دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
إستسلام رئيس: غضب الرئيس وحماقته هي السياسة العليا للدولة
|
أخيراً استسلم الرئيس البشير للضغط الدولي والمحلي ووافق على القوات الدولية تحت اسم الدلع الجديد "الهجين" من اجل ارضاء سيادته ولكن السؤال ما زال قائماً حول اليمين التي اقسمها وعلى الملأ من اهل السودان، ترى هل سوف يتولى الشعب السوداني دفع كفارة يمين الرئيس ام المؤتمر الوطني؟ ام يضحي بحريم القصر ويصبح أب لكل الشعب ويقول أنا الشعب امه وابيه اخته واخيه وصاحبته وبنيه ولكل امريء من الشعب هذا شأن لا يعنيه. لماذا استسلم الرئيس وحزبه القابض على السلطة؟ وهل لكل الضغوط الداخلية والخارجية اثر في ذلك؟ اسئلة معقدة مثل الحالة السودانية المعقدة، فحالة السودنة اصبحت لا تقل عن الصوملة او "السوفتة" من الاتحاد السوفياتي السابق بعد أن انفرط عقده واصبح عدداً من الجمهوريات. المشكلة الرئيسية والدلالة الكبرى في هذا التغيير المفاجيء في سياسة الإنقاذ جاء نتيجة لغياب الرؤية الإستراتيجية والعمل بسياسة رزق اليوم باليوم في السياسة، حيث اصبحت الانفعالات والغضب وسط المسيرات هي السياسة الرسمية للدولة وعلى كل الاجهزة تنفيذها وحتى شخص مثل على عثمان قد اجبر على تنفيذ هذه السياسة و التنازل عن تصريحاته عن قبول القوات الدولية عندما كان في تركيا، ويقال انه هدد من قبل نافذين في الانقاذ ومقربين من البشير وهم في الغالب من المطبلين للرئيس والمساندين لسياساته وبدون عقل وحتى لو كانت لحظة غضب في وسط مسيرة جماهيرية جمعت من الغلابة من موظفي الدولة والطلاب وذلك باوامر عليا. تلك هي المشكلة فقد تحولت الانقاذ من دولة الحزب عندما كان الترابي في السلطة إلى دولة اصبحت اشبه بدولة نميري والاتحاد الاشتراكي، واصبح مؤيدي الانقاذ كل همهم السلطة والمال واهملت قضية المواطن العادي وبنظرة سريعة للقطاعات المهمة مثل التعليم والطبابة نجد الاجابة ماثلة امام اعيننا وأيضاً بيع شركة الخطوط الجوية السودانية بطريقة تنعدم فيها اي شفافية يدل على جوع كل انصار الانقاذ للاستيلاء على مال الشعب المسكين. هذا التخبط في السياسات ينبغي أن يعطي مؤشر على مدى الارتباك السياسي وسط حزب الإنقاذ وربما تحدث مفاجأة وتتم الموافقة على مؤتمر لجنة سوار الذهب او ربما تحدث اعتقالات وسط القوى السياسية المعارضة كما حدث للمحتجين على سد كجبار وكل شيء وارد وكل الامر يعتمد على مزاج الرئيس والمقربين منه والواضح أن ارادة الرئيس هي الارادة العليا للدولة وغضبه هو السياسة العليا التي على الجميع تنفيذها واتباعها. هذا سوف يؤدي إلى صراع او قد ادى إلى صراع فحديث البشير لحزبه بأن هناك خلافات وينبغي أن تحسم يدل على الصراع وفي اغلبه صراع على القرب من البشير وتمرير اجندة المجموعات المختلفة التي تحاول التقرب من الرئيس فهو ليس صراع على الاستراتجيات او اختلاف في التكتيك وانما حالة "بشيرية" خاصة سوف لن تنتهي الا بانتهاء الانقاذ. وقد هاجم البشير الصحافة السودانية بنقلها لتصريحاته وحاول أن يبرر القبول بأن القوات الافريقية تفتقد إلى كوادر لادارة المال والعمل لذلك وافق على قوات الامم المتحدة من اجل ادارة المال وعمل القوات الافريقية وطبعاً هذا الكلام غير صحيح فهي محاولة منه لتبرير قراره ولكن هذا سوف لن يقنع عقل فأر لأنه وافق وبدون اي شروط على عدد كبير جدا فإذا كان ما حدث مثل ما قال كان ينبغي أن يوافق على عدد مائة او مائتين وليس كل هذه الالاف المؤلفة من القوات، وايضاً ينبغي أن تعلم المعارضة والحكومة أن القوات الدولية سوف لن تحل المشكلة وانما تعقدها سياسياً ولكن هذه القوات سوف تساعد المدنيين كثيراً وهذا كل المطلوب منها، و يبقى الحل السياسي هو المطلوب ولكن هل تتوفر الارادة السياسية للحل السياسي الشامل لأزمة السودان. كان من الممكن أن تتجنب الحكومة كل ذلك لو حلت المشاكل في الاطار الشامل ودعت لمؤتمر دستوري جامع لمعالجة كل القضايا وتقسيم السلطة والثروة على حسب نسبة السكان ووضع اطار حل شامل لكل القضايا ومعالجة امر الانتخابات ولكن الانقاذ تحاول ان تمكث في السلطة لاطول مدة لذلك سوف لن تستجيب لاي نداء عاقل الا بالقوة وهذا المنطق الوحيد الذي تفهمه الانقاذ وكما قال شاديهم في لياليهم الاولى من اراد السلطة فعليه بالقوة، والقوة المقصودة هنا القوة الشعبية الجماهيرية الانتفاضية او قوة السلاح او قوة التآمر والإنقلاب. ولكن قد نجحت قوة اخرى الا وهي القوة الدولية في اجبار البشير على ابتلاع كلامه وقسمه فالقوة هي التي يفهمها البشير فقد حصل على السلطة بالقوة ولكن بعد أن كان غضبه وحماقته هي السياسة العليا للدولة هاهو يستسلم، إنه استسلام رئيس..
|
|
|
|
|
|
|
|
|