ظواهر "إنتفاضية": " الشماسة"..." الأحزاب الأميبية"... و " الصحافة الصفراء"!!

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 05:52 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.ابراهيم الكرسنى(Dr.Ibrahim Kursany&ابراهيم الكرسنى)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-29-2007, 07:09 AM

ابراهيم الكرسنى

تاريخ التسجيل: 01-30-2007
مجموع المشاركات: 188

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ظواهر "إنتفاضية": " الشماسة"..." الأحزاب الأميبية"... و " الصحافة الصفراء"!!

    خواطر من زمن الانتفاضة (8)


    ظواهر" انتفاضية " : " الشماسة " ... " الأحزاب الأميبية " ... " والصحافة الصفراء " !!

    د. إبراهيم الكرسنى

    لازم التحضير للإنتفاضة، و كذلك نجاحها، بروز بعض الظواهر التى تستوجب ، ليس التأمل فقط،، و إنما الدراسة و التحليل، لإستنباط الدروس و العبر التى سوف تفيد جميع القوى السياسية فى مستقبل مسيرتها دفاعا عن حقوق الغلابة و المساكين، وكذلك للصد من تغولات واستغلال و إذلال " تجار الدين" للبسطاء و المسحوقين من بنات وأبناء الشعب السوداني. سوف أتطرق فى هذه الحلقة إلى أهم ثلاثة منها، وهى " الشماسة" ودورهم فى نجاح الإنتفاضة، و " الأحزاب الأميبية" ودورها فى تشرذم قوى اليسار و " الصحافة الصفراء" و دورها فى الإطاحة بالنظام الديمقراطى.

    يعتبر استرداد الحرية بمعناها الواسع، وحرية الرأي والتعبير على وجه الخصوص، أحد أهم انجازات نجاح الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالنظام المايوى الشمولي وبحكم الفرد الواحد والاستبداد فى السادس من ابريل عام 1985 م . بينما فاجأ نجاح الانتفاضة جميع قيادات الأحزاب السياسية ، رغم متابعتهم اللصيقة لها ومشاركة العديد من كوادرها النقابية فى تحريك أحداثها ، إلا أنها أثبتت حقيقة أخرى غاية فى الأهمية ، وهى عجز القيادات النقابية من أن تكون بمفردها بديلا موضوعيا لنظام الحكم الشمولي، على الرغم من أنها كانت بمثابة الآلية الأكثر مضاء" فى منازلة ذلك النظام وإلحاق الهزيمة به . إن انتصار الانتفاضة وإطاحتها بالنظام المايوى ، وهزيمتها فى ذات الوقت ، بواسطة الانقلاب العسكري الذى قاده المشير سوار الدهب ، والذى " فرمل " من خلاله مسيرة الانتفاضة وحال دون وصولها إلى نهاياتها المنطقية ، وهى تصفية مؤسسات النظام المايوى جميعها ، قد لفتت الإنتباه إلى مؤشرات رئيسية برزت ضمن سياق "الظواهر الإنتفاضية" التى أشرنا إليها أعلاه، وهى :
    • قدرة الحركة النقابية ، إذا ما توحدت ، على خلخلة أركان الأنظمة الدكتاتورية، ومن ثم الإطاحة بها فى نهاية المطاف . لقد اثبت التجمع النقابي ، الذى تكون أثناء الاستعداد لمعركة الانتفاضة، وتمكن من قيادتها إلى مآلاتها النهائية، بأنه هو الآلية المناسبة لمنازلة الأنظمة الدكتاتورية وإلحاق الهزيمة بها .

    • استحالة تصفية مؤسسات الأنظمة الدكتاتورية من دون توحد الحركة النقابية والسياسية معا حول برنامج حد أدنى، واتفاقها التام على تنفيذ بنوده حال انتصارها فى المعركة، شريطة أن يتم ذلك قبل الإطاحة بالنظام الدكتاتوري ، وليس بعده .


    • يعتبر التحام الجماهير مع قياداتها النقابية شرطا ضروريا لنجاح المعركة ، حيث إن تحرك النقابيين بمفردهم، ومن دون توفر الدعم الجماهيري اللازم والضروري ، سيعرضهم حتما لضربات الأذرعة الأمنية للنظام ، وربما حد من فعالية تحركهم وافشل خططهم للإطاحة به.

    إن هذه الحقيقة توضح بجلاء أهمية بروز و دور الظاهرة " الإنتفاضية" الأولى، و هي ظاهرة " الشماسة" . انطلاقا من هذه الحقيقة فقد لعب " الشماسة " دورا حاسما فى المحافظة على جذوة الانتفاضة مشتعلة، إلى أن حانت لحظة انتصارها . يكمن " سر " الشماسة فى تحركاتهم العفوية، وتحديد أماكن معاركهم وزمانها، مما شكل استنزافا لقدرات الأجهزة الأمنية وبعثرتها فى أماكن جغرافية بعيدة عن بعضها البعض، بما أتاح الفرصة للقوى النقابية المنظمة من التحرك الفعال ومواجهة " الصفوة " من الأجهزة الأمنية ، بما مكنها من الحد من استعمال القوة المفرط ،الذى يمكن أن يلجأ إليه بعض " الغوغاء " من أفراد تلك القوة .

    إن ظاهرة " المهمشين " التى روج لها الراحل الدكتور جون قرنق ، لم تقتصر على أطراف السودان المختلفة ، وبالأخص فى جنوبه أو غربه ، بل لقد اثبت "الشماسة " بأ نهم ظاهرة حضرية من الطراز الأول ، وهم بالفعل يكونون أكثر خطورة من الناحيتين السياسية والاجتماعية معا حينما يتلازم وجودهم مع أنشطة رأس المال الطفيلي فى المناطق الحضرية. بمعنى آخر فإن رأس المال الطفيلي ينتج بالضرورة، ومن خلال ممارساته المخالفة للقواعد الإقتصادية والإجتماعية المتعارف عليها، أدوات حفر قبره بنفسه !! إن تحليل ظاهرة "مهمشى " المدن فى السودان وتقييم آثارها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية تحتاج إلى دراسة منفصلة وعميقة، آمل أن تتمكن الأجيال الشابة من انجازها ، هذا إذا لم يتم انجازها بالفعل حتى وقتنا الراهن !

    • المؤشر الأخير الذى سأ تطرق له هو أن أكثر الأحزاب السياسية تنظيما والتى تمتلك الموارد المالية سوف تتمكن فعلا من قطف ثمار الإنجازات الجماهيرية ، وبما أن " الإخوان المسلمون " كانوا بالفعل الأكثر تنظيما وثراء، فقد تمكنوا من جني ثمار الإنتفاضة !! وقد تم لهم ذلك أيضا بفضل تحالفهم التام مع النظام المايوى منذ ما عرف بالمصالحة الوطنية فى عام 1977 م ، وما وفره لهم ذلك التحالف من إمكانيات مادية، وهامش للحرية يتحركون من خلاله ، ثم كذلك بفضل ضعف التنظيمات السياسية الأخرى جراء الضربات الموجعة والمتلاحقة التى تلقتها من أجهزة النظام والتى كبدتها خسائر فادحة ، لم تقتصر على مواردها المالية والمادية فقط ، وإنما أدت إلى فقدانها لبعض أفضل قياداتها السياسية المتمرسة وذات الوزن الجماهيري . لذلك فقد أثبتت الأحداث بان تنظيم الجبهة الإسلامية القومية ، الاسم الجديد للإخوان المسلمين بعد نجاح الانتفاضة ، كان الأكثر تنظيما وثراء، وبالتالي الأكثر حراكا فى جميع نواحي وميادين العمل السياسي ، و لكن بالأخص فى مجال ميدان العمل الاعلامى . لكن الأهم من ذلك هو نجاحه فى الحفاظ على أجهزته التنظيمية سالمة من غير سوء، وإبعادها تماما عن ملاحقة وأذى أجهزة الأمن المايوية. انطلاقا من هذه الحقيقة ، ونتيجة لتآمر المجلس العسكري الانتقالي فى اعتماده لقانون انتخابات 1986 م ، والذى تم تفصيله ليناسب " مقاس " تنظيم الجبهة الإسلامية القومية ، فقد نجحت الجبهة فى انتخابات العام 1986 م، لتأتى كثالث اكبر الأحزاب تمثيلا داخل الجمعية التأسيسية المنتخبة . عكست تلك النتيجة ضعف إمكانيات الأحزاب الجماهيرية الكبيرة، وكذلك سوء وتخلف قانون الانتخابات المعتمد، وليس الوزن الجماهيري للجبهة الإسلامية القومية.

    وكما سبق القول فى بداية هذا المقال بأن استرداد الحقوق الديمقراطية والحريات المكتسبة كانت أهم انجازات الانتفاضة، إلا أنها قد إصابتها فى مقتل كذلك. لقد أفرزت الانتفاضة أخطر ظاهرتين أثر كليهما تأثيرا مباشرا وسلبيا على مجرى الأحداث، و إن كان ذلك بصورة متفاوتة. الظاهرة الأولى تمثلت فى بروز كم هائل من الأحزاب السياسية فاق عددها الأربعين حزبا . نعم ، أربعون حزبا بالتمام والكمال ، أويزيد قليلا، بما يمكن لنا تسميته بظاهرة "الأحزاب الأميبية " . أكد بروز هذه الظاهرة على أن المجتمع السوداني كان يغلى ويمور من الداخل، كما المرجل تماما أثناء فترة الحكم المايوى. ولكن ظل هذا الغليان محبوسا فى أحشاء ذلك المجتمع جراء القبضة الأمنية الصارمة و البطش و الإرهاب الذى مارسه النظام المايوى تجاه معارضيه من السياسيين. لكن الأخطر من ذلك بكثير هو وضوح عدم إقتناع معظم هذه القوى ببرامج، وربما قيادات التنظيمات السياسية القائمة و المتواجدة على الساحة فى ذلك الوقت،و بالتالي تأكدها من أن هذه الأحزاب عاجزة تماما عن تلبية طموحاتها، مما دفعها إلى تكوين تنظيماتها السياسية الخاصة بها. إن عجز أحزابنا السياسية عن إستيعاب تلك القوى هو الذى قاد، فى تقديري، إلى بروز حركات التمرد المسلح مؤخرا، ليس فى دارفور وحدها، و إنما حتى فى شرق وشمال السودان !! تأمل كيف يمكن أن ينجح العجز الفكري والبرامجى فى تحويل الصراع من ساحة العمل السياسي الرحبة إلى التمرد المسلح، بكل ما يحمله من مخاطر على مستقبل الشعب و الوطن. بمعنى آخر فإن ضيق الأفق السياسي سوف لن يقود إلا إلى ضيق الوطن، على ترامى أطرافه، بحيث يقف عاجزا عن استيعاب جميع أبنائه على إختلاف مشاربهم الفكرية و السياسية، و بغض النظر عن أعراقهم أو أجناسهم أو قبائلهم أو حتى انتماءاتهم الدينية. تميزت معظم الأحزاب "الأميبية " التى طفت إلى السطح بعد نجاخ الإنتفاضة بأنها قد كانت يسارية التوجه ، وهى بهذا المعنى تقف دليلا على تشتت القوى التقدمية وتشرذمها ، مما الحق بها إضرارا فادحة لا تزال تعانى من آثارها حتى وقتنا الراهن .

    أما الظاهرة الثانية، و التى لازمت نجاح الإنتفاضة، فقد تمثلت فى بروز ما يمكن لى تسميته بظاهرة "الصحافة الصفراء" فى ساحة العمل الاعلامى فى السودان . ففيما عدى صحيفة "الناس "، التى كان يتهمها البعض بهذا التوجه ، لم يرى السودان طيلة تاريخه السياسي صحافة من هذا النوع . وبما أن قيادة الجبهة الإسلامية قد أدركت أهمية الإعلام فى العمل السياسي و الدور الحيوي الهام الذى يمكن أن يلعبه، سلبا أو إيجابا، لم تترك هذا الدور للعشوائية التى تتصف بها معظم باقى القوى السياسية، بل تحسبت تماما لهذا اليوم ،و قامت أثناء فترة " التمكين" بتدريب كوادرها فى جميع المجالات، وبالأخص فى تلك التى تعتبرها الأكثر تأثيرا وحيوية ، كمجال الإعلام بصورة عامة ، والصحافة على وجه الخصوص، فى أرقى المعاهد والجامعات المتخصصة و أفضلها فى العالم، و بالأخص فى الولايات المتحدة الأمريكية !!

    من كان يمكن أن يصدق بأن أحزابا جماهيرية، فى وزن حزب الأمة، على سبيل المثال، تفشل فى إصدار صحيفة ناطقة باسمها لفترة طويلة من الزمن بعد انتصار الانتفاضة ، فى الوقت الذى تمكنت فيه الجبهة الإسلامية من إصدار العديد من الصحف ذات الطابع السياسي والاجتماعي والرياضي وغيرها . باستثناء صحف ثلاث، هي الأيام و الصحافة والميدان، تكاد تكون معظم الصحف التى صدرت بعد نجاح الإنتفاضة إما مملوكة للجبهة الإسلامية القومية أو متعاطفة وداعمة لخطها السياسي... فتأمل !! لقد لعبت صحافة الجبهة الصفراء ، وخصوصا صحيفة " الراية " الناطقة باسمها ، وبالأخص صحيفة " ألوان "، أكثر صحف الجبهة تطرفا فى " صفار دورها المرسوم" ، دورا محوريا فى الإساءة لأحزابنا السياسية واستهداف قياداتنا الدينية والسياسية، للنيل من سمعتها ، بأسلوب، اقل ما يمكن أن يقال عنه انه رخيص ومجاف لشرف مهنة الصحافة ، وبالتالي محاولة الحط من أقدارهم فى أنظار الجماهير .

    ومما سهل من مهمة صحافة الجبهة الصفراء من إلحاق اكبر الضرر بسمعة أحزابنا وقياداتها ، بل الاغتيال المعنوي لبعض رموزنا الوطنية ، هو غياب القوانين الرادعة لمثل تلك الكتابات والممارسات، حيث لم تشهد الساحة السياسية ميثاق شرف لمهنة الصحافة إلى أن تمت الإطاحة بالنظام الديمقراطي برمته فى الثلاثين من يونيو 1989 م .

    لقد تمثلت الرسالة الأساسية لصحافة الجبهة الصفراء، ومنذ إنتصار الإنتفاضة و استعادة الديمقراطية فى إستغلال الحريات المكتسبة لهدم أركان النظام الديمقراطي رويدا رويدا حتى تتم الإطاحة به فى نهاية المطاف، وذلك من خلال الاغتيال المعنوي للقيادات ذات النفوذ الجماهيري والإساءة للأحزاب الجماهيرية العريقة، ونشر الأكاذيب حولها وتلفيق القصص الوهمية لتضليل الجماهير، وإلحاق اكبر الأذى والضرر بأحزابنا السياسية وقياداتها .

    لقد تبين لكل ذي بصيرة سياسية بأن الإعداد لانقلاب الثلاثين من يونيو 1989 م لم يكن وليد لحظته، وأن قرار قادة الجبهة حول أمر وصولهم للقصر، واستلامهم للسلطة السياسية من خلال الانقلاب العسكري ، قد أتخذ وتم الاتفاق حوله منذ فترة " التمكين " ، أي خلال تحالفهم مع النظام المايوى المباد، وأن الجبهة قد أعدت لضمان نجاحه كل ما يلزم لذلك من عدة وعتاد أمام أعين و أبصار جميع القيادات السياسية دون إستثناء... فتأمل !!

    لقد أخطأ ت قياداتنا السياسية، التى حكمت البلاد خلال فترة الديمقراطية الثالثة ، حينما اعتقدت بأن السماح لصحافة الجبهة الصفراء فى الصدور والتمادي فى الإساءة والتجريح واشانة السمعة للمعارضين يقف دليلا ماديا على رسوخ النظام الديمقراطي ، وأن مشاكل الحرية لا يمكن علاجها سوى من خلال المزيد من الحرية !! لكنها لم تدرك بأن هذه الممارسة كانت تقف دليلا فى ذات الوقت على غفلة سياسية، ما كان يجب أن تنطلى على فطنة وحكمة أولئك القادة . لكن يبدو أن ثقة قادتنا السياسيين ومحبتهم لرموز الجبهة الإسلامية القومية قد فاقت كل تصور وتجاوزت حدود كل معقول... ومن الحب ما قتل ... فتأمل ؟؟!!

    29/3/2007
                  

03-29-2007, 07:28 AM

doma
<adoma
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 15970

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ظواهر "إنتفاضية": " الشماسة"..." الأحزاب الأميبية"... و " (Re: ابراهيم الكرسنى)

    شكرا دكتور ابراهيم الكرسني علي هذا المقال الذي يحلل ويشخص العله بل يصف العلاج
    هل انتبهت الاحزاب السياسيه واعدت عدتها لخوض الانتخابات والحاق الهزيمه بنظام الجبهه الحاكم اللآن ؟؟
    اما ما زالوا ينتظرون المعجزات السماويه؟؟
                  

03-29-2007, 09:53 AM

ابو خالد

تاريخ التسجيل: 02-11-2007
مجموع المشاركات: 217

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ظواهر "إنتفاضية": " الشماسة"..." الأحزاب الأميبية"... و " (Re: ابراهيم الكرسنى)

    تحية للشماسة في ذكرى الإنتفاضة

    لا أدرى بالضبط التاريخ لكن على ما أظن في فبراير/مارس 1985.

    كنت أكتب بعض التقارير بمكتبي الكائن بالسوق العربي شمال كلية الطب حينما سمعت أصوات صراخ آتية من الشارع العام.أكيد كانت مظاهرة ... لكن بدون الهتافات المتعارف عليهافي المظاهرات.في الحقيقة لم تكن هنالك هتافات مجرد أصوات عالية متصلة !!.تركت القلم جانبا وخرجت للشارع.مجموعة صغيرة لكنها معتبرة من المتظاهرين ,شماسة صرف لا يوجد وسطهم "ياقات زرق أو بيض".عجبني الموقف جدا فإنخرطت وسطهم.تلك كانت أول/بداية المظاهرات التي إنتظمت بعد ذلك.كان الشماسة يصرخون فقط ...ووووووووو...مافي شعارات مافي يا سفاح ويا كذا وكذا لكنها كانت مظاهرة قصد منهاتحدي لجبروت سلطة نظام النميري.إتجهوا صوب الإتحاد الإشتراكي وعندما إقتربوا منه بدأوا بقذف المبنى بالحجارة والشتم على المبنى وعلى قاطنيه حينئذ تصدت لهم قوة صغيرة من الشرطة.قذف البمبان في وجوهنا فتفرقنا رجوعا الى وسط البلد.
    يومها كان "الإخوان" غارقون في عسل السلطة.
    البعض الآخر كان "حردان" ومعتكف في منازلهم.
    وآخرون "ما عارفين يعملو شنو..!!".
    وسط هذا الجو من الإحباط وبؤس المواقف السياسية "نبلت" مظاهرات الشماسة...
    من الذي حرك هؤلاء البسطاء بهذه العفوية....؟؟؟
    لم يتحركوا صوب المحال التجارية لكي يجلبوا الفوضى ثم يستبيحوها نهبا بالرغم من أنهم هم المعوزون حقا ...؟؟ هدفهم واضح ..الإتحاد الإشتراكي مركز السلطةالسياسية...؟؟
    أي وعي وقوة إرادة كان يمتلكها هؤلاء البسطاء..؟؟
    تحية لهم في ذكري عيدهم عيد الإنتفاضة...
    وتحية لك يا دكتور على التطرق لدور الشماشة وتحليل أو القاء الضوء على نقاط مهمة في هذا الدور مما يستوجب التحليل لمجمل الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية التي كانت سائدة حينها.
                  

03-29-2007, 10:01 AM

doma
<adoma
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 15970

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ظواهر "إنتفاضية": " الشماسة"..." الأحزاب الأميبية"... و " (Re: ابو خالد)

    فوووووووووووق مقال جدير بالقراءه
                  

03-30-2007, 05:53 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ظواهر "إنتفاضية": " الشماسة"..." الأحزاب الأميبية"... و " (Re: doma)

    الأخ الدكتور الكرسني ..

    صرير قلمك أين ما كان يعيد لنفسي طمئنينة إخترقتها مناواشات هي بلا شك إمتداد لصحافة صفراء عهدناها ، غير أنها بدلت جلدها وإستراتيجياتها لتتلبس قضية إجتماعية هذه المرة حتي تضمن قطف النتايج .
    الإنتفاضه مواليدها الآن في العشرين ربيعا ، وشبابها تجاوزوا الأربعين ..
    مقالك العلم أحيى في الخاطر ذكريات الإنتفاضة ، فانسرب شريط من صور الأشخاص والأحداث والأمكنة إنتهت بإستفهامات عديدة ..
    تري لم لم تنل الإنتفاضة الزخم الإعلامي والتوثيق التأريخي بالقدر الذي نالته أكتوبر ؟ علي الرغم من أن لها ضحايا وشهداء واسقطت نظاما شموليا شرس وأقل عفوية من النظام الذي سبق أكتوبر ؟
    تري ألأنها الإنتفاضه التي رتب لها وقادها التقنقراط بمشاركة الشارع السوداني ممثلا في طبقاته الفقيرة والمهمشة ؟
    أم لأن دور النخب السياسية - خاصة من ملكت اللسان الإعلامي الطويل كما تفضلت - كان محدودا؟
    هل تشريد وهجرة ثمانون في المائة من مستنيري الجيل الذي قادالإنتفاضة الي خارج الوطن لعب دورا في تمكين هذه الفئة ؟
    ربما قلمك الأقدر في الحكي والسرد والتحليل ..
                  

03-30-2007, 06:04 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ظواهر "إنتفاضية": " الشماسة"..." الأحزاب الأميبية"... و " (Re: ابراهيم الكرسنى)

    أما الظاهرة الثانية، و التى لازمت نجاح الإنتفاضة، فقد تمثلت فى بروز ما يمكن لى تسميته بظاهرة "الصحافة الصفراء" فى ساحة العمل الاعلامى فى السودان . ففيما عدى صحيفة "الناس "، التى كان يتهمها البعض بهذا التوجه ، لم يرى السودان طيلة تاريخه السياسي صحافة من هذا النوع . وبما أن قيادة الجبهة الإسلامية قد أدركت أهمية الإعلام فى العمل السياسي و الدور الحيوي الهام الذى يمكن أن يلعبه، سلبا أو إيجابا، لم تترك هذا الدور للعشوائية التى تتصف بها معظم باقى القوى السياسية، بل تحسبت تماما لهذا اليوم ،و قامت أثناء فترة " التمكين" بتدريب كوادرها فى جميع المجالات، وبالأخص فى تلك التى تعتبرها الأكثر تأثيرا وحيوية ، كمجال الإعلام بصورة عامة ، والصحافة على وجه الخصوص، فى أرقى المعاهد والجامعات المتخصصة و أفضلها فى العالم، و بالأخص فى الولايات المتحدة الأمريكية !!
                  

04-01-2007, 04:09 AM

ابراهيم الكرسنى

تاريخ التسجيل: 01-30-2007
مجموع المشاركات: 188

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ظواهر "إنتفاضية": " الشماسة"..." الأحزاب الأميبية"... و " (Re: ابراهيم الكرسنى)

    الإخوة الأفاضل
    دوما
    أبو خالد
    محمد على الملك
    جنى

    أشكر لكم إهتمامكم بالتوثيق لفترة أعتبرها من أهم فترات الصراع السياسى فى السودان. و لتجربة أعتقد بأنها تحمل بين ثناياها الكثير من الدروس و العبر التى تحتاجها جميع القوى السياسية فى مقبل أيامها. لقد أثبت التاريخ، مرارا وتكرارا، بأن معظم هذه القوى لا تستفيد، حتى من تجاربها، ناهيك من تجارب غيرها، و " السعيد يشوف فى غيره"، كما يقول أهلنا الطيبين.
    مسألة أخرى أود أن أنوه لها، وهى تتعلق بتوثيق التفاصيل، كا ورد فى مداخلة الأخ أبو خالد. عن طريق هذه التفاصيل، و من خلالها سوف يتسنى لناإستكمال بناء الصورة الكاملة، و التى بدورها سوف تعيننا على إستخلاص العبر و الدروس، الهدف النهائى لهذه السلسلة من الخواطر، بالإضافة إلى التوثيق.
    مرة أخرى أتوجه إليكم جميعا بالشكر و التقدير وأعتذر لكم عن تأخر الرد، لأسباب خارجة عن الإرادة.
    إبراهيم
                  

04-01-2007, 10:07 AM

ابو خالد

تاريخ التسجيل: 02-11-2007
مجموع المشاركات: 217

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ظواهر "إنتفاضية": " الشماسة"..." الأحزاب الأميبية"... و " (Re: ابراهيم الكرسنى)

    مشاهدات من زمن ما قبل الإنتفاضة
    شح وإنعدام إمدادت البترول
    كنت أعمل بالمؤسسة الفرعية للحفريات وهي مؤسسة تعني بإزالة الطمي من قنوات الري في كل من الجزيرة ,المناقل,الرهد,الخرطوم,دنقلا......الخ ونسبة لشح المواد البترولية آنذاك أضطررنا لإيقاف الكثير من الآليات العاملة بالمؤسسة مما ترتب على ذلك ضعف السعة التخزينية للقنوات وبالتالي تأثرت المساحات المروية فكانت من أسوأ المواسم الزراعية .
    كذلك من المعلوم بداهة مدى تأثير ندرة المواد البترولية على قطاع الكهرباء وتأثير ذلك أيضا على الصناعة وأصحاب المصانع.
    نقص المكون الأجنبي من النقد
    عدم توفر النقد الأجنبي أضر كثيرا بالمشاريع والمؤسسات التي تعتمد عليه في تمويل مشترياتها الخارجية من قطع الغيار.وهذا شمل الكثير من المؤسسات كالحفريات , الري, السكة حديد,الزراعة الآلية , الكهرباء والمصانع.والأخيرة تضررت كثيرا بالعاملين أعلاه .ولا أدري أن زعمنا بأن إنضمام الدكتور خليل عثمان الى الحركة الشعبية كان تتويجا ليأس رجال الأعمال من أي فائدة مرجوة من النظام ....!!
    التدهور السريع في قيمة العملة الوطنية.
    في 1978 وحسب توصيات صندوق النقد الدولي بدأ التخفيض الرسمي لسعر العملة الوطنية وكان القصد الرسمي من ذلك تشجيع الصادرات وكما قيل فهي كلمة حق أريد بها باطل وعلى ما أظن كان المقصود هو تمويل خزينة الدولة الخاوية للصرف على بنود المرتبات والتمويل الداخلي للأجهزة الأمنية .لكن بالمقابل إنفتح باب آخر ولجت منه ظاهرة جديدة هي ظاهرة تجار العملة.
    الإنفلات المتواصل لأسعار المواد التموينية
    في دولة فقيرة كالسودان كان لوزارة التجارة دورا كبيرا في حصر وضبط سريان السلع والأسعار.لكن بعد سياسة تحرير أسعار السلع التدريجي والتغيرات في أسعار العملة الوطنية أصبح للوزارة دورا مهما في إثراء شرائح مهمة مما أطلق عليه حينها "الرأسمالية الطفيلية". فهؤلاء أثروا فقط "لفهلوتهم" في معرفة متى وكيف يمكن تخزين أقوات الشعب كالسكر والقمح وخلافه وكلها سلع كانت مدعومة من قبل الدولة.
    إذن تجار العملة زائدا الرأسمالية الطفيلية أصبحا مع مرور الزمن ظاهرة لها قوتها وأداة ضغط سياسية في أيدي جماعات بعينها.
    بعد المصالحة الوطنية وقيام البنوك الإسلامية والتي كانت لا توظف أحدا إلا بتزكية من رموز الحركة المعروفين ,بدأت طبقة جديدة من الأثرياء تظهر على السطح.فإذا جاز لنا أن نقرأ ذلك مع التدهور الكبير الذي أصاب أغنياء الأمس نلاحظ كأننا إزاء ظاهرة طبيعية تفيد بوجوب ملئ الفراغ الذي تخلفه أي طبقة إجتماعية إذا ما أصابها الضعف.والإحلال في الطبقة الغنية يأتي دائما مقرونا بتغير في الزمر الحاكمة....!!!
    الهذا السبب كانت هنالك " إمكانية" للمصالحة الوطنية ..؟؟؟
    ولا أدري ما هي الحكمة في أن تكون المصالحة الوطنية ( مع حزب الأمة, الإخوان ...) في نفس عام " إصلاحات" صندوق النقد الدولي....!!! أيهما مهد للآخر الطريق....؟؟.
    نحتاج للكثير من النقاش حول هذة النقطة.
    في تلك الفترة كنا نسمع بأن الإخوان " ...معهم المال والسودان يحتاج للمال لفك أزمته ...." إذن لماذا لا نفسح لهم المجال...الخ
    لكن السنين التي أعقبت المصالحة الوطنية أبانت خطل هذا الرأي.فالمال الذي تربى طفيليا لا يمكن أن يخاطر في العمليات الإنتاجية الغير مضمونة العواقب.بل بالعكس تماما تفاقمت الأوضاع الإقتصادية وأستفحلت الأزمة أكثر من زي قبل الأمر الذي دعا المشير في واحدة من تعقيباته على الميزانية الأخيرة أن يقول "..والله اللي كان بياكل ثلاثة وجبات عليهو يأكل وجبتين واللي كان بياكل وجبتين يأكل واحدة ...واللي بياكل وجبة واحدة يسف الدقيق ويشرب معاه بيبسي" منتهى اليأس والإفلاس....!!! واليآئس دائما يحتاج لشماعة لتعليق مبررات فشله عليها فأختار أن يتغدى بالإخوان قبل أن يتعشوا به.

    (عدل بواسطة ابو خالد on 04-01-2007, 10:31 AM)
    (عدل بواسطة ابو خالد on 04-01-2007, 10:52 AM)

                  

04-02-2007, 03:08 AM

ابراهيم الكرسنى

تاريخ التسجيل: 01-30-2007
مجموع المشاركات: 188

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ظواهر "إنتفاضية": " الشماسة"..." الأحزاب الأميبية"... و " (Re: ابراهيم الكرسنى)

    أشكرك أبو خالد على هذه " الإستراحة"، على حد قولك، و التى هى بالفعل إضافة حقيقية تعادل فى أهميتهاالمداخلة الرئيسية، إن لم تفقها!! والله يا أبو خالد كأنك تقرأ أفكارى!! أنظر إلى مداخلتى الجديدة لتتأكد من ذلك؟!
    إبراهيم
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de