اسمي سيسليا اسكن في مكان بعيد خلف النهر أبي يدعى بوجو وامي تدعى روسا نعيش في كوخ تحت الجبل ابي يعمل في الحقل يذهب في الصباح ويعود في المساء و نأكل حين يعود وحين نجوع في النهار نقطف الثمار من الاشجار وامي روسا لا تذهب للحقل فهي تنجب الاطفال وتطبخ لنا الطعام احب كثيرا ما تطبخه امي
اخي ماديث لا يحب طبخ امي ولا يحب شيئا ذلك اليوم كسر لها قدرها الوحيد بكت امي وخافت ان يؤذيه ابي فاخرجت الفرانكات التي تخبئها واعطتها لاخي جاجا فاشتري لها واحدا جديدا ماديث كان غاضبا على الدوام لا يلعب معي ماديث لا يحب ابي يقول له : لما انجبتنا سودا ، لما نحن سود ؟ ابي لا يرد عليه امي تنظر لابي كانها تبكي ويخرج ماديث غاضبا يركل الاشياء في طريقه وفي المساء لا يعود يغيب ماديث طويلا وابي يقول : مات ماديث امي تبكي وتقول : هو حي ! احب اخي جاجا لانه لم يجعل امي تبكي احب امي لانها تطعمني كل يوم وتغطيني حين ابرد واحب ابي فهو ياتي لنا بالطعام ويقتل الحيات التي تزحف ليلا حيث ننام
نحن سبعة اخوة انا اصغرهم اجي جاجا يعمل في النهر يصطاد الاسماك التي تطبخها امي في العشاء وبعد ان يبيع اسماكه في السوق يجلس على جذع الشجرة المقطوع جاجا يحب ان يدندن بصوته ( اوكا .. اوكا ) ( سن برو ) ( اوكا ين ، اوكا ويبا ) ( ينا سرغو بونا )
اختي ونجا تجلب لنا الماء من النهر تعود وشعرها مبلل هي تجدله في ضفائر صغيرة وتضع فيه اشياء ملونة العب بها خلف الكوخ حين لا تضعها على شعرها وتغضب حين تراها على يدي فتركض خلفي ويا .. ويا كنت اصرخ حين تشد أذني هي طيبة تساعد أمي وتقلي لها البطاطا ولكن ذاك الشاب جعلها تبكي ليس اسودا مثلنا لونه ابيض كسنابل القمح .. وابوه يملك الاشياء اخي ماديث تشاجر معه ذاك اليوم وجرح له ذراعه ونجا تذهب لتساعد امه كما تفعل كل يوم السيدة طيبة تعطي ونجا ما تبقى من طبخهم هو لذيذ ومختلف فيه اشياء لم اعتدها ولكن طبخ امي هو الاشهى
ذات مرة تبعت ونجا الى هناك رايتها تحلب البقرات في الحقل وتكنس قن الدجاجات وتطعم الخيول ثم تركض خلف الاوز والعرق يعمي عينيها تعثرت ونجا فوق الاحجار وجرحت ساقها
فصرخت انا راتني ونجا ، فغضبت وعادت بي امي غضبت ايضا وضربتني على مؤخرتي لم ابك هذه المرة ورجعت ونجا دار السيد وبعد ايام جاءت تركض وردائها ممزق هي تبكي وتقول لامي : انه خلع حذاءه وجذبها بالقوة فوق السرير ونجا بكت وقالت لامي كلاما لم افهمه ضربتها امي .. وصرخت ونجا كثيرا ثم احتضنتها امي وبكتا سوا انا اكره الشاب الابيض واكره طبخهم لانه جعل امي غاضبة رايتها خلف الكوخ تبكي ولم تخبر ابي لكنه في الصباح قال لونجا اذهبي للعمل ونجا قالت هي مريضة غضب ابي وتمتم بكلمات ونجا لم تعد تذهب هناك
أخي بوبا لا يعمل مذ تشاجر مع الرجل الضخم الذي يصنع معه المراكب بوبا كان اطول اخوتي واكثرهم وسامة
حين كنت اذهب مع امي للتبضع كانت الفتيات يتغامزن فتقول لي امي: هن رفيقات بوبا اصبح بوبا جالسا بالكوخ ولكنه يحتطب مع امي ويرسم على الارض اشياء تروق لي ذات ليلة كان بوبا بعيدا داخل الاشجار المتشابكة تأخر ولم تنم امي عاد صباحا بلا ذراع هاجمه تمساح حين كان يغتسل صرخت امي وصرنا نبكي الدماء كانت تخرج من ذراعه هو لا يبكي اخذه ابي للمعالج ربط له جرحه بقماش وظل بوبا راقدا لايام يشرب الكثير من المرق وحين تعافي بوبا .. صلت امي تشكر الله وذبحت امي الدجاجات التي جلبها ابي .. واطعمت بوبا .. دجاجة كاملة واكلنا نحن باقي الدجاجات وصار بوبا يرسم بيده الاخرى رسمات اجمل بوبا لم يعد يحتطب مع امي
( يتبع )
04-21-2009, 10:35 AM
سمرية
سمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803
ذاك اليوم اخذتني امي للمرأة التي اكره دخلنا حجرتها المليئة بالاشياء طوقتني امي بذراعها ورفعتي على السرير العالي وباعدت بين فخذيي المراة البشعة تحمل مبضعا بيدها وتقترب مني صرخت بشدة حين وضعت يدها على ( شيئي ) وامي تضمني على صدرها صرخت عاليا حين ألمني ( شيئي ) حتى انني لم اعد اري عيني امي التي تغطيها الدموع عدنا الكوخ وقدماي لا تقوى على الحركة حملني اخي جاجا ووضعني على سرير امي بكيت طيلة اليوم ولم انم تلك الليلة ... انتباتني الحمى فغطتني امي باللحاف الثقيل واعطتني شرابا ساخنا جعل الالم يخف .. وفي الصباح طلبت من امي ان تفك وثاق ساقي رفضت وقالت ان ذلك سيجعل جرحي يخف سريعا جاء جاجا وحملني الى الخارج واخذ يغني بصوته اغنيات جميلة
ظللت مريضة لعدة ايام وامي تعد لي الطعام اللذيذ صنعت لي حلوى المانجو التي احب وفكت وثاقي .. وحين برأ جرحي جاءت الصبية وخرجن نلعب بعيدا عن الكوخ واخبرني ابي ذاك المساء ان هناك ارسالية ستفتح بعد موسم الامطار وعلي الذهاب وتعلم القراءة والكتابة ففقزت فرحا ولكن امي قالت هي حزينة لان البنات اللواتي يتعلمن القراءة يرحلن بعيدا
( يتبع )
04-21-2009, 10:40 AM
waleed500
waleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653
لدي اخ يدعى إدي يكبرني ببضع اعوام إدي لا يسمع ولا يتكلم قالت لي امي انها حين حملت به اصابتها الحمى لذا جاء إدي اصما علمته إدي القليل من الكلمات ينطقها على نحو مضحك وبختني امي كثيرا حين اسمع صوته واقهقه قالت لي ان الله اراد ان لا يسمع وان لا ينطق مثل ما نفعل لذا علينا ان نحترم ارادة الرب ادي يجيد صناعة الاشياء ذات يوم صنع لامي قلادة من جلد الغزلان عليها خرز ملون وتتوسطها خرزة بيضاء ادي اخبرني انه صنعها من سن الفيل حين كان يذهب للصيد مع السيد الآخر حيث اخذه ابي ليعمل معه .. ادي يحرك يديه كثيرا لنفهم ما يقول
بعدها صنع إدي الكثير من الخرز الابيض وذات صباح اخذت امي خرزات إدي وباعتها في السوق وعادت فرحة والكثير من الفرانكات في يدها ابتاعت منها لادي قبعة جميلة ولي حذاءا من الجلد الجميل ورداءا جديدا لاذهب به الارسالية
اختي ويبي تعيش بعيدا مذ تزوجت وانجبت الطفلين لم تعد تزورنا كثيرا ما زلت اذكر حين خطفها يوك وامضت الوقت هناك وعادت حاملا ظلت ويبي جالسة في الكوخ حتى ليلة العرس حيث جاء يوك يحمله اصدقائه كان يلبس اشياء ملونة على راسه
ورقص الجميع .. حتى امي ذبح ابي الابقار وطبخت امي والنساء اللواتي جئن للمساعدة الكثير من لحم البقر وعصيدة الذرة الشهية وصنعن شرابا لذيذا وفي نهاية الليلة وضعت ونجا الاشياء في سلة ويبي ورحلت مع يوك ودعتهاامي وبكت ..
( يتبع )
(عدل بواسطة سمرية on 04-21-2009, 11:08 AM) (عدل بواسطة سمرية on 04-21-2009, 11:11 AM)
04-21-2009, 11:36 AM
سمرية
سمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803
حين فتحت الارسالية ابوابها .. كانت اختي ونجا مريضة بعض الشيء تبكي كثيرا ولا تأكل طبخ أمي وتجلس طوال الوقت داخل الكوخ وبطنها يزداد انتفاخا كل يوم ذات ليلة تشاجرت امي مع ابي وكان ابي غاضبا جدا وجاء وضرب ونجا على بطنها ونجا صرخت وتساقطت الدموع من عينها امي كانت تبكي هي ايضا فجذبت ونجا وخرجت بها خارج الكوخ انا صرت ابكي .. كثيرا واختبأت خلف خزانة امي ونمت .. في الصباح لم اجد امي ولا حتى ونجا وخلف الكوخ كان اخي بوبا واقفا .. وبيده الوحيدة كان يضرب الاخشاب التي جلبها أدي من رحلات الصيد كان يضربها بقوة حتى تصير قطع صغيرة ناديته : بوبا .. بوبا لم يجبني .. اقتربت منه .. بوبا .. اين ذهبت امي ؟! اين ونجا ؟ كان وجه بوبا .. مختلفا كأنه ليس هو .. رأيت وجهه مليئا بالشر خفت .. كثيرا.. وركضت داخل الكوخ خلال النهار .. جاء اخي جاجا واعطاني بعض الطعام .. وطلب منى ان اظل داخل الكوخ ! سألته : اين امي ؟ اخبرني انها بخير ! وستعود قريبا .. لم ارى ابي طيلة ذاك اليوم في الليل .. رأيت ادي يدخل لينام .. ظللت انتظر عودة امي وونجا .. ولم يعد أحد !
منذ ذلك اليوم لم اعد اذهب للارسالية فظللت جالسة بالكوخ وجاجا يعد لنا الطعام ادي يذهب للعمل .. صباحا ويعود لينام .. ادي لا يأكل معنا غاب بوبا لايام ثم عاد .. لم يعد يرسم الاشياء .. كان يجلس تحت الاشجار .. ولا يكلم أحد
ذات نهار سمعت اصواتا في الخارج ورأيت بوبا واقفا .. يبتسم رأيت امي .. يحملها جاجا على كتفه ركضت حيث يقفوا .. واحتضنت امي .. وبكت .. ! امي كانت تربط رأسها بقماش .. ولا تقوى على الحركة .. وضعها جاجا على السرير .. واخذني خارج الكوخ وقال لي : دعيها ترتاح لم ارى ونجا مذاك الوقت ولا ابي !
عدت الى الارسالية على مضض .. لم ارغب في مفارقة امي علمني جاجا الطبخ وان اعجن الدقيق واصنع لها عصيدة الذرة صنعت لامي الشراب الذي تحبه وابتسمت لي حين ذاقته امي لم تكلمني مذ جاءت ولكنها كانت تشير لي باصبعها .. وتبتسم ! بعض الاوقات كانت تبكي .. فكان اخي جاجا يضمها لصدره ويطلب منها ان تكف عن البكاء بوبا كان ينام خلف الكوخ وعاد لرسم الاشياء رأيت يوما رسومات لاختي ونجا فبكيت .. حينها عرفت انها لن تعود !
( يتبع )
04-21-2009, 12:05 PM
سمرية
سمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803
الارسالية هي كوخ كبير مليء بالنوافذ الجانبية نجلس على المقاعد المصنوعة من الخشب المطلي ويبدأ الدرس .. الاب المعلم .. يجعلنا نصطف خارج الكوخ طويلا خلال الصباح نتلو الصلوات ثم نغنى .. ويحكي لنا قصصا قصيرة وانا احب ان اسمع ما يقوله ونذهب بعدها الى الكوخ الكبير لنتعلم الكتابة معلمتنا تدعى الاخت كريستنا تلبس ملابس جميلة نظيفة جدا .. وتضع شال ناصح البياض على رأسها ! تمسك بيديها كتاب تقرأ لنا منه الكثير من الاشياء ثم نرى الصور التي تضعها خلفها على الحائط صور التفاح الاحمر على الاشجار والموز الاصفر التي تحبه القرود والقطط الصغيرة التي تشرب الحليب والكلاب التي عليها السلاسل كنا نردد خلفها ما تقول a b c d حتى يرن الجرس الاول فنخرج لنشرب الماء والعصير التي تعده الاخت الكبيرة وناكل القليل من مربى التوت الاحمر مع الجبن المعدة في لفافات الخبز الابيض ثم نعود .. لتأتي الاخت ميري .. وتعلمنا الرسم تعطي كل واحدة منا ورقة بيضاء وتطلب منا ان نرسم كنت احب ان احتفظ بورقة دون رسومات لاذهب بها الى بوبا اخي .. ليرسم لي رسمات اجمل رسمت في ورقتي .. سرير امي وعصا ابي ووجه ونجا حين اخذت رسمتي لاريها امي اخذت تبكي كل النهار ! واحتفظت بالورقة خلف وسادتها !
تعلمت في الارسالية .. حياكة الاقمشة .. لكن الابر وخذتني عدة مرات في يدي لم ابك .. كما فعلت فيولا صديقتي فيولا كنت اطول مني .. وتسكن مع جدتها المريضة والدا فيولا لم يعد يعيشا في الجوار ذات يوم ساعدتني الاخت التي تعلمنا الحياكة في صنع رداء لاخي جاجا .. وآخر لادي .. وشال لامي .. وحين كنت اعود كنت احب ان اضع الشال على رأسي كما تفعل الاخوات ! فتضحك امي ! التي اصبحت تخرج من الكوخ وتعد الطعام
ذات يوم عدت من الارسالية ورايت امي تكلم احدهم وتضمه لصدرها وتداعب شعره بيديها اقتربت كثيرا فابتسمت امي ونادتني لاقترب اكثر نظر الرجل الذي كان يرتدي الملابس الغريبة نحوي .. وفتح ذراعيه ليضمني اقتربت منه فاخذ يسلم على .. ورائحة جسده كانت جميلة قالت امي : انه ماديث اخي ماديث ؟ قفزت ورقصت كما فعلت امي !!
وجاء بوبا وجاجا وانضما الينا في المساء صنعت لنا امي طعاما شهيا وجاء ادي واكلنا سويا ونام ماديث معنا ولم يعد يركل الاشياء سمعت امي تحكي له اشياء عن ونجا وعن ابي .. ! فغضب ماديث .. ثم بكت امي ! ملابس ادي كانت نظيفة وعليها اشياء معدنية كثيرة وله حذاء طويل من الجلد الاسود اصبح ادي يحمل بندقية كالاتي يُصطاد بها قالت امي : اصبح ماديث جنديا
( يتبع )
04-21-2009, 12:14 PM
rani
rani
تاريخ التسجيل: 06-06-2002
مجموع المشاركات: 4637
في الايام التي مكثها اخي ماديث معنا جكي لجاجا عن الحروبات التي نشبت خلف المروج الخضراء وعن البنادق التي يستخدموها والطعام الجاف الذي يعده طباخ الجنود وعن الاماكن البعيدة التى زارها اخبر جاجا ان العالم كبيرا جدا وواسعا جدا وان هناك الكثير من الناس اكثر من اللذين نراهم في السوق حكي له عن الملاهي التي يذهب اليها الجنود في اوقات فراغهم وعن الشراب الذي يقدم هناك والفتيات اللواتي يرقصن طوال الليل كان ماديث يحكي عن اشياء كثيرة لم اعتدها عن ذاك الشيء الذي يسير فوق قبضان الحديد ليحمل الناس من مكان لآخر قال ماديث يسمونه : قطار حكايات ماديث جعلتني ارغب في رؤية ما خلف النهر ! كنت حين تنام امي استرق السمع كل ليلة لسهرات اخوتي خلف الكوخ ولكن حين كان يغلبني النوم كثير من الحكايات كانت تفوتني ! في الصباح كنت انظف المكان فأجد بقايا ذاك الشيء الذي يشعله اخي ماديث .. ويدخنه ! اخي بوبا .. احب شرب ( الدخان) .. فاصبحت جميع الصناديق التي جلبها ماديث فارغة تماما جاجا .. لم يعجبه ذاك الشيء .. و يكره مذاقه ..
صحوت ذات صباح باكر وانا فزعة حين رأيت قطرات الدم تسيل من ( شيئي ) خفت ان يكون مرضا ألم بي .. او ربما جرح اصابني وانا نائمة تذكرت ذاك اليوم حين جرحت لي تلك المرأة ( شيئي ) وسال منه الدم خفت ان يكون ذلك حدث مجددا ولكني الآن لم اتألم مطلقا ركضت اخبر امي .. والدموع تكاد تملأ عيني لم تفزع امي كما حدث لي قالت ان ذاك أمر ضروري واني اصبحت امراة .. قلت لها : ألم أكن امراة من قبل ..؟؟
صمتت امي .. ثم ذهبت نحو خزانتها واخرجت ( تعويذة ) كنت ارى اختي ونجا ترتدي مثلها البستني امي تلك التعويذة المصنوعة من جلد البقر لفتها حول عنقي وطلبت مني لا اخلعها ابدا ثم احضرت المناشف .. المصنوعة من القماش النظيف وعلمتني ان اضعها تحت مؤخرتي كلما رأيت الدم .. كانت المناشف .. تعيق حركتي .. فلم اعد استطيع اللهو والقفز كما يحلو لي وضعتها لايام وكانت تصدر منها رائحة .. كرائحة الجرذ الميت اخبرت امي ان هذه المناشف غير صالحة قالت امي : علي ان اغسلها وادعها تنشف ثم اضعها من جديد ! طلبت منها المزيد من المناشف .. تذمرت امي ثم اعطتني المزيد فاصبحت املك ثلاثة مناشف حين اضع واحدة كنت اقوم بغسل الاخرى ! قالت لي امي : يجب ان لا اذيع هذا الخبر لأحد وان اجعله سري الوحيد لكن اخي ادي رأني يوما اضع المناشف اخي ادي لا يتكلم ولن يخبر احد ولكن حين كنت اصنع المرق مع امي اخي جاجا .. حثني لاغسل ردائي لانه ملوث بالدم تضايقت حينها وبكيت ولم اذق الطعام طوال اليوم
( يتبع )
04-21-2009, 12:37 PM
rani
rani
تاريخ التسجيل: 06-06-2002
مجموع المشاركات: 4637
اخذتني فيولا الى الكوخ الذي تقطن فيه مع جدتها التي صنعت لنا بعض الكعك اللذيذ المحلي بالعسل وخلف الكوخ لهونا كثيرا حتى تعرق جسدنا ثم طلينا وجههنا بلحاء الاشجار فصار ابيضا كجدار الارسالية والبستني فيولا قبعة الريش فأخذنا نرقص وندق الارض بأقدامنا وفيولا تدندن بصوتها تلك التراتيل التي علمنا لها الاب المعلم وقبل المغيب عدت كوخنا حيث وبختني امي واجبرتني على غسل الاواني المتسخة وعلى الذهاب للنهر لجلب الماء صباحا قبل ذهابي للارسالية توسلت لها كي لا اذهب فقد كنت اخشى الذهاب للنهر فالتماسيح التي اكلت ذراع اخي بوبا لا زالت هناك وسابقا كانت الكوابيس تطاردني وانا نائمة رفضت امي توسلاتي فذهبت على مضض وحملت الماء من الجزء القريب للنهر ثم رفعت الاناء فوق راسي وركضت نحو الكوخ في طريق العودة رايت ظل رجل طويلا مثل بوبا لوهلة خلته هو ولكن حين اقتربت لم يكن هو بالقرب منه كانت تقف فتاة لها شعر اكرد على اذنيها اقراط نحاسية كبيرة تتدلى حتى تبلغ كتفها وتضع حول اقدامها الكثير من الخلاخل كانت ترقص على نحو غريب وجسدها العاري المغطى بالطين اللزج يتطاير منه العرق لمحتني فاشارت لي بالابتعاد ولكن حين هممت بمواصلة السير صارت اقدامي ملتصقة بالارض اصبت بالفزغ خاصة حين رايت ذراعها يسقط على الارض ويتدفق منه الدم الرجل الذي امامها سمعته يضحك ويضحك ثم ينحني على الارض وباصبعه يتذوق دمها ويقهقه حينها صار جسده كجسد تمساح ضخم فصرخت ... ولا ادري كيف وصلت الكوخ ! حين افقت .. كانت امي تجلس قربي تحمل بعض التعاويذ في يديها وتمتم بكلمات هامسة اخبرتني انني عدت من النهر باكية ، ارتجف من الحمى فظللت على الفراش طيلة ثلاثة ليال كنت خلالها اهذي بكلمات غير مفهومة منذ تلك الحادثة لم اعد اذهب للنهر ولم تعد امي تجبرني على الذهاب ولم اعد ارى ذاك الرجل ، او الفتاة العارية !
( يتبع )
04-21-2009, 01:02 PM
سمرية
سمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803
حين كان اخي جاجا يطبخ الاسماك التي جلبها من النهر انتهره اخي ماديث قائلا ان الطبخ شأن النساء وعليه ان يدع امي او سيسليا تفعلن ذلك جاجا واصل الطبخ ثم تمتم بكلمات سمعها بوبا فضحك حينها اقترب ماديث وقلب المقلاة على الارض فتطاير الزيت الحار على قدم جاجا الذي تشاجر مع ماديث في عراك عنيف هرعت امي للمكان وهي تصرخ : هوليا .. هوليا .. تدخل بوبا وفض الشجار امي اخذت جاجا داخل الكوخ ووضعت له بعض العسل حيث احترقت قدمه بعد ايام قرر ماديث الرحيل عائدا للجندية حيث يعمل ودعته امي واخي بوبا وحتى انا ثم اخرج بعض الفرانكات من حقيبة القماش التي يحمل واعطاني لها كدت أطير من الفرح فهي المرة الاولى التي املك فيها الفرانكات ثم ابتعد ماديث داخل الاشجار وسرعان ما عاد ليدخل الكوخ حيث يستلقى جاجا تبعته امي ثم انا رايت ماديث يعانق جاجا والدمع يفر من عينيه ثم رحل ماديث اخي ماديث طيبا ولكنه يغضب كثيرا ولا يحب الاشياء اخي ماديث كان مختلفا
وصلت ذاك الصباح الارسالية فوجدت الابواب مغلقة والاب المعلم يقف خارجها ويقول بعض الاشياء المهمة امرنا ان لا نشرب ماء النهر دون غليه وان نتجنب الازدحام في الاسواق وان نشرب الاعشاب المغلية التي تنمو في الجوار وان نزور المعالج حين نشعر بالحمى لان الوباء انتشر في بلاد ما خلف النهر وقد يزحف نحونا سريعا قال ان الارسالية ستكون مغلقة حتى يغادر الوباء اراضينا امرنا ان نودع بعضنا ثم ننصرف الى اكواخنا بحثت عن فيولا فلم اجدها قررت الذهاب لكوخها لوداعها رغم خوفي من عقاب امي مضيت اليها طرقت باب كوخها كثيرا فلم يفتح احد رايت القدر الذي تطبخ فيه جدتها ملقى على الارض وبعض الاواني المتناثرة تملأ المكان رحت ابحث عن فيولا خلف الكوخ الذي اغلقت نوافذه جيدا لم تكن فيولا موجودة ولا اثر لجدتها في المكان فقررت الذهاب خارج الكوخ وقفت تلك المرأة التي تسكن على بعد امتار اخبرتني ان جدة فيولا توفت .. فرحلت فيولا لتعيش مع اقارب لها حزنت لفراق صديقتي فعدت الي امي باكية فكثير من الاشياء السيئة حدثت في ذاك اليوم اغلقت الارسالية التي احببت والوباء الذي اخبرنا الاب عنه ثم رحيل فيولا ووفاة جدتها الطيبة
تلك الليلة اعدت لنا امي حساء السمك على العشاء وطبخت لنا لحم الغزلان الذي جلبه ادي وقلت القليل من البطاطا لم ارغب في الاكل لولا خوفي من توبيخ امي نمت باكرا وافقت على صوت اختي ويبي واطفالها اصبح لويبي ثلاثة اطفال ولدين وبنت
كانت تدعى اريكا ويبي جاءت برفقة يوك الذي اصبح ضخما جدا في حين ان ويبي اختي صارت اجمل لها شعر مجدول في ضفائر صغيرة
حكي لنا يوك عن الوباء الذي حصد الارواح هناك وعن الجوع الذي يعاني منه الناس بعد الحروبات التي نشبت والاكواخ التي اصابتها النيران والاهالي اللذين تركوا ديارهم ورحلوا قال ان الوباء ينتشر سريعا لذا جاء هو وويبي الى هنا خوفا من المرض تالمت حين سمعته يحكي ان المرض اصاب العديد من الاطفال وعجل بموتهم حينها تذكرت فيولا وخفت ان يصيبها المرض حيث ذهبت اخبرت امي عما قاله الاب المعلم عن غلي الماء وشرب الاعشاب المغلية وعدم الذهاب للسوق لكن امي لم تفعل كما قال الاب قالت ان غلي الماء يحتاج للكثير من الاحتطاب ولكنها ستنقع الاعشاب المفيدة في ماء الشرب لم تروق لي فكرة امي ولم اعد اشرب الكثير من الماء اطفال ويبي جعلوا المكان يمتليء بالضجة والاشياء صارت تضيع من امي بسبب لهوهم بها طوال اليوم
ذات نهار قذفت اريكا قدر الماء بحجر فتهشم كليا وسال الماء على الارض غضبت ويبي وضربت اريكا امي لم تغضب مطلقا اخذت الفرانكات التي املك واعطيتها لامي لتشتري آخر استعدت امي للذهاب للسوق فطلبت منها ان ارافقها رفضت امي وخافت ان يصيبني المرض توسلت اليها فرفضت ثم مضت الى السوق
( يتبع )
04-21-2009, 01:14 PM
سمرية
سمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803
غابت امي طوال اليوم وحين عادت كادت الشمس ان تغيب قالت امي ان الاسواق اصبحت خالية من البضائع وان الناس لا ياتوا كما السابق والنسوة اللواتي كن يبعن الاشياء لم يعدن موجودات قالت امي بحزن ان كايوكا التي تبيع السلال والاطباق قد توفت
وتوفى معها العديد من الناس بعدما انتشر الوباء في منطقتهم توفت بالوباء ايضا ابنتها الوحيدة وابنها الصغير كان لكايوكا العديد من الابناء ولها زوجين توفى الاول غرقا في النهر والآخر هو الذي كان يساعدها في صنع السلال الجميلة
كنت احب الذهاب الى السوق من اجل سلال كايوكا الملونة بعضها عليه الريش الاحمر وبعضها عليه الخرز الجميل كانت لامي بعض السلال ولكنها قديمة .. امي تحب السلال ولكنها لا تجيد صنعها كما تفعل كايوكا قالت امي لو تعلمت انا صنع السلال سأجني الكثير من الفرانكات
زوج كايوكا كان لا يحب اقترابي من السلال ويأخذها مني ويعيدها الى حيث يضعها على نحو جميل
قالت امي ان البطاطا اصبحت غالية الثمن وكثير من الاشياء لم تعد متوفرة قالت امي السوق ربما سيُغلق لان الناس صارت تتكلم عن الموت بسبب المرض في كل النواحي
هبة سمرية، ازيك حاولنا جاهدين ان لا نقطع حبل أفكارك بالتعيقبات، ولكن جمال النص كان الدافع لكثرة المداخلات. اتمني ان تكتمل القصة حتي نتمكن من قراءتها مرة اخري. . . مع فائق الشكر و آسفين علي المشاترة و الإزعاج . . راني السماني
04-21-2009, 10:33 PM
mamkouna
mamkouna
تاريخ التسجيل: 12-05-2004
مجموع المشاركات: 2246
امي كانت قلقة لان ادي اصم ولا يعرف عن المرض ادي لا يذهب الارسالية مثلي وحين حاولت امي ان تحذره عن المرض ابتسم وتمتم بكلمات كانه يقول لا تخافي
في ليلة من الليالي اصابت الحمى ادي بكت امي وتضرغت لله ان لا يكون ذاك المرض القاتل قد اصاب ادي اشعلت امي الموقد واعدت لادي الكثير من شراب الاعشاب الساخن ظلت امي قريبة منه وسهرت طوال الليلة تسقه الاعشاب في الصباح خفت الحمى قليلا ونام ادي طيلة النهار ولكنه ظل يهذي باشياء غير مفهومة وظهرت على جلده الكثير من البثور اخذته امي للمعالج فوصف له اشياء طلى بها جسده واعطاه ذاك الترياق المر المذاق تعافي ادي ولكن البثور ظلت على جسده وبعد ايام انتباتني نفس الحمى خفت كثيرا وسالت امي : هل سأموت مثل كايوكا ؟ قالت امي اني مصابة بمرض الجدري ويمكنني الشفاء اذا داومت على شرب الترياق وطليت جسدي بالخليط الذي وصفه المعالج ظللت عدة ايام ممددة داخل الكوخ عارية والبثور تملا جسدي ويحكني جلدي كثيرا حتى شعري .. وداخل فمي .. الخليط له رائحة لم احبها ولم استطع النوم جيدا تلك الايام وكان مذاق الاكل سيئا بالنسبة لي ويبي اصبحت تساعد امي في اعداد الطعام ولكنها ظلت تنام بعيدا هي واطفالها خوفا من المرض وطلبت من يوك ان يبني لها كوخ صغير لان موسم الامطار قد اقترب وافق يوك وبدأ العمل ساعده بوبا وجاجا بوبا يجيد الاحتطاب ولكن يده الواحدة لا تساعده كثيرا احضر لهم ادي الكثير من القش خلال ايام اصبح لويبي كوخ جميل يبعد بضع امتار عن كوخنا تفصلنا عنه الشجرة الكبيرة التي ينام عندها بوبا خلال النهار
انشغالي بمتابعة بناء الكوخ جعلني انسى المرض فتعافيت سريعا ورحت اجلس خارج الكوخ وعدت لمساعدة امي اصبحت اجيد صنع الطعام علمتني امي طبخ السمك وعمل الحساء الذي يحبه اخوتي ذلك اليوم ابتعدت اريكا عن الكوخ وظلننا نبحث عنها في الجوار ولم نجدها اتجهت ابحث عنها نحو الجبل التي تظهر الشمس من فوقه وقربه تعيش الكثير من الحيوانات المفترسة حيث ياتي ادي للصيد ظللت امشي وامشي وانادي عليها فكرت ان اقترب من الجبل رغم اني امي طلبت مني الا ابتعد كثيرا
وحينها سمعت صوت اريكا تبكي اتجهت نحو الصوت لاجدها تجلس على الارض وهي تبكي وقدمها به جرح حملت اريكا على ظهري واتجهت عائدة عندها سمعت صوت الرعد القوي وسرعان ما هطل المطر
اصبحت اركض نحو الكوخ واريكا لا تكف عن البكاء رايت الريح تلف المطر حول الاشجار والرعد يهز الارض على نحو مخيف واصلت الركض رغم ان وزن اريكا كان يعيقني والمطر ببل كل جسدي فاصحبت لا استطيع الرؤية جيدا ثم تعثرت ووقعنا انا واريكا على الارض المبتلة صرخت اريكا وبكت من جديد حملتها واختبأت بها تحت الاشجار ظلننا هناك لساعات حتى ظننت ان الليل قد اقبل لم اجد ما اربط به جرح اريكا سوى لحاء الاشجار خلال ذلك الوقت نامت اريكا وظللت انتظر توقف المطر
( يتبع )
04-22-2009, 09:23 AM
نوفل عبد الرحيم حسن
نوفل عبد الرحيم حسن
تاريخ التسجيل: 02-27-2009
مجموع المشاركات: 2361
افقت على صوت اخي بوبا الذي كان يبحث عنا كان برفقته كوبا الذي يعيش في الجوار كوبا كان يرتدي قبعة ويحمل بيده مصباح اما اخي بوبا فقد كان يحمل عصا ابي جسد بوبا كان مبللا بالمطر كان المكان مظلما للغاية ومخيفا رغم توقف المطر فما زالت الاشجار يتساقط عنها الماء والارض مبتلة تماما ولزجة حمل بوبا اريكا على كتفه يتقدمنا كوبا بالمصباح واتجهنا نحو الكوخ طلب مني بوبا ان اظل بين كوبا وبينه وانا اسير ببطء بعض اصوات الحيوانات كانت تجعلني اشعر بالخوف قلت لبوبا هناك مصابيح اخرى في مكان بعيد انتهرني بوبا هامسا : اصمتي فهذه ليست مصابيح ! ظللنا نمضي في الغابة الكثيفة الاشجار والجو يميل قليلا للبرودة وتلك الاضواء البعيدة تنتقل من مكان لآخر وحين اقتربنا من الكوخ رأينا الكثير من الناس حول الكوخ وويبي اختي تركض باتجاهنا وهي تبكي حملت اريكا وبكت كثيرا ثم احتضتني جاءت امي وحمدت الله على رجوعنا جاجا قال انه لم يبيع السمك اليوم بسبب المطر وطلب من امي ان تعده للعشاء لان هؤلاء الناس سيبقوا من اجل العشاء اشعل جاجا النيران بصعوبة لان الاخشاب كانت رطبة ومبللة واعدت امي القدور الكبيرة لعمل العصيدة وجلس يوك في الوسط وهو يحمل ( الوازا ) التي كان جاجا يغني مع صوتها اثناء طهو السمك
طبخت امي الكثير من الاسماك الذي كان مذاقه مختلفا جدا تلك الليلة ويبي وانا ساعدنا امي والنساء في اعداد الطعام كان ادي مبتهجا هو لا يجيد الرقص ولكنه كان يقفز كالراقصين اللذين التفوا حول يوك حيث كان ينادي علينا ( كاليا .. كاليا )
اريكا كانت نائمة داخل الكوخ مغطاة بلحاف ويبي الرقص جعلني اشعر بالكثير من الدفء بعد ان كان جسدي يرتجف من البرد بسبب المطر نمت تلك الليلة قرب امي كنت خائفة قليلا فطلبت منها ان تسمح لي بالنوم قربها وفي الصباح كان المكان غارقا في لفوضى رغم الجو الجميل الذي يعم الارجاء وقبل ان ازيج الاشياء واعدها مكانها هطل المطر من جديد اختبأت داخل الكوخ مع امي وانضم الينا بوبا ويبي ركضت الى كوخها حيث الاطفال وزوجها يوك قالت امي ان المطر جاء مبكرا هذه السنة استمر المطر لعدة ايام كنا خلال توقفه نعد الطعام
اعدت امي الكثير من المرق ليكون جاهزا للطبخ السريع لان المطر يعود سريعا جاجا قال ان المطر جعل النهر يمتليء بالماء وان الصيد اصبح سهلا جدا
ذات ليلة سمعنا صراخ ويبي ركضت امي وخلفها انا نحو كوخ ويبي كانت ويبي على وشك الولادة امي قالت ان الطفل ربما يأتي قبل موعده كانت ويبي تتألم كثيرا وتبكي طلبت مني امي ان اذهب واعد الماء المغلي وجعلت ويبي تستلقى على السرير يوك اسرع لاحضار تلك المرأة البشعة التي مازلت اذكرها حين ( ختنتني ) وختنت ويبي وونجا ايضا تالمت ويبي كثيرا حتى وصلت تلك المرأة التي كانت تحمل في كتفها حقيبة صغيرة بيضاء دخلت الكوخ وظلت امي معها انا حملت اريكا ووقفت بالخارج صرخت ويبي ثم سمعت صرخة الطفل مددت رأسي فرأيت امي تحمله وتمسح عنه ما علق على جسده من دماء
كان صغيرا جدا خلته يشبه اختى ويبي ظلت ويبي ممددة لايام وانا انقل لها الطعام الذي تعده امي صنعت لها امي العصيدة المصنوعة من دقيق الحنطة المضاف اليه الحليب وكانت ويبي تغتسل بمزيج الاعشاب البرية التي تصنعه لها امي قالت امي ان هذا المزيج سيجعل جرحها يشفى سريعا
منذ ولادة الطفل اصبحت مسؤولة عن اريكا لا اجعلها تغيب عن عيني اطعمها واسقيها الحليب كل صباح اريكا كانت تحب اللهو كثيرا وتحب ان تجلس بقرب الطفل وتداعبه
( يتبع )
04-27-2009, 03:11 PM
نوفل عبد الرحيم حسن
نوفل عبد الرحيم حسن
تاريخ التسجيل: 02-27-2009
مجموع المشاركات: 2361
كنت اغسل اريكا بالماء الذي يجلبه بوبا من النهر لاحظت ان شيئها مازال كاملا ليس به تلك الندبة كالتي عندي بسبب ذاك الختان اللعين تمنيت ان لا يحدث لاريكا مثلما حدث معي اريكا اصبحت رفيقتي رغم انها تصغرني كثيرا ولا تفهم ما اقوله ولكنها كانت تبتسم لي وتحرك يديها عاليا وتدق برجليها الارض حكيت لها الكثير من الحكايا التي كانت ونجا تقصها لي وكثير من القصص التي كان اخي جاجا يرويها لنا عند العشاء عن الحيوانات التي تعيش في البر والبحر وعن الممر الضيق الذي كانت تعبره المراكب ويصدر منه صوت مخيف كنت اقلد لاريكا ذلك الصوت فتضحك .. وكنت احب ضحكتها
تعلمت اريكا نطق بعض الكلمات ( ياكا * ) ، ( باكي ** ) ( ميمي *** ) وحين كنت اساعد امي في اعداد الطعام كانت اريكا تصر ان تفعل ما افعله كنت اخشى عليها تطاير المرق الحار امي كانت تنتهرها بشدة فتبكي اريكا وتختبيء خلفي ياندي الطفل الاكبر لويبي اصبح يلازم بوبا طوال اليوم علمه بوبا ان يحمل الفأس ويقطع بها الاخشاب وكان يرافق بوبا حين يذهب للنهر ياندي اصبح يجيد الرسم كما كان يفعل بوبا رسومات ياندي كانت غريبة بعض الشيء فيها اشياء لم ارى مثلها من قبل اما لوكا الطفل الثاني لويبي كان مشاغبا جدا امي قالت هو يشبه ماديث في طفولته كثير اللهو قليل الادب لوكا كان يعبث بالاشياء في خزانة امي ولكنه يخاف من يوك كثيرا فحين يكون يوك موجودا كان لوكا يصير هادئا ولا يحطم الاشياء لوكا يحب الاكل ويأكل بشكل هائل امي كانت توبخه وتضربه على يده ولكن لوكا كان يأكل ولا يهتم لأحد ويبي احيانا كانت تبكي وتقول ان لوكا ليس سويا ولكن امي قالت لها : هو بخير ! وقالت لها ان حليب صدرها الفاسد بسبب حملها باريكا هو السبب !
بعد شهور توقف المطر وعادت الشمس للظهور واصبحت ويبي قادرة على الاهتمام باطفالها خلال ذلك الوقت قررت امي الذهاب للسوق لبيع الطعام بوبا اعترض على ذلك ولكن امي اصرت وقالت هي تريد ان تساعد ويبي لان يوك لا يعمل مذ جاء واقام عندنا والاطفال بحاجة للغذاء جاجا الذي قرر الزواج وافق على رغبة امي في الذهاب للسوق وساعدها في شراء القدور التي ستعد فيها الطعام بوبا قرر ان يساعد امي هو ايضا بان يذهب معها ويقلي السمك الذي يجلبه جاجا ويبيعه اصبحت امي تعد الطعام منذ طلوع الشمس ثم تحمله برفقه بوبا وتذهب للسوق
بوبا اعد لامي خيمة تجلس تحتها وكان بوبا يجلس قربها ويقلي السمك اللذيذ ويبيعه طعام امي اعجب الناس هناك اصبحت امي تغيب منذ الصباح ولا تعود الا في المساء غياب امي وبوبا جعلني اشعر بالضجر رغم وجود ويبي والاطفال كنت اشعر برغبة في البكاء
امي كانت تعود مرهقة جدا ومعها الكثير من الفرانكات وبوبا اصبح لديه الكثير من الاصدقاء في الاوقات التي كانت امي تستطيع ان تعود باكرا كانت تحكي لي عن الناس في السوق عن الملابس التي ترتديها الفتيات وعن الاشياء التي تباع هناك ذات يوم احضرت لي امي طوقا لاضعه على شعري قالت انها رأت الفتيات يفعلن ذلك كان الطوق جميلا وبه الكثير من الخرز الملون
ذاك النهار اخبرني جاجا ان الارسالية ستفتح خلال ايام فرحت بهذا الخبر واخبرت امي حين عادت من السوق ويبي قالت ان اريكا ستفتقدني وانها اصبحت تعتمد علي في كل شيء فحين تغيب امي في السوق كنت اعد الطعام مع ويبي واكنس المكان ثم اجلس تحت الشجرة احكي لاريكا الحكايا وفي الاوقات التي كانت تغيب فيها ويبي داخل الكوخ مع يوك كنت احمل طفلها الصغير ثم اضعه على المهد المصنوع من السعف الذي كان لياندي فيما سبق ابتاعت لي امي بعض الاشياء للارسالية حقيبة القماش التي اضع فيها الاقلام وورق الكتابة ورداءا جديدا لان القديم اصبح قصيرا جدا وضيقا وعدت للارسالية استقبلنا الاب .. عند الباب مبتسما يسلم علينا في الداخل وقفت الاخوات المعلمات وهن يحملن الحلوى وبعض الكعك المحلى ويقدمنها لنا الحلوى كانت مغلفة بورق ملون لامع وعليها رسومات جميلة تذوقت الكعك المصنوع على شكل كوب صغير فاعجبني مذاقه ووقفنا في الصف وبدأنا الترانيم بعد ذلك دعا الاب المعلم ، الرب ان يحفظ البلاد من شرور المرض وان يعم السلام كل الارض رددنا خلفه آمين .. ثم دخلنا الكوخ المعد للدراسة قرأت لنا الاخت كريستنا بعض القصص المصورة ثم وزعت لكل منا كتاب عليه
رسومات كثيرة قرات لنا منه بعض القصص عن شاب يدعى جون وفتاة تدعى ميري جون وميري كانا سود مثلنا جون يضع على راسه قبعة ويحمل كتاب ميري كانت ترتدي زيا مدرسيا كما اخبرتنا الاخت واننا في القريب سنحظى بزي مشابه ستوفره لنا الارسالية عند هذا الخبر ضج الكوخ بالازعاج وشعرنا بالفرح اكملنا ذلك اليوم وعدت للكوخ وحكيت لويبي عما قالته المعلمة بخصوص الزي وحكيت لها عن قصص ميري وجون ويبي كانت حزينة لانها لم تذهب الارسالية ولم تحظى بما حظيت به انا ولكنها قالت انها سعيدة من اجلي في تلك الاثناء تذكرنا اختي ونجا فاخذت ويبي تبكي فبكيت معها قلت لها : ألن تعود ونجا ابدا ؟ بكت ويبي من جديد وقالت لي : لقد رحلت ونجا للابد فكرت ان اسالها عما حدث لونجا ذلك اليوم ولكنني خفت .. ان تعرف امي لانها لا تحب ان تتذكر ذلك اليوم
عدت من الارسالية في اليوم الثاني فوجدت الكثير من الاخشاب قرب الكوخ واكوام القش الطري تحيط بها كان اخي جاجا قرر بناء كوخ اخر ليسكن فيه بعد الزواج استغرق بناء الكوخ الجديد عدة ايام صنعه جاجا على نحو جميل كان واسعا من الداخل وكبيرا اشترى جاجا سريرا من الخشب وصندوق حديدي كبير واشترت له امي بعض الاشياء فوضعها جاجا في الصندوق وغاب جاجا لايام واخذ احدى البقرات معه ثم عاد واخبر امي ان العرس سيكون قريبا اعدت امي الكثير من المرق وطحنت الدقيق وجففت البطاطا ساعدتها ويبي
خلال غيابي في الارسالية وحين كنت اعود في المساء كنت اجفف الفاكهة التي يُصنع منها الشراب يوم العرس امي لم تعد تذهب للسوق تلك الايام بوبا اصبح يذهب وحيدا في ذلك الوقت ادي اخي كان مشغولا بعمل القلائد التي سيرتديها جاجا ليله عرسه صنع لبوبا ويوك بعض القلائد وواحدة لويبي واخرى لي طلبت منه ان يصنع لي طوقا من الخرز الملون لاضعه حول عنقي وقبل العرس بيومين جاءت النسوة يحملن الاطباق التي وضعت عليها اغراض العروس دخلن كوخ جاجا ووضعن الاطباق عليها ثم عدن الى ديار العروس وفي ليلة العرس احضرت امي بعض الحليب لجاجا وطلبت منه ان يغسل يديه ووجهه به ويشرب القليل بعدها ارتدي جاجا ثياب العرس والقلائد التي صنعها ادي فحمله بوبا وبقية الشباب على اكتافهم وذهبوا حيث تقيم العروس كوبا صديق بوبا كان موجودا ايضا اعجتني الملابس التي يرتديها والطاقية السوادء التي وضعها فوق راسه
في تلك الاثناء جهزت امي الطعام للمدعوين واعدت الشراب في القدر الكبير قبل ان ينتصف الليل عاد جاجا ومعه العروس وكثير من الناس اتوا معهما اعطت العروس هدية لامي هي عبارة عن قدر به الكثير من السمن
العروس كانت تضع على رأسها تاج من الريش الملون وترتدي ثوبا جميلا عليه اشياء كثيرة رقصنا على الانغام التي كانت تصنعها الالات التي جلبها اقارب العروس ثم قدم الطعام للجميع بعدها اخذ جاجا عروسه وذهب بها الى الكوخ وتفرق الجميع قبل الفجر بقليل سمعت صرخة العروس ثم نهضت امي وويبي فاصبحن يدقن على ظهر القدور الفارغة حتى عاد الناس من جديد فقدمت لهم امي الطعام المصنوع من البطاطا المجففة وشراب الفاكهة في تلك الاثناء خرج جاجا يحمل المنشف الابيض وعليه بعض الدماء ركض الرجال وحملوا جاجا على اكتافهم ثم عدنا للرقص مرة اخرى
في الايام التي تلت زواج جاجا عادت امي للسوق وعدت انا للارسالية وصرت استطيع القراءة من الكتاب الذي اعطته لنا الاخت وتعلمت كتابة الكثير من الكلمات وعلمتنا الاخت الكثير من الاشياء عن الارض .. وما فيها من جبال وانهار عن البحار البعيدة التي يغطيها الثلج في الشتاء عن المحيطات الواسعة التي تعيش فيها الاسماك الكبيرة حكت لنا عن بقية شعوب العالم وعن الديانات الاخرى وعن الحيوانات التي تعيش بعيدا وعن البراكين التي تثور بعض الاحيان وعن الزلازل التي تضرب الارض قالت لنا ان الارض كروية وانها كبيرة بحيث لا نشعر بدورانها حكت لنا عن عظماء التاريخ عن العباقرة والفلاسفة والفنانين وعن دعاة السلام عن المناضلين واصحاب النفوذ عن الرؤساء والمغلوبين عن الامراض التي تنتشر في النواحي وعن الفقر والفقراء عن الحدائق الغناء وملاهي الوجهاء وكنت اعود الى داري وانا ما انفك افكر في كل هؤلاء
وفي الارسالية تعلمنا بعض التمريض وتطبيب الجروح المنزلية وكيفية التعقيم طلبت منا الاخت ذات مرة ان نذهب معها لحضور عملية توليد في الجوار لم اشعر بالخوف كما فعلت الفتيات هناك تعلمنا ضرورة غسل اليدين ومعدات التوليد وكيفية الكشف على الام الحامل واستقبال المولود وغسله ومساعدته على التنفس
علمتنا الاخت الكثير من الاشياء المهمة وصرت اعرف عن الحياة ما لا يعرفه اخوتي ويبي اختي صارت تتابع معي كل جديد وفرحت مثلي بالزي الذي وزعه لنا الاب المعلم كان جميلا بلونه الازرق الداكن وعليه ياقة بيضاء وحزام خلفي ابيض كان الزي واسع الاطراف ، فضفاض له اكمام قصيرة
ذات يوم حين كنت عائدة من الارسالية وجدت كوبا واقفا خلف الاشجار الشائكة التي كنت اعبرها سريعا جذبني كوبا خلف احدى الشجرات وطلب مني ان اذهب معه لانه ينوي الزواج بي كوبا كان طويلا جدا وضخما فألمتني قبضة يده على ذراعي رفضت الاستماع له فطلبت منه ان يدعني اذهب ولكنه همس لي مجددا بانه يريدني زوجة قلت له لا اريد الزواج غضب كوبا وجذبني نحو صدره واخذ يقبلني في عنقي وكتفي دفعته عني بقوة ولكنه عاد وجذبني مرة اخرى حتى كدت ان اسقط على الارض اخذ كوبا يفكك ازار ردائه .. ويحاول ان ينزع عني ردائي وبعنف شديد اوقعني كوبا فوق اكوام القش وجثم فوقي وحينها صرخت فوضع كوبا يده على فمي وبيده الاخرى كان يحاول ان يضع ( شيئه ) على ( شيئي ) اخذت ادفعه عني بكل قوتي اغرز اظافري في لحم كتفه ولكنه ظل يقترب مني بجسده الضخم وغرزت اسناني في يده وعضضته حتى صرخ من الالم حاولت ان انهض ولكنه عاد واوقعني على الارض مرة اخرى والغضب يتطاير من عينيه وجسده صار مبللا بالعرق الكثيف تذكرت في تلك اللحظة ونجا اختي ومصيرها الذي لم تختاره شعرت بغصه في حلقي وبقوة غريبة تسري في بدني الذي كان يتحسسه كوبا تلك اللحظة فاخذت حفنة من التراب ورميتها في عيني كوبا ونهضت اجري بكل قوتي ركضت حتى وصلت باب الكوخ وانفاسي تتسارع على نحو مزعج دخلت الكوخ ودموعي تملا وجهي وصدري وظللت ابكي حتى جاءت ويبي وحكيت لها عما فعله كوبا ويبي قالت ان كوبا فعل ذلك لانني لم اذهب معه وقالت لي ان ما حدث معي لا يشبه ما حدث لونجا لان كوبا يريد الزواج وهذا ما اعتدنا عليه وانني مخطئة لانني جعلته يفعل ذلك غضبت من قول ويبي واخبرتها انني لا انوي الزواج من كوبا ولا من غيره ويبي قالت ان الارسالية ستغير افكاري وانني يجب ان لا اعود هناك تركت ويبي داخل الكوخ وخرجت .. جلست في المكان الذي اعتاد بوبا ان يجلس عليه خلف الكوخ وظللت هناك حتى اقترب موعد عودة امي زوجة جاجا جاءت وجلست بالقرب مني وهي تثرثر عن اشياء كثيرة و تقطف يعض الاوراق لتعدها للطبخ ويبي اخبرت امي عما حدث معي ولكن امي لم تغضب كما غضبت ويبي ولكنها قالت انني يجب ان اتزوج لانها قد تتوفى فلن اجد من يرعاني لان بوبا سيتزوج ايضا امي قالت انني يجب ان اتوقف عن الذهاب للارسالية لان كوبا سيعاود الكرة وربما ما حدث سيجعله اكثر غضبا علي رفضت فكرة التوقف عن الذهاب للارسالية فهي تعني لي الكثير لدي فيها صداقات جديدة واشياء احلم بتحقيقها طلبت من امي ان تخبر بوبا حتى يجعل كوبا يكف عن ملاحقتي ويدعني لشأني ولكن امي قالت ان بوبا سيغضب لو عرف انني لا اريد الزواج وافضل الارسالية وقالت لي ان كوبا ربما يخبر بوبا بما حدث وسيغضب بوبا كثيرا ذلك المساء ذهبت الى كوخ جاجا ووجدته يتناول عشائه المعد من الحليب ودقيق الحنطة اخبرته انني ارغب في الحديث معه فحكيت له عما صار وانني لا ارغب في الزواج الآن لانني احب مواصلة التعلم جاجا اخبرني انه يجب ان اتزوج لان الزواج سنة الحياة اخذ يجادلني كثيرا حتى تضايقت زوجته واخيرا طلبت منه ان يجعل كوبا ينتظر حتى ينتهي هذا الموسم وافق جاجا فنهضت وعدت الى كوخ امي
في الصباح اوصلني جاجا الارسالية وطلب مني ان انتظره حتى يعود ليأخذني الى حين ابلاغ كوبا بالامر ذهبت الارسالية لايام برفقة جاجا ولكني لم اعد انتبه للدرس كما كنت افعل سابقا صار رأسي مشغولا بأشياء كثيرة وكنت اشعر بالخوف في احيان كثيرة ونومي صار قليلا
خلال ذلك الوقت زاد الجدال بين ويبي وزوجها يوك بسبب جلوس يوك دون عمل حتى اضطرت ويبي للعمل في احد المنازل الكبيرة قرب السوق امي هي التي وجدت لويبي هذا العمل لان ويبي كان تشكو من ازدياد طلب اطفالها للطعام وما تجلبه امي من فرانكات اصبح لا يكفي لذا اصبحت ويبي تخرج للعمل وتعود عند الظهر رغم تذمر السيدة التي تعمل لديها ولكن ويبي اخبرتها ان لديها طفل رضيع يجب ان تطعمه
عادت ويبي ذات يوم ووجدت يوك نائما والطفل يبكي بشدة غضبت ويبي من يوك واصبحت تتذمر من جلوسه بلا فائدة فنهض يوك وابرحها ضربا صرخت ويبي وظلت تبكي وهي تحمل الطفل وتقف خارج الكوخ في الايام التالية زادت المشاجرات بينهما وانال يوك يضربها حتى كسر لها ذراعها .. صرخت ويبي من الالم وبكي الاطفال فتدخل جاجا وفض الخلاف واخذ ويبي للمشفى الذي تم انشاءه قرب الارسالية عادت ويبي بعد ان ربُط لها ذراعها بالجبس الابيض وظلت تنام معنا بالكوخ معها اريكا ومارتن الصغير والذي لم يتجاوز عمره آنذاك بضعه شهور تغيبت لايام عن الارسالية بسبب مرض ويبي وذراعها المكسور صرت اعد الطعام لها ولاطفالها كانت ويبي واهنة جدا وحزينة لانها لم تعد تستطيع الذهاب للعمل وخافت ان تأتي اخرى لتحل محلها في منزل السيدة فطلبت مني ان اذهب للعمل هناك حتى تشفى .. تفاجأت بهذا الطلب وشعرت بالخوف ورأيت وجه ونجا الحزين وكانها تقول لي : لا تذهبي ألمني ان ارفض مساعدة ويبي وألمني ان اذهب انا الى ذاك المجهول فبكيت وخبأت دموعي عن ويبي ونمت ليلتها دون عشاء
وفي الصباح مضيت نحو منزل السيدة برفقة امي فوصلنا المنزل الكبير الذي يطل على النهر المنزل مكون من طابقين وبه العديد من الغرف المفروشة بالبساط الاحمر الجميل وفي الغرف وضعت اسرة خشبية واسعة وبعض خزانات الملابس الجانبية والكثير من الاشياء المضيئة عرفتني امي الى السيدة المكتنزة باللحم بشرتها كانت ناعمة ونظيفة مددت يدي لاصافح السيدة فمدت يدها ثم سرعان ما سحبتها حين لامست يدي استاذنت امي وذهبت وتركتني وحدي مع هذه السيدة في هذا المنزل الكبير اخذتني الى غرفة مطلية باللون الابيض طلبت مني ان اغتسل بالماء ثم اعطتني قطعة صابون لها رائحة جميلة ومميزة وطلبت مني ان ارتدي الزي المعد للشغالات كان الماء دافئا بعض الشيء والحوض الذي جلست عليه كان املسا ونظيفا دلكت جسدي بالصابون ثم صببت الماء على رأسي وشعري خرجت مبللة فطلبت مني السيدة ان اجفف شعري وجسدي قبل ارتداء الملابس ثم اخذتني السيدة الى المطبخ وطلبت مني غسل الاواني ومسح الارضية كنت ارتجف من الخوف والسيدة تطلب مني هذا وذاك وحين انتهيت من نظافة المطبخ اخذتني الى الغرف الاخرى فرتبت الاسرة التي عليها اللحاف الثقيل والذي يصعب رفعه ومسحت الجدار وكنست الارضيات ثم علمتني السيدة ترتيب الطاولة التي تضع فيها الكثير من الصور رأيت فتاة في مثل عمري واخرى اكبر منها وصور سيدة كبيرة في السن ورجل له شعر ابيض واطفال صغار لم ارى صور لاي شاب .. شعرت بقليل من الطمأنينة وظللت انظف وارتب المنزل والسيدة تصدر الاوامر حتى حان العصر فطلبت منها الذهاب وسمحت لي وخرجت اعدو في الشارع وشعرت بأن انفاسي قد عادت لمستقرها من جديد
أجواء الادب الأفريقي الزنوجي موجودة بكثافة في هذه الخيوط المذهبة ومعمولة بحرفة عالية ومذهلة...
أدعي أن بعض كبار كتابه إن إطلعوا على دفقك المجنون هذا أعادوا حساباتهم وحسبتهم ونصبوكي بدلا عن ليوبول سينغور او سمبين عثمان او حتى البير كاموس ملكة للادب الزنوجي الافريقي...
صرت اصحو باكرا .. اساعد امي في اعداد الطعام الذي تبيعه في السوق ثم اخرج نحو منزل السيدة التي كانت تطلب مني ان اعد لها كل صباح شراب الكاكاو الساخن زوجها كان يقود سيارته ويخرج الى عمله بعد ان يتناول بعض البيض المقلي الممزوج بصلصة الجبن ويشرب القليل من الحليب بعد ان يخرج السيد ادخل غرفته لانظفها .. واقلب الكتب الموضوعة على الطاولة الصور الموجودة فيها تثير دهشتي مباني عظيمة وملابس غريبة يرتديها الاشخاص في الصور فتيات جميلات لهن بشرة بيضاء وملساء بدأت اقرا بعض الكلمات ولكني سمعت صوت السيدة تناديني تركت الكتاب وهرعت اليها كانت السيدة استيلا ترتدي ملابس الخروج طلبت مني ان اهتم بشؤون البيت حتى اعود وطلبت مني الا افتح الباب لاحد ادارت مفتاح سيارتها الصغيرة ومضت في الطريق فرحت لخروجها .. وفكرت ان انهي اعمال المنزل سريعا لاعود الى الكتب كان شغفي للقراءة لا تحده حدود صرت اتهجأ الحروف .. وانطق الكلمات واحدة تلو الاخرى حينها تذكرت .. الارسالية والاب المعلم .. والاخوات الطيبات فرت دمعة من عيني وسقطت في احدى الصفحات مسحتها سريعا وخشيت ان تجعل الكتاب متسخا ثم عدت اقرا بصمت في قرارة نفسي شعرت بفرح كبير ظللت طيلة غياب السيدة اقلب الكتب واتفرج في الصور حتى انتصف النهار عادت السيدة ومعها تلك الفتاة التي في مثل عمري كانت تناديها جولي عرفت انها ابنتها وانها تدرس في مكان بعيد حكت الفتاة لامها عن رحلتها بالطائرة التي استغرقت عدة ساعات كانت بالنسبة لي هي المرة الاولى التي اسمع فيها احد سافر بالطائرة كنت اراها في الجو فيقول لي اخي بوبا انها تحمل الناس بداخلها تمنيت ان اسافر يوما بالطائرة مثل جولي التي اعجبني شعرها المموج ولون عينيها .. جولي كانت ترتدي تنورة قصيرة وتضع على كتفها شال ناعم قدمت لجولي .. شراب الاناناس الذي تعده السيدة استيلا وخرجت لاغسل الارضيات التي تحيط بالمنزل من كل جانب بعد قليل صعدت جولي الغرفة العلوية ونامت هناك كان الوقت قد اصبح عصرا فهممت بالذهاب ولكن السيدة نادتني واعطتني الكثير من الفرانكات عن عملى طيلة الايام الماضية وضعتها في طرف ثوبي وخرجت
مررت بالسوق حيث تعمل امي سالتني ان كنت جائعة ؟ فقلت لها انني اكلت حيث اعمل اخبرت امي عن الفرانكات التي اعطتني لها السيدة ففرحت امي .. ثم اخذتني لشراء بعض الملابس لاطفال ويبي اشتريت ببعضها رغم احتجاج امي دمية صغيرة لاريكا لها شعر طويل .. عدت مع امي للكوخ اعطيت ما تبقى من فرانكات لويبي التي طلبت مني الا اخبر يوك اريكا حملت دميتها وركضت فرحة اعددنا وجبة شهية ببعض اللحم الذي اشترته امي تقاسمنا الوجبة مع جاجا وزوجته ونمت قرب امي
في اليوم التالي وجدت جولي قد صحت باكرا تتناول افطارها ثم طلبت مني ترتيب المنزل على نحو جديد نقلت بعض الاشياء عن محلها القديم وجلبت اشياء من الطابق العلوي كانت مخزنة هناك وغيرت الستائر حسبما طلبت مني اصبح المنزل واسعا بعض الشيء والهواء شعرت به مختلف عن السابق وكان هناك صوت غناء لم اسمع مثله من قبل ثم دخلت المطبخ فوجدت السيدة استيلا تصنع كعكة البرتقال رأيتها تمزج الدقيق بالزيت وعصير البرتقال ثم تسكب عليه البيض المخفوق حتى يصير ناعما وطريا ثم تضعه في الاناء المعد لطبخ الكعكة وتدخله الفرن خلتني سانجح يوما في صنع الكعكة كما تفعل السيدة استيلا ولكن في كوخ امي ليس لدينا فرن او حتى معدات صنع الكعكة فكرت ان اشتري لامي في القريب اناء لاعداد الكعك اكملت نظافة المطبخ ثم بدأت في غسل ملابس جولي التي اخرجتها من حقيبة السفر اعجبتني رائحة ملابسها الزكية فقلت لها ان ملابسها نظيفة لا تحتاج للغسل ابتسمت وقالت لي : ليست نظيفة تماما
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة