"لحظات في أبريل" ولحظات في دارفور: عرض فيلم

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-14-2024, 04:37 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة ابوهريرة زين العابدين عبدالحليم(ابوهريرة زين العابدين)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-26-2007, 02:52 PM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
"لحظات في أبريل" ولحظات في دارفور: عرض فيلم

    مقال قديم كتبته يوم 26 مارس 2005

    "لحظات في أبريل" ولحظات في دارفور

    أبوهريرة زين العابدين عبدالحليم-واشنطن

    مسكت جهاز البحث عن القنوات اقلب عن قناة اشاهدها ودائما ما الجأ إلى قناة الحيوانات فهي قناتي المفضلة، لأن حال الحيوانات والطبيعة افضل من ظلم الإنسان لاخيه الإنسان، فإذا بي اجد احدى القنوات تعرض فيلم الإبادة العرقية في رواندا. وكنت متطلعاً لاحضره فانبسطت اساريري واشرقت الشاشة بنور واقعية بحثت عنها في كل ما كتب عن الإبادة ولم اجدها إلا في فليم "لحظات في أبريل" ويا لها من لحظات.

    يا لها من لحظات تحول فيها الإنسان إلى وحش كاسر يشرب دم اخيه واخته في الإنسانية لا لشيء إلا أنهم ينتمون إلى مجموعة عرقية أخرى. لا ادري لماذا يكون لون الإنسان أو عرقه أو سكنه في زاوية جغرافية مدعاة للشقاء والألم، فكأنما للجغرافيا شيطان اسمه "الجنوب" أو "الغرب" فيحل غضب الجغرافيا على من يسكن جنوبا او غربا بينما ترحم الجغرافيا من يسكن شمالاً أو شرقاً وتحضنه برحمتها المتناهية. لا ادري ايضاً ما علاقة الشمال باللون الفاتح والجنوب باللون الداكن ربما نجد اجابة على ذلك في اساطير الأولين.

    فكرت في كل ذلك وعيناي متسمرتان على عين الشاشة البلورية اتابع "لحظات في ابريل" لحظة بلحظة، ودارفور في خاطري، دارفور التي تئن ولا احد يسمع الانين. وسوف أبدأ من نهاية الفيلم، حيث بدأ احد العائدين من الخارج يبحث عن ابنته واخبروه ان احد اصدقائه يعرف ما جرى لها، وبينما هو يحادثه فإذا بالسماء تلقي مياهها كعادتها كل أبريل فنظر إلى المطر وهو ينزل زخات زخات، فقال له انه ابريل، وكان قد مر عاماً كاملاً على ما جرى في ذلك الأبريل الملعون.

    الفليم يصور ببساطة ما حدث في رواندا في ذاك الخريف، مشاهد تقشعر لها الابدان، مجموعات من الشباب تجري وتحمل السلاح والعصي والسكاكين، وضباط جيش يديرون مهمة القتل والسحل، الجنود يركبون عربات قديمة تبكي من عدد الخلق الذين على ظهرها. يذهب الجنود الأشاوس الى مدرسة ابتدائية، محشوة بالأطفال، الجنود يغنون و "يشيلون جلالة" وشيل الجلالة معروف للجنود وصياح وهياج وكأنما نفخ في الصور، يرتعد الأطفال يحتشدون في غرفة ومعهم معلمتهم التي حاولت أن تهديء روعهم فتقول لهم اننا هنا عرق واحد وجنس واحد كلنا طلاب لا فرق ما بين توتسي او هوتو ويصيح الطلاب والطالبات كلنا واحد. يدخل الجنود المدججون بسلاح الكراهية، ويتحدث رئيسهم المدجج بثلاثة نجوم كراهية، الهوتو هنا والتوتسي من هنا، يرفض الطلاب أن يتفرقوا وقد جمعتهم رسالة العلم الواحدة التي لا تفرق بين توتسي او هوتو. يأمر جنوده ويطلق الرصاص على كل الفصل ولكن لم ينتهي الفصل هنا.

    بعد ساعات تقوم المعلمة ومعها طالبتان، ينتفضان من الدماء، فالمكان اصبح عبارة عن سلخانة بشرية، مجموعة من الأجسام ترقد فوق بعضها ومجرى من الدم شق طريقه ما بين ارجل وايادي الاطفال الضعيفة، وسلك طريقه وسط هذا الركام إلى فتحة صغرى على البوابة، يتلوى الدم كثعبان يحاول أن يغدر بضحيته ويجد طريقه الى الخارج. تحاول المعلمة مساعدة الطفلتين وتحمل إحداهما على كتفها وتتبعها الأخرى في منظر ملائكي تتفطر له القلوب، فتحاول أن تشق طريقها إلى أن تصل إلى مكان آمن.

    تبدأ المعلمة رحلتها وهي مجروحة مرتان مرة جسدياً حيث هناك جرح غائر ومرة نفسياً مما شاهدت. تصل المعلمة ومعها تركتها الثقيلة الى حقل ذرة، تشاهد منزلا خرابا وبه امرأة رحيمة فتراهما وتأمرهما أن يجلسوا، وبعد أن يغادر زوجها واخيه، وبعد أن حملوا سيوفهم وقالوا انهم ذاهبون إلى العمل ويا له من عمل والدماء على ملابسهم. تذهب اليهم تلكم المرأة الرحيمة وتدخلهم في غرفة جانبية محشوة بالنفايات حيث جلس عليها كلب ومد رجليه بالوصيد يأكل مما تركه الإنسان، وتصنع لهم المرأة طعاما وبعد أن استراحوا، وعند المساء تخبرهم بأن يذهبوا وإلا سوف يلحقوا ببقية الفصل. تواصل المعلمة حملها الثقيل المتمثل في الطالبتين تحمل احداهما وتتبعها الأخرى وبعد هنيهات تجلس لتستريح، فاذا بالتي تحملها تفيض روحها إلى خالقها وبكت الدنيا من حولهما وبكت المعلمة والطالبة بكاء طفل غرير وواصلوا رحلتهم إلى أن وصلوا الى معسكر للنازحين حيث تم انقاذهم. بعد أن تنتهي الإبادة وتتدخل الامم المتحدة ترجع المعلمة ومعها بعض الطالبات وهن يحاولن تنظيف المدرسة ونقل الجثث وتنظيف المكان المجزرة. يدخل شاب يحيهم فيردوا التحية، يسألهم عن ابنته ويعرف الخبر انها الإبادة العرقية الملعونة.

    احد المشاهد الأخرى المهمة في الفيلم وهي موضوع الاغتصاب، حيث يجمع الجنود مجموعة من الشابات وهناك عملاء من الجنس المظلوم يساعدون في ذلك ولكل نظام مرتزقة، ويبدأ الجنود في اغتصاب الفتيات. هناك فتاة فاتنة ابنوسية اللون، عيناها ساحرتان، تذكرني بقول بدر شاكر السياب "عيناك غابتا نخيل ساعة السحر.... او شرفتان راح ينأى عنهما القمر" جسمها منحول، قوامها لادن، وكدت أن اغنى معها "يا رشا يا كحيل". فأصبحت المنافسة على اشدها على هذه الفتاة ويتبادل الجنود فيها وتصل إلى مرحلة فتجد حولها قنبلة يدوية وتمسكها بيدها وتهدد اذا اعتدوا عليها بأنها سوف تفجرهم جميعا، وحاولوا معها مرة أخرى وتطلق الفتاة القنبلة ويتفجر المكان بمن فيه لا ترى غير دخان الشرف والكرامة، ويا لها من شجاعة في سبيل الشرف.

    ومن المشاهد قبل النهائية منظر المحاكمات في اروشا، قضاة بالوان ولهجات مختلفة، تجلس فتاة تحكي ما حدث لها من اغتصاب وكيف تبادل الجنود مضاجعتها وبرغم انها حامل فتذرف دموع البعض. وتقول الفتاة أن الشخص الذي يقف امامها لم يقم باي شيء بطال ولم يغتصبها ولكنه لم يمنع أو يساعد في منع الاعتداء وكانت لديه السلطة في أن يقوم بذلك. عندها تذكرت عشيرتي الأقربين الذين بيدهم السلطة فإن المحاكمات سوف تطولهم وبرغم انهم لم يقوموا بشيء مباشر ولكنهم لم يمنعوا العدوان بل ساعدوا فيه عن طريق جنجويدهم الذي يسعى، وهذه سابقة كما يقول اهل القانون. وحوكم حوالي ثمانين متهم في اروشا.

    وايضا هناك مناظر عن لجان للحقيقة والمصالحة حيث يتجمع اهل القرى ويأمر القاضي احد الاشخاص بان يقف، يسأل القاضي الناس، هل من احد يعرف هذا. فتقوم احد النساء وتشهد بانه قتل عدد من النساء والأطفال وهكذا يستمر الفيلم ويعرض مأساة النازحين واللاجئين، حيث ترى الناس وكانهم اعجاز نخل خاوية، وكانهم سكارى وليسوا بسكارى من شدة التعب، ويحملون حاجياتهم على ظهورهم ويتجمعون ويتحركون كأنهم قطعان ابقار المسيرية في رحلة بحث عن الكلأ والماء جنوبا.

    تابعت هذا الفيلم بكل حواسي واعصابي وقلت في نفسي يجب أن يعرض هذا الفيلم على كل من يشتغل بالسياسة وعلى كل الرؤساء والسياسيين الأفارقة وعلى رأسهم حكومتنا الرشيدة المتهمة بارتكاب فظائع في دارفور وحتى لو لم نقل ابادة عرقية وطبعا "فظائع" هو اسم الدلع للإبادة.

    فهذه اللحظات الأبريلية جعلتني استدعي دارفور وهي في قلبي وعقلي طوال مشاهدة الفيلم فالمناظر هي نفس المناظر، لاجئون ونازحون وقرى محروقة ونساء واطفال يتكومون فوق بعضهم. طوابير ومنافسة ومدافرة من اجل رغيف خبز او ربع جوال قمح، وساداتنا يجلسون على الأرائك ويستمتعون بما لذ وطاب، يتزوجون مثنى وثلاث، ويبنون العمارات مثنى وثلاث أيضا، وشعب دارفور المغلوب على امره يبكي من شدة الألم. كنت قد استمعت الى قصة احد ابناء دارفور حيث ذهب من امريكا ليبحث عن امه في وسط معسكرات اللاجئين، ترى ماذا تبقى لهذا الشاب غير أن يحمل السلاح. تخيلوا معي اي واحد منا فجأة وبدون سابق انذار تحرق قريته ولا يعرف اين اهله انه لأمر مرعب مجرد التفكير في كل تلك الجرائم.

    لذلك على جميع القوى السياسية المعارضة والمثقفين ومنظمات المجتمع المدني الاصرار على موضوع المحاكمات ولا ينبغي أن يفلت أي واحد من الذين ارتكبوا جرما في حق الوطن والمواطنين من تقديمه إلى العدالة، ولا يعقل ان تقوم الحكومة المتهمة بإجراء المحاكمات، وهل يعقل أن يكون المتهم قاضي في نفس الوقت. لا يوجد ذلك في كل قوانين الدنيا ولكن الانقاذ تحاول ان تقوم بذلك وتحاول ان تخضعنا بأن المحاكمات سوف تكون عادلة. ويجب ان يضاف موضوع الفساد المالي الى الفساد السياسي ويجب ان تكون هناك حملة تشهير كبرى وجمع وثائق عن طريق الموظفين في الوزارات المختلفة لتحضيرها سواء لمحاكمات الأمم المتحدة المرتقبة او المحاكمات التي سوف يجريها الشعب السوداني على كل من اجرم في حق هذا الشعب المسكين منذ بدأ مجزرة رمضان الى الشهيدة التاية، و الشهيد طارق محمد ابراهيم الذي استشهد برصاصة غدر في جامعة الخرطوم، إلى موضوع دارفور ولابد من دفع تعويض لكل من شرد او نكل به او عذب، لا ينبغي التهاون في هذا الموضوع ولا يحق لأي سياسي او حزب سياسي ان يعفوا فالعفو من صاحب الدم فقط. بدون ذلك سوف لن نستطيع ان نخلق حياة سياسية معافاة وحتى لو وقعنا سبعين نيفاشا وعشرين ابوجا. فيا لها من لحظات في ابريل ويا لها من لحظات في دارفور
                  

03-27-2007, 02:34 AM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "لحظات في أبريل" ولحظات في دارفور: عرض فيلم (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    اجمل ما في هذا الفيلم موضوع لجان الحقيقة والمصالحة التي تمت في اروشا فالفيلم يحكي كل ما حدث في رواندا منذ اللحظة الأولى وإلى النهاية حيث المحاكمات وايضا هناك فيلم آخر مشابه اعلن عنه قبل عام ولكني لم اشاهده.
    مع شكري
    أبوهريرة
                  

03-27-2007, 03:19 PM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "لحظات في أبريل" ولحظات في دارفور: عرض فيلم (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    --------
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de