وأنا بي وراك .. بسأل عليك مُدن .. مُدن .. وأعصر سلافة الليل حزن .. بسأل عليك في المنفي .. في مرفأ السفن ..
***
سحابات الهموم يا ليل ... بكن بين السكات والقول ... وباقات النجوم ... الجن يعزن في المطر ... فاتن عزاك رجعن ... وشوق رؤياك زمان مشدود ... وصوت ذكراك ... مكان يجرى يلاقي السيل ... وسر مدفون بصدر النيل ... ولولا الذكرى ما في أسف ... ولا كان التجني وقف ... وصوت ذكراك رزاز صفق ... على خطوات بنات سجعن ... وشوق رؤياك حنين لي رحلة في المجهول ... لولا الذكرى ما في وصول ... ولولا الذكرى ما في شجن ...
01-15-2008, 08:33 AM
سمرية
سمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803
يالكحلت عيون الدنيا بلون الغنوه يالضفرت ضفاير احساس الكلمه الحلوه يالشتت نجوم الليل في وش النيل عقدا فوق القمره بيقدح فينا الضو يالطقطقت اصابع السحب الشالن جو دفق عسل المطره و نقط ..كبت شو نضمت..غنت ..سكتت ..صنت مرقت ..دخلت ..قامت ..قعدت شن بتسو ؟
تقشقش فوق رقراق الدمع الكاسي العين بهدمة دم كل ما اتعرى يجدد توبو يضاري الريحه الكست الجو تساسك بين تيار الموج الكسر الجدول ودفق شو تسارق فوق نجماتا برقن هجن لجن ..باتن قو تضاير فوق وديانا شبعن ..رضعن ضرع السحب الشالن برا ..جو تصنت غنوة سيره عريسه مهقد ..مكسي ..مجرتك يفوح الصندل ..وعطر المحلب منو مدفق امو تعدل ..واختو الرقصت ..وخالو يبشر ... وعمو بيعرض وسط السهله ..وخيرو مدفق غنوه بتعزف نغم اتشتت ..رعدا صفق بردا هز اتباطن صوتو اتطانن حر لوح و هوا وظهرا فارسا تب ما اتلوى وزغرد ليك ايقاع المطر اتلبب حضن الارض ونام
ود سيد احمد دق المحلب جوه الفكره وخت الذكرى ذكرى الليله وذكرة بكره ابيه و حره مبدأ و عزه سيما وعبره درايا و خبره شموخ بيت عازه الما بتهزه برغم الضيم
وليد ضكران هز و رز , تب ما فز اتقطر نز ادفق ضي ود سيد احمد شال الريشه ورسم اللوحه وشتت لونها وتيرب بيهو سما السودان
وكانت النبته عصارة الغنوه الفيها ثقافه .. وحب .. وسياسه مزيجها بلدنا وفيها ولدنا اتعطن الريد والبت الحلوه ..الوطن الغالي وسرج بيهو و شد ضهر سودانا القام
وكيف بتفوت وكيف بتفوت .. يالولد الغنى وشنا ورنا وخالدا حي ما بتتضارى بشوفك قاعد بين الرمش الفوق عيني يالدفيت اعضاء الكلمه في ليل البرد ..الريح ..الصي يالنديت اغصان الحرف بصيفا حرا و شد الكي وكيف بتفوت يالولد الضوا وشيشو قليب الوتر الغنا وطربا غطى فجاج الحي
تمرق بين ورتاب الزرع الفرهد تمرق بين حبات المطر الطقطق نقط يحضن ليلا سود ..هج ..وهود تمرق بين النيل الكتر ادفق و نمرق تمرق بين الوترالصفق غنا و زغرد تمرق بين صفقات الشجر اخضر و ورق قام اتشابى و عانق كتف الليل اتطاول باس القمره و قبل عين الشمس
كيف نبكيك يا راجل الليله و بكره و امس كيف نبكيك ونحنا بنسمع صوتك سرا.. وجهرا ..وهمس كيف نبكيك و انت معانا تشيل و تخت ترص و تقص تفج السهله وتحكي الغنوه اللبست صوتك وشالت حسك ..ونفسك ..وروحك وسمحت زي
وانت معانا بقيت جوانا و ماك بتفوت حتلت حنينا جوه القلب بصمت عليهو وجود موجود ..برغم الموج وسفر الجسد الما محدود غلبت تفوت كسرت الحاجز الراكز جسرو على المسدود رقعت الهدم الراسي خيوطو على المقدود مسحت ..مسحت البعد الارضي المامحدود نسفت مسافة الزمن الروح و مامعدود سكنت مسامة النغم المن ايقاع النبض بقيت الدم ..و الروح ..و القلب هزمت الموج ..غلبت تفوت
تفوت لي وين ؟؟ وانت الزول الباقي وحي انت النور الوج الضي وانت البحر الدفق ري تفوت على وين ؟؟..ونحنا زرعنا لسع ني
النيل الابيض لاقى و عانق حضن الازرق باس الابيض خد الزنجي اتقلدوا.. اتقادوا اتوحدوا ..فاتوا مات العنصر و داب الفارق من بيناتن
صدر العين اتملى بالعبره اتنهد نفس الكلمه الحلوه ..اتأوه آهة طفت القمره و نفخت قلب الجمره وكبت فينا ضلام يا انسان .. يا فنان يالقاومت الذاكره و النسيان دخلت بوين ؟ سكنت الدم الجاري على الشريان لوليت جوانا عصاية الكلمه ..الشرف ..العزه العايش فينا في كل زمان جرجرت علينا حروف النغم الطربا يهز يفرح كل مكان ختيت الرأي صريح قولا و فعلا و فكرا سجل اكتب يا تاريخ
يا استاذ .. يا ممتاز ختيت الدرس مفيد و صحيح درسا ما دايرلو وسايلا للتوضيح ونحنا فهمنا كتبنا درسنا على الكراس انتهت الحصه و ناحن سكلبن الاجراس مرقت صحيح ؟؟؟ مشيت بي وين ؟؟ وكيف خليتنا بدون تصحيح ؟!؟ نصحح وين !!؟ شلنا الهم نصحح وين جينا الكم نصحح وين وكل اقلامنا تقطر دم كمل احمر دفق لونها فحم ونحنا كبرنا وعينا و زدنا فهم عرفنا اهداف الدرس تمام ختينا النقطه ,الهمزه ,الشوله ,الاستفهام خلصنا خلاص جمعنا قلمنا حبرنا كتابنا مع الكراس يالوحدت بسفرك كل الناس يامقياس يا ميراث واساس المعنى الحب ..المبدأ ..و الاحساس نعم الارث الباقي و اعظم ساس
وكيف بتفوت و افتش ليك انا جاي بي جاي و أهلك و ناسك مرقوا يكوسو عليك معاي وانادي عليك ارتى عليا فوت بي وشك ارجع جاي وفجأه ...و فجأه بتطلع من جواي متل النور الضوا حداي وموج النيل الرايح جاي وهج العين الفكر الراي ومن الشمس بريق ضواي وصدر الام الليك غطاي حديثها يناغم فيك لولاي وصوتها يهدهد فيك هداي
هوها..يا هوها واحد ..اتنين ..تلاته ابرة الخياطه فيها م وفيها ص وفيها ط و ف وفيها جميع المصطفى
( عفاف الصادق )
المواد منقولة من مواقع سودانية مختلفة ...
01-15-2008, 08:46 AM
Giwey
Giwey
تاريخ التسجيل: 09-02-2003
مجموع المشاركات: 2130
نعم .. ما زالت (طوريته) مرمية.. مرّ سريعا" وقبل أن يقول كلمته الأخيرة .. مثال للفنان الملتزم بهموم الناس الطيبين .. لا يشبه إلا نفسه وذلك الكائن المسمى (مارسيل خليفة) ... ذائقة عجيبة لا تخطىء فى إختيار النصوص ... منجم الحان مأخوذة من عرصات العبقرية ... وصوت يلامس الشغاف مشحونا" بإحساس عميق بالنص محل (الغناء) .....
له التحية فى الخالدين
ولك عميق المودة
عبد الرحمن قوى
01-15-2008, 09:10 AM
سمرية
سمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803
Quote: شوية شوية وسكت المركب أعوام مرت واخرى ستمر وستبقى ذكري مصطفى سيد أحمد في قلوب محبيه للابد
كل الود
أغنى لشعبى ومين يمنعنى أغنى لقلبى .. إذا لوّعنى مخيـّر دربى الما رجعنى إذا طلعنى دخلت القرب .. ولا الغربة الكدروبية تنزل غنوتى بى قمرية أو وقـّعنى فى بطن الجـُّبْ بطلع يوسف بالأغنية
أغنى الناس الما بتسمعنى المِنِّى بعيدة .. ومبعدة عنى ا نادى نشيدا .. وكنت المعنى الإيدى فى إيدا .. وإيدا بتبنى فى دنيا جديدة اليوم .. راح تدنى وأريت غنواتى فى ناس شغالة تكون سُندالة .. وعود طورية ضراع رجالة .. كتاب أطفالا وجملة بالا .. الما مقرية سدّة مالة.. وبقـّة فالة فى ليلة الدخلة على أسمى قضية
فقد عاشوا حياتهم بإستقامة ومن أجل كل الناس وقدموا جليل الأعمال وخلفوا أعز ذكرى وأغنى تراث
إنهم مازالوا بيننا
طوبى للرجال العصافير كلما حطّ طائرهم فوق غصن غنوا بشجيى الكلام .. بديع الصور وبؤساً لنا نحن الرجال .. الشجر كلما جرفتنا شجون المنافى تهاوت جذور الكلام جفت ينابيعنا وأرهقتنا ليالى السفر تؤرقنا الذكرى توقِد نار المواجد فينا فيوجعنا الشوق فى صرة القلب يتأبى حتى السكون الذليل نخرج الآن من جلدنا ونخدش صمت السؤالات نركض عبر الطريق الطويل من أى ثقبٍ فى الحكايات جئنا ومن أى بابٍ فى السماواتِ .. كان إلتماس السكينة؟ ومن أى ذنبٍ عصىٍ تعلم القلب سفر الرحيل الطيور قطعت رحلتها ثم عادت والأمانى إستكانت والليالى ما عاد صمتها مستحيل والنساء اللائى علمننا العشق فى زمانات النداء الجميل نسجن كعادتهن من كذوب الروايات ما يخلع الدفء عن جسد الحب ثم تذوقن للحبيب البديل يا صديق المسافات أركض ما عاد فى الحزن متسع لصفير الجراحات - قلبى وقلبك- ولا صبر فى الأفق لإنتظار الخيول كل المراكب تاهت أنكرتنا الشموس والحبيبات خانت لفظتنا البحار فهل يستطيع البنفسج أن يكون الكفيل ؟ أيوجعك الوصف ؟ آه .. من زمنٍ كنا ننتقى فيه العبارات من فصوص المحار نتمشى فى مفاصل الشعر تأخذنا كل ساعةٍ فى مدار آه .. من آه .. ثم آه من كل ذاك الزمان النبيل أصرخ الآن .. أو أخرج الآن .. أو إنزف الآن .. أو أكتم الشدو فى الفؤاد العليل
( فيصل محمد صالح )
01-15-2008, 10:07 AM
نهال الطيب
نهال الطيب
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 1606
مين سمـّى ترحالك .. غياب!؟ والغيبة بتزيدك .. بها لو يرتق الحزن .. المصاب كان بعدك الموت إنتهى يا أقصى حالات الحضور المشتهى يا منـْتهى تعال .. قـرّّحنـا بى دهشة غناك الحى وحـّىْ من جرحك .. الدامى وفترْ حيلك وحـّى من ضُلـّك الرامى وحملْ شيلك تموت متل الشدر .. واقف تموت واقف على حيلك فيا حليلكْ يا حليلك بنستنـّاك على صهوة جياد الريح بنستنـّاكْ فى الزمن اللّديح .. القيحْ بنستنـّاك على باب الحلم فى غناكْ بنستنـّاك رحيلك .. شلهتْ الدنيا .. ورتـّب العالم البى هناك بنستنـّاك
مدخل أول لمتين متيمم شطر النيل متوقَي اليابسة ووارد متوكَي عصا موسى بتهش في غيم الإلفه الشارد مهدود القدرة وفتر انه حردان الضل البارد بتوجل لي يوسف في البير يطلع من بطن البير المارد !
مدخل ثاني
فات الكان بدينا إحساس بالإلفه وكان راوينا ، فات الباكي جرحنا وناسي جروحو ولافَى ورانا مدينه ……مدينه فات الصاحي ونحن نغط في النومة السابعة طالق حسو ولا حسينا حتحت فينا غناه الطاعم وفات قنعان من خيرا فينا سلامات يا زول يا رائع سلامات عوافي ! سلا مات يا خلاصة الخير الفي الناس وترياق الزمن المتعافي سلامات يا زول يا رائع سلامات عوافي محاصر فيك بسأل عن سكه تطلَع منك أو سكه تودي عليك بسأل عن مخرج منك وليك زي نهر بينبع وما لاقي مصب بتمدد عشقك من أقصى ضواحي الروح لي أقصى نواحي القلب يتكثف بسعة إطلاق الرب وأنا كنت بفلي القلب بسيرتك سميتك حلاب الغيم من ضرع الجدب البارح عصفورتك ركت في البال رقصت وأدت عصفور الريد شبال وطارت من قولة كر ما الزول النهر العصفورة بحرض في كلاب الحر لابسني وداخل في اللحم الحي راصد كل البسأل عن حالي حرش ضلي علي ونتف زغب الخاطرة التخطر علي بالي ومنع العصفورة تحوم أستجوب كل الناس البجو في النوم ما تقوم ! يا زول يا رائع يا مهموم يا مضيع ضي عيني وراك واقف حاحاي للنوم يا مستف رئة الدنيا ومشحتف روح الخرطوم كيف حال يا أبوي كيف حال يا خال شفتك في وجع طالع علي برزخ ملتقي النيلين كنت هناك وحيدك وكل الناس أتنين … أتنين براك واقف في حد السيف براك الما واقف بين …بين تغازل حلمك الفارغ فتح بابين علي الملكوت تسلم خواتم عمرك اليانع تسلم علي حضرة جلال الموت وتفتح في الأرض نفاج إذا امتلأ الفراغ بالصوت فيا بطن الأديم أفتح براحات الحنين مشرع وانده لي مدن شاخت أنده لأطلال القري الراحت بيوت في بيوت تمرق من شبر مسرح مدن فاضلة وعالم باتساع الحلم بقامة يشتهي التابوت فما لفظ البحر يونس ولا انسدت شهية الحوت …… ويا زول يا رائع تمشي بالحسرة وتموت ؟
( أزهري محمد علي )
01-15-2008, 11:41 AM
Alsa7afa_30
Alsa7afa_30
تاريخ التسجيل: 02-06-2003
مجموع المشاركات: 6618
Quote: سمحة وسمرية ..محبوتي سلامات ليك الله يا بت يا سمحة وقمحية ويغطيكي الله أجمل القلوب لما تعمر بحب من قدموا ارواحهم كالعطر يسكن روحنا .... مصطفى يسكن في الذاكرة والروح والداخل زي وشم ..... اللهم ارحم عبدك مصطفى
بالأمس ،، كان غناؤنا عذبآ
و كنت تتخذين قافيةً
لها طعم التواصلِ ،، و التبادلِ بين قمحٍ و خصوبة
فلماذا تأخذين الآن شكلاً يرتدي لغة الظهيرة
يقتفي ظل الفجيعةِ
تختفي منه العذوبة؟
إنها اللغة التي عمقت فينا التداعي
و غلغلت بين العظامِ
تزامن الوجعِ المعبأ بالضياعِ ،،، و بالرطوبة
فأخترنا من بين الزحام
خرائط الفرح الملون
بالطبول العازفات مقاطعآ تنمو علي عين الحبيبة
بادرتني هواجسي
فأستعرت من الشوارعِ عظمةً كانت تحدقُ في الحياةِ
و تعتريها الأمنياتْ
و سمعتُ من مدنِ الخرابِ حكاية الآتين منك
يلعقون السمّ
من شفةٍ تدندنُ بالرخيصِ من التباكي ،، التشاكي ،، الأغنياتْ
فيا بنتُ المسافةِ والرجوعْ
و يا بنتُ الخريطةِ و الدموعْ
إذهبي مني ،، تمنِّي
و أمنحي القلب التجلِّي
و غادري اللغة التي ظلت تموتْ
أغرزي فيّ الثباتْ
الله يا وجعآ تمدد في العشيةِ ،، و الصباحْ
الله يا حلمآ تناثر بين افواهِ الرياحْ
و يا طفلةً ظلت تفتشُ عن ضفيرتها
تحدقُ في حطامِ الأمسياتْ
سافري
سافري
سافري
سافري فيّّ ،، شموسآ و وتر
عمقي جرحي اقترابآ و سفرْ
لأغنيكِ التماسك
أبتغي منكِ الوصول
أمنحي القمح الخصوبة
أمنحيني نفسي ،، دون خوفٍ ،، دون همس
وأمنحي المدن الدليل
فيا طفلةً ظلت تفتشُ عن ضفيرتها
بين دمعٍ ،، و رحيلْ
هل يكون الموت نوعآ من تآلف
في غياباتِ الخليلْ ؟
( يحي فضل الله )
01-15-2008, 12:57 PM
سمرية
سمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803
مصطفى سيد أحمد المقبول مختار عمر الأمين سلفاب. من مواليد قرية ود سلفاب ـ الجزيرة ـ عام 1953 م
يقول : لدى سبع شقيقات وأخ شقيق واحد توفى فى عام 1970 م ، وكان عمره سبعة وعشرين عاماً وكان يكتب الشعر ويغنى وتنبأ منذ وقت مبكر بأنى سأكتب الشعر أيضاً وأغنى أفضل مما كان يغنى .. وكان صوته جميلاً .. وفى حوالى عام 1965 وفى مناسبة زواج أحد أبناء القرية من فتاة فى قرية " العيكورة " وفى الحفل الذى أقيم فى هذا الزواج سمعت مغنياً من القرية شارك فى الحفل يشدو بأغنية شعبية ميزت منها فى ذلك الوقت " الفريق أصبح خلا .. جانى الخبر جانى البلا .." وملامح اللحن كانت مشحونة بالعاطفة .. وفى لحظة صفا ذكرت لشقيقى المقبول ملامح اللحن والمعانى التى تدور حولها القصيدة وأخبرته أن هناك إحساساً قوياً يهزنى فى هذا اللحن وهذه المعانى وقد وافق ذلك فيه ظرفاً نفسياً خاصاً فكتب نص أغنية " السمحة قالو مرحّلة ". أثبت هذه المعلومة إحقاقاً للحق وتوضيحاً للغموض الذى قد يحسه من لهم صلة بالأغنية القديمة عندما فاجأتهم الأغنية الجديدة .. كانت أول كتاباتى بعد أن توفى شقيقى " المقبول " وأول قصيدة مكتملة كانت فى رثائه . درس الأولية والمتوسطة " المدارس الصناعية " وكان مبرزاً حيث جاء ثانى السودان على مستوى الشهادة الفنية ... لم يواصل فى المدارس الفنية حيث إلتحق بمدرسة " بورتسودان الثانوية " ومنها لمعهد إعداد المعلمين بأم درمان ، حيث تخرج فيه وأصبح مدرساً بالمدارس الثانوية العامة . إلى جانب ما أشتهر عنه من ممارسته لهواية الغناء ، أيام دراسته بمدينة بورتسودان ، كان موهوباً فى مجال الرسم وفنون التشكيل ...عندما لم يسمح له أثناء عمله بالتدريس بالإلتحاق بمعهد الموسيقى والمسرح قدم إستقالته وعمل فترة مصمماً للأقمشة بمصنع النسيج ببحرى إلتحق بمعهد الموسيقى والمسرح وأكمل خمس سنوات بقسم الموسيقى " قسم الصوت " إلاّ أنه لم ينتظر حتى ينال شهادته الأكاديمية . تزوج وخلف بطلان " سامر وسيد أحمد " له من الأخوات سبع وشقيق توفى عام 1970 م " المقبول " وهو شاعر غنى له مصطفى . عانى من المرض كثيراً فقد لازمه الفشل الكلوى مدة طويلة " 15 عاماً" أجرى خلالها عملية زراعة كلى بروسيا أواخر الثمانينات إلاّ أنه تعرض لإنتكاسة جديدة بداية عام 1993 بالقاهرة وإنتقل منها للعلاج بالدوحة حيث ظل هناك يباشر عملية الغسيل الكلوى ثلاث مرات يوميا !
( منقول )
01-15-2008, 01:01 PM
سمرية
سمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803
مصابيح السماء الثامنة يا جايي مارق من دخول الغيث شرايين التراب السايفة .. أوردة الوطن . قشره اليباب .. نشره العطش.. كل ما سرت قطرات دِرِبَّ الرحمة في جوفو ارتعش .. بال الشجر حال العصافير الخياله مع الدغش مشدوه متل خاطر طفل من ضل ضهر راكوبة فوق حافة حجر واقع سجر .. واقف يعد نقط المطر ... ويتمطق إحساس السحاب بين لهفة الطين والشمش لمَّت ورا طرف الحقاب آخر رمش باقيله في عِب الشفق والليل ملقِّيله الطرف . شفق المغيب .. غيم بِهِت كان نفضة الريشة الأخيرة حَمَاره .. فوق لُوحةْ الوكت .. يَا كرْكُدَايْةَ الله إترشق ناقع عصيره من إيد ملاك فوق المغارب بي تحت . كانت مراكيب حين صلاة والترعة قِدّامن .. طشِت ولاّ المراكب من بعيد .. ودعات على النيل والنخيل المتكي دار يقرا البَخِت قنّب يحِت .. قلّــع زريزير غفوتو عضَّ إنطلاقة غنوتو وقام منحفِت .. والكمبو .. ينشاف .. من مسافة .. قطر بضاعة العربجية الطيبين .. سبّابة والمتسببين .. شعراء ومغنين الأنادي .. أنصاص لصوص .. حلب البلد .. عرب الجبال .. منسللين من لاتحت . والريح يشيل للنيل مع هرج المغنين الدعايات نشرة أخبار الولايات الوفيات الملايات العبايات المرايات التصاوير التعابير الحكايات النِكــــِتْ . عشم البنيات في الضراع الضاع وكت حرَّ الكفِت زاغ الصراع ذات جمعة قدَّت من وطن توب السبت . نقد الحمام خُرج الوكِت طارتلو نقطة لحظة من موية الملح في حلقو مرّرت الهديل .. كَمَد الجرح .. جبد السكات ... لكنو فات ... وأبى يتلفت ؟ بال الطفل .. يرقل على ضهر الحَمَار يجمع مصابيح السما التامنة.. ويطش ينكربش الحلم البعد قرب يوافينا ابتعد لو مدّت ايد كان إنجبد .. يا الدنيا بي ريحة الدعاش لو تنعرش ...؟ أو تنفرش تحت الفراشات بالبَرَد ؟ فوقُو الوعد صادق يمش . لو يلقى راس رسن الزمان ديك لحظة ما كانت تمش شان يندهش أو ينبرش بين نجمة الملكوت ونسمة رضية من رب العرش . يا غادي منك فوت كلام الشوق من القلب الخشم بابو البلد لو خشَّ هدهد في رماد ما فيهو يمرق قانقرد .. والقانقرد بابُو الحمام راجيهو لمليم الطيور .. ضمَّة جناح .. صمّة عدد ..
قادرات على صد الحِدَيْ جاسرات على صقر النكد . إيدين بنيات الفريق بتهدهد الطفل الرضيع بتعدي شيخ دومة الحفير تشلخ لبق .. تسقي الخدير بتعوس وتفرك للملاح بتورِّق اللوبي
وتحش تمسك مراح .. تحلب ، تخُش تغسل هموم أيامه في طشت الحلم تنفض تشر الشوق هِدِم تنشل من البير أم تلاتين باع تعتِّل .. تفزع الطيّانة لو ما تجدع التبّانة بتجيّه بيوت .. تغزل خيوت .. بتطرز المنديل تخيِّت لي طواقي العيد .. صبر .. بتَتَبِبْ السجاج مع الفجاج تقوم إيدين بنيات الفريق بتحش تمر .. تخرت سبيط بتعتِّق الدكّاي .. وتخبز للصفاح بتكفّي عيزومة وضيوف .. بتغني قيدومة وتطوف بتهني .. بتودي وتجيب بتحني .. بتدلك حبيب بتولِّد الأمات .. تربِّي على الصلاح .. زي ماب تضمِّد للجراح إيدين بنيات الفريق إن داهم الحلاّل خطر قادرات على شيل السلاح . يا مناحته وبلاّله يا .. رجع اللي راح يا ود عيون .. فِرْحَن .. بكن تِرْحَن يغطْسِن في الدموع .. الدنيا عامرابك تظل وإن كان رحيلك فرتكه أو يا لسان نار الصراع لهليبه بعدك لو هكَع مين شالُّو شيلة بلا اتكَّأ ؟ مع إنو صبرك .. ما نفد برشمت .. أو كبسلت كيف سعة الوجود في ضيق لحد ؟ باغتنا ريح الفجعة ليل فرنب في جوفنا مرابنات الصبر شات سعن الجلد صادنا الذهول .. زي التكنو قبل دا ما فارقنا زول بعد الرسول واللاّ التقول أول قلوب في الدنيا يغشاها القدر بعدن تضيع منّو الدروب تنطمبج الساحات حريق يدغي الطريق المحتمل كل الفريق سوقر وراك يا جرحنا الكيف يندمل ما بار وراك شهد الغنا ونحل الحناجر ما همل صادر خلايا أبو الدبر صاقر حناياه نمل .. نمل ... .. .... .... وين ماشي .. يا نبض الرحيق سايب المشاعر ريق دقيق نهب المغنين التِفِل غنواتن الورطانة أو لوطانة في الريد المقق حُترب صفق .. في طين ذبل أوصاف على جسد الحبيبة بهق .. بهق تحت احتماله مرضرضة زي لعبة ما استهوت طفل وين داجي يا قمر الهنا الكرّمنا عند مغرب مرق سايب لياليك لي نجوم واقفات وجوم على فد رجِل وفرع الغُناء الميَّل هنا على مين وراكَ . . حيتِّكل والشيل تِقِلْ ؟ قَدْر اليشيلو الشيلة في لكِن ظروفن هل تفي ؟ تحتاج جماعة من الرجال الليها كنت براك تقل دارت قبيلة من الحبال الكان يقيله فرد حبل ... الخوف قلوبنا التشتهيك .. تنشك في ذاته وتنقفل من بعد ما اتوحدنا فيك ننفك قبائل وتنكتل وينشعنفِن مسّار بعد فتل الحبل . حب يا خيالي الوين وصل دُر يا لساني وماك فَسِل أطهر وزيزيناً يعوم في النيل ، مع الصير منشغل ولاّ اليقوم يوم بعدِ يوم يغسل دمومو عديل غسل .. ولاّ الوطن قال ماب ينوم إلاّ الفجر يا ليل يهِل ماسك وضوهو من الغيوم السالو سيل ساعة محِل ؟؟ كيف الدبارة ؟ و ما العمل ؟ لمّا القبيلة تشيل سيوفه السوق تبيعه على عجل .. تغشى الكناتين العويش عُقُب المغارات الحشيش تاخد بخور ، ودخان ولفّافات سطل ؟ ورق المواثيق إنبهل كاويق جريح طلوحبو ريح كيمان مقنبرة للمديح والطار مجلّد من حشا الفي القبّة عصب الفي الضريح ؟ حلقات قمار تحت النخل والخيل مجهزة للرهان آخر النهار فوق السهل لما الجدل يبقى الدجل والأيدولوجيا هي الملاججه واللواجه بلا عمل اللخبطة الخمج البوليس كتال كتل ليش البلاد ما تستباح يوماتي كل ما الليل دخل اشمعنا يا شوفنا الرحل ما انصدقت زرقا غناك ما كان حصل كل الحصل والبت نصيرة سنة محل بَنَت الدهب بنيانه ما فات الرُكب حزنت على التِقِي والتِبِن وين تِبني لِبني أبى يتلقي .. والكيل كرب ساعة الرجال سكنوا التُرَبْ .. والدنيا موية وسط حريق تصبح كُرَب تتمسى ضيق قامت نصيرة تحِت تعب بِرَت الفريق .. يا اخواتي ستات البيوت ناولني قوت قبّال أموت دور والعيال ما فكُّوا ريق طبق الدهب بي مِدْ دقيق دهب الجبال صافي البريق بي مد دقيق أُن كان مريق يا أخواتي ستّات البيوت أدِّني قوت .. عربون أموت ؟"
01-15-2008, 01:03 PM
سمرية
سمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803
أجرى الحوار / صديق محيسي ** إلام وصل علاجك ؟ - وضعي الصحي وصل لحالة رفض مزمن للكلية مما اضطر الاطباء لاستئصال الكلية المزروعة ، والاتجاه لعلاج الطفح الحاد الذي سببته جرعة تقليل المناعة التي كنت اتناولها بالقاهرة ، والان اعيش على الغسيل الكلوي < يوم بعد يوم > حتى يتم علاج الاثار الجانبية وهذه قد تستغرق 6 اشهر في حالة حدوث استجابة للعلاج ، بعدها يمكن زراعة كلية جديدة . ** متى بدأت رحلة المرض : السودان - موسكو - القاهرة - الدوحة ؟ ارجو ان تحدثنا عن ما شابها من احداث ؟ - شكرا لك ولـ آفاق جديدة ولكل الاصدقاء الاوفياء الذين تابعوا ويتابعون معي هذه الرحلة المضنية ..وهي بدأت عام 1979 حيث اكتشفت اني مصاب بحالة تسمى × بوليسيستك كيدني × وعرفت ان الحل الوحيد في النهاية هو زراعة كلية . ومن حينها صرت اعالج اموري بناء على ظروفي الشخصية فليس لي شقيق يمكن ان يتبرع لي بكلية ، وفي العام 1984 سافرت للقاهرة والفحوصات فيها اكدت من جديد ان لا علاج الا بزراعة . وتوصلت بعد ذلك الى ان رقما فلكيا يقف بيني وبين هذه العملية ، ففضلت الاحتفاظ بهذا الامر على المستوى الشخصي فلم اطلع عليه قريبا او صديقا مراعاة لوالدتي واخواتي حاسبا الا اسبب لهم شعورا بعدم الامن ، وكان لابد من جمع المال اللازم للعلاج ، ومن حسن الطالع ان بدأ غنائي ينتشر ويفهم ويجد رواجا متواصلا ، وذلك كان ثمرة لجهود فنية وتجريبية بدأت منذ العام 1978 وتفاءلت بأني قد انجح في حل مشكلة العلاج من ما يعود لي من الحفلات العامة والتسجيلات ، وبالفعل نجحت في تدبير بعض المال على ايام الديمقراطية الثالثة ، الا ان انقلاب يونيو 89 بدأت معه كثير من المضايقات احيانا بترغيبي في مسايرة النظام فنيا واحيانا بتلويح سوط الارهاب : فمثلا عندما كنت استعد للسفر الى روسيا للعلاج منعت الدعاية للحفل الاخير في اجهزة الاذاعة والتلفزيون وكل الصحف ، وبتحرينا عن السبب عرفنا ان سلطات الامن امرت بذلك ولم نيأس بل نشرنا دعايتنا شفاهة وعلى ملصقات صغيرة وعلى ( التشيرتات ) التي لبسها بعض الطلاب والشباب << وياللذكرى >> المهم ان الحفل تم وسجل نجاحا معقولا واضطرت سلطات الامن للتنازل عن محاولاتها لالغاء حجزنا بقاعة الصداقة ،وكان لابد من تمويه ما لاتمكن من السفر فأعلنت في نفس الحفل اني سأقيم حفلا آخر بعد اسبوع وفي نفس المكان وفي اليوم التالي كنت وزوجتي في المطار حيث دبرامر خروجنا بعض الاصدقاء وطرنا الى روسيا تاركين طفلينا بالسودان ، وبعد ثلاث اشهر تمكنا من الحاقهم بنا بموسكو (...) ** لكن بعض اعوان النظام الحاكم بالسودان يدعون ان الحكومة السودانية ستتولى مسالة علاجك وما يتبعها من تكاليف ومصروفات ؟! - هذا غير صحيح على الاطلاق ولايعدو كونه لغوا لا حقيقة وراءه ! وكيف يدعون هذا والسلطات في السودان رفضت قبل سفري لروسيا ان تحول لي فلوسي حسبما تقول قوانين القمسيون الطبي وبنك السودان في بنود تكاليف العلاج وما يتبعها من اعاشة واسفار واكثر من ذلك من مبنى مجلس الشعب ومن داخل منظمة رعاية الاداب والفنون تم الترويج لإشاعة بأني توفيت في الوقت الذي كنت مقبلا فيه على العمليه الجراحية ، ونفس الاشاعة اوصلتها جهات غير معروفة لوالدتي بود سلفاب ، كانت اشاعة منظمة ومقصودة وقوية جدا للدرجة التي اغلق فيها اتحاد الفنانين ابوابه حداد ا علي ، وكذلك نادي الخرطوم جنوب للموسيقى والغناء ، ونشرت الصحف تبعا لذلك خبر نعي ، أما والدتي فأصابوها بصدمة الزمتها الفراش شهرا وبعد خروجي من العملية بموسكو اتصل بي من لندن شخص يحمل لي وجهة نظر النظام لاقناعي بالرجوع للسودان وكنت على نية الرجوع للسودان بعد العملية مباشرةلكن ذلك الحديث مع هذا الشخص اشعرني بان الامر اخطر مما كنت اتصور فأعدت حساباتي وقررت عدم الرجوع وكان الاغراء المطروح هو ان يعتزر المسؤلون بأنهم لم يكونوا يعلمون شيئا عن ظروفي المرضية . والتنويه بانني فنان قومي له وزنه وان وان .... والمسؤلون حريصون لاقوم بهذا الدور في السودان ويطرحون كل الضمانات ويسالونني عن الضمانات التي اطلبها لارجع سواء كانت مادية ام خلافه ويعدون بتغطية تكاليف العلاج باثر رجعي : الاعاشة والاقامة والعلاج الى اخره اتصلت بزملاء في القاهرة ومنهم عرفت ان نفس الحوار دار بينهم وبين نفس الشخص ورفضنا بعد ذلك بشكل لا يقبل التاويل ذلك العرض واعلنا عدم ثقتنا في كلمة المسؤولين في السودان خاصة وامامنا تجارب تعاملهم مع شعب بحاله ، وبعد 6 اشهر غادرت روسيا الى مصر واقمت تصحبني زوجتي واطفالي بالقاهرة وفيها بدات رحلة جديدة مع صعوبات من طراز جديد فامكانيات العمل صعبة ، وفي نفس الوقت عشت تشتتا بين متابعة التحاليل والكشوفات من جهة وشؤؤني الخاصة في الانتاج الفني من جهة اخرى . بالاضافة الى ما يتتطلبه الدخول لتفهم واقع جديد من جهد ومتابعات ، وكان ان عشت ظروفا مادية قاسية - وهي كما تعلم نفس الظروف التي يجابهها السواد الاعظم من السودانيين بالقاهرة في الوقت الحالي وكانت هناك صعوبة في إقامة الحفلات العامة كما ان الحفلات الخاصة تحوط بها كثير من المحازير ثم حاولنا التاسيس لعلاقة بين الوسطين الفنيين المصري والسوداني ، الا ان طبيعة وعلاقات الوسط الفني المصري وقصور كبار الفنانين في التاسيس لهذه المسالة لم يحقق ما انتويناه ن كما ان صعوبة ظروف الحياة هناك تتطلب اما عملا مجزيا او مصدرا خارجيا يغطي الاحتياجات المادية واحيانا كانت بعض الحفلات لا تغطي اكثر من اوجه الصرف اللازمة لاقامة الحفل نفسه ، هذا في الوقت الذي كنت فيه شخصيا احتاج لصندوق من ال sandimun وهو شراب لازم لمن يزرعون الكلى ، كل 23 يوما ويكلف حوالي 820 جنيه مصري ، هذا بخلاف تحاليل مستوى السايكلسبوريا في الدم زائدا حامض اليوريك وتحليل وظائف الكلى وفي نهاية الامر بدأت اشعر باعراض الرفض المزمن chronic rejection وعانيت من متاعب صحية مرهقة وسط جو من عدم الاستقرار او الاطمئنان . وحتى لا يدعي احد من هؤلاء الاعوان انهم سيتولون امر علاجي فاني اذكرهم بالمعاكسات والدسائس التي حاكتها لي السفارة السودانية بالقاهرة لمنع سفري الى المملكة العربية السعودية بعد ان قدم لي اصدقاء كرام من الاطباء دعوة وتذاكر سفر ووعدا بالعلاج بالمملكة ، ايضا مخاطبتهم للسفارة الهندية وسعيهم الغريب الذي حجب عني تأشيرة دخول للهند حيث من المفترض ان اقيم احتفالا للطلاب السودانيين الدارسين هناك واذكر ايضا ان السفارة البريطانية بالقاهرة لم توافق على منحي تاشيرة دخول لاغني في حفل لنقابة الاطباء السودانيين والمنظمة السودانية لحقوق الانسان بلندن وبصراحة بدوية قالوا < نحن نعتقد انك لن ترجع من بريطانيا اذا دخلتها انا الان في الدوحة وكان البرنامج الذي جئت من اجله اسبوع ثقافي وفني للسودانيين بقطر ، والحق كنت اعاني من وضعي الصحي واخبرت الاخوة في قطر انني انوي اجراء بعض التحاليل للاطمئنان خاصة بعد التدهور العام في وظائف الكلى
هل تعتقد ان النظام في السودان ساعد في ظهور الاغنية الصريحة للمقاومة ام ان ذلك بدأ من قبل ؟ - أغنية المقاومة قديمة قدم الابتلاء بالاستعمار ، ثم بعد ذلك الانظمة المختلفة سواء على مستوى القبيلة او مستوى النظام الشامل . لكن دائما يكون لها تأثير ورنين وصدق اكثر عندما يكون النظام سيئُا ، اي ان سوء النظام يجعل للأغنية وقعا اكثر عمقا وإثارة ويجعلها على درجة من الانتشار واسعة بين الناس - نفس الناس الذين يعانون من العسف . ** لماذا تختار شعرًا غير غنائي بالمفهوم التقليدي ؟ هل تعتقد ان الاستجابة ستكون سهلة ؟ - انا اقتفي آثار الصدق في الشعر ، ايا كان هذا الشعر ، شريطة ان يكون موضوعه من تلك المواضيع التي ارغب في تعاطيها مع الناس ، وبالطبع لا اتقيد بمعايير القياس التقليدية اي الرسمية كما درجت لجان الالحان والنصوص ، لكني غالبا أتلمس الكلمة العامية المستعملة التي يعبر بها اكبر قطاع من الشعب السوداني وليس شرطا ان تكون مجازة ام لا ، المهم عندي انها ومهما كان موضوعها - تنبع من قضايا واحوال ومشاكل الناس كأفراد او كجماعة او كشعب يمتلئ بالحياة والتوقع . ** لماذا خرجت من السودان ؟ - خروجي من السودان في المقام الاول كان بغرض العلاج والذي لم يتوفر لي فيه بعد ذلك ظهرت الاسباب الاخرى وتتلخص في المواقف العدائية العديدة التي واجهتها من السلطات ، لذا فبقائي بالخارج لآمن على نفسي واسرتي ، ومن جانب اخر فانا مدرك بأني حتى لو رجعت للسودان واذا أمنت روحي واسرتي ورزقي فلن آمن على نشاطي الفني كمغني يغني للجماهير وقضاياها وما اكثرها في يومنا هذا . ** ما رأيك في عداء النظام الحاكم في السودان للفن والابداع عموما ؟ وكيف تفسر تهشيم تماثيل بابكر بدري وتماثيل الفنون الشعبية ؟؟؟ تحطيم هذه التماثيل اصابني بموجة من حزن كبير ، ولا استطيع ان اتصور ان يكون هناك نظام مهما وصل من درجة في اللؤم ان يجاهر بهذا اللؤم ليسئ الى رموز شعبنا . فالتماثيل الموجودة في الفنون الشعبية وهي رموز شعبية ، وبابكر بدري يمثل رمزا شعبيا هاما . ان الرؤية العدائية للفنون عموما وعلى شكلها الحالي ومضامينها المتكاملة ارتبطت بهذا النظام منذ بدايته وقد عرفه الشعب السوداني . لكني حقا ما كنت اتخيل ان يصل العداء الى فعل كالذي حدث ( ده مش معقول ابدا ) . ** يقال ان العديد من الفنانين هربوا من السودان - فماذا تقول عن هذه الظاهرة ؟ - في السودان نظام يوجد نظام يعمل كجاهل نشط على تغيير ملامح المواطن السوداني ثقافيا وسياسيا ويريد ان يضعه على هامش حياة اقتصادية قاسية يسود فيها طفيليون غير منتجين ، وهو في هذا يضع الانسان السوداني في قالب المحظورات ، ويجعله منشدها صباح كل يوم جديد امام ابسط مقومات الحياه ، وهذا بلا شك يشكل وضعا خانقا للفنان ، ذلك الفنان الذي يحتفل به مواطنوه عندما ينظم او يجيد يجد الان قدرا من الاهانة لم يصادفه عبر تاريخه . كم من عازف وضع في منطقة المرخيات ؟! وكم تعرض عازفون للضرب والاهانات والالفاظ السيئة من العاملين باجهزة الامن ، وكم من مغن اهين بأن انزل من المسرح بشكل مخزي جعل من المواطن السوداني شخصا يعيش حالة من الاختناق والضيق واحيانا الاكتئاب العميق مما جعل السفر والخروج من السودان هاجسا دائرا في ملايين الادمغة . والفنانون من اكثر الناس حساسية تجاه هذه الاوضاع الخانقة نظرا للطبيعة الدقيقة لعملهم وابداعهم ، فالفن لا يزدهر الا بالديمقراطية وبضمانات الحريات العامة والفردية فكيف يكون الفنان موجودا داخل ظرف عصبي قاتم هكذا . ** كيف تنظر الى الالتزام في الفن ؟ - من وجهة نظري في الرد على هذا السؤال انه يجدر بنا ان ننظر الى واقعنا : نحن ابناء احدى دول العالم الثالث الاكثر فقرا والاكثر تعرضا لمحن البيئة وكوارث التصحر والتخلف ، حيث ابسط احتياجات الحياة عندنا تشكل قضية : الغذاء ، العلاج ، التعليم ، الموارد ، السلطة والثروة وكيفية اقتسامهما . وعندنا في السودان نحن مواجهون بولادة متعسرة ومخاض طال امده لبلورة الشخصية القومية للمواطن السوداني في ظروف تختلف فيها بقاعنا ثقافيا وعرقيا ودينيا . فهل من الممكن لفنان يرى كل هذا ان يقف بمنأى عن الاختيار في مثل هذه الامور ؟! وارى ان الالتزام الفني بالنص الفني او الخطاب الفكري الذي يحمل مساهمة الفنان في الاجابة على اسئلة الحياة بكل ما فيها ، ولا افهم الالتزام على انه الانتماء العضوي لفعالية او حزب سياسي فذلك اسميه الالتزام السياسي ولكنه ليس بديلا للإلتزام الفني ، اي ان الانتماء السياسي لا يقدم ضمانة او وصفة تجعل من الفنان المنتمي سياسيا ان يكون ملتزما فنيا . ** هل تؤمن بصراع الاجيال في الشعر والغناء - وأي جيل هو الذي يستمع لك وتنتمي اليه ؟ - الاجيال تتداخل بقضاياها الممتده والمشتركة وايضا تتقاسم نفس الهموم حتى وان عولج بعضها تظل آثارها تمتد وتمتد كاندياح دوائر الماء . لكن هناك بالطبع صراع تقليدي بين القديم والحديث وانظر لهذا الصراع كأمر منطقي يوجبه جدل الحياة وتطورها وانا انتمي لجيلي وهمومه ولكن في نفس الوقت اجد نفسي متفاعلا مع الهموم الجديدة التي تطرحها اجيال اخرى : قديمة مخضرمة او حديثة ولا اعتقد ان هناك جيلا بعينه اي دون غيره يستمع لي والعبرة بمرتادي الحفلات او المقبلين على شراء التسجيلات فهؤلاء وفي كل مكان وزمان هم جيل الشباب نسبة لاقبالهم على الفن اكثر من غيرهم ، انما العبرة بالمواضيع التي اطرحها في غنائي وفي اختياراتي الشعرية ففيها قضايا و احوال تهم كل الناس من الشيوخ والناضجين والشباب ولا زالت هذه القضايا تنتظر الحل وهكذا دائما كانت تلك القضايا والاحوال وعب فترة طويلة لازال التناقض الحاد بين شعب عملاق وحكام اقزام يفرض على الفنانين التوجه بإبداعهم لمساندة هذا الشعب في غربته وغلبه . **شكرا لك . هل تود توجيه رسالة لمستمعيك ومعجبيك واصدقائك ؟! - لهم كل حبي وتقديري ، ووقوفهم معي يعطيني دائما الشعور بالانتماء الى قبيل كبير عليه يقع واجب الانتصار لشعبنا وللحياة
01-16-2008, 05:51 PM
انعام حيمورة
انعام حيمورة
تاريخ التسجيل: 06-29-2006
مجموع المشاركات: 11094
سمحة وسمرية شكرآ على وجودك. وعلى مساهماتك العميقة والعابقة بالمعنى والوفاء للخالدين فى وجدان السودانيين. أغنية لمصطفى سيد احمد بصوت عاطف انيس. فى الثمانينات. فى خرطوم الانتفاضة. اسمحى لى ان اهديها لروح مصطفى وروح نزار عثمان موسى.
01-16-2008, 08:07 AM
سمرية
سمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803
Quote: سمحة وسمرية شكرآ على وجودك. وعلى مساهماتك العميقة والعابقة بالمعنى والوفاء للخالدين فى وجدان السودانيين. أغنية لمصطفى سيد احمد بصوت عاطف انيس. فى الثمانينات. فى خرطوم الانتفاضة. اسمحى لى ان اهديها لروح مصطفى وروح نزار عثمان موسى.
وإصطفيت جرحك براك
وتر إنتباهك والنغم
ضفة تزرع فى الشروق
وضفة بتقاوم الألم
شمعة الأمل التهِد
ليل الكوابيس زمن الودار
شامخة بتعاند فى صدى الليل
الهياج الإحتضار
***
صاح إنتباهك فى الزمن
لما أصطفاك
قدر العصافير .. الرحيل
غدر الشِباك …
شوك المتاهات .. الدوار
تحتك نسيج الليل .. طويل
للأناشيد الماخدة
من حـِزم الشعاع
نار البدايات البتول
للسحابات التلوِّح قوس قزح
بُشـْرَة هطول
ولى ضِيا القمر المقرّح
ضد قوانين الأفول
*******
وليك يا آخر الخيول
فرس الرِهان الما كبا
وهج الشموس الإشتعال ..
وإنكسار المستحيل
شقيتو بى سيل الحروف
الطالعة دابا من الصدف
.. مجرى البحر
تيارو والموج الرجوع
أديتو حيل مدّو الزمان
كان إنحسر
غيرت فى الزمن الملامح
طعم الكلام .. لون الغُنا
( يا صباحك - د. طلال دفع الله )
01-15-2008, 01:37 PM
mahdy alamin
mahdy alamin
تاريخ التسجيل: 07-01-2004
مجموع المشاركات: 2025
سيرة زاتية مصطفى سيد أحمد المقبول مختار عمر الأمين سلفاب. من قرية ود سلفاب ـ الجزيرة ـ عام 1953 م. قدم جده الأمين سلفاب من شمال السودان ، منطقة الشايقية وأستقر جنوب غرب الحصاحيصا على بعد 7 كيلومتر منها ، وغرب أربجى بحوالي 13 كيلومتر " أربجى القديمة " والتي تقع آثارها على النيل مباشرة ، ثم تأسست أربجى الحديثة بحيث تكون القديمة بينها وبين النيل ، وكان قدوم الأمين ود سلفاب للمنطقة حوالي عام 1700 م. وأستقر في مكان قرية ود سلفاب الحالية والتي كانت أصلاً قرية للدينكا ، أبادهم وباء الجدرى *وما زالت هياكلهم* العظمية *ترقد تحت تراب القرية ، إلاّ إذا أخرجها حفر المطامير أو *أساسات*المبانى* العميقة *المعاصرة *فتخرج* مع* حفنات من السكسك والخرز * عمل سكان ود سلفاب بالزراعة المطرية لبعدهم عن النيل ولوفرة الأمطار وكان ذلك قبل*مشروع* الجزيرة ، *وبعد* قيام المشروع* توفر الرى* الصناعى والموروث من المعرفة* بالزراعة* القادمة* معهم* من شمال السودان لذلك كان والده فلاحاً بالفطرة ، إحتقنت *دماؤه** بعاطفة *الأرض *والزراعة *فكان *محصلة *لها بمصطلحاتها النوبية القديمة *فيعتقد *فى *إرتباط* الحياة*فى الأرض بالنجوم وحركاتها وبالرغم من أنه كان يتمرد *كثيراً* على التعاليم الرسمية والجدولة الزمنية التى كان مفتشو الغيط* يطلبون تطبيقها ، إلاّ أنه* كان* دائماً وقت* الحصاد *يكون من أوفر الناس إنتاجاً .. ولكن كان إعتقاده دائماً أن ذلك يتم فى إطار قاموس الطبيعة .. وتكملة لهذا القاموس وإلتزاماً به كليةً كان ينفق فائض الإنتاج* على* المحتاجين* حتى* لا *يتبقى* منه* ما يقابل إنتاج العام الجديد .. لم يتخرج *فى* كلية *غردون *التذكارية *بل *كان *أمياً ولكنه علمنا ما لا نجده فى دور العلم . ويقول مصطفى : بل أحمل فى داخلى منه الزاد الذى لا ينفذ فى*كل مراحل عمرى ويقول : لدى سبع شقيقات وأخ شقيق واحد توفى فى عام 1970 م ، وكان عمره سبعة وعشرين عاماً وكان يكتب الشعر ويغنى وتنبأ منذ وقت مبكر بأنى سأكتب الشعر أيضاً وأغنى أفضل مما كان يغنى .. وكان صوته جميلاً .. ********* وفى حوالى عام 1965 وفى مناسبة زواج أحد أبناء القرية من فتاة فى قرية " العيكورة " وفى الحفل الذى أقيم فى هذا الزواج* سمعت مغنياً من*القرية شارك فى الحفل يشدو بأغنية** شعبية* ميزت* منها فى ذلك الوقت " الفريق* أصبح خلا .. جانى الخبر جانى البلا .." وملامح اللحن كانت مشحونة بالعاطفة .. وفى لحظة صفا ذكرت لشقيقى* المقبول *ملامح* اللحن والمعانى التى تدور حولها القصيدة وأخبرته أن هناك إحساساً قوياً يهزنى فى هذا اللحن وهذه المعانى وقد وافق ذلك فيه ظرفاً نفسياً خاصاً* فكتب نص أغنية " السمحة قالو مرحّلة ". ****** أثبت* هذه المعلومة إحقاقاً للحق وتوضيحاً للغموض الذى قد يحسه من لهم صلة بالأغنية القديمة* عندما فاجأتهم الأغنية الجديدة ..* كانت** *أول* كتاباتى *بعد* أن توفى شقيقى " المقبول " وأول قصيدة* مكتملة كانت فى رثائه . ****** درس الأولية والمتوسطة* " المدارس الصناعية " وكان مبرزاً حيث جاء* ثانى السودان على مستوى الشهادة* الفنية ...*لم* يواصل *فى *المدارس* الفنية حيث إلتحق بمدرسة " بورتسودان الثانوية " ومنها لمعهد إعداد المعلمين* بأم درمان ، حيث تخرج فيه وأصبح مدرساً بالمدارس الثانوية العامة . إلى جانب ما أشتهر عنه من ممارسته لهواية الغناء ، أيام دراسته بمدينة بورتسودان ، كان موهوباً فى مجال الرسم وفنون التشكيل ...عندما لم يسمح له أثناء عمله بالتدريس بالإلتحاق *بمعهد الموسيقى* والمسرح* قدم* إستقالته* وعمل* فترة* مصمماً* للأقمشة بمصنع* النسيج ببحرى . إلتحق بمعهد الموسيقى والمسرح وأكمل خمس سنوات بقسم الموسيقى " قسم الصوت " إلاّ أنه لم ينتظر حتى ينال شهادته الأكاديمية . **** متزوج وله طفلان " سامر وسيد أحمد " له من الأخوات سبع وشقيق توفى عام 1970 م " المقبول " وهو شاعر غنى له مصطفى . ****** عانى من المرض كثيراً فقد لازمه الفشل الكلوى مدة طويلة " 15 عاماً" أجرى خلالها *عملية* زراعة* كلى بروسيا* أواخر الثمانينات إلاّ أنه تعرض لإنتكاسة جديدة بداية* عام* 1993 *بالقاهرة *وإنتقل منها للعلاج بالدوحة حيث ظل هناك يباشر عملية الغسيل الكلوى* ثلاث *مرات* فى الإسبوع* إلى أن *توفاه الله مساء الأربعاء 17 يناير 1996م
شكرا لكم جميعا وشكرا أعمق لسمرية ومهدي الأمين صدق مصطفى حين قال إنه ينتمي"الى قبيل كبير عليه يقع واجب الانتصار لشعبنا وللحياة" نعم ننتمى له وسيولد فينا كل يوم ويبقي حيا لا يهزه الموت ولا يغشاه النسيان أدعوكم لنعد قرأة ما كتبه صديقنا عفيف إسماعيل عنه في الحوار المتمدن - العدد: 1127 - 2005 / 3 / 4
مصطفي سيد أحمد ظاهرة إبداعية كونية " لا أسلاف له، وفي خطواته جذورُه " أدونيس الموسقار الاسترالي "روس بولتر" يقول: صوته يشبه موجة عريضة تطوف بكل حواف الكون ثم تتكسر إلي ما لا نهاية. الشاعرة "شيلا ج." تقول: إنه يغني من القلب إلي القلب، ومن الروح إلي الروح، صوته مشبع بأحاسيس المعاني التي يتغني بها، من غير أن أفهم اللغة العربية أحس بتصاوير المعاني العميقة التي فيها. الشاعر والمغني "دون ب. وجنول" يقول: صوته المتفائل يشتعل كنيران عصية علي الإخماد أحس به يغني ويدعو لما يوحد الناس. الشاعر المصري "حسن بيومي" يقول: ... يرحل عنا بأسرع ما يمكن أجمل الناس وأصدقهم وأحقهم بالحياة، وكأن حياتنا لا تروق لهم. ************
الشاعر خالد حجازي
إنه صيف العام 2001 بالقاهرة. كنا نتحلق في طاولة مستطيلة بدار حزب التجمع المصري في ندوته الثقافية الاسبوعية التي كان يديرها في ذاك الوقت الشاعر حلمي سالم، وكانت تستضيف تلك الأمسية الشاعر السوداني المتميز عاطف خيري وديوانه" الظنون". في منتصف الندوة دخل شاب أنفاسه تضج بإنفعال يحاول ان يسيطر عليه، يحمل علي كتفة حقيبة جلدية، جلس في الصف الخلفي من الطاولة في مواجهتي، لاحظت إنه ينظر بين كل لحظة وأخري بإتجاه الشاعر عاطف خيري بوله صامت، ونسبة لتأخيره لم يشترك في دورات النقاش التي كانت تدور، عندما بدأ الشاعر حلمي سالم حديثه التمهيدي لختام الندوة علي إستيحاء طلب فرصة للمشاركة، بعد أن أعتذر عن تأخيره لإنه جاء من الاسكندرية مباشرة كي يدرك الندوة التي علم خبرها متاخراً من أحد الصحف اليومية، ثم أنشد:
نكر صوتك صداك وغالطني الزمن فيك شهرت علي الجفاف وعدك بطاقاتنا الخريفية رجع فاضي الكلام مليان.
وسط دهشة الحضور السوداني أكمل قراءة أجمل النصوص العامية السودانية بلكنة مصرية محببة، وتعرفنا عليه بعد ذلك، إنه الشاعرالمصري المهاجر بامريكا خالد حجازي، ومنه عرفنا متابعة الحصيفة لكل تجربة المبدع مصطفي سيد أحمد، التي كانت مدخله للتعرف علي الثقافة السودانية، وحدثنا عن أحد مقاهي الاسكندرية يسمي مقهي" البوابين" معظم رواده من عشاق أغنيات مصطفي سيد أحمد، وكثيراً ما تصدح تسجيلاته في أمسيات المقهي ، إطلعنا بعد ذلك علي ديوانه الشعري الأولي " وقائع هزيمة شهريار الشوارع" الذي تتصدر صفحتة الأولي مقطع من أغنية "وضاحة" وأحد النصوص موسوم بـ " قصيدة لمصطفي سيد أحمد":
" البحر بيشاهد طلوع الروح من الجسد الحرام وغمامة بترافقه طريق فاضي ما تغسلوش الفتي بالدم ما تكفنيش الفتي بالشاش من وَبَرِك الناحل صهد القصايد ناره وجنَّته عينكي ملايكه دول ولا طيف غُنا البوابات ضيقة والفتي مجنون ساكن شمس البلاد يا حزن طارح ضل مين اللي قالك كُون ثم ابتلاك بالوطن لما استراح ع العرش"
وبعد عام التقيت به مرة أخري، وهو يقضي أجازته السنوية بين أهله، أخبرني إنه كل عام بعد زيارة القاهرة درج علي أن يزور أيضا أحد عواصم الدنيا ثم يعود إلي غربته، وهذا العام كان محتاراً بين "باريس" " والخرطوم"، لكنه حزم أمره اخيراً عندما وجد كفة الخرطوم ترجح لأنه سوف يزور منابع مصطفي سيد أحمد والأرض التي أنجبته، وسألني أن أزوده ببعض عناوين أصدقاء المصطفي هناك. قلت له: هل لديك دفتر يتسع لملايين العناوين؟!
************ أشرف عويس
إنه شتاء القاهرة 2002 فجأة وجدناه أمامنا مبتسماً يمد يده بالتحية في أحد الأمسيات الرمضانية التي يقيمها المجلس الأعلي للثقافة بدار "الأوبر" بالقاهرة، وقال معرفاً نفسه: - أشرف عويس، شاعر مصري - عفيف إسماعيل، شاعر سوداني - أهلين.. عاكف إسماعيل ، من الغاوون، وضحكنا معاً، وذابت كل الحواجز في لحظة، واشدنا بقراءاته الشعرية ليلة الأمس، فقال: - لا حظت متابعتكما اليومية لأمسيات المجلس العلي للثقافة، فأحببت أن أتعرف عليكم، هل أنتما مقيمان بالقاهرة؟ قلت له: - إلي حين، إلي ان تأذن عاصمة أخري بالدخول إليها وقال عاكف: - فقط زيارة لمدة شهر، وبعدها أعود لمديني قرب النيل الأزرق. - آه.. النيل،أنا من اسوان ،أنت لاتدري كم هو ساحر النيل هناك، كثيراً ما أفكر كيف حال هذا الساحر الجميل قبل أن يصل إلي هنا؟! وكم تفتنني تلك الأغنية لمصطفي سيد احمد التي يقول فيها: - جلبت ليك الغيم رحط وطرزت ليك النيل زفاف
وأكمل نص الأغنية إلي آخره. وبعد ذلك كلما إستضفنا الفتي الأسمر النحيل الملوح بشموس جنوب مصر الشاعر أشرف عويس من خلال منبر منتدي شموس الثقافي السوداني بالقاهرة، كان يستهل قراءته "بوضاحة". عندما إستضاف المنتدي شاعر العذوبة والفرح والحلم الفسيح أزهري محمد علي في أحد أمسياته في صيف 2003، كان الشاعر أشرف عويس يجلس في الصفوف الأمامية ويردد مع ازهري كل مقاطع "وضاحة". بعد نهاية الأمسية عانقني طويلاً مودعاً وهو يشير إلي جمهور الأمسية الشعرية وقال: شكراً لمصطفي سيد أحمد الذي أهداني كل هؤلاء الأقارب. ************
الشاعر حسن بيومي
في حوار مطول مع شاعر رائعة الفنان مصطفي سيد أحمد "عجاج البحر" الشاعر المصري حسن بيومي، المنشور بموقعي الفرعي بموقع"الحوار المتمدن" علي الإنترنيت، وأيضا قد تم نشرة بواسطة الشاعر الصديق الصادق الرضي في صحيفة الأضواء اليوميةفي العام الماضي، أحيلكم إلي إجاباته لسؤالين: "ثلاث ورقات من أشجار يحيى" نصك الشعرى في رثاء يحيى الطاهر عبد الله الذى اجتزأ منه مبدعنا مصطفى سيد أحمد ما أسماه بأغنية "عجاج البحر"... هل لديك نصوص سابقة لهذا النص تم تلحينها؟ وصف لنا انفعالك عندما علمت بأن هناك فنانا سودانيا لحن أحد نصوصك؟؟ • نعم... في عام 1968 غنى لى الفنان الموسيقار أحمد الشابورى أغنية عن جيفارا، وقدمت أكثر من مرة في الإذاعة، وكان وقتها مازال يدرس في معهد الموسيقى العربية. ولكن هذا الفنان، لظروف صحية، توقف عن الغناء، واكتفى بتدريس الموسيقى في معهد الموسيقى العربية، ورحل وهو في منتصف الخمسينيات من عمره. وأيضا الفنان "عبد العظيم عويضة" وكان مازال شابا صغيرا، كتبت له أغنية قام بأدائها في مهرجان احتفالى بجيفارا في كوبا سنة 1969. وأيضا عبد العظيم لم يحترف الغناء، لكنه صار قائدا لفرقة موسيقية كبرى. وللأسف، فإن هاتين الأغنيتين ليستا لدى الآن، وافتقدتهما ضمن ما افتقدت من أشياء كثيرة في معترك الحياة. أما عن أغنية "عجاج البحر" المجتزأة من قصيدة "ثلاث ورقات من أشجار يحيى" والتى قام بتلحينها الفنان السودانى المبدع مصطفى سيد أحمد، فلم أسمع عنها إلا في نهاية العام الماضى، عندما اتصل بى الشاعر السودانى عفيف إسماعيل، وأعطانى موعدا لمقابلته، وحكى لى من شأن هذه الأغنية، وقدم لى مشكورا أفلام فيديو عن الاحتفال بالفنان مصطفى سيد أحمد الذى كنت أود أن أراه وأعايشه وأكتب له، وأكتب عنه أيضا... مثل هذا الفنان المبدع يجعل قلوب الشعراء الموجوعة تفيض بالحنين للكتابة وللتعبير... أعتقد أنى لو رأيت مصطفى لتفجر في قلبى ينبوع الفن، وصارت كلماتى أشعارا، وأحزانى ألحانا. ولكن ما يسعدنى الآن هو الحركة الواسعة بين الإخوة السودانيين للاهتمام بهذا الفنان العظيم الذى رحل عنا سريعا هو أيضا، كشاعرنا أمل دنقل وقصاصنا يحيى الطاهر لسوء حظنا... يرحل عنا بأسرع ما يمكن أجمل الناس وأصدقهم وأحقهم بالحياة، وكأن حياتنا لا تروق لهم. كنت ضيف شرف ليلة منتدى شموس الثقافى السودانى بالقاهرة للشاعر السودانى الكبير "أزهرى محمد على" في إبريل 2003، وقد لا حظنا انفعالك العالى بقراءات أزهرى برغم أنه يكتب بالعامية السودانية؟ • حقا.. كانت ليلة رائعة.. استمعت فيها إلى أغانى الفنان العظيم مصطفى سيد أحمد، واستمتعت بها، وانبهرت حقا بالروح السودانية الألوفة وبالتدفق العاطفى للشباب السودانى والروح الجماعية لأناس يحبون فنانيهم ويحتفون بهم. وكانت مفاجأة بالنسبة لى أن أتعرف على الشاعر السودانى الكبير أزهرى محمد على، وأن أستمع إلى أحاديثه عن مصطفى سيد أحمد وإلى الحوارات التى كانت تدور بينهما. الأكثر روعة بين كل هذا كان هو ما ألقاه علينا أزهرى من أشعار جذبت روحى إلى جو الشعر، وشيئا فشيئا، شعرت بأنى في حالة صوفية أصعد فيها درجات الترقى الروحى والشفافية.. حتى أنى كنت وأنا أسمع أزهرى أكاد أشعر بأنى أشاركه في كتابة هذه القصائد، ذات الأفق الإنسانى الرحب، والشهد المصفى الذى يسرى مذاقه في العروق قبل أن تضعه في فمك.. قصائد أزهرى جعلتنى في حالة صافية من النشوة، حيث صورها الشعرية التى تحتضن السماوى والأرضى.. المادى والروحى، وتتسلل إلى أعماق الروح السودانية حيث تستجلب من هناك كل ما هو تلقائى وطازج.. كل ما هو سحرى وعميق.. وتستقطر من كل هذا أبياتا تنضح بالنشوة والنقاء، وتدفع إلى الصعود نحو الآفاق العليا للإنسانية. وبرغم معرفتى المتواضعة بأزهرى، فقد شعرت بأنن كنت أعرفه من أزمان وأزمان.. إنسان جميل، متواضع، محب للناس، عظيم الاعتزاز بذاته وشعره وجماعته الإنسانية. وبرغم أن لغة الشاعر هى العامية السودانية، فإن بعض المفردات اللغوية المجهولة بالنسبة لى كانت سرعان ما تستمد دلالاتها من الصور الشعرية المتتالية ومن السياق العام للقصيدة.. شكرا لهذا الشاعر العظيم، الذى ربطتنى به في ساعات علاقة إنسانية تتنامى داخلى كل يوم، بل وأشعر أحيانا بالشوق إلى رؤياه وإلى الاستماع إليه شعرا وقولا. وشكرا لمنتدى شموس والقائمين عليه على إتاحة هذه الفرصة لنا للتعرف على هذا الشاعر. أجمل ما في هذه المفاجأة التى جاءتنى عن طريق الشاعر عفيف إسماعيل أنها عرفتنى بكوكبة من الفنانين السودانيين الشبان الذين ربما يسيرون على نفس الطريق الذى سار عليه مصطفى... فليكن لسوداننا الشقيق ألف فنان مثل مصطفى سيد أحمد ويمتد العمر بهم عطاء وحبا لشعبهم حتى يروا أحلامه تزدهر وأشجاره التى طالما ارتوت بالدماء قد آن لها أن تثمر... اتصلت بالشاعر حسن بيومي في يوم 17/يناير/2005 وسألته عن احساسه بهذا ليوم فقال: أتصل بي منذ يومين شاب من اتحاد الشباب السوداني لجنة القاهرة يدعوني للمشاركة في احتفالية لمصطفي ، وانا سعيد بذلك بانني اصبحت جزءاً من الاشقاء السودانيين في احتفالتهم بالفنان العظيم مصطفي سيد احمد،وجدتني يوم أمس أكتب هذا النثر: مصطفى صديقي الذي أبداً لم أتذكرك ولكنني دائما.. ودائماً أذكرك وكأننا مازلنا نتناول إفطارنا معاً ونشرب القهوة ونكمل الحوار فيما كنا نتناقش فيه آه.. في إحدى قضايانا التي لاينتهي حولها الحوار وأراك مبتسماً وأراك مكتئباً وأشعر أننا تلاقينا كثيراً وكثيراً جداً ليلا أو ظهراً أو في الأحلام أسمعك تغني تطفر الدموع من عيني فرحاً حزناً لا أدري أشعر بدبيب القلب يهز كياني وكأني ذاهب للقاء الحبيب لأول مرة مصطفى أي صديقي الذي ما التقيته وأبداً لم أحتضنه أحس كفك الآن تربت على كتفي وأنك تبتسم لي برغم الآلام التي تطل خجلة من عينيك. ************ Ross Bolltere
عندما زارني في منزلي الموسيقار والشاعر الأسترالي "روس بولتر" لفت إنتباهه صورة للمبدع مصطفي سيد أحمد بالحجم الكبير معلقة علي حائط صالة الإستقبال، فسألني: هل الصورة هذه لأحد أقاربك بالسودان؟ - - هي لصديق أقرب من حبل الوريد - كيف ذلك؟ - لأنني أقتات من رحيقه صبح مساء، وأستعين به في كل الأوقات ليدوزن عصبي بالألفة، والألق، والحنين، أورثني غضبه علي كل الموات، وعلمني كيف أنفخ في الرماء حتي يستعر ناراً لا تموت. - ماذا يفعل هذا الرجل بالضبط؟ -إنه يسرب حزنه الشفيف واشواقه للغد وحبه لبسطاء الناس وللكون من خلال عذوبة صوته وحنجرته التي تختصر الفصول، وتجيد تلوين الأشياء بأكثر من زهوها الطبيعي. -إنه يغني أذن!! -بل يشدو بأناشيد لا تصدأ. -أشتاق أن أسمعه، هل لديك مانع أن نستمع لبعض أغنياته لا - طبعاً وتسرب صوته شفيفاً يشغل حيز الوقت بيننا من أحد التسجيلات التي وضع فيها الموسيقار الكبير يوسف الموصلي بعض من روحه في موسيقاها، وكنت أراقب عيني "روس " وهي تكتسي بالآسي حيناً، ثم يسكنها سرور مفاجئ، ثم يحدق بعيداً بعيداً وتتكاثر الأسئلة فيهما وقال: يا له من رائع صوته يشبه موجة عريضة تطوف بكل حواف الكون ثم تتكسر إلي ما لانهاية، الإيقاعات مثيرة بدرجة غريبة لها أنفاس خلابة تخصها، وتلاقح الصوت وتلاحمه المنسجم مع الموسيقي يعطي احساساًُ قوياً بالحب والإنتماء إلي الأرض، واحساسا خفي يشبه المسافات بين المحبين. ************
Sheila J. Wignall
عندما إلتقيت بالشاعر وعازفة البيانو "شيلا ج.وجنول" الانجليزية الأصل الاسترالية الجنسية،طلبت ان تستمع إلي بعض الاغنيات السودانية، فاهديتها ألبوم "مزيكة الحواري" وبعد ان إستمعت إليه قالت: عندما أستمعت إلي أغنية "الزمن الأليم" أحسست بصوته مغموساً في شجن متواصل،كأن هناك حريق ما ألم بروحه، وهناك نار هادية تستعر باعماقه، إنه يغني من القلب إلي القلب، ومن الروح إلي الروح، صوته مشبع بأحاسيس المعاني التي يتغني بها، من غير ان أفهم اللغة العربية احس بتصاوير المعاني العميقة التي فيها. الموسيقي العربية، والهندية، دائماً ما تجعلني أحس بإرتياح في أعماقي، أشياء كثيرة تستيقظ بداخلي، عكس الموسيقة الأوربية ما عدا إستثناءات، موزارت بتهوفن ،برامز، تفعل نفس الفعل وتنقل لي الكثير من الاحاسيس والأحاديث والصور، صوت المغني مصطفي سيد أحمد المعبر فعل ذلك فيَّ. عندما إستمعت لأغنية "مزيكة الحواري" أحسست بفواح الطبيعة كلها من خلال صوته ريح، وهدير، وامواج، ومطر، صوته معبر بدرجة التطابق مع المشاعر والمعاني العميقة التي تعبر عنها أشعار أغنياته التي عرفت بعد إستماعي إلي ترجمتها. لاحظت أيضا هناك ميزة مثيرة تميز الفنان مصطفي سيد أحمد، وهي كل ما تستمع إليه أكثر كل ما تتشرب أعماقك به أكثر، ويصبح جزءاً منك، وتحبه أكثر. ************
Don Blundell Wignall
قال الشاعر والمغني الأسترالي"دون ب. وجنول" كأن صوته يعبر الأرض من خلال حديقة أزهار مشمسة،محملاً بكل خبرات الحياة، غصت تماما في موسيقاه وصوته، ومنحي الحياة مثل فاكهة طازجة، ومنحني قدرة علي التفاؤل والإبتهاج، هذا الغناء البسيط غير المعقد سخي الأحاسيس والمشاعر،يريح النفس، ويجلب الهدوء إلي الروح خصوصاً عندما يشتعل صوته المتفائل كنيران عصية علي الإخماد أحس به يغني ويدعو لما يوحد الناس. ************
Perth
في كل جهات الأرض يحتفل السودانيون في يناير من كل عام بذكري المبدع مصطفي سيد أحمد، ونحن المنفيون في أقاصي الدنيا، في مدينة "بيرث" التي تقع علي ساحل المحيط الهندي، حاضرة ولاية غرب استراليا وعاصمتها وأصدقاء الفنان مصطفي سيد أحمد بها سوف نحتفل بمهرجان الوفاء الثاني في 11 مارس 2005 ويشتمل علي مشاركات إبداعية مختلفة، سوف يشارك بالغناء كل من "دون وجنول" من استراليا وسوف يغني جزءاً من "عازه" رائعة خليل فرح، والمغنية الفرنسية "باسكال"، والمغنية الشيلية "غلوريا"، والموسيقار روس بولتر، والشاعر والممثلة الاسترالي، فيفيان غلانس، والشاعر الاسترالي بيتر جفري، والشاعرة شيلا ج. وجنول بجانب المشاركات الغنائية السودانية التي تعكس التنوع الثقافي السوداني، سوف يغني الحسن حاج علي بمصاحبة محمد دين علي آلة الطنبور وهيثم محمد عبد المجيد علي الإيقاع من شرق السودان وعوض قمرالدين من جنوب النيل الازرق، وعصام حسن من أغنيات وسط السودان ونازك عبد الباقي سوف تغني بعض أغنيات المبدع مصطفي سيد أحمد بمصاحبة عازفة البيانو والشاعره شيلا ج.، وأيضاً يشارك الشعراء ، وعفيف إسماعيل، الذي سوف تقرأ ترجمات نصوصه إلي الانجليزية الممثلة والشاعرة فيفيان غلانس. وكل مصطفي والوطن بخير وحقا إنه ظاهرة إبداعية كونية.
لما وطاك ما خِبِر البوت برفع قدرك للملكوت ؟! مافي القِدْرَك حتى الموت حيَّر قَدَرَك هادي الصوت حيّر صوتك هادي الروح حيّر روحك عشق الناس الوين ما تروحك تأبى تفوت من يتأمل فيك يتجمل من يتجمل بيك يتكمل إنو الحق مبسوط مبسوط يا الخلِّيت الزمن الأطرق زمن الموت مضبوط مظبوط يا زول يا حبيب يا الأروع مافي الدنيا الغيب إتجمع بيك إتوزع فيك ومرقت في رقّة شوارع أزقة ونفاجات أبواب السر بتودِّي تجيب وتندِّي الأرض تلاقي قلوب الناس بي بعض بلا ترتيب إنتاوق فينا ولا تثريب على خوفنا عليك بتلاقي الحب في عيون كدّاح للشغلة تخب تنباخت بيك مع كل صباح يا زول يا كيك لو راح الحب لو ضاع في القاع الدنيا دي راح تنقرقر جُب
01-16-2008, 08:25 AM
سمرية
سمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803
Quote: شكرا لكم جميعا وشكرا أعمق لسمرية ومهدي الأمين صدق مصطفى حين قال إنه ينتمي"الى قبيل كبير عليه يقع واجب الانتصار لشعبنا وللحياة" نعم ننتمى له وسيولد فينا كل يوم ويبقي حيا لا يهزه الموت ولا يغشاه النسيان
حزينة وجوفك دمدم حزين
حزنت وقلب الحازنك خلى
تعدى الحلم الشفتيهو قديم
وتملا حسارك قلبك ملى
وكل ما هبهب قاصدك نسيم
يلهب جلدك كضباً طلى
فطمت جناك وحضنك رحيم
وحنـّك تب ما صابو البلى
سمعت غناك وصوتك رخيم
شديد اوتارك زايد حلى
عرفت الغم الصارلك نديم
وشفت الكون بى شوفاً جلى
لقيت الكاتلك كافر زنيم
وانت وحيدك قلبك ولى
***********
يا شيخ تلـّب انزل كبكب
وارمى الحترب فى الميضنة
فى الباردة تعب لى الحارة تسب
عجمان وعرب فى المضنة
البس خضرب وادخل قصرب
والحس واشرب فى الميضنة
دى الدنيا تهب شقيش ما تصب
القبلى حرب ..
لى سيدك حب لا تخش ضرب
لى يوسف جب فى الميضنة
دقنا وشنب درويسنا يسوق
تايوتا تكب فى الميضنة
يا شيخ تلب وين الزغلب
الكان تلب
ديل صبحو غرب
ام اضحو جنب
فى الميضنة
انزل كبكب وارمى الحترب
فى الميضنة
كبس الهم على
والحال قبض يا سيد
غبنا فيا كج
اوتادو جنبى معيد
مو جنا تجيب
سلسل جنازرو تقيد
بلا غيبوبة البلد
النصيح ونصيد
***********
كنا تلاتة ...
ود النوق وديك وعتيد
قلنا نكمل الفرض
العلينا نشيـد
جينا عليكى يا المحبوبة
شوقنا يأيـد
بقينا ضهابة متل زولا
ضرير وقليد
*****
- ود النوق دا بكور
العليهو يشفق
بقى يتباطى
فى خبة مشيهو يلفق
ان جاهو العلوق
صيحة نفاقو تنفق
اصبح جدوا وكل
ما شافلو سلقة يصفق
- وديك الجن
رفيق همى وغنايا وفنى
سوا طريقو فى نخبة
وصبح متهنى
ما هماهو باسط مية
سكرة ينى
كل ما شافلو زفة
جديدة فوقة يغنى
- يا عتيد الرماد
نط الحيط بالزانة
تفضى الخانة
تلقى جنابو سيد الخانة
فارش دارو لى اسيادو
بيت كرخانة
غافل ضبحة الفجرى
وجرى السلخانة
يا حميد اقيف
شوف الخلوق محنانة
كفكف دمعتك
والعبرة فوت خنقانة
عسلك سال بحر
فوقو النحل ونانة
ياد ان طاق غرق
جازاك دباير دانة
( شيخ تلب - محمد طه القدال )
01-16-2008, 08:15 AM
سمرية
سمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803
مكتوبة فى الممشى العريض شيلة خطوتك .. لى البنيّة مكتوبة بى الخط العنيد ... فى ذمّة الحاضر .. وصيّة شاهدة التواريخ والسّير .. والإنتظار
أدونى من قبلك مناديل الوصول .. وفردت أجنحة العشم .. فى ساحة الوطن .. البتول وضحكت ماهمّانى شى ... وبكيت ولا همّانى شى عندك وقفت من المشى وغرقت فى ضو النهار
كانوا .. بتمنوكى لو ترتاحى لحظة .. على الدرب
حبوكى ... حب ..قدر الحروف الحايمة فى بطن الكتب
قدر الخيال .. ما مدّ إيدو على السحب
كل خاطر كان بريدك ..
إلاّ ريدك كان رسول الدهشة ... فى كل الديار
.. وأنا زى عوايد الشعر فارس مدّ خيل الكلمة .. ليك مصلوب على ضهر البداية .. القالوا آخرا جايىّ ليك
وسرحت يامهوّن .. تهوّن شان أجيك
كان أصل يوم لى حضورك ...
كتْ بريدك .. ومشتهيك
وإنكسر فينى الترجّى
ونلت من سفرى الخسار
بس داير أقولك يا أصيلة
لو تعب فينا التمنى ..
وإنهتك وتر المغنى
لو تسدى علينا طاقات البشاير ...
بنهزم يوم التجنّى
وأجيكى ما همّانى شى
عندك وقفت من المشى .. وغرقت فى ضو النهار
01-16-2008, 09:52 AM
سمرية
سمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803
حــاوره هـاشـم كـرار تـوطـئـة : هو ثروة قومية مثله مثل حقول (الذهب الأبيض) في الجزيرة الخضراء... مثل حزام الصمغ العربي في كردفان (الغرة أم خيراً برة)... مثله مثل حقول الذهب الأسود في بانتيو والمجلد ومدرسة الغناء والتطريب يلتف حولها- الآن- جيل من شعراء الأغنية في السودان، ويلتف حولها الملايين... الملايين من متذوقي الأغنية المتقدمة على امتداد أرض المليون ميل صوته فرد... وصوته جماعة... وصوته أمة، فيه في صوته كل كبرياء الجرح وجرح جيل بأكمله، أشواقه، همومه، عذاباته تطلعاته، نداءاته، دقات قلبه، ودقات قلب الكون.
ما سبق جزء من مقدمة الحوار الذي أجراه الأستاذ هاشم كرار ونشر بصحيفة الوطن القطرية قبيل رحيل الفنان مصطفى سيد أحمد كآخر حديث صحافي... نعيد وبمناسبة الذكرى السادس لرحيل مصفى سيد أحمد مقتطفات من ذلك الحوار الهام جداً والذي أجاب خلاله على السؤال الفلسفي الهام الذي يواجه كل مطرب لمن يغني مصطفى سيد أحمد؟ وتساؤلات أخرى ولأهمية الحوار نعيد نشر جزء منه: أنت هكذا، يا أستاذ مصطفى معطوب الكليتين لسنوات وسنوات... لكن رغم ذلك مازلت تغني... بل مازلت تبدع.... تضيف مجداً- في كل يوم جديد- للأغنية السودانية، أريد الآن أن أسالك عن هذه التجربة الاستثنائية تجربة الغناء في خضم الألم؟ صمت لفترة خلتها قد طالت أخيراً جاءني صوته الرحيب من وراء شاربه الأبيض الكثيف المميز: الألم شعور ذاتي خاص، والتعامل معه ومعايشته يومياً يورث المرء قدراً من الجرأة، وقدراً كبيراً من الشفافية والألم، من خلال معايشتي اللصيقة له يلون الطاقة الإبداعية... يشحذ همتها من خلال عملية الإسقاط هذه ، ومن خلال الجرأة المكتسبة، والشفافية تتفجر الطاقة الإبداعية بشكل أو بآخر. أيضا ومن خلال معايشتي للألم، يمكنني أن أقول أن الألم قد يجعلك تنكفئ على ذاتك أو تنفلت منها وفي حالة الإنكفاء على الذات تتوارى كوامن الإبداع وتندثر وتموت... وفي الحالة الثانية... حالة الانفلات تكتسب قدرة أكبر في الإحساس بألم الأخرين ويستميل هذا الإحساس إلى مشاركة أعمق وأرحب، وبشكل موضوعي. المسألة في ظني أشبه بالتربية في الصوم إحساسك بالجوع في الصوم يجعلك تحس بجوع الآخرين تلتفت إليهم... تتعاطف معهم تنحاز إليهم وتتبنى– في الغابة- موقفاً معارضاً للجوع حيث وجد وأنى كان.
إذن... من هنا يمكن أن نقول أن انحيازك للنصوص وليد تجربتك مع الألم؟ إلى حدٍ ما.
وإلى حد أبعد؟ لقد كانت معرفتي بالشعر وتذوقه وإدراك الصادق منه وراء ذلك ثم كانت تجربتي مع فن الدراما وقبل ذلك كانت تجربتي مع الرسم والشعر والدراما والتي كانت وراء وضوح رؤيتي في اختيار النصوص التي تتفق مع موقفي من الدنيا والواقع وجملة الأشياء.
أعود وأسألك لماذا إلتمعت فيك موهبة الغناء واندثرت أو كادت موهبة كتابة الشعر وموهبة الرسم؟ بمعنى لماذا أصبح الغناء سيد الموقف الإبداعي فيك؟ الطاقة الإبداعية واحدة وأن تعددت أشكالها هذه حقيقة غير أن هذه الطاقة تعبر عن نفسها في المجال الذي تمتلك أنت فيه، أدواته، ومفاتيحه، لا تندهش إذا قلت لك إن الطاقة ذاتها التي كنت أكتب بها الشعر هي الطاقة نفسها التي كنت أرسم بها وهي ذاتها التي أنشيء بها الآن أعمالي الغنائية الموسيقية، بعد أن امتلكت أكثر أدوات ومفاتيح الغناء من خلال دراستي الجادة في معهد الموسيقى والمسرح، والذي تخصصت فيه في علم الصوت تكنيك الأداء الصوتي... الصوت البشري قديمة وحديثه... إلى جانب المواد الأخرى من الدراسات الموسيقية.
أنت تخصصت كما قلت- في علم الصوت... وأنت بالطبع- من المؤمنين بالمقولة التاريخية التي تقول (أعرف نفسك) الآن انطلاقاً من كل هذا دعني أضع صوتك في طبلة أذنك كيف تسمعه... ما هي ملامحه... في أية خانة من الخانات الصوتية يمكن أن تضعه لنا؟ ابتسم الأستاذ مصطفى سيد أحمد صمت قليلاً ثم قال: إني أمرؤ أتنفس بالغناء وباستمرار أحاول أن أعبر عن المعاني التي تغيب وتظهر في النصوص الشعرية بمعادل موسيقى وصوتي! أي بُعد في صوتي أو ارتفاع فيه أو انخفاض في درجاته السفلى هو تعبير أصيل عن تلك المعاني التي تبين وتختفي! ليس هناك صوت زائد أو ناقص عن الضرورة التعبيرية. يبدو أن السؤال مازال قائماً أين تضع صوتك في أية خانة من الخانات الصوتية.؟ صوتي من فصيلة (باص بريتون) وهي الدرجة الأولى من الأصوات الغليظة عند الرجال. من من المغنين السودانيين يشاركك الانتماء لهذه الفصيلة؟ صديقي الفنان محمد ميرغني وأيضا جلال الصحافة
قلت الآن دعني أسألك لمن يغني مصطفى سيد أحمد؟ الفنان أي فنان حقيقي- عبر التاريخ كان، وسيظل له موقفه الصارم من العالم الذي يعيش فيه كان الفنان وسيظل ناقداً مبيناً لقيم الخير والحق والجمال... كاشفاً لكل أقنعة القبح ومظاهره... محرضاً على الثورة والتغيير... راسماً معالم الحلم والظلم والظلام وأنا مثلي مثل أي فنان حقيقي آخر كان لي موقف صارم قبولاً ورفضاً ونقداً وتعرية... لذلك فإنني أغني لجملة الناس بما يعبر عن هذا الموقف أنني أتعطل أولاً... أتنفس بما أغني نصاً وموسيقى ثم أعيد تقديمه مرة أخرى لمنبت غناي: جملة الناس الذين ما انفصل غناي عنهم وعن همومهم، وقضاياهم في يوم من الأيام أنني أؤمن إيماناً لا يشوبه أي نوع من التزعزع بضرورية الالتزام بأرضي وأمتي ومن هنا يجئ اختياري للنصوص الشعرية التي تمجد هذه الأرض وهذه الأمة بأية صورة من الصور ومن هنا يجئ الالتفاف الكثيف من أبناء أمتي حول إسهاماتي! حقيقة أنني لا أجد في نفسي مساحة لذلك النوع من الغناء الذي يعطي الناس (التعسيلة) و(الغمدة) لا أجد غناء يعطي الآخرين وسائد الخدر اللذيذ والطرب فواقعي من واقع أمتي وأمتي واقعها أليم ومفجع ويبقى بالضرورة أن نلمس هذا الواقع، ندق على أبوابه لشحذ الهمم والتحريض على التماسك لقد سقطت- بالطبع- فكرة الفن للفن، وبقيت وستبقي إلى الآن مقولة الفن للإنسان... والحياة. أنت الآن فنان جيل بأكمله في السودان... هذا اعتراف من الكثيرين... كيف تأتى لك ذلك؟ منذ وقت مبكر أدركت دور الفنان عبر التاريخ، مثلي مثل غيري خرجت من صلب شعبي غير أنني رأيت في الأغنية شيئاً مبتذلاً إذا لم تحمل هذه الأغنية هموم هذا الشعب... عذاباته، أمانيه وتطلعاته... ومنذ البداية، أيضا وضعت نفسي تلميذاً في مدرسة هذا الشعب: أتعلم فيه... أشاركه همومه اليومية قضاياه... انفعالاته... تشوقه للمستقبل... رفضت أن ابتعد أو أتعالى في برج عاجي وهمي عن سواد الناس، فتعلمت منهم كيف أغني الغناء الذي يعبر عنهم، وكيف أعيش إحساس المشاركة العامة، وكيف أكون برقاً بانتمائي لشعبي العظيم. لقد رفضت أن استدعي الماضي لأعبر به عن قضايانا الآنية أو المستقبلية من زاوية أنني الأقدر على التعبير عن واقعي وآفاق مستقبلي من السابقين... وكان ذلك بالطبع تجاوزاً لكل أدبيات الركود والردة حدثت الأغنية السودانية في فترات ما تغنيت به كان خروجاً عن (المتواضع) و(المألوف) وكان خروجاً عن النص السائد غير أنه كان يعبر بإيمان عميق... عن الواقع. لقد طرحت مشروعي من خلال جلسات استماع في بداية الثمانينات... تعلمت من خلال الحوار الذي كان يدور في هذه الجلسات الكثير، الكثير مما يعتمل في نفوس الناس من هموم ومشاكل وقضايا ملحة فيخرج غنائي من بهو روحي معبراً عن المشاكل والقضايا حين امتنعت الأجهزة الرسمية (بلجان نصوصها وألحانها) الخائبة التي ساهمت في ركود الأغنية السودانية كثيراً حتى صارت شيئاً مكرراً ومسخاً مشوهاً يحاولون تجديده وتزيينه باستدعاء (أغنية الحقيبة) التي لا تعبر عن زمانها وهمومها، في الوقت الذي كان قد تغيرت بالتالي المضامين الشعرية.... وتغيرت النصوص إلى نصوص جديدة لشعراء شباب يكبرون ويكبرون بنصوصهم الجديد في كل يوم جديد. ويصمت فناننا مصطفى سيد أحمد لفترة ثم من مكان ما في أعماقه يجيئني صوته أخيراً ليقول المسألة مسألة تشكيل جيل جديد متذوق للأغنية السودانية لم تكن سهلة، ولم تكن قفزة فوق المراحل وإنما كانت توخي أمانة شاهد العصر الذي قرأ الواقع قراءة متأنية عراه برؤية واضحة، وبشر بكل احتمالات المستقبل.
الآن كيف ترى مستقبل هذه التجربة.؟ أتوقع أن يصير هذا توجهاً عاماً وكاملاً عند أبناء الجيل القادم.... سواء كانوا شعراء أو مغنين فالأغنية لم تعد ترفاً لم تعد أرجوحة تخدر... الأغنية صارت هماً قناة لنشر الوعي الذي تعجز عنه كل برامج محو الأمية.
كيف يمكن لنا أن نعبر بأغنيتنا السودانية حدودنا الوطنية... إلى العالم من حولنا؟ أغنيتنا- دون أي نوع من التحيز- يمكن أن تشكل إسهاماً نشارك به الآخرين فنصوصنا الشعرية الغنائية متقدمة إلى حدٍ بعيد، ومقامنا الموسيقى- رغم خصوصيته- ليس غريباً عما هو موجود في العالم، غير أن ما يميزه هو أنه يعبر عن وجداننا نحن عبر التاريخ فقط، يبقى علينا أن نسبغ هذه الأغنية باللون العالمي الذي يشكل قاسماً مشتركاً بين كل شعوب الدنيا يبقى علينا ما يعرف بالتوظيف الآلي والتقنية المتقدمة في فن التسجيل الصوتي ومتى ما تعرفنا على ذلك توافرت لأغنيتنا الشروط اللازمة التي ستجبر الآخرين للاستماع إليها.
01-16-2008, 07:02 AM
mahdy alamin
mahdy alamin
تاريخ التسجيل: 07-01-2004
مجموع المشاركات: 2025
مصـــــطفى سيد أحمد فى بوح حمـــيم حاوره :أحمد نصر رحل النهار بضوضائه .. وجاء المساء يرفـل فى عباءة هدوئه ونسماته الرقـيقة .. كنا أنا ومصطفى لوحدنا .. أدركت أن شهيته كانت مفـتوحة إلى آخرها للبوح .. كان يتحدث عن الحب .. لم أقاطعه .. تركته .. حتى يقـف عند نقطة مناسبة ... وقلت له: الحب ماذا يعـنى لديك ؟ * ولازلت أذكـر نـبـرات صوته وهى ترن فى أذنى قائلاً: الحب يـقـترن فى داخلى باللون البنفسج .. فيه هدوء الأزرق وسخونة الأحمر... وبتعادلهما يصير دافـئاً. وحتى لا يفـلت مناخ اللحظة منى قلت له : (غـدّار دموعـك )؟ إمـتـدت لحـظة مـن الصمت .. ســـرح فيها طويلاً .. حتى خـلته يتجاهل الإجابة على سؤالى .. وهى عادته فى مواجهة بعض الأسئلة ... إلاّ أن صوته إنتشــلنى من خيالى وهو يقول : غـــــدّار كانت نـتـــاج تجربة واقعية ... عندما كانت العواطف يافعة .. فى زمان غير الزمان .. ومــكــان غــيـــر المكان .. إشـتعل الإحساس البكر مغالطاً لترتيب الواقع والمجتمع .. وخبأ ونحن نستوحـش السير بدونه ... - قلت له : هــــذه إجابــة جميلة .. أنا أسأل عن تفاصيل تـفـسـير .. دون الخوض فى تفاصيل دقـيقـة؟ * أجابنى : تفاصيل ليسـت للنشـر .. غير ذلك لا .. - قلت له فـليكن .. وحكى لى مصطفى التفاصيل ... وإختتمها قائلاً: أنا أحـترم أمانتك المهنية ... فأجبته : وأنـــا أحترم ثـقـتــك فىّ..... إذن حـدّثـنى عن ( ضياع العشم ) و ( الغصّة ) الذان وردا فى غدّار دموعك. * أجـاب : ضـيـاع العـشــم هو إنطفاء شمعة المـستوحـش ... والغصّة لغةً .. هى ما يعـترض الحـلــق عــنــد الـفجـيــعة .. وإحساساً هى المفازة التى يمتد خـلفها الطريق المعبّد ! طفولة - فى طفولتك .. هل كنت شقياً؟ * ويعود مصطفى بخياله إلى زمن البراءة ... والشـقـاوة ، ويقول ضاحكاً : نعم كنت شـقـياً .. بل حاد الطباع ، كثير الإنفعال .. وألتقـط كل ما يدور حـولى من معلومات من الكبار .. وأتمرد عليها عندما يحدث التناقـض . - وفى دراستك .. هل كنت ذكياً؟ * لم أكــن أحـب الإسـتـذكار الكثـيـر .. بل لم أكن أحب المقررات المدرسية ، وكنت أهرب كثيراً منها للإطّلاع الخاص . - نـقـطة ضعف .. ما هى ؟ * المجامـلة .. والإحساس بالزمن .. حيث يكون تافهاً عند البعض. - ومصدر نفـورك ؟ * النفاق .. ونقـص القادرين على التمام . - ومصدر خوفـك ؟ سـباق الزمن .. حيث أن الحـياة قـصيرة . - متى فرح قلبك ؟ * حلمت البارحة بالجـدب إخضراراً .. وبالخواء إمتلاءاً... والإنكسار شـموخاً ... والفرح والصدق يلوّنان هذا المهرجان . - هذه أفـراح الحـلم .. فأين أفــراح الواقع ؟ * يا صديقى .. تـتـداخـل أحـلامى مع واقـعى لأبـقى .. - هل تشـعـر بالسـعادة .. ومـتى ؟ * السـعادة هى الرضاء .. والرضاء لا يـتوفـر فى الأزمـنة العجـفـاء .. بـل فى تـلك التى تمـتلىْ مشاركةً .. وتوافـقاً .. وإنسجاماً .. - ما الذى يشعرك بالإضطّهاد ؟ * عندما أحس بأننى قادر ... وأشعر أن الآخرين يقـفون حائلاً بينى وبين إستطاعتى . - هل صحيح أن الوعود ..أرخص هدية تـقـدّم فى الأزمات ؟ * أنا شخصياً لا أحب الربيت على الكتف. - قلت له : المرأة .. هل ملهمة عاطفة أم شريك وعقل ؟ * العاطفة والعقل هـما الإلهام الذى يفجره الإنسان .. رجلاً كان أم إمرأة .. - المرأة أم الرجل .. أيهما أصدق فى الحب وأوفى ؟ * كلاهـما صادق إذا تـوفـر التوافـق والإنسـجام . - وفى الكراهـية؟ * كلاهـما أيضاً أصـدق فى الكراهية .. حيث أنـهـما دائماً واتـر .. ومـوتـور . - هل توافـق عـلى أن وراء كـل رجـل عـظـيـم .. إمرأة تعـذبـه ؟ هـذا إذا كـان مـعـدن الرجل لا يـجـديـه الـطرق الا وهو سـاخـن - سلاح المرأة مع الرجـل من وجهة نـظرك ؟ * هو الخيار الوحيد الذى تركه الرجل فى يدها .. - وما هـو ؟ * السلاح الذى تستعمله !! حـــــرمـــــــــان - المرأة تـذبـل إذا فـقـدت الرجل ،الرجـل ماذا يحـدث له إذا حـرم من المرأة ؟ * يـجـف فيه نـبـض الإنسـانـيـة .. ويـصـيـبـه القحط العاطفى .. وخواء المشاعر .. ويتعاطى الحياة كما لو كان يسف نشارة الخـشـب . - هل سبق أن شعرت بملل .. وأنت تـتـحـدث مع إمـرأة جـمـيـلـة ؟ * عـنـدما تـعـطـيـنى الإحسـاس بأننى أتحدث إلى دمـيـة فى إحـدى فـتريـنـات شـارع الجمهورية !! - المـرأة المـثـقـفـة .. فى بـيـت الـزوجـيـة .. ماذا تـعـنى ؟ * تـعـنى إمـكانيـات إنـسجام عـالية إذا أقـر الطرفـان مبـدأ التوافـق .. وليس التطاول .. حيث يستحيل الأخير . - متى تطلع الشعيرات البيضاء .. فلى قلبك ؟ * عنـدما يـتـضاءل إحساسى بالحب .. والحياة. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وقبل أن تغادر شهيته المفتوحة للبوح - على آخرها - أدرت دفة الحوار إلى منحى آخر .. وقلت : من هم مماليك هذا العصر كما تعتقد ؟ * هم اؤلئك الذين حولوا مقدرة العطاء إلى الأخذ فقط .. وإمكانية المشاركة للإستغلال .. وأفرغوا مفردات اللغة من مضامينها ومحتواها . - البطل .. الديمقراطى .. الفدائى ... كيف تراهم من وجهة نظرك ؟ * البطل هو أكثر الناس عطاءاً للناس ... الديمقراطى هو الذى إستطاع أن يعالج نفسه ويصححها من عيب وخطأ تربوى وتاريخى ... أما الفدائى فهو الذى ينكر ذاته حقيقةً. - قلت له حدثنى عن معان تنبع فى دواخلك تجاه الجمال .. الغيرة .. الحقد .. الخيانة .. الأخلاق . * الجمال فى شىء قليل عنه كتب هـيـغـل كتاباً ... الغيرة أشواك لثمرة طيبة .. الحقد إتساخ للداخل .. الخيانة ماقلته عن الحقد بإضافة حسابات مختلفة ... الأخلاق نداء يصيح فى دواخلنا ( تماسكى هذه الأشياء.... ما حان زمان التساقط ) !! - الخطأ الذى لا يغتـفر فى وجهة نظر مصطفى .. ما هو ؟ * ما لا أستطيع أن أجد له موقعاً فى دائرة تسامحى ....
01-16-2008, 07:04 AM
mahdy alamin
mahdy alamin
تاريخ التسجيل: 07-01-2004
مجموع المشاركات: 2025
كلمات محجوب شريف يا ويح قلبي وتر فتر شج الاماسي خبر حجر عكر ينابع الصفا واتحتت اوراق الشجر كل العصافير التي تعرف تمتما مصطفى تعزف سلاما يا بلد ذاك اللي حباك واختفى سكت المغني سكت سكت بكت الكمنجات اتكت مابين دموعها ودهشتها بكت الاصابع رعشتها شكت السلالم وحشتها مشت المقامات الحفا انسد حلق الاغنيات المرهفة شبت شبابيك المدينة وميلت مااتخيلت مااتخيلت انت الى في حاضرة غناك شالت نجومها وقيلت ختت همومهة على ظروفها اتحيلت واتالمت مااتحملت كم من قصيدة اترملت زوجتها اللحن الشجي ودعت احرف لم تكن تتخيلك نائم تجي والقامة ياخي مرحلة دخلت صندوق البريد جواب مرسل للارض تلك التغطت بالتعب يا حنجرة .. يا فنجرة ياضحكة وسط الزمجرة ياحالي يازوق ياصعب يانخلة دلت رطب حلو الكست تحت الكست فلنستمع كي ننبسط ياسهل ممتع و ممتنع هل نقتنع ما انت خليل فرحنا الاتولد ما انت جميل بثينة و ودبلد نعم الولد البس قميص الفرهدة اسرح بعيد في المدى اسرح سعيداً في الصدى اسمك كبير املا المسافات البعيدة شبر شبر في عشرة الضو والندى وعلاقة الدم والحبر يا مصطفى
01-16-2008, 07:06 AM
mahdy alamin
mahdy alamin
تاريخ التسجيل: 07-01-2004
مجموع المشاركات: 2025
رحلنا نحن وبقى هو حاضرا ... رحلنا نحن بجواز سفر اخضر وبقى هو حاضرا في كمبيوتراتنا وفي اشرطتنا وفي التلفاز وفي القلب بقى دندنة تسحبنا نحو الزمن السمح بالجد ... يحزنني جدا سماع مصطفى وروجوعي بالذاكرة لذلك الزمن وما عليه هذا الزمن ... الزمن لا يعود ولكن يبقى مصطفى سيد احمد حارسا له في قلوبنا دوما الا رحمك الله يا عزيز يا انسان يا فنان
01-16-2008, 10:39 AM
سمرية
سمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803
Quote: رحلنا نحن وبقى هو حاضرا ... رحلنا نحن بجواز سفر اخضر وبقى هو حاضرا في كمبيوتراتنا وفي اشرطتنا وفي التلفاز وفي القلب بقى دندنة تسحبنا نحو الزمن السمح بالجد ... يحزنني جدا سماع مصطفى وروجوعي بالذاكرة لذلك الزمن وما عليه هذا الزمن ... الزمن لا يعود ولكن يبقى مصطفى سيد احمد حارسا له في قلوبنا دوما الا رحمك الله يا عزيز يا انسان يا فنان
عزة في هواك عزة نحن الجبال
وللبخوض صفاك عزة نحن النبال
عزة ما بنوم الليل محـال
وبحسب النجوم فوق الرحال
خلقة الزاد كمل وأنا حالي حال
متين أعود أشوف ظبياتنا الكحال
عزة ما سليت وطن الجمـال
ولا أبتغيت بديل غير الكمـال
وقلبي لي سواك ما شفتو مال
خذيني باليمين وانا راقد شمال
عزة ما نسيت جنة بلال
وملعب الشباب تحت الظلال
ونحن كالزهور فوق التلال
نتشابي للنجوم وانا ضافر الهلال
عزة جسمي صار زي الخلال
وحظي في الركاب صابه الكلال
وقلبي لسه ما عرف الملال
أظنه ود قبيل وكريم الخلال
عزة ما أشتهت نوم الحجال
ولا السوار بكي في يمينا جال
وعزة في الفريق لي ضيق مجال
قبيلة بت قبيل ملأ الكون رجال
عزة شفت كيف نهض العيال
جددوا القديم تركوا الخيال
روحك أم سماح سري كالسيال
شجوا الفؤاد حيوا محسور الليال
عزة في الفؤاد سحرك حلال
ونار هواك شفا وتيهك دلال
ودمعي في هواك حلو كالزلال
تزيدى كل يوم عظمة ازداد جلال
عزة في حذا الخرطوم قبال
وعزة من جنان شمبات حبال
وعزة لي ربوع ام در جبال
وعزة في الفؤاد دوا يشفي الوبال
( خليل فرح )
01-16-2008, 10:33 AM
ناهد علي
ناهد علي
تاريخ التسجيل: 08-16-2007
مجموع المشاركات: 517
لاتنبش الماضي البعيد لم تكن يوم لقلبي واقع مجهولة لاتنكي الجرح القديم فانني ودعت ليل مظلم وثقيلة وحملت روحي في فواد نازف ماظال يحمل نصفة مشلوله وخلعت اثواب الحداد اما كاف ...
مازلنا نرتديها نرتديها فبعدك ما اته من يفرحنا.
01-16-2008, 10:57 AM
سمرية
سمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803
لاتنبش الماضي البعيد لم تكن يوم لقلبي واقع مجهولة لاتنكي الجرح القديم فانني ودعت ليل مظلم وثقيلة وحملت روحي في فواد نازف ماظال يحمل نصفة مشلوله وخلعت اثواب الحداد اما كاف ...
مازلنا نرتديها نرتديها فبعدك ما اته من يفرحنا.
آخر ما كتبه الراحل المقيم بخط يده ..
يقول مدني النخلي بأن هنالك قصة غريبة حصلت قبل وفاة الكروان مصطفي سيد أحمد بحوالي عشرين يوماً وهي : كان الراحل في ذلك اليوم عائداً من جلسة غسيل الكلي وكان اليوم هو الأربعاء،وبالطبع هنالك مرضي آخرين يغسلون في نفس غرفة الغسيل مع الراحل مصطفي ، وكان احدهم قد غطت طعنات إبرة الدريب علي كل جسمه بحيث لم يبق مكان ليس به ضربة إبرة ، مما يضطر طاقم التمريض بأن يغرزوا إبرة مكان إبرة قديمه ، وهنا يحدث الألم الشديد وقد شاهد الراحل تلك الآلام علي وجوه المرضي ، وعند عودته إلي البيت لم يجد نفسه إلا وهو ممسكاً بالقلم ليكتب مقطعاً شعرياً حول تلك الحادثة ، وقد أسماه ( ضرب الإبرة فوق الإبرة) ثم طلب من مدني النخلي تكملة النص ، ولكن مدني لم يستطع ذلك حتي لا يسبب معاناة جديدة تذكر الكروان بضرب الإبر عند غسيل الكلي، ولكن بعد رحيل مصطفي كتب مدني مقطع قصيدة الراحل ثم أكملها ، وكان المقطع الذي كتبه مصطفي سيد احمد يقول فيه:
ضربالإبره..فوق الإبره
راسم زي وشم..فوق ساعدو
كلمايقول قريب
تعكس ظروفو..تباعدو
راكز..في الزمن
ماطر سماهو وراعدو
فوق حدب الصبُر
مترجي.. زولو الواعدو
وبعد رحيل الكروان أضاف إليها مدني النخلي قائلاً:
ضرب الإبره .. فوق الإبره راسم زي وشم.. فوق ساعدو كل ما يقول قريب تعكس ظروفو .. تباعدو راكز .. في الزمن ماطر سماهو ورعدو فوق حدب الصبُر مترجي ..زولو الواعدو غنيلنا .. قول يا زول بُعد المسافة براح من جرحك النزاف رسِّل .. غناك صداح نوِّر مداخل الليل بصبحك الفضاح شِد الوتر ..دندن وأفرد نداكَ.. وشاح طيور القمري.. ما غنت ولا لوّن مداك شادي حليل ولداً بشيل همّك شرّ غناهو في الوادي نده مطراً سحايبو ملت وشتت برقو عبّادي وليد الصابره ست الجيل * رقد واقف قصاد النيل حبيباً جرحو فينا نزيف وفكراً فاتح التأويل مرق من بين ضفاير البنت حبيبتو اللونا.. كاكاوي نهارا شمالي .. كتـّاحه مناخاً جنوبي.. غرباوي دخل شرق الحِلم حفيان سند ظهراً .. حناهو الهم حليلو الكان جميل النم حليلو .. البينّا خوة دم
* ست الجيل والدة الراحل
01-16-2008, 11:08 AM
سمرية
سمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803
ما كنت قايل نفسي يوم أرثيك يا أصدق خليل أنا كنت بتخيّل أكون قبلك أسافر غنوة في الوتر الجميل زي ما عبرت معاك صروف زمن المسافة وجينا للحزن النبيل أنا كنت داير الدنيا تمهلنا ونغني الفرحة لى الزمن الخُرافي .. المستحيل ورحلت ما كان ده الأوان رحت وحرقت حشا الغنا خليتنا لى الزمن الهوان والإرتهان لى خيول زمان الشنشنة كل المطارات والمواني وشفع البلد الفتارى لسة بارين القطاري يسألوا الناس عن خبر زولاً مسطّر إسمو في قلوب العذارى وفى عيون كل المساكين ... الحيارى زول بيطلع من نفس طورية ضامة الطين تكابد طول نهارا زول بيسكن في عيون أطفال تأمّل ديمة يديها البشارة يا خي والله الفرقة حارة وفقدك أكبر من محيط الدنيا وأكوانها ... ومدارا طليتنا زي حلماً جميل فجأة في غفلة أنسرق أسطورة تحكي أماني جيل في حب غناك كان ليهو حق أديتو في الدنيا الأمل وريتو كيف في الحق يقيف من غير وجل أو إنبهار علمتو بى حس النغم إنو الكلام لازم يكون واضح كما شمس النهار صدقك ملاهو حماس .. يقين بالخير وبالحق .. والنضار والإفتخار إنو الحبيبة هي الأرض والتضحيات عشان عيونا هو الفرض والدنيا ورّاثا الصغار وعرفنا يا زول قسوة الضنا والتعب والإرتحال في غفلة الزمن الصعب وقولة الوداع بالضبط والسفر الأبيد من غير رجوع أو غير متاع وبكت عليك كل الشوارع في المدينة ناحت عليك كل الفواصل في الغنيوات الرصينة وإنكتم نبض الغُنا جلل سواد حزنك سنا وإتوشح المنا بالضياع وكان بدري يا زول الوداع لا سكة لى درب الرجوع بعدك أغانيك إلتياع مسكونة بالأسى .. والخشوع لكن بريقك ما خبا أبداً بريقك ما هو ضاع ساطع كما نور الشعاع منو قال هو فات زولاً وهب كل الحياة للأغنيات منو قال هو فات ما أظنو زيّك يقولوا فات يا من وهب كل الحياة للأغنيات يا من ترك في قلوبنا أنبل ذكريات يا من ترك أحلامو في كل الجهات وخلّد معاني الروعة بى كل الصفات ما أظنو زيّك يقولوا فات يا من وهب كل الحياة للأغنيات **** ورحلت ما كان الأوان رحت وحرقت حشا الغنا خليتنا لى زمن الهوان والإرتهان لى خيول حروف الشنشنة
***
أمل الأغاني كلمات: مدني النخلي
شرد الكلام مني وسكت حس الأغاني الملهمة لبس النغم ثوب الحداد نزف المقاطع مؤلمة لمتنا بيك يمين ظروف في ليل رياحو ملتنا هم أنت الأخو وبرضو الصديق والبينا كان إحساس ودم للكل فتحت القلب دار .. ومزجت روحك بالنغم يا حليلو زمناً كان معاك يا حليل جدارنا الأنهزم روح الرحابة الما بتضيق يا باهي يا دفق الرحيق شاقي الدروب الموحشة فارش عشم وترك طريق دايس علي الجرح الأليم في أحلك اللحظات رفيق يا حليلو أملاً كان معاك خلانا لى جرحاً عميق نجم الحروف المرهفة ضد الذبول والإنطفا لكنو من بعدك رحل خلانا فات يا مصطفي يا حليلو شدواً كان معاك وأمل الأغاني الإنطفأ
***
رحيل اليوتوبيا مرثية الشاعر محمد طه القدال في هذي المدينة الفاضلة لبس الشعراء تيجان غار وهجوا مع النشيد .. والبوح وغنوا للغُربة المتلتة في الزمن المكان الروح وما بين الرماد والنار فضا الكلمات ومعناهم بيمرقوا من هطيل النوح ومغناهم يشقشق للحياة والموت يغرد للمدائن الفاضلة جواهم جزاير دوح قدر يوتوبي ترحل في مداين الناس ... مدينة يندلق حسك حداهم قطرة قطرة تعبي صوتك بى نداهم مشدود وتر صوتك ربابة مسنود عليك صوت الغلابة مفرود من الزمن المفتق والمرتق بالرتابة مولود مع الجدة المعتقة والمجرتقة بالرحابة ينسدل من شدوهِ أنشاد المزامير ينسمع في شجوهِ ترتيل الصحابة زمن يوتوبي ترحل في العتامير والمغاسل والغُنى المندلي من شطر السحابة من عنا الأطفال وأولاد المسادير السنينهم فوق جوازات العصافير الحنينهم بحة الليل الطنابير الحزينهم حزنه في الجوف المطامير نبلهُ يطلع زي شعاع لا ولولة لا شيل ندابة ( يا مطر عز الحريق) ( كمّل الناقص وفرضو ) ( يا مشاوير الطريق ) شوفي لي حُّميد وأرضو يا بلد ليلك غريق طولو زي طولك .. وعرضو إن ضلامك حر طليق أو سلامك أهلو قِرضو آه من هذا السليق يشتري الراجل وعرضو الفرج باقيلي ضيق والصحاح العندي مرضو كم إديريجاً حليق شان يعيش بى دقنو برضو يا مدد قشة غريق )يا مشاوير الطريق( )يا وليدات الفريق( لملموا الصابرين تعالوا )رقصوا البنوت أعرضوا( **** يا نخلة المقبول ظلالك وأصلة الشموس بى حريرة ومجدولة من طيب شمالك مروية في عز الجزيرة من همي همك سمالك كسر همومي الجبيرة لحن الوليد الرمالك مشرق يجبر الكسيرة طينك مقالد رمالك تحتك مياهك خريرة شعرك جريدك حلالك نمة غُناه الضريرة غنوة بتقرب منالك رعشة جروفي الخضيرة غنوة حبيباً شكالك هجر البنية الأميرة عند الترابلة القبالك ضليلة صهد الهجيرة يا نخلة السلفاب جمالك في الناس غناوي المسيرة لو جيدك الفارع بكالك موّال دموعي العسيرة أو نيلك السالك أمالك جيهة المشاوير الحسيرة أو قلبك المفجوع دنالك روح الأناشيد المنيرة شيليلي عِب وأمليلي شالك من غناويهُ السميرة شدي من صوتك حبالك نشفي العرق الدميرة قولي للجنيات سؤالك يا نخلة بس متكية مالك ؟ بطنة سبايطك عضيرة ؟ جدلة سبايبك ممالك محصورة في فد ضفيرة ؟ ولا السلام البدالك سراب الأماني الكبيرة ؟ لو صبري بيهدم جبالك شن تبقى غير عيني الهميرة ؟ **** قدر يوتوبي ترحل يا صديق زمن يوتوبي ترحل في البريق والمدينة الفاضلة نامت في العتامة والعتامة تهاتي بالشعر الهيافة والشعر متغطي بالكلمة السلامة والسلام متداري في الولد الشليق والوليد مندسّي في الحرف القيافة والحروف الوردة تحلم بالرحيق والحلم يتجاوز المعنى الرهافة والمعاني تعاند الزمن الرحيل والزمن يوتوبي يرحل في السحيق والرحيل يوتوبي ترحل يا صديق ؟ الرحيل الشفتو للناس العلامة الرحيل الشفتو للمتلك قيامة
***
سلامات يا زول يا رائع مرثية الشاعر أزهري محمد علي
مدخل أول: لمتين مِتْيمِّم شَطْر النيل مُتوقِّي اليابسه ووْاَرد متوكِّي الغُنيه عصا موسى بِتْهِش في غيم الإلفة الشارد مهدودة القُدرة وفترانة حَرداَن الضُل البارد بِتْوجِّل لى يوسف في البِير يطْلَع من بَطن البير المارد! مَدْخل ثاني: فات الكان بدّينا إحساس بالإلفه وكان راوينا فات الباكي جَرِحنا وناسي جُرحو ولافّي ورانا مدينه.. مدينه فات الصاحي ونحن نَغِطْ في النومه السابعة طالِق حِسِّو ولا حسيِّنا حَتْحَتْ فينا غُناه الطاعِم وفَاتْ قنعانْ من خيراً فينا سلاماتْ يا زول يا رائع سلاماتْ وعواّفي! سلاماتْ يا خُلاصة الخير الفي الناس وترياق الزمن المُتْعافي سلاماتْ يا زول يا رائع سلاماتْ وعَوَّافي مُحاصَرْ فِيكْ بسأل عن سكّه تطلِّع مِنَّك أو سِكّه تودِّي عليكْ بسأل عن مَخرج منّك وليكْ زي نَهْر بينْبعُ وما لاقي مَصَبْ بِتْمدّد عِشقَكْ من أقصى ضواحي الروح لي أقصى نواحي القلبْ يتْكثّف بِسِعةْ إطلاق الرّب وأنا كنتَ بفلِّي القَلْب بسيرتَكْ سمِّيتك حلاّب الغيم من ضَرْع الجَدبْ وظنيتَك مارستَ الفِعل السرِّي وحَفّظت فحولة النيل أيام الخِصب ولمحتَك وأنتَ بِتتْمشّى وترقّص في حَمَامَكْ على حُمّة إيقاع الحرب وتْكَلْكِلْ جِلد الكلمة الحافَّه لَحبيبه بتفتَح مَجَرى الغُنا في الدَّم وتَفلِّس بيان القلب فيا بنوت الشارع الطاعِم قُومَن كَبْ! قومَن للما قَصَّر في غُناكنْ ضُمَّه ولا إتْلوّم بِوراَكَنْ تبْ! ولو تَبْقَى السِكّه الماشة طشاش ما بتبقى السكة الجايه ضهَب وسلاماتْ يا زول يا رائع. البارح عصفورتكْ ركَّتْ في البال رقَصَتْ وأدَتْ عصفور الريد شبَّال وطارتْ من قولة كَرْ ما الزول النَهرَ العصفورة بِحرِّض في كِلاب الحّر لابسنى وداخِل في اللَحم الحي راصد كلّ البِسْأل عَنْ حالي حرَّش ضُلّي عليَّ ونتّف زَغب الخاطرة التَّخْطُر على بالي ومَنَع العصفورة تَحومْ إستْجوّب كل الناس البِجُو في النوم ما تْقومْ يا زول يا رائع ومهمومْ يا مضيّع ضَيْ عيني وراكْ واقف حاحاي للنوم. يا مْستّف رئةَ الدنيا شهيق ومُشحتِف روح الخرطوم كيف حال يا أبوي كيف حال يا خال وتعالْ! إتْفَضَّل على باحة بيتنا الطّيب ماعون الأطفال ضمدَّ جراحاتك تعالْ! من ضلامَاتكْ تعالْ! من حافة البرزخ تعالْ! من شرفةْ الملكوت تعالْ! أدّينا هينين من صبرُ السكة أبعد من مَشيِكْ والجرح أعمق من حدود الإحتمالْ السابله والأطفال هِناك قداَّمك المشوار طويل والريح وراك كل البيوتْ إتشرَّفت لى طَلْعَتَكْ والوَنَسه ما كِمْلَت معاك القَرقراب والقهْقَهه مَينْ سمّى ترحابك غياب! ؟ والغيبه بتْزيدك بَهَا لو يرِتق الحُزن المَصَابْ كان بَعدك الموت إنتهى يا أقصى حالات الحضور المُشتهى يا مُنْتَهَى! تعال قرِّحنا بس دهشة غُناك الحَي وحَّيْ من جُرحك الدامي! وفَتَر حيلَكْ وحيّ من ضُلّك الرامي! وحِمِل شيلَكْ تموت مِتْل الشدر واقف تموت واقف على حيلَكْ فيا حْليلَكْ يا حْليلَك .. بِنستنَّاكْ على صهوة جياد الريحْ بنِستنَّاكَ! في الزمن اللديح القِيحْ على باب الحلم في غُناكْ بِنِستنَّاك! رحيلك شَلْهَت الدنيا: ورتّب العالم البهِنَاك بَستْنّاك! وأنا تاني وراك َشِنْ لاحِقْ ؟ دَهَسَتْني في بُعْدَك حِدوَ الخوف الداخله عليّك بالسَاحِقْ أدِّيني القُدْره التمْنَحني بِحجمْمَكْ سعةَ الشوف لو أقدر أطِلْ من شاهق لو أقْدر ألوّح لعيونك تَلْمَحنِي وأنا ضَعفي أمامك فاضحني سامحني! ما قدرت أطولَكْ سامحني! شُفتَكْ من وجع طَالع على برزخ ملتقى النيلين كنتَ هناكَ وحّيدك وكل الناس أتنين .. أتنين براك واقف في حدْ السيف براك الما وقف بينْ... بينْ تغازل حلمك الفارع فَتح بابين على الملكوتْ تَسَلِّم على حضرة جلال الموتْ وتفتح في الأرِض نفّاج إذا امتلأ الفراغ بالصوت فيا باطن الأديم أفتح براحات الحنين مُشْرَعْ وأَنْدَهْ لي مُدن شاخت أنْدَه لأطلال القُرى الراحت بيوتْ في بيوتْ تَمْرُق من شِبر مَسَرح مدن فاضله وعالم باتساع الحُلْم بقامةَ يشتهي التابوت فما لَفَظَ البحر يُونِس ولا أنسدّت شهِية الحوتْ ... ويا زول يا رائع تمشي بالحسره وتموت ؟ وسلاماتْ يازول يا رائع
***
واحد جميل سيد أحمد الحردلو
تاني قام واحد جميل في بلدنا ... ماتْ وكان بغني للمساكين .. والمسولتين .. والحفاتْ وكان بغنى للمنافى .. والعصافير .. والرعاتْ وكان بغنى لى بلد في الحلم ... جاي .. أغنياتْ وكان بطنبر .. وكان بدوبي .. للحياةْ تاني قام واحد ملك ... روّح .. وفاتْ وكان ملك في الريد ... وإنسان في الصفاتْ وكان مهاجر في دموع كل البكاتْ وكان وتر مشدود ... ومسكون دندناتْ وكان "عليه سلام " تقول ما زول حياةْ يا مصطفى ..... فاكر الجماعة الكانوا ساكنّك دوام من منفى لى منفى ومن عود ... لى سفرْ فاكر العصافير المسافرات دون جواز فاكر اللى داجّين في المطرْ عبدالرحيم ... وهلم جرْ فاكر القطر فاكر النخيل .. فاكر الحراز الليلة كانوا جميع هناك قسماً يمين .. كان الجميع باكين عليك كان المطار فارش عليك كان الجميع مشتاق إليك يا سلام عليك لمّان تكون زولاً عزيزْ عنْ ناس عزازْ **** يعني كان لازم تفوتْ والحزن مشرور في البيوتْ والدنيا مازال فيها حوتْ وفيها لسع .. عنكبوتْ !! وتخلّي أوتارك سكوتْ ولسه عندنا ريد جديدْ ولسه عندنا ليك قصيدْ يعني كان لازم تفوتْ وتخلي هذا الحب يموتْ !
مرثية بشرى الفاضل
رطبت بالنّداوة وغلالة الروح سنوات الجفاف الأولى فرقص الشعر على ناصيات الـقـوافي في هذا العهد الكالح عهد الصرير ... ولف الذقون على الضحك **** برج الغناء العالي أنت وأنت النسيم يتردد.. يا حلو يا مستطاب رحلت وكنت على باب الدخول فنهض بديارنا ذلك المأتم الجمعي ذلك الحزن .. ذلك الإنشداه ذلك الذهول وكانـت أشد القبائل جسارة في لقياك وأنت عائدُ إلى الوطن ... قبيلة الصبايا .. ينضحن نضارةً وعافية في زمان نقص الغذاء ... صبايا من الحسن الصافي كأنما جبلن من طينة أخرى وقفنْ سداً بديعاً .. حازماً في وجه سرقة عبيرك بغية سكبه في الساحة الكالحة ... الغبراء في طريق مدني ... إنبثقت عن ذاكرة الأغاني غابةُ من المحبين في إستفتاء مع الأغنية المشبعة وضد سلخ جلد الأغاني وحشوه بالغثاء النهر أنت ورؤا ك ... تسير الأنهار نغمُ منك أو همهمة فيقفز عاطف مثل درويش من المجهول إلى الصدارة قم .. قال صنوك الشاعر.. يا طرير الشباب غني لنا ... غني من عبقري الرباب أنشودة الجن قم يا جميل بثينة وأشهد هذا الوله بما أمتعت به الناس وضوأت ليالي القرى ... والأمدان يدلقون عليها العسس والعسف ... والأسف فتغسلها بآهة مرسلة إليك ... حُبلى بالفرح منذ مطلع القرن عبر كرومة ... ووردى وصادح تلو صادح فتـنمّي فيها التشبيب بحب الوطن وشهقة الشعر ... وإنــدلاق الصليل مصطفى يا مصطفى النهر ..... أنت فولاذ الرقة برج الغناء العالي .. والنـسيم
***
بالاضافة : مرثية الشاعر محمد الحسن سالم حميد ( مصابيح السما الثامنة وطشيش .. )
مرثية الشاعرة عفاف الصادق ..
مرثية الشاعر محجوب شريف ..
سبق ذكرهم ضمن مواد هذا الموضوع
01-16-2008, 11:15 AM
سمرية
سمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803
(سلامات..عشرات حبابك..يسلم شبابك..سلامات) إرتحل عنّى مصطفى (فتغطّت الأرض بالتعب..والبحار إتّخذت شكل الفراغ) (الحزن النبيل)(الفينا من آهات أليمة) (وجرح الألم) (لابيرحل عن عيونّا)(لابتنسى.. لابنمحى) رحل مصطفى (زى ما بموت وهج الشعاع) (فاحترقت بويتات الفريق) (والنيل فاض وانحنى) (غَيَّر النيل إنحدارو) (وسكت المركب) (وانتحر النهار). رحل (قمر الزمان) (فرُسِمت أحزان وسؤال حيران فى عيون أيتام) و (مطارات الوداع ضجّت) و (دموع الحاضرين فجّت) (والدنيا تنوح على قمراً مات فى مطر الليل..يتّم نجمات بكّاها السيل) (والليل مشتاق لى دفقة نور) (والموجة تعاند فى التيّار) وأنا (بلحن حزين ووتر موجوع يحكى احساسى) ( حمَلْت روحى فى فوادٍ نازفٍ) (أغالط فى الزمن القاسى) (أنا الآن الترقُّب وانتظار المستحيل) (احتوانى البحر والمد يقاوم والشراع) (والهم عصف) (وانفتح شرفة وجع) (فانصبّ فى عيْنىّ شيئاً من تراجيديا الصراع) (وشقاء وحُرقة وجفاء). لم أصدق (فتّشتَ عليك بقليب نزّاف) (بقيت أعاين فى الوجود واسأل عليك وسط الزحام) (بسأل عليك مدن..مدن . بسأل عليك فى المنفى فى مرفأ السُفُن) (فتّشتَ عليك) فى (المدينة والبلودات الحزينة) (عانيت قساوة الإنـتـظار) (مالقيتك) (حسّيت عجائب الدنيا إتلمّت بقت جايانى من عصراً سحيق) (أيامى من كُتر الأسى و كُتر العزوف والإغتراب صارت حروف مترهلة ولحظات أسيفة ومهملة) (والزمن زادنى أسيّة) (فعاد فرح الرجوع مُنيا) (والفرح الفيك خلانا وراح) (مابِشبِع روحنا فرح زائف لو كان نتناسَى). رحَلْتَ عنّى (يافجر المشارق) فكبرتْ (مساحات الأسَى الفى عيونّا). وكنت قد (شيّدتَ فى جواى شوارع للفرح وفتَحتَ فى دنياى مسارح للمرح وبقيت لى سكة وعيون) (هواك إتخَتّ جوّة الجوف ) (مداك إتعدّى حد الشوق) (دخلتَ على الشِعر إنسان) (مشتهيك) (وارث خيالك يسوقنى ويودّى) فى (سِكّة عدم) (مسافر فاقد دليل) (ندمان انا). يامصطفى تبكيك (الحبيبة) و (البت الحديقة) و (الرواكيب الصغيرة) و (مريم الأُخرَى) و (غابة الأبنوس) و (الطيور) و (الرياحين والمطر) و (السمحة). (ياحُزن الغُنا) يبكيك (الشتاء الدافئ) (وعم عبد الرحيم) و (الممشَى العريض). أنسى رحيلك كيف؟ (بحاول) (بتتفتّح الأحزان غريبة ومذهلة) (واشتاق أفتّش نسمة فى الزمن العذاب). عذراً لهذه المحزنة فقد مات (نجم الليل السال شبّال) الذى (غنّى غناوى الحسرة والأسف الطويل) مات ذلك الذى (إمتدَّ فى دنياى سهلاً وربوعاً وبقاع) الذى (حفظ الوداد زمناً صعب) الذى (أرضعته مريم الأُخرَى القوافى ثم أهدته المنافى) الذى (اختار لنا أجمل حروف ووصلة فواصل نادرة من لغة الكلام) الذى (جاء من زمن الشقاء المرسوم على وجه السواقى مظللها) الذى (غنى للحرية) (وتكلم عن الارض وسلام العالم) الذى (نشر الافراح دُرر) (كان الكلمة لصمت الليل وكان النجمة فى الدرب الطويل). مات (عبّاد الشمس) مات (ضى المصابيح) (مات غريب الوجه مُعذّب) (كان براهو وجاهو حنين الكون إتكوم وغوّر جوّه فى صدرو) (فشال الهم بالجملة) وهذا (عذاب المُغنّى) (وهموم الرحيل). أغانيك (معانا فى عمق الخاطر) (لابتموت فينا الاغانى) (لابتتنسى لابتنمحى) وحتى احاول (أنسَى الحزن الطال لىّ) أقول (العمر مرسوم فى كف أقدار).
( لؤي شمت )
***
إن رحيل مصطفى سيدأحمد يبقى علامة فارقة في "تاريخ السودان" الحديث، فهذا الفنان الذي فجر "ثورة فنية وانسانية وفكرية" قدر لها أن تنمو تدريجيا في عقل ووجدان السودانيين الجمعي مخلفة رغبة عارمة لدى مجايليه والأجيال التالية لسبر أغوار تجربة سيظل بنظر إليها في السودان على أنها واحدة من أشمل وأعمق التجارب الفنية التي تؤرخ لفن تقدمي لا ينفصل عن الانسان والجمال.
( خالد عويس )
"نفسي أقدملك جميل....في حدود الإستطاعة
وليكن هذا الجميل
غنوة بين الناس مشاعة
ولو أغنيك عمري ساهد...
وأستلف من بكرا ساعة..
ما بوفيك....أنا واحد
وإنت أمجادك جماعة
قولوا:
نسمع لي كلامك ...يا سمح سمعا وطاعة
نرتكب صبة غمامك
وين? كيفن?
وياتو ساعة?
قوموا نسمع لي غنايآ سرو يدينا المناعة
ضد مناحات التوسل...
التسول والضراعة
وللا كلمة سر فريدة..
ما سرت بينا الإشاعة
كحلت شوفو الحقيقة
وتش عين الزيف صباعة
أيوة أحبك ....أيوة أحبك
لا شكية
لا حراق روح
لا إلتياعة
أيوة أحبك
ولو أغنيك عمري ساهد
وأستلف من بكرا ساعة
ما بوفيك
أنا واحد
وإنت أمجادك جماعة...." ..
(إنعام علي عبد الله ) - Inaam Saad
***
كفر الخبر... يوم جانا دوّى مع الظلام زلزل معاني اللهفه زي نور إنتحر كبّل شهيقنا المن زمن حالف يطل راميلو ضل يعزف نشيد الفرحه ... مسكوب في وتر كايسلو لي زولا دليل .... من تب ّ هبّ علي الفقر ومن ما هبّ شبّ علي النضال ... ومن شبّ سبّ مدى الجبر هزّانا من جوانا أوتار للصدق ... شدّاها تصدح ملحمه ودّاها زي ماتقول هناك .... ختاها في نص السما جوّاها يصرخ في الزحام .... منعول ابوها الهمهمه لو ما حاتطلع يوم تكون .... سناده لي زول إترمى سدّاده للخطوه التميل سكّاته للقول الكعب وكتين يفوت الحد خلاص وكتين يعم الجو رصاص كان ديمه صوتك حي بقول ... جاييك يا نوره الخلاص جاييك يا أم البنات جاييك في الحيا والممات جاييك رغما للظروف خاتيك في قلبي البشوف وترين وأصبع وكيف غنا شاهدين وفوقهم كوم تراب إتنين وبينهم أزمنه رغم الخرافات والسكوت .... رغم العزابات والضنى لافيهم اللهــــفه بتمــــوت .... لالحظه شــــوقهم إنتنى قومي يا اللحن النزف جوّانا في لحظة شرود ... حومي في زمن الترف دومي في الغرف الفسيحه ... والبراحات والشرف صومي عن زمن الهزيمه ... والجراحات الأليمه ... والمناحات والخرف أحكي عن حالنا القبيل وعن عزابات النخيل المرّه جافاه السعف جوّانا يصرخ في الزحام منعول أبوها الهمهمه لو ماحتطلع يوم تكون سنّاده لي زول إترمى منعول ابوها الهمهمه منعول ابوها الهمهمه
( كمال حسن )
لك يا مصطفى
عشت حضورك.. ما بين صاحي وبين حلمان شفتك ... شايل بسمة حزنك .. وماشي توزع وهجك ... فرحة بكرة ... وآفق الأمل الهاجي على الألحان شفتك متعمم بي حلمك .. بي خير الدنيا على هيئة عنوان ممدزد في كف .. وعليه طيور الدنيا ترك ومدار الناس موزون على بابك في الأزمان شفتك ... متجلبب بي علمك ... انو الأيام أقصر باعا من زمنك وانو الألام .. أعلام على دربك لي فننك وعلى مهلك جيت ماسك رسنك .. على صهوة تابوت تعزف ميلوديا شموخ الفكرة ... توري تعالي جمال الحس على صوت الموت ويضج صمت التابوت .. بي صوتك وانت تلبي نداء الوطن الثاكل ... على كيفك وبطريقتك ذاتا تغني حياة الأمل المارق من تابوت تسلم وارقد عافية ما شفتك .. ودعتك أرقد عافية ومتهني .... وغني حياتك في موتنا اليوماتي وحافل يوت
بشير اسماعيل
01-16-2008, 04:31 PM
انعام حيمورة
انعام حيمورة
تاريخ التسجيل: 06-29-2006
مجموع المشاركات: 11094
عينيك مدن منسية فى كتب التواريخ والزمن عينيك وطن مشدود على وتر التباريح والشجن مشدود على حروف الكتابة مكدود عَنا .. ومكتول صبابة وفيهو حطّ النيل .. سكنْ *********** عينيك سفر مكتوب أعيش فى غربتو وأعشق عذابو .. وحُرقَتو وليلو الطويل وأتخيـّلك يا حلوة زى نسمة سحر جيتى ومعاك .. حلمى المطوِّل منتظر .. وعدو الجميل عشقك زمان .. جوّاى رحل وإتناهى فى الأعماق .. أمل ضمخ رؤاى .. إحساس نبيل أذهل طيوف خاطرى القبيل .. جاشت ملامحك روعتو وضجّ السكون .. فى وحشتو والكان أمل فى عيونى .. لاح ذوب مدارات فرحة الوهج النضير المزدهر .. بالإرتياح .. فجأة إنحصد قبضة رياح وسكت الكلام يا حلوة .. فى القول المباح وغام الصباح .. بعدِك رحل ********** والكان أمل فى غيم سماك .. أيقنت إنـّو عدم بلاك وإنـِّك قدر وإنـّو البيحلم بى عُلاكْ بختار ظروف أحلاها .. مُر عينيكى لو تصدق معايا الأمنية عينيكى .. لو أعرف خِتام الأغنية بدء الكلام .. والمنتهى .. المستطاب والمشتهى كل المباهج الفى المواويل .. والغنا والعاشقيك قلبى .. وأنا هزتنا فى عينيك تصاوير المنى يا أمنيات من كم سنة يا أغنيات كل الأماسى .. المستحيلة .. وممكنة المستحيل عينيك تهون البستحيل قلبك .. يخون ما الغدر ما طبع الوفا والصدق ما شرط .. إنتفى وأنا حالى فى بعدك .. كفى وأنا حالى من بعدك كفاهو .. المغنى والحب .. والشجن والوحشة والشوق للوطن ما العمر قبلك ضاع سدىً والعمر بعدك أيه يكون ... لو يبقى بى حساب الزمن
( صلاح حاج سعيد )
01-16-2008, 08:48 PM
Yasir Elsharif
Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50072
عدّى فـات .. زمن العيون الإلفـة والحضن الملاذ ورهـافة الحس البلوّن . ضحكة الناس العـزاز بعد الحنان .. الكان زمان إستوطن المطر .. الحراز روّح زمانى .. وفى رجاك عانيت قساوة الإنـتـظار .. فى ضل شبابيك السفر صادقت ليلات الموانئ.. الـساكنة فى بحر الأمانى بتنتظـر لو يوم طيوف لحظك تفوت تعبر خيالاتك تمر قلق المواعيد الضّجر سهر العيون ... الإحتراز إتعزز النوم ..فىالخزار ... وإتمدد الشقا فى العمر ملّيت تباريح الجراحات البقت بعدك أسى وزمناً قسا وحالاً أسيف ومشيت أفتش عن خطاويك القبيل . واضّارى من زمناً .. وراك ملانى خـوف أشتقـت ليك .. اشتقت أرتاح فى عيون فيهن ملامحك ذاتا من غير أىّ .. زيف وإشتقت لى ضحكة صباحك . والدعاش عطر رزاز مطر الخريف أنا وإنت والدنيا الزمان الناس وفـا وخلة صفـا ودفء المشاعر الشاتية صيف أنا وإنت والدنيا الزمان زمن الغناوى الطالعة من قلباً .. رضى وحسّاً ندى و زوقاً رهيف أنا وإنت والـدنيـا الأمـان ما العمر شتّان بين أوان زمناً حييتو وعمر ما بتقدر بتعرف .. بكرة يصبح حالو .. كيف ( صلاح حاج سعيد )
***
علمينى الإحتمال وكيف أجاوب عن هواك لما يغلبنى السؤال لما يتأرجح منانا بين مظنة وإحتمال ما بحسِّـك دونك .. إنتى ما الحقايق .. ما الظلال والحرِف بِعرِفْ مداهو حتى لو جفّ الخيال علمينى الإحتمال ونحنا كيف نقدر نقاوم فى بلد ملّ الحِوار صرخة بتموت فى المزارع زيف مشتّت فى الشوارع بين مداينّـا الكُتار علمينى الإحتمال ونحن كيف نقدر نقاوم هجمة الزمن التتار وكيف نحصِّل ومضة الأمل البيشرِد كل مرة وفى إنتظارى إنتى والشوق فى المجرّة برق خفّق من خدودك ورعد يفتح لى حروفك وغيث يخدر فى سهولك علمينى الأحتمال ونحن كيف نقدر نجمّع لى ملامح الليل بنوصل من مدار علمينى الإحتمال وكيف قواى تقدر تقاوم فى بلد ملّيت صِفوفة ولاّ أمشى على المزالِق فى بلد نقرت دِفوفة ولاّ أشيلِك وإحتِمالِك إمّا أدّيك فى إحتمالى يا أشيل منِّك ظروفك ولاّ أرجّع ليك حروفِك غنية تمرُق من جروفك برجا هجعة ليل طيوفك علمينى الإحتمال ولاّ نتعاهد نواصِل .. فى الدروب القاسية نمشى وفرحة الأطفال نشوفة ومضة تمحوها الظلال ولا نتعاهد نواصل ونظرة تغنيك عن سؤال فى خيالك .. وغيم ظلالك بين ظلالك واحتمالى لمّا يتجاوب سؤالك ترفع الأحزان ظروفة وتنقر الأفراح دفوفة لمّا نتقابل نحقّق فى وجودى .. وفى وجودِك أحلى شوفة ( قاسم ابو زيد - يحيي فضل الله )
01-17-2008, 05:20 AM
سمرية
سمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803
كتبت هذه الاغنية لمسرحية " اربعة رجال وحبل " تاليف الفقار حسن عدلان ومن اخراج قاسم ابوزيد ..وهى واحدة من اغانى المسرحية وكلها من الحان الراحل المقيم مصطفى سيد احمد
مقدمة الاغنية او الجزء الاول منها الى المقطع " نشرب بواقى السيل " كتبه الاستاذ قاسم ابوزيد ويقول المطلع الحال وقف وقفت معاهو كمان بلود نار الفرح ما ولعت ساق الحراز كضب شرب موية المطر دلوكة العز والعزاز ما خنقت **** ليه غبت يا القمرة نركب جياد الليل إنشرّ بينّا صباح سفر العتامير .. ليل نرجاكَ فى المطرة أرجع تعال .. يا شليل دِرع الأميرة .. سـِرِق سووهو حِدوة خيل بحر العطاشة .. نِشِف نشرب بواقى السيل *********** " قاسم " وبجرأة الفنان الواثق من أدواته التعبيرية يستلف مصطفى من " محمد الحسن حميد " بعض السطور والمفردات الشعرية ويمارس القص واللصق ليكمل القصيدة من أشعار" حميد " بالمقاطع التالية صُدْ لى ملامحك يا حراز ريح العوارِض ... غرّبتْ فرتِق ضفايرك .. فى الرزاز جية العصافير .. قرّبتْ "حميد"
عبقرية مصطفى قادته الى دمج نصوص من شعراء مختلفين فى التناول والاسلوب دون ان يختل المعنى العام للنص او تحس انت كمستمع بان هذا النص او الاغنية لشاعرين وانا اعتقد جازما والى اللحظة انه لم يكن لاحد ان يشك ان هذه الاغنية لنصين مختلفين لشاعرين هما حميد وقاسم والذى قام بالدمج هو مصطفى لوحده وليس الشعراء كما سنورد بعد قليل وهناك نموذج اخر وان كان مختلف قليلا كما فى اغنية " طوريتك "حيث بدا كتابتها مصطفى بالمقطع ثم واصل فيها محمد المهدى عبد الوهاب واكمل القصيدة الشعر صلاح حاج سعيد دون ان نحس باختلاف اللون فى القصيدة مع اختلاف الشعراء وطريقة كل واحد واسلوبه فى كتابة الشعر وهى فكرة لا اعتقد انها تكررت بالقدر الكبير لاى فنان اخر ان يكتب اغنية ثلاث شعراء
يقول محمد الحسن حميد اذكر انه احضر شريطا عليه قصيدتى – الضو وجهجهة التساب – واداره فجاء الصوت هكذا :-
(ديك كورتن فى الدشى غبشى مشكنة ) فما كان منه الا ان صاح فى وجهى :-
(ليه كورتن ؟ لفتن ماله يا شايقى يا مطرطش) وكان بعد ذلك ان ركن الشريط ولم يهدأ باله الا بعد ان طمأنته انها لفتن وستظل كذلك وليست كورتن .
وبعدها انطلقنا فى ذم الشعراء والكتاب اللذين يخجلون من نوار البرسيم والويكة البالغ الروعة فيغنون للياسمين الذى لم يرونه اصلا . ومن هنا يتضح ان مصطفى كان واعيا ومدركا لمصدر النص . وايضاً اصراره على كلمة(عنب ) فى رائعة بشرى الفاضل (حلوة عينيك )
زى عنب طول معتق فى الخوابى – وباءت محاولاتى معه بالفشل لتغير كلمة( عنب )
الى( تمر ) برغم استنجادى بالشاعر اسماعيل حسن حين يقول:-
( ريقن يمة زى خمر التمور المن زمن طامرنو فى جوف الخوابى ) واننا نزرع التمر ونخفضه الى خمر او عرقى ولا نزرع العنب بل نراه فى الاسواق بعد كل هذه المرافعة عن التمر الا انه لجمنى هاشاً هذه المرة قائلا :-
(لو اسماعيل حسن كان عاش فى روسيا لامن عرس منها زى بشرى الفاضل كان قال اكثر من عنب , فشيل عليك تمرك آ الشايقى )
فسكت انا بعد ان ادركت عمق عناده فهو مصطفى لا يصطفى نصا مالم يقنعه النص ودائما ما كان يردد ان النص الجيد لا يحتاج الى عناء فى التلحين او الغناء
كما قام مصطفى بحسه كشاعر بعديل كلمات او جزء من النصوص التى غناها فعدل كلمة فاس بكلمة ناس فى رائعة محمد طه القدال الحليوة ليلة المولد (سالتك بالذى ركز الارض معبد وسوى الفاس علها مقام ) (سالتك بالذى ركز الارض معبد وسوى الناس عليها مقام)
كما قام بتعديل كلمة الخلقك بكلمة الرسمك فى قصيدة عاظف خيرى اقتراح
شارك مصطفى فى كتابة حتى الفصول صابة الجفاف وطوريتك مع صلاح حاج سعيد زمحمد امهدى عبد الوهاب كما شارك مع مدنى النخلى فى كتابة علمى عيونى السفر وشارك مع د.عبد القيوم فى كتابة مت فى قلبى .
وكتب يا بت يانيل و صديقى الاول واخر شعاع وغدار دموعك وغيرها..
واختار مصطفى15 بيتا متفرقاً من نص كان نفسى اقولك من زمان لصلاح حاج سعيد والذى كان يتكون اصلاً من ثلاثين بيتاً دون ان يختل المعنى العام . واختار عدد من الابيات فى قصيدة محمد الحسن حميد بين الموجة والخزان حلم انسان (هردت لهاتى بالغنوات) ليغنيها والنص الاصلى للقصيدة طويل جدا . وكذلك اختار ابيات متفرقة من نص شوق الشوك لحميد ايضاً من جملة النص الاصلى ايضاً . ومن قصيدة حميد (نورا والحلم المدردح) اخرج للنور وركب نصين هما نورا(وكتين يضيع عرق الجبه الشم) ويا مطرعزالحريق .
ادناه :- النص الكامل لـ قصيدة حميد (نورا والحلم المدردح ) لاحظ كيف اختار منها مصطفى ما اختار من مقاطع ليكون نصوص جديدة لم يختل به النص الاصلى فى معناه ولا النص الجديد ايضا
آه يا غُبُشْ
ما عندي ليكم غير نغيم ..برجوه ينفُض
لي غبار زمن القسا ..الكتّاح
يهِزْ عرجون نخل صبر الغلابة الطالْ ..
يحِتْ يخرِتْ ..تباريح الأسى الممدودة فوق نور الدُّغُشْ
يا نورا آه ..
يحرَد كنائسنا المسيح ..يعرش مدارسنا الصّدى
ييبس .. يباس حلق العصافير الوديعة من البُكَا
يندَرْدَرْ الصّوت البعيدْ .. أسيان يصُد من دون صدى
في الأرِضْ تكوين قضيّة .. !!! في السّمَا الأحمر .. غمايمْ
بي برِدْ نغما السّلامِي . ..رَطّبَتْ حلق الحمائمْ
طنبر النّخل التبلدي .. راقص الأبنوس وصَفّقْ
سَوّتْ الصقرية موجة خَلّت النِّيل هاجلو هوجة
بشّرت بالخير بلدنا .. شالت الشّبَال نسائمْ
جدّدَتْ زلفي القديم ..أمشي بي الماشيبو أقاوم
لا بتكَبِّر راسي فورة .. لا بتصغِّرني الهزائمْ
جِنْس يا نورا ابن آدم ..حلمو في عالم مسالِمْ
لا اللّيالي الماها ليّا .. لا الشّمَاتات العليّ
لا البنوك المخملية لا تفاهات الحضارة ..
لا عفاريت المدينة .. لا العمارات السّوامِق ..
فوق ضَهَر ناساً فقارى لا الهتاف الفاوة ضارى
غطى بالي من الفوارق .. لا الألوهة الطوطمية
لا البرندات الوسيمة .. ولا الأسامي الأجنبية
بتمحى من عيني ملامحِكْ .. وإنتي جاية المغربية
جايي دايخي المغربية .. وشِّك المقبول مكَنْدَكْ ..
سامسونايتك زمزمية
كونشبر ..مرزبة..مقطع ريشة فانوساً مدَرْدَحْ
قلت بيهن لي زمانك .. يا زمان الحاجة عندكْ
يا زمان الآفة حدّكْ .. لا تطا الوردة الصبية
يا نفس فجر القصائد .. يا بلادي
القَطَع قلب الرّوادي باللُّواج الجاي وغادي
ده ما هو صوتِكْ .. لاها صورتِكْ
دي البترقش ناديي فوق صدر الجرائد ..
ماها صورتك !!!! لا هو صوتك ..لاها صورتك !!!
إنتي يا الفي إطْن الصّحَارَى شُفّع العرب الفتارى
البَفِنّو الشايلا إيدُنْ .. ويجرو كابسين القطارة
يجرو باريين القطارة
لا سراب الصّحراء موية ..لا حُجار سلّوم موائدْ
إنتي في الغابة اليصارِعْ .. جوفو للآهات تلكِّي
ياما دفّقْ غيم رجاهو ..لكن الأيام كركِّي
في خلا حالنا اليمحِّن .. ويملأ بالسُّهد الوسائدْ
إنتي غيمة ..شديرة ..خيمة ..
إنتي جاهنا .. والتّقَا الطّلَقَت وشينا ..
فرّقَت غُمّة جباهنا فرّجت في الحارّة ضيقنا
فرّحَت شُفّع فريقنا والمواعين الحزينة ..وإتجاهنا
يا النغيم البقّ فينا .. وشدّ لي وتر إنتباهنا
يا تباشير يا بشارة إنتي يا ضرعاً تَكَرْمَشْ ..
شان يرضِّعني الجسارة
إنتي في منفاي رفيقة .. وفي حشا الأشواق حرارة
يا هُدَى النّاس الحيارى يا ندى الفجر اليبلِّلْ
صور عوينات الفقارى
جاي ليك .. آه جاي ليك .. جاى ليك يا نورا آفة
آفة للسوس الجا ينقُرْ ..عود عشيماً داخرو فيكْ
وأصلي لمن أدور أجيك .. بجيك
لا بتعجِّزْني المسافة لا بقيف بيناتنا عارِضْ ..
لا الظُّروف تمسك في إيدي ولا من الأيام مخافة
يا نفس فجر القصائد .. ما ضِهِبْ في بُعدي عنِّكْ
واصلي متغرِّب عشانك .. راضي بالبيجيني منِّكْ
ما بكيت شُحْ اللّيالي لا شكيت نُحْ .. شلتو حالي
رغم إنو الحال بيفسَخْ .. إلا كُت في الحارة بصرخ
يا وطن عِز الشّدائدْ ... يا وطن عِز الشّدائدْ
كانت ( ودسلفاب ) تفترش الأمل وتتغطي بالنجوم المنثورة علي مداخل السفر في إنتظار عودته ، فإذا به يتوضأ ميمماً وجه السفر الوداع ويتمدد بطول الوطن وعرضه ذاك العنيد البهي الحافي علي أشواك الطريق مازال يحترف الغناء له الحب بقدر الأغنيات الباكيات الخالدات المدهشات
01-17-2008, 05:51 AM
سمرية
سمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803
يقول مدني النخلي : من الاشياء التى لا أنساها أبدا هي عندما أتي الفنان خالد محجوب(الصحافه) إلي الدوحة وطلب منه مصطفي قبل إسبوعين من وفاته أن يحفظ لحن أغنية محددة ليتغني بها خالد ، وأمسك مصطفي بالعود وطلب من خالد مصاحبته بالأورج ، كما أدار مفتاح المسجل لكي يحفظ اللحن في كاسيت، لأن مصطفي كان لديه تفاني عجيب مع الواعدين ، وتأتي المقادير أن يسافر خالد الصحافه إلي البحرين القريبه من الدوحة جواً لإحياء حفا للجاليه السودانيه هناك ، فتوفي الكروان بعده بيومين فقط ، فغفل خالد راجعاً ليكون في وداع الجثمان قبل نقله إلي الخرطوم000 وقد كانت تلك الأغنيات التي تم تحفيظها لخالد هي (علمي عيوني السفر) وأيضا ( بنحكي ليك) والتي كتب مطلعها الأول الكروان مصطفي وأكملها مدني :النخلي ، وتقول مفرداتها
لما تروق بنحكي ليك
عن الغربه وبحور الشوق
وكيف صِبح المحال رحّال
يلميلم في زمن ممحوق
نهارات الأسي الحراق
وقبل الراحل المحروق
بنحكي ليك
كان ذلك هو مطلع الأغنية التي كتبها الكروان بخط يده والذي لايزال يحتفظ به الأستاذ مدني النخلي، وبعد ها أضاف مدني حينذاك باقي القصيدة ، حيث يتضح مدي التوافق ومدي إنسجام الإحاسيس المسكونه في وجدان كل من الكروان الراحل مصطفي سيد احمد ومدني النخلي:
بنحكي ليك عن النجم القدُر ماكاس..
شرد تايه
وليلنا الدقّ ميس الليل
عن الوتر .. الرطن مشدود
نزف مشدود
صليل سيفنا
رباط الخيل
عن كل الوقف سردب
أخو البنوت
ضرا المشكوف
ذخر الحارّة .. جمل الشيل
بنحكي ليك
ولأن مدني النخلي كان يعرف حقاً مدي حب وتعلق والدة الكروان الراحل مصطفي بالسيدة والدته ( ست الجيل) في ودسلفاب ، حيث كان مصطفي يتحدث عنها كثيراً وبتضحياتها من اجلهم ، وكانت مثلاً للأم الرمز ، ولذلك فقد كتب فيها الأستاذ مدني النخلي هذه الأشعار:
ست الجيل .. الطرب العالي
نجم الأمل .. الببرق عالي
يا متكيه علي الطوريه
واطيه الجمره وصافيه النيه
وآه من حزنك ياقمريه
*** آه من جرح الوالده الفارق خلا غمام البلد يتباكي
من تالاكم .. لي تركاكا
وآه ياريح الحزن العاتي
ياالبددتي الأمل الداخل
حس الورده.. وجايي يتاتي
خشم البيت العامر فاتح
ضم الناس .. وهبوبو تكاتح
وعصراً بدري .. مرقتي تغني
للأرياف والناس الكاتحه
ضد الزيف والجهل المدّد
ريح الهم والمرض الكاسحه
وزي ما غني وليدك وأطرب
إنتي كمان غنيتي حزينه
شدّوا بِكا شجر وادينا
عمّق فقد الوالده حزينه
وفقدك أعظم يامسكينه
01-17-2008, 05:58 AM
سمرية
سمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803
الجميله سمريه نتواصل مع اثراء هذا البوست وجعله توثيقا للراحل عنا والمقيم فينا فنآ وأبداعآ
مصطفى سيد أحمد
لدي لقاء فيديو مع عازف الترومبيت الكان مع مصطفى سيد أحمد في الدوحه اسمو دفع الله بشير وقبل 3 سنوات كنت في زياره له في بيته بمدينة العين وسجلت لقاء فيدو معاهو كامل تحدث فيه عن الراحل سأحاول جاهدآ انو انزل جزء منه
01-17-2008, 06:30 AM
سمرية
سمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803
Quote: الجميله سمريه نتواصل مع اثراء هذا البوست وجعله توثيقا للراحل عنا والمقيم فينا فنآ وأبداعآ
مصطفى سيد أحمد
لدي لقاء فيديو مع عازف الترومبيت الكان مع مصطفى سيد أحمد في الدوحه اسمو دفع الله بشير وقبل 3 سنوات كنت في زياره له في بيته بمدينة العين وسجلت لقاء فيدو معاهو كامل تحدث فيه عن الراحل سأحاول جاهدآ انو انزل جزء منه
ومشيت معاك..
كل الخطاوى الممكنة
وبقدر عليها .. وبعرفـا
أوفيت وما قصـّرت فى حقك
ولا كان عرفة غيرك .. أصادفا
وقدر هواكى يجيبنى ليك
جمـّع قلوبنا .. وولـّفا
***
( صلاح حاج سعيد - الحزن النبيل )
01-17-2008, 06:32 AM
سمرية
سمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803
Quote: سحابات الهموم يا ليل ... بكن بين السكات والقول ... وباقات النجوم ... الجن يعزن في المطر ... فاتن عزاك رجعن ... وشوق رؤياك زمان مشدود ... وصوت ذكراك ... مكان يجرى يلاقي السيل ... وسر مدفون بصدر النيل ... ولولا الذكرى ما في أسف ... ولا كان التجني وقف ... وصوت ذكراك رزاز صفق ... على خطوات بنات سجعن ... وشوق رؤياك حنين لي رحلة في المجهول ... لولا الذكرى ما في وصول ... ولولا الذكرى ما في شجن ...
سمرية .. لك التحية على هذا الحكى الجميل.. ولمهدى مثلها,, ولمن مر/ت من هنا محبتى
01-17-2008, 07:02 AM
سمرية
سمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803
Quote: سمرية .. لك التحية على هذا الحكى الجميل.. ولمهدى مثلها,, ولمن مر/ت من هنا محبتى
التفاصيل الكاملة لرحلة العلاج والمعاناة والتى قام بها الراحل مصطفى سيداحمد الى موسكو
يقول مصطفى بنفسه عن رحلة العلاج
شكرا لكل الاصدقاء الاوفياء الذين تابعوا ويتابعون معي هذه الرحلة المضنية ..وهي بدأت عام 1979 حيث اكتشفت اني مصاب بحالة تسمى " بوليسيستك كيدني "وعرفت ان الحل الوحيد في النهاية هو زراعة كلية . ومن حينها صرت أعالج أموري بناء على ظروفي الشخصية فليس لي شقيق يمكن أن يتبرع لي بكلية ، وفي العام 1984 سافرت للقاهرة والفحوصات فيها أاكدت من جديد ان لا علاج الا بزراعة . وتوصلت بعد ذلك الى ان رقماً فلكياً يقف بيني وبين هذه العملية ، ففضلت الاحتفاظ بهذا الأمرعلى المستوى الشخصي فلم أطلع عليه قريباً او صديقاً مراعاة لوالدتي واخواتي حاسباً الا أسبب لهم شعوراً بعدم الامن ، وكان لابد من جمع المال اللازم للعلاج ،
ومن حسن الطالع ان بدأ غنائي ينتشر ويُفهم ويجد رواجاً متواصلاً ، وذلك كان ثمرة لجهود فنية وتجريبية بدأت منذ العام 1978 وتفاءلت بأني قد انجح في حل مشكلة العلاج مما يعود لي من الحفلات العامة والتسجيلات ، وبالفعل نجحت في تدبير بعض المال على أيام الديمقراطية الثالثة ، الا ان انقلاب يونيو 89 بدأت معه كثير من المضايقات أحياناً بترغيبي في مسايرة النظام فنياً وأحياناً بتلويح سوط الارهاب :- فمثلاً عندما كنت أستعد للسفر الى روسيا للعلاج مُنعت الدعاية للحفل الاخير في أجهزة الاذاعة والتلفزيون وكل الصحف ، وبتحرينا عن السبب عرفنا أن سلطات الامن أمرت بذلك ولم نيأس بل نشرنا دعايتنا شفاهة وعلى ملصقات صغيرة وعلى ( التشيرتات ) التي لبسها بعض الطلاب والشباب < < وياللذكرى > > المهم ان الحفل تم وسجل نجاحاً معقولاً واضطرت سلطات الامن للتنازل عن محاولاتها لالغاء حجزنا بقاعة الصداقة ، وكان لابد من تمويه ما .. لاتمكن من السفر فأعلنت في نفس الحفل أني سأقيم حفلاً آخر بعد اسبوع وفي نفس المكان وفي اليوم التالي كنت وزوجتي في المطار حيث دبر أمر خروجنا بعض الاصدقاء وطرنا الى روسيا تاركين طفلينا بالسودان ، وبعد ثلاث اشهر تمكنا من الحاقهم بنا بموسكو …
********** يواصل ويقول صديقه معاوية سليمان الذى كان هو المرافق لمصطفى فى رحلته الى موسكو فى والتى غادر اليها فى اول يوليو من العام 1990 بعد ان غادرنا مصطفى الى روسيا طلباً للعلاج ترافقه زوجته بثينة مع طفليه وبعد وصوله كان دائم الاتصال بى لمتابعة كل ما يتعلق بإجراءات علاجه من القمسيون الطبى واقامة حفلات يخصص عائدها لصالح علاجه , وبعد عدة أسابيع إستكملنا المبالغ المالية وبواسطة بنك السودان تم اعطائى شيكين أحدهما بإسم مصطفى والآخر باسم بثينة على ان يتم الصرف للمستفيد الاول ...
ويتابع معاوبة :-غادرت السودان لروسيا فى اكتوبر 1990 وكان مصطفى بانتظارى فى المطار رغم برودة الجو .وفى اليوم التالى بدأنا فى أولى خطوات صرف الشيكات بعد أن طلبت المستشفى توفير المبالغ المالية ولكن فشلنا فى صرفها لأن البنك الوحيد الخاص بإستلام العملة الاجنبية هو بنك التجارة والخارجية الروسى والذى أوضح أن مسالة صرف المبالغ قد يستغرق شهوراً لا سيما أن الشيكات موجهة مصرفياً عن طريق لندن , وكنا أمام خيارين إما سفر مصطفى وزوجته الى لندن للصرف خاصة وأن الشيكات كانت للمستفيد الاول فقط أو الخيار الثانى وهو العودة للسوادن وإستبدال الشيكات بأخرى سياحية , ذهبنا للسفارة البريطانية فى موسكو ولكنها رفض منحهما تاشيرات وعليه لم يكن أمامنا الا الخيار الثانى وعدت أدراجى من موسكو الى السودان , وبعد شد وجذب مع بنك السودان نجحت فى تحويل الشيكات الى سياحية ,
وكان مصطفى قد أوصانى بأن اذهب لاسرته بود سلفاب واطمإنهم عليه واحضار بعض اللوازم مثل الويكة والكركدى والملوخية المجففة كما طلب منى إحضار كمية معتبرة من الفسيخ , المهم عدت الى موسكو وكان مصطفى حينها فى غاية الفرح خاصة عندما وصلته اخبار والدته الحاجة ست الجيل وظل طوال الليل يقوم بتوجيه دعواته لكل السودانيين فى روسيا والطلاب لحضور الوجبات السودانية التى أحضرتها معى ,وبالفعل بدأت الوفود تتقاطر علينا يومياً , وبصبر يفوق حد التحمل كانت زوجته بثينة تقوم بإعداد الوجبات على مدار اليوم داخل المطبخ والابتسامة لا تفارقها ابداً رغم أنها هى الاخرى كان لها برنامج علاجى لعدة اسابيع .
بعد ذلك إستهل مصطفى الفحوصات تحت اشراف الطبيب المختص الذى وجهنا له الدعوة لتناول للعشاء السودانى وكان ان فوجئ بأن مريضه هو واحد من أشهر الفنانين السودانيين وقدم له مصطفى فاصلاً غنائياً بالعود الامر الذى زاد من إعجابه ..وظل مصطفى رغم الآلام يلبى كل طلبات المقيمين هناك ويملا برامجهم من خلال جلسات الاستماع .. ويقول معاوية أن مصطفى قد أتقن جزءاً كبيراً من اللغة الروسية لزوم الاستخدام فى المواصلات والاسواق وكنا نركب المترو فى تنقلاتنا ,أما اذا اصطحبنا سامر وسيد احمد فالروس يحبون الاطفال وتجدهم يقفون لاصطحابنا فى طريقهم
وبعد أيام وجهت لنا الدعوة من بعض الطلاب للحضور الى جمهورية "طاجاكستان "وتحديدا عاصمتها "دوشامبى" وفى الطائرة إشترى مصطفى زجاجة عطر وكرافتة وبعدها أعجبت احدى المضيفات بالعود الذى يحمله مصطفى وتحت إصرارها بدا مصطفى يغنى والتف حوله الركاب الروس وأبدوا إعجابهم بالمقاطع التى غناها مصطفى على هذا الارتفاع الشاهق , المهم وصلنا ووجدنا البرنامج معد لمدة 5 ايام زرنا خلالها معظم المعالم الاثرية بالاضافة الى مشاركة مصطفى بالغناء وفى طريق العودة بالطائرة ايضاً وبالقرب من موسكو فوجئ الركاب بخلل فى الطائرة حيث لم يستطيع الكابتن انزال العجلات وظل فى حالة دوران حول المطار وساد الهلع والزعر وسط الركاب مما دعاهم لترك مقاعدهم وأنا ايضاً معهم .. ماعدا مصطفى سيد احمد.. كان الوحيد بين الركاب الذى ظل جالساً فى مقعده بكل صلابة دون أن يحرك ساكناً .. وبعد هبوط الطائرة بسلام سالت مصطفى عن شعوره وقتها فقال ببروده المعهود وكأن شيئا لم يحدث " سيب الجرسة يا خواف " بعدها قمنا بزيارة الى مدينة لليننجراد بالقطار فى رحلة كانت اكثر من رائعة ..
وفى يوم الثلاثاء الموافق 21/3/1991 رن جرس الهاتف ليلاً وكان الطبيب الروسى وقد أخبرنا أن الكلية المطلوبة قد وجدت وهى لحسناء روسية فى الثامنة والعشرين من عمرها وان علينا ان نحضر غداً باكراً لاجراء العملية .ولم ينم مصطفى فى تلك الليلة وكان فى حالة من البهجة والسرور لم نراها عليه من قبل وفى الصباح غادرنا الى المستشفى ووجدنا الطبيب والاخصائيين فى انتظارنا ودخل مصطفى الى غرفة العمليات وظللنا فى حالة ترقب مستمر حتى انتهاء العملية بنجاح بعد حوالى ثلاث ساعات وقمنا فوراً بإرسال برقيات الى السودان لطمأنة الناس خصوصا وان هنالك شائعة قد انطلقت بوفاته قبل اجراء العملية بيوم .
وبعد فترة سمح لمصطفى بالتجوال والحركة فى المستشفى مع وضع الكمامات وكنت ازوره مرتين صباحا ومساء وآخذ معى ما يحتاجه من أكل حسب توجيهات الطبيب خصوصاً وان مصطفى كان لا يميل الى اكل المستشفى وبعد ايام سمح له الطبيب باحضار آلته الموسيقية " العود" وعندما أحضرناها صدح مصطفى من داخل الغرفة رقم "5 " فى المستشفى بصورة أذهلت المرضى والاطباء والسسترات وقد كان شيئاً غريباً يرونه لاول مرة . ونشير الى أن الطبيب الروسى طلب من مصطفى الإنتظار لمدة عام كامل للاطمئنان على صحته, ولكن لبرودة الجو ولاسباب اخرى لم نتمكن من الانتظار فى روسيا .
وعندما قرر الاطباء مغادرته للمستشفى أحضرنا كاميرا فيديو وسجلنا شريطاً داخل المستشفى والمنزل وكانت اهمية الشريط هى عند عودتى للسودان وإصرار مصطفى على أن يعرض الشريط على والدته وأسرته وبعد ان اطمأنانى عليه قررت العودة للسودان وحملت الشريط وذهبت لود سلفاب وبعد مشاهدتهم له اختلطت دموعى بدموعهم .
بعدها اتصلت به ووعدنى أن نلتقى فى القاهرة فى يوليو 1991 وبالفعل انخرط مصطفى مع اجواء القاهرة والطلاب والوفود ملبياً كل الدعوات .. وظلت حالة مصطفى فى تحسن مستمر وعندما شعر بأنه أصبح قادراً على العطاء طلب منى العودة للسودان وتجهيز فرقته للحضور الى القاهرة وبالفعل عدت للخرطوم وبدأت فى إرسالهم الى القاهرة على دفعات
وبعد عودتى الى القاهرة وجدت مصطفى قد بدا تسجيلاً مع الموصلى ووردى وكانت تلك التسجيلات مرهقة للحد البعيد الشى الذى يتعارض مع توجيهات الطبيب الا أن مصطفى كان سعيداً جداً إذ إنه إعتبرها بداية جيدة لتوثيق أعماله وواصل بروفاته مع فرقته فى شقة بـ " عين شمس " وبدأنا فى الاعداد لاول حفل أقيم بمسرح "الجيزة " والذى حضره أعداد كبيرة من الطلاب والسودانين واستمر لفجر اليوم التالى , وعدت للسودان فى يناير 1992 .
ومن هناك إتجه مصطفى للجماهيرية الليبية تصحبه فرقته وقدم هناك عدة حفلات ولكن بدات الالام تشتد عليه وعاد للقاهرة برفقة أحد العازفين لمقابلة الطبيب ثم لحق بهم مرة اخرى واستكملوا برنامجهم وعادو جمعيا للقاهرة .
ويقول مصطفى بنفسه ويحكى ما بين موسكو القاهرة :-
تم الترويج لإشاعة بأني توفيت في الوقت الذي كنت مقبلاً فيه على العمليه الجراحية ، ونفس الاشاعة أوصلتها جهات غير معروفة لوالدتي بود سلفاب ، كانت إشاعة منظمة ومقصودة وقوية جداً للدرجة التي أغلق فيها إتحاد الفنانين أبوابه حداداً علي ، وكذلك نادي الخرطوم جنوب للموسيقى والغناء ، ونشرت الصحف تبعا لذلك خبر نعيي ، أما والدتي فأصابوها بصدمة ألزمتها الفراش شهراً كاملاً
وبعد خروجي من العملية بموسكو إتصل بي من لندن شخص يحمل لي وجهة نظر النظام لاقناعي بالرجوع للسودان وكنت على نية الرجوع للسودان بعد العملية مباشرة لكن ذلك الحديث مع هذا الشخص أشعرني بان الأمر أخطر مما كنت أتصور فأعدت حساباتي وقررت عدم الرجوع وكان الإغراء المطروح هو أن يعتذر المسؤلون بأنهم لم يكونوا يعلمون شيئاً عن ظروفي المرضية . والتنويه بأنني فنان قومي له وزنه وان وان .... والمسؤلون حريصون لاقوم بهذا الدور في السودان ويطرحون كل الضمانات ويسألونني عن الضمانات التي أطلبها لارجع سواء كانت مادية أم خلافه ويعدون بتغطية تكاليف العلاج باثر رجعي : الاعاشة والاقامة والعلاج الى اخره..
ورفضت بشكل لا يقبل التاويل ذلك العرض واعلنت عدم ثقتى في كلمة المسؤولين في السودان خاصة وأمامنا تجارب تعاملهم مع شعب بحاله ، وبعد سته أشهر غادرت روسيا الى مصر وأقمت تصحبني زوجتي واطفالي بالقاهرة وفيها بدأت رحلة جديدة مع صعوبات من طراز جديد فإمكانيات العمل صعبة ، وفي نفس الوقت عشت تشتتاً بين متابعة التحاليل والكشوفات من جهة وشؤؤني الخاصة في الانتاج الفني من جهة اخرى . بالاضافة الى ما يتتطلبه الدخول لتفهم واقع جديد من جهد ومتابعات ،
وكان أن عشت ظروفا مادية قاسية - وهي كما نعلم نفس الظروف التي يجابهها السواد الاعظم من السودانيين بالقاهرة في الوقت الحالي وكانت هناك صعوبة في إقامة الحفلات العامة كما أن الحفلات الخاصة تحوط بها كثير من المحازير ثم حاولنا التاسيس لعلاقة بين الوسطين الفنيين المصري والسوداني ، الا ان طبيعة وعلاقات الوسط الفني المصري وقصور كبار الفنانين في التاسيس لهذه المسالة لم يحقق ما انتويناه .. كما ان صعوبة ظروف الحياة هناك تتطلب اما عملاً مجزياً او مصدراً خارجياً يغطي الاحتياجات المادية وأحياناً كانت بعض الحفلات لا تغطي أكثر من أوجه الصرف اللازمة لاقامة الحفل نفسه ، هذا في الوقت الذي كنت فيه شخصياً أحتاج لصندوق من ال ساندميوم ـ sandimun وهو شراب لازم لمن يزرعون الكلى ، كل 23 يوما ويكلف حوالي 820 جنيه مصري ، هذا بخلاف تحاليل مستوى السايكلسبوريا في الدم زائدا حامض اليوريك وتحليل وظائف الكلى وفي نهاية الأمر بدأت أشعر بأعراض الرفض المزمن chronic rejection
وعانيت من متاعب صحية مرهقة وسط جو من عدم الاستقرار والاطمئنان
وحتى لا يدعي أحد من هؤلاء الكيزان انهم سيتولون أمر علاجي فاني اذكرهم بالمعاكسات والدسائس التي حاكتها لي السفارة السودانية بالقاهرة لمنع سفري الى المملكة العربية السعودية بعد أن قدم لي أصدقاء كرام من الاطباء دعوة وتذاكر سفر ووعدا بالعلاج بالمملكة ، ايضاً مخاطبتهم للسفارة الهندية وسعيهم الغريب الذي حجب عني تأشيرة دخول للهند حيث من المفترض ان اقيم احتفالا للطلاب السودانيين الدارسين هناك . واذكر ايضا ان السفارة البريطانية بالقاهرة لم توافق على منحي تاشيرة دخول لاغني في حفل لنقابة الاطباء السودانيين والمنظمة السودانية لحقوق الانسان بلندن وبصراحة بدوية قالوا : نحن نعتقد أنك لن ترجع من بريطانيا اذا دخلتها.
رحل مصطفى فى 18 يناير 1996م ليؤرخ موته الى جوار الاستقلال فى بلد لم يعِ معنى الاستقلال ، تمشّى فى شرفات الموت جاعلاً للموت طعماً آخراً ، واحساساً مغايراً به ، وتاركا شلالات من الاغنيات الخلاسية تنثال كما ضفائر السمراوات معربدة فى الليل الافريقى الفاحم ، وبعدما اعاد تشكيل الجغرافية الوطنية بدماء الاغنيات .
النيل أحمد / شجن
01-17-2008, 06:52 AM
سمرية
سمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803
Quote: مداخله بسيطه الذكرى ال 12 للراحل المقيم احييناها
فتاح يا عليم .. رزاق يا كريم .. صلى على عجل .. همهم .. همهمة .. حصن للعباد ... وهوزز سبحتو ودنقر للتراب .. هم فوق همهمة .. صنقع للسما .. وكان في الجو في غيم .. وكم نجمات بُعاد .. وكان الدنيا صيف .. لا قالتلو كيف .. كيف أصبحت كيف .. لا لمسة حنان .. لا لمسة وداد .. لا رمشة طريف من قلباً وفي .. زي أيام زمان .. أيام الدفي .. وكانت ماها في .. كانت في المراح .. شدتلو الحمار .. تحلب في الغنم لي شاي الصباح .. والطير ما نضم ... ما رسل نغم ..
عم عبد الرحيم أتوكل نزل .. في المشرع لقى .. زملان الشقى الجاء من الجريف .. الجاء من الجبل عل الناس بخير .. صبح هاظرم نقنق ناقرم .. غاظوه ونعل وعم عبد الرحيم ما يخبر زعل .. كل الناس هنا ما بتخبر زعل .. تزعل من منو .. وتزعل في شِنو .. كل الناس هنا .. كل الناس صحاب ..كل الناس أهل والماهم قراب .. قربم العمل ..
الطاق اليطق عشت أبو الزمل .. بالحالة العليك بالفال بالأمل .. عم عبد الرحيم كُت فلاح في يوم .. في أيدك تنوم .. على كيفك تقوم .. لا دفتر حضور .. لا حصة فطور .. تقرع بالقمر .. تزرع بالنجوم .. لكن الزمن دوار لا بدوم ...
وعم عبد الرحيم ماشي على الشغل .. في البال القديم إتعارض تُكل .. تنشايح جراح يا 000.. كيف الغسل .. الدِنيا أم صلاح .. تبدأ من التُكل .. في حق الملاح .. في اللبس الجديد .. في القص القديم .. وبيناتن عشم .. في الفرج البعيد ..
أمونه الصباح قالتلو النعال .. والطِرق إنهرن ..ما قالتلو جيب شيلن يا الحبيب .. غشهن النقُلتي والترزي القريب بس يا أم الحسن .. طقهن لا بفيد .... إنطقن زمن .. وإنطق الزمن لازمك توب جديد .. وبأياً تمن .. غصباً للظروف والحال الحرن .. شان يا أم الرحوم .. ما تنكسفي يوم لو جارتنا جن .. مارقات لي صفاح أو بيريك نجاح .. ده الواجب إذن وإيه الدنيا غير .. لمت ناس في خير أو ساعة حزن ..
عم عبد الرحيم يا حر .. ات ماك حر .. ياريت التمر ياريت لو يشيل كل تلات اشر .. ولا أيام زمان كانت ما بتمر .. كان ما جاك هوان وما لاقاك ضر .. كان لا ضقتي ضيق لا اتغرغر صبر .. لا شابيت غريق لا طوح فقر .. وكان ما كان ... وكان اكسيكي در ..
والماهية أُف .. عيشة هاك وكُف في هذا الزمن .. تُف يا دنيا تُف يا العبد الشقي .. ما إتعود شكِي لكن الكفاف فوقك مُنتكي والسوق فيك يسوق ..حالك ما بتسر .. إلا كمان في ناس فايتاك بالصبر .. ساكنين بالإيجار لا طين لا تمر .. واحدين بالإيجار ما لاقين جُحر .. سلعتم الضراع والعرق اليخر .. عمال المدن .. كلات المواني .. الغبش التعاني .. بحارة السفن .. حشاشة القِصون .. لقاطة القطن .. الجالب الحُبال الفِطن الفرن .. الشغلانتو نار .. والجو كيف سُخن .. فرقاً شتى بين .. ناساً عيشا دين .. مجرورة وتجر .. تقدح بالأجر .. ومرة بلا أجر .. عيشن كم هو .. وديشن هانقدر ..
وناساً حاله زين .. مصنع .. مصنعين .. طين في طين وين .. ما مرابه مُر .. بارد همها .. لا يعرق جبين .. لا وشاً يصُر .. عين والله عين .. كلها كمها .. وعزها هان قدر .. في الجنة أم نعيم .. في الجنة أم قصُر .. يا عبد الرحيم إلا وراء القبر .. ويُلكز في الحُمار .. لا تسرح كُتر فتاح يا عليم .. وإن كان القفر يا عبد الرحيم .. أشبه بالكفر ..
حيكومات تجي .. وحيكومات تغور .. تحكُم بالحُجي .. بالدجل الكجُور .. ومرة العسكري كسار الجبُور .. يوم باسم النبي تحكمك القبور .. تعرف يا صبي .. مرة تلف تدور .. ولا تقول برِي .. أو تحرق بخور .. هِم يا الفنجري .. يالجرف الصبور .. كل السمتو مات .. باقي على التمور وأرضك راقدي بُور .. لا تيراب وصل .. لا بابور يدور ونقرط للحمار .. نقريطة الحمار لا تنسى النعال .. الطِرقي .. الخضار .. اللبس الجديد تسريح السفر للماشي الصعيد .. ماشي الديش نفر والبال إشتغل .. والبال إشتعل بالآبى ما يعيد الحول ما إشتغل .. الغُبن الشديد .. السابا ورحل .. الضيق المحل .. والفرج القريب .. الجاء وما وصل .. زي الحال ده يوم لا كان لا حصل .. والبال إشتغل
السكة الحديد يا عمو القطر .. يا عبد الرحيم قدامك قطر .. وسال الدم مطر .. وطارت دمعتين ..وإنشايح وتر يا طاحن الخبر ما بين القضا ومرحاكة القدر الشهدوا الدموم .. والدمع الهدر .. إيدهم في التراب .. والعين في القطر .. عارفين الحصل .. عارفين في حذر .. الخبر اليقين بوّخ وإنتشر .. أطفال القرى وعمال الحضر .. أدوه الطيور ودنو البحر .. إنصاعد سحاب وإندافق مطر .. عم عبد الرحيم في الشارع عَصر .. لي تاله اليسار متفادي الكجر .. دورية الكجر .. عربية الكجر .. جفلت الحمار وطوّح زي حجر .. وعم عبد الرحيم إتلافا القطر ..
فتاح يا عليم .. سال الدم مطر .. جرتق للتراب .. منشور بي كتاب .. روشتة وجواب .. وماهية شهر .. مفتاح آب غراب .. أورنيكين سهر .. جنب لبدة حمار مقطوعين ضهر .. عم عبد الرحيم يا كمين بشر .. صحي الموت سلام .. ما يغشاك شر
( محمد الحسن سالم حميد )
01-17-2008, 06:45 AM
نها محسن أبورأس
نها محسن أبورأس
تاريخ التسجيل: 04-04-2007
مجموع المشاركات: 856
Quote: ألا رحم الله الفنان الحساس صاحب الصوت الدافئ الشجي مصطفي... ولف شكر لك سمرية علي الروعة..
رسمت في وجيها بسيمة ضو بتغالط في الزمن القاسي بتعاتب في الغنوه الصعبه وفي لحن حزين ووتر موجوع يحكي احساسي تسأل عن شدو الافراح يمكن لجراحنا يكون آسي ما بشبع روحنا فرح زايف لو كان تنسي وتتناسي يا بت يا نيل العاشقك عاشق كل الفيك غنَّايك في كل ظروفك في الفرح البدفّق وعد وفال والحزن الودّر ضي شوفك في سجون القهرك في خوفك في النبض الصامد في البركان السامعو يدمدم في جوفك جرَّحنا عتابِك يا باكيه وعايزانا نغني غني الافراح مالغنوه الناشفه لبن ضرعك والفرح الفيك خلانا وراح ولقينا فرحنا وانت حزينه بكون أشتر ويزيدنا جراح خلينا من الفرح الزايف بتعود أفراحنا وتلقي بــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراح
( مصطفى سيد احمد )
الشعراء الذين تغنى لهم مصطفى سيد أحمد
يحيى فضل الله محمد الحسن سالم حميد محمد طه القدال مدني يوسف النخلي عبد القادر الكتيابي قاسم أبو زيد عبد العال السيد خطاب حسن أحمد محمد المهدي عبد الوهاب التجاني الحاج موسى جمال حسن سعيد نجاة محمد سعيد عمر الطيب الدوش هاشم صديق سيف الدين محمد صالح الصادق الرضي عبد العزيز العميري فيصل محمد صالح محمد عبد الله شمو أبوذر الغفاري أزهري محمد علي حافظ عباس بشرى الفاضل عثمان مالك عاطف خيري د.طلال دفع الله صلاح حاج سعيد الفرجوني
01-17-2008, 07:19 AM
سمرية
سمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803
رحل النهار بضوضائه .. وجاء المساء يرفـل فى عباءة هدوئه ونسماته الرقـيقة .. كنا أنا ومصطفى لوحدنا .. أدركت أن شهيته كانت مفـتوحة إلى آخرها للبوح .. كان يتحدث عن الحب .. لم أقاطعه .. تركته .. حتى يقـف عند نقطة مناسبة ... وقلت له:
الحب ماذا يعـنى لديك ؟
* ولازلت أذكـر نـبـرات صوته وهى ترن فى أذنى قائلاً: الحب يـقـترن فى داخلى باللون البنفسج .. فيه هدوء الأزرق وسخونة الأحمر... وبتعادلهما يصير دافـئاً.
وحتى لا يفـلت مناخ اللحظة منى قلت له : (غدّار دموعك )؟
إمـتـدت لحـظة مـن الصمت .. ســـرح فيها طويلاً .. حتى خـلته يتجاهل الإجابة على سؤالى .. وهى عادته فى مواجهة بعض الأسئلة ... إلاّ أن صوته إنتشــلنى من خيالى وهو يقول :
غـــــدّار كانت نـتـــاج تجربة واقعية ... عندما كانت العواطف يافعة .. فى زمان غير الزمان .. ومــكــان غــيـــر المكان .. إشـتعل الإحساس البكر مغالطاً لترتيب الواقع والمجتمع .. وخبأ ونحن نستوحـش السير بدونه ...
- قلت له : هــــذه إجابــة جميلة .. أنا أسأل عن تفاصيل تـفـسـير .. دون الخوض فى تفاصيل دقـيقـة؟
* أجابنى : تفاصيل ليسـت للنشـر .. غير ذلك لا ..
- قلت له فـليكن .. وحكى لى مصطفى التفاصيل ... وإختتمها قائلاً: أنا أحـترم أمانتك المهنية ... فأجبته : وأنـــا أحترم ثـقـتــك فىّ..... إذن حـدّثـنى عن ( ضياع العشم ) و ( الغصّة ) الذان وردا فى غدّار دموعك.
* أجـاب : ضـيـاع العـشــم هو إنطفاء شمعة المـستوحـش ... والغصّة لغةً .. هى ما يعـترض الحـلــق عــنــد الـفجـيــعة .. وإحساساً هى المفازة التى يمتد خـلفها الطريق المعبّد !
طفولة
- فى طفولتك .. هل كنت شقياً؟
* ويعود مصطفى بخياله إلى زمن البراءة ... والشـقـاوة ، ويقول ضاحكاً : نعم كنت شـقـياً .. بل حاد الطباع ، كثير الإنفعال .. وألتقـط كل ما يدور حـولى من معلومات من الكبار .. وأتمرد عليها عندما يحدث التناقـض .
- وفى دراستك .. هل كنت ذكياً؟
* لم أكــن أحـب الإسـتـذكار الكثـيـر .. بل لم أكن أحب المقررات المدرسية ، وكنت أهرب كثيراً منها للإطّلاع الخاص .
- نـقـطة ضعف .. ما هى ؟
* المجامـلة .. والإحساس بالزمن .. حيث يكون تافهاً عند البعض.
* تـعـنى إمـكانيـات إنـسجام عـالية إذا أقـر الطرفـان مبـدأ التوافـق .. وليس التطاول .. حيث يستحيل الأخير .
- متى تطلع الشعيرات البيضاء .. فلى قلبك ؟
* عنـدما يـتـضاءل إحساسى بالحب .. والحياة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقبل أن تغادر شهيته المفتوحة للبوح - على آخرها - أدرت دفة الحوار إلى منحى آخر .. وقلت : من هم مماليك هذا العصر كما تعتقد ؟
* هم اؤلئك الذين حولوا مقدرة العطاء إلى الأخذ فقط .. وإمكانية المشاركة للإستغلال .. وأفرغوا مفردات اللغة من مضامينها ومحتواها .
- البطل .. الديمقراطى .. الفدائى ... كيف تراهم من وجهة نظرك ؟
* البطل هو أكثر الناس عطاءاً للناس ... الديمقراطى هو الذى إستطاع أن يعالج نفسه ويصححها من عيب وخطأ تربوى وتاريخى ... أما الفدائى فهو الذى ينكر ذاته حقيقةً.
- قلت له حدثنى عن معان تنبع فى دواخلك تجاه الجمال .. الغيرة .. الحقد .. الخيانة .. الأخلاق .
* الجمال فى شىء قليل عنه كتب هـيـغـل كتاباً ... الغيرة أشواك لثمرة طيبة .. الحقد إتساخ للداخل .. الخيانة ماقلته عن الحقد بإضافة حسابات مختلفة ... الأخلاق نداء يصيح فى دواخلنا ( تماسكى هذه الأشياء.... ما حان زمان التساقط ) !!
- الخطأ الذى لا يغتـفر فى وجهة نظر مصطفى .. ما هو ؟
* ما لا أستطيع أن أجد له موقعاً فى دائرة تسامحى ....
فكان حزن هذا الجنوب هو" الحزن النبيل" ولأننا " سمر " نولد على نيل ، ونموت على صخرة - محشورون - تعصفن#1575; مدن ، وتقتلنا ثلوج ، وتقبضنا عساكر دون ذنب غير أننا نغنى معك لأمهاتنا ورائحة الخبيز....
..." كل ما تباعد بينّا عوارض
كل ما هواك ياطيبة مكنّى"
ولأننا نحمل على وجوهنا صورة أبينا جميعاً " عم عبدالرحيم يا كمّين بشر " لكنها وتلك " التى أنجبتك قطاراً وحقيبة " تلك المعذبة بالتاريخ ، والمخضبة بالدماء الطاهرة ، والمسكونة بالأرواح الطيبة .. تلك السمراء يأمنها القلب ، وتعرفه.
بيننا يا مصطفى حنين الدم ولا نستطيع منه فكاكاً أبدا - وهذا ما يجعلها تبدو لنا أحسن - تـلك الحياة - الناس البسطاء ، التواصل ، الغنـاء ، الحرية ... أقول لك .. أكذب دائماً فى الرسائل وأكتب سعيداً أنا هنا ، وأشهدك على هذا الكذب ، وأمى بسيطة ولها رأى فيما تغنى ، هى ترى أنك موسيقى موهوب .. وتطرب لعودك حد البكاء مرات عديدة ... أمى يا أبا سامر ليست سوى أم الحسن فى قصيدة عبدالرحيم _ لا فرق .
أذكر صيفاً حاراً بالإسكندرية - صيف 92 - يومها تسللت إلى المسرح بصحبة صديق ، أدهشنى هذا القدّاس الأفريقى الذى تتوسطه أنت وصوتك يهدر ويتوغل فينا بعمق البساطة ، وبساطة الدهشة ، وقفت لأهتف ، واحد من مريديك يهلل فرحاً ..." من الواسوق أبت تطلع .. من الأبرول أبت تطلع "
فى الأستراحة وصلت لك وقدمنى الصديق الذى غيبت إسمه عن ذاكرتى لأنه قدمنى ببرود قائلاً إسمى وأتبعه " مصرى " - رردت عليه أمامك :
" والله نحنا مع الطيور الما بتعرف ليها خرطة ... ولا فى إيدا جواز سفر "
كان هناك الكثير لدىّ أود أن أقوله ولكن بكيت وقلت لك بالنص بعد أن شكرتك على إبتسامة جميلة " أيها الرجل يجب أن تعلم أنى أحبك" ...
فى الصباح أعقبت رسالتى لصديقة حميمة بـ
" وضّاحة يا فجر المشارق .... غابة الأبنوس عيونك "..... أنا لا أعرف أحداً جيداً ،،،،، وفقط لدىّ اليسار عكس اليمين ، ولا أؤمن بأحد سوى البسطاء الذين تغنيهم وتغنى لهم ... ولكن ثمة شىء ما سوف يحدث ،،، ربما هو حلمك سوف يتحقق ، حلمك حلمنا ، وأنت بنا ، بك نحن
" جيل بيناتو بينات الوصول .. لحظة شهيق ".
...رائع أنت ولدى أسباب غير ميتافيزيقية لحبك ، أنا لا أعرفها كلها ولكن منها ما هو أماناً ما ، ،، وعشقاً ما ،،، وصدقاً ما .
فى صوتك أيها الرجل ... رائحة عرق أبى وجدل الطفولة والركض خلف الجمال المحمّلة بالقمح ... حبيبة تعرف الشمس الحارقة ... وبنات يعشقن قمر السماء وونس البيوت .
أيها النخلة مصطفى ... فى أعماقنا تزرع حنيناً، أنا لا أصدق أنك مت ...
" صحّى الموت سلام
مايغشاك شر ".
الكاتب المصرى خالد حجازى - جريدة الخرطوم - العدد1225 تاريخ 26/6/1996م
01-17-2008, 07:33 AM
سمرية
سمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803
هكذا كان " مصطفى سيدأحمد" المشـّاء الأعظم .. مشى بين الناس بالغناء فى الأندية والمعاهد والجامعات ودور التحالف ... ومشى وسط حقول الكلام يلتقط فى فرح ما طاب من بنفسجها وسوسنها وفلها .
ومشى فى قلب هموم الناس العاديين يلتقط بؤسها وأشواقها للحرية وللعشق .. وكان فى المشائين من فئة المتفائلين ..... يبشر " بالبنت الحديقة " والإنسجام وأن نكون " أهل البلد بالجد " ... كان أمة وحده وسط فوضى الواقع المهترىء .
وحين أصبح الوطن طارداً لمصطفى العذب ، حمل صوته وأمراضه وحقيبة معاناته ، وهرول فى إتجــاه صوت الوطن العمودى .
ما مر بأرض إلاّ وبكت شوقاً لصوته الممزوج بنكهة الألم والعذوبة ... كانــت " طرابلس والقاهــرة والدوحــة " تهتف فى جلال : " مصطفى سيدأحمد مرّ من هنا " .
كان يكتم عذابات مرضه العضال ، ويصر على الغناء .. كان حين ينهــض مــن غيبوبة غسيـل الكلى الممض ــ كمـا يروى مــلازموه ــ يحتضــن عوده ويغنى مسابقاً الموت ... كان يتشح دائماً وفى أقصى حالات الوجع .. بروح أيوب .
وفى موته كان ــ أيضاً ــ مشاءً عظيماً ... إستقل صندوقه المعقم ، ومشى وحوله المشــاؤون العـظام إلى بيـتـه الأثير لديه " معهد الموسيقى والمسرح " ...
وحتى حين سكن جسده " ود سلفاب " مسقط رأسه ، لم يركن إلى الراحة الأبدية ، ولكنه بدأ مشيه الحثيث الطويل فى مسارب الخلود والأسطورة كأعظم المشائين فى ذاكرة الشعب السودانى .
من كتابه "خطاب المشـّاء ـ نصوص النسيان "/ صادر من مركز الدراسات السودانية ـ القاهرة
01-17-2008, 07:46 AM
mahdy alamin
mahdy alamin
تاريخ التسجيل: 07-01-2004
مجموع المشاركات: 2025
يمكن طيوفك أُخريات الليل تمر تملا البراحات .. لى الحزين طول العمر
ما نحنا بينا الأمنيات والتضحيات بينا المعزات .. والعذابات فى الحياة بينا الهوى .. إخلاص على قلب إنكوى وكلام قديم قلناهو آخر الليل .. سوا إنو راح نتلاقى لو طال النوى لكن كلامنا الكان .. وكان خايف يكون شالو الهوا
( عبد العال السيد )
01-17-2008, 07:48 AM
سمرية
سمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803
الجالوص عاطف خيرى ********* معتوقة ومعتقة ومنعتقة نوافير إنتشاء وحشمة وحَـمار العين .. تضحك كلما وقعت مصيبة تمشى على العجين وتلخبطو وترطن إذا جاها الحنين ************ يا بت بيوت الهجعة كيف ؟ غبار شوارعك ماشى وين زقاق يفتش فى زقاق كتمة وضلمة وإنعتاق أنا فيك لامونى المساجين سكاتك منازل حلال الحرام سكاتك على حين أهش الحمام سكاتك عليك لما تصحى المسام سكاتك عليهم سكوت و السلام *************** صوتك وكت قطع البحر قبال مراكب العمدة ضهر النيل عرق .. والشمس فوق حبل الغيوم شرت جلاليب النعاس ناشف غرب مبلول شرق والمطرة زى شفع العيد تدخل غرف كل البيوت حكمة الجوع الشرح للأرضة كيف تقرأ المرق قبال يقع فوقـك سقف إتنحنح الجالوص أمرق على مهلك .. مروق الحنة من ضفر العروس واصعد على مهلك .. صعود البذرة والروح والشموس ********** مبنية مدن الخوف من طينة آخر الليل وانا فى سقالة الشوق قدح البصيرة تقيل فاتح زريبة الجوف تمرق تخش الخيل على كيفة كيف معلوف ضهر المظنة يشيل وانا ظنى ظنيـتـو .. فى النيل غريق فى النيل و الليل ولافى بالو ليل ساكت يغنوا على القمر واجعنى فى البحر السكات سكتنى فى الوجع البحر يا بت صباح الطير وين البلد ركت ؟ ما عاد هواك يفتح فى الكتمة شباك النزيف وين تكيتك فى الغيمة شطيف النجوم ريف الجسد صدرك سبلوقة اللبن الحريف داسينى فيكى نضر والأنبياء فاتوا والأنبياء بين بين قاعدين فى ضل النار داسينى فيك نضر فى غفلة جو الكفار وطارت حمامة الغار لاقونى ناشف ومر ما ذنب جلد الطار لو غنو بيهو شتر ما تخافى الله معاك وكل الملائكة سمر
فكان حزن هذا الجنوب هو" الحزن النبيل" ولأننا " سمر " نولد على نيل ، ونموت على صخرة - محشورون - تعصفنا مدن ، وتقتلنا ثلوج ، وتقبضنا عساكر دون ذنب غير أننا نغنى معك لأمهاتنا ورائحة الخبيز....
..." كل ما تباعد بينّا عوارض
كل ما هواك ياطيبة مكنّى"
ولأننا نحمل على وجوهنا صورة أبينا جميعاً " عم عبدالرحيم يا كمّين بشر " لكنها وتلك " التى أنجبتك قطاراً وحقيبة " تلك المعذبة بالتاريخ ، والمخضبة بالدماء الطاهرة ، والمسكونة بالأرواح الطيبة .. تلك السمراء يأمنها القلب ، وتعرفه.
بيننا يا مصطفى حنين الدم ولا نستطيع منه فكاكاً أبدا - وهذا ما يجعلها تبدو لنا أحسن - تـلك الحياة - الناس البسطاء ، التواصل ، الغنـاء ، الحرية ... أقول لك .. أكذب دائماً فى الرسائل وأكتب سعيداً أنا هنا ، وأشهدك على هذا الكذب ، وأمى بسيطة ولها رأى فيما تغنى ، هى ترى أنك موسيقى موهوب .. وتطرب لعودك حد البكاء مرات عديدة ... أمى يا أبا سامر ليست سوى أم الحسن فى قصيدة عبدالرحيم _ لا فرق .
أذكر صيفاً حاراً بالإسكندرية - صيف 92 - يومها تسللت إلى المسرح بصحبة صديق ، أدهشنى هذا القدّاس الأفريقى الذى تتوسطه أنت وصوتك يهدر ويتوغل فينا بعمق البساطة ، وبساطة الدهشة ، وقفت لأهتف ، واحد من مريديك يهلل فرحاً ..." من الواسوق أبت تطلع .. من الأبرول أبت تطلع "
فى الأستراحة وصلت لك وقدمنى الصديق الذى غيبت إسمه عن ذاكرتى لأنه قدمنى ببرود قائلاً إسمى وأتبعه " مصرى " - رردت عليه أمامك :
" والله نحنا مع الطيور الما بتعرف ليها خرطة ... ولا فى إيدا جواز سفر "
كان هناك الكثير لدىّ أود أن أقوله ولكن بكيت وقلت لك بالنص بعد أن شكرتك على إبتسامة جميلة " أيها الرجل يجب أن تعلم أنى أحبك" ...
فى الصباح أعقبت رسالتى لصديقة حميمة بـ
" وضّاحة يا فجر المشارق .... غابة الأبنوس عيونك "..... أنا لا أعرف أحداً جيداً ،،،،، وفقط لدىّ اليسار عكس اليمين ، ولا أؤمن بأحد سوى البسطاء الذين تغنيهم وتغنى لهم ... ولكن ثمة شىء ما سوف يحدث ،،، ربما هو حلمك سوف يتحقق ، حلمك حلمنا ، وأنت بنا ، بك نحن
" جيل بيناتو بينات الوصول .. لحظة شهيق ".
...رائع أنت ولدى أسباب غير ميتافيزيقية لحبك ، أنا لا أعرفها كلها ولكن منها ما هو أماناً ما ، ،، وعشقاً ما ،،، وصدقاً ما .
فى صوتك أيها الرجل ... رائحة عرق أبى وجدل الطفولة والركض خلف الجمال المحمّلة بالقمح ... حبيبة تعرف الشمس الحارقة ... وبنات يعشقن قمر السماء وونس البيوت .
أيها النخلة مصطفى ... فى أعماقنا تزرع حنيناً، أنا لا أصدق أنك مت ...
" صحّى الموت سلام
مايغشاك شر ".
01-17-2008, 08:19 AM
الطيب برير يوسف
الطيب برير يوسف
تاريخ التسجيل: 02-22-2004
مجموع المشاركات: 456
سمرية سلامات واحترام شكرًا لهذه النافذة المضيئة ------------ إلى القيمة الإنسانية في تجليها إلى روح الفنان / مصطفى سيد أحمد ***
مُصطفى.. الوترُ الشّفيفُ المُصطفى
تزْهُو الحُرُوفْ لكيفَ تحتملُ الإشارات الحُروفْ إزّينتْ في حزنها أو.. كيفما رغمتْ أنوفْ تمضى.. إلى حيثُ الغناءُ قضيّةٌ والشّعرُ أغنية الألوفْ يا سيّدَ الأوتارِ والصّوت الّذي هزمَ المُحالَ وكلّ أسياجِ الظُّروفْ دالتْ دولةُ التّدجينِ والغبنِ المُعبئِ في استمالاتِ الحُتوفْ هيا انشبي يا دولةَ التبريحِ فينا كلّ أنيابِ التباعُدِ وانشبي أظفارَ مخلبكِ الوضيعِ وقطّعي أوصال دانية الحُروفْ * * * يسّاءلُ الآتونَ منك لتّوِهمْ من مثلهم؟ كانوا.. وكانوا مِلءَ أسماعِ الجمالِ وكلّ طائفةٍ تطوفْ يا سمعُ.. أرهفْ سمعكَ المنسوجَ من حزنِ النّبيلِ المُصطفى يا مُصطفى.. القلبُ أنبتَ ما زرعتَ فكيف غابتْ أغنياتٌ منك فى قلبٍ هَفا اصعدْ كما صعدَ الخليلُ بعزّةٍ نحو الذي سمّاكَ في المنفى غريباً ثُمّ أهْداكَ الوفَا أيْ مصطفى.. قلْ .. مالَ صوتي خافتٌ لا يَرتقى حُزْني ويعرجُ للحنينْ كلّ الذين تحبّهمْ صَعدوا إليكَ لتَّوِهمْ لم يترُكوا غيرَ الأنينْ قدرٌ غناؤُكَ أنْ يكونَ ملاذهمْ شرفُ القصيدةِ أن يصونَ بقاءَها وترٌ أمينْ وترُ الشفيفِ المصطفى * * * يا مصطفى صكّتْ عجوزُ تناغُمي ورمتْ بحرفِ العقمِ منّي يا ولدْ للّه زرعُ مشاعري فرحاً ومَا هوانا..سِوى البلدْ أمدُّ قلبي للسّلامِ مصافحاً قلباً جَلدْ يمتدُّ صوتكَ نابتاً خبزاً.. وماءً للذين نحبّهمْ جُبلوا على هذا الكََبَدْ يمتدُّ منك مقاصلاً ومشانقاً للضدِّ.. في أبدِ الأبدْ * * * يا مصطفى أبكي على حرفٍ أبَي ما لاحقَ الحرفُ المقاماتِ الكُتُوفْ قد حتّمَ الظّرفُ الظُّروفْ بل أحكم الوضعُ الظُّروفْ لو هَدّني.. مثلَ الذى هدَّ الجبالَ وصاغني سرُّ التّصوّفِ ما اهتديتُ إلى حُروفْ تُوفيكَ حزنكَ للسّنابلِ حين تبذُرها بصوتكَ فى الجروفْ * * * أستجمعُ الآن الحروفَ ألملم الصّوتَ الجريحْ وقفوا على شطِّ الوداعِ دموعهم .. فى قبضة الأمل الذّبيحْ لو كان يملكُ أن يكون فداءكم لرأيتهم.. كُلٌّ خلاصٌ فى عذاباتِ المسيحْ العينُ ما وسعتْ تضيقُ إذا ترى وطناً يضيقُ بنعشكَ المحمُولِ في القولِ الصّريحْ يمشونَ خلفَ كلامهمْ الخطوُ خطوُ العجزِ في الزّمنِ الكسيحْ لو كان ينفعُ إنّما.. لو حتّم الظّرفُ الظُّروفْ هل يقدرُ الحرفُ الوقوفْ لو هَدّني.. مثلَ الذى هدَّ الجبالَ وصاغني سرُّ التّصوّفِ ما اهتديتُ إلى حُروفْ تُوفيكَ حزنكَ للسّنابلِ حين تبذُرها بصوتكَ فى الجروفْ * * * يا مصطفى فليهزم الله التّمنّي حين يعجزنا التّمنّي رغبةً في.. كنتُ.. لوْ!! هذا أوان الفجرِ طيَّ خلاصهمْ الصّوتُ صوتُكَ ليس سهوْ صوتٌ شفيفُ الحسِّ ينشئُ منتدى أنت الذي صنعَ المقاماتِ.. القمرْ إذْ كنت في سمرِ العنادلِ.. مُبتدا حتّامَ تمنعُكَ الصّوالينُ الخبرْ يرتاحُ في دمكَ الذّكيّ لهاثنا يرتاحُ من هذا الضجرْ نرنو هناكَ لرايةٍ غرقتْ ويرتفعُ العويلْ تبدو كما لو كنتَ تُعلنُ أو تغني.. مقطعاً للحزنِ من أسفِ الرحيلْ تبدو كما لو قلتَ ليْ: هدأَ الهديلْ يا أيّها الولدُ الدّليلْ كيف اسطعتَ تهدئةَ الهديلْ لو هززتَ حبالَ أجراسِ الغناءِ منبّهاً.. هلْ يمنعُ الجرسُ.. الصهيلْ * * * يا مصطفى.. يا واقفاً أقصي حدودَ الصّبرِ أشهى من غناءِ الصّدقِ في هذى الحياةْ يا ضوعَ تجوالِ الحنينِ على البيوتِ الساكناتْ يا مِسْكَ آلاءِ الحروفِ على نضالِ الأغنياتْ ألقاكَ.. في صدقِ الحروفِ وفي شفيفِ الذّكرياتْ في الغناءِ الصدقِ في طرق التّمترسِ والثباتْ أو صِبا لحنٍ.. تلامعَ في قصيدِ العارفاتْ ألقاكَ.. لا خورٌ يُكبّلُني ولا.. حرفٌ فتاتْ
01-17-2008, 08:50 AM
سمرية
سمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803
آثرت فى هذه السانحة أن أنقل كتابة شجية فى ذكرى مصطفى نفحنا بها الصديق الغائب والصحفى المهاجر فتح العليم محجوب الشهير بجهاد الفكى فى موقع سودانايل اليوم :
مصطفي سيد احمد: أحاديث وذكريات في ذكرى رحليه الثانية عشرة
تمر علينا اليوم الخميس الذكري الثانية عشرة لرحيل الأستاذ المبدع مصطفي سيد احمد ،وتتداعى في الذاكرة ذكريات هن صدى لسنين حاكيات ،يتقافز بعضها فوق بعض أحس أنها طازجة كأنها لم تمض عليها كل تلك السنوات . كان آخر لقاء بيننا ، في يوم 17 يناير 1993 بشقتك في عمارة النصر بالجيزة – لكنك لم تقل لي ما هي حكايتك مع هذا التاريخ 17 يناير - كان لقاء لا ككل اللقاءات التي جمعتنا من قبل وما أكثرها .كأنك كنت تعلم انه اللقاء الأخير،فكلما هممت بوداعك والانصراف كنت تصر على بقائي وتتعلل بأن الوقت ما زال مبكرا رغم ان الليل كان قد انتصف . قلت لك بأن صديقنا الخلوق السمؤال محمد الحسن قرأ على مجموعة من قصائده فكانت قمة في الرقة والعذوبة وافقتني الرأي وانتهزت الفرصة وضيقت عليه الخناق ،قلت للسمؤال لن تغادر اليوم قبل ان يكتب لك مجموعة من قصائده .جهزت له غرفة على مبعدة منا ورزمة ورق وقلم وأغلقت عليه الباب. بثينة وسلمى الشيخ منهمكتان في المطبخ في إعداد العشاء ،وروائح السمك تزلزل كيان معدتي . يدخل زائراك القادم من السودان تستأذن الحضور وتدخل معه غرفة بشير ،تنادي علي والأستاذ يوسف الموصلي ،أبلغ الزائر رسالته التي حملها له وزير إعلام النظام آنذاك الطيب سيخة ،قال : احمل لك ضمانات من الطيب سيخة شخصيا لدخول الخرطوم واقامة ثلاث حفلات بقاعة الصداقة وبعدها تغادر في اي وقت تشاء " استعدلنا " للضيف وتناولناه أنا والموصلي ،هاشم ودراوي يقتحم الغرفة ويقول للضيف ومن الذي يضمن سيخة ويضمن نظاما خان شعبه ؟ النقاش كان حاميا لابد ان مندوب سيخة قد ندم كثيرا في ذلك اليوم . مصطفى هل تسمع ديك الصباح ؟ فيومها لم تكن هناك أنفلونزا طيور او صقور ولا يحزنون . نحن الآن في " وش "الفجر الساعات الأولى من فجر الاثنين ولم يتبق سوى سويعات قلائل وتغادرنا الى الدوحة مستشفيا ، لا بد انك بحاجة للراحة وترتيب أوضاع الأولاد مع بثينة وبشير .ولكن يبدو ان سخونة النقاش مع ضيفك مندوب سيخة قد أغرتك بالجلوس حتى بعد مغادرته لتحليل مغزى الدعوة وتوقيتها، ربما ظن هؤلاء الحمقى ان الملايين التي وعدوا بإعطائها لك سيسيل لها لعابك ، فهم لابد انهم يعلمون بالظروف الصعبة والقاهرة التي تعيشها ،ولكن فات عليهم انك نبض شعبك وضميره الحي لن تبيع قضيتك حتى لو منحوك الذهب ، رؤانا اتفقت في تحليل الدعوة ، انها لا تعدو كونها محاولة رخيصة لاستدراجك للعودة إلى الخرطوم،واستخدموا هذا المسكين ،ولابد انك يوم أن تطأ قدماك ارض الوطن سيقلون لك بكل فظاظة وقبح عرفوا به ودشنوا به عهدهم المشؤوم: لا غناء ،ولا قاعة صداقة ،ولا حفلات ،لا جلسات استماع ،لا علاج ولا مغادرة ،سيكررون معك السيناريو الذي خدعوا به أسرة الشاعر الكبير سيداحمد الحاردلو – أسال الله له الصحة والعافية - فهؤلاء الناس لا يرعون عهدا ولا ميثاقا . هاهي عقارب الساعة تشير إلى الرابعة صباحا وحضورك للمطار يجب ان يكون عند العاشرة صباحا ،نزلت معنا السلالم وأنت تتدثر بالبالطو البيج وتضع بشكيرك على كتفك كعادتك . قلت لهاشم ودراوي لماذا لا تصورنا هنا فالتقط لنا صورة هي الوحيدة التي بقيت معي .
لعل اكثر ما يضايقني ويكدر علي حياتي عندما أتذكر تلك اللجنة التي كونها: فيصل محمد صالح ، عبدالله احمد عبدالله "ود السجانة " المرحوم سامي سالم، زين العابدين الطيب ، حسن احمد حسن ، عمر الخير ، بدرالدين حسن على وشخصي لتنظيم حفل تأبين لك وفشلنا بعد عشرات الاجتماعات في جمع بضع مئات من الجنيهات المصرية .ووقف التجمع الذي كان يفترض ان يمول الحفل موقف المتفرج.
ان أطلقت العنان لقلمي يسطر ما حوته الذاكرة سأسود الكثير من الصفحات عنك ولكنني سأكتفي هذه المرة بنتف صغيرة على أمل ان اعود للكتابة عنك قريبا .
لا تزال كلماتك عن الفنان الشباب خالد محجوب " خالد الصحافة " ترن في أذني
وجدتكما تجلسان قي الغرفة " الجوانية " تبحث في حقائبك عن شئ ضائع : قلت خير يا مولانا . والله بفتش عن دواء روسي من الأعشاب سره باتع لصديقك سيف الجامعة ،هذا الدواء يستخدمه الروس في علاج الكثير من الأمراض ،ثم التفت نحوي وقلت : هل تعرف هذا الشاب فأجبتك بالنفي ،قلت هذا خالد محجوب الذي سيكتسح الساحة الفنية وأخذت العود وبدأت بالعزف وغنى خالد .قلت أرجو ان تتذكر كلامي هذا: خالد محجوب سيكتسح ساحة الغناء السوداني عما قريب .
اذكر انني سألت ذات مرة وسيداحمد وسامر يلهوان ويتقافزان من حولنا ، تحاول ضبط حركتهما بلا طائل قلت لك من منهما سيكون خليفة مصطفي سيداحمد فاجبت على الفور : سامر هذا " سيهري "الشعب السودان غناء وتذكر حديثي هذا وبعد سنوات التقيت سامر وعلمت انه يعزف الجيتار وارى انه عما قريب "سيهرينا "
" غناء".
هل تذكر ذلك اليوم الذي زرناك فيه أنا وطارق الجزولي وجدنا معك الفنان الرقيق احمد الفرجوني جاءك مندوبا عن الراحل الشريف زين العابدين الهندي . هل تذكر أوبريت سودانية او أوبريت الهجرة والاغتراب الذي أهديتك نسخة منه ، وظللت تردد مقاطع منه ووعدت بتلحينها وحرصت على اصطحابه معك إلى الدوحة . لا اعلم ان كنت قد لحنتها أم لا.ولكن ما اعجب له حقا الضجة التي أثيرت حول الأوبريت ومحاولات التشكيك في نسبته للشريف زين العابدين .
مصطفى الذكريات كما قلت كثيرة ولكن ما أسعدني حقا انني وجدت في موقع " المسطبة " مقالا من ست مقالات كنت قد نعيتك بها في زاويتي أصداء بجريدة" الاتحادي الدولية " ومع ترحالي وتجوالي بين اكثر من عاصمة فقدت كل أرشيفي
ويسعدني هنا ان انشر هذا المقال الذي جاء بعنوان :
بعنوان مصطفى سيد أحمد .. الرحيل المبكر
"لك الحمد أن الزرايا عطاء وأن المصيبات بعض الكرم لك الحمد مهما استطال البلاء ومهما استبد الألم" بدر شاكر السياب ما بال هذا الزمان "اللئيم" يفجعني كل يوم برحيل عزيز ويختطف الموت أخاً وصديقاً عزيزاً كنا ندخره للغد المشرق الجميل، للمستقبل الواعد الذي بشر به وتغنى له. رحل الأستاذ الفنان .. الشاعر .. الإنسان مصطفى سيد أحمد، وتوقف القلب الكبير بحب الناس والوطن عن الخفقان، رحل مصطفى في صمت وفي شموخ وكبرياء بعيداً عن الوطن وعن أولئك "الغبش" الذين أحبهم وتغنى لهم، رحل وهو يصارع الآلام "الفشل الكلوي" والغربة والمعاناة وتحمل كل ذلك بثبات المؤمن برسالته. ومصطفى سيد أحمد هو مجدد الأغنية السودانية -بلا منافس- الذي أعاد إليها حلاوتها وعذوبتها وخصوصيتها ورومانسيتها، فدخل قلوب الملايين من أبناء شعبه الذين أحبوه وأحبوا فنه. مصطفى سيد أحمد، يجسد قضية التزام الفنان بقضايا أمته وشعبه وجاءت روائعه "عم عبد الرحيم" ،"شهيق" "كل ما تباعد بينا عوارض" و"أبيت الكلام " تعبيراً قوياً عن هموم الشباب وأجيال ما بعد الاستقلال، ووضعته تلك الروائع في مرتبة واحدة مع كبار الفنانين والمطربين الذين سبقوه بسنوات هذا إن لم يكن متقدماً عليهم. ورغم الحرب غير المعلنة التي شنتها أجهزة إعلام الرسمية وعدم إفساحها المجال لمطرب في قامته ، إلا أن ذلك لم يثنه عن أداء رسالته والتزام جانب الشعب والتعبير بصدق عن قضاياه وكل ما يهمه .لقد استطاع مصطفي خلال فترة وجيزة عبر جلسات الاستماع وأشرطة الكاسيت أن ينشر أعماله بصورة أذهلت الجميع. ذلك لان مصطفى سيد أحمد، كان مدرسة متفردة في الغناء السوداني ، أحدث ثورة جديدة في الأغنية في المفردة واللحن والموسيقى والأداء ينتقي نصوص من نبض الجماهير بشفافية متناهية، ترمومتر الاختيار عنده شباب الجامعات الذين فتنوا بأشعار حميد، والقدال في أوائل الثمانينات ومن بعد بأشعار عاطف خيري، أبا ذر الغفاري، والصادق الرضي، يحي فضل الله، ومدني النخلي،شمو،ازهري محمد على ،وجمال حسن سعيد وغيرهم فظلوا يرددونها كثيراً في منتدياتهم فجاءت تلك الأشعار أكثر حميمية وصدقاً وتعبيراً عندما لحنها وتغنى بها مصطفى. لهفي عليك يا أبا سيد أحمد، وسامر، ولهفي على بثينة تلكم الإنسانة النبيلة التي صمدت وقاست وتغربت ووقفت إلى جانبك في المحنة فكنتما مثالاً نادراً للوفاء والحب الصادق النبيل. رحلت أيها النبيل في صمت دون وداع، وكأني بك تردد مع محمد مهران:- وطني هل تسمعني الآن أنا ما زلت أغنيك كما كنت لم أتخلف يوماً شأني شأن الناس البسطاء من طعموا خبزك .. لكن ذرة صفراء من شربوا ماءك عكراً في الترع السمراء سلام عليك في الخالدين يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث حياُ وحزني عليك عظيم.
01-17-2008, 10:11 AM
سمرية
سمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803
Quote: آثرت فى هذه السانحة أن أنقل كتابة شجية فى ذكرى مصطفى نفحنا بها الصديق الغائب والصحفى المهاجر فتح العليم محجوب الشهير بجهاد الفكى فى موقع سودانايل اليوم :
بكيت حتى انتهت الدموع
صليت حتى انطفات الشموع
ركعت حتى ملنى الركوع
سالت فيك عن محمد
طلع البدر علينا
من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا
ما دعا لله داع
ايها المبعوث فينا
جئت بالامر المطاع
جئت شرفت المدينة
مرحبا يا خير داع
***********
سالت فيك ..
عن محمد وعن يسوع
مهما هم تاخروا فانهم ياتون
من درب رام الله او من جبل الزيتون
ياتون فى الرياح
والاشجار والغصون
لكنهم ياتون
ياتون فى سلامنا
ياتون فى كلامنا
من دموع امهاتنا
ياتون فى اصواتنا
من اعين الغاليين من امواتنا
ياتون مثل المن والسلوى
من السماء
ومن دمى الاطفال
من اساور النساء
يسكنون الصخر والاشجار والاشياء
باقة انبياء
ليست لهم هوية
ليست لهم اسماء
لكنهم ياتون
من درب رام الله
او من جبل الزيتون
من حزننا الكبير ينبتون
ومن شقوق الصخر يولدون
باقة انبياء
ليست لهم هوية
ليست لهم اسماء
( اجراس العودة - درويش / نزار قباني )
01-17-2008, 10:27 AM
سمرية
سمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803
قاسم أمين ------- لماذا غناها ليلة30 يونيو89 شفافية مصطفى الحادة قادته إلى أن شيئاً ما سيحدث غدا 30 يونيو وكان ذلك بشهادة رفيق دربه الأستاذ عبدالله محمد عبد الله وفي ليلة 29 يونيو 1989م طلب مصطفى من مجموعة من عازفيه أن يذهبوا لتسجيل بعض الأغاني وقام بغناء رائعة محجوب شريف (عشرة مقاطع للحياة) وغنى لمحمد الحسن سالم حميد (قاسم أمين) وغنى الكثير وطلب أن يُحفظ ذلك للأجيال القادمة وبعدها بسويعات أطل طائر الشؤم ونعق البوم قبل شروق شمس 30 يونيو 1989 .
تكثفت سحابات الحزن أمامنا وكأن أعيننا رغم أنها مفتوحة تماماً يبدو أنها أُصيبت بنوع من الخدر وربما نتوهم أن الظلاميين أعداء الفرح تمكنوا حتى من إصابة أعيننا من الرؤية وهي تسبح في ماء الذكريات لتجتر شيئاً من الماضي . ويبدو أن الوهم قد تحول إلى حقيقة فبغياب مصطفى انطفى ذلك الكوكب المشع ونزل ذلك برداً وسلاماً على الظلاميين أصحاب (التوجه الحضاري) أعداء الوطن ، إلا أن فرحتهم بغياب مصطفى لن تطول لأن الكنوز التي خلفها الراحل المقيم ستظل باقية أينما وجدت وستبث فينا الأمل أينما كنا لما فيها من قيم فنية وإنسانية حقه .
مصطفى .. مصطفى .. مصطفى أحقاً فقدناك ؟ وهل تفتقدنا ؟ كم المسافة بيننا لماذا حضرت في هذه الزيارة القصيرة لتذهب إلى الزيارة الطويلة ؟ هناك يرقد مصطفى في رحم الأرض التي أنجبته وبادلها حباً بحب وعشقاً بعشق ووفاءً بوفاء وهي تحتضنه وتغمره بفيض حنانها ، لقد بدأ مصطفى المشوار فهل سنكمله ؟
- عن مقال للكاتب عبد الوهاب همت -
01-17-2008, 10:48 AM
سمرية
سمرية
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 2803
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة