دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
حكاوى القاهرة !
|
تأتى اليها جزلا تسابق الريح - وتغادرها وانت حانق تلعن سلسفيل اهلها !
ينمو الناس فيها بالعرض فتضيق المسافات بينهم تتضاءل الأرض تحت الأقدام ويوشك المارة من
السقوط فى هاوية اللا مساحات تكفى خلق الله المنتشرين كيوم القيامة !
تتزايد أعدادهم كأنهم يتناسلون فى الطرقات .
يتفق الباعة جائلون ومستقرون على عدم الأتفاق على سعر السلعة الواحدة - لكل سعر حسب الزبون - وحصة
الأجنبى سعر أعلى !
القاهرة منفذ السودانيين الأجبارى - يعبرونها رغم أنفهم - فيقاسون الأمرين .
يتكدس السودانيون من طالبى اللجوء فى الأحياء الشعبية ذات الحارات الضيقة - فيقاسون الأهانات ونوعا جديدا
من الفقر والفاقة لو علموه لفضلوا البقاء فى جحيم الأنقاذ - لكنهم قدموا يملأهم الأمل بمرفأ دائم يتنعمون
فيه فى بلاد الفرنجة التى تحترم بعض حقوق الأنسان - ومدارس لأبنائهم البائسين - فينسوا جحيم القاهرة واهمال
الأنقاذ لهم !
تفتقت أذهان بعضهم الى حيلة استئجار الشقق الخالية من الأساس - بخسة الثمن !
يفرشونها بألحفة الأسفنج النحيلة فيرتسم على ضلوعهم أشكال الأخشاب المرصوصة على الأسرة - فتظهر كدمات فى
أجسامهم وأجسام الصغار .
يقضون الحاجة فى دورات مياه غير انسانية - طابعها الطفح الدائم ! تشاركهم فيها الصراصير والفئران - وحين
يأتى المساء تتنقل أنواع من البق والبعوض بين الأسرة فتحيل الليل الى صراخ متتالى وهرش لا يتوقف !
ذهبت الى مكتب هيئة الأمم المتحدة التى يبدو أنها لا تعد شعبنا من بين أممها !
وقفت فى صف طويل ممتد لا تنقص أعداد الواقفين فيه الآ كل ساعة لبطء الأجراء الذى لا رقيب له !
نساء هزيلات من شدة الفاقة ورهق مسئولية كم من الأطفال يلحون فى الطلبات التى تدمى الأم ولا حيلة لها -
ورجال هدهم الهم والأنكسار - واطفال نسوا طعم الحليب والغذاء - تغطى اجسادهم الصغيرة النحيلة انواع من
الطفح لنقص الفايتمينات وجرائم البعوض وبرد الأعوام المنصرمة !
تجاذبت الحديث مع احدى الأمهات - فحكت عن ما تعانيه وصغارها من فاقة فهى العائل للأسرة - عقب استشهاد
زوجها -قالت لى مستنكرة ( حين قررنا المجيئ للقاهرة كان لأبنى ذى الست سنوات حذاء يعجب به
ابن احد الجيران - فحين أخرجنا امتعتنا استعدادا للسفر قال لى ابنى ( أمى أريد أن أهدى حذائى لأبن الجيران
هذا فهو معجب به من زمان -) فقلت له لماذا ? فرد ( نحنا ماشين امريكا وهناك النعلات كتار ومجان - لكن
عندى طلب يا امى : (عليك الله حلة مديدة الحلبة ما تشيليها معانا - انا كرهتها !)وكنا نقتات بمديدة
الحلبة مدة أسبوعين لا طعام لنا سواها !
والآن ابنى نفسه حين يفرى الجوع كبده يقول لى ( أمى ما عندك مديدة حلبة ? انا جيعان !)
وقفت فى الصف أكثر من ساعة رغم وصولى اليه السابعة صباحا - فالناس هنا يأتون فجرا لبعد مدينة 6 اكتوبر
عن مكان سكن الكثيرين .
نسمع صراخ الأطفال وأنينهم وطلبهم المتكرر للماء - فالمكان هنا لا ماء فيه ولا زرع ! بل مكتب محاط برجال الأمن المصرى وعربات الأمن المركزى تحسبا لأى شغب !
ولو يدرون أن جياعا مثل أولئك لا طائل لهم بالشغب فهم قد هدهم الجوع والألم وهاجس مستقبل أطفالهم الهزيلين .
طفل تقيأ أمام موظف الشباك وبين يدى امه - قال لها الموظف ( اذهبى واشتر له مشروبا من الليمون ) فردت
عليه قائلة : لم يبق معى نقود سوى أجرة العودة بالمواصلات ) فأخرج ورقة فئة ال10جنيهات وناولها
لأبنها البالغ 9 سنوات - تلقفها الصبى فى لهف وانطلق الى مكان اشارة الموظف - وقبل أن يعود الصبى كانت
هنالك حقيبتان مملوءتان بالعصير والبسكويت لجميع الأطفال ! فاعلو خير من صفوف الشباب السودانيين ! قلت فى
سرى ( لا زالت أمتنا بخير )(لابد وأن احدهم قد تسلم حوالة من ذويه اليوم )!
جاء دورى فى الصف - زحفت زحفا للوصول الى الشباك - وأنا حائرة فى أمر أى اللغات اتحدث ?
أردتها عربية ! ولكن هل يقابل طلبى لمقابلة المسئول كصحفية بلهجة سودانية بترحاب يؤدى الغرض - أم
الأنجليزية تنقذ الموقف وتمكننى من القبول لديه فتتحقق رغبتى فى مساعدة أهلى بأسئلة وتحقيق صحفى قد يغير مجرى
سوء التعامل للغبش ??!
عقلتها وبادرته بالأنجليزية معرفة نفسى والجهة التى أردت التحقيق الصحفى لها - فقال لى ( المسئول غير
موجود -بل فى عطلته السنوية - وسيعود بعد أسبوعين - عليك بكتابة الأسئلة واحضارها بعد اسبوعين - وسيتم
تحديد موعد لك حسبما يرى )
ست البنات .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حكاوى القاهرة ! (Re: ست البنات)
|
Quote: ينمو الناس فيها بالعرض فتضيق المسافات بينهم تتضاءل الأرض تحت الأقدام ويوشك المارة من
السقوط فى هاوية اللا مساحات تكفى خلق الله المنتشرين كيوم القيامة |
لكن دية ما رهيبة يا ست البنات
شكرا على هذا السهل الممتنع
يديك العافية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكاوى القاهرة ! (Re: ست البنات)
|
.
بت عمي
يبدو إنك إتعمقتي في القاهرة القاهرة
أنا قضيت فيها الفترة من 12/9/2001 و إلي 4/10/2001
لكني كنت بي نفسية الغاشي و عابر ،
ما إتعمقت فيها قدرك ، دي حاجة
الحاجة التانية أنا زول بتاع سياسة ساكت
ما بعرف أوصف الواقع الإجتماعي كويس .
شان كدا ما لاحظت زي سردك الجميل دا .
لك ودي و مشتاقين إنت وين
م.كرفس
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكاوى القاهرة ! (Re: ست البنات)
|
ست البنات ..سلام بعد اكثر من 3 عقود من اخر زيارة لي اليها افضل ان اسمع عنها ولا ازورها ... في ذاك زمان كان للسوداني موقع في خارطة الموسريين الذين يزورون ام الدنيا العقديين الماضيين وبختام اتفاقية حريات! اربع صار الطفل السوداني في ام الدنيا يحلم ب"مديدة حلبة " اما زال هناك في سودان اليوم من يجعر ب"امة عربية واحدة" وفي بلاد لا "امة عربية " (الفرنج) يجد السوداني حليبا وبسكويتا لابنه ويموت في معقل "الامة العربية" وهو اما واقف في صفوف الاعانة ااو لاحئا مطالبا بحق في ميدان عام ؟
مودتي ابوبكر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكاوى القاهرة ! (Re: abubakr)
|
ست البنات والله احزنتيني حزن شديد جداً , خاصة وانا درست في القاهرة وقد عانيت فيها كثيراً مع
اصحاب الشقق المفروشة وكذلك الباعة وعموماً المصري لا يري في الأجني سوي جيبه فقط , لا إنسانية
ولا رحمة ولا إخوة , وطوال فترة دراستي كنت أحمد الله كثيراً أن مصاريفي تاتي من أخي في السعودية
ولو لاهو بعد الله لكنت في خبر كان , مأساتنا كما قال الأستاذ ابوبكر في قصيدته في هذا المنبر
إنا أناس طيبون , نتعامل بفطرتنا مع كل البشر ولا نحمل في دواخلنا إلا كل خير ولكن الإنسان عندما
يترك بلده مكرهاً ويعيش مثل هذه الظروف ماذا نسميها ! ناس تاتي لمصر من أجل قضاء عطلة صيفية
هروبا من لفح الحر والهجير وناس ما قادرة تعيش , انا لا أحب أن اتكلم عن السياسة ولكن يا ست
البنات أجبرتني أن اتكلم , لماذا تنعم فئة بعينها في السودان بالإستمتاع بخيرات البلد والفئة
الأخرة مهاجرة ؟؟ وإلي متي تطول غربتنا ؟؟ وإلي متي نعاني دون خلق الله ؟؟ ولماذا دائماً ينظر إلي
السوداني كأنه آت من كوكب أخر ؟؟ أعتقد أن كل هذه التسأولات من المفترض تجاوب عليها حكومتنا بكل
صدق وأمانة , فالسودان في قلوبنا مهما تكالبت عليه المحن وغدر به اهله وإستبحات حرماته .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكاوى القاهرة ! (Re: ست البنات)
|
ست البنات !!!
لك كل الود والإحترام ,,,
لم أحزن يوما في حياتي مثلما حدث بعد قراءة هذا البوست ,, لعن الله الظرف الذي يدفع المواطن الحر
الأبي إلى الخروج من بلده التي كان يعيش فيها معززا مكرما ,,
بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنو علي كرام ,,,
صراحة يا ست البنات أنت أججت في الحشا لاعج الحزن فاستعر فلم تبق سوى جمرة تحرق الجلد والشعر ,,
حزني ,,,
| |
|
|
|
|
|
| |