|
هل تصمد اتفاق نيفاشا للسلام بعد أن لعلع السلاح في ملكال..؟
|
المعارك التي اندلعت لمدة ثلاثة ايام في ملكال بين القوات المسلحة والجيش الشعبي وخلفت وراءها عدداً القتلي والجرحى – لا تزال ارقامهم متضاربة بشكل كبير- فتحت الباب من جديد حول اتفاقية نيروبي للسلام التي توقفت بموجبها الحرب الأهلية التي دارت لأكثر من عشرين عاماً في الجنوب ومناطق أخرى.. ما الذي حدث بالضبط في ظل تضارب الروايات وفي ظل التعتيم الرسمي..وكيف تنظر الأمم المتحدة للأحداث بعد ان قامت بإجلاء موظفيها من المنطقة.. لنتابع التغطيات أولاً قبل التعليق والتحليل *** وكالة أنباء رويترز في تغطيتها للأحداث قالت ما يلي: أجبرت اشتباكات عنيفة بين جيش السودان ومتمردين سابقين في الجنوب الامم المتحدة على اجلاء موظفيها من المنطقة. ودفعت الاشتباكات وهي أول معارك كبيرة منذ اتفاق السلام الذي أبرم بين الشمال والجنوب العام الماضي الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان على الاعراب عن قلقه العميق والدعوة للهدوء. ووقع الجيش الشعبي لتحرير السودان المتمرد السابق وحكومة الخرطوم الاسلامية اتفاق سلام في يناير كانون الثاني 2005 أنهى أطول حروب أفريقيا الاهلية عمرا التي قتل خلالها مليونا شخص وأجبر أربعة ملايين على النزوح. وقال عنان في بيان يوم الاربعاء "هذه الاعمال العدائية تشكل انتهاكا خطيرا للترتيبات الامنية لاتفاق السلام الشامل." وقال مسؤولون بمقر الامم المتحدة في نيويورك إن المنظمة الدولية أجلت بشكل مؤقت نحو 240 موظفا مدنيا من بلدة ملكال قرب الحدود الشمالية الجنوبية. وقال عنان ان قادة الامم المتحدة العسكريين وصلوا الى ملكال لتهدئة الوضع. وأفادت تقارير أن التوتر يسود البلدة لكن الاوضاع هادئة يوم الخميس. وأفادت صحف السودان في الجنوب يوم الخميس أن أكثر من عشرة أشخاص على الاقل قتلوا في اشتباكات بدأت قبل ثلاثة أيام. وذكر مصدر في ملكال أن حظر تجول فرض في البلدة من الساعة العاشرة مساءا وحتى الفجر. وقالت وزارة خارجية جنوب أفريقيا يوم الخميس إن سلفا كير رئيس حكومة جنوب السودان قطع زيارته للعودة الى السودان. وكان كير في زيارة رسمية لجنوب أفريقيا منذ يوم الثلاثاء. ورغم وقوع اشتباكات قصيرة بين ميليشيات متحالفة مع الجيشين فان هذه هي أول معركة طويلة بين الجانبين منذ اتفاق السلام. ووفقا لتقارير من الامم المتحدة في نيويورك فان الميجر جنرال جابريل تانج من القوات المسلحة بشمال السودان هاجم جنديين تابعين للجيش الشعبي لتحرير السودان فقتل واحدا وأصاب الاخر. وقالت راضية أشوري المتحدثة باسم الامم المتحدة في السودان ""في بعض اللحظات كان هناك تبادل كثيف لاطلاق النار." وأضافت أنه لم يتأكد بعد من يقع عليه اللوم في انتهاك وقف اطلاق النار. وتشكل بموجب الاتفاق جيشان منفصلان للشمال والجنوب مع تشكيل وحدات مشتركة مسلحة في البلدات الاساسية وبينها ملكال. كما تم اقتسام السلطات والثروات بين الشمال الجنوب لكن تنفيذ الاتفاق اتسم بالبطء فيما يتصل بقضايا مهمة مثل ترسيم الحدود وملكية حقول النفط. ومنطقة أعالي النيل حيث توجد ملكال هي واحدة من أغنى المناطق بالنفط في السودان وتنتج ما لا يقل عن 330 ألف برميل يوميا من المادة الخام. وللامم المتحدة نحو عشرة الاف جندي يعملون على حفظ السلام في الجنوب ومراقبة تنفيذ الاتفاق والمساعدة في تدريب الشرطة وعمال حقوق الانسان وتوفير خدمات أخرى. *** السوداني قالت: ملكال تشهد حرب شوارع عنيفة وعشرات الضحايا بين المدنيين لندن: الخرطوم: مصطفى سري - ياسر عبدالله - صلاح المليح عاد الهدوء المشوب بالحذر الى مدينة ملكال بعد اشتباكات مسلحة بين الجيش الشعبى ومليشيا تتبع للواء قبريال تانق التابع للقوات المسلحة بدأت امس الاول بـ(فنجاك) وانتقلت على مدار يومين الى ملكال، واتسعت دائرة القتال امس الى اول اشتباك بين القوات المسلحة والجيش الشعبى بحامية المدينة، فيما قطع النائب الاول لرئيس الجمهورية الفريق سلفاكير ميارديت زيارته لجنوب افريقيا امس ويصل جوبا صباح اليوم للوقوف على التطورات قال مسؤول رفيع فى مجلس الدفاع المشترك ان عدد القتلى لم يحصر بعد لكنه توقع ان يكون عدد الضحايا من المدنيين كبيراً. وفى الاثناء اعرب الجيش الشعبى عن اسفه البالغ وادانته لوقوع ضحايا فى صفوف المدنيين، ودعا القوات المسلحة الى الهدوء وضبط النفس، مشيرا لوصول لجنة من قيادة الجيش الشعبى الى ملكال للتحقيق فى الاحداث وتهدئة الاوضاع، وطالب القوات المسلحة بايفاد لجنة الى المدينة للعمل سوياً لمعالجة الموقف المتفجر. وأبلغ شاهد عيان من داخل ملكال (السوداني) ان القتال استمر لأكثر من (24) ساعة، ودارت حرب شوارع ضارية داخل المدينة راح ضحيتها العشرات من المواطنين، وان الأمم المتحدة اجلت رعاياها المدنيين والعاملين في المنظمات الدولية من ملكال، الأبيض ورمبيك وجوبا، واضاف ان وفداً من لجنة مراقبة وقف اطلاق النار وصلت المدينة عصر أمس للوقوف على الأوضاع ميدانياً. وأوضح المصدر ان أكثر الأحياء تضرراً بالمدينة حي النوبة وحي الزاندي. وعزا شاهد العيان ارتفاع عدد الجرحى والقتلى من المدنيين لأن القتال دار في الشوارع وأن المنازل مشيدة من القش وبالتالي لا تحمي سكانها من الرصاص، وأضاف أن هناك أعداداً كبيرة من الجرحى بين المواطنين لم يجدوا من يسعفهم. وذكر أنه ظل من الساعة الخامسة من عصر أمس الأول يزحف داخل المدينة حتى الساعة الثالثة من عصر الأمس حتى تمكن من مغادرة المدينة، وذكر أن مطار المدينة تديره الأمم المتحدة باعتبارها جهة محايدة ومقبولة من الطرفين. اول معركة بين الجيشين وابلغ رئيس اللجنة الفنية المشتركة اللواء الياس وايا (السوداني) ان مليشيات تابعة للقوات المسلحة بقيادة اللواء قبريال تانق اشتبكت مع قوات الجيش الشعبي في منطقة فنجاك بأعالي النيل جنوب السودان المناط بها حراسة المنطقة وقتلت الضابط الاداري بالمحلية، واضاف ان المليشيا هربت ودخلت منطقة فم الزراف واحتمت بكتيبة تابعة للقوات المسلحة، مشيرا الى ان قوات الجيش الشعبي لم تشتبك بعد دخول المليشيا للحامية، غير انه قال ان تحرشا ثانيا من ذات المليشيا وقع في محاولتها اغتيال محافظ فنجاك الذي نجا لكن قتل اثنان من حراسه. وحدد وايا ان هجوماً ثالثاً وقع في السادس والعشرين من الشهر الجاري قتل فيه جندي من الجيش الشعبي تابع للقوات المشتركة وشرطيان، وقال ان اللواء قبريال احتمى ومعه سبعمائة من قواته بحامية ملكال مما دفع الجيش الشعبي لمحاصرة الحامية لكي يتم تسليم المعتدين، واضاف ان القيادة العامة اصدرت قراراً بتسليم اللواء قبريال للخرطوم، وتابع: انا الذي اوصلت القرار وتم ارسال الطائرة التي اوصلته للقيادة العامة امس، لكن هجوماً آخر وقع من القائد الثاني ومن ذات الحامية، وقال هذه المرة الاشتباك جرى بين الجيش الشعبي والقوات المسلحة. وقال وايا ان الخسائر في اوساط المواطنيين (كبيرة للغاية ولم يتم حصرهم)، وتابع ان النائب الاول للرئيس الفريق سلفا كير ميارديت قطع زيارته لجنوب افريقيا التي وصلها امس الاول للوقوف على التطورات، وقال ان قائد فريق مراقبة الامم المتحدة لوقف اطلاق النار وصل ملكال لاجلاء الموقف والبدء في التحقيق، معتبرا ان ذلك يعد اول معركة بين الجيشين منذ وقف العدائيات الذي تم توقيعه في الخامس عشر من ديسمبر في العام 2002 وكان يتم تجديده كل ستة اشهر اثناء مفاوضات السلام التي جرت في نيروبي الى ان تم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار النهائى في يناير من العام الماضي، لكنه قال: (حدثت خروقات من قبل المليشيات التي انضمت الى القوات المسلحة وتم ابلاغها لكن لم تجر تحقيقاتها وما زال الذين ارتكبوا الجرائم طلقاء وتحميهم القوات المسلحة)، واضاف هذا خرق لوقف اطلاق النار وضد اتفاق الترتيبات الأمنية. قلق أممي واعربت بعثة الامم المتحدة بالسودان عن قلقها البالغ من اندلاع القتال فى ملكال بين الجيش الشعبى والقوات المسلحة، وابلغت المتحدثة الرسمية باسم البعثة راضية عاشورى (السودانى) ان مراقبى الامم المتحدة بالمدينة يقودون جهوداً حثيثة لاعادة الأوضاع بملكال الى طبيعتها، واشارت الى ان البعثة ينحصر تفويضها فى مراقبة وقف اطلاق النار بين الجانبين فقط. وفى السياق نفسه قال بيان صحفى للبعثة مساء امس انه تم الإبلاغ عن تبادل كثيف لاطلاق النار مساء أمس الاول بين الجيش الشعبي لتحرير السودان والقوات المسلحة السودانية في ضواحي مدينة ملكال وفي بعض المناطق من المدينة ذاتها. كما أُبلغ ايضاً عن تبادل لإطلاق النار صباح امس، واضاف البيان انه لم تتوفر لدى البعثة اى أرقام عن الخسائر بعد. وكانت اللجنة المشتركة لمراقبة وقف اطلاق النار قد عقدت اجتماعاً طارئاً امس الاول بجوبا ترأسه قائد قوات البعثة، الفريق جاسبير ليدر، وحضره ممثلو القوات المسلحة السودانية والجيش الشعبي لتحرير السودان وكل الاعضاء الآخرين. وناقشت الوضع في ملكال وعبرت عن قلقها العميق إزاء أحداث العنف التي تفجّرت في المدينة. وقررت إصدار توجيهات للجنة العسكرية المشتركة للمنطقة بالقطاع الثالث لاتخاذ التدابير اللازمة لنزع فتيل التوتر. وأجرت بعثة الأمم المتحدة في السودان اتصالات مستمرة مع الحركة الشعبية لتحرير السودان والقوات المسلحة السودانية حاثة كليهما على اتخاذ إجرءات عاجلة من أجل استعادة الهدوء والنظام في المدينة. كما اتخذت البعثة التدابير اللازمة لضمان سلامة الموظفين التابعين للأمم المتحدة ومنظمات العمل الإنساني وممتلكاتها. وتعمل قوة الحماية التابعة للبعثة على تأمين سلامة كافة موظفي الأمم المتحدة والموظفين العاملين في المجال الإنساني، سواء الدوليين منهم أو المحليين. وتنظر البعثة فى أمر نقل موظفيها غير الضروريين نقلاً مؤقتاً الى القطاعات الأخرى التي تنتشر فيها البعثة إذا لم يستقر الوضع الامني في القريب العاجل. ضبط النفس دعا الجيش الشعبى الى ضبط النفس وتهدئة الاوضاع من اجل الحفاظ على السلام، وابلغ اللواء بيور اجانق نائب رئيس هيئة الاركان عمليات الناطق الرسمى باسم الجيش الشعبى (السودانى) انهم ارسلوا لجنة الى ملكال بقيادة اللواء مابوتو مامور نائب رئيس هيئة الاركان توجيه واللواء بيانق دينق مجوك لتهدئة الاوضاع، وقال اجانق انهم طلبوا من القوات المسلحة ارسال لجنة الى ملكال بذات المستوى للعمل سوياً على تهدئة الاوضاع واعادة الامور الى طبيعتها، مشيراً الى ان لجنة الجيش الشعبى وصلت بالفعل الى ملكال وبدأت عملها ونجحت فى السيطرة على الموقف. وعبر اجانق عن اسف الجيش الشعبى لوقوع ضحايا من المواطنين فى احداث ملكال، معلناً ادانته للاحداث، واكد ان الجيش الشعبى لا مشكلة له مع القوات المسلحة وانما مع المليشيات التابعة لكل من قبريال تانق وتوماس مبيور التى تسببت فى الاحداث بعد قتلها لجندى بالجيش الشعبى فى ضاحية اسوسة جنوب ملكال واصابة آخر وقتل شرطى حاول توقيف افراد المليشيا التى اعتدت على معسكر الجيش الشعبى، واشار اجانق الى ان المليشيا المعتدية احتمت بحامية القوات المسلحة بملكال، فيما فشلت جهود من الامم المتحدة والجيش الشعبى فى اقناع قيادة الحامية بتسليم الجناة، وقال ان مليشيات تانق ومبيور قامت في المساء بالاعتداء على قواتهم اثناء خروجها من مواقع القوات المسلحة الى مواقعها فى القطاع الجنوبى، وطالب اجانق باخلاء ملكال من اى وجود للمليشيات، وان ينحصر الوجود في القوات المشتركة فقط، مؤكداً عودة الهدوء الى المدينة بعد وصول لجنة قيادات الجيش الشعبى التى ساهمت فى تهدئة الاوضاع والسيطرة على القوات، مشيراً الى وصول وفد من لجنة المراقبة العسكرية التابعة للامم المتحدة برئاسة اللواء جيفرى لملكال امس على متن طائرة هيلوكبتر، وقال ان حصر الخسائر والضحايا ما زال مستمراً حتى ساعة متأخرة من يوم امس. **** الرأي العام قالت في خبرها عن الاحداث الأمم المتحده خفضت بعثتها فى المدينة قتال عنيف في ملكال يخلف عشرات القتلى والجرحى الخرطوم: ملكال: سناء عباس - محمد صالح شهدت مدينة ملكال يومي امس وامس الاول قتالاً عنيفا خلف عشرات القتلى والجرحى ورغم افلاح اتصالات على مستويات عليا في احتواء الازمة لا يزال الوضع في المدينة بحسب مصادر «الرأي العام» متوتراً وينذر بالخطر. وفيما دعت الأمم المتحدة القوات المسلحة والجيش الشعبي لاتخاذ اجراءات اسمتها بالعاجلة من أجل استعادة الهدوء والنظام، قال رئيس جانب القوات المسلحة في اللجنة المشتركة لمعالجة امر الفصائل اللواء صديق عامر ان مواجهات تمت امام حامية ملكال لكنه رفض الدخول في اي تفاصيل واضاف لـ «الرأي العام» ان لجنة وقف اطلاق النار التي تضم الامم المتحدة والمراقبين الدوليين وطرفي نيفاشا سارعت بالتوجه للمدينة بغية ايجاد حل للمشكلة وفي السياق ذاته ابدى رئيس اللجنة الفنية بمجلس الدفاع المشترك اللواء الياس وايا قلقه من التطورات التي حدثت في ملكال وقال لـ «الرأي العام» ان ما تم يمثل حرقا واضحا لاتفاقية السلام محذرا من ان الذي تم يمكن ان يؤدي بالسودان الى التهلكة وكشف وايا عن اتصالات مكثفة تجري بين الجهات ذات الاختصاص غير انه كشف عن أن الاطراف ما زالت مشغولة بتبادل الاتهامات وتحميل المسؤولية من كل طرف للآخر. غير انها اكدت عدم وجود نية مبيتة لاستئناف القتال الذي كاد ان يصل امس الى مطار ملكال. وطبقا لمعلومات «الرأي العام» ان القتال اندلع بسبب تجديد اللواء قبريال قائد احد فصائل دفاع الجنوب محاولته لاغتيال معتمد محلية فنجاك.إلى ذلك، حثت الامم المتحدة - القوات المسلحة والحركة الشعبية على'' اتخاذ إجرءات عاجلة من أجل استعادة الهدوء والنظام'' فى ملكال، وقالت ان بلاغا بتبادل إطلاق النار سجل امس، بيد أنه لم تتوافر لديها أرقام عن الخسائر بعد ، واعلنت انها تنظر فى أمر نقل موظفيها غير الضروريين نقلاً مؤقتاً الى القطاعات الأخرى التي تنتشر فيها البعثة إذا لم يستقر الوضع الامني في القريب العاجل. وعقدت اللجنة المشتركة لمراقبة وقف اطلاق النار برئاسة قائد قوات الامم المتحدة الفريق جاسبير ليدر اجتماعا فى جوبا امس لمناقشة الوضع فى ملكال بحضور الاطراف كافة .واعربت اللجنة المشتركة عن'' قلقها العميق إزاء أحداث العنف التي تفجّرت في المدينة''، وقررت إصدار توجيهات للجنة العسكرية المشتركة للمنطقة بالقطاع الثالث لإتخاذ التدابير اللازمة لنزع فتيل التوتر.وقال بعثة الأمم المتحدة في السودان فى نشرةاخبارية امس انها اجرت ''اتصالات مستمرة مع الحركة الشعبية والقوات المسلحة'' لتحثهما على اتخاذ إجرءات عاجلة من أجل استعادة الهدوء والنظام في المدينة، وقالت انها اتخذت التدابير اللازمة لضمان سلامة الموظفين التابعين للأمم المتحدة ومنظمات العمل الإنساني وممتلكاتها. وتعمل قوة الحماية التابعة للبعثة على تأمين سلامة موظفي الأمم المتحدة والموظفين العاملين في المجال الإنساني سواءً الدوليين منهم أو المحليين. وفى السياق ، راجعت اللجنة المشتركة الأرقام الأخيرة الخاصة بمواقع إعادة انتشار القوات المسلحة السودانية وقوات الجيش الشعبي لتحرير السودان ، وحجم تلك القوات وأوضاعها. وأبلغت القوات المسلحة السودانية- حسب النشرة الاخبارية - أنها سرّحت «4132» من الجنود، كما أبلغوا أنهم حتى الآن أعادوا نشر «أي 29311» جندياً من اجمالي «46403» من قواتهم من الجنوب الى الشمال. وأكد الجيش الشعبي لتحرير السودان بأنهم قلصوا قواتهم في منطقة كلداك الى سريتين فقط. فيما يتعلق بالوحدات المدمجة المشتركة، أعربت اللجنة العسكرية المشتركة لوقف إطلاق النار عن قلقها الشديد بشأن تأخر تكوين هذه الوحدات و نشرها وقامت اللجنة العسكرية المشتركة كذلك بمراجعة آخر التطورات المتعلقة بتنفيذ برامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج للمقاتلين السابقين، و أعربت اللجنة عن قلقها بشأن تأخير برامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج. يذكر ان اللجنة العسكرية المشتركة ستعقد اجتماعها المقبل في جوبا في يوم 12 ديسمبر القادم. ****** في قتال ضارَ بين جيش الحركة وقوات دفاع السودان..مقتل وجرح 450 شخص بملكال سودان تربيون: ملكال الخرطوم: هنادي عثمان قتل امس مائة شخص علي الاقل وجرح اكثر من ثلاثمائة وخمسين اخرين في مواجاهات بين قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان وقوات دفاع جنوب السودان التي تدعمها الحكومة بقيادة قبريال تانجينج. وكشف مصدر بالمستشفي التعليمي بمدينة ملكال رفض الافصاح عن اسمه لـ (سودان تربيون) امس ان جثث الافراد والمصابين قد تناثرت بالقرب من القيادة العسكرية بولاية اعالي النيل حيث كان يدور قتال شرس يوم الثلاثاء قبل ان تقوم قوات الجيش الشعبي بالاستيلاء على الحامية امس الاربعاء ، حيث كانت الجثث مبعثرة على الارض في معظم الاماكن التي جرى فيها القتال، مشيرا الى نقص حاد في الادوية الاساسية بالمستشفى واوضح ان الفحص الطبي قد أكد ان الاصابات والوفيات ناتجة عن طلقات الرصاص. ومن جهة اخرى ذكر احد قادة الحركة الشعبية ان القتال قد دار في منطقة جنوب ملكال وان قواته قد قامت بالاستيلاء على القيادة العسكرية بولاية اعالي النيل امس وذلك بعد مقاومة عنيفة مع قوات دفاع الجنوب حسب افادته، واستدرك قائلا بانه قد قام باخلاء الحامية في وقت لاحق بناء على اوامر من قيادتهم من جوبا. وقد كان القتال له تأثير كبير على مناطق (لواكاتا) و(الامتداد) و(جلابة) و(الساحة) و(الطراوة) و(المديرية) و(بمب) و(الثورة). واضاف تم تدمير 21 منزلا تدميرا كاملا نتيجة للقصف المكثف الذي استمر طوال اليوم بمناطق (الملكية) و(خلي بالك) بما في ذلك حي المطار وقد سمع دوي وقصف المدافع بتلك المناطق. كما افادت مصادر عليمة بان الجيش والمليشيات تقوم بتعبئة صفوفها استعدادا لهجوم اخر على المدينة بما انه لم تكن هناك أي مصادر مستقلة للتحقق من الموقف العسكري هناك. وقد ظل المواطنون طيلة يوم امس بمنازلهم نسبة لان السلطات فرضت حظر التجول طوال اليوم. ومن جانب اخر شهدت المدينة نقصا حادا في امدادات الماء والغذاء مما ادى لمعاناة اضافية لسكان المدينة. وفي ذات السياق طلبت الحركة الشعبية من قائد قوات دفاع السودان (قبريال تانجينج) مغادرة جنوب السودان فوراً، الا ان مصادر عليمة اكدت انه قد وصل الخرطوم عن طريق الأبيض، ولازالت قوات الحركة الشعبية تبحث في المنطقة عن قائد آخر من قوات دفاع الجنوب هو القائد جيمس ماقور الذي يعتقد انه ما زال يختبئ بالمدينة.
|
|
|
|
|
|