لم يلبث أن التحق بربه، فانثلمت بذلك قمة هرم هذه المدنية الإنسانية الجديدة، ومن أبلغ ما بلغنا في ذلك عبارة أحد الأصحاب حين قال، (( ما كدنا ننفض أيدينا من تراب قبر رسول الله حتى أنكرنا قلوبنا)) وظهر صدق هذه العبارة عمليا في أخريات خلافة عثمان، مما انتهى إلى ما يعرف في التاريخ الإسلامي بالفتنة الكبرى. وهذه المدنية الإنسانية الجديدة، التي عاش محمد في أوجها، والتي انحسرت قمة موجتها بهذه السرعة المذهلة لدى موت محمد، كما جاء في عبارة أحد أصحابه، ما زالت قمتها تطمئن، وقاعدتها تتسع، حتى عادت مدنية مادية تشبه، من بعض الوجوه، المدنية الرومانية، والمدنية الفارسية، اللتين أسلفنا القول بأن مدنية الإسلام قامت على أنقاضهما. يقولون ان التاريخ يعيد نفسه، وهذا حق، ولكنه ليس كل الحق، ذلك بأن التاريخ لا يعيد نفسه بصورة واحدة، وإنما يعيدها بصورة تشبه من بعض الوجوه، وتختلف من بعضها، عما كان عليه الأمر في سابقه، فالمكان ليس كرويا، ولا الزمان، تبعا لذلك، بكروي، وإنما هما لولبيان، يسيران من قاعدة إلى قمة، تشبه فيهما نهاية الحلقة بدايتها، ولا تشبهها. وكما أن الزمان، على كوكبنا هذا، يسير على رجلين، من ليل ونهار - ظلام ونور - وكما أن الإنسان يمشي على رجلين من شمال ويمين، فكذلك الحياة تتطور على رجلين من مادة وروح.. وعندما يقدم المجتمع البشري، في ترقيه، رجل المادة، ويثبتها، ويعتمد عليها، يكون في حالة تهيؤ ليقدم رجل الروح، وهو لا بد مقدمها، (( كان على ربك حتما مقضيا.)) ذلك بأن تقدم الحياة لا يقف إطلاقا، ولا يتأخر، ولا يكرر نفسه، وإنما يسير قدما في مدارج مراقيه، حيث تطلب الحياة أن تكون كاملة في الصور، كما هي كاملة في الجوهر. وهيهات!! أو قل ان سير الحياة، في مراقيها، كسير الموجه ، فهي لا تنفك بين سفح وقمة، وهي عندما تكون في السفح إنما تحتشد لتقفز إلى القمة، وإنما يمثل السفح التقدم المادي للمجتمع البشري، وتمثل القمة تقدمه الروحي، والذين لا يرون صورة سير المجتمع مكتملة، وإنما يرونها بالتفاريق، ينعون عليه تقدمه المادي، ولا يعتبرونه إلا انحطاطا، ويحسبونه رجسا من عمل الشيطان، والله هو المسير الحياة إليه، على هذين الرجلين، من المادة والروح. وفي الحق، انه لدى التوحيد، إنما المادة والروح شئ واحد، ولا يقع بينهما اختلاف نوع، وان وقع بينهما اختلاف المقدار. " على هذا الفهم الدقيق، فان المدنية الغربية الحاضرة ليست مدنية، وإنما هي حضارة، وهي ليست مدنية لأن موازين القيم فيها قد اختلت، فتقدمت الوسيلة وتأخرت الغاية هنا نرى تناقضا عجيبا فهو يتحدث عن المدنية الغربية , ولكنه ينفى ان تكون تلك المدنية مدنية , وهو المصطلح الذي ظل يذكره دوما في حديثه عن المدنية الغربية. وها هو الان يسميها حضارة وليس من مصطلح غربي غير Culture والذي يقابل مصطلح مدنية الذي كان يصر علي استخدامه وهو يقابل مصطلح Civilization وهي الترجمة الانجليزية التي اعتمدها القسم الانجليزي في موقع الفكرة . وكنا نامل في الحصول على ترجمة الدكتور عبدالله النعيم للرسالة الثانية كي نرى كي ترجم مصطلحي المدنية والحضارة . وفي راينا ان استخدام مصطلحي المدنية والحضارة للاشارة لمفهومين مختلفين غير موفق . ففي زمن الاستاذ كان مصطلحا الحضارة والمدنية يحملان نفس المفهوم . والدليل على ذلك ان كتب التاريخ في ذلك الوقت كانت تتحدث عن المدنيات القديمة والحديثة في اشارة واضحة للحضارات . ونرى ان الاستاذ لم يستخدم مصطلح الثقافة كترجمة ل , لانه فهم الثقافة ضمن المفهوم القاموسي والذي يركز على التشذيب والتهذيب . وفي ذلك مجافاه للاستخدام السائد لمصطلح الثقافة . وذلك يرجعنا الى مقولتنا الاساسية وهي ان الاستاذ عموما لا يتبنى اساليب البحث الاكاديمي في كتاباته. والمرات القليلة التي حاول فيها تاسيس مفاهيمه كما في مسالة الثقافة لجا الى القاموس كمرجعية له, او لجا الى المفهوم المتداول بين ما يسميهم هو في مقام اخر بالعامة. الحضارة الغربية واغتراب الانسان ان دعوتنا هذه انما هى لمدنية جديدة ، تخلف المدنية الغربية الحالية ، المنقسمة بين النظام الراسمالى والشيوعى ، والتى ظهر قصورها عمليا عن حل مشكلة الانسان اليوم ، فقد برعت وافتنت فى صنع الآلة ، وانجزت انجازا كبير ، فى المجال المادى ، والتقنى هنا يفهم الاستاذ " المدنية الغربية" باعتبارها منقسمة في ذلك الزمن بين القطبين العالميين ولهذا يرى ان الحل وسطي بينهما وفي النص التالي يواصل الاستاذ حديثه عن مادية المدنية الغربية , ومازقها العديدة قائلا :
الازمات تجتاح العالم ومشكلة الانسان المعاصر هى لدى التمادى ، مشكلة المجتمع اليوم ، فمع اقتدار الحضارة الغربية ، فى ميدان تطويع القوى المادية ، لاخصاب الحياة البشرية ، واستخدام الآلة لعون الانسان ، فقد عجزت عن تحقيق السلام . والسلام هو حاجة البشرية اليوم وهو فى ذلك حاجة حياة او موت ذلك بان تقدم المواصلات الحديثة ، قد جعل هذا الكوكب اضيق من ان تعيش فيه بشرية ، متنافرة ، متحاربة فيما بينها. بل ان اختراع وسائل الحرب والدمار الرهيبة ، قد وضع الانسانية امام احد طريقين ، اما السلام واما الدمار والفناء .. والحضارة الحالية وبفلسفتها الاجتماعية مع فشلها فى تحقيق السلام ، فانها ايضا تقف عاجزة امام الازمات المتلاحقة فى العالم ، وعلى قمتها ازمة الاقتصاد العالمى ، التي أبرزت تناقضات النظام الرأسمالي والشيوعي .. وظهرت في الموجة الحادة من التضخم والغلاء ، التي تجتاح العالم ، والتي يعاني منها الناس جميعا ، اشد المعاناة ، وفي أزمة النظام النقدي العالمي ، الذي يعاني من عدم الإستقرار " النص الوارد اعلاه يعكس-ايضا اضفة لما ذكرنا - تنبه الاستاذ الى المراحل الاولية في العولمة , لكنه لم يطور ذلك , والا لكان توصل الى رسالة ثالثة , لكن ذلك كان سيفضي الى انهيار فكرته الثنائية حول مرحلتين . وتلك الثنائية توحي او بالاصح ترى ان الرسالة الثانية تمثل الحل الامثل لما يمكن ان نطلق عليه " نهاية التاريخ" وقد كان الاستاذ يرى ضمنا انه "رسول الرسالة الثانية", و لكنه تراجع عن ذلك نتيجة الضغط الذي مارسته الجماعات السلفية عليه .
من هنا نخلص الى ان الاستاذ محمود مترجرج في استخدامه لمصطلح المدنية , كما انه – نتيجة لعدم تقيده بشروط البحث الاكاديمي – لم يقوم التطور التاريخي لاستخدامه للمصطلح , ولم يابه حتى بالتناقضات التي ترافقت مع استخدامه للمصطلح,
كما ان الاستاذ قصر الجانب الروحي على الاخلاق فقط , ولم يتبنى الاستخدام العريض للمسالة الانسانية الروحية باعتبارها تشمل الفنون كلها والطقوس والعادات والتقاليد وطريقة اللباس والاكل والشرب وغيرها من التقاليد
وهذا ما يؤكد اكثر ان الاستاذ غير معني بالتراكم العلمي او انه يفهمه بطريقة خاطئة
وهذا ما يحتاج الى بحث اكثر
المشاء [/BOLD
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
عزيزي قصي سلام احسست انك غير متابع للبوست وانك اتيت من حيث انتهت علاقتك به الامر الان اصبح يتعلق بمسالة البدائية وقد قدمت دليلي و لم يعلق اي احد من المعترضين عليه كما تحدثنا عن امور اخرى جديدة مثل ظاهرة "المشاريع الكونية الرسالية السوداينة" ونحن نعتقد انه لم يسبقنا احد في التنبه الى تلك الظاهرة
وبنفس المستوى ندعي اننا اول من حاول ان يقارب الخطاب المحمودي استنادا على المقاربات النقدية الحديثة ونحن الان في بداياتنا , لكننا نامل ان يسود هذا النهج بحيث تتبناه الاجيال النقدية الصاعدة اما عن حديثك عن تناقضنا , فامر مثل ما تقول محسوم بمنهجنا وغايته هي تطبيق المقاربات الجديدة على الخطاب المحمودي ومن امثلته : التناص وسلطة الخطاب وما اقترحناه ليس امرا سهلا فهو يتطلب مختصين في مجالات شتى فنحن نحتاج لبحث تناص الخطاب المحمودي مع مصطلحا ت مثل: الديمقراطية, الاشتراكية , الجمهورية , الفيدرالية , اللاوعي, الاشتراكية العلمية , الثورة الثقافية وغيرها من المصطلحات التي اخذها الاستاذ من الخطاب الغربي ولم يشر الى ذلك وكذلك نحتاج الى متخصصين في الخطاب الصوفي مثلا كي نحدد درجة تناص الخطاب المحمودي مع ذلك الخطاب الصوفي ارجو اخي قصي ان تتمعن في مفهومنا حول التناص ونحن نعتقد بحسب ما توصلنا اليه حول نتاص الخطاب المحمودي مع مصطلحي " المدنية" و" الحضارة" , انه الى حد كبير التزم بمفهوم "المدنية" لكنه نكث عن ذلك حين استخدم مصطلح الحضارة بدون اي نقد لذلك اما اذا كنت تعتقد ان الاستاذ كان "اصيلا " في استخدامه لمصطلحي "المدنية " و"الحضارة " باعتبار انه كان مخالفا للمصطلح السائد , فهذا حقيقة , خطر على بالنا في اخر مداخلة لنا حين تحد ثنا عن " "وهذا ما يؤكد اكثر ان الاستاذ غير معني بالتراكم العلمي او انه يفهمه بطريقة خاطئة
وهذا ما يحتاج الى بحث اكثر" فاذا كنت عزيزي قصي تصر على ان استخدام الاستاذ لمصطلحي المدنية والحضارة اصيل بمعنى مخالفته للسائد في الحقل العلمي , فاسمح لي ان اخالفك الراي استنادا على نظرية التناص التي تنبناها فاذا كان الاستاذ كان يعتقد ان مصطلحي المدنية والحضارة بالفهم المتداول انذاك لا يتيحان له التعبير عما يريد ان يقوله , فكان عليه ان ينحت مصطلحات جديدة تتوافق مع ما يريد ان يعبر عنه , اما ان يستخدم نفس المصطلحات السائدة بطريقة تختلف عن السائد بدون الاشارة الى وتسبيب ذلك , فهذا يسمى في نظرية "التناص" بالقراءة الخاطئة
عموما ارجو اخي قصي ان تتامل اكثر في ما اقترحناه يخصوص " التناص" و" سلطة الخطاب" ودمت المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
عزيزي قصي سلام احسست انك غير متابع للبوست وانك اتيت من حيث انتهت علاقتك به الامر الان اصبح يتعلق بمسالة البدائية وقد قدمت دليلي و لم يعلق اي احد من المعترضين عليه كما تحدثنا عن امور اخرى جديدة مثل ظاهرة "المشاريع الكونية الرسالية السودانية" ونحن نعتقد انه لم يسبقنا احد في التنبيه الى تلك الظاهرة
وبنفس المستوى ندعي اننا اول من حاول ان يقارب الخطاب المحمودي استنادا على المقاربات النقدية الحديثة ونحن الان في بداياتنا ,
لكننا نامل ان يسود هذا النهج بحيث تتبناه الاجيال النقدية الصاعدة اما عن حديثك عن تناقضنا , فامر مثل ما تقول محسوم بمنهجنا وغايته هي تطبيق المقاربات الجديدة على الخطاب المحمودي ومن امثلته : التناص وسلطة الخطاب وما اقترحناه ليس امرا سهلا فهو يتطلب مختصين في مجالات شتى
فنحن نحتاج لبحث تناص الخطاب المحمودي مع مصطلحا ت مثل:
الديمقراطية, الاشتراكية , الجمهورية , الفيدرالية , اللاوعي, الاشتراكية
العلمية , الثورة الثقافية وغيرها من المصطلحات التي اخذها الاستاذ من الخطاب الغربي ولم يشر الى ذلك
وكذلك نحتاج الى متخصصين في الخطاب الصوفي مثلا كي نحدد درجة تناص الخطاب المحمودي مع ذلك الخطاب الصوفي ارجو اخي قصي ان تتمعن في مفهومنا حول التناص
ونحن نعتقد بحسب ما توصلنا اليه حول نتاص الخطاب المحمودي مع مصطلحي " المدنية" و" الحضارة" , انه الى حد كبير التزم بمفهوم "المدنية" لكنه نكث عن ذلك حين استخدم مصطلح الحضارة بدون اي نقد لذلك
اما اذا كنت تعتقد ان الاستاذ كان "اصيلا " في استخدامه لمصطلحي "المدنية " و"الحضارة " باعتبار انه كان مخالفا للمصطلح السائد ,
فهذا حقيقة , خطر على بالنا في اخر مداخلة لنا حين تحد ثنا عن " "وهذا ما يؤكد اكثر ان الاستاذ غير معني بالتراكم العلمي او انه يفهمه بطريقة خاطئة
وهذا ما يحتاج الى بحث اكثر"
فاذا كنت عزيزي قصي تصر على ان استخدام الاستاذ لمصطلحي المدنية والحضارة اصيل بمعنى مخالفته للسائد في الحقل العلمي , فاسمح لي ان اخالفك الراي استنادا على نظرية التناص التي نتبناها
فاذا كان الاستاذ كان يعتقد ان مصطلحي المدنية والحضارة بالفهم المتداول انذاك لا يتيحان له التعبير عما يريد ان يقوله , فكان عليه ان ينحت مصطلحات جديدة تتوافق مع ما يريد ان يعبر عنه .
اما ان يستخدم نفس المصطلحات السائدة بطريقة تختلف عن السائد بدون الاشارة الى وتسبيب ذلك , فهذا يسمى في نظرية "التناص" بالقراءة الخاطئة
عموما ارجو اخي قصي ان تتامل اكثر في ما اقترحناه يخصوص " التناص" و" سلطة الخطاب"
ودمت
المشاء
(عدل بواسطة osama elkhawad on 06-06-2004, 04:25 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
الأخ الأستاذ أسامة الخواض تحيتي ومحبتي أرجو أن أحمد لك محاولتك الهادئة لنقد الفكرة الجمهورية رغم اعتراضي الشديد على منهجك الذي أعتقد أنه صورة "مودرن" للمنهج الفقهي الديني في معارضة الفكرة الجمهوريةلأنك تحرم فكرة أصيلة كالفكرة الجمهورية من حرية اعادة تعريف المصطلحات وتحميلها أبعادا يمكن توظيفها في تحقيق أهدافهابنفس الصورة التي اعترض بها الفقهاء على محاولة الأستاذ لفهم النص القراني فهما جديدا.كما وأنني لم أفهم سبب تجنبك الرد على ما ورد في مساهمتي من الحديث عن درجات التأثر بالخطاب السائد وعلاقة ذلك باستخدام المصطلحات وخاصة مصطلح البدائية. وبما أنني لا أجد الوقت الكافي الان للرد على المساهمة الطويلة في الرد على فأرجو أن استمحيك عذرا في تأجيل الرد عليك بصورة مفصلة في الأيام القادمة ان شاء الله. أحمد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي" (Re: osama elkhawad)
|
الاخوة والاخوات الكرام رواد هذا الخيط هذه محاولة أخيرة مني للتعرض لمفهوم "البدائية" والذي حاول الأخ اسامة أن يقنعنا بأن الأستاذ محمود محمد طه استعمله متأثرا بالخطاب الاستعماري حيث جاء على لسانه في افتتاحية هذا الخيط قوله:
Quote: مفهوم البدائية كان من المصطلحات المتداولة عندما كتب المفكر محمود محمد طه كتابه "اسس دستور السودان " وكان للمصطلح معان عديدة ومن ضمنها انه يعادل النقيض لمفهوم الحضارة او المدنية مثلما تم تبنيه في الخطاب الانثروبولوجي الكولونيالي. |
أكثر من ذلك فقد وصف الأخ اسامة نظرة الأستاذ محمود للشعب السوداني بالاستعلائية وقال عن هذه النظرة:
Quote: هذه النظرة الاستعلائية تجاه الشعب السوداني كانت سائدة عند معظم الخريجين في فترة الخمسينات و الاربعينات |
ورغم ضعف الحجج التي أثارها الأخ اسامة في اثبات هذه الفرضيات المرتجلة ، فهو لم يحاول أن يقف عند الردود التي سيقت لتظهر له عكس ما ذهب اليه، خاصة ما أورده الأخ الدكتور النور حمد حينما رد عليه قائلا:
Quote: وأول ما أحب الإشارة إليه في شأن هذه النصوص، أنها كتبت في مواجهة ما كان يعتقده غالبية السياسيين السودانيين، من أن دعوة الحزب الجمهوري، إلى إقامة جمهورية سودانية ـ وقد كانت الدعوة الوحيدة من نوعها، وقتها ـ دعوة سابقة لوقتها، وغير عملية. فجماعة الأشقاء، كما هو معروف، قد كانت تدعو للوحدة مع مصر تحت التاج المصري، في حين كان جماعة الأمة يرفعون شعار "السودان للسودانيين" ليقيموا حكما ملكيا، يكون تاجه على رأس السيد عبد الرحمن، تحت الرعاية البريطانية. وقد كانت دفوع كل من جماعة الأشقاء، وجماعة حزب الأمة أن السودانيين شعب بدائي، وليسوا في مستوى النظام الجمهوري. ولذلك، فإن الذين يدعون لـ "جمهورية سودانية"، ليسوا سوى مجرد مثاليين، حالمين. معرفة المناخ السياسي الذي كتبت فيه هذه النصوص، وهي السنوات القليلة، التي سبقت نيل الإستقلال، إضافة إلى معرفة نوع الحجج التي كانت تساق، وقتها، من جانب الأشقاء، وحزب الأمة، من أجل استبعاد الخيار الجمهوري، وأقامة نظام ملكي، أو شبه ملكي، في السودان، تمثل في مجموعها، أمورا ضرورية جدا، لابد من أستصحابهما، عند مقاربة هذه النصوص. في كتابه "أسس دستور السودان"، الذي خرج في النصف الأول من الخمسينات، وقبل خروج الإنجليز، بسنتين، دعا الأستاذ محمود إلى إقامة جمهورية، سودانية، ديمقراطية فيدرالية. والنصوص التي أوردها الأخ اسامة، فصدت إلى تفنيد حجج "بدائية" الشعب السوداني، التي كانت مرفوعة، من جانب النخب المتعلمة في حزبي الأمة والأشقاء، في وجه الجمهوريين، الذي كانوا يدعون لكي يصبح السودان جمهورية، يمارس شعبها نظاما ديمقراطيا تعدديا. وكل الحجج التي ساقها الأستاذ محمود في النصوص التي أوردها، الأخ اسامة الخواض، تؤكد على ضرورة أعطاء الشعب حق الممارسة، ليتعلم منها بالتجربة العملية. وألا يكون هناك وصي عليه، يخبره بقدوم اللحظة، وتحقق الشروط التي بها يستحق إقامة نظام جمهوري. فالأستاذ محمود كان يرى أن يوضع الشعب أمام مشاكله، رغم حالة التخلف، التي تحيط به، ليتعلم بالممارسة. |
فبدلا من مواجهة هذا الفهم وهذه المواقف قرر الأخ اسامة أن يبحر ضد نصوص التاريخ التي سجلت أفكار ومواقف الأستاذ محمود عن رأيه في الشعب السوداني وفي نوعية الحكم الذي يستحقه (بعكس ما كان يريد له المستعمر) .. ولا أجد بدا من سرد حادثة كان لها الأثر الكبير في تغيير مسار تاريخ السودان الحديث .. تلك الحادثة هي "ثورة رفاعة" الشهيرة اذ أنها تظهر وبصورة لا يغالط فيها الا مكابر أن الاستاذ محمود ورفاقه كانوا أكثر الناس وعيا بخفاياالخطاب الاستعمارى ومنذ وقت مبكر واتخذوا مواقفهم في مواجهته بصورة سافرة وقوية وفقا لذلك الوعي ولذلك لا يعقل أن يوصف بأنه وقع ضحية لتأثير نفس الخطاب (الاستعماري) في منتصف الخمسينات بعد أن آذن الاستعمار نفسه بزوال .. فأرجو أن تتابعوا معى سردا لأحداث ثورة رفاعة من كتاب "معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية 1945-1975" حتى تحكموا بأنفسكم .. فقد جاء فيه الآتي:
في أوائل عام 1946م وقد انتظمت البلاد حماسة الوطنية وتكثف النشاط السياسي .. في هذا الوقت الذي تهيأت فيه دولتا الحكم الثنائي مصر وبريطانيا لعقد مفاوضات صدقي – استانسجيت بشأن مصر والسودان ، وفي الوقت الذي علا فيه صوت السودانيين بالمطالبة بالاستقلال ، في تلك الساعة ، سن الانجليز قانون الخفاض الفرعوني ، وتشددوا في تطبيقه .. ولماكانت عادة الخفاض الفرعوني عادة متأصلة في المجتمع السوداني ، وهي مرتبطة في الأذهان أشد الأرتباط بالعرض والشرف ، كان المنتظر بداهة ، لدى الأنجليز ، أن يقاوم السوداينون هذا القانون بأشد من مقاومتهم للأستعمار نفسه ، وذلك للحساسية المرتبطة بهذا القانون .. وعندما يقع رد الفعل بهذه الصورة ، يسهل عليهم أن يصوروا للعالم بأن الشعب السوداني شعب متخلف ، همجي ، وهو ، من ثم ، لم يتأهل بعد للأستقلال – هذا ما أراده الانجليز فعلا ، من وراء سن قانون الخفاض الفرعوني الذي لم يدفعهم اليه حرصهم على المرأة السودانية ، وعطفهم على السودانيين .. فانخدع بذلك كثير من المثقفين ولم يفطن لهذه الخدعة ، وهذه الأهانة التي تلحق بالمرأة السودانية ، وبالرجل السوداني من تطبيق هذا لقانون ، الا الجمهوريون فهبوا الى محاربته من هذا المنطلق ، فحسبهم بعض المثقفين ، جهلا ، مدافعين عن عادة الخفاض الفرعوني الذميمة .. ومادروا انما الأمر دفاع عن كرامة أمة ، أراد أن يهدرها الاستعمار بهذا القانون ..
استثمار المناسبة لقد صمم الجمهوريون على استغلال مناسبة اصدار هذا القانون بتوعية الشعب بكيد الانجليز ، وتصعيد الشعور بالكراهية نحوهم .. صونا لكرامة المرأة السودانية أولا ، وخدمة لقضية الحرية ثانيا .. وقد أصدروا بيانا في أول الأمر ، وأعقبوه بالخطابة ، في المسجد ، وفي الشارع .. وقد كان تحليلهم للقانون ، وتوقعاتهم لما سيترتب عليه ، كلها صحيحه أثبتها الواقع بعد ذلك ..
وهاكم مقتطفات من بيانهم الأول : ((لانريد بكتابنا هذا ، أن نقف موقف المدافع عن الخفاض الفرعوني ، ولانريد أن نتعرّض بالتحليل للظروف التي أوحت به لأهل السوان ، والضرورة التي أبقته بين ظهرانيهم الي يومنا هذا – ولكننا نريد أن نتعرض لمعاملات خاصة ، وأساليب خاصة ، وسنن خاصة سنتها حكومة السودان ، أوقل ، ابتدعتها ابتداعا وأرادتنا أن ننزل على حكم ابتداعها ارغاما)) ((من الآيات الدالّة على سوء القصد ، في هذه الأساليب ، اثارة مسألة الخفاض الفرعوني في هذا الظرف .. وأساليب الدعاية التي طرقتها له ، والطرق التي ارتأتها مناسبة لابطاله ، والقضاء عليه ، ولقد جاءت هذه الآيات دليلا واضحا على التضليل المقرون بسبق الاصرار)) قانون عجيب لاشك في أن مجرد التفكير في الالتجاء الى القانون ، للقضاء على عادة مستأصلة في النفوس تأصل الخفاض الفرعوني دليل قاطع على أن حكومة السودان اما أن يكون قد رسخ في ذهنها أننا شعب تستطيع القوة وحدها أن تثنيه عن كل مبدأ ، أو عقيدة ، أو أن تكون قد أرادت أن تقول للعالم الخارجي أن السودانيين قوم متعنتون ، وأن تعنتهم الذي ألجأنا للقانون لاستئصال عادة الخفاض الفرعوني الهمجية ، هو نفس التعنّت الذي وقف في سبيلنا ، وشل أيدينا عن استعمال الأراضي الواسعة الخصبة في الجنوب والأستفادة من مياه الدندر ، والرهد ، والأتبرا ، والتوسع في التعليم .. هذا من ناحية الالتجاء للقانون .. وأما القانون في ذاته فهو قانون أريد به اذلال النفوس واهدار الكرامة والترويض على النقائص والمهانة .. ((قل لي بربك !! أي رجل يرضى بأن يشتهر بالتجسس على عرض جاره ؟؟ وأي كريم يرضى أن يكون سببا في ارسال بنات جاره ، أو صديقه ، أو عشيره للطبيب للكشف عليهن؟؟ عجبا لكم ياواضعي القانون - أمن العدل ، والقانون أن تستذلونا باسم القانون ؟؟ أومن الرأفة بالفتاة أن تلقوا بكاسيها في أعماق السجون ؟؟ ))
مواجهة عملية كان هذا البيان قد خرج ساعة صدور قانون منع الخفاض في ديسمبر 1945م .. وفي سبتمبر 1946م ظهرت أول آثار القانون التي توقعها بيان الجمهوريين ، فقد اقتيدت الى السجن سيدة سودانية ، في رفاعة ، لأنها خفضت ابنتها ، مخالفة للقانون .. ولقد أهدت تلك الحادثة مواجهة عملية للقانون من الجمهوريين .. فقد ألقى الأستاذ محمود خطبة بمسجد رفاعة جاء فيها : - ((ليس هذا وقت العبادة في الخلاوي ، والزوايا ، أيها الناس ، وانما هو وقت الجهاد .. فمن قصّر عن الجهاد ، وهو قادر عليه ، ألبسه الله ثوب الذل ، وغضب عليه ، ولعنه . أيها الناس : من رأى منكم المظلوم فلم ينصفه ، فلن ينصفه الله من عدو . ومن رأى منكم الذليل فلم ينصره ، فلن ينصره الله على عدو . ألا ان منظر الظلم شنيع ، ألا ان منظر الظلم فظيع .. فمن رأى مظلوما لاينتصف من ظالمه ، ومن رأى ذليلا لاينتصر على مذلّه ، فلم تتحرك فيه نخوة الاسلام ، وشهامة الاسلام الى النصرة ، والمدافعة ، فليس له من الايمان ولاقلامة ظفر)) واستجاب الناس لهذه الخطبة ، وتحركوا من توهم ضد الاستعمار وقانونه المجحف .. ونترك تصوير الأحداث لجريدة الرأي العام التي تابعت تطوراتها : · (( الرأي العام 21/9/46 - نشرنا قبل أيام ، أن السلطات في رفاعة حكمت على امرأة بالسجن تحت قانون منع الخفاض ، لأنها خفضت بنتا ، وأن الجمهور قابل هذا العمل بروح الاستياء العميق واضطرت السلطات الى اطلاق سراح المرأة بضمانة .. وجاءنا اليوم تلغرافيا ، بتوقيع أهالي رفاعة ، أن السلطات عادت فسجنت المرأة ، وعندما علم الجمهور بالأمر خرج من الجامع ، واقتحم السجن ، وأطلقوا سراح المرأة ، ومكث أفراده الذين ملأوا السجن بدلا عنها .. فأمر المفتش بسجن الضامنين ، ولكن الجمهور رفض ذلك أيضا ، وفي منتصف ليلة البارحة اقتحم البوليس منزل المرأة ، وأخذها الى جهة غير معلومة .. فقامت رفاعة بأسرها قاصدة الحصاحيصا ، ومنعت السلطات المعدية من العبور ، وأضربت المدارس ، وأغلق السوق ، وقامت مظاهرة عمومية ، ويحتشد الجمهور الآن بالشاطيء ، وفي كل مكان)) تعليق :- رغم منع السلطات عبور المعدية فان الجمهور عبر بقوارب الصيد .. · ((الرأي العام الأثنين 23/9/46 - وقفنا بالقارئ أمس الأول عند تجمع سكان رفاعة على شاطئ النهر ، ومنع المعدية من العبور .. وقد عبر بعد ذلك فريق من المتظاهرين الى الحصاحيصا ، ومن هناك انضم اليهم خلق كثير من الناس .. فتوجه الجمع الى المركز في مظاهرات واسعة ، وبدأوا في قذف المركز بالطوب وغير ذلك ، فتحطم كثير من الأبواب ، والنوافذ ، واصطدم المتظاهرون بالبوليس الذي عمل جاهدا لتفريق المتظاهرين .. وعلى أثر ذلك ، أمر سعادة مدير الجزيرة بالنيابة باطلاق سراح المرأة السجينة ، فأخذها جمع من الناس وتوجه بها الى منزلها برفاعة)) · (( الرأي العام 25/9/46 - تمّ اعتقال بعض الناس من رفاعة ، والحصاحيصا ، منهم الأستاذ محمود محمد طه ، وشقيقه مختار محمد طه ، فوضعوا في سجون رفاعة ، والحصاحيصا ، ومدني .)) · ((الرأي العام 25/9/46 - اجتمع أعضاء الحزب الجمهوري مساء أمس ، وساروا في موكب اخترق شارع الملك بالخرطوم .. وقد خطب منصور عبد الحميد في احدى المقاهي التي صادفتهم في الطريق ، فاعتقله البوليس للتحقيق - وكان الغرض من الموكب ، والخطبة ، الأحتجاج على اعتقال رئيسه ، والتنديد بقانون الخفاض. )) · ((الرأي العام 27/9/1946 - اعتقل بوليس الخرطوم بحري مساء أمس ذا النون جباره ، وعبد المنعم عبد الماجد عندما ألقيا خطابين أمام السينما الوطنية بالخرطوم بحري .. نددا فيهما بالمجلس الاستشاري ، وقانون الخفاض ، وكبت حرية الرأي والخطابة )) · (( الرأي العام 1/10/1946م بيان رسمي عن الحزب الجمهوري تريد الحكومة أن تؤكد أن الأشخاص الذين قبض عليهم ، في رفاعة ، ثم في الخرطوم ، والخرطوم بحري ، لم يقبض عليهم لآرائهم عن القانون الذي يمنع الخفاض الفرعوني .. فكل شخص له الحق في أن يكون له رأيا خاصا ، وأن يعرب عنه ، بالطريقة المشروعة .. فالاشخاص الذين في رفاعة قبض عليهم لاثارة الشغب ، والذين في الخرطوم والخرطوم بحري ، قبض عليهم لالقاء خطب مثيرة ، علانية ، يحتمل أن تعكر صفاء الهدوء العام ، وأن تثير اخلالا بالأمن .))
اطلاق الرصاص على الجمهور الثائر وفي بيان رسمي آخر عن اعتقال الأستاذ برفاعة ، وثورة الجمهور ، وتحركه لاطلاق سراحه ، واطلاق البوليس الرصاص عليهم جاء مايلي : * ((الرأي العام 7/10/1946 : جاءت قوة كبيرة من البوليس من مدني ، برئاسة مفتش المركز وفي نفس الوقت عسكر خارج رفاعة البلوك الرابع من فرقة الهجانة بقيادة الصاغ أحمد عبد الله حامد الذي دخل الى رفاعة برفقة ضابط سياسي ، وقابل المفتش ، وقمندان البوليس ، ورجع الى مقر فرقته .. واعتقل الأستاذ محمود محمد طه ، وأحضر الى المركز .. وأثر ذلك تحرك جمهور كبير نحو المركز ، وفي الحال نقل الأستاذ محمود الى معسكر البلوك الرابع ، خارج المدينة .. وتحركت فصيلة من البلوك الرابع لتعزيز قوة بوليس مركز رفاعة .. وكان اطلاق الرصاص بأمر مفتش المركز ، عندما رفض الجمهور اطاعة أوامر البوليس المتكررة بأن يتوقفوا عن تقدمهم صوب المركز ، وقد أطلق البوليس دفعة فوق رؤوس الجمهور وهم على بعد 40 ياردة تقريبا من المركز ، ولما لم يقفوا ، أطلقت دفعة أخرى على الأرض أمام أقدامهم ، في وقت كانت فيه مقدمة الجمهور على بعد 25 ياردة من المركز ، ولم يصب غير أربعة أشخاص ، أثنان منهم باصابات بسيطة جدا ، وأما الرابع ، فقد كسرت ساقة كسرا سيئا))
اشتراط مناقشة القانون · (( الرأي العام 10/10/1946 - علمنا أن الأستاذ محمود محمد طه رفض أن يقبل محاميا للدفاع عنه ، وأنه أعلن بأنه لن يدلي بأية أقوال للتحقيق الا على أساس مناقشة قانون منع الخفاض .))
محكامات أحداث رفاعه * (( الرأي العام 21/10/1946 - صدرت أحكام بالسجن بمدد تتراوح بين شهر وسنة على كل من : عباس المكي ، عوض القريض ، أحمد الأمين ، محمد الياس ، الزبير جاد الرب ، عبد العال حسن ، أحمد عثمان ، حمد النيل هاشم ، علي مالك ، محمد الحاج على ، بابكر وقيع الله ، عبد الله حامد الشيخ ، حسن أحمودي ، منصور رجب ، عبدون عجيب - وحكم على "صبي" بالجلد .))
محكمة كبرى بمدني · (( الرأي العام 17/10/1946 – حكمت محكمة كبرى بودمدني برئاسة القاضي أبورنات ، بسنتين سجنا على الأستاذ محمود محمد طه رئيس الحزب الجمهوري ، بتهمة اثارة الشغب في رفاعة .. كما حكم عليه بوضعه تحت المراقبة لمدة سنة أخرى بعد اتمام مدة سجنه .))
محاكمة الجمهوريين بالخرطوم بحري تحت المادة 105 · (( الرأي العام 19/10/1946 – أصدرت محكمة الجنايات حكمها على بعض أعضاء الحزب الجمهوري المتهمين تحت المادة 105 وكانت الأحكام كالآتي : عثمان عمر العتباني 3 شهور سجنا ، سعد صالح عبد القادر ، شهر سجنا ، ذا النون جباره شهر سجنا وكانت المحكمة برئاسة استانلي بيكر ، وعضوية محمد أفندي محمود الشايقي مفتش الخرطوم بحري ، والعمدة عمر كويس .))
صوم الأستاذ لقد كانت أيام الأستاذ بالسجن عامرة بالصيام ، صيام النهار وصيام المواصلة ، ولقد ظنه الناس اضرابا عن الطعام ، على مألوف العادة لدى السجناء السياسيين أحيانا ، وماهو بذاك وقد تواترت الأخبار عنه في الصحف ، واهتم به الناس ، وأشفقوا ولقد كان هذا الصوم من مذكيات روح السخط على الاستعمار .. وقد جاء هذا الخطاب مصححا للأعتقاد الخاطيء عن صوم الأستاذ :- · (( الرأي العام 5/10/1946 حضرة رئيس تحرير الرأي العام .. بالاشارة الى الخبر المنشور في صحيفتكم عن اضراب رئيس الحزب الجمهوري عن الطعام ، أعرفكم أن الأستاذ كان صائما في اليوم الذي أعتقل فيه ، وليس مضربا ، وأنه قد أفطر ليلا .. وقد قابلت ضابط السجن – بوصفي خالا للمعتقل – في يوم وصوله ، وسمح لي بتقديم الطعام اليه في كل يوم .. ومن هذا يتضح أن الأستاذ لم يكن مضربا عن الطعام كما نشر .. وختاما تقبلوا سلامنا . التوم محمد حمزه ))
اغلاق الأندية احتجاجا · (( الرأي العام 24/10/1946 - بهذا اليوم ، أتم الأستاذ محمود محمد طه ، رئيس الحزب الجمهوري السجين ، ستة أيام من صيامه .. وقد أغلقت أمس أندية الخريجين في مدني ، والأندية الرياضية ، احتجاجا على سوء معاملته .. وتتوالى برقيات الحزب الجمهوري ، والمواطنين على السلطات بالاحتجاج .))
كيف تعاملون رئيس حزب بأسوأ من معاملة اللصوص ؟؟ · (( الرأي العام 24/10/1946 من كلمة بعنوان "خواطر" ((وشاءت الحكومة أن تضع الأستاذ محمود محمد طه ، رئيس الحزب الجمهوري ، في الدرجة الثالثة بالسجن ، حيث يلقى المعاملة التي يعامل بها حثالة المجرمين من أحقر طبقات المجتمع .. وكان أن صام الأستاذ محمود ، وأضرب عن تناول الطعام ، والشراب ، منذ أربعة أيام ، احتجاجا على هذه المعاملة القاسية)) .. ((هذا التصرف الغريب من قبل حكومة السودان ، لايقابل من كل السودانيين الا بالاستنكار ، فليس من الأنصاف في شيء ، أن يوضع شخص مثل الأستاذ محمود له مكانته الملحوظة في المجتمع في الدرجة الثالثة بالسجن ، وينال هذه المعاملة القاسية ..))
الشعب السوداني شعب عملاق لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل ، شجاع ، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة ، والشرف ولاينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته ، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا ، في مستواه ، فان المعجزات تجري على يديه ، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده .. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار ، فيما بعد ، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام ))
فهل بعد هذا فرصة لمغرض في أن يتشكك في موقف الأستاذ محمود محمد طه ويصفه بالتأثر بالخطاب "الكولونيالي" ويصف نظرته للشعب السوداني بالنظرة الاستعلائية؟ صدق الشاعر الذي قال: وليس يصح في الإذهان شيئ اذا احتاج النهار الى دليل
عمر
| |
|
|
|
|
|
|
|