|
خاطرة من ذاكرة الوطن
|
كل الصباحات المضيئة الندية فى بلاد المهجر تتضاءل أمام عفوية كتاحات الوطن . وشوارع الآسفلت المنمقة المرصوفة لا تضاهى جمالا شوارع بلادى الترابية اللزجة فى الليالى الممطرة - وأزقتنا الضيقة المزعجة بعواء كلابها وضجيج أغنامها المسترخية تحت ظلال حوائط الدور عند القيلولة . والمحلات التجارية الفخمة المصقولة الآرضيات هناك أقرب الى النفس منها صناديق باعتنا الجائلين فى صالات الآسواق - يترصدهم شرطى أو أحد موظفى الصحة الملحاحين فيلوذون فرارا وقد يتناثر بعض مما يحملون وهم فرجون لآنفلاتهم من قبضة مترصدهم . كما أن حاويات البايركس وأكياس الموز المعبأ والتى يفترشها على الآرض باعتها فى شوارع الخرطوم الحزينة أقيم من هدايا أعياد الميلاد المنسقة باهظة الآثمان فى محالهم . ست البنات .
|
|
|
|
|
|