|
كيفك..عمو..تشكر....صور صبا الربيع..وزمن الخريف..الكالح...!!
|
وقف ينتظرعلى ا رصيف قطار الانفاق..وهو يفرك يديه استدرارا للدفء من ذلك الجو البارد قبل ان يدلف الى عمق الاعماق..انه ينتظر القطار المتجه الى الجزء الشرقى للمدينه.لديه موعد هام مع بعض الاصدقاء..واسترعى انتباهه نفاذ عطر فواح فالتفت الى ناحية الدرج فراى بدرا يتنزل من افق السماء..ويهبط على رصيف المحطه على اجنحة من فتنة وطغيان,,طاؤوس يتبختر فى تيه النشوه وعظمة السلطان..مهرجان من سطوة تبرج جمال طاغى متحكم ومنتشر.. وتقاسيم عرى من حسن يتجاوز تحمل الحس واستيعاب الاعماق...جمال ينفرد ويصرح ويصرخ بتمكنها وتملكها..اية ساطعه فى كل شىء ومن كل شىء..فى ربيع العمر ونداوة الصبا وتفتح الشباب..الغض.. الاخضرار الاحساس والارض فى انسجام الانسياب.وخطواتها.وهى تراقص حبلى بالتيه وهنا وطربا وانتشاءا..تحملها الارض على اكف رحلها الارتعاش ..ناعسة..ناعمة الملمس..دافئة كحرير مخملى ىيتبعثر...لوحة ناطقه معبره..متفجره.متوثبه..صارخه..مثيره..وزاهيه.. شدته .وبهرته..وهزمته..واستولت على هاجس حواسه وتركيز فكره..فتبلد نظره وتجمد بيانه...وهو يرى..ويصغى..ويتنفس ..ويبحلق..ويرسل ابصاره .الذى غزته ملامح البهاء.والحسن الطاغى المتدفق..وشلالات نوافير الجمال المتناثره...كانت خلاسية الملامح.تجمع بين خلطة عربيه ..عجميه..واستبرق..تمازج امتزاج..خلقه المولى بابداع من فريد صياغته وسحره..خلقها الهة مجتمعه من هوج الجمال..فاقت الهة اساطير الاغريق القدامى..سحرا وفتنة..كان يبحلق ويحلق فى توهان غير محدود ..وغير محصور..واخيرا اتى القطار...وخطيت كحفيف النسمه من هبوب ناعس وهى تنفث شذى الرحيق..وترسل عطر العبير الفواح جملة وتفصيلا..فاسكره..نفاذ العطر الذى تعطرت به..وانسكب منها راحلا ..وبهدله عتق الانسياب..وتبعها الى نفس عربة القطار بشعور لا ارادى..واحس بانه مسير اليها...وجلست فى مواجهته وهو يقف مع زحمة المسافرين موجها نظره نحوها..وبدا القطار رحلة السفر البعيده.كم تمنى ان تكون رفقته حتى محطته الاخيره..وسرح به الفكر فى خيلاء الخيال الذكرى..وتذكر زنقار.ومن بف نفسك يا القطار.. وقطار الانفاق هذا ليس له بف ولا نفث وليس فيه احتراق لينفث دخانا كما الزمن الغابر..انه يسير بالكهرباء...فلهيب الحريق يبقى فى عمق الدواخل متأججا وحارقا ومشتعلا...وهو يختلس النظره تلو النظره...ورن هاتفه الجوال...يساله صديقه متى سيصل.. فاجابه ..وهو يرمقها..انا ساصلكم جسدا ...بلا روح...واقفل تلفونه المحمول.ولا حظ شبح ابتسامه يطفح من كرز ذلك المبسم الخاتم.وكانها عرفت اللغه التى خاطب بها...واختزنت عيناها البلور اشارة ما...فيها عمق ردة فعل..انتماء ..للغه العربيه.. وكان القطار يسرع يخترق احشاء الاعماق وكان به مس من الجن او ان شوارد الجان تتحلق به..كم تمنى ان يبطى القطار..وان يتعطل..وان يتمهل.لا داعى للعجله والاستعجال..يفكر فى كل ذلك وعيونه الشارده ترد نبع ملامحها لتشرب منها عدة جرعات من ابصار..يريد ان يختزن ابعاد اللوحه بانسراب وتمهل..واناة.وهو يعب من ينابيع كل ذلك الجمال الفاتن.والملامح السندس...جواهر الرؤيه الملوكيه واسرار الابداع...كم من مره طاش النظر الحائر والتقى بنظرها الحلم الساحر .فى رعشة ابصار ترات منها تلك الابتسامه الغموض..واحس بعده بزلزلة الارتجاج..ونزع الاحتضار...والروح تخرج الى باارئها..واخير توقف القطار قبل المحطه الاخيره...وحملت حقيبتها وخطت هى فى اتجاهه الى مخرج العربه...فانتحى جانبا ليتيح لها مساحة للعبور الى الخارج..فتبسمت.وضحكت.وهى تقول له..
يا هلا.فيك.عمو..تشكر....!!1 بلكنة خلاسية التنغيم والتوقيع والنطق.تكسرت دلا وغنجا وسحرا... فتوهم.وتجمد..وصمت..وتحرك..واطلق ابصاره وهو يتبعها والقطار يلج عمق النفق المظلم...واحس باعصار رياح العمر يعصف به..ويقصفه ويرميه فى معزل الزمن الجائر{...وراى بام عينيه اوراق الخريف وهى تتساقط .تغطيه وتتحلق حوله وتحوم..وتسقط اماه.جافة .ناشفة بلا اخضرار..ولا ندى...خاوية البريق.. واحس بهوة فارق العمر السحيقه واحس بقوة صفعة الصدمه... وخريف العمر الطويل.. وفارق السنوات...فاغرورقت عيناه...حسرة على ايراق الربيع....وفواح شذاه وعبير عطره...
يا ليالى الخريف ...قولى لحبنا.. اوراق الخريف..حامت حولنا..
|
|
|
|
|
|