|
خطأ الرجل والمرأة .....واحد
|
خطأ الرجل والمرأة واحد ...والقيم لا تتجزأ :
تعودنا في مجتمعنا أن نتقبل أخطاء الرجل ،وأن نعتبره عندمايخطئ، فإنما يمارس تجارب جديدة عليه ، يمكن أن يخطئ قيها أو يصيب دون لوم أو تأنيب أو مؤاخذة ... أما المرأة فهي دائما موضع نقد ولوم ورقابة واتهام ..وهي كلما خطت خطوة وجدت من يحصي عليها خطواتها ومن يراقب تحركاتها .. وهي إذا أخطأت مس ذلك كرامتها وسمعتها، رغم أن ذلك خطأ في وجهة نظرنا وتفرقتنا بين الاثنين.. فالخطأ خطأ، سواء ارتكبه رجل أو ارتكبته امرأة.
فلا بد للمرأة أن تقف مرة ..بل ومرات قبل أن تخطو ، حتى لا تتعثر خطواتها، وتمس كرامتها أو سمعتها . أقول هذا الكلام بعد أن سمعت وشاهدت عشرات الحوادث والقصص التي تذهب ضحيتها الفتاة وحدها ..الفتاة التي تخطئ في فهم معنى الحرية وممارستها لهذه الحرية تكون النتيجة وبالا عليها . قصة سمعتها كنت في الحافلة ، وسمعت حديثا طويلا بصوت يمكن أن يسمعه كثيرون من الركاب غيري ، بين شابين يتحدثان عن فتاتين تربطهما بهما علاقة تظنها الفتاتان علاقة حب شريفة .. ويعتبرها الشابان وسيلة لانتهاز فرصة للتسلية والمتعة وقضاء الوقت..
ولو أن الفتاتين سمعتا ما يقال عنهما لانهارت تماما العلاقة التي يعتزان بها .. الشاب الاول يحكي لصديقه ما يفعله مع فتاته، .. انها تبكي بين يديه، وهو يكتم ضحكته على سذاجتها.. لقد بثها لوعته وأقسم لها أنه لم ينم ليلته وأنه ظل ساهرا يفكر فيها .. ولكنه في الحقيقة - يقول لصديقه- سهر فعلا يوم أمس في مشاهدة فيلم بالسينما مع فتاة أخرى..ويأتي دور الشاب الثاني ليخبره أنه خرج مع فتاته وأنه تعمد أن يسير معها في شارع له العديد من أصدقائه، وأمامهم وضع يده على كتفيها ..وأصبح الشارع كله شاهدا على علاقتهما، وأنها تلتقي به.. وأنه قادر على أن يصنع معها كل شيء .. ومرة أخرى أشار شاب يقف مع ثلاث شبان آخرين إلى فتاة تقف في محطة الحافلات المفابلة وقال:هل ترونتلك الفتاة ..إنها أخت فلان صديقنا..إنني أخرج معها منذ عدة شهور..واليوم عندي موعد معها..
إنها أخت صديق..هذا لايهم ..لاقيمة له..أخت صديق..ابنة الجيران ..زميلة في الدراسة..قريبة..كله يستوي..إنها أنثى ، وهو يتفنن في الايقاع بها حتى يبدو صيادا ماهرا يستطيع أن يستحوذ على أكثر قدر من الصيد... لقد تحولت علآقة الحب السامية إلى لهو وعبث وانتهاك للحرمات..كان الشاب فيما مضى يتطلع إلى الفتاة التي يعجب بها، ويهفو لها فؤاده، متمنيا أن يستطيع التحدث معها بضع كلمات قليلة ، وأن تسعده بابتسامة..وأن يستطيع أن يطلعها على حبه، وكان يحارب أياما وشهورا مع اهلها وأهله إلى أن يفوز بها زوجة.. يحترممشاعرها..يحافظ على كرامتها..يخاف على سمعتها..يقاتل من أجل كلمة تقال عنها لا ترضيه.. يحافظ عليها كزوجة لصديق أو أخت لزميل أوقريبة أو زميلة.. ولكنه اليوم أصبح يرى فيها مجرد أنثى يسعى لصيدها..وايقاعها في شباكه وافتراسها إذا أمكن ، وجعل الآخرين من حولها يتفرجون على محنتها ويبتسمون ساخرين.. ومن الانصاق قبل أن نلوم الشاب..أن نبحث عن الاسباب التي جعلته يرى في الحب عبثا ولهوا وتسلية..الأسباب التي جعلته يسخر من هذه العاطقة النبيلة ويحولها إلى علاقة تتيح له اللهو والتلاعب والانتقام.. - أول الاسباب وأهمها جميعا التحرر الذي زاد عن حده من جانب الفتاة.. والنظرة المادية التي اصبحت تلون حياتها..إنها تريد أن تبدو جميلة..جذابة، أنيقة، فهي تتفنن في إظهار مفاتنها بشكل يعتبره أي شاب كما لو كان دعوة صريحة للتغزل بهذه المفاتن،والاستمتاع بها، وتحولت نظرة الفتاة البريئة الهادئة إلى نظرة مادية واقعية..إنها تريد زوجا مقتدرا يستطيع أن يوفر لها بيتا وأثاثا فاخرا..ومستوى معيشيا لائقا، وحياة رغدة، وبمجرد أن يبدو في أفق حياتها شخص تنطبق عليه هذه المواصفات تحاول أن تجرب حظها في اصطياده زوجا.. - ثم رغبة الفتاة في ممارسة حريتها، واثبات حقها في أن تحب وأن تكون لها مشاعرها الخاصة، ولا أحد ينكر على الفتاة حقها في الحب ، وحقها في أن تكون لها مشاعرها الخاصة بها، بشرط ألا تندفع في علاقات بحثا عن الحب..علاقات بعيدة عن الحب الحقيقي ..تسبب لها الألموتقضي على سمعتها وكرامتها وتجعلها مضغة في أفواه الشباب. - والسبب التالي لا يقل أهمية عن هذه الأسباب ، وهو أننا نفصل تماما بين القيم التي نطبقها على الآخرين، الشاب يرى أخته محصنة عاقلة، لا يجب أن تعرف شابا أو تقع في حب، أو تكون لهاعواطف خاصة بها.. هذا داخل بيته مع إخوته..أما أخوات الآخرين فهم من صنف آخر..أي فتاة أخرى غير اخته يريدها أن تكون من حقه..أن يخرج معها ، أن يقيم معها علاقة..أن يمرغ سمعتها..أن يجعلها اضحوكة في عيون الاخرين..وينسى تماما أن اية فتاة أخرى هي شقيقة شاب مثله ، أو ابنة رجل له مثل تفكيره يراها مؤدبة ، ويردعا بلا أخطاء..وانه عندما ينعدم ضميره وتمتد يده لتعبث بها ، فإن شابا غيره بلا ضمير أيضا يفعل نفس الشيء مع أخته.. إن القيم لا تتجزأ،والسلوك لا يتجزأ، والضمير يجب أن يحكم كل سلوكنا..والتقاليدالتي نريد أن نحافظ عليها داخل بيوتنا ، يجب ان نحافظ عليها داخل بيوت الآخرين..
كلمة احيرة أهمس بها إلى كل فتاة: يجب أن تتسامي بعواطفك’ ولا تجعلي حبك رخيصا لأي شاب يبثك كلمات حب زائفة تعلمها من الأفلام الرخيصة..لتكن عواطفك لمن يستحقها..ولتكن في النور وتحت سمع وبصر الأهل ..حتى لا يحدث ما يخجلك أو يجعلك تقضي حياتك نادمة بعد فوات الأوان.
منقول للافاده
|
|
|
|
|
|