كيف نقرأ مجلة «شعر» بعد نصف قرن على صدورها؟ (1 من 2) عبده وازن
كيف نقرأ مجلة «شعر» في الذكرى الخمسين لصدور عددها الأول شتاء العام 1957؟ هل نقرأها كمجلة ما زالت حاضرة في مناخها الحداثي الذي رسخته وعبر القضايا الرئيسية التي أثارتها بجرأة وعمق؟ أم نقرأها كتجربة فريدة باتت تنتمي الى ماضي الحداثة وكحركة جماعية أضحت جزءاً أساسياً من ذاكرة الشعر الحديث؟ اللافت أن مجلة «شعر» لم تغب حتى عن المعترك الشعري الراهن، وما برح الشعراء والنقاد يعودون اليها والى شعرائها والى بياناتها والنظريات التي تبنتها. فالمجلة التي اعادت النظر في الشعر العربي والثقافة العربية لم تكن مجرد منبر شعري التأم حوله شعراء معاصرون، يختلف واحدهم عن الآخر، بل كانت حركة بذاتها، حركة هدم وبناء، حركة تمرد وتأسيس. ولم تكن «شعر» مجلة يوسف الخال الشاعر بل كانت مجلة الشعراء الذين انتموا اليها وشاركوا في معاركها. وإن كان يوسف الخال هو الذي أسسها ووجه حركتها وكتب معظم افتتاحياتها فهو لم يستأثر بها ولم يفرض ظله عليها كما يفعل المؤسسون عادة. ولم تصدر ثلاثة أعداد من المجلة حتى حمل العدد الرابع اسم الشاعر ادونيس سكرتيراً للتحرير. ثم توالت أسماء شوقي أبي شقرا وأنسي الحاج وفؤاد رفقه وسواهم في هيئة التحرير. عندما باشر يوسف الخال في اصدار العدد الأول من مجلته في شتاء العام 1957 لم يعمد الى كتابة افتتاحية يعلن فيها اهداف مشروعه، لكنه اختار مقالة للشاعر الأميركي المعاصر ارشيبولد ماكليش (توفي العام 1982) وجعلها بمثابة الافتتاحية الأولى. ولم يتضح سبب اختيار اسم هذا الشاعر الأميركي خصوصاً أن المجلة لم تقدم لاحقاً أي ترجمات من شعره ولم تكتب عنه أسوة ببعض الشعراء الأميركيين مثل روبرت فروست وولت ويتمان وسواهما. ربما اختار الخال مقالة ماكليش مقدمة للعدد الأول ليتبنى نظرته الى الشعر كأداة وحيدة للمعرفة، وكذلك موقفه السلبي من «الشعر السياسي». الافتتاحية الأولى في مجلة «شعر» لم تظهر إلا بدءاً من العدد الرابع الذي كرس انتماء ادونيس الى المجلة. وكانت الافتتاحية هذه هي البيان الشعري «الرسمي» الأول الذي رسخ الخال فيه منطلقات مشروعه قبل أن تصبح المجلة مجلة جماعية بعيد انضمام بقية الشعراء الى اسرة التحرير. وأصر الخال في افتتاحيته الأولى على منطلقاته التي كان أعلنها في محاضرته سابقاً والتي أصبحت «ثوابت» شبه نهائية يرددها الشاعر كلما تطرق الى مشروعه التحديثي، وينطلق منها في معاركه ومواجهاته. فالشعر كما فهمه الخال هو «تجربة شخصية كيانية فريدة» والتعبير عنها ينبغي أن يتحرر من أسر القوالب التقليدية المو
. التجربة هي الأصل وليس الشكل الا فرعاً، و «التجربة الجديدة تفرض التعبير الحي الجديد» والتعبير الحي هو التفاعل مع روح العصر والبحث عن لغة متطورة. كانت مجلة «شعر» بمثابة الصدمة الأولى في تاريخ الشعر العربي. ولم تكن مواجهة شعرائها الحاسمة للشعر التقليدي والثقافة التقليدية الا انفصالاً عن التاريخ بغية قراءته قراءة نقدية. وأدركت المجلة أهمية المرحلة التي انطلقت خلالها وهي مرحلة الستينات التي سميت مرحلة «التحرر» الشامل. فأعلنت ثورتها ضد كل ما ورثته كحركة من ثوابت ومسلمات جامدة ومتحجرة. وبدت مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالاسئلة والقضايا التي شغلت العصر وخضت العالم العربي، ووجدت في تلك الاسئلة والقضايا حافزاً على التخطي والتجاوز وعلى الانطلاق نحو أفق كياني أعمق وأشمل. لكن مجلة «شعر» لم تسلم من الحملات العدائية التي شنها عليها المثقفون «العروبيون» و «الملتزمون» و «دعاة الوحدة العربية والواقعية الاشتراكية تؤازرهم مجلة «الآداب» التي كانت تمثل التيار العروبي الناصري ومجلة «الثقافة الوطنية» التابعة للحزب الشيوعي اللبناني. وكان لا بد من أن تثير المواقف الثورية التي تبناها يوسف الخال ورفاقه حفيظة هؤلاء المثقفين العروبيين الذين وجدوا في مشروع المجلة حركة مناقضة للمشروع العربي والديموقراطي والوطني الذي نادوا به. تبنت مجلة «شعر» اذاً بعض الثوابت النظرية وانطلقت منها ودأب يوسف ال خال على التذكير بها من حين الى آخر في افتتاحياته التي كانت أشبه بالبيانات الشعرية في أحيان. ولئن تبنى بعض شعراء المجلة هذه الثوابت وبخاصة ادونيس وفؤاد رفقه وسواهما من الذين التزموا النظام التفعيلي الجديد فإن شاعراً كأنسي الحاج لم يلتزمها بل بدا غير معني بها بعدما مضى في خوض تجربته الخاصة في حقل قصيدة النثر. وبدا محمد الماغوط كذلك بعيداً كل البعد عن بعض ثوابت المجلة إذ راح يكتب قصيدته من غير أن يلجأ الى أي نظرية شعرية أو نقدية. وخرج شوقي أبي شقرا بدوره عن نظام التفاعيل ليباشر في كتابة قصائده المشبعة بالرواء اللبناني والشميم القروي والفكاهة والطرافة. ولن يتأخر ادونيس كثيراً عن اعتماد النثر وقصيدته من غير ان يتخلى عن قصيدة التفعيلة التي ما برح يواظب عليها. وهو كان واحداً من أبرز الذين نظروا للحداثة بحسب ما فهمها ورأى اليها، اضافة الى عمله على التراث الشعري وانتخاب مختارات منه نشرها تباعاً في «شعر». احدثت مجلة «شعر» صدمة في الحياة الشعرية بعدما اختارت طريق الثورة والتمرد والشك والرفض وراحت تبحث عن قصيدة مختلفة في رؤيتها ورؤياها وفي موضوعاتها وأساليبها، وأعادت قراءة التراث على ضوء المعاصرة، وكرست الحياة جوهراً للعمل الشعري. غير أن مبادئها سرعان ما أصبحت ثوابت شبه جامدة وشبه مطلقة، بل أصبحت أقرب الى المقاييس النظرية القائمة بذاتها، خصوصاً بعدما راح شعراؤها خلال السنوات اللاحقة يتباعدون بعضهم عن بعض، وراحت تجاربهم تختلف بعضها عن بعض. وفيما أمعن ادونيس في التنظير للحداثة قبل أن ينسحب من المجلة في العام 1963 كان شعراء وكتاب ونقاد يمهدون الطريق نقدياً ونظرياً للثورة الشعرية الحديثة، فاذا ماجد فخري يتحدث عن «الشعر الانساني الوجودي» ورينيه حبشي عن «الميتافيزياء كحالة من حالات الشعر الأصفى» وأدونيس عن «الكائن الميتافيزيقي الذي يغوص الى عمق الاعماق» وفؤاد رفقه عن «الفكرة الغيبية الكبرى» للقصيدة الحديثة ونديم نعيمة عن «الحياة» التي هي بحسبه «ألف الشعر وياؤه، قالبه ووزنه وقافيته». أما بدر شاكر السياب فتمثل الشاعر الحديث في صورة القديس يوحنا وقد افترست عينيه رؤياه وهو يبصر الخطايا السبع تطبق على العالم. إلا أن انسحاب ادونيس من المجلة في عامها السابع لم يؤثر في حركتها ونشاطها، فهي استمرت بعده مثلما انطلقت. ولم يكن لانسحاب ادونيس خلفية سياسية أو ابداعية، كان بدأ يحس ان ظاهرته ما عادت قابلة للخضوع للغطاء الجماعي، ولم يلبث أن اصدر بعد سنوات قليلة مجلة «مواقف» لتكون منبراً أدونيسياً بامتياز ولكن مفتوحاً أمام التجارب الجديدة والشابة. وقبيل انسحاب ادونيس كان بدأ جو من التململ يهيمن على المجلة. فالشعراء الذين خاضوا المعركة وانتصروا فيها شعروا بأن مهمتهم شارفت نهايتها لا كأفراد وإنما كجماعة. وها هو أنسي الحاج يعرب في افتتاحية العدد 27 (صيف 1963) عن «الحماسة التي خفتت» بعدما «ازداد الوعي». فالحركة الشعرية انتقلت برأيه بعد شحنتها الاولى الى مهمة التعميق وباتت انضج واشد مسؤولية. ويسأل الحاج في الافتتاحية اللافتة: «أصحيح أن ما ظنناه الكثير هو أقل من القليل وأن بيننا من فسدوا وفي وقت قصير وفي عز المعركة وصاروا اصناماً؟. وينفي الحاج التهمة الذاتية تهمة الأمان والطمأنينة» مصراً على أن شعراء المجلة ما برحوا يسكنون في «احشاء الفاجع». وكان جريئاً في نقض مقولة العمل الجماعي وكسر هالة الجماعة التي وصمت المجلة ومما قال: نحن لسنا حركة، في معنى اننا لسنا حزباً. وما ندعوه «شعراء» مجلة «شعر» هو من باب التبسيط ولا معنى شعرياً جدياً له». وكان على هذا الموقف الجريء والصريح أن يؤذن ببدء افتراق الجماعة التي اصبحت مجموعة شعراء، وهي ربما هكذا كانت منذ انطلاقتها. ولم تمض أشهر حتى راحت تلوح في أفق المجلة ملامح أزمة ما. وبعد افتتاحية انسي الحاج (صيف 1963) العاصفة كتب عصام محفوظ افتتاحية أخرى عن «الأزمة الشعرية العابرة» مستبقاً توقف المجلة عن الصدور بعد اشهر. وأدرك محفوظ جوهر الأزمة بدوره قائلاً: «لم نكن مدرسة ولا هيئة تبشير ولا مجموعة نزوات ولا عصبة أدب. كنا ضرورة وحقيقة». وصدر العدد الأخير من مجلة «شعر» (صيف وخريف 1964 – السنة الثامنة) حاملاً «البيان الختامي» وقصيدة وداعية كتبها يوسف الخال في عنوان «الرفاق». وفي البيان الختامي الشهير أعلن الخال اصطدام الحركة والمجلة بما سماه «جدار اللغة». وكان على المجلة اما ان تخترق الجدار وإما أن تقع صريعة أمامه. اما جدار اللغة فتمثل في نظر الخال في كونها لغة «تكتب ولا تحكى». وهذا ما جعل الأدب اكاديمياً ضعيف الصلة بالحياة. وفي بيانه اعرب الخال عن خيبته من اللغة الفصحى وعن عجزها عن مواصلة الثورة التي كان بدأ بها. وانطلاقاً من البيان باشر الخال تجربته اللغوية الجديدة أو «الولادة الثانية» كما أفاد عنوان كتابه الذي كان فاتحة عهده الجديد، عهد اللغة العربية الحديثة. الا ان شعراء المجلة لم يسلكوا مسلك الخال اللغوي بل أصروا على اللغة الفصحى غير عابئين بأزمة ذلك «الجدار». وبعضهم واصل خطه الابداعي مضيفاً الى قديمه جديداً ساطعاً ومتجلياً. وبدا واضحاً أن الازمة كانت أزمة يوسف الخال نفسه، يوسف الخال الشاعر الدائم التجدد والدائم التمرد. ولكن لم تلبث مجلة «شعر» ان عادت بعد قرابة ثلاث سنوات من الاحتجاب (شتاء/ربيع 1967) ولكن في صيغة جديدة. فلا رئيس تحرير لها وانما هيئة تحرير فقط ومن ضمنها: يوسف الخال، فؤاد رفقه، انسي الحاج، شوقي أبي شقرا، عصام محفوظ، رياض نجيب الريس... وتبعاً لصدورها عن «دار النهار» اتسمت المجلة بما يشبه الطابع الصحافي في انفتاحها على احداث المرحلة، وفي اعتمادها بعض المقالات والمراسلات. لكنها لم تتخل لحظة عن الهم الابداعي والنقدي بل شرّعت صفحاتها للقصة والرواية والنصوص المسرحية. ولم تدم المجلة في صيغتها الثانية أكثر من ثلاث سنوات فتوقفت في خريف العام 1970 وحمل عددها الأخير الرقم الرابع والاربعين. وفي العام 1983 جمع يوسف الخال بعض شعراء مجلة «شعر» في دارته في بلدة غزير (شرق بيروت) ساعياً الى اصدار المجلة اصداراً ثالثاً، فاتحاً المجال أمام الشعراء الشباب ليساهموا فيها، لكن المحاولة لم تنجح لأسباب عدة، شعرية و «جيلية» وفكرية... كيف نقرأ مجلة «شعر» في الذكرى الخمسين لصدور عددها الأول؟ لا شك في أن المجلة ما زالت حاضرة وكأن السنوات التي مرت على انطلاقتها لم تزدها إلا وهجاً على رغم انضمامها الى تراث الحداثة. فآثارها ما برحت واضحة في نتاج الشعراء الذين خلفوها. وثورتها ما زالت مستمرة في التجارب الابداعية الشابة التي تتجدد باستمرار. ولئن شاخ الكثير من ثوابتها ومنطلقاتها النظرية وبعض تجاربها الابداعية فإن روحها كحركة ومناخ لا تزال تخيم فوق خريطة الشعر العربي الراهن. والعودة الى اعدادها تظل مثيرة نظراً الى ما تضم هذه الاعداد من قصائد ومقالات وترجمات ما زالت مهمة حتى اليوم على رغم «خريفها». ويكفي أن هذه المجلة تمكنت فعلاً من ترسيخ صورة حية للحركة الشعرية العالمية في الستينات، التي لا تزال آثارها بينة في الشعر العالمي الراهن. http://www.alhayat.com/culture/02[/B]
02-12-2007, 08:38 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22761
Quote: ففي مقدمة الملحق هناك جملة هامة : (أنت كأحد ورثة المجلة شاعرا و كاتبا و ناقدا ، كيف تقرأ هذه المجلة الآن ؟ ) ليت مطبوعاتنا تسأل هذا السوال بشكل سنوي. و ربما قمنا بتحوير السؤال ليشمل المنابر الإسفيرية لنقول : أنت كأحد ورثة هذه المنابر شاعرا و كاتبا و ناقد ، كيف تقرأ هذه المنابر أو هذا المنبر ؟
هذا بالتأكيد سؤال بالغ الأهمية. فهنا يطرح السؤال عن طبيعة الابداع: هل هنالك عوامل مهمة تساعد في صقل "موهبة" الكاتب؟ هل الكاتب هو جينيس اي عبقري كما ترى الرومانسية،أي ينتج نصوصا ابداعية اصيلة لا تربطها صلة بالماضي القريب او البعيد ،أو باية خطابات لا تنتمي للخطاب الذي ينتج من داخله نصوصه الابداعية؟ هل هنالك اسلاف يقفون خلف النص الراهن؟ او بصورة اخرى هل هنالك آباء ؟ هل مات الأب؟ و من قتله؟ وهل قتله بعد أن ورث منه ما ورث ، ثم انقلب عليه؟ يمكن ان يموت الأب، كما في حالة التشكيلة البطريركية، و التي لا تتيح ، بصرامتها التراتبية اي قدر ولو ضئيل من الحوار، ناهيك عن الابداع؟؟؟؟؟؟ لكنه لا يمكن ان يموت، كم نرى في حالة الابداع. و الذين يتباهون بقتل آبائهم الابداعيين ، كحسن موسى، وفي نفس الوقت يتباهون بأقوال امهاتهم، من أمثال :
Quote: يا النبي نوح
هم في حاجة لقتل امهاتهم، بعد ان قتلوا آباءهم، كي يثبتوا انهم اجترحوا ابداعهم"بضراعهم" فقط ، لا غير؟ ولا غير هنا قد تبدو زائدة في عرف الجهاليل في امور تناسل الابداع. هل... هل.... ..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ كل ذلك يحيلنا الى سؤال جارح في حق "الاموميين" من "قتلة الآباء": هل يمكن ان يتشكل نص من العدم!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! نجيب نحن ب: لا فحتى في حالة آدم، كأول مخلوق انساني في الكون، نجد في القران الكريم"وعلم آدم الأسماء كلها"، اي أن آدم انتج نصوصه بناء على نصوص سابقة!!! وهذا استشهاد يرد على باختين الذي ذكر من منطلق مسيحي، أن آدم هو الوحيد في تاريخ البشرية الذي لم يحدث له تناص في انتاجه للخطاب اللغوي. سؤالك يثير ،يا جلال ،تداعيات كثيرة . شكرا لانك قد ولدت فينا تلك التداعيات المختصرة. المشاء
02-13-2007, 08:01 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22761
Quote: هل هنالك عوامل مهمة تساعد في صقل "موهبة" الكاتب؟
الأديب مهما توغل في مسالك موهبته .. يظل إحتفاؤه باللغة أقل بكثير عما يبتغي. و مهما نهَل من ينابيع المعرفة .. تظل أدواته فقيرة إن لم يكن يملك حساً للتعبير عن وعاء مخيلته.
في إعتقادي الجازم أن هناك عدة عوامل في غاية الأهمية تدخل في أسباب صقل موهبة الأديب .. أهمهاالمعاناة .. بأي شكل من أشكالها حتى و إن كانت ململة لا ترقى إلى مصاف المعاناة. ثم هذه النظرة الثاقبة للأمور و خلطها ببهار الخيال .. ثم إستنفار كل الأحداث التي لم تكتمل ( حياتيا ) ..
ثم و هناك عوامل مساعدة .. تنتج عن الرجوع للبيئة الأم التي شكَّلتْ الحس الأدبي للأديب .. و محاولة ربطها بشكل مستدام بالحاضر و المستقبل.
Quote: هل الكاتب هو جينيس اي عبقري كما ترى الرومانسية،أي ينتج نصوصا ابداعية اصيلة لا تربطها صلة بالماضي القريب او البعيد ،أو باية خطابات لا تنتمي للخطاب الذي ينتج من داخله نصوصه الابداعية؟
لا أعتقد أن الكاتب عبقري بمعنى هذه الكلمة .. و لكن تكمن عبقريته في نقل ما ينقله بأدواته هو .. و يبقى الفضل دون إرجاعه لأهله .. و أهل الفضل هنا كل من ساهم في دلْق جزيئات النصوص في مِرْجلها ، و هم كل من إزدحم بصخب أو متدافعا .بصمت في قاع ذاكرة الأديب و هو ينثر نصوصه. هم في مقام ( الأب )
Quote: هل هنالك اسلاف يقفون خلف النص الراهن؟ او بصورة اخرى هل هنالك آباء ؟
نعم .. و نعم كبيرة
Quote: هل يمكن ان يتشكل نص من العدم!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! نجيب نحن ب: لا
أوافقك الراى. لا يمكن .. فلا بد للنص من مرتكز حتى و لو كلمة .. جملة .. صورة
شكرا لك أنت
02-14-2007, 05:25 AM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885
عزيزي جلال اسفي الكبير على تاخير الرد لمشغوليات خارج اطار المدينة التي اسكن فيها اشارتك الى المعاناة مهمة. وقد سبق لي ان قرات رسالة للسياب يحكي فيها عدم قدرته على الكتابة ، لان تجربته اليومية تجربة مملة. و اخالف السياب ، حين اقول ان الملل نفسه كما تفضلت، يمكن ان يكون موضوعا لنص "كارب". لكن كلام السياب يحيلنا ايضا الى مفهوم المبدع حول ظروف الابداع. فلو اعتقد ،كما يرى السياب ان النص لا يتأتى له إلا بعد معاناة، فان ذلك حتما سيساهم في انعدام مقدرته على الكتابة. نصوص لا أول لها ولا آخر لشعراء و قصاصين ، كانت تدور حول الملل . محبتي المشاء
02-14-2007, 05:38 AM
Abdelmuhsin Said
Abdelmuhsin Said
تاريخ التسجيل: 10-10-2006
مجموع المشاركات: 2678
B]انعقدفي القاهرة مؤتمر شعري بناء على اقتراح من نجيب محفوظ وقد لخص عباس بيضون رؤيته لذلك المؤتمر في مقال سننشره بعد قليل وفيه ،اي المقال تتبدى تلك الهوة الشاسعة بين ممثلي مجلة شعر ، كما يتمثل ذلك في قصيدة النثر ، وبين المصرين على ريادة الشعر العربي، من منظور مصري، وهو كما يعلم المتابعون مرتبط بتلك الشكلة التي جرت بين احمد عبد المعطي حجازي وبنيس كما اعتقد وارجو تصحيحي لو اخطأت سنعود بمقالة بيضون الساخرة في حق المنظمين وفي حق حجازي المشاء
02-17-2007, 08:40 PM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885
ظللنا نقول ان في هذا الفندق شيئا غريبا، لم نصل الى تحديده. لكنه بدا لنا خارجا عن الطور والطرز، وقلت في نفسي انه ربما بدا صغيرا ثم جرى تكبيره ولا يزال فناؤه اضيق مما ينبغي لبناء نكاد نضيع في أجنحته ومماشيه الطويلة الحزينة التي تنكسر على نحو غير متوقع بمماش اكثر وحشة وفي تداخل يجعلها اشبه بجانب من متاهة. الفناء أضيق مما ينبغي بالقياس للشقق التي منحت لنا بدل الغرف والتي لا نتوقع انها موجودة بهذا الاتساع وراء الأبواب العادية. اتساع غير مفهوم لشاغليها الافراد والذي لا يعرفون كيف يسكنونها وكيف يتصرفون بأجسادهم الصغيرة داخلها. مع ذلك تشكو هذه الشقق الرحبة، على نحو غريب، من مواضع ضيق فيها فلا يمنع مدى الصالون من ان يكون حوض الحمام اقصر من اي قامة ومستحيل لأي كان ان يتمدد فيه. اما تلك الحمرة الفاقعة للأبواب والخزائن والموكيت فهي ايضا جده وشباب مفتعلان ومبالغان لا يتلائمان مع هندسة فوضوية تشي بمعمار قديم جرى توسيعه، ولا يزال الاختلال واضحا بين مركزه المحصور واطرافه المتمادية. انه فندقنا الذي لم نجازف بالابتعاد كثيرا في فنائه وظللنا نقول كلما تحدثنا عنه ان فيه شيئا غريبا لا ندري ما هو.
اننا في القاهرة والمناسبة هي «ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي» وثمة مفارقة في التسمية بين الدولي والعربي. هناك ملتقيات عالمية للشعر تدعو كوكبة محسوبة من شعراء عالميين ويحضرها شعراء عرب من ضمن هذه الصيغة كما هو مهرجان الشعر العالمي في المغرب مثلا. هناك ايضا ملتقيات عربية خالصة، اما دمج الدولي بالعربي فلا يتم بسهولة. ورغم ان جابر عصفور في الجلسة الختامية اعتبر العالمية ركنا في التطلع الثقافي لنشاطات المجلس الاعلى للثقافة، الا ان ملتقى القاهرة كان عربيا وللشعر العربي ولم يكن الحضور الدولي، الضئيل، اساسيا في صيغته. يوغوسلافي واسباني وفرنسي وايطاليان دخلوا في البرنامج بصورة طرفية وشكلية، والغريب ان لا يعنى بترجمتهم. قرأ اليوغوسلافي بلا ترجمة، واستدعي استاذ في الاسبانية لم يحضر لهذا الغرض الى ترجمة فورية للشاعر الاسباني، ظل يلح على استحالتها ويكتفي بالاشارة الى موضوع الكلام الشعري وخبره فحسب (يقول أبوه عجوز حين يكون النص الأسباني: أبي عجوز) متنصلاً من أي تبعة، الارجح ان هذا كان على الشاعر الاسباني أسوأ من عدم ترجمته. التطلع الدولي بطبيعة الحال مشروع لكنه يتطلب صيغة اخرى، ويتطلب فوق ذلك اعدادا مدروسا، سواء في الاختيار ام الترجمة ام التقديم، ومن الواضح ان كل ذلك لم يكن في البال عند اعداد المهرجان واكتفي منه بالعنوان. العبرة مع ذلك ليست بالاسم فالمؤتمر تحقق اخيرا ولا يهم بأي اسم، فقد تأجل مرارا، رغم ان فكرته، التي اقترحها نجيب محفوظ في رسالته الى مؤتمر الرواية الاخير، مطروحة من زمن. ولم يُفهم دائما سر هذا التأجيل، الذي بقي مثار تكهنات وتفسيرات جزافية وغير جزافية، ويرده البعض الى تجاذب بين اجهزة ثقافية رسمية او في داخلها على الاسماء المصرية والعربية. لا بد ـ كما يقال ـ ان الذائقات، والمسارات المختلفة لعبت في هذا. لكن لعبت فيه ايضا، بحسب التكهنات، مذاهب في الشعر يسهل تحولها الى عصبيات، وعلاقات شخصية ودوائر نفوذ. اذا صح ذلك فإن من شأن تجاذب كهذا، ان يضيّق من هنا، ويضيّق من هناك، ويستبعد من هنا ويستبعد من هناك، فلا يبقى في الحصيلة الكثير، وتؤدي الاستثناءات المتبادلة الى حصر ما تبقى وتحديده.
تحقق المؤتمر اخيرا وهذا بحد ذاته كاف لقطع ألسنة التكهنات، فهل قطعها فعلا أم افلتها. هناك مجددا مسألة الأسماء، فهل هي فعلا بهذه الخطورة وهل هي ملبسة مشكلة بحيث يحوز فيها الخلط. لا اتكلم عن الاختيار من الشعراء الأجانب فهذا في الغالب لم يخضع لأي تقدير او استقصاء وترك لمعارف قد تكون شخصية ومحدودة. على كل حال لم تكن العمدة هنا ولا الفصل، لم يكن الشعراء الاجانب مشكلة في الملتقى لكن اختيارهم واهمال ترجمتهم نما عن مجانية لم تتوقف عند هذا الجانب. اسماء شعراء الملتقى الاول للشعر العربي الذي ختم جائزة تتوج صاحبها لعامين على الاقل هي المشكلة. لا أظن ان مراقبا مهتما ومتبعا لأحوال الشعر العربي يتعب في اختيار ثلاثين شاعرا من كل الاقطار، واذا انيط الامر بلجنة من متتبعين جديين بان الامر اسهل. فاختيار مشاركين في ملتقى «عربي» و«ودولي» يتطلب في الاقل حضورا على مستوى عربي، ما يستدعي تجاوز الملابسات المحلية جداً في كل قطر. قد لا يكون اختيار كهذا مثاليا لكنه مبرر ومفهوم، وليس مستصعبا فهو ملحوظ في جملة من المؤتمرات قد يكون «المغرب» أحد امثلتها الأقرب. اكتشاف مواهب مغمورة عمل جليل بالطبع لو كان بوسعنا ان ننيط بلجان المؤتمرات امرا كهذا، لكن لجان المؤتمرات في العادة هي الحد الأدنى المطلوب ولا توكل لها مهمة تتطلب طليعية ونفاذا لا يتحققان لها، والافضل تقييدها بالمتعارف والمعلوم. لا نعرف كيف جرت مداولات اللجنة ولا اعتباراتها. لكن يستغرب ان يكون في قائمة المشاركين قرابة عشرين اسما ونيف لا يدري بها أحد من المدعويين واذا كان لها وجود فهو محلي جدا. نستغرب ايضا ان يكون جل ما سمعناه من هؤلاء اليق ببريد القراء (على احترامي الكبير له)، فليس في الأمر اكتشاف مواهب ولا تبني اصوات جديدة، العكس هو الصحيح فهذه الاصوات لم تستطع ان تطفو الى سطح اللحظة الشعرية الراهنة، انها اما من متخلفات قديمة او من دوران حول الشعر، بدون نفاذ اليه، مما تعج به الصحف والمحطات وتكون فيه «الوصفة» الشعرية والشبه الشعري فحسب، لا نعرف كيف تم الاختيار ومن اختار. لو أصغينا الى كل ما يقال لسمعنا شتاتا متضاربا لا فرصة للتحقق منه او تبينه. هناك همس عن صداقات وخدمات متبادلة ودوائر نفوذ. لكن التضارب بل والتناقض في هذه الاقاويل يجعلنا لا نركن الى شيء. جلسة الافتتاح افصحت عن ان مسؤولية الاختبار مما لا يريد احد ان يأخذها على عاتقه او يدافع عنها. اشار جابر عصفور امين عام المجلس الاعلى الى ان لجنة الشعر تركت حرة واختارت بملء ارادتها. ورد هذا في سياق امتداح اللجنة ومقررها أحمد حجازي، لكن اللعبة الديبلوماسية لم تخف على أحد. ورد أحمد حجازي التحية بأفضل منها فشكر جابر على «اقتراحاته» للأسماء. لم يفت الجميع هذا التلاعب الديبلوماسي الذي يليق بالسفراء اكثر منه بالشعراء والملتقيات الشعرية، لكن فهم الكل ان مسؤولية الاختيار ضائعة تقريبا بين الجهتين، بعد ذلك يرد همس بأن المجلس الاعلى، اي جابر عصفور استأثر بأكثر الاختيارات، وهمس معاكس بأن اللجنة استأثرت بجلها. لكن احد اعضاء لجنة الشعر قال لي بأن لجنة الشعر استأثرت بأكثر الاختيار ولم يضف جابر عصفور سوى بضع أسماء. ايا كان الأمر فإن هذه البلبلة تعني ان لا أحد يتبنى الاختيار علانية وان هذه المسألة ستبقى مطوية، مما يعني ان ثمة حرجا كبيرا او صغيرا في ذلك. دعنا من التكهنات والملابسات ولنتبع النتائج على الارض. اولى هذه النتائج مقاطعة للملتقى من الشعراء المصريين الشبان وغياب احتجاجي لبعض أبرز الشعراء المصريين المشاركين، والذين لا تزال اسماؤهم في برنامج الندوات. يمكننا اذن ان نتكلم عن مقاطعة لا عن مفاجئات ومعاندات من انفار قليلين. رد جابر عصفور ذلك في جلسة الختام الى صعوبة اشراك الجميع وارضاء الجميع لكن لدى المقاطعين حججا اخرى ليست اقل وجاهة. انهم يقولون ان الأمر ليس حرن شعراء لم تكن هناك فرصة لاشراكهم فالمسألة هي في التقديم الملتوي وغير الصحيح وغير المشرف للحركة الشعرية المصرية. لقد استبعدت اجيال بكاملها ولم ينتخب مما بعد شعراء السبعينات سوى اثنين او ثلاثة. ثم ان قصيدة النثر وهي الاعم والاكثر انتشارا الان حظيت بتمثيل جزئي لا يتعدى ايضا الثلاثة، ويروى في هذا السبيل ان شاعر نثر هو محمود قرني دعي وبلغ ثم اعتذرت اللجنة عن الاستمرار في دعوته. اما الطامّة فهي في دعوة نظّامين تجاوزهم لا الزمن الحالي وحده بل كل زمن، وشعراء بلا موهبة. يقول المقاطعون ان صورة الشعر المصري في الملتقى بدت قاصرة باعثة على الرثاء وان اعتداد احمد عبد المعطي حجازي، في جلسة الافتتاح، بها لا يتناسب مع الخفة المقصودة التي جرى بها تقديم القصيدة المصرية. القى عبد اللطيف عبد الحليم وهو عضو في لجنة الشعر في ندوة الافتتاح مطولة منظومة تكلمت في السياسة والنقد وقصيدة النثر بقواف متعسفة ونسج ركيك شأنها في ذلك شأن المطولات التعليمية كألفية ابن مالك التي لا تعد من الشعر الا جوازا. لا تحمل مطولات عبد اللطيف عبد الحليم على الشعر الا بهذا المعنى فأي شعر يمثله اذن وما دخله في القصيدة المصرية من أحمد شوقي الى يومنا هذا. من اختاروه اختارو قاصدين تحديا نافرا للقصيدة الحديثة لكن مطولة عبد اللطيف عبد الحليم كانت تهريجاً بحتاً ولا مكان لها سوى مجالس التفكهة والاخوانيات، واخراجها من هذا الحيّز لا ينفع الشعر ولا القصيدة المصرية ويجعلنا نوجس مما يراد لهذه القصيدة أصلاً، قصائد احمد بخيت وجمال الشاعر كانت ايضا ابتدائية وقاصرة عن اللحظة ويُتساءل هنا لماذا اختبر ناشئ كأحمد بلبولة. وفي الخلاصة فان هذا الاختيار، وخاصة مع تغيب عبد المنعم رمضان وحلمي سالم ومحمد عفيفي مطر، لا يحترم كثيرا الشعر المصري ولا يجعله في المكانة التي توخاها له أحمد حجازي في جلسة الافتتاح. الاختيار العربي لم يكن ايضا بالغ السوية، فهناك هذه المجموعة من المغمورين التي تعرفنا على قصائدها للمرة الاولى ولم تكن مفاجئة فبعضها واضح الابتداء، واضح الهواية، ولا يتجاوز الشبه الموهوم بالشعر. اما لائحة غير الحاضرين، ممن لم يدعوا او اعتذروا فطويلة ومؤثرة ولا نظن ان اعتذار جابر عصفور بأن الحاضرين ينوبون عن الغائبين دقيق. فمن الواضح ان دينامية شعرية حقيقية ومنعطفات وتجارب مفردة غابت معهم، ولا يمكن ان تحضر بالنيابة، ولا يمكن في غيابها ان نتحدث عن صورة متكاملة للشعر العربي اليوم، بل لا يمكن ان نتحدث عن صورة رفيعة ووافية. لا تستطيع قلة من الحاضرين ان تقوم بحمل الشعر العربي، ولنقل بدون ان تعسف ان مستوى الملتقى لم يكن وافيا، حتى بالنسبة لمؤتمرات سابقة في مصر وفي اقطار عربية اخرى. بل لنقل ان مستوى الشعر العربي وصورته في هذا الملتقى كانا محزنين. ناهيك عن اضطراب الصورة واختلاطها والذهاب احيانا الى ما تحت الحد الأدنى. في جلسة الافتتاح فاجأ أحمد عبد المعطي حجازي الحضور بالقول ان مصر بعد ان دخلت الاسلام، لم تسلس للغة العربية الفصحى ولم يقم فيها شعراء الا في هذا العصر فكان منها «امراء الشعر، وامراء الرواية، وأمراء المسرح). قيل هذا بدون مناسبة واضحة مما دعا الى الظن بانه تعمد لغاية ما ولم يرد عفوا. لم تكن هناك هذه العودة الفائتة الى الامارة فحسب بل الجزم باستمرار الامارة وامتدادها. لا يني احمد حجازي ينبه الى مؤامرة على اعتبار الشعر المصري ومكانته، ونصب عينيه في الغالب جماعة «شعر» وأدونيس بالخصوص. هذه دعوى قلما تخطئ في ان تصيب «حساسية» وطنية كامنة، بدون سؤال عن الدليل او تحقق من صحة التهمة. ورغم ان الاكثرين يدرون ان ما يعنيه حجازي بمكانة الشعر المصري يرجع اليه شخصيا، وان مكانته هو في ريادة القصيدة الجديدة هي المقصودة، فإن دعواه تؤلب شعراء ومثقفين يستشعرون ان ثمة تواطؤ على تهميش الاضافة المصرية للتجديد الشعري. احسب ان الذين كانوا يسايرون حجازي في دعوى الاهمال لم يسايروه هذه المرة في الزام الشعر العربي بالإمارة المصرية وفرضها على زوار مصر واختيار الملتقى لإعلانها. لقد انتبهوا الى ان حجازي يلزم المصريين قبل غيرهم بنزوته الخاصة، وانه لا يفعل سوى ان يتوج نفسه باسمهم. والارجح ان «الرسميين» لم يرحبوا باعلان كهذا ناقص الديبلوماسية ويصادر على نتائج الملتقى ويعينها سلفا. ثم ان الجميع شعروا ان في هذا الاعلان «مصرية» اكثر مما يجب وان اطلاقه في ملتقى عربي يفرد هذه «المصرية» ويجعلها في معارضة مع «عربية» مصر والملتقى. ناهيك عما في الاعلان من فرض والزام يحرجان مصر وهي البلد المضيف ويسيئان الى «الضيافة» المصرية. لم ينفع اعلان حجازي في ان يؤلب الشعراء المصريين. فقد اضيف بالعكس الى ملابسات اختيار الاسماء ليوسع الشق بينه وببين معظمهم وليعزله عن الأجيال الجديدة. الاعلان بالطبع لم يسعد المدعويين العرب، هكذا اضطر حجازي الى ان يتراجع عنه لدى نشره خطابه في الأهرام، ويكتفي بدل الامارة المستديمة، باستذكار امارة شوقي للشعر وامارة محفوظ للرواية. كما ان جابر عصفور في كلمة الختام الح على عربية مصر والثقافة المصرية، فيما بدا دفعا لسوء فهم قد ينتج عن اعلان حجازي. كان اعلاناً فحسب. خرج حجازي من الامارة بلا شيء تقريبا، لكنه مع ذلك تلقى كثيرا من الثناء الحقيقي وغير الحقيقي. كان أحد ثلاثة يتلقون المديح والشكر بمناسبة وبلا مناسبة، هم الوزير فاروق حسين وجابر عصفور، وحجازي نفسه، هنا لا حدود للمجاملة المترسخة في الطبع المصري اساسا، والتي يسرنا اغلب الاحيان ما فيها من سلمية وليونة ودماثة. لقد بدا حجازي مضيفا سيئا بتصريحاته لكن بعض مقدمي الندوات كانوا ايضا، بوعي وبلا وعي غالبا، مثله. قدّم محمد الشهاوي على انه الشاعر الكبير وعبد اللطيف عبد الحليم على انه نابغة الشعر وفاروق شوشه على انه الشاعر الكبير واحمد حجازي على انه صوت مصر، فيما كان الضيوف قلما ينعمون بالقاب فخمة كهذه. يمكننا القول ان اختيار الاسماء المصرية والعربية، كما تم، كان ضمن عملية اوسع شملت المقدمين وربما الجمهور نفسه في بعض الليالي. الجمهور الذي صفق لزجلية عبد اللطيف عبد الحليم الفصحى وطرب لتنديده السياسي والثقافي والشعري (ضد قصيدة النثر). هو ايضا الجمهور الذي اطال التصفيق لعبد اللطيف نفسه وهو ينقل عن الشاعر الاسباني دي لوكاس في ترجمة فورية انه لن يقبل حبيبته ما دامت فلسطين محاصرة. وكان طبيعيا ان يحس شاعر قصيدة نثر مثلي بالرعب في جو كهذا وان لا يمنعه من الهرب سوى الحياء. قدمني محمد ابراهيم ابو سنه الشاعر الصبوري (نسبة الى صلاح عبد الصبور) بأنني الشاعر الطليعي تاركا حول هذه التسمية علامة استفهام كبيرة وربما طابعاً تهكمياً، فهي بعد تنديد عبد اللطيف بقصيدة النثر وبعد الألقاب الفخمة التي اطلقها المقدم على الشعراء الذين سبقوني لم تعد ذات قيمة ولا دلالة. حينما صعدت بادرني ابو سنه بالسؤال اذا لم يكن شعري ايضا يحتاج الى ترجمة. وعندما نزلت بعد ان قرأت قصيدة عن «ساحة بوتسدام» في برلين، قدم ابو سنه شوقي عبد الأمير ايضا بأنه شاعر طليعي واتبع هذه التسمية، التي غدت الآن تهكمية، بالسؤال اذا كان ايضا لا يزال في «بوتسدام». التقاني ابو سنه في مدخل المسرح وقال انه يعرف ان اللبنانيين مرحون وقلت له مستفرا بان المصريين مرحون لكنهم ليسوا سخفاء او «قليلي أدب». الارجح انني لم أكن الوحيد الذي تعرض لتقديم كهذا، فالشعراء «المعارضون» تلقوا احيانا كثيرة تعريفات من مقدميهم. الجو المحافظ الى حد النكاية والذي بدأ بانتخاب الأسماء ساد بعض الندوات، ولا نخطئ اذا قلنا انه طابع الملتقى، أبعد الشبان وحصر شعراء النثر في قلة صغيرة واستدعي زجالون بالفصحى ولا عجيب ان تشعر القلة المختلفة بانها في قلعة للآخرين. يمكننا القول ان هذا من ترددات صراع لم يزل غير محسوم هنا، وان الابعاد واستثناءهما من ذيول هذا الصراع. لقد كانت جولة «للمحافظين%B
02-17-2007, 08:40 PM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885
ظللنا نقول ان في هذا الفندق شيئا غريبا، لم نصل الى تحديده. لكنه بدا لنا خارجا عن الطور والطرز، وقلت في نفسي انه ربما بدا صغيرا ثم جرى تكبيره ولا يزال فناؤه اضيق مما ينبغي لبناء نكاد نضيع في أجنحته ومماشيه الطويلة الحزينة التي تنكسر على نحو غير متوقع بمماش اكثر وحشة وفي تداخل يجعلها اشبه بجانب من متاهة. الفناء أضيق مما ينبغي بالقياس للشقق التي منحت لنا بدل الغرف والتي لا نتوقع انها موجودة بهذا الاتساع وراء الأبواب العادية. اتساع غير مفهوم لشاغليها الافراد والذي لا يعرفون كيف يسكنونها وكيف يتصرفون بأجسادهم الصغيرة داخلها. مع ذلك تشكو هذه الشقق الرحبة، على نحو غريب، من مواضع ضيق فيها فلا يمنع مدى الصالون من ان يكون حوض الحمام اقصر من اي قامة ومستحيل لأي كان ان يتمدد فيه. اما تلك الحمرة الفاقعة للأبواب والخزائن والموكيت فهي ايضا جده وشباب مفتعلان ومبالغان لا يتلائمان مع هندسة فوضوية تشي بمعمار قديم جرى توسيعه، ولا يزال الاختلال واضحا بين مركزه المحصور واطرافه المتمادية. انه فندقنا الذي لم نجازف بالابتعاد كثيرا في فنائه وظللنا نقول كلما تحدثنا عنه ان فيه شيئا غريبا لا ندري ما هو.
اننا في القاهرة والمناسبة هي «ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي» وثمة مفارقة في التسمية بين الدولي والعربي. هناك ملتقيات عالمية للشعر تدعو كوكبة محسوبة من شعراء عالميين ويحضرها شعراء عرب من ضمن هذه الصيغة كما هو مهرجان الشعر العالمي في المغرب مثلا. هناك ايضا ملتقيات عربية خالصة، اما دمج الدولي بالعربي فلا يتم بسهولة. ورغم ان جابر عصفور في الجلسة الختامية اعتبر العالمية ركنا في التطلع الثقافي لنشاطات المجلس الاعلى للثقافة، الا ان ملتقى القاهرة كان عربيا وللشعر العربي ولم يكن الحضور الدولي، الضئيل، اساسيا في صيغته. يوغوسلافي واسباني وفرنسي وايطاليان دخلوا في البرنامج بصورة طرفية وشكلية، والغريب ان لا يعنى بترجمتهم. قرأ اليوغوسلافي بلا ترجمة، واستدعي استاذ في الاسبانية لم يحضر لهذا الغرض الى ترجمة فورية للشاعر الاسباني، ظل يلح على استحالتها ويكتفي بالاشارة الى موضوع الكلام الشعري وخبره فحسب (يقول أبوه عجوز حين يكون النص الأسباني: أبي عجوز) متنصلاً من أي تبعة، الارجح ان هذا كان على الشاعر الاسباني أسوأ من عدم ترجمته. التطلع الدولي بطبيعة الحال مشروع لكنه يتطلب صيغة اخرى، ويتطلب فوق ذلك اعدادا مدروسا، سواء في الاختيار ام الترجمة ام التقديم، ومن الواضح ان كل ذلك لم يكن في البال عند اعداد المهرجان واكتفي منه بالعنوان. العبرة مع ذلك ليست بالاسم فالمؤتمر تحقق اخيرا ولا يهم بأي اسم، فقد تأجل مرارا، رغم ان فكرته، التي اقترحها نجيب محفوظ في رسالته الى مؤتمر الرواية الاخير، مطروحة من زمن. ولم يُفهم دائما سر هذا التأجيل، الذي بقي مثار تكهنات وتفسيرات جزافية وغير جزافية، ويرده البعض الى تجاذب بين اجهزة ثقافية رسمية او في داخلها على الاسماء المصرية والعربية. لا بد ـ كما يقال ـ ان الذائقات، والمسارات المختلفة لعبت في هذا. لكن لعبت فيه ايضا، بحسب التكهنات، مذاهب في الشعر يسهل تحولها الى عصبيات، وعلاقات شخصية ودوائر نفوذ. اذا صح ذلك فإن من شأن تجاذب كهذا، ان يضيّق من هنا، ويضيّق من هناك، ويستبعد من هنا ويستبعد من هناك، فلا يبقى في الحصيلة الكثير، وتؤدي الاستثناءات المتبادلة الى حصر ما تبقى وتحديده.
تحقق المؤتمر اخيرا وهذا بحد ذاته كاف لقطع ألسنة التكهنات، فهل قطعها فعلا أم افلتها. هناك مجددا مسألة الأسماء، فهل هي فعلا بهذه الخطورة وهل هي ملبسة مشكلة بحيث يحوز فيها الخلط. لا اتكلم عن الاختيار من الشعراء الأجانب فهذا في الغالب لم يخضع لأي تقدير او استقصاء وترك لمعارف قد تكون شخصية ومحدودة. على كل حال لم تكن العمدة هنا ولا الفصل، لم يكن الشعراء الاجانب مشكلة في الملتقى لكن اختيارهم واهمال ترجمتهم نما عن مجانية لم تتوقف عند هذا الجانب. اسماء شعراء الملتقى الاول للشعر العربي الذي ختم جائزة تتوج صاحبها لعامين على الاقل هي المشكلة. لا أظن ان مراقبا مهتما ومتبعا لأحوال الشعر العربي يتعب في اختيار ثلاثين شاعرا من كل الاقطار، واذا انيط الامر بلجنة من متتبعين جديين بان الامر اسهل. فاختيار مشاركين في ملتقى «عربي» و«ودولي» يتطلب في الاقل حضورا على مستوى عربي، ما يستدعي تجاوز الملابسات المح%E
02-17-2007, 08:40 PM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885
ظللنا نقول ان في هذا الفندق شيئا غريبا، لم نصل الى تحديده. لكنه بدا لنا خارجا عن الطور والطرز، وقلت في نفسي انه ربما بدا صغيرا ثم جرى تكبيره ولا يزال فناؤه اضيق مما ينبغي لبناء نكاد نضيع في أجنحته ومماشيه الطويلة الحزينة التي تنكسر على نحو غير متوقع بمماش اكثر وحشة وفي تداخل يجعلها اشبه بجانب من متاهة. الفناء أضيق مما ينبغي بالقياس للشقق التي منحت لنا بدل الغرف والتي لا نتوقع انها موجودة بهذا الاتساع وراء الأبواب العادية. اتساع غير مفهوم لشاغليها الافراد والذي لا يعرفون كيف يسكنونها وكيف يتصرفون بأجسادهم الصغيرة داخلها. مع ذلك تشكو هذه الشقق الرحبة، على نحو غريب، من مواضع ضيق فيها فلا يمنع مدى الصالون من ان يكون حوض الحمام اقصر من اي قامة ومستحيل لأي كان ان يتمدد فيه. اما تلك الحمرة الفاقعة للأبواب والخزائن والموكيت فهي ايضا جده وشباب مفتعلان ومبالغان لا يتلائمان مع هندسة فوضوية تشي بمعمار قديم جرى توسيعه، ولا يزال الاختلال واضحا بين مركزه المحصور واطرافه المتمادية. انه فندقنا الذي لم نجازف بالابتعاد كثيرا في فنائه وظللنا نقول كلما تحدثنا عنه ان فيه شيئا غريبا لا ندري ما هو.
اننا في القاهرة والمناسبة هي «ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي» وثمة مفارقة في التسمية بين الدولي والعربي. هناك ملتقيات عالمية للشعر تدعو كوكبة محسوبة من شعراء عالميين ويحضرها شعراء عرب من ضمن هذه الصيغة كما هو مهرجان الشعر العالمي في المغرب مثلا. هناك ايضا ملتقيات عربية خالصة، اما دمج الدولي بالعربي فلا يتم بسهولة. ورغم ان جابر عصفور في الجلسة الختامية اعتبر العالمية ركنا في التطلع الثقافي لنشاطات المجلس الاعلى للثقافة، الا ان ملتقى القاهرة كان عربيا وللشعر العربي ولم يكن الحضور الدولي، الضئيل، اساسيا في صيغته. يوغوسلافي واسباني وفرنسي وايطاليان دخلوا في البرنامج بصورة طرفية وشكلية، والغريب ان لا يعنى بترجمتهم. قرأ اليوغوسلافي بلا ترجمة، واستدعي استاذ في الاسبانية لم يحضر لهذا الغرض الى ترجمة فورية للشاعر الاسباني، ظل يلح على استحالتها ويكتفي بالاشارة الى موضوع الكلام الشعري وخبره فحسب (يقول أبوه عجوز حين يكون النص الأسباني: أبي عجوز) متنصلاً من أي تبعة، الارجح ان هذا كان على الشاعر الاسباني أسوأ من عدم ترجمته. التطلع الدولي بطبيعة الحال مشروع لكنه يتطلب صيغة اخرى، ويتطلب فوق ذلك اعدادا مدروسا، سواء في الاختيار ام الترجمة ام التقديم، ومن الواضح ان كل ذلك لم يكن في البال عند اعداد المهرجان واكتفي منه بالعنوان. العبرة مع ذلك ليست بالاسم فالمؤتمر تحقق اخيرا ولا يهم بأي اسم، فقد تأجل مرارا، رغم ان فكرته، التي اقترحها نجيب محفوظ في رسالته الى مؤتمر الرواية الاخير، مطروحة من زمن. ولم يُفهم دائما سر هذا التأجيل، الذي بقي مثار تكهنات وتفسيرات جزافية وغير جزافية، ويرده البعض الى تجاذب بين اجهزة ثقافية رسمية او في داخلها على الاسماء المصرية والعربية. لا بد ـ كما يقال ـ ان الذائقات، والمسارات المختلفة لعبت في هذا. لكن لعبت فيه ايضا، بحسب التكهنات، مذاهب في الشعر يسهل تحولها الى عصبيات، وعلاقات شخصية ودوائر نفوذ. اذا صح ذلك فإن من شأن تجاذب كهذا، ان يضيّق من هنا، ويضيّق من هناك، ويستبعد من هنا ويستبعد من هناك، فلا يبقى في الحصيلة الكثير، وتؤدي الاستثناءات المتبادلة الى حصر ما تبقى وتحديده.
تحقق المؤتمر اخيرا وهذا بحد ذاته كاف لقطع ألسنة التكهنات، فهل قطعها فعلا أم افلتها. هناك مجددا مسألة الأسماء، فهل هي فعلا بهذه الخطورة وهل هي ملبسة مشكلة بحيث يحوز فيها الخلط. لا اتكلم عن الاختيار من الشعراء الأجانب فهذا في الغالب لم يخضع لأي تقدير او استقصاء وترك لمعارف قد تكون شخصية ومحدودة. على كل حال لم تكن العمدة هنا ولا الفصل، لم يكن الشعراء الاجانب مشكلة في الملتقى لكن اختيارهم واهمال ترجمتهم نما عن مجانية لم تتوقف عند هذا الجانب. اسماء شعراء الملتقى الاول للشعر العربي الذي ختم جائزة تتوج صاحبها لعامين على الاقل هي المشكلة. لا أظن ان مراقبا مهتما ومتبعا لأحوال الشعر العربي يتعب في اختيار ثلاثين شاعرا من كل الاقطار، واذا انيط الامر بلجنة من متتبعين جديين بان الامر اسهل. فاختيار مشاركين في ملتقى «عربي» و«ودولي» يتطلب في الاقل حضورا على مستوى عربي، ما يستدعي تجاوز الملابسات المحلية جداً في كل قطر. قد لا يكون اختيار كهذا مثاليا لكنه مبرر ومفهوم، وليس مستصعبا فهو ملحوظ في جملة من المؤتمرات قد يكون «المغرب» أحد امثلتها الأقرب. اكتشاف مواهب مغمورة عمل جليل بالطبع لو كان بوسعنا ان ننيط بلجان المؤتمرات امرا كهذا، لكن لجان المؤتمرات في العادة هي الحد الأدنى المطلوب ولا توكل لها مهمة تتطلب طليعية ونفاذا لا يتحققان لها، والافضل تقييدها بالمتعارف والمعلوم. لا نعرف كيف جرت مداولات اللجنة ولا اعتباراتها. لكن يستغرب ان يكون في قائمة المشاركين قرابة عشرين اسما ونيف لا يدري بها أحد من المدعويين واذا كان لها وجود فهو محلي جدا. نستغرب ايضا ان يكون جل ما سمعناه من هؤلاء اليق ببريد القراء (على احترامي الكبير له)، فليس في الأمر اكتشاف مواهب ولا تبني اصوات جديدة، العكس هو الصحيح فهذه الاصوات لم تستطع ان تطفو الى سطح اللحظة الشعرية الراهنة، انها اما من متخلفات قديمة او من دوران حول الشعر، بدون نفاذ اليه، مما تعج به الصحف والمحطات وتكون فيه «الوصفة» الشعرية والشبه الشعري فحسب، لا نعرف كيف تم الاختيار ومن اختار. لو أصغينا الى كل ما يقال لسمعنا شتاتا متضاربا لا فرصة للتحقق منه او تبينه. هناك همس عن صداقات وخدمات متبادلة ودوائر نفوذ. لكن التضارب بل والتناقض في هذه الاقاويل يجعلنا لا نركن الى شيء. جلسة الافتتاح افصحت عن ان مسؤولية الاختبار مما لا يريد احد ان يأخذها على عاتقه او يدافع عنها. اشار جابر عصفور امين عام المجلس الاعلى الى ان لجنة الشعر تركت حرة واختارت بملء ارادتها. ورد هذا في سياق امتداح اللجنة ومقررها أحمد حجازي، لكن اللعبة الديبلوماسية لم تخف على أحد. ورد أحمد حجازي التحية بأفضل منها فشكر جابر على «اقتراحاته» للأسماء. لم يفت الجميع هذا التلاعب الديبلوماسي الذي يليق بالسفراء اكثر منه بالشعراء والملتقيات الشعرية، لكن فهم الكل ان مسؤولية الاختيار ضائعة تقريبا بين الجهتين، بعد ذلك يرد همس بأن المجلس الاعلى، اي جابر عصفور استأثر بأكثر الاختيارات، وهمس معاكس بأن اللجنة استأثرت بجلها. لكن احد اعضاء لجنة الشعر قال لي بأن لجنة الشعر استأثرت بأكثر الاختيار ولم يضف جابر عصفور سوى بضع أسماء. ايا كان الأمر فإن هذه البلبلة تعني ان لا أحد يتبنى الاختيار علانية وان هذه المسألة ستبقى مطوية، مما يعني ان ثمة حرجا كبيرا او صغيرا في ذلك. دعنا من التكهنات والملابسات ولنتبع النتائج على الارض. اولى هذه النتائج مقاطعة للملتقى من الشعراء المصريين الشبان وغياب احتجاجي لبعض أبرز الشعراء المصريين المشاركين، والذين لا تزال اسماؤهم في برنامج الندوات. يمكننا اذن ان نتكلم عن مقاطعة لا عن مفاجئات ومعاندات من انفار قليلين. رد جابر عصفور ذلك في جلسة الختام الى صعوبة اشراك الجميع وارضاء الجميع لكن لدى المقاطعين حججا اخرى ليست اقل وجاهة. انهم يقولون ان الأمر ليس حرن شعراء لم تكن هناك فرصة لاشراكهم فالمسألة هي في التقديم الملتوي وغير الصحيح وغير المشرف للحركة الشعرية المصرية. لقد استبعدت اجيال بكاملها ولم ينتخب مما بعد شعراء السبعينات سوى اثنين او ثلاثة. ثم ان قصيدة النثر وهي الاعم والاكثر انتشارا الان حظيت بتمثيل جزئي لا يتعدى ايضا الثلاثة، ويروى في هذا السبيل ان شاعر نثر هو محمود قرني دعي وبلغ ثم اعتذرت اللجنة عن الاستمرار في دعوته. اما الط
02-17-2007, 08:40 PM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885
ظللنا نقول ان في هذا الفندق شيئا غريبا، لم نصل الى تحديده. لكنه بدا لنا خارجا عن الطور والطرز، وقلت في نفسي انه ربما بدا صغيرا ثم جرى تكبيره ولا يزال فناؤه اضيق مما ينبغي لبناء نكاد نضيع في أجنحته ومماشيه الطويلة الحزينة التي تنكسر على نحو غير متوقع بمماش اكثر وحشة وفي تداخل يجعلها اشبه بجانب من
02-17-2007, 08:40 PM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885
ظللنا نقول ان في هذا الفندق شيئا غريبا، لم نصل الى تحديده. لكنه بدا لنا خارجا عن الطور والطرز، وقلت في نفسي انه ربما بدا صغيرا ثم جرى تكبيره ولا يزال فناؤه اضيق مما ينبغي لبناء نكاد نضيع في أجنحته ومماشيه الطويلة الحزينة التي تنكسر على نحو غير متوقع بمماش اكثر وحشة وفي تداخل يجعلها اشبه بجانب من متاهة. الفناء أضيق مما ينبغي بالقياس للشقق التي منحت لنا بدل الغرف والتي لا نتوقع انها موجودة بهذا الاتساع وراء الأبواب العادية. اتساع غير مفهوم لشاغليها الافراد والذي لا يعرفون كيف يسكنونها وكيف يتصرفون بأجسادهم الصغيرة داخلها. مع ذلك تشكو هذه الشقق الرحبة، على نحو غريب، من مواضع ضيق فيها فلا يمنع مدى الصالون من ان يكون حوض الحمام اقصر من اي قامة ومستحيل لأي كان ان يتمدد فيه. اما تلك الحمرة الفاقعة للأبواب والخزائن والموكيت فهي ايضا جده وشباب مفتعلان ومبالغان لا يتلائمان مع هندسة فوضوية تشي بمعمار قديم جرى توسيعه، ولا يزال الاختلال واضحا بين مركزه المحصور واطرافه المتمادية. انه فندقنا الذي لم نجازف بالابتعاد كثيرا في فنائه وظللنا نقول كلما تحدثنا عنه ان فيه شيئا غريبا لا ندري ما هو.
اننا في القاهرة والمناسبة هي «ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي» وثمة مفارقة في التسمية بين الدولي والعربي. هناك ملتقيات عالمية للشعر تدعو كوكبة محسوبة من شعراء عالميين ويحضرها شعراء عرب من ضمن هذه الصيغة كما هو مهرجان الشعر العالمي في المغرب مثلا. هناك ايضا ملتقيات عربية خالصة، اما دمج الدولي بالعربي فلا يتم بسهولة. ورغم ان جابر عصفور في الجلسة الختامية اعتبر العالمية ركنا في التطلع الثقافي لنشاطات المجلس الاعلى للثقافة، الا ان ملتقى القاهرة كان عربيا وللشعر العربي ولم يكن الحضور الدولي، الضئيل، اساسيا في صيغته. يوغوسلافي واسباني وفرنسي وايطاليان دخلوا في البرنامج بصورة طرفية وشكلية، والغريب ان لا يعنى بترجمتهم. قرأ اليوغوسلافي بلا ترجمة، واستدعي استاذ في الاسبانية لم يحضر لهذا الغرض الى ترجمة فورية للشاعر الاسباني، ظل يلح على استحالتها ويكتفي بالاشارة الى موضوع الكلام الشعري وخبره فحسب (يقول أبوه عجوز حين يكون النص الأسباني: أبي عجوز) متنصلاً من أي تبعة، الارجح ان هذا كان على الشاعر الاسباني أسوأ من عدم ترجمته. التطلع الدولي بطبيعة الحال مشروع لكنه يتطلب صيغة اخرى، ويتطلب فوق ذلك اعدادا مدروسا، سواء في الاختيار ام الترجمة ام التقديم، ومن الواضح ان كل ذلك لم يكن في البال عند اعداد المهرجان واكتفي منه بالعنوان. العبرة مع ذلك ليست بالاسم فالمؤتمر تحقق اخيرا ولا يهم بأي اسم، فقد تأجل مرارا، رغم ان فكرته، التي اقترحها نجيب محفوظ في رسالته الى مؤتمر الرواية الاخير، مطروحة من زمن. ولم يُفهم دائما سر هذا التأجيل، الذي بقي مثار تكهنات وتفسيرات جزافية وغير جزافية، ويرده البعض الى تجاذب بين اجهزة ثقافية رسمية او في داخلها على الاسماء المصرية والعربية. لا بد ـ كما يقال ـ ان الذائقات، والمسارات المختلفة لعبت في هذا. لكن لعبت فيه ايضا، بحسب التكهنات، مذاهب في الشعر يسهل تحولها الى عصبيات، وعلاقات شخصية ودوائر نفوذ. اذا صح ذلك فإن من شأن تجاذب كهذا، ان يضيّق من هنا، ويضيّق من هناك، ويستبعد من هنا ويستبعد من هناك، فلا يبقى في الحصيلة الكثير، وتؤدي الاستثناءات المتبادلة الى حصر ما تبقى وتحديده.
تحقق المؤتمر اخيرا وهذا بحد ذاته كاف لقطع ألسنة التكهنات، فهل قطعها فعلا أم افلتها. هناك مجددا مسألة الأسماء، فهل هي فعلا بهذه الخطورة وهل هي ملبسة مشكلة بحيث يحوز فيها الخلط. لا اتكلم عن الاختيار من الشعراء الأجانب فهذا في الغالب لم يخضع لأي تقدير او استقصاء وترك لمعارف قد تكون شخصية ومحدودة. على كل حال لم تكن العمدة هنا ولا الفصل، لم يكن الشعراء الاجانب مشكلة في الملتقى لكن اختيارهم واهمال ترجمتهم نما عن مجانية لم تتوقف عند هذا الجانب. اسماء شعراء الملتقى الاول للشعر العربي الذي ختم جائزة تتوج صاحبها لعامين على الاقل هي المشكلة. لا أظن ان مراقبا مهتما ومتبعا لأحوال الشعر العربي يتعب في اختيار ثلاثين شاعرا من كل الاقطار، واذا انيط الامر بلجنة من متتبعين جديين بان الامر اسهل. فاختيار مشاركين في ملتقى «عربي» و«ودولي» يتطلب في الاقل حضورا على مستوى عربي، ما يستدعي تجاوز الملابسات المحلية جداً في كل قطر. قد لا يكون اختيار كهذا مثاليا لكنه مبرر ومفهوم، وليس مستصعبا فهو ملحوظ في جملة من المؤتمرات قد يكون «المغرب» أحد امثلتها الأقرب. اكتشاف مواهب مغمورة عمل جليل بالطبع لو كان بوسعنا ان ننيط بلجان المؤتمرات امرا كهذا، لكن لجان المؤتمرات في العادة هي الحد الأدنى المطلوب ولا توكل لها مهمة تتطلب طليعية ونفاذا لا يتحققان لها، والافضل تقييدها بالمتعارف والمعلوم. لا نعرف كيف جرت مداولات اللجنة ولا اعتباراتها. لكن يستغرب ان يكون في قائمة المشاركين قرابة عشرين اسما ونيف لا يدري بها أحد من المدعويين واذا كان لها وجود فهو محلي جدا. نستغرب ايضا ان يكون جل ما سمعناه من هؤلاء اليق ببريد القراء (على احترامي الكبير له)، فليس في الأمر اكتشاف مواهب ولا تبني اصوات جديدة، العكس هو الصحيح فهذه الاصوات لم تستطع ان تطفو الى سطح اللحظة الشعرية الراهنة، انها اما من متخلفات قديمة او من دوران حول الشعر، بدون نفاذ اليه، مما تعج به الصحف والمحطات وتكون فيه «الوصفة» الشعرية والشبه الشعري فحسب، لا نعرف كيف تم الاختيار ومن اختار. لو أصغينا الى كل ما يقال لسمعنا شتاتا متضاربا لا فرصة للتحقق منه او تبينه. هناك همس عن صداقات وخدمات متبادلة ودوائر نفوذ. لكن التضارب بل والتناقض في هذه الاقاويل يجعلنا لا نركن الى شيء. جلسة الافتتاح افصحت عن ان مسؤولية الاختبار مما لا يريد احد ان يأخذها على عاتقه او يدافع عنها. اشار جابر عصفور امين عام المجلس الاعلى الى ان لجنة الشعر تركت حرة واختارت بملء ارادتها. ورد هذا في سياق امتداح اللجنة ومقررها أحمد حجازي، لكن اللعبة الديبلوماسية لم تخف على أحد. ورد أحمد حجازي التحية بأفضل منها فشكر جابر على «اقتراحاته» للأسماء. لم يفت الجميع هذا التلاعب الديبلوماسي الذي يليق بالسفراء اكثر منه بالشعراء والملتقيات الشعرية، لكن فهم الكل ان مسؤولية الاختيار ضائعة تقريبا بين الجهتين، بعد ذلك يرد همس بأن المجلس الاعلى، اي جابر عصفور استأثر بأكثر الاختيارات، وهمس معاكس بأن اللجنة استأثرت بجلها. لكن احد اعضاء لجنة الشعر قال لي بأن لجنة الشعر استأثرت بأكثر الاختيار ولم يضف جابر عصفور سوى بضع أسماء. ايا كان الأمر فإن هذه البلبلة تعني ان لا أحد يتبنى الاختيار علانية وان هذه المسألة ستبقى مطوية، مما يعني ان ثمة حرجا كبيرا او صغيرا في ذلك. دعنا من التكهنات والملابسات ولنتبع النتائج على الارض. اولى هذه النتائج مقاطعة للملتقى من الشعراء المصريين الشبان وغياب احتجاجي لبعض أبرز الشعراء المصريين المشاركين، والذين لا تزال اسماؤهم في برنامج الندوات. يمكننا اذن ان نتكلم عن مقاطعة لا عن مفاجئات ومعاندات من انفار قليلين. رد جابر عصفور ذلك في جلسة الختام الى صعوبة اشراك الجميع وارضاء الجميع لكن لدى المقاطعين حججا اخرى ليست اقل وجاهة. انهم يقولون ان الأمر ليس حرن شعراء لم تكن هناك فرصة لاشراكهم فالمسألة هي في التقديم الملتوي وغير الصحيح وغير المشرف للحركة الشعرية المصرية. لقد استبعدت اجيال بكاملها ولم ينتخب مما بعد شعراء السبعينات سوى اثنين او ثلاثة. ثم ان قصيدة النثر وهي الاعم والاكثر انتشارا الان حظيت بتمثيل جزئي لا يتعدى ايضا الثلاثة، ويروى في هذا السبيل ان شاعر نثر هو محمود قرني دعي وبلغ ثم اعتذرت اللجنة عن الاستمرار في دعوته. اما الطامّة فهي في دعوة نظّامين تجاوزهم لا الزمن الحالي وحده بل كل زمن، وشعراء بلا موهبة. يقول المقاطعون ان صورة الشعر المصري في الملتقى بدت قاصرة باعثة على الرثاء وان اعتداد احمد عبد المعطي حجازي، في جلسة الافتتاح، بها لا يتناسب مع الخفة المقصودة التي جرى بها تقديم القصيدة المصرية. القى عبد اللطيف عبد الحليم وهو عضو في لجنة الشعر في ندوة الافتتاح مطولة منظومة تكلمت في السياسة والنقد وقصيدة النثر بقواف متعسفة ونسج ركيك شأنها في ذلك شأن المطولات التعليمية كألفية ابن مالك التي لا تعد من الشعر الا جوازا. لا تحمل مطولات عبد اللطيف عبد الحليم على الشعر الا بهذا المعنى فأي شعر يمثله اذن وما دخله في القصيدة المصرية من أحمد شوقي الى يومنا هذا. من اختاروه اختارو قاصدين تحديا نافرا للقصيدة الحديثة لكن مطولة عبد اللطيف عبد الحليم كانت تهريجاً بحتاً ولا مكان لها سوى مجالس التفكهة والاخوانيات، واخراجها من هذا الحيّز لا ينفع الشعر ولا القصيدة المصرية ويجعلنا نوجس مما يراد لهذه القصيدة أصلاً، قصائد احمد بخيت وجمال الشاعر كانت ايضا ابتدائية وقاصرة عن اللحظة ويُتساءل هنا لماذا اختبر ناشئ كأحمد بلبولة. وفي الخلاصة فان هذا الاختيار، وخاصة مع تغيب عبد المنعم رمضان وحلمي سالم ومحمد عفيفي مطر، لا يحترم كثيرا الشعر
02-17-2007, 08:40 PM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885
ظللنا نقول ان في هذا الفندق شيئا غريبا، لم نصل الى تحديده. لكنه بدا لنا خارجا عن الطور والطرز، وقلت في نفسي انه ربما بدا صغيرا ثم جرى تكبيره ولا يزال فناؤه اضيق مما ينبغي لبناء نكاد نضيع في أجنحته ومماشيه الطويلة الحزينة التي تنكسر على نحو غير متوقع بمماش اكثر وحشة وفي تداخل يجعلها اشبه بجانب من
02-17-2007, 08:40 PM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885
ظللنا نقول ان في هذا الفندق شيئا غريبا، لم نصل الى تحديده. لكنه بدا لنا خارجا عن الطور والطرز، وقلت في نفسي انه ربما بدا صغيرا ثم جرى تكبيره ولا يزال فناؤه اضيق مما ينبغي لبناء نكاد نضيع في أجنحته ومماشيه الطويلة الحزينة التي تنكسر على نحو غير متوقع بمماش اكثر وحشة وفي تداخل يجعلها اشبه بجانب من متاهة. الفناء أضيق مما ينبغي بالقياس للشقق التي منحت لنا بدل الغرف والتي لا نتوقع انها موجودة بهذا الاتساع وراء الأبواب العادية. اتساع غير مفهوم لشاغليها الافراد والذي لا يعرفون كيف يسكنونها وكيف يتصرفون بأجسادهم الصغيرة داخلها. مع ذلك تشكو هذه الشقق الرحبة، على نحو غريب، من مواضع ضيق فيها فلا يمنع مدى الصالون من ان يكون حوض الحمام اقصر من اي قامة ومستحيل لأي كان ان يتمدد فيه. اما تلك الحمرة الفاقعة للأبواب والخزائن والموكيت فهي ايضا جده وشباب مفتعلان ومبالغان لا يتلائمان مع هندسة فوضوية تشي بمعمار قديم جرى توسيعه، ولا يزال الاختلال واضحا بين مركزه المحصور واطرافه المتمادية. انه فندقنا الذي لم نجازف بالابتعاد كثيرا في فنائه وظللنا نقول كلما تحدثنا عنه ان فيه شيئا غريبا لا ندري ما هو.
اننا في القاهرة والمناسبة هي «ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي» وثمة مفارقة في التسمية بين الدولي والعربي. هناك ملتقيات عالمية للشعر تدعو كوكبة محسوبة من شعراء عالميين ويحضرها شعراء عرب من ضمن هذه الصيغة كما هو مهرجان الشعر العالمي في المغرب مثلا. هناك ايضا ملتقيات عربية خالصة، اما دمج الدولي بالعربي فلا يتم بسهولة. ورغم ان جابر عصفور في الجلسة الختامية اعتبر العالمية ركنا في التطلع الثقافي لنشاطات المجلس الاعلى للثقافة، الا ان ملتقى القاهرة كان عربيا وللشعر العربي ولم يكن الحضور الدولي، الضئيل، اساسيا في صيغته. يوغوسلافي واسباني وفرنسي وايطاليان دخلوا في البرنامج بصورة طرفية وشكلية، والغريب ان لا يعنى بترجمتهم. قرأ اليوغوسلافي بلا ترجمة، واستدعي استاذ في الاسبانية لم يحضر لهذا الغرض الى ترجمة فورية للشاعر الاسباني، ظل يلح على استحالتها ويكتفي بالاشارة الى موضوع الكلام الشعري وخبره فحسب (يقول أبوه عجوز حين يكون النص الأسباني: أبي عجوز) متنصلاً من أي تبعة، الارجح ان هذا كان على الشاعر الاسباني أسوأ من عدم ترجمته. التطلع الدولي بطبيعة الحال مشروع لكنه يتطلب صيغة اخرى، ويتطلب فوق ذلك اعدادا مدروسا، سواء في الاختيار ام الترجمة ام التقديم، ومن الواضح ان كل ذلك لم يكن في البال عند اعداد المهرجان واكتفي منه بالعنوان. العبرة مع ذلك ليست بالاسم فالمؤتمر تحقق اخيرا ولا يهم بأي اسم، فقد تأجل مرارا، رغم ان فكرته، التي اقترحها نجيب محفوظ في رسالته الى مؤتمر الرواية الاخير، مطروحة من زمن. ولم يُفهم دائما سر هذا التأجيل، الذي بقي مثار تكهنات وتفسيرات جزافية وغير جزافية، ويرده البعض الى تجاذب بين اجهزة ثقافية رسمية او في داخلها على الاسماء المصرية والعربية. لا بد ـ كما يقال ـ ان الذائقات، والمسارات المختلفة لعبت في هذا. لكن لعبت فيه ايضا، بحسب التكهنات، مذاهب في الشعر يسهل تحولها الى عصبيات، وعلاقات شخصية ودوائر نفوذ. اذا صح ذلك فإن من شأن تجاذب كهذا، ان يضيّق من هنا، ويضيّق من هناك، ويستبعد من هنا ويستبعد من هناك، فلا يبقى في الحصيلة الكثير، وتؤدي الاستثناءات المتبادلة الى حصر ما تبقى وتحديده.
تحقق المؤتمر اخيرا وهذا بحد ذاته كاف لقطع ألسنة التكهنات، فهل قطعها فعلا أم افلتها. هناك مجددا مسألة الأسماء، فهل هي فعلا بهذه الخطورة وهل هي ملبسة مشكلة بحيث يحوز فيها الخلط. لا اتكلم عن الاختيار من الشعراء الأجانب فهذا في الغالب لم يخضع لأ%E
02-17-2007, 08:41 PM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885
ظللنا نقول ان في هذا الفندق شيئا غريبا، لم نصل الى تحديده. لكنه بدا لنا خارجا عن الطور والطرز، وقلت في نفسي انه ربما بدا صغيرا ثم جرى تكبيره ولا يزال فناؤه اضيق مما ينبغي لبناء نكاد نضيع في أجنحته ومماشيه الطويلة الحزينة التي تنكسر على نحو غير متوقع بمماش اكثر وحشة وفي تداخل يجعلها اشبه بجانب من
02-17-2007, 08:41 PM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885
ظللنا نقول ان في هذا الفندق شيئا غريبا، لم نصل الى تحديده. لكنه بدا لنا خارجا عن الطور والطرز، وقلت في نفسي انه ربما بدا صغيرا ثم جرى تكبيره ولا يزال فناؤه اضيق مما ينبغي لبناء نكاد نضيع في أجنحته ومماشيه الطويلة الحزينة التي تنكسر على نحو غير متوقع بمماش اكثر وحشة وفي تداخل يجعلها اشبه بجانب من متاهة. الفناء أضيق مما ينبغي بالقياس للشقق التي منحت لنا بدل الغرف والتي لا نتوقع انها موجودة بهذا الاتساع وراء الأبواب العادية. اتساع غير مفهوم لشاغليها الافراد والذي لا يعرفون كيف يسكنونها وكيف يتصرفون بأجسادهم الصغيرة داخلها. مع ذلك تشكو هذه الشقق الرحبة، على نحو غريب، من مواضع ضيق فيها فلا يمنع مدى الصالون من ان يكون حوض الحمام اقصر من اي قامة ومستحيل لأي كان ان يتمدد فيه. اما تلك الحمرة الفاقعة للأبواب والخزائن والموكيت فهي ايضا جده وشباب مفتعلان ومبالغان لا يتلائمان مع هندسة فوضوية تشي بمعمار قديم جرى توسيعه، ولا يزال الاختلال واضحا بين مركزه المحصور واطرافه المتمادية. انه فندقنا الذي لم نجازف بالابتعاد كثيرا في فنائه وظللنا نقول كلما تحدثنا عنه ان فيه شيئا غريبا لا ندري ما هو.
اننا في القاهرة والمناسبة هي «ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي» وثمة مفارقة في التسمية بين الدولي والعربي. هناك ملتقيات عالمية للشعر تدعو كوكبة محسوبة من شعراء عالميين ويحضرها شعراء عرب من ضمن هذه الصيغة كما هو مهرجان الشعر العالمي في المغرب مثلا. هناك ايضا ملتقيات عربية خالصة، اما دمج الدولي بالعربي فلا يتم بسهولة. ورغم ان جابر عصفور في الجلسة الختامية اعتبر العالمية ركنا في التطلع الثقافي لنشاطات المجلس الاعلى للثقافة، الا ان ملتقى القاهرة كان عربيا وللشعر العربي ولم يكن الحضور الدولي، الضئيل، اساسيا في صيغته. يوغوسلافي واسباني وفرنسي وايطاليان دخلوا في البرنامج بصورة طرفية وشكلية، والغريب ان لا يعنى بترجمتهم. قرأ اليوغوسلافي بلا ترجمة، واستدعي استاذ في الاسبانية لم يحضر لهذا الغرض الى ترجمة فورية للشاعر الاسباني، ظل يلح على استحالتها ويكتفي بالاشارة الى موضوع الكلام الشعري وخبره فحسب (يقول أبوه عجوز حين يكون النص الأسباني: أبي عجوز) متنصلاً من أي تبعة، الارجح ان هذا كان على الشاعر الاسباني أسوأ من عدم ترجمته. التطلع الدولي بطبيعة الحال مشروع لكنه يتطلب صيغة اخرى، ويتطلب فوق ذلك اعدادا مدروسا، سواء في الاختيار ام الترجمة ام التقديم، ومن الواضح ان كل ذلك لم يكن في البال عند اعداد المهرجان واكتفي منه بالعنوان. العبرة مع ذلك ليست بالاسم فالمؤتمر تحقق اخيرا ولا يهم بأي اسم، فقد تأجل مرارا، رغم ان فكرته، التي اقترحها نجيب محفوظ في رسالته الى مؤتمر الرواية الاخير، مطروحة من زمن. ولم يُفهم دائما سر هذا التأجيل، الذي بقي مثار تكهنات وتفسيرات جزافية وغير جزافية، ويرده البعض الى تجاذب بين اجهزة ثقافية رسمية او في داخلها على الاسماء المصرية والعربية. لا بد ـ كما يقال ـ ان الذائقات، والمسارات المختلفة لعبت في هذا. لكن لعبت فيه ايضا، بحسب التكهنات، مذاهب في الشعر يسهل تحولها الى عصبيات، وعلاقات شخصية ودوائر نفوذ. اذا صح ذلك فإن من شأن تجاذب كهذا، ان يضيّق من هنا، ويضيّق من هناك، ويستبعد من هنا ويستبعد من هناك، فلا يبقى في الحصيلة الكثير، وتؤدي الاستثناءات المتبادلة الى حصر ما تبقى وتحديده.
تحقق المؤتمر اخيرا وهذا بحد ذاته كاف لقطع ألسنة التكهنات، فهل قطعها فعلا أم افلتها. هناك مجددا مسألة الأسماء، فهل هي فعلا بهذه الخطورة وهل هي ملبسة مشكلة بحيث يحوز فيها الخلط. لا اتكلم عن الاختيار من الشعراء الأجانب فهذا في الغالب لم يخضع لأ%E
02-17-2007, 08:41 PM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885
ظللنا نقول ان في هذا الفندق شيئا غريبا، لم نصل الى تحديده. لكنه بدا لنا خارجا عن الطور والطرز، وقلت في نفسي انه ربما بدا صغيرا ثم جرى تكبيره ولا يزال فناؤه اضيق مما ينبغي لبناء نكاد نضيع في أجنحته ومماشيه الطويلة الحزينة التي تنكسر على نحو غير متوقع بمماش اكثر وحشة وفي تداخل يجعلها اشبه بجانب من متاهة. الفناء أضيق مما ينبغي بالقياس للشقق التي منحت لنا بدل الغرف والتي لا نتوقع انها موجودة بهذا الاتساع وراء الأبواب العادية. اتساع غير مفهوم لشاغليها الافراد والذي لا يعرفون كيف يسكنونها وكيف يتصرفون بأجسادهم الصغيرة داخلها. مع ذلك تشكو هذه الشقق الرحبة، على نحو غريب، من مواضع ضيق فيها فلا يمنع مدى الصالون من ان يكون حوض الحمام اقصر من اي قامة ومستحيل لأي كان ان يتمدد فيه. اما تلك الحمرة الفاقعة للأبواب والخزائن والموكيت فهي ايضا جده وشباب مفتعلان ومبالغان لا يتلائمان مع هندسة فوضوية تشي بمعمار قديم جرى توسيعه، ولا يزال الاختلال واضحا بين مركزه المحصور واطرافه المتمادية. انه فندقنا الذي لم نجازف بالابتعاد كثيرا في فنائه وظللنا نقول كلما تحدثنا عنه ان فيه شيئا غريبا لا ندري ما هو.
اننا في القاهرة والمناسبة هي «ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي» وثمة مفارقة في التسمية بين الدولي والعربي. هناك ملتقيات عالمية للشعر تدعو كوكبة محسوبة من شعراء عالميين ويحضرها شعراء عرب من ضمن هذه الصيغة كما هو مهرجان الشعر العالمي في المغرب مثلا. هناك ايضا ملتقيات عربية خالصة، اما دمج الدولي بالعربي فلا يتم بسهولة. ورغم ان جابر عصفور في الجلسة الختامية اعتبر العالمية ركنا في التطلع الثقافي لنشاطات المجلس الاعلى للثقافة، الا ان ملتقى القاهرة كان عربيا وللشعر العربي ولم يكن الحضور الدولي، الضئيل، اساسيا في صيغته. يوغوسلافي واسباني وفرنسي وايطاليان دخلوا في البرنامج بصورة طرفية وشكلية، والغريب ان لا يعنى بترجمتهم. قرأ اليوغوسلافي بلا ترجمة، واستدعي استاذ في الاسبانية لم يحضر لهذا الغرض الى ترجمة فورية للشاعر الاسباني، ظل يلح على استحالتها ويكتفي بالاشارة الى موضوع الكلام الشعري وخبره فحسب (يقول أبوه عجوز حين يكون النص الأسباني: أبي عجوز) متنصلاً من أي تبعة، الارجح ان هذا كان على الشاعر الاسباني أسوأ من عدم ترجمته. التطلع الدولي بطبيعة الحال مشروع لكنه يتطلب صيغة اخرى، ويتطلب فوق ذلك اعدادا مدروسا، سواء في الاختيار ام الترجمة ام التقديم، ومن الواضح ان كل ذلك لم يكن في البال عند اعداد المهرجان واكتفي منه بالعنوان. العبرة مع ذلك ليست بالاسم فالمؤتمر تحقق اخيرا ولا يهم بأي اسم، فقد تأجل مرارا، رغم ان فكرته، التي اقترحها نجيب محفوظ في رسالته الى مؤتمر الرواية الاخير، مطروحة من زمن. ولم يُفهم دائما سر هذا التأجيل، الذي بقي مثار تكهنات وتفسيرات جزافية وغير جزافية، ويرده البعض الى تجاذب بين اجهزة ثقافية رسمية او في داخلها على الاسماء المصرية والعربية. لا بد ـ كما يقال ـ ان الذائقات، والمسارات المختلفة لعبت في هذا. لكن لعبت فيه ايضا، بحسب التكهنات، مذاهب في الشعر يسهل تحولها الى عصبيات، وعلاقات شخصية ودوائر نفوذ. اذا صح ذلك فإن من شأن تجاذب كهذا، ان يضيّق من هنا، ويضيّق من هناك، ويستبعد من هنا ويستبعد من هناك، فلا يبقى في الحصيلة الكثير، وتؤدي الاستثناءات المتبادلة الى حصر ما تبقى وتحديده.
تحقق المؤتمر اخيرا وهذا بحد ذاته كاف لقطع ألسنة التكهنات، فهل قطعها فعلا أم افلتها. هناك مجددا مسألة الأسماء، فهل هي فعلا بهذه الخطورة وهل هي ملبسة مشكلة بحيث يحوز فيها الخلط. لا اتكلم عن الاختيار من الشعراء الأجانب فهذا في الغالب لم يخضع لأي تقدير او استقصاء وترك لمعارف قد تكون شخصية ومحدودة. على كل حال لم تكن العمدة هنا ولا الفصل، لم يكن الشعراء الاجانب مشكلة في الملتقى لكن اختيارهم واهمال ترجمتهم نما عن مجانية لم تتوقف عند هذا الجانب. اسماء شعراء الملتقى الاول للشعر العربي الذي ختم جائزة تتوج صاحبها لعامين على الاقل هي المشكلة. لا أظن ان مراقبا مهتما ومتبعا لأحوال الشعر العربي يتعب في اختيار ثلاثين شاعرا من كل الاقطار، واذا انيط الامر بلجنة من متتبعين جديين بان الامر اسهل. فاختيار مشاركين في ملتقى «عربي» و«ودولي» يتطلب في الاقل حضورا على مستوى عربي، ما يستدعي تجاوز الملابسات المحلية جداً في كل قطر. قد لا يكون اختيار كهذا مثاليا لكنه مبرر ومفهوم، وليس مستصعبا فهو ملحوظ في جملة من المؤتمرات قد يكون «المغرب» أحد امثلتها الأقرب. اكتشاف مواهب مغمورة عمل جليل بالطبع لو كان بوسعنا ان ننيط بلجان المؤتمرات امرا كهذا، لكن لجان المؤتمرات في العادة هي الحد الأدنى المطلوب ولا توكل لها مهمة تتطلب طليعية ونفاذا لا يتحققان لها، والافضل تقييدها بالمتعارف والمعلوم. لا نعرف كيف جرت مداولات اللجنة ولا اعتباراتها. لكن يستغرب ان يكون في قائمة المشاركين قرابة عشرين اسما ونيف لا يدري بها أحد من المدعويين واذا كان لها وجود فهو محلي جدا. نستغرب ايضا ان يكون جل ما سمعناه من هؤلاء اليق ببريد القراء (على احترامي الكبير له)، فليس في الأمر اكتشاف مواهب ولا تبني اصوات جديدة، العكس هو الصحيح فهذه الاصوات لم تستطع ان تطفو الى سطح اللحظة الشعرية الراهنة، انها اما من متخلفات قديمة او من دوران حول الشعر، بدون نفاذ اليه، مما تعج به الصحف والمحطات وتكون فيه «الوصفة» الشعرية والشبه الشعري فحسب، لا نعرف كيف تم الاختيار ومن اختار. لو أصغينا الى كل ما يقال لسمعنا شتاتا متضاربا لا فرصة للتحقق منه او تبينه. هناك همس عن صداقات وخدمات متبادلة ودوائر نفوذ. لكن التضارب بل والتناقض في هذه الاقاويل يجعلنا لا نركن الى شيء. جلسة الافتتاح افصحت عن ان مسؤولية الاختبار مما لا يريد احد ان يأخذها على عاتقه او يدافع عنها. اشار جابر عصفور امين عام المجلس الاعلى الى ان لجنة الشعر تركت حرة واختارت بملء ارادتها. ورد هذا في سياق امتداح اللجنة ومقررها أحمد حجازي، لكن اللعبة الديبلوماسية لم تخف على أحد. ورد أحمد حجازي التحية بأفضل منها فشكر جابر على «اقتراحاته» للأسماء. لم يفت الجميع هذا التلاعب الديبلوماسي الذي يليق بالسفراء اكثر منه بالشعراء والملتقيات الشعرية، لكن فهم الكل ان مسؤولية الاختيار ضائعة تقريبا بين الجهتين، بعد ذلك يرد همس بأن المجلس الاعلى، اي جابر عصفور اس%C
02-17-2007, 08:41 PM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885
ظللنا نقول ان في هذا الفندق شيئا غريبا، لم نصل الى تحديده. لكنه بدا لنا خارجا عن الطور والطرز، وقلت في نفسي انه ربما بدا صغيرا ثم جرى تكبيره ولا يزال فناؤه اضيق مما ينبغي لبناء نكاد نضيع في أجنحته ومماشيه الطويلة الحزينة التي تنكسر على نحو غير متوقع بمماش اكثر وحشة وفي تداخل يجعلها اشبه بجانب من
02-17-2007, 08:42 PM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885
ظللنا نقول ان في هذا الفندق شيئا غريبا، لم نصل الى تحديده. لكنه بدا لنا خارجا عن الطور والطرز، وقلت في نفسي انه ربما بدا صغيرا ثم جرى تكبيره ولا يزال فناؤه اضيق مما ينبغي لبناء نكاد نضيع في أجنحته ومماشيه الطويلة الحزينة التي تنكسر على نحو غير متوقع بمماش اكثر وحشة وفي تداخل يجعلها اشبه بجانب من متاهة. الفناء أضيق مما ينبغي بالقياس للشقق التي منحت لنا بدل الغرف والتي لا نتوقع انها موجودة بهذا الاتساع وراء الأبواب العادية. اتساع غير مفهوم لشاغليها الافراد والذي لا يعرفون كيف يسكنونها وكيف يتصرفون بأجسادهم الصغيرة داخلها. مع ذلك تشكو هذه الشقق الرحبة، على نحو غريب، من مواضع ضيق فيها فلا يمنع مدى الصالون من ان يكون حوض الحمام اقصر من اي قامة ومستحيل لأي كان ان يتمدد فيه. اما تلك الحمرة الفاقعة للأبواب والخزائن والموكيت فهي ايضا جده وشباب مفتعلان ومبالغان لا يتلائمان مع هندسة فوضوية تشي بمعمار قديم جرى توسيعه، ولا يزال الاختلال واضحا بين مركزه المحصور واطرافه المتمادية. انه فندقنا الذي لم نجازف بالابتعاد كثيرا في فنائه وظللنا نقول كلما تحدثنا عنه ان فيه شيئا غريبا لا ندري ما هو.
اننا في القاهرة والمناسبة هي «ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي» وثمة مفارقة في التسمية بين الدولي والعربي. هناك ملتقيات عالمية للشعر تدعو كوكبة محسوبة من شعراء عالميين ويحضرها شعراء عرب من ضمن هذه الصيغة كما هو مهرجان الشعر العالمي في المغرب مثلا. هناك ايضا ملتقيات عربية خالصة، اما دمج الدولي بالعربي فلا يتم بسهولة. ورغم ان جابر عصفور في الجلسة الختامية اعتبر العالمية ركنا في التطلع الثقافي لنشاطات المجلس الاعلى للثقافة، الا ان ملتقى القاهرة كان عربيا وللشعر العربي ولم يكن الحضور الدولي، الضئيل، اساسيا في صيغته. يوغوسلافي واسباني وفرنسي وايطاليان دخلوا في البرنامج بصورة طرفية وشكلية، والغريب ان لا يعنى بترجمتهم. قرأ اليوغوسلافي بلا ترجمة، واستدعي استاذ في الاسبانية لم يحضر لهذا الغرض الى ترجمة فورية للشاعر الاسباني، ظل يلح على استحالتها ويكتفي بالاشارة الى موضوع الكلام الشعري وخبره فحسب (يقول أبوه عجوز حين يكون النص الأسباني: أبي عجوز) متنصلاً من أي تبعة، الارجح ان هذا كان على الشاعر الاسباني أسوأ من عدم ترجمته. التطلع الدولي بطبيعة الحال مشروع لكنه يتطلب صيغة اخرى، ويتطلب فوق ذلك اعدادا مدروسا، سواء في الاختيار ام الترجمة ام التقديم، ومن الواضح ان كل ذلك لم يكن في البال عند اعداد المهرجان واكتفي منه بالعنوان. العبرة مع ذلك ليست بالاسم فالمؤتمر تحقق اخيرا ولا يهم بأي اسم، فقد تأجل مرارا، رغم ان فكرته، التي اقترحها نجيب محفوظ في رسالته الى مؤتمر الرواية الاخير، مطروحة من زمن. ولم يُفهم دائما سر هذا التأجيل، الذي بقي مثار تكهنات وتفسيرات جزافية وغير جزافية، ويرده البعض الى تجاذب بين اجهزة ثقافية رسمية او في داخلها على الاسماء المصرية والعربية. لا بد ـ كما يقال ـ ان الذائقات، والمسارات المختلفة لعبت في هذا. لكن لعبت فيه ايضا، بحسب التكهنات، مذاهب في الشعر يسهل تحولها الى عصبيات، وعلاقات شخصية ودوائر نفوذ. اذا صح ذلك فإن من شأن تجاذب كهذا، ان يضيّق من هنا، ويضيّق من هناك، ويستبعد من هنا ويستبعد من هناك، فلا يبقى في الحصيلة الكثير، وتؤدي الاستثناءات المتبادلة الى حصر ما تبقى وتحديده.
تحقق المؤتمر اخيرا وهذا بحد ذاته كاف لقطع ألسنة التكهنات، فهل قطعها فعلا أم افلتها. هناك مجددا مسألة الأسماء، فهل هي فعلا بهذه الخطورة وهل هي ملبسة مشكلة بحيث يحوز فيها الخلط. لا اتكلم عن الاختيار من الشعراء الأجانب فهذا في الغالب لم يخضع لأ%E
02-17-2007, 08:42 PM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885
ظللنا نقول ان في هذا الفندق شيئا غريبا، لم نصل الى تحديده. لكنه بدا لنا خارجا عن الطور والطرز، وقلت في نفسي انه ربما بدا صغيرا ثم جرى تكبيره ولا يزال فناؤه اضيق مما ينبغي لبناء نكاد نضيع في أجنحته ومماشيه الطويلة الحزينة التي تنكسر على نحو غير متوقع بمماش اكثر وحشة وفي تداخل يجعلها اشبه بجانب من متاهة. الفناء أضيق مما ينبغي بالقياس للشقق التي منحت لنا بدل الغرف والتي لا نتوقع انها موجودة بهذا الاتساع وراء الأبواب العادية. اتساع غير مفهوم لشاغليها الافراد والذي لا يعرفون كيف يسكنونها وكيف يتصرفون بأجسادهم الصغيرة داخلها. مع ذلك تشكو هذه الشقق الرحبة، على نحو غريب، من مواضع ضيق فيها فلا يمنع مدى الصالون من ان يكون حوض الحمام اقصر من اي قامة ومستحيل لأي كان ان يتمدد فيه. اما تلك الحمرة الفاقعة للأبواب والخزائن والموكيت فهي ايضا جده وشباب مفتعلان ومبالغان لا يتلائمان مع هندسة فوضوية تشي بمعمار قديم جرى توسيعه، ولا يزال الاختلال واضحا بين مركزه المحصور واطرافه المتمادية. انه فندقنا الذي لم نجازف بالابتعاد كثيرا في فنائه وظللنا نقول كلما تحدثنا عنه ان فيه شيئا غريبا لا ندري ما هو.
اننا في القاهرة والمناسبة هي «ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي» وثمة مفارقة في التسمية بين الدولي والعربي. هناك ملتقيات عالمية للشعر تدعو كوكبة محسوبة من شعراء عالميين ويحضرها شعراء عرب من ضمن هذه الصيغة كما هو مهرجان الشعر العالمي في المغرب مثلا. هناك ايضا ملتقيات عربية خالصة، اما دمج الدولي بالعربي فلا يتم بسهولة. ورغم ان جابر عصفور في الجلسة الختامية اعتبر العالمية ركنا في التطلع الثقافي لنشاطات ا%E
02-17-2007, 08:42 PM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885
ظللنا نقول ان في هذا الفندق شيئا غريبا، لم نصل الى تحديده. لكنه بدا لنا خارجا عن الطور والطرز، وقلت في نفسي انه ربما بدا صغيرا ثم جرى تكبيره ولا يزال فناؤه اضيق مما ينبغي لبناء نكاد نضيع في أجنحته ومماشيه الطويلة الحزينة التي تنكسر على نحو غير متوقع بمماش اكثر وحشة وفي تداخل يجعلها اشبه بجانب من متاهة. الفناء أضيق مما ينبغي بالقياس للشقق التي منحت لنا بدل الغرف والتي لا نتوقع انها موجودة بهذا الاتساع وراء الأبواب العادية. اتساع غير مفهوم لشاغليها الافراد والذي لا يعرفون كيف يسكنونها وكيف يتصرفون بأجسادهم الصغيرة داخلها. مع ذلك تشكو هذه الشقق الرحبة، على نحو غريب، من مواضع ضيق فيها فلا يمنع مدى الصالون من ان يكون حوض الحمام اقصر من اي قامة ومستحيل لأي كان ان يتمدد فيه. اما تلك الحمرة الفاقعة للأبواب والخزائن والموكيت فهي ايضا جده وشباب مفتعلان ومبالغان لا يتلائمان مع هندسة فوضوية تشي بمعمار قديم جرى توسيعه، ولا يزال الاختلال واضحا بين مركزه المحصور واطرافه المتمادية. انه فندقنا الذي لم نجازف بالابتعاد كثيرا في فنائه وظللنا نقول كلما تحدثنا عنه ان فيه شيئا غريبا لا ندري ما هو.
اننا في القاهرة والمناسبة هي «ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي» وثمة مفارقة في التسمية بين الدولي والعربي. هناك ملتقيات عالمية للشعر تدعو كوكبة محسوبة من شعراء عالميين ويحضرها شعراء عرب من ضمن هذه الصيغة كما هو مهرجان الشعر العالمي في المغرب مثلا. هناك ايضا ملتقيات عربية خالصة، اما دمج الدولي بالعربي فلا يتم بسهولة. ورغم ان جابر عصفور في الجلسة الختامية اعتبر العالمية ركنا في التطلع الثقافي لنشاطات ا%E
02-17-2007, 08:42 PM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885
ظللنا نقول ان في هذا الفندق شيئا غريبا، لم نصل الى تحديده. لكنه بدا لنا خارجا عن الطور والطرز، وقلت في نفسي انه ربما بدا صغيرا ثم جرى تكبيره ولا يزال فناؤه اضيق مما ينبغي لبناء نكاد نضيع في أجنحته ومماشيه الطويلة الحزينة التي تنكسر على نحو غير متوقع بمماش اكثر وحشة وفي تداخل يجعلها اشبه بجانب من متاهة. الفناء أضيق مما ينبغي بالقياس للشقق التي منحت لنا بدل الغرف والتي لا نتوقع انها موجودة بهذا الاتساع وراء الأبواب العادية. اتساع غير مفهوم لشاغليها الافراد والذي لا يعرفون كيف يسكنونها وكيف يتصرفون بأجسادهم الصغيرة داخلها. مع ذلك تشكو هذه الشقق الرحبة، على نحو غريب، من مواضع ضيق فيها فلا يمنع مدى الصالون من ان يكون حوض الحمام اقصر من اي قامة ومستحيل لأي كان ان يتمدد فيه. اما تلك الحمرة الفاقعة للأبواب والخزائن والموكيت فهي ايضا جده وشباب مفتعلان ومبالغان لا يتلائمان مع هندسة فوضوية تشي بمعمار قديم جرى توسيعه، ولا يزال الاختلال واضحا بين مركزه المحصور واطرافه المتمادية. انه فندقنا الذي لم نجازف بالابتعاد كثيرا في فنائه وظللنا نقول كلما تحدثنا عنه ان فيه شيئا غريبا لا ندري ما هو.
اننا في القاهرة والمناسبة هي «ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي» وثمة مفارقة في التسمية بين الدولي والعربي. هناك ملتقيات عالمية للشعر تدعو كوكبة محسوبة من شعراء عالميين ويحضرها شعراء عرب من ضمن هذه الصيغة كما هو مهرجان الشعر العالمي في المغرب مثلا. هناك ايضا ملتقيات عربية خالصة، اما دمج الدولي بالعربي فلا يتم بسهولة. ورغم ان جابر عصفور في الجلسة الختامية اعتبر العالمية ركنا في التطلع الثقافي لنشاطات المجلس الاعلى للثقافة، الا ان ملتقى القاهرة كان عربيا وللشعر العربي ولم يكن الحضور الدولي، الضئيل، اساسيا في صيغته. يوغوسلافي واسباني وفرنسي وايطاليان دخلوا في البرنامج بصورة طرفية وشكلية، والغريب ان لا يعنى بترجمتهم. قرأ اليوغوسلافي بلا ترجمة، واستدعي استاذ في الاسبانية لم يحضر لهذا الغرض الى ترجمة فورية للشاعر الاسباني، ظل يلح على استحالتها ويكتفي بالاشارة الى موضوع الكلام الشعري وخبره فحسب (يقول أبوه عجوز حين يكون النص الأسباني: أبي عجوز) متنصلاً من أي تبعة، الارجح ان هذا كان على الشاعر الاسباني أسوأ من عدم ترجمته. التطلع الدولي بطبيعة الحال مشروع لكنه يتطلب صيغة اخرى، ويتطلب فوق ذلك اعدادا مدروسا، سواء في الاختيار ام الترجمة ام التقديم، ومن الواضح ان كل ذلك لم يكن في البال عند اعداد المهرجان واكتفي منه بالعنوان. العبرة مع ذلك ليست بالاسم فالمؤتمر تحقق اخيرا ولا يهم بأي اسم، فقد تأجل مرارا، رغم ان فكرته، التي اقترحها نجيب محفوظ في رسالته الى مؤتمر الرواية الاخير، مطروحة من زمن. ولم يُفهم دائما سر هذا التأجيل، الذي بقي مثار تكهنات وتفسيرات جزافية وغير جزافية، ويرده البعض الى تجاذب بين اجهزة ثقافية رسمية او في داخلها على الاسماء المصرية والعربية. لا بد ـ كما يقال ـ ان الذائقات، وال%
02-17-2007, 08:42 PM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885
ظللنا نقول ان في هذا الفندق شيئا غريبا، لم نصل الى تحديده. لكنه بدا لنا خارجا عن الطور والطرز، وقلت في نفسي انه ربما بدا صغيرا ثم جرى تكبيره ولا يزال فناؤه اضيق مما ينبغي لبناء نكاد نضيع في أجنحته ومماشيه الطويلة الحزينة التي تنكسر على نحو غير متوقع بمماش اكثر وحشة وفي تداخل يجعلها اشبه بجانب من متاهة. الفناء أضيق مما ينبغي بالقياس للشقق التي منحت لنا بدل الغرف والتي لا نتوقع انها موجودة بهذا الاتساع وراء الأبواب العادية. اتساع غير مفهوم لشاغليها الافراد والذي لا يعرفون كيف يسكنونها وكيف يتصرفون بأجسادهم الصغيرة داخلها. مع ذلك تشكو هذه الشقق الرحبة، على نحو غريب، من مواضع ضيق فيها فلا يمنع مدى الصالون من ان يكون حوض الحمام اقصر من اي قامة ومستحيل لأي كان ان يتمدد فيه. اما تلك الحمرة الفاقعة للأبواب والخزائن والموكيت فهي ايضا جده وشباب مفتعلان ومبالغان لا يتلائمان مع هندسة فوضوية تشي بمعمار قديم جرى توسيعه، ولا يزال الاختلال واضحا بين مركزه المحصور واطرافه المتمادية. انه فندقنا الذي لم نجازف بالابتعاد كثيرا في فنائه وظللنا نقول كلما تحدثنا عنه ان فيه شيئا غريبا لا ندري ما هو.
اننا في القاهرة والمناسبة هي «ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي» وثمة مفارقة في التسمية بين الدولي والعربي. هناك ملتقيات عالمية للشعر تدعو كوكبة محسوبة من شعراء عالميين ويحضرها شعراء عرب من ضمن هذه الصيغة كما هو مهرجان الشعر العالمي في المغرب مثلا. هناك ايضا ملتقيات عربية خالصة، اما دمج الدولي بالعربي فلا يتم بسهولة. ورغم ان جابر عصفور في الجلسة الختامية اعتبر العالمية ركنا في التطلع الثقافي لنشاطات المجلس الاعلى للثقافة، الا ان ملتقى القاهرة كان عربيا وللشعر العربي ولم يكن الحضور الدولي، الضئيل، اساسيا في صيغته. يوغوسلافي واسباني وفرنسي وايطاليان دخلوا في البرنامج بصورة طرفية وشكلية، والغريب ان لا يعنى بترجمتهم. قرأ اليوغوسلافي بلا ترجمة، واستدعي استاذ في الاسبانية لم يحضر لهذا الغرض الى ترجمة فورية للشاعر الاسباني، ظل يلح على استحالتها ويكتفي بالاشارة الى موضوع الكلام الشعري وخبره فحسب (يقول أبوه عجوز حين يكون النص الأسباني: أبي عجوز) متنصلاً من أي تبعة، الارجح ان هذا كان على الشاعر الاسباني أسوأ من عدم ترجمته. التطلع الدولي بطبيعة الحال مشروع لكنه يتطلب صيغة اخرى، ويتطلب فوق ذلك اعدادا مدروسا، سواء في الاختيار ام الترجمة ام التقديم، ومن الواضح ان كل ذلك لم يكن في البال عند اعداد المهرجان واكتفي منه بالعنوان. العبرة مع ذلك ليست بالاسم فالمؤتمر تحقق اخيرا ولا يهم بأي اسم، فقد تأجل مرارا، رغم ان فكرته، التي اقترحها نجيب محفوظ في رسالته الى مؤتمر الرواية الاخير، مطروحة من زمن. ولم يُفهم دائما سر هذا التأجيل، الذي بقي مثار تكهنات وتفسيرات جزافية وغير جزافية، ويرده البعض الى تجاذب بين اجهزة ثقافية رسمية او في داخلها على الاسماء المصرية والعربية. لا بد ـ كما يقال ـ ان الذائقات، والمسارات المختلفة لعبت في هذا. لكن لعبت فيه ايضا، بحسب التكهنات، مذاهب في الشعر يسهل تحولها الى عصبيات، وعلاقات شخصية ودوائر نفوذ. اذا صح ذلك فإن من شأن تجاذب كهذا، ان يضيّق من هنا، ويضيّق من هناك، ويستبعد من هنا ويستبعد من هناك، فلا يبقى في الحصيلة الكثير، وتؤدي الاستثناءات المتبادلة الى حصر ما تبقى وتحديده.
تحقق المؤتمر اخيرا وهذا بحد ذاته كاف لقطع ألسنة التكهنات، فهل قطعها فعلا أم افلتها. هناك مجددا مسألة الأسماء، فهل هي فعلا بهذه الخطورة وهل هي ملبسة مشكلة بحيث يحوز فيها الخلط. لا اتكلم عن الاختيار من الشعراء الأجانب فهذا في الغالب لم يخضع لأي تقدير او استقصاء وترك لمعارف قد تكون شخصية ومحدودة. على كل حال لم تكن العمدة هنا ولا الفصل، لم يكن الشعراء الاجانب مشكلة في الملتقى لكن اختيارهم واهمال ترجمتهم نما عن مجانية لم تتوقف عند هذا الجانب. اسماء شعراء الملتقى الاول للشعر العربي الذي ختم جائزة تتوج صاحبها لعامين على الاقل هي المشكلة. لا أظن ان مراقبا مهتما ومتبعا لأحوال الشعر العربي يتعب في اختيار ثلاثين شاعرا من كل الاقطار، واذا انيط الامر بلجنة من متتبعين جديين بان الامر اسهل. فاختيار مشاركين في ملتقى «عربي» و«ودولي» يتطلب في الاقل حضورا على مستوى عربي، ما يستدعي تجاوز الملابسات المحلية جداً في كل قطر. قد لا يكون اختيار كهذا مثاليا لكنه مبرر ومفهوم، وليس مستصعبا فهو ملحوظ في جملة من المؤتمرات قد يكون «المغرب» أحد امثلتها الأقرب. اكتشاف مواهب مغمورة عمل جليل بالطبع لو كان بوسعنا ان ننيط بلجان المؤتمرات امرا كهذا، لكن لجان المؤتمرات في العادة هي الحد الأدنى المطلوب ولا توكل لها مهمة تتطلب طليعية ونفاذا لا يتحققان لها، والافضل تقييدها بالمتعارف والمعلوم. لا نعرف كيف جرت مداولات اللجنة ولا اعتباراتها. لكن يستغرب ان يكون في قائمة المشاركين قرابة عشرين اسما ونيف لا يدري بها أحد من المدعويين واذا كان لها وجود فهو محلي جدا. نستغرب ايضا ان يكون جل ما سمعناه من هؤلاء اليق ببريد القراء (على احترامي الكبير له)، فليس في الأمر اكتشاف مواهب ولا تبني اصوات جديدة، العكس هو الصحيح فهذه الاصوات لم تستطع ان تطفو الى سطح اللحظة الشعرية الراهنة، انها اما من متخلفات قديمة او من دوران حول الشعر، بدون نفاذ اليه، مما تعج به الصحف والمحطات وتكون فيه «الوصفة» الشعرية والشبه الشعري فحسب، لا نعرف كيف تم الاختيار ومن اختار. لو أصغينا الى كل ما يقال لسمعنا شتاتا متضاربا لا فرصة للتحقق منه او تبينه. هناك همس عن صداقات وخدمات متبادلة ودوائر نفوذ. لكن التضارب بل والتناقض في هذه الاقاويل يجعلنا لا نركن الى شيء. جلسة الافتتاح افصحت عن ان مسؤولية الاختبار مما لا يريد احد ان يأخذها على عاتقه او يدافع عنها. اشار جابر عصفور امين عام المجلس الاعلى الى ان لجنة الشعر تركت حرة واختارت بملء ارادتها. ورد هذا في سياق امتداح اللجنة ومقررها أحمد حجازي، لكن اللعبة الديبلوماسية لم تخف على أحد. ورد أحمد حجازي التحية بأفضل منها فشكر جابر على «اقتراحاته» للأسماء. لم يفت الجميع هذا التلاعب الديبلوماسي الذي يليق بالسفراء اكثر منه بالشعراء والملتقيات الشعرية، لكن فهم الكل ان مسؤولية الاختيار ضائعة تقريبا بين الجهتين، بعد ذلك يرد همس بأن المجلس الاعلى، اي جابر عصفور استأثر بأكثر الاختيارات، وهمس معاكس بأن اللجنة استأثرت بجلها. لكن احد اعضاء لجنة الشعر قال لي بأن لجنة الشعر استأثرت بأكثر الاختيار ولم يضف جابر عصفور سوى بضع أسماء. ايا كان الأمر فإن هذه البلبلة تعني ان لا أحد يتبنى الاختيار علانية وان هذه المسألة ستبقى مطوية، مما يعني ان ثمة حرجا كبيرا او صغيرا في ذلك. دعنا من التكهنات والملابسات ولنتبع النتائج على الارض. اولى هذه النتائج مقاطعة للملتقى من الشعراء المصريين الشبان وغياب احتجاجي لبعض أبرز الشعراء المصريين المشاركين، والذين لا تزال اسماؤهم في برنامج الندوات. يمكننا اذن ان نتكلم عن مقاطعة لا عن مفاجئات ومعاندات من انفار قليلين. رد جابر عصفور ذلك في جلسة الختام الى صعوبة اشراك الجميع وارضاء الجميع لكن لدى المقاطعين حججا اخرى ليست اقل وجاهة. انهم يقولون ان الأمر ليس حرن شعراء لم تكن هناك فرصة لاشراكهم فالمسألة هي في التقديم الملتوي وغير الصحيح وغير المشرف للحركة الشعرية المصرية. لقد استبعدت اجيال بكاملها ولم ينتخب مما بعد شعراء السبعينات سوى اثنين او ثلاثة. ثم ان قصيدة النثر وهي الاعم والاكثر انتشارا الان حظيت بتمثيل جزئي لا يتعدى ايضا الثلاثة، ويروى في هذا السبيل ان شاعر نثر هو محمود قرني دعي وبلغ ثم اعتذرت اللجنة عن الاستمرار في دعوته. اما الطامّة فهي في دعوة نظّامين تجاوزهم لا الزمن الحالي وحده بل كل زمن، وشعراء بلا موهبة. يقول المقاطعون ان صورة الشعر المصري في الملتقى بدت قاصرة باعثة على الرثاء وان اعتداد احمد عبد المعطي حجازي، في جلسة الافتتاح، بها لا يتناسب مع الخفة المقصودة التي جرى بها تقديم القصيدة المصرية. القى عبد اللطيف عبد الحليم وهو عضو في لجنة الشعر في ندوة الافتتاح مطولة منظومة تكلمت في السياسة والنقد وقصيدة النثر بقواف متعسفة ونسج ركيك شأنها في ذلك شأن المطولات التعليمية كألفية ابن مالك التي لا تعد من الشعر الا جوازا. لا تحمل مطولات عبد اللطيف عبد الحليم على الشعر الا بهذا المعنى فأي شعر يمثله اذن وما دخله في القصيدة المصرية من أحمد شوقي الى يومنا هذا. من اختاروه اختارو قاصدين تحديا نافرا للقصيدة الحديثة لكن مطولة عبد اللطيف عبد الحليم كانت تهريجاً بحتاً ولا مكان لها سوى مجالس التفكهة والاخوانيات، واخراجها من هذا الحيّز لا ينفع الشعر ولا القصيدة المصرية ويجعلنا نوجس مما يراد لهذه القصيدة أصلاً، قصائد احمد بخيت وجمال الشاعر كانت ايضا ابتدائية وقاصرة عن اللحظة ويُتساءل هنا لماذا اختبر ناشئ كأحمد بلبولة. وفي الخلاصة فان هذا الاختيار، وخاصة مع تغيب عبد المنعم رمضان وحلمي سالم ومحمد عفيفي مطر، لا يحترم كثيرا الشعر
02-17-2007, 08:42 PM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885
ظللنا نقول ان في هذا الفندق شيئا غريبا، لم نصل الى تحديده. لكنه بدا لنا خارجا عن الطور والطرز، وقلت في نفسي انه ربما بدا صغيرا ثم جرى تكبيره ولا يزال فناؤه اضيق مما ينبغي لبناء نكاد نضيع في أجنحته ومماشيه الطويلة الحزينة التي تنكسر على نحو غير متوقع بمماش اكثر وحشة وفي تداخل يجعلها اشبه بجانب من متاهة. الفناء أضيق مما ينبغي بالقياس للشقق التي منحت لنا بدل الغرف والتي لا نتوقع انها موجودة بهذا الاتساع وراء الأبواب العادية. اتساع غير مفهوم لشاغليها الافراد والذي لا يعرفون كيف يسكنونها وكيف يتصرفون بأجسادهم الصغيرة داخلها. مع ذلك تشكو هذه الشقق الرحبة، على نحو غريب، من مواضع ضيق فيها فلا يمنع مدى الصالون من ان يكون حوض الحمام اقصر من اي قامة ومستحيل لأي كان ان يتمدد فيه. اما تلك الحمرة الفاقعة للأبواب والخزائن والموكيت فهي ايضا جده وشباب مفتعلان ومبالغان لا يتلائمان مع هندسة فوضوية تشي بمعمار قديم جرى توسيعه، ولا يزال الاختلال واضحا بين مركزه المحصور واطرافه المتمادية. انه فندقنا الذي لم نجازف بالابتعاد كثيرا في فنائه وظللنا نقول كلما تحدثنا عنه ان فيه شيئا غريبا لا ندري ما هو.
اننا في القاهرة والمناسبة هي «ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي» وثمة مفارقة في التسمية بين الدولي والعربي. هناك ملتقيات عالمية للشعر تدعو كوكبة محسوبة من شعراء عالميين ويحضرها شعراء عرب من ضمن هذه الصيغة كما هو مهرجان الشعر العالمي في المغرب مثلا. هناك ايضا ملتقيات عربية خالصة، اما دمج الدولي بالعربي فلا يتم بسهولة. ورغم ان جابر عصفور في الجلسة الختامية اعتبر العالمية ركنا في التطلع الثقافي لنشاطات المجلس الاعلى للثقافة، الا ان ملتقى القاهرة كان عربيا وللشعر العربي ولم يكن الحضور الدولي، الضئيل، اساسيا في صيغته. يوغوسلافي واسباني وفرنسي وايطاليان دخلوا في البرنامج بصورة طرفية وشكلية، والغريب ان لا يعنى بترجمتهم. قرأ اليوغوسلافي بلا ترجمة، واستدعي استاذ في الاسبانية لم يحضر لهذا الغرض الى ترجمة فورية للشاعر الاسباني، ظل يلح على استحالتها ويكتفي بالاشارة الى موضوع الكلام الشعري وخبره فحسب (يقول أبوه عجوز حين يكون النص الأسباني: أبي عجوز) متنصلاً من أي تبعة، الارجح ان هذا كان على الشاعر الاسباني أسوأ من عدم ترجمته. التطلع الدولي بطبيعة الحال مشروع لكنه يتطلب صيغة اخرى، ويتطلب فوق ذلك اعدادا مدروسا، سواء في الاختيار ام الترجمة ام التقديم، ومن الواضح ان كل ذلك لم يكن في البال عند اعداد المهرجان واكتفي منه بالعنوان. العبرة مع ذلك ليست بالاسم فالمؤتمر تحقق اخيرا ولا يهم بأي اسم، فقد تأجل مرارا، رغم ان فكرته، التي اقترحها نجيب محفوظ في رسالته الى مؤتمر الرواية الاخير، مطروحة من زمن. ولم يُفهم دائما سر هذا التأجيل، الذي بقي مثار تكهنات وتفسيرات جزافية وغير جزافية، ويرده البعض الى تجاذب بين اجهزة ثقافية رسمية او في داخلها على الاسماء المصرية والعربية. لا بد ـ كما يقال ـ ان الذائقات، والمسارات المختلفة لعبت في هذا. لكن لعبت فيه ايضا، بحسب التكهنات، مذاهب في الشعر يسهل تحولها الى عصبيات، وعلاقات شخصية ودوائر نفوذ. اذا صح ذلك فإن من شأن تجاذب كهذا، ان يضيّق من هنا، ويضيّق من هناك، ويستبعد من هنا ويستبعد من هناك، فلا يبقى في الحصيلة الكثير، وتؤدي الاستثناءات المتبادلة الى حصر ما تبقى وتحديده.
تحقق المؤتمر اخيرا وهذا بحد ذاته كاف لقطع ألسنة التكهنات، فهل قطعها فعلا أم افلتها. هناك مجددا مسألة الأسماء، فهل هي فعلا بهذه الخطورة وهل هي ملبسة مشكلة بحيث يحوز فيها الخلط. لا اتكلم عن الاختيار من الشعراء الأجانب فهذا في الغالب لم يخضع لأي تقدير او استقصاء وترك لمعارف قد تكون شخصية ومحدودة. على كل حال لم تكن العمدة هنا ولا الفصل، لم يكن الشعراء الاجانب مشكلة في الملتقى لكن اختيارهم واهمال ترجمتهم نما عن مجانية لم تتوقف عند هذا الجانب. اسماء شعراء الملتقى الاول للشعر العربي الذي ختم جائزة تتوج صاحبها لعامين على الاقل هي المشكلة. لا أظن ان مراقبا مهتما ومتبعا لأحوال الشعر العربي يتعب في اختيار ثلاثين شاعرا من كل الاقطار، واذا انيط الامر بلجنة من متتبعين جديين بان الامر اسهل. فاختيار مشاركين في ملتقى «عربي» و«ودولي» يتطلب في الاقل حضورا على مستوى عربي، ما يستدعي تجاوز الملابسات المحلية جداً في كل قطر. قد لا يكون اختيار كهذا مثاليا لكنه مبرر ومفهوم، وليس مستصعبا فهو ملحوظ في جملة من المؤتمرات قد يكون «المغرب» أحد امثلتها الأقرب. اكتشاف مواهب مغمورة عمل جليل بالطبع لو كان بوسعنا ان ننيط بلجان المؤتمرات امرا كهذا، لكن لجان المؤتمرات في العادة هي الحد الأدنى المطلوب ولا توكل لها مهمة تتطلب طليعية ونفاذا لا يتحققان لها، والافضل تقييدها بالمتعارف والمعلوم. لا نعرف كيف جرت مداولات اللجنة ولا اعتباراتها. لكن يستغرب ان يكون في قائمة المشاركين قرابة عشرين اسما ونيف لا يدري بها أحد من المدعويين واذا كان لها وجود فهو محلي جدا. نستغرب ايضا ان يكون جل ما سمعناه من هؤلاء اليق ببريد القراء (على احترامي الكبير له)، فليس في الأمر اكتشاف مواهب ولا تبني اصوات جديدة، العكس هو الصحيح فهذه الاصوات لم تستطع ان تطفو الى سطح اللحظة الشعرية الراهنة، انها اما من متخلفات قديمة او من دوران حول الشعر، بدون نفاذ اليه، مما تعج به الصحف والمحطات وتكون فيه «الوصفة» الشعرية والشبه الشعري فحسب، لا نعرف كيف تم الاختيار ومن اختار. لو أصغينا الى كل ما يقال لسمعنا شتاتا متضاربا لا فرصة للتحقق منه او تبينه. هناك همس عن صداقات وخدمات متبادلة ودوائر نفوذ. لكن التضارب بل والتناقض في هذه الاقاويل يجعلنا لا نركن الى شيء. جلسة الافتتاح افصحت عن ان مسؤولية الاختبار مما لا يريد احد ان يأخذها على عاتقه او يدافع عنها. اشار جابر عصفور امين عام المجلس الاعلى الى ان لجنة الشعر تركت حرة واختارت بملء ارادتها. ورد هذا في سياق امتداح اللجنة ومقررها أحمد حجازي، لكن اللعبة الديبلوماسية لم تخف على أحد. ورد أحمد حجازي التحية بأفضل منها فشكر جابر على «اقتراحاته» للأسماء. لم يفت الجميع هذا التلاعب الديبلوماسي الذي يليق بالسفراء اكثر منه بالشعراء والملتقيات الشعرية، لكن فهم الكل ان مسؤولية الاختيار ضائعة تقريبا بين الجهتين، بعد ذلك يرد همس بأن المجلس الاعلى، اي جابر عصفور استأثر بأكثر الاختيارات، وهمس معاكس بأن اللجنة استأثرت بجلها. لكن احد اعضاء لجنة الشعر قال لي بأن لجنة الشعر استأثرت بأكثر الاختيار ولم يضف جابر عصفور سوى بضع أسماء. ايا كان الأمر فإن هذه البلبلة تعني ان لا أحد يتبنى الاختيار علانية وان هذه المسألة ستبقى مطوية، مما يعني ان ثمة حرجا كبيرا او صغيرا في ذلك. دعنا من التكهنات والملابسات ولنتبع النتائج على الارض. اولى هذه النتائج مقاطعة للملتقى من الشعراء المصريين الشبان وغياب احتجاجي لبعض أبرز الشعراء المصريين المشاركين، والذين لا تزال اسماؤهم في برنامج الندوات. يمكننا اذن ان نتكلم عن مقاطعة لا عن مفاجئات ومعاندات من انفار قليلين. رد جابر عصفور ذلك في جلسة الختام الى صعوبة اشراك الجميع وارضاء الجميع لكن لدى المقاطعين حججا اخرى ليست اقل وجاهة. انهم يقولون ان الأمر ليس حرن شعراء لم تكن هناك فرصة لاشراكهم فالمسألة هي في التقديم الملتوي وغير الصحيح وغير المشرف للحركة الشعرية المصرية. لقد استبعدت اجيال بكاملها ولم ينتخب مما بعد شعراء السبعينات سوى اثنين او ثلاثة. ثم ان قصيدة النثر وهي الاعم والاكثر انتشارا الان حظيت بتمثيل جزئي لا يتعدى ايضا الثلاثة، ويروى في هذا السبيل ان شاعر نثر هو محمود قرني دعي وبلغ ثم اعتذرت اللجنة عن الاستمرار في دعوته. اما الطامّة فهي في دعوة نظّامين تجاوزهم لا الزمن الحالي وحده بل كل زمن، وشعراء بلا موهبة. يقول المقاطعون ان صورة الشعر المصري في الملتقى بدت قاصرة باعثة على الرثاء وان اعتداد احمد عبد المعطي حجازي، في جلسة الافتتاح، بها لا يتناسب مع الخفة المقصودة التي جرى بها تقديم القصيدة المصرية. القى عبد اللطيف عبد الحليم وهو عضو في لجنة الشعر في ندوة الافتتاح مطولة منظومة تكلمت في السياسة والنقد وقصيدة النثر بقواف متعسفة ونسج ركيك شأنها في ذلك شأن المطولات التعليمية كألفية ابن مالك التي لا تعد من الشعر الا جوازا. لا تحمل مطولات عبد اللطيف عبد الحليم على الشعر الا به%
02-17-2007, 08:42 PM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885
ظللنا نقول ان في هذا الفندق شيئا غريبا، لم نصل الى تحديده. لكنه بدا لنا خارجا عن الطور والطرز، وقلت في نفسي انه ربما بدا صغيرا ثم جرى تكبيره ولا يزال فناؤه اضيق مما ينبغي لبناء نكاد نضيع في أجنحته ومماشيه الطويلة الحزينة التي تنكسر على نحو غير متوقع بمماش اكثر وحشة وفي تداخل يجعلها اشبه بجانب من متاهة. الفناء أضيق مما ينبغي بالقياس للشقق التي منحت لنا بدل الغرف والتي لا نتوقع انها موجودة بهذا الاتساع وراء الأبواب العادية. اتساع غير مفهوم لشاغليها الافراد والذي لا يعرفون كيف يسكنونها وكيف يتصرفون بأجسادهم الصغيرة داخلها. مع ذلك تشكو هذه الشقق الرحبة، على نحو غريب، من مواضع ضيق فيها فلا يمنع مدى الصالون من ان يكون حوض الحمام اقصر من اي قامة ومستحيل لأي كان ان يتمدد فيه. اما تلك الحمرة الفاقعة للأبواب والخزائن والموكيت فهي ايضا جده وشباب مفتعلان ومبالغان لا يتلائمان مع هندسة فوضوية تشي بمعمار قديم جرى توسيعه، ولا يزال الاختلال واضحا بين مر%
02-17-2007, 08:42 PM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885
ظللنا نقول ان في هذا الفندق شيئا غريبا، لم نصل الى تحديده. لكنه بدا لنا خارجا عن الطور والطرز، وقلت في نفسي انه ربما بدا صغيرا ثم جرى تكبيره ولا يزال فناؤه اضيق مما ينبغي لبناء نكاد نضيع في أجنحته ومماشيه الطويلة الحزينة التي تنكسر على نحو غير متوقع بمماش اكثر وحشة وفي تداخل يجعلها اشبه بجانب من متاهة. الفناء أضيق مما ينبغي بالقياس للشقق التي منحت لنا بدل الغرف والتي لا نتوقع انها موجودة بهذا الاتساع وراء الأبواب العادية. اتساع غير مفهوم لشاغليها الافراد والذي لا يعرفون كيف يسكنونها وكيف يتصرفون بأجسادهم الصغيرة داخلها. مع ذلك تشكو هذه الشقق الرحبة، على نحو غريب، من مواضع ضيق فيها فلا يمنع مدى الصالون من ان يكون حوض الحمام اقصر من اي قامة ومستحيل لأي كان ان يتمدد فيه. اما تلك الحمرة الفاقعة للأبواب والخزائن والموكيت فهي ايضا جده وشباب مفتعلان ومبالغان لا يتلائمان مع هندسة فوضوية تشي بمعمار قديم جرى توسيعه، ولا يزال الاختلال واضحا بين مركزه المحصور واطرافه المتمادية. انه فندقنا الذي لم نجازف بالابتعاد كثيرا في فنائه وظللنا نقول كلما تحدثنا عنه ان فيه شيئا غريبا لا ندري ما هو.
اننا في القاهرة والمناسبة هي «ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي» وثمة مفارقة في التسمية بين الدولي والعربي. هناك ملتقيات عالمية للشعر تدعو كوكبة محسوبة من شعراء عالميين ويحضرها شعراء عرب من ضمن هذه الصيغة كما هو مهرجان الشعر العالمي في المغرب مثلا. هناك ايضا ملتقيات عربية خالصة، اما دمج الدولي بالعربي فلا يتم بسهولة. ورغم ان جابر عصفور في الجلسة الختامية اعتبر العالمية ركنا في التطلع الثقافي لنشاطات المجلس الاعلى للثقافة، الا ان ملتقى القاهرة كان عربيا وللشعر العربي ولم يكن الحضور الدولي، الضئيل، اساسيا في صيغته. يوغوسلافي واسباني وفرنسي وايطاليان دخلوا في البرنامج بصورة طرفية وشكلية، والغريب ان لا يعنى بترجمتهم. قرأ اليوغوسلافي بلا ترجمة، واستدعي استاذ في الاسبانية لم يحضر لهذا الغرض الى ترجمة فورية للشاعر الاسباني، ظل يلح على استحالتها ويكتفي بالاشارة الى موضوع الكلام الشعري وخبره فحسب (يقول أبوه عجوز حين يكون النص الأسباني: أبي عجوز) متنصلاً من أي تبعة، الارجح ان هذا كان على الشاعر الاسباني أسوأ من عدم ترجمته. التطلع الدولي بطبيعة الحال مشروع لكنه يتطلب صيغة اخرى، ويتطلب فوق ذلك اعدادا مدروسا، سواء في الاختيار ام الترجمة ام التقديم، ومن الواضح ان كل ذلك لم يكن في البال عند اعداد المهرجان واكتفي منه بالعنوان. العبرة مع ذلك ليست بالاسم فالمؤتمر تحقق اخيرا ولا يهم بأي اسم، فقد تأجل مرارا، رغم ان فكرته، التي اقترحها نجيب محفوظ في رسالته الى مؤتمر الرواية الاخير، مطروحة من زمن. ولم يُفهم دائما سر هذا التأجيل، الذي بقي مثار تكهنات وتفسيرات جزافية وغير جزافية، ويرده البعض الى تجاذب بين اجهزة ثقافية رسمية او في داخلها على الاسماء المصرية والعربية. لا بد ـ كما يقال ـ ان الذائقات، والمسارات المختلفة لعبت في هذا. لكن لعبت فيه ايضا، بحسب التكهنات، مذاهب في الشعر يسهل تحولها الى عصبيات، وعلاقات شخصية ودوائر نفوذ. اذا صح ذلك فإن من شأن تجاذب كهذا، ان يضيّق من هنا، ويضيّق من هناك، ويستبعد من هنا ويستبعد من هناك، فلا يبقى في الحصيلة الكثير، وتؤدي الاستثناءات المتبادلة الى حصر ما تبقى وتحديده.
تحقق المؤتمر اخيرا وهذا بحد ذاته كاف لقطع ألسنة التكهنات، فهل قطعها فعلا أم افلتها. هناك مجددا مسألة الأسماء، فهل هي فعلا بهذه الخطورة وهل هي ملبسة مشكلة بحيث يحوز فيها الخلط. لا اتكلم عن الاختيار من الشعراء الأجانب فهذا في الغالب لم يخضع لأ%E
02-17-2007, 08:42 PM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885
ظللنا نقول ان في هذا الفندق شيئا غريبا، لم نصل الى تحديده. لكنه بدا لنا خارجا عن الطور والطرز، وقلت في نفسي انه ربما بدا صغيرا ثم جرى تكبيره ولا يزال فناؤه اضيق مما ينبغي لبناء نكاد نضيع في أجنحته ومماشيه الطويلة الحزينة التي تنكسر على نحو غير متوقع بمماش اكثر وحشة وفي تداخل يجعلها اشبه بجانب من متاهة. الفناء أضيق مما ينبغي بالقياس للشقق التي منحت لنا بدل الغرف والتي لا نتوقع انها موجودة بهذا الاتساع وراء الأبواب العادية. اتساع غير مفهوم لشاغليها الافراد والذي لا يعرفون كيف يسكنونها وكيف يتصرفون بأجسادهم الصغيرة داخلها. مع ذلك تشكو هذه الشقق الرحبة، على نحو غريب، من مواضع ضيق فيها فلا يمنع مدى الصالون من ان يكون حوض الحمام اقصر من اي قامة ومستحيل لأي كان ان يتمدد فيه. اما تلك الحمرة الفاقعة للأبواب والخزائن والموكيت فهي ايضا جده وشباب مفتعلان ومبالغان لا يتلائمان مع هندسة فوضوية تشي بمعمار قديم جرى توسيعه، ولا يزال الاختلال واضحا بين مركزه المحصور واطرافه المتمادية. انه فندقنا الذي لم نجازف بالابتعاد كثيرا في فنائه وظللنا نقول كلما تحدثنا عنه ان فيه شيئا غريبا لا ندري ما هو.
اننا في القاهرة والمناسبة هي «ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي» وثمة مفارقة في التسمية بين الدولي والعربي. هناك ملتقيات عالمية للشعر تدعو كوكبة محسوبة من شعراء عالميين ويحضرها شعراء عرب من ضمن هذه الصيغة كما هو مهرجان الشعر العالمي في المغرب مثلا. هناك ايضا ملتقيات عربية خالصة، اما دمج الدولي بالعربي فلا يتم بسهولة. ورغم ان جابر عصفور في الجلسة الختامية اعتبر العالمية ركنا في التطلع الثقافي لنشاطات المجلس الاعلى للثقافة، الا ان ملتقى القاهرة كان عربيا وللشعر العربي ولم يكن الحضور الدولي، الضئيل، اساسيا في صيغته. يوغوسلافي واسباني وفرنسي وايطاليان دخلوا في البرنامج بصورة طرفية وشكلية، والغريب ان لا يعنى بترجمتهم. قرأ اليوغوسلافي بلا ترجمة، واستدعي استاذ في الاسبانية لم يحضر لهذا الغرض الى ترجمة فورية للشاعر الاسباني، ظل يلح على استحالتها ويكتفي بالاشارة الى موضوع الكلام الشعري وخبره فحسب (يقول أبوه عجوز حين يكون النص الأسباني: أبي عجوز) متنصلاً من أي تبعة، الارجح ان هذا كان على الشاعر الاسباني أسوأ من عدم ترجمته. التطلع الدولي بطبيعة الحال مشروع لكنه يتطلب صيغة اخرى، ويتطلب فوق ذلك اعدادا مدروسا، سواء في الاختيار ام الترجمة ام التقديم، ومن الواضح ان كل ذلك لم يكن في البال عند اعداد المهرجان واكتفي منه بالعنوان. العبرة مع ذلك ليست بالاسم فالمؤتمر تحقق اخيرا ولا يهم بأي اسم، فقد تأجل مرارا، رغم ان فكرته، التي اقترحها نجيب محفوظ في رسالته الى مؤتمر الرواية الاخير، مطروحة من زمن. ولم يُفهم دائما سر هذا التأجيل، الذي بقي مثار تكهنات وتفسيرات جزافية وغير جزافية، ويرده البعض الى تجاذب بين اجهزة ثقافية رسمية او في داخلها على الاسماء المصرية والعربية. لا بد ـ كما يقال ـ ان الذائقات، والمسارات المختلفة لعبت في هذا. لكن لعبت فيه ايضا، بحسب التكهنات، مذاهب في الشعر يسهل تحولها الى عصبيات، وعلاقات شخصية ودوائر نفوذ. اذا صح ذلك فإن من شأن تجاذب كهذا، ان يضيّق من هنا، ويضيّق من هناك، ويستبعد من هنا ويستبعد من هناك، فلا يبقى في الحصيلة الكثير، وتؤدي الاستثناءات المتبادلة الى حصر ما تبقى وتحديده.
تحقق المؤتمر اخيرا وهذا بحد ذاته كاف لقطع ألسنة التكهنات، فهل قطعها فعلا أم افلتها. هناك مجددا مسألة الأسماء، فهل هي فعلا بهذه الخطورة وهل هي ملبسة مشكلة بحيث يحوز فيها الخلط. لا اتكلم عن الاختيار من الشعراء الأجانب فهذا في الغالب لم يخضع لأي تقدير او استقصاء وترك لمعارف قد تكون شخصية ومحدودة. على كل حال لم تكن العمدة هنا ولا الفصل، لم يكن الشعراء الاجانب مشكلة في الملتقى لكن اختيارهم واهمال ترجمتهم نما عن مجانية لم تتوقف عند هذا الجانب. اسماء شعراء الملتقى الاول للشعر العربي الذي ختم جائزة تتوج صاحبها لعامين على الاقل هي المشكلة. لا أظن ان مراقبا مهتما ومتبعا لأحوال الشعر العربي يتعب في اختيار ثلاثين شاعرا من كل الاقطار، واذا انيط الامر بلجنة من متتبعين جديين بان الامر اسهل. فاختيار مشاركين في ملتقى «عربي» و«ودولي» يتطلب في الاقل حضورا على مستوى عربي، ما يستدعي تجاوز الملابسات المح%E
02-17-2007, 08:42 PM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885
ظللنا نقول ان في هذا الفندق شيئا غريبا، لم نصل الى تحديده. لكنه بدا لنا خارجا عن الطور والطرز، وقلت في نفسي انه ربما بدا صغيرا ثم جرى تكبيره ولا يزال فناؤه اضيق مما ينبغي لبناء نكاد نضيع في أجنحته ومماشيه الطويلة الحزينة التي تنكسر على نحو غير متوقع بمماش اكثر وحشة وفي تداخل يجعلها اشبه بجانب من متاهة. الفناء أضيق مما ينبغي بالقياس للشقق التي منحت لنا بدل الغرف والتي لا نتوقع انها موجودة بهذا الاتساع وراء الأبواب العادية. اتساع غير مفهوم لشاغليها الافراد والذي لا يعرفون كيف يسكنونها وكيف يتصرفون بأجسادهم الصغيرة داخلها. مع ذلك تشكو هذه الشقق الرحبة، على نحو غريب، من مواضع ضيق فيها فلا يمنع مدى الصالون من ان يكون حوض الحمام اقصر من اي قامة ومستحيل لأي كان ان يتمدد فيه. اما تلك الحمرة الفاقعة للأبواب والخزائن والموكيت فهي ايضا جده وشباب مفتعلان ومبالغان لا يتلائمان مع هندسة فوضوية تشي بمعمار قديم جرى توسيعه، ولا يزال الاختلال واضحا بين مركزه المحصور واطرافه المتمادية. انه فندقنا الذي لم نجازف بالابتعاد كثيرا في فنائه وظللنا نقول كلما تحدثنا عنه ان فيه شيئا غريبا لا ندري ما هو.
اننا في القاهرة والمناسبة هي «ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي» وثمة مفارقة في التسمية بين الدولي والعربي. هناك ملتقيات عالمية للشعر تدعو كوكبة محسوبة من شعراء عالميين ويحضرها شعراء عرب من ضمن هذه الصيغة كما هو مهرجان الشعر العالمي في المغرب مثلا. هناك ايضا ملتقيات عربية خالصة، اما دمج الدولي بالعربي فلا يتم بسهولة. ورغم ان جابر عصفور في الجلسة الختامية اعتبر العالمية ركنا في التطلع الثقافي لنشاطات ا%E
02-17-2007, 08:42 PM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885
ظللنا نقول ان في هذا الفندق شيئا غريبا، لم نصل الى تحديده. لكنه بدا لنا خارجا عن الطور والطرز، وقلت في نفسي انه ربما بدا صغيرا ثم جرى تكبيره ولا يزال فناؤه اضيق مما ينبغي لبناء نكاد نضيع في أجنحته ومماشيه الطويلة الحزينة التي تنكسر على نحو غير متوقع بمماش اكثر وحشة وفي تداخل يجعلها اشبه بجانب من متاهة. الفناء أضيق مما ينبغي بالقياس للشقق التي منحت لنا بدل الغرف والتي لا نتوقع انها موجودة بهذا الاتساع وراء الأبواب العادية. اتساع غير مفهوم لشاغليها الافراد والذي لا يعرفون كيف يسكنونها وكيف يتصرفون بأجسادهم الصغيرة داخلها. مع ذلك تشكو هذه الشقق الرحبة، على نحو غريب، من مواضع ضيق فيها فلا يمنع مدى الصالون من ان يكون حوض الحمام اقصر من اي قامة ومستحيل لأي كان ان يتمدد فيه. اما تلك الحمرة الفاقعة للأبواب والخزائن والموكيت فهي ايضا جده وشباب مفتعلان ومبالغان لا يتلائمان مع هندسة فوضوية تشي بمعمار قديم جرى توسيعه، ولا يزال الاختلال واضحا بين مركزه المحصور واطرافه المتمادية. انه فندقنا الذي لم نجازف بالابتعاد كثيرا في فنائه وظللنا نقول كلما تحدثنا عنه ان فيه شيئا غريبا لا ندري ما هو.
اننا في القاهرة والمناسبة هي «ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي» وثمة مفارقة في التسمية بين الدولي والعربي. هناك ملتقيات عالمية للشعر تدعو كوكبة محسوبة من شعراء عالميين ويحضرها شعراء عرب من ضمن هذه الصيغة كما هو مهرجان الشعر العالمي في المغرب مثلا. هناك ايضا ملتقيات عربية خالصة، اما دمج الدولي بالعربي فلا يتم بسهولة. ورغم ان جابر عصفور في الجلسة الختامية اعتبر العالمية ركنا في التطلع الثقافي لنشاطات المجلس الاعلى للثقافة، الا ان ملتقى القاهرة كان عربيا وللشعر العربي ولم يكن الحضور الدولي، الضئيل، اساسيا في صيغته. يوغوسلافي واسباني وفرنسي وايطاليان دخلوا في البرنامج بصورة طرفية وشكلية، والغريب ان لا يعنى بترجمتهم. قرأ اليوغوسلافي بلا ترجمة، واستدعي استاذ في الاسبانية لم يحضر لهذا الغرض الى ترجمة فورية للشاعر الاسباني، ظل يلح على استحالتها ويكتفي بالاشارة الى موضوع الكلام الشعري وخبره فحسب (يقول أبوه عجوز حين يكون النص الأسباني: أبي عجوز) متنصلاً من أي تبعة، الارجح ان هذا كان على الشاعر الاسباني أسوأ من عدم ترجمته. التطلع الدولي بطبيعة الحال مشروع لكنه يتطلب صيغة اخرى، ويتطلب فوق ذلك اعدادا مدروسا، سواء في الاختيار ام الترجمة ام التقديم، ومن الواضح ان كل ذلك لم يكن في البال عند اعداد المهرجان واكتفي منه بالعنوان. العبرة مع ذلك ليست بالاسم فالمؤتمر تحقق اخيرا ولا يهم بأي اسم، فقد تأجل مرارا، رغم ان فكرته، التي اقترحها نجيب محفوظ في رسالته الى مؤتمر الرواية الاخير، مطروحة من زمن. ولم يُفهم دائما سر هذا التأجيل، الذي بقي مثار تكهنات وتفسيرات جزافية وغير جزافية، ويرده البعض الى تجاذب بين اجهزة ثقافية رسمية او في داخلها على الاسماء المصرية والعربية. لا بد ـ كما يقال ـ ان الذائقات، والمسارات المختلفة لعبت في هذا. لكن لعبت فيه ايضا، بحسب التكهنات، مذاهب في الشعر يسهل تحولها الى عصبيات، وعلاقات شخصية ودوائر نفوذ. اذا صح ذلك فإن من شأن تجاذب كهذا، ان يضيّق من هنا، ويضيّق من هناك، ويستبعد من هنا ويستبعد من هناك، فلا يبقى في الحصيلة الكثير، وتؤدي الاستثناءات المتبادلة الى حصر ما تبقى وتحديده.
تحقق المؤتمر اخيرا وهذا بحد ذاته كاف لقطع ألسنة التكهنات، فهل قطعها فعلا أم افلتها. هناك مجددا مسألة الأسماء، فهل هي فعلا بهذه الخطورة وهل هي ملبسة مشكلة بحيث يحوز فيها الخلط. لا اتكلم عن الاختيار من الشعراء الأجانب فهذا في الغالب لم يخضع لأي تقدير او استقصاء وترك لمعارف قد تكون شخصية ومحدودة. على كل حال لم تكن العمدة هنا ولا الفصل، لم يكن الشعراء الاجانب مشكلة في الملتقى لكن اختيارهم واهمال ترجمتهم نما عن مجانية لم تتوقف عند هذا الجانب. اسماء شعراء الملتقى الاول للشعر العربي الذي ختم جائزة تتوج صاحبها لعامين على الاقل هي المشكلة. لا أظن ان مراقبا مهتما ومتبعا لأحوال الشعر العربي يتعب في اختيار ثلاثين شاعرا من كل الاقطار، واذا انيط الامر بلجنة من متتبعين جديين بان الامر اسهل. فاختيار مشاركين في ملتقى «عربي» و«ودولي» يتطلب في الاقل حضورا على مستوى عربي، ما يستدعي تجاوز الملابسات المحلية جداً في كل قطر. قد لا يكون اختيار كهذا مثاليا لكنه مبرر ومفهوم، وليس مستصعبا فهو ملحوظ في جملة من المؤتمرات قد يكون «المغرب» أحد امثلتها الأقرب. اكتشاف مواهب مغمورة عمل جليل بالطبع لو كان بوسعنا ان ننيط بلجان المؤتمرات امرا كهذا، لكن لجان المؤتمرات في العادة هي الحد الأدنى المطلوب ولا توكل لها مهمة تتطلب طليعية ونفاذا لا يتحققان لها، والافضل تقييدها بالمتعارف والمعلوم. لا نعرف كيف جرت مداولات اللجنة ولا اعتباراتها. لكن يستغرب ان يكون في قائمة المشاركين قرابة عشرين اسما ونيف لا يدري بها أحد من المدعويين واذا كان لها وجود فهو محلي جدا. نستغرب ايضا ان يكون جل ما سمعناه من هؤلاء اليق ببريد القراء (على احترامي الكبير له)، فليس في الأمر اكتشاف مواهب ولا تبني اصوات جديدة، العكس هو الصحيح فهذه الاصوات لم تستطع ان تطفو الى سطح اللحظة الشعرية الراهنة، انها اما من متخلفات قديمة او من دوران حول الشعر، بدون نفاذ اليه، مما تعج به الصحف والمحطات وتكون فيه «الوصفة» الشعرية والشبه الشعري فحسب، لا نعرف كيف تم الاختيار ومن اختار. لو أصغينا الى كل ما يقال لسمعنا شتاتا متضاربا لا فرصة للتحقق منه او تبينه. هناك همس عن صداقات وخدمات متبادلة ودوائر نفوذ. لكن التضارب بل والتناقض في هذه الاقاويل يجعلنا لا نركن ال%E
02-17-2007, 08:42 PM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885
ظللنا نقول ان في هذا الفندق شيئا غريبا، لم نصل الى تحديده. لكنه بدا لنا خارجا عن الطور والطرز، وقلت في نفسي انه ربما بدا صغيرا ثم جرى تكبيره ولا يزال فناؤه اضيق مما ينبغي لبناء نكاد نضيع في أجنحته ومماشيه الطويلة الحزينة التي تنكسر على نحو غير متوقع بمماش اكثر وحشة وفي تداخل يجعلها اشبه بجانب من متاهة. الفناء أضيق مما ينبغي بالقياس للشقق التي منحت لنا بدل الغرف والتي لا نتوقع انها موجودة بهذا الاتساع وراء الأبواب العادية. اتساع غير مفهوم لشاغليها الافراد والذي لا يعرفون كيف يسكنونها وكيف يتصرفون بأجسادهم الصغيرة داخلها. مع ذلك تشكو هذه الشقق الرحبة، على نحو غريب، من مواضع ضيق فيها فلا يمنع مدى الصالون من ان يكون حوض الحمام اقصر من اي قامة ومستحيل لأي كان ان يتمدد فيه. اما تلك الحمرة الفاقعة للأبواب والخزائن والموكيت فهي ايضا جده وشباب مفتعلان ومبالغان لا يتلائمان مع هندسة فوضوية تشي بمعمار قديم جرى توسيعه، ولا يزال الاختلال واضحا بين مر%
02-17-2007, 08:42 PM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885
ظللنا نقول ان في هذا الفندق شيئا غريبا، لم نصل الى تحديده. لكنه بدا لنا خارجا عن الطور والطرز، وقلت في نفسي انه ربما بدا صغيرا ثم جرى تكبيره ولا يزال فناؤه اضيق مما ينبغي لبناء نكاد نضيع في أجنحته ومماشيه الطويلة الحزينة التي تنكسر على نحو غير متوقع بمماش اكثر وحشة وفي تداخل يجعلها اشبه بجانب من
02-17-2007, 08:42 PM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885
حدث عطل فني مما جعل مقال بيضون يرد في عشرات البوستات فمعذرة على هذا التكرار القاتل.
هنا مقال لناقد سعودي يدور حول غياب شعر دول كثيرة من ضمنها السودان ملتقى الشعر العربي في القاهرة ... بعض عتب وقلق سعد البازعي الحياة - 18/02/07//
قبل العتب والقلق هناك بكل تأكيد الكثير – وليس القليل – من التقدير والإعجاب. فالقاهرة التي ضمّت الملتقى الدولي الأول للشعر العربي قبل أيام هي القاهرة التي تسهم كما لا يساهم أحد في قيادة النهضة الثقافية العربية المعاصرة، ليس من خلال الملتقيات والندوات فحسب وإنما أيضاً من خلال النتاج الثقافي المتمثل في التأليف والترجمة والإنتاج المسرحي والسينمائي والموسيقي... وهي القاهرة التي كانت رائدة في تلك النهضة حين بدأت قبل ما يزيد على قرن ونصف قرن من عمر الثقافة العربية الحديثة. هذه القاهرة، بل مصر بأكملها، هي التي جمعت ولا تزال تجمع العرب مفكرين ومبدعين وعلماء والتي تمثل الثقل البشري في الأمة العربية اليوم. ولا شك في أن هذه المهمة تعاظمت مع تضاؤل أو تواري دور دولتين عربيتين كبيرتين هما لبنان والعراق، وإن لم يؤد هذا في طبيعة الحال إلى تواري المناطق العربية الأخرى، مثل الكويت والسعودية والبحرين والمغرب والإمارات وتونس. ففي هذه أيضاً نجد حراكاً ثقافياً عربياً طموحاً وفاعلاً، لاسيما في دولة مثل الكويت تتجاوز حجمها الجغرافي والسكاني بكثير حين يأتي الأمر إلى تطوير الثقافة العربية على نتاجها وعلى المنتسبين إليها.
صارت بعض هذه الدول، وفي طليعتها مصر، مجمع مثقفين عرباً يصعب أن يجتمعوا في غيرها لأسباب كثيرة، منها السياسي ومنها الاقتصادي ومنها الاجتماعي - الثقافي. في مصر قدر من الانفتاح لا يتوافر بكل بساطة في غيرها. فالخلافات العربية والقيود على التنقل التي تحد من حضور بعض المثقفين والمبدعين ليس لها تأثير كبير في الأخوة المصريين، الأمر الذي يفتح الباب للقاءات نادرة تعيشها ثقافة عربية تكاد تتشتت في كل مكان، من عراقي مقيم في اليمن، إلى لبناني مقيم في باريس، إلى أردنيين وفلسطينيين مقيمين في ألمانيا، إلى غير ذلك من صنوف الشتات العربي. علماً بأن العراقيل المشار إليها ليست غائبة تماماً حتى عن مصر. فقد حدثني بعض الأخوة العراقيين المقيمين للعمل في اليمن أنهم في حاجة إلى ثلاثة أسابيع للحصول على تأشيرة دخول الى مصر على رغم تلقيهم دعوات من الحكومة المصرية، في حين أن بعض الأوروبيين والأميركيين، والعرب الآخرين، من يحصل على تأشيرته في المطار ومن دون دعوات أو أدنى سؤال.
لكن هذا ليس بالضبط ما أردت الحديث فيه على أهميته. موضوعي هو الملتقى الشعري العربي الذي جمع عدداً كبيراً من العرب المعنيين بالشعر كتابة ونقداً، وأتاح لهم فرصة اللقاء والإلقاء، وفرص التباحث والنقاش في أجواء من الصداقة والمودة الحميمة والمثرية. وهنا لا بد من تسجيل الشكر الخالص لوزير الثقافة المصري الفنان فاروق حسني ولأمين المجلس الأعلى للثقافة في مصر الناقد جابر عصفور وبقية الأخوة العاملين في المجلس الأعلى للثقافة ومن خلاله. ما أردت قوله اضافة إلى هذا التعبير عن الشكر والتقدير هو أن الملتقى حفل بوجوه نقص أزعم أن أولئك الأخوة في مصر حريصون على معرفتها، أو متسامحون تجاه التعبير عنها. وقد رتبتها فيما يأتي على شكل ملاحظات:
أولاً:
Quote: كان هناك غياب واضح بل فادح على مستوى الحضور الشعري لدول عربية كثيرة، فهل يعقل أن يغيب شعراء من دول مثل السعودية والمغرب والكويت والإمارات والسودان على رغم ما تمثله تلك الدول من ثقل على مستوى الإبداع الشعري؟ وهل يعقل أن كل من دعي من تلك الدول، إن كان أحد قد دعي أصلاً، اعتذر؟
ثانياً: تشكلت لجنة تحكيم جائزة الشعر من خمس دول، وكان عدد المحكمين عشرة أشخاص على ما أذكر، أربعة منهم من مصر من بينهم رئيس اللجنة، بينما توزع الباقون على أربع دول هي: لبنان (2) تونس (1)، البحرين (1)، الأردن (1)... ومع أنني أرى أن مصر تستحق أن تكون في كفة والبقية في كفة، فإن التشكيل كان بعيداً عن العدالة لسببين: الأول ضآلة عدد الدول العربية الأخرى الممثلة، والثاني أن بعض الأساتذة المحكمين ليسوا ممن عرفوا بكثافة الاهتمام بالشعر العربي المعاصر، فهم على أهميتهم العلمية والثقافية، وفيهم أعلام مهمون لا يشكك في قيمتهم أحد، غير منشغلين بالشعر العربي المعاصر، ومع ذلك لم يتردد المجلس أو يترددوا هم في أن يحكّموا جائزة بهذه الأهمية!
ثالثاً: يتعلق باختيار محمود درويش للجائزة. وبالطبع فأنا أبعد ما أكون عن التشكيك باستحقاق شاعر كبير مثل درويش بجائزة كالتي منحت له، فهو يستحقها ويستحق أكثر منها. وما أقوله صادر عن انشغال بدراسته مدة ليست بالقصيرة. لكن ما أقلقني – وهذا يعود إلى القلق في عنوان المقالة – هو ما أشير إليه في خطاب رئيس اللجنة من «إجماع لافت» حول درويش. يقلقني ذلك لأنني استغرب ألا يخرج أحد ليقول: أدونيس أو سعدي يوسف. أما حجازي، الاسم الآخر المهم هنا فلربما استبعد لمصريته وما قد يشوب الجائزة من اختياره. ولعل اللجنة استبعدته مثلما استبعدت أدونيس لأنه «تعالى» على الملتقى، كما تردد. فهل هذه المبررات كافية لئلا يختلف الأعضاء؟ أما استبعاد سعدي يوسف عن آراء اللجنة فقد يعود إلى عدم معرفة كافية بشعره، وقد يكون لنجومية درويش أو فلسطينيته دور، وسعدي ليس من ذوي الأضواء علماً بأن تاريخه الشعري ضارب في العمق والجمال. السؤال ليس لماذا لم يفز أي من أولئك، ولكنه حول الإجماع. إنه الإجماع العربي المقلق وليس الإجماع الصحي، الإجماع على مستوى ثقافي رفيع يستغرب فيه ألا يخرج صوت باقتراح مغاير.
رابعاً وأخيراً: يظل السؤال عالقاً حول اسم تجاهله الملتقى تماماً. إنه الناقد عز الدين إسماعيل، هذا الاسم الكبير والرائد في دراسة الشعر العربي الحديث، لماذا لم يؤبنه الملتقى أو المجلس، علماً بأن المجلس نفسه أبن الكثيرين وبعضهم أقل أهمية من إسماعيل؟ كيف يمر موته قبل أيام من دون أن يتوقف عنده دارسو الشعر الحديث وبعضهم من تلامذته؟ لقد تعلم الكثير منا من عز الدين إسماعيل، كيف يقرأ القصيدة العربية الحديثة ويلتفت إلى سماتها الدلالية والجمالية. ومن الصعب تجاهل وفاة الرجل من دون أدنى إشارة. هل هي الخلافات الشخصية، وكيف يخضع الجميع ممالأة لأحد؟ بل كيف يرضى أحد بألا يكون الموت سبباً كافياً كي يوجب ما قبله؟ كان ينبغي قول كلمة في الافتتاح أو الاختتام عن عزالدين إسماعيل. ومعلوم أن الوقوف عند مآثر الراحلين – وكلنا راحلون يوماً – لا يغض أبداً من قيمة غيرهم. وإن عتبنا فإن العتب هنا وفي مواضع أخرى يتجه إلى مجلس أعلى شهد في عهد جابر عصفور ما لم يشهده من قبل، لا سيما على مستوى لمّ الشمل العربي، بل والانفتاح على الثقافات الأخرى، فما أحرى المجلس والمشهد الثقافي في مصر بأكمله بكل مميز من العمل والعطاء.
* ناقد سعودي.
02-18-2007, 08:48 AM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885
الشعراء الشباب أُبعدوا... وأسامة الدناصوري لم يتذكّره أحد ... غبار كثير في «معارك» ملتقى القاهرة وجائزة محمود درويش لم تخلُ من البعد السياسي القاهرة – عبده وازن الحياة - 17/02/07//
غداة انتهاء «ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي» وفوز الشاعر محمود درويش بجائزته التي تُمنح للمرة الأولى، انقشع «المشهد» الذي تلبّد قليلاً خلال الأيام الأربعة للملتقى، وركد الغبار الذي أثارته «المعارك» التي دارت حول الملتقى وبعضها يشبه معارك طواحين الهواء، معارك بلا ابطال معلنين وبلا اهداف معينة. ولعل الشعار الجميل الذي حمله الملتقى وهو «الشعر في حياتنا» كان الضحية الأولى، ولولا الكلمة التي ألقاها الناقد جابر عصفور في حفلة الافتتاح وهي كانت بمثابة الأمثولة التي يُفتتح بها الموسم الجامعي، لما فطن الجمهور الى معنى هذا الشعار ومغزاه، على رغم الندوات النقدية التي انطلقت منه. فمعظم الكلام الذي جرى خلال الأيام الأربعة، في المقاهي واللقاءات والكواليس كان حول الجائزة ومن سيفوز بها، ناهيك بالمعركة التي قامت إعلامياً بين الشعراء الشباب الذين أُقصوا أو أُبعدوا عن الملتقى والشاعر احمد عبد المعطي حجازي، رئيس لجنة الشعر في «المجلس الأعلى للثقافة» الذي كان يملك القرار في اختيار الشعراء أو إبعادهم، وفي اختيار اسماء لجنة التحكيم. ولعل هذا الجو المعتكر الذي ران على الملتقى ساهم في «عزل» الندوات النظرية التي رافقت الأمسيات الشعرية، فلم تلق الأوراق التي قدمت خلالها أي صدى، علاوة على انحسار الجمهور الذي تابعها، فيما غصت صالات الأمسيات الشعرية بجمهور خاص همه ان يستمع الى الشعراء يلقون قصائدهم.
كان الشعراء الشباب على حق عندما قاطعوا الملتقى، فهم لم يجدوا من يمثلهم خير تمثيل. ولم يكن عليهم إلا ان يتهموا حجازي بإبعاد اصوات جيل الثمانينات والتسعينات وتجاهلهم، آخذين عليه انانيته ورفضه لقصيدة النثر وشعرائها. وقال بعضهم إن حجازي شاء ان يجعل الملتقى مهرجاناً له، ووقفاً على الشعراء الذين يدورون في فلكه والذين يكيلون له المديح. قاطع هؤلاء الشعراء امسيات الملتقى والجلسات النقدية، وغاب «حضورهم» الذي غالباً ما كان يسم الملتقيات، ما خلا بضعة شعراء منهم اطلوا بخفر. اما المفاجئ فهو مقاطعة بضعة شعراء أُدرجت اسماؤهم في البرنامج ومنهم على سبيل المثل: محمد عفيفي مطر الذي دخل السبعين من عمره، عبدالمنعم رمضان وحلمي سالم اللذان ينتميان الى جيل السبعينات. وبرر هذان الشاعران مقاطعتهما الملتقى بالاحتجاج على سوء تمثيل الشعر المصري والشعر العربي في الملتقى. لكنهما لم يذكرا أي اسم يعترضان عليه، وفي ظنهما ان الأسماء معروفة. الشاعر محمد عفيفي مطر لم يبدُ راضياً على منهج الملتقى ولا على فكرة الجائزة وشعر بأنه أسيء التعامل معه فآثر الانسحاب من غير ان يدلي بأي كلام، وكان إدراج اسمه في لائحة الجائزة سبباً إضافياً لانسحابه. الشاعر الاميركي سام هاميل
لكن بعض الشعراء الشباب اعترضوا على اسماء كثيرة، وجدوا انها لا تمثل واقع الشعر في مصر والبلدان العربية، وربطوا حضورها بتفرّد حجازي بالقرار وهو تربطه بتلك الأسماء علاقات خاصة، كما عبّروا. وسمّى احدهم في جلسة خاصة شعراء مثل: سلوى النعيمي، بروين حبيب، حيدر محمود، ابتسام المتوكل، حبيب الزيودي... اضافة الى الأسماء المصرية التي لا تمثل حقيقة الشعر في مصر ومنها: محمد الشهاوي، فؤاد طمان، أحمد بخيت وسواهم. واللافت ان الشاعر الشاب محمود قرني كان مدعواً للمشاركة في الأمسيات الشعرية وأُدرج اسمه في البرنامج ثم أُبعد نظراً الى كثرة الأسماء وعدم اتساع الأمسيات لها. وقيل ان حجازي ضحى بشاعر شاب يكتب قصيدة النثر لمصلحة شعراء «تقليديين» قريبين منه.
اما حجازي فيعترض على الحملة التي قامت ضده وعلى الصحافة التي اتهمته بالتسلط والتفرد بالقرار. وقال لـ «الحياة» في «دردشة» سريعة انه لم يبعد الشعراء الشباب، والدليل مشاركة فاطمة قنديل وعلي منصور في الأمسيات، وهما من الجيل الشعري الجديد. وأشار الى ان اللجنة الشعرية التي يترأسها هي التي اختارت الأسماء وكانت عادلة في اختيارها، وهي لم تستبعد قصيدة النثر العربية ويكفي ذكر أسماء بول شاوول وعباس بيضون وسيف الرحبي وسواهم... إلا ان هذه اللجنة تضم بحسب بعض الشعراء الشباب، شعراء تقليديين وعاديين جداً ومحافظين يحاربون قصيدة النثر وهم معروفون بولائهم لرئيسهم حجازي.
تسييس الجائزة
قد لا يجد المشارك العربي في الملتقى نفسه معنياً بهذه المعارك التي أثارت غباراً كثيراً، وقد يدرك انها معارك مصرية صرف تُصفّى خلالها بعض الحسابات القديمة. لكنّ ما يفاجئه هو إسباغ الصفة السياسية على جائزة الملتقى. صحيفة «أخبار الأدب» أعلنت فوز محمود درويش بالجائزة قبل اربعة ايام من انطلاق الملتقى. وسرت إشاعات كثيرة حول الجائزة وحول صراع بين درويش وسعدي يوسف المنافس الوحيد له، وكلاهما براء منه. لكن سعدي يوسف لم يستطع ان يستوعب البعد السياسي للجائزة فدعا درويش – مثلما دعا نفسه – الى الابتعاد عنها وتركها للشعراء الجدد. ولم يشارك سعدي في الحفلة الختامية للملتقى التي تسلم فيها درويش الجائزة. إلا ان اسماء اخرى طرحت خلال جلسات اللجنة التحكيمية التي ترأسها الناقد صلاح فضل ومن هذه الأسماء: محمد عفيفي مطر وسعيد عقل ونازك الملائكة التي يظن الكثيرون انها رحلت، من جراء مرضها وابتعادها عن الأضواء. وقيل ايضاً ان احمد عبدالمعطي حجازي نفسه جرى تداول اسمه في جلسات اللجنة. وقد يسأل سائل ما جدوى تأسيس لجنة تحكيم من عشرة نقاد مصريين وعرب، بعضهم قمين بأن يكون عضواً فيها وبعضهم دون مستواها، ما دامت النتيجة عُرفت سلفاً؟ ماذا فعلت لجنة التحكيم بعدما أُعلن فوز درويش في الصحافة قبل ايام من بدء الملتقى؟ هل يرضى ناقد مثل صلاح فضل ان تكون اللجنة التي يترأسها «صورية» فقط؟ محمد عفيفي مطر
بدت «المنافسة» بين محمود درويش وسعدي يوسف كأنها منافسة بين فلسطين والعراق. وقال البعض لماذا تمنح فلسطين جائزة الشعر مرة ثانية بعدما نال الشاعر الفلسطيني سميح القاسم جائزة اتحاد الكتّاب قبل شهرين في القاهرة. هذا جزء من الكلام «الإشاعي» الذي ساد اجواء الملتقى. الجائزة ستذهب إما لفلسطين التي يمثلها دوريش وإما للعراق الذي يمثله سعدي. وذهبت فعلاً لفلسطين أي لدرويش، وكان مفترضاً ان تبتعد الجائزة عن هذا البعد السياسي بل عن الفعل التسييسي. فمحمود درويش شاعر أولاً وأخيراً، شاعر بذاته وشعره وقضاياه التي لم تبق محصورة بهويته الفلسطينية حتى وإن كان شاعر فلسطين، وهذه أصلاً تسمية لم تعد تكفيه او تفيه حقه بعدما اصبح شاعراً في المعنى الإنساني العميق والمعنى الكوني او العالمي. واضطر درويش – كما بدا – ان يفسّر منحه الجائزة تفسيراً وطنياً وفلسطينياً بحسب ما قال في الحفلة الختامية: «أشعر بأ للجائزة بعداً أعمق، فهي لها بعد سياسي تقدمه اكبر دولة عربية هي مصر، الى فلسطين...». ورأى ان اهمية الجائزة ترجع الى اسباب عدة ومنها «الأسباب الوطنية السياسية»، وأضاف: «انني ارى فيها تحية تضامن مع الشعب الفلسطيني». اما اللجنة التحكيمية فابتعدت في بيانها عن «الشرك» السياسي وأفادت بأنها اختارت درويش بالإجماع «لأنه احدى القامات العالية في الشعر العربي، في اعلى ذروة بلغتها حتى اصبح رمزاً قادراً على التواصل مع الجمهور، عاملاً بحرص على تثبيت الهوية الوطنية، ومستشرفاً المستقبل». وتحدث البيان عن «حفاظ درويش على إبداعه الشعري ومنح اللغة العربية جمالية خاصة، إضافة الى تعدد الأصوات الشعرية في قصيدته والارتقاء بالذائقة العربية الشعرية، ناقلاً القصيدة العربية الى العالمية...». إنها جائزة مصر، اولاً وأخيراً، كما قال درويش، وهي المرة الأولى يفوز بجائزة عربية تمنحها القاهرة.
إلا ان السؤال الذي يظل مطروحاً: هل كان يجب تسييس هذه الجائزة في ملتقى شعري يحمل عنواناً فريداً هو «الشعر في حياتنا»؟ تُرى ألم تنعكس الخلفية السياسية على هذا العنوان لتجعله «السياسة في حياتنا»؟ والمفارقة هنا ان محمود درويش لم يقرأ في الأمسية التي شارك فيها أي قصيدة سياسية او «جماهيرية» بل اختار قصائد مغرقة في رمزيتها وجماليتها وشعريتها الداخلية، ساعياً الى إيصال «رسالة» للجمهور الذي يميل غالباً الى شعره «السياسي».
كان وصف الناقد جابر عصفور لمقولة «الشعر في حياتنا» خير مدخل الى الملتقى، وبدت كلمته الافتتاحية نصاً بديعاً يتناول مفهوم الشعر وصورة الشاعر، تناولاً فلسفياً ونقدياً وجوهرياً. واستهل كلمته قائلاً: «الشعر معرفة وبحث عن المعنى في اللامعنى، وتفسير للعالم، وكشف عن اسراره التي تظل في حاجة الى الكشف، وتعرية لمثالبه، ورفض لكل شروط الضرورة، واحتجاج على كل ما يحول بين الإنسان وحريته. والشاعر هو الكائن ذو الألف وجه، وهو الصعلوك الهامشي الذي يعيش على الحافة أو في الأطراف...».
ومن هذا الشعار – المقولة (الشعر في حياتنا) انطلقت معظم الأوراق النقدية التي قُدّمت في الندوة، وتوزّعت على حقول عدة مثل: الشعر والترجمة، الشعر والهوية، الشعر والجمهور، الشعر حاجة انسانية، الشعر في عصر العولمة وسواها. وشارك في الندوات نقاد وباحثون يختلفون بعضاً عن بعض، قيمة ومناهج ومقاربات، ومن هذه الأسماء: حاتم الصكر، دنيا ابو رشيد، سعد البازعي، شربل داغر، عادل قرشولي، عبد النبي اصطيف، عز الدين المناصرة، علوي الهاشمي، ماهر شفيق فريد، محمد عبد المطلب وسواهم.
ولئن غابت اسماء شعرية مصرية وعربية مهمة وبارزة عن الأمسيات لأسباب عدة، فإن اسماء مهمة شاركت في الأمسيات وبعضها ينتمي الى قصيدة النثر. أما الشعراء الأجانب فمعظمهم من المجهولين، ولم يُقدَّموا الى الجمهور كما يجب، وبعضهم لم تترجم لهم أي قصيدة، فقرأوا قصائدهم باللغة الأم. والمفاجئ ان شاعراً عادياً جداً يدعى جان كلود فيلان مثّل الشعر الفرنسي فيما كان يجب اختيار واحد من الشعراء الفرنسيين المهمين والحاضرين بقوة في المشهد الشعري الفرنسي الراهن. إلا ان اللجنة والشاعر حجازي ركّزا على الشاعر الأميركي سام هاميل، وهو شاعر عادي جداً لولا موقفه المناهض للسياسة الأميركية في العراق. وذكره حجازي في كلمته خلال الاحتفال قائلاً: «ما قرأناه عن الحملة الموفقة التي قادها الشعراء الأميركيون ضد سياسة الرئيس بوش في العراق يحيي آمالنا في عودة الشعر لمخاطبة الإنسان البسيط والتأثير في حياتنا العامة. أرجو ان تحيّوا معي صديقنا العزيز الشاعر الأميركي سام هاميل الذي قاد هذه الحملة مع زملائه، وأنشأ على الإنترنت موقعه الذي سماه «الشعر ضد الحرب»، فتلقى في شهر واحد، ثلاثة عشر ألف قصيدة شارك في كتابتها شعراء من كل انحاء العالم، انكليز وفرنسيون وإيطاليون وأتراك...». وركّزت الأضواء على هذا الشاعر فيما غابت عن سواه من شعراء بدوا غرباء داخل المشهد العام للملتقى، ولم يُجرَ بينهم وبين الشعراء العرب أي تعارف حقيقي. ومن أطرف ما حصل طريقة سعدي يوسف في قراءته الشعرية التي بدت غاية في الفرادة والعبثية. فهو كان يتحدث ثم يقرأ مقطعاً من قصيدة ثم يعلّق على المقطع راوياً ما يشبه القصص الشخصية. وكان سعدي خلال الملتقى من أطرف الشعراء في لباسه المائل الى الألوان الفاقعة وقد علّق على صدره ايقونة ذهباً تمثل خريطة العراق كاملة، «نكاية بالذين يحاولون تقسيمه». ورافق مشاركة سعدي يوسف في الملتقى صدور مختارات شعرية له عن دار «آفاق»، وقد قام هو بانتقاء القصائد وتقديمها وسماها «مختاراتي». وصدور هذه المختارات هو من الأحداث المهمة في الملتقى ولكن لم يُعر أي اهتمام أو التفات. وتمثل المختارات هذه قصائد كتبها سعدي بين العامين 1955 و 2005، ويقول عن هذه «المختارات» في التقديم: «سبيلي الشخصي في هذه المختارات كان الجمع بين عنصري الزمن والقيمة الجمالية. أي انني حاولت ان اضع المنجز الجمالي في سياقه الزمني، كي تسهل متابعة قيمة فنية معينة عبر السنوات أو عبر العقود في حالتي».
وما دام الكلام يجري حول المختارات الشعرية فما تجب الإشارة إليه ايضاً صدور الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر الإيطالي الكبير أونغاريتي (1888 – 1970) عن دار ميريت في ترجمة الرسام المصري الطليعي عادل السيوي وتقديمه. وهذه الترجمة من الأحداث الشعرية الكبيرة في مصر والعالم العربي، ليس لأنها الأولى والمنطلقة من النص الأصلي فحسب، بل لأن اونغاريتي هو من كبار الشعراء الإيطاليين والعالميين وقد ولد في الاسكندرية وعاش ردحاً فيها. وقد جذبته الحياة الثقافية والسياسية في الاسكندرية وشكلت معالم ثقافته الأولى، وجعلته يلتفت منذ بداياته الى تعدد الأصوات والأجناس. وكان اونغاريتي، الذي اسس في ايطاليا تيار الشعر «المغلق» أو «الهرمسي» استوحى الصحراء المصرية والحياة اليومية في الاسكندرية وعالم الفقراء. وليت الملتقى الشعري انتبه الى صدور هذه الأعمال واحتفل بها وخص اونغاريتي بمنصة شعرية تجذب الجمهور الى هذه الترجمة الإبداعية الفريدة. وما يلفت في هذا السياق ايضاً الترجمة الكاملة لديوان «اناشيد» للشاعر الإيطالي الرومنطيقي الكبير جاكومو ليوباردي، سليل القرن الثامن عشر. هذا الديوان البديع يمثل شعرية ليوباردي، أعرب الشعراء في حياته وأعماله، وأكثرهم ميلاً الى الفلسفة والتأمل وله فيهما نصوص نثرية كثيرة. هذا الديوان الذي صدر للتو عن «المجلس الأعلى للثقافة» في ترجمة سمير مرقص عن الإيطالية، لم ينتبه إليه احد ولم يُقدّم بدوره خلال الملتقى انطلاقاً من كونه حدثاً كبيراً ايضاً. اما المختارات التي صدرت في مناسبة الملتقى وعنوانها «مئة عام من الشعر المصري الحديث» وقد أعدها محمد فتوح احمد وقدّمها حجازي فبدت سريعة أو متسرعة بالأحرى، وعلى شيء من الادعاء، تنطلق من محمود سامي البارودي في مطلع عصر النهضة وتنتهي مع الشاعر «الثمانيني» محمود قرني، وحذفت المختارات اسماء كثيرة لاسيما الأسماء الشابة. ولم يعمد المعدّ الى تقديم الشعراء ولا الى ذكر تواريخ ميلادهم ما جعل هذه المختارات غير جدية وغير منهجية وغير صالحة للقراءة.
ومن المآخذ التي يمكن تسجيلها على الملتقى عدم تذكره الشاعر الشاب أسامة الدناصوري الذي رحل قبل اسبوعين بعد معاناة طويلة مع المرض الذي دام سنوات لم يلجأ الشاعر خلالها الى طرق أبواب الدولة او وزارة الثقافة.
Quote: وكان موته مأسوياً بعدما نزف دمه امام باب احد المستشفيات الذي لم يُفتح امامه، إلا بعد لفظه انفاسه الأخيرة
. والشاعر اسامة واحد من الأصوات الشابة الجميلة والمهمة في مصر والعالم العربي، وكان يستحق لفتة من الملتقى عبر قراءة قصائد له وتقديمه للجمهور. وحسناً فعلت مجلة «أدب ونقد» في إفرادها ملفاً عنه في عددها الجديد، وقد أعدته وقدمته الشاعرة الإماراتية ميسون صقر.
02-18-2007, 08:50 AM
Awad Omer
Awad Omer
تاريخ التسجيل: 12-26-2005
مجموع المشاركات: 760
االأخ أسامه لعلك طيب في هذه العجالة كانت هنالك بعض إشارات مررت عليها من خلال ما كتبت حول ملتقى الشعر العربي، وقد تناول حديثك عدة نقاط، ربما اكتنفتها عدة ملاحظات كانت تستبطن في مضامينها شرها وخيرها، لكن الذي يستوقف المطالع للمشهد الجمالي، خاصة فيما يتسق والتقنية الجمالية بكل مشاربها ووسائطها الموظفة، بأن البناء الجمالي هو بمثابة إلتقاء كوني بين الفنان و الآخر، من خلال الوسائط الموظفة ، و رؤيا الفنان وموقفه من العالم. فالقيمة الجمالية إذا اقتفينا أثرها، نألفها لا تنساق إلى أسس المعرفة بشرط قانونها الوضعي الصارم ، فإنها رؤيا تجاهد لتنأى بعيدا عن مباشرة الخطاب السياسي ، الذي يفرمل القيمة الجمالية داخل حدود التأطير، وحساب الربح والخسارة، والموازنات وتكتلات المرحلة ،والمصلحة . فبرغم وجود ملتقيات منصفة في بقاع شتى، لكن الذي يؤسف أن ما أجملناه فيما سلف غدا في الغالب الأعم ما ينعكس، تحت مفهوم الموازنات والحسابات، والتي هي في الاصل بعيدة كمعيار جمالي حاسم ، إلا أنها ما تلبث أن تجد لها مستقرا داخل هذه الملتقيات، ودور نافذ بين اللجان المانحة لذات الجوائز ، وهنا بالطبع لا اخص جهة بعينها، ولكن ذلك ما يتأتى في كثير من بقاع العالم شرقها وغربها، و بالفعل فإن هذا ليس بمحجوب عن بصيرة المثقف والفنان. بجانب ان الطريقة التي تدار بها حيثيات الاحقية لمنح الجائزة ، كثيرا ما تغدو على غرار (الاول والطيش) ، بعيدة عن سياق ترفع القيمة الجمالية عن المفهوم المادي الذي يتعامل و العالم في حدود الاستهلاك والعائد المباشر ، وليس بعمق البعد الروحي للقيمة، الذي يأني وفق تزامن موضوعي و القيمة الجمالية.
ولا يفوتنا أن الجهات التي تنظم هذه الملتقيات والمهرجات ، فإنها بلا شك تعى دور الفن كمعيار و كوعاء حاوي للمفاهيم والثقافة في كل مرحلة من التاريخ، وتعي في ذات الوقت أنها تكتسب ألق البعد الاعلامي ، وقداسة الدور الانساني و التاريخي مما يكسبها فاعلية المرجع و الحَكم الرشيد. إلا أن كثيرا ما ينحرف الغرض كخروج العربة عن المسار، و توجه لغير بغيتها، وتصبح وبالا على الفنان والفن ، أي تغدو نقمة وليست نعمة ، ففي ملتقى الشعر العربي بالقاهرة وقبل ساعتين من الجلسة الختامية للملتقى ، ظل الشاعر سعدي يوسف يجلس في حجرته بالفندق ، وقال إنه قرر ألا يذهب إلى الجلسة الختامية ، لأنه في كلتا الحالتين ( فوزه بالجائزة أو خسارته إياها) سيشعر بحرج شديد ، لأن طريقة اختيار الفائز تشعرهم كأنهم فى حلبة سباق للخيول، فإنه لا تنافس على الجمال ، فهو يرى ينبغي أن تقدم الجائزة بعد نوع من البحث، ووفق معايير معينة، وتعلن قبل المؤتمر بفترة كافية، ويتم تسليمها وقت انعقاد المؤتمر، فقد اضاف قائلا بأنه سيكون سعيدا ومفتخرا إذا حصل محمود درويش على الجائزة ، ولكن لا أريد أن أكون منافسا لمحمود ، وهو أيضا لا يريد أن يوضع موضع المنافسة لمحمود، وهذا هو الإشكال ، وهذه هي المسألة التي كان تجنبها. وبالفعل ايها المشاء هذا هو ما يحاول الفنان ان يسمو عليه ويتخطاه. /B]
(عدل بواسطة د.معز عجيمي on 02-20-2007, 02:00 PM)
02-22-2007, 06:13 AM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885
معليش صديقي معز، وجدت مداخلتك ذات بحث اوردت موقف سعدي يوسف من الجائزة وقد حاول درويش ان يرد بعض الاعتبار له ، ولأدونيس ،حين اشار الى التناص. سعدي يوسف يستحق كثيرا من الجوائز، المهم هنالك مسائل اخرى في منح الجوائز. بالتاكيد ان محمود درويش واحد منهم، لكنه ليس الأوحد كما حاولت ان توحي قرارات اللجنة. المشاء
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة