مهرجان الشاي ..

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-14-2024, 04:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هبة عثمان عبده(سمرية)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-11-2009, 06:26 AM

سمرية
<aسمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مهرجان الشاي ..

    ألمني ما حدث قبل ايام ، لسيدة من نساء بلادي ... ألمني حد البكاء ..

    ان تموت بهذا الشكل الوحشي .. من اجل لقمة العيش الشريف !
                  

05-11-2009, 06:28 AM

سمرية
<aسمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مهرجان الشاي .. (Re: سمرية)

    حليوة…. ست الشاى



    شوفو حليوة ست الشاى

    شايك ما بدورو براى

    كم مليون بدورو معاى

    شايا ليهو خرمانين

    سيد الركشة

    سيد الكارة

    الطيانى

    المكانيكى

    الكل قال تعال بى جاي



    قايمى حليوة نص الليل

    عشان رزقا حلال وعديل

    رزقا ما بيدورلو دليل

    وان فد يوم جاتا “الكشة”

    بتتبهدل جنس بهديل



    تشيل الهم

    هما عاد يهد الحيل

    داكا يتيم بدور مصروف

    داكا مرضان وغالبو الشوف

    ديكا بنيي عيانى

    وترجف من كترت الخوف



    وصوتا جاها من قاطوع

    مهدهد بى كترت الجوع

    حليوة… يا بتى

    قشى دميعتك النازلى

    وأسألى ربك الرزاق

    يسهل ليكى كل ممنوع



    تسوى الشاى

    تبيعى حلال

    تجيبى الكسرى للأطفال

    تجيبى الدكوة للأطفال

    و السكر بدل رطلين

    منو تجيبى كم شوال

    وصندوك شاى بدل تمنة

    عاد مو حايقى فى الأطفال

    ….

    صوت الوالدة باقى حنين

    بتسمع فيهو ليها سنين

    بتندهليها كل الفقرا و الصالحين

    يغتوها ويضاروها من الجايرين

    البيقطعو الأرزاق ومو خايفين



    ديل حكامنا مو خايفين

    عيونن ديمة مفتوحات على المسكين

    الفارشلو كوم عجور

    و البيطرق السكين

    القايمات نصوص الليل

    ست الشاى

    ست الكسرى

    القالاها نار الدوكى

    و البتسوى فى التركين



    ديلا يربو فى الأيتام

    فى اطراف البلد ساكنين

    بيوتن من بروش وصفيح

    لا اسمنتى لا من طين

    ورقادن ديمه فى الواطه

    حتى ان كانو مرضانين



    يا حكامنا قولو عديل

    زى ناس ديل

    يدوهم زكاة الله

    و الله “الكشة” و البهديل



    وشان حكامنا جبارين

    قصورن ديمة بتضوى

    وهن جواها مطامنين

    لا مرضا بيغشاهم

    و لافى أنين

    لا ركشات و لا “كشات”

    عاد مو ديمه محروسين



    كم عربيى بى سواقا بى بنزين

    ديكا صغيرى للأطفال

    واحدى براها للستات

    واحدى كبيرى للأولاد

    ما مال الحرام لامنو ليهو سنين



    يا ناس ما تخافو الله

    نهبو بلدنا… بإسم الدين

    سرقو قروشنا … بإسم الدين

    زادو امراضنا… بإسم الدين

    كتلو اولادنا… بإسم الدين

    نشفو ريقنا… بإسم الدين

    طلعو “…”… بإسم الدين

    و الكل عاد صبح جيعان

    بعد ما كنا شبعانين

    ….

    نسأل الله ليل ونهار

    يوريهم حقيقة الدين

    تبين آياتو فى زى ديل

    ناسا ما بخافو الدين

    تبين آياتو فى الدنيا

    قبل ما يجينا يوم الدين

    عليكم الله يا اخوان

    قولو آمين

    عليكم الله يا اخوان

    قولو آمين





    ابراهيم الكرسنى
                  

05-11-2009, 06:34 AM

سمرية
<aسمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مهرجان الشاي .. (Re: سمرية)



    اميرة - ست الشاي
                  

05-11-2009, 06:43 AM

سمرية
<aسمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مهرجان الشاي .. (Re: سمرية)

    لعناية الاخ عصام عبد الحفيظ ...

    لعناية الاخ طارق الامين ...


    لكل المهتمين ... ..

                  

05-11-2009, 06:46 AM

سمرية
<aسمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مهرجان الشاي .. (Re: سمرية)

    ست الشاى





    ارتدى قميصه اللالون وصار يدج فى الشوارع باحثاً عن اشياء ذات تفاصيل
    لا تخصه ... هكذا اعتاد زرق على معاكسة الأفكار فى الشوارع تارة يضحك
    وأخرى لا تستطيع ان تفسر ما ينتجه من سلوك يتجاوز حد الغرابه .
    يجد نفسه مع (علويه ) ست الشاى وعندما يأتيها ثم يجد حولها زبائنها من كافة
    الألوان والجنسيات يشعر بسخف ويقول فى دواخله أما آن لى ان اترجل من
    هذا الجواد المستعار .
    علويه ،مالك الليله عامل فيها تقيل
    زرق ،لم يعطيها أدنى اهتمام وكأنها لا تخاطبه أو لا تعنيه ثم عاد الى حيث
    أتى وهو يقول لنفسه يجب ان اغير هذا المشهد البايخ ولكن كيف ويحاصرنى
    الاحباط و اليأس من كل الاتجاهات وبينما هو كذلك انتبه الى ما قالته (علويه)
    وكان يمر بجوار السينما فتملكته رغبة ملحه فى حضور الفيلم الذى سيعرض
    حتى ولو كان هندى ولكن لا بأس اذا كان أخر انتاج لهوليود .
    وفى السينما وجد فعلاً ان الفيلم هندى وكان قد حضره أيام صباه والاغرب
    من ذلك فى اللوحه الخارجيه انه أول عرض يعرض فى تلك الدولة المريضه
    الصدفه تجمه بصديقه (يوسف)وهو ايضا لا يحبذ الأفلام الهنديه
    رزق :ما قايلك انت ح تكون هنا
    يوسف:خليك من الفيلم انت ما الليله ما زى كل يوم ،أكيد ما شفت ست
    اللهيج السكرى
    رزق:مشيت ولقيت زبائنها حولها عدلت فكرة أنى أقعد معاها
    يوسف :شكلك كده ما يطمئن أكيد محبط
    رزق:فى مبرر يخليك ما تحبط والمشاهد مكرره والحاله البطاله ،ولكن
    فى الحقيقه هذا الانسان ممكن يقاوم ،مثلاً انا بحب (علويه ) وهى بتعمل
    شاى وليس عيباً ولكن عندما يكون هذا العمل نتاج بنية وعى اقتصادية
    متخلفه ماذا يكون الحل ؟
    يوسف :دعنا أولاً نخرج من هذا المكان الموبوء ،مشاهد مكرره حتى على
    مستوى الأفلام ،طبيعى ان ينتج لك وضع غير معافى من الأمراض
    الاجتماعية وكان يعنى الجوع -الفقر-المرض-الجهل -التخلف -الأميه.
    ويبدو ان مشاركة المرأة والرجل بشكل متساوى يخلق لك مجتمع خالى
    التمايز وذلك يتطلب مجتمع يملك أدوات يستطيع ان يدرك تركيبته
    الاقتصاديه والاجتماعيه والموضوعيه ولا شك اننا ما زلنا لا نملك
    هذه الادوات لذلك انعكس هذا على المستوى الاقتصادى وطريقه العيش
    ثم سيادة العقليه الهلاميه على هذا المجتمع انتج عدد كبيرمن الذين
    يعيشون على هامش الحياة .
    رزق:سياده العقليه الهلاميه يكرس لمجتمع بدون ملامح لذلك لابد
    من دور واضح من كل الفئات فى تغيير هذا الوضع حتى اذا كان
    عن طريق تفتيته واعادة انتاجه بشكل أفضل يجد كل من فيه نفسه
    يوسف :رأيك شنو أنا عازمك قهوه بتفاصيل خاصه فى محل من
    تهوى ،رزق :بشرط اذا ما لقينا الكواكب ديل حولها ،أصلى لما
    أشوفهم بحس أنى ح أفلت من مدارها .
    يوسف :بعنى بتغير عليها
    رزق :غيرة شنو ،ولكن بتذكر انها نتاج أزمات لمن أشوفهم
    المكان كان يقع أمام شارع رئيسى مكتظ بالناس والسيارات
    والعواميد حيث تجلس (علويه )بالقرب من المبانى الحكوميه وكأنها
    تريد بذلك ان تقول لهم هذا هو سبب سياساتكم الهوجاء .
    يوسف :ازيك كيف أخبارك ،وكان بالمكان شخص واحد يبدو أنه
    ذات صله ب علويه .
    رزق :أنا آسف لأنى ما سمعتك الا لما مشيت منك وبعدين الوضع
    كان طارد وبهمس قالت له :ان هذا الشخص أخوها أتى ليأخذها
    الى المنزل وكان الليل قد انتصف ،يوسف اثنين قهوه لو سمحت
    وبينما هم فى حاله الانتظار قال يوسف لرزق :انت عارف علويه
    ما عندها ذنب فيما هى فيه ولكن عمال المؤسف عمال البلديه
    والعسكر وسلوكهم اللاانسانى تجاههم ،قال ايه أنه يشوه الصوره
    الحضارية لعاصمتهم هذا اذا كان هناك عاصمة أصلاً بملامحها
    العصرية المتطورة وقبل أن يكمل حديثه كان العسكر قد طوقو ا
    المكان ............أنتهى

    محمد حسن ابراهيم
                  

05-11-2009, 06:50 AM

سمرية
<aسمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مهرجان الشاي .. (Re: سمرية)




    و لكن ست الشاي لا بواكي لها !- لا تحزني يا بنية فأمك - برغم كيد الكائدين - شهيدة


    جلست هذا الصباح اتصفح اخبار السودان عبر الانترنت ، لم اجد غير والياً اقيل لأنه دفن - نفايات - في مدينته ، و تمت مكافأته بأن تمت تنصيبه في منصب اخر نظراً - لكفاءته - و حسن نيته وسلمة طويته رغبته في خدمة المواطن.

    سمعت عن متهم بارتكاب جرائم ضد الانسانية - كان وزيراً للشئون الانسانية ! - تمت اقالته من منصبه الانساني - لضغوط دولية - و من ثم تم تعينه والياً في احدى الولايات القريبة من مكان جرائمه المتهم في ارتكابها

    خرجت لشأني و مضيت ، عدت و قد انتصفت رائعة النهار ليهولني وقع الخبر

    اليكم الخبر دون مواربة او اختصار



    مطاردة قاتلة ..رجل "بنبر" تنغرس في بطن ست شاي " حامل " أثناء هروبها من " الكشة "
    ================================================== ====

    نسبة للظروف المعيشية الضاغطة جلست امرأة ( في الاربعين من عمرها وتحمل جنينا في أحشائها ) !

    جلست تحت شجرة بالقرب من عمارة صديق النعمة شارع السيد عبد الرحمن من اجل بيع الشاي حتى تستر نفسها ومن تعولهم برزق حلال ،

    ولكن داهمتها دورية الكشة مما اضطرها لأخذ " بنبرها " وما خف وزنه من اوانيها وتلوذ بالفرار

    ولكنها تعثرت فإنغرست " رجل البنبر " في بطنها ،

    هرب منها رجال الكشة والبوليس المرافق لهم

    وتركوها تنزف حتى فارقت الحياة .

    يذكر ان عربة النجدة اتت الى مكان الحادث بعد ساعة من حدوثه .


    المصدر : منتديات الراكوبة

    http://www.alrakoba.com/news-action-show-id-9798.htm




    انتهى الخبر
    ========

    نعم ببساطة

    انتهى الخبر

    المؤسف ان هذا الخبر حدث منذ يوم الخميس الماضي 7 مايوا 2009

    ولم يحفل به احد

    لماذا نحفل بها ؟
    ==========

    ما في النهاية ست شاااااااااااااااااااااي !

    هكذا نختزل الام الناس و معاناتهم

    في عبارات بسيطة

    مثل

    ان لله و انا اليه راجعون

    ربنا يتقبلها

    و هكذا

    و لكننا ننسى دائماً الجانب الاخر من المأساة


    ست الشاي هذه ام

    لابد ان تكون اماً

    لأطفال صغار

    في الغالب هرب الاب و تركهم

    او هو موجود و لكنه عاطل عن العمل

    و ماذنب الطفل الذي في بطنها ليعاقب بجريرة امه ؟


    و ماهي جريرتها هذه المرأة؟


    اخبروني قولوا لي

    احكوا

    ماذنبها؟

    باعت شاي !!!


    يعني شنو ما تبيع شاي

    مهنة شريفة

    رزق حلال

    *****

    هي - ست الشاي -

    لم تأكل بثديها

    كما يفعلن اخريات

    لم تخرج في انصاص الليالي

    و تتعطر و تمتخطر في الشارع

    لييتلقفها

    واحد - باحث عن فضل ظهر - يقلها بسيارته

    لأنه يعلم

    " من كان له فضل ظهر فاليعد به على من لا ظهر له " حتى يظله الله بظله يوم لا ظل الا ظله

    هكذا اختزلوا الامور و زيفوا الحقائق

    فصار الزنا - فضل ظهر

    و البغاء - مهنة محترمة اكثر
    من عمل الانسان بضراعه
    وعرق جبينه

    ****


    اعود لأقول

    ماذا تريد المحلية من ست الشاي ؟
    =====================

    لماذا تطارد - المحلية - الشريفات في بلدي

    ويقتر عليهن

    ويمنعن من موارد الرزق الحلال

    و بل يتم قتلهن

    في سبيل منعهن

    عن الكسب المشروع

    وحتى يتوقفن

    عن انزال اللقمة الحلال

    في افواه اولادهن و بناتهن

    الجائعين زغب الحواصل

    ****

    الظلم ظلمات يوم القيامة

    و أيم الله

    لدعوة امراة مظلومة و مقهورة بجوف الليل أحق على الله نصرها و عونها

    من عابد متزلف يصلي في اليوم الف ركعة ،

    و قد اكل مال هذا ،

    و هتك عرض هذه ،


    وضيق على ارزاق هؤلاء

    وبقر بطن أمراة حامل

    في الاربعين من عمرها

    لانها تجرأت

    وباعت الشاي

    في وسط المدينة


    حاتم علي / منتديات سودانيات
                  

05-11-2009, 07:05 AM

سمرية
<aسمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مهرجان الشاي .. (Re: سمرية)






    حقو ناخد لينا وقفة

    في التكافل والتراحم

    في التآزر والتعاضد

    وكل شي يقربنا زلفي

    حقو ناخد لينا وقفة

    في القوانين واللوايح

    في التشرد والرعاية

    ونعتني بي كل نطفة

    حقو ناخد ليناوقفة

    للافق ننظر نخطط

    ومانسيب حاضرنا تايه

    وما يجينا الجاي صدفة

    **************

    تسعة والوالد توفي

    والرزق كان بيتو يجفي

    تسعة يوم ماضاقو إلفة

    لا الطعام شبع وكفي

    الوالدة واصلت المسيرة

    صابرة مؤمنة ياحليلا

    في ضرا الكرتون مقيلا

    لا صديق بي لُقمة يلفي

    ولا رفيق لي عطشة يطفي



    تسعة والوالد توفي

    ووالدة بين كانون ومصفي

    بس ياريت الشاي يصفي

    والزباين تلقي وصفة

    شاي مظبوط حالا يشفي

    والقروش تُحسب كتيرة

    وللعيال تنفكا حيرة

    وللمؤجِر والمديرة

    والقسط تدفع أميرة

    والدكيكين يلقي خيرا

    وتلغي صفحة وتبدا غيرا

    والديون قاسية وعسيرة



    الوالدة واصلت المسيرة

    صابرة مؤمنة ياحليلا

    للجمرة والكانون زميلة

    الحاجة للاولاد كفيلة

    ماهرة ست شاي وقديرة

    والسلوك راقي وأصيلا

    ما بتفكر في جريرة

    وما ابتهين شرف القبيلة



    (وهل تذكرت القبيلة

    تَحصِن الأولاد تعيلا)

    لا صديق بي لقمة يلفي

    لا رفيق لي عطشة يطفي



    تسعة والوالد مفارق

    والوالدة للاسواق تساسق

    ولعنة الاسواق تلاحق

    والرزق ممحوق وماحق

    وللضرورات ماهو لاحق



    واليتيمة قوامها شاهق

    يومي للوالدة ابترافق

    نظرة واغراءات تلاحق



    ولسه بتقاوم أميرة

    عام وعاشر ويوم وليلة

    وللزباين ألف حيلة

    ومرت السنوات تقيلة

    والدة مشغولة وكسيرة

    والقبيلة !

    ما بتجيب خبر القبيلة !

    ودولة مشروعات عليلة

    وللزباين ألف حيلة

    طرفة واغراآت تقيلة

    والنفيس إنهد حيلا

    خارت وانهارت أميرة

    وقررت تقع الرزيلة

    واختلت طايعة وهزيلة

    وناس مكافحة الرزيلة

    جاهزة تنقذ كل ضليلة



    وليها معلومات غزيرة

    وانتشار قوات كبيرة

    وقبل ما تهلك أميرة

    والجريمة تكون خطيرة

    وأم تولول مستجيرة

    ناس مكافحة الرزيلة

    قامو بي ضبط الجريرة

    ورجعوا الانفس جميلة

    إلا لسه الاُم كسيرة



    دنيا لما تشيل رفيقك

    البآزرك والبطيقك

    الحزن بزرع دريبك

    والليالي تنوح تِشيبك



    الصبر بِشفيك يطيبك

    بيهو جلِد عنقريبك

    وخلي عطر التقوي طيبك



    عبد الله عبدالرحمن عبدالله
                  

05-11-2009, 07:10 AM

سمرية
<aسمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مهرجان الشاي .. (Re: سمرية)

    نيران توّج
    جواها اكتر بى كتير
    من نار كوانينا التعج
    بى اصناف الكفاتير
    والبراريد والشرارق
    تنسى احزانا وتفج
    الروح وقت تلقى المعالق
    فى كبابيها بتراقص حلمها
    بى لحظه بتخت راسا وتروح
    فى نومه هانيه
    تريح الجسد المسمم بالعيون
    مزق الكلام الجايى من عصر الظلام

    حليوه زيّها زّينا
    عندها الحال ما زال منصوبا على قدرة بشر
    مادام وتد حالنا انقلع
    واتوتد المقلوع غصب
    والكان قبيل اصبح وتد
    مجرور ورا التور التشوش واندفع
    يخفج خفج
    ..
    حليوه بتا مننا
    اختا لنا
    جاتا الهموم زى سيل كسح
    بس شالتا
    قدرت عليها ادارتا
    مرقت تصارع حجتا
    تعدل مزاج ناسا تعادل حالتا
    شايا المظبط وقهوتا
    وقعدة دقائق
    شويه فوق سطح الارض
    تعنى الكتير
    لى زول تحمم بالهجير
    شايل الكتير
    زى ما هى شالت شيلتا
    وما ختتا
    وفجاه بدون سابق وعد
    نبر القبيل كان السبب فى مرقتا !!
    من جوف مصدر بى دموم الناس
    رفاتم والعرق
    اطلق قرار
    فيهو اتهام
    لى كل حليوه بتنجبر
    علشان توفر وبى عفاف
    اسباب حياه
    لى ارواح تتقل ذمتا
    حد الكفاف
    ..
    لمتين لمتين ؟؟
    لمتين يظل حال البلد
    منصوب على قدرات تعيقا وتبهتا
    افكار مسممه اتهام
    ..
    ايها الساده :
    هلا نزلتم من علاكم لحظه بس
    لتتناولوا من ايد حليوه
    كوبا من القهوه الحريفه
    وساده شاى!!
    وتاكدوا انه لن يعلق بذيل اى منكم سوى
    دفئ المشاعر
    من نسيج كل البنابر
    جنب حليوه
    اللى هى اصلا مننا
    اختا لنا
    عندها الحال مازال منصوبا
    على قدرة بشر …


    محمد احمد الفيلابى …



                  

05-11-2009, 07:21 AM

سمرية
<aسمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مهرجان الشاي .. (Re: سمرية)

    الريح بتهد من حيلا
    بتقلل ليلا مطيرا
    امك والصحة بتنزل بتمغرب قبل عصيرا
    يا حليلا العرق اتصبب
    فصد والله جبينا
    اتدنى همقلوبينا
    اخوانك شفع قصر
    لسه ما بفشوا غبينة
    والحيلة دليلا بليلة
    مرات بموية كسيرة
    روشتة تخلى الحتة اضيق من ثقب ابيرة
    جيران والحال من بعضو
    نيرانم نار الحمى
    ضلمة الضل كرتون وحصيرة
    والعين والنية بصيرة
    وحبال النجدة قصيرة
    كفتيرا تفك الحيره
    يا بت احسن من غيرا
    ولذلك انت هنالك
    في ركن السوق الشعبي
    بت امك ما بتكوسي
    دروب الشك والذلة
    مرات الكسرة تعوسي
    ما بسمع حسك
    الا النجمة وديك الحلة
    وعجينك في البستلة
    في ليل الصاج الداكن
    ترميهو قميرا قميرا
    كفتيرا تفك الحيرة
    يا بت احسن من غيرا
    حليمة النيمة تلمك
    في ضلها كتر خيرا
    النبر جنب البنبر
    والمسك الفايح عنبر
    نعناعك طينو قريرا
    الشاى والبن دلاية
    هبابة ترفرف طيرا
    نجوم الضحى جمراتك
    صحيها جميرا جميرا
    غزلانك دستة كبابي
    تتفنني في تميرا
    فنجانك جنب فنجانك
    شفع في زفة وسيرا
    وتزازي برند برندا
    العدة حرام كسيرا
    كفتيرا تفك الحيرة
    يا بت احسن من غيرا
    حليمة النيمة تلمك
    في ضلها كتر خيرا

    محجوب شريف


                  

05-11-2009, 07:29 AM

سمرية
<aسمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مهرجان الشاي .. (Re: سمرية)



    الصور اعلاه بكاميرا عصام عبد الحفيظ ..
                  

05-11-2009, 07:24 AM

BitAlhana
<aBitAlhana
تاريخ التسجيل: 02-14-2002
مجموع المشاركات: 1083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مهرجان الشاي .. (Re: سمرية)

    الله يرحمها

    زيدتي الامنا الام يا سمريه

    لكن مافي اليد حيله
                  

05-11-2009, 07:33 AM

سمرية
<aسمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مهرجان الشاي .. (Re: BitAlhana)

    بت الهنا ..

    الله يرحمها ، ويدخلها فسيح جناته ...

    ويرحم كل المظلومين في بلادي ...
                  

05-11-2009, 07:50 AM

سمرية
<aسمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مهرجان الشاي .. (Re: سمرية)
                  

05-11-2009, 08:06 AM

سمرية
<aسمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مهرجان الشاي .. (Re: سمرية)



    فوانيس ست الشاي و سيرة الناس المنسية

    د.إشراقه مصطفى حامد
    صحيفة السودانى
    فيينا تذيب جليد روحي..
    افتحوا سهول روحكم إذن لهذه السيرة لتفج جداول الوجع مع بائعات الشاي والعاملات على الهامش الذي أعرف. اتركوا مطر سعدية، بدرية، نفيسة وسيرتي يغسلكم... مطر دامع في سعن الأمهات المنسيات في تكل النار الصاحية تنبهكم عن سعدية.. عن كوكو وتيه.. عن الناس المنسية... ناس طلعت من غناويهم ومن دردشة أحزان لياليهم... الناس الفي حياتي... فوانيسي والسيرة التي تؤكد وجودي.



    عيون سعدية، يا سادتي، كبرياء دموعي، وملحها سطوة بساطتها، كفتيرة تغلي على نار الغبن والشقا، وبخارها غضب صامت يتوجس بين فينة الشهقة وأخرى الزفرة وجعي القديم.
    (كشة) رأس رمحها صوبه كود الظلم على الفقراء من النساء وشجر ينتحب حكايات اطفال الف باء تاء.. حلمهم خطوها على أكذوبة اكتفاء الذات من غرس البن في حقول بائعات الشاي.. حقول لي ولسعدية ولأربعة اطفال قسمهم الفقر بين بيوت الجالوص التي غسلها المطر حين غضبة سحابة تشتاق أن يفك زمارة غناها خالق العباد الرحيم.
    سألتني عن اسمي... إشراقة قلت.! نظرتي مليا في وجهي وعيونك تبحث عن أثر للإشراق المنطفيء بأفعال كثيرة هي شرقرق روحك وروحي... تصدقي بالله يا سعدية كان نفسي امشي معاك بيتكم ونحكي ونبكي ونضحك على سيجة احلام الوطن ونسمع سوا غنا البنات السمح. كان نفسي أدشر ليك كراساتي القديمة وأحل ليك طرحة حنانها وأخليها تغسلك من تعب المشاوير البعيدة وأونسك عن عذابات بنات كانن مليانات بالحياة.
    كنت مشغولة بحكاية عيونك وعيون الفقر يا بنت الناس الطيبين وسرحت في حكاية شجن محاسن والزمن كان بيقولوا عليهو زين وحسين زين المطر المتصالحة معاها بيوتنا وأصوات الحيط البتقع من أول قطرة مطرة، ويضاير الصغار يا سعدية زي السخلات وكل حتة في اجسادهم الهلكانة بالفقر وسوء التغذية من اكل السخينة وأم شعيفة والبليلة.
    محاسن كانت جميلة وبديع لون عيونها، زمة خشمها بتحكي عن حكاية خرزة في ضفيرة ليلها الطويل. ليالي الناس الفي حياتي دايما كان طويل وما بتنتهي اسئلته.. خرزة شوقها للأمان والأمان أمان الله.
    كانون صغير جمراته بتعاند عشان تولع، بس الكانت بتولع عيونها، طعميتها كانت مطعمة بشمار الرغبة في الحياة ومقاومة الموت، تجلس الساعات الطويلة ونتراصّ زي سنوات عذابها عشان تدينا حتة طعمية.
    وتجيء الكشة، من زمن أول انقلاب كان في كشة للأحلام وطوابير الخبز، تطول صفوف الخبز ومعاها تطول صفوف في بيت سموه بيت الأحرار... وما كانن أحرار.. فكيف يكون المرء حرا وجسده مباح وفاقد عزته؟
    لمن تولع حفرة القهر.. ومحاسن تبوخ روحها بطلح الذل وشاف الهوان وتطلع منكسرة وترجع بمليون انكسار؟.
    طفل بريء انتظره الشارع ودروب الفقر والحياة البدون قيمة وفي كل مرة ينكمش نهر الحياة في عيونها وفي كل يوم بتنطفيء شمعات روحها لحدي ما شحبت ثم تلاشت، بعد أن اكل السل رئتيها فوسدت احلامها وحكايتها ود اللحد في مقابرنا البتحكي ما سكت عنه راديو ام درمان.
    كنت بعاين في عيونك وماليني الخوف عليك يا سعدية. كل الحكايات في ذلك الحي الفقير بكل تناقضاته وشجونه، بكل كفاح ناسه وهوان المشوار اللي بنمشيهو.. كتار عبروا الطريق من الحياة الى بوابة الموت اسرع من هشاشة بيوتنا تحت المطر وعبروا الحياة كما يعبر السمبر سماواتنا بعد الخريف. انتشلني صوتك من سياط الذكرى وسألتني بحنان غامر:
    ــ تشربي قهوة؟
    = كيف اشرب مرارتك على فنجان القهر؟
    نحتاج لسارة السارة لتقرأه لنا ذات حظ سعيد.. تعالي يا قارئة وجعنا وغني لينا من نبضك وقلبك أمنيات وأحلام الجوعى للخبز. كيف احتسيها وفيها حُتْرُب امانيك وبخار كفتيرة الشاي تحكي هضربة بنيتك من الحمى وشهقة الحياة؟
    احتسيها وياما احتسيت من مرارات، حولك يجلس بعض رجال منهوكين يتجرعون أحزانا حنت ظهورهم.. ويتكرعون بقية أشواق ما عادت منطقية في زمن اللامنطق واللامعقول.
    جلست قربك والتوب الباهي الكساني لا يشبه الحكاية ولا لون شقانا، كان نفسي ألبس فردة أمي حليمة اللي عمرها مليار عام من غرز الحنين والشوق الفي عيونها، قبل ربع قرن من الزمان كستني بيها عشان دخلت الجامعة، لي يوم الليلة لاماها وبشم فيها ريحتها وحكاويها وبلمس فيها اناملها اللي فضلت جميلة بطول احلامها والخربشة بحنان على وش الفقر. توب الحرير اللي كنت لابساه يا سعدية وحاتك شادّاه من أختي نجيوة، جوه الفردة بحس بيك اقرب لي من شهقة حلمي.. اشوف عندك كشك تعملي فيه الشاي والقهوة وقاعدة في بنبر ماهل والكل يتعامل معاك باحترام. مدير بنك ولا استاذة جامعية ولا طبيبة او مهندس ما بتقلّي عنهم يا صديقتي كونك بائعة شاي، بل انت اجمل لأنك تهبينهم في لحظات سطوع الذات ان يحسوا ولو بعضا من مراراتنا في زنجبيل مسحون بشوق روحك للحياة الكريمة.
    كنت زيك وأكتر، اكتر يا سعدية.. سألتيني ودهشة تلمع في محياك الجميل -انتي جميلة بالمناسبة يا سعدية- بلا كحل سوى الصمت اللي على حافة حدقات انفجارك اللي بيفضح صمتنا الطويل.
    زيك كنت يا سعدية وأكتر! عرفت اعوس وجعنا في صاج الحياة من كان عمري عشرة وردات، لو ما امهاتي العاملات ولولا الأمل الشفتو في عيون ناس حلتنا المساكين وجميلين ما كانت الوردات دي اتفتحن بملح الصمود وبندي دموع أمي فرهدن. لمن يصحن من النوم ويولعن صاجات للعواسة، واحد لأمي حليمة والتاني لأمي ريا عشان تسند بتها الحتالة، أمي كانت حتالة حشاها، كنت بقول ليها حبوبة، ام امي، كانت نحيفة وصفيرا ونخلة في انفها شاهقة بالرغبة في الحياة، كانت بتحكي لي عن الترعة الخضراء وعن أهلها الحسانية وعن اخوها الشيخ ود حماد، كنت بشوف سبحتو بتضوي بدعوات ريا وبنات ريا وحاتك يا سعدية في ساعة يخلصن العواسة ويخلّن لي طرقة طرقتين عشان اتعلم واتعلمت، من داك الزمن اتعلمت، لمن تمرض أمي ولا واحدة من زهراتي كنت بنكرب ودخان المنى يحرق عيوني الصغيرة والنار لهبها كان رغبة صمودي عشان بكره.


    أمى حليمة مرة تانية، وألف مرة، هى لأنها الحفزتنى وقالت بحقنا فى المعرفة، ممكن زولة زيها تتنسى يا سعدية؟ امى دى فوانيسى الشايفاك بيها، وشمعات روحى الما ممكن تنطفئ.
    امى حليمة كانت امرأة عاملة، ونشيد براهو، معاها زى ضلها ويا ريتنى اكون زيها. تواصل الناس، وتتفقد أهلها.. من قروش الكسرة بنت البيت مع وحيدها ابوى وسندته، من قروش شايها وقهوتها لبستنى غويشة الدهب، وسفرتنى معاها المتمة لى أخوها عبدالحى ووليداته، ود بانقا، مدنى وأختها بلالة، الفادنية وأختها عشة، بتتفقد اهلها فى الطندب، كريعات/ زرقة/ ود الحسين وما بتنسى تقالد زول زول فى تمبول، وتنوم فى حيشان اهلها فى رفاعة، امى كانت ممتدة وفسيح انسانها.
    مشت من الدنيا ونفسها تشوف طفلى الأول، مشت من غير ما امشط ليها ضفائرها وأمسح دمعة الفراق من شلوخها، من غير ما اقول ليها كيف هى حبيبتى، وكل شىء فى حياتى، مشت ومشى رفيقها جدى قبل ما امطر ليهو سعوط رزقة، مشت وخلت لى فوانيس شايلاها بكل ما فى روحى من أحزان، أحزان هى نيرانك دى..
    يا سعدية ما فارقتنى ليوم الليلة، بس بحس بيها نيران من ندى عصرته فى جوف كل الحكايات اللى عشتها وعاشوها معاى ناس كتار انتى منهم. من تلاتة يوم بخمّر فى العجين عشان اعوس كسرة للتقلية، عشان لمن صغارى يكبروا يعرفوا انو الكسرة دى فيها أسرار عظيمة وسيرة أمهات كاسينى بالدفء والطمأنينة.
    زيك وأكتر يا سعدية.. انتى ما براك وما تشوفى البدل الحايمة ولا التياب الجميلة دى، تياب بتغطى كتير من أسرار العمر وبدل تحتها كتير من شروخ الروح، لكل زول فينا حكاية كفاح، بس حكاية شقاك وشقانا ليها سطوة تانية.
    سطوة العزيمة والحفر والنحت عشان تنشق جداول فى الروح ولبنات جايات يحسن انهن ما براهن وإنو الحياة ماشة، ماشة ولو ما مشينا معاها بتدوسنا زى ما داست كوكو وتية، وزى ما طحنت محاسن وعلوية.
    المعرفة وخيوط السؤال اغزلها لتكشف احلى امانيك.. مشيتى المدرسة يا سعدية؟
    فرحة شهقت فى عيونك، آيي لحدى تانية عالى وبعدين عرسونى؟
    يعنى كنتى عاوزة تعرسى؟
    لا والله كنت عاوزة اقرأ بس ظروفنا صعبة، اها العريس من ضهارينا، بتعرفى الجبلين؟
    كيف يا سعدية ما بعرفها؟ الجبلين دى من ضهارينا البتسند ضهر كوستينا.
    وضحكتى..
    الله من جلجلة ضحكتك.
    أها وبعدين يا سعدية؟!
    بعدين لقى ليهو شغل فى الخرتوم، بييع الليمون والكركدى البارد فى سوق ليبيا.
    (وأحىّ متين اشوف الخرتوم؟)
    هى ذات الحكاية، وهى برج بيحكى قصة السوق الليبى.
    وجيتى الخرتوم، وسكنتى فى ام مبدة (كرور).. كرور الروح هى قصتك، روحى وروح ناس لسه ما فهموا مغزى ان تكون فقيرا؟
    جبنا اربعة عيال ولد وتلاتة بنات.
    سألتك عن رفيقك؟ هل كانت قطرات بخار الشاى تحلق حول عينيك ام عينيك هى التى تغلى فى كفتيرة احزانى وماضى حكاية كفاحى الطويل؟
    اها يا سعدية وأبو عيالك شغلو مشى كويس؟
    لا والله كل يوم والتانى فى كشة، والحياة بقت صعبة، اها قلت اساعدو اعمل الشاى والقهوة لكن هو رفض.. بس نعيش كيف؟ انا اصريت اشتغل وبعدين كترت المشاكل وطلقنى؟
    قلتيها وبعرف احساسك، الدمعات اللى لمعت فى عيونك وإنتى بتحكى دى كانت دموعى يا سعدية، دموع مخزنة من زمن طفولتى وبدايات الصبا، كنت برضو عاوز اعرس وأنا فى تانية عالى؟ بس كان العريس وضعو كويس ولمن قال تمتحنى الجامعة وبعد داك نعرس وكمان ممنوع اشتغل، شفتى ليك محن؟.. اها قلت ليه شتت وانتهت الحكاية.
    حكايات كتيرة بتألمنا وتحسسنا بالهوان فى زمانا، لكن بعد عشرات السنين نستغرب على الدموع اللى نزلت مطر وطفت اى حاجة الا كانونك يا سعدية..
    والعيال وين؟
    اتنين معاه فى ضهارينا واتنين معاى..
    بمشوا المدرسة؟
    ايوه، بس السنة الفاتت البت الكبيرة ما مشت عشان مافى قروش
    وخفت يا سعدية تتكرر حكايتك فيها،
    خفت من كشة احلام البنات فى حواف الخرتوم،
    كانت ساعة من الزمان، ولكن كانت حكايات قرون من الأوجاع والمآسى ومع ذلك عيونك فيها باقى ضحك.
    سألتك عن عمرك، ثمانية وعشرين غرزة وجع وثمانية وعشرين ضلعة لا ينقصها الا ان تكون لنا كرامتنا وإنسانا المذبوح فى كشة والى البلاد.
    سيرة الحزن والكفاح الطويل
    سيرة السعن والصاج
    خمارة العجين اللى عجنت فيها حكايات عشرات النساء وحكاية الناس الفى حياتى العلقتها فى مشلعيب روحى..
    ولمن قعّدتنى سعدية فى سهلة انسانها وعلى برش من سعف الروح خجيت سعن الحكايات اللى صنعت رغوة السيرة اللى أسرتنى من زمن الطفولة..
    حكاية الدروب الصعبة
    امرأة الصخور هذى أنا
    أرانى فى حكاية سعدية
    فى حزن كحل عيون بدرية
    صخور تعلمت أنحتها وأصاحبها وأونسها حتى لانت وصارت اناملها تكتب معاى خيوط الأنين والكفاح الطويل.. وليالى نزعت النوم من عيون أمى حليمة.. فتحت عيونى على دنيا المعاناة وليالى الشقا وسماحة ناسنا وغناويهم.
    ما استطعت وأنا زى طيرة صغيرة كتب ليها القدر تحط شجونها على شدر قلوب الناس اللى زيك اللى بيحسوا بى وبيفهمونى يا سعدية، ما قدرت لكن افك لغز الرضا الكاسى عيونهم رغم ما فيها من احزان، رضا فارقنى لمن غنيت اغنية الأطفال الكنا بنشوفها فى التلفزيون الوحيد فى الأشلاك ونقعد تلاتين ولا اربعين اتلقطنا زى حبات القمح المشتهينو فى برش ولا فى الجابرة.. ما مهم.. المهم نشوف برنامج الأطفال ولمن كبرنا شوية نشهق وحاتك مع فاتن حمامة ونجلاء فتحى فى ذات التلفزيون الأبيض بى أسود.
    (احى متين اشوف الخرتوم؟
    وأزور حديقة البلدية؟)
    حديقة قامت على حنان حكايات عشاق فى زمن مزغرد بالخضرة والأمانى العظيمة.
    قام البرج على انقاض اهازيجهم وعلى امنيات بنات الريف والمدن الصغيرة ليحكوا للنعامة أن تكف عن دفن رأسها فى رمال أمنيات بائع الليمون فى سوق ليبيا.
    منذ ان استطال البرج يا سعدية... منذ ذاك الحين استطال نهر أحزانك وأحزانى وانكمش النيل....
    كلو من بعضو يا امرأة تكتب سيرة الغضب المسكوت وتخضب قلوبنا بحكايات بدأت من فجر امهاتنا، من ريحة بنهن، ومن مطاريق السعف ومطارق كسرة أمى انفرش برش عجنت فيهو الوانه امرأة قمحية اللون من غرب البلاد حكايتها وأهدتنى له فى ليلة عرسى، ما زلت اشم فيه ريحة سعف شوقى ليوم يجىء وحماماتى ما ترقص مذبوحة.
    لنا حكاية واحدة، تفاصيلها دمعات سكبناها على جمرات كانون شهقتنا حين تتسلط علينا أيادى نست فى غفلة التاريخ ريحة الكسرة على صحن الحبوبات وتاهت عن ريحة كركارهن وهدهداتهن -النوم تعال سكت الجهال- وكانت عيونن بتقول سكت الجراح، جراحاتنا نحنا يا سعدية، نحن بنات الفقر والأمل المصرور فى الروح وديعة من امى حليمة، ختيها على حواف الانفجار الفى عيونك ولمن يطرشق بالون الروح بتنهض بيك، اسألنى يا سعدية من وديعتها وتميمة محبتها.
    أمى حليمة كانت زيك وزى فتحية ونفيسة وبدرية
    زى امى عشة فى دغش الرحمن تكابس لرزقا تكوسه
    أحلام مشطتها خالتى آمنة وأنا استرق المحبة من عيونهن ومن البن والسكر المربوط فى طرف توبها ومن نيران اللقيمات اللى رمتن بت خالتى الريلة وهى تغنى مع ابراهيم عوض "يا زمن وقف شوية".. يوقف ووين؟ ما الزمن ده وداك ما بيقيف لأنو نحنا عيش الفتريتة البتسحنو طاحونة الحكومة.
    من داك الزمن تلفحتنى قيمة العمل ولبستنى غناوى الناس المنسية.
    الله من لون الحزن فى عينيك يا سعدية
    وأحىّ من غناوى السفر على ليالى القلب لمن يهجس بالحياة الخضراء وندية
    وجانى سؤالك المتوقع والمتوهط شجن أيامك وأيامى: صحى انتى بعتى شاى وعملتى عشا وبعتيهم، يعنى كنت زينا؟.
                  

05-11-2009, 08:13 AM

سمرية
<aسمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مهرجان الشاي .. (Re: سمرية)

                  

05-11-2009, 08:19 AM

سمرية
<aسمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مهرجان الشاي .. (Re: سمرية)

    (( يا صاحية من نوماً خزاز
    شلهت دوامو جبل هموم
    موجوعة من ريح الرصيف
    محمومة من حر السموم
    يا مارقة لي عصف الوجوه
    يا سامعة من عفن الخشوم
    يا ماسكة شرفك زي جمر
    شفقانة كيف صبرك يدوم
    يا خايفة شرطي البائعات
    يفرض عليك جملة رسوم
    يا الحارقة يدّك بالجمر
    محروق فؤادك بالغموم
    تنسي الوجع بين الصغار
    ونفسك ولا ذاكراها يوم
    يا شاربة من نبع العفاف
    مجبورة في الزمن الجفاف
    ملسوعة في أعوام عجاف
    عطّنت ليلك بالبكا
    وسقيتي أيامك نواح
    حزنك من الحزن اشتكا
    عينيك نسن طعم الصباح
    يا مارقة في زمن الشقا
    زمن الألم زمن الجراح
    اتصبّري ..
    ورينا كيف معنى النضال
    معنى الصبر...
    في حلكة الليل اللي طال
    ورينا كيف ممكن تصدي الريح
    وتتحدي المحال
    واتصبري ...))




                  

05-11-2009, 08:24 AM

سمرية
<aسمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مهرجان الشاي .. (Re: سمرية)




    بائعات الشاي في شوارع الخرطوم.. ضرورة اقتصادية وسياحة

    يلجأ اليهن المارة للراحة والثرثرة والتعارف


    الخرطوم: شذى مصطفى - الشرق الاوسط
    لعل أول شيء يلفت الزائر الى العاصمة السودانية الخرطوم هو وجود نساء وفتيات على جانبي الطرقات، يجلسن لبيع الشاي والمشروبات الساخنة، أشبه بـ«كوفيه شوب» صغير كما وصفه أحد الأجانب، ولكنهن هنا يعرفن باسم «ستات الشاي»! وظاهرة ست الشاي بدأت منذ عقدين من الزمان، وكن نساء معدودات دفعتهن الحاجة لهذا العمل، إلا أنه وبنهاية التسعينات زادت أعدادهن لتصل الى أكثر من 200 ألف، حسب آخر إحصائية، حيث تسببت الظروف الاقتصادية والحرب الأهلية فى جعل الكثير من النساء يبحثن عن موارد رزق إضافية لإعالة أسرهن بعد أن فقدن المعيل، ووجدن أن بيع الشاي والقهوة هو عمل مناسب لتوفر المواد ورخص سعرها، كما لا يتطلب العمل حركة أو جهدا كبيرين.

    أمام بائعة الشاي توجد مقاعد منخفضة صغيرة تعرف بالبنابر مفردها «بنبر» وبعضهن وضعن كراسي بلاستيكية كبيرة الحجم، إضافة الى دولاب وموقد صغير ومعدات لتحضير المشروبات بمختلف أنواعها والأكواب ووعاء كبير به ماء لغسلها، كما تضع بائعة الشاي أمامها برطمانات مليئة بمواد الشاي، البن، الزنجبيل، الكركديه، الحلبة، اللبن المجفف، ويضعن أوراق النعناع الخضراء الطازجة وكأنها باقة أو مزهرية موضوعة أمام طاولتها الصغيرة، وبعضهن يجدن صناعة القهوة بصورة متميزة بأن يضيفوا لها مكسبات طعم «دوا» خاصة كالزنجبيل والقرفة مما يساعدهن على كسب زبائن دائمين هذا غير الزبائن الثابتين من أصحاب المحلات أو الموظفين بالشركات المجاورة لمجلس كل واحدة منهن، وعادة ما تحصل نصيبها من كل واحد منهم عند بداية الشهر. أما المارة فيمثلون النسبة الأكبر من الزبائن حيث يجلسون ليرتاحوا قليلا من تعب الطريق ويأخذون فى الثرثرة والتعارف ونقاشات تمتد الى الكرة والسياسة والطقس، وحينها تطول الجلسة لساعات وتنتظرهن بائعة الشاي بصبر جميل وسعة صدر، مع ملاحظة أن جلّ الزبائن من الرجال حيث تستحي النساء والفتيات من الجلوس على جانب الطريق لشرب الشاي أو القهوة.

    يقول خالد مصطفى ويعمل مندوب مبيعات لإحدى الشركات، إنه يكاد يكون زبونا دائما لبائعات الشاي، حيث فى نهار اليوم يحتاج الشخص لبعض الراحة، فيجلس لتناول القهوة تحت أي شجرة على الطريق، بعيدا عن جو المكاتب الروتيني الخانق.

    تقوم بائعات الشاي أحيانا بصناعة الزلابيا، خصوصا في فترات الصباح الباكر، حيث يكثر العمال والموظفون الذاهبون الى أعمالهم فيجلسون بضع دقائق يتناولون الشاي مع بعض اللقيمات ويذهبون الى وجهاتهم. وتقول إحداهن إن أرباحها يوميا تصل الى 30 دولارا، حيث أن كوب القهوة بخمسين سنتا والشاي 35 سنتا وتتفاوت الأرباح حسب الشارع الذى تعمل به ومدى إزدحامه وحركته بطبيعة الحال، وتختفي ستات الشاي من الطرقات يوم الجمعة، وأيضا في نهار شهر رمضان، حيث يبدأن العمل بعد المغرب.

    على كل واحدة قبل أن تتخذ بيع الشاي عملا لها أن تأخذ تصريحا رسميا من إدارة المحليات وقد كانت هناك محاولات سابقة من السلطات لمنع هذه الظاهرة، باعتبارها تشويها لوجه العاصمة الخرطوم، التي بدت تلبس وجه عاصمة عصرية متحضرة، إلا أن الكتّاب والصحافيين ومنظمات دعم المرأة هاجمت تلك القرارات الحكومية، قائلين إن ما دفع أولئك النسوة للعمل هو العوز قبل أي شيء وإطعام أفواه أسرهم أهم من شكل العاصمة الحضاري الذى يهم الحكومة بالمقام الأول، كما أنهن يدفعن ما عليهن من ضريبة وهو مورد لا بأس به لخزينة الدولة، فتم سحب تلك القرارات، وقامت السلطات بصنع معدات على شكل دولايب حديدية صغيرة مراعاة للمظهر العام، إلا أن شكلها لم يكن جميلا وفضلت السيدات والجمهور المعدات التقليدية الصغيرة.

    الأجانب يرون أن هذا شيئا طريفا مميزا للعاصمة السودانية، وكثيرا ما تجد السياح الغربيين يجلسون على تلك المقاعد الصغيرة المنخفضة المسماة «البنابر» يحتسون القهوة ويتأملون حركة السير أمامهم. إذا ما قدمت الى الخرطوم بالتأكيد سيدفعك الفضول ورائحة القهوة الحادة والمنعشة لأن تجلس على جانب الطريق وتطلب كوبا، ولكن حذار، بعد أن تطلب كوبك لا تنسى أن تذكر بائعة الشاي بكمية السكر التي تود وضعها في الشاي، فالملعقة عندها هي عبارة عن «كمشة» صغيرة بما تساوي ثلاث ملاعق صغيرة وستضع لك بائعة الشاي اثنتين منها حسب الذوق السوداني أي حوالى ست ملاعق صغيرة أي ما يملأ نصف الكوب سكرا، فالسودانيون يعشقون المشروبات المحلاة بالسكر بدرجة كبيرة، ساخنة كانت أم باردة.
                  

05-11-2009, 08:58 AM

سمرية
<aسمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مهرجان الشاي .. (Re: سمرية)

                  

05-11-2009, 08:59 AM

سمرية
<aسمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مهرجان الشاي .. (Re: سمرية)

                  

05-11-2009, 09:01 AM

سمرية
<aسمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مهرجان الشاي .. (Re: سمرية)

                  

05-11-2009, 09:30 AM

سمرية
<aسمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مهرجان الشاي .. (Re: سمرية)

                  

05-11-2009, 03:21 PM

مدثر محمد ادم

تاريخ التسجيل: 12-17-2005
مجموع المشاركات: 3016

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مهرجان الشاي .. (Re: سمرية)



    Quote: ألمني ما حدث قبل ايام ، لسيدة من نساء بلادي ... ألمني حد البكاء ..

    ان تموت بهذا الشكل الوحشي .. من اجل لقمة العيش الشريف


    بالحالة دي الكشة
    احنا الحرامية ولا البدسو العيش
                  

05-13-2009, 06:44 AM

سمرية
<aسمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مهرجان الشاي .. (Re: مدثر محمد ادم)
                  

05-14-2009, 05:31 AM

سمرية
<aسمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مهرجان الشاي .. (Re: سمرية)

    [1]

    مدت يدها النحيلة تعيد تنظيم الأواني أمامها.
    لمست أعشاب النعناع المنقوعة في كوب ماء صغير و مدت بصرها الى ما بقي من الزنجبيل في إناء زجاجي كان وعاء عصير" تانج" في يوم مضى.
    من على يمينها تصاعدت رائحة القهوة معلنة أنها استعدت لتقدم للزبائن.
    صباح عادي كغيره من الأيام لا يبدو أنه يحمل لـ " عواطف " إلا العناء المعتاد.
    لكنها كانت تستبشر به مع "العدة " الجديدة التي اشترتها و لم تسدد كامل ثمنها بعد.

    [2]

    "عواطف " امرأة في منتصف العمر.
    في المنتصف الأخير من العمر لو شئت الدقة. و حياتها إن حاولت أن تستعرضها ليست حياة واحدة. هي عدة حيوات تم إلصاقها جوار بعضها البعض بإهمال.
    ما يجعل حيوات "عواطف" المتعددة صورة واحدة متجانسة هو الشقاء.
    ففي كل أطوارها كانت "عواطف " شقية. لذلك وصلت إلى فلسفتها الخاصة التي تريحها.
    هناك أناس أتوا الى هذه الدنيا لتلقى الصفعات و عليهم أن يتحملوها في صبر و يذهبوا في صمت.
    فلسفة " عواطف " هذه اعتمدت على ما مر بها في حياتها الشخصية و ما رأته حولها من الأحداث.
    خذ عندك عمتها " حليمة " مثالا.
    "حليمة " العجوز الباسلة التي توفيت و هي تكدح لتربي خمسة أبناء ذكور و أربعة إناث و صدمتها سيارة مسرعة فماتت على أرض مستشفى الحوادث لأنها لم تجد سريرا تتمدد عليه لتلقي العلاج.
    إكراما لذكرى العمة الباسلة أطلقت "عواطف " اسم " حليمة " على ابنتها الكبيرة التي تساعدها في عملها.


    [3]
    تزوجت " عواطف " ثلاثة مرات.
    الزوج الأول الذي كان ابن خالتها توفي باكرا في مشاجرة في السوق الشعبي حول أولوية تحميل عربة بجوالات بطاطس.
    كان " عبد الخالق " حمالا سريحا سريع الغضب.
    و كان يحسن تفريغ غضبه من الدنيا في صورة ركلات تتلقاها " عواطف " في صمت و دموعها تسيل. في يوم لم يستطع "عبد الخالق " الصبر حتى يعود الى المنزل.
    ابرز غضبه في السوق و شبت مشاجرة كبيرة تلقى فيها "عبد الخالق " أربعة طعنات قاتلات.
    في المحكمة بعد ذلك استطاع محامي القاتل أن يحصل له على البراءة بشهادة الشهود أن "عبد الخالق " كان يعتلي المتهم و هما على الأرض. المحكمة اكتفت بهذه الشهادة و اعتبرت القتل دفاعا عن النفس.
    لم تجد "عواطف " الوقت الكافي لتحزن على زوجها إذ تقدم لها "منصور " سريعا طالبا الزواج منها.
    "منصور" كان صديقا لشقيقها يقضي معه ساعات العطالة في تدخين السجائر و شرب الخمر و لعب الدومنو و انتظار الفرج الذي لا يأتي.
    بعد أسبوع من الزواج البائس الذي ارتجل له الأهل حفلا يتيما دفعها "منصور " إلى السوق.
    قال لها أنه لا فرصة عنده ليجد عملا لذلك فإن عليها أن تعيله من عملها في السوق.
    "حليمة " التي اعتادت الطاعة منذ صغرها لم تر في طلبه شيئا معيبا. استسلمت له و خرجت تبيع الشاي و القهوة لجموع الأفندية و العمال.



    [4]
    في زحمة انتعاش اقتصادي مفاجئ هلت على "حليمة " ما بدا حينها نسمة من سعادة.
    لقد وجد "منصور " عملا في إحدى شركات البترول في الجنوب كسائق شاحنة.
    "حليمة " لم تكن تعلم أن "منصور " يجيد القيادة. و حين سألت عن ذلك بسذاجة تلقت جزائها ضلعا مكسورا.
    لم تغضب على "منصور " فقد كان ثملا كما اعتاد.
    و ذهب " منصور " سائقا الى الجنوب.
    و لم يعد.
    لقد اصطدمت شاحنته بسيارة قادمة من الرنك في الطريق السريع فاقلبت و توفي هناك.
    "عواطف" لم تطلب مستحقات لكن أفندية من الشركة زاروها و اخبروها أن " منصور " لا يستحق إي تعويضات لأنه كان في فترة الاختبار كما أن هناك عدة أخطاء فنية و إدارية في ملفه تجعل أي مساعدة من الشركة لأسرته مستحيلة.
    "عواطف " لم تغضب و لم تحزن فقد كانت " حليمة " تتكون في أحشائها كأخر تذكار تركه لها "منصور" غير الضلع المكسور.


    [5]

    بعد أسبوع من وضعها "حليمة " تزوجت "عواطف " زوجها الثالث " أحمد كنه ".
    "كنه " كان سائق حافلة فتوافق معها على جدول ممتاز للعمل.
    تخرج "عواطف " مع زوجها كل يوم ليوصلها الى مكان عملها .
    و بعد الظهر تترك أشيائها عند محل اتصالات قريب و تعود وحدها – راجلة غالبا – على حين يمر "كنه " ليلا ليحمل "العدة ".
    استمر هذا الروتين عشرة أعوام كبرت فيها "حليمة " الصغيرة و تغيرت أماكن عمل "عواطف " و أنجبت خلالها ثلاثة أبناء ذكور و هي تحمل الان في داخلها الرابع .
    في مرة نادرة التقت "عواطف" بصحفية شابة مشرقة الوجه تؤمن بالغد الذي لا يأتي أبدا فأجرت معها حوارا حول "تجربتها " كما أسمتها الصحفية.
    "عواطف " تكلمت بطلاقة و ضحكت أكثر من مرة مما جعل الصحفية تخطئ في التقاط بعض الكلمات لكنها صمتت تماما حين سألتها الصحفية عن مشاكلها مع موظفي المحلية.
    سرحت " عواطف " طويلا و لما استحثتها الصحفية أجابت بقولها " الحمد لله " .



    [6]
    "حليمة " ذات الأعوام التسعة كانت كفراشة تتنقل بين الزبائن.
    تحمل الشاي و القهوة و تتقبل التلميحات و القفشات الجنسية و الساخرة من جسدها النحيل كجسد أمها.
    لم تكن "حليمة " تضيق بهذه الأشياء و تعتبرها مجرد متاعب مهنة. ما ضايقها كان محاولات "مرزوق " صبي الميكانيكي القريب في التودد اليها.
    أما لمسات الزبائن المختلسة من قامتها النحيفة فكانت تتجاوزها بنظرة شقية تحمل براءة الطفولة أكثر من أي شئ آخر.
    في هذا اليوم أكثرت "حليمة " من المزاح حتى انتهرتها أمها.
    لكن "حليمة " كانت سعيدة بالعدة الجديدة التي اشترتها أمها بالأمس. ظنت "حليمة " للحظة أن أمها قد توزع بعض الشاي المجاني للزبائن المعتادين من باب "الكرامة ".
    لكن "عواطف " أخبرتها بحسم أن تسديد بقية ثمن العدة يحتاج الى انضباط مالي ستفسده هذه الاحتفالية.
    اكتفت "عواطف " بزيادة جرعات السكر في كل كوب على سبيل الاحتفاء .


    [7]

    عند منتصف النهار سمعت "عواطف " الهمهمة.
    ضجة و صراخ و عدو.
    سريعا هب الزبائن و هم يبتسمون لها في عجلة و احراج، كأنهم تخلوا عنها.
    التفت ناحية اليمين لتجد سيارة الشرطة تقف في بداية الشارع و يترجل منها سبعة عساكر يحملون السياط يتقدمهم اثنان من الموظفين المدنيين.
    لم تجد "عواطف " وقتا لتفكر.
    تحركت فيها غريزة بدائية تطالبها بالهرب.
    الفرار حلها الوحيد.
    في اللحظة التي التقت عيناها فيها بعيني أحد العساكر علمت أن عليها أن تهرب و بسرعة.
    تناولت "عواطف " بكلتا يديها خمسة أكواب و بنبر و صرخت في "حليمة " :
    "حليمة .. أجري ".
    و قبل أن تجري " حليمة " كان العساكر يعدون مسرعين نحوها و أمها.


    [8]

    تناولت "حليمة " إناء يحوي الشاي الحب و توقفت محتارة ماذا تحمل معه .
    كان ترددها كافيا ليصلها العساكر فحملها أحدهم من تحت إبطيها و رفعها عاليا.
    صرخت "حليمة " و تعلق بصرها من هذا العلو بأمها و هي تعدو مبتعدة و خلفها عسكري بادي الإصرار.
    نادت "حليمة " أمها.
    التفتت " عواطف " تنظر الى ابتنها في جزع في نفس اللحظة التي هوى فيها سوط العسكري على جانب جسدها.
    اختل توازنها و هوت .
    مدت يدها محاولة ان تقي نفسها السقوط على الأرض لكن البنبر الذي قفز من يدها أعاقها فانكفأت على وجهها.
    رغم المسافة التي تفصل " حليمة " عن مكان أمها إلا أنها سمعت الصوت.
    الحديد يخترق بطن أمها.


    [9]

    جق
    ..
    .



    [10]

    ..
    ..




    [11]

    هوى جسد "عواطف " على البنبر المقلوب فاخترق بطنها كسكين حادة.
    ربما تكون شهقت.
    ربما لم تجد وقتا لذلك.
    لا أحد يدري بدقة.
    فالعسكري الذي كان قريبا لها و تناولها بسوطه أصابه الذهول.
    و في رد فعل حيواني شرس فعل أول شئ فكر فيه.
    فر عائدا الى السيارة.
    العسكري الآخر الذي كان يحمل " حليمة " قذفها من يده في جزع.
    و كأنما يحركهم عقل واحد تجمع الغزاة حول سيارتهم حتى التصقوا بها كأنهم يطلبون منها الحماية.
    "حليمة " لم تكن مهتمة بهم.
    جرت نحو أمها ما أن أحست أنها حرة.
    اندفعت نحوها و ارتمت عليها.
    كان جسد " عواطف " حارا يفقد دمه في غزاره.
    و على عينيها نظرة تؤمن بفلسفة واحدة.
    هناك أناس أتوا الى هذه الدنيا لتلقى الصفعات و عليهم أن يتحملوها في صبر و يذهبوا في صمت.



    [12]





    " تضمن تقرير حملة الضبط إشارة عابرة الى حادث مؤسف حدث أثناء تنفيذ المهمة ".


    ( حمور زيادة )
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de