|
الصادق المهدي: السودان يشبه برميل بارود.. وجيرانه يحسمون مصالحهم داخله
|
اتهم الحزب الحاكم بالحماقة وقال إن القوى السودانية بدأت إنشاء تحالف عريض القاهرة: زين العابدين أحمد الشرق الأوسط
قال الصادق المهدي رئيس حزب الأمة ورئيس وزراء السودان الأسبق، إن القوى السياسية السودانية بدأت إنشاء تحالف واسع في ما بينها في ظل استمرار تجاهل حزب المؤتمر الوطني الحاكم لرؤى القوى الأخرى. وأضاف المهدي في محاضرة له مساء أول من أمس بمقر اللجنة المصرية للتضامن بالقاهرة، أنه «كان لا بد من هذا التحالف لمواجهة تنامي العنف، واحتواء المواجهات العسكرية»، قائلاً إن «السودان أصبح الآن عبارة عن برميل بارود.. وأغلب جيرانه لديهم مصالح يحسمونها داخله»، إضافة للانقسامات الداخلية الحادة التي تولدت نتيجة «حماقة المؤتمر الوطني الحاكم» و«إصراره على زيادة التوتر الحادث حاليا مهما كانت النتائج». وخاطب المهدي، حزب المؤتمر قائلا «عليكم أن تأخذوا نصيبكم الانتخابي وليس الانقلابي»، مشيرا إلى أن المؤتمر الوطني سبق أن وقع اتفاقا مع الحركة الشعبية، كما اتفق مع حركة «مني أركو مناوي» الدارفورية، وهما الآن يقفان في خانة المعارضة، وهذا يتطلب الاعتراف بأن هناك أزمة فعلا في السودان، ولا بد من أن يؤدى هذا التحالف بين القوى الأخرى إلى ممارسة ضغوط على المؤتمر الوطني حتى قيام مؤتمر جامع يفضى إلى حكومة قومية متفق عليها لتقوم بالإشراف على انتخابات عامة. وفى رده على سؤال حول إمكانية انفصال الجنوب في ظل هذه التداعيات قال المهدي: إن بند تقسيم الثروة في اتفاقية نيفاشا بين المؤتمر والحركة يشجع الجنوبيين على الانفصال وفى مفهوم البعض إنه من الممكن يحصلوا على 100 في المائة بدلا من 50 في المائة من الثروات في حالة الانفصال، مشيرا إلى أن تقسيم الثروة لم يتم وفق أولويات التنمية، أو توظيف الثروة بشكل علمي بأن تحصل المناطق الأقل نموا على مبالغ أكبر. وتابع قائلا: هناك ظاهرة أخرى يمكن أن ترجح الوحدة، حيث يشهد الشمال السوداني وجود أعداد كبيرة من أبناء الجنوب يعملون في وظائف خاصة وأعمال عامة تدر عليهم هذه الأعمال مبالغ جيدة، فضلا عن أن هؤلاء عاشوا فترات طويلة في المدن وعودتهم مرة أخرى إلى الريف يصطدم بطموحاتهم وهم ليسوا على استعداد للعودة للريف والتضحية بهذه الأعمال، مشيرا إلى أن هذا الواقع سيقود الكثيرين للتصويت مع الوحدة. وحول دور العرب في الإسهام في معالجة الأزمات السودانية، قال المهدي ليست هناك دولة عربية يمكنها نصح دولة عربية أخرى مهما بلغ الحال، وعندما يؤكدون على حسن العلاقة مع دولة أخرى «يقولون نحن مع البلد» يعنى أنهم مع الحكومة، ولذلك لا يمكن لدولة عربية تقديم نصائح مهما بلغت الأمور. وتابع: عند الأزمات العربية يحدث تمدد دولي وليس عربي.
|
|
|
|
|
|