|
موقف الشعب بعد مصالحة النخب
|
موقف الشعب بعد مصالحة النخب كان هذا المقال قدر بالامس وبعض المواقع لم تنشره لش في نفس يعقوب ، وكان نصه الاتي:
ضمن السنن الكونية والحكم الربانية تتم علمية الفرز الاجتماعي وتتمايز الصفوف من وقت لاخر، كما قال تعالى (( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يمييز الخبيث من الطيب))، فالخبيث ايّا كان شكله فقد اقتضت الحكمة الربانية ان تعريه بل وتجمعه مع اقرانه في صف واحد، ويحصل من ذلك تلقائيا ان يبقى الطيب في صعيد واحد وقد اختبر بالمصائب حتى صفى كما ينقى الذهب بالنار، وان الشعب المسكين له رب يرعاه ويدافع عنه بل ويسوق عدوه الى مصيره السيئ برغبته وجريا وراء مطامعه، بعد ان يجعل له هدفا ينساق خلفه. ان شعب السودان المسكين كغيره من خلق الله المحتار، وقف حائرا مندهشا في تقلب الموازين وتبادل الكراسي والادوار للنخب السياسية التقليدية، حيث كان يظن خيرا في التجمع الوطني الديمقراطي والحركة الشعبية ان يغييران النظام عندما كانا في معسكر المعارضة، وكانت المعادلة كالتالي : النظام بما فيه الترابي = يقابله – التجمع برئيسه المرغني + الحركة الشعبية + حزب الامة. فلما دخلت المعادلة كمبيوتر النظام على برنامج ماتشاكوس خرجت النتيجة للشعب بالمعادلة التالية : النظام + المرغني + الحركة الشعبية + حزب الامة بجناح مبارك مع قبول الاخرين = في مقابل المعارضة حسن الترابي + حركة العدل والمساواة التي هي منه. الامر الذي حير الشعب ، المرغني يشارك والترابي يعارض، فهل هذا صدق، ام يلدغ الشعب من الجحر عشر مرات. اي سياسة هذه ايها النخب، يا من ادمنتم مخادعة الشعب، ان الواقع يقول بان هؤلاء النخب ليس فيهم من ينحاز الى الشعب او ناضل لاجله ليخفف عنه التعب، بل قبل بجوار النظام رغم ظلمه ثم يعاكس تيار الشعب المعارض، يريد ان يقاسمه الغنائم ويستبعد الشعب. ان من ادعوا معارضة النظام مع الترابي فهم من صنعوه ولهم في جرائمه نصيب الاسد، وكذلك في خيرات البلاد ومانهب من الشعب. مما يجعلهم شركاء في اي محاسبة اذا حدثت في المستقبل في حالة سقوطه، لذا فهم ماخرجوا ليسقطوه بل ليحموه بين صفوف المعارضة التي اصرت على مواصلة الحرب. لذلك خرج الترابي من النظام ليستدرج له بعض المعارضين الذين يرفضون الترابي، كافلام المافيا التي تسيطر على الشرطة فيذهب البعض ليشتكي من العاصابات في حين هي التي تتلقى بلاغاته وتحمي خصومه وتخذل الضحية وتنصر الجلاد. ان من اجرموا في حق الشعب قبل النظام من قيادات الطائفية فانهم اول من همشه ومنع عنه حقه وحرص على تجهيله لاستعباده حينما حكموا قبل النظام عدة مرات حتى شاركهم النظام الطائفي اخيرا في ظلمه، ثم غلبهم عليه حتى اضطروا على مصالحته ليقاسمهم حقوق الشعب. فجمعهم الله بعضهم على بعض، في نظام طائفي واحد، ومييز عنهم انصار الشعب في صفوف نقية من الطائفية والرجعية. ان الشعب الحر الجثور والطيب الغيور قد تمييز ولا يقبل الخبيث بينه من جديد، رغم ان الطيبين قد اصبحت فئاتهم جزر بسبب الطوفان، الا انه بعد ان غيض الماء واستوت السفينة على الجبل الشرقي، وتمييز الغثاء واجتمع الزبد وحميل السيل في صعيد واحد، وتمييز الخبيث من الطيب، فجعل الطيبون يتواصلون فمنهم من كانوا اعتزلوا ذلك التجمع حين جالس النظام للتفاوض ومنهم من لم يخالطه اصلا، فهم يعدون فصائلهم للتحالف في وعاء جديد يعيد للسودان مجده التليد، بعيدا عن ادارة الرموز التقليدية النفعية سواء كانت من الاسرة المهدية او المرغنية، التي جعلت الشعب عبيدا تجب عليهم الطاعة والجزية. ان تلك الرموز يمكن تاجوزها فما هم بانبياء او رسل يجب اتباعهم، بل هم نفعيون يجب اعتزالهم وهم اسباب النكسة وعمق الازمة التي اصابة بلادنا، واما قواعد احزابهم فلا نحملها اوزارهم بل نقول هم ضحاياهم وقوم غلبوا على امرهم ويجب عليهم ان يحرروا انفسهم، وان يتحالفوا مع عامة شعبهم. ان ذلك الفرز الطبيعي صنع وحدة شعبية تعد لانتفاضة التحرير الشاملة التي تسقط النظام الانتهازي، وليحدد كل منكم موقفه، اما في كفة النظام والرموز التقليدية النفعية المتصالحة معه ومن سيلحق بهم، واما مع الشعب المتحد ضد نظام التطرف والارهاب ، وثورة حتى النصر.
عثمان حسن بابكر رئيس تجمع الوطنيين الاحرار [email protected]
|
|
|
|
|
|