|
كيف يساعد الترابي لشريكه للنظام
|
بعد ان ايقن النظام بكل اطرافه ان التغيير وشيك بسبب جدية المجتمع الدولي في ذلك وانتشار فصائل المعارضة في العالم بما لا يمكن احتواء ذلك بالكامل، كما صرحت العديد من الدول للنظام بانها لا يمكن ان تتعاون معه وهو في صحبة الترابي، فاتفقوا على ادعاء الخلاف لمخادعة تلك الدول لكي تتحول في موقف جديد ايجابي مع النظام، وبدا يتودد لتلك الدول حتى بتقديم معلومات عن رموز الجماعات الاسلامية التي كان يستضيفها، ولكن رغم ذلك مازال العالم يتشكك في جدية النظام ، ومن جهة اخرى فقد شرع النظام في تقريب بعض القوى السياسية ويعدهم بابعاد جماعة الترابي وايضا هم في توجس، فلكي يصدق الكل بان النظام جاد في ابعاد الترابي يقوم الترابي من جانبه بمهاجمة النظام اعلاميا وينتقد بعض ما يطرحه النظام حتى يحس البعض بانه مخالف حقيقة للنظام، وبهذا يعطي الاحزاب المتصالحة والشعب والعالم يعطيهم ثقة في النظام بانه حقيقة على خلاف مع الترابي وتلقائيا يجدون انفسهم ضد الترابي ولكن في حضن النظام، فيتوهمون بانه على خلاف مع الترابي ، وفئة اخرى صدقت معارضة الترابي من بدايتها فقبلته بينها كمعارض فيكشف اعمالها ويفشلها حتى تستسلم كما كان دور المهدي في المعارضة. فكانت معارضة الترابي لخدمة النظام وتثبيت اركانه وجلب الحلفاء والمتصالحين اليه. ومما يكشف كذب الترابي في محاربة النظام تجد طرحه يصب في ترك العمل العسكري ضد النظام ويسعى نحو ان يجمع اهل السودان على الاتفاقيات ومشروعات السلام المزعوم، كما يؤييد مشاركة الاحزاب الاخرى مع النظام، وفي ذات الوقت يدعوا المعارضة بان لا تحمل السلاح وان تقوم بعمل ديمقراطي ، اي سلمي ويهدف به الى حماية النظام بطريقة خفية كمثال الجهات الاجنبية التي تندس في المسلمين بدعوات تشككهم في دينهم دون ان يشعروا بذلك. والترابي يدعو لترك الانقلابات بعد ان استخدم الانقلاب في الوصول الى السلطة، يريد اليوم ترك استخدامها للتغيير، ويفيد بعدم جدواها لكنه يريد بذلك حماية النظام من هذه الناحية فيثبط همة من يريد ذلك الخيار، والمعلوم رغم اي دعوى للخلاف بينهما يعترفان بانهما شركاء في الفكر الاسلامي ولم ينتقداء فترة شراكتهما في الحكم، لذا كل الجرائم التي ارتكبت في حق الشعب في تلك الفترة هم شركاء فيها، ويعلم الترابي والنظام انها سيعرضان لمحاكمة اذا سقط النظام، لذا لا مفر الا ان يحمي بعضهم بعضا، كما ان هذا الموقف يفيد الترابي حاليا في وقت يطالب فيه المجتمع الدولي محاكمة مجرمي الحرب في السودان، والترابي يعلم انه جزء من المجرمين ويرى ان التحريات ستجرجر حتى تصل الى من اصدر القرار بالتعذيب او القتل والحرق، واذا حدث ان ادين منهم شخصا سيضطر للاعتراف بمن باعوه ويكشف الحقيقة لذا الان الترابي يدعي انه يؤيد محاكمة مجرمي الحرب ليبعد عنه الشبهة، ويعارض النظام ليضع نفسه في كفة المعارضة لحماية نفسه مما يحدث للنظام وليعمي الابصار عن جرائمه وليهرب من الكفة الملاحقة دوليا. فهو يحمي المجرمين الذين معه بين معسكرات المعارضة والتي يعتقد ان المجتمع الدولي سيجاملها ولا يلاحق اطرافها. وهذا الهجوم اليومي على النظام ليزيده قوة وليبقى في السلطة حتى يحمي كل من شارك في جرائمه السابقة واللاحقة. ومما يفضحهم تصريحاتهم التي تكشف عن تضامنهم مع النظام ويؤيد كل ما يجري من اتفاقيات من شانها ان تجمع المعارضة مع النظام، ومنها قول الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي بشير آدم رحمة: (( نحن علي وعدنا فيما إتفقنا عليه مع الحركة الشعبية في مذكراتنا في جنيف ولندن وإجتماعنا الأخير في إريتريا، نحن مع الجنوب في حصته في السلطة البالغة 34%، ومعه في ما ناله من الثروة، بل يستحق أكثر منه )) فهم مع الاتفاقية بل هم الذين بدأوها في ااتفاقية جنيف التي وقعوها مع الحركة وسار عليها البشير. وقال رئيس مجلس شوري المؤتمر الشعبي عبد الله دينق نيال أن: حزبه مع السلام الذي تم التوصل إليه، وأن السلام سيخلق أرضية مناسبة لحل كل إشاكالات البلاد)) فانه تاييد مقرون بالتفاؤل ، كما وجهة دعوة لحل قضيتي دارفور وشرق السودان، يعني على قرار اتفاقية الحركة، فهم يساعدون النظام على مسيرته ويخلخلون صلابة الشعب ضده من خلال تواجدهم بين المعارضة التي يخادعون بها الشعب. كما اشار الترابي الى وجود (( نفحة حريات بوجود قوى سياسية جديدة مشاركة في السلطة ممثلة في الحركة الشعبية لتحرير السودان وقوى إتفاق القاهرة )) كما يصفها بانها (( الحريات الجديدة نفحة حقيقية )) وهو يريد بالايحاء ان يقول انها فرصة طيبة وجيدة لو واصل عليها النظام، فهي عبارة تضامنية من الترابي مع النظام وحض للسامع على التعاطف معها. كما يصرح الترابي بحتمية عودتهم له لعلمه بان الخلاف الوهمي سينتهي قريبا حيث قال( إذا خرجوا من السلطة على أي نحو أو آخر فإن أغلبيتهم ستأتي وسيتم اللقاء. أنا أعرف أنهم معي على المبادئ)). والجريمة كلها في هذه المبادئ. فالترابي يعمل على دفع الناس لهذه المائدة التي اعلنها النظام ليصالحهم عليها وهي طبخت على مطبخ الصادق المهدي الذي يدعوا لذلك منذ عام 64 وبعد ان نضجت الطبخة على نار هادئة خرج الترابي ليضع لها التوابل والبهارات اي الثوم والشمار، ليفتح شهية المدعويين لتناولها، وهذه التوابل الحارة فان طبيعتها تفتح الشهية، فكلما هاجم النظام بصورة لاذعة سرت المعارضة بوقوفها مع النظام واندفعت اليه، وسيكون المهدي والترابي اخر الاكلين على المائدة العلنية، الا انهم اعدت لهم اطباق خاصة واولادهم يعلمون بالتجارة وبجسارة يبيع احدهم انتاج مصنع السكر ولا احد يسطيع ان يعترض عليه والاخر يبيع انتاج اسمنت عطبرة ولا معترض، فالترابي اليوم دوره في النظام اكبر من دور البشير، وهو الحاكم والمدير، وهو الذي وقع مع الحركة قبل البشير، ايها العالم كيف تنسون سيرة خمسين عاما للترابي فقط بعبارات على الهواء مع انهما في الجرم سواء. اما الشعب المتحرر فقد اقسم ليواصل النضال حتى الجلاء لكل الخوارج والعملاء. عثمان حسن بابكر رئيس تجمع الوطنيين الاحرار [email protected]
|
|
|
|
|
|