دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
أسماء الحسينى: مكسرة في سوداني: من القلب إلى سائق عربة" أمجاد" ....لا أعر فه
|
من القلب
إلى سائق عربة" أمجاد" ....لا أعر فه
أسماء الحسينى
[email protected]
من المواقف المدهشة التى مرت بى خلال زيا رتى للخرطوم مؤخرا حكاية سائق عربة "الأمجاد"التى استقلتها صديقتاى المصريتان اللتان حضرتا معى إلى الخرظوم لحضور أعمال اللجنة العليا المصرية السودانية المشتركة ،وقد عادت صديقتاى مندهشتين للغاية تخبرانى أن سائق العربة" الأمجاد" سألهما عنى وأخبرهما أنه يتابع بدقة ماأكتب فى جريدتى الأهرام والصحافة وأنه يرغب فى لقائى ،وأخبرتانى أيضا بدهشة عن ثقافة السائق الشاب وسعة إطلاعه وأفقه ولباقته....قلت لهما فى لهفة أين هو....هذا هو أهم قارىء ....أين رقم هاتفه ،فأجابتانى :بأنهما لم تحصلا على رقم هاتفه ،فسألتهما عن رقم عربته الأمجاد ،فضحكتا كثيرا ،وقالتا :على العموم نحن أخبرناه بأنك تنزلين دوما فى هذا الفندق بالسوق العربى وأنك ستمكثين به لبضعة أيام .
ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد ،فبعد أيام فوجئت بموظف الاستقبال فى الفندق يسلمنى كيسا قال إنه يخصنى ،ولما فتحته وجدت فيه بعض علب الكركديه ، قلت له :لاأعتقد أنه يخصنى ، رد الموظف :بل يخصك أحضره شخص سأل عنك ولما لم يجدك طلب تسليمه لك ، سألته عن هوية هذا الشخص ،فقال :لا أدرى ...لم يترك اسمه ...كل ما أذكره عنه أنه كان يركب عربة "أمجاد" تركها أمام الفندق وعاد إليها بعد أن سلمنى الكيس.
تأثرت كثيرا وسأ لت نفسى :أيكون من ترك علب الكركديه هو ذات سائق عربة "الأمجاد " الذى قابلته صديقتاى ....وأخذت أفكر كيف أصل إليه ....وكيف أستطيع أن أشكره على سؤاله عنى وعلى هذه الهدية التى أحضرها لى دون سابق معرفة.
وظللت خلال الأيام التى قضيتها فى الخرطوم أترقب ظهور الشاب لأشكره....فأنا أومن تماما بأن شكر الناس هوجزء من شكر الله وحسن عبادته و"من لايشكر الناس لايشكر الله".....ولكن مر الأسبوعان اللذان قضيتهما فى السودان سريعا دون أن يظهر الرجل ،لأعود إلى مصر بهديته الغالية ،وكأننى أحمل كنزا ثمينا ....لاأدرى هل أحافظ عليه أم أضيعه ,وأمانة ثقيلة ....لاأدرى أأقوم بها أم تقعدنى .
فيا أخى سائق الأمجاد الذى لاأعرفك .....قد وصلت هديتك .....ووصلت رسالتك التى أردت أن تبلغنى إياها ،رسالة الشرفاء ...النبلاء...الفقراء ،الذين هم السواد الأعظم فى بلدينا ،الذين تنتمى إليهم وكذلك أنا ،والذين هم الأكثر قدرة على عكس أخلاقيات مجتمعاتهم .
وأعاهدك ياأخى الكريم أن أظل على العهد والوفاء والمحبة ماحييت ،وأن أبذل المزيد من الجهد والوقت من أجل توثيق الروابط والعرى التى تجمع شعبينا على امتداد الوادى ،وأن أسهم فى كل جهد صادق لتعزيز التعاون والتآخى والتلاحم.
أعاهدك يا أخى الكريم ألا أنحاز إلا إلى مطالب الشعب فى كل مكان بالسودان وإلى تطلعاته وثوابته ،وأن أسعى إلى عكس واقعه وأجتهد ما وسعنى الجهد للتعبيرعن آماله وآلامه ،وأن أنحاز إلى الفقراء والمتعبين والكادحين الذين أنت أحدهم فى كل مكان من أرجاء الوطن القارة ....أن أنحاز إلى هؤلاء الذين ملوا ويأسوا فصاحة الفصحاء وبلاغة البلغاء واللف والدوران خلف المؤتمرات والمبادرات والوساطات .....ولم تعد ترضيهم وعود براقة وآمال كاذبات بفجر موعود طال انتظاره .
أعاهدك ياأخى الكريم بأن أدافع عن جيلك وأنحاز إليه ....جيل الشباب....الواعدون منهم والمحبطون .....اليائسون منهم والمأملون ....الأحياء منهم والأموات ....ان أدافع عن نضالات المكافحين وعن دماء الشهداء ،وأن أنحاز إلى كل الباحثين منهم عن فرص عادلة فى الحياة الكريمة الآمنة المستقرة.
أعاهدك يا أخى وأعاهد شعبك الأبى الكريم أن أظل قابضة مثله على شعلة الأمل أو جمرته من أجل مستقبل أفضل للسودان كوطن واحد موحد يسع برضا جميع أبنائه ، وأن أحرض نفسى والآخرين على العمل من أجل هذا الهدف العظيم ، الذى أصبح فى نظر عديدين ملوا ويأسوا سرابا أو أوهى من خيوط العنكبوت .
معذرة أخى الكريم إن كنت قد قلت أننى لاأعرفك ....وكيف لاأعرفك ...وأنا أعرف شعبك الأبى الوفى .....وقد عرفت إخوانا وأشباها لك فى كل أنحاء السودان......وعلام عجبى من موقفك وقد رأيت أمثالك فى كل بقعة بأرض السودان .
أخى الكريم .....لقد حملت هديتك الغالية إلى إخوانى وأصدقائى فى مصر وجلست إليهم أقص عليهم حكايتك وحكاية وطنك،وأخبرهم بمغزى رسالتك ورسائل مماثلة من شعبك الأبى الكريم ،وأقول لهم:إن الموقف فى السودان اليوم جد خطير ،وأن اليوم جد لاهزل فيه ،وأن عهدا جديدا يجب أن يبدأ فى مصر اليوم لا غدا تجاه السودان ،وأن كل الطاقات يجب أن تحشد اليوم وتستنفر من أجل العبور بالسودان إلى بر الأمان.
آخر الكلام:
يقول الشاعر المغربى محمد عزيز الحبابى :
إنا نعاهدكم يا من نعيش لكم
بأن نصوغ من الألفاظ والصور
ريحا تغرد فى الأبعاد ثائرة
تدق صامتة الأجراس بالخطر
لنفضح القبح والتزييف دون ونى
ونقمع الظلم والتشويه للبشر
إنا نعاهدكم يا من نعيش لكم
بأن نصوغ من الألفاظ والجمل
صوتا يجلجل كالاعصار منتفضا
يستأصل الزور فى أرض بلا مثل
فيصفو القلب لاحقد ولافزع
ويزهو الفكر فى أرض بلارسل
إنا لنقسم بالكادحين إذا ضاع حقهم
كنا لهم عند دفع الظلم إخوانا
إنا نعاهدكم يامن نعيش لكم
بأن نفجر فى الألفاظ بركانا
لنجعل الكون يبدو يافعا فرحا
فلا سعار ولا آسن ولآآسيانا
ليستعيد زمان الناس فتنته
ودفئه فيتيه الكون جذلانا
إنا نعاهدكم بأن نحيى فجرا للحقيقة
لايخبو له ألق ما دام ينهم
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أسماء الحسينى: مكسرة في سوداني: من القلب إلى سائق عربة" أمجاد" ....لا أعر فه (Re: على عمر على)
|
أبوهريرة كل الشعب السوداني حاتم طائي... شوف رجل كريم واحد اسمه محفور في تاريخ العرب اسمه حاتم الطائي تتناقله الأجيال.. نحن هنا كلنا حاتم طائي.. وكل جيل سوداني له حاتمون طائيون.. والأهم إنو في حاتمات طائيات إن صحت العبارة.. تكرمك وتفرش لك الصالون وتضبح ليك لوجه الله ولاترجو منك جزاءاً ولاشكورا وإنما لوجه الله ...... سوف تنكشف عظمة الشعب السوداني في السمتقبل القريب لعامة الشعوب بفضل الله .......... صاحبك سائق أمجاد.. هو رجل مثقف ولكن الظروف جعلته يبحث في فجاج الأرض عن الرزق الحلال له ولعياله ولو فحصته وعرفته تجده مثقفاً أكثر من صحفيتك وزميلتك هذه.. بل لوجدته يحمل من الشهادات الدراسية أكثر منها، بل لو أتيحت له الظروف لكتب ما رأته هي عنده من أفكار ، لكتب ذلك في الجرايد السيارة أحسن منها ........... قدم هديته وانصرف لأنه لايرجو منها شئ ولايطمع في شئ .......... هو واحد خالد من أمجاد هذه الأمة السمراء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أسماء الحسينى: مكسرة في سوداني: من القلب إلى سائق عربة" أمجاد" ....لا أعر فه (Re: Raja)
|
الأستاذه/ رجاء تحية وأحترام دون شك من حقك أن تطرحى رأيك عن الأستاذه أسماء الحسينى ، وربما تعرفينها أكثر منى. لكنى أشهد الله ولقد سمعتها من لسانها وهى تقول "يهمنى السودان كله لا الحكومه أو المعارضه" وهى كصحفية غير سودانيه ليس مطلوب منها أكثر من هذا!! للأسف نحن السودانيون أحيانا نطالب الآخرين أن يكونوا سودانيين أكثر منا!! ولو لم تفعل أسماء الحسينى اى شئ فى صالح السودان وشعبه لكفاها الموضوع الذى كتبته فى نقد "مجذوب الخليفه" من حيث الموضوعيه والقوة والأمانه، وما كنت اتصور أن تذهب أسماء الحسينى بعد نقدها ذاك للخرطوم مرة أخرى لكنها ذهبت بكل شجاعة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أسماء الحسينى: مكسرة في سوداني: من القلب إلى سائق عربة" أمجاد" ....لا أعر فه (Re: حسن النور محمد)
|
أسماء الحسينى انسانه جميلة الخلقه والأخلاق عامرة بطيبة تظهر على وجهها وتكاد تنطق دواخلها شاعره تكتم الشعر فى داخلها ولا تبوح به الا حينما تضطر لذلك تحترم الشعب السودانى كله وتتمنى له الخير و وأسعد لحظاتها حينما تسافر للسودان فى مهمة صحفية أو اعلاميه .. ما أن تطلب منها مساعدة الا وتجدها قدمت لك عدة أقتراحات كل اقتراح أكثر جدوى من الآخر. لا أشعر بأنى أستطيع أن اجزيها حقها لو قلت فيها الكلام الما نكتب أو لو طليت تلك المقاطع بالدهب.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أسماء الحسينى: مكسرة في سوداني: من القلب إلى سائق عربة" أمجاد" ....لا أعر فه (Re: ابوهريرة زين العابدين)
|
الأخ الكاتب الصحفى المعروف صاحب العمود الساخر " القلم الأحمر" كمال آفرو كان معى حضورا وتابع معى ما دار فى المنبر ويشيد بما كتبته الأستاذه الكبيره أسماء الحسينى فهى ليست مجرد كاتبه وانما متخصصه فى الشان السودانى مما يجعلها أكثر دراية ومعرفة بخبايا الأمور السودانيه والتى عايشتها عن قرب من خلال زياراتها المتعددة للسودان، وما كتبته عن كاتب الأمجاد دلاله قوية على ما ذكرته آنفا فيكفى أن صاحب الأمجاد يقرأ وملم بكاتبه مثل اسماء الحسينى وليس هو من صاحبى المناصب الدستوريه أو التشريعيه أو التنفيذيه "شعبى" وانما اتى من محطة سائقى الأمجاد والحافلات. العتبى لك استاذتنا الكبيره أن اصابك رشاش فهذا هو قدر الأنسان العامل خاصة اذا ظهر على الأضواء كحق مستحق بشهادة كل "الغبش" من فرائك ومدمنينك ومريدنك ومحبينك ومعجبينك من اهلك الغبش من عموم السودان.
| |
|
|
|
|
|
|
|