السودان بين المطارق والسندان لم نقل مطرقة لانها أصبحت مطارق عدة على راس شعب السودان لاجل تطويعه وتسخيره بل وتركيعه، فالنظام الجاف الخشن فرشه بلا لحاف، سندان تعلوه المطارق تترا ولحقبتين في سنين عجاف، قضاها الشعب بؤسها وألما كوادي الويل في جهنم كلما ارادوا ان يخرجوا منها اعيدوا فيها، فالبلد يتصدع والشعب يتفتت، والطرق لا يزال مستمر. ولا مخرج بالإذعان والاستسلام ، بين عنيفين لا يرحمان الا ان يتحرك الشعب رغم التعب والأذى الذي لحق به فيجهد نفسه ليخرج من بين الموقفين، والا فالهلاك. بعض الوسطاء من دول العالم ينادون بمساندة فئات الشعب المظلومة لكنهم لا يقدمون للشعب حتى ما يسد رمقه ويداوي جرحه، فقط يساومون باسمه ويطلبون نيابة عنه ان تمنح منطقته حق تقرير المصير لتمييز ارضه تمهيدا للانفصال الذي لم يكن هدفا له، فالحديث عن الارض من جانب الوسطاء دائما قبل البشر لانها همّ الاخرين الاول، والشعب يموت لا يسعف، الا بالقليل الذي لا يعدو عن كونه مبررات لتدخل تلك الجهات، الشعب يناضل ويقاوم لاجل البقاء والخلاص من النظام الذي صنع ذاك العناء، لكن بعض الوسطاء يطلبون منه العودة الى النظام والخنوع والاستسلام فيما وصفوه بالسلام، ولكن السأم ، يريدون منه ان يعمل مع النظام حتى يحققون دولة محمية برعاة يريدونها مقاطعة ضعيفة لا تقوى على حماية نفسها لتكون دائما في حاجة لحماية من صنعها ليستأجرها هو لنفسه كمستثمر بل مستعمر في مستوطنات يحق لها ان تبيع نفطها ومعادنها واليورانيوم الذي كان شؤما عليها، ويديرها بعض الوسطاء بأصدقائهم من العملاء بالداخل دون النظر الى الثمن الذي يدفعه الشعب مقدما ولاحقا، وسمعنا جميعا عن كيف بعض الدول التي تناصر قضية دارفور وغيرهم سعت لاصدار قرار بإرغام المهاجرين بالعودة الى بلادهم قصرا، الا ان تدخل معارضيهم لاجل اظهار اخطائهم كورقة سياسية تخصهم لكسب اصوات المهاجرين اصدقائهم. وسمعتم كيف بعض الدول التي تأوي قوات المعارضة اعتقلت بعض القيادات او احتجزت جوازاتهم لاجبارهم للمصالحة مع النظام وليس ذلك ايمانا منهم بالسلام لكنه دور كلفوا به لتمرير برامج تقسيم السودان باتفاقيات نهايتها الحكم الذاتي ثم الاستقلال. فالشعب الان يجبر على العمل مع النظام والقبول به ولا يعان لمحاربته، ليستلم المبتزون ما يريدون، اما من خالفهم من المناضلين أمطروهم بالتهديد والتضييق وغيره. اما عن المطارق المحلية الصنع ومن نوع ظلم أولي القرب، فالقيادات والتنظيمات المتصالحة لاجل مصالحها، واصبحت شريكة في سلطة النظام، فهمها اصبح افشال غيرها ومن كان يوما حليفها لاجل صديقها الجديد، فهي تنسق مع المعارضة على الوتيرة السابقة ، في حين هي على طريقة وخطة اخرى تريد بها ان لا يتجاوزها ولا يسخر منافسيها من مصالحتها التي اصبحت عقدة لها مع مجتمعها، ولا تريده ان يسقط النظام وهي ضمنه، لذلك تضرب الشعب من خلفه ومن فوقه مستقلة جواره وتنسيقه وهو لا يدرك ذلك من يد صديقه، لكن الخطأ عليه بان يثق في شركاء النظام، حتى لو فرض انهم كانوا أعداءه سابقا الا انهم اليوم شركاءه في المصير ولا يعجبهم او يرضيهم التغيير، ومن ذلك الشعب هو الخاسر المطعون في الخاصر. فالاطراف المتصالحة تعمل مع النظام والمعارضة في وقت واحد، لتقسام الاول قسمة السلطة والثروة، ومع الاخر المعارضة تسيطر على الدعم الخارجي بل تستلمه نيابة عنه، ثم تصرف بعضه على إفشال جهد المعارض الذي اصبح يتعارض مع مصالحها. ولا يزال الشعب لا يدري من ان يضرب. ومن هنا ننبه الشعب مرة اخرى انك يجب ان لا تأتمن الا من تطابق معك في الموقف والاسلوب والمنهج، ولا تعمل بتنفيذ برامج غيرك فانها ليست مصممة لك، ولا تنسق مع شريك عدوك ليساندك ضده كعون لك، ولا تسلم زمام امرك لمن لا يشارك خيارك، ولا يتجه في مسارك فانه لن يوصلك لهدف. ولن تحرر بلدك وشعبك اذا لم تحرر نفسك. لذا اخر وأحر نصائحنا لك، ان تحرر اولا نفسك من هيمنة القيادات التقليدية النفعية، وتعمل بما يناسب عصرك، حتى تسترد سلطتك وتكون حكومة حديثة من التكنقراط تخدم مصالحك وتطور بلدك، فنحن لاجل مسيرة تحررية استمرت حتى الان ستة عشر عاما لم نقبل المساومات ولم ولن نبيع قضية الشعب فنعيش او نموت لاجلك، أفلا شاركنا لحل قضيتك، ولإعلان ثورتك لنسترد حقوقك وتختار بنفسك من يدير امورك. فالمسيرة التحررية تنتظرك، فلا تتأخر او تتابع من يخذلك، ولا عاش من يخذلك.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة