دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
علي العتباني يفقد عقله مرة اخرى
|
علي العتباني يفقد عقله مرة اخرى هذا هو البوست الثالث عن العتباني والسبب هو كتابته المتملقة للبشير بصورة تدعو للاسف ونقول له استحي --------------------------------------------------------------------------- تحت الضــــــوء
بقلم علي اسماعيل العتباني
emai: [email protected]
قراءة في دفاتر الساعين لكرسي البشير
مَـــــنْ الـبــديــل؟
سلفا كير يحتاج لقراءة إستراتيجية لما يدور في الخـفـاء
عند المنحنى تــــــــبرز الخيــــــول الأصيلــــة
.. أما آن للمعارضة ان تكتشف ثقل ما تفعله؟! وتفكر بالتي هي أحسن وأقوم.. في وقت تقول فيه المؤشرات الموضوعية أن لا بديل للرئيس البشير، لذا نتساءل ما الذى يمكن ان تفعله المعارضة في إطار حكم البشير غير هذا «الخمج» السياسي وتسقط الهفوات والاخطاء هنا وهناك والسعي إلى تضخيمها وإعطائها أبعاداً أكبر.
ولا يكاد خطاب المعارضة يبشر بخير.. بل ان المعارضة السودانية تكشف كل يوم عن تهافت جديد.. وتكشف عن عقيدة ترقب نهاية النظام نتيجة لأتفه إختلاف في نظام الدولة أو المجتمع.. سواء كان هذا الإختلال في إطار الأطراف أو في حدوث توتر هنا وهناك.. ولا تكاد المعارضة تبرز في أيّ من مواقفها إبانة عن مسؤولية وطنية.. بل أصبح مصطلح المسؤولية الوطنية خارج دائرة التداول.. وأصبحت الحزبية حاضنة شرعية للفوضوية... والتمرد غير العقلاني كما الرفض غير المبرر لكل أطروحات السلطة والدولة.. وأصبحت المعارضة تقنن لأعمال العنف العشوائي.. وتهلل لسفك الدماء ومنظرها.
والحقيقة أن المعارضة السودانية في تهافتها تخلط بين الدولة والحكومة والنظام السياسي.
فالدولة هي إرث مشترك بين المعارضة والنظام الحاكم.. والحكومة جهاز كبير غير مسيس..فيه أجهزة الدولة المختلفة ومؤسساتها وأذرعها من بنوك وأجهزة شرطة وقوات مسلحة وأمن وخدمة مدنية وهلال ومريخ وموردة وجامعات ومؤسسات تعليم عالٍ وغيرها..
بينما النظام السياسي الذى تقوم عليه الدولة قد يكون المؤتمر الوطني أو الحركة الشعبية وقد يكون خلافه.. ولكن يبدو الآن أن هناك خلطاً للأمور والأوراق بصورة عجيبة، تنمي عقلية الفوضى وترفض عقلية الدولة..
لتختزل الحكومة في النظام السياسي.. وهذا خطأ منهجي كبير ربما أطال من عمر النظام السياسي.. الشئ الذى يدعونا للقول إنه لا بديل للرئيس البشير.
ولعلنا بذلك لا نفكر إلاّ في الممكن لإطالة حكم البشير.. ولتأكيد ذلك يمكن ان نتدبر بصورة عقلانية وموضوعية هادئة في: مَنْ الساعون للحلول محل الرئيس البشير؟
وفي الشارع السياسي السوداني لا يكا د يوجد الآن إلاّ شخص واحد يصرح بذلك جهاراً نهاراً هو السيد الصادق المهدي وفق اطروحته للانتفاضة المحمية أو الإنتخابية.
ولكننا نسأل: هل المعارضة نفسها مجمعة على السيد الصادق المهدي.. وهل حزب الأمة نفسه مجمع على السيد الصادق.. وهل أنصار الإمام الثائر محمد أحمد المهدي مجمعون على المهدي الحفيد.. وهل الشعب السوداني مجمع على السيد الصادق.. وهل الناخبون السودانيون الذين سيدخلون الانتخابات لأول مرة يرون في السيد الصادق المهدي حلمهم وطموحهم ومطلوباتهم.. وهل يسعى السيد الصادق المهدي لأن يكون حكومة البديل من شخصه وأسرته وآل بيته..
ألا يشعر الصادق المهدي وحزبه أنهم أخذوا من البلد ووقتها وخيراتها وعمرها ما يكفيهم.. وهل يجوز الاقتتال من أجل وزارة أو وظيفة في أطراف البلاد..
--------------------------------------------------------------------------------
ولتحديد المفاهيم أكثر، فإننا نثمن عالياً دور حزب الأمة في الإستقلال، وفي الحركة الوطنية. ولكن ما هو الجديد عند حزب الأمة منذ إشتراكه في المجلس الاستشاري، ومنذ أيام المرحوم عبد الله بك خليل.. ومنذ قيام الجبهة الاستقلالية وعلى رأسها الأمير نقد الله ومحمد احمد المحجوب وغيرهما.. مروراً بالجمعية التشريعية والبرلمانات المختلفة .. بل أننا نقول للسيد الصادق ان الانقاذ ورغم إندفاع حزبه لمحاربتها وخرج في موكب «تهتدون» إلى أسمرا.. إلا أنه من الثابت ان الانقاذ لم تهمل بيت المهدي وعوضته كما عوضت حزب الأمة ومولته حتى يصبح حزباً وطنياً، يستقي من حليب الوطنية ومن الإرث الثوري للإمام المهدي عليه السلام.. كما ان الانقاذ لا تزال متحالفة ومتقاطعة مع أسر محورية في بيت المهدي.. مثل أسرة الإمام الهادي المهدي.. كما أن الانقاذ إحتفت بالدكتور شريف التهامي الذى أصبح وزيراً، كما احتفت بالسيد مبارك الفاضل الذى أصبح مساعداً لرئيس الجمهورية، وبعبد الله محمد احمد الذي أصبح وزيراً للاعلام.. كما ان معظم رجال حزب الأمة باستثناء الدكتور مادبو دخلوا في إطار الصف الجامع بعد الانقاذ..سؤالإذاً السؤال: ماذا يملك السيد الصادق المهدي من بدائل لكل هؤلاء.. وهل كل هؤلاء دخلوا الانقاذ فقط شهوة في السلطة أو غفلة، أم أنهم شعروا بأن الانقاذ تسير في الخط الثوري لصانع المهدية وبيت الإمام محمد احمد المهدي.. أو قناعة منهم أنهم فضلوا التأثير من داخل السلطة مترسمين نهج الممكن في إطار حكم البشير.والرئيس البشير شخصية تجمع بين العسكرية والوطنية، ومن الصعب في هذه الظروف ان تجد شخصاً تتفق عليه كافة أو غالب مكونات الدولة السودانية من عسكريين ومدنيين وناخبين لأول مرة.. ومجتمع دولي واقليمي وعربي..ولنمض لنسأل عَن مَن هو البديل الآخر.. هل هو الدكتور حسن الترابي الذى يطرح نفسه كل مرّة.. وهل الدكتور الترابي يمتلك حتى القدرة كي يتصالح مع نسيبه الصادق المهدي حتى يتصالح بعد ذلك مع كل السودان؟وهل يملك الدكتور الترابي مفاتيح حكم السودان.. ومن هم رجاله للمرحلة المقبلة.. ومن سيقبل به.. إن الغلبة الغالبة من نخب الحركة الاسلامية إنحازوا مع الانقاذ.. كما أنه إذا كان من الممكن للصادق المهدي أن يحكم البلد بأسرته أو بعض مجموعات آل المهدي، فان الدكتور حسن الترابي ومع إحترامنا وحبنا له يفقد حتى هذه المزية .. كما ان المجموعة العرقية التى تلتف حوله إنما تفعل ذلك الآن لأسباب نفسية وتتعلق بأسباب جهوية ولا تتعلق بجل التراب السوداني وبالقومية السودانية.ثم ان الدكتور حسن الترابي وبكل قدراته وخبراته رفضه حزبه وتلامذته بل وتلامذة تلامذته بل حتى سكرتاريته، فكيف يستطيع ان يحكم ويدير دفة حكم في بلد مركب ومتناقض كالسودان، في وقت فشل فيه ان يحتفظ بتلامذته وسكرتاريته.وربما يقول قائل: ماذا عن النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق سلفاكير ميارديت.. ولعلنا نقولها بصراحة وتقدير كبير نكنه له.. وتقدير لحكمته التى برزت في صمته وإستيعابه للمتغيرات أنه بعيد لأسباب كثيرة.. أولاً.. فإن سنوات الحرب وضعته كخصم للعسكرية السودانية وللجيش السوداني.. وليس من المعقول فجأة وقبل ان تلتئم الجراح تماماً أن يصبح قائداً للجيش الذى كان يحاربه.ثانياً.. فإن تحدى سلفاكير في المرحلة المقبلة هو بناء الجنوب ومشروع تقرير المصير.. وعليه ولكي يصبح قائداً للسودان الجديد أن يثبت أنه يقف مع مشروع الوحدة.. وإذا ثبت ذلك بعد الاستفتاء على تقرير المصير فهو ما زال شاباً وستكون أمامه فرص كبيرة بعد العام 2011م ليطرح نفسه على المستوى القومي.. ولا تزال أمامه فرص كبيرة لكسب الشمال إضافة لمشاكله في الجنوب.ومن المؤكد ان قضايا الجنوب ستستغرق جل وقته، كما أن ما ناله يمثل قفزة نوعية، أي من نائب للراحل جون قرنق، الى رئيس لحكومة الجنوب ونائب أول لرئيس الجمهورية.. وعلى أى حال فإن القائد سلفاكير لم يطرح نفسه بعد.. كما اننا مشفقون ونخشى ان تكون هناك حفر تحفر وألغام تُدس للرئيس المحبوب سلفاكير الآن.. خصوصاً ما سمعناه عن أن باقان أموم قد أقام محاضرة سيئة في نيروبي، وأن هذه المحاضرة تمثل في محتواها دعوة إلى العودة لمربع الحرب حيث استعدى أهل دارفور والحركة الشعبية على المؤتمر الوطني والعنصر العربي عموماً. وقال ان المؤتمر الوطني يمارس سياسة لإقصاء الحركة الشعبية من الشمال.. وتحدث أيضاً في المحاضرة نيال وليم دينق وسار في ذات الخط. كما تحدث استاذ كيني في جامعة نيروبي وقال إن تاريخ العرب في السودان غير قديم وهم شعب إقصائي لا يراعي العهود والمواثيق منذ إتفاقية «البقط».ولعلنا نقرأ كل حيثيات المحاضرة في إطار ما ورد بعد عدة أيام من المحاضرة ما قالته السيدة ربيكا من ان الراحل جون قرنق مات مقتولاً.ولكل هذا نحن نعتقد ان كل هذه الاشياء مدروسة وتم القذف بها في الساحة في هذا التوقيت بالذات بطريقة مدروسة أيضاً.. كما أنه من الواضح ان هناك قوى دولية أصبحت تجمع في هذه القوى وتريد كذلك ان تفجر قضية جبال النوبة، وقضية جنوب السودان بعد ان إنتهى لهيب الحرب في دارفور.. وحتى ينتقل السودان من «خازوق» إلى «خازوق».. وقبل ان تبرد الحرب في دارفور يخططون لإشعالها مرة أخرى في جبال النوبة والجنوب.وقد سبق ان قلنا ذلك عندما لم نستبشر خيراً حين خرج نيال وليم دينق إلى نيروبي.. وسبق ان قلنا أيضاً أن ياسر عرمان في طريقه إلى الخروج من الحلبة السياسية وحينها ضحك علينا الكثيرون.. وكذلك فإن عبد العزيز الحلو موجود بالخارج.وقد سبق ان نوهنا إلى ما يدور في جبال النوبة وفي «كاودا» التى تعج بالتدريبات العسكرية وهي منطقة مغلقة ومعها «جلد» ومناطق أخرى.مقبوليةولذلك نرى انه لا بد من ان يقوم القائد الفريق سلفاكير ميارديت بقراءة إستراتيجية لما يحدث ويتم الآن في الخفاء، خصوصاً وأنه أصلاً رجل معلومات واستخبارات، كما من المطلوب الملح ان ينسق مع الرئيس البشير في قراءة استراتيجية لما ينبغى أن يتم.إذاً.. من البديل الآخر.. وهل يستطيع اليسار السوداني ان يطرح الاستاذ محمد ابراهيم نقد.. الذى في اعتقادنا انه أخلص لقضيته السياسية.. كما أخلص لقضية ما تحت الأرض، ولكن الآن المخاض الذى يواجهه أكبر من الحزب الشيوعي..وهو ذات المخاض الذى إقتلع الاتحاد السوفيتي واقتلع الماركسية واقتلع أوروبا الشرقية.. كما انه للاسف الشديد ورغم ما يملك الاستاذ محمد ابراهيم نقد من مؤهلات إلاّ أنه إلى الآن لم يتطبع مع المجتمع السوداني لأنه بالمبيت خارج المؤسسات المجتمعية إنقطعت صلته بالبيئة السودانية منذ العام «1990».. وهو الآن عموماً بدون حزب، ولو نجح في لملمة منسوبي حزبه لكفاه.. وهو بدون حلفاء.. حيث فشل حتى في الحفاظ على وحدة معارضيه داخل الحزب.. إذاً ما البديل للبشير.. بعد قراءة واستعراض الخارطة الفكرية والسياسية للزعماء المتطلعين للحلول محل البشير.. هل يمكن ان يكون أحد أمراء الحرب في دارفور؟! لا سبيل لذلك.. فهم أولاً غير معروفين وغير مطروحين ولا يملكون المؤهلات ولا الاجندة ولا المقبولية الشعبية.. وكما قلنا فإن المقبولية من عند الله سبحانه وتعالى.. كما أنها تشمل المقبولية الشعبية والمقبولية العسكرية والمقبولية الاقليمية والمقبولية الدولية.. وأمر السودان لايمكن ان يكون قفزة في الظلام.والبديل الوحيد الممكن هو من داخل المؤتمر الوطني. ولكن المؤتمر الوطني أعلن بإجماعه ان مرشحه للمرحلة القادمة هو المشير عمر البشير. لأنه يجمع بين الخبرات العسكرية والسياسية والكاريزما القيادية.. وهو صمام أمان المرحلة.. وليس هناك نجم صاعد مطروح في إطار المؤتمر الوطني حالياً، إلاّ الاستاذ علي عثمان محمد طه ولكن فإن الاستاذ علي عثمان نفسه زاهد في ذلك، لأنه يعلم ان المستقبل للشباب. وأن المستقبل يمكن ان يحمل نجوماً بعد العام «2011» من شباب المجاهدين والرساليين.مزايدةولعلنا نسأل: من الذى يمثل السودان الجديد والاجيال الجديدة وحركة الشعوب الجديدة.. البشير أم الترابي.. نافع علي نافع أم الصادق المهدي.. أبو بكر دينق أم الميرغني.. علي عثمان محمد طه أم محمد ابراهيم نقد.. غازي صلاح الدين أم دريج..ولعل من ميزات الانقاذ انها إمتصت ببطء كل جوهر في خطاب المعارضة.. وأن كل روافع المعارضة أصبحت ممثلة في خطاب الانقاذ.. وهذا ما نسميه بالممكن في إطار حكم البشير.. ولذلك أخذت المعارضة تلجأ للمزايدة.. وتلجأ لروافع اللا معقول من الشعوذة والسحر والتخلف ومحاولة ركوب كل مركب متاح.. وأخذت تلجأ للعبة خلط الأوراق وتترقب بصيص أمل ينجيها، ولا تملك إلاّ التنادي لنصرة الأجنبي أو مواجهة الانتخابات المقبلة بتحالف عريض. ولكنها تسكت عن البرنامج الذى يوحدها.. والكل يعلم انه ليس لها برنامج سياسي مطروح لمستقبل الاجيال القادمة غير اسقاط أهل الانقاذ.ونحن نقول ان انتصار الحزبية بشكلها الحالي سيمثل ردة ونكبة كبرى لأن زعماء الأحزاب صنيعة ثورة اكتوبر 1965م لم يغيروا جلودهم ولا افكارهم.. فهم يتكلمون باسم الصحوة الدينية وفي جوانحهم لا يوجد سوى إستغلال الدين.. ويتكلمون عن السودان الواحد الموحد ويرفعون رايات الجهوية والحزبية والعائلية والعشائرية والطائفية.ولذلك نقول من اجل البسطاء والكادحين من يمثل عمق المجتمع السوداني.. ومن يمثل المجتمع السوداني فتحي خليل أم أبو عيسى.. احمد ابراهيم الطاهر أم مبارك الفاضل.. علي عثمان أم صلاح ابراهيم احمد.. سامية احمد محمد أم سعاد ابراهيم احمد..ولعل عبقرية الانقاذ تنبع من رفضها لأرستقراطية الدم.. ولارستقراطية العائلة.. ولارستقراطية المال.. ولأرستقراطية الفكر.أما منهجية الانقاذ فليست كمنهجية الترابي الذى كان ينشد خطب ود العائلات الكبيرة والارستقراطية والغنية والنخب القبلية، ويريد ان يتقوى بهم ليقود اتباعه الآخرين كمجرد قطيع في عرس الدم وعرس الشهيد.علماً بأننا نكرم الشهداء ونقول لهم ما نالوا، لأنهم عبروا عن صدق وعن استقامة ولم يكونوا يعلمون ان الترابي ومن وراءه يستخدمونهم كمجرد بيادق -ونذور من أجل السلطة والثروة ورفع الذكر.والانقاذ ضد أرستقراطية «الشفرة» التى ينادي بها زعماء الاحزاب.. وأرستقراطية «الأسرار» والنجوى الكاذبة.. والخلوة الكاذبة.. مما قاد إلى الخسران والهزيمة.والإنقاذ ضد الطريقة الانتقائية في الاختيار من المادة الدينية ما يتناسب مع المرحلة والمزاج الشخصي ليسطع من الدين ما يراه مناسباً كالحداد الذى يصنع ما يريد وما يتناسب مع مطلوباته.ولكن مع كل ذلك نقول انه من العرفان بالجميل وحسن التدبير السياسي ان تعترف الانقاذ وتقر بأخطائها وكذلك ان تعترف المعارضة وتقر بانجازات الانقاذ.وعلى المعارضة إذا كانت تريد لها مكاناً في مستقبل السودان السياسي ان تكف نفسها ويدها عن «حليب» الخواجة.. وأساليب الخواجة.. والخارج لن يريحها من الانقاذ.. وعليها ان تكف عن ما دأبت عليه من إمتصاص أحقاد ومرارات «الخارج» وإعادة تدويرها كأجندة داخلية أو ملامات حقيقية.. كما فعلت نخب دارفور.. ومن يتقوى بالخارج لن يكون قوياً إلاّ على أخيه وأمه وأبيه.. وسيكون خصماً لكل مشروع وطني وللهوية الوطنية وللجماعة الوطنية.. وسيظل يرمي أهله ووطنه وجيرانه وأخوانه في خندق العدو ليصبح حاله حال من لا ظهراً أبقى ولا أرضاً قطع.ومعلوم ان «الخارج» يجرف المعارضة في تياره حيث لا بقاء للمعارضة إلاّ به.. وسلوك المعارضة للاسف الشديد سيؤدى إلى بقاء المؤتمر الوطني وحده في نهاية الشوط.. فعند المنحنى والمنعطف تبرز الخيول الأصيلة.طعنةلذلك نقول للمتحالفين مع بريطانيا وامريكا، هل سمعتم بقرار الحكومة البريطانية بالإنعام بنوط الجدارة على سلمان رشدي صاحب كتاب آيات شيطانية «Satanic Verses» وماذا يعني ذلك.. ولماذا في هذا الوقت بالذات قررت الحكومة البريطانية ان تهين كل العالم الاسلامي الذى يضم منهج الصحوة الاسلامية الذى يتبناه السيد الصادق المهدي..ونحن نعلم ان كتاب «آيات شيطانية» ليس ضد الأصولية الاسلامية.. وليس ضد الارهاب.. ولكنه كتاب ضد النبي صلوات الله وسلامه عليه حيث رمى الرسول «صلى الله عليه وسلم» بالكذب.. ورماه بالدجل وحب النساء.. ورمى السيدة عائشة بالفاحشة.. ورمى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بترسيم القرآن في قصة «الغرانيق العلا» التى أضافوها ليرددوا ان النبي عليه الصلاة والسلام لكي يصل إلى تصالح مع كفار قريش أضاف آيات للقرآن الكريم قال فيها «تلك الغرانيق العلا وإن شفاعتهن لترتجى».. أي ان الرسول أشاد باللاة والعزى ومناة الأخرى وأصنام المشركين وجعلها رموزاً لحركة الدعوة الاسلامية، وان على المسلمين ان يتعبدوا بها حتى يجيئّهم كفار قريش، وهذا ما قاله سليمان رشدي.. «كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا» «الكهف آية 5» ولذلك فإن إحتفاء الحكومة البريطانية بسلمان رشدي ومنحه وسام «فارس» «Kinghthood» إنما هو طعنة في كبرياء كل مسلم.. فهل تستطيع المعارضة السودانية، وهل تستطيع نخب دارفور ان تنضم للمسار الاسلامي الرافض والساخط لهذه المسألة.. وكيف يمكن ان تصبح معارضة حليفاً لمن يريد ان يرفع ذكر أعداء الثقافة والعقيدة الاسلامية.ونحن لم نكن مع «الخميني» حينما أصدر فتواه بضرورة قتل سلمان رشدي، لأننا نعرف ان ذلك غير ممكن.. وان ذلك سيؤلب العالم على المسلمين.. وان ذلك ليس مقتضى الدين.. ولكننا كذلك نقول ان ما فعلته الحكومة البريطانية إنما هو سيف مسلط على كل عقل إسلامي وطعنة في الصميم للكبرياء الاسلامي.. وإذلالاً لحركة الثقافة الاسلامية.. ونشيد بمنهج البرلمان الباكستاني الذى رفض بالإجماع وأدان هذا الاحتفاء بسلمان رشدي.. كما نشيد بمنهج مجلس الشورى الايراني.. ولكن في ذات الوقت نقرأ من خلال هذا الإنعام وإعادة مسألة سلمان رشدي الى واجهة الحياة السياسية ربما يكون محاولة من داخل بعض مراكز القوى داخل الحكومة البريطانية، وقبل ان يغرب «توني بلير» خصوصاً وان إبتعاده بعد اسبوع واحد.. إلاّ إختلاق مشكلة كبيرة ما بين إيران وبريطانيا.. فبريطانيا الآن تحس بأنها مجروحة بعد خطف رجالها واذلالهم في بغداد.. وكذلك بعد أسر رجال البحرية البريطانية والتحقيق معهم حسب ما تم في ايران.. وان الجهات الراغبة في التصعيد ما بين بريطانيا وايران باتت راغبة في ان يصل هذا التصعيد إلى ذروته حتى تقوم ايران بارتكاب حماقة.. أو تتم تصفية سلمان رشدي بحماقة حتى تدور الحرب ضد ايران لخدمة المصالح اليهودية ولخدمة قضية المفاعل النووي الايراني.ولعلنا ذكرنا هذه المسألة فقط لنرى المعارضة السودانية سواء كان في «تربتها» أو في عقلها شهامة أو حب للنبي صلوات الله عليه وسلامه كيف يفكر أولياؤها.. وكيف تفكر أجهزة استخباراتها التي ان استطاعت ان تجد إلى قلوب المسلمين أو عقولهم سبيلاً لم ترق فيهم إلاّ ولا ذمة.نقول ذلك أيضاً ونحن نقرأ قضية «اليمامة».. وكيف ان توني بلير رفض التحقيق في صفقة اليمامة بدعوى ان هناك علاقات استراتيجية بين السعودية وبريطانيا تمنعه ان يسير في هذا المشوار.. فاذا كانت هناك علاقة استراتيجية تتعلق بالمال والرجال، فلماذا يطعن هذه الطعنة للمملكة العربية السعودية القائمة على أمر وخدمة الحرمين الشريفين.. والقائمة على تراث النبي صلى الله عليه وسلم.. والطابعة لمصحف الحرمين والمدينة المنورة.لماذا في هذا الوقت يطعن كل المسلمين وأهل القبلة هذه الطعنة بتمجيد مرتد ومارق على حركة الثقافة الاسلامية، وبهذا نكتفي ونواصل في المرة القادمة
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: علي العتباني يفقد عقله مرة اخرى (Re: ابوهريرة زين العابدين)
|
يا أبا هريرة هل الزول ده نصيح ؟
ما هي الفكرة في هذا العك ؟؟؟
شي سلفاكير وشي الصادق والترابي
ونقد وباقان أموم وعلي عثمان وسلمان
رشدي والخميني وعمر البشير وآيات قرآنية
ومارشات عسكرية كما قال عادل امام ..ما هذا ؟
الزول ده يا إما عوير أو مجنووووووووون !!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: علي العتباني يفقد عقله مرة اخرى (Re: ابوهريرة زين العابدين)
|
ياعلى إسماعيل عتباني
نرجو منك مغادرة (الرأي العام) وتسليم الصحيفة ألى أصحابها الحقيقيين
حتى تعود إيام مجدها السابقة كصحيفة مستقلة ملتزمة بقضايا الشعب وحرياته
الأساسية.. الصحيفة التى دافعت عن لوممبا و نكروما و بومدين و عبد الناصر
و كانت إحدى مرتكزات الدفاع عن حركات التحرر في أفريقيا و العالم..
الصحيفة التى كان يكتب فبها عمالقة الصحافة السودانية كيفى أصبح الآن
ينعق فيها(البوم) وتمرح فيها البعام..!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: علي العتباني يفقد عقله مرة اخرى (Re: malamih)
|
شكراً malamih نعم يجب أن تعود الرأي العام كما كانت ، هذا الرجل يكتب بطريقة تدعو للعجب ويجب أن يحترم نفسه واذا كان هو انقاذي يؤمن بالإنقاذ فيمكن أن يدافع عن انقاذه العرجاء ولكن بشكل فيه احترام للنفس وللغير القراء وحتى يكون دفاعه المتفاهت مقبول ويدخل في اطار الدعاية الانقاذية المعروفة ولكن أن يكتب بهذه الطريقة المبتذلة لهو امر ادخل الحيرة في الكثيرين كما نلاحظ التعليقات في البوست السابق "شياطين العتباني" انه امر عجاب من عتباني الإنقاذ ومطبلها الاوحد الأول أو بالأحرى المطبل الأوحد للبشير.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: علي العتباني يفقد عقله مرة اخرى (Re: ابوهريرة زين العابدين)
|
Quote: لقد ارسلت اللنك للاستاذ العتباني في ايميله الموجود اعلى الموضوع واتمنى أن يقرأ البوست ويقرأ تعليقات القراء عن كتابته واتمنى أن يتقبل ذلك بصدر رحب. |
بناءاً عليه يا أبا هريرة،
Quote: فالدولة هي إرث مشترك بين المعارضة والنظا الحاكمم.. والحكومة جهاز كبير غير مسيس..فيه أجهزة الدولة المختلفة ومؤسساتها وأذرعها من بنوك وأجهزة شرطة وقوات مسلحة وأمن وخدمة مدنية وهلال ومريخ وموردة وجامعات ومؤسسات تعليم عالٍ وغيرها |
السيد عتباني، هل أنت فصامي أم هي آفة مجانية الكلام!؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: علي العتباني يفقد عقله مرة اخرى (Re: ابوهريرة زين العابدين)
|
محمد ابراهيم علي بواسطة ابوالمنذر عند قراءتك للمقال الوارد اعلاه وحميع كتابات هذا الشخص اول ماتراه هو افقتقار الكاتب للمنهجية وترابط الافكار فالموضوع الذي يفترض ان يناقش مستقبل رئاسة السودان غير انك تجد نفسك فجأة في خضم مسألة سلمان رشدي وفساد صفقة اليمامة ومواضيع اخري لا علاقة لها بالموضوع الاساس اذا هي الكتابة من اجل الكتابة فقط لافتقاد الكاتب البوصلة . عندما نعود للموضوع الأصل وهي رئاسة السودان المأسوف علي حظه نجد ان الكاتب يناقش القضية بمستوي سطحي جدا حيث ان السودان محكوم عليه ان يحكمه الاشخاص لا المؤسسات ويحاول ان يستغل منبره هذا لاقناع الناس بهذا المنظور وهذه هي الافة التي نعاني منها وللاسف الشديدنجد ان من يجب ان يناط بهم تنوير المجتمع هم من يساهمون في خلق هذه الازمة وتكريس هذا المفهوم (البشير او الطوفان, الصادق امل الامة وما الي ذلك من صور تمجيد الأشخاص) . ونجد من يحاولون اخذ هذا المنحي هم من يدافعون عن مصالح شخصية وليس مصالح شعوبهم او امتهم لان المصالح الشخصية دائما مرتبطة باشخاص . وأسمح لي ان اختلف مع عنوان مقالك فالكاتب المذكور لم يفقد عقله فهو يدرك حيدا ما يريده والادراك من اساسيات العقل. ولكن نحن من سيفقد عقولهم. فهو عندما يحشر قضية سلمان رشدي في موضوع انتخابات رئاسة السودان يلهينا عن الموضوع الاساسي قضية شعبنا. اعيدك هنا لكتاب النباهة و الإستحمار لعلي شريعتي لتفهم هؤلاء القوم جيدا ولتعرف اجابة السؤال الأساس من اين أتى هؤلاء الناس لك ودي واحترامي محمد ابراهيم علي الرياض- السعودية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: علي العتباني يفقد عقله مرة اخرى (Re: abumonzer)
|
سلام ابو هريره ما عارف مقال هذا الكاتب اذا جاز اطلاق كلمه كاتب على امثاله, فهو كاثب عاطل الموهبه هذا الكاثب اكاد اجزم انه لم يقراء كتب المطالعه والكشكول مقاله لا تعرف بدايتو من نهايتو بالله عليكم من فهم مرامي مقال هذا الكاثب ان يترجم لينا ويكسب معروف كثاب يشككوك في انو فهمك بقي تقيل رغم كتاباتهم بلغه عربيه وشكرا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: علي العتباني يفقد عقله مرة اخرى (Re: عبد المنعم عبدالله)
|
الشكر للاخوان ابومنذر و عبد المنعم عبد الله ومحمدابراهيم على اتفق مع ما ذكرتم وهذه مشكلة كثير من كتاب هذا الزمن يكتبون كما يتونسون فالكتابة عندها اصول وحتى لا تربك القاريء المقدمة يجب ان توضح فيها ماذا تريد أن تقول وبعد ذلك تتناول النقاط المذكورة في المقدمة وكل نقطة في برقراف وتختم ملخصا ما ذكرته وما تريد ايصاله للقاريء وبكل بساطة المشكلة في انه صاحب الجريدة وتكتب معه اخته ايضا في نفس الصحيفة اما زوج اخته حسن مكي فعلى الاقل يحترم نفسه ولا ينزل لهذا المستوى وهناك كتاب اخرين مؤيدين للانقاذ ولكن يحترمون انفسهم مثل د. محمد وقيع الله وغيرهم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: علي العتباني يفقد عقله مرة اخرى (Re: ابوهريرة زين العابدين)
|
وهاهو يواصل في ترهاته ----------------------------------------------- تحت الضــــــوء
بقلم علي اسماعيل العتباني
emai: [email protected]
على يد الإنقاذ
نهاية جيلين.. فاشل وحائر
هذا هو الإنقلاب الأكبر في حياة الإنقاذ والشعب
.. هناك مراجعات كبيرة على مستوى العالم العربي والاسلامي. حتى ان كاتباً كبيراً من الذين اصبحوا يشكلون حركة السياسة العربية وهو العالم الدكتور فاروق الباز، سمى جيله في مقالة مشهورة بـ «جيل الفاشلين».. ولعل هذا اعتراف مهم من شخص علم اصبح قمة علمية سامقة، حيث تسنم ارفع المواقع في وكالة الفضاء الامريكية «ناسا».. ولكن لماذا سمى جيله بجيل «الفاشلين» ذاكراً بانهم من جيل «الثلاثينات» في القرن الماضي.. اي انه نفس جيل رؤساء الاحزاب السودانية الرئيسية التقليدية الحالية التي تريد استرجاع السلطة وتسعى لذلك حثيثاً.
لقد ارجع الدكتور فاروق الباز ذلك الفشل الذي لازم جيل الثلاثينات الى اربعة اسباب.
اجملها في ان هذا الجيل وضع لنفسه اربع «اجندات» تتلخص في مقاومة الاستعمار وقطع يده.. واستعادة فلسطين.. واقامة صرح الوحدة العربية.. ومحو الامية عن العالم العربي.. وبما ان هذا الجيل بدأ يزحف نحو القبر، وهو الآن في عقده الثامن ودوره اصبح متلاشياً في السياسة القومية والاقليمية والقطرية.. الا ان اياً من هذه الاجندات لم يتم تنفيذها.. حيث لا تجد الآن مقاومة للاستعمار ولا ثقافة للمقاومة.. بل برزت بديلا عنها ثقافة التطبيع..
وبدلاً عن القضاء على اسرائيل بدت الآن استراتيجية «السلام مقابل الامن».. او الارض مقابل السلام.. كما تجد ان الامية تزداد انتشاراً في بعض الاقاليم العربية.. اما الوحدة العربية فحدث عنها بلا حرج.. ويكفي التوتر الحادث بين الجزائر والمغرب.. ويكفي فشل مشروع الوحدة المغاربية.. ويكفي الآن الصراع الخفي «الخليجي - السوري» على لبنان.
--------------------------------------------------------------------------------
ويكفي ان ليبيا الآن اتجهت نحو دول الساحل والصحراء والى افريقيا.. وان السياسة الخارجية المصرية انكمشت عن مسألة الوحدة العربية واصبحت تراها عبئاً وليس رصيداً لها..
ونسأل هنا عن من الذي ورث جيل «الفاشلين» هذا، كما اسماه الدكتور فاروق الباز.. ونقول ان الذي ورث جيل الفاشلين هو جيل «الاربعينات» الذي يمكن ان نسميه جيل «الضائعين» او جيل «الحيارى».. لان هذا الجيل وعلى امتداد المنطقة العربية والاسلامية جاء كذلك على اعقاب جيل «الفاشلين».. وكانت همومه نفس هموم الجيل الذي سبقه.. بل زاد عليها بعد ان اتخذ «وصفات» اضافية.. منها طرح الاشتراكية العربية.. والقومية العربية.. والبعث العربي.. والمد الناصري.. والمراهنة على المعسكر الاشتراكي.. والكلام الكثير عن الاشتراكية والعدالة واعادة توزيع الثروة.. والقضاء على الاقطاع والرجعية والليبرالية والامبريالية.. وغيرها وغيرها من الشعارات التي ما قتلت ذبابة..
سؤال
ثم، فاذا بكل هذه الشعارات.. وكل هذا الزخم العقلي والمدارس الفكرية تغطس وتنتهي مع تلاشي الكتلة الاشتراكية وغياب المشروع الماركسي.. واصبح كل ذلك الجيل الذي تمسك بشعارات الثورة والتغيير والتحديث يمثل الآن الضياع والحيرة.. بل وللاسف الشديد فان بعض رواد هذا الجيل اصبحوا فجأة اساطين للمدرسة الليبرالية.. مدرسة السوق الحر والديمقراطية الغربية ،والحريات وحقوق الانسان والجندر على الرسم الغربي.. بل ان اساطين جيل «الضياع» هذا، برز بعضهم ليتم اكتشافهم كعملاء للموساد كما حدث الآن في قضية «اشرف مروان» مدير مكتب انور السادات السابق وزوج ابنة الرئيس الراحل عبد الناصر «منى».. والذي وجد طبيعياً بعد سقوطه من شرفة شقته بلندن، وليس من المعروف هل مات مقتولاً ام طبيعياً.. بل ان المخابرات البريطانية تروج الى ان هناك شبهة حول موته.. ولكن السؤال لماذا يموت اساطين الدعوة الاشتراكية في لندن، ومن قبل برزت قضية الجاسوس الروسي الذي مات مسموماً في نفس العاصمة.. ولندن هي بلد الرأسمالية واليهود والموساد وبلد الاستخبارات الغربية.
والحمد لله كثيراً فان «الانقاذ» التي استلمت الراية من جيل «الفاشلين» وجيل الثلاثينات من السياسيين السودانيين أبت ان تسلمها لاجيال «الضائعين» و«الحيارى».. ولو تأخرت الحركة العسكرية عن يوم «30 يونيو 1989» لاستلم جيل الخائبين والضائعين والحيارى السلطة السياسية في السودان بالتواطؤ مع الراحل جون قرنق والاستخبارات الدولية، وذلك في تداعيات الانقلابات العسكرية التي كانت تتسابق لاستلام المسألة السودانية، وهي الآن باتت معروفة ومرصودة ومكشوفة، وهذا من ناحية.
جملة مفيدة
ومن ناحية اخرى، فإن «الانقلاب» الاكبر في حياة الانقاذ والشعب السوداني يمكن ان نضعه في جملة مفيدة وهي «اثر سياسات مكافحة الارهاب على الامن القومي السوداني» ولان سياسات مكافحة الارهاب جعلت مفهوم «العدو» في السودان يهتز، ليبرز السؤال من هو العدو ومن هو الصديق.. ومن المؤكد انه وبالنسبة لاطروحات الانقاذ الاسلامية والتأصيلية فمن الصعب ان يصبح العدو هو «حماس» وفلسطين والحركات الاسلامية. ولكن كذلك من الصعب ان يصبح الصديق هو اسرائيل وامريكا!!
حينما نتحدث عن اثر سياسات مكافحة الارهاب على الامن القومي السوداني، فنحن نعلم ان امريكا ضربت مصنع الشفاء السوداني وحاولت ان تزلزل العقل السياسي السوداني.. بعقوبات الكونجرس وبتحالف دارفور وبالغزو الثلاثي وبعقوبات مجلس الامن الدولي الذي برز من خلال مواعينه اكثر من «36» مشروع قرار ضد السودان متصلة بقضية دارفور..
وحينما نناقش قضية دارفور نقول ان اتفاقية «ابوجا» كانت كافية لحل مشكلة دارفور.. بل ان اتفاقية ابوجا بزّت اتفاقية جنوب السودان باحتوائها على بند كامل عن تعويضات النازحين.. بينما نازحو جنوب السودان خرجوا من المولد بلا حمص ولم ينتبه احد الى مسألة المطالبة بتعويضات لهم او لغيرهم..
مقارنة
ولكن حينما نقارن النخب الجنوبية بالنخب الدارفورية، فاننا نقول ورغم اننا نأسى للفساد الموجود في الجنوب، الاّ ان النخب الجنوبية استطاعت ان تضرب مثلا باعتصامها بجوبا وعواصم الاقليم الجنوبي.. والآن تجد ان جوبا وبقية العواصم الجنوبية عامرة بالسياسيين الجنوبيين والاداريين والعسكريين والاطباء والقضاة.. ولكن اين ابناء دارفور في هذا المثال؟
ولعل هذه دعوة لتخصيب دارفور بأبناء دارفور والبقاء في دارفور لمدد طويلة حتى وان اعتبروها مناطق شدّة.. ولان بعضهم قضى اكثر من خمسة عشر عاماً متنقلاً في الفنادق ما بين «لندن» و«باريس» وتزوجوا من الخواجيات فقد يصعب عليهم العودة الى دارفور.. ولعلنا لا نطالب غيرهم من النخب لانهم لم يرفعوا شعار الجهوية والعرقية كرافعة سياسية. ولم يجذبوا العالم بشدة ليضعوه في مواجهة اخوانهم واهاليهم ويرفع راية المظلومية والابادة العرقية. ونأمل ان يعود اليوم الذي نرى فيه خليل ابراهيم وعبد الواحد محمد نور وشريف حرير ومحمد ابراهيم دريج واحمد عبد الشافي وعبد الرحمن ابراهيم وزراء في عواصم دارفور حتى يذوقوا حياة دارفور ويعرفوا طعمها ووزنها وقيمتها، بدلاً من التوسل والتسول باسم دارفور والتباكي عليها فالنهضة تبدأ بأبناء دارفور ولا يمكن مهما كان اخلاص الآخرين ان تكون هناك نهضة يقودها الخواجة او تقودها نخب سودانية غير نخب دارفور.. ولذلك فان كانت نخب دارفور تثمن بلدها ومشروعها وتحب الخير لاهلها وتريد رفع ذكر بلدها وكرامتها، فلابد ان تضرب القدوة والنموذج.. ولعل هذا ايضاً لا يعفي الآخرين من المسؤولية الوطنية. وحينما يرى العالم نخب دارفور في الميدان وليس في الفضائيات، فان البقية ستحذو حذوها وسيذهب الجميع من اعلاميين وقانونيين واساتذة جامعات ومهنيين واطباء وغيرهم.. أما اذا استعصم اهل دارفور بالخرطوم والبعض بالفضائيات فان سلام دارفور لن يؤتى اكله.. والسؤال يبقى ما دور ابناء دارفور في بناء دارفور.. وما دور نخب دارفور في تعمير جامعات دارفور.. ومن سيعمل بالمستشفيات اذا لم يدخلها اطباء دارفور.. واين اساتذة الجامعات الدارفوريين في جامعات دارفور.. ولعلنا نقول ذلك لاننا ندرك ان الانقاذ انصفت دارفور.. رغم احجام نخب دارفور.. ومع الذكرى الثامنة عشرة لانبلاج الانقاذ هناك الآن ثلاث جامعات عاملة في دارفور.. وعشرات المدارس الثانوية.. وهنالك خطط تنموية كاملة ومتوازنة..
استثمار
ولكن.. لعلنا نرى كذلك ان هناك جهوداً كبيرة لاستثمار اسم دارفور كوظيفة سياسية.. بل ان القارئ الذكي حينما يقرأ الاسماء الواردة في قضية «الاغتيال» الشهيرة، سينتبه الى وجود عقل سياسي خفي جمع بين الرافعة السياسية والجهوية والعقل السياسي.. ولعلها مجرد اشارة..
بل انه من الناحية الدولية نشير الى مقالة الكاتب الانجليزي «روجر هاوارد» في صحيفة القارديان الصادرة في يوم الاربعاء 16 مايو الماضي التي عنوانها، بان العداء للعروبة والطمع في النفط هو الذي جعل لدارفور هذا المذاق والطعم.. وهو في مقالته يقارن بين السلوك الغربي تجاه ازمة دارفور وتجاه ازمة «الكونغو».. ويقول ان الحرب الأهلية في الكونغو التي لا تزال دائرة خصوصاً في اقليم «كومو» حصدت اربعة ملايين من البشر.. بينما ومع المبالغات في قضية دارفور فان القتلى لا يتجاوزون على حد الاعلام الغربي المائتي الف. ومع ذلك فان المداد الذي اسيل وسال في قضية دارفور يعادل انهاراً من المداد المسكوب في قضية «الكونغو».. إذاً، لماذا لا يتكلم العقل الغربي والليبراليون الغربيون عن قضية الكونغو.. ولا يتكلمون عن اللاجئين في الكونغو.. ولا عن الحرب في مقديشو.. يقول «روجر هاوارد» ان السبب في ذلك يرجع الى مسألتين.. المسألة الاولى ان قضية «الكونغو» هي حرب افريقية بحتة.. وان الضحايا افريقيين، لذلك ليس فيها استثمار سياسي.. بينما في قضية دارفور تم تصنيفها الى عربي وافريقي، ولذلك جاء الاستثمار الاعلامي خصوصاً من ناحية اليهود حتى يقولوا للعالم هؤلاء هم العرب سواء كانوا في العراق او فلسطين او دارفور.. يقتلون وينهبون.. ومن ناحية اخرى فان ارض دارفور وارض جنوب السودان تغطي بحيرات كبيرة من النفط والبترول ولذلك يدور الصراع ما بين الصينيين والامريكان حول هذا البترول.. ولذلك يريد الامريكان ان يعودوا الى دارفور وجنوب السودان عن طريق التغلغل في الشأن الداخلي بسلم دارفور وامر دارفور.
برهان
وانه لا حقوق الانسان ولا الديمقراطية ولا الليبرالية معنية بقضية دارفور.. ولذلك نحن حينما نبرهن على البراجماتية الغربية والنظرة الغربية للمنفعة، نلفت النظر الى مقابلة «توني بلير» للبابا بندكت السادس عشر لاعتناق الكاثوليكية .. اذ انه يفعل ذلك من اجل رئاسة المفوضية الاوربية للاتحاد الاوربي، خصوصاً وانه يعلم ان المفوضية الاوربية لا يمكن ان توكل الى «بروتستانتي» وانما ستوكل الى من هو على الخط «الكاثوليكي».. لان البابا كاثوليكي وفرنسا واسبانيا وايطاليا والبرتغال واليونان وبولندا كلها كاثوليك.. وكذلك نصف المانيا.
اذاً «توني بلير» اراد ان يركب مركب الدين كما يقول القرآن «أرايت من اتخذ إلهه هواه أفانت تكون عليه وكيلا» «الآية 43 الفرقان» لكي يصبح رئيساً للمفوضية الاوربية.
وها هو بلير وقبل ان يصبح رئيساً للاتحاد الاوربي نرى ان امريكا واليهود يكافئونه لمواقفه ويجعلونه مبعوث الرباعية الدولية لقضية الشرق الاوسط.. ولعلنا هنا نسأل «بلير» و«بوش» ونسأل القيادة الاسرائيلية بل ونسأل حتى الرئيس «ابو مازن» من قتل الرئيس ياسر عرفات.. وهل نال الفلسطينيون ما يريدون وهم موحدون تحت رئاسة عرفات.. ومن المستفيد من قتل عرفات.. ومن ملأ فراغ منظمة التحرير.. ونحن نرى الآن السوداويين الذين ينظرون الى المستقبل بعدسات سوداوية.. ونرى المكتئبين والمفلسين الذين لا يريحهم الا ان تتدهور الاوضاع حتى يزايدوا ويضخموا، ان القيامة قامت لان حركة «حماس» وضعت يدها على قطاع غزة.. ونسألهم ماذا كان يحدث قبل ان تضع «حماس» يدها على غزة.. هل كانت هنالك جنة.. وهل كانت اوضاع فلسطين مريحة.. اما كانت اسرائيل تضرب وتغزو وتسحل وتعتقل وتنهب وتدمر كل يوم في فلسطين كما تريد وكيفما تريد.. اما كانت غزة مهمشة وضائعة وتقتات على «الاونروا» والاغاثة.. اذاً مجئ حماس للسلطة ما هو الا نوع من التطور السياسي، يمثل عنواناً للخير، ولتشتد الازمة وتستفحل حتى تنحل بعض عقدها.. والازمة كانت وما زالت مفتوحة وممتدة في كل الاتجاهات، في العراق ومصر والسودان وفلسطين وسوريا.. اذاً لماذا التشكيك في مسألة حماس ونمو حماس.. بل اننا نتفاءل بان بروز حماس مع اطلالة الذكرى الثامنة عشرة للانقاذ هو اشارة للخط الصاعد للحركة الاسلامية.. ونحن نسأل الرئيس ابو مازن بصوت العقل ايهما اقرب له حماس ام اسرائيل.. وكيف يمكن ان نفسر ان تفوز حماس في الانتخابات وتصبح معزولة عن التدابير الامنية.. حتى ان اسماعيل هنية حينما اصبح رئيساً للوزراء ووزيراً للداخلية لم يكن يملك اصدار امر لأصغر ضباط المنشأة الامنية للسلطة.. اذاً انهم كانوا يريدون بقاء حماس في السلطة فقط كفخ لاجهاض مشروع حماس.. ولاجهاض مشروع الحركة الاسلامية وضرب المقاومة.. والآن ما يجري في الضفة الغربية محاولة لتجنيد فتح ومنظمة التحرير لصالح المشروع الاسرائيلي لضرب «حماس».. ولكن على الاقل فان استمرارية «غزة» تعطي الامل باستمرارية المقاومة.. كما ان «فتح» لا تملك ما تقدمه لاسرائيل.. لان المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس هي التي تملك مفاتيح المسألة الفلسطينية وهي التي تملك امن اسرائيل.. وهي التي يمكن ان تقدم السلام والامن لاسرائيل.. وهي التي تملك بالتنسيق مع حزب الله الافراج عن الاسرى اليهود.. وفي النهاية ستعود اسرائيل لتفاوض المقاومة وحماس.. لان امن اسرائيل في يد المقاومة.. وجنود اسرائيل المختطفون في يد المقاومة.. ومستقبل اسرائيل في يد المقاومة وليس في يد «ابو مازن».
تحالف
ونختم هذه السلسلة من المقالات والانقاذ تطل بقوة على عامها الثامن عشر لنقول ان مشروع الانقاذ بدأ كمشروع جنيني صغير باسم حركة التحرير الاسلامي في مارس 1949م.. ثم تطور الى مشروع اخوان مسلمين.. ثم جبهة اسلامية للدستور.. ثم جبهة ميثاق اسلامي ثم الجبهة الاسلامية القومية.. ثم تحالف عريض بين قطاعات الوطنيين والاسلاميين المشدودين لنهضة ونمو الوطن.. والمشدودين الى المشروع الوطني السوداني.. وانتهى الآن الى مؤتمر وطني عريض وجامع.. واصبح هذا المؤتمر الوطني الجامع حلم كل سوداني.. لانه مؤتمر وطني لا يقوم على سلطة عائلة كما هو حال الحزبين التقلديين ولا يقوم على سلطة العقائديين الفاشلين والضائعين الذين فشل مشروعهم وحزبهم والذين خاب فألهم والذين اصبحوا يعتمدون على الخارج، واصبحوا الآن يلوحون برايات الخارج وبرايات امريكا ورايات الليبرالية التي كانوا يصفونها والى عهد قريب بالامبريالية الغربية وبرايات الجندرة بعد ان سقطت الشيوعية والاشتراكية وفاز مشروع رأس المال.
ولعل المؤتمر الوطني وحده بشبابه هو الذي يملك الآن مفاتيح المشروع السوداني.. ويملك مفاتيح المشروع الوطني.. وانه الامل للناخبين لاول مرة.. وانه الامل للمستفيدين من ثورة التعليم العالي.. وانه امل السودان الى فواتيح القرن الحادي والعشرين والى النهضة والتنمية.. ولذلك نقول ان الانقاذ تدخل عامها الثامن عشر وهي اكثر قوة وخبرة بالمنعرجات الاقليمية وبالمناورات الدولية وبمسائل اللعبة العالمية.. وان الانقاذ الآن لا تقوم فقط على الرئيس البشير في القصر الجمهوري، وانما تقوم على لا مركزية سياسية، وعلى لا مركزية في التنمية وعلى بسط السلطة في الاقاليم.. واهم من ذلك على استعداد مفتوح للحوار والتعلم والاستفادة من دروس التاريخ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: علي العتباني يفقد عقله مرة اخرى (Re: ابوهريرة زين العابدين)
|
Quote: والحمد لله كثيراً فان «الانقاذ» التي استلمت الراية من جيل «الفاشلين» وجيل الثلاثينات من السياسيين السودانيين أبت ان تسلمها لاجيال «الضائعين» و«الحيارى».. ولو تأخرت الحركة العسكرية عن يوم «30 يونيو 1989» لاستلم جيل الخائبين والضائعين والحيارى السلطة السياسية في السودان بالتواطؤ مع الراحل جون قرنق والاستخبارات الدولية، وذلك في تداعيات الانقلابات العسكرية التي كانت تتسابق لاستلام المسألة السودانية، وهي الآن باتت معروفة ومرصودة ومكشوفة، وهذا من ناحية |
الم اقل ان الرجل توحي له شياطينه وهل هذه لغة تليق بكاتب يحترم نفسه ويريد ان يحترمه القراء
| |
|
|
|
|
|
|
|