دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
الإختباء الأدبي الى متى ؟؟!!
|
( القاهرة تكتب ، لبنان تنشر والخرطوم تقرأ ..) !!
ربما كانت هذه هي اللعنة التي لازمت الساحة الادبية بالسودان ، فالقراءة في حد ذاتها عمل أدبي في غاية الروعة فالقاريء السوداني قاريء مميز وناقد بفطرته لو استطاع ان يستثمر ذلك في اتجاه علمي لتميزت الساحة الادبية السودانية ولفتت الانظار اليها ، والقراءة هي الطاقة الذي تستولد الشعراء والادباء والمفكرين والنقاد ، فليس هناك أديب لا يقرأ ، وليس هناك شاعر لا يتعاطى شعر الآخرين ، والادب بوجه عام تبادل خبرات ، اذن ماذا استفاد القاريء السوداني مما قرأه .. تحول الى شاعر كسول ، او أديب متقاعد ، او كاتب هاوي ؟؟؟!! أين الاحتراف في الادب السوداني ؟؟؟؟ والمثقف السوادني مثقل بهمومه ، الاجتماعية ، الاكاديمية ، الاقتصادية والسياسية ، والتي جعلت الساحة الادبية تتشابه في كثير من أعمالها التي تطرح ، فالاعمال الادبية في السودان مازالت تنهج نهج واحد لا تحيد عنه ، وتعيش في زنزانة واحدة لا تستطيع التحرر منها ، انها زنزانة الموروثات والتي تقيد نسبة كبيرة من ثقافتنا ، تفكيرنا , وسلوكنا. الساحة الادبية تحتاج لاعادة صياغة بداية من تصحيح الفهم العام نحو الاحتراف الادبي ، وان يجد الشاعر او الاديب السوداني التقييم المناسب فبدافع هذه الثقة يستطيع ان يُقدِم على نشر أعماله التي ستجد الرواج الكافي والمحفز . ومن المهم جدا ولوج ( النقد الادبي ) الى اعماق الساحة الادبية والتي تفتقده كثيرا ، فالكل يريد ان يعبر عن ذاته عن خبراته عن تجاربه وعن همومه ولكن لربما ان استطاع ان يفك طلاسم ما يكتبه الآخرين داعما افكارهم ،احساسيهم وتجارهم بوجهة نظره الثاقبة والتي افزرتها سنوات ممتدة من التنقيب ،البحث والاطلاع في ساحات الادب عامة .
القضية المطروحة هي : الاحتراف الادبي في السودان ، وتمركز النشاط الادبي في الانتاج السردي دون بقية النشاطات .. !
الساحة الادبية مليئة بكثير من الاعمال الادبية السردية هذا بشكل رسمي اما في النشاط الشعري فعدد الاعمال الشعرية التي لم تر النور لا تضاهي كل الذي تم نشره ، ولكن تبقى المشكلة ما السبب وراء اختباء تلك الاعمال ؟؟!!
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الإختباء الأدبي الى متى ؟؟!! (Re: سمرية)
|
الأخت سمرية
كل عام و إنت بألف خير و الأسرة الكريمة
إن السبب الذي جعل هذا البوست يمرق من بين أصابع المداخلات حتى وصل الصفحة الثالثة دون أن يتداخل أحد .. هو بيان عملي على تعامل أدباء و شعراء السودان مع الإنتشار و إختيارهم الإختباء في قوقعة إجترار إبداعاتهم مع أنفسهم و مع شللياتهم في حيز أضيق من ضيق.
Quote: الساحة الادبية مليئة بكثير من الاعمال الادبية السردية هذا بشكل رسمي اما في النشاط الشعري فعدد الاعمال الشعرية التي لم تر النور لا تضاهي كل الذي تم نشره ، ولكن تبقى المشكلة ما السبب وراء اختباء تلك الاعمال ؟؟!! |
التواضع خُلة حميدة و صفة مطلوبة .. إلا في سياق نشر ما ينفع الناس على الملأ ..
السودانيون مجبولون على تواضع سلبي في هذا المجال. و بشكل خاص في مجال نشر حصاد الفكر و التجربة في مجاليْ الأدب و الشعر. هنا في الرياض .. إكتشفنا أن هناك أدباء و شعراء بأعداد مهولة ... مما حدا بنا في تكوين رابطة رعاية الأدباء و الشعراء لتشجيع هذا الكم الهائل لإخراج مكنوناتهم للقراء ..
في الغرب عموما.. تقوم مكاتب متخصصة عن طريق ناشرين محترفين بتعقب و تقصي أخبار المبدعين و المبدعات و تقديم عروض مغرية لنشر أعمالهم.
موضوع هام للغاية يا سمرية
دمت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الإختباء الأدبي الى متى ؟؟!! (Re: ابو جهينة)
|
Quote: والشخصية السودانية حقا مجبولة على التواضع واضيف على ذلك هي مجبولة ايضا الزهد عن الشهرة والاضواء .. وهذا خطأ فادح يرتكبه الكثير من شبابنا المبدعين حيث يعتقدون ان الشاعر الجيد او الاديب الجيد .. يؤسس دولته الادبية عبر هذا التواضع السلبي وعدم الاهتمام الجاد بنشر اعماله بشكل علمي ومنظم!!
هذا الى جانب عدم اهتمام الدولة بالمبدعين وورعايتهم ولا بالتعريف بالادآب عامة وتسويق ذلك ، هذا الى جانب اهتمام الدولة فقط بالشعراء او الادباء الموالين للنظام وحسب.
هناك شيء آخر وهو الحساسية المفرطة من جانب الاديب او الشاعر السوداني تجاه المثقفين والادباء العرب .. وهذا الامر ادى بالتالي الى شعور الاديب السوداني بان مؤسسة التقافة العربية تتجاهله عمدا .. فنحن في السودان نعرف عن كثب معظم الادباء العرب ولكنهم لا يعرفوننا ، الا القليل من ادبائنا امثال الطيب صالح والفيتوري !!
وهذا هو الاختباء الادبي الذي اتحدث عنه ، |
كلام في الصميم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الإختباء الأدبي الى متى ؟؟!! (Re: Elawad Eltayeb)
|
تحية يا سمرية (هبة عثمان)...
ألا توافقيني أن ما ينشر هذه الأيام على صفحاتنا الثقافية من شعر لا يحمل من هموم الشعر سوى الاسم... هناك العديد من الكتاب المتمكنين في القصة والشعر، لكنهم لا ينشرون؟ لماذا؟ لأن الملفات الثقافية تعتمد على الشلليات أحياناً وعلى الصداقات... ومايزال الكثير المثير في الأضابير.... فحتى يحين وقته نأمل أن تبتهج ساحتنا الثقافية قليلا بالرصين والجميل.... ولك الود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الإختباء الأدبي الى متى ؟؟!! (Re: سمرية)
|
Quote: الاخ العوض ، شكرا للمرور الكريم .. وكل عام وانت بالف خير ..
الا ترى مثلي ان الاديب او الشاعر المختبيء .. يساهم دون قصد في عزلة الادب السوداني ؟؟!! |
بلى.
أضف إلى ما تفضلتِ به، وبنظرة كلية سنكتشف أن عزلة الأدب السوداني هي جزء أصيل من العزلة الكلية للوطن السوداني. فرغم إحتفالنا بالإستقلال كل عام.. إلاّّ أننا ما زلنا تحت نير الإستغلال.. ودور الأدب هنا حيوي لأنه الوحيد الذي يمتلك روح التمرد والتغيير الحقيقي وليس فقط ما تمتلكه السياسة من أدوات مثل الإنقلاب والتمرد عسكري والسلام الفوقي الذي ليس له علاقة بالواقع حيث أن القيادات المزيفة تنتج بالضرورة سلاماً مزيفاً لأنها غير مرتبطة بعلاقة شرعية مع القاعدة التي تدعي تمثيلها ولغياب المعيار الحقيقي لكشف حجمهم الحقيقي وهو الديمقراطية وأدواتها.
كما أن للأدب دور حيوي في إمساك المرآة وكشف حقيقة ما يحدث وتسليط الضوء على البؤرة المظلمة التي تقود الوطن إلى حتفه وأول بديهة هي أن الأدب المستنير سيكون مستهدفاً من قبل قوى الظلام لأنه يعني نهايتها، تعريتها، وكشف زيفها.. لكن كل ليل يعقبه صباح ولا شك أنه بقدر ظلامية ما يحدث سيكون الإصباح باهراً..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الإختباء الأدبي الى متى ؟؟!! (Re: إيمان أحمد)
|
Quote: This is a deserving post. I hope to read more I agree with you that web sites helped, yet I often feel that a more active effort is needed |
العزيزة ايمان ، فعلا ان المبدع السوداني يحتاج للكثير من الدعم ، في البدء هو يحتاج ليكتشف ذاته وذلك من خلال الثقة الكاملة بموهبته ، ثم ياتي بعد ذلك الدعم المعنوي من ادباء ذاع صيتهم من قبل .. وقد لاحظت انناكبشر عموما لا نعترف بالاجيال التي تاتي بعدنا ونهمش ما يقومون به ولا نعطيهم حقهم الكامل ... وهذا نوع من الانانية والاستحواذ على الاشياء دون وجه حق .. فأين دور اتحاد الكتاب السودانيين من هؤلاء المبدعين الشباب ( جيل اليوم ) والذي هو يحتاج ليثبت كيانه من خلال مواهبه وابداعاته والتي ما هي الا نتاج دمج ثقافي ما بين الجيل السابق والجيل الحديث .. ؟؟
وماهي المشاريع التي تقدمها الدولة لصقل هذه المواهب وتسليط الضوء عليها ؟
بالنسبة للدعم وما الى ذلك .. يجب ان يحدد المبدع نوعية الدعم الذي يحتاجه .. فهناك من لا يحتاج لدعم معنوي .. لانه يثق تماما في اعماله ولكنه ماديا يحتاج للكثير من الدعم ليقدم على النشر !
وهناك من يحتاج لدعم اعلامي ..
وهناك من يحتاج لدعم ثقافي .. واجتماعي .. وسياسي !
وهذا يختلف باختلاف المادة التي يرغب في نشرها ...!
شكرا ايمان على مرورك الكريم ... واتمنى عودتك لنستفيد من تجربتك وارائك ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الإختباء الأدبي الى متى ؟؟!! (Re: Elawad Eltayeb)
|
Quote: وبنظرة كلية سنكتشف أن عزلة الأدب السوداني هي جزء أصيل من العزلة الكلية للوطن السوداني. فرغم إحتفالنا بالإستقلال كل عام.. إلاّّ أننا ما زلنا تحت نير الإستغلال.. |
الاخ العوض ، ان عزلة السودان ازلية ، فالسودان ومنذ الاستقلال لا يزال غارقا في ترتيب شؤونه السياسية وتجميع اطرافه المبعثرة (اجتماعيا وسياسيا ) وانغماسه المستمر في خلافات لا تنتهي وصراعات داخلية وحروب اهلية طاحنة .. وللاعلام السوداني دور كبير واساسي لاغلاق طوق العزلة تماما والمساعدة في نشر اراء سالبة عن الانسان السوداني .. !!
وفي اعتقادي ان اول خطوة لتحطيم طوق العزلة هو عبر الفنون والآداب ، (المسرح والسينما والدراما الخ .. )والاهتمام بهكذا فنون من قبل الدولة في المقام الاول .. ومن قبل المتلقى السوداني للتشجيع ودعم المسيرة الفنية .. وينطبق هذا ايضا على الأدب حيث ان الشعوب عرفت الكثير من الدول البعيدة عبر الراويات التي تنشر وعبر الاشعار التي تردد .. !!
وكانت الفرصة مواتية ابان اعلان الخرطوم عاصمة للثقافة العربية 2005 مازال استفدنا من تلك الفرصة ؟!
هل انكسر طوق العزلة الثقافية ام مازال السودان بعيدا تماما عن الاضواء الثقافية؟
ان العزلة السودانية قد تكون لاسباب ذاتية وجغرافية وموضوعية ...
فالسودان مازال يعاني من مشكلة الهوية .. والتأرجح ما بين العروبة والافريقية .. وهذا ما جعله رافضا تماما للانضمام لركب الشعراء العرب .. كنوع من الآنفة والكبرياء لعلمه بان الشعوب العربية لا تعترف بالانسان السوداني .. !
اما عن دور الادب .. فهو يشكل الركيزة الاساسية لدعامة التقدم الثقافي .. حيث يلعب دورا حيويا كما ذكرت في ربط الكيان السوداني وثقافته بالمتلقى البعيد الجاهل تماما للفكر السوداني وارثه وتاريخه ..!!
ولك خالص الود اخي العوض وعذرا للتأخير الغير مقصود .. ولارائك الدسمة ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الإختباء الأدبي الى متى ؟؟!! (Re: سمرية)
|
يا هبة خالص التحايا
التسويق Marketing ولا اقصد هنا الجزء التجاري منه فقط وانما الاعلامي الاعلاني وهذا شان مؤسسات ودولة.. القليل من الادباء السودانيين الذين عرفو خارج الحدود تعاملت معهم مؤسسات في دول فيها القدر الادني وبعضها الاعلي من اهتمام بتسوييق الادب وليس بالضرورة لا ستهلاكه محليا لديهم وانما اي مكان او بفهم "رددنا بضاعتكم اليكم " (بضاعة صحبكم الذي لم تكن تعرفوه ) ...الشعارات ليست تسويقا والمفاضلة بثراء محتوي الانتاج لا يكفي وكثيرين ممن اشتهرو في الدنيا محتوي انتاجهم ليس بالضرورة باذخ ولكن كاف لاقناع مؤسسات التسويق بجدوي المردود ...
مودتي ابوبكر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الإختباء الأدبي الى متى ؟؟!! (Re: abubakr)
|
Quote: الاخ العوض ، ان عزلة السودان ازلية ، فالسودان ومنذ الاستقلال لا يزال غارقا في ترتيب شؤونه السياسية وتجميع اطرافه المبعثرة (اجتماعيا وسياسيا ) وانغماسه المستمر في خلافات لا تنتهي وصراعات داخلية وحروب اهلية طاحنة .. وللاعلام السوداني دور كبير واساسي لاغلاق طوق العزلة تماما والمساعدة في نشر اراء سالبة عن الانسان السوداني .. !!
وفي اعتقادي ان اول خطوة لتحطيم طوق العزلة هو عبر الفنون والآداب ، (المسرح والسينما والدراما الخ .. )والاهتمام بهكذا فنون من قبل الدولة في المقام الاول .. ومن قبل المتلقى السوداني للتشجيع ودعم المسيرة الفنية .. وينطبق هذا ايضا على الأدب حيث ان الشعوب عرفت الكثير من الدول البعيدة عبر الراويات التي تنشر وعبر الاشعار التي تردد .. !!
وكانت الفرصة مواتية ابان اعلان الخرطوم عاصمة للثقافة العربية 2005 مازال استفدنا من تلك الفرصة ؟!
هل انكسر طوق العزلة الثقافية ام مازال السودان بعيدا تماما عن الاضواء الثقافية؟
ان العزلة السودانية قد تكون لاسباب ذاتية وجغرافية وموضوعية ...
فالسودان مازال يعاني من مشكلة الهوية .. والتأرجح ما بين العروبة والافريقية .. وهذا ما جعله رافضا تماما للانضمام لركب الشعراء العرب .. كنوع من الآنفة والكبرياء لعلمه بان الشعوب العربية لا تعترف بالانسان السوداني .. !
اما عن دور الادب .. فهو يشكل الركيزة الاساسية لدعامة التقدم الثقافي .. حيث يلعب دورا حيويا كما ذكرت في ربط الكيان السوداني وثقافته بالمتلقى البعيد الجاهل تماما للفكر السوداني وارثه وتاريخه ..!!
ولك خالص الود اخي العوض وعذرا للتأخير الغير مقصود .. ولارائك الدسمة ... |
يسلم يراعك يا سمرية.
تجدينني متفائل رغم كل شيء وأكاد أرى الأقلام وهي تحيك هذا النسيج الإجتماعي الذي مزقته السيوف والفتن.
وأن التأرجح بين الغابة والصحراء سيولد زبدة الإبداع السوداني الخالصة التي لن تجدي لها شبيهاً في العالمين.
وأن إضطراب الأمواج الذي يحدث الآن لا بد منه لكي يذهب الزبد جفاءاً ويبقى ما ينفع الناس..
عسى ولعل دعوتك هذه تخرج اللؤلؤ من صدفه.. وتستفذ الصامتين؛ فما عاد الصمت من ذهب في هكذا حال..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الإختباء الأدبي الى متى ؟؟!! (Re: Elawad Eltayeb)
|
Quote: وأن التأرجح بين الغابة والصحراء سيولد زبدة الإبداع السوداني الخالصة التي لن تجدي لها شبيهاً في العالمين.
وأن إضطراب الأمواج الذي يحدث الآن لا بد منه لكي يذهب الزبد جفاءاً ويبقى ما ينفع الناس..
عسى ولعل دعوتك هذه تخرج اللؤلؤ من صدفه.. وتستفذ الصامتين؛ فما عاد الصمت من ذهب في هكذا حال.. |
فعلا ان تيار الغابة والصحراء وزمرة المبدعين الذين التفوا حول هذين الرمزين ودلالاتهماعلى تكوين الهوية السودانية .. فتح آفاق ثقافية لهؤلاء المبدعين للاستفادة من الخصوصية التي تميز السودان جغرافيا .. وتنوع السكان الذي ادى الى افراز ثقافات متعددة هذا الى جانب التدرج المناخي والذي بالضبط كان له الاثر الكبير في التحكم بالمزاج السوداني ..
كثيرا ما كنت اقول ان الصمت ( حالة شعرية) فلو لم يصمت الشعراء لفاضت انهار الكلمات وغرقنا !
ولكن حالة الصمت الدائمة التي تكبل نشاط الكاتب السوداني حالة مقلقة جدا وتعد من اسباب العزلة الكبيرة التي تطوق السودان ..
شكرا اخي العوض ... فالحوار معك .. مفيد جدا وربنا يديك العافية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الإختباء الأدبي الى متى ؟؟!! (Re: abubakr)
|
( الأدب بضاعة تخضع لمقاييس الجودة والتسويق، فإما أن تكون البضاعة جيدة ويعرف أهلها كيفية تسويقها فتصبح مرغوبة رائجة، وإما أن تكون رديئة ولا يُحسن أصحابها الإعلان عنها والدعاية لها فتمسي بائرة كاسدة. وهناك حالات قليلة يؤدي فيها التسويق الجيد إلى ترويج بضاعة سيئة، وهذا هو الاستثناء الذي يؤكد القاعدة، كما يقول الفرنسيون. وتنمية العلاقات الأدبية مع أمة من الأمم ـ مثل تنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية ـ يتطلب إستراتيجية طويلة الأمد تشمل تطوير النظام التربوي، وترقية دراسة الآداب وترجمتها، ونشر تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وتشجيع المفكرين والأدباء ومد جسور الصداقة والتعاون بينهم وبين زملائهم من الأمم الأخرى، ودعم صناعة الكتاب وتكنولوحيا المعلومات والاتصال، والاستثمار في دور النشر ووسائل الإعلام في البلاد الأجنبية.)
هذا ما ذكره الكاتب العراقي د. صالح جواد الطعمة في كتابه ( العلاقات الادبية بين العرب والغرب )
ومن جانبي اقول ان مهمة تسويق الادب تحتاج لدور نشر تعي تماما امكانية المبدع السوداني .. فتسويق الادب يجب ان يتم بضوابط تحفظ للاديب حقه الكامل وتحفظ للمتلقى ايضا حقه في قراءة مادة جيدة .. وحقا ان التسويق لمجرد الاستهلاك فقط .. يقلل من شان الادب بشكل عام .. لان الادب يمثل نشاط انساني في غاية الاهمية فهو باختلاف بفروعه يهدف لتوصيل رسالة من خلال العبر والاستفادة من التجارب الانسانية من خلال مكنون المشاعر البشرية المختلفة .
وهو من اهم روافد الثقافة .. حيث ان فكر الانسان يعتمد على تاريخه ، دينه ولغته واذا تعقبنا مسيرة الشأن الادبي العالمي .. نجد ان هناك من استفاد من هذا السلاح الفعال .. خاصة فيما يتعلق بالشان السياسي .. !!
الاخ ابوبكر ..
عميق شكري للحضور الكريم وللمشاركة القيمة التي تفضلت بها .. والتحية للاسرة الكريمة ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الإختباء الأدبي الى متى ؟؟!! (Re: سمرية)
|
Quote: اذن ماذا استفاد القاريء السوداني مما قرأه .. تحول الى شاعر كسول ، او أديب متقاعد ، او كاتب هاوي ؟؟؟!! أين الاحتراف في الادب السوداني ؟؟؟؟ |
الحبيبة هبة .. لك تحيات .. واشواق ... الكتابة وما تعنيه للفرد كفعل ذاتي شديد الخصوصية يستمد منه احساس بالاكتفاء والرضا يجعله يرغب بنشره على الملا ان توفرت له القنوات الملائمة ... مقولة الخرطوم تقرا اصبحت كسجن وجعلتنا نكرس معظم وقتنا وانتباهنا للقراءة في محاولة يائسة لاثبات صحة نظرية ابتدعها غيرنا .. ونسينا اننا شعب يمكنه ان يكتب ويبدع كي يقرا له الباقون ...
Quote: والمثقف السوادني مثقل بهمومه ، الاجتماعية ، الاكاديمية ، الاقتصادية والسياسية |
لا اخفيك سرا ان اخبرتك بان الهموم التي ذكرتها اعلاه تقتل اي رغبة في الكتابة نفسها ناهيك عن احترافها ... الاحتراف يعني التفرغ والمتابعة .. والناس في بلدي يعانون من جملة اشياء تكبلهم وتجبرهم على التعاطي معها بصورة مستمرة بحيث يصبح وقت الفراغ المتاح للراحة فقط .. اذن هل نصنف احتراف الكتابة كعمل رفاهي ومن كماليات الحياة ؟؟؟ ربما في السودان اصبح كذلك .. فلا احد يهتم باحتراف مهنة لن توفر له الغذاء والكساء والدواء ...
Quote: الساحة الادبية تحتاج لاعادة صياغة بداية من تصحيح الفهم العام نحو الاحتراف الادبي ، وان يجد الشاعر او الاديب السوداني التقييم المناسب فبدافع هذه الثقة يستطيع ان يُقدِم على نشر أعماله التي ستجد الرواج الكافي والمحفز . |
ليت القائمين على امر بلادي يولون الثقافة والادب قليلا من الاهتمام .. فشعب بلا ادب ولا ثقافة هو شعب منقرض ... السودان ملئ بالمبدعين المغمورين تحت اطنان الاحباط والبلادة وهموم لا نهائية ... ساهمت المنتديات الاسفيرية في تشجيع الكثيرين على نشر كتاباتهم من شعر ونثر وقصة .. لكن الغالبية تنظر للامر كهواية بعيدة عن مجال الاحتراف ... لذلك انضم اليك واتساءل ..معك هل سياتي يوم ويصبح فيه ادب احترافي في السودان ؟؟ احتراف يجعل الجميع .. انت وانا وهم وهن ..نخرج من دائرة الهواة وننضم الى ركب المحترفين ؟؟؟
ـــــــــــــــــــــــــــ شكرا سمرية على الموضوع الدسم ... تحياتي لك ... ولمن معك من الاصدقاء والصديقات ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الإختباء الأدبي الى متى ؟؟!! (Re: sanaa gaffer)
|
غاليتي سناء ..
انا انظر للاديب .. كـ داعية للعدالة ، للخير ، للجمال ، للحكمة ، للحب ، للحياة وللسلم .. الخ .. فدور الادب مهم جدا بالنسبة للمجتمعات فهو من شانه قيادة تغيير يهدف الى خلق وعي عند عامة الشعب .. فالاديب الملتزم بقضايا المجتمع الاجتماعية والانسانية يمكنه ذلك من تكوين وعي جماهيري واسع النطاق وذلك بالاهتمام بالمادة الفكرية التي يطرحها ومن خلال الاداء الفني المصاحب لعملية الكتابة .. من جهةاخرى ، كل هذه الاشياء مجتمعة يمكنها تأسيس ساحة ادبية قاعدتها الوعي الجماهيري ..
بالادب نستعير من الاخرين ذكرياتهم ، ماضيهم ، تجاربهم .. وحياتهم !!
وبالادب نخلص العالم من الوحشية التي تسيطر عليه ومن النزعة الهمجية التي تنتهجها الشعوب !
والادب يصقل النفوس ويهذبها .. !
Quote: الاحتراف يعني التفرغ والمتابعة .. والناس في بلدي يعانون من جملة اشياء تكبلهم وتجبرهم على التعاطي معها بصورة مستمرة بحيث يصبح وقت الفراغ المتاح للراحة فقط .. اذن هل نصنف احتراف الكتابة كعمل رفاهي ومن كماليات الحياة ؟؟؟ ربما في السودان اصبح كذلك .. فلا احد يهتم باحتراف مهنة لن توفر له الغذاء والكساء والدواء ... |
انا اتفق معك تماما يا سناء ولكني اختلف في تمكين اليأس من السيطرة على احلامنا وطموحاتنا .. نعم مكابدة الحياة والمعيشة تجعل الانسان غير قادر على العطاء .. غير قادر على اكتشاف ذاته ومواهبه ومن ثم صقلها وتطويرها والاستفادة منها فيما بعد !
ولكن نعرف الكثير من الشعوب ، تعاني اكثر مما يعاني شعبنا ولكن برغم ذلك استطاعت فتح الطريق الشائك امامها للتقدم .. ومثال لذلك اليابان ( فلو تتبعنا تاريخ اليابان نجد ان هذا الشعب عاني الكثير ولكنه بمثابرة شعبه .. نهض نهضة عظيمة لفرض ذاته بين الشعوب ).. وكذلك الانسان الفلسطيني .. استطاع برغم ما يعانيه ان يتعلم ويكتب ويبدع .. ويناضل !!
القضية في نظري ليست مجرد وضع اقتصادي او سياسي ... القضية اكبر من ذلك بكثير .. لذلك انا وانتي هنا من اجل فك طلاسم هذا الاختباء ومعرفة السبب الحقيقي وراءه .. أليس كذلك ؟
سناء .. اتمنى ان ياتي ذلك اليوم حقا وان تتحول الساحة الادبية السودانية الى ساحة للمحترفين !
شكرا للمشاركة القوية .. والرأى الوقور .. والصائب حتما .. واتمنى عودتك مجددا ..
وخالص الود !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الإختباء الأدبي الى متى ؟؟!! (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)
|
الاخ محمد ابو العزائم ،،
ان دور المنتديات الالكترونية فعال جدا حيث اننا في عصر تكنولوجيا المعلومات وثورة الاتصالات ، وبعد ان اصبح العالم قرية صغيرة صاخبة تتحدث لغة مشتركة واحدة وهي لغة التكنولوجيا.. وظهور الانترنت كان له بالغ الاثر في عملية التواصل الانساني الذي يشهده العالم حاليا!
والاديب ما يهمه في المقام الاول توصيل فكره واحساسه بالعالم الى الاخرين ، وهذا بالتالي ما سيجعله حريصا على نشر كتاباته بأيسر الطرق .. والمنتديات الادبية الالكترونية قد ساهمت في ذلك بشكل كبير ولكن اعتقد اننا مازلنا في حاجة الى عدة امور تمكن الاديب من الثقة التامة في مثل هذه المنتديات من حيث الحرص الكامل على حقوق الملكية الفكرية وحقوق النشر الالكتروني ..
سودانيز اون لاين كأكبر منتدى سوداني استطاع ان يدعم جزء كبير من مسيرة الادب السوداني ، ومشكور الاخ بكري فهو يقوم بمجهود عظيم جدا .. واعجبني اقتراحك في وجود جسد او كيان ادبي يساهم في دعم الساحة الادبية السودانية حيث ان موقع سودانيز اون لاين به الكثير من المبدعين ويمكن الاستفادة من وجود هذا الكم الهائل وحصره ودعمه !
شكرا صديقنا ابو العزائم على الاقتراح الفعال والحضور المفرح ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الإختباء الأدبي الى متى ؟؟!! (Re: شبشة)
|
تحياتي يا هبة .. و الشكر على الموضوع الشيق .. ما داير أخلط الكيمان .. لكن تجزيء المشكل و فصلو عن كتلة الأزمة الكاملة بيقود لاستخلاص نتايج غير سليمة . في تصوري إنو الإنتاج الإبداعي واحد من الأدوات اللي بيطالها ما يطال كافة نشاطات الناس , و بتنعكس عليها تقاطعات السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي و العقائدي و و و و .. و بشكل أكتر حدة . المبدع الملتزم هو بالضرورة ضد السلطة السياسية – على الإطلاق - , و بأكتر ضرورة هو ضد السلطة الشمولية و آلياتها الكتيرة القاعدة تعصر بيها الناس .. و اللي من ضمنها الإعلام , ده لو أصلاً قدر الفرد المبدع يطلع من دايرة الأزمات اللي فرختها السلطة , و اللي بتنعكس عليهو زيو و زي الناس التانية . معظم الكتابة حالياً - قص كانت ولا رواية ولا سرد - ما ظنيتا قاعدة تتعدى طور إنها محاولة للتنفيس و التنفس و الخروج بأي شكل كان عصياناً على السلطان و ظلاماتو , و هي بالتالي شايلة أزماتا جواها لأنها كتابة من غير مكونات احترافية , و ما طويلة النفس , و بتنطفي بانتهاء المسبب . التوهج الإبداعي الحقيقي و البيمرق على استحياء هنا و هناك , بيشير لإمكانيات كبيرة كامنة غصبا عنها لأنها مربطة برضو بالأزمة الكبيرة بشكل أو تاني . مرات بتكون الأزمة ذاتية في كيفية إخراج إنتاجك الأدبي من الخاص للعام , و بشكل سليم . و مرات بتكون موضوعية للعيب الكبير في تسويق بضاعتنا من خلال المعابر السجمانة المتاحة – دور الطباعة و النشر الحكومي و الخاص - و الباركة أصلاً لأسباب متعلقة بمفهوم الطباعة كصناعة تنويرية , و الشريحة القايمة عليها من رأسمالية او تكنوقراط أو عاطلين عن الرؤية و عنقالة ساكت , و المدخلات التعيسة لصناعة النشر , و منافذ التسويق الأتعس , و قبل كل شي التكلفة العالية غير مجزية المردود .. في مقابل استفحال حال التضخم و الفلتان الإقتصادي . مسألة التوجه بأدبنا شمالاً دي .. فيها قولان . ما أظن جواز خروجنا من جبة المحلي للإقليمي بيفرض علينا الإقليم العربي الناطق بالعربية لمجرد إننا بنكتب بيها و بس , الشاهد إنه الحزمة الثقافية هي واحدة من الإذرع الطولى في الحوار الحضاري الإنساني , عقابيل اللغة ما عادت عايق في العصر ده بوجود حركة الترجمة الكبيرة و البحث عن الأصوات المتفردة من قبل المؤسسات الكبيرة , و تسويق الأصوات لأغراض التثاقف و التقارب .. أو التجارة و الربح . و عندك الأدب المغاربي مثال و بعض الأصوات الأفريقية جنوب خط الإستواء . أعتقد إنو النشر الإلكتروني قام بدور ترويجي مهم في معالجة عطب النشر التقليدي , على رغم تحفظ الناس على بعض مثالبو . لكنه بيظل " بعض " الخطوة الترويجية فقط , و اللي من المفترض تتبعها خطوات أكتر منهجية و عملية في تطوير الأداة دي و الإنتقال بيها لمرحلة إحترافية تشمل الترجمة و العرض و التسويق و البيع . أظن عقدة إشكال الهوية اللي لتينا و عجننا فيها و لا زلنا , ممكن تكون ميزة و ما منقصة , و هي أصلا مضمنة في كل الإنتاج ده و مضارية و بتمد رؤوسا على كل حال , و أظن ممكن تكون واحدة من ألوان إختلافنا الثري و المتميز عن الباقين المستتب ليهم أمر تجانسهم العرقي و الأنثروبولوجي . في تصوري نحنا أقرب ثقافيا – و ليس لغوياً – لعرقنا الإفريقي ممنا للمكون العربي فينا , و ده بيسهل عملية تلقينا و التعاطي معنا في الإتجاهين العروبي و الزنوجي . عندنا الأصوات النقدية المؤسسة أكاديميا تكاد تكون منعدمة , و لو اتلقت فهي قاصرة على ضرب دون غيرو , ده لو ما كانت أدواتها النقدية تفتقر للحداثة , و مجددة في قوالب المنهجيات القديمة . الكلام ده أظن بينسحب فقط على مبدعينا في الداخل المحاصرين بكل البلاوي دي .. قد تختلف المسألة لما المبدع يكون خارج الدايرة الجهنمية دي .
في تصوري إنه المعادلة معطياتا مجوبقة , و بالتالي المحصلة أكتر جوباقاً يا هبة .. يختبئ الناس أدبياً .. أو يختفون .
شكراً هبة .. تحياتي .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الإختباء الأدبي الى متى ؟؟!! (Re: Emad Abdulla)
|
الكتابة يا صديقتى فى بلادنا ما بتاكل عيش لذلك لا تجدى من هو كاتب محترف لاى انواع الكتابة سوى الصحفيين والدولة رعاها الله لا تلبث تطارد الكتاب بضم الكاف وتلعن يومهم ولا تنى تضع المعوقات فى سبيلهم منهم من هو قادر على الانتاج الفردى وهؤلاء قلة ومنهم من يرهن نفسه لناشر يذيقه الامرين بدءا من سلب حقه المادى نهاية بتلخيصه بقول الناشر لو ما انا ما كنت انت مع ذلك فهناك طفرة اعدها كبيرة فى امر الكتابة خاصة الرواية وفى دعم مركز عبد الكريم ميرغنى للشباب ارى ان ثمة امل لكن غياب الدولة يعنى الكثير فى بلد لاتقوم على المؤسسية لغاية الان تجدى الكاتب نفسه غير مهتم بكتاباته يرميها كما اتفق واينما اتفق لانه يعرف جيدا ان النشر هو عقبته الحقيقية وان تجرا ومضى الى ناشر فالقصة معروفة فى ايام مايو كان هناك ما تم التعارف عليه بالمجلس القومى للاداب والفنون وكان ينشر للكتاب وكذا دار النشر جامعة الخرطوم التى كانت منفذا للكتاب على قلتهم فى تلك الاونة وكذا كانت المطبعة الحكومية تفعل الان وفى ظل انتشار المواقع الاليكترونية تجدين الكتاب يراهنون عليهالسهولة تداول النص لكن مع محدودية القراء فالامر يا صديقتى يحتاج لرعاية الدولة ففى مصر مثلا تقوم الدولة بمنح الكاتب (اجازة تفرغ ) يقوم فيها بكتابة الكتاب المحدد وتنشره له الدولة غالبا وهكذا تجدين ان الكتاب المصرى منتشر ، وكذا الاقطار الاخرى العربية القادر اهلها على الطباعة مهما كانت قيمة الكتاب وحتى الكاتب كائن معتبر ، فيما لدينا انه (زول ساكت ) وهكذا يا صديقتى تدور دوائر الكتابة لدنا اضافة الى عامل مهم وهو ان الكاتب متنازع بين اكل العيش والكتابة كل هذه العوامل وغيرها تصب فى خانة ما اسميته انتى (الاختباء الادبى )
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الإختباء الأدبي الى متى ؟؟!! (Re: سلمى الشيخ سلامة)
|
سلمي بت الشيخ .. سلامات يا زولة يا رائعة ..
انا بتفق معاك في كل ما ذكرتي ، لان ذلك هو فعلا واقع الساحة الادبية في السودان ..
بس كوننا نسلم بذلك فهو الشيء المحزن جدا .. لاننا سنساهم بشكل او باخر في تغيير هوية الادب السوداني .. وسيكون بالتالي ( ادب موجه ) ومعزول تماما عن الادب الطليق .. وسيكون محصورا على تيار فكري او سياسي واحد ... !!
اظن باستطاعتنا العمل على تغيير ذلك الواقع ، وليس بالضرورة ان تولينا الدولة اهتمامها حتى ( يسمع أدبنا من به صمم .. ) لان الثقافة التي تكون مطية لمصالح الساسة هل بالتالي غير جديرة بالاستمرار ولا بالانتشار .. لان السلطة السياسية دائما ما تستغل الطاقات الفكرية والذهنية للمثقفين .. وذلك لخدمتها ولتبرير قراراتها ولتسويق شخصياتها الى الناس .
نعرف الكثير من الادباء اللذين كابدوا الحياة .. امثال محمد شكري والذي برغم الجوع الحقيقي الذي عرفه ... أينع ادبه في ( الخبز الحافي ) والشطار .. والكثير من المبدعين .. !!
حقيقة انا اتهم المبدع السوداني بالسلبية .. فهناك ادب .. فجر الثورات .. وهناك أدباء .. غيروا التاريخ ... حيث ان الادب ماهو الا ( تاريخ من لا تاريخ له ) .. وكونه يقنع بالقليل الذي يقابله .. ويكتفي بما هو متاح .. هو في المقام الاول .. يظلم مجتمعه .. قبل ان يظلم نفسه .. وما وهبه الله من موهبة هي نعمة يجب الحفاظ عليها وتطويرها والزود عنها .. !!
شكرا يا سلمى على حضورك الذي افرحني كثيرا ولك فيض الاحترام.. وكثيف المودة!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الإختباء الأدبي الى متى ؟؟!! (Re: Emad Abdulla)
|
الاخ عماد ..
في البدء خالص الشكر على الرد المتماسك والقوي جدا .. ففي مشاركتك الكثير من الموضوعية التي اعجبتي صراحة .. وبالغ الاعتذار ايضا على التأخير على الرد عليك ..
Quote: المبدع الملتزم هو بالضرورة ضد السلطة السياسية – على الإطلاق - , و بأكتر ضرورة هو ضد السلطة الشمولية و آلياتها الكتيرة القاعدة تعصر بيها الناس .. و اللي من ضمنها الإعلام , ده لو أصلاً قدر الفرد المبدع يطلع من دايرة الأزمات اللي فرختها السلطة , و اللي بتنعكس عليهو زيو و زي الناس التانية |
في حديثك هناعن الادب الملتزم .. وعن ارتباط ذلك بالسلطة السياسية .. اسمح لي ان اخالفك الرأي .. فليس بالضرورة ان يكون الادب الملتزم ضد السلطة السياسية .. فقط فهو ليس أدبا سياسيا قبل كل شيء، لان الالتزام الادبي هو الانحياز التام والاستجابة السريعة والفورية للضرورة الاخلاقية السائدة والتي تحتم عليه الانحياز نحو اعتبارات سياسية ، حيث ان مهمة الكاتب هي البحث عن قيم المجتمع كافة فالادب الملتزم يختلف قليلا عن الادب المناضل ، حيث ان الاول ينعم بالكثير من ( الحرية ) في كون ان الكاتب الملتزم قد يكون غير منحاز لاي تيار سياسي .. اما الادب المناضل ففي الغالب يكون الكاتب او الاديب منضوي تحت تيار سياسي واضح .. عموما نحنا لم نختلف كثيرا ولكني احببت ان اوضح رؤيتي حول الفكرة ..
بالنسبة للاعلام وما الى ذلك من الادوات التي تجعل الادباء والكتاب في دائرة العزلة الادبية .. حقا اننا وللاسف نعاني من الاعلام الموجه .. والمجحف في حق الكثير من الاعمال الابداعية .. لذا نجد ان الكثير من تلك الاعمال تكون كما ذكرت انت ( شايلة ازماتها جواها ) فحين لا يكون هناك متنفس الا عبر الكتابة .. تكون عملية الكتابة فيها الكثير من الشروخ التي ستصاحب الكاتب فترة طويلة .. حيث ان الكاتب يجب ان يتحرر من دائرة الحصار السياسي .. ليتفرغ الى ما هو اعمق في الحياة الانسانية وما الى ذلك من الرسائل المهمة .. التي يجب ان تصل للعالم عبر هذا الادب !
اما عن الازمات الذاتية ، فهذه الازمات هي نتاج سلبي لما هو حاصل في حياتنا السياسية والاجتماعية .. فالساسة في السودان قليل منهم من لديه هذا الاهتمام العميق بالآداب عامة ، وهذا ما يجعل بالتالي الادب من الاشياء الهامشية جدا .. وبالتالي ينعكس هذا على المجتمع حيث ان الاديب لا يجد حظه وما يستحقه الا بعض ان يعترف به الغرب اولا .. فالكاتب السوادني يعاني من الاضطهاد في بلده قبل ان يجده في مكان آخر !
Quote: مسألة التوجه بأدبنا شمالاً دي .. فيها قولان . ما أظن جواز خروجنا من جبة المحلي للإقليمي بيفرض علينا الإقليم العربي الناطق بالعربية لمجرد إننا بنكتب بيها و بس , الشاهد إنه الحزمة الثقافية هي واحدة من الإذرع الطولى في الحوار الحضاري الإنساني , عقابيل اللغة ما عادت عايق في العصر ده بوجود حركة الترجمة الكبيرة و البحث عن الأصوات المتفردة من قبل المؤسسات الكبيرة , و تسويق الأصوات لأغراض التثاقف و التقارب .. أو التجارة و الربح . و عندك الأدب المغاربي مثال و بعض الأصوات الأفريقية جنوب خط الإستواء |
ليه فيها قولان ، تعرف يا عماد نحنا مشكلتنا شنو .. كسودانيين .. مسالة الهوية دي ، والحكاية دي انا بعتقد اننا نحنا ديل ساعدنا في ترسيخ فكرة الهوية المشوشة دي .. نحنا سودانيين وخليط بين الزنج والعرب .. بلغة الاسلام نحن عرب لاننا نتحدث بلغة سيدنا محمد ( ص) وعندنا القدرة العظيمة على الابداع لغويا ونحويا في كافة مجالات اللغة العربية .. يبقى ليه ما نقدر نوصل ابداعنا دا كلو للعالم ... وانا بعتبر اننا اسياد اللغة العربية لاننا قد جعلنا منها بفضل التنوع القبلي واللهجات المحلية المختلفة .. لغة تسع الجميع .. !
Quote: أعتقد إنو النشر الإلكتروني قام بدور ترويجي مهم في معالجة عطب النشر التقليدي , على رغم تحفظ الناس على بعض مثالبو . لكنه بيظل " بعض " الخطوة الترويجية فقط , و اللي من المفترض تتبعها خطوات أكتر منهجية و عملية في تطوير الأداة دي و الإنتقال بيها لمرحلة إحترافية تشمل الترجمة و العرض و التسويق و البيع . |
اتفق معك تماما .. فالنشر الالكتروني برغم فوائده قد اعاق الكثير من عمليات النشر التقليدي .. وجعل الادب يكون محصورا تماما على متصفحي الانترنت .. لذا يبقى دورنا هو البحث عن الية لكيفية وضع اسس لهذا النوع من النشر ومن ثم العودة الطبيعية للنشر التقليدي .. !
Quote: أظن عقدة إشكال الهوية اللي لتينا و عجننا فيها و لا زلنا , ممكن تكون ميزة و ما منقصة |
عليك نور ... يا اخ عماد يعني نحنا من نستفيد من الحتة دي ... استفادة عظيمة
Quote: عندنا الأصوات النقدية المؤسسة أكاديميا تكاد تكون منعدمة , و لو اتلقت فهي قاصرة على ضرب دون غيرو , ده لو ما كانت أدواتها النقدية تفتقر للحداثة , و مجددة في قوالب المنهجيات القديمة . |
بالضبط عشان تكون مسالة الاحتراف الادبي شاملة لا بد من وجود مؤسيسة واكاديميات .. حتى يخرج الاديب او الناقد من دائرة الهواة .. الى فضاء الاحترافية ... !!
واخيرا .. المعادلة محتاجة ( لوزنة) .. ودي مهمة كل واحد فينا ..
شكرا للحوار المفيد .. واتمنى عودتك مجددا .. وخالص الود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الإختباء الأدبي الى متى ؟؟!! (Re: شبشة)
|
نعم عزيزي شبشة .. فليبق المبدع السوداني عاليا وليبقى الادب السوداني دوما عالياوزاخر بالتواصل الانساني العميق والرسائل التي تهدف لتغيير الوعي العام .. ولتبق الساحة الادبية السودانية .. عامرة بالكثير من الكتاب والادباء اللذين سيرسمون باقلامهم ملامح السودان المختلفة والمتباينة .. !!
شكرا للمتابعة والحضور ... ويديك الف عافية ..
| |
|
|
|
|
|
|
|