|
(مُلخص + صور) ندوة د. عبدالله النعيم .. الأستاذ محمود وجدلية الاصلاح والتطوير .
|
د. الباقر العفيف فى المنتصف .. د. عبدالله النعيم على اليسار .. أ/ طه ابراهيم فى يمين الصورة . أمسية 27 ديسمبر 2008 , شهدت ضربة البداية فى فعاليات الاحتفالية بالذكرى المئوية للمفكر الانسانى الشهيد محمود محمد . كانت البداية بندوة ممتعة وحاشدة على صعيد الحضور الجماهيرى تحت عنوان (الأستاذ محمود محمد طه وجدلية الأصلاح والتطوير) , تحدث فيها التلميذ النجيب النابه للأستاذ, وعقب عليها الأستاذ المعروف والمهموم بالهم العام طه ابراهيم . صحيح ان الموت هو حقيقة من حقائق الحياة , ولكن صحيح ايضاً ان الافكار لا تموت .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: (مُلخص + صور) ندوة د. عبدالله النعيم .. الأستاذ محمود وجدلية الاصلاح والتطوير . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
د. الباقر العفيف :- السلام عليكم نُرحب بكم جميعاً فى مركز الخاتم عدلان ونحن نحتفل بمئوية الأستاذ محمود محمد طه , اكبر رمز للأستنارة فى البلد ومن كبار رموز الأستنارة فى العالم , هو الرجل الذى اضاء كثير من العقول وايقظ كثير من الضمائر , وعلم الكثيرين . سوف تستمر احتفالات المركز بالمئوية حتى تُعانق يوم ذكرى الاستشهاد ال 24 فى 18 يناير 2009 , وافضل مُفتتح فى هذه الفعاليات , يُشرفنا ان نقدم د. عبدالله احمد النعيم فى ندوة بعنوان (الأستاذ محمود محمد طه وجدلية الأصلاح والتطوير) . د. عبدالله ربما هو معروف فى انحاء العالم اكثر من مما هو معروف فى السودان , لذلك سوف اقدم لمحات من سيرته الذاتية لتعريف الجمهور السودانى به هو الان استاذ كرسى بجامعة ايمورى بالولايات المتحدة الامريكية . تخرج من جامعة الخرطوم ودرس فيها . قام بالتحضير فى الدراسات العليا فى المملكة المتحدة عمل استاذ زائر فى مجموعة متعددة من جامعات العالم فى هولندا والسويد والمملكة المتحدة وكندا والولايات المتحدة . وعمل فى عدد من المؤسسات الدولية كباحث ومدير تنفيذى .. فى (هيومان رايتس واتش) .. ومؤسسة فورد فى منطقة الشرق الاوسط فى القاهرة وايضاً الولايات المتحدة لديه عدد كبير من الكتب تأليفاً وتحريراً , وكتب عشرات الاوراق الاكاديمية , ومن المقالات والمقابلات الصحفية من بين الكتب التى كتبها :- (الحكم الدستورى الافريقى ودور الاسلام) , (نحو اصلاح اسلامى , الحريات المدنية وحقوق الانسان) , كتاب فى القانون الجنائى السودانى , احدث الكتب التى اصدرها ( الاسلام والدولة العلمانية) وهو يُناقش فيه مستقبل الاسلام وهو قد صدر باللغة الانجليزية وتمت ترجمته لعدة لغات . قام بترجمة كتاب (الرسالة الثانية من الاسلام) للأستاذ محمود الى اللغة الانجليزية واصبح بالتالى مصدر مهم لطلاب الدراسات الاسلامية فى العالم كله .. كما قام بترجمة رواية فرانسيس داينق الى العربية نُرحب به .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (مُلخص + صور) ندوة د. عبدالله النعيم .. الأستاذ محمود وجدلية الاصلاح والتطوير . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
ملخص حديث د. عبدالله النعيم :-
بسم الله الرحمن الرحيم اكبر شرف لى هو اننى من تلميذ محمود محمد طه , لان فكره كان محور حياتى الفكرية والمهنية والثقافية . فى عام 1968 كنت طالباً فى جامعة الخرطوم فى كلية القانون , وكنت اذهب فى العطلة الصيفية الى عطبرة حيث كان والدى يعمل , فى واحدة من الامسيات قابلت صديق قديم عرض على الذهاب الى محاضرة يقدمها محمود محمد طه فى نادى الخريجين بعطبرة , ومنذ اول محاضرة وجدت انى على اتفاق كامل لكل ما قال الأستاذ وهو فى الحقيقة لم يكن يتحدث عنى وانما منى , اذكر حتى الان هذه الواقعة التى حدثت قبل 40 عاما , واقول كيف ان الفكر القوى الصادق والذى يصدر بحرارة وامانة يؤثر فى الانسان تأثير كامل , لاننى شخصياً تحولت حياتى 180 درجة فى تلك المحاضرة فى تلك الأمسية لدى سماعى لهذا الرجل وهذا هو المدخل لكى اتحدث عن جدلية الأصلاح والتغيير . نحن البشر لدينا ميل للنظر فى الامور بوجهة نظرنا الخاصة وكأننا نحن مركزية الوجود , وهى حتمياً لابد ان تكون , السؤال هنا ما هى وجهة النظر تلك ؟ والى اى حد هى شاملة لتجارب الأخرين او حريصة على مصالح الأخرين ؟ . ليس بالضرورة ان تكون وجهة نظرنا انانية وضيقة الافق , يعنى يمكن للشخص ان يصبح فى منتهى الأستنارة والانطلاقة ولكن ايضاً من موقعه الذاتى . هذا الموقع الذاتى يعنى ان ما يحدث فى السودان لنا كسودانيين هو همنا الاول وان مايحدث فى السودان هو مركزية الوجود . حتى نفهم حقيقة ما يحدث فى السودان وامكانية الاصلاح والتطوير فيه , علينا ان نفهم السودان فى سياق تاريخى عام فى ابعاده الاقليمية والدولية .
السودان فى أطار تجربة ما بعد الاستعمار , دول العالم الثالث بما فيها دول العالم الاسلامى وهى 55 دولة كاعضاء فى المؤتمر العالمى الاسلامى , وهم على الاقل 50 دولة بمفهوم وجود اغلبية مسلمة فى الدولة , هم ربع عضوية الامم المتحدة وخُمس سكان العالم .. كلنا نعيش وفق تجاربنا الاستعمارية وما بعد الاستعمار , وحتى فى الدول التى تشهد استعماراً مثل ايران والسعودية فان تجارب ما بعد الاستعمار سارية علينا تماماً , الاستعمار الاوروبى شكل وعى هذه المجتمعات اجتماعياً وثقافياً وسياسياً واقتصادياً , وتغلل فى وجدان وتفكير الناس انفسهم . ونحن على مشارف الاحتفال باستقلال السودان , هل حقيقةً هناك استقلال ؟ بل ما هو الاستقلال ؟ وكيف يتم ؟ .. هل هو فقط جلاء المستعمر ؟ ام هو استقلال العقول والقلوب من هينمة الأخر ؟ هناك أشكالية الدولة القومية او القطرية , اشكالية ان يكون السودان اقليم محدد الحدود وعلاقة الاقليم الجغرافى بمفهوم المواطنة والسيادة وغيرها , كلها تنبع من زرع الاستعمار لمفهوم الدولة الاوروبية فى المنطقة العربية الاسلامية وفى مناطق العالم الثالث عموماً بصورة ليست طبيعية وعضوية فى تجارب تلك الشعوب .. مفهوم الدولة القومية فى اوروبا هو مفهوم اصيل ونابع من تجربة تلك الشعوب ولذلك فهى علاقة عضوية يحدث فيها تفاعل بين المجتمع والدولة والصفوة التى تقود , هذه لم تتحقق لنا فى الشعوب الافريقية والاسيوية , فُرضت علينا نماذج من الدولة الاقليمية لديها مفاهيم تتعلق بطبيعة المواطنة والعلاقات مع الدول الأخرى وهى كلها جديدة على تلك الشعوب . لهذا علينا ان لا ننزعج ونشعر بالاحباط لاننا لم نُحقق الاستقلال والاستقرار والتنمية بالقدر المطلوب فى الزمن المتاح لنا حتى الان , لان هذا النموذج جديد علينا , والمجتمعات المستقرة والديمقراطية احتاجت الى قرون لتصل الى ما وصلت اليه الان , يجب ان ندرك اننا مازلنا فى اول الطريق , لنعرف ان التجارب ضرورية فى حياة الشعوب كما هى ضرورية فى حياة الأفراد وليست هناك وسائل لتجاوز التجربة , ولكن هناك وسائل لاختصار التجربة , وطبعاً لا نحتاج لكى نمر على التجارب الفاشلة ونتعظ من تجارب الأخرين حتى نتعلم . من اكبر ملكات الانسان الخيال والانتفاع بالعقول والقلوب لاصحاب الرأى مثل الأستاذ محمود محمد طه , لان مثل هذا الانتفاع فيه توفير للجهد والمُعاناة , وفكر الأستاذ محمود هو الكنز المُشاع للسودانيين وجميع البشرية .
هناك كتاب لى صدر باللغة الانجليزية ( تجربة الحكم الدستورى الافريقى ودور الاسلام ) والمقصود بهذا العنوان هو ان الحكم الدستورى للمجتمعات الافريقية لابد وان يحدث له تأصيل فى ثقافة ووجدان الافارقة انفسهم حتى ينجح ويصل لنتائجه المطلوبة , لا يمكن استيراد الحكم الدستورى من مكان اخر , يجب ان ينبع من الثقافة المُعاشة للشعب المعين , يمكن الانتفاع بتجارب الشعوب الأخرى ولكن يجب ان تكون انت الاصيل بتجاربك وتاريخك , خلاصة الكتاب ان الحكم الدستورى الافريقى لم يفشل رغم كل ما يحدث فى دارفور والكنغو وتشاد وغيرها من عنف وحرب وقتل , رغم كل هذا فان الحكم الدستورى المستقر لم يفشل وانما هو فى سبيله للنجاح واخذ الوقت الذى يحتاجه لينجح كما كان الحال فى كل المجتمعات الاوروبية , اذاً النقطة الاولى من الكتاب نقطة ايجابية بان الشعوب الافريقية ليست محتومة الفشل ولا متأخرة لتحقيق النجاح لنفسها , وعلينا ان نفهم كيف تسير التجارب فى أطار سياق تاريخى لكل الشعب .
الجانب الاخر فى الكتاب هو علاقة الاسلام بالحكم الدستورى الافريقى الاصيل , انا كمسلم اهتم بهذا الجانب , ومن هذا المنطلق اقول ان تجربة الحكم الدستورى للمسلمين لابد ان تكون مؤصلة فى الاسلام , وهذه هى اطروحة الكتاب الذى صدر فى 2006 , وهى محاولة للاجابة حول الشكوك عن فشل المجتمعات الافريقية , نحن لم نفشل , وانما نأخذ الزمن الذى نحتاجه لننجح كما فعلت كل الشعوب , وللشعوب الاسلامية منها فان الاسلام هو ثقافتها ووجدانها , ولو كانت مسيحية فان المسيحية هى العمق للتجربة . ونحن نتحدث عن الحكم الدستورى فاننا بالضرورة نتحدث عن الحقوق الاساسية وكما قال الأستاذ محمود ان الحقوق الاساسية هى الدستور , والحقوق الاساسية تعنى المواطنة الكاملة المتساوية لجميع ابناء الوطن الواحد , الحكم الدستورى يتم تأصيله فى الاسلام بالنسبة للمسلمين , وفى المسيحية بالنسبة للمسيحيين الخ الأستاذ محمود محمد طه قدم منهج كامل ومنضبط فى تأصيل هذه الحقوق , ذكرت لكم المحاضرة التى حضرتها فى 1968 واثرها على نفسى , لكن الكتاب الاول الذى اطلعت عليه وغير حياتى بصورة جذرية هو (أسس دستور السودان) الذى كتبه الأستاذ عام 1955 وقبيل الاستقلال , هذا الكتاب وطرحه البسيط النافذ وضع فيه الأستاذ اساس الأستنارة . ونحن نتشرف بالاحتفال بمئوية الأستاذ فالمجال ليس مجال وعظ , وليس لاننى من تلميذه اقول اننا يجب ان نرجع لما قد قال , وانما الاحتفال بالمئوية هو فى ناخذه مأخذ الجد سلباً او ايجاباً , اعتقد ان هناك تجارب منذ الاطاحة بالرئيس السابق نميرى وبدأت الاحتفالات السنوية بذكرى الاستشهاد , ولكن يجب ان يكون الاحتفال بالفهم الواعى لحقيقة ما قال , ومواجهة هذا القول سلباً او ايجاباً , كان لدى الأستاذ عبارة تُقال كثيراً وهى انت الناس , انت بتجى متين ؟ . وهى لكل من كان يقول له والله يا استاذ كلامك جميل , لكن الناس بيجوا متين ؟ , ويقتنعوا متين ؟ . انا انضممت سنة 1968 ولا زلت لم اصل لنهاية الطريق بعد , بين تلاميذ الأستاذ وبين عامة السودانيين الذين اطلعوا على فكره , بعض التهيب المفرط فى تصور ماذا يعنى اننى اوافق الأستاذ محمود على ما يطرح . فى الختام ادعو ان نستقبل ميراث فكر الأستاذ وحياته ونموذجه العملى فى القول والعمل والصدق والامانة والاتساق الكامل فى كل ذلك , ان نستقبل هذا الميراث كل منا حسب قدرته وقناعته . لا شرط ان تصبح جمهورى تماماً , ولكن بالقدر الذى تُريد من فكر الأستاذ وتستطيع تحمل المسؤلية عنه , القضية ليست انك مع الجمهوريين او ضدهم , الأستاذ ليس وقفاً على الجمهوريين ولا على السودانيين , فى دولة مثل اندونيسيا تم ترجمة كتب الأستاذ . اريد ان اقترح منهج فى التبسيط والبساطة , لنشر الوعى بطريقة مُشاعة لكل قطاعات الشعب وباللغة التى يفهمها الناس وفى المواقع التى يستطيع الناس الوصول اليها وبالطرق التى تغير فى سلوك الناس , فالمجتمع المدنى ليس هو منظمات المجتمع المدنى , بل قطاع خارج أطار الدولة من الفكر والعمل والتنسيق وغيره , والدول الافريقية لديها مجتمعات مدنية قوية ولكنها تفتقد قدرة التأثير على الدولة , فى الكتاب (اسس دستور السودان) هناك تركيز على التنمية الاصيلة البسيطة الخالية من التكلفة , لان التنمية ليست مؤتمرات وعربات فارهة وتكييف مركزى , ولكن التنمية هى تغيير فى الانسان يوم بيوم , هناك الكثير من الحضور هنا لم يقراء كتب الأستاذ او يتعرف عليه فى حياته , والفكرة الجمهورية هى عمل يوم بيوم وهى سلوك وامانة وصدق , فاذا فعلت ذلك فانت على درب الأستاذ محمود وانت من تلميذه حتى لو لم يعرفك بقية الاخوة فى الحركة الجمهورية . وشكراً جزيلاً .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (مُلخص + صور) ندوة د. عبدالله النعيم .. الأستاذ محمود وجدلية الاصلاح والتطوير . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
ملخص تعقيب الأستاذ/ طه أبراهيم :-
انا طيلة عمرى لم التحق بالفكر الجمهورى , ولكن من شبابى الباكر كنت مُعجب جداً بالأستاذ وكنت اتابع مُحاضراته . كانت اعجابى هو احتجاج على الفكر السلفى , الذى كان يثقل الاسلام بصور متخلفة والمناهضة لحقوق الانسان , الاسلام الذى يقطع ويجلد ويرجم , الاسلام الذى يضع المرأة فى البيت , كانت هذه هى الصورة السلفية التى قدمت لى عن الاسلام . وجدت شخص يقدم الاسلام بصورة مختلفة , بغض النظر هل هى صحيحة ام لا , فتح لى فكر الأستاذ باب أمكانية التفكير . الفكر السلفى يخاف من التفكير , رغم ان القرأن اهم كتاب فى العالم يدعو الناس للتفكير , والقرأن يُوبخ الانسان الذى لا يستخدم عقله , والأستاذ محمود كان يدعو للتفكير ورجحان العقل . احدث الأستاذ نقلة فى التفكير , وواحدة من موضوعاتها كانت الحقوق الاساسية , كنا مواجهين بفكر ظلامى متخلف وجاء الأستاذ وزلزل هذا الفكر , وقال ان الفكر السلفى فيه اشياء تتعارض مع الاسلام نفسه , لانه لا يمكن ان يدعو الاسلام للرق والجهاد بالسيف بدل الاقناع . سبق فكر الأستاذ العهود الاساسية لحقوق الانسان مثل العهد الدولى للحقوق الاجتماعية , والعهد الدولى للحقوق الاقتصادية وغيرها . الفكر السلفى فى الحقوق الاساسية يقول ان القرأن دستورنا وهو مفهوم يعنى ان النصوص القرأنية صالحة لكل زمان ومكان طالما هى قطعية السند والدلالة , والاستاذ قال ان هذا ليس هو الاسلام , وانها افكار لزمن معين وانتهى هذا الزمن , وقال ان هناك اسلام ثانى ونصوصه موجودة فى القرأن . وشكراً .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (مُلخص + صور) ندوة د. عبدالله النعيم .. الأستاذ محمود وجدلية الاصلاح والتطوير . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
نماذج لبعض المداخلات :-
أ/ عركى اسماعيل :- ما قدمه الأستاذ محمود من فكر كان ضرورة , وكان لابد من مقاربة جديدة لاى عقيدة من اجل الاجابة عن اسئلة حاضرة فى الراهن . فى قضايا التجديد فى التشريع عموماً , و فى قضايا الحدود بشكل خاص , من ما فهمت ان التطوير لا يشمل الحدود , مثلاً فى حد السرقة فيما يتعلق بالاعتداء على لمال العام , هناك الرأى الشرعى الضبابى بان المُعتدى هو شريك فى هذا المال , ولذلك هناك مرونة فى عقوبة هذا الفعل , رغم ان الاعتداء على المال العام هو اكثر اضراراً للمجتمع . فى حد السرقة ايضأ هناك المرضى النفسيين بداء السرقة كما يقول علم النفس , كيف نتعامل هنا مع القضية مع عدم وجود تطوير للحدود فى الشريعة الاسلامية . *
أ/ عبدالمجيد الهادى :- اتفق مع د. النعيم ان الدولة القطرية هى تركة من بقايا الاستعمار , وليست الدولة القطرية فقط بل الدولة كألية . منذ ان خرج الاستعمار ونحن نناقش قضايهم هم وليس قضايانا نحن , الدول القطرية بحدودها المعروفة هى قسمة الفائز فى الحرب العالمية الثانية , كنت انتظر ان يطرح لنا د. النعيم ما طرحه الأستاذ فى دعوته للدولة الكونية . *
أ/ كبج :- عندما جاء الاسلام جاء فوق حضارات , كانت هناك حضارات فى اليمن وبلاد فارس والعراق ومصر , وعندما جاء الاسلام امتزجت هذه الحضارات مع الاسلام , واصبح هناك خليط جديد من الثقافة مواصلة للثقافة الانسانية . فى السودان , مناطق مثل مناطق النوبة , ومناطق بها حضارات مثل دارفور , نجد انماط مختلفة من الثقافة الاسلامية . *
أ/ عبدالله الفكى :- قبل عام كنت فى امريكا , وكنت فى صحبة عدد من الاستاذة الجامعيين , وكان المتحدث الرئيس هو د. النعيم , اذكر انا واحدة قالت ان ما يهمها فى كل الحديث هى كلمة د. النعيم خلال السنوات الاخيرة لم اجد كتاب فى الغرب يتحدث عن الشأن السودانى الا وكانت كتابات د. النعيم واحدة من المصادر للكتاب لاحظت ان هناك مقاطعة لانتاج الأستاذ الفكرى حتى من قبل الاكاديميين , ويصدر الرأى عنه من الأخرين حيث لا يوجد الاهتمام بالبحث عن مؤلفات الأستاذ . *
أ/ مها زين العابدين :- انا من انصار الدولة المدنية , ولكن نحن فى حوجة للتفاسير الاسلامية المستنيرة , ومهمومة هل هناك امكانية لوجود ألية تحمى وتنشر هذا التطوير ؟ هناك فعلاً جهات , ولكنها تتعرض للاغتيال والمهاجمة والتكفير , وهناك اجهزة ومؤسسات هى التى تحتكر الحديث بأسم الدين الاسلامى .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (مُلخص + صور) ندوة د. عبدالله النعيم .. الأستاذ محمود وجدلية الاصلاح والتطوير . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
ملخص رد د. عبدالله النعيم على المداخلات :-
الحديث عن موضوع الحدود , قضية جدلية , التطوير فى عملية التشريع الاسلامى هو الانتقال من نص الى نص أخر له الأولية الان . فى الحدود ليس هناك امكانية الانتقال من نص الى أخر , حتى فى وجهة نظر الأستاذ فى الاصلاح ان الحدود لا تسقط , فيما يتعلق بموقفى انا شخصياً انا اُعارض تطبيق الحدود حيث لا اعتقد ان هناك اى مؤسسة بشرية تملك القدرة على انفاذ الحدود بالقدر المطلوب , رغم انها ديناً لا تسقط , الا انها عملياً لا تطبق , وليس هناك اى تناقض , ليس لدى منهجية لتطبيق الحدود . فى قضايا الاعتداء على المال العام , هى قابلة للاجتهاد . مواجهتى للدولة الدينية هى مواجهة من اجل طرح فكر الاستاذ محمود , الدولة المدنية عندى وسيلة وليس غاية , واقول حول ان هل الدين وسيلة ام غاية ؟ ان لا غاية الا الانسان وهو كلام ذكره الاستاذ بان الدين وسيلة والقرأن وسيلة وكل مافى الوجود هو وسيلة للانسان , وبهذا الفهم فان الدولة وسيلة ايضاً , الدولة القادرة على انتاج الانسان الحر الكريم . حقوق الانسان هى الممارسة اليومية , وقيمة الاستاذ انه عاش كل القيم التى كان يدعو لها , عاشها فى نفسه قبل الدعوة اليها . ليس هناك نص مقدس , نحن نتكلم عن القدسية , وعن ان القرأن مُنزل , ولكن عندما يدخل القرأن العقل والتجربة البشرية ما عاد نص مقداس , جدوى النص المقدس هى فى دخوله حياة الناس فى وعيهم وتجربتهم البشرية , لذلك هناك تداخل اساسى بين الدين والعلمانية المادية . جوهر القرأن يتجاوز وعى البشر ومقدرتهم على الالمام به , نهايات القرأن عند الله سبحانه وتعالى , وبدأيات القرأن عندنا هنا فى الارض . التمييز بين الدين والعلمانية هو تمييز مُفرط , وغير دقيق , لان هناك تداخل عضوى بين الدين والحياة اليومية المُعاشة . من يقول بقدسية النصوص , لا يملك اى مقدرة لمعنى النص الا من خلال تجربته البشرية غير المقدسة والقاصرة . عن التداخل الحضارى , الاسلام ما جاء فى فراغ وما استمر فى فراغ , والاسلام ليس بمعزل عن الثقافات والحضارات الاخرى . اريد ان اقول باختصار ان ليس هناك دولة دينية , مفهومياً هذه الدولة لا تكون , الدولة دائماً غير دينية وعلمانية الدولة هى ان تكون محايدة تجاه الدين . فيما يتعلق بالحلال والحرام , الحكم الدينى على سلوكى والحكم بينى وبين الدولة قائم على القانون وليس على عقيدة اى انسان , والمرجعية المدنية هى اساس القانون , اذا اردت ان تجعل الحرام جريمة ابنى الحجة بطريقة لا تعتمد على المرجعية الدينية , اذاً القانون دائماً مدنى , والدولة دائماً مدنية . النشاط البشرى يتجه للتخلص من اشكال الهيمنة والتسلط ويتجه لتحرير الانسان , واشكل التسلط تتفاوت منها ماهو دينى ومنها ماهو مادى مثل الراسمالية , الماركسية فشلت فى تحرير الانسان والراسمالية كذلك , والاسلام حتى الان فشل فى تحرير الانسان , وامكانية ان يكون الاسلام غير ذلك امكانية علينا اثباتها على ارض الواقع , انا من دعاة الاشتراكية ولكن الماركسية هى هزيمة للاشتراكية نظرياً وعملياً . الاصلاح والتطوير مطلوب فى ظروف بالضرورة تجعل من الصعوبة تحقيقهما , لو كانت الحريات متاحة وحقوق الانسان محترمة ما كنا فى حوجة لوثائق محلية ودولية لحماية هذه الحقوق , التغيير لا يأتى من فراغ , ولا من العالم الخارجى ولا من امريكا , التغيير لا يأتى الا من هذا الشعب رغم كل الظروف , امكانية تحرير الانسان السودانى هى عند الانسان السودانى فقط , حقوق الانسان لا تدافع عنها الامم المتحدة ولا محكمة العدل الدولية اذا لم يدافع عنها الانسان السودانى فى المكان الاول . وشكراً جزيلاً . (انتهى تلخيص الندوة) .
| |
|
|
|
|
|
|