|
تجسير الهوة بين الاسلام والحداثة: الفكر الجمهوري مثالا
|
حين نتحدث عن علاقة فكر الاستاذ محمود محمد طه بالحداثة , فاننا بالتاكيد نتحدث عن النموذج الاول للحداثة الا وهو النموذج الغربي, والذي في قمة الهجمة الراسمالية لابتلاع العالم انتقل الى معظم العالم.
كان محمود مدركا للبون الشاسع بين الواقع الاسلامي والحداثة التي كان نموذجه لها حداثة القرن العشرين او فلنقل اواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
ولعله بحسب سيرته الذاتية استبطن ذلك النفس الحداثي من خلال التعليم الحديث الذي اسسه المستعمرون الانجليز . فهو قد درس المرحلتين الابتدائية والوسطى في رفاعة. ودرس في كلية غردون في الفترة من 1932 الى 1936, ثم التحق بمصلحة السكة الحديد.
وعبر قراءته الثنائية للقران حاول محمود ان يميز بين مستوى القرن السابع والقرن العشرين باعتباره نموذج الحداثة . وحاول بذلك تجسير الهوة بين الدين الاسلامي والحداثة, وهي المرحلة التي سماها ماكس فيبر بالاخلاق البروستانتية.وهي التي مهدت للقاء بين الدين المسيحي والراسمالية.
ونعتقد ان التجربة الحداثة الاوروبية كانت مهمة في فكر الاستاذ, وهذا مااكد عليه النور حمد حين قال مذكرا بالمرحلة الحداثية الاوروبية: "ونحن لا نزال نعيش، بهذا المعنى، في المرحلة الأدني في مسار حركة نمو الوعي, خاصة، فيما يتعلق بكيفية إدارة الصراع في قضايا الخلاف الديني، وقضايا الحرية، والدستور، والحقوق. نحن لا نزال في المنطقة التي خرجت منها أوروبا، وخرجت منها أمريكا، قبل ثلاثة قرون تقريبا. ولابد أن ترسى بنا السفينة، في مجال كيفية التعامل مع قضايا الخلاف الديني، وكيفية إدارة الخلاف الفكري، في نفس المرسى الذي رسوا فيه هم قبلنا، بنحو قرنين، أو ثلاثة. ولا يعني هذا أنه لا فكاك لنا من أن يكون الغرب، مرجعيتنا في كل شيء. وإنما يعني فقط، أن قضية الحقوق الأساسية، قضية عالمية، ولابد من أخذ المرجعية الغربية فيها، بعين الإعتبار"-بوست الذكري ال 19_
ولعل الدكتور النورحمد اتفق معنا على اهمية المرحلة" البروستانتية" لتجسير الهوة بين الدين الاسلامي والحداثة على النمط الاوروبي حين قال: " ولا بد من تاسيس اتجاهات التحديث من داخله، لا من خارجه. وهذا ما وقف له الأستاذ محمود عمره، ولم تستجب له عبر أربعين عاما سوى قلة قليلة من المتعلمين. ولعل الوقت قد أزف، ليدرك المثقفون، نفاذ رؤية هذا المفكر العظيم.الإتجاه للتحديث، من غير التاسيس له من مصادر ثقافتنا، يفقد حركة التحديث كثيرا من حجيتها، وشرعيتها، في نظر الجماهير. ومن ثم يصبح التحرك في وجهة التحديث، مثار شك لدى الجماهير العريضة."
اعتقد ان هذا التجسير هو ما حاوله الاستاذ محمود. وهو النموذج الاسطع عندنا في الثقافة السودانية. ولكن لماذا انتهى مشروعه التجسيري الى سيناريو مشابه للقرون الوسطى الاوروبية حين كان يتم الابتهاج باعدام المفكرين؟؟؟ ولماذا نواجه-الان- بنفس الاسئلة التقليدية البائسة عن الجسد, الفنون , الديمقراطية ,والحريات الاساسية؟؟؟ وغيرها من الاسئلة التي كنا نعتقد اننا عثرنا على اجابات مقنعة لها؟؟؟
هذا ما يجب ان نحاول الاجابة عليه , ونحن نحاول ان ندلف الى الحداثة , وقد يترافق ذلك مع توهطنا في ما بعد الحداثة مستصحبين السيرة العطرة للمفكر محمود محمد طه
وساعود المشاء
(عدل بواسطة osama elkhawad on 01-15-2004, 03:54 AM) (عدل بواسطة osama elkhawad on 01-15-2004, 04:23 AM)
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تجسير الهوة بين الاسلام والحداثة: الفكر الجمهوري مثالا (Re: osama elkhawad)
|
الاخ أسامة ..
اقامة جسور بين (الحداثة) ذات المسار الدنيوي و(الدين) ذي المسار المقدس اقامة لاتنتج الا الحروب والتكفير والاعدام في قوم لايعانون الا من الامية والحياة اليومية تحت التنمية..
فالحداثة ليست شيئا دينيا. ومن هذه العبارة نسأل هذا السؤال.. ماالجديد الذي ابتكره الاستاذ محمود محمد طه؟؟. انه النظر في القرَان خارج الجماعات الدينية حين جعل المكي هو الاصل والمدني هو الفرع.. وماذلك الا ليلائم القرن العشرين. ولكننا نصطدم بالحقيقة الاجتماعية الدينية التالية ((لايوجد قران خارج تفاسير الجماعات الدينية ))..وهي حقيقة سوسيولوجية تبرر مسألة الفتوى التي تهيمن الان.
يمكننا القول أن الحداثة التي قال بها محمود هي حداثة دينية وهي عبارة لاتصح الا في مقامنا وليس في مقام المكان الذي أنتج الحداثة انتاجا مختلفا عما نحن فيه ... فأرجو الا نحتكر أصالة المفاهيم وفق محلية مفاهيمنا..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجسير الهوة بين الاسلام والحداثة: الفكر الجمهوري مثالا (Re: abuguta)
|
الاخ اسامة الخواض اراك تتحدث عن حداثة في الدين حديث المثقف الذي يتقن العبارات ولكن انا الشخص المسلم العادي لا افهم مثل هذا مثلا وارجو ان ترني كيفية الحداثة هنا مثلا عند الحرب وفي قسوة القتال امر النبي صلي الله عليه وسلم بالاذان للصلاة الصلاة التي نعرفها جميعا وعند بدر لم يامر النبي (ص) المسلمين ان يفطروا الان محمود يتحدث عن صلاة اصالة بالقلب غير لازمة فيها الحركات من وضؤ وركوع وسجود وتكبير فقط بالقلب اما كان الاولي للنبي وهو حين الحرب ان يامر بذلك ؟؟ ولكن نحن الان في وقت سلم ايامر محمود بالتخلي عن صلاة التقليد واتباع صلاة الاصالة اي حداثة هذه ارجوك ان تفسر لي بلغة افهمها ويفهما الجميع وليس المثقفين وحدهم لاننا لا نملك نواصي اللغة والحداثة مثلكم ؟ وفي انتظارك اخي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجسير الهوة بين الاسلام والحداثة: الفكر الجمهوري مثالا (Re: اساسي)
|
الاخوة المشاركون .. اسمحوا لي بداية أن أميز (الحداثة) من (التحديث).. لان الحداثة تشمل جميع علاقات الحياة. وهي بهذا نهضة شاملة تحذو حذو من وصل الي هذه النهضة من الامم.. أما التحديث فقد يعني التطور في مجال من المجالات.. والكلام في أن محمود قد جعل تحديثا في الدين هو كلام صحيح.. ولكن مانراه تحديثا قد يراه اخر الحادا.. لماذا؟؟؟
لان محمود استخدم النهج التاريخي في القران بينما القران ينتمي الي الدين وليس التاريخ.. فالحداثة هي التي تنتمي الي التاريخ.. فاذا أردت أن أجعل الحداثة تمشي في علاقات الحياة بعضها ببعض فانني لاأستشير الدين .. بل التاريخ حيث وصل تطور العلوم..
والعكس أيضا صحيح في أن الذين يريدون تطبيق الشريعة بريدون أن يحل الدين محل التاريخ. بصورة أخري أن تبقي الدولة هي المتدينة.. والدولة تتبع في وجودها وتطورها التاريخ.. ولهذا حصلت مفارقات عجيبة في ظل هذا النظام حين يدعي أحد المؤتمرين جادا أن هذا العمل وهذه المشروعات لايمكن أن تتم الا بتسخير الجن. وحين يصدر مثل هذا الكلام يصدر جادا وصادقا فيه صاحبه.. لماذا؟؟.. لان الظن السائد هو تديين الدولة الذي يتجاوز دائما أي تاريخ عضوي للدولة نفسها..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجسير الهوة بين الاسلام والحداثة: الفكر الجمهوري مثالا (Re: osama elkhawad)
|
سنعلق الان على ملاحظات المتداخلين
تحدث اساسي عن تحديث الدين وقد سبق ان قلت انني لست فقيها لكن ما يهمنا ان العالم الاسلامي وكل العالم غير الغربي مواجه بظاهرة الحداثة وايضا بالعولمة اذن السؤال الاساس كيف سنتعامل مع ذلك؟ كتب ابوقوتة شعرا عن موقفي تجاه الحداثة الحداثة هي مشروع حياتي . لم افعل ذلك لانبهار ميتافيزيقي بالغرب وانمالعلاقتي النقدية بالعالم. الحداثة والعولمة كما تتصور -يااخي- ليست من الايديولوجيات كما تعتقد وانما واقع فعلي تحدث ابو قوتة عن الا حداثة في الدين هذا ايضا موقف تجاه الحداثة الغربية فانت تعتقد ان الفقه فقط يمكن ان يحل هذه الاشكالية انا لا اعتقد بذلك وساسالك : هل انت موافق الان على مسالة الرق ؟؟؟؟؟ ومسالة ضرب الزوجة؟؟؟؟مثلا وقد قلت يا ابوقوتة للفكي: احني لك هامتي وانت نثرت الدرر امام الحداثيين
وهذا التعليق غير صحيح اذ ان الفكي قال ان اقامة جسور بين الحداثة ذات المسار الدنيوي والدين ذي المسار المقدس لا تنتج الا الحروب؟؟ كيف فهمت كلامه؟؟ لا ادري؟؟؟ ناتي الان للفكي وهو صديقي عبد اللطيف على الفكي رفيقي في الحداثة يعتقد عبد اللطيف الا مجال للجمع بين الحداثة وثقافات شعوبنا غير الغربية انا لا اعتقد بذلك واميل الى راي ماكس فيبر حول اهمية المسالة الثقافية وهذا ما تجاهله ماركس الى حد واعتقد ان محمود كان علامة مهممة رغم فشلها ,لكنها تبقى المثال الذي سيرشدنا الى الكيفية المثلى لتجسير الهوة التي تحدثنا عنها واعتقد اننا نحتاج الى مساهمة النورحمد وساعود المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجسير الهوة بين الاسلام والحداثة: الفكر الجمهوري مثالا (Re: osama elkhawad)
|
ورد في كتاب "رسال الصلاة " في صفحة 36 أن المعصوم قال: "قولي شريعة وعملي طريقة و حالي حقيقة" .. و ورد فيها في صفحة 46 ـ و هو قول أريد لك أن تتعمقه ـ "أن الإسلام ، في حقيقته ، ليس ديناً بالمعنى المألوف في الأديان ، و إنما مرحلة العقيدة فيه مرحلة إنتقال إلى المرحلة العلمية منه ـ مرحلة الشريعة فيه ، مرحلة إنتقال إلى مرتبة الحقيقة ـ حيث يرتفع الأفراد ، من الشريعة الجماعية ، إلى الشرائع الفردية ، التي هي طرف من حقيقة كل صاحب حقيقة ، و تكون الشريعة الجماعية محفوظة ، و مرعية ، لمصلحة السلوك ، و التربية ، والتنظيم ، للقاعدة البشرية ، التي تستجد كل يوم ، وتجاهد بالتجارب كل حين لترقي المراقي .. والذين يدخلون في مراتب الشرائع الفردية ، هم المسلمون حقاً ـ هم الأحرار ـ الذين سبقت الإشارة إليهم ، في هذا الحديث ، حين قلنا: إن الحر حرية فردية مطلقة ، هو الذي إستطاع ، أن يعيد وحدة الفكر ، و القول ، و العمل ، إلى بنيته .. فأصبح يفكر كما يريد ، و يقول كما يفكر ، ويعمل كما يقول ، ثم لا تكون عاقبة عمله إلا خيراً للناس ، و براً بهم ، وبذلك يستطيع أن يعيش فوق قوانين الجماعة ، لأنه ملزم نفسه بشريعته الفردية ، و هي فوق مستوى الشريعة الجماعية ، في التجويد ، و الإحسان ، و البر ، و التسامي" . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصديق اسامة الخواض وكل المساهمين هنا النص اعلي الخط هو للاستاذ محمود محمد طه نقلته من بوست الاخ منصوري المعنون ب ـ خطابات مرسلة من الاستاذ محمود محمد طه الي بعض اصدقائه ـ والنص من رسالة الي الاستاذ الفاتح و مؤرخة ب 4ـ 7 ـ1966 اري ان هذا النص قد يفيد هذا المحور كثيرا ولي سؤال هو ، هل دراسة الهندسة كعلم حديث لها نوع من التأثير علي التأملات الفكرية للاستاذ محمود محمد طه ؟ مع هميم الود والتقدير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجسير الهوة بين الاسلام والحداثة: الفكر الجمهوري مثالا (Re: osama elkhawad)
|
شكرا الصديق يحيي على اعادة ايرادك لهذا النص
ولقد نبهني الى فرضية بحثية مهمة تتعلق بما قلناه عن النصوص الغائبة في الخطاب الجمهوري الذي اصلا لا يكشف عن مصادره ولا يلتزم طريقة البحث الاكاديمي لاسباب من بينها الفكرة الصوفية حول العلم اللدني والذي هو مفارق للعلم البشري
فرضيتي البحثية تتعلق بتاثير الحداثة الغربية في المفهوم المركزي للخطاب الجمهوري حول الاعلاء الباذخ من شان الفرد والذي في ظننا كان من الاسباب الاساسية التي ادت الى اعدام الاستاذ محمود
ان فكرة الفردانية اي ال INDIVIDUALISM من المفاهيم المركزية في النموذج الحداثي الغربي واعتقد ان الفكر الجمهوري حاول اعادة انتاجها من خلال اخفائهاو ادراجها في الخطاب الاسلامي بحيث تبدو كانها وليدة ذلك الخطاب
ان مثل هذه المقاربة التي تستهدف البحث في النصوص الغائبة للفكر الجمهوري مهمة جدا لمعرفة التجسير الذي حاوله بين الحداثة والاسلام وكذلك لمعرفة الكيفية التي تم يها ذلك التناص
وهذا ما لم يوفق فيه الدكتور النور حمد حين تحدث عن اهم رموز تيار اللاعنف فهو تحدث عن ان نيلسون مانديللا تاثر بتجربتي غاندي في الهند ومارتن لوثر كينغ في الولايات المتحدة ولم يتحدث عن كيف توصل الفكر الجمهوري الى المسالة السلمية للمطالبة بالحقوق
هنالك اتقاق عام في كل المباحث التي تدرس القيادة "Leadership ان غاندي هو الذي اثر في مارتن لوثر كينغ ومانديلا واعتقد ان هذا ينطبق على الفكر الجمهوري
فالتاثير الهندي معروف في التاريخ السوداني بالرغم من الزعم الشعبي السائد في السخرية من الهندي من خلال القول المشهور "انت قايلني هندي؟" فتسمية مؤتمر الخريجين-مثلا- جاءت من التاثر بحزب المؤتمر الهندي
وساعود للتحدث عن مفهوم الفردية في الخطاب الجمهوري وبدايات تاثير العولمة فيه
ارقدوا عافية المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجسير الهوة بين الاسلام والحداثة: الفكر الجمهوري مثالا (Re: الجندرية)
|
العزيز اسامة الخواض والجميع ...
اعتقد ان هذه المساهمة مركزية ؛ في اعادة قراءة الفكر الجمهوري؛ وموقعه من الفكر الاسلامي والفكر الغربي الحديث ..
يبقي ان التحديث يتم اساسا علي المستويين الاقتصادي والاجتماعي؛ ثم ينتشر تدريجيا الي المستويات الثقافية والعقيدية الخ ؛ حيث ان الفدردية والتنوير والبروتستانتية لم تخلق الراسمالية ؛ بل ان الراسمالية هي التي خلقت البروتستانتية والفردية والتنوير
نفس الانعكاس يمكن ان نجده في اليابان وجتوب شرق اسيا؛ حيث تم التحديث خلال القرن الماضي علي المستوي الاثتصادي؛ في ظل بنيات تقليدية اجتماعية وثقافية ؛ ثم انداح - او ينداح - الان الي المستويات الاجتماعي والسياسي والفكري
في السودان لم يتم التحديث علي المستوي الاقتصادي؛ وانما شهدنا نوعا من انواع الاقتصاد الارتدادي الاستهلاكي القائم علي تقسيم الريع ؛ وليس علي الانتاج ؛ مما اجهض بذرات التحديث الاجتماعية الثقافية ؛ واوصلنا الي الانحطاط الحالي؛ كنتجة لازمة للانحطاط الاقتصادي الاجتماعي ..
عادل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجسير الهوة بين الاسلام والحداثة: الفكر الجمهوري مثالا (Re: osama elkhawad)
|
Quote: الطابع المحافظ للمؤسسة الاكاديمية السودانية والتي تذخر بالكثير من العاطلات والعاطلين عن الموهبة, لا يجعلها مؤهلة اكاديميا ولا اخلاقيا للبحث العلمي حول الفكر الجمهوري
اعتذر لكل المتابعين لهذا البوست عن تاخري في التعليق
فقد كنت في فيرجينا لالقاء شعر والمشاركة في الاحتفال بذكرى الموسيقار المغني الاسطورة مصطفى سيد احمد
شكرا للصديق عادل عبد العاطي على اشادته بهذه المساهمة ما حاولت ان اقوله هو رؤوس اقلام لمبحث جديد يعيد النظر في الفكر الجمهوري الذي هو بين نارين : بين اعدائه الذين يحاكمونه بالماضي وبين انصاره الجمهوريين الذين يعتقدون ان الاستاذ محمود خارج التاريخ وانه كان اصيلا حقا في كل ما كتب
اعتقد ان الكشف عن مصادر الفكر الجمهوري هو الذي سيربك الطرفين وهذا ما نحاول ان نفعله حينما ندخله الى دائرة التاريخ
ما قمت به هو جزء من علاقة قديمة مع الفكر الجمهوري وحاولت ان اطبق فيه مفهوم التناص الذي عرفته من المناهج الغربية النقدية الحديثة
واعتقد ان هذه مهمة الاكاديميين فانا شاعر وقاص وكاتب وناقد ادبي وما حاولت الايماء اليه حول الفكر الجمهوري في الاساس هو مسؤولية الباحثين الاكاديميين في الجامعات
لكن الطابع المحافظ للمؤسسة الاكاديمية السودانية والتي تذخر بالكثير من العاطلات والعاطلين عن الموهبة لا يجعلها مؤهلة اكاديميا ولا اخلاقيا لهذه المهمة
وساعود للتعليق على مداخلة عادل عبد العاطي والتي اعتقد انها مهمة فهي تتطرق لبعض من اسباب فشل المشروع الجمهوري في تجسير الهوة بين الدين والحداثة وهذا يخالف ما حدث للبروتستانتية في النموذح الغربي للحداثة
ارقدوا عافية المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجسير الهوة بين الاسلام والحداثة: الفكر الجمهوري مثالا (Re: osama elkhawad)
|
سنتحدث الان عن مفهوم الخطاب الجمهوري لبدائية المجتمع السوداني
من الثيمات المركزية في الخطاب الجمهوري الفردية
ففي كتابه الاساس "اسس دستور السودان" يتحدث عن ذلك حين يقول "المسألة الاساسية التي يجب أن يعالجها دستور أي أمة من الأمم هي حل التعارض البادي بين حاجة الفرد وحاجة الجماعة ، فان حاجة الفرد الحقيقية هي الحرية الفردية المطلقة ، وحاجة الجماعة هي العدالة الاجتماعية الشاملة
ثم يوضح مشروعه الرئيس حول الفردية قائلا" فالفرد – كل فرد- هو غاية في ذاته ولا يصح أن يتخذ وسيلة لأي غاية سواه ، واحيانا يعرف الانسان الحر حرية فردية مطلقة استنادا على "الخطاب الفرويدي" حين يقول ان الانسان الحر هو الذي استطاع ان يحل التعارض القائم بين عقله الباطن وعقله الواعي
فكرة الفردية تنطلق من مشروع يهدف الى ادخال المجمتمع السوداني مرحلة الحضارة وتخليصه من البدائية التي يعيشها
ومفهوم الخطاب الجمهوري لبدائية المجتمع السوداني مركزي اذ يتحدث الخطاب الجمهوري عن السودان بوصفه" قطرا بدائيا" واحيانا يستخدم مفهوم "التاخر" حين يقول "ويجب أن نعلم أنه مهما كان شعبنا السوداني متأخرا في بعض جهات البلاد "، ويصل مفهوم "البدائية السودانية" قمته حين يقول "ان هذه الحقوق قد تبدو كثيرة علي شعب بدائي كالشعب السوداني ، وخاصة في اقاليمه ، ولكن ليس هناك علي الإطلاق سبيل صحيح لترقية أي شعب الا بوضعه أمام مشاكله واعطائه الفرصة ليتعلم من أخطائه"
وسنعود للحديث عن اصول مفهوم بدائية الشعب السوداني والذي قد يبدو مهينا ارقدوا عافية المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجسير الهوة بين الاسلام والحداثة: الفكر الجمهوري مثالا (Re: osama elkhawad)
|
حين نناقش أمرا يخص العلاقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في السودان وعلاقات الخطاب السائد, أرجو أن نحترز من مأزقين: (أ) مأزق الاسئلة الكبيرة...ماالحداثة؟ ماالديمقراطية؟ ماالكهرباء؟.......الخ. لان الاسئلة الكبيرة ذات ورطة مالم نقسمها الي أسئلة صغرى. (ب) مأزق التفكير الميتافيزقي الذي يعلي من طرف ضدية على أخرى فمثلا: الغرب له العقل والشرق ناقص عقل .. الغرب ناقص الروح والشرق يمتلآ روحا وشفقة.. أو ضدية مثل (الغرب) و(الشرق) نفسها التي أصبحت بعد استشراق ادوارد سعيد أمرا لامعنى له.
لهذا الاحتراز فنحن معنيون ب(توطين) الحداثة بوصفها شيئا يمكن أن يتحقق في الواقع وليس بوصفها شيئا يمكن أن نناقشه مفاهيميا كما يناقشها هيبرماس مثلا.... الآن نحن فيما تحت التنمية (المتخلفة) فكيف نناقش هذه العلاقات المتخلفة في المجتمع والسياسة والاقتصاد؟؟.
ففيما يخص الدولة السودانية الآن أول خطوة هي تكريس العلم في كل مناحي الحياة.. ثم أن يكون هذا التكريس لمشروعات طويلة المدى لاتنتهي بنهاية نظام ديمقراطي محدد لآنها من أساسيات السيادة لهذه البلد.. تحقق هذه الخطوات هي التي تجعلنا أن نتحدث عن الحداثة خارج الدين بوصفه تاريخا للدولة..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجسير الهوة بين الاسلام والحداثة: الفكر الجمهوري مثالا (Re: osama elkhawad)
|
لقد قرات يا دكتور النور بعضا من مقالاتك في جهنم واتمنى ان –ان سمح لك الوقت- ان تنشرها هنا وخاصة المقال المتعلق بعبد الجبار المبارك. اما بخصوص مقالك المنشور في هذا البوست ,فانا اعتقد ان فيه تشاؤما واضحا حين قلت : لا أرى أية إمكانية عملية لبروز كتلة جديدة، تنزع حقوق بني الإنسان من يد الرأسمال القابضة، خاصة مع التفوق الغربي التقني الراهن، وذراعه الاقتصادية الطويلة وهذا الكلام لايشبه الفكر الجمهوري , اذ انك تعتقد كما قلت: فلم يبق لنا غير التفكيك.:""" هذه الهجرة القسرية، هي التي ستنخر بنية العقل الغربي من الداخل" ولكن غزوتنا الجماعية هذه المرة، ليست من أجل اصطياد بنات السكسون، من الحدائق العامة، والتجمعات الشعبية، لملء الفراش كل ليلة، وإنما للنخر في بنية العقل الغربي الهرمة. وهذه فائدة إضافية لفوائد الأسفار المعروفة، وفوائد الهجرة بكل أنواعها مثل هذا الكلام هو الذي يدعم كلام صامويل هينتنجون بخصوص صراع الحضارات وما اتخذته فرنسا من خطوات تجاه الحجاب-رغم اعتراضي على ذلك .ولم يكن الغزو في الفكر الجمهوري وسيلة لمواجهة الفكر الغربي.فالفكر الجمهوري لا يركز على الغزو, وانما على السلام المهاجرون لم ياتوا الا بمشاكلهم ومعظمهم مهاجرون اقتصاديون او معارضون باشكال شتى لحكوماتهمم. واحيلك في هذا الى رسالة دكتوراة الروائي المغربي الطاهر بن جلون والتي صدرت بالعربية بعنوان اقصى درجات العزلة مع فائق احترامي
وساعود لمواصلة كلامي حول مفهوم بدائية الشعب السوداني في الخطاب الجمهوري المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجسير الهوة بين الاسلام والحداثة: الفكر الجمهوري مثالا (Re: osama elkhawad)
|
شكرا عزيزي أسامة على نقاطك وكلها نقاط وجيهة
أولا لست ممن ينظرون إلى الفكر الجمهوري بوصفه نصوصا جامدة. إذ لابد من أخذ جوهر الفكرة، ومحاورة الواقع المتغير بذلك الجوهر. فالفكرة الجمهورية، في فهمي، تمثل في هذا الوضع منهجا، وليس وصفةً جاهزة. نعم، لقد تحدثت الفكرة الجمهورية عن قيام كتلة ثالثة بين الكتلتين الشرقية والغربية. ولقد كنت افهم حتى وقت قريب أن الكتلة الثالثة سوف تكون كتلة سياسية، أي كيان سياسي واقتصادي مجسد يجمع بين الديمقراطية والإشتراكية. والذي حدث هو أن فككت الكتلة الإشتراكية نفسها، وارتضت طريق التطور الرأسمالي، طائعة مختارة. وأصبح العالم من حيث البنية الإقتصادية، والسياسية، وربما العسكرية أقرب ما يكون إلى كل واحد. انتهت الحرب الباردة، بشكلها الذي ألفناه، لما يزيد عن نصف القرن. وبهذا انتقل الصراع من الخارج، أعني، (بين كتلتين)، ليصبح صراعا في الداخل بين القوى المتصارعة داخل هذه الكتلة الواحدة. وبهذا اصبح فهمي للكتلة الثالثة، مختلفا عما كنت أتصوره. اصبح فهمي للكتلة الثالثة أنها تمثل حركة الوعي الإنساني عبر الكوكب، ومن مختلف الجهات، من أجل المطالبة بإصلاحات دستورية، وقانونية تعيد الحقوق لكل ذوي الحقوق المسلوبة. وأهم ما يمكن ان يميز هذه الحركة، التي هي قائمة االيوم، الإبتعاد عن اساليب التثوير اللينينية، والحرص على إدارة الصراع بالوسائل المطلبية السلمية. هذه الحركة قائمة رغم عدم التنسيق الكامل بين مكوناتها المتمثلة في بقايا الأحزاب الشيوعية في كل العالم، وجماعة لاهوت التحرر، وجماعات الخضر، وجماعات حماية البيئة، والناشطين في مجالات حقوق الإنسان، والناشطين في مجالات العمل النقابي المطلبي. وبالطبع فإنه يمكن للجمهوريين ان يكونوات جزءا فاعلا في هذا التحالف الإنساني العريض. وهذا هو التفكيك الذي اعنيه. وهو يعني الضغط المتواصل على المالكين للثروة والسلطة من أجل تحسين أساليب العيش على مستوى الكوكب كله.
لم يعد الرأسمال هو الرأسمال القديم. فقد اثبتت تجليات الواقع الإقتصادي الراهن، أنه ليس للرأسمال وطن بعينه. اصبحت المصانع الأمريكية تفكك بنياتها وترحل إلى شرق آسيا، وإلى المكسيك، وغيرهما من بلاد الله، طلبا للعمالة الرخيصة. وبذلك أصبح العامل الأمريكي مهددا بالعطالة، والفاقة. بل اصبحت أمريكانفسها، ككيان قابض، مهددة بهذا المعنى. فالرأسمالية قد بدأت تأكل نفسها، وتدمر آلياتها للسيطرة، بنفسها. سمعت بالأمس القريب في تقرير إخباري أن شركة أي بي إم تدفع نحوا من تسعة دولارات في الساعة للمبرمج الصيني، في حين أنها تدفع أربعا وخمسين دولارا للمبرمج الأمريكي. أخذت المشكلة تتخذ شكلا كوكبيا غير مسبوق. والهجرة التي أشرت إليها انت، في تعليقك على حديثي، هي واحدة من المظاهر الدالة على أن المشكلة اصبحت كوكبية. فإفقار الدول النامية قاد إلى هذا السيل العرم من المهاجرين. ولابد أن تعرف الدول الصناعية أنه لن يطيب لها عيش وبقية العالم لا تزال ترزح في الفقر. لكي ينعم اي جزء من العالم اليوم بالتنمية التي أنجزها، لابد أن يحدث مثيل لها في الأمكاكن غير المنماة، وإلا فلا سبيل لإيقاف الهجرة.
هذا النموذج سبق أن جرى في السودان. ظن الأفندية الذين أنجزوا الإستقلال أنهم سوف ينعمون بالإمتياوزات إلى الأبد. فأهملوا الريف، وانصرفوا عن تنميته وناموا في العسل في خرطومهم القائمة على حفنة قطن، وحفنة كركدي، وصمغ، وجلود. ظلوا يتسامرون، ويغنون في خدر لذيذ، (في تسني نحرق الماتني) حتى جاءهم الريف بقضه وقضيضه. وبدل أن يتمدن الريف، تريفت عاصمتهم وهوت على رؤوسهم. ثم جاء الهوس الديني، وأتم الناقصة. بعد ثلات عقود من الإستقلال اصبحت خرطوم أفندية الستينات والسبعينات من القرن الماضي، ريفا مزعجا، مكتظا بالخلق، ينمو ويتسع على غير هدى. هذا يحدث الآن للدول الصناعية، ولا مناص من الإلتفات إلى أرياف العالم وتنميتها.
وكما ترى عزيزي اسامة، فإن فهمي للمسالة لا يسير في خطى هنتغنتون وغيره من المهووسين بالقصص التوراتية.
شكرا على إشارتك لكتاباتي في (جهنم)، وآرجو ان تعذرني لكوني غير قادر نفسيا، على إعادة نشر ما كتبته عن عبد الجبار المبارك. فالرجل، كما تعلم، قد اصبح في ذمة الله.
شكرا لك على المداخلة القيمة، وتحياتي للناقد عبد الطيف على الفكي، ولمريم محمد الطيب، ولأحمد المرضي، وإيمان، ولصديق عبد الهادي واسرته، وكل من حولكم.
ولك كثير المودة النور حمد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجسير الهوة بين الاسلام والحداثة: الفكر الجمهوري مثالا (Re: osama elkhawad)
|
الدكتور النور حمد شكرا لردك
كلامك عن عدم نشر نصك عن عبد الجبار المبارك لانه مات لا ينتمي الى التاريخ وانما للميتافيزيقيا التي تحدث عنها عبد اللطيف
كماقلت نحن هنا نحاول ادخال الخطاب الجمهوري الى التاريخ ولذلك فكلمات مثل النخر والغزو لا تشبه الفكر الجمهوري وارجو ان تحاول ابتكار كيفية لتجسير الهوة بين الفكر الجمهوري ومصطلحات مثل الغزو والنخر ساعود وساحاول ابلاغ تحياتك للذين ذكرت ارقد عافية المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تجسير الهوة بين الاسلام والحداثة: الفكر الجمهوري مثالا (Re: osama elkhawad)
|
السلام والرحمة وبعد ومداخلة سريعة كدة يظهر انى دخلت فى بوست بينادى اواذا صح التعبير يمجد الفكر الجمهورى ومداخلتى لو سمح المتداخلون كلام الله وسنة نبية مالها وسؤالى لكم وبالخص الفاضل اسامة الخواض القران وسنة نبية مرة تانية ما كفاية انها تورينى كيف اتعامل مع مستجدات العصر. اما قولك وهذا ما وقف له الأستاذ محمود عمره، ولم تستجب له عبر أربعين عاما سوى قلة قليلة من المتعلمين ... اليس هذا بدليل كافى على ان ما اتى به محمود طة لا يفيد ولا يثمن ولا يغنى من جوع بدليل قولك انة على مدار 40سنة لم يستجب لة الا قلة؟ والسؤال التانى كيف الحديث عن طريقه صلاة محمود طة وليلة الاسراء والمعراج ماثلة امامنا و سؤال تانى ليه الاجتهاد فى ايجاد فكر موازى لكلام الله وسنة نبية وخلق بلبلة فكرية فى اذهان الناس فى حين انوا كلام الله وسنة النبى محمد(ص)بينت ليناكيفية التكيف والتعامل مع مستجدات الحياة؟
ومن غير زعل
ويا حليل ايام زمان
| |
|
|
|
|
|
|
| |