دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
ندوة :- مناقشة كتاب (السعى وراء الألوهة : نظرة نقدية لفكر محمود محمد طه) .. مُلخص+ صور .
|
أمسية السبت 10 يناير 2009 وعلى المسرح الخارجى لمركز الخاتم عدلان كانت الفعالية الثالثة فى أطار الاحتفال بمرور مئة سنة على مولد المفكر الاسلامى الشهيد محمود محمد طه 1909 - 2009 كانت الفعالية بعنوان مناقشة كتاب السعى وراء الألوهة: نظرة نقدية لفكر محمود محمد طه وقدم الاستعراض النقدى للكتاب د. فاروق محمد ابراهيم . د. عمر القراى . د. ادريس سالم . د. الباقر العفيف .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة :- مناقشة كتاب (السعى وراء الألوهة : نظرة نقدية لفكر محمود محمد طه) .. مُلخص+ صور . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
تقديم د. الباقر العفيف للندوة هذه هى الندوة الثالثة فى سلسلة الاحتفال بمئوية الأستاذ محمود محمد طه وهذه ندوة تختلف عن الندوات السابقة , فيها اكثر من متحدث والموضوع مناقشة كتاب .. الكتاب من تأليف الدكتور محمد احمد محمود , المؤلف كان استاذاً بكلية الاداب جامعة الخرطوم حتى عام 1989 , وهو قد اصدر الكتاب باللغة الانجليزية (البحث عن الالوهية : تحليل نقدى لفكر محمود محمد طه) شخصياً اعتبر هذا الكتاب من الكتب الهامة التى تناولت افكار الاستاذ محمود تناول جاد , فقد ظل الفكر الجمهورى فى حالة سجال مع المعارضين لهذا الفكر .. كان هناك الاعداء له ولا يجدون فيه اى ايجابية وسعوا سعى سياسى لتشويه الفكرة وصاحبها ومحاولة اغتياله معنوياً قبل ان يتم اغتياله جسدياً ونجحوا فى القضاء عليه جسدياً بشنقه فى عام 1985 وظل الجمهوريين فى قضاء معظم الوقت فى تصحيح التشويه الذى تتعرض له الفكرة الجمهورية المثقفين كان من المفترض عليهم ان يلعبوا الدور الثالث والصوت الثالث , لكنهم جلسوا فى مقاعد المتفرجين ومارسوا الصمت والسلبية كانت هناك اصوات شجاعة انحازات للحقيقة , وحاولت انصاف الجمهوريين , ومن هذه الاصوات د. منصور خالد , د. عبدالعظيم الحسن , وعدد من اخر من الاصوات , وقد قام الجمهوريين بتأريخ كل الكتابات التى اعتبروها منصفة فى حقهم وكتاب د. محمد احمد محمود جاء فى السياق ليمثل الصوت الثالث , والنظرة الموضوعية التى تناولت الفكرة تناول جاد , واعمال منهج التحليل الاكاديمى الواضح الكتاب فى جملته متوازن جدا , وموضوعى جدا , اعتبره البعض متعاطف مع افكار الاستاذ محمود , واعتبره البعض نقداً لافكار الاستاذ كانت هناك دراسات كثيرة باللغة الانجليزية من اشخاص غير سودانيين , اهتموا بدراسة افكار الاستاذ وقاموا بتحضير دراسات عليا فيها وجاء كتاب د. محمد احمد محمود لسد الفراغ فى اهتمام المثقف السودانى بافكار الاستاذ .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة :- مناقشة كتاب (السعى وراء الألوهة : نظرة نقدية لفكر محمود محمد طه) .. مُلخص+ صور . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
ملخص ورقة د. فاروق محمد ابراهيم
اصدارة (اليقظة) المناهضة للفكر الاصولى كانت من ابرز معالم الساحة الفكرية فى جامعة الخرطوم فى الفترة الحرجة وفى ظل قوانين سبتمبر 1983 وتأسيس الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الراحل جون قرنق الى محكمة الردة واستشهاد الاستاذ محمود , الى انتفاضة ابريل 1985 , الى الانقلاب العسكرى فى 1989 لم يساور دكتور محمد احمد محمود صاحب اصدارة (اليقظة) والذى كان يقوم بالتدريس فى كلية الاداب جامعة الخرطوم , لم يساوره ادنى شك فى طبيعة الانقلاب العسكرى والذى بسببه قام بالهجرة الى بريطانيا وعمل بالتدريس هناك فى عدة مواقع ومنها معهد الاستشراق فى جامعة أكسفورد
يبدأ الكتاب وهو يقع فى 510 صفحة , بخلفية تعريفية عن الاسلام فى السودان (ص 1 – 11) الفصل الاول (ص 12 – 40) بعنوان (السياق والرجل والحركة) يقدم الرجل وعالمه , المؤثرات التى شكلته روحيا وفكريا , الخلفية الصوفية للاسرة الممتدة التى ترجع ذاكرتها الحية لجده الاكبر الشيخ الهميم , التعليم الرسمى فى سياق الحداثة الاستعمارية , والتثقيف الذاتى غير الرسمى فى الاطار العريض للمدارس الفكرية والمشروعات الايديولوجية الاسلامية والغربية المنافسة سوف اقوم بنقل الفقرة الاخيرة للفصل الاول وهى توجز الصورة المشرقة التى رسمها المؤلف لفكر ومنهج وديناميكية الرجل والحركة التى أسسها (ان مبدأ التغيير محورى فى ادراك طه لدوره الشخصى كمثقف , فالمثقف المثالى فى تقديره هو الشخص الذى يتحرر عبر ثورة فكرية يجتازها للتخلص من ادران جهالته ومخاوفه الفكرية , انه المثقف الذى يجتمع لديه الشغف بالمعرفة مع الحركية التى تتطلبها مهمة تغيير العالم بجمع العلم مع العمل لقد أمن طه ان حياته الخاصة لم تكن الا مسعى لتكريس هذا المثال , وان بوسعه توفير الارشاد والقيادة للاخرين لتحقيق ذلك , وذلك بتوحيد الكفاح الروحى المستند على الصلاة مع الحركية الاجتماعية والسياسية التى تستهدف تغيير العالم) الفصل الثانى (ص 41 – 75) بعنوان نظرية الصلاة : العبادة والفردية والاصالة يتناول نظرية طه المثيرة للجدل عن الصلاة والعبادة الاسلامية , انه يضع هنا تجربته الصوفية الشخصية فى قالب هذه النظرية , ويقدمها كأطار جديد يعيد بموجبه تعريف مفهوم الصلاة والعبادة الاسلامية , مرسخا بذلك مكانته كصوفى راديكالى بلا منازع , ان نظرية طه يتم تحليلها هنا فى أطار ارثه الصوفى من ناحية , وفى أطار ادراكه الحداثى من ناحية اخرى , بتركيزه على مفهومه للفردية وهذا التفاعل الديناميكى بين الصوفى والحداثى يضع الأساس للطريقة التى يعالج بها طه النص القرأنى الفصل الثالث (ص 76 – 104 ) بعنوان القرأن ومرونة تأويل الالفاظ الفصل الرابع (ص 105 – 131) بعنوان الحتمية وحرية الارادة والعقاب الألهى يركز المؤلف على المؤلف على قضية الحتمية وحرية الارادة , وهى مركز القلب فى فكر طه الفصل الخامس (ص 132 – 178) بعنوان من الرسالة الاولى الى الرسالة الثانية للاسلام يحول الاستاذ اهتمامه للرسالة الاجتماعية , وهو يستجيب فى صياغته للشعور العميق بالازمة فى الاسلام الحديث , ولما ادركه من عجز مطبق للعلماء التقليديين فى الاستجابة لها الفصل السادس والاخير (179 – 214) بعنوان التطور والشريعة والفن) يتحدث عن ثلاث موضوعات برزت بدرجات متفاوتة فى مؤلفاته وهى العلم وعلى الاخص نظرية التطور , وموضوع القوانين الاسلامية وبالذات قانون العقوبات , وموضوع الفنون الجميلة اشدد هنا على ابراز المؤلف لتفسير قصة الخلق القرأنية بما يزيل اى تناقض بين العلم والدين , فالعلم التجريبى الذى نفهمه الان ويفسر تجريبيا الظواهر الطبيعية من الانفجار الكبير منذ قرابة 15 بليون سنة الى خلق المجرات والنجوم والكواكب ثم ظهور الحياة فى الارض قبل 4 بليون سنة , ثم ظهور الأوادم التجريبيين واخيرا ادم الخليفة الذى كان مثاله فى الجنة قبل نحو 40 الف سنة كل هذا يتسق بالاردة الالهية التى تسرى فى الكون كله بما يجعل التطور فى مجمله والوجود فى وحدته , تطور الانسان الذى هو غاية كل خلق واخيرا تأتى خلاصة المؤلف للكتاب (ص 214 – 222) وهى تحوى عرضا وافيا ومنصفا لاطروحات الاستاذ ولتقييم المؤلف لها
(عدل بواسطة مركز الخاتم عدلان on 01-12-2009, 01:19 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة :- مناقشة كتاب (السعى وراء الألوهة : نظرة نقدية لفكر محمود محمد طه) .. مُلخص+ صور . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
يواصل د. فاروق
خلاصة المؤلف للكتاب على الرغم من ان الاستاذ طه ينتمى لمدرسة المجددين الاسلاميين الحديثين فانه لم يوفق فى بناء حركة على شاكلة حركة الاخوان المسلمين التى أسسها حسن البنا , انه اقرب لنموذج الامام محمد عبده الذى أسس مدرسة فكرية خلقت تراثاً تجديدياً استهدف احياء الاسلام بغية التغلب على ازمته فى العصر الحديث لا يقبل طه كغيره من المجددين القول بان الاسلام نفسه فى أزمة , بل يعتقد ان الازمة تكمن فى فهم المسلمين له , هذا التركيز على الفهم انما هو فى الواقع تركيز على الدور الذى يلعبه الوعى فى بناء العالم واحداث التغيير فيه , فبينما لا يختلف الاستاذ مع ماركس بصدد العلاقات الحميمة التى تربط الوعى بالواقع المادى للوجود الانسانى , فهو يرفض مقولة الماركسية بان الوعى يحدده الواقع المادى فى نهاية المطاف وبالرغم تأكيده على النقيض , فمن الواضح ان مشروع طه الاصلاحى جاء استجابة لازمة الاسلام الناتجة من مجابهة الحداثة الغربية والهيمنة الاستعمارية طه ينتمى من حيث ثقافته لنخبة تشكلت بفعل التعليم الاوروبى وتأثرت بقيم الليبرالية الغربية , ومع ان ذلك قاد اكثرية هذه النخبة المتعلمة لقبول القيم والمؤسسات العلمانية لا ان طه كان من بين الذين امنوا بان الاسلام يمتلك العنصر الاساسى للحل الشافى , لا للمجتمعات الاسلامية فقط وانما للعالم بأسره لم يكن طه مختلفا فى هذا السياق عن سودانى اخر هو محمد احمد المهدى الذى أمن بالطبيعة العالمية لمشروعه المهدوى , ومع ان طه ارتأى فى المهدوية مفهوما محدودا تجاوزه الزمن , الا ان الوعد بالخلاص الدينى الكوكبى احتل موقعا مركزيا فى فكره لقد منحت دعوى الاصالة الاستاذ طه سلطة يمكن تعريفها وتحديد طبيعتها بكونها (السلطة الاولية) فبينما استمدت دعوة المجددين الذين سبقوه , كالسيد احمد خان , والسيد امير على , والامام محمد عبده , سلطة ثانوية استمدت مشروعيتها من سلطة الرسول الاولية ومن الحاجة الملحة للتجديد , فان طه زعم لنفسه الاصالة للدعوة لرسالة تلقاها فى لحظة اتصال مباشر بالله , ولذلك هى اصالة مستمدة من سلطة اولية اتاحت له لا مجرد استبانة الدين الحق وحسب , وانما نسخ بعض ما أبقاه الرسول (صلعم) ما يميز طه هو دعواه بان الرسول حجاب بين العبد والخالق تنبغى ازالته , وان تقليد الرسول (صلعم) - برغم ضرورته – يعتبر دالة على عدم النضوج الروحى من الواضح ان مدلولات هذا الطرح الكاسح بعيدة المدى , انها تعنى سلطة موازية لسلطة الرسول (صلعم) يمكن ان تتأسس , وان سيرورة متصاعدة لتجاوز الافق النبوى يمكن ان تنشاء , كألية لتجديد الاسلام , وهذه السيرورة يمكن تعريفها ب (التهميش النبوى) كان من الطبيعى ان يقود مبدأ التهميش النبوى الاستاذ طه الى طريقة مميزة لفهم القرأن , لقد تقبل الاعتقاد الارثودوكسى بأن القرأن كلام الله , لكنه شرع فى اخضاع تعليم القرأن لتجديد ولاعادة بناء صوفى جذرى , متبعا لذلك من ناحية اضفاء طبيعة متجاوزة للغة فى النص القرأنى بحجة ان لغة النص لا تبدى الا معنى سطحى يخفى وراءه عالما معنويا بلا حدود , وهو فى هذا الصدد يماثل الكلام الالهى مع الجوهر الالهى ان ما يقوله طه عن كلام الله يرتبط بمفهوم الاصالة الذى يتيح للعابد (التلقى كفاحا) وهذا يعنى انه بقدر ما يكون ل (الاصيل) شهادته وصلاته وزكاته وصيامه وحجه الخاص فان له ايضا (قرأنه) , هذا يقود الى ما يمكن نعته ب (دمقرطة) المفهوم المفهوم الاسلامى للتلقى المباشر من لدن الله الذى يكاد يتماثل مع مؤسسة النبوة ويقتصر عليها اما فيما يخص النص القرأنى , فان قراءة طه تقوم على المقابلة الاساسية بين أيات الاصول وأيات الفروع , وذلك عملا بالمذهب التقليدى للنسخ ولمقابلة الناسخ بالمنسوخ , وذلك قاده الى الانقلاب التام على الاجماع التاريخى القائل بنسخ ألايات المدينية النهائى للأيات المكية السابقة عليها , لقد أكد امكان بل ضرورة النسخ العكسى الذى تبطل بموجبه احكام أيات النصوص المدينية السائدة فتستعيد احكام الأيات المكية للهجرة مكانتها يأخذ طه فى دفعه لفكرة الرسالة الثانية بتاريخانية ولا تاريخانية القرأن فى آن واحد , فبينما تحتفظ الأيات المدنية بتاريخانيتها فى نظره من حيث عكسها لواقع مجتمعها التاريخى وتجاوبها معه , فقد تنزلت الأيات المكية بمستوى مختلف , اذ عكست واقعا مغايرا هكذا فاننا نواجه بمفارقة زمانية مكانية فى قلب القرأن , تنزيل مدينى – مكى من ناحية , وتنزيل أنى – مستقبلى من من ناحية اخرى من الواضح ان طه باصراره على سقوط او قصور مجتمع المدينة دون المثال القرأنى من ناحية , وعلى وعد اليوتوبيا الاسلامية من ناحية اخرى , يتبنى منظورا تطوريا تقدميا مستلهما من الماركسية , يثير هذا المنظور قضية هامة تتعلق بالتعارض البين بين الأنثروبولوجية التطورية التى يناصرها والمنظور القرأنى الا – تطورى لمثال التوحيد الادمى الابتدائى الذى يتم احياؤه وتجديده بسلسلة متصلة من الانبياء ليبلغ اوجه وختامه بالرسالة المحمدية , يحاول طه صرف هذا التعارض بتجديد او اعادة بناء قصة الخلق القرأنية بحيث يستنبط تاريخا بشريا طويلا مضطربا (لاوادم منقرضين) سابقين لانبثاق ادم الخليفة المذكور فى القرأن الكريم , لكن معضلة طه تظل باقية لانه يعجز عن تبيان المنهج الذى يتيح توفيق الأنثروبولوجيا التطورية التى يتبناها مع الانثروبولوجيا القرأنية التى تنظر الى التاريخ الانسانى فى ضوء مشروع اساسى للخلاص عبر الصراع المتصل بين الايمان والكفر .
(عدل بواسطة مركز الخاتم عدلان on 01-14-2009, 10:51 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة :- مناقشة كتاب (السعى وراء الألوهة : نظرة نقدية لفكر محمود محمد طه) .. مُلخص+ صور . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
يواصل د. فاروق
ان طه ينسب وظيفة خفية رئيسية للقرأن , كونه التعبير عن تنزل الجوهر الالهى من الاطلاق الى العالم المخلوق , وفى هذا المستوى فان القرأن لا زمانى ولا تاريخى . وتمثل نظرية وحدة الوجود التى استعارها طه من ابن عربى الاطار العام لهذا التعبير , ان مذهب وحدة الوجود يرى فى كل لحظة من لحظات الخلق لحظة كمال تام لانها تمثل الكلية الالهية , كما يتبنى طه موقفا متطرفا فيما يمكن تسميته (أنية الوجود) وهو الرأى القائل بان كل الاشياء سواء فى الماضى او الحاضر او المستقبل , انما تكون , وهو يفسر ولا يفصح عن كيفية هذا الوجود فى مستوى قراءة التاريخ الانسانى الفعلى ان دعوة طه للنسخ العكسى الذى يستعيد ويفعل الوحى المكى توفر ما يعتبره الاسأس القرأنى لفكرة الرسالة الثانية للاسلام , وكغيره من بعض المحدثين فهو يدفع بأساس قرأنى للمفاهيم كالديمقراطية والاشتراكية والجندر والمساواة الاجتماعية , ولكن بخلافهم فهو يعتقد ان النصوص القرأنية المعنية بهذه القضايا موقوفة وغير فاعلة , وانه لن يتم تفعيلها الا عبر النسخ الجذرى لاحكام الوحى المدينى فيما يتعلق بابستومولوجية ورؤيته للعلم , من المهم ملاحظة انه برغم قبوله للعلم الحديث وتأكيده بان نتائجه لا تقوض الاسلام ولا تضعف مكانته , فانه ملتزم بايستومولوجيا دينية تحتكم للوحى ولا تسلم بالسببية , ان تعبير (الوحى) ينبغى ان يفهم هنا بالمعنى العام للمعرفة المتجذرة فى الالتقاء الانسانى/ الالهى , ذلك الالتقاء الذى لا يقتصر على الانبياء وانما يشمل كل متعبد هناك توتر شديد فى فكر طه ناشىء عن اشكال الحرية , فلسفيا فانه يدافع عن عقيدة الحرية الفردية المطلقة , لكنه على المستوى الدينى يلتزم بموقف جبرى صلب ينسب كل الافعال لله , هذه الدعاوى المتعارضة عصية على التوفيق مع جانب اخر من افكاره , وهو تمسكه الشديد بالشريعة – وان كانت معتدلة فى بعض جوانبها - , لكن الشريعة تفترض المسئولية الفردية والاخلاقية والقانونية , بينما جبرية طه الصارمة تنزع تلك المسئولية تماما وهو يحاول التغلب على هذا التضارب باللجوء الى استنباط حجة بعيدة الاحتمال قائمة على التعارض بين المعرفة الانسانية والمعرفة الالهية , بما ان الله وحده هو الذى يعلم افعال البشر المستقبلية , فما للبشر من حيلة سوى اتباع القانون الذى شرعه الله , لكن بما ان المسألة الرئيسية هنا لا تتعلق بمعرفة المستقبل وانما بمجرد القدرة لاداء فعل ما , فانه لا يبدو ان طه يأخذ مدلولات جبريته بجدية ان التفاعل الايجابى بين التاريخ وكلام الله او بين التاريخ والدين , موضوع رئيس فى فكر طه يتبدى فيه جانبا الفعالية والقصور فى ذلك التفاعل , انه يركز فى المستوى الصوفى على كلمة الله التى يماثلها مع العالم المخلوق , وبهذا فان كلمة الله يمكن ان تتماثل ايضا مع كلية التاريخ وبالمقارنة فان الدين هو كلمة الله المتصلبة والمؤرخة والممأسة , ان طه يشدد فى التمييز بين كلمة الله والدين فى تمييزه بين عبارتى العقيدة والعلم فبينما العقيدة خاصة فان العلم عام , وبينما العقيدة تكيف العقل بطريقة تفرز التحيز فان العلم يحرر العقل ويوحده ان هذا الخيال الدينى الرائع الابداع والمدمر فى نفس الوقت يكبحه أطار تفعيله , يلح طه على الولوج هنا بمدخل نظرى تطورى يعترف للعقيدة بدورها باعتبارها النقطة الاساسية , فالدين العالمى لا يمكن تصوره الا بوصفه ذروة لدين مؤسسى معين يكون التدرج الواعى فى مشقة عبوديته شرطا مسبقا لبلوغ الحرية , وهذا بالذات هو الموقف الذى يؤسس لما سمى بمركزية طه الاسلامية , ان طه الذى يعتنق الموقف الاسلامى التقليدى يلح على ان القبول التام لدعوة الاسلام هو الطريق الوحيد للخلاص وللدين العالمى وهذا يلخص معضلة العمر بالنسبة لطه , وربما لكل المحدثين الدينيين المسلمين وغيرهم , فبينما هو يسعى لتوسيع افق رؤيته الدينية ومطابقتها لافاق الحداثة , فهو يدعو فى نفس الوقت لتلقيحها بقيم التقليد الدينى التى يرى انها ان لم تُفعل فانها تفقد روحها ويكون مقضيا عليها بالاستلاب والتغريب كان طه مفكرا مثيرا للجدل , ظل يدعو المسلمين طيلة حياته وبلا انقطاع , لاعادة النظر فى فهمهم لدينهم على اساس الروحانية الفردية , علاوة على ذلك فقد اعاد فى المستوى الاجتماعى صياغة جديدة للاسلام , وتظل رؤيته الصوفية ومشروعه للاصلاح من بين الاستجابات الاشد جرأة والاكثر اصالة لازمة الاسلام فى العالم الحديث .
تعقيب توحيد الكفاح الروحى المستند الى الصلاة مع الحركية الاجتماعية السياسية لتغيير العالم كألية للتطور الثقافى , وكقوام لحركة انسانية جديدة :-
1 تعقيبى على الفكرة الجمهورية فى ضوء كتاب (البحث عن الألوهية) منصبا على ما ارى فيه ألية للتطور الثقافى الانسانى ودعوة لحركة انسانية تطورية جديدة قوامها الايمان , سأنطلق فى تعقيبى من ناحية من زاوية تخصصى المهنى فى علم الاحياء التطورى , ومن ناحية خلفية الفكر الماركسى والحركة الشيوعية . 2 أمن طه ان حياته الخاصة لم تكن الا مسعى لتكريس المثال التطورى القرأنى الذى تجسده الأية الكريمة (كل يوم هو فى شأن) , وان بوسعه توفير الارشاد والقيادة للاخرين لتمثله , وذلك بتوحيد الكفاح الروحى المستند الى الصلاة مع الحركية الاجتماعية والسياسية لتغيير العالم على طريق تحقيق الرسالة الثانية للاسلام , بهذا التعبير التعبير كلى الايجاز اجمل المؤلف مشروع الاستاذ للدرجة التى اتاحت وضع المشروع برمته عنوانا لهذا التعقيب 3 هذا المشروع يحمل كل سمات النموذج الارشادى , التى اوردها ثوماس كون فى (بنية الثورات العلمية) .. اولا المنظور والرؤية الجذرية الجديدة للعالم وما يتبعها من نقلة فكرية ثانيا توليد نظريات الجديدة وتفرعها كما يتبدى من عناوين كتب الاستاذ , وكل واحد من عشرات المؤلفات التى اصدرها تعتبر منجما للنظريات والمفاهيم المنبثقة من الفكرة الاساسية للنموذج الارشادى ثالثا المجموعة الارشادية – الاخوان الجمهوريين فى هذه الحالة – تمتعت بترابط وحيوية مذهلة فى حياة الاستاذ , وان الشلل الذى اعقب الاستشهاد جعل من المجموعة طريقة صوفية اخرى , ما ينفى سمة الحيوية الفكرية والاستمرارية المميزة للمجموعة الارشادية , لكن من الناحية الاخرى فان الانتاج الفكرى الثر لعبدالله النعيم وغيره خصوصا خارج السودان ومن غير السودانيين , والحيوية المصاحبة لهذه الاحتفالية المئوية تعد بتنامى المشروع الذى لم يعد ملكا للجمهوريين وحدهم رابعا الطبيعة العالمية للنمذج الارشادى من الناحية النظرية فان مشروع الرسالة الثانية يخاطب كل الناس ويدعو لتغيير العالم بأسره 4 تكمن اهمية هذا النموذج الارشادى فيما يلى اولا انه يشكل نظرية صوفية للمعرفة الروحية , معرفة بالبعد الالهى للانسان , غير ان هذه المعرفة لا تخضع لبرهان الاثبات العملى بالطريقة التى تخضع لها نظريات العلم التجريبى تعريف الاستاذ محمود للعلم لا يقصره على المعرفة التجريبية العلمية القائمة على الحواس وحدها , وهى النظرية المعرفية لكل العلمانيين الوضعيين , وانما يقوم على التفاعل الايجابى الخلاق بين مصدرى المعرفة المادى والروحى , وذلك ما فعل الاستاذ فى كل كتابته , لقد ذكر المؤلف ان نظرية الصلاة المعرفية تجعل من الاستاذ محمود رائدا راديكاليا صوفيا بلا منازع , وليس هذا دقيقا تماما , اننى اود ان الفت نظر دكتور محمد محمود للعلامة محمد اقبال الذى فعل نفس الشيء فى العام 1928 فى كتابه( reconstruction of religious thought in islam ) الذى احتوى على 6 محاضرات متميزة استهلها بنظرية الصلاة , وقد صدرت ترجمة عربية لهذا الكتاب بالقاهرة فى عام 2000 باسم (تجديد التفكير الدينى للاسلام) ثانيا هذا المشروع يلبى احتياجا سودانيا وعالميا فى نفس الوقت , ان السقوط الاشد دويا فى العالم ليس سقوط المشروع الماركسى الشيوعي ولكن سقوط المشروع الراسمالى الليبرالى العلمانى نظرة للاحداث الاشد دويا فى العالم اليوم غزة , الحرب على الارهاب , الازمة الاقتصادية .. اى انسان عاقل يدرك ان الحل المثالى للقضية الفلسطينية هو ان يعيش اليهود والمسلمين والمسيحيين فى دولة ديمقراطية بدستور علمانى ديمقراطى يساوى بين الجميع , هذا هو جوهر العلمانية اننا نعيش فى حقبة انهيار المشروع العلمانى القائم على وضعية المعرفة وتجريد الانسان من قدسيته والوهيته , المشروع العلمانى بشقيه الماركسى الشيوعى , العلمانى الراسمالى لقد صاحبت العلمانية والانتقال موت المشروع الدينى الكلاسيكى الذى كان الدين جوهره الى مشروع حداثى اعقب الثورات البرجوازية وصار العلم جوهره لان الاعتقاد مفاده ان العلم والدين فى تناقض , وهو نفس خطاء الثورات الاشتراكية لكن ليس فى الدين بمعناه الصوفى كبعد الهى للانسان ما يناقض العلم ويعارضه كما أبان الاستاذ محمود , وكما كتب الكثيرين , وانما العكس هو الصحيح , هكذا نشأت الحركة الانسانية القديمة فى تعارض مع الدين .. نحن بحاجة لحركة انسانية جديدة قوامها الايمان , محورها الغايات لا الوسائل , تعلى من انسانية الانسان وتتولى تطوير المكاسب فى مجالات الديمقراطية والتعددية وحكم القانون , وهناك نماذج ارشادية عديدة تصب فى نفس فى نفس الهدف اذكر منها كتابات روجيه جارودى الرائعة ومشروعه المماثل للفكرة الجمهورية , ومحمد أقبال 5 طرحت فى سلسلة محاضرات سابقة دعوة لنوذج ارشادى جديد يلبى احتياجنا الراهن الذى عجزت كل القوى السياسية تاريخيا عن مقابلته وقلت فيما يتعلق بالمشروع الشيوعي بضرورة فصل المكون العلمى من المكون الايديولوجى فى الماركسية لكى تتعدد الاشتراكية فى مصادرها وتنفتح فى خياراتها ويعود الدين كله لله وكما ذكرت فان الحزب الشيوعى يمكن ان يجدد مشروعه والاسهام فى المشروع الارشادى الجديد اذا ما اعاد النظر بجدية فى امر علاقة الماركسية بالدين وقد كتب الاخ محمد ابراهيم نقد مقالا ضافيا فى صحيفة الميدان بتاريخ 15 ابريل الماضى بعنوان (د. فاروق وطبول الحرب على ماركس) باسم مستعار هو ابوذر النيل ختمه بتحدى ماركس لنقاده (لقد داوم هؤلاء الناس على لعن شيوعيتى بدرجة من الافراط بحيث يتوقع المرء منهم اظهار حكمتهم الان على الاساس النظرى ) وانا ادعوه وبقية الرفاق للتفكر بعمق وجدية , ما يستدعى نظرة موضوعية ناقدة لجانب الدين فى الماركسية 6 دعانى الاستاذ وائل محجوب لمجموعة يهمها مصير الحزب الشيوعى للتفاكر ولاستكشاف الرؤى المستقبلية , وهى دعوة تجد منى الترحيب الحار التهنئة للدكتور محمد محمود لهذا الكتاب المتميز , المجد والخلود لعبقرى الفكر وشهيده محمود محمد طه .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة :- مناقشة كتاب (السعى وراء الألوهة : نظرة نقدية لفكر محمود محمد طه) .. مُلخص+ صور . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
ملخص حديث د. الباقر العفيف
سوف اتحدث عن فصل واحد فى الكتاب وهو الفصل الخامس , وعنوانه من الرسالة الاولى الى الرسالة الثانية سوف اتناول استعراض المؤلف لنظرية التاريخ عند الاستاذ محمود , ومسالة الوجود فى القرأن , واعود لقضية الرق , والفردية , والجهاد ملخص الفصل الخامس للكتاب يقول :- (( ان قضية الرسالة الثانية تقع فى قلب مشروع طه الاحيائى , وهى نظرية تجرى على تصادم اساسى مع الفكر والحركة الارثوذكسية الاحيائية وخصوصا تلك التى تتعلق بالاخوان المسلمين نظرية طه فى التاريخ , وهى ايضا عكس نظرية التاريخ التى شكلت وعى المسلمين , التاريخ عند طه هو فى مستويين , مستوى موضوعى ومستوى ذاتى .. على المستوى الكونى يظهر لنا ان افكار طه تبدو متعارضة او متوترة فالعلاقة بين الله والكون هى علاقة تسيير مباشر ذلك لان العالم والاكوان المادية هى موضوعية , العالم هو شيء , ولان العالم لا يشعر فوصفه كشيء يجب ان لا يُثير مشكلة بالنسبة للقارىء , ولكن الصعوبة تبرز على ضوء مرجعية طه القرأنية كيف ان الكون يدخل فى حوار مع الله ؟ على مستوى اخر فان تبنى طه لنظرية وحدة الوجود ادت لاعطاء كينونة وذاتية للعالم , فالعالم بالنسبة اليه مظهر لله والله هو المصدر الذى صدرت منه الاكوان واليه ترجع يصف طه طبيعة وحدة الوجود وقدريته بقوله ان الوجود فى القرأن لولبى , وليست له بدأية او نهاية وكل الذى بدأ وانتهى هو مظهر الصور الغليظة , فى القرأن الوجود هو الله على المستوى الذاتى فان الوجود فان التاريخ يعمل فى علاقة ثلاثية بين الله والانسان والشيطان , بداية التاريخ فى القرأن هى لحظة الخلق والمعصية او تمرد الشيطان على الله ثم السقوط , تم اعطاء ادم ذاتيته فى البدأية , ولكن طه يتحدث عن ادم فقد هذه الذاتية بالسقوط رغم ان القرأن لا يُشير لذلك عند طه فان ادم اصبح بالسقوط ذرة هيدروجين وهو هنا يفارق الفهم الصوفى التقليدى ان السقوط كان مستوى روحى وعقلى لمستوى الجسد والحس المادى , فنظرة طه للسقوط هى ردة فى سلم التطور لابسط اشكال المادة , وتاريخ العودة الى الله يبدأ فى لحظة الغفران لادم , ومنذ تلك اللحظة فان التاريخ الانسانى يوصف بانه يسير سير الموجة , لحظات صعود وقمة عندما يتدخل الله بارسال الانبياء , ولحظات هبوط العلاقة الجدلية بالنسبة لطه بين الله والانسان , وطه ينظر للوجود بانه لولبى يقترب طه فى نظرته للتاريخ من الداروينية الاجتماعية , ولكن رفضه الصارم للراسمالية والنظام الطبقى يبعده عنها , ولكنه قريب منها بانه يقسم المجتمعات الى بدائية ومتقدمة , والتاريخ للمجتمعات البدائية شكله دائرى اما فى الامم المتقدمة فان التاريخ يُعيد نفسه بصورة تختلف كثيراً او قليلا عن الماضى بحسب درجة حرية الفكر والقدرة على الخلق التى تصنعها المجتمعات , الامم التى تنعدم فيها الحريات تسير فى دائرة شريرة حيث تنتهى من حيث بدأت هناك تناقضات عند طه وعدم انسجام فى نظريته رغم رؤيته حول دائرية التاريخ التى يصف بها المجتمعات المتخلفة دون ان يقدم لنا تعريف لمصطلح التخلف وعلى من ينطبق , فان رؤيته الكلية هى ان التاريخ لولبى ومحكوم بقوة دفع صاعدة يسوقها الله او ذات طبيعة الهية وعلى هذه النظرة اللولبية للتاريخ يقدم طه مفهومه حول الحرية الفردية المطلقة والعدالة الاجتماعية الشاملة وهما حجر الزاوية لنظريته عن الرسالة الثانية من الاسلام يضع طه اهمية كبرى لقضية الفردية , ويقوم باعادة البناء بافراغ التعبير القرأنى فيما يتعلق بنهاية العالم , ويضع مكانه مفهوم الحرية المطلقة طه يتفق مع سارتر بان الانسان محكوم عليه بالحرية ولكنه لا يتفق مع سارتر ان هذه الحرية قائمة على الاختيار وان الانسان ليس له قدر مكتوب , عند طه ان الله هو الذى حكم على الانسان بالحرية , وهناك قدر ان يحقق الانسان الحرية من الجهل والخوف وعلى الانسان ان يعمل بجد لينال هذه الحرية نسخ الجهاد : موقف طه من الجهاد , موقف مزدوج فهو اعتذارى من جانب واصلاحى من جانب , الجهاد بصورة الحرب الذى كان تاريخيا لا ينسجم مع المفاهيم العصرية حول الحريات الدينية , والمشكلة تبدو اكبر فى حالته لانه يعتقد ان التعدديات الدينية قد كانت من الله كخطوة ضرورية نحو الوحدانية فكيف كان الحل عند طه لهذه المشكلة ؟ من ناحية انزل أيات الجهاد الى مستوى الفروع , وقال ان الجهاد ليس اصل فى الاسلام , من ناحية اخرى فانه اوضح الاشكاليات المحيطة بمفهوم الحرية فى العهد النبوى , فالحرية عند طه هى مُقابل حسن التصرف فيها ويمكن ان تُسحب لسؤ التصرف فيها , وهذا هو الذى اعطى المسلمين الحق فى سحب حرية المشركين , والسيف لم يتم استخدامه كمدية الجزار بل كمشرط الطبيب الجراح من فضائل طه قدرته على معرفة ضعف الحجة للمسلمين المعاصرين بان الجهاد هو فى جوهره دفاعى للدفاع عن النفس وليس هجومى ويقول طه ان مسئولية الحرب تقع على عاتق المشركين لانهم لم يحسنوا التصرف فى الحرية الفردية رغم دفاعه عن الجهاد فى الماضى وتبريره له , فان الجهاد لا يحقق الايمان الحقيقى ومن هنا كانت النزعة السلمية , واصبحت مجاهدة النفس هى الجهاد الاكبر ويعلن طه انهاء الجهاد بالسيف حيث يقول طه انه يجب ان يكون واضحا ان الجهاد بالسيف منسوخ منذ اليوم الرق والمضامين الاخلاقية :- تأكيد طه ان الحرية تكمن فى قلب الاسلام وان الرق لا يمكن ان يكون جزء من النظام القيمى الاسلامى , وهو يربط بين الجهاد بالسيف والرق لتبرير الرق يقدم طه الحجج التالية 1 الحكمة فى الاسترقاق تكمن فى قانون المعاوضة , اذا دُعى انسان للاسلام واصر على الشرك , فانه يوضع كعبد للمخلوق هنا طه يعتبر نوعا واحدا من الرق يمكن ان يطلق عليه اسم الرق الاسلامى 2 اذا قبلنا فكرة المعاوضة علينا ان نغض الطرف عن الطبيعة الاستغلالية للرق وعن تاريخ الرق الفعلى وتحويله لممارسة دينية ومؤسسة اجتماعية وتصبح فيها العلاقة بين العبد والسيد مثل العلاقة بين الرب والعبد 3 يبقى هناك موضوع شائك لطه وهو اذا كان يمكن الدفاع عن الرق الناتج عن الجهاد , فلماذا سمح الله بوجود الرق قبل الاسلام وفى الاجابة يتبنى طه موقفا اجتماعيا محافظا ويتجاهل تاريخ الرق والمجتمعات الانسانية فى تقييم موقف طه من الرق يمكن ان نقول انه يتسم بالغموض الاخلاقى فمن ناحية يجده بشعا ومن ناحية فهو ليس فقط على استعداد لتبريره بل ولتقديسه ايضا )) انتهى تلخيص الفصل الخامس من الكتاب اشكالية د. محمد انه غير قادر ان يفهم او يطرحه كتناقض عند الاستاذ محمود , وهى كيفية ان يكون الكون هو الشيء وفى نفس الوقت ذات متحدثة لدرجة الدخول فى حوار مع الله , اعتقد ان هذا يطرح موضوع المرجعية التى يستخدمها د. محمد , وهو لم يتحدث عن مرجعية واضحة لنقد افكار الاستاذ , ولكن من الواضح انها مرجعية علمانية مادية لا تؤمن بالاشياء الروحية , ولذلك فان الانسان المتدين غير العلمانى لا تكن لديه مشكلة مع فهم الطبيعة غير المادية للاكوان يستعرض د. محمد فكرة الاستاذ حول ان الكون هو ارادة الله تجسدت استعراض دقيق ولكنه لا يقبلها وهو عندما يتحدث عن عبارة ان القرأن لا يُشير الى ذلك هل يقصد فهم الفقهاء للقرأن ؟ ام هو يرفض استنباط مدلولات القرأن ؟ رغم انه لا يكتب انه ضد انفتاح النص على معانى مختلفة المؤلف يعتقد ان هناك تناقض لان الاستاذ قال ان التاريخ لولبى وفى المجتمعات البدائية يكاد يكون دائرى , الاستاذ لم يقول ان التاريخ هناك دائرى وهنا لولبى , وفى هذه النقطة لا اعتقد ان هناك تناقض هناك مشكلة عند د. محمد بين وصف المجتمعات وتقسيمها الى متخلفة ومتقدمة وهو لم يوضح لنا اقتراح اخر للتسمية لهذه المجتمعات , ولم يوضح لنا ماهى المشكلة فى استخدام تعبير بدائية قدم د. محمد استعراض جيد فيما يتعلق بموضوع الجهاد , وكنه طرح نقاط كانما هناك محاولة تبرير قتل الكفار باى وجه حق , وان هناك محاولة تبرير حالية ان لماذا قتل المسلمون الاوائل اولئك الكفار , المسلمين المعاصرين يقولون ان هذه حروب دفاعية , كان للاستاذ فضيلة لم يروغ فى هذه القضية وقال انها حروب هجومية , وفى نفس الوقت قال ان المشركين رفضوا قبول الدعوة الدينية وبالتالى لم يحسنوا التصرف فى الحرية فاعلن المسلمين انفسهم اوصياء عليهم واعملوا فيهم السيف عن الرق وقضية قانون المعاوضة د. محمد يورد نوعين من الحجج التى اوردها الاستاذ , الحجج العرفانية من واقع ان هناك رق وهناك عبد وهناك سيد , والاستاذ يتكلم عن حقبة تاريخية معينة وواقع وجغرافية معينة هى وهى الدولة الاسلامية وحاول الاستاذ ايجاد تفسير عرفانى لموضوع لماذا وضع الله انسان كسيد ووضع الاخر كعبد , فحاول التفسير عرفانيا على ضؤء قانون المعاوضة اخرج د. محمد التفسير العرفانى من أطاره وقدمه كتبرير , وعندما وجد المؤلف الحجج والتفسير الاجتماعى لظاهرة الرق اعتقد ان هناك تناقض فاذا كان التفسير العرفانى غير مقبول , والتفسير الاجتماعى بان الرق كان لا يمكن ازالته بجرة قلم , فما هو المقبول ؟ يبقى عندى ان هذا الكتاب من افضل ما قرأت فى محاولة تشريح الفكرة الجمهورية .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة :- مناقشة كتاب (السعى وراء الألوهة : نظرة نقدية لفكر محمود محمد طه) .. مُلخص+ صور . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
ملخص حديث د. ادريس سالم
لم اتكمن من الاطلاع على الكتاب فى تفاصيله الدقيقة , نسبة لضيق الوقت وما سوف اقول هو مجرد مداخلة , د. محمد هو صديق شخصى وتربطنى به علاقة انسانية وفكرية قوية انا متخصص فى علم الاجتماع , وسوف اتحدث من هذا المنطلق , وعندى دراسات عن الطرق الصوفية فى السودان , لذلك سوف اتحدث عن الطرق الصوفية وعلاقتها بالفكر الجمهورى , وكيف حاول د. محمد ان يعرض ذلك فى الكتاب فى اطلاعى على الاجزاء التى تتعلق بهذا الموضوع فى الكتاب وجدت ان المؤلف يُطعى مساحة قليلة جدا لهذا الموضوع ويمر عليها عابراً رغم الاشارات هنا وهناك المؤلف يذكر بصورة سريعة ان الاستاذ حفيد الشيخ الهميم , وانه قد يكون قد استمع لكثير من القصص التى تدور حول اجداده , وعن الاولياء وكراماتهم ايضا تحدث بشكل عابر عن موقف الاستاذ من هذه الطرق الصوفية فى العلاقات المباشرة او العلاقات على مستوى الفكر الصوفى , وهو لا يقدم لنا هنا اى تفصيل عندما تحدث عن تعقيدات محكمة الردة الاولى والثانية , كتب ان الاستاذ كان فى الاساس ضد الطائفية وضد تيارت الاسلام السياسى الاخرى , وهى التى قامت بالتأمر عليه .. انا اقول ان شخصيات مثل المكاشفى وهى من المحسوبة على تيار الصوفية التقليدية لعبت دورا فى اغتيال الاستاذ , المؤلف فسر هذه النقطة انها مجرد منافسة مع الطرق الصوفية التقليدية , ولم يوضح لنا منافسة حول ماذا ؟ وهل ظهرت هذه المنافسة فى اى فترة من فترات حياة الاستاذ ؟ لم يشرح لنا المؤلف باسهاب جوانب التشابه بين الحركة الجمهورية وحركات الصوفية التقليدية , نحن نعرف ان التصوف فى رؤيته المركزية هو معراج نحو الله سبحانه وتعالى بشتى الطرق والوسائل , وهناك مرحلة الشريعة , ثم مرحلة الطريقة , ثم مرحلة الحقيقة وكل جدل الصوفية مع الجمهوريين كان يدور حول مرحلة الشريعة , وهى مرحلة تقييد تصرفات الناس , وهى على مستوى الطريقة محاولة جذب الناس على مستوى ارفع من مجرد تقييد تصرفات الناس وتقف الطرق الصوفية التقليدية عند مستوى اطعام الناس والأذكار والارشاد بصوره المتعددة , ولا يتطرقون كثيرا لجوانب الحقيقة وهى المستوى الفلسفى وانطلاقى العقل الى مساحات اعلى نحو الله فى هذا المستوى يختلف الجمهوريين مع بقية الطرق الصوفية فى السودان .. الطرق الصوفية لا ينتقدون الشريعة نقطة اختلاف الجمهوريين والطرق الصوفية هى اختلاف مرحلة – الشريعة , الطريقة , الحقيقة - الجانب الاخر المتعلق بالحركة الجمهورية والطرق الصوفية , هو جانب الرجوع الى الاصول الصوفية , ذكر د. محمد بشكل سريع جدا انهم يرجعون للرسول (صلعم) , نحن نعرف ان الصوفية التقليدية ترجع للرسول (صلعم) لكن مع التركيز على موضوعين , الاول هو عن طريق على بن ابى طالب وهذا فى الجانب الجمهورى غير موجود , والثانى هو التركيز على الجانب الانسانى فى شخصية (صلعم) وليس كفكر كما هو عند الجمهوريين د. محمد يقول ان الاستاذ كان بمثابة الشيخ عند اتباعه , فهل كان شيخاً بالمعنى الصوفى التقليدى ؟ , لان تعريف الاستاذ للشيخ بانه الانسان الكامل وليس الشخص المشرف على خلوة , اذاً هناك فرق فى تعريف كلمة شيخ بين الفكرة الجمهورية والطرق الصوفية التقليدية فى قضية الاتباع , د. محمد يتعرض فى فقرة او فقرتين فى الكتاب لصفات اتباع الاستاذ , ويقول ان اعمارهم صغيرة نسبياً متعلمين وسكان مُدن ولكنهم يميلون للروايات الشفهية وليس لديهم اطلاع فى غير ما كتبه الاستاذ وانا اقول هل هؤلاء الاتباع والحواريين , هل هم من نفس الطرق الصوفية التقليدية ؟ انا اعتقد ان الجمهوريين هم الاكثر تعليما , رغم وجود اساتذة جامعات ينتمون للصوفية التقليدية , وعلى مستوى مشاركة النساء فان الكفة لصالح الجمهوريين قال د. محمد ان الاستاذ كان لا يُعطى وزناً كبيراً للطرق الصوفية التقليدية وانه يجب ان تتفكك وتنضم للحركة الجمهورية باعتبارها الاكثر معرفة ومقدرة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة :- مناقشة كتاب (السعى وراء الألوهة : نظرة نقدية لفكر محمود محمد طه) .. مُلخص+ صور . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
ملخص حديث د. عمر القراى
اساس هذا الكتاب ورقة كتبها المؤلف فى الانترنت وعلقنا عليها وقتها , عندى نقاط كثيرة على الكتاب هناك أشكالية فى منهج د. محمد احمد محمود , وهو ينطلق ليس من منطلق علمانى وانما من منطلق الحادى , فهو لا يؤمن بالاديان مطلقا , وهو لا يرى اختلاف بين افكار محمود محمد طه وبقية الدعوات الدينية لانه يعتقدها كلها مسائل خرافية وخيالية وهو عندما جاء لقراءة الفكرة الجمهورية من هذا المنظور افتقد الحياد العلمى والموضوعى . لاحظت اولا ان المؤلف يكتب اسمه محمود باللغة الانجليزية بطريقة املائية مختلفة عن اسم محمود محمد طه دون ان يقدم تفسير لهذا السبب هو تحدث عن ان الاستاذ حفيد الشيخ محمد الهميم , وهو لم يقدم تفصيل عن ذلك فى الكتاب ولكنه قدم تفصيل لذلك فى الورقة , ومحمود محمد طه لا علاقة له من قريب او بعيد بالشيخ محمد الهميم وكان للمؤلف التأكد من المعلومة قبل الكتابة الاشكالية الاخرى هى الترجمة , والترجمة مهما كانت براعتها لا يمكن ان تكون مثل النص الاصلى , فى الايات القرأنية اعتمد المؤلف على كتابة بعض الكلمات التى من الممكن ان يحدث التباس حولها بحروف لاتينية بالنطق العربى , وهى محاولة لن يستفيد منها من يقرأ باللغة الانجليزية , وهى نماذج تتعدد فى صفحات الكتاب , وكان للمؤلف وهو استاذ لغة انجليزية ان يقدم ترجمة افضل من هذه د. محمد احمد محمود يأتى بكلام الاستاذ فى التأويل والمعارف الالهية وكانه رأى الاستاذ , دون ان يقدم لتفسير الاستاذ عن رأيه فى التأويل والمعارف الالهية للمؤلف اعتقاد ان الاستاذ استنبط افكاره من الصوفية وتحدث عن شطحات ابن عربى وبعض المتصوفة , وان الاستاذ من الممكن ان تكون فى ارائه بعض المبالغات لانه يأخذ من الصوفية , وقال اننا لا ندرى فى اى وقت من الاوقات اصبح الاستاذ منجذب لابن عربى , وقال ان الاستاذ محمود لم ينفى انه تأثر بابن عربى .. والحقيقة ان الاستاذ نفى انه تأثر بابن عربى بل حتى انه لم يُبدى اعجابه به اذا هناك خلل فى المنهج عند د. محمد احمد محمود وهناك اشكاليات فكرية فهو قد ذكر ان الاستاذ محمود كان مع نظام مايو لان عدائه للطائفية اكبر عنده من التزامه بالديمقراطية , كان للأستاذ رأى فى ان الانظمة التى تُعرف باسم الانظمة الديمقراطية هى ديكتاتوريات مدنية تم فى عهدها تصفية الاحزاب وطرد النواب وتغيير الدستور وتكفير الاستاذ نفسه وتقديمه لمحكمة ردة وكانت تتجه لاقامة دستور اسلامى , وكانت (مايو) بالنسبة له اخف الضررين , وكان من الامانة ان يُورد د. محمد رأى الجمهوريين هذا ثم بعد ذلك يعلق عليه يقول د. محمد ان كتابات الاستاذ محمود هى المصدر الوحيد لمعرفة الجمهوريين , وانهم لا يثقون ان هناك علم فى الكتب الاخرى , هناك تحامل فى هذا الطرح , وهو يذكر انه صديق لعدد من تلاميذ الاستاذ منهم د. دالى ود. الباقر العفيف و د. حيدر بدوى ولا اعتقد ان المؤلف هو مثقف اكثر من هؤلاء قال ان الجمهوريين هم من قاموا بتأسيس اركان النقاش فى جامعة الخرطوم ومنهم انتقلت للاخرين وكان للمرأة الجمهورية دور بارز فيها وقال انهم لم يفعلوا ذلك بذهن مفتوح وانما بصوفية دعائية ينظرون فيها لانفسهم انهم معلمى الامة وان الموضوع موضوع زمن حتى يؤمن المتلقى بكل ما يقولون , وهذا ايضا تحامل يفتقد للموضوعية , الجمهوريين قاموا بتأسيس اركان النقاش فمن اين جاءت قصة انهم لا يناقشون الناس بذهن مفتوح ؟ قال المؤلف رغم ان الاستاذ يتحدث عن الحرية المطلقة ولكنه عجز عن اعطاء هذه الحرية لتلاميذه , وان الحركة التى كونها تعكس فكرته عن الوصاية والناتج عن هذه الوصاية والاعتماد تماما على فرد واحد هى حركة ناضبة من المصادر الروحية والفكرية وغير قادرة على الحياة بعد وفاة طه .. وهذا هو نفس رأى السلفيين الذين يعتقدون ان الفكرة تقوم على اراء الاستاذ وانهم عندما يغتلوه لن يتحدث انسان اخر عن الفكرة الجمهورية , والمؤلف اشار لمقولة العارف عن الجاهل ولاية طبيعية , ولكن هذه المقولة ليست فى مستوى الحياة والقانون هى فى مستوى المعرفة الالهية التى ترتب الوجود (فوق كل ذى علم عليم) , وقد قال الاستاذ ان ليس هناك رجل بالكمال كى يؤتمن على حريات الاخرين وهى التربية التى ربى عليها الاستاذ تلاميذه وقد كانت هناك مرحلة فى التعليم والترشيد اقتضت داخل المجتمع الجمهورى ان يكون للاستاذ مسئولية زائدة
وهو يختلف عن ما هو موجود عند الطرق الصوفية تحدث المؤلف ان الكاتب المصرى محمد قطب اصدر كتاب (جاهلية القرن العشرين) وطالب من الاخوان المسلمين بالعزلة من المجتمع لانه مجتمع جاهلى وقال ان نفس الموضوع طرحه الاستاذ محمود وقال ان الاستاذ ردد عبارة جاهلية القرن العشرين وان الفرق بينهم ان الاستاذ قد قال ان جاهلية القرن العشرين ارقى من جاهلية القرن السابع الميلادى , والحقيقة ليست هكذا حيث اعتقد محمد قطب ان الخلاص من الجاهلية هو بمحاربتها وان هناك دار اسلام ودار حرب وقام على هذا الاساس عنف الاسلام السياسى , وعندما قال الاستاذ محمود ان الناس فى جاهلية لم يدعوا لمحاربتهم وقتلهم وهو لم يعتمد على محمد قطب فى عبارة الجاهلية , اعتمد فيها على القرأن عندما تحدث عن تبرج الجاهلية الاولى , فقال الاستاذ ان هناك جاهلية ثانية يتحدث المؤلف ان الاستاذ قد استلهم الاشتراكية من الماركسية , وفكرة المادة والطاقة من العلم الحديث , الموضوع هنا ليس استلاف من الافكار , الموضوع ان هناك تراث انسانى بشرى وان من يعرف الدين بميزان التوحيد يستفيد من هذا التراث عندما تحدث المؤلف عن موضوع الصلاة قال ان هناك سؤال اساسى وهو انه اذا كانت الاصالة هى ان يكون الشخص نفسه او ان يحقق فرديته فلماذا تقوم الاصالة على نكرانها عن طريق التقليد من البدأية ؟ وهذا سؤال تم توجيه للجمهوريين عشرات المرات والسبب لان الانسان لا يتعلم الا عن طريق التقليد فتم اقتراح ان يتم تقليد شخصية كاملة هى النبى (صلعم) وهذا يقودك لفرديتك وتساءل المؤلف عن كيفية تدليل الاصيل عن اصالته ؟ , وهى نقطة شرحها الاستاذ بان الاصالة لديها ثمرة فى العلم , فاذا قدم الشخص علماً فهو اصيل وتحدث فى الكتاب عن ان لو كان القرأن كلام الله فلماذا يُشير الله على شيء اخر للبرهان على وجوده مع فعله فى الحديث يكفى للتدليل على وجوده وقال ان طه لم يتعامل مع هذه المشكلة , وهى فى الحقيقة مشكلة تعامل د. محمد مع الدين كله يقول المؤلف ( طه يصر ان كلمة الاله ينصرف بصورة متساوية الى الله والى الانسان الكامل عندما تظهر المشكلة الكلاسيكية مثل الرحمن على العرش استوى , يتبنى طه رأى التقليدين من الاشعريين وغيرهم الذين قالوا نؤمن بما جاء فى الكتاب دون معرفة بالكيفية ) هذا الكلام غير صحيح , ولا قال ان كلمة الله تصرف بنفس المستوى بين الذات الالهية والانسان الكامل , قال هى تصرف للذات الالهية وللانسان الكامل ولكنها للذات الالهية تصرف على الاطلاق وبالنسبة للانسان الكامل تحمل التعيين الاول , وهما ليس على نفس المستوى والفرق مثل الفرق بين السماء والارض مشكلة الرحمن على العرش استوى , مشكلة واجهت المفكريين السلفيين ولم تواجه الاستاذ محمود , لان الاستاذ عنده ان الانسان الكامل استوى على عرش الخلائق , والعرش هو الوجود كله قال المؤلف ان العقل يدرك بالاضداد , وقال ان خلق الازواج تم لحكمة التذكر وقال ان هذه من اكثر الدلائل على عدم موضوعية طه , وقال كيف ان الثانئية والادارك بالاضداد تُعيين على تذكر العهد القديم ؟ وهذا مشروح فى الفكرة الجمهورية بان الله اخذ من الناس عهد , وهو كلام تحدث عنه الناس حتى قبل الاستاذ محمود , وان الادراك بالثانئية هو الحكمة من خلق الازواج ويقول المؤلف (ربما يكون طه قد شعر بعدم الموضوعية فى هذه النقطة , ولذلك قال بان الرسل ارسلوا لاعانة البشر على التذكر ) هنا الرسل سوف يقومون بطرح قضية الحلال والحرام وهى هنا اضداد , الاضداد ليست مُجردة هى فى تعاليم الشريعة نفسها , وهى وسيلة ادراك العقول قال المؤلف ان القرأن قال ان الارض مُسطحة وليست كروية , وقال ليس هناك مُقابل لمعرفة ان الارض كروية , وقال لقد صمت طه عن التأسيس القرأنى للعابد الذى اكتشف ان الارض كروية , وان المسلم الان يجد فى القرأن ان الارض مسطحة الاستاذ لم يصمت عن هذا الموضوع , قال ان الانسان لو اكتشف ان الارض كروية يجد يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وهذه اشارة لكروية الارض , واذا لم يكتشف العربى فى الماضى ان الارض كروية واعتقد انها مسطحة , يكن هذا ليس عيبا فى القرأن لانه خاطبه بمستوى وعيه هو فى ذلك الوقت . الفكرة التى اوردها د. فاروق فى تلخيص الكتاب ان الاستاذ قد همش طريق الرسول (صلعم) , لانه قال ان التقليد يوصل للاصالة , العكس صحيح والاتجاه الذى اعتنقه الاستاذ ان الذى يحترم النبى ويكرمه يقوده التقليد الى الاصالة والاستاذ يقول ان كل انسان يمكن ان يفهم القرأن حسب فهمه هو , ويمكن ان يتطور فى فهمه فى حين ان القرأن واحد .
(عدل بواسطة مركز الخاتم عدلان on 01-13-2009, 12:46 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة :- مناقشة كتاب (السعى وراء الألوهة : نظرة نقدية لفكر محمود محمد طه) .. مُلخص+ صور . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
نماذج لبعض المداخلات
أ/ محمد عثمان عندى تعليق عام اكثر من مناقشة كتاب د. محمد اعطنا د. فاروق فكرة عن الكتاب بواسطة التلخيص , حفزتنى لاقتناء الكتاب , وهو تلخيص اعتقد انه كان عادلا اعتقد ان هناك قسوة شديدة فى الحديث عند البعض على مؤلف الكتاب , يحب ان نمنح كل الافكار فرصة للتعبير عن نفسها دون هجوم قاسى . *
أ/ عصام البوشى مشكلة استاذ محمود انه اما ان يكتب عنه انسان مُعجب بافكاره , او انسان عدو لافكاره , ولا يتم انصافه فى الحالتين , عندى تجربة مع الاستاذ فى كتابه عن مصطفى محمود , قال لى الاستاذ هل قسونا على مصطفى ؟ وكانت اجابتى بالنفى , وانا الان اتمنى لو قلت له اننا قسونا على مصطفى محمود يجب ان نتبع الموضوعية دائماً .. د. محمد اهدأنى كتابه واطلعت عليه , واقول انه من افضل ما كُتب عن محمود محمد طه , وتناول كل القضايا , د. محمد ليس لغوياً فقط ولكنه فيلسوف , والصراع بين الفلاسفة ورجال الدين صراع تاريخى , ولكن تظل الفلسفة هى محبة ومعرفة الحكمة وهو قد حصل فى شهر سبتمبر الماضى على ماجستير الفلسفة من لندن المؤلف عاش فى المجتمع الجمهورى فترة , واعتقد انه سيضع الناس فى خط رؤية جديدة للاستاذ محمود اتمنى ان تتم ترجمة هذا الكتاب *
أ/ عماد للجمهوريين على فضل عندما كنت فى جامعة القاهرة فرع الخرطوم اوائل السبيعنات , تعلمت منهم ادب الحوار , والحوار المثمر محمود ليس شيخاً هو انسان مفكر , وعنده ثقافة عريضة وعميقة فى الاسلام , وكان يطمح لاحداث نهضة قائمة على الدين الدين الاسلامى نفسه اباح الكفر والالحاد فى أيات , وهو قمة فى التسامح , ليس هناك اى اشكالية فى حرية الاعتقاد عند الله سبحانه وتعالى . *
أ/ شمس الدين ضوء البيت اتفق مع د. محمد فى بعض الاشياء واحدة منها ان فكر الاستاذ يتذبذب بين التاريخانية ولا تاريخانية , وهذه مقولة صحيحة وواضحة جدا , وحتى فى التقسيم التاريخى لفترة مدينية وفترة مكية هناك تذبذب , اعتقد ان التاريخ هو نقاط متسلسلة بلا نهاية العلاقة بين الوحى والتاريخ علاقة جدلية , حتى ان القرأن نفسه كان اجابات لاسئلة المجتمع مبدأ التاريخية هو مبدأ قامت عليه كل المعارف اشكالية الفكر الجمهورى فى الحدود اشكالية كبيرة وهى ناتجة من هذا التذبذب اختلف مع د. محمد حول ان الفكر الجمهورى يهمش النبى , لان تجاوز النصوص ليس تهميشاً للنبى فى تناول د. فاروق شعرت انه يتحدث عن العلمانية فى مقابل الايمان , واعتقد ان العلمانية هى تصور عن الدولة وليست لعلاقة الفرد بالله , وبهذا اعتقد ان الاسلام علمانى لانه دعوة للعدالة , والعدالة تعنى التعامل بحياد مع كل الاتجاهات الدينية فى المجتمع *
شيخ ابراهيم يوسف حدثنا الاستاذ بمقولة عند الصوفية انك مهما عبدت وما رأيت النبى فى النوم انت على خطر الاصالة ليست تهميش للنبى , عندما يوجهك النبى بالذات فهذا كمال توصيله , وهى مهمة النبى التى يغفل الناس عنها عند السلفيين ان الشريعة والسنة هما شيء واحد , والاستاذ قال ان الشريعة ليست خالدة فهى شُرعت لمجتمع معين فى زمن مُعين , اما السنة فان الناس مازالوا فى احتياج لها
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة :- مناقشة كتاب (السعى وراء الألوهة : نظرة نقدية لفكر محمود محمد طه) .. مُلخص+ صور . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
Quote: / عصام البوشى مشكلة استاذ محمود انه اما ان يكتب عنه انسان مُعجب بافكاره , او انسان عدو لافكاره , ولا يتم انصافه فى الحالتين , عندى تجربة مع الاستاذ فى كتابه عن مصطفى محمود , قال لى الاستاذ هل قسونا على مصطفى ؟ وكانت اجابتى بالنفى , وانا الان اتمنى لو قلت له اننا قسونا على مصطفى محمود يجب ان نتبع الموضوعية دائماً .. د. محمد اهدأنى كتابه واطلعت عليه , واقول انه من افضل ما كُتب عن محمود محمد طه , وتناول كل القضايا , د. محمد ليس لغوياً فقط ولكنه فيلسوف , والصراع بين الفلاسفة ورجال الدين صراع تاريخى , ولكن تظل الفلسفة هى محبة ومعرفة الحكمة وهو قد حصل فى شهر سبتمبر الماضى على ماجستير الفلسفة من لندن المؤلف عاش فى المجتمع الجمهورى فترة , واعتقد انه سيضع الناس فى خط رؤية جديدة للاستاذ محمود اتمنى ان تتم ترجمة هذا الكتاب *
|
كلام أستاذ عصام البوشي جدير بالتمعن، خاصة من إخواني الجمهوريين وأخواتي الجمهوريات. فنحن قد وقعنا، من حيث لا نشعر، في فخاف التطرف والطائفية والاعتقاد الفاسد. كان الأستاذ محمود محمد طه يريد منا أن نكون مثله، لا أن نكونه. مثلاً، هو يريد حيدر ان يكون حيدراً، وعصام أن يكون عصاماً، والقراي أن يكون قراياً، واسماء محمود محمد طه نفسها أن تكون اسماءً لذااتها. ولهذا السبب فهو لم يدعها يوماً -أعني بصورة مباشرة- أن تكون جمهورية. فقد اختارت هي بعد أن قرأت كتبه، وبعد أن التزم كثيرون وكثيرات بالفكرة الجمهورية قبلها، ولم تدخل المجتمع الجمهوري إلا بعد أن اقتنعت بالفكرة. فهي هي، وليس هو. ولذلك لم يلزمها، ولم يلزم أمنا آمنة، زوجته الحبيبة، بالتزام الفكرة الجمهورية. وهناك جمهوريات سابقات لأمنا آمنة فيما أظن. (أرجو من السابقين لي في الالتزام بالفكرة -1977- تصحيحي، إن كنت مخطئاً في هذه المعلومة.
ما أود قوله هو أن الأخ عصام أصاب لب الحقيقة. أشعر مثله بأن الأستاذ محمود محمد طه كان قاسياً على مصطفي محمود. فقد قرعه تقريعاً لا تستطيبه نفوس المثقفين. ولكن، مع هذا، أشعر بأنني، تأدباً مع الأستاذ محمود، أترك مساحة واسعة، شاسعة، لكوني قد أكون مخطئاً في رايي هذا. ذلك لأن المثقفين ظلوا متواطئين مع مشاريع الهوس الديني، وظلوا يظنون بأنفسهم الظنون. فحين يترك أحدهم الإلحاد إلى رحابة الإيمان يظن بأنه قد أصبح عارفاً بالله، وعالماً بالدين، ظاهره وباطنه. وهذا كان حال مصطفي محمود. ومن زاوية أخرى هذا هو حال صديقي العزيز، الواسع، محمد محمود!
ولا أتجني على صديقي محمد محمود حين أقول بأنه مثقف أرائكي، مثله مثل المثقفين الأرائكيين، يظن بأنه يعرف الحقيقة من الزواية الفلسفية، و "العلمية،" وأن هذا حسبه. ويجيز له ذلك نقد الفكر الجمهوري. وهذا حقه. ولكن الاستعلاء الفكري ليس شيمة من شيم العلماء. العلم الحقيقي يؤدي بصاحبه إلى التواضع الفكري. وهذا ما ينقص صديقي.
ونستطيع أن نقول بأن ذلك ينطبق أيضاًَ على الدكتور الفاضل منصور خالد. فهو يؤمن بأفكار الاستاذ محمود وبنموذجه، إيمانا قد لا يتطرق إليه شك. ولكنه، باستعلاء واضح، وأرائكية مفرطة، لا يمارس قناعاته بفكر الأستاذ محمود. كل ذلك لأنه يتعالى على السلوك الديني، باعتباره مضيعة للوقت. وهذا فيه تعالٍ كبير.
أقول كل ذلك وأنا من المحبين، حتى النخاع، للعزيزيزن منصور ومحمد محمود. فكلاهما يربطني بهما رباط محبة الأستاذ محمود محمد طه. ويربطني بمحمد محمود كثير من الشوؤو والاهتمامات والتجارب، الأكاديمية والحياتية. وقد جمعتنا بيننا صداقة وطيدة منذ التقينا لأول مرة.
أما منصور خالد فتربطني به بالإضافة إلى ما ذكرت، رابطة أننا رفقاء في الحركة الشعبية لتحرير السودان. وهذه رابطة مقدسة!
شكراً للعزيز عصام عبد الرحمن البوشي على إضائته الخلاقة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة :- مناقشة كتاب (السعى وراء الألوهة : نظرة نقدية لفكر محمود محمد طه) .. مُلخص+ صور . (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
أحبابي الكرام، متداخلين وقراء،
تحياتي وشكري الجزيل، والوافر، على مشاركتنا في الاحتفال بأخصب حياة عاشها سوداني،على أطلاق العبارة. عدت لتوي من أعظم احتفال أقيم للاعتبار بالحياة الفريدة للإستاذ، الشهيد، المعلم محمود محمد طه محكية في مئويته.
ليتكم كنتم معنا.
كان احتفالاً كوكبباً بكل معنى الكلمة. وقد شهد أهم فعالياته ما لايقل عن ألفي شخص، من كل بقاع الأرض، رجالاً ونساء، من كل الأعراق، من كل الأديان، وكافة الاتجهات الفكرية والثقافية والاجتماعية. وكان معظم المتحدثين، -وهم كثر- من غير الجمهوريين@! منهم أوربيين، من جامعات أوربية محترمة. ومنهم أمريكان من أعراق واتجهاهات وأديان وتخصصات أكاديمية مختلفة. ومنهم أكاديميين أفارقة وأسيويين متميزين، وغيرهم.
هكذا مثل الأستاذ محمود عظمة الشعب السوداني، فتهادت له القلوب من كل حدب وصوب. كثيرون قطعوا مسافات طويلة لكي يحضروا هذا الحدث الفريد، للاحتفال بفرد سوداني فريد، تجسدت فيه خصائل وأخلاق شعب عملاق، فريد!
وقد أدهشت سيرة الأستاذ محمود محمد طه كل الحضور، بخاصة حين تحدث عنه المفكر الأمريكي الفذ كورنيل وست، وهو يقول عن تاثره بالأستاذ الشهيد: حينما يذكر الاستاذ فإني أرتعش وأرتعد لأنني لم أر مثل هذا الاتساق الفكري والسلوكي، والأخلاقي متمثلاُ في أي شخص - بمن في ذلك سقراظ وغاندي ومارتن لوثر كنج ومانديلا، وغيرهم من رسل الحقيقة، على عظمة هؤلاء الأبطال الأفزاز. وقال غير ذلك كثير، كثير، كثير.
وقد خلص كورنيل وست -وهو مفكر أمريكي فذ، كما سلفت بذلك الإشارة- لكون الفكر الجمهوري هو الوحيد القادر على إخراج العالم من أزمته الراهنة التي أدخله فيه التسلط الأمريكي والهوس الديني. وقد قال عن الجمهوريبن أنهم يحملون قبس الأستاذ الأستاذ محمود، فد جلس هذا العالم الجليل على الأرض وقبل قدم الأستاذة أسماء محمود، وطلب من الحضور التصفيق لشخصي الضعيف نتيجة لمساهمة أستحسنها والحضور أيما استحسان، وهو يقول بأن ثمرة الأستاذ بائنة فيي سمتي وفما أجراه الله على لساني.
لقد مثلك الأستاذ محمودأفضل تمثيل يا شعب السودان الصابر، البطل، العملاق. وقدأبرز صورة للإسلام وللسودان لا يدانيها أحد!!!
لولا أنني مرهق بعض الشيء بعد سياقة السيارة، ومعي أسرتي، لأكثر من ألف كيلومتر لاسترسلت أكثر، وأكثر.
ولي عودة. فإلي الغد القريب!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة :- مناقشة كتاب (السعى وراء الألوهة : نظرة نقدية لفكر محمود محمد طه) .. مُلخص+ صور . (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
Muslims, too, love America A familiar evil has reached our beloved sanctuary of freedom HAYDAR BADAWI SADIG, Ph.D. From the Charlotte Observer (Sept.15, 2001)
The time was 8:30 a.m., Tuesday, Sept. 11. A few minutes earlier my wife, Asmaa, left for work and my 7-year-old son, Haddif, left for school. After helping my 4-year-old daughter, Samah, board her pre-K bus, I turned the TV on and went to prepare a bottle for my 9-month-old daughter, Amna. We both were extremely happy. She joyfully followed my moves, as she usually does, while I sang for her and headed toward the kitchen. Then CNN brought home news that changed the whole mood. My dear friend and neighbor Omer called to share his agonies with me. He told me that all his colleagues in the company he works for are in a state of shock and dismay as a result of the attack on America, so they were practically dismissed. He had hurriedly come home. As we were talking, the first tower of the World Trade Center collapsed. Shocked, stunned, enraged, terrified, I couldn't control my tears. "Omer, will you come over, please?" I said. I was wiping my tears as he entered the house. Twenty years ago Omer and I were roommates at the University of Khartoum in Sudan. We both belong to the Republican Movement, an Islamic reform organization. We both came to this country on Fulbright scholarships. We both received graduate degrees from Ohio University. We both moved to Charlotte and bought houses in this beautiful city to raise our children in the same neighborhood. My wife and his wife got jobs at First Union, in the same department. The Republican Movement to which Omer and I belong calls for the abrogation of Islamic Sahr'ia laws and the institution of Sunnah, Prophet Mohammed's example and code of conduct. Furthermore, it calls for equality between men and women, based on the original precepts of Islam on individual responsibility before God and before the law. It calls for the equality of men and women of all races, creeds and religions, in all walks of life. This conception of Islam runs contrary to Islamic fundamentalism. Omer and I have worked hard but peacefully to combat the fanaticism that breeds in the minds of Muslim fundamentalists in the Sudan and elsewhere in the Middle East. On Jan. 18, 1985, the Sudanese government executed Ustadh Mahmoud Mohammed Taha, founder of the Republican Movement. All the Republicans, consequently, endured tremendous torture, humiliation and pain. Trade unions and some political organizations rallied the country into a huge rage against Islamic fundamentalism, which resulted in a full-fledged uprising that resulted in the overthrow of the dictatorship on April 6, 1985. A transitional military government took over to arrange for elections. One year later, there was an elected civilian government ruling the country. I jubilantly left university teaching to join the diplomatic corps of Sudan, and Omer took a prominent position with Save the Children, an American organization that worked in Khartoum. We had a sense that our days with misery were over. But not for long. In less than four years, fanaticism returned. A military coup again, this time with an extra dose of fanaticism and rage. More than 2 million Sudanese perished as a result of war, torture and inhumane detention. And it was under this government, which still rules the country, that the lord of terror, Osama bin Laden, found refuge and sanctuary before leaving for Afghanistan. After finishing our graduate degrees, Omer and I decided to seek political asylum in the United States. I could not conceive going back to my post as a diplomat to represent such a terrible government. Islamic fundamentalists have wreaked havoc on our native land, Sudan, and other areas in the Middle East and North Africa since then. And now they attack us in our new home, our beloved America. All my children are American-born. They belong to this beautiful sanctuary of freedom. About a month ago my wife and I interviewed for American citizenship, culminating our hard struggle from terror to freedom. Or so we thought. We even thought we might forever be beyond the reach of evil. How little we knew! As I hugged, kissed, fed and sang with my beautiful 9-month-old American, there were other American fathers and mothers being killed by the same forces of hate that drove me and Omer out of our native land to America. Our quest and struggle for freedom continues, as America, with all its might, comes under siege. I have always loved this country, long before I came to it. But I never knew the depth of this love until Tuesday morning, until I cried for the pain this country is enduring, until I grieved for our human losses and the loss of freedom. But we won't let go. I, for one, will, as in the past, work to hit fanaticism of every kind, of every creed, head on, but through peaceful and thoughtful means. God bless America, and with America, by America, bless the world.
| |
|
|
|
|
|
|