|
د. بخيتة امين: وطن بلا مراحيض
|
د. بخيتة امين
وطن بلا مراحيض
عندما هتف الناس بسقوط الولاية التي تحتضن نهاراً سبعة ملايين شخص ويهاجر عدد منهم للقرى المجاورة ليلا لأن الماء معدوم أو تتسرب اليه مياه السايفونات ويؤثر ذلك على المياه الجوفية بتلوث نسبة عالية الأمر الذي يشكو منه عباد الله بالنزلات المعوية والالتهابات وأمراض الكلى وموت الصغار وأذى الحبليات ونشتم رائحة الكلور في اكواب الماء وصنابيرها وترسل الدولة ووزارة صحتها ما يؤكد ان الذي نشربه ماء نقي ونصمت لسنين عددا يبرز نجاة الناس في مشروع تنموي أطبق عليه الصرف الصحي وأم درمان القديمة واحتشدت عشرات من المواطنين بقاعة الريفيرا في شهر مضى ليعلن ميلاد المشروع الذي قال مهندسه الدكتور عبد العزيز البشير حسن في ايجاز : سيتم الاستغناء عن آبار السايفون لتحل محلها أحواض تخمير لمعالجة المياه التي يستفاد منها في ري الزراعة واخضرار الأرض وتحل تلك الاحواض الجاهزة مكان آبار السايفون التقليدية التي تتسبب في حجز مساحات داخل الحيشان اضافة لأحواض التفتيش
التي تمتلئ بالفضلات وتحتاج لعربات لنقلها ودفنها احيانا عند مداخل البيوت.
وقال د. عبد العزيز أن هناك ستمائة ألف متر مكعب من المياه الملوثة يوميا تظل دون معالجة علمية مما أثر على البيئة والمياه، والخرطوم وحدها تنعم بنصف مليون بئر حفرت عشوائياً دون دراسات علمية مما قاد لوجود تداخل بين مستوى المياه تلك الآبار وآبار الشرب و«50» بالمائة من سكان محافظة الخرطوم يشربون من مياه الآبار.
ومشروع الصرف الصحي الجديد الذي بدأ العمل فيه بام درمان القديمة مطلع هذا العام ستستفيد منه قرابة المليون أسرة تعمل شركة الخرطوم للمياه واحدى الشركات الماليزية ويطلق عليها سيكو الهندسية لتنفيذه خلال عامين وتتعامل مع تكنولوجيا يابانية ذات سمعة في مجال الصرف الصحي. ولان معظم المنازل لا تعمل وفق شبكات، بل تعتمد على السابتك تانك كأحواض تخمير وتظل الفضلات محفوظة بداخلها، فإن تلوث المياه، وانتشار البكتيريا وحمى التايفويد والتهاب الكبد والروائح الطاردة والتفجر في اية لحظة ذات النظام التقليدي، ومن هنا جاء مشروع وطن بلا مراحيض لتختفي الروائح وللاستفادة من المساحات التي كانت تستخدم للبئر والسيطرة على المشاكل الصحية.
مثل هذا المشروع التنموي والصحي المهم يستحق ان نسانده وندعو لتوسيعه ليشمل الوطن كله لكن فقط نقول لاصحاب المشروع
انكم لم تعلمونا بالتكلفة الحقيقية التي ينبغي على المواطن الالمام بها حتى يتدبر امره منذ الآن وهناك ولايات بالسودان تحتاجه بالسرعة التي تجعل السكان يقضون حوائجهم في العراء «وان شاء الله خطوة حسينة» لكنها تحتاج لجهد اعلامي مكثف يادكتور
|
|
|
|
|
|