الدويلات السودانية الثلاثة في مخيلة هاني رسلان ... بقلم: سارة عيسى
لا أعرف من أين أستقى الناس المثل السائد ، القاهرة تكتب ، وبيروت تطبع ، والخرطوم تقرأ ، نحن كسودانيين نقرأ ونكتب ، ربما لم نكون موفقين في بيع بضاعتنا للخارج ، فملأ هذا الفراغ المتطوعين من أمثال هاني رسلان ، صاروا يكتبون ويطبعون لنا ونحن نصدقهم في كل ما يقولونه عنا، في مقاله عن الدويلات الثلاثة المرتقبة في السودان أستقى المستشار هاني رسلان كل معلوماته الجمة من موقع صحيفة إسرائيلية ،
ثم صدره لنا وأعتبر أن ما أتى به هو دراسة وتنبواءت تستحق الثناء ، ثلاثة دويلات ، واحدة مسيحية في الجنوب بقيادة سلفاكير ، وواحدة أفريقية في دارفور سوف يرأسها عبد الواحد محمد نور ، وواحدة عربية وإسلامية في الوسط والشمال ، من إيحاء كتابته للمقال ربما تكون هذه الدولة الأخيرة تحت تصرف حزب المؤتمر الوطني تحت زعامة الرئيس البشير، دولة دارفور الأفريقية ودولة الجنوب المسيحية تقف من ورائهما إسرائيل والتي بالفعل بدأت في دعم الحركة الشعبية بالمال والسلاح كما أنها فتحت أبوابها لعبد الواحد نور الذي أطعمها بأكثر من زيارة، ولا زال مصدر المستشار هاني رسلان هو كاتب blog في صحيفة إسرائيلية مغمورة ،
ولأن أظن أن المعلومات الإستخباراتية الخاصة بنشاط الموساد في العالم تُنشر في الصحف على طريقة الدعاية للحفلات الغنائية ويمكن الحصول عليها بمجرد ضغطة على الماوس ، والدليل على ذلك أن إسرائيل قصفت السودان أكثر من ثلاثة مرات ، لكن تفاصيل تلك العملية لم تخرج للعلن ولا زالت خاضعة للتكهنات ، وتساؤلي هو لماذا ينساق المستشار هاني رسلان وراء ما تنشره الصحف الإسرائيلية ؟؟ هل لأنها توافقت مع الخط السياسي الذي ينتهجه لأن إسرائيل قالت شيئاً لم يستطع قوله؟؟
أم أن السبب يعود لدافع شخصي غير مطروح حتى هذه اللحظة ؟؟ كدنيا يصيبهامثلاً كما ورد في ذكر مهاجر أم عاصم ،ويسرد هاني رسلان وجهة نظره وهو يقتله القلق أن مصر خرجت من الدويلات الوليدة في السودان بلا حمص ،كما يقول المثل السوداني : دار أبوك لو خربت شيل لك منها شلية )) فالسودان في نظر هاني رسلان هو رجل أفريقيا المريض ، فمصر المؤمنة لن تقف بالتأكيد مع دولة أفريقية في دارفور يرأسها عبد الواحد نور المُقرب لإسرائيل ، كما أنها لن تقف مع دولة الجنوب المسيحية التي تدعمها أيضاً إسرائيل ،
أي وفقاً لنظرية إقتناص الخيارات (elimination of option ) لم يعد أمام مصر الشقيقة سوى خيار واحد وهو إحتواء دولة الوسط والشمال التي يسيطر عليها العرب والمسلمين ، لا أعلم كيف قبلنا بهذا الطرح الفج والرأي الفاسد ونحن بلاد عاش علماء من أمثال بروفيسور محمد عمر بشير ، بروفيسور عبد الغفار محمد أحمد ، بروفيسور محمد سعيد القدال ، بروفيسور محمد إبراهيم أبو سليم ، المفكر منصور خالد ، نترك كل هذه الكنوز الثمينة ونتهافت على ما يكتبه الأستاذ هاني رسلان والذي من ضيق ذات يدنا أصبح يصف نفسه بخبير شئون السودان ،
بل أن نظرية مثلث حمدي الشهيرة التي دعت إلي حلف دنقلا- الأبيض – بورتسودان أنا أعتبرها مساهمة سودانية أهتمت بموضوع تقسيم الثروة بين المركز والهامش وفقاً لمعادلة : أن المطلوب من أهل الهامش أن يصوتوا لحزب المؤتمر الوطني حتى ينالوا حظهم من السلطة والثروة ، هذه النظرية على الرغم من خبثها إلا أنها أفضل بكثير من نظرية خبير مركز الإهرام الذي قسم بلادنا إلى ثلاثة دويلات مبنية على أساس جهوي وديني ، لكن السؤال الذي أرقني كثيراً لماذا أختار الأستاذ هاني رسلان هذا التوقيت ليعلن أن الحركة الشعبية تتلقى دعماً من إسرائيل ؟؟
، وكلنا نعلم أن هذه الإتهامات قديمة ، فمثلا يزعم الفلسطينيون أن إسرائيل أعلنت حربها الأخيرة ضد حماس من مصر ، وهذا الزعم تسنده تصريحات وزيرة الخارجية تسيبي لفني والتي وعدت من خلال لقائها مع وزير الخارجية المصري في مؤتمر صحفي بالقاهرة بأن حكومتها سوف تقضى على نظام حماس في غزة ، لكن يبدو أن الشئون الفسلسطينية تقع خارج نطاق تخصص الأستاذ رسلان، وهو أشار إلى سفينة السلاح الأوكرانية التي أحتجزها قراصنة الصومال وأعتبرها دليل على وجود هذا الدعم لأن إسرائيل دفعت ثمن ذلك السلاح ، هذا ربط غير موفق ، فالحركة الشعبية كانت تملك الدبابات وصواريخ سام 7 قبل تكوينها لحكومة الجنوب ،
والسلاح كان يصلها بنفس الكيفية التي كان يصل بها صاروخ ستينجر الأمريكي المضاد للطائرات للمجاهدين الأفغان ، هذا الصاروخ المتطور لا تملكه حتى دولة مثل مصر ، سبب توقيت هذه الدعاية كما أسلفت سابقاً أن الأستاذ هاني رسلان هو جزء أصيل من دعاية حكومة الإنقاذ في مصر ، وهو حاضر في كل المناسبات الإعلامية التي تدعو إليها حكومة الإنقاذ بما فيها مؤتمر الإعلاميين السودانيين العاملين في الخارج ، وعندما زار دارفور كان في معية وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين ووزير الدولة للداخلية أنذاك مولانا أحمد هارون ،
هذه ليست زيارة خبير إستراتيجي جاء لدارفور من أجل رصد الحقائق والتحقق من الأمور على الأرض ، بل هذه زيارة لا يقوم بها إلا مسؤول رسمي في الحكومة السودانية ، ظاهرة هاني رسلان تسللت إلى وسائل إعلامنا لأننا تركنا الساحة لكن لمن هب ودب ليكتب في الشأن السوداني بلا رقيب أو حسيب ، وسببها غياب الحريات في السودان بسبب الرقابة القبلية ، وكما أصبحنا نستورد البيض والسكر من الخارج ونحن بلاد غنية بالموارد فعلينا الآن تحمل قراءة أقلام المتطوعين من أمثال هاني رسلان . وللحديث بقية سارة عيسى
Quote: ظاهرة هاني رسلان تسللت إلى وسائل إعلامنا لأننا تركنا الساحة لكن لمن هب ودب ليكتب في الشأن السوداني بلا رقيب أو حسيب ، وسببها غياب الحريات في السودان بسبب الرقابة القبلية ، وكما أصبحنا نستورد البيض والسكر من الخارج ونحن بلاد غنية بالموارد فعلينا الآن تحمل قراءة أقلام المتطوعين من أمثال هاني رسلان .
العجب لو شفتي الحفاوة اللاقينها الدبلوماسيين المصريين في السودان، حاجة تمخوّل!!!
زريبة وما عندها بواب...!!!
09-07-2009, 06:36 PM
AnwarKing
AnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-04-2003
مجموع المشاركات: 11481
كما أنني ومن هذا المنبر، أعلن نفسي خبيراً في الشئون الحدودية ما بين إسرائيل ومصر!!!
أو العكس...
أو قولي خبيراً في شئون المعابر المقفولة من حماس، بواسطة مصر...ويُعاقب عليها الفلسطينيين قاطبة!
أو قولي مراقباً للإتفاقيات الإسرائيلية المصرية...منذ كامب ديفيد...وحتى إتفاقية الغاز "المكسور"***
____________ **** المكسور دي يا هاني رسلان، مصطلح موغل في المحلية عندنا...بيستخدموه الجوكية، الذين أظنك أحدهم، مع فارق "الكار" بس...ديك في اللهف على الخفيف، وأنتم أسياد الإحتراف...!
وتعني هنا...الغاز الذي يُباع بسعر أقل من سعره في السوق...إرضاء لماما إسرائيل!
شوفتا التدخل في شئون الآخرين بايخ كيفن؟
المهم...
09-07-2009, 10:26 PM
محمد على طه الملك
محمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624
الأخ انور.. رمضان كريم.. شكرا لأستاذه سارة على هذا التعقيب الضافي.. في بوست سابق أنزل السفير منان المقال المشارإليه كاملا
السودان : ثلاث دويلات ... بقلم: هانئ رسلان .... هل من تعليق؟؟؟؟
كان هذا تعليقي عليه
Quote: كلما توسعت فكرة أن بقاء السودان وعماره وقوته تكمن منذ القدم في النظام الفدرالى الذي يحفظ لتنوعه الحقوق.. وكلما مضت إرادة ووعي شعوبه نحو غايات التلاقي يدفعها ويجملها الإعتراف بمكونات كل شعب وحقوقه تحت مظلة وحدة المصير والهدف المشترك.. جن جنون المركزية السياسية المستحكمة على نظم الحكم في محيطنا الإقليمي.. ولا يفتر كيدهم ليدسوا لنا السم في الدسم.. يابن رسلان لقد تجاوز وعي المهمشين لا في السودان فحسب بل في سائر الإقليم.. احابيل دعاة المركزية القابضة سواء كانت مرجعيتها دينية ام علمانية ام عشائرية.. وإن قبلت إفتراضا أن وراء سعي وكفاح الشعوب والكيانات الهامشية في السودان .. بغية إقتضاء حقوقها المغيبة واستحقاقاتها في الثروة والسلطة.. دسائس ومآمرات استخبارات أجنبية كما ينوه تحليلكم.. فمن منها يا ترى وراء أقباط مصر في سعيهم الدؤوب للحصول على حقوقهم السليبة?
09-07-2009, 10:58 PM
عبد الناصر الخطيب
عبد الناصر الخطيب
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 5180
Quote: وأعتبر أن ما أتى به هو دراسة وتنبواءت تستحق الثناء ، ثلاثة دويلات ، واحدة مسيحية في الجنوب بقيادة سلفاكير ، وواحدة أفريقية في دارفور سوف يرأسها عبد الواحد محمد نور ، وواحدة عربية وإسلامية في الوسط والشمال ،
إنها ليست بتنبؤات ، إنها أمنيات ، بل هي عين ما تأمله وتخطط له ""الشقيقة"" مصر. متى يتعلم الخدم في بلادنا ، أن السودان الموحد ، المتحد ، القوي ، كان ، تاريخياً ، أكثر ما يزعج العدو المصري، وأن جميع النظم المصرية سوف تظل تدعم كل الأنظمة الدكتاتورية التي تعيق وحدة شعوب السودان ، وتحررها وانطلاقها لآفاق الإنعتاق والتقدم والإزدهار.
Quote: العجب لو شفتي الحفاوة اللاقينها الدبلوماسيين المصريين في السودان، حاجة تمخوّل!!!
Quote: وأعتبر أن ما أتى به هو دراسة وتنبواءت تستحق الثناء ، ثلاثة دويلات ، واحدة مسيحية في الجنوب بقيادة سلفاكير ، وواحدة أفريقية في دارفور سوف يرأسها عبد الواحد محمد نور ، وواحدة عربية وإسلامية في الوسط والشمال ،
إنها ليست بتنبؤات ، إنها أمنيات ، بل هي عين ما تأمله وتخطط له ""الشقيقة"" مصر. متى يتعلم الخدم في بلادنا ، أن السودان الموحد ، المتحد ، القوي ، كان ، تاريخياً ، أكثر ما يزعج العدو المصري، وأن جميع النظم المصرية سوف تظل تدعم كل الأنظمة الدكتاتورية التي تعيق وحدة شعوب السودان ، وتحررها وانطلاقها لآفاق الإنعتاق والتقدم والإزدهار.
Quote: العجب لو شفتي الحفاوة اللاقينها الدبلوماسيين المصريين في السودان، حاجة تمخوّل!!!
Quote: ظاهرة هاني رسلان تسللت إلى وسائل إعلامنا لأننا تركنا الساحة لكن لمن هب ودب ليكتب في الشأن السوداني بلا رقيب أو حسيب ، وسببها غياب الحريات في السودان بسبب الرقابة القبلية ، وكما أصبحنا نستورد البيض والسكر من الخارج ونحن بلاد غنية بالموارد فعلينا الآن تحمل قراءة أقلام المتطوعين من أمثال هاني رسلان .
وللحديث بقية سارة عيسى
لاننا تركنا كل من هب ودب يكتب في الشان السوداني؟
يعني مفروض نكتب نحنا بس والله شنو؟
ومنو ناس هب ودب ديل
بعدين شنو حكاية بلا رقيب ولا حسيب ؟ يعني مشكلتنا مع الرقيب الحسيب الهسي انه ما حاسب وراقب
هاني رسلان . لما نجي نحن نعمل محاسبتنا ورقابتنا؟
بالله ده منطق .
09-08-2009, 04:47 PM
Adil Isaac
Adil Isaac
تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 4105
Quote: وحلايب دي عايزين تضموها بس من اجل الضم ما هي دي البلد صحراء من الخرطوم لي حلايب عملتو فيها شنو زرعتوها واستثمرتوها كلها فضل ليكم المثلث دا ؟ يعني لا ترحموا لاتخلوا الله رحموا في حالوا.
يا علي عجب و الله كتلتني من الضحك بي الكلام الفوق دة :)...
ولكن, و بجدية, حتى لو كان القانون الدولي معنا بشأن حلايب- أمر غير أكيد- هل يمكن للسودان اليوم حشد المجتمع والدولي لإجبار مصر للتنازل عن حلايب؟ هل لدينا قوة عسكرية توازي مصر و تجبرها على الخضوع؟ الإجابات واضحة جدا جدا...و سياسة الصهينة من حلايب هي سياسة الأمر الواقع و الممكن....
المطلوب بلد بالجد جد وجيش بي الجد و الباقي ساهل...بدل الهلوسة في بلد يهدد أمنه أي زول راكب ليهو لاندكروزر ولافي ليهو عمة....
بإختصار لو إتبنى باقي السودان ناس حلايب براهم بينضموا لينا........
09-08-2009, 04:56 PM
كمال علي الزين
كمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386
Quote: ولكن, و بجدية, حتى لو كان القانون الدولي معنا بشأن حلايب- أمر غير أكيد- هل يمكن للسودان اليوم حشد المجتمع والدولي لإجبار مصر للتنازل عن حلايب؟ هل لدينا قوة عسكرية توازي مصر و تجبرها على الخضوع؟ الإجابات واضحة جدا جدا...و سياسة الصهينة من حلايب هي سياسة الأمر الواقع و الممكن....
يؤسفني جداً أن أقرأ هذا الكلام منك يا عادل!!!
09-09-2009, 02:27 AM
AnwarKing
AnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-04-2003
مجموع المشاركات: 11481
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة