الناقد عيسى الحلو :محسن خالد أهّم روائي جاء بعد الطيب صالح (الرأي العام 27/5)

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 08:44 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عادل فضل المولى محمد(عادل فضل المولى)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-28-2005, 10:58 AM

عادل فضل المولى
<aعادل فضل المولى
تاريخ التسجيل: 11-28-2004
مجموع المشاركات: 2165

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الناقد عيسى الحلو :محسن خالد أهّم روائي جاء بعد الطيب صالح (الرأي العام 27/5)

    محسن والبورداب عامر الود ,هذه قراءة للاستاذ عيسى الحلو حول محسن خالد تجدر قراءتها
    (عادل فضل المولى)
    قراءة في رواية «تيموليليت»
    محســـــن خالــــد روائي ســــــوداني جديـــــــد يشغل
    الساحــــة الروائيـــــة من بيروت/ المغرب/ حتى الخليج
    اعداد: عيسى الحلو
    محسن خالد روائي سوداني جديد.. صاحب شكل روائي جديد واخاذ.. وعن هذا الشكل الفني يقول هو لصحيفة الاتحاد الظبيانية.. (روايتي تخفي بطاقة نواتها عن ايام السرد القديمة. وفي روايتي «تيموليليت» يخيل الىّ انني احكمت مطاردتها. ثم يضيف قائلا.. انا كاتب تشتغل عليه الكتابة منذ ايام الطفولة، لقد كتبت حياتي وطفقت اعيشها.. ولكن الانسان لا يبيت في جلده مرتين) «انتهي».

    * سمعت عن هذا الروائي من الاستاذ ضياء الدين بلال في اول الامر. ثم اتاني الناقد احمد يونس باجزاء يسيرة من روايته «تيموليليت». طلبت من احمد يونس ان يكتب عنها لـ«الرأي العام الثقافي» ولكن احمد اعتذر بانه لا يستطيع ان يكتب عنها في جزئها المبتسر هذا. فهو يخشى ان يخونها وان يخون كتابته عنها في وقت واحد.
    ولكن شيئاً ما كان يدفعني للكتابة عنها.. ربما هو شكلها.. هذا الشكل الدائري الذي اوضح نفسه بداية. فلست هنا بصدد المضمون العام الذي يتشكل ويتجسد عبر المعنى في مساره السردي. ويتبدى كله جملة وتفصيلاً دون ان تتوقع ان يتطور المعنى للوصول الى نهاية. ولهذا سأركز هنا على الشكل الجمالي والذي ارى انه الاضافة الروائية الحقيقية.
    * رغم ان الروائي يشتغل في روايته هذه على عدد من «الثيمات» والتي يمكن عبرها ان نلخص الموقف الوجودي الاساسي لبطل الرواية والذي هو الكاتب نفسه. وهذا ما يجعل الرواية تفرض شكلاً نقدياً جديداً يغامر كما تغامر هي ككتابة جديدة شديدة الالتباس حينما يفقد الناقد عندها كل المرجعيات.
    * الثيمات الاساسية للرواية:
    * مؤلف الرواية «محسن خالد» هو ايضاً بطل الرواية. هو موضوع داخل النص الروائي بوصفه النواة الاساسية للسرد. وهو الذي يقوم بكل الافعال ولهذا فهو يقول داخل المتن الروائي «انا كاتب تشتغل عليه الكتابة منذ ايام الطفولة.. لقد كتبت حياتي اولاً وطفقت اعيشها.. فالانسان لا يبيت في جلده مرتين».
    اذن فبطل الرواية موضوع هنا على مستوى شرطه التاريخي الوجودي.. فهو سوداني وعربي وكائن عالمي.. يحمل لحظة تاريخية مكونة من كل طبقات التاريخ العام والخاص.. داخله سيرين كاركيجارد وسارتر وماركس والمتنبي وانشتاين.. يؤمن بالقدر ويؤمن بالنسبية.. البطل هنا داخل نواة العصر تماماً.. لحظة مليئة بفوضى الازمنة.. والبطل يدور داخل هذه النواة وداخل هذه الدوامة التي لا يستقر لها مستقر.
    وفي هذا يقول بطل الرواية نقلا عن «عدنان اتيل».. (تتقدم امواج اليم، حركة بلا توقف. حركة تجرؤ ان تسمى الاياب، ولا تروي، لكنها تمضي نحو المستقبل، شيئاً مجرداً. ان الواقع الخفي كله يكمن في هذه الانهار).. وعن «اتيل عدنان» ينقل قوله.. «اين نحن؟ اهناك ثمة اين؟.. لاننا بكل عناد موجودون».. «اين الانين، اين الرعب، الحب، الالم؟ اين الكراهية؟.. اين حياتك ، وحياتي؟»
    * وهكذا تجد هذا الفضاء الوجودي الشاسع الذي تدور فيه حيوات البطل الفكرية والوجدانية. ولهذا يمكن ان نقول ان الافكارالتي تطرحها الرواية هي افكار وجودية يمكن النظر اليها بمناظير انسانية عديدة. فايديولوجية الرواية هي اللا ايديولوجيا.. حيث كل الافكار قابلة للصدق او الكذب في وقت واحد. ولهذا فان الرواية كلها تدور في فضاء الفوضى واللامعنى.. فهي ضد الثابت تتحرك مع حركة الاشياء في دورانها الذي لا يتوقف.
    * الرواية تصور لنا حالات شعورية وذهنية غير ثابتة.. تتحول وتتحور محاورها الاساسية وفقاً لدوران هذا المزاج.. ونسيج الرواية السردي هو مجموع هذه الحالات المتفقة والمتناقضة.. تبنى هنا.. لتهدم هناك.. وهذا ما اسماه المؤلف بتكابة «المحو».. واذا استعنا بالناقد جول دي مان او بالتفكيكي دريدا نجد ان النص الروائي يقوم على بناء الجملة بوصفها وحدة للمعنى ولكنه يدمر هذه الجملة ليبني على انقاضها جملة اخرى. وهذا ما جعل الكاتب محسن خالد يقول ان وحدة الرواية هي الجملة «الرواية الجديدة تقوم سرديتها على الجملة» «حسب خالد محسن».
    * لهذا فان رواية «تيموليليت» لا تسعى لبناء المعنى في اطراد الجمل بل الرواية كامنة كلها في هذه الانقطاعات.. هي كامنة في اللا محدد لا في المحدد.. تماماً كالجملة الموسيقية.. فالفجوات.. ذاك الصمت العميق الذي يفصل بين جملة موسيقية واخرى هو ما يمثل جوهر الكتابة الرواية والذي هو نثار المحو.
    * الشكل الجمالي للرواية:
    منذ البداية يحدد الروائي الشكل الذي يصب فيه مادته الخام.. فيقول.. الكتاب «الرواية».. هو ماعون للمحو.. مثلما هو ماعون للكتابة.. اذن فالكتابة هي اثبات ونفي.. ثم نفي النفي فيما لا نهاية. ثم يضيف .. ها هنا سنمحو ونكتب سيرة تيموليليت.
    * هذا القول يقودنا الى سؤال مهم عن الاختلاف بين كتابة السيرة الذاتية وكتابة الرواية.
    * السيرة الذاتية:
    * هيكل هذه الرواية ينبني على هيكل السيرة الذاتية.. مؤلف الرواية هو بطلها.. والشخصيات الثانوية التي تحيط بالبطل هم كتاب معروفون التقي بهم المؤلف اما في المغرب حيث كان يعيش واما في بيروت حيث يذهب لبعض المهام المتعلقة بعمله ككاتب روائي.. وهناك اراء هؤلاء الكتاب واراء المؤلف نفسه حول احداث سياسية او ادبية معروفة.. مثل اعدام عبد الخالق محجوب مثلاً وحول الاتحاد الاشتراكي السوداني وحول جعفر نميري.. وحتى بطلة الرواية «تيموليليت» تبدو التفاصيل المحيطة بها واقعية ايضا ومنقولة من الواقع التاريخي والوجودي الذي يحيط بمؤلف الرواية ضف الى ذلك تلك الاحداث الصغيرة هنا وهناك والتي تحيط بطفولة وصبا المؤلف نفسه.
    * الرواية كعمل تخييلي:
    * الرواية الادبية «عادة» تنهل من السيرة الذاتية ولكنها تحور هذا الواقع عبر التخييل. فالخيال الروائي يمسك بالواقعة ولكنه يعيد بناءها ويشكلها بناء على درامية السرد. ولهذا فان المؤلف يتشظى داخل كل شخصية ولكن كل شخصية تظل بمنأى عن شخصية المؤلف ومن ثم فان كل شخصية تملك حريتها الشخصية في الحركة الدرامية تماماً كما تفعل الشخصية الرئيسية هنا.. (شخصية بطلة الرواية «تيموليليت»).
    ولهذا فان رواية «تيموليليت» لمحسن خالد.. مازجت ما بين كتابة السيرة الذاتية وما بين كتابة الرواية بوصفها تخييلاً ادبياً. وان مالت بشكل عام لكتابة الرواية عبر تقنيات كتابة السيرة الذاتية. وهناك روايات ادبية كثيرة مازجت بين الطريقتين وان رجحت كفة التخييل الروائي كما في رواية « مزيفو النقود» لاندريا جيد. وفي «منسي» للطيب صالح وان رجحت السيرة الذاتية لمنسي.
    *ما انجزته رواية تيموليليت:
    ان القيمة الاساسية لرواية «تيموليليت» تكمن في انها رواية استطاعت ان تخترق الشكل الروائي المستقر والمعهود فهي متن ابداعي لا يتخذ من اية رواية سابقة مرجعية يستند عليها في الكتابة.. وهو نص اعتمد على الاعراف الجمالية في تجنيس النص كرواية من خلال القواعد الروائية العامة.. كالشخصية.. والراوي والشخصيات الاخرى التي تمثل مناظير يمكن ان نراقب من خلالها الحركة الكبرى للرواية.. ثم الاعتماد على السرد الذي يعتمد على حركة الزمان من خلال الازمنة.. ضف الى كل هذا تلك التقنية السينمائية التي استعارها الروائي في تقطيع المشاهد واعادة تركيبها «المونتاج» وفي حركة الكاميرا التي تصور مشاهد متفرقة ثم تعيد تركيبها.
    * وعندما يقول المؤلف ان «الرواية الآن هي الجملة» فهو يتكلم عن تلك التقنية السردية التي تجدها في رواية كبرى كرواية الغريب لألبير كامو حيث تفتتح الرواية بجمل قصيرة مكثفة وشديدة التركيز.. جمل لا تقود احداها لجملة اخرى.. حيث ينشأ الفراغ ويفصل بين الجملة والاخرى.
    كامو في رواية الغريب يعتقد ان لا هناك معنى يمكن ان تصل اليه الرواية.. وكذلك يفعل «محسن خالد» في رواية «تيموليليت» هذه. فالسرد الروآئي هنا يعتمد على الجملة بوصفها انعكاساً لاحوال.. ولحالات غير ثابتة وذات تحول مستمر. وفي جملة يقول البطل الذي هو المؤلف لاحدى الشخصيات «يعجبني في الكؤوس الزجاجية انعكاسكم فيها.. هكذا تقول اسطورتي القديمة والتي اخترعها الآن» ثم يضيف.. «حين تنظر في كأس الشراب ترى انعكاس اهله.. وتغييب صورتك. مرايا الشراب، الناس يقصدونها للتفاهم مع الذاكرة. واساس الصورة.. هو هذا الانعكاس.
    * هل الوعي عند بطل الرواية ومؤلفها.. هو ذاك الوعي الذي وصفه لنا هيدجر في «ظاهريته».. وهو ان ترى الآخر في الصورة بوصفه آخر وفي نفس الوقت انت ذاتك بوصفك ذاتاً؟.. كأن تكتشف الآنا نفسها عبر صورة الآخر.. كما نكتشف في نفس الوقت صورة الآخر في ذات المرآة؟
    * اظن ان (محسن خالد يستخدم الوصف لا على طريقة الروائيين الكلاسيكيين الآخر بل هو يستخدمه على الطريقة «الظاهراتية» «الفيمونولوجية» كما يستخدمه سارتر في روايته «الغثيان»).
    * ان الجملة هنا تحمل كل اسطورتها الانا والآخر معاً وعلى الدوام.. والصورة هنا ملتقطه بكاميرا العين الداخلية.. موصوفة من الداخل.. من داخل الروح او الجسد في ارتباطه بالأنا..
    فحين يصف «محسن خالد» البرد في اوروبا فهو لا يقول كما قال الطيب صالح في ذات الصدد «بلد تموت من البرد حيتانها» بل يقول..«لن اموت في قلب اوروبا جوعاً.. البرد بلغ حداً رهيباً يتجمد معه البول في مثانته» فشعور الذات هنا شعور لصيق بها وليس متصوراً من خارج الذات.. ولهذا جاء القاموس اللغوي كله مكتوباً بناء على هذه المنهجية الفيمونولوجية «الظاهراتية».
    * وبذا اعطانا «محسن خالد» امثولة «كما يقول احمد يونس» في محاولته النقدية للكتابة بين موقف الكاتب نظرياً وتطبيقياً.. «محسن خالد» يعرف الفرق بين الشعر والشعرية. بمعنى ان الشعرية حتى وان اختارت لغة خشنة فهي شعرية لابسبب لغتها ولكن بسبب موقفها الرؤيوي للعالم.. وذلك حينما تخترق الواقع وتنفذ الى مستويات فوق الواقع.. الى مستوى اسطرة الواقع وجعله رمزاً من بين الرموز الكثيرة التي لا يستطيع الوعي الامساك بها بسبب انها غير مدركة للوعي المدرسي الاتباعي والمتفق عليه كعقد اجتماعي للتفاهم حول الامور المباشرة في الحياة اليومية المباشرة.
    * لهذا يفلت «محسن خالد» من اللغة المكرسة التي تستخدم لغاية في خارجها ويستخدمها لغايتها الذاتية لهذا تراه يقول..«الشعراء التأميليون من امثال بليك وطاغور ووليم باتلر وييتس وبابلو نيرودا لن يخدموا قضيتي».
    وتقول له احدى الشخصيات تعقيباً على ما قال..« شاعر أنت اذن».. فيقول «انا كاتب روائي تحديداً».. فهو روائي يخترع للرواية توصيفاً جديداً.. فالرواية ليست قطعاً هي القصيدة.. كما انها في نفس الوقت هي ليست تلك الاشياء التي تدور في عالم مألوف ومحدد سلفاً. فهي خلف الجملة.
    * ان تكون الرواية كلها خلف «الجملة» يظهر في قوله «الحياة» الحقيقية عندي هي مصادفة هذه الواقعة او تلك فحسب. اما اي استتباع او استطراد لاحق فهو يتم في خانة التمثيل والتخطيط ولا حاجة بي للامرين.
    ولهذا فالرواية هي فعل عفوي لهذه الجملة التي تنطلق من مكان ما لتصور حالة معزولة عن كل الحالات اللاحقة والسابقة. الجملة حسب وصف الراوي هي تفعل نفس ما يفعله الليل.. والليل «متصوف كبير لا يسأل عن حالنا».
    * قال عنه النقاد انه اهم روائي جاء بعد الطيب صالح.. هو حقاً روائي متميز ولكنني اخشى الا يكون كذلك.. فهو في هذه الرواية قد حصر نفسه في مكان ضيق اخشى ان لا يتخطاه.. حينما اختار فضاء المسكوت عنه كما فعل نزار قباني.. وكما فعلت الجزائرية «مستغانمي».. وكما فعل احسان عبد القدوس.
    * من الصحيح ان امكانات هذا الروائي «القنبلة» امكانات تعبيرية كبيرة تعمل على تشكيل فضاء سردي جديد.. الا انني اخشى عليه ان يدور حول ذات التيمات.. «الجنس» كقيمة لا تصمد طويلاً الا عند كاتب عريق صاحب صدمة.. صاحب جرح.. صاحب فكر متكامل وصاحب حرفية ابداعية عالية «جان جينيه/ تنسى وليامز».
    * عندي ان محسن خالد استفاد من ثيمات محمد شكري في الخبز الحافي واستفاد من بعض لمحات الطيب صالح في موسم الهجرة.. واستفاد من انطونيو غالا في «الوله التركي».. فهذا عالم من التأثيرات له يبقى طويلاً ليبني عليه الكاتب الروائي عالمه.. هي لمسات جمالية وخبرات حرفية جمالية لا تقوى على ان تكون عالماً روائياً متكاملاً.
    * والسؤال هل تستطيع عبقرية هذا الروائي وهي عبقرية ناصعة ان تخرج من هذا الحصار؟.. ربما يستطيع محسن خالد الخروج لآفاق اكثر اتساعاً.
    * ما دفعني لهذا الظن.. هو ان الثيمة الاساسية في الرواية «حكاية العشق بين البطل والبطلة «تيموليليت» لا تتقدم في التعقيد الدرامي.. بل ان الحكاية تمثل النواة المركزية للنص الروائي ويظل السرد يلف ويدور حول هذه النواة ليفجر تفاصيل حياتية وجودية تمثل حيوات البطل في الماضي حيث تأتي هذه التفاصيل في ومضات يبرق فيها الزمن الماضي بفعل التداعيات حينما تشتغل الذاكرة في استعادتها للماضي الذي يختبئ في الحياة السابقة للبطل قبل ان يأتي الى هذا المكان «المغرب».
    * ولهذه الاستدعاءات التي تقوم بها الذاكرة تأتي في جمل مكثفة شديدة الايجاز.. وهي تعبر عن افكار فلسفية كتلك التي تجئ في شعر المتنبي او الفيتوري.. ولعل مؤلف الرواية في اشارته السابقة لان الرواية هي عبارة عن جملة واحدة كبيرة يعني ما تفعله هذه الجملة من تحريك لعملية التلقي حيث يسقط المتلقي الكثير من الخيال والفكر على هذا الفضاء الذي يتحرك عبر السرد الروائي.
    * ولك ان تنظر لهذه «الجمل» بوصفها آليات من الشكل التقني في تفجير التخييل الروائي.. حينما تتحول الاشياء لمرموزات.. فيجئ في النص «الرمز ماعون ما لا ماعون له» ولك كل هذه الجمل الواردة في النص عبر اجزاء منفصلة:
    1/ ما لذة الوجود سوى تحاشي حرمان الحرمان
    2/ الشجاعة كبيرة، ولابد لقتلها من خيانة كبيرة
    3/ يا شخصاً في الوجود، كن عادلاً ابداً، مهما ظلمت، فانت ضد الظلم، لا ضد ان تكون انت المظلوم، وانت مع العدل لا مع حقوق بسيطة لك.
    4/ يحكى ان الشجر بنات كن مشرورات في مواعيد، لذا «تيموليليت» ليست في انتظار احد، ولا حتى النيل.
    5/ يفسد الامر النيات المقطوفة من الشجرة الخطأ، على الدوام تفسد الامور.
    * هذه الاقوال تأتي بوصفها جزءاً من السرد، لا بوصفها حكماً مستخلصه لتجربة ما.
    *والبناء السردي لهذا يتركب من ازمنة مترادفة داخل الجملة الواحدة.. والجملة يحملها التداعي الذي هو تدفق الحالات الشعورية غير المترابطة الا من خلال اقتران احوال قديمة باحوال جديدة..
    ولهذا فان النص الروائي كله يصبح عبارة عن ازمان تمتطي ظهور ازمان اخرى.. دون ان يكون القطع بين زمن وزمن قطعاً حاداً.. انه نوع من المونتاج السينمائي الذي يربط بين لقطات ومشاهد ذات ازمنة متباعدة ليدخلها في الزمان الراهن. زمان السرد النصي.
    * عموماً.. هذا روائي بازخ.. ينتظره المستقبل كله.. فقط ان استطاع توسيع مشهده الروائي دونما الانحصار في ثيمة واحدة «الجنس» فهي لا تقوى وحدها على الصمود.. فحاجات الانسان المعاصر هي عبارة عن ثالوث.. الحرية/ الخبز/ الجنس. وان اشار محسن خالد لهذا الثالوث في الرواية!! ولكن هل سيفتح هذا العالم الروائي نوافذ لاستشراف هذا الثالوث في فضاء اكثر سعة؟
    * وهذا بالطبع لا يمنع ان تستمر رواية هذا الروائي الرائع في كشوفاتها الجمالية التي تجدد روح الرواية وتصل بها الى اماكن بعيدة من الرفعة الجمالية والسمو بالكتابة.. بوصفها كتابة تكون نفسها وتتخلق شكلاً ومضموناً من الداخل دون ان تعتمد في نجاحها لاية مرجعية خارجية.. وهنا بالضبط يمكن ان تكون كل رواية.. وكل كتابة هي مرجعية ذاتها بذاتها.
                  

05-28-2005, 12:02 PM

عادل فضل المولى
<aعادل فضل المولى
تاريخ التسجيل: 11-28-2004
مجموع المشاركات: 2165

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الناقد عيسى الحلو :محسن خالد أهّم روائي جاء بعد الطيب صالح (الرأي العام 27/5) (Re: عادل فضل المولى)

    في مراجعتي للبوستات المنشورة وجدت المادة منشورة في بوست سابق بنفس العنوان الذي نزلت به في الصحيفة
    =معذرة=
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de