| النصوص الشعرية الكاملة لعادل عبد الرحمن- لجزء الثاني
 تحرير: أسامة الخوا ض
 
 
 
 بيان الأمل
 مهداة إلى عبد اللطيف اللعبي
 
 كيف يتسنى لبسمة أن تختزل العالم,
 للمسة يد ٍأ ن تطفئ عذاب جراحاتي ,
 لكلمة ترحاب عادية ,
 أن تدجّجني بالأمل ؟!
 
 يا فرحا يجلس قبالتي ,
 يضع رجلا على رجل ٍ ,
 يحيط وجهه بكفيه ,
 ويبتسم ْ
 
 خصرك أم يداي هما السبب؟
 شعرك ِ عادي تماما,
 في مسألة الحرب اختلفنا,
 لا تطيقين بعض حماقاتي,
 لا افهم سر بعض حماقاتك,
 لكنما طول الوقت,
 يهرع كل منا الى الآخرْ
 
 من غرفة بسيطة ,بملاءاتٍ مهترئةٍ ,
 من همسنا المتواطئ,
 نملأ العالم بالعشق ْ
 _الخرطوم في 11 نوفمبر 1985-
 هذه مائدتي , والدعوة غير عامة
 
 مثل طفلٍ يلهو
 أركض في أ نحاء الأرضِ,
 أ دخل نصفها المظلم ,
 خارجا من نصفها المضيء,
 أخوض في أرجائها,
 تدغدني الجبال على قدمي الحافيتين ِ ,
 
 وسترونني ,
 أحمل غابة ً,
 ملتفحاً ببعض الحقولِ,
 رابطا وسطي بنهرٍ,
 ومن وراء ظهري,
 ستخضر الغابا ت ْ
 
 سترونني في يوم ما,
 صيحة ً تخرج من الصمت,
 كسلا ً ُينبت العمل َ,
 موتا يصنع المعجزات,
 هكذا,ادعوكم الى مائدتي,
 وهي تضج بالذكرى,
 لنتقاسم الشقاء الطازج,
 ونقشّر السنين المهينة,
 ونتكئ بعدها على أكتا ف بعضنا البعض,
 لننظف أسناننا من الجوع ,
 والمرض,
 والحنق ْ
 وعندما يضّجع الأطفا ل  في المساء,
 ويكثرون من أسئلة: كيف؟ لماذا ؟
 سنأخذهم من أ يديهم,
 نطوف بهم على متاحف التاريخ,
 فينظرون بدهشة عبر الزجاج إلى :
 قبعاتِ الشرطة,
 قنابل ِ النيترون,
 كروش ِ السادة,
 حذلقات ِ الماضي,
 معاهدات ِ الحدود,
 وأسعار ِ الغذاء ْ
 
 هكذا سأظل أصرخ فيكم,
 ومن شُباك نافذتي,
 أقذفكم بالقصائد ِ,
 بالحروف ا لنا تئة ,
 والأيام الصعبة,
 أنتم يا من تنامون طائلة النهار,
 هأنذا أ رى عوراتكم ,
 وأسبكم علانية ً,
 وبجيش من ا لفقرا ء والسكارى,
 سبتلع رصاصاتكم كأ قرا ص الزيتون,
 نهدم جدار العزلة,
 ونبني العالم الذي نَحلَم ُ
 
 هكذا,
 سأخرج يوما,
 يتبعني ا لبحر,
 في كل خطوة أخلِّف موطنا,
 حوالي َّ تتقافز الأيام السعيدة,
 هداياي الأقاصي,
 وعناويني الجهات كلها,
 بيرقي أ مل لا يخيب ,
 إسمي المستقبل,
 إن أردتم رؤيتي – يا فقراء الأرض- ,
 اتبعوا خطوات التعب,
 أنظروا إلى أين يصير,
 وعندها,
 أ ضربوا بشدة,
 وبقوة,
 فسأخرج عليكم من تحت هذه الخرائب,
 وتلك الأنقاضِ ِ
 
 - ود مدني في 16 نوفمبر 1982 –
 
 شاكسوا وتحايلوا يا أ طفا ل
 
 هل جرّبت مرة أ ن كنت طفلا ً, مرةً ؟
 وصرخت , إذ قُطِعَ حبلك ا لسرِّي,
 فاجأتك الدنيا لأ ول مرةٍ ؟
 هو/ الطفل ُ,
 يحبو,
 يتشبّث بالحوا فْ
 تصفعه الأيام ,
 وتحشوه السنون ُ,
 يودْعُ مدرسةً,
 يزور الشوارع ,
 يلطَْخ بالهباب وبالمشاكس/ الهزارْ
 
 الطفل/ هوَ
 يربك من صنعاهُ,
 يخدش حرمة الرْبِ بالسؤا ل المريبْ
 يغشنا- فنضحكْ
 طفلٌ/هو
 يصرخُ
 ركلها أ م ركلته الطفولةُ؟
 
 طفلان/ أنثى وذكر
 فعلاها ببراء ة ,
 وبعيدا عن الأعين- بخبثٍ حريفْ
 
 يا أطفال العالم ,
 أعبثوا,
 شاكسوا,
 وتحايلوا ,
 تمرّغوا في الأرض ,
 اصعدوا الأماكن العالية,
 وتصنعوا السقوط ,
 اشغلوا أهاليكم الكبار,
 ا لهوهم,
 كي لا يفعلوا الحربْ
 ......... ويشتبكا نْ
 أ ربع ا رجلٍ/ أ ربع أيادٍ / غابة أ صا بع ٍ / فمٌ في ا لترقوةِ / لسا ن ٌ على كتفٍ / سماء ٌ عذبة ٌ/  براكين ورد ٍ / ا رتطام أ قواس قزح ٍ / عرْيُ سا ق ٍ / خفيفة ٌ هي الأرض/ ُ  عجب ُ ا لد نيا في سُرّة ٍ /عضّة ٌ على أ نف ٍ/ خربشة ٌ على دهشة الروح ِ / همس ٌ رهيف ٌ,
 وتصعد روحان ِ نحو إلفة ٍ ,
 فسكون ْ
 هكذا
 يصرخ الإنسان شهوته الأبد يّة,
 فيأ تي أطفالُ العالم ْ
 
 يغدو صبياً ,
 فشابا ً,
 من قعر الطفولة رجلا ً ,
 يقف خلف من أحبه أ و أ شترا ه,
 يصعد إلى سُدْة ِ العرش ِ, أ و كرسي المباحث ْ
 أ م ْ تراه يقعي في سجون إحدى الأنظمة ِ ال..............؟
 
 هل فكّرت أن كنت طفلاً ,
 أ ن ا لنساء َ –هائلا ت الجمال ِ – قبّلنك َ كثيراً في ا لطرقا ت ,
 في الأماكن ا لعامة,
 بلا وجل ْ
 
 يا التي أحبها,
 هل تعاونيني على صُنعِ طفل ٍ لا أعرف مدى طواعيّته لنا ؟
 
 - ود مدني في 20 نوفمبر 1986 -
 
 (عدل بواسطة osama elkhawad on 09-17-2003, 11:03 PM)(عدل بواسطة osama elkhawad on 09-17-2003, 11:16 PM)
 (عدل بواسطة osama elkhawad on 09-17-2003, 11:20 PM)
 |  |