|
احتفال رابطة الجالية السودانية بمالبورن بالذكرى السنوية لمصطفى سيدأحمد
|
تجمع الهائمون بحب الراحل مصطفى سيد أحمد فى جو يفوح حبآ , وعشقآ لفنه وطربه الدفاق , وتعلق به بعض من أنغامه , وتعطره شفافيته ورهفه الممزوج برقته المعهودة . فقد شهدت ضاحية كينزنجتون بمدينة مالبورن مساء أمس الجمعة 20 فبرائر وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالى , تخليدآ وتأريخآ للفن والوفاء السودانى ,حيث عاش مصطفى المسكونة أفئدتنا به تلكم اللحظات معنا وتجاذبنا معه الحميمية , وعشنا معه لحظات فى العوالم القصية الخفية . وكان لأحساس وجود مصطفى بيننا فى الأحتفالية وقع ألجم سيول الدموع والتى عادة ما تنهمر فى مثل هذه المواقف , وبهذا انتقل الموروث السودانى الى اتجاه التحضر والتسامى ومزج الحزن بالموسيقى ونبل الفرح !!! وتحقق مفهوم أن للشفافين حضور ودعاش سواء حلوا بنا أو رحلوا , فلا حزن لذكراهم ولا دمع !!! بل ينزاح عنا الحزن بقدر ما تركوا فينا ولنا من ابداع وبشارة واضافات للأنسانية ! وامعانآ فى تأكيد سودانية المناسبة , وأصالة المحتفى به , فقد أبت الظروف الطبيعية والأمطار الأ أن تداعبنا بمواقف ما شهدنا حدوثها الأ فى بلادنا !!! فقد فاجأتنا الكهرباء بالأنقطاع فى سابقة لم تحدث قط فى تاريخ مدينة مالبورن المتوهجة نورآ وشعاعآ دائمآ !!! فبدأ حفلنا فى الهواء الطلق وفى ظلام تندرنا به , وتلمسنا فيه آفآق الوطن !!! ولكأنى بمصطفى أبى أن يكون شخصآ عاديآ حتى فى ذكراه !!! وأمتعنا الفنان عاصم الطيب بنفحات من أغانى الصوفية , ثم أعقبها بألحان الجابرى العملاق , وشىء من أغنيات مناطق الأنقسنا للسلام فشاركه الحضور أداءآ وطربآ . ثم عادت الأنوار فتوهج المكان مرة أخرى , فأضفت الفنانة نادية البنا جوآ من الطرب أجج روح المناسبة , فتضاربت المشاعر والأحاسيس واختلط مصطفى بدواخلنا فصار الوطن !! وصار الوطن هو مصطقى !!!وصرنا كلنا السودان ! فكبرت المشاعر وتمددت وتمدد فينا الحنين والأمل , فأتانا اليقين ! وأبدع الموسيقى والفنان نزار مأمون الترابى وقدم أنغامآ انسابت فى دواخلنا وهتفت مصطفى ..انهض ..انهض !!! وجاء دور المبدع الفنان , الموسيقى عاصم الطيب مرة ثانية , والذى قدم عرضآ فنيآ متكاملآ , عجبت له كيف جمع كل الفنون , مسرحآ , موسيقى , غناء من كل اتجاهات الوطن !! ولكأنى به يريد أن يذكرنا بأن مصطفى لم يكن ابن فرد واحد , بل ابن كل الجهات والنجوع والعتامير والصحارى والغابات , ولذلك كان فنه متفردآ متجددآ وشيقآ !!!! وأبى الأشقاء من اريتريا الأ أن يشاركونا ذلكم الحدث والفنان الهامة , كأنهم قالوا لنا أن فن مصطفى سرى كالسحر فى القارة ولم يتوقف عند حد ! فتغنى الفنان الأريترى أحمد فيلبس بألتجرينية أغنية للسلام . ثم جاء الشاعر الفذ الفصيح اللسان عاطف خيرى والذى ان قرأ عليك بيتآ من الشعر , تمكنت منك حروفه وتداخلت مع خيالك فتظن أنك كاتبه معه !!!! فعاطف كما جمع وأمسك لجام الكلم , فقد ألم بشتى ثقافات الوطن القارة , وطعم بها عقود قصائده , فجاءت كالعقد الفريد تحمل درة من كل كنز !!!! , والذى أنشدنا أبياتآ من شعره ذابت عذوبة وجمالآ فتخللت مجرى الدم من السامعين واختلطت بحب مصطفى , وحب عاطف , يا الله .. أى فخر يشعر به وطن أنجب أمثال هؤلاء ؟؟؟ وعبر الهاتف تحدث للحضور القاص والشاعر يحيى فضل الله من كندا فى حوار أجراه معه الشاعر عاطف خيرى , وفى اسهاب روى تجربة معهد الموسيقى والمسرح بأمدرمان بحلول الراحل مصطفى فى رحابه , كما تحدث عن التكامل الفنى بين شعر يحيى وأداء مصطفى والذى شكل بعضآ من مخزون الأغنية السودانية فى زمن الحداثة , ذاكرآ بعض الشعراء الذين تمازج شعرهم وأوتار مصطفى , أمثال محمد المهدى عبد الوهاب , صلاح حاج سعيد ,عاطف خيرى , وآخرين . كما عاش معنا الفنان الموسيقار يوسف محمد عثمان الموصلى والمقيم باحدى ولايات أمريكا , حيث حاوره هاتفيآ من مالبورن عبد الخالق السر , وحكى لنا الموصلى عن المشوار الفنى الذى جمعه والراحل مصطفى , وأدائه المتميز . أيها التأريخ والتراث المتبقى !!! لا تدعوا سيلكم يتوقف !!! أيها الرائعون ... أيتها المحطات الحنينة هل قصر مشوار السنين التى أضاعت منا المرهفين ؟ وهل يمكن أن تعود لنا تلك الطيور التى لا تعرف المرافىء ولم تهدها اشارات الحدود وتعقيدات البشر ؟؟؟ وفى حضرة جلالك يطيب الجلوس ...ولك التحية والتجلة يا وطن ...
(عدل بواسطة ست البنات on 02-20-2004, 09:31 PM) (عدل بواسطة ست البنات on 02-20-2004, 10:33 PM) (عدل بواسطة ست البنات on 02-20-2004, 10:38 PM) (عدل بواسطة ست البنات on 02-20-2004, 10:52 PM) (عدل بواسطة ست البنات on 02-20-2004, 10:55 PM) (عدل بواسطة ست البنات on 02-21-2004, 03:31 PM) (عدل بواسطة ست البنات on 02-22-2004, 09:35 AM) (عدل بواسطة ست البنات on 02-22-2004, 02:25 PM)
|
|
|
|
|
|