|
العروبة ليست هوية عنصرية
|
الأخوة المشاركون بالحوار بالبورد ، تحية وسلام ، نقلت لكم هذا الموضوع الهام والذى قد يلقى الضوء و بعض التوضيح فيما يتعلق بموضوع البوست ( الشايقية سليلو النوبيين بناة الحضارة ) والموضوع مأخوذ عن سودانايل . ست البنات .
مهداة إلي الخرطوم عاصمة للثقافة العربية (1)
البروفيسور مدثر عبد الرحيم في محاضرة بواشنطن
الأفريقية .. العروبة ليست هوية عنصرية حسن أحمد الحسن/واشنطن [email protected] ما أن جاء الإسلام حتى أصبحت العروبة رابطة ثقافية وحضارية ولغوية تتصل بالإسلام ولا تنحصر في المسلمين. "يقول إدوارد سعيد الإسلام تراث يشملنا جميعا"
الأفريقية ليست رابطة عنصرية بل رابطة سكانية وجغرافية تضم العرب وغيرهم كما كان يراها نير يري ونكر وما وكينياتا وبن بيلا وسنغور والسودان صورة مصغرة لأفريقيا.
قدم البروفيسور مدثر عبد الرحيم أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية الأسبق بجامعة الخرطوم والمدير السابق لجامعة أم درمان الإسلامية والذي يعمل حاليا أستاذا للدراسات العليا بماليزيا إبان زيارته لواشنطن محاضرة حول الهوية والتعددية في السودان بفندق هيلتون بمدينة الكساندرية بولاية فرجينيا الأميركية تناولت ظهور فكرة الهوية في السودان قبل وبعد الإستقلال مقدما شرحا تاريخا مفصلا لنشوء الفكرة ومستعرضا تطورها مع بزوغ فجر الحركة الوطنية في السودان مرورا بالمراحل التاريخية المختلفة ومقدما تعريفا تفصيليا لكلمة السودان والسودانيين في إشارة للجدل السياسي والفكري الدائر حاليا في السودان ، و تناولت المحاضرة المفاهيم السائدة حول الهوية السودانية والسياسات والتصنيفات متطرقا للنهج التقليدي المتوارث في معالجة هذه القضية وما أثبتته الدراسات والبحوث العلمية التي استغرقت سنوات عديدة من البحث والتقصي العلمي .
يقول المحاضر في بداية المحاضرة إنه قد شغل بهذا الموضوع لأكثر من عشرين عاما قضاها يقلب النظر في جميع جوانبه من خلال البحث والتدقيق العلمي مشيرا الي أن سياسة الإدارة البريطانية كانت ترتكز آلي ركيزتين هامتين لدعم مفهوم القبيلة والقبلية في السودان لدعم مصالحها وهو ما عبر عنه أحد قادة مؤتمر الخريجين فيما بعد الأستاذ أحمد خير المحامي بسياسة فرق تسد . وتمثلت هذه السياسة في الإدارة الأهلية من ناحية والسياسة المعلنة تجاه الجنوب من الناحية الأخرى .
ومع التطور الفكري في الشمال تقلصت القبلية أو كادت تندثر لعوامل مهمة أبرزها قيام الثورة المهدية التي عملت علي توحيد السودانيين حول أهداف وغايات وطنية وعامل آخر هو قيام مؤتمر الخريجين الذي كان يقاوم السياسة البريطانية ويدعو للتوحد والوحدة وتجاوز مفاهيم القبيلة إلى المفهوم الوطني الواسع .
وأضاف أنه ومنذ عام 1919 قررت الإدارة البريطانية بصورة زكيه وفعالة إلى إضعاف الصلة بين الشمال والجنوب من ناحية وإضعاف صلة الشمال بمصر من ناحية أخري من خلال سياسات معينة وإطلاق دعاوى وأقاويل كثيرة حول هوية السودان . وقال إن هذه الدعاوى تمثلت في أن السودان هو في الواقع سودانان سودان عربي مسلم مرتبط بالعالم العربي والشرق الأوسط وسودان آخر هو الجنوب وهو إقليم أفريقي زنجي غير عربي لايمت بصلة للأول مع بذل جهود منظمة لمحو الآثار العربية والإسلامية في الجنوب التي تسربت من غرب وشرق أفريقيا بدقة ملحوظة .
وهنا يثور التساؤل حول هوية هذا البلد هل هو عربي مسلم أم هو زنجي مرتبط بالوثنية ويعّرف المحاضر الهوية بأنها مجموع القيم والمبادئ والمعتقدات التي تشكل سلوك وتصرف الإنسان في مختلف أبواب الحياة والسياسة لاسيما في إطار هويات كثيرة ومتنافسة فيما يتعلق بقضايا كقضية الحكم والثروة والتنازع بين المركز والإقليم.
ويقول المحاضر إن العروبة ليست رابطة عنصرية فقد كانت كذلك قبل الإسلام حيث كانت انتساب للقبيلة وما أن جاء الإسلام حتى أصبحت رابطة حضارية وثقافية ولغوية
تتصل بالإسلام ولا تنحصر في المسلمين مشيرا إلى مقولة المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد (الإسلام تراث يشملنا جميعا ) وتبعه في ذلك مفكرون مسيحيون عرب في مصر وسوريا والعراق .
أيضا فإن الأفريقية ليست رابطة عنصرية أو عرقية حيث عرفها المفكرون والزعماء الأفارقة بأنها رابطة سكانية تضم العرب والزنج ومن هؤلاء نير يري ونكر وما وكينياتا
وبن بيلا وليوبولد سنغور .
وقال إن شعوب العالم العربي متفاوتة الدرجات في سحنتها وألوانها فتجد الأسمر في المغرب العربي والخليج ومصر و اليمن والسودان مثلما تجد الأبيض والأشقر في سوريا ولبنان و العراق كذلك تجد الدرجات والتنوع الثقافي في الفن والفلكلور بدرجة توضح مدي التداخل وعمقه الإيجابي .
وقال إن هناك تداخلا ثقافيا وعرقيا في العالمين العربي والإسلامي فهناك قطاعات واسعة من السكان يعتبرون غير عرب من حيث العنصر لكنهم استعربوا وتجد هؤلاء في الجزائر وموريتانيا وتونس وليبيا والسودان ومصر حيث تعتبر اللغة العربية لغة حضارة وثقافة ويطلق عليها في العديد من البلدان الإسلامية لغة القران . وأشار إلى مقولة قال إنها تنسب للنبي صلي الله عليه وسلم " كل من تحدث العربية فهو عربي " مذكرا بالمفكرين والعلماء والقادة المسلمين الأوائل الذين أثروا الحضارة الإسلامية ابن سيناء والإمام الغزالي وسيبويه وصلاح الدين الأيوبي وغيرهم من أعلام الحضارة العربية الإسلامية الذين أكدوا البعد الثقافي والحضاري للعروبة .
مؤكدا أن العروبة ثقافة وحضارة بالمفهوم الإسلامي وليست عنصر أو عرق .
وكشف المحاضر عن أن هناك تيارات مناهضة تغذيها الصهيونية لتفتيت الكيان العربي المسلم بإعطاء العروبة بعدا عنصريا لفض التداخل والتمازج العربي الأفريقي مشيرا إلى ما يقوم به الباحثون الإسرائيليون في هذا المجال من خلال مراكز الدراسات والبحوث في إسرائيل وغيرها ملقيا الضوء علي كتابات الباحث الإسرائيلي غاب ريال ووربيك التي تتحدث عن هوية السودانيين في الشمال والجنوب في إطار الإستراتيجية الإسرائيلية مشيرا إلى دراسة نشرت في هذا الخصوص للكاتب مترجمة في الكويت عام 1990 وتتحدث أيضا عن الأكراد في العراق بصورة تهدف إلى إثارة النعرات العنصرية وإثارة التناقضات بغرض إنفاذ الإستراتيجية الإسرائيلية لإضعاف وتفتيت العالم العربي بإثارة الأزمات بين الأقاليم حول الهوية والديانات والعناصر وقال إن هذه الوثيقة نشرت تحديدا في إسرائيل في الثمانينات وتركز بشكل واضح علي السودان والعراق .
وأضاف المحاضر أن ما يحدث حاليا في العراق من سعي إسرائيلي لعقد حلف بين الأكراد والإسرائيليين تهدف من خلاله إسرائيل للتأثير علي إيران وتركيا يوضح ذلك مثل سعيها المماثل من خلال جهدها الدؤوب في الحزام الأفريقي الذي يضم جنوب السودان لإثارة التناقضات والصراعات .
وقال هذه للأسف مخاطر غير مدركة بالنسبة للعديد من الحكومات العربية ولم يتم التعامل معها كما يجب .
وقال في ختام محاضرته إن التعددية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان هي السبيل الوحيد لضمان وحدة واستقرار بلد مترامي الأطراف كالسودان والذي تبلغ مساحته عشرة أضعاف مساحة المملكة المتحدة أي ما يعادل مساحة عشر دول أوروبية .
وأشار إلى أن التسامح سمة أساسية من سمات المجتمع السوداني وهو ما يشكل أرضية صالحة للتعايش بين جميع أجزاء الوطن وهي قيم أرستها تعاليم الصوفية التي صاغت المزاج السوداني المتسامح ، مركزا علي مفهوم الكرامة الإنسانية التي قال إن الإسلام كفلها لجميع أبناء آدم بغض النظر عن إسلامهم أو كفرهم وهي منصة الانطلاق الرئيسية
للإبداع والتطور .
وأجاب المحاضر علي العديد من التساؤلات ومعلقا علي ما ورد من مداخلات الحضور..
------------------------------------------------------------------------
|
|
|
|
|
|