دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
شتان ما بين الخليلين
حبيبتي أم درمان .. بين وفاء خليل فرح وجفاء خليل إبراهيم حسن احمد الحسن / واشنطن [email protected] من هنا أبدأ .... لو قرأ المناضل الإسلاموي خليل إبراهيم قسطا من تاريخ أم درمان وجدواها الإسلامية والوطنية وتركيبتها السكانية التي جمعت بين كل قبائل السودان، لو أنه تأمل رمزية أم درمان ودلالاتها الثقافية والفكرية والإبداعية والفنية وطبيعة نسيجها الأسري الذي غذته كل مدن الغرب والشرق والشمال والجنوب والوسط ، نسيج احتضنته في حنو جيلا بعد جيل، لأحجم خليل إبراهيم عن فعلته الشنيعة ولاتخذ طرقا أخرى للتعبير عن قضيته أو طموحاته لا يهم.
لكن أن يقصف ويحرق وينهب ويقتل ويزج بالأطفال الذين جلبهم في مركبات تجارة الموت عبر سموم الصحراء ومجهول المواجهات فإن ذلك لا يبرر أي مغزى لثورة مدعاة أو سلوكا لثوار أنقياء .
لكن خليل إبراهيم الذي استهدف بأسلحته المجانية أم درمان ربما لم يطلع على قصة خليل آخر اختار أم درمان لأنه أحبها وأدرك عمقها ونبل رسالتها هو الشاعر الخالد خليل فرح الذي ولد بقرية دبروسة مركز حلفا في أقصى الشمال، ثم هاجر مع أسرته إلى أم درمان، فدخل كلية غردون التذكارية، لكنه من حبه لأم درمان كان يخشى عليها حتى من سرعة الرياح .
تعلق خليل فرح بمنتديات أم درمان الثقافية وحلقاتها الفكرية فتوسع فى علاقاته مع الأدباء والشعراء وتمكن من ارتياد المنتديات ، كمنتدى أبي روف ومنتدى الهاشماب ومنتدى الموردة ثم منتدى (دارفور) لتخرج جل أناشيده وأغانيه الوطنية منها تباعا ، وجاءت من ثم جمعية إتحاد الأدباء التي تكونت لجنتها من دار خليل فرح بالخرطوم .
لم يقصف خليل فرح بكلماته قبة المهدي رمز أم درمان الوطنية وحاملة راياتها كما قصفتها بوارج كتشنر ورصاصات العدل والمساواة وهي ذات القبة الرمز التي دافع واستشهد دونها خليفة المهدي عبد الله بن السيد محمد القادم من رهيد البردي في أقصى إقليم دارفور وآلاف الأشاوس من المجاهدين حملة الراية الزرقاء الذين حافظوا على أم درمان التي سماها إمامهم ( أم در – أمان ) أي أنها دار الأمان . ولكن خليل إبراهيم قصف قبة المهدي لأنه اعتبرها رمزا للطائفية وهيمنة المركز ولأنها ترقد على صفحة النيل الذي أصبحت له دلالات سلبية في قاموس بعض الحركات العرقية والإقليمية وبعض الموظفين الطوعيين في عدد من المنظمات المتناثرة في عواصم العالم تنثر عليهم من نثرياتها .
لكن خليلنا ، خليل فرح كان يدرك بحسه الوطني قيمة أم درمان ورمزية قبة المهدي عند أهلها فسكنت أم درمان بكل تفاصيلها في دواخله حتى أضحت قبة المهدي عنده رمزا لا تكون ام درمان إلا من خلاله وأضحت القبة أريجا تعطر بأنفاسها جنبات المدينة الآمنة فانساب شعرا :
في يمين النيل حيث سابق كنا فوق أعراف السوابق الضريح الفاح طيبه عابق السلام يا المهدي الإمام
ومضى خليل فرح يجسد بمشاعره الوطنية الصادقة انتماءه للوطن بأسره لا لقبيلة أو لعرق أو إقليم أو تفسير عنصري للأماكن والمدن والاتجاهات الجغرافية لأن الوطن كان عنده كل الوطن ولأن أم درمان والخرطوم كانت عنده هي قلب الوطن وعيونه ووجه أبناءه لذا ردد مدافعا برمزيته المبدعة عن قيمة الأوطان :
عازة في حذا الخرطوم قبال وعازة من جنان شمبات حبال وعازة لي ربوع أم در جبال وعازة في الفؤاد دوا يشفي الوبال
ولم يدرك خليل إبراهيم ولم يستبين ما كان يردده خليل فرح عن قيمة أم درمان عند السودانيين وعن دلالها عند أهلها حين أنشد خليل فرح في هذه المدينة التي سميت بقعة المهدي مذكرا برسالتها حين قال :
أذكر بقعة أم درمان وأنشر في ربوعها أمان ذكر يا شبابي زمان دارنا ودار أبونا زمان فيها رفات جدودنا كمان جنة وحور حماك أمان بطرا الأسسوك زمان كانوا يحلحلوا الغرمان يساهروا ويفقدوا الصرمان في السودان فتيح معروف ولسه أب عنجه خوره سروف ود نوباوي زول معروف عاين ديك مشارع أبروف كانوا جبال تقال ومكان نزلوا أتربعوا الأركان خلوا البقعة كل مكان آهلة وزاهية بالسكان لم يجني خليل إبراهيم من استهداف أم درمان وأهلها وترويع سكانها غير البؤس وحصاد الهشيم فنفي الظلم لا يأتي بظلم الآخرين واستعادة الحقوق لا تأتي بالنهب والقتل والحرق والدفع بالصغار من أبناء دارفور أمام فوهات المدافع وتركهم لمصير مجهول .
أما دماء أهل أم درمان التي سالت فهي دماء تجري في عروق كل مدينة وقبيلة في دارفور وكردفان وفي الشرق والشمال والغرب والجنوب والوسط وتاريخ أم درمان وقيمتها هي إضافة إلى تاريخ كل سوداني تصب في ميزان قيمته كإنسان
ولا يعنى هذا أن أرواح أهلنا في دارفور رخيصة وان ديارهم مستباحة لكن الأخطاء لا تعالج بارتكاب أشنع الأخطاء بقصف منازل الأحياء وضرائح الأموات
كان أجدى لخليل إبراهيم أن يتعلم من تاريخ ام درمان التي عاش فيها وتعلم وتواصل وتعاطى مع أسرها ومع أهلها بعض الوقت وأن يتعلم من تاريخ هذه المدينة أدب التسامح والتكافل والتعايش بين الأجناس والانصهار في بوتقة الوطن ما يلهمه طرقا يجد الجميع معه فيها من أجل استعادة الأمن والاستقرار في دارفور وفي كل بقاع السودان إن كان صادقا وعاقلا لا أن يسلك طرقا تباعد بينه وبين الناس وتحوله إلى معاق سياسي يلتمس الرعاية من عواصم تحتاج هي نفسها الرعاية والاحسان.
وستظل أم درمان رغم مقاصد خليل إبراهيم الذي غلبت عليه شقوته عنوانا لخليل آخر هو خليل فرح رمزا للوفاء وللتسامح بين السودانيين جميعا دون تمييز ومركزا للوعي والنهضة تفتح زراعيها لكل مريد لكنها تستعصى على الغدر والإملاء لأنها البقعة التي اختارها مؤسسها مركزا للوطنية والاستنارة والدفع بالتي هي أحسن والبقعة التي يحبها أبناؤها كسقيفة مشرعة الأبواب لكل أهل السودان .
ومع بعد المسافة بين خليل فرح وخليل إبراهيم ورغم تشابه الأسماء أكاد أسمع أم درمان تردد في مسامعي ( شتان مابين الخليلين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
العزيز الكيك تحياتي
وشكري علي توازن الرأي فيما تمور به الساحة من حدث جلل تعرضت له البلاد مضافاً لغيرة من أحداث تستوجب إعمال الرأي والتأني قبل أن يأخذنا التطرف من كل جانب ونشتط في الأحكام وهنا أسجل إستنكاري للعنف بكافة أشكالة علي مر التاريخ السوداني البعيد والقريب وبالتالي لا نتحرج من إدانتنا لحادث الأمس وما قبلة برغم أن الجانب الحكومي الرسمي المعني بالأمر إبتعد كثيراً تاركاً مهمة الشجب والإدانة لقوي سياسية كان لها المشاركة في صناعة الأدبيات التي جاء منها ما حدث . أما جانب الحكومة فقد غابت في اللحظة التي يجب أن نسمع منها حول كيفية حدوث ذلك حيث تتوالي جملة أسئلة قد يتكثر أو يتجنب من تُجة إلية الإجابة عنها.
بحيراوي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
حـــــرب الشــــــوارع في أم درمـــــــان الخرطوم: عاصم محي الدين عاش سكان العاصمة الخرطوم ساعات عصيبة طوال نهار ومساء أمس وبدأت علامات الذعر والهلع على الوجوه بعد سماع أصوات الرصاص ورؤية ألسنة اللهب تتصاعد ودخان ا لمدافع فوق سماء أمدرمان وهرعت قوات الجيش والأمن للمنطقة في أعقاب تسلل جيوب لحركة العدل والمساواة مدعومة من تشاد للخرطوم عبر الحدود مع ولاية شمال كردفان مستخدمين (50) عربة لاندكروزر مجهزة مما استدعى إرسال تعزيزات عسكرية من الأجهزة الأمنية والشرطية فيما حلقت الطائرات بكثافة فوق منطقة (ود البخيت ) بالريف الشمالي لأمدرمان وأعلن حظر التجوال داخل مدن العاصمة اعتبارا من الخامسة من مساء أمس وحتي العاشرة من صباح اليوم وقطعت الإذاعة السودانية برامجها وبثت مارشات عسكرية قبل أن تعلن الحكومة مساءً السيطرة على الأوضاع بعد معارك عنيفة شهدتها شوارع أمدرمان ولقي قائد استخبارات القوة المتسللة محمد نور الدين والقائد محمد صالح جربو حتفهما وعدد كبير من جنود الحركة وتم القبض على (9) منهم جاري التحقيق معهم حرب شوارع وقال شهود عيان إن هجموم القوات المتمردة استهدف في بدايته بنك فيصل الاسلامي (سوق العناقريب) ومركزالاحتياطي المركزي بالسوق الشعبي أمدرمان. وشهدت مناطق (شارع الاربعين غرب الحارات, سوق ليبيا, الثورات, دار السلام) ومواقع متفرقة بكرري تبادلا لإطلاق النار، وسمع شهود عيان دوي انفجارات. وتعقبت القوات المسلحة المجموعة حتى منطقة مرزوق وجرى القتال في مناطق (سوق صابرين والثورة شارع الامتداد)، وشوهدت الجثث ملقاة على الطريق، وأكدت شهود سماع إطلاق نار بينما أكدت مصادر أخرى مشاهدتها لعربات مكشوفة تسير بسرعة كبيرة وعليها أشخاص ملثمون ويرتدون زي تمويه عسكري، وكانوا يطلقون النار في الهواء. وقال آخرون إن المجموعة سيطرت على قسم الشرطة بالسوق الشعبي وقسم الشرطة بأمدرمان (الأوسط)، بعد أن شنت هجوما على معسكر لتدريب الشرطة بالقرب من المنطقة الصناعية. وأغلقت جميع الطرق والكباري بين مدن العاصمة الثلاثة وتعطلت الحركة المرورية وأصيبت العاصمة بشلل تام، واضطر المواطنون لمغادرة وسط أمدرمان والخرطوم (راجلين) الى مناطق سكنهم وواجهوا صعوبة في الاتصال عبر الهواتف النقالة والثابتة. وأبلغ المتحدث باسم الشرطة اللواء محمد عبد المجيد الطيب(الأحداث) أن أعدادا كبيرة من المتمردين قُتلوا بينهم قيادات معروفة، وأن القوات الأمنية أحكمت سيطرتها تماما على الاوضاع، واستطاعت التعامل مع المتمردين حتى آخر جيب لهم في منطقة (المهندسين). وحذر من أن المتمردين خلعوا ملابسهم العسكرية وتسللوا لداخل الأحياء وناشد بالبلاغ عن أي شخص غريب. وأصيبت جموع من المواطنين كانوا في طريقهم لاستاد المريخ بأم درمان لمشاهدة مباراة الفريق الافريقية بحالة من الذعر عند سماعهم لأصوات الذخائر. أسر المتسللين وأبلغت مصادر شرطية رفيعة (الأحداث) أن القوات الأمنية دخلت في تبادل لاطلاق النار عند الساعة الواحدة ظهر أمس مع فلول حركة العدل التي حاولت تنفيذ عمليات تخريبية بوسط الخرطوم بعد أن روّعت المواطنين في شمالي أمدرمان (أبو ضلوع) و(دار السلام)، واستولت على سيارات تخص المواطنين. وأعلن بيان صادر عن وزارة الداخلية حظر التجوال بولاية الخرطوم حفاظا على أرواح المواطنين وممتلكاتهم وأمن الولاية، ودعا البيان الممهور بتوقيع وزير الداخلية إبراهيم محمود حامد المواطنين لالتزام منازلهم والتبليغ عن أي تحركات غريبة وتوخِّي الحيطة والحذر، وقال الوزير فى تصريحات بثها التلفزيون القومي مساء أمس إن القوات المسلحة تمكنت من دحر فلول مرتزقة تشاديين بعد أن تسللوا من أطراف أمدرمان، ودعا الوزير المواطنين لالتزام منازلهم الى العاشرة من صباح اليوم الى حين السيطرة على الاوضاع كليا، وقال إن السلطات أسرت العديد من المتسللين،وأدلوا باعترافات بانهم تحركوا من أبشي التشادية بدعم من حكومة ديبي لاسقاط الخرطوم وواجهوا قصف من الطيران السوداني اسقط منهم الكثير وقسموا مجموعتهم بينما دمرت نحو 40 عربة. ضبط 25 قنبلة بالقضارف وضعت الأجهزة الأمنية فى مدينة القلابات الحدودية يدها على 25 قنبلة مدمرة ، ورفض مسؤولون فى الحكومة بالقضارف التعليق على الأمر بينما أشارت موثوقة تحدثت الى “ الاحداث” الى أن القنابل المضبوطة يصل شظية إحداها الى مائة متر مؤكدا تأثيرها المدمر. الأحزاب تدين العملية وندد زعيم حزب الأمة الصادق المهدي المحاولة الفاشلة لقوات حركة العدل والمساواة وأشاد بدور القوات المسلحة والأجهزة الأمنية في التصدي للمجموعة الغازية. وتساءل الصادق المهدي في حديث بثته الفضائية السودانية قائلاً هل هذا هو الوقت المناسب الذي يحول فيه لغة الحوار الي المواجهات العبثية؟ واعتبر أمين العلاقات السياسية بالمؤتمر الوطني محمد مندور المهدي العملية فرقعة إعلامية قصد بها إيهام أنفسهم بامكانية المقاتلة في الخرطوم. واعتبر محاولة التسلل طبيعية وعادية لكن العبرة في التعامل السريع مع المتسللين والقضاء عليهم. وأشاد بتعامل المواطنين مع القوات المسلحة حتى سُحق المتمردون تماما، ونبه الى تسلل العديد منهم الى داخل الأحياء، وأشاد مندور بدور الأحزاب ومناصرتها للجيش وإدانتها للعملية. الحركة تعلق مؤتمرها أدانت الحركة الشعبية وحكومة الجنوب العملية واعلن النائب الأول لرئيس الجمهورية سلفاكير في بيان تلاه أمس تعليق مؤقت للمؤتمر العام الثاني للحركة المعلن اليوم لأجل غير مسمى وقال علينا أن نأخذ من الحادث الدروس والعبر لتنفيذ اتفاقية السلام بما فيها التحول الديمقراطي وسيادة حكم القانون.
اواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
اجراس الحرية _
___
مسارب الضي
من أين أتى هؤلاء؟!
* الجوقة الجماعية التي انخرطت فيها وسائل إعلام الخرطوم، في تضافر مع تصريحات النخبة السياسية، عن إدانة ما جرى في أم بدة وأم درمان، لها ما يبررها، فرغم أن الخطة الكاملة لهجوم حركة العدل والمساواة غير واضحة بعد, ولا يُعرف أن كانت تستهدف الاستيلاء على السلطة في الخرطوم ـ وهو هدف غير واقعي، واضعين في الاعتبار حجم قواتها وتسليحها ـ، أو تستهدف ضرب أهداف ذات رمزية سياسية في العاصمة، أو تهدف لإحداث فرقعة إعلامية، من شاكلة نحن هنا، ولكن الواضح، ومهما كانت الأهداف، فإنها لم تراع بأنها مستحيلة التحقيق دون إحداث خسائر واسعة وجسيمة وسط المدنيين العزل، مما يجعل معزوفة الإدانة الجماعية، التي اشتركت فيها ككورس غالبية النخبة السياسية في الخرطوم، لها ما يبررها. إنها مبررة ولكنها ليست صادقة ولا عادلة! ليست صادقة لأنها قالت نصف الحقيقة، أي إدانة استهداف المدنيين العزل في أم درمان وأم بدة، ومثل هذا الاستهداف للعزل والأبرياء, أيا تكن النوايا أو المبررات أو الأهداف، عمل إرهابي، يستحق الإدانة، ولكن أسوأ أنواع الأكاذيب إنما أنصاف الحقائق!. والحقيقة الحقيقة أنه يجب إدانة استهداف المدنيين، في أي مكان، وأي زمان، وأياً يكن الفاعل، ولكن الجوقة الجماعية لم تكمل الجملة، فلم تنطق بكلمة واحدة عن إستراتيجية مكافحة التمرد في دارفور، والتي استخدمت ميليشيات غير منضبطة، فارتكبت من الجرائم ما يندى له جبين كل إنسان ذي حس، استهدفت المدنيين العزل، وأشعلت القرى الآمنة, وقذفت بالأطفال في النيران، واغتصبت النساء، وقتلت بالهوية!!. وكانت العدالة تقتضي إدانة ما جرى في أم بدة وأم درمان، وإدانة ما جرى في دارفور، فما جرى هناك إنما يقدم الإطار التفسيري الوحيد الممكن لما جرى هنا!! وخطأ العدل والمساواة أنها اعتمدت منطق رد الفعل, أو المعاملة بالمثل، وهو منطق غير صحيح، وربما يقود إلى الموبقات السياسية والأخلاقية! ولكن أن ندين رد الفعل، دون أن ننوه مجرد تنويه إلى الأفعال الابتدائية الواسعة غير الأخلاقية وغير الإنسانية التي جرت في دارفور, إنما يعبر عن (حوص) فكري وسياسي وأخلاقي!! وأسوأ الشر إنما الشر ذي العين الواحدة! ولذا يسمى المسيح الدجال!!. * والخطر في الجوقة الجماعية التي انخرطت فيها نخبة الخرطوم انه يكشف عن بلادة حس إنسانية بالغة، بلادة تشيح كلياً عن جذور ما حدث, وعن السياق الاجتماعي والسياسي والنفسي لما جرى، وتكتفي من كل هذا بعبرة واحدة، إدانة الساعتين الاثنتين أول أمس، كأنهما ساعتين هبطتا من السماء، معزولتين عن التاريخ والزمن!! ومثل هذه البلادة الإنسانية والسياسية، خلاف خطئها، فإنها تعني مزيداً من البغضاء والكراهية، ولا تصلح في رفو النسيج الاجتماعي الممزق في البلاد, وكذلك لا تصلح لبناء الوجدان المشترك للسودانيين، وبالتالي لا تصلح في إقامة إطار العيش المشترك بينهم!!. بلادة لا تطرح الأسئلة اللازمة للفهم، من نوع، من أين أتى هؤلاء؟ ولماذا فعلوا ما فعلوا؟ وما الطاقة الدامغة لقطع كل هذه الفيافي؟! ولأنها لا تطرح الأسئلة فإنها تقدم الإجابات المجانية غير المفحوصة وغير المفكر فيها، من قبيل دعوى العمالة والارتزاق، فإذا كان قائد حركة العدل والمساواة يريد تسديد دين حليفه (أو قل ولي نعمته) إدريس دبيي، فان خليل إبراهيم لم يقتحم العاصمة وإنما اقتحمها آخرون، لا يمكن إقناع عاقل بأنهم انخرطوا في عملية شبه انتحارية لمجرد تسديد ديون دبيي أو لقبض حفنة من الدولارات!!. فأي تعبئة جعلت هؤلاء على استعداد لبذل أرواحهم في عملية تشير كل الدلائل إلى فشلها؟!. إن أي تفسير لا يضع في الاعتبار الفظائع الإنسانية التي سبق وارتكبت في دارفور إنما يقول نصف الحقيقة! ولكن الحقيقة وحدها ما يمكن أن يعافي البلاد! إدانة الإرهاب، أياً كانت أهدافه ومبرراته، وإدانة الجذور السياسية والاجتماعية والفكرية التي تفرخ الإرهاب، خصوصاً انسداد الأفق الذي يغلق الدروب والعقول والنفوس!! وبدون ذلك، فان الهوجة الحالية لن تكون الأخيرة، ستعقبها هوجات وهوجات!. * صحيح أن الأجهزة السياسية للإنقاذ والأجهزة العسكرية والأمنية مجروحة حالياً، وربما تفضل سماع معزوفة الإدانات غير المتوازنة التي انخرطت فيها نخبة الخرطوم، ولكن في هذه اللحظات الفارقة في تاريخ البلاد، فان واجب المثقفين ليس (الطبطبة) النفسية وإنما الصدع بالحق, وخلاف أن في هذا المدخل الصحيح لمعالجة الأزمة في جذورها، فأقله يشعر قطاعاً مهماً في دارفور بأن في الخرطوم من يدين الإرهاب، بعدل واستقامة، ودون ذلك، فان الخرطوم، ترتسم لدى قطاعات في دارفور كخرطوم ظالم أهلها، فإما تستحق الإرهاب أو تستحق المفاصلة النهائية (تقرير المصير؟!)، وكلا الخيارين إذا وضعا في جدول أعمال الحركات المسلحة في دارفور، فان الخرطوم لن تنعم لا بأمن ولا استقرار ولا ديمقراطية!!. * لقد نضجت بلادنا في الأزمات والكوارث، ويجدر بنخبتها التعلم من تجاربها، ومن دروس هذه التجارب ما يؤكد بأن الطريق الذي تندفع فيه البلاد حالياً، بمؤازرة غير نقدية من النخبة السياسية ـ لا يقدم جديداً، وسيؤدي في حال استمرار تنكبه الى مزيد من الهزات والآلام!!.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
قراءة متأنية لهجوم الأمس ورصد لتصريحات القادة الكبار سارة عيسي [email protected] أمدرمان هي عاصمة السلام ، هي مدينة المهمشين التي أحتوت الفارين من جحيم الحرب ، وضمت إلي قلبها الذين يئن بالجراح ، جمع الذين تقطعت بهم سبل الحياة في أطراف الهامش ، رمزية أمدرمان تكمن في قبة الإمام المهدي وليست في مقري التلفزيون والإذاعة السودانية والذين دافع النظام عنهما حتى الرمق الأخير ، أدرك كتشنر رمزية أمدرمان قبل الحكومات الوطنية ، أول ما بدأ به وهو يريد السيطرة على البلاد هو قصف قبة الإمام المهدي ، فهو كان يعتقد أن ترنح الضريح سوف يثبط العزيمة ،ويضعف الروح المعنوية ، دافعت المهدية بصلابة عن مدينة أمدرمان ، أستشهد آلاف الناس في معركة كرري ، جلهم من غرب السودان ، أنهم نفس الرجال الذين نطلق عليهم صفة تشادي أو مرتزق إذا رأيناهم إلي ربهم ينسلون من المقابر ، عاقب الإنجليز أهل أمدرمان ، نقلوا العاصمة إلي الخرطوم ، فوضع الخرطوم الجغرافي يعطيها ميزة أمنية أكثر من أمدرمان ذات الأبواب المفتوحة للجميع ، وهذا هو الذي يفسر تمسك الأنظمة العسكرية في السودان بمدينة الخرطوم ، فمجرد الشعور بالخطر ، يتم غلق الكباري وإقامة نقاط التفتيش وإقامة الحراسات حول البيوت ، فالنيلين يمنحان الخرطوم حماية أكثر من الأرتال العسكرية ، أو أنهما يمنحان الوقت للفرار إذا أدلهمت الخطوب ، وفي حادثة الأمس المؤسفة لم يتواجد أي مسؤول أمنى في أمدرمان ، بقوا في الخرطوم وهم يتحدثون للفضائيات ، ووجدوا متسعاً مع الأزمة اللبنانية التي سلبت منهم الأضواء الإعلامية ، أن كرري ليست من ضواحي أمدرمان ، حتى ولو كان المقصود من هذا التوصيف هو التقليل من خطر المهاجمين ، أنها كرري مدينة النضال ، أنها البرزخ الذي يفصل بين تاريخ من أتى مع جيوش الإستعمار وبين تاريخ أول حكم وطني وصل إلي السلطة عن طريق الثورة والتحرير
ما حدث بالأمس أدخل وجفة ، وذعراً كبيراً في قيادات الحزب الحاكم ، ففي إحتفالات الثورة كنا نرى العروض العسكرية ، الطائرات والمدرعات ، والسودان هو أول بلد أفريقي أنتج الصاروخ والدبابة كما يزعمون ، هكذا يقول القواد ، أنه دولة عظمى إذا أردنا تضخيم الأمر ، فهو قادر على صنع خرائط الدول وخلق القادة ، من الأفضل بأن لا نقول أن الذين هاجموا الخرطوم بالأمس هم تشاديون ، هذا فيه فقد لماء الوجه للذين يحسون بالحياء والخجل – ولا أظن أنهم يشعرون بذلك ، فكيف تتمكن فرقة تشادية التحرك من أنجمينا ، وتشق طريقاً تكثر فيه نقاط العبور التي تجمع الأموال من الناس ، تعبر كل هذه المسافة الشاسعة حتى تصل إلي أمدرمان ، لنكتشف عندها أنها فرقة تشادية .
ما جرى بالأمس كشف خللاً أمنياً في آلة النظام العسكرية ، لذلك تعثروا في الإجابة عندما سألتهم الفضائيات عن سبب هذا الخلل ، وبدرت منهم تفسيرات مضطربة لحدث واحد ، وتحول المدنيين في الحزب الحاكم إلي محللين عسكريين ، د.مصطفى عثمان يقول أن الجيش السوداني قصد جر المتمردين داخل الوطن ليلاقوا حتفهم داخل أمدرمان ، أما د.مضوي الترابي ، وهو عضو في مجلس الأمن القومي يقول في راديو فرنسا : أن الأجهزة الأمنية حدث لها Relax بسبب صلاة الفجر !! ، ورواية الناطق الرسمي للقوات المسلحة تقول بأن المهاجمين كانوا يتحركون ليلاً ويتخبئون في ساعات النهار مما صعب رصدهم ، أما عبد الباسط سبدرات فيقول أن سحنة المهاجمين المشابهة لأهل السودان خلقت صعوبة في التعرف عليهم ، لكن السؤال لا زال قائماً أين موقع الجيش السوداني من هذه الأحداث ، حتى صور الجنود السودانيين الذين عرضهم التلفزيون السوداني وهم يتصدون للمهاجمين أشبه بقوات الدفاع الذاتي ، خلاصة القول أن معظم وحدات الجيش السوداني تم نشرها الآن في مناطق البترول ، وباقي الوحدات يتمركز في الخرطوم لحماية مؤسسات الدولة ورموزها ، وقد أعتمد حزب المؤتمر على الجانب الجهوي في تأمين حماية مدينة الخرطوم ، مستغلاً الإنقسام الحاد بين أهل الغرب وأبناء الشمال النيلي في تغطية فاتورة الحرب ، فهو جرب هذا الأسلوب في حرب دارفور ، فترك مسألة حفظ الأمن للمليشيات . لذلك كل الجنود الذين رأيناهم في شاشة التلفزيون السوداني وهو يتوعدون بالرد على المهاجمين في دارفور هم يمثلون جهوية واحدة .
أيضاً كشفت أحداث الأمس سقوط نظرية الأمن المركزي ، وهو نوع من الأمن قادر على الحروب في مناطق الهامش لكنه يوفر الأمن للمركز فقط ، فصورة الحرب النمطية في السودان أنتقلت مشاهدها إلي الخرطوم ، فالسودان ليس هو الفاشر والجنينة والأبيض ، السودان هو الخرطوم فقط ، ولو وقع هذا القتال في تلك المدن لما أهتم أحد بذلك ، حادثة الأمس جعلت رموز المؤتمر الوطني يُجلدون في وسائل الإعلام العربية بسبب نقص التفسير لكيفية حدوث ما جرى ، وكشفت أن النظام لا يحظى بأي دعم عربي ، وفشل رهانه على مصر على وجه التحديد ، حيث كان أحد قادة الحركة يتحدث من القاهرة وهو يعلن سيطرة حركته على مدينة أمدرمان ، وحسب متابعتي لم يصدر الإتحاد الأفريقي بياناً حتى هذه اللحظة ، حادثة الأمس سوف تلقي بظلالها الثقيلة على أهل دارفور المقيمين في الخرطوم ، فربما يتعرضون لحملات تفتيش ودهم غير مسبوقة ، وقد ذكرت سابقاً أن حزب المؤتمر الوطني لن يهدأ له حتى يقود الشعب السوداني نحن الشواطئ الرواندية ، وما يقلق النظام في حقيقة الأمر ليس الدم الذي سال في الشوارع ، بل تراجع الإستثمار الأجنبي العربي الذي يوفر لهم العوائد الجزيلة ، وحزنهم دائماً على ضياع المكاسب والمال وليس الأرواح .
أعود إلي دراسة ما قامت به حركة العدل والمساواة ، فالتركيز هنا يأتي حول شخصيتين ، هما الدكتور خليل إبراهيم ود.الحاج حسين آدم ، فهما خرجا من رحم هذا النظام ، وشاركا في كل حروب النظام ضد الجنوبيين ، إذاً النظام غير مبرأ عن كل ما يفعلانه ، وما حدث الأمس ليس ببعيد عن تداعيات التصدع داخل جسم الحركة الإسلامية ، وتجربة غزو الخرطوم بدأتها الحركة الإسلامية في عام 1976 ، وشارك فيها الغازي صلاح الدين والشيخ السنوسي ، إذاً التاريخ يعيد نفسه .
سارة عيسي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
السودان يشكو لدى مجلس الأمن والاتحاد الأفريقي الاستيلاء وتدمير (233) سيارة وأسر 300 متمرد الخرطوم - الصحافة
بدأت الاوضاع تعود الى طبيعتها فى أم درمان ،بعد يوم من تسلل متمردى «حركة العدل والمساواة»،وأكد الرئيس عمر البشير أن قوات الامن سيطرت على الاوضاع وقرر قطع علاقاته بلاده مع تشاد متهما رئيسها ادريس ديبى بتدبير ودعم الهجوم على الخرطوم واحتفظ لنفسه بحق الرد على ذلك. وأحاط مندوب السودان الدائم في نيو يورك، عبد المحمود عبد الحليم، أمين عام الامم المتحدة بان كي مون، ورئيس مجلس الامن الدولي علما بتطورات الاحداث، وقال إنه اعد شكوى ضد تشاد سيتقدم بها اليوم للمجلس. ورصدت السلطات مبلغ 250 مليون جنيه « 521 الف دولار» لمن يلقي القبض او يقدم معلومات تساعد في القبض على زعيم «حركة العدل والمساواة» خليل ابراهيم الذي قاد الهجوم واختفى فى أحد احياء العاصمة. وبحسب مصادر لـ«الصحافة»، فإن المهاجمين نفذوا عمليتهم على متن 042 عربة، استولت القوات النظامية ودمرت 332 منها، بينما لا يزال البحث جاريا عن 7 سيارات مفقودة. واكدت سقوط 76 قتيلا من القوات النظامية، واكثر من 002 قتيل ممن اسمتهم بالمرتزقة، ولم يتسنَ معرفة عدد الضحايا من المدنيين. ورفعت السلطات السودانية أمس حظر التجوال عن مدينتي الخرطوم والخرطوم بحري، وابقته مستمرا في ام درمان حيث تجري عمليات تفتيش ودهم واسعة عن متمردين فروا الى داخل الاحياء السكنية بعد دحر هجومهم، واشارت وزارة الداخلية الى وجود عناصر من المتمردين داخل بعض الاحياء فى ام درمان ووجود جثث يجرى جمعها ، بالاضافة الى وجود قطع من السلاح والمفرقعات خلفها المتمردون جرى جمعها خشية ان تصيب المواطنين. وينتشر الاف من رجال الشرطة والامن في مختلف الارجاء بجانب مداخل ومخارج بقية مدن العاصمة كما تنتشر قوات بكثافة غربي المدينة حيث يتردد ان قيادات متمردين يختبئون بها، وبث التلفزيون الرسمي صورة لخليل ووصفه بأنه مجرم حرب . وقال مسؤول امنى إن عدد المعتقلين نحو 300 شخص وأن قوات الأمن ما زالت تجمع جثث القتلى من المهاجمين من الشوارع ، وتم تدمير العشرات من سياراتهم وقتل عدد كبير منهم بيد انها اوضحت ان الاحصائيات النهائية بأعداد الضحايا لم تكتمل بعد،لكن شهود عيان رأوا عشرات الجثث ملقاة فى طرقات أم درمان. كما اعلن الجيش قتل مسؤول شؤون الرئاسة فى «حركة العدل والمساواة» جمال حسن جلال الدين واعتبره «كاتم اسرار خليل ابراهيم»، وذكر ان قوة من المتمردين دخلت في معركة مع الجيش ظهر امس علي بعد خمسين كيلومترا غرب ام درمان، اسفرت عن ابادة القوة المهاجمة التي يبلغ عدد افرادها خمسة واربعين متمردا بعد مطاردة استمرت عدة ساعات، كما اعلن الاستيلاء على 20 سيارة وتدمير 30 أخرى كانت منسحبة فى قرية ام قفل على بعد 40 كيلومتراً غرب سوق ليبيا بأمدرمان. وقال مستشار الرئيس الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل إن حكومته تابعت تحركات المتمردين منذ انطلاقهم «من تشاد» وأرادت «استدراجهم» لكنه لم يوضح كيف بلغوا قلب أم درمان على رغم رصد تحركاتهم. واعلنت الحكومة امس انها ستتقدم بشكوى رسمية الى مجلس الامن الدولى والاتحاد الافريقى ضد الحكومة التشادية احتجاجا على دعمها ومشاركتها فى العدوان على مدينة ام درمان ، وقال وكيل الخارجية مطرف صديق في تصريحات نقلتها الاذاعة ان الحكومة تمتلك ادلة دامغة علي وجود دور تشادي في الهجوم الذي نفذه متمردو «حركة العدل والمساواة «، واعتبر صديق ان ما اسماه «العدوان التشادى على السودان» قضى على اتفاق داكار لتطبيع العلاقات بين البلدين و»الغاه تماما». وحسب وكيل وزير الخارجية، فتشت السلطات مقر السفارة التشادية فى الخرطوم، التي قال إنها كانت إحدى نقاط الاتصال لقيادة الهجوم. وكشف عن اتصالات تمت مراقبتها من داخل السفارة عن أن احدى نقاط الاتصال بالنسبة لقيادة المتمردين كانت من داخل السفارة التشادية في الخرطوم. كما اعلن الرئيس عمر البشير ان الجيش والقوات النظامية الاخري تمكنت من السيطرة تماما علي ام درمان كما اعلن قطع العلاقات مع تشاد بسبب «المساعدة التي قدمتها الى الهجوم» مؤكدا ان حكومته تحتفظ بحق الرد. وترأس البشير فور عودته من الاراضى المقدسة اجتماعا طارئا لمجلس الأمن القومي فى حضور نائبه الاول سلفاكير ميارديت الذي وصل الي الخرطوم من جوبا امس لمتابعة تداعيات هجوم المتمردين على ام درمان. وقال البشير الذي كان يرتدي بزته العسكرية «إن حكومته تحمل تشاد مسؤولية ماحدث وتحتفظ بحق الرد» ، واضاف «هذه القوات هي قوات تشادية بالاساس مدعومة ومجهزة من تشاد تحركت تحت قيادة المتمرد خليل ابراهيم ، وقال نحن الآن نقطع العلاقات الدبلوماسية مع هذا النظام المتهالك. ووجه وزارة الخارجية باتخاذ الترتيبات اللازمة ووزارتي الداخلية والعدل في طلب تعقب واسترداد قيادات المتمردين في الداخل والخارج الذين لهم مشاركة في الاحداث. كما أعلن حاكم ولاية شمال كردفان فيصل حسن إبراهيم أن القوات الحكومية استولت علي شاحنة للمتمردين تحمل اسلحة وذخائر ووقودا، وستة متمردين اسر احدهم وفر البقية، كما جرى الاستيلاء علي سيارتين في منطقة الهوغي وارتفع عدد السيارات التى استولت عليها السلطات الى 15و تدمير خمسة اخرى، موضحا أن قوة مشتركة من الجيش والشرطة والامن تطارد سيارات فارة من ام درمان تحمل متمردين هاربين، مشيرا الى ان 80 فى المئة من قوات التمرد تشاديين. واعلن الوالي في مؤتمر صحافي بالابيض امس أن الجيش والاحتياطي المركزى وجهاز الأمن والمخابرات الوطنى تقوم بعملية مطاردة واسعة للسيارات الفارة من امدرمان التي تحمل فلول المتمردين الهاربين والمرتزقة التشاديين بعد أن تكبدوا خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.
12/5/2008
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
إفادات مثيرة للأسرى حول مشاركتهم ضمن مجموعة المتمردين لمهاجمة العاصمة
شهود عيان على لحظات وقوع الهجوم يتحدثون لـ«أخبار اليوم»
ام درمان : احلام حسن سلمان
حينما انطلقنا فريقاً مكوناً من اربعة اشخاص من (أخبار اليوم) انا والزميلة نجاة صالح والزميلين معاذ سراج وراشد، كان يحدونا شعور باننا ندافع بطريقتنا الخاصة عن هذا الوطن، وكانت اقلامنا رشاشات في حينها تابعنا خطوات المرتزقة التشاديين خطوة بخطوة وقد لا تكون ابتدأنا من حيث ابتدأوا ولكننا انطلقنا علي اثرهم تحدثنا الي شهود عيان والي الاسري الذين قبض عليهم بقسم ام درمان وتحدثنا الي ممثلي الاجهزة الامنية وشكرا لهم لانهم تعاملوا معنا بشفافية وسمحوا لنا بحرية التجوال وسمحوا لنا بالحديث مع الاسري دون اي تدخل حتي المواطنين تحدثوا بشفافية عالية. ü قسم ام بدة النقطة الاولي التي انطلقنا منها كانت قسم شرطة ام بدة الذي هاجمه المرتزقة مرتين فجر امس، وتحدث الينا من داخل القسم العقيد مالك كرومة قائد عمليات قطاع ليبيا قائلا : توفرت معلومات بتحرك150عربة لاند كروزر مسلحة بدوشكا واربجي وتمت متابعة العربات، وعند المرخيات تصدت لها قوات الشعب المسلحة والامن والشرطة والمجاهدين، حينها تحركت بمحاور اخري ودخلت دار السلام ومنها لسوق ليبيا وهنالك تم التصدي لها بواسطة قسم سوق ليبيا والعمليات، العربات التي ضبطت فقط عند منطقة سوق ليبيا 60 عربية تشتت نسبة لكثافة النيران وانتشرت داخل ام بدة واتجهت لمحلية شرطة ام بدة واقتحمت مقر رئاسة الشرطة وتصدت لها شرطة المحلية . حاولوا نهب البنوك ونهبوا البنك المصري والعقاري وبنك الثروة الحيوانية وتم التصدي لهم ودحرهم وتوفي منهم قرابة المئة واصيب منهم 60. صباح الأمس اعادوا قواتهم وبدأوا يتمركزون للانسحاب وضربوا القوات الطرفية. قامت قوات الدعم والاسناد بمطاردتهم ودحرهم ولم يصب في هذا الهجوم اي مواطن. ما اود قوله اخيرا انه لابد للصحف والاجهزة الاعلامية ان تشيد بقوات شرطة سوق ليبيا وقوات الشرطة ككل وكل الاجهزة الامنية والقوات المسلحة لانها تصدت للمتمردين ببسالة شديدة ولم يخافوا علي ارواحهم وانفسهم لانهم احسوا بها لا تسوي شيئا في سبيل هذا الوطن. وتحدث المقدم محمد احمد تيراب رئيس قسم دار السلام قائلا : اود ان اتحدث في نقطة واحدة وهي المقاومة الشديدة التي وجدها فلول المرتزقة من قواتنا التي بذلت مجهودا مقدرا من اجل هذا الوطن. وتحدث العقيد محمد عثمان قائلا : ما قام به الاخوان في قوات الشرطة والقوات المسلحة والامن والدفاع الشعبي يستحق الاشادة ونحن علي اهبة الاستعداد للذود عن هذا الوطن بكل غال ورخيص ومازالت قواتنا تطارد فلول المتمردين. ü الاسري وافادات هامة : بعدها تحدثنا الي الاسري من المرتزقة الذين تم اسرهم باقسام الشرطة المختلفة. ü اخافنا حمار - اول من تحدث الينا الاسير هارون قسم الله الذي قال : ـ انا من تشاد من قبيلة تلالة انا اصلا كنت اعمل بالقوات التشادية وتم عزلي جاءني شخص قبل شهر قال لي خليل ابراهيم يريدنا في عمل بسيط وبعده سيفتح علينا النعيم بمعني انهم سيعطونا كل خيرات الدنيا منازل ونقودا ومشاركة في السلطة قالوا لنا ان احتلال الخرطوم عمل سهل جدا القيام به لان قوات الحكومة كلها موجودة في مناطق تأمين البترول راينا ان الامر سهل وتحركنا بعربات لاندكروزر بها طعام قليل نفد منا في يوم واحد بعد اربعة ايام وصلنا منطقة ام درمان وكنا نظن المهمة سهلة توقفنا قليلا للراحة فظهر حمار اخافنا وولينا الادبار وحينما تبين لنا ذلك عدنا ودخلنا المرخيات فتصدت لنا قوات الحكومة. ü احسسنا بالرعب يواصل الاسير هارون قائلا : وقتها احسسنا بالمفاجأة الغائبة اذ ان قوات الشرطة تصدت لنا ببسالة راينا زملاءنا يتساقطون امام اعيننا في مشاهد مخيفة بعضهم تنفجر رؤوسهم وبعضهم تتساقط اعضاؤهم وولينا الادبار واختبأنا داخل منازل المواطنين الذين هددناهم. في الصباح قبضوا علينا ونحن نحس الان اننا في حلم رهيب. ü خدعونا : ويقول الاسير موسي ابو : تحركنا من تشاد قبل اربعة ايام كنا ممتلئين بالحماس لانهم قالوا لنا ان الخرطوم سهلة ويمكن بكل سهولة الاستيلاء عليها لان قوات الحكومة تعبانة وعبأونا باحلام حتي وصولنا لمنطقة المرخيات وهنا تحول الحلم لكابوس رهيب اذ ان النيران انهالت علينا وقتل منا الكثيرون كنا نراهم امام اعيننا يتساقطون وخدعونا وقالوا ان الامر سهل، قالوا اننا سندخل ام درمان ونضرب الجسور ونستولي علي الاذاعة والتلفزيون ومنها الي الخرطوم حيث نستولي عليها. ü حرس خليل ابراهيم قال لي انه حرس خليل ابراهيم فلم اصدق، الا ان زملاءه وقادة القوات النظامية اكدوا لي الامر. يقول يعقوب احمد عمر انا من تشاد واعمل اصلا حرسا لـ د. خليل ابراهيم وتحركنا معه من انجمينا كنا ست عربات لاندكروزر دكتور خليل كان في الخلف وكنا نحن نسير امامه وحينما وصلنا المرخيات ضربت قوات الحكومة اربعة عربات انفجرت امامنا . مجئ دكتور خليل معنا كان أكبر حافز لانه قال انه سيذيع بيانه بعد الاستيلاء علي الخرطوم مباشرة. ü حرس القائد اسماعيل سمعة وتحدث الاسير جبريل احمد جبريل قائلا : انا من تشاد من قبيلة بلالة، خليل ابراهيم قبل قرابة الشهر قابلنا وطلب منا مساعدته في الاستيلاء علي الخرطوم (الهينه) واعطانا نقودا لم نكن نحلم بها انا اصلا في حركة العدل والمساواة وكنت اعمل حرسا للقائد الميداني اسماعيل سمعة الذي فر من المرخيات بعد فشل هجومنا علي الخرطوم وفوجئنا بعد وصولنا للخرطوم بان الامر كان صعبا جدا اكثر مما نتخيل، دحرنا وهزمونا شر هزيمة وهربنا الي منطقة دار السلام فقبضوا علينا صباح اليوم بواسطة المواطنين الذين تمكنوا من الابلاغ عنا. ü (أبدلت كلاشي بجلابية مقطعة) يقول الاسير احمد بعد هروبي الي دار السلام قابلت مواطنا بالشارع اعطيته الكلاش الخاص بي مقابل مبادلته بجلابية حتي اختفي بها عن عيون الاجهزة الامنية ولكن بالرغم من هذا القي القبض علي. ü شهود عيان وتحدثت بعد هذا (أخبار اليوم) الي عدد من شهود العيان الذين دارت رحي الحرب امام منازلهم. يقول محمد التاج محمد : في العصر بعد ان جئنا من العمل احسسنا بتجمع قوات نظامية وبدأنا بالخروج للشارع لاستجلاء الامر ووجدنا اسلحة وقوات مختلفة، جمعنا اولادنا ورجعنا لمنازلنا التي طلبوا منا اغلاقها علينا، ولكن الضرب كان عميقا لدرجة اننا دخلنا تحت الاسرة وآذاننا لم تحتمله . ـ ويقول المواطن ابراهيم محمود من منطقة بانت : كنا في البدء نتفرج علي المعركة من ثقب الباب ولكن المكان بدأ يهتز من عمق الضربات فلجأنا لداخل المنازل، والحمد لله الامر انتهي بسلام ونسأل الله ان يحفظ قواتنا الامنية التي اثبتت جاهزيتها للذود عن الوطن بكل قوة وصلابة.
12/5/2008 ا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
قراءة أولية لأحداث 10 مايو في الخرطوم صديق محمد عثمان/لندن [email protected] بسم الله الرحمن الرحيم
في العام 2003 اقتحمت حركة العدل والمساواة مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور وقامت بمخاطبة جماهير الشعب وطلاب جامعة الفاشر داخل حرم الجامعة، ثم قامت قواتها بحرق ثلاثة طائرات عسكرية كانت جاثمة في مطار الفاشر، قبل أن تنسحب من المدينة وسط دهشة المواطنين.
وبذلك قطعت الحركة التي لم يكن مضى على إعلانها أكثر من بضعة عشر شهرا، أشواطا من العمل السياسي كانت ستكلفها عدة سنوات، حتى أن احد قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان علق بأن حركة العدل والمساواة أنجزت خلال أشهر ما لم تستطعه الحركة الشعبية خلال سنوات من القتال ضد الحكومة.
في ذلك الحين انطلقت التحليلات حول أسباب النجاح الذي أصابته حركة العدل والمساوة في تلك الفترة الوجيزة نسبيا، حيث رجح البعض ذلك إلى معرفة قادة الحركة بالنظام حيث أن عددا كبيرا منهم انسلخ عنه، بينما إختار آخرون أن ينسبوا نجاح الحركة إلى إعتمادها على نظام القبيلة المنضبط في دارفور، ولم يغب عن التحليلات بالضرورة فداحة الظلم الذي وقع على أهل دارفور والذي شكل حافزا لهم للقتال بضراوة.
مرة أخرى أعادت حركة العدل والمساواة السيناريو السابق ولكن على مستوى أكبر هذه المرة، فالهجوم الذي قادته الحركة صباح السبت على العاصمة السودانية الخرطوم بدا مباغتا واشرع موجة التحليلات مرة أخرى، غير أن المؤكد أن الحركة بإعادتها لسيناريو الهجوم على المدن الكبرى، قد نقلت الصراع مرحلة متقدمة جدا، ومهما إختلف الناس حول تقديرات ماجرى ومهما كانت نتيجته الميدانية النهائية، إلا أن الثابت أن الحدث سيشكل مرحلة حاسمة في تاريخ السياسة السودانية، وسيكون له ما بعده.
الهجوم العسكري على العاصمة الذي نفذته حركة العدل والمساواة أعاد للإذهان الهجوم الذي جربته الجبهة الوطنية التي تألفت من عدة أحزاب وتنظيمات سياسية ضد نظام جعفر النميري في العام 1976 عندما دخلت قواتها من الحدود الليبية حتى العاصمة القومية، غير أن الجديد أن الهجوم هذه المرة نفذته قوى منفردة، ورغم ذلك حققت نجاحا نسبيا.
فالتقييم الأولي لهجوم العدل والمساواة يكشف بأن الحركة استطاعت في ظروف استنفار أمني كبير للنظام الذي يقود حربا طاحنة ضد مواطني دارفور، أن تقود حملتها بدرجة عالية من التخطيط والتكتيك أوصلها حتى الضفة الغربية لنهر النيل بحيث أصبح القصر الجمهوري في الخرطوم على مرمى حجر منها، خاصة إذا علمنا بتواتر المعلومات عن أن الإدارة الأمريكية كانت قد وفرت لحكومة الخرطوم معلومات مدعومة بصور الأقمار الصناعية عن تحرك العدل والمساواة، وهي معلومات يدعمها بيان السفارة الأمريكية في الخرطوم بتحذير رعاياها صباح يوم الجمعة 9 مايو أي قبل يوم واحد فقط من الهجوم ومباشرة بعد بيان القوات المسلحة في ذات اليوم، ونجاح التحرك في هذا المجال يكشف درجة عالية من التنظيم والإنضباط تحسب لصالح الحركة قطعا.
الحركة واصلت إنضباطها الإداري والتنظيمي أثناء الهجوم من خلال تفاديها إحداث أي إعتداءات متوقعة في مثل هذه الحالات على أرواح وممتلكات المواطنين، بل عجز النظام الحاكم عن إيراد حالات إعتداء على الممتلكات العامة وهي مسألة ما كان النظام سيتردد في تضخيمها وإستغلالها لأقصى درجة.
عسكريا ومن واقع قراءة الصور الرسمية التي بثها التلفزيون الحكومي، يتضح بأن الحركة استطاعت تحييد الجيش الرسمي تماما، من خلال تجنبها مهاجمة مواقعه المنتشرة على إمتداد مدينة أمدرمان في القاعدة الجوية في وادي سيدنا وسلاح المهندسين والمستشفى العسكري، ويتضح ذلك من خلال إعتماد النظام الكامل على أفراد القوات الأمنية الذين تزيوا بزي القوات المسلحة أمام كاميرا التلفزيون في المواقع التي تم نقلها.
وتتجلى صور الإنضباط العسكري والتنظيمي للهجوم من خلال عجز النظام عن أسر أي من قياداته أو أعداد كبيرة من مقاتليه، فبإعلانه مشاركة قائد حركة العدل والمساواة د. خليل إبراهيم في تنفيذ الهجوم وضع النظام ثقلا كبيرا على عاتقه المثقل أصلا بارتال الفشل في إبطال الهجوم قبل حدوثه، ودون قصد منه كشف عن غياب تام للمعلومات الإستخبارية قبل وأثناء الهجوم، وهو إعتراف يضاف إلى الهرجلة التي لازمت التعامل السياسي والإعلامي الأولي للنظام مع الحدث مما أفقده ميزة المبادرة التي كان يمكن أن توفرها له حقيقة إمتلاكه لوسائل الإعلام وحرية التحرك، ولكن الأهم منه أن النظام كشف عن عزلته الجماهيرية التي كان يمكن أن تغطي على عجزه الإستخباري وذلك من خلال تعاون المواطنين مع الأجهزة الأمنية وتسهيل مهمتها في تعقب والقبض على المهاجمين، وإذا استطاعت حركة العدل إكمال الإنسحاب بنفس الصورة التي نفذت بها الهجوم فستضاعف خيبة النظام. وستفتح الباب على مصراعية أمام أسئلة مشروعة عن شرعية النظام الذي يهدر موارد البلاد في تكديس الأسلحة وتمتين شبكة حمايته فإذا بكل ذلك ينهار أمام أول إختبار عملي!!!
ساسيا نقلت حركة العدل والمساواة الصراع السياسي إلى أطوار جديدة سوف تحرج باقي القوى السياسية، فالنظام يجثم على أنفاسها بهيبته الأمنية التي كشف زيفها هجوم السبت على العاصمة، خاصة إذا أخذنا في الإعتبار أن الحركة في هجومها على الخرطوم عملت على تحييد جمهور المواطنين الذين لاحظوا أن الهجوم لم ستهدفهم لا في الأنفس ولا الممتلكات ولا المصالح، وعلى غير واقعة الجبهة الوطنية التي إستطاع نظام نميري تضليل قطاع عريض من الرأي العام بشأنها لفترة زمنية كافية، فإن عامل تطور وسائط الإعلام سلب النظام هذه الميزة فلم تجز على المواطنين محاولاته نسبة التحرك كله إلى دولة تشاد، غير أن عاملا أساسيا مهما ساهم بدرجة عالية جدا في تعميق الهزيمة السياسية البادية للنظام، فقد إنكشف للعيان أن الوضع داخل النظام مأزوم جدا لجهة فقدان القائد السياسي المبادر، وإعتماده الكلي على قوته الأمنية، فالشخصان الوحيدان من بين قادة الحكومة اللذان ظهرا علنا ظهر وليل يوم الهجوم كانا في غاية الضعف بدرجة أن الدكتور مصطفى عثمان الذي إستضافته قناة الجزيرة في مواجهة السيد أحمد تقد الناطق باسم حركة العدل والمساواة أضطر إلى أن يشتكي تحيز مذيعة القناة وتحاملها عليه وغني عن القول أنه ما من سبب وجيه يدعو المذيعة إلى هكذا تحيز!!!! أما الدكتور نافع علي نافع نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الذي استضافته كاميرا التلفزيون الحكومي فقد إفتقد تماما إلى المقدرة على الخطابة والتعبئة بدرجة جعلته يبدو زاهدا عن توجيه رسالة تعبئة للشعب السوداني حسب طلب مذيع التلفزيون!!!
ثم ماذا بعد؟..... رغم إكليشيهات الإدانة التي حاولت الحكومة حشدها من قادة القوى السياسية، ولكن البائن للعيان أن هجوم حركة العدل والمساواة قد دحرج كرة الثلج التي قد تصطدم ببعض العوائق في طريقها ولكنها ما تلبث أن تصل إلى غايتها فتهز جبل الجليد، ويؤسف المرء الإضطرار إلى القول بأن بعض هذه الإكليشيهات لا تشكل حتى جزءا من تلك العوائق، فالسيد الصادق المهدي زعيم حزب الأمة وآخر رئيس وزراء منتخب تعود هذه المواقف حتى أصبحت ديدنه، ففي أكتوبر 1964 تردد في قيادة الجماهير حتى حمل حملا على ذلك في مراسم تشييع جثمان الشهيد أحمد القرشي الذي سقط برصاص العسكر في حرم جامعة الخرطوم، وفي شعبان 1973 تأخر عن اللحاق بقطار الثورة الشعبية التي إنطلقت من جامعة الخرطوم بقيادة الراحل أحمد عثمان مكي رئيس إتحاد الطلاب حينها وانتظمت مدنا عديدة في السودان لثلاثة أيام، وكانت رسالته للثوار “keep it hot till tomorrow” وهي الكلمات التي ما فتئ ود المكيي يرددها في حسرة حتى مماته وهو يقول “tomorrow never came”، أما الحزب الإتحادي الديمقراطي الذي تحدث بيانه الصادر مساء يوم الهجوم عن " الشرعية الدستورية" فلم يعرف عنه المشاركة في الثورات، حتى حينما خرج زعيمه السيد محمد عثمان الميرغني معارضا كان عبئا على التجمع الوطني الديمقراطي.
كنت قد أشرت في مقال سابق في العام 2006 إلى أن على القوى السياسية السودانية أن تعيد قراءة الخريطة السياسية وتعيد إكتشاف مكوناتها الجغرافية والديمغرافية، وأن تأخذ بالإعتبار أن متغيرات كبيرة جدا قد حدثت في السودان خلال العقدين الماضيين، لتستوعب بأن قوى جديدة أصبحت تشكل عاملا أساسيا في الصراع ، وان القوى السياسية ستقدم خدمة جليلة لتاريخها إذا هي وظفت خبرتها في إضفاء حكمة على حيوية هذه القوى الجديدة، لأن البديل الآخر أن تمضي سنن التغيير نحو غاياتها في غياب القوى السياسية التقليدية حينها ستنتبه هذه القوى على وقع حوافر طلائع التغيير تدق أرضا تحسبها هذه القوى صلبة صلدة فإذا بها رمالا متحركة سرعان ما تنهال على رؤؤس الذين يطيلون أحلام اليقظة في صحراء لافحة السموم.
ستبلغ الحكومة غايتها في العزة باثم تعريض أمن البلاد والعباد للإستهتار وسترتفع أصوات الإرتزاق من الأزمات في موسم تحسبه رابح ولكن لن ينجلي الليل إلا وقد أفاقت الحكومة على حقائاق سيتلوها على أسماعها أصحاب الحق المر من أبناء القوات المسلحة في اللقاءات الداخلية للضباط وسيسعى نفر آخر من أبناء الوطن الحادبين ليهمسوا في أذن قيادة الحكومة ما يكذب تقارير التمام الرسمية، وأهم من كل ذلك فإن الشعب سيمشي بالحديث في أماكن الأفراح والأتراح، وكعادته سيتداول كل التفاصيل بصدق وبعفوية بعيدا عن التنميق والتدبيج وتعمد الإطالة الذي يجتر الكذب كما تجتر بهائم دارفور العلف الشحيح موسم الصيف، وإذا كان في الحكومة أذنا واعية فبها ونعمة وإلا فسيعقد الشعب محكمته وسيقول كلمته التي ما فيها ترافع وليس بالإمكان أستئنافها لأنها نافذة، والمرة القادمة لن يقف على الرصيف يرقب تطورات الأحداث بل سيكون جزءا أصيلا في صناعتها فلقد علموا أن دابة الأرض قد أكلت منسأة الحكومة !!! .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
المؤتمر الصحفي للأمين العام للمؤتمر الشعبي بعد إحتجازه والإفراج عنه بتاريخ 9-5-1429 هـ القسم: الملف السياسي الترابي: هذه السيناريوهات المتوقعة للتداعيات الدولية والقومية والمحلية { المجتمع الدولي لن يقطع صلته بخليل ولا بعبد الواحد وبعد قليل يعود العقل والبصر وأنا لست يائساً { أمين الشعبي أكد رفضهم لاستخدام العنف لتغيير النظام وضرورة المدافعة السياسية ووصف أحداث أم درمان بالمؤسفة الخرطوم : كرم الدين سعيد - تصوير : رضا حسن كشف د. حسن عبد الله الترابي الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي في مؤتمر صحفي عقد أمس ملابسات اعتقاله وعدد من قيادات الحزب. وأكد د. عبد الله حسن أحمد، نائب الأمين العام رفض حزبه استخدام العنف لتغيير النظام وضرورة المدافعة السياسية، واصفا ما حدث في أم درمان بالأحداث المؤسفة لكل الشعب السوداني. واضاف ان ما حدث من اعتقالات في المؤتمر الشعبي أمر مرفوض ارادت به الحكومة ان تغطي ما حدث من معالجة خاطئة للأحداث. وفيما يلي تورد (أخبار اليوم) نص المؤتمر الصحفي للترابي الذي بدأ حديثه قائلا : الاعتقالات طالت (21) واطلق منهم بالتحري نحو (6) حتى الآن وامتدت الى الاقاليم في شمال كردفان وامتدت الى الدور. الحكومة صورتها اجراءات تحري وحسب، ولكن في الاول بدا اعتقالا في الشكل لاننا اخذنا الي كوبر، وتعلمون كوبر ليس بديوان التحري في السودان، والدور طبعا لا تتحري لان الدور لا تسأل ماذا فعلت وكيف اتصلت بالقوات الغازية على ام درمان، ولكن نحن علمنا الآن ان قائمة خاصة اوحت وقالت لا بد ان نوازن الصدمة لهيبة السلطة لرهبتها مما حدث في ام درمان، كل احد يدرك ذلك طبعا، وكنت لاربعة ايام في ولاية سنار لاشهد مؤتمرا وحسب ونهجنا دائما في المؤتمرات ان نطوف على القرى والمدن في الولاية المعنية. ولكن عادت جبهات اخرى من السلطة وقالت هذا يفسد علينا قضيتنا والاعلام سيصوب الي حدث اخر وكان يمكن رميا على تشاد بالاتهام او رميا على هذه الحركة بالاتهام. الاتحاد الافريقي والامم المتحدة تتعامل معها طبعا في حركة العدل والمساواة في اطار محاولات الحوار وبدلا من ذلك هذا الامر افسد علينا ولذلك جاء وقت متأخر والتحريات اختلفت بين منظومة فيها شئ من الغلظة ومنظومة فيها شئ من اللطف مع الاخرين والاجوبة اختلفت مع من يجيبوا جوابا محدودا لانه لا يدري بالضبط كيف كان قرار الحزب النهائي في كل حيثياته، المبادئ العامة معروفة للجميع بعضهم اجاب وبعضهم كالمتحدث اليكم كان لا يستحقر اشخاص اللجنة العليا من الامن ولكن يستحقر هذه الاجراءات اصلا حتى ولو عقدت في وزارة العدل بكبار مستشاريه، فالاستحقار ليس للاشخاص ولكن للاجراءات نفسها لا جدوى منها من قبل جاوبنا كما قال الاخ الكريم الحكومة كلما غضبت تريد ان تشفي غضبها وكلما انكسرت بشئ تريد ان تعالج كسرها وتصوب علي المؤتمر الشعبي او على آخرين، وفي الاجراءات كلها ما كنت تجد شيئا اصلا قانونا ولا اعلاما، بل ان بعض من تحروا معهم قيل لهم الترابي هناك يجب ان تعترف انت، وقالوا لهم جمعنا كل المعلومات والوثائق والاعترافات فخير لك ان تمضي وتعترف بما تقوم به، بمعني اتخذت كل وسائل الضغوط ولكن عموما لا استطيع ان اقول كان مفاجأة لنا ان نخرج من الامر ولكن الدخول لم يكن مفاجأة لنا، قبل ان ادخل الخرطوم تحدثت مع الذين كانوا معي راجعين من سنار ان الحكومة يبدو مع هذه الضربة ستلتفت اليكم وستفعل بكم الافاعيل، وما كان الفرق بين قدومي الي البيت واعتقالي الا ساعة ونصف، واذا وكان لديكم اي اسئلة طبعا الدكتور بشير ادم رحمة لم يطلق سراحه بعد وادم الطاهر حمدون وحسن ساتي امين العام للشئون الاقتصادية وابوبكر عبدالرازق مسئول العلاقات العالمية لم يطلق سراحه واسامة مسؤول الاحصاء في التنظيم وكذلك اخرون لم يطلق سراحهم سيطلق سراحهم تباعا هذا اليوم بعد تحريات، والمؤتمر كما حدثتكم اصلا لا يصرح الا عن مؤسسة ولذلك نحن - صدقوني قلتها لكم- حتي نحن في سنار خمسة اعضاء كبار حتي نحن لوحدنا لم ندبر امرنا لنسهم به في اجتماع الامانة ودائما الحوادث لا نعلق عليها التعليق الصحفي، الذي نقوله فقط للرأى العام، ولكن اذا حدث حادث ما هو حيثياته التي سبقت وادت اليه؟ تحدث عنها هي حتى لا تؤدي الى مثله غدا او بعد غد، وننظر الي العلاقات العالمية لعلاقات الجوار مثلا او علاقات سمعة الوطن والسلطة وهكذا ووحدة الوطن، ونتحدث عنها وننظر الى آمال السودانيين فيها ان يتفقوا جميعا. ü رده على اسئلة الصحفيين ü ما هو رأى الحزب في ما حدث وما تأثير ذلك على السلام في دارفور؟ - الامر لا يستدعى جوابا كثيرا، ما حدث امر محزن ومؤسف كما اسفنا وحزنا على الغرب وللموت وللضرب وللعنف الذي وقع لاهالي دارفور، قد لا تأتي كل الصور الى السودان ولكن نتلقاها ولو من خارج السودان وكل الاحداث نتلقاها ولو بعد حين لانها طبعا محجوبة، تلك المأساة التي تحدث في دارفور انسانية ونأسف لهذا الذي حدث ونحن ضد العنف الذي تسلطه الحكومة وضد العنف التي تسلطه المعارضة عليها لان العنف لا يولد الا عنفا لان منهجنا اذا قرأتم تجدون الوسيلة هي كذا والهدف كذا واهدافنا السياسية ان نغير نظام الحكم ووسائلنا هي وسائل المجاهدات والصبر على الاعتقالات والمظاهرات وهكذا، ولكن لا نرضى ان يقوم عسكري ليغير النظام او يقوم فاعل بفعل مثل ما فعل النظام بالبلد، كيف تغير نظاما بمثله؟ ü ما ذا ترى في العلاقات الامريكية تحت الطاولة وهل هنالك حريات قبل الانتخابات؟ - السؤال خارج اطار المؤتمر ولكن سنجيب عليه، امريكا طبعا لها موقف في قضية دارفور يتأثر بالموقف الشامل داخليا وانتخاب مرشحي الاحزاب، وان الرئيس في خواتيم امره احيانا يريد ان يخرج بحسن عاقبة، ولكن ضغوط الرأى العام في امريكا ماثلة في علاج قضية دارفور وفي اطار الامم المتحدة اوربا لها موقف شبيه ليس متوازيا تماما، والعالم كله له مواقف كهذه وامريكا كانت لها آراء انها اذا غُزيت المعسكرات في دارفور او اذا اشتد الضرب ستضطر الى التدخل من خلال ادوات الامم المتحدة او تتجاوزها كما تفعل كثيرا، حتى رد الفعل الامريكي يبدو فيه شئ من الاضطراب بين الخارجية وبين البيت الابيض وليس ذلك بغريب، في الديمقراطية اصلا الاصوات احيانا لا تتوازي مثل اصوات الدكتاتورية كلمة بكلمة. الانتخابات هذه ليس قضيتنا، تسألني عن الحوار حدثناكم ان لنا شرائط ان نحادثهم على سواء لا يمكن ان يكون عندنا معتقلين، ومررنا بالدار التي خرج منها الاسير في غوانتتامو، ولكن غوانتتاموا في داخل السودان لا في كوبا، لا يزال يعتقل منا مجموعة غير هؤلاء الذين اعتقلهم امس منذ زمن يحاكمون محاكمات سياسية ليس فيها من القانون شئ، قلنا لهم حتى نلتقي سواء حتى لا نحدثكم عن غضب او ظلم ولا عن استسلام كما تتوهمون بعد ذلك يمكن ان ان نحاوركم انشاء الله اذا انطبقت هذه الشروط سنتسأنف بيننا وبينهم المحاورات. السودان بلدكم هذا مازال مضطربا ولا تفتكروا الاضطراب فقط في الاقاليم، الاضطراب والزلزلة في الشرق وفي الغرب وفي الجنوب هذا الاضطراب في المجتمع كله ممثلا في الصراع في التعليم وممثلا في تشققات الاحزاب وفي صراعاتها حتي الحزب الحاكم داخله تباين، انظر الى التصرفات التي تحدث بين اجهزتها نفسها شئ من التوتر. من فعل هذه الفعلة ومن قصر ومن يأخذ الحمد اذا حدث؟ ü تداعيات الهجوم على ام درمان والاعتقالات والتوترات السياسية .. الى اي مدى تعتقد ستؤدي لتحقيق السلام وعملية التحول الديمقراطي، هل تعتقد ان هذه التداعيات ستقلل الفرص ام انها ستكون ضاغط في اتجاه تحقيق السلام بشكل عاجل؟ - الترابي : ابدأ بالاقليمي وانتهى بالقومي .. ازمة دارفور من اول الزمان كنا في كتاباتنا نقول انها ازمة غير محلية لها جوار واسع اجتماعي وتاريخي وما حولها ولذلك اذا اشتعلت فيها النيران ستصيب الذين الى جانبنا غربا في تشاد وستتفاعل الامور هنا وهناك، فهي ازمة دولية والعالم كله سمع بالأزمة والجماهير في كل الغرب حتى كل الاخبار والصور وانفعلوا بذلك قبل ان تنفعل الحكومات الغربية والضغوط كانت شعبية عليهم في بلاد ديمقراطية اصلا ولذلك قلنا انها ازمة قومية لا يصلح السودان اذا بقت دارفور او عطلت او شلت كلها بين اللجوء الى المدن والمعسكرات وتعطلت الزراعة والعمل كله بل اصبح خصما ننفق على السلاح حتى نقاتل دارفور، وكنا نرى انها ازمة قومية وعالمية وليس محلية وحسب، واجيب ان شاء الله على ما ارى في مستقبل الامور في هذا الامر والتداعيات، انا في رأىي والله اعلم انه ستكون لنا عظة في العلاقات الدولية، من قبل كانت لنا علاقات مع اريتريا واثيوبيا ومع يوغندا نتبادل معهم تسليط المعارضات وتسليحها ومدها عليهم فيجيبوننا او يبادروننا فنضطر الى ان نجاوبهم بمثل ذلك فكانت تستغل الشعوب وتوظف ليضرب بعضها بعضا، الحكام الطغاة هنا وهناك والشعوب ينبغي نحن ننظر الى ان تتوحد وتصبح سوقا مشتركا ومجتمعا مشتركا ومنظومة واحدة ولكن هكذا تتخذ الشعوب وتلقي بالشعوب بعضها على بعض كادوات سلاح فقط .. ولكن اظن ان ما حدث في تشاد قبل مدة وما حدث في الخرطوم .. ما حدث في تشاد وصل انجمينا وما حصل هنا وصل العاصمة، كذلك احسب انه سيجعلنا نرجع الى حسن الجوار مع كل الدول التي تجاورنا، حسن الجوار والسلام، لا مسالمة فقط وملاطفة ولكن تعاونا وسوقا مشتركة بل حدودا تنفتح لا لتجلب النار بل للتبادل التجاري والاجتماعي والرجاء ان شاء الله في منظومة كالمنظومة الاوروبية تجمعنا ان شاء الله. انا في رأيي الضربة كانت صدمة بالغة تذكرنا بهذه المعاني وفي برنامجنا هكذا نقصده وهدفنا في علاقات الجوار له امانة خاصة والعلاقات العالمية. اما في العلاقات القومية احسب انه احيانا بالطبع من اول الضربة الانسان يصيبه الغضب وان لم يجد الذي ضربه فيضرب مثل ضرب المؤتمر الشعبي، ولكن لعل من في السلطة الآن يدركون ان مجرد حصر العنف في دارفور والضرب والنيران كلها هنالك رد الفعل لن يقتصر علي دارفور بين القبائل بعضها على بعض وبين مقاومات هناك ولكن احيانا قد تنطلق منها قذائف كما انطلقت قذيفة غزو تبلغ الخرطوم وتبلغ كل عاصمة السودان وتزلزله، زلزلتنا هذه الضربة المؤسفة المحزنة ولكن نحن كنا نتحدث امس لايمكن ان نصم آذاننا عن الاحزان المتباعدة لانها غدا ستأتينا العاقبة، واظن الحكومة ستدرك والمقاومة نفس الشئ اظن انها ستدرك انها قد تضرب ضربة تبلغ حتى الخرطوم ولكنها لن تبدل كل شئ بهذا المنهج وحده ولو جاءت وحكمت السودان -ارجو ان تكون لا تريد - ولكن نحن لا نريد ان ننتقل من حكم عسكري الى حكم عسكري فضلا من ان تكون من قوة عسكرية اخرى لاننا سنظل في نفس المشاكل ومن قبل في السودان لو تذكرون تاريخكم اهل السودان قامت قوات من ليبيا وجاءت وضربت الخرطوم وانتشرت في كل ناحية ولم تبلغ هدفها فردت وحكمت وقتل من قتل لكن الحاكم اتعظ طبعا والمعارض هناك اتعظ تماما بعد قليل بعد ذلك التقوا وبدأت المصالحات وعادوا نحن كنا في السجون طبعا ولا نخرج من البلاد كثيرا ولكن عادوا من بورتسودان ولندن وجاءونا في السجون ليفاوضونا فقلنا ان منهجنا لا نفاوض في السجن حتى لا تظنوا ان طيب الكلام هو خوف ولا شديد الكلام هو حماقة، فاخرجونا بعد ذلك وحققنا المصالحة الوطنية معا. اذا كنتم اهل السودان ترجون مصالحة وطنية ومهاد من حريات اوسع وكفاية السلطة والقوة والامن يبقى القرار للشعب ليختار لا للامن ليكره ويخبط ويطلق كما يشاء، اظن ان العبرة ستكون خيرا ويأسف المرء لما فقدنا ولكن دائما تطورات التاريخ تكلفك التكاليف، دائما هذه التكاليف تحدث في دارفور ووصلتنا هنا وما حدث من اعتقالات متوالية لنا والوقع الاعلامي العالمي لذلك هذا كله احسب سيهمنا جميعا والاحزاب والقوى السياسية الاخرى لتتحاور وتتسالم وتقيم في السودان نظاما هادئا ساكنا بوحدة وبمعادلات مطمئنة لا بحروب، وتقيم نظاما حاكما شوريا ديمقراطيا حرا عادلا هذا ليس رجاء ودعاء مني لكن تقدير مني ان نستفيد مما حدث. القادمون كما بلغني ما كانوا يستهدفون المواطنين بل يلتقون بهم ويحيونهم والقوات المسلحة طبعا لا تستهدف ولكن اذا تراشق الناس بالنيران بعد ذلك لا اسهل ان تنطلق الطلقة واين تقع وتصيب عشرات من المدنيين، و هذا دائما نهج الاضطرابات العسكرية. ü ذكرت اطراف حكومية عديدة عن وجود ادلة ووثائق تربط بين د. خليل والمؤتمر الشعبي، هل عرضت عليكم أي من هذه الادلة في التحري ولو على سبيل دفعكم للتسليم بالامر؟ - من يعلم بداهة القانون واولويات الاجراءات والتحريات لا يمكن ان يتصور ان الدولة في ضرب والجيش في عمليات والامن في عمليات، العدل الآن غائب تماما وهذا ليس وقتا للتحريات ولكن هذه طريقة استجواب، نحن عندنا اعترافات، انا احدثكم وقالوا للناس الترابي اعترف وهو الامين العام لك، ولا بد ان تعترف انت، ولكن نفس هذه المسائل قيلت لي، قالوا لنا وثائق بعد ان رفضت ان اجيبهم بنعم او لا اصلا لا لانني احتقرهم ولا لانني محتار ولكن لان مثل هذه الاجراءات لا قيمة لها البتة هم ارادوا ان يخرجوننا اعتقلوننا ثم بعد ذلك ارتدوا الى رشدهم ولكن حتي يستتروا منكم قالوا تحرينا حتى يكون الامر كأنه تحري، قيل لي هذا، قيل لدينا وثائق واعترافات، الشرطة احيانا تنشغل بالقانون لانها تدرس قانونها وتقاضي بين يدي دفاع واتهام ولذلك تضطر لان تتعامل مع القانون وقبل كل الاخرين كذلك. وقالوا لنا وثائق .. عادة الشرطة الذكية اذا اعترف بعض المشتركين في جريمة يشهدونك عليهم حتى تشعر ان قضية التستر بينكم قد انهارت، لا يأتونك بالورق فقط يأتونك بالاشخاص نفسهم وحدث في بعض القضايا. قلت لهم انا لن اجيبكم على شئ وانا زاهد فيما عندكم حتى هنيئا لكم اذهبوا به الى المحاكم ثوابت وبينات مؤكدة ومعززة، اذهبوا بها الى المحاكم ونلقاكم هنالك، ولكن ما اخرجوها لاحد قالوا هنا لي هذه اسرار امنية لن نخرجها . طبعا القوات النظامية مختلفة الشرطة تعلم ان لابد ان نسأل ونجاوب ونتعامل ولا نضرب اول طلقة . ü هل نتوقع من حزبكم تقديم مبادرة لما لكم من نفوذ في الاقليم في محاولة لم الجراح؟ - المبادرات كانت دائما تخرج منا لا لفضل فينا لانكم تعرفون ان هذا الحزب من قديم الزمان يتحدث عن اللامركزية سواء كانت ثورة الجنوب او حركة الجنوب بعد ثورة اكتوبر كنا دون سائر الاحزاب تقدمنا خطوة الى اهل الجنوب وعقدنا مؤتمرا في فكرة الاقليمية درجة نحو الفدرالية وحتى مع الجنوب اخيرا نحن الذين بادرنا في جنيف وعقدنا اتفاقية سميت اتفاقية خيانة للدستور وخيانة للسلطة وخيانة الدين، ولكن في نهاية الامر الحكومة اضطرت الى ان تفاوض تستسلم لما جرى في نيفاشا ومشاكوس من قبل والطريق سلكوه من بعدنا وفي دارفور تعلمون اننا ندعو الى اللامركزية والتعامل بيننا وبين قضية اهل دارفور المقاتل منهم وغير المقاتل سواء عندنا نحن لا نقاتل ولكن قاتلنا او لم نقاتل قضية دارفور نحن معها كنا دائما لا مركزية ونحن حزب قومي فينا من دارفور ومن الجنوب ومن الشرق من كل ناحية رجالا ونساء ولابد ان يتوازن رأينا وقدمنا قضية دارفور وترجمناها الى اللغة الانجليزية مرة بعد مرة وتحدثنا الى الامم المتحدة حتى امينها العام وتحدثنا للاتحاد الافريقي مرة بعد مرة ونصحناهم ان يكون الحوار وخالفوا رأينا وذهبوا الى مكان واخفقوا تماما ونصحناهم كيف ينبغي ان يتبع الحوار لا ليأتي بطرف مقاتل مع طرف مقاتل هنا دفاعا عن الدولة وطرف يقاتل دفاعا عن حقوقه والذين لايقاتلون والاحزاب القومية التي لا تقاتل ولكن لها رؤى كذلك حول دارفور والشرق والجنوب والشمال يشتركون جميعا في هذه قضية تأسيسية للوطن وليست قضية سياسية عارضة تاسيسا للوطن والبناء الدستوري البنيوي للسودان ينبغي ان يشترك فيه كل اهل السودان وبعد ذلك يعتمده الرأى العام كله هذا هو الضمان ليس قوات عالمية والقوات الافريقية لم تجد شيئا، الضمانة هو الشعب والسلطة هي للشعب، فقلنا لهم مرة بعد مرة ذلك ولكنهم لا يريدون ان يستجبوا لذلك لانهم مازالوا يرددون بعض الالفاظ التي تعلموها قديما عندما كنا جميعا سواء ولكن لا يدركون مراميها ومغازيها، اسأل الله ان بهذه الحادثة تصلهم المبادرة وهم يصوبون خاصة على خليل ابراهيم ودائما يحدثون كل الاعلام الغربي وكل الدبلوماسيين الغربيين ياتونني ويقولون يقال ان هذا الرجل هو معك ومع بن لادن، طبعا لانهم يريدون بذلك ان يخاف الغرب من هؤلاء، هذا هو الارهاب والاصولية الاسلامية حتى لايمدوه لا بدعم سياسي ولا مالي وسلاح، هذه هي الطريقة التي فعلوا بها كثيراً، والاخر ذهب الى اسرائيل، هذا لا يغضب الغرب عليها طبعا ويزيده رضا ولكن يزيد الحكومة هنا حياء، ان تؤثر عبدالواحد يساري الاصل على خليل الاسلامي الوطني، طبعا هو درس في وسط السودان وتزوج وسط السودان. ولكن لا احسب ان المجتمع الدولي سيقطع الصلة بخليل ولا بعبد الواحد ولا باهل دارفور الاخرين سيظل يحاولون ان يجمع المتحاربين مهما اشتدوا واحتدوا ومهما شكا بعضهم سطوة على الاخر في دارفور او على الاخر في ام درمان ومهما خسر المدنيون وبنىة الاقتصاد السوداني هنا وهناك احسب ان ذلك سيكون كذلك وما احسب ان الاحزاب السودانية ستفعل ذلك وبعض القضية الاولى اكاد اطمئن انهم سيرجعون، انا حدثتكم عن نميري ماذا فعل في الذين قدموا من ليبيا قتلهم قتلا فاحشا حتى الذين لم يشاركوا في المعارك جاء لهم من دارفور وهذا اصل القضية في العالم كله حتى في امريكا مجرد ان يجدوك مسلما يلقي عليكم الغضب والغضب احيانا يحول الانسان الى وحش (اصم وابكم) لا يرى ولا يسمع ولكن بعد قليل يعود العقل والبصر ان شاء الله وانا لست يائسا وانا صدقوني ما كنت اعلم ما هي قرارات الامانة كنت في سنار وفي سنار نحن اصلا ما علمنا قرار حتى لم نهيئ نفسنا جمعنا فقط معلومات وتحليلات وجئنا لنجتمع واجتمعوا بعد ان غيبنا هنا في الخرطوم في الاعتقال. واهدافنا في نظامنا وكل سياستنا ان النظام يكون لا مركزي ويكون ديمقراطي وحر ولن نقبل ان يخلفه نظام اخر حتى يشفي غيظنا فيه، لا نقبل الانقلاب ولا نقبل العنف والوسيلة هي الترابط السياسي والتغيير ولذلك في دارفور اتخذنا نفس الموقف كنا ضد العنف من جانب دارفور او من الجانب الذي يقابله هنا وكنا ندعو للحوار فيها وكنا نرى ان كل شئ يحدث فيها مؤسف وان الرد الذي وصل الى الخرطوم حدث مؤسف ومحزن لاننا لا نقبل هذا من اي طرف اما اعتقالنا ارى انه امر اسف جدا ايضا ولكنه معهود عندهم ولعل الحكومة الآن تستيقظ وبدلا ان تشفي غيظها لا بد ان تسترشد به، وسترون في الايام القادمة حديثنا عن كل التداعيات الدولية والقومية والمحلية لما يحدث في دارفور وما حدث اخيرا حتي في قلب السودان. علاج قلب السودان يجب ان يصل الى اطرافه لا يمكن ان تعالج الاطراف دون ان تعالج العقل المركزي في السودان حتى يتوازن السودان ويهدأ ويطمئن وكل ثرواته لا تضيع هكذا في الصراع ان شاء الله بالبناء بالتشاور والحكمة ولا الخصومة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: Bashasha)
|
تور خليل إبراهيم من أمير الدبابين إلي مطلوب للعدالة سارة عيسي [email protected] مع تعالي صوت الضجيج ، والناس بين نشوتي الفرح والانتصار ، والرقص فوق جثث القتلى والجرحى ، مع التقاط الصور التذكارية ، هناك حقائق تضيع خلف السياج ، عن ما جرى وكيف حدث ؟؟ ، امتزجت الدراما بشيء من الخيال ، وسكب اعتقال الدكتور الترابي المزيد من التساؤلات في إناء أن ما جرى كله لا يزيد عن كونه امتدادا طبيعياً لصراع الأجنحة الأمنية داخل البيت الإنقاذي ، الشعب السوداني المذهول بسبب هول الصدمة غير معنى بهذه الأحداث ، والآن أعلنت حكومة الإنقاذ جائزة وقدرها مائة ألف دولار لمن يدلي بمكان الدكتور خليل إبراهيم ، وعرض الجوائز والمكآفات لقبض المطلوبين ثقافة سادت في الولايات المتحدة في فترة ما قبل تكوين الإتحاد ، وهذه المهمة كانت من إختصاص الجوالة rangers ، ذلك بسبب عدم وجود نظام فدرالي يسهل تعقب المطلوبين عبر الولايات المتباعدة ، ويُذيل إعلان الجائزة بعبارة " مطلوب حياً أو ميتا" ، أعاد الرئيس الأمريكي جورج بوش هذه الثقافة من جديد بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، لكنه لم يستخدمها ضد الأميريكيين داخل بلاده ، بل أستخدمها ضد تنظيم القاعدة في أفغانستان والعراق ، ومنح الجوائز هي outsourcing للعمل الإستخباراتي الناجح ، وهي تكشف عجز الطالب عن اللحاق بالمطلوب .فهو عندما يعرض الجائزة يعرض ما يُسمى بالإغراء المالي temptation of money ، والطريف في الأمر أن أجهزة الإنقاذ سمت الجائزة بالدولار الأمريكي حتى لا يتضرر الرابح من تقلبات الجنيه السوداني ، وهي تساوي ضعف المبلغ الذي دُفع للموسيقار محمد وردي ، مما يعطي الانطباع أن الدولار هو العملة الموحدة لصيد المطلوبين وتكريم المبدعين .
المضحك ، والطريف في هذه المسألة ، أن السلطات وزعت صور المطلوب د.خليل إبراهيم بزيه "الكحلي" الذي يظهر به في الفضائيات، الدكتور خليل إبراهيم معروف للأجهزة الأمنية ، ولا ننسى أنه كان يشغل منصباً أمنياً في حكومة الإنقاذ ، ولا ننسى أنه كان من وزراء الإنقاذ القلائل الذين كانوا يتمسكون بارتداء الزي العسكري في كل ساعات العمل الرسمية ، وضيف ألفه الناس في برنامج ساحات الفداء ، لم يتبرم أحد – من وزراء الغفلة الذين دخلوا في مركب التوالي – عندما كانت بندقية الدكتور خليل إبراهيم مصوبة نحو الشقيق الجنوبي ، كانوا يهتفون له ..هي لله ..هي لله ، كانوا يسمونه بالدباب ، ويسمونه بأمير المجاهدين ، لا يمكن اختصار ظاهرة الدكتور خليل إبراهيم بأنه تشادي حاول غزو بقعة المهدي المباركة بأمدرمان ، أنه صراع الأخوة الأعداء في البيت الواحد يدفع ثمنه الأبرياء في كل مكان ، هذا الصراع كشف أن الحركات الدينية لا تملك مشروعاً سياسياً يوّحد المكونات المختلفة للشعب السوداني ، كما كشفت أحداث الأمس أيضاً أن الصراع الاجتماعي في السودان سوف يتجه نحو المزيد من المصادمة وبئر الإشتعال ، حادثة 10 مايو في تاريخ السودان سوف تتكرر ، وربما بصورة أشنع وأفظع مما شهدناه بالأمس القريب ما لم تُحل أزمة المركز مع الهامش ، كما كشفت أيضاً عورة النظام الأمنية الذي كان يتبجح بتوفير الأمن والسلام ، التحريض العرقي الذي تمارسه وسائل إعلام الإنقاذ الآن لن يقود إلي الحل ، ولن يرهب أحداً من تكرار المحاولة ، فضرب المواطنين العزل في دارفور بالطائرات فتح أراضي الإقليم للقوات الدولية ، وهذا السيناريو يُمكن أن يتكرر في الخرطوم إذا لم يضع العقلاء حداً للتجاوزات التي تجري في الخرطوم الآن ضد كل من يُشتبه بأنه من دارفور ، وقناة تلفزيون السودان ذكرتني بإذاعة الهوتو العنصرية التي عصفت بوحدة الشعب الرواندي .فقد أتضح أيضاً أن النظام معزول في محيطه العربي ، وقد أشفقت على الدكتور مصطفي عثمان وعلي أحمد كرتي وهما يشاركان في مؤتمر حل اللبنانية – بينما لا زال الرصاص يلعلع في شوارع الخرطوم .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
كتب الجلابي الكيك، ربيب صحافة الانقاذ:
Quote: الم يخطر ببال خليل ابراهيم مغبة فشل او الجهة التى وجهته وضغطت عليه ليقوم بهذا العمل احتمالات فشل مثل هذه المغامرات فى العصر الحديث الذى تطورت فيه تكنولوجيا الاتصالات والتصوير واجهزة التنصت الحديثة |
بلحيل قلبك علي خليل ولانجاح العملية يالجلابي النابح خوفا علي مصالح دويلتو النازية؟
بتستهبلو علي منو يالجلابة؟
مصلحتك انت كجهوي في بقاء النظام، او تغييرو بي شروطك دون اخلال بي شرط انفراد الجلابة بالدولة بغض النظر عن الانظمة.
دي الحتة الانت جاي منها، عامل حريف لافي حول الكرة الارضية، للتضليل لتصل لهدفك! ياسلام! صفقة ياخوانا، طرج طرج طرج!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: Bashasha)
|
كيف وصل المتمردون إلى أطراف العاصمة؟ ما وراء هجوم العدل والمساواة على الخرطوم ما وراء هجوم العدل والمساواة على الخرطوم -
أخر تحديث: الثلاثاء 13 مايو 2008 الساعة 11:36PM بتوقت الإمارات في اليوم التالي لقضاء الحكومة السودانية السريع على الهجوم الذي شنه متمردو دارفور على العاصمة الخرطوم، كان السؤال الذي يتردد على ألسنة الجميع هو: ما الذي كان يهدف إليه المتمردون من وراء شن هذا الهجوم؟·
ففي خلال سنوات الصراع الطويلة في دارفور، كان المتمردون يقصرون هجماتهم عادة على المواقع الحكومية في الإقليم، ولكنهم لم يحاولوا أبداً شن هجوم على العاصمة·
كان لدى المتمردين العديد من الأسباب التي تمنعهم عن ذلك منها أن العاصمة الخرطوم محصنة جيداً، بحواجز خرسانية منيعة أمام المطار، وبمدافع من عيار 50 ملم في الشوارع· وكانت العاصمة قد نجت من التحول لحلبة للعديد من الصراعات التي كانت مشتعلة في أجزاء مختلفة من السودان، لأن الحكومة المركزية التي تسيطر عليها كوادر متماسكة من العسكريين العرب الذين ارتبطوا في الماضي بحركات إسلامية، استغلوا أرباح البترول والأسلحة الصينية في بناء قوة عسكرية رهيبة·
بالإضافة إلى الحيرة بشأن الأسباب التي دعت المهاجمين المنتمين إلى حركة ''العدل والمساواة'' إلى الهجوم على العاصمة أصلاً، فإن أكثر ما أثار الحيرة والدهشة في ذلك الهجوم، هو كيف تمكن المتمردون من الوصول إلى أطراف العاصمة دون أن يتم اكتشاف أمرهم على الرغم من المساحات الشاسعة التي قطعوها في الصحراء على ظهر سيارات متهالكة·
''ما الذي كان يهدف إليه أفراد جماعة العدل والمساواة؟''···هكذا تساءل ''ديفيد موزيرسكي'' المحلل في ''مجموعة الأزمات الدولية'' وهي معهد بحثي يتابع الأحوال في مناطق الصراع في مختلف أنحاء العالم· ويضيف ''موزيرسكي'':''من الصعب تخيل أنهم كانوا يصدقون أنه بإمكانهم احتلال العاصمة بعدد من السيارات يتراوح ما بين 50 إلى 100 سيارة''·
أما''جون بريندرجاست'' مؤسس مشروع إناف Enough المهتم بالدفاع عن ضحايا الإبادة الجماعية، فيعتقد أن الهجوم، كان مجرد وسيلة لاكتساب قدرة ضغط، وأن هـــدف المتمردين من ورائه كان هو توجيه ''صفعة'' لحكومة حزب المؤتمر الحاكم ثم'' الانفراد بعقد صفقة لتقاسم السلطة مع الحزب دونا عن بقية فصائل دارفور''·
وأضاف''بريندرجاست'': نحن نرى جزئياً استئنافاً للحرب الداخلية التي كانت تدور رحاها بين الفصائل الإسلامية'' مشيراً إلى أن متمردي دارفور، وحركة ''العدل والمساواة''، ومسؤولي الحكومة السودانية، يتشاركون جميعا في تبنيهم لأجندة إسلامية·
ولو كان القصد من الهجوم على الخرطوم هو إرسال إشارة إلى الحكومة، فإن تلك الإشارة قد تكلفت عشرات الضحايا بحسب سكان ضواحي الخرطوم الذين يقولون إنهم رأوا جثث المقاتلين المتمردين متناثرة في الشوارع صباح الأحد الماضي·
لفترة طويلة ظل السودان يمثل عشاً للدبابير للفصائل المنخرطة في صراعات مريرة· فالحكومة السودانية ذاتها ليست سوى اندماج قلق لحزبين متحاربين هما ''المؤتمر الوطني'' و''الحركة الشعبية لتحرير السودان''· وهذان الحزبان خاضا حرباً أهلية استغرقت 20 عاماً في جنوب السودان أسفرت عن مصرع 2,2 مليون إنسان·
بعد اتفاقية سلام تاريخية عام 2005- ساعد الرئيس بوش في التوصل إليها- أصبح حزب ''المؤتمر الوطني'' بموجبها هو الشريك الأكبر ولكنها سمحت لـ''الحركة الشعبية'' التي تمثل المسيحيين والوثنيين في الجنوب بالحصول على بعض الحقائب الوزارية والمناصب المهمة مثل وزارة الخارجية ومنصب النائب الأول لرئيس الجمهورية بالإضافة إلى حقها في الاحتفاظ بقوات مسلحة خاصة· و''الحركة الشعبية لتحرير السودان'' ومتمردو دارفور يتشاركان في العديد من الأهداف مثل ضرورة وضع حد للتهميش التاريخي الذي تعرضت له منطقتيهما· وفي العديد من النواحي يبدو الجنوبيون الساخطون وأهل دارفور الغاضبون وكأنهم حلفاء طبيعيين·
بيد أن الذي حدث يوم الأحد الماضي، هو أن قيادة ''الحركة الشعبية لتحرير السودان'' أظهرت بشكل واضح إلى أي جانب تقف· فقد لوحظ أن ''سيلفا كير'' رئيس جنوب السودان والنائب الأول لرئيس حكومة الوحدة الوطنية، أدان الهجوم وقال إنه لا يساعد على حل أزمة دارفور كما أصدر قادته العسكريون بياناً قالوا فيه إنهم على استعداد لدعم حكومة الوحدة الوطنية·
والهجوم إلى جانب كونه لا يساعد متمردي دارفور، فإنه قد يؤدي في النهاية إلى تقويض قضيتهم· فهذا الهجوم لم يؤد فقط إلى تقريب حزب ''المؤتمر الوطني'' و''حركة تحرير شعب السودان'' من بعضهما بعضاً، ولكنه قد يكون أدى أيضاً إلى خسارة المتمردين للدعم الشعبي· يعبر ''إسحاق آدم بشير'' عضو البرلمان المؤيد لحكومة الوحدة الوطنية عن ذلك بقوله:''أنا دارفوري، وأعرف تماماً ما الذي يدور في دارفور التي يعاني سكانها وأعرف أن الهجوم على الخرطوم لن يؤدي إلى مساعدتهم''·
وقال ''إسحاق'' أيضا إن الهجوم قد أظهر الميول الحقيقية لـ''حركة العدل والمساواة''، ويثبت أن تلك الحركة ''لم تعد مهتمة بمصالح دارفور وإنما تستخدم أزمة الإقليم كوسيلة لتحدي الحكومة هنا''،أما زعماء ''العدل والمساواة''، فيقولون إنهم هاجموا الخرطوم، لأنهم يريدون نقل معركتهم مباشرة لملعب الحكومة· ليس هناك من شك أنه سيكون هناك نوع من حملات القمع الحكومية، بل يمكن القول إن تلك الحملات قد بدأت بالفعل حيث يقول سكان الخرطوم إن حواجز الطرق قد ظهرت فجأة في جميع أنحاء الخرطوم يوم الأحد الماضي، ومعها حافلات مكتظة بالجنود الذين يدققون في الهويات، ويقودون الدارفوريين الذكور إلى السجون·
أما المتمردون الذين لم يتم قتلهم أو القبض عليهم فقد اختفوا على ما يبدو، إما بالذوبـــان وسط سكـــان العاصمة أو العـــودة إلى دارفـــور·
إلى ذلك كانت هناك تقارير بعضها جاء على لسان مسؤولين أميركيين في المنطقة مؤداها أنه قد تم القبض على ضباط من رتب متوسطة في الجيش السوداني، بتهمة تقديم مساعدات للمتمردين وهو ما يعني حدوث شرخ في المنظومة الأمنية للدولة·
أما الحكومة السودانية، فكانت لها نظريتها الخاصة للهجوم الذي يحمل شبهاً غريباً بهجوم حديث وقع على تشاد جار السودان الذي لا يقل عنه اضطراباً· ففي شهر فبراير الماضي، أوشك المتمردون التشاديون، الذين كانوا يستخدمون السودان كقاعدة، على اجتياح القصر الرئاسي في نجامينا عاصمة تشاد قبل أن يتمكن مقاتلو ''حركة العدل والمساواة'' التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع تشاد من حمايته من السقوط·
لذلك لم يكن من المستغرب أن يكون أول شيء تقوم به الحكومة السودانية عقب الهجوم الذي وقع الأحد الماضي، هو قطع علاقاتها مع تشاد، التي اتهمها المسؤولون السودانيون صراحة بمساندة المتمردين في الانقلاب على الحكومة·
جيفري جيتلمان- نيروبي
ي نشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز الاتحاد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
Quote: وبحسب مصادر لـ«الصحافة»، فإن المهاجمين نفذوا عمليتهم على متن 042 عربة، استولت القوات النظامية ودمرت 332 منها، بينما لا يزال البحث جاريا عن 7 سيارات مفقودة. واكدت سقوط 76 قتيلا من القوات النظامية، واكثر من 002 قتيل ممن اسمتهم بالمرتزقة، ولم يتسنَ معرفة عدد الضحايا من المدنيين. |
. .
Quote: توفرت معلومات بتحرك150عربة لاند كروزر مسلحة بدوشكا واربجي وتمت متابعة العربات، وعند المرخيات تصدت لها قوات الشعب المسلحة والامن والشرطة والمجاهدين، حينها تحركت بمحاور اخري ودخلت دار السلام ومنها لسوق ليبيا وهنالك تم التصدي لها بواسطة قسم سوق ليبيا والعمليات، العربات التي ضبطت فقط عند منطقة سوق ليبيا 60 عربية تشتت نسبة لكثافة النيران وانتشرت داخل ام بدة واتجهت لمحلية شرطة ام بدة واقتحمت مقر رئاسة الشرطة وتصدت لها شرطة المحلية . حاولوا نهب البنوك ونهبوا البنك المصري والعقاري وبنك الثروة الحيوانية وتم التصدي لهم ودحرهم وتوفي منهم قرابة المئة واصيب منهم 60. |
. . متابعيين واصل واصل...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
العدد رقم: 9104 الاثنين 2008-05-12 أصوات واصداء مغامرة محكوم عليها بالفشل مسبقا
محجوب محمد صالح كُتب في: 2008-05-12 [email protected]
عشنا على مدى يومين في حالة توتر بالغ لان ما حدث في ام درمان منذ ظهر السبت كان مفاجئا لنا جميعا رغم ان القوات المسلحة حذرتنا منه قبل يومين من وقوعه، عنصر المفاجأة لم يكن في الحدث نفسه الذي كان بحسب انذارات القوات المسلحة متوقعا، انما كانت المفاجأة في ان تقدم عليه حركة العدل والمساواة بعد ان انكشف امر مخططها واعلنته قيادة الجيش على الملأ واعلنت استعدادها لمواجهته، الذي كنا نتوقعه بعد هذا ان تتخلى حركة العدل والمساواة عن مغامراتها وتوقف تنفيذ خططها لان كل ابعاده باتت مكشوفة. لماذا – اذن – قامت الحركة بهذا المخطط رغم ان فشله كان واضحا للعيان؟ التفسير البسيط هو ان قيادة الحركة قيادة مغامرة وانها لا تتحسب لنتائج اعمالها وانها على استعداد للتضحية بكوادرها وعتادها وسلاحها من اجل فرقعة اعلامية. البعض لا يفقه هذا التفسير المبسط فيرى ان الامر برمته لا بد ان يكون خارج يد حركة العدل والمساواة وانه ليس امامها من خيار سوى ان تنفذ هذا المخطط سداد لفواتير واجبة السداد لحكومة تشاد مقابل دعمها وتسليحها للحركة وان القرار في الاساس هو قرار تشادي وهي ملزمة بتنفيذه حتى وان اقتضى الامر التضحية بكوادرها ليواجهوا الموت او الاسر وقد تكون الحقيقة اكثر تعقيدا من ذلك، قد يكون هذا الهجوم هو الموجة الاولى من مخطط اوسع لا يستهدف الخرطوم وحدها بل يستهدف مواقع عديدة، وقد تكون الخطة تقوم على مراحل ونحن نشهد الان مرحلتها الاولى وان علينا ان نستعد لموجات اخرى سواء هنا في الخرطوم او في مدن اخرى. التفسير الاخير يقتضي ان يتعامل الناس مع هذه الوقائع بمزيد من اليقظة ومزيد من الحذر والا نأخذ الامور بمظاهرها، المنطق الذي يساند الدعوة لمزيد من الحذر هو ان اي حركة سياسية عسكرية لا يمكن ان تقدم على مغامرة واضحة الفشل ومحكوم عليها بالهزيمة مسبقا بسبب انكشافها ولذلك لا بد ان نبحث جاهدين عن مبرر للاقدام عليها ولن يكون الضغط التشادي وحده كافيا لان فشل المغامرة بهذه الصورة المزرية التي حدثت في شوارع ام درمان سينعكس سلبا على تشاد نفسها وعلى حركة العدل والمساواة. يصبح البحث في هذا الاطار الثالث، اطار الخطة الاكثر تعقيدا، هو ما يجب ان تتجه اليه انظارنا ونحن نفعل ذلك لا بد ان نتساءل كيف امكن هذه الموجة من المهاجمين ان تتسلل الى داخل المدينة في وقت كانت القوات النظامية تحكم سيطرتها عليها؟ هل كانت هناك ثغرة تسللوا منها ام ان القوات نصبت لهم كمينا ليدخلوا ثم تصطادهم؟ اسئلة لا نعرف الاجابة عليها اليوم ولكننا نعتقد انه من المهم الاجابة عليها خاصة اذا كان هجوم الامس هو الموجة الاولى في سيناريو يشتمل على هجمات اخرى. وايا كانت الخطة فان معركة الامس في ام درمان سجلت هزيمة كبيرة لحركة العدل والمساواة وهي هزيمة ستظل تلاحقها ولن تجد منها فكاكا: تلاحقها امام اهل دارفور الذين يعتبرون هذه المغامرة ضارة بهم وبقضيتهم وامام القوى السياسية السودانية التي ترى في نقل المعركة للعاصمة وبالطريقة التي تمت بها وبالدور التشادي فيها يخرج بالعملية من اطارها السياسي الداخلي، وامام قواعد الحركة نفسها التي يؤذيها ان تفقد كوادرها وسلاحها وعتادها في مغامرة غير محسوبة النتائج بل مغامرة محكوم عليها بالفشل مسبقا. ان تطورا جديدا وخطيرا قد حدث بالامس ولا بد لكافة القوى السياسية ان تعود لمناقشته بعد ان تهدأ اصوات المعركة.
الايام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
العدد رقم: 9104 الاثنين 2008-05-12 هزيمة عسكرية وسياسية
في ساعات قليلة صدت القوات النظامية بكل فصائلها الموجة الرئيسية من هجوم يوم السبت الذي شنته حركة العدل والمساواة على مدينة امدرمان ثم انتشرت لتمشيط المنطقة وسط دهشة المواطنين الذين ما كانوا يتصورون ان تقدم هذه الحركة على شن هذا الهجوم بعد ان اعلنت قيادات القوات المسلحة انها رصدته وانها تتابع تحركاته، استبعد الناس ان تواصل حركة العدل والمساواة مخططها بعد ان اصبح مكشوفا وزاد استغرابهم وهم يستمعون لممثل العدل والمساواة عبر القنوات الفضائية يتحدث عن السيطرة على مدينة امدرمان بكاملها في وقت كان الناس يتجولون في شوارع المدينة وعربات الحركة التي شنت الهجوم تحترق في تلك الشوارع، فهل فقدت القيادة الصلة بقواتها؟ أم أن الحركة آثرت أن تعيش في أحلام بعيداً عن الواقع؟. كيف اقدمت الحركة على مثل هذه المغامرة وهي تعلم ان الحكومة تعلم بها وان الشعب يعلم بها وان الاستعداد لمواجهتها قد اكتمل؟ ذلك هو السؤال الذي يحتاج الى إجابة لا بد ان تكشفها الايام القليلة القادمة لانه اليوم ما زال لغزاً محيراً. الحركة السياسية السودانية كلها مجمعة على ان لدارفور قضية وان قضية دارفور قضية داخلية يجب ان يحلها اهل السودان لا التدخل الخارجي وانها قضية سياسية لن يحسمها السلاح إنما يحسمها الحوار، والعدل والمساواة باقدامها على هذه المغامرة خرجت على هذين المبدأين وبالتالي استثارت كافة القوى السياسية على الساحة السودانية ولم تحقق اي هدف عسكري او سياسي! الحركة الان في موقف لا تحسد عليه فهي قد خسرت هذه المعركة في الساحة العسكرية كما خسرت أكثر على الساحة السياسية بل وقد خسرت أمام اهل دارفور الذين لا يريدون لقضيتهم ان تدخل نفقاً مظلماً فماذا كان يدور وراء كواليس الحركة وهي تضع خطتها الحالية؟ سؤال قد تأتينا الاجابة عليه في مقبل الايام
الايام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
صدي ماذا بعد ام درمان؟
امال عباس 13/5/2008
? سؤال الاجابة عليه تتطلب قدراً من الشفافية والوضوح ونبذ الانسياق وراء العاطفة الآنية. ? ظهيرة السبت وطوال الاحد وحتى لحظات كتابة هذه الكلمات ظهر الاثنين عاشت وتعيش ام درمان وغربها وشمالها على وجه الخصوص ساعات عصيبة ادخلتها فيها... هجمات جماعة العدل والمساواة احد الفصائل المسلحة بدارفور. ? واجه سكان ام درمان الهجوم.. في حالة من الفزع والتساؤلات الحائرة.. وبعدها فاجأت وزارة الداخلية الكل باعلانها حظر التجول منذ الخامسة والبيان اذيع عند الخامسة الا دقيقة واحدة. ? انطلقت الفضائيات في متابعة الامر ولكن المحير ان الكل تابع صحف ذات الصباح صباح السبت التي تشير الى ان حركة العدل والمساواة تخطط الى اعتداء على الخرطوم والاشارة قادمة من القوات المسلحة. في خبر اوردته «الصحافة» امس قالت ان الدكتور كمال عبيد اوضح ان الفريق عبد الرحيم محمد حسين «حكى» اثناء اجتماع طارئ لمجلس الوزراء ملابسات ما جرى في مدينة ام درمان امس الاول حيث روى في تقرير له الخطة الامنية التي وضعتها وزارته ومحاورها وطريقة انتشار قوات الجيش بعد رصد القوة المهاجمة بيد ان امتطاء المعتدين لوسائل حركة سريعة مكنهم من الالتفاف السريع بعد ان كانت القوات النظامية قد تحوطت للاشتباك معهم في الصحراء شمال ام درمان» ، هذا حديث يجب ان تتم عنده وقفة طويلة فما ذنب مواطني ام درمان حتى يتعرضوا للذي تعرضوا له وما ذنب الضحايا الذين فاضت ارواحهم بالطلقات الطائشة.. بل لماذا نعرض المؤسسات والمشروعات للحظر التي تعرضت له.. طالما كانت المسألة مرصودة؟ ? ليس هناك عاقل واحد او من يتحلى بقدر ضئيل من الوطنية يؤيد او يبارك مثل هذه الاعمال البربرية والتي تدخل بكامل الاهلية في مصاف الاعتداء على حقوق الانسان وعلى رأسها حقه في الحياة وترويعه وسلبه الاحساس بالامان والطمأنينة. ? ما قامت به حركة العدل والمساواة يجد كل الرفض والادانة والاستنكار من كل مواطن يتصف كما قلت بادنى قدر من الوطنية. ولكن هناك حقائق يجب ان تذكر وهي وجوب ادانة المعارضة المسلحة من الخارج مهما كانت درجة معقولية وعدالة اهدافها ونبلها.. المعارضة المسلحة من الخارج التي استنتها الجبهة الوطنية ابان نظام ثورة مايو واتت بذات الفعلة التي اتى بها خليل ابراهيم ، وآمل بان الرفض والاستنكار الذي اتى من قبل قيادة حزب الامة على لسان السيد الصادق المهدي والدكتورة مريم الصادق وبالطبع على لسان قيادات الجبهة الاسلامية الذين هم الآن اهل الحكومة واهل المؤتمر الوطني ان تكون بداية الى قراءة التجارب السياسية وتقديم النقد الذاتي وادانة مبدأ المعارضة المسلحة من الخارج مهما كان نوع النظام وجبروته وقهره. ? ادانة حركة العدل والمساواة في فعلتها هذه ليس من باب انكار او استخفاف بقضية دارفور وعدالتها.. لكن هناك اشارة يجب ان ترد وهي ان صراعات الاسلاميين ترمي بظلالها الداكنة عليها مما يجعلنا ننبه الى خطورة الدخول في تصفيات الحساب بمنطق القياس الحزبي الضيق. ? لاحظت ان هناك اكثر من زي للقوات التي امتلأت بها الطرقات خلاف زي القوات المسلحة المعروف وزي الشرطة المعروف و ازف اليهما التهانيء على انتصارهما على هجمات ناس العدل والمساواة غير العادلة.. هناك ثلاثة الوان: الكحلي الغامق والكاكي الترابي.. والكاكي المبطش بالبني وبين الذين يرتدون الكاكي المبطش بالبني وبين الذين يرتدون الكاكي المبطش بالبني بعض الافراد الذين هم دون السادسة عشرة. ? كفارة يا أهل ام درمان والامل معقود في ان تجد هذه المسألة التقييم الصحيح الذي ينأى بالوطن العزيز من المخاطر. هذا مع تحياتي وشكري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
وهذا ما كتبه احمد البلال الطيب فى صحيفة اخبار اليوم يوم 12/5/2008 عن حوار دار بينه والاغبش الناطق باسم القوات المسلحة قبل يوم من الاحداث التى قامت بها العدل والمساواة فى امدرمان .. اقرا وانظر للاهمال وعدم وجود وامتلاك المعلومة الصحيحة التى توضح فقر القوات المسلحة وكيفية رؤيتها للاحداث ..
حوار الساعات الاولي من الصباح مع
الناطق باسم القوات المسلحة حول التطورات
{ وحتي تكتمل الصورة اتصلت بعد منتصف ليلة امس بالعميد د.الاغبش الناطق باسم القوات المسلحة ودار بيني وبينه الحوار الهاتفي التالي : { قلت : ما هي اخر التطورات يا سيادةالعميد؟ - العميد د. الاغبش : في اطار المخطط والدعم التشادي له فلقد وقع هجوم عصر امس علي منطقة كشكش الحدودية وقد صدته قواتنا وكبدت المهاجمين خسائر فادحة في الارواح والمعدات اعادتهم لداخل الحدود التشادية ...والهدف من هذا الهجوم في نظرنا هو شغلنا بالهجوم لكي يمضي المخطط التخريبي في طريقه ...والجديد هذه المرة اننا بعد ان صدينا الهجوم بدأ قصف من داخل الاراضي التشادية علي الموقع . { وماذا عن الاجراءات العسكرية والامنية؟ - العميد د. الاغبش : الاجراءات مستمرة من اجل الاحاطة بالقوة المتمردة المتحركة . { وماذا عن الانباء حول القصف الجوي علي سيارات تابعة للمجموعة بشمال كردفان ؟ - العميد د. الاغبش : هذا جزء من الملاحقة ولكن المعركة في مثل هذه الحالات تحسم علي الارض وبالفعل تمت ملاحقة جوية للمجموعة المتمردة المتسللة. { قلت وماذا عن المعلومات المتوفرة حول المناطق التي تستهدفها هذه المجموعة ؟ - العميد د. الاغبش : ربما يستهدفون بعض المناطق بالولاية الشمالية وتحركاتهم مرصودة من جانبنا ومستعدون للتصدي لها . { قلت وماذا عن احتمالات تسللهم وهجومهم علي العاصمة ؟ - العميد د. الاغبش لا نتوقع هجوم من جانبهم علي العاصمة وان كنا لا نستبعد بعض المحاولات اليائسة مثل التسلل واحداث بعض التفجيرات والعمليات التخريبية وكما قلت لك فان اجراءاتنا الاحترازية والتحوطية مستمرة وكذلك في الدوائر الامنية والشرطية ويهمنا في هذا الصدد كقيادة عسكرية ان يتفهم المواطنون هذه الاجراءات وان لا يتضايقوا منها وان يتعاونوا معنا ومع الاجهزة المختصة بالابلاغ عن اي تحرك مريب . { قلت : صدرت بيانات وتصريحات لقيادات بحركة العدل عن انهم لا يستهدفون العاصمة او القيام باعمال تخريبية بل انني اتصلت بقيادي بالحركة هو جمال حسن وافادني بانه «نائم » ولا علم له بهذا الامر ؟ - العميد د. الاغبش : هذا ذر للرماد في الاعين ...فالمعلومات مرصودة ومعلومة ...ولقد اشرت في حديثي السابق لك ان هذا التحرك مدعوم من تشاد وان الهجوم علي «كشكش» الحدودية وقصفها من داخل تشاد الهدف منه تحقيق هدف المجموعة المتمردة التابعة لحركة العدل والمساواة وتحقيق اهدافها في العمق السوداني ...اما بالنسبة للقيادي الميداني الذي زعم انه نائم فمعلوماتنا تقول انه مشارك في الهجوم الحالي { انتهي الحوار
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
العدد رقم: 897 2008-05-13
الترابي... استضافة بكوبر لساعات..!!
تقرير: القسم السياسي *الترابي وصف ما حدث بأم درمان واعتقاله أمس بـ"ازمات تتفاقم"، وأبدى تفاؤله بآثارها "لأنها لا ترد لليأس"، مشيراً إلى أن اهل السودان راجعون إلى الحسنى والتراضي والشورى والانتخابات والسلام والمفاوضات.
الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي د.حسن الترابي ابلغ رفاقه اثناء رحلة عودتهم من ولاية سنار التي زاروها منذ اواخر الأسبوع الماضي وهم في طريقهم عائدين للخرطوم أنه يتوقع اعتقاله وعدد من قيادات الحزب عقب عودتهم للخرطوم، بسبب الهجوم الذي شنته حركة العدل والمساواة المدعومة بتشاديين نهار السبت الماضي على ام درمان. ووصل الترابي الى منزله الكائن بحي المنشية في حوالي الساعة الثانية والنصف من صباح الأمس وخلد للنوم. وطبقاً لنجله صديق، في حديثه لـ(السوداني)، فإنه في حوالي الساعة الرابعة والثلث من فجر الأمس وصلت قوة مكونة من حوالي (30) شخصاً طلبت مغادرة الترابي معهم المطلوب حضوره للاستجواب، وحينما اخطروهم بأنه وصل من رحلة طويلة من ولاية سنار ونائم ومجهد وبعد اجرائهم لاتصالات مع قيادتهم شددوا على ضرورة مرافقة الترابي لهم. تم بعدها ابلاغ الترابي الذي غادر معهم حوالي الساعة (5:40) فجراً. وحسب صديق فقد وصل والده الى سجن كوبر حوالي الساعة (6:05) من صباح الأمس. كما تم اعتقال عدد آخر من قيادات المؤتمر الشعبي هم (د.بشير آدم رحمة، محمد الأمين خليفة، سليمان البصيلي، الصافي نورالدين، ناجي دهب، ابوبكر عبد الرازق، حسن جبارة، تاج الدين بانقا، نورالدين علي، اسامة الياس، آدم الطاهر حمدون، خليفة الشيخ مكاوي ودهب محمد صالح). وقال المستشار الصحفي لرئيس الجمهورية محجوب فضل بدري ان تلك الاعتقالات تمت في اطار التحقيق في الهجوم على ام درمان، وإن أوامر الاعتقال صدرت بناءً على ما ورد في بعض أقوال المقبوض عليهم والمستندات التي تم ضبطها مع عناصر حركة العدل والمساواة، مشيرا إلى أن المعتقلين عليهم سيخضعون للتحقيق، وبعد ذلك إما أن يفرج عنهم أو توجه لهم تهم محددة. ونفى عصام الترابي في تصريحات لـ(السوداني) –قبل إطلاق سراح والده مساء امس- اي علاقة له بما شهدته منطقة ام درمان لعدم استخدامه (العنف كوسيلة للتعبير). أما صديق الترابي فقال لـ(السوداني) إن التهمة الرئيسية الموجهة لقيادات الشعبي عند اعتقالهم تمثلت في العثور على حقيبة بأم درمان ملقاة على الأرض بعد انجلاء هجوم السبت وجدت فيها مجموعة اوراق ذكر فيها المؤتمر الشعبي، لكنه ابدى اندهاشه لإعلان تلك الاتهامات بواسطة مستشار إعلامي وليس من قبل وزير العدل أو الناطق الرسمي باسم الحكومة أو ضباط بالشرطة السودانية أو وكيل نيابة. استلام دور الشعبي وفي الثامنة والنصف من صباح أمس قامت قوة امنية باستلام مقر حزب المؤتمر الشعبي بالرياض، فيما استلمت قوة اخرى قبل ذلك المقر الجديد الذي يعتزم تأجيره بمنطقة حي امتداد ناصر وهو ما دفع الترابي للتعليق بسخريته المعهودة عقب إطلاق سراحه "اعتقلنا واعتقلت ايضاً دارنا وحتي الدار الجديدة.. فالقديمة والجديدة اعتقلتا وكلتاهما متهم". وأبلغت مسؤولة دار الشعبي بالرياض المكلفة شريفة ساتي (السوداني) أن الضابط القائد لأفراد الأمن الذين تسلموا الدار استلمها وفق اجراءات التسليم والتسلم بكشف نسخت منه (3) نسخ سلمت الأولى لها والثانية لضابط الأمن والثالثة لقوة الشرطة واستمرت عملية التسليم والتسلم حتى حوالي الساعة الثانية من ظهر الأمس. وطبق الضابط ذات الإجراء في الدار الجديدة للحزب التي تجرى صيانتها تمهيداً لنقل مقره إليها والواقعة بأوماك بمنطقة امتداد ناصر بالخرطوم. وسارع حزب الأمة الإصلاح والتجديد الذي يرأسه مبارك الفاضل لإبلاغ اسرة الترابي تضامنه معه بالإضافة لوفد من حزب الأمة القومي بقيادة الصديق الصادق المهدي، بالإضافة لاتصالات هاتفية من مسؤولة الاتصال بحزب الأمة القومي د.مريم الصادق المهدي ومن مستشار رئيس الجمهورية د.الصادق الهادي المهدي، وقد يعتبر البعض تلك الاتصالات ذات طبعية اسرية أكثر من كونها سياسية لصلة القرابة التي تجمع اسرة الترابي بآل المهدي، لكن صديق الترابي عزا ذلك "ربما لعدم معرفتهم بكيفية الاتصال بأفراد اسرة الترابي، أما قيادات الحزب غير المعتقلة فإن تحركها كانت تعتريه العديد من الصعوبات". حبابك وماك غريب الدار وربما لم يحس الترابي بغرابة المكان عند دخوله لسجن كوبر مرة اخرى في الساعات الأولى من فجر الأمس، فهو يعتبر من بين اكثر السياسيين السودانيين الذين استفاضهم السجن ابان سنوات حكم ابن دفعته بمدرسة حنتوب الثانوية جعفر محمد نميري بالإضافة الى مرتين عقب انقسام الإسلاميين بالسودان وتكوين المؤتمر الشعبي، كانت الأولى عقب توقيع حزبه مذكرة التفاهم مع الحركة الشعبية في عام 2001م، والمرة الثانية بعد اتهام المؤتمر الشعبي بالتورط في مؤامرة تخريبية لقلب نظام الحكم في عام 2004م. بالإضافة لكل ذلك فإنه يعتبر السياسي السوداني الوحيد الذي دخل سجن كوبر (بمطلق اختياره) لعدة أشهر عقب الإطاحة بالنظام الديمقراطي الثالث في الثلاين من يونيو 1989م وفقاً لما ذكره بأن "يذهب البشير للقصر رئيساً ويذهب هو للسجن حبيساً". وأغلب الظن أنه حينما دلف الى سجن كوبر فإنه لم يحس بأنه (غريب الدار) وإنما (سيد بيت)، وهذا يظهر من خلال ما اورده في تصريحاته الصحفية عقب إطلاق سراحه أمس حينما قال إنه فور وصولهم وضعوهم في الزنانزين المجاورة للمشنقة (في بداية الترهيب) فيما "صرفوا اهل السجون وتبقى فقط منسوبو جهاز الأمن". المشهد في الخارج أما المشهد خارج سجن كوبر فقد اعتبرت بعض قيادات الشعبي ان الإجراءات التي طالت دار الحزب تعتبر اجراءات ضد الحزب. وأبلغ نائب الأمين العام عبدالله حسن احمد لـ(السوداني) حينها ان الأمانه العامة ستعقد اجتماعاً وتصدر فيه بياناً تطالب فيه السلطات الحكومية بضرورة توضيح اسباب الإجراءت التي طالت دار الحزب، وقال: "طبقاً للدستور فإن الأحزاب لا تحاسب بهذه الطريقة، ولا تعلق انشطتها وتصادر دارها إلا بعد محاسبتها في القضاء". وخلال عصر أمس سرت انباء بأن السلطات اطلقت سراح الترابي، وحينما توجهنا لمنزله التقينا بنجله صديق الذي نفى لنا حينها صحة المعلومة الخاصة بإطلاق سراح والده، لكنه ابلغنا حينها باتصال الأجهزة الأمنية بممثلي الحزب لتسليمهم داري الحزب اللتين كانتا في يد السلطات صباح ذات اليوم، وحينما طلبنا تقييمه لتلك الخطوة قال انه يمكن اعتبارها تتجه اتجاه احد امرين أولهما ايجابي وهو أن تكون تمهيداً لإطلاق سراح المعتقلين وطي هذه القضية، أو اتجاها سالبا بمحاولة تبرئة الحزب وإلصاق التهمة بالقيادات، وأضاف: "إذا طبق الاتجاه السلبي فإن ذلك يعني استهداف قيادات بالحزب وهو ربما يكون تنفيذاً لنظرية عزل الترابي من الحزب التي سعى الوطني لتسويقها خلال الفترات والسنوات الماضية".. وعلى العموم فإن الاتجاه الذي ساد بعد ساعات طغى عليه الجانب الإيجابي بإطلاق سراح الترابي مع استمرار اعتقال عدد من قيادات الحزب. مغادرة بعد ساعات بعد انتهاء التحقيق اعيد الترابي الذي ظن حينها طبقاً لتصريحاته بأنه سيمكث بالسجن لأنه "لم يكلمهم كلاماً كما يريدون، أو ينفي لهم علاقاتهم أو يدين لهم ويسجل لهم بيان ادانة كما يتمنون"، لكن المفاجأة كانت أنه خرج من هناك صوب منزله الذي وصل اليه في حوالي الساعة السابعة والنصف من مساء أمس. وحول تعليقه على اقتران اعتقاله بالهجوم الأخير على ام درمان اوضح أن وقع الهجوم كان غليظاً على الحكومة "فأن تقوم قوة يقولون إنها قامت من تشاد أو لنقل أنها قامت من تشاد أو من شمال كردفان، كل هذا الطريق وصدرت الأنباء قبل ايام ودخولهم لكل نواحي المدينة والمناطق العسكرية فيها... فهذا امر لا بد أن يثبتوا فيه شيئاً فغضبوا ولذلك صوبوا علينا الغضب نحن اعتقالاً، وكانوا ينوون حل الحزب كما فعلوا في المرة السابقة, لكن لا ادري أهي ردة الفعل العالمي أم غير ذلك"، وسكت للحظة ثم اضاف: "ام العقل؟ فبعضهم استشعر أن هذا التصرف كان مشتطاً في الحماقة فعادوا إلى رشدهم". الموقف الآن وحينما سئل الترابي عن رؤيته لأزمة دارفور بعد مهاجمة حركة العدل والمساواة لأم درمان يوم السبت الماضي، قال إن الأزمة لم تعد دارفورية وإنما دولية، كما انها بين السودان وتشاد، مشيراً لتحذيرهم وإنذارهم بما يحدث في دارفور ويتحدث حولها الآن كل العالم، موضحاً أن الشعبي سيصدر رأيه وموقفه الرسمي حول تلك العملية خلال المؤتمر الصحفي الذي سيعقده الحزب. وحول التأثيرات المتوقعة للهجوم على ام درمان واعتقاله وصف الترابي ما حدث بأم درمان واعتقاله بأنها "ازمات تتفاقم"، مشيراً لتفاؤله بآثارها "لأنها لا ترد لليأس، بالعكس هي تشعر كل إنسان بأنه بالقوة وحدها أو بالسلطة المطلقة وحدها واعتقال الناس بغير جريرة وحتى شبهات، واستعمل السلطة على أهل دارفور أو استعمل من اهل دارفور للقوة على هؤلاء... اظن أن اهل السودان راجعين إلى الحسني والتراضي والشورى والانتخابات والسلام والمفاوضات". أما الآثار المترتبة على اعتقالهم على الحوار غير الرسمي الدائر مع المؤتمر الوطني فجدد الترابي التمسك بالشروط المعروفة والتي لا يتم الحوار إلا باستيفائها والمتلخصة طبقاً لقوله في "المساواة" وأضاف قائلاً: "فإذا اعتقلتمونا فكيف نتحاور معكم؟ اطلقوا سراح معتقلينا ودورنا التي تقبضونها كل حين وأعيدوا ما سلبتمونا اياه، بعد ذلك سينفتح الحوار في الحريات، في الشورى، في اللامركزية، وفي كل قضايا الخلاف". ربما كانت تجارب السجن السابقة للترابي تنبئ أن فترة مكوثه بسجن كوبر قد تمتد لبعض الوقت، لكن لا الترابي ولا انصاره أو اعداؤه كان يتوقع أن تمتد زيارته لكوبر لما يقارب الـ(13) ساعة في اقصر استضافة للرجل الذي تحسب فترات مكوثه فيه بالأعوام او بالشهور، على اقل تقدير.
السودانى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
العدد رقم: 897 2008-05-13 السودانى أحداث السبت كما رأتها الصحافة العالمية رصد وترجمة: علي ميرغني
تناولت الصحافة العالمية أحداث يوم السبت من عدة زوايا. وأجمع العديد منها على أن الهجوم يعتبر انتحاراً سياسياً ومغامرة عسكرية غير محسوبة. تايمز الأمريكية: الهجوم الاعتباطي لماذا؟ صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أوردت مقالاً بعنوان: (بعد الهجوم الاعتباطي في السودان؛ يبرز سؤال.. لماذا؟). قالت فيه إن سكان الخرطوم ظلوا يتساءلون عن المغزى وراء الهجوم. ويقول ديفيد مورزرسكي، أحد مفكري مجموعة الأزمة العالمية، أن من الصعب تصديق أن الحركة أرادت احتلال الخرطوم بواسطة خمسين أو مئة سيارة جيب. أما مؤسس برنامج الكفاية الذي يحارب الابادة العرقية في العالم، جون بريندرقاست، فيعتقد أن العدل والمساواة أرادت هذه المعركة الكبيرة للضغط على المؤتمر الوطني لاجل التوصل الى اتفاق حول قسمة الثروة والسلطة بدون حركات دارفور الاخرى، معتبراً ان الامر في مجمله حربا بين مجموعتين اسلاميتين. وأشارت الـ(نيويورك تايمز) الى ان الجيش الشعبى لتحرير السودان ابدى استعداده لمساندة الحكومة السودانية ضد قوات العدل والمساواة، ربما حفاظاً على استمرار اتفاق السلام الشامل. الرسائل التي حملها الهجوم من جانبها قالت صحيفة (الانديبندانت) اللندنية، إن قوات العدل والمساواة في غزوها الخرطوم لم تحاول مواجهة معسكرات القوات المسلحة وتجنبت ذلك، بل وعمدت الى محاولة ايصال عدة رسائل، اولاهما الى الحكومة مفادها ان قواتنا وصلت الى الخرطوم لتبقى فيها، والثانية الى السكان المدنيين بالخرطوم تقول لهم إننا الحركة المسلحة الوحيدة التي وصلت قواتها الى العاصمة. والرسالة الاخيرة الى النازحين بمعسكرات النزوح في دارفور، تهدف لاقناعهم بنقل ولائهم من عبد الواحد الى حركة العدل والمساواة باعتبار أن عبد الواحد موجود في باريس بعيداً عن آلام ومآسى الحروب بينما قادة العدل والمساواة يقاتلون في الميدان. فرصة لمباحثات فاعلة وعلى صعيد متوقع تحدثت صحيفة "يو اس توداى" الأمريكية عن اعتقالات طالت مواطنين من دارفور ومقيمين في الخرطوم. ومضت الصحيفة الى افتراض استهدف سيطال ابناء دارفور في الخرطوم وان الحكومة ستتخذ الهجوم على ام درمان مبرراً لفرض المزيد من القيود على الحريات المدنية فى السودان. وأوردت حديثاً لدكتور آدم بشير رحمة قال فيه إن الوقت قد حان لتعلم الحكومة ان الحرب (قد وصلت الى حوش الحكومة) وأن عليها انتهاز الفرصة وصولاً إلى مباحثات سلام بناءة. العدل والمساواة تسعى لاستبعاد الفصائل الأخرى اما صحيفة (الواشنطون بوست) فترجح أن تكون حركة العدل والمساواة هدفت من هجومها إلى دفع الحكومة الى الدخول فب محادثات مباشرة معها. لكن الصحيفة تصف محاربي العدل والمساواة بأنهم الاقوى على الارض في دارفور. واشارت الصحيفة على لسان خبير سياسي الى الدور الفاعل الذى تلعبه ليبيا في ازمة دارفور. أسف صيني للخسائر وسط المدنيين في الصين أصدرت وزراة الخارجية الصينية بياناً على لسان المتحدث باسمها، كين قانق، نشرته على موقعها أدانت فيه الهجوم الذي شنته قوات العدل والمساواة والذي تسبب في خسائر في المدنيين، مبدية أملها في ان ترجع حركة العدل والمساواة الى طاولة المفاوضات للوصول لحل سلمي لازمة دارفور.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
هذه ليست مجرد فرقعة إعلامية: هذا غزو سيتكرر أكثر من مرة!! د. محمد وقيع الله [email protected] كلا لم تكن هذه مجرد فرقعة إعلامية كما قيل عنها وكما سيقال، وإنما كانت حدثا أكبر من ذلك بكثير، كانت غزوا حقيقيا استهدف قلب العاصمة الخرطوم، وقلب نظام الحكم فيها، وما كان هذا الذي وجه الغزو وقاده يعني شيئا يقل عن إطاحة نظام الإنقاذ وتصفية مسؤوليه وإقامة نظام جديد قبلي النزعة يسود البلاد.
صحيح أن تحقيق كل ذلك أمر قد يبدو صعبا أو محالا كما ذكر بحق الدكتور كمال عبيد، ولكن الطرف الذي وجه الغزو وقاده غير مقتنع بأن ما يأتيه هو من قبيل الصعب أو المحال، فقد ظل يردد منذ سنوات انه عازم على تحقيق ذلك الصعب أو المحال، لقد كرر مرات عديدة أنه يريد أن ينصب من نفسه حاكما عاما على السودان، وقد بقيت تلك الأمنية تسيطر عليه منذ أن عاد إلى البلاد من اغترابه، وأصدر كتابه الأسود، ذلك الكتاب الذي لا يمكن أن يقول عنه من يعرف شيئا في علم الإحصاء إلا أنه كتاب مغلوط مخلوط، ذلك ولو دافع عنه شخص مثل حسن الترابي وقال عنه إنه ليس بكتاب سيئ!!
لقد صدر ذلك الكتاب السيئ تمهيدا لعهد جديد شديد من عهود الفتن العنصرية التي يبدو أنها ستتطاول علينا ما لم يتداركنا الله تعالى برحمة منه وفضل. ومثلما أصدر قائد الغزو ذلك الكتاب المختل وجعله تأسيسا و(مانيفستو) لحركته العنصرية، فقد بقيت مغامراته السياسية والعسكرية تهتدي بخيالات وأماني لا مبرر لها من واقع ملموس في السودان.
لم يكن قائد هذا الغزو يطمح إلا في اختراق الخرطوم وإسقاط نظام الخرطوم ولا شئ أقل من ذلك بأي حال، ولم يكبح من عزمه ما كشفته أجهزة الأمن عن حركته مقدما، فهو في طموحه الهائل وثقته العظمى بنفسه يظن أنه قادر على كسر النظام في مبارزة مكشوفة في الخرطوم، ولم "يطامن" من جرأته الفادحة على المخاطرة أن الجيش بكامله كان في انتظاره، وأن جيشي صلاح غوش، وكمال الدين إبراهيم كانا أيضا بانتظاره، وعلى أتم الاستعداد لمنازلته ومنازلة كل من يخطر على باله أن يغدر بنظام الإنقاذ.
قائد الغزو ليس بمهرج:
كل هذا الاستعداد والتصدي الناجز لم يبال به قائد الغزو، ولذلك قاد جنوده في هذا السير الطويل الذي قطع به مفاوز هائلة حتى بلغ أم درمان، وفعل بها الأفاعيل، وكان أن قدم بذلك دليلا جديدا ملموسا على أنه يعني فعلا ما يقول.
إني لم يتح لي على الصعيد الشخصي أن أتعرف بقائد هذا الغزو، ولكني من قراءاتي المتأملة لتصريحاته خلال السنوات الماضية كنت أعرف نفسيته جيدا، وأدرك يقينا أنه يعني فعلا ما يقول، وأنه ليس بمزايد ولا بمهرج ولا غاوي جعجعة إعلامية كما يقال عنه في هذه الأيام، وإنما هو شخص بالغ الطموح، كان من شأنه أنه رأى أشخاصا (عاديين) من أمثاله، من رجالات الإنقاذ، وصلوا إلى قمة السلطة، عن طريق القوة، فقرر أن يحذو حذوهم، ويقوم بإزاحتهم من سُدة السلطة، ليتربع فيها على انفراد. إنه يريد أن يفعل ذلك عن تصميم ولا يرضى من دون ذلك بشئ.
إن تلكم هي أمانيه التي لا يصده عن تحقيقها صاد. فهو لا يكاد يعي ولا يعترف بأن جميع الحسابات والمسوغات التي يبرر بها طموحاته ومساعيه، إنما هي حسابات مغلوطة شبيهة بحساباته في الكتاب الأسود، فالذين يوازن نفسه بهم من رجالات الإنقاذ الذين وصلوا إلى السلطة بالقوة، إنما وصلوا إليها بمبررات سياسية منطقية أقوى بكثير من المبررات السياسية التي يستند إليها هو اليوم، كما أنهم انقضوا على فريسة رخوة كنظام الصادق المهدي، وليس مثله نظام الإنقاذ القوي الكاسر الذي يصعب اكتساحه، لا بالتمرد في دار فور، ولا بالمخاطرة بغزو الخرطوم، وقد جربت قوى إقليمية أقوى من النظام التشادي المهزوز أن تنازله عسكريا فنالها ما نالها من خسر وهوان!
ولكن حساباته غير منطقية:
ذلك ما تقوله الحسابات المنطقية، ولكن الحسابات المنطقية شئ وحسابات قائد الغزو شئ آخر. فهو يظن أنه طالما قد تشابه مع أهل الإنقاذ في ميزات كثيرة، وتماثل معهم في نيل التدريب الحركي، والأمني، والعسكري، والسياسي، وانضاف إليه بعد ذلك ما ليس لهم من السند القبلي، والقدرة على إجراء الاتصالات الدولية بأوساط بعينها، وتوافرت لديه (المقبولية) التي يجدها من الجهات المعادية للإسلام والإنقاذ، فإن له بالتالي أن يعتقد بأنه متفوق على أهل الإنقاذ، وأن يحلم بأن يتمكن من أن يزيحهم عن الحكم بسهولة، ذات يوم قريب أو بعيد، ولذلك نرجح أنه سيعيد الكرة مرة بعد مرة لتحقيق هذا الحلم الذي هو قناعة راسخة لديه.
ولعل مما يشجع قائد الغزو لتحقيق حلمه هذا القصي، ما يراه عيانا على أرض الواقع في دول مجاورة للسودان، حيث حقق بعض قادتها أحلاما مشابهة، عندما وثبوا إلى السلطة، مسلحين بسند الأقليات القبلية، ونالوا بعد ذلك السند الدولي الوثيق، فلماذا لا يحدث ذلك أيضا في السودان؟!
إن مثل هذا النوع من التفكير قد يشجع قائد الغزو، ويحفزه لكي يندفع بكل قواه في تحقيق حلم مثل هذا، فات أوان تحقيقه في السودان، فحتى حركة التمرد (السابقة) في جنوب السودان، قد خامرها اليأس وغمرها وبدد أحلامها في الانفراد بحكم السودان، ورضيت بما نالت من قسمة السلطة، وعضت عليها بالنواجز، ولذا جاء انزعاجها من محاولة الغزو التي قام بها هذا الزعيم.
وسيفلت غالبا هذه المرة:
ولكن ما أقنع قادة حركة التمرد في الجنوب قد لا يقنع أبدا هذا الزعيم، فطموحاته هائلة ولا عقلانية، وتجاوز الواقع والمألوف بكثير. إن من أهم مميزات القائد السياسي أن يكون شخصا عقلانيا واقعيا يعرف حدود الممكن والمتاح، ولا يتطوّح خارج هذا الإطار، وإلا حقق الفشل الذريع.
والعلماء الذين يعتنون بتحليل السياسة تحليلا علميا يفترضون أن كل القادة السياسيين هم من الناحية الفعلية، أشخاص عقلانيون، ويتصرفون بشكل واقعي، وعلى هذا الأساس ينخرط هؤلاء العلماء في تحليل السلوك السياسي، وكأنه كله سلوك قويم، وهذا أمر لم أقتنع به أبدا، وجادلت فيه مرة أحد أساتذتي، وأبرزت له عدة أمثلة تؤكد لا عقلانية ولا واقعية تصرفات القائد العراقي السابق، فقام الأستاذ بتأطير هذه التصرفات جميعا في إطار عقلاني، وأيد قوله ببقاء ذلك القائد في مكانه في حكم بلاده (حتى ذلك الحين)!
وبالطبع فلم أقتنع يومها بقول الأستاذ ولا بتصويره لتصرفات ذلك الزعيم من منحى عقلاني خالص، ولم اقتنع كما لا يقتنع الناس العاديون، من أمثالي، بأن القادة السياسيين هم ضربة لازب، أشخاص عقلانيون، يحسبون قضايا السياسة كما يحسب أصحاب الشركات ومديروها، حسابات الأرباح والخسائر، وبقيت على يقيني بأن بعض القادة السياسيين إنما هم أشخاص مغامرون غارقون في عالم الأحلام، وأنهم يكلفون شعوبهم شططا من جراء محاولاتهم العبثية التي لا تهدأ لتحقيق تلك الأحلام التي تساورهم وتستبد بخيالهم، ومن أمثال هؤلاء القادة الذين يكثرون من التحليق في عوالم الأحلام هذا الزعيم الذي سولت له نفسه اليوم وستسول له غدا بأن يكرر ما قام به من غزو لعاصمة البلاد!
إن هذا الغزو سيتكرر في المستقبل، وربما يأتي بشكل أعنف في المرات القادمة. وليس عندي شك في أن قائد الغزو سيفلت من أيدي السلطة الأمنية في هذه المرة، هذا إن كان قد جاء فعلا مع الغزاة. ومما يدفعني للقول بهذا اعتقادي أن لهذا الزعيم مهارات كبيرة في المسائل الأمنية، اكتسبها من صلته السابقة بالحركة الإسلامية والدفاع الشعبي، ومما يدفعني للإفضاء بهذا القول اعتقادي أيضا أن الشبكة الأمنية للشعبي ستوفر له - في حالة تأكد قدومه مع الغزاة - الملاذ الآمن جدا في حوزتها، وستعمل على تهريبه، وإبلاغه مأمنه، في تشاد، فلهؤلاء القوم تجاربهم وقدراتهم الكثيرة الثرة في التسريب والتهريب.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
وزير الدفاع السوداني: كبّدنا متمردي "العدل والمساواة" خسائر فادحة
كشف وزير الدفاع السوداني عبدالرحيم محمد حسين، أمس، أن الجيش السوداني كبد متمردي دارفور خسائر فادحة في الأرواح والعتاد خلال هجومهم الأخير على أمدرمان، في حين قطعت الخرطوم علاقاتها الدبلوماسية مع تشاد بطرد بعثتها الدبلوماسية من الخرطوم، في الوقت الذي أكد فيه حسن الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض، رفضه للانقلابات وتغيير النظام بالعنف، بينما رفعت الخرطوم جائزة القبض على زعيم حركة "العدل والمساواة" المتمردة في دارفور إلى نصف مليون جنيه سوداني.
وقدم وزير الدفاع وصفاً كاملاً للمعركة وتحرك القوات المعتدية من داخل تشاد إلى داخل الحكومة السودانية خلال جلسة صاخبة للبرلمان. وأشار إلى اشتباكات وقعت بين الجيش السوداني وبين المتمردين في مناطق في دارفور وكردفان مبينا أن زعيم حركة "العدل والمساواة" أخبر قادته بنيته الهجوم على العاصمة السودانية وهو على بعد 100 كيلومتر من الخرطوم، حيث قام بتعيين محمد صالح جربو قائدا ميدانيا وبعض القيادات الأخرى، مؤكدا أن القوات المسلحة كانت على علم بكل تحركاتهم منذ وقت طويل حيث تم اتخاذ الإجراءات اللازمة وأن هذه القوات كانت تتمتع بمعلومات استخباراتية من أناس داخل الخرطوم.
وأوضح أن تلك القوات كانت تملك 309 عربات، دخلت منها السودان 220 عربة وصلت منها الخرطوم ما بين 170-180 عربة، وأن القوات المسلحة دمرت منها 68 عربة واستولت على 75 بينما دمرت 20 أخرى، عندما كانت تنسحب تلك القوات، مؤكدا أن شهداء الجيش كانوا أربعة من الضباط ومثلهم من الجرحى بينما استشهد 93 من الرتب الأخرى، مبينا أن أكثر من 41 جثة للعدو وصلت الى مشرحة الخرطوم.
وأكد سيطرة الأجهزة المختصة على الأوضاع الأمنية بمنطقة امدرمان بعد معركتي شارع العرضة والمهندسين متعهداً بتقديم الأسرى الذين تم القبض عليهم للعدالة وفقا لإجراءات القانون العسكري.
من جهته أكد إبراهيم حامد محمود وزير الداخلية أن الشرطة فقدت 23 شهيدا و85 جريحا بينما قتل 30 من المواطنين وجرح 32 بينهم أطفال ودمرت بعض السيارات في الأحداث الأخيرة التي شهدتها امدرمان، وأشار إلى أن قتلى حركة العدل كان كبيرا وتم الاستيلاء على 68 سيارة بكامل عتادها بينما دمرت 75 سيارة.
ورفعت الحكومة جائزة القبض على خليل ابراهيم إلى 500 ألف جنيه أي ( حوالي 125 ألف دولار) لسكان ولايتي شمال دارفور وكردفان، وأعلنت السلطات أن خليل إبراهيم فر من أمدرمان الى شمال كردفان ومنها إلى شمال دارفور عبر الصحراء في طريقه إلى تشاد، وأكدت أنها رصدت اتصالات هاتفية لزعيم حركة "العدل والمساواة" مع الحكومة التشادية طلب خلالها مروحية لإخلائه مؤكدة أن السلطات لا تزال تطارده.
وقرر والي الخرطوم الدكتور عبدالحليم المتعافي منح القتلى من ضباط وجنود القوات النظامية الذين راحوا ضحية الهجوم على امدرمان أرضاً أو منزلاً، وتقديم دعم مالي لأسر الشهداء وللجرحى في حدود 5 آلاف جنيه بجانب الدعم العيني.
وفي تفاصيل لاحقة، كشف صحيفة "ألوان" امس أن خطة الهجوم العسكري على امدرمان كانت تستهدف بعد الاستيلاء على السلطة تصفية عدد من الرموز السياسية في الحكومة والمؤتمر الوطني ومن بينهم علي عثمان طه ونافع علي نافع وعوض الجاز وأسامة عبدالله ومصطفى عثمان إسماعيل وآخرون من المدنيين. أما من العسكريين فإن قائمة الاستهداف تشمل رئيس الجمهورية ووزير الدفاع ووزير شؤون الرئاسة.
وطلبت وزارة الخارجية السودانية، امس، من البعثة الدبلوماسية التشادية بالخرطوم مغادرة البلاد فوراً، تنفيذاً لقرارات مجلس الأمن القومي ومجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية، بقطع العلاقات الدبلوماسية مع تشاد، وقالت: "إنها كلفت جهة لم تسمها برعاية مصالح السودان في تشاد عقب إغلاق سفارتها هناك".
وطلبت الخارجية من القائم بالأعمال التشادي تقديم التسهيلات اللازمة لتصفية اعمال السفارة السودانية في انجمينا مبدية استعدادها لتقديم تسهيلات لهم لتصفية اعمالهم.
من جانبه، اكد مصدر عسكري فرنسي رفيع المستوى في تشاد، انه "من غير المحتمل" ان يشن التمرد التشادي، هجوما "قبل موسم الامطار، الذي يبدأ فعلياً في الاول من تموز/يوليو المقبل".
من جهة اخرى، ارسل الجيش التشادي الى مطار ابيشي مروحيتين هجوميتين روسيتي الصنع من نوع " ام.اي-35" ومروحية من نوع "ام.ايي-17" مزودة بالسلاح ايضاً. واوضح المصدر الفرنسي ان هذه المروحيات تعطي الجيش "تفوقاً ملحوظاً" اذا ما كان المتمردون في نطاق عملها.
من جهته أكد حسن الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض، أن حزبه يرفض الانقلابات العسكرية واستخدام العنف لتغيير النظام بالقوة، متوقعاً أن تدفع التطورات الأخيرة الحكومة السودانية وحركة " العدل والمساواة" المتمردة في دارفور إلى التعجيل بتسوية سلمية لأزمة الإقليم.
وأبدت منظمة مراقبة حقوق الإنسان "هيومان رايتس ووتش" قلقها إزاء حملة اعتقالات جماعية في الخرطوم بعد هجوم أمدرمان، وقالت انها تخشى ان يكون البعض قد تعرض للتعذيب او القتل.
إلى ذلك، أعربت ليبيا والأردن والسعودية وقطر واتحاد المحامين العرب، عن دعمها الكامل للحكومة السودانية، وجهودها الرامية إلى إعادة السلام إلى السودان، ودانت هجوم المتمردين على أم درمان.
وأنهى وزير الخارجية الإثيوبي سيوم مسفن زيارته الخاطفة إلى الخرطوم، أمس، كأول وفد يزور السودان بعد الهجوم الذي تعرضت له مدينة أمدرمان، وأجرى خلاها محادثات هامة مع المسؤولين السودانيين على رأسهم الرئيس عمر البشير، ونقل خلالها وزير الخارجية الإثيوبي رسالة تضمان إلى الشعب السوداني من شعب إثيوبيا، والوقوف الى جانبه في محاولات الاعتداءات المتفرقة ضد السودان من قبل حركات دارفور المسلحة. الخليج 14/5/2008
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
الأربعاء 14 مايو 2008م، 9 جمادي الأولى 1429هـ العدد 5352 جلسة برلمانية صاخبة حول أحداث السبت
تصفيق حار وقبول واضح وجدتهما المطالبة البرلمانية بالتحقيق في عدم حسم قوات حركة العدل والمساواة قبل دخولها لمدينة ام درمان، الى جانب المطالبة باستقالة وزير الدفاع من قبل نواب الهيئة التشريعية بعد مرور نصف ساعة من المداولات حول بياني وزيري الدفاع والداخلية الخاصين بأحداث السبت الماضي، اتسمت بالاشادة بالقوات المسلحة وبالادانة والشجب للنظام التشادي، مما يؤكد ان اثارة تلك المطالبات كانت داخل النواب. وزير الدفاع الذي جاء بعد ساعة من انعقاد جلسة الهيئة التشريعية القومية استهل بيانه باستعراض تفاصيل تحركات حركة العدل والمساواة تجاه الخرطوم ورصدها قبل وقوعها بشهر ونصف . وقال انه تم رصد اجتماع للرئيس التشادي مع الحركات لتنفيذ الهجوم على العاصمة، وان خليل كلف رسميا بذلك. واكد ان التجهيزات اكتملت في معسكر ابوسنينة علي بعد 12 كيلو من مدينة الجنينة واشار الى ان خطة القوات المسلحة كانت دحر الحركة قبل دخول العاصمة واوضح (دفعنا بقواتنا لخارج العاصمة لمواجهة العدو الا انهم علموا بذلك من قبل عدد كبير من الطابور الخامس المتواجد داخل العاصمة لما ساقهم لتجاوز تلك القوة)، واكد ان ضعف الامكانيات الاستطلاعية كان سببا في عدم مواجهة الحركة خارج العاصمة، وقال (نحن نعمل بمعدات الحرب العالمية الثانية بالنسبة للاستطلاع الجوي بسبب الحصار المضروب على البلاد)، واوضح (القوات المسلحة بالامكانات المحدودة استطاعت ان تقهر العدو، وهذا انتصار ضخم ومعجزة ، لا سيما وان همة الرجال غطت المسافة بين الامكانيات والارادة ، واكد مشاركة القوات المشتركة في صد هجوم حركة العدل والمساواة، واشار الى انها استخدمت لاغلاق كبري جبل اولياء وطريق القطينة جبل اولياء - الخرطوم واكد ان الاسلحة التي استخدمتها حركة العدل اكبر من طاقات تشاد، واشارلوجود جهات اجنبية تقف وراءها، و كشف عن حجم الخسائر وسط القوات المسلحة في الاحداث والمتمثلة في استشهاد اربعة ضباط و«39» من رتب مختلفة، وفقدان شخصين وفقدان (92) بندقية كلاشنكوف وأربعة قرنوف، إلى جانب عربة لاندكروزر واشار لاستشهاد اربعة اجانب من مصر والسنغال. وأكد ان القوات المسلحة كبدت حركة العدل خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، واشار لتدمير واستيلاء عدد «362» عربة ، إلى جانب عدد كبيرمن الاسلحة. وأوضح «حتى الآن لم يجرٍ حصر عدد القتلى من الحركة ولكن في مشرحة الخرطوم بلغ عدد القتلى «19» وأكد ان آخر التقارير كشفت عن اشتباكات مع حركة خليل في منطقة جبل المحس تم الاستيلاء خلالها على اربع سيارات وتدمير خمس واصابات ثلاثة افراد من قوات الحركة. ومن جانبه، قال وزير الداخلية الذي بدا هادئاً بخلاف وزير الدفاع لدى تقديم البيان ان قوات الحركة دخلت أم درمان عبر طريق شريان الشمال، وانتشرت في كل محليات أم درمان واخترقتها بطريقة مختلفة وبتوقيت واحد. واشار إلى ان حجم مقاتلي الحركة تجاوز الألف مقاتل، واوضح بأن تسليحها حديث ومتطور وكشف عن حجم الخسائر وسط الشرطة والمتمثل في قتل «63» شرطيا واصابة (85)، الى جانب خسائر في البنى التحتية من متحركات واقسام شرطة وثكنات واوضح بأن بعضها دمر بالكامل والاخر جزئيا.. وكشف عن فتح 53 بلاغا في مواجهة المتورطين في الاحداث، واوضح أن لجنة من المباحث اعدت لائحة بالمطلوبين عبر الانتربول، واشار الى انهم تلقوا بلاغات بوجود القوات من قبل 91 الف و003 مواطن. رئيس المجلس الوطني احمد ابراهيم الطاهر، دافع بشدة عن القوات المسلحة وقلل من عملية اقتحام ام درمان، وقال في تعقيبه على الجلسة «دخول قوات حركة العدل والمساواة للخرطوم ليست قضية لاسيما وان الامر تكرر في مدن عربية اخرى، فالقضية في كيفية مواجهتها بشجاعة»، واضاف «لو تم حسم تلك القوات في الصحراء هل كان يمكن ان يصلوا للخرطوم ويجدوا تعاضد الشعب والاعلام». إلا ان تعليق رئيس البرلمان ووجه بالرفض من قبل النواب الذين بدأت أصواتهم الاحتجاجية عالية مما أجبر رئيس البرلمان للامساك عن اكمال التعليق. وحاصر النائب البرلماني عن كتلة المؤتمر الوطني، عثمان نمر، وزير الدفاع بجملة من الاسئلة حول كيفية دخول قوات الحركة لأم درمان وعن تحديد مسؤوليةالخسائر والكيفية التي خرجت بها قوات الحركة، وانتقد التباطؤ في التعامل مع المعلومة التي أوصلها المواطنون للأجهزة الرسمية، ووصفها بالاهمال، وأكد تعرض مناطق في الهواوير للقصف واشار لوقوع خمس دانات في منطقة أبو عروق، وكشف عن ملاحقة القبيلة لحركة العدل والمساواة لفك أسراربعة من أبنائها. ومن جانبه رفض النائب البرلماني في كتلة التجمع محمد وداعة المبررات التي ساقها وزير الدفاع لعدم حسم قوات الحركة قبل دخولها العاصمة، ووصفها بغير الواقعية وقال في مداولته « ينبغي للدولة ان تكون لديها ما تتعامل به مع الغزاة وانتقد بطء نزول القوات المسلحة للمعركة، وتساءل عن الاسباب التي دعت قوات الصاعقة والامن للنزول للمعركة، وشدد على ضرورة ايقاف التصعيد الاعلامي وطالب بتنحية وزير الدفاع من منصبه لفتح المجال امام التحقيق، وشدد على ضرورة العودة للمفاوضات وعلى وضع الاحتياطات الضرورية لعدم تكرار الحادثة. ومن جانبه طالب القيادي في كتلة المؤتمر الوطني مهدي ابراهيم بإرجاء المطالبة باستقالة وزير الدفاع الى حين تجاوز المحنة. وقال «التعجل بطلب الاستقالات هذا ليس وقته فيوم يأتي تقييم لجان التحقيق ساعتها نطالب به». وفي ذات المنحى طالب وزير الدولة بالشؤون الانسانية احمد هارون بموازنة التشريعات ما بين حالة الامن الراهن والمحتملة والنظر للمثال المطلق الذي يمكن ان يكون في التصورات. ووافقت اللجنة التشريعية بالاجماع على القرار الذي تلاه رئيس الكتلة البرلمانية للمؤتمر الوطني د. غازي صلاح الدين واتفقت عليه الكتل البرلمانية المكونة للبرلمان والذي ادان الاجراءات وشدد على تسريع مفاوضات دارفور وانتقد بطئها وأكد على عدم صلة الشعب التشادي بالعملية وطالب بالالتزام بالمعايير والحصافة، والحكمة في تحديد المشتبهين في الاحداث، ودعت القرارات لتشكيل لجنة تحقيق لمعرفة الاسباب التي مكنت حركة العدل من دخول أم درمان دون حسمها في الخارج، والوقائع التي جرت داخل أم درمان وأداء السلطات الولائية والأمنية في شمال دارفور وشمال كردفان والخرطوم وحجم الخسائر، ليتم بناءً عليها اتخاذ القرارات وتجنيب البلاد المغامرات الشبيهة في المستقبل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
العدد 210 - الأربعاء 15 مايو 2008
اسلاميــــــون من الحكم إلى المطــاردة الخرطوم عبد المنعم ابوادريس س رغم صمت صوت الرصاص في مدينة ام درمان والتي انفتح عليها من سيارات اللاندكروزر ذات الدفع الرباعي التي قادها الدكتور خليل ابراهيم رئيس حركة العدل والم ساواة عبر الصحراء لدخول المدينة من ناحيتها الغربية والشمالية الا أن الغبار الذي أثارته اطارات السيارات ذات الدفع الرباعي مازال عالقا في الأجواء وخاصة أن رئيس الحركة تتضارب الأنباء حول مصيره فهو يؤكد أنه مازال داخل مدينة ام درمان ولكن وزير الدفاع الوطني الفريق عبد الرحيم محمد حسين بحسب ما نقلته الصحف السودانية عنه أمس بان خليل الآن في شمال دارفور بل إنه أرسل رسالة استغاثة إلى الحكومة التشادية لتبعث له طائرة عمودية لتخليه . وحالة المطاردة التي يعيشها خليل الآن تعيد إلى الأذهان حادثتين سابقتين لأبناء الحركة الاسلامية أولاهما داؤد يحي بولاد والذي فشلت الحملة التي قادها برفقة عبد العزيز الحلو من جنوب السودان للسيطرة على أجزاء من جنوب دارفور باسم الحركة الشعبية اذ أن بولاد عقب انهزام قواته صار مطاردا ومطلوبا للأجهزة الأمنية التي أطلقت نداء للمواطنيين ليساعدوها في القبض عليه اذ أنه أوى إلى قرية دليج الواقعة في ريفي مدينة قارسيلا بجنوب دارفور وفيها اطبقت عليه قوات الامن السوداني بعد ان تلقت معلومة من احد المواطنين بوجود بولاد في القرية ، والان قوات الأمن تطارد خليل وتعلن للمواطنين بانها ستقدم جائزة مالية قيمتها 250 مليون جنيه ضوعفت فيما بعد الى 500مليون لمن يدلي بمعلومات أو يدلها على مكان خليل . وعقب مفاصلة الإسلاميين اتهمت السلطات د. الحاج آدم يوسف بانه يقود مخططا لقلب النظام ولكن الرجل اختفى عن انظار الأجهزة النظامية ليظهر في مدينة أسمرا ووقتها أعلنت الأجهزة الأمنية صورته في الصحف اليومية تطلب من المواطنيين المساعدة في القبض عليه ولكن المحكمة الجنائية ببحري برأت الرجل الذي تعود جذوره الى قبيلة البني هلبه في جنوب دارفور وبرز نجمه في الحركة الإسلامية بجامعة الخرطوم والتي درس بكلية الزراعة بها وتفوق فيها وعمل محاضرا بالجامعة عقب تخرجه وعندما جاءت الإنقاذ عينته وزيرا للزراعة بالشمالية ثم واليا على جنوب دارفور ومن بعد أصبح وزيرا للزراعة الاتحادية ليغادر منصات تولي المواقع الدستورية عقب مفاصلة الاسلاميين والتزامه جانب المؤتمر الشعبي أما خليل فتعود جزوره إلى منطقة الطينة بشمال دارفور وهي المنطقة التى شهدت بدايات تاسيس حركات دارفور ما بين عبد الله أبكر وقادمين من ليبيا ناقمين على السنوات التي قضوها في حضن طرابلس ومشروعها العروبي والذي انقلبت عليه طرابلس مطلع القرن الحادي والعشرين و برز نجمه في جامعة الجزيرة يوم أن صار طالبا بكليتها للطب فيقول معاصروه بأن خليل منذ أن وطئت اقدامه الكلية الاعدادية لجامعة الجزيرة الواقعة في الجانب الجنوبي من مدينة ودمدني كانت صورته راسخة في اذهان طلاب الجامعة بانه أحد قادة الكتائب التى ينظمها الاتجاه الاسلامي داخل الجامعات وهو بعد في السنة الأولى كان يقف في مقدمة احداها وصعد نجمه مطلع الثمانينيات ليصبح رئيسا لاتحاد طلاب جامعة الجزيرة في دورة تلت سيطرة المستقلين على الاتحاد ورغم هذا الصعود الا أن خليل تخرج طبيبا في الدفعة الثالثة من كلية الطب بجامعة الجزيرة التي تاسست في العام 1978 الطيب ابراهيم محمد خير القاسم المشترك وعند ما تخرج عمل خليل طبيبا في مستشفى ام درمان حتى قيام الانقاذ ، وعندما أسس الدفاع الشعبي كان من اوائل المنتسبين اليه بل انه يوم ان أعلن الطيب ابراهيم محمد خير والي دارفور قبل تقسيمها الى ثلاثة ولايات النفرة لصد حملة بولاد وسط قبائل دارفور كان خليل ابراهيم أحد الألسن التي تدعو القبائل للمشاركة في الحملة ويقول احد سكان الفاشر بانهم في ذلك الوقت كانوا يشهدون هذا الشاب بجوار الوالي في روحاته وغدواته وعقب انتهاء حملة بولاد انطلق خليل إلى الجنوب فقد قال لي عبد الرحمن حمدان أمس وهو من منسوبي الدفاع الشعبي بأنه وصل إلى جوبا في أبريل 1992 ووجد خليل ابراهيم قد سبقه إلى جوبا بسبعة أشهر كاملة وفي العام 1994 عندما أعلنت الانقاذ الفيدرالية نظاما لحكم السودان وقسمت دارفور إلى ثلاثة ولايات عينت خليل وزيرا للصحة بشمال دارفور وحتى يوم أن غادر خليل كرسي الوزارة في عام 1998 فان الطيب ابراهيم محمد خير سرعان ما اتى بخليل إلى جواره في وزارة التخطيط الاجتماعي التي جلس في كرسييها خلفا لعلي عثمان محمد طه ولم تكن لخليل وظيفة محددة في الوزارة ولكنه بعث الى هولندا في منحة دراسية على حساب الوزارة ومنها انتقل الى ألمانيا ومنها ليعلن من هناك ميلاد حركته ولذا فالطيب ابراهيم محمد خير احد الذين أسهموا في صعود خليل رغما عن تشديدهم على القدرات الذهنية والتنظيمية التي يتمتع بها خليل بل ان أحد أصدقائه وعمل معه في اطر تنظيمية عندما قلت له بان خليل بدخوله أم درمان أقدم على خطوة غير محسوبة وتكاد تكون متهورة ضحك وهو يقول خليل الذي أعرف لايقدم على شئ دون تحديد موقع قدمه لكن الأمر فيه حلقة مفقودة وان كان خليل قد جاء إلى جامعة الجزيرة في مطلع الثمانينيان فإن بولاد يحي بولاد قد خطى خطواته الأولى في كلية الهندسة بجامعة الخرطوم في منتصف السبعينيات ووقتها كان الطيب ابراهيم محمد خير الذي قاد حملة القضاء عليه بوصفه واليا لدارفوركان زميلا له في ذات الجامعة ولكنه بكلية الطب وكثيرا ما شوهد في معيته عند انتخابات الجامعة أو في أوقات احداث الصراع بين التنظيمات الطلابية وبولاد الذي ينتمي لقبيلة الفور اعادته الحركة الإسلامية بعد تخرجه من الجامعة لمدينة نيالا متفرغا لقيادة العمل السياسي بها ومن نتائج بقاءه هناك ان الجبهة الاسلامية القومية سيطرت على دوائر الخريجين بالولاية وهددت المعاقل التقليدية لحزب الامة هناك وعندما وصلت الحركة الاسلامية للحكم في عام 1989 بحث كثيرون عن اسم بولاد ضمن التشكيلات الوزارية ولكن الإسم لم يظهر ليجدونه بعد أقل من عامين على وصول الإسلاميين إلى السلطة يركب عربة الحركة الشعبية العدو اللدود للحركة الاسلامية ولا أحد يقطع باسباب هذا التحول فقد عزاه أحد ابناء دارفور الى خلاف بينه والدكتور علي الحاج حول تعيين بعض ابناء دارفور من الاسلاميين في مواقع حكومية بينما يذهب آخرون بالأمر الى خلاف بينه وزميله السابق الطيب ابراهيم محمد خير في إدارة دارفور ليغادر بولاد دارفور إلى جنوب السودان واقنع الحركة بتكوين حملة لاحتلال جبل مرة ولاقى هذا هوى لدى الحركة التي كانت تتوق لنقل صراعها خارج نطاق جنوب السودان التقليدي ، ليدخل بولاد في رفقة عبد العزيز الحلو والذي هو من جبال النوبة موطنا ولكن جذوره من قبيلة المساليت في دارفور ودخلا دارفور يقودان الفا واربعمائة من جنود الحركة الشعبية انسحب اغلبهم بعد انهزام الحملة برفقة الحلو إلى افريقيا الوسطى ومنها عادوا إلى جنوب السودان ولكن بولاد رفض الإنسحاب مع قواته وقد قال جيمس دينق أحد الجنود الذين شاركوا في الحملة وأسر فيها ويقيم الآن بمدينة الفاشر بأن بولاد قال إنه لن يغادر دارفور ، ومن ثم انتقل إلى قرية دليج ريفي قارسيلا بجنوب دارفور وفيها أقام بمنزل احد الذين عملوا معه سابقا ولكن تم ابلاغ السلطات الأمنية لتاتي قوات العمليات الخاصة التابعة لجهاز الأمن الوطني لاعتقاله وهي القوات التى كان يقودها وقتذاك في كل السودان الفريق صلاح عبد الله (قوش ) مدير جهاز الأمن والمخابرات الحالي والذي تطارد قواته الآن خليل إبراهيم كما أنها لعبت دورا كبيرا في التصدي لحملته على ام درمان وان كان بولاد قد دخل حقل المعارضة باكرا مطلع التسعينيات فان العام 2003 شهد ميلاد حركة خليل رغم أنه قال لصحيفة الخليج الإماراتية في يوليو 2006 بان الحركة أُعلن عنها في عام 2003 ولكنها مؤسسة منذ عام 1993 وروى لي من الفاشر محمد صالح جمعة بانه يتذكر للدكتور خليل حادثة في العام 1994 ووقتها كانت الفاشر تستضيف ( مؤتمرا لتعليم العرب الرحل ) يقول فيها لن أنسى الإعتراضات المتشددة لخليل على تسمية المؤتمر مستندا على حجة أن الرحل ليس كلهم عرب واستمر الجدل حتى الثالثة صباحا من يوم انعقاد المؤتمر ليحسم بأن يطلق عليه مؤتمر تعليم الرحل فقط الاحداث
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
العدد 210 - الأربعاء 15 مايو 2008
أم درمان أمست مذعورة وأصبحت منكوبة .. عمليات نهب واسعة باسواق أم درمان أم درمان: محمد ، عبير ، سموءل ، عايدة الهجوم الذي استهدف مدينة أم درمان خلال اليومين السابقين بدأت معالمه وأبعاده تتكشف شيئا فشيئا مع انجلاء غبار المعركة ومع تلاشي التوتر وتواصل الناس فيما بينهم بدات اسطورة ان المتسللين لم يتعرضوا للمدنيين تتلاشى وتتكشف الحقائق المرة بأن المواطن كان هدفا رئيسا للمعتدين وان كل مال وقع تحت ايديهم نهبوه وان من رفض من المواطنين لم تكن قيمته عندهم أكثر من رصاصة كلاش وشهدت الأسواق التي دخلوها عمليات سلب ونهب وحرق لكثير من المحلات التجارية حيث كان نصيب السوق الشعبي أم درمان وسوق ليبيا الأكبر في عمليات النهب والحرق للمحلات التجارية والبنوك التي أبرزها البنك العقاري التجاري وبنك الخرطوم حيث أسفرالهجوم عن خسائر فادحة تقدر بمليارات الجنيهات لا نظن اننا نحتاج إلى كثير من السرد لما عاشته العاصمة القومية في الايام الفائته من رعب تسبب فيه دخول بعض أفراد حركة العدل والمساواة . ومنذ بداية نزولنا من كبري الانقاذ المؤدي إلى مدينة ام درمان كانت آثار عدوان العدل والمساواة واضحة للعيان وضوح الشمس في رابعة النهار حيث مررنا بمنازل بدت آثار ضرب الرصاص واضحة ولا تحتاج إلى دليل وعند صينية مدينة المهندسين يوجد مركز كبير للأثاثات حملت لافتاته اسم القمة للأثاث واعتقد انه أصبح الآن فى المنحدر لا القمة فقد تم تدميره تماما وتناثرت أجزاؤة على الأسفلت وتحدث لنا نائب المدير العام سعيد محمد الحسن الذي قال ان الغزاة دخلوا إلى المحل وحاولوا كسر الخزينة ولكن الوقت لم يسعفهم اذ سمعوا أصوات رصاص القوات الأمنية فما كان منهم الا ان قاموا بسلب موبايلات قرابة ال20 عامل ولاذوا بالفرار بعد أن دمروا المحل ويضيف أنهم خلفوا بعض الخسائر التي تشمل عدد 2 عربة صالون وغرف نوم ومكاتب وأطقم جلوس. ومن داخل المحل استمعنا إلى أحد عماله الذين نهبت أموالهم وموبايلاتهم وهو صلاح الطيب الذي أكد أن أفراد حركة العدل والمساواة اخذوا هواتفهم ونقودهم تحت تهديد السلاح. وبجانب مركز القمة هنالك مستودع رأس الخيمة للسراميك فرع المهندسين والذي دمر هو كذلك وحدثنا صاحبه آدم محمد ابراهيم وروى حكاية هجوم المتمردين الفاشل وقال إن هنالك قرابة ال45 سيارة تابعة لحركة العدل والمساواة كانت ترابط أمام مستودعي الذي يقع غرب سلاح الموسيقى وشرق صيدلية محمد سعيد بمحطة سراج وقامت قواتنا بتدوينها ( ضربها بواسطة الدانات) فما كان من أفراد العدل والمساواة الا أن احتموا بالمستودع وتحصن بعضهم بمحل الأثاثات الذي يجاورنا اثاثات القمة وبدأوا بتبادل اطلاق النار وقام المتسللون بكسر خزانة المحل ونهبوا مبلغ 19 ألف جنيه وتسببوا في خسائر للمحل بعد أن أتلفت الدانات كل السراميك الموجود بالمحل وبلغت خسائري ثلاثة ملايين ووستمائة وتسعون ألف جنيه وقال آدم إن المواطن لاذنب له فيما حدث وهذه الخسائر لا قبل لنا بتحملها فنحن علينا التزامات وشيكات حاله وآجله وعلى الدولة أن تحمي مواطنها وممتلكاته من مثل هذه الأحداث. لم نكتفي بهذا وكان إصرارنا كبيرا لمعرفة حجم الخسائر التي تكبدتها البلاد بسبب خونة وأعداء الوطن فاتجهنا إلى سوق ليبيا بمدينة ام درمان وتوقفنا أمام مبنى بنك أم درمان الوطني والذي طالته أيادي المتسللين حيث تركت المعركة آثارا لا تخفى على العيان وحاولنا الدخول إليه والتحدث الى موظفيه فمنعنا بواسطة الشرطة فطلبنا من أحد افراد شركة الهدف الأمنية الذي وجدناه في حراسة البنك ان يستأذن لنا مدير البنك والذي علمنا بوجوده في تلك اللحظة باننا نود الحديث اليه فذهب مشكورا لكنه اتانا بخفي حنين حيث رفض المدير مقابلتا والحديث الينا وقبل ان نتحرك من امام البنك امتثالا للاوامر كان هنالك عربة بوكس تقوم بنقل عدد من خزائن البنك . بعد ذلك قصدنا بوجهتنا السوق الشعبي ام درمان وفي ازقته ادهشنا أثر الحرائق التي طالت المحلات وتسائلنا هل ترك الغزاة مهمتهم التي جاءوا من أجلها وعاثوا فسادا في السوق فقال بعض افراد وتجار السوق انهم لا يعرفون كيف تم هذا الحريق ولكن تبادل اطلاق النار بين الحكومة والغزاة خلف بعض الطلقات الطائشة التي اصابت المحلات ودمرتها وجعلت أصحابها يلوذون بالفرار طلبا للسلامة فما كان من بعض ضعاف النفوس الذين لا يهتمون لأمر الوطن الا أن اغتنموا الفرصة وقاموا بالسلب والنهب مستغلين تزعزع الأمن ورهبة المواطن. بدأنا بحثنا عن حقائق الخسائر للاحداث الأخيرة في المنطقة الصناعية بالسوق الشعبي أمدرمان وقال ل(الاحداث ) مدير بنك الخرطوم فرع المنطقة الصناعية سر الختم عمر الزبير أن البنك تعرض الي إطلاق نار كثيف بواسطة دانات ثقيلة وبعدها تم الاعتداء على البنك وتم نهب كميات كبيرة من المعدات الكهربائية والماكينات والمكيفات بالاضافة الي نهب كميات كبيرة من الأموال النقدية وكذلك تم تدمير عربة بوكس تابعة للبنك ,موضحًا أنه ليس هناك خسائر في الارواح ولكن بعد نهب البنك تم إحراقة بالكامل وقال تم تحويل عمل البنك الى الفروع الاخرى بالعاصمة مؤكدا انة لاتوجد أي مستندات محروقة توثر على عمل الفرع وتعرض البنك الى خسائر مادية فادحة وتدمير كل أثاثاته. وعند دخولك الى السوق الشعبي يبدو لك من الوهلة الاولى حجم الدمار والخراب والنهب الذي حدث فاصحاب محلات الموبايلات والمجوهرات بدا طابع الحزن والالم واضحا علي وجوههم وتحدث الى الاحداث يحي ابكر صاحب دكان موبايلات بالسوق الشعبي موضحا انه تعرض لخسائر فادحة مشيرا الى انه بين عشية وضحاها أصبح لايملك ولا جنيها واحدا مؤكدا ان اعمال النهب الواسعة التي كانت مصاحبه للاضطرابات الامنية كانت وراء ماحدث لهم وما حدث ليحي ابكر انطبق على التاجر فيصل عبدالله احمد الذي فقد كمية من الموبايلات تقدر قيمتها بسبعة الف جنيه اضافة الى 2ألف جنيه نقدا واوضح عادل محمد علي صاحب مجمع الهنجاف ان محلة سرق في نفس يوم الحادث وقدر خسائرة ب 17ألف جنية ويطالب علي الحكومة بتعويضهم وكذلك مأساة صاحب محلات العربي للموبايلات نفس مأساة عادل حيث قدر خسائره ب 100الف جنية وأكد السني سعيد صاحب محلات عطا المنان انه تعرض لخسائر كبيرة بلغت جملتها 50الف جنية ويطالب الحكومة بالتدخل لتعويضهم . وكذالك طالت الخسائر تجار الذهب بالسوق الشعبى والذين كانت خسائرهم اكبر حيث تحدثنا الى فضل محمد سعيد صاحب مصوغات الكوثر والذى افادنا بانه قد فقد كمية من الذهب تقدر ب700 جرام والتى تساوى 600 ألف جنيه اضافة الى 8الف وخمسمائة جنيها نقدا . وقال المعز يوسف تبيدي انة تكبد خسائر فادحة لم تكن في الحسبان حيث بلغت جملتها 20 ألف جنية وقال ان حركة العدل والمساواة هي المتسبب الاول في الاضرار التي لحقت بهم وقال هنك مرتزقة آخرون وهم مرتزقة السوق الشعبي الذين يستغلون الفرص لكي يجنوا من خلفها الكثير من الاموال واطالب الحكومة بالتدخل من أجل تعويض المتضررين . " الاحداث" أجرت اتصالات بكل من المدير التنفيذي للسوق الشعبي أم درمان الاستاذ صلاح ابو عاقلة الذي كشف عن حجم المحلات التجارية التي نهبت واحرقت مشيرا إلى أنها تقدر بعدد (128) دكان منها عدد ثمانية وعشرين مكتبا للترحيلات ، سته دكاكين للصاغة والذهب والمتبقي محلات تجارية لبيع الموبيلات واصفا الخسائر بالفادحة لافتا الى أن التقارير الاولية تشير الى أن تكلفة المقدرة جراء المحاولات التخريبية تقدر بأكثر من مليار جنيه ، وفى رده على سؤال " الاحداث" حول تأمين هذه المحلات التجارية اشار الى أن الغالب لم يكن مؤمن غير انه لم يستبعد أن تكون مكاتب الترحيلات مؤمنة منوها الى تكوين لجنة من ادارة المحلية ، والوحدات الادارية، الامن الاقتصادي ، النظام العام وبعض الجهات ذات الصلة لحصر ومعرفة حجم الخسائر تحديدا . واشار صلاح لـ " الاحداث" بأن عمليات النهب والسلب والحرق حدثت بعد الاحداث فيما أكد رئيس شعبة التجار بسوق أم درمان أحمد النور لـ " الاحداث" على عدم وجود خسائر بسوق أم درمان شاجبا الاعمال التخريبية مطالبا بضرورة الوقوف مع القوات النظامية صفا واحدا لدحر الغزاة مناديا والي ولاية الخرطوم د.عبد الحليم المتعافي ومعتمدي المحليات بتنظيم الاسواق ودعمها وتأهيلها بجانب أن تقوم الدولة بتوفير كافة البنيات التحتية لاهميتها في مثل هذه الظروف التي مرت بها البلاد . وفي نهاية جولة الاحداث نستطيع القول ان الحقيقة هي التي فرضت نفسها بعد ان شاهدنا الدمار المادي والمعنوي الذي أصاب كثيرا من المواطنين خاصة انهم ليس لديهم أي علم بان الحكومة ستكون لجنة لدراسة خسائرهم او تعويضهم وعندما سألناهم عما ينوون فعله حيال هذة القضية كانت الحيرة والحزن و الصمت هو سيد الموقف .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
العدد رقم: 898 2008-05-14
بين قوسين اعتقال الترابى: هل هوالطبعة الثانية من الهجوم التشادي؟ (1-2)
عبد الرحمن الزومة كُتب في: 2008-05-14
ساذج هو الذى يظن أن ما حدث يوم السبت الماضى هو فقط من أجل احداث فوضى فى الخرطوم واثارة الرعب بين الناس وقتلهم. ان كل الدلائل والمنطق يقول ان العملية كانت عملية ضخمة وشاملة بقصد الاستيلاء على السلطة بالقوة. القوة المهاجمة كانت لها أهداف محددة وهى ثلاثة: الاذاعة والقصر الجمهورى والقيادة العامة لقوات الشعب المسلحة. والذى يستولى على تلك المرافق الثلاثة فانه من (الناحية الفنية) يكون قد استولى على السلطة. ان الأسلحة والمعدات والتجهيزات التى كانت بحوزة القوة وحجم (القيادات) المشاركة فيها كل ذلك يؤكد ذات المعنى وهى ان العملية بقصد الاستيلاء على السلطة. واذا كان ذلك كذلك فانه ساذج أيضاً ذاك الذى يعتقد أن حركة بهذا الحجم والقصد من الممكن أن تأتى الى الخرطوم دون (تواطؤ) مع بعض القوى (السياسية) فى الداخل. والآن دعونا نبحث عن تلك القوى السياسية فى الداخل وفى الذهن والبال بطبيعة الحال حملة الاعتقالات التى شملت عدداً من قيادات المؤتمر الشعبى على رأسهم زعيم ذلك الحزب حسن الترابى والأمين السياسى بشير آدم رحمة. السؤال هو من هى أقرب جماعة سياسية فى الداخل يمكن أن تكون (عوناً) لأولئك الغزاة؟ من أقرب اليهم سوى حزب المؤتمر الشعبى وزعيمه حسن الترابى؟. نحن لا نملك الآن غير أن نحلل ونرجع الى بعض (الأحداث) والتطورات و(التحركات) الصغيرة والتى ربما تبدو وكأن لا رابط بينها غير أن (الرابط) أظهر من الشمس فى رابعة النهار. العلاقة بين خليل ابراهيم وبين حزب الترابى كانت حاضرة فى كل مفاصل المرحلة الفائتة. كل وسائل الاعلام كانت تربط بين (مسجونى المحاولة التخريبية) وبين حزب الترابى. وحزب الترابى نفسه أعطى (الدليل) على تلك الرابطة وذلك باصراره على اطلاق سراحهم كـ(شرط) للتفاوض مع المؤتمر الوطنى. لقد اتضح الآن ان الهدف من ما سمى بمفاوضات اعادة توحيد الحركة الاسلامية كان فقط اطلاق سراح أولئك المحكومين والذين يسميهم الترابى (معتقلين) تابعين لحزبه مع أنه ابان محاكمتهم كان ينفى علاقته بهم. أصر الترابى على ذلك الشرط لدرجة أن المفاوضات توقفت أو فشلت بعد أن رفضت السلطات اطلاق سراحهم بعد أن كاد (صاحب القلم) أن يبصم على القرار القاضى باطلاق سراحهم!. هذه واحدة أما الثانية فهى ان (كل) قيادات الحزب كانت (خارج الخرطوم) لحظة الهجوم. الترابى كان فى سنار حيث قضى فيها أربعة أيام مع أن سنار (فركة كعب) من هنا ويمكنه (المبيت) فى بيته. حتى زوجته السيدة وصال المهدى والتى لم يعرف عنها حبها للأسفار كانت خارج العاصمة. الترابى حضر الى الخرطوم الساعة الثانية من صبيحة الاثنين وتم اعتقاله الساعة الخامسة. عبد الله حسن أحمد كان خارج الخرطوم ولأكون (صادقاً) لم يكن يوجد فى الخرطوم سوى الحاج آدم والذى يعتقد على نطاق واسع أنه (المسئول العسكرى) للحزب! اننى لست (محققاً) فى جهاز الأمن غير أن ربط بعض أجزاء من (الصورة) المهشمة ربما تساعد على فهم بعض توجهات القوى السياسية خاصة اذا كان الأمر يتعلق بتفسير ما حدث فى الخرطوم ظهيرة السبت الأسود!...
السودانى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
بسم الله الرحمن الرحيم حركة العدل والمساواة السودانية
بيان مهم حول عملية "الذراع الطويل" إلى العاصمة السودانية
قامت حركة العدل والمساواة السودانية بعملية جريئة مباركة إلى عاصمة النظام أسمتها عملية "الذراع الطويل".
وحيال هذه العملية الشجاعة الفذة تودّ الحركة تبيان الآتي للشعب السوداني وللأهل في الهامش السوداني بصورة خاصة: 1- هدفت عملية "الذراع الطويل" إلى تحقيق نقلة نوعيّة في النضال السياسي والكفاح المسلح لتحقيق العدالة والمساواة بين مواطني البلاد كافّة. فأرسلت الحركة بهذه العملية الجسورة رسالة قوية إلى المركز الذي استمرأ حرق الهامش - دون أن يستشعر شيئاً من آثار هذا الحريق- أنّ ذلك الزمان قد ولّى إلى غير رجعة، وأنّه ليس بإمكان المركز بعد الآن أن يقتل من يشاء ويقصف المدنيين العزل ويقتل بدم بارد الأطفال والنساء والشيوخ في المدارس والأسواق ومصادر المياة كما فعل من قبل في جنوب البلاد وجبال النوبة والشرق وكما تفعل الآن وبصورة أوسع وأبشع في دارفور. فقد قررت الحركة نقل المعركة إلى عصابة الإنقاذ التي لطّخت أيديها الآثمة بدماء الأبرياء وإلى المركز مصدر كل مكونات سياسة الأرض المحروقة والإبادة الجماعية لتنشغل العصابة بالدفاع عن نفسها بدلاّ من أن تجد السعة والإمكانات لتنفيذ سياساتها الرعناء في الهامش والأقاليم. 2- الحركة راضية تمام الرضى عن مستوى ونتائج عملية "الذراع الطويل" رغم أساها البالغ على الأرواح القليلة العزيرة التي صعدت إلى بارئها فداءً للقضية والوطن. فقد دخلت الحركة عاصمة المهدي في عزّ النهار وبعلم مسبق من النظام الذي أعلن - دون حياء- عن عزم الحركة الوصول إلى العاصمة القومية قبل ثلاثة أيام ولكنها عجزت تمام العجز أن تحول دون قدوم الحركة إل عقر دارها والسيطرة على كثير من مواقعها الإستراتيجية مثل مطار وادي سيدنا العسكري ومنطقة كرري العسكرية وسلاح المهندسين عند المدخل إلى الخرطوم وغيرها من المواقع الحيوية الحساسة في أمدرمان ثم الخروج بمرادها إلى التخوم الغربية للعاصمة القومية لرصّ صفوفها والترتيب للمرحلة التالية من العملية. 3- تطمئن الحركة الشعب السوداني الأبيّ بكل قطاعاته الذي أشعر الحركة وعبر لها عن غبطته بالعملية البطولية بأن الحركة لم تخسر في العملية من عتادها الحربي ما يستحق الذكر، وأنّها قد غنمت أضعافا مضاعفة من يد النظام وهي الآن أقوى من أيّ وقت مضى بكل المقاييس السياسية والعسكرية. كما تزجي الحركة الشكر للذين أبدوا قلقهم على مصير رئيس الحركة الذي أكد بصوته هذا الصباح لهيئة الإذاعة البريطانية ووكالة رويترز للأنباء أنه في تمام الصحة وعلى أحسن ما يرام بين ظهراني شعبه في قلب العاصمة وأن قيادات الحركة بخير عدا الشهيد البطل جمالي حسن جلال الدين المحامي الذي تأكدت لنا تصفيته بعد اعتقاله ولن يفلت المجرمون الذين إغتالوه من حساب الحركة الناجز بإذن الله. 4- التضليل الكبير الذي يمارسه النظام عبر اعلامه المبتور كقوله أنّ قوات الحركة مرتزقة وأن الحكومة التشادية وراء العملية وأنّه قد قضى على الحركة قضاءً مبرماً وأنّه قتل العشرات وأسر ما يتجاور المائة من قواتها وغيرها من الترهات لا تنطلي على ذكاء المواطن السوداني. ففي صفوف الحركة رجال من كل الأعراق السودانية وتقاتل في أقاليم تكبر الدولة المذكورة في وزنها السكاني مما ينفي الحاجة إلى استقدام أحد من خارج الحدود وفي حين أن النظام هو الذي استنجد بالنظام التشادي في باديء أيام الثورة لمقاتلتنا، كانت الحركة هي السبّاقة إلى إنجمينا لمواجهة نظام الخرطوم الذي سعى إلى نقل معركة دارفور وتصديره خارج الحدود وتمكّنت من تعطيل مشروعه وبالتالي يستطيع القاريء أن يحكم إن كانت الحركة في حاجة لطرف آخر لدعمها أو تحريكها.أما أرقام النظام عن القتلى والمعتقلين من قوات الحركة فلا تمتّ إلى الحقيقة بصلة وهي غطاء لاعتقال الناس بالسحنة والهوية الإقليمية والإنتماء الإثني لتصفيتهم جسدياً أو دفنهم أحياء تكراراً لمأساة يوليو 1976 في الحزام الأخضر. 5- تنتهز حركة العدل والمساواة السودانية هذه السانحة الطيبة لتعرب عن إمتنانها العميق للذين بادروا وأعلنوا عن دعمهم لعملية "الذراع الطويل" في كل الوسائط المرئية والمسموعة والمقروءة وتدعو الشعب السوداني عامة وشعب الهامش على وجه الخصوص للإلتفاف حول ثورته وتقديم الدعم المادي والمعنوي لها حتى تبلغ غاياتها في القضاء على الظلم وإيجاد مجتمع العدل والمساواة على أساس المواطنة الحقّة لا غير كما تدعو الحركة كل تنظيمات الهامش العسكرية منها والمدنية إلى وحدة الصف والبرامج حتى يتسنى لنا إجبار النظام لتغيير سياساته العنصرية الجهوية الظالمة أو القضاء عليه إلى الأبد. 6- تأسف الحركة شديد الأسف للموقف المخزي لبعض رموز الطائفية التي استهجنت العملية ووصفتها بأقذع الألفاظ دون روية أو تمحّص أو تقدير لمشاعر أهل الهامش عامة ومشاعر أهل دارفور أولياء نعمتهم الزائلة بإذن الله خاصة وتسديداً لفاتورة تحالفهم المضطرب مع العصابة المجرمة.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار وعاجل الشفاء لجرحانا وثورة حتى النصر ولا نامت أعين الجبناء. أحمد حسين آدم أمين الاعلام الناطق الرسمي للحركة لندن 12 مايو 2008
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
العدد رقم: 899 2008-05-15
بين قوسين اعتقال الترابى: هل هو الطبعة الثانية من الهجوم التشادى (2-2)
عبد الرحمن الزومة كُتب في: 2008-05-15
فى محاولتى للاجابة على سؤال مهم يتعلق (بالجهة) أو الجهات المحلية التى يمكن أن تكون (متواطئة ) مع هجوم (المرتزقة التشاديين) خلصت فى الحلقة الماضية الى (ترصد) بعض الشواهد والأحداث التى ربما تساعد على تفسير ما حدث وتشرح فى نفس الوقت التحركات والتصرفات التى قامت بها قيادات حزب المؤتمر الشبعى وعلى رأسهم زعيمه السيد حسن الترابى. من النقاط المهمة و(اللافتة) لانتباه أى مواطن عادى دعك من كونه محققاً عدلياً يحقق فى واحدة من أخطر (الاختراقات) الأمنية والسياسية التى شهدها السودان فى عهد الانقاذ الوطنى وهو أمر لم يحدث حتى ابان سنوات الحرب, من تلك النقاط التى لفتت انتباهى أن (كل) قيادات الحزب (تصادف) أن كانوا (خارج العاصمة) فى الفترة التى سبقت الهجوم وأثناءه!.الترابى كما قلت قضى أربعة أيام فى (سنار) بحجة الاشراف على مؤتمرات حزبه وهو وقت لم يقضه فى الجنوب اذ مكث هنالك يومين اثنين فقط. أما نائبه ابراهيم السنوسى فأمره أعجب. سافر الرجل الى الأبيض بينما كانت زوجته على فراش المرض بحجة تلقى (العزاء) فى وفاة (ابن اخته) والذى تلقى فيه العزاء هنا فى الخرطوم. ذهب السنوسى الى الأبيض بينما كل أهل المتوفى موجودين فى الخرطوم. السنوسى جاء الى الخرطوم بعد وفاة زوجته يرحمها الله. نائب الأمين العام للحزب عبد الله حسن أحمد يعتقد أيضاً أنه كان خارج الخرطوم وان كانت الحجة التى بموجبها كان هنالك غير معروفة لدى. أما اذا أردنا أن نستعرض (خريطة) الذين تم اعتقالهم مع الترابى فيلفت نظرنا مسئول الحزب فى كرفان ومعروف أن كرفان كانت (محطة) محورية فى تحرك المرتزقة التشاديين. لقد كانت كردفان (هدفاً) لمتمردى حركة العدل والمساواة منذ زمن واتضح أخيراً أن معارك ضارية دارت فى شمال كردفان قبل هجوم المتمردين وبعده وآخر تلك المعارك هى التى دارت عصر الأحد وكانت معركة فاصلة قتل فيها ما يقرب من خمسين من قادة حركة خليل ابراهيم وعلى رأسهم المدعو (الجمالى) والذى يعتقد أنه الساعد الأيمن و (كاتم سر) المتمرد الهارب خليل ابراهيم. أما المسئول السياسى للحزب بشير آدم رحمه فقد شاهد كل الناس بعض ضباط الأمن وهم يستعرضون بعض (الوثائق) التى ضبطت مع المرتزقة الغزاة ومن ضمنها خطاب معنون الى ( الأخ بشير آدم رحمة). وبطبيعة الحال فان التحقيقات التى تجرى الآن ستكشف الحقيقة من الخيال. ولعل بعض قادة الحزب الذين لم يشملهم الاعتقال شعروا بـ (خطورة) الوضع فقد بدأوا فى اطلاق التصريحات (الاستباقية) اذ قال بعضهم لقناة (الجزيرة) ان الاعتقالات محاولة من الحكومة للتغطية على (فشلها) فى التصدى (الاستخبارى) للغزو! ملاحظة أخيرة (غير ذكية) وهي أن المؤتمر الشعبي هو الحزب الوحيد الذي لم يسجل إدانة للغزو. آه ... هنالك نقطة (فاصلة) تدحض كل (الايحاءات) التى سقتها للربط بين الترابى وبين الحركة الأخيرة و(تنسفها نسفاً) وهى عبارة أطلقها الترابى من سنار وذلك بينما كانت عربات المرتزقة تشق الفيافى لتستولى على السلطة فى الخرطوم: قال الرجل (لا فض فوه) انه يعارض أى انقلاب عسكرى ضد السلطة القائمة! هنالك ثلاثة قراءات لذلك التصريح : اما أن الرجل ربما يريد أن يعيد ما قاله قبل أسبوع من انقلاب (30 يونيو) أو مجرد (تلاعب بالألفاظ) واستخفاف بعقول الناس وهى صفات عرف بها الرجل منذ خلقه خالقه أو أنه يعتقد أن هجوم السبت ليس (انقلاباً عسكرياً) والله أعلم.
hgs,]hkn
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
من قبل كتب الطيب مصطفى عن دولتى تشاد واريتريا تهكما بهما وثقناه فى بوست سابق عند غزو انجمينا بان نظام حكمهما لا يحتاجان الا للكزة من السودان وكتب مهددا بالباطن فى تلك المقالات فى هذا المقال يتحسر على ما حصل ويطالب عبد الرحيم محمد حسين بالاستقالة ويصفه بان عينه قوية ويطالبه بالاستقالة وان باطن الارض خير له من ظاهرها ..اقرا المقالان وتعجب ..
الخيانة والتداعيات (١ - ٢ كتب الطيب مصطفي Wednesday, 14 May 2008
زفرات حرى
الخيانة والتداعيات (١ - ٢
وهكذا إنجلت معركة أم درمان بكل تداعياتها الاقتصادية والسياسية.. إنجلت من حيث تمكن القوات الحكومية والشعب السوداني بتوفيق من الله سبحانه وتعالى من دحر المعتدين، لكن آثارها الإقتصادية المترتبة على ما لحق بسمعة السودان ومناخ الاستثمار من ضربات موجعة وآثارها السياسية المترتبة على تمكن المتمردين من الوصول الى العاصمة بعد ان كانوا عاجزين حتى عن الوصول الى مدن الجنوب البعيدة أيام تلك الحرب الضروس التي دارت رحاها بين القوات المسلحة والحركة والجيش الشعبي لتحرير السودان... أقول إن تلك الآثار السالبة لم تنته بعد وإنما ستستمر لفترة لا يعلمها إلا الله تعالى.
قبل أن نفتح الملف المؤجل والمؤلم حول السؤال الذي يتردد على كل الألسنة... كيف حدث ذلك، أود أن أتطرق إلى نقطة جديرة بالتأمل تؤكد على القول القرآني الحكيم: (عسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً)، فمن بين ثنايا ما حسبه الناس شراً محضاً قد يخرج خيراً كثيراً فقد كان إجماع القوى السياسية ما عدا المؤتمر الشعبي تقريباً على إستنكار تلك الجريمة النكراء وقبل ذلك الاستنكار الشعبي الواسع نعمة وخيراً كثيراً يمكن إذا أحسنا توظيفه أن يسهم إسهاماً كبيراً في جعل مشكلة دارفور وتحقيق الكثير من المكاسب الأخرى ومعلوم أن الحركة المتمردة الأخرى »عبد الواحد محمد نور« كانت قد تلقت لطمة قوية أوشكت أن تقضي عليها حين أعلن عبد الواحد محمد نور في غباء سياسي ساقه الله إليه عن فتح مكتب لحركته في اسرائيل ولذلك فإن تمرد دارفور ممثلاً في أكبر حركتين مسلحتين بات في حالة بائسة من الضعف والتهالك. وبالتالي فإن ذلك يتيح للحكومة وحزب الأمة تحديداً فرصة أكبر للتحرك السياسي باتجاه حل مشكلة دارفور من خلال توجيه خطاب سياسي وإعلامي مؤثر لتجريم ومحاربة الحركات المتمردة على المستوى السياسي ولإعادة دارفور الى سابق عهدها كجزء من النسيج القومي بعيداً عن الحركات الدافورية العنصرية التي أسهم الفراغ السياسي الناشيء عن التضييق على الأحزاب الوطنية الكبرى في منحها الفرصة لملء ذلك الفراغ بالنظر الى أن الطبيعة لا تقبل الفراغ.
إن موقف الإمام الصادق المهدي أكد لي مرة أخرى عظمة هذا الرجل المتسامي على المرارات الشخصية فقد كان الإمام وهو يدلي ببيانه حول الهجوم الغادر على أم درمان كبيراً كبيراً... إنها العظمة بل إنه الخلق الإسلامي الرفيع الذي يحض على إعمال قيم كظم الغيظ والعفو عن الناس وهل من تسام أكبر من أن يتجرد الرجل من مرارة خلع حكومته من أجل الأهداف الوطنية العليا المتمثلة في التصدي للإستهداف الذي تتعرض له البلاد وهويتها العربية الإسلامية والذي تشهد الساحة ببعض تجلياته العنصرية. هل من تسام أكبر من أن يقف الرجل في مركب واحد مع من خلعوه ذات يوم؟.
قارنوا بربكم بين موقف المهدي وموقف الترابي الذي لربما كان الوحيد في الساحة السياسية الذي رفض إستنكار ما حدث من هجومٍ غادرٍ على العاصمة!!.
إن موقف المهدي يقتضي أن يجعل الحكومة أكثر اندفاعاً نحو التحالف معه والإقدام على خطوة أكبر في سبيل حل مشكلة دارفور وإذا كانت دارفور في السابق منطقة نفوذ لحزب الأمة فإنه لمن الحكمة، بعد الضربات الموجعة التي تلقاها التمرد بجناحيه الكبيرين، أن تسعى الحكومة لتمكين حزب الأمة من إستعادة قوته في دارفور من خلال تحالفٍ سياسي بين الحزبين أما تحركات د. نافع علي نافع المستفزة وتصريحاته قصيرة النظر كما حدث في الجزيرة أبا مؤخراً فإنه مما ينبغي أن يلجم الرجل عن تكراره رحمةً بهذه البلاد التي مزقها الصراع والخصومات السياسية وإني والله لأعجب أن تصبر الحكومة على كل الأذى الذي تلحقه بها الحركة الشعبية بقيادة باقان وعرمان وعقار ولا تبدي حماساً للتلاقي مع الصادق المهدي رغم إتفاقه معها في الوجهة والقبلة بل أن يسعى بعض قياداتها الغافلة إلى استفزاز الرجل وإعتراض طريق التلاقي كلما اقترب الطرفان من الوصول!!.
إني لمقتنع تماماً أن حزبي المؤتمر الوطني والأمة يمكن أن يندمجا تماماً على الأقل في دارفور لو حسنت النوايا وكبر الرجال وقفزوا فوق مراراتهم ولجاجاتهم الصغيرة نحو الأهداف الاستراتيجية الكبرى كما فعل الصادق المهدي وهو يتعامل مع الهجوم الغادر على أم درمان وبالتالي فإني لأرجو أن يكوّن الرئيس والامام آلية مشتركة بين الحزبين للنظر في المعالجات اللازمة لأزمة دارفور وكيفية التعامل مع البعد الدولي سواء الدور الفرنسي والأمريكي والأممي أو الدور الإقليمي المتمثل في الدورين التشادي والليبي.
أما الترابي وحزبه المؤتمر الشعبي فقد والله شعرت بالحسرة والأسى أن يصمت الرجل عن هذا الذي جرى مما يشي بعلاقته بخليل إبراهيم هذا إذا أحسنا الظن وإستبعدنا ما لا يمكن ولا ينبغي أن يستبعد من تورطٍ للمؤتمر الشعبي أو بعض عناصره القيادية في هذا المخطط الإجرامي... نعم لقد شعرت بالألم والحسرة لكني لم أندهش لموقف الرجل بعد تلك الفتوي التي أطلقها لصحيفة »الخرطوم مونيتر« والتي أعلن خلالها عن تقديمه للمسيحي على المسلم كما أعلن عن »عدم علاقة الدين بهذه الأشياء«!!.
على إني رغم ذلك كله لم أستحسن البتة إعتقال الترابي ليس لأنه لا يستحق الإعتقال وإنما لأن ضرر ذلك أكبر من نفعه من حيث الأثر السياسي... فقد رأينا كيف تناقلت الفضائيات هذا الخبر، وأخص قناة الجزيرة الأكثر إنتشاراً بأكثر مما تناقلت خبر الهجوم الغادر.
فالترابي الذي بات لا يحظى بأي تأييد يذكر على المستوى الداخلي بعد أن إنفض عنه معظم مؤيديه السابقين الذين رأوا فيه وسمعوا ما دفعهم للإبتعاد عنه لا يزال يحظى بشيء أو بكثير من الإحترام في الخارج لدى من لم يعرفوا - بسبب البُعد الجغرافي - ما صار إليه الرجل في سنواته الأخيرة.. لذلك فإن جريمة خليل ما كانت ستحظى بأية مصداقية أو مشروعية أو تعاطف لولا أن إعتقال الترابي قد خلع عليها جزءاً من سمعته ومكانته العالمية وأرى أن إطلاق سراح الرجل سيُجرِّد القضية من بعدها الخارجي في العالمين العربي والاسلامي. خيانة وتداعياتها ٢ - ٣ كتب الطيب مصطفي Wednesday, 14 May 2008
زفرات حري
الخيانة وتداعياتها ٢ - ٣
كتبت بالأمس أقول إن من بين ثنايا ما حسبه الناس شراً محضاً قد يخرج خير كثير وأثنيت في المقال على موقف الامام الصادق المهدى ودعوت الى تمتين العلاقة مع حزب الامة وتمكينه من استعادة قواعده في دارفور حيث منطقة نفوذه قبل التضييق عليه وعلى الاحزاب القومية الكبرى التي كانت تستوعب الولاء الوطني وتسهم في توحيد الأمة ذلك أن تضاؤل نفوذ تلك الاحزاب وانحساره ملأته الحركات الصغيرة المسلحة التي نتجرع اليوم من كؤوس علقمها المر وقلت إن التقارب بل التحالف مع حزب الأمة مما يسهم كثيراً في حل مشكلة دارفور خاصة اذا اتفق الحزب الحاكم وحزب الأمة على بلورة رؤية مشتركة لمواجهة المشكلة والتصدى لكل مشكلات السودان خاصة تلك المتعلقة بوجوده وهويته والحمد لله انه قبل ان يصدر ذلك المقال التقى الرئيس والامام فيا لها من خطوة مباركة تفرح الحادبين على مستقبل هذه البلاد من أن تدهمها خيول المغول الجدد وتغيظ الأعداء المتربصين وليت الرجلين يمضيان إلى الأمام قفزاً فوق المراحل والخصومات الصغيرة.
إني والله لأشعر بحرج شديد أن أكتب ما أكتبه الآن لعلاقة القربى التي تربطني بـ (الابن) الرئيس عمر البشير وكذلك الصداقة التي تصلني بالفريق اول عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع وبالرغم من أني لا اكتب إلا لخير الرجلين العزيزين أجدني محرجاً بين الولاء لتلك العلائق والولاء للهم العام والرسالة التي نذرت نفسي لها وعاهدت الله عليها أن أقول ما أعتقد ولا تأخذني في الحق لومة لائم.
أقول إن الاختراق الذي أصاب عاصمتنا الوطنية أم درمان كان أمراً عظيماً وخطباً جللاً قلَّ نظيره في تاريخ السودان الحديث وإن الشعب السوداني - ما عدا القلة - قد استنكر هذا التقصير المريع كما استنكر ذلك الفعل الشنيع فقد والله كنا نضحك عندما جاءتنا أخبار تمكن المعارضة التشادية من محاصرة قصر الرئيس التشادي ادريس ديبي بعد يومين من بداية تحركها وكنا نتساءل ضاحكين عما إذا كان ذلك يحدث في دولة (بمعنى دولة) ولكن سرعان ما انكسر غرورنا وبتنا محل تهكم العالم أجمع وحُق لعبد الصمد وجمال ريّان وغيرهما من مذيعي قناة الجزيرة أن يتساءلوا مندهشين عن كيف حدث هذا وكيف تُخترق البلاد طولاً وعرضاً من أبشي داخل تشاد حتى ام درمان في قلب السودان؟!
أود أولاً أن اقرر أن الاعتراف بالتقصير والاعتذار للشعب وأدب الاستقالة عند حدوث تجاوز كبير أصبحت من القيم الراسخة في التعامل السياسي الراشد على مستوى العالم أجمع حتى الثالث منه كما انها تتسق مع روح الاسلام وصارت تلك القيم من الأسس التي تقوم عليها العلاقة بين الحاكم والمحكوم وما من تقصير أكبر من أن تُخترق عاصمة البلاد الوطنية بتلك الصورة التي دهمت ام درمان التي اخترقتها عصابات خليل ابراهيم وادريس ديبي بعد أن قطعت الفيافي والقفار معرضة السودان لفضيحة مدوية زادت من هوانه على العالمين وعلى دول الجوار بل على القوى الداخلية المتربصة والشامتة التي كانت تبحث عن دليل على ضعفنا يدفعها لانفاذ مخططها الاستئصالى.
في دول أخرى كثيرة تستقيل الحكومة بسبب تقصير لا يبلغ معشار ما حدث من اختراق لأمن العاصمة وإذا كانت النظم العسكرية المعمول بها عالمياً حتى في السودان تحاسب الجندي العادى على أى تقصير في ميدان القتال وتخضعه لمحاكمة عسكرية عاجلة تفضي أحياناً الى الإعدام فإن المسؤولية تتعاظم بالنسبة لكبار الضباط والمسؤولين وعليه فإنني لأرجو من الأخ الفاضل الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين ألا يكون عبئاً على الرئيس وألا يحرجه خاصة وأن علاقة الرئيس وصداقته الحميمة للرجل ورقته التي أعلمها أكثر من غيري قد تحول دون إقدام الرئيس على إبعاد صديقه ورفيق دربه واقولها والألم يعتصرني انه لا مناص من أن يستقيل عبد الرحيم ولا مناص من أن يقبل الرئيس تلك الاستقالة كما حدث في السابق عند مغادرة عبد الرحيم وزارة الداخلية وأقولها وكلي اشفاق على الرئىس بحكم صلة القربى إنه من الأفضل له أن يُضحي بصديقه المقصّر من أن يضحي برضا شعبه الصابر ويقترف ما يقدح في أمانته ونزاهته وعدله ويؤثر على مستقبله السياسي وتاريخه وأنا أعلم مقدار التنازع الذي يشعر به الرئيس، ولا أدري لماذا تذكرت في هذه اللحظة نبي الله الخليل ابراهيم - وليس شيطان الإنس خليل ابراهيم - وذلك حين أقدم على عنق ابنه اسماعيل قبل ان ينزل الفداء العظيم ولو كنت مكان الفريق اول عبد الرحيم الذي أعلم صفاءه لضحيت بالمنصب ورفعت الحرج الذي يحس به الرئيس تجاهي إيثاراً لصديقي الحميم على نفسي بل لجعلت من الاستقالة السابقة من وزارة الداخلية استراحة أبدية من العمل العام وليس (استراحة محارب) أطوّق بها عنق الرئىس بعد أن أفكها من عنقي معرضاً سمعة الرئيس الى التشنيع وتهكم الشانئين.
إن الأمانة التي حملها الرئيس - أمانة إمامة او رئاسة الأمة - تفرض عليه أن يتخذ القرار الصعب حتى ولو كان شاقاً عليه خاصة وأن من آزروه وقت المحنة والتفوا حول قواته النظامية وهي تواجه اولئك المتوحشين العنصريين من فاقدي الضمير والأخلاق والأهلية لحكم حظيرة أغنام... أقول إن اولئك الذين آزروا الرئيس من أبناء الشعب وجميع قواه السياسية تقريباً ينتظرون اليوم قرار الرئيس حول محاسبة المسؤولين عن ذلك التقصير الشنيع أما وزير الدفاع فينبغي ألا يتأخر قرار استقالته أو اقالته لحظة واحدة فقد والله طفتُ على بعض المناسبات الاجتماعية التي جمعت خلقاً كثيراً ولم أجد من كل من تحدثت معه أو تحدث معي غير حسرة تملأ جوانحهم من أن تُغزى أم درمان في وضح النهار.. ممن؟! من دويلة تشاد! كما لم أجد شخصاً واحداً لا يحمّل وزارة الدفاع المسؤولية عما حدث.
إن اتخاذ القرار بصورة عاجلة سيثبت من التفوا حول الحكومة ممثلة في قواتها النظامية أما التهاون في ذلك فإنه سيحول ذلك الالتفاف الى ردة فعل عكسية تماماً وعلى الرئيس أن يختار بين أن يستجيب لنبض الشارع وينال رضا الشعب وبين ان يسترضي صديقه الحميم.
إن على الفريق أول عبد الرحيم أن يعلم مقدار الحرج والإضعاف الذي يسببه للرئيس الذي لن يحق له بعد اليوم أن يعفي وزيراً او مسؤولا بحجة التقصير و(سيقوي من عين) الوزراء والمسؤولين جميعاً والذين مهما فعلوا أو ارتكبوا من مخالفات فإنهم لن يبلغوا جرم المسؤولين عن غزو ام درمان.
لقد انقبضت وكادت مرارتي تنفقع أن يتحدث وزير الدفاع للبرلمان(بكل قوة عين) ويقول انه (انتصار ساحق)... بربكم أليس باطن الأرض خير من ظاهرها؟! ثم يتحدث عن استعداده لمغادرة موقعه وعن عدم (تشبثه بالمناصب) ولم يسأل الرجل نفسه هل من جرم أكبر من الذي حدث سيضطره لمغادرة موقعه؟! وهل كان جرم مغادرته وزارة الداخلية أكبر من الذي حدث ؟!
اختم بأن استحلف الرئيس بالله أن يرفق بنفسه وبهذه البلاد ويتخذ القرار بعد أن اتضح أن الاستقالة دونها خرط القتاد وللأخ الصديق الفريق اول عبد الرحيم محمد حسين العتبى حتى يرضى..
الانتباهة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
الدكتور مرتضى الغالي :
مسألة
أزمة دارفور مازالت لا تجد الأولوية المستحقة، ولا يحلمنّ أحد بأنّ السلام يمكن أن يتحقق في السودان إذا لم تضع هذه الأزمة أوزارها.. فلن يحل هذه المعضلة التغاضي أو " الصهينة " وضرب " الطناش " كما لن تجدي أساليب صناعة (الهواليق) والفزّاعات وخيالات المآتة، التي توضع على هيئة إنسان من القش ذي عمامة أو قبعة من أجل إخافة الطيور.. فحتى طيور الروابي العالمية كشفت هذه اللعبة، وأصبحت بعد أن تأخذ جولتها من إلتقاط حبوب البيدر، تستريح هانئة على هامة هذا المسخ الذي قَصد به صانعوه إخافتها وإبعادها عن "الشونة" و"المطمورة" وهامات السنابل..! وسيعلم الذين يقدّمون مصالحهم الخاصة، أو مصالح حزبهم الضيّقة من صنائع المؤتمر الوطني الذي يزعمون أنهم من زعامات دارفور- سيعلمون عمّا قريب موضعهم من حساب التاريخ عندما يحاولون خلط أوراق إقليمهم، والصمت عن عذابات أبناء وطنهم الصغير الذين يبيتون في العراء تحت الترويع، وهم يخطبون ويتشدقون في المحافل بأنّ الأحوال هناك هادئة، وأنّ الناس مبسوطون، وأنّ الإعلام الأجنبي والطابور الخامس هم وحدهم الذين صنعوا الأزمة، وهم الذين يتحدثون عن فظائع وظلامات غير موجودة..! ولم تكن الأوضاع في دارفور في حاجة إلى إعادتها للأذهان عبر الذي حدث في العاصمة الأسبوع الماضي، فإذا حدث ما حدث أو إذا لم يحدث، فإن الاحتقان الوطني قائم بسبب أزمة دارفور، وإذا تحدّث الإعلام العالمي أو لم يتحدث.. وإذا اهتم الأمين العام للأمم المتحدة ودول العالم الكبرى والصغرى أو لم تهتم، فإنّ الأزمة في دارفور قائمة، وهي مهما غالطت فيها خيالات المآتة وفزّاعات الزراعة أزمة (محلية الصنع) في أغلب حالاتها ومدخلاتها، فلم تتحدّث أولاً إذاعات وقنوات العالم عن دارفور ثم اندلعت الأزمة مباشرة نتيجة لهذا التناول الإعلامي..! لقد نشبت الأزمة أولاً هنا عندنا في السودان فصمتنا عنها، ثم حاولنا التغافل، ثم جنحنا إلي التهوين من شأنها، ومَنعنا الحديث عنها، ثم قدّمنا التفسيرات المضلّلة، حتى نمَت وترعرعت وامتدت واسبطرّت وتطاولت وتفاقمت واستفحلت واستحصدت.. فتجاوزت كل المعدلات المعهودة في النزاعات الداخلية، ثم جاء الإعلام العالمي بموضوعيته أو مغالاته، وجاء الآخرون باهتماماتهم الإنسانية أو بمصالحهم، وجاء العالم الخارجي بأجندته أو هواجسه، وجاء الجيران (بخيرهم وشرهم) أو خشيتهم من الأبعاد الإقليمية للصراعات المحلية عابرة الحدود، ولكن وفي كل الأحوال ما كان للآخرين من خارج الحدود أن يجدوا الطريق مُتاحاً للتدخّل في الشأن السوداني إذا لم يجدوا الثغرات الفاغرة، والمسارات المفتوحة.. نحن الذين صنعنا الأزمة ثم (جاء الآخرون) وليس العكس.. وديك مدينة مرو الغافل هو وحده الذي يعتقد أنّ الشمس تشرق نتيجة لصياحه؛ لأنه لو ترك الصياح قبيل فجر أي يوم (على سبيل التجربة) لوجد أنّ الشمس أيضاً تشرق كل صباح حتى عندما يتوقّف عن الصياح..! كذلك لم يعد العالم يقف في محطة الأزمان السابقة التي كانت تسمح لكل حكومة الإنفراد بشعبها لتفعل به ما تشاء، فهناك (شيء جديد) أصبح غير مسموح باللعب فيه، أو التحجّج بالسيادة الوطنية لإنتهاكه.. هذا الشيء إسمه (حقوق الإنسان)..! اجراس الحرية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
معركة الخرطوم والدروس المستفادة عاصم عطا صالح [email protected] إن ما حدث في أمدرمان والخرطوم في اليومين الماضيين قد يحتاج إلى نظرة عميقة ومتأنية استناداً على ما يمكن أن يستجد من معلومات في الأيام القادمة إذ يعتقد الكثيرون بأن هنالك غموضاً يحيط بأهداف حركة العدل والمساواة من جانب وبطريقة تعامل الجهات الأمنية والعسكرية مع الحدث ولكن ذلك لا يمنع من محاولة استعراض الموقف وفقاً للمعلومات والمعطيات المتاحة ثم نعود مرة أخرى لدراسة أكثر عمقاً للحدث وآثاره.
من ناحية هدف العملية أعتقد أن قادة حركة العدل والمساواة لا يمكن أن يغامروا بدخول العاصمة استناداً على القوة التي تم الإعلان عنها حتى الأن فلا بد من أن تكون لديهم عوامل مساندة مثل:
أ. وجود عناصر داخلية كان يفترض أن تشارك ولم تتحرك في الوقت المناسب.
ب. جهات أوكلت لها مهام لم تقم بتنفيذها.
ج. أموال لم يتم صرفها للتحضير من جانب المكلفين بذلك فلم تكن التحضيرات بمستوى التمويل كما حدث في يوليو 76.
د. وجود حركات أخرى كانت ستدعم الحركة عند نجاح الضربة الأولى.
ه. دعم جهة أو جهات ساسية أحجمت أو تراجعت بعد تعثر أو فشل العملية العسكرية.
أما من جانب الأجهزة العسكرية والأمنية فدخول قوة عسكرية بعتادها ومواجهة قوات الأمن في أكثر من موقع وإن كان يعتبر في نظر البعض قصوراً وفشلاً أمنياً إلا أنني أعتقد بأنه لم تكن هنالك غفلة في جانب الحصول على المعلومات. فالأيام التي سبقت العملية شهدت استعدادات أمنية بل وتوجيهات للمواطنين بالحذر استناداً على معلومات الأجهزة المختصة فتلك الأيام شهدت مواجهات عسكرية عنيفة بين الحكومة والحركة في دارفور ثم في شمال كردفان حتى انتقلت إلى أطراف العاصمة، ولقد صرح أحد القادة العسكريين في الإجابة على استفسار إحدى الصحف بأنهم يتوقعون الهجوم على الشمالية وإن كانوا لا يستبعدونه في الخرطوم، لذلك لا يمكن القول بأن هنالك نقص في المعلومات، فإذا كان هنالك قصور فربما كان في التعامل مع المعلومات وقد يكون أحد أسباب ضعف المواجهة في البداية حتى دخول القوات المهاجمة التخوف من استخدام القوات المسلحة بصورة واضحة لإحتمال وجود عناصر من داخل الجيش ستشارك في العملية، وهي ظروف مشابهة لما حدث في يوليو 1976، وما دار في اجتماع لجنة الأمن الفنية في ذلك الوقت قبل ساعات من الهجوم فقد رأت اللجنة بأن المهاجمين وصلوا لمرحلة لا يمكنهم معها التراجع وإنهم سيقومون بالتنفيذ، ورغم ذلك قررت لجنة الأمن تخفيض الاستعداد في داخل الجيش بنسبة 50% إذ أن المعلومات كانت ترجح وجود عناصر تابعة للقوات الغازية داخل الجيش لذلك فإن تخفيض نسبة الاستعداد ستقلل من نسبة عناصرهم داخل الوحدات العسكرية والقيادة العامة رغم أنها ستخفض من حجم القوة المكلفة بالمواجهة، ورغم وجود هذا الاحتمال إلا أنني أرجح أن يكون سبب التعامل مع قوات حركة العدل والمساواة بالصورة التي سمحت لها بالتوغل في شمال كردفان والوصول إلى مشارف العاصمة هو أن قوات الأمن والجيش اعتمدت في خطتها أو في جانب منها على استدراج القوة المهاجمة والاستدراج في هذه الحالة له مزاياه وعيوبه، فمن أهم مزاياه:
1. إبعاد قوات العدل والمساواة من خطوط إمدادها.
2. دخولها المعركة في بيئة معادية أو رافضة على أقل تقدير.
3. ميدان المعركة سيكون بعيداً إلى حدٍ ما عن المراقبين من المنظمات الدولية والقوات الأفريقية وأجهزة الرصد الأخرى في دارفور.
4. القضاء على أكبر قوة عسكرية في دارفور بما لها من دعم خارجي وخلفية سياسية، لأن هذه المعركة ستعتبر بالنسبة لها فاصلة وسترصد لها الحركة أفضل قواتها إعداداً ومقدرة.
5. التقليل من أجل إنتقادات للإجراءات التي تقوم بها القوات المسلحة حتى إذا وصلت إلى حد إبادة القوة المهاجمة بأكملها، لأن قوات الأمن والجيش في هذه الحالة ستكون في موقع الدفاع عن النفس والمواطنين.
أما نقاط ضعف عملية الإستدراج ونقل المعركة للعاصمة فتتمثل في ما يلي:
1. نقل المعركة للعاصمة يزيد من مخاطر الخسائر في الأرواح والممتلكات وتزايد عدد الضحايا من المدنيين.
2. تشتت القوات المهاجمة ودخول الهاربين للأحياء السكنية سيؤدي إلى عمليات تمشيط وتفتيش تكون الملاحقة فيها على أساس قبلي وعنصري وهو أمر يمكن أن تمتد آثاره السالبة لفترة طويلة وتزيد من تعقيد الأمور.
3. فقدان الشعور بالأمن في أوساط المواطنين بصورة يصعب إعادتها في المستقبل القريب فالأمن في تعريفه العام هو حالة نفسية وذهنية لا تتعلق بوجود الشرطة والأمن والقوات المسلحة في الشوارع والكباري، فإذا فقد الإنسان الإحساس بأنه آمن فلن تُجدي الإجراءات في إزالة هذا الإحساس.
4. تأثير وصول المهاجمين للخرطوم على مناخ الاستثمار في هذه الظروف التي تنشط فيها حركة الاستثمار الأجنبي والعربي على وجه الخصوص والمعروف على أن من أهم عوامل جذب الاستثمارات الأجنبة هو الأمن وليس فقط فرص نجاح المشاريع من ناحية إقتصادية.
ولكن السؤال الهام هل كانت لحركة العدل والمساواة فرصة للإستيلاء على السلطة وتولي الحكم إذا ما نجحت العملية العسكرية؟ أعتقد أن هنالك ثلاثة عوامل أساسية تقلل من فرص النجاح السياسي حتى إذا ما نجحت العملية العسكرية، فالحركة يصعب أن تنال قبول القوى السياسية والمواطنين حتى من أبناء دارفور من الحركات الأخرى إلى جانب الدول المجاورة، وهذه العوامل في تقديري يمكن تلخيصها فيما يلي:
1. حركة العدل والمساواة يغلب عليها الطابع القبلي وهي في ذلك تختلف عن الحركات الأخرى خاصة حركة تحرير السودان بجناحيها والتي تتمتع بقدر أكبر من التنوع.
2. الحركة لم تعد تخفي ارتباطها الخارجي بالنظام التشادي خاصة في الفترة الأخيرة وبعد الحديث عن مشاركتها في حماية نظام إدريس دبي والذي تربطه صلات قرابة مع رئيس الحركة.
3. رئيس العدل والمساواة، الدكتور خليل كادر إسلامي معروف ومنظم وبذلك يصعب قبوله من جانب كل القوى السياسية بالداخل، بل والقوى الإقليمية والدولية، فهو من قادة الإنقاذ في عنفوانها في مرحلة المواجهة مع الجميع والبطش بالخصوم ودعم الحركات الإسلامية المتطرفة.
وإذا نظرنا إلى احتمالات المستقبل من جانب رد الفعل الحكومي أو المؤتمر الوطني على وجه التحديد بعد استكمال السيطرة على الأوضاع الأمنية، فيمكن حصرها في احتمالين:
أولاً: هذا الإحتمال يقوي من قبضة المتشددين بإعطائهم الفرصة باتخاذ إجراءات صارمة والاستفادة من هذه الظروف بإحكام القبضة الأمنية ووقف التعديلات المرتقبة للقوانين الأمنية باعتبار أن المواطن قد عاش الخطر المباشر داخل العاصمة ودارت المعارك في أحياء مدينة أمدرمان، سيكون مستعداً لقبول أي إجراءات أمنية تبعد عنه هذا الخطر وقد سبق أن قبل ورحب المواطن الأمريكي والمعروف بحرصه على عدم المساومة في حرياته الشخصية وقبل بالإجراءات الاستثنائية التي جاءت في قانون حماية أمريكا بعد هجمة 11 سبتمبر حيث وافق المواطن الأمريكي من خلال استطلاعات الرأي على التضحية بحرياته الشخصية مقابل أمنه.
ثانياً: أما الإحتمال الآخر والذي يجب في تقديري أن يكون محل تركيز القوى السياسية وأن تسعى لأن تحشد له دعماً داخلياً وخارجياً فهو الإعتراف العملي بأن حل مشاكل البلاد لا يمكن أن يتم إلا بمشاركة الجميع والمطالبة بالمؤتمر الجامع، ليس فقط بإعلان الموافقة عليه بل بالشروع الفوري في الإجراءات العملية لإنفاذه بتحديد الموعد وتشكيل اللجان وحشد السند الإقليمي والدولي خاصة وأن عامل الوقت يمكن أن يقلل من عدد التنظيمات التي تقبل بالحلول التفاوضية.
فلا أعتقد أن هنالك جهة داخلية أو خارجية لم تستشعر حتى الآن خطر الصوملة واللبننة التي لم يصبح الحديث حولها يمثل أي مبالغة أو نظرة تشاؤمية فالسودان دولة محاطة بتسع جيران واشتعال النيران فيه سيطال الجميع ليس فقط في الدول الأفريقية المجاورة بل أن الدول الآسيوية عبر البحر الأحمر لن تكون في مأمن وأن الحرب على الإرهاب التي سبق أن حدد لنهايتها أحد خبراء الأمن الأمريكيين في مؤتمر ستكهولم في شهر مارس من هذا العام ثلاثون عاماً في أفضل الأحوال ومائة عام إذا لم تسر الأمور على ما يرام ستمتد مع تزايد الخسائر والتكلفة المادية والبشرية، لذلك فإن استقرار السودان وتحقيق الأمن فيه من خلال العدل والمشاركة يحقق مصالح الجميع في الداخل والخارج بعد أن أصبح مرشحاً للمساهمة للعاجلة والفاعلة في حل مشكلة المواد الغذائية التي تزداد أسعارها ويقل إنتاجها وتعتبر أحد أهم أسباب إثارة الإضطرابات الأمنية المتوقعة في الكثير من الدول في المرحلة القادمة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
الخيانة والتداعيات »٣« كتب الطيب مصطفي Friday, 16 May 2008
الخيانة والتداعيات »٣«
زفرات حري
الطيب مصطفي
يجدر بي أن أتناول تغطية الاعلام لغزوة ام درمان فقد كان التلفزيون القومي هو البطل الحقيقي، على الاقل في اليوم الاول حيث لعب من الوهلة الاولى دوراً عظيماً في تطمين المواطنين وفي كسب معركة الحرب النفسية ولا اشك لحظة في أن التلفزيون استطاع في ذلك اليوم أو في الليلة الاولى أن يجمع حوله الشعب السوداني داخل السودان وخارجه وربما لأول مرة منذ سنوات بل استطاع ان يفرض نفسه على القنوات الفضائية الخارجية التي كانت تتلقى منه اخبارها وصورها وكم كان المذيع اسامة عبد الرحيم رائعاً وواثقاً من نفسه حين أدار الحوار مع جميع من استطلعهم التلفزيون بخبرة واقتدار متنقلاً من فقرة الى أخرى ومستعيناً بمخرجين أكفاء أبدعوا في عرض الصور المصاحبة التي كانت أكثر الأسلحة فتكاً وتأثيراً ولقد اشفقت على اسامة عبد الرحيم وهو يتثاءب من الارهاق أمام الكاميرا لكنه واصل بعد ذلك لساعات فالتهنئة للاخ محمد حاتم سليمان مدير التلفزيون على ادارة المعركة الاعلامية التي أحسب أنها كانت البلسم الشافي الذي أزال حالة البلبلة التي ألمت بالشعب السوداني ساعة وصول القوات الغازية كما كانت الصدمة التي قصمت ظهر التمرد والطابور الخامس الذي لربما عوّل عليه خليل كثيراً في إنجاح الهجوم وأكاد أجزم أن الرئيس التشادى ادريس ديبي والزعيم الليبي معمر القذافي كانا يتابعان قناة السودان الفضائية ويتلقيان اللطمة تلو الاخرى كلما تفجرت سيارة أو ظهرت صورة للقوات المنخذلة وهي تجر أذيال الخيبة وتتساقط بين قتيل وأسير وجريح.
على أن ما يستوجب لفت النظر إليه ذلك التقصير البين الذي صاحب التعامل مع القنوات الفضائية الاخرى فلقد تعددت مصادر الأخبار وتضاربت الأقوال وكان من المهم للغاية أن تكون هناك غرفة مركزية تدير الاعلام الخارجي بما فيه المرئي والمسموع والمقرؤ باللغات الحية فقد تباينت التصريحات وكانت ضعيفة أحياناً خاصة فيما يتعلق بالاجابة على السؤال البدهي من قناة الجزيرة وغيرها كيف حدث هذا؟ لدرجة ان احدهم رد بالقول ان الهجوم تم من داخل الخرطوم ولم تأت العربات المهاجمة من الخارج!! وفي الوقت الذي كان المتمرد أحمد عبد الله آدم يلوك من لندن أحاديث الإفك ويؤكد لقناة الجزيرة سيطرتهم الكاملة على ام درمان مخاطباً بذلك القوات المسلحة التي توهم ان بعض افرادها ينتظرون قدومهم الميمون للمشاركة في الهجوم الغادر، كانت قناة الجزيرة تتضور جوعاً الى صورة واحدة تدحض بها تخرصاته، وقد شكا لي مدير مكتب قناة الجزيرة بالخرطوم الاستاذ المسلمي البشير الكباشي عدم تمكين قناة الجزيرة من نقل الأحداث إلا من تلفزيون السودان وهي القناة الرائدة التي تنقل منها قناة الـ CNN ولذلك فقد كانت خسارتنا في التعامل مع القنوات الفضائية كبيرة كما كان تعدد المتحدثين وتضارب أقوالهم وتبريراتهم احدى نقاط الضعف التي أحرجت الموقف الحكومي الذي كان سيجد تعاطفاً كبيراً من الشارع العربي والاسلامي إذا أحسنا التعامل مع القنوات الفضائية العربية والانجليزية خاصة إذا كان قد ركز على الدعم الدولي والاقليمي - وليس تشاد وحدها - للتمرد، ولا أجد مبرراً واحداً لعدم التلميح للدور الليبي إذا كان متعذراً التصريح بذلك الدور القذر الذي ظللنا نتأذى منه منذ أن حطت قدما العقيد القذافي على زعامة ليبيا.
كذلك كان الخطأ المتعلق باعتقال الترابي الذي أشرت إليه من قبل ليس لأن الترابي لا يستحق الاعتقال وإنما لأن ضرر ذلك أكبر من نفعه وأعتقد أنه لا بد من إحكام التناغم بين الدور الأمني والدور الإعلامي بحيث لا يدار الاعلام من وجهة نظر أمنية بحتة.
كان من المهم عند البحث عن مبررات للاختراق الذي أصاب ام درمان الحفاظ على مصداقية الحكومة فإذا كان من المتعذر إيجاد مبررات منطقية، فما أقل من ألا نتحرج من بعض الاعتراف أو عدم استبعاد حدوث تقصير خاصة في دولة ترفع شعارالإسلام، وكان الأحرى بالناطقين باسم الحكومة أن يقولوا مثلاً لربما كان هناك تقصير ما وسنتحقق من ذلك ونستقصى وإذا ثبت ذلك ستتم محاسبة المقصرين، فذلك سيحظى باحترام المشاهدين ويُطفئ شيئاً من الامتعاض وبالقطع فإن ذلك أكرم من التهرب أو رفض الاعتراف بإمكانية التقصير...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
ديبي ... خليل إبراهيم ... مكر السيئ الذي حاق بأهله
هل ذهب الترابي للسجن حبيسا للمرة الثانية ؟ عز العرب حمد النيل [email protected] مثلما ضاق الإناء علي داؤود بولاد إبن الاتجاه الإسلامي وانتهي الأمر بفجور في الخصومة بلغ مداه حين حمل داؤود السلاح في وجه الكيان الذي انتمي إليه بوصفه فردا في الحركة الشعبية ليعيش طريدا بين أدغال الجنوب ووديان دارفور, ويلقي حتفه فيما بعد علي يد محاربيه وهكذا دائما الحركة الإسلامية السودانية – لا يعصمك انتماؤك القديم من التنكيل وشدة البأس ولن يشفع لك عطاؤك القديم من عقابيل الخصومة الفاجرة. يعيد التأريخ نفسه وهذا ما لا يحدث دائما وتلعب خمر السلطة برأس السلطان لينفجر صراع المنشية والقصر في خطوة انتفعت منها الحركة الإسلامية أكثر من الضرر حيث أوجدت لها موطئ قدم في القادم فأصبحت رجلها في الحكومة والأخرى في المعارضة تعيد أنتاج الحركة الإسلامية في أثواب جديدة عبر مدرسة قديمة ذات قوام لا يتغير, كان أبرز ثماره حركة العدل والمساواة في وجه يشكل تطورا جديدا في الصراع فبينما اكتفي بولاد بأن يكون جزءا من الحركة الشعبية أخذ خليل إبراهيم يكون جيشا وحركة لها مانيفستو وبرنامج بغض النظر عن الاتفاق والاختلاف معه فيما ذهب إليه وبناء علي كثير من الحيثيات تم تصنيف الحركة بأنها الجناح العسكري لحزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه حسن الترابي مما يمثل بعدا ايجابيا لها بأنها حركة ليست لغير العرب علي المستوي القيادي وإن اتخذت من دارفور الإقليم والمشكلة منطلقا لنشوئها وتحركها
تجمع خليل إبراهيم بإدريس ديبي القبيلة , تلك التي أعلت كعبها الإنقاذ بكونها عملت علي إحياء القبلية والجهوية بديلا للأحزاب ليعود السودان بذلك إلي ما قبل مؤتمر الخريجين 70 عاما إلي الوراء. ولتضمن الإنقاذ النوم قريرة العين كان لابد لها من تأمين العلاقات مع دول الجوار خاصة شرقيها وغربيها لذلك سعت بكل قوتها الدبلوماسية والعسكرية لصنع ذلك وكان نجاحها الأكبر في تشاد إذ يمكن القول بأنها صنعت نظام إدريس ديبي ولكن سرعان ما تقاطعت المصالح إذ لا يمكن أن يظل ديبي مصنوعا إلي الأبد. ومثلما جمعت قبيلة الزغاوة خليل بديبي جمعهما الهم المشترك بعد ما ثبت لنظام ديبي دعم الإنقاذ لمعارضيه من ناحية ومن ناحية أخري حدثت القطيعة بين خليل والإنقاذ والتي كان أبرز تمظهراتها حركة الانشطار في الحركة الإسلامية والتي قادت إلي ميلاد حزب المؤتمر الشعبي .
نشرت بعض صحف الخرطوم في 8 و9 من هذا الشهر أنباء تفيد أن تحركا عسكريا منسوبا لحركة العدل والمساواة يستهدف العاصمة ,وبناء علي هذه المعلومات اتخذت الجهات المعنية التدابير اللازمة والتي كان أبرزها حركة تفتيش واسعة انتظمت الطرقات الرئيسية في العاصمة مما يؤشر لدي المواطن العادي أن هذه الجهات عين لا تنام علي الرغم من أن البعض يري في اتخاذ مثل هذه التدابير فيه شيء من المبالغة فقد اعتاد المواطنون علي جعل الحبة قبة من حدث صغير لذا تجد بعضهم لا مبال بمثل هذه الخطوات ,غير أن هذه المرة كان الحدث أكبر مما يتصور هؤلاء المواطنين وربما أكبر مما تتصور الجهات المختصة "إذا صحت هذه القراءة"- جيش العدل والمساواة يغزو الخرطوم في وضح النهار مستهدفا الحكومة والمؤتمر الوطني بناء علي ما ورد في تصريحات بعض قادته في وسائل الإعلام وأكد عليه بعض الغزاة الذين انتشروا في شارع العرضة والطريق المؤدية إلي الفتيحاب غرب سلاح المهندسين فقد تحدث بعض المواطنين عن أحاديث دارت بينهم وجيش العدل والمساواة بصورة عفوية دون أن يذهب بهم التحليل إلي احتمالات أن يكون الحدث كبيرا كما بدا الطريقة التي تمت بها العملية فتحت الباب واسعا لكثير من القراءات التي ربما تكون جميعها مجتمعة قابلة للصحة , وسأحاول عبر هذا المقال أن أعرض لبعضها.
القراءة الأولي:- ربما تكون الحكومة في الخرطوم رغم علمها بهذا التحرك لا تتوقع أن يكون الجيش الغازي بهذا الحجم فأعدت العدة بقدر هذا التصور ولكن ثبت بالفعل خطا هذه التقديرات بيد أن هذه القراءة يكمن خطأها في أن الحكومة وبناء علي ما ورد في وسائل الإعلام الحكومي أنها ترصد هذا الجيش منذ خروجه وتوغله قاصدا الخرطوم وبالتالي تعرف عدته وعتاده.
القراءة الثانية:- أن الحكومة رأت فيما سيحدث فرصة سانحة في أن تعود "بغرض" إلي رحاب الشعب بأحزابه الموالية والمعارضة لا سيما والمؤتمر الوطني مقبل علي الانتخابات فيخلق بذلك تأييدا من العدم ويضمن وحدة أفئدة السودانيين فكثيرا ما يخلب لبهم قاموس وحدة الوطن وتماسك الجبهة الداخلية .............الخ. ولكن قد يقول قائل: هل يمكن أن تفعل الحكومة ذلك وتضحي بهذا العدد غير المعلوم حتي الآن من الأرواح؟ والإجابة أن "نعم" فقد أثبت سلوك الإنقاذ طوال سني حكمها الماثلة أنها لا تبالي في سبيل البقاء في السلطة مهما كانت العواقب وأبرز دليل علي ذلك رفضها علي لسان المسؤول السابق عن ملف دارفور مجذوب الخليفة حين التوقيع علي الاتفاق مع فصيل مني أركوي بأن الاتفاق لا يقبل التعديل ومن أراد أن يلحق به فليفعل في إشارة لخليل وعبد الواحد وكانت النتيجة حصاد الأرواح في دارفور .
القراءة الثالثة :- أن الحركة تم التخطيط لها بدقة متناهية وربما تكون أقرب إلي النجاح منها إلي الفشل ولكن يبدو أن هناك بعض الحلقات المفقودة أبرزها العنصر الداخلي فقد ثبت أن جيش العدل والمساواة لا يعرف خريطة العاصمة بشكل جيد مما حدا ببعضهم السؤال عن موقع القيادة العامة ومبني الإذاعة مما يشي بأن الحركة لها بعد داخلي لا يقل أهمية من البعد الخارجي ,ولنقرأ ذلك بالمشاركة الضعيفة نسبيا للقوات المسلحة في التصدي للأحداث مما يعد سابقة في تاريخها في مثل هذه المواقف فهل تم تحييدها لصالح الأمن والشرطة واضعين في الاعتبار أن البشير ومعظم مسؤولي الدولة أشاروا في تصريحاتهم إلي طابور خامس .
ولكي تستقيم القراءة فمثل هذا الدور من الصعب القيام به إلا عبر عناصر مقتدرة تتمثل في قادة المؤتمر الشعبي الذين كانوا حين الحدث في جولة حزبية بمدينة سنار ,وهذه قمة الشطارة "المهنية" في التمويه علي من يذهبون هذا المذهب ليتوجه الترابي للمرة الثانية وبعد عقدين من الزمان حبيسا إلي السجن .
توقيعات علي دفتر النكسة
أولا:- الطريق الوحيد لتسوية أزمة دارفور الاحتكام إلي طاولة المفاوضات وعلي الإنقاذ أن تتخلص من نزعة حل الأزمة بالتجزيئة وعبر لغة الإلغام بحجر المال تاركة الأكثرية من أهل دارفور نهبا للحرب وإزهاق الأرواح.
ثانيا :- التخلص من القاموس الإنقاذوي الذي بدأت تتبناه الحكومة بوصفها الإنقاذ وليس الوحدة الوطنية والقائم علي حشد كل ما هو "إسلاموي" وكأننا في الشهر الأول من عمر الإنقاذ. وفي الحقيقة لم تغادر الإنقاذ هذه المحطة فشريك نيفاشا لا يزال يعاني من مخاضات الانتقال من الغابة إلي كراسي الحكم وأرجوك أيها القارئ الكريم لا تقل لي أحزاب الموالاة أو أحزاب البرنامج الوطني .
ثالثا:- أثبتت تجربة غزو جيش العدل والمساواة للعاصمة أن الصرف البذخي علي أجهزة الأمن والشرطة والجيش في حاجة إلي إعادة نظر فالمراد بذلك أن ينعكس هذا الصرف علي المواطن أمنا وطمأنينة بدلا من ان يطارده في الطرقات فقط لأنه يلوث العاصمة الحضارية .
رابعا:- لا توجد حتي الآن إحصائية تشير إلي عدد القتلى عليهم الرحمة في زمرة الأربعة الذين ذكرهم البرعي في مديحه – الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: تبارك شيخ الدين جبريل)
|
ماذا يريد دكتور خليل؟ د. الطيب زين العابدين [email protected] محاولة حركة العدل والمساواة المتهورة لاقتحام العاصمة القومية فى نهار العاشر من مايو الماضى تثير تساؤلات عدة ولكن أهمها هو: ماذا كان يريد د. خليل أن يحقق من تلك المغامرة باهظة التكاليف بالنسبة لحركته وجنوده وللمواطنين الأبرياء فى العاصمة؟ الاجابة تدور فى واحد من ثلاثة احتمالات. أول هذه الاحتمالات أنه قصد احداث "فرقعة اعلامية" بين يدى عملية التفاوض السياسى التى يتبناها الاتحاد الافريقى والأمم المتحدة حتى تنال حركته فى تلك المفاوضات الموقع اللائق بها لأنها حسب تقدير خليل الفصيل الأكبر بين المليشيات المسلحة الذى يحارب الحكومة فى دارفور. وقد سبق لخليل أن اعترض على تمثيل المجموعات الكثيرة فى مؤتمر سرت وهى التى انسلخت من الفصائل الثلاثة الرئيسة التى بدأت "الثورة"، وذلك بحجة قلة عددها وعدم سيطرتها على مواقع فى الميدان وضعف تأييدها بين أهل دارفور وأنها مجرد صنائع لحكومة الخرطوم. ومثلما يعطى المجتمع الدولى وزنا خاصا لعبد الواحد محمد نور بصفته ممثلا لطموحات قبيلة الفور ذات الأغلبية العددية فى الاقليم، ينبغى أن تعطى حركة العدل والمساواة الوزن المناسب بحسبانها الأقوى عسكريا الى درجة تهدد امن العاصمة القومية.
الاحتمال الثانى هو ابلاغ رسالة عنيفة لأهل الشمال (ناس البحر) الذين لم يظهروا حتى الآن التعاطف المرجو منهم مع مآساة أهل دارفور الذين سامتهم الحكومة الخسف وشردت بهم فى بقاع الأرض داخل السودان وخارجه وسلطت عليهم مرتزقة "الجنجويد" الذين لا يعرفون إلاً ولا ذمة لحق الله أو حقوق الانسان. اذن آن لأهل الشمال أن يتذوقوا قدرا يسيرا من معاناة أهل دارفور التى طال أمدها دون أن تجد تعاطفهم أو تجد الحل الناجع من "حكومتهم"! وهى أيضا رسالة للحكومة أنها لن تنعم بالأمن فى الخرطوم فى حين يقتل أهل دارفور وتحرق قراهم ويشردون من ديارهم، وذلك أدعى أن تكون أكثر جدية فى المفاوضات القادمة وتستجيب لمطالبهم العادلة والا فقد عرف ثوار دارفور الطريق الى الخرطوم وهم على استعداد لمعاودة الكرة ان دعا الحال.
الاحتمال الثالث أن د. خليل وصل الى النتيجة التى وصل اليها جون قرنق قبل أكثر من عشرين سنة وهى أن الذى يريد أن يحل مشكلة الظلم والتهميش الواقع على الأقاليم عليه ان يحكم الخرطوم لا أن يطلب حكم "الأقليم المهمش"، فالثروة تتجمع فى الخرطوم والسلطة الحقيقية توجد حيثما توجد الثروة فالصلاحيات الدستورية لا معنى لها بلا مقدرات مالية تعين على ممارستها. ومن ثم يريد خليل أن يحكم السودان من داخل القصر الجمهورى فى الخرطوم حتى ينصف الأقاليم المهمشة ومن بينها دارفور. وان جاز لجون قرنق أن يحارب حتى يصل الى حكم اقليمه فى الجنوب منفردا ويصبح الرجل الثانى فى القصر الجمهورى فما الذى يمنع خليل أن يحذو حذوه؟ فهو ابن الحركة الاسلامية نفسها التى تحكم اليوم، وهو قد جاهد فى صفوفها منذ عهد الطلب بأكثر ما فعل بعض المتنفذين اليوم على قمة السلطة، وهو ابن أكبر أقاليم السودان مساحة ويزيد عدد سكانه على عشرين فى المئة من سكان البلاد، وهم أكثر أبناء الأقاليم انخراطا فى القوات المسلحة على مستوى الجنود وصف الضباط فى حين يتحاشاها الآخرون وعليه فهم أكثر المدافعين عن بيضة السودان، وهم الذين يمدون البلاد بمعظم ثروتها الحيوانية. ومع ذلك فهم أقل الأقاليم تمثيلا فى السلطة، وأقلهم حظا فى التنمية والتعليم والصحة والطرق المعبدة. وخليل فى شخصه يتمتع بالكفاءة العسكرية والعلمية التى تجعله قائدا مقنعا للبلاد، وله مؤيدون كثر داخل الخرطوم من أبناء دارفور ومن أعضاء الحركة الاسلامية (المرحومة)، ويجد تعاطفا وسندا من بعض دول الجوار مثل ليبيا وتشاد وارتريا. ثم ان النظام الحاكم فى الخرطوم لا يتمتع بسند جماهيرى كبير يدافع عنه فى "الحارة"، وربما انحاز الى خصمه ان أثبت الخصم جدارته. فلماذا لا يجرب خليل حظه فى الوصول الى القمة مباشرة دون واسطة؟
ومن بين هذه الاحتمالات الثلاثة أيها يشكل الهدف الحقيقى الذى دفع خليل لاقتحام الخرطوم عسكريا فى العاشر من مايو؟ وفى تقديرى ان احتمال "الفرقعة الاعلامية" مستبعد لأن القوة التى جاء بها خليل ( حوالى ألفى عنصر من الجنود وأكثر من مئتى عربة وسلاح كثيف متقدم وثلاثين حسابا مصرفيا لتمويل العملية وعدد من كبار قيادات حركته يقودهم بنفسه) قوة ضخمة للغاية تشكل معظم قوات حركته الضاربة وامكاناتها المتاحة، ولا يعقل أن من يأتى بمثل هذه القوة يهدف فقط لاحداث فرقعة اعلامية تعطيه مكانة جيدة فى المفاوضات. كما أستبعد أيضا الاحتمال الثانى وهو تلقين "أهل البحر" درسا فى معاناة أهل دارفور لنفس السبب السابق، وهو أن القوة التى دخلت أمدرمان أكبر من أن يكون هدفها احداث تخريب هنا وهناك وازعاج المواطنين الآمنين. ولم يثبت من التقارير الصحفية والشفاهية أن القوة الغازية استهدفت المدنيين قصدا الا من قتل فى الاطلاق المتبادل للنيران، بل ان بعض أفراد القوة أعلن لبعض المتجمهرين من المدنيين أن يبتعدوا عن مواقع المواجهات لأنهم غير مقصودين بالهجوم. وقد يشعر أهل دارفور ومنهم حركة العدل والمساواة بالظلم والتهميش من قبل "ناس البحر" وحكومتهم المتسلطة، ولكن لا يصل ذلك بهم الى درجة الغبن العرقى الذى يجعلهم يعتدون على الآخر بالهوية، فدارفور أكثر مناطق السودان امتزاجا سكانيا رغم تغلغل القبلية ورعاية أعرافها بينهم، وأكثر الأقاليم تسامحا اجتماعيا مع الغرباء الوافدين لبلدهم. ولم يحدث طيلة سنوات الحرب الدائرة منذ فبراير 2003 أن اعتدى أهل دارفور على "ناس البحر" فى مناطقهم المختلفة، ولم يثبت أن حركة واحدة من المليشيات المسلحة استهدفت أهل الشمال، بل ان معظم المواجهات كانت داخلية بين قبائل دارفور نفسها للأسباب الاقتصادية والتاريخية المتعارفة. ثم ان خليل نفسه انتمى الى حركة "شمالية القيادة والفكر" لمعظم سنوات شبابه وجاهد معها سياسيا وعسكريا فى أدغال الجنوب دون أن تصده هواجس العرق أو الاقليم، ولم يستنكف أن يضع نفسه جنديا تحت تلك القيادة. فكيف به أن ينقلب على كل أهل الشمال؟ ومهما قيل فى خطايا الحركة الاسلامية الا أنها كانت عامل مزج عرقى واقليمى فريد بين كل أبنائها، وما سمعنا بداء العرقية البغيض ينخر جسمها الا بعد انقلاب 30 يونيو الذى نزل عليها بالساحق والماحق. ومهما كان غضب خليل ضد تجربة الانقاذ العسكرية فلن ينسى أياما طيبة عاشها فى كنف الحركة الاسلامية وأدبها الراقى فى الاخاء الصافى وتجاوز عصبية القبيلة والجهوية، ولعلها تشكل أجمل أيام حياته كما شكلت أجمل أيام حياتنا! ولا أظنه يرتد الى جاهلية تقتل على هوية العرق أو اللون أو الاقليم ليلقن درسا لأحد ما.
أما الاحتمال الثالث فهو الأقرب فى تقديرى لأن يكون هدف الاقتحام المسلح فى العاشر من مايو لمدينة أمدرمان، فقد استهدف فى المقام الأول المواقع العسكرية فى قاعدة وادى سيدنا حيث رئاسة السلاح الجوى وسلاح المهندسين وقوات الشرطة والاحتياطى المركزى ورجال الأمن التى يمكن أن تهب لحماية النظام، كما أراد أن يصل الى الاذاعة والتلفزيون حتى يتمكن من مخاطبة الشعب السودانى ليشرح ويوضح أهدافه السياسية، وأن يصل الى القيادة العامة حيث قلب المؤسسة العسكرية والى القصر الجمهورى مقر السلطة التنفيذية، وأن يسيطر على الكبارى بين أمدرمان والخرطوم حتى يقطع الطريق على أى مدد يحاول العبور عليها. لقد أظهر خليل براعة فائقة فى قيادة قواته من أطراف تشاد الى قلب أمدرمان دون أن تتعرض الى مواجهة عسكرية تذكر، فكيف غاب عليه أنه لا يمكن بهذه القوة المحدودة أن يسيطر على السلطة فى العاصمة المثلثة التى بها عشرات الآلاف من الجنود والضباط، دعك من ردة الفعل التى تسببها فى أوساط ملايين السكان فى الخرطوم الذين يسهل استنفارهم ضد قوة غازية مجهولة الأهداف والنوايا؟ وحسب تنوير وزير الدفاع لأعضاء المجلس الوطنى أن خليل أفصح لجنوده عن نيته باحتلال الخرطوم على بعد 174 كيلو متر فقط من دخول أمدرمان، وأن بعضهم نصحه بأن لا يفعل ذلك ربما لصعوبة تحقيق الهدف، لكنه طمأنهم بأن الأمر ممكن "ما يهمكم أنا لدى شغل جاهز فى الخرطوم وعندى ناس أكثر منكم داخل الخرطوم". وقد يكون لديه مؤيدين كثر فى الخرطوم لكن فات عليه أن ثقافة البرجوازية الصغيرة فى الحضر تدعوهم أن لا يخاطروا بالتحرك الا اذا ضمنوا النجاح!
وأحسب أن ما دفع خليل للمغامرة ليس فقط تقديراته العسكرية الخاطئة ولكن التحريض الشديد له من الرئيس ديبى، وهو ولى نعمته بالتسليح والتدريب والتمويل والمأوى، فالرئيس التشادى يريد أن ينتقم من مساعدة حكومة السودان للمعارضة التشادية التى اندفعت من حدود السودان حتى دقت على أبواب قصره الرئاسى فى انجمينا. وطالما سمع الرئيس التشادى من بعض المتنفذين فى حكومة الخرطوم أن بامكانهم اقتلاعه من السلطة فى تشاد ولكن لا يمكن له مهما فعل أن يقتلعهم من السلطة فى الخرطوم، فأراد أن يبرهن لهم ولو لمرة واحدة أن ذلك ليس مستحيلا كما يظنون! ورغم جرأة المغامرة وبراعة تخطيطها الا أنها لا تملك أدنى مقومات النجاح، وقد فشلت بالرغم من سوء الاعداد فى التصدى لها. واذا لم تنجح مغامرة يوليو 1976 التى قادتها الجبهة الوطنية بأحزابها الثلاثة ضد نظام نميرى المعزول جماهيريا فكيف لحركة خليل أن تنجح منفردة ودون تنسيق مع فصيل فى القوات المسلحة؟ ومن ناحية أخرى فان بيان وزير الدفاع أمام البرلمان الذى شرح فيه استعدادات المواجهة للقوة الغازية لم يكن مقنعا مما جعل بعض أعضاء البرلمان يطالب باستقالته وطالب آخرون بتكوين لجان تحقيق فى ملابسات الاستعداد العسكرى من داخل عضوية الهيئة التشريعية. ونحن نعجب لما جاء فى تنوير الوزير مثلما تعجب منه رئيس تحرير جريدة القوات المسلحة: لم نسمع من قبل باستدراج القوات المعادية الى داخل الارض الحيوية التى يرجى الدفاع عنها!
وان كانت هناك عظة واحدة تؤخذ من مغامرة العاشر من مايو فهى ضرورة معالجة أزمة دارفور (بأعجل ما تيسر) لأنها ستقف عقبة أمام تحقيق السلام الشامل، وعقد الانتخابات القادمة، واحداث التحول الديمقراطى، وضمان الاستقرار السياسى الذى يجعل الوحدة جاذبة لأهل الجنوب بنهاية الفترة الانتقالية. ولن تعالج أزمة دارفور اذا لم تشترك كل الفصائل المسلحة فى المفاوضات السياسية المتوقعة، وأن يكون من بينها فصيل العدل والمساواة حتى ولو كان على رأسه خليل ابراهيم. ومن الأفضل للحكومة أن تفاوض وهى منتصرة "ومظلومة" بدلا من العكس!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
العدد 214 - الأحد 19 مايو 2008
استراتيجية الغزو واستراتيجية الحل بعد فشل غزو العدل والمساواة (1) زين العابدين صالح عبدالرحمن المحاولة العسكرية الفاشلة التى قامت بها حركة العدل والمساواة بزعامة الدكتور خليل إبراهيم يوم السبت 10 مايو 2008 والتى استهدفت بها مدينة امدرمان بغرض ا لاستيلاء عليها حسب ما ورد على لسان الدكتور خليل اضافة الى الناطق الرسمي باسم الحركة تعد المرحلة الجديدة من استراتيجية نقل المعركة الى العتبة الرئيسية للحكومة باعتبار أن المعارك والمناوشات التي قامت بها حركة العدل والمساواة وبقية الحركات المسلحة الاخرى لم تتعد إقليم دارفور، وفي تحليل مختصر للدكتور رتشارد كارنول الباحث في معهد الدراسات الأمنية بلندن لجريدة التايمز الندنية قال كارنول (هذه أول مرة تنقل الحرب الاهلية في السودان الى مقر الحكومة والوصول الى العاصمة، وبالتالي تعتبر مرحلة جديدة في الصراع الدائر هناك). إذا كانت هذه مرحلة جديدة في الصراع على السلطة واستراتيجية لها أهدافها التى تتطلب امكانيات عسكرية ومادية وإمدادات لوجستية كبيرة ليس في مقدور حركة العدل والمساواة الإيفاء بها إذن من هي الجهة الرئيسية التي خططت ودعمت الحركة لتنفيذ المهمة؟ الحكومة السودانية اتهمت الحكومة التشادية بأنها وراء هذا الغزو الفاشل وكما قال السيد وزير الدفاع في البرلمان بأن لديهم وثائق تثبت ما ذهبت اليه الحكومة من اتهامات فإن كل القرائن تؤكد ذلك حيث ان الحكومة التشادية كانت قد اتهمت السودان من قبل بأنه وراء دعم المعارضة التشادية التي كانت قد دخلت انجمينا ولكنها فشلت فى اسقاط النظام وبالتالى هي تريد أن تقول للحكومة السودانية ليس أنتم وحدكم القادرين على تهديد النظام ومحاصرة القصر، نحن كذلك لدينا القدرة على نقل المعركة للخرطوم وتهديد نظامكم. وهنا تكون الرسالة انتهت وهى محاولة لإبراز القوة فقط وليس للنظام التشادي أبعاد استراتيجية أكثر من بقاء إدريس ديبي في السلطة ومنع أية تدخلات خارجية، وإدريس ديبي هو نفسه أصبح أداة في يد قوى أخرى لها مصالح في المنطقة وجزء من صراع استراتيجي له أبعاد اقتصادية وأمنية. ودائما نحن السودانيون نحاول أن نربط تحليلاتنا بمايدور اليوم من أحداث دون النظر الى المستقبل وربما تكون الأحداث المفتعلة اليوم لها علاقة وطيدة جدا بمستقبل الصراع الاستراتيجي في المستقبل. الاحتمال الثاني أن تكون حركة العدل والمساواة قد قامت بهذا الهجوم للاستيلاء على العاصمة ومن ثم السلطة بغرض لفت الانتباه والضغط على الحكومة لكى تقدم تنازلات أكثر ولكن السؤال من أين لها بهذا العتاد والعربات التي تفوق المائة وخمسين عربة تقدر بثلاثين مليون دولار؟ والسبب الثاني أن تكون الحركة قد رغبت في الانتحار، وهذا احتمال مرفوض لأن دكتور خليل ليس رجلا جاهلا بالسياسة، فهو يعرف تماما أنه لا يستطيع انجاح هذا العمل إلا إذا وجد دعما من قوى سياسية قادرة على تحريك الشارع لكي تقطع الطريق على أية هجوم مضاد ضد الحركة، ولكن قد أثبتت الأحداث انه لم تكن هناك قوى سياسية أو غيرها كانت في حالة تنسيق مع حركة العدل والمساواة، وإذا لم تكن هناك قوى في الداخل لا بد أن تكون هناك قوى خارجية وعدت الدكتور خليل بأنها سوف تقف معه وتقدم اليه الدعم اللوجستي المطلوب إذا استطاع أن يقبض على مفاصل السلطة في هجومه. وفي استعراض للدول التي لها مصلحة حقيقية أن يحدث مثل هذا الهجوم حاولت أن أتلمس ردود الفعل في تصريحات بعض الدول وكانت كلها شجب وإدانات عادية وحقيقة لم أسمع رد الولايات المتحدة، ولكن وجدت في صحيفة الشعب الصينية باللغة الانجليزية الصادرة يوم 11 مايو 2008 قالت ( إن الولايات المتحدة أدانت الهجوم على أمدرمان وطلبت من الحكومة وحركة العدل والمساواة ضبط النفس وعلى أن لا ينحرفوا الى مواقف نابعة من انتماءات اثنية). والكلمتان الاخرتان غير مريحتين لأن حركة العدل والمساواة كانت حريصة أن لا تقع في مثل هذا المستنقع في جميع أدبياتها التي صدرت صحيح أنها ركزت على قضية الفقر والطبقات الدنيا ولكن لم تشر الى الإثنية، أما الحكومة فهي ليست من قبيلة واحدة أو اثنية واحدة حتى تتهم بالاثنية ومنذ ساعة التصدي للغزو ركز الاعلام وافادات المسئولين على أنه غزو تشادي على رأسه سوداني اتهمته بالعمالة لقوى أجنبية، إذن ماهو الشيىء الذي كانت تبحث عنه الولايات المتحدة أوتريد أن تؤكده في هاتين الكلمتين. قالت صحيفة الواشنطن بوست ( إن المتمردين على الضفة الغربية من نهر النيل وإنهم استطاعوا أن ينقلوا المعركة الى العاصمة في تهديد مباشر للسلطة)، وصياغة الخبر بهذه الطريقة دون توضيح كاف الى مجريات الأحداث يعني أن المعارضة المسلحة استطاعت أن تحدث اختراقا أمنيا للنظام الحاكم، وأن تصل بقواتها الى مشارف العاصمة القومية التي تبعد من المنطقة الاصلية للمعارك أي اقليم دارفور حيث القوة الرئيسية للحركات المسلحة أكثر من الفين ومائتين كيلومتر ويعني أن الولايات تريد أن توصل رسالة من هذه الصياغة بأن المعارضة استطاعت أن تحدث اختراقا أمنيا للنظام الحاكم حيث أن الولايات لها رغبة جامحة منذ الإدارة السابقة بإزالة النظام الحاكم، وماتزال هذه الرغبة عند عدد من نخبة المحافظين الجدد. إن الولايات المتحدة أثناء حكم الرئيس بل كلنتون كانت قد هددت بزوال النظام وفى كتاب مادلين اولبرايت (القوى والقوة) في اشارة للنظام في السودان بأنه سبب في زعزعة الأمن فى المنطقة ورغم أنهم أرادوا ذهابه إلا أنهم لا يعرفون ماذا يكلف ذلك. الاحداث
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
أحـــداث السـبت الدامـية وفــرص العملية السـلمية تقرير: أبوزيد صبى كلو
استهل تقريرى هذا من حيث انتهى اليه المفكر والكاتب الرائع الدكتور الطيب زين العابدين فى مقاله بالصحافة امس الذى قال فيه ان كانت هناك عظة واحدة تؤخذ من مغامرة العاشر من مايو فهى ضرورة معالجة ازمة دارفور (بأعجل ما تيسر) لانها ستقف عقبة امام تحقيق السلام الشامل واجراء الانتخابات المقبلة واحداث التحول الديمقراطى وضمان الاستقرار السياسى الذى يجعل الوحدة جاذبة لاهل الجنوب بنهاية الفترة الانتقالية ولن تعالج ازمة دارفور اذا لم تشترك كل الفصائل المسلحة فى المفاوضات السياسية المرتقبة، وان يكون من بينها فصيل العدل والمساواة حتى ولو كان على رأسه خليل ابراهيم ومن الافضل للحكومة ان تفاوض وهى منتصرة ومظلومة بدلا من العكس وازيد حيث احدثت احداث السبت الدامية حراكا داخليا واقليميا ودوليا من اى وقت مضى خاصة تجاه ضرورة تسريع العمليةالسلمية وتطبيق اتفاق ابوجا حيث وافقت اللجنة التشريعية بالبرلمان بالاجماع على القرار الذى تلاه عن الكتلة البرلمانية للمؤتمر الوطنى الدكتور غازى صلاح الدين ووافقت عليه الكتل البرلمانية المكونة للبرلمان التى شددت على تسريع مفاوضات دارفور وانتقد بطئها. واعتمد مجلس الامن فى جلسته اخيرا بيانا رئاسيا طالب فيه الاطراف السودانية الالتزام بنهج الحوار ومعاودة مفاوضات السلام دون ابطاء وحل المشاكل بالوسائل السلمية وفى ذات الوقت جدد رئيس الجمهورية عمر البشير اهتمام الدولة بتحقيق السلام والاستقراربالبلاد واعلن فى لقائه مع الاحزاب السياسية ببيت الضيافة يوم الثلاثاء الماضى ان المحاولة التخريبية فتحت الباب واسعا للسعى الجاد و كيفية الاستفادة من تلك التجربة لتسريع عملية السلام فى دارفور . واكد النائب الاول لرئيس الجمهورية رئيس حكومة الجنوب الفريق سلفاكير ان قضية دارفور سياسية يأتى حلها فى اطار تسوية سياسية عادلة وشاملة. واعتبر كبير مساعدى رئيس الجمهورية رئيس السلطة الانتقالية الاقليمية لدارفور منى اركو مناوى ان الحوار والتطبيق الكامل لاتفاق سلام دارفور هما الطريق الوحيد لتحقيق السلام العادل الشامل المستدام، ويرى ان تمكين الموقعين على الاتفاق سيسد الثغرات التى قال ان احداث السبت نفذت من خلالها لافتا الى ان ذلك يشجع الرافضين للالتحاق بالاتفاق ويساعدفى جمع الصف الدارفورى وتماسكه. واستشهد مناوى بتنفيذ اتفاق نيفاشا وتمكين الحركة الشعبية الامر الذى ساعد فى توحيد الصف الجنوبى والحاق الفصائل بقوات الحركة الشعبية. واعتبرمساعد رئيس الجمهورية مسئول ملف دارفور الدكتور نافع على نافع ان العملية التى وصفها بالمغامرة ساهمت فى تقوية اتفاق ابوجا الموقع بين الحكومة والحركات ابرزها حركة تحرير السودان جناح مناوى خاصة فيما يتعلق يضرورة تسريع انفاذ بند الترتيبات الامنية .وذهب فى ذات الاتجاه امين الشئون السياسية بالمؤتمر الوطنى الدكتور مندور المهدى الذى اعلن ان المؤتمر الوطنى بصدد الشروع فى عقد جلسات نقاش مغلقة للتشاور مع ابناء دارفور بالمؤتمر الوطنى لتأسيس وفاق واجماع وسط اهل دارفور للخروج برؤية موحدة وجامعة تجاه القضية .وقال فى لقاء تفاكرى له مع شباب دارفور بالمؤتمر الوطنى بأنهم سيسعون ويعملون من اجل السلام من الداخل عبر الحراك السياسى. واكد وكيل وزارة الخارجية الدكتور مطرف صديق استعداد الحكومة الحوار مع حركة العدل والمساواة اذا عادت الى رشدها وقال مطرف فى تصريحات صحافية عقب تنوير قدمته وزارته للسفراء والبعثات الخارجية بالخرطوم ان الحكومة حريصة على الحوار السياسى والاستقرار فى الاقليم. أحداث السبت الدامية بخيرها وشرها فتحت الباب واسعا امام حكومة الوحدة الوطنية لاسيما حزب المؤتمر الوطنى باحداث نقلة نوعية فى العمليةالسلمية من حيث التفكير والوسائل ومعالجة القضايا محل البحث ،خاصة وان العملية وجدت ادانة واستنكاراً كبيرين محليا واقليميا ودوليا. ولتحقيق انتقال نوعى فى تحريك سكون البركة السلمية وكسر جمود المفاوضات يعتقد الكاتب والصحفى عبدالله آدم خاطر أنه يجب اجراء مراجعة حقيقية لعقلية التفاوض بين الاطراف وتطوير وسائل البحث عن بدائل موضوعية للسودان بتجاوز كامل الحقبة الاستعمارية بالتراضى والعمل المشترك والتنافس الحر والوحدة الجاذبة، ويعتقد ان ما حدث فرصة للتدريب على تطبيق نصوص الاتفاقات والدستور وتطوير نسق جديد للحوار بين ابرز الدارفوريين فى منظمات المجتمع المدنى والاهلى والثقافى. وعلى الرغم من استئناف العملية السلمية يبدو بعيدة المنال على الاقل فى المنظور القريب جراء تعليق الحكومة المحادثات مع حركتى العدل والمساواة جناح خليل وحركة تحرير السودان جناح عبدالواحد وقطع العلاقات الدبلوماسية بين السودان وتشادورفض اى وساطة مع الحكومة التشادية التى تعتبر من الدول المنخرطة فى احداث دافور فضلا عن ليبيا التى اشارت دوائر غربية بانها من الداعمين للعملية للثأر من الخرطوم التى تجاهلتها فى الآونة الاخيرة خاصة ان هناك محاولات بريطانية لنقل المفاوضات الى لندن ،كما ان الباحث جون برندر قاست يعتقدان ليبيا هى العامل المجهول الذى لا يمكن التنبؤ به فى هذه الازمة بيد ان ليبيا ادانت العملية ويرى قاست ان الغزو هو بمثابة التقاء مصالح بين ليبياوتشاد والعدل والمساواة بيد ان الامور سرعان ما تعود الى طبيعتها رغم تلك الاتهامات والتكهنات لان الاسرة الاقليمية والدولية عازمة على استئناف المحادثات وبشدة قبل احداث السبت وقداتخذت حزمة من الخطوات فى هذا الشأن من بينها لقاء جنيف لتوحيد جهود الاسرة الدولية ومواقفها والسعي لتعيين وسيط واحد بدلا من الوساطة المشتركة، وتوحيد الموقف التفاوضى للحركات على الاقل اذا تعذرتوحيدها عسكريا وسياسيا، والوعد الذى قطعته الامم المتحدة نهاية مايو الجارى لعقد لقاء بين الحكومة والحركات المسلحة بجنيف والجولة الحالية التى يقوم به رئيس مفوضية الاتحاد الافريقى جان بينج لتحسين العلاقات بين السودان وتشاد ماهى الا ترجمة عملية لتلك الحزم التى اتخذتها الاسرة الدولية لتحريك العملية السلمية فهل يتم استئنافها ام تعود الاوضاع الى دائرة اللاسلم واللاحرب التى يعيشها الإقليم حاليا .
الصحافة 19/5/2008
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
العدد 215 - الأثنين 20 مايو 2008
استراتيجية الغزو واستراتيجية الحل بعد فشل غزو العدل والمساواة (2) زين العابدين صالح عبدالرحمن وكان الكاتب السياسي الأمريكي ديفيد ريف قد كتب مقالا فى الواشنطن بوست 23\6\2007 ( ان بعض المنظمات ترى انه يجب من خلال مبدأ التدخل الانسانى العمل على تغ يير النظام فى الخرطوم وهى تهمة لاينكرها فى الواقع بعض المدافعين عن حقوق الانسان، ولكن يجب أولا فرض الحظر على الطيران العسكري الحكومي)، مع العلم ان مسألة حظر الطيران فى أجواء دارفور أصلا كان مقترحا تقدمت به دولة عربية جارة للسودان، جاء ذلك على لسان المبعوث الأمريكي للسودان السابق أندرية ناتسويس في الندوة التي قدمها بمتحف الهلوكوست ويعني أن التآمر على الدولة له جوانب عديدة وفى ذات الوقت أكدت جينداي فريزر مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية للشئون الافريقية في مقابلة لها مع صحيفة الحياة اللندنية في نوفمبر 2006(قالت إن مسألة حظر الطيران السوداني مقترح لرئيس دولة عربية جارة للسودان وانها فكرة صائبة) إذن الاستهداف متعدد الجوانب وكل له مصالح في عدم الاستقرار في السودان. وهي نقطة جوهرية يجب أن ينظر اليها مجلس الامن الوطني بروية وعين ناقدة وكان الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل قال فى معرض افاداته أثناء الأحداث إننا كنا نرصد تحركات الحركة وقد استدرجناهم الى العاصمة حتى لا يفلت منهم أحد يمكن ان يكون الحديث مقبول عند التعبئة الجماهيرية، ولكن في التحليل العسكري والاستراتيجي غير مقبول اطلاقا لأن الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة مهمتها الأساسية الى جانب حماية السيادة أولا وأخيرا حماية الانسان المدني وأعتقد أن كتيبة من الجيش السوداني كانت قادرة على توقيف هذا الزحف قبل دخوله العاصمة، ولكن هذه القوات دخلت العاصمة وأدارت معركتها فى العاصمة وكما قال السيد وزير الدفاع إنها عقدت عدة اجتماعات وهى على مشارف أمدرمان. وإذن إذا كان الغزو عبارة عن بالونة اختبار من قوى وراءها الدكتور خليل فإنه قد أدى الغرض تماما. وإذا نظرنا الى الجانب الفرنسي فهو ليس بعيدا عن الأحداث والصراعات الاستراتيجية فى المنطقة ولا أعتقد ان شخصا عاقلا يشك في أن قوات الاتحاد الاوروبي ذات الاغلبية الفرنسية التى ترابط في الحدود التشادية السودانية لا تعلم بتحرك قوات حركة العدل والمساواة حيث انها ترصد كل التحركات في المنطقة فإذا هي لم تكن مشاركة بشكل مباشر فإنها على علم بحركتها والاهداف من ورائها حيث ان قوات العدل والمساواة استخدمت تكتيكات ومناورات ناجحة عندما اشتبكت مع القوات السودانية فى شمال دارفور وفى شمال كردفان لكى تشغل القوات السودانية وأجهزة الامن وتعطي فرصة للقوات الرئيسية بالمرور الى أمدرمان ومثل هذا التكتيك يحتاج الى قيادات عسكرية ذات خبرات استراتيجية عسكرية ولها اطلاع بالمنطقة ورصد عبر الاقمار الاصطناعية وهي خبرات لا تمتلكها دولة تشاد التي لم يكتمل بناء جيشها وان تشاد كانت كأداة فقط في أيدي قوى لها أبعادها الاسترتيجية. إذن السؤال الذي يجب ان يطرح ما هي الفوائد الاستراتيجية التي يمكن أن تستفيد منها الدولة أو الدول ذات الاهداف الاستراتيجية من هذا الغزو الفاشل؟ أولا- معرفة القدرة الامنية السودانية والدفوعات اذا تم غزو الى السودان مع اختبار للقدرات التكتيكية للقوات السودانية ومدى جهوزيتها للدفاع عن الدولة والنظام مع العلم ان فى الوثائق الامريكية معلومات تشير الى أن حكومة الانقاذ قد جندت أكثر من مائة الف في قوات الدفاع الشعبي وان هذه القوات مدربة تدريبا عاليا لخوض معارك حرب عصابات وهي في حالة استنفار دائم، اضافة الى المعلومات التي تقول إن العاصمة بعد العاشرة مساء تضاعف فيها عدد أجهزة الامن التي تعرف دبيب النمل وهذه الدول تريد أن تختبر هذه المعلومات بإرسال مثل هذه القوات، وأكيد الان هي تدرس وتحلل ماجرى ولها من يقدم لها المعلومات في الداخل. ثانيا- إن مثل هذه الأحداث سوف تؤثر سلبا على الاقتصاد السوداني وخاصة الاستثمار حيث تعطي انطباعا بأن الاوضاع غير مستقرة في السودان، وان المعارك بسهولة يمكن أن تنقل الى العاصمة خاصة ان حركة العدل والمساواة ماتزال تتوعد أنها سوف تكرر مثل هذا الهجوم على السودان، وبأن لها قوات داخل العاصمة. ان بعض الدول الطامعة فى ثروات السودان والتى تعتقد ان الصين أصبحت المستثمر الرئيسي فى السودان وخاصة فى قطاع النفط والمعادن وهى بذلك تؤسس لبناء حلف استراتيجي مع السودان يكون نواة لحلف أكبر في المستقبل له أبعاد اقتصادية وأمنية خاصة ان السودان له القدرات والامكانيات الكبيرة على التأثير فى المنطقة إذا توفرت له الظروف الطبيعية لكي يلعب مثل هذا الدور، وهذا الامر يزعج الدول الكبيرة اضافة الى الدول المتطلعة دائما لقيادة المنطقة وخاصة ان التحالفات بين الدول لها أبعاد استراتيجية قريبة وبعيدة. ثالثا- محاولة التأثير المباشر على السلطة في السودان التي تحاول أن تلزم جانب الممانعة والتصدي الى التحولات الجديدة التي بدأت ملامحها تظهر في المنطقة وهي رسالة لها بأن الخطر غير بعيد عنها واحتمالات استخدام القوة للتغيير واردة أو جر السلطة الى أزمات مستمرة تخضعها في نهاية المطاف لتقديم العديد من التنازلات المطلوبة. رابعا- إن اصرار الولايات المتحدة الامريكية لزيادة القوات الهجين ثم محاولة فرض قوات من قبل دول لها مصالح وعلاقات قوية مع الولايات المتحدة في القوات الهجين ثم محاولتها فى مجلس الامن ان تعطي قوات الامم المتحدة في السودان الحق في استخدام القوة وفقا للفصل السابع لميثاق الامم المتحدة يؤكد أن الولايات المتحدة لها أجندة خاصة تريد في المستقبل تطبيقها وفى أسوأ الفروض ابقاء هذه القوات يبعد اية استثمارات في المنطقة المتواجدة فيها لأجل غير مسمى وبالتالي تكون الولايات المتحدة قد وضعت يدها على المنطقة التي تعتقد ان بها موارد طبيعية غنية الى جانب أن الولايات المتحدة تريد لها تواجدا أمنيا فى المنطقة بعد تشكيل القيادة العسكرية لافريقيا كما ان الولايات المتحدة تعتقد أن الصحراء الافريقية الغربية هي طريق مرور لقوات القاعدة وهي نظرة مغلفة جدا لمتابعة المصالح الفرنسية في المنطقة (غرب افريقيا)، رغم ان الرئيس الفرنسي ساركوزي تقرب كثيرا من الادارة الامريكية الا أنه معروف جدا بالتزامه الديجولي بطريقة برجماتية في المحافظة على المصالح الاستراتيجية الفرنسية واعطاء دور أكبر للاتحاد الاوروبي في السياسة الخارجية والتوسع فى المصالح الاستراتيجية بدون اغضاب الولايات المتحدة والنخبة السياسية التي تضع الاستراتيجيات الامنية والاقتصادية فى الولايات المتحدة هي تدري بذلك ولذلك تحاول من الان ان تراقب التحركات الفرنسية في المنطقة ومدى تعارضها أو تقاربها مع الاستراتيجية الامريكية وخاصة بعد دخول الصين فى افريقيا والان تسعى الهند للتمدد فى افريقيا والدول العظمى تحاول ان تتابع تطورات المستقبل منذ الان حتى لا تفاجئها الأحداث والتطورات لهذا ربما تكون الولايات المتحدة وفرنسا على علم ودراية بموضوع الغزو ومساهمين فيه كل بطريقته وخاصة انهم لم يستخدموا قوات عبدالواحد محمد نور لأن الاتهام سوف يكون مباشر على فرنسا ولكن حركة العدل والمساواة انها محسوبة على تشاد فيقع الاتهام عليها وأصلا العلاقة موترة بينها والسودان، ولكن إذا حاول السودان مهاجمتها يقع عليهما حمايتها من اية هجوم حتى لو تم استخدام مجلس الامن في ذلك، كما ان إدانة مجلس الامن للهجوم لا يستبعد اتهام الدول التي وافقت على الادانة لأن الغرض من الغزو قد تم. إذا كان هذا الغرض من الغزو مما ذهبنا اليه إذن كيف العمل للتصدي له؟ أولا- إن مجلس الامن الوطني يجب عليه ان ينظر للموضوع بعين ناقده ووضع الحقائق وكل المعلومات وتحليلها تحليا عسكريا وسياسيا بعيدا عن العواطف والمحاباة لأن هناك تقصيرا قد حدث أدى الى وصول هذه القوات الى العاصمة. ثانيا-الاستفادة من التحالف السياسي والوفاق الوطنى الذي حدث كرد فعل طبيعي لعملية الغزو لأن اية وطني غيور على بلده يجب عليه ان يعاضد ويقف صفا واحدا مع القوات الامنية والعسكرية وفى هذه الحالة ليس هناك خيار عن الذود للدفاع عن الوطن ولكن الوفاق الوطني يتطلب المشاركة الواسعة مع التنازل من الجميع لبناء الدولة الديمقراطية التي تتسع للجميع والالتزام بالدستور الذي يتفق عليه الجميع. ثالثا- وفقا لهذا الوفاق الوطني يجب مساهمة كل القوى السياسية دون استثناء من أجل الوصول لحل لمشكلة دارفور والتحرك السريع على جميع الأصعدة لاحتواء المشكلة والاتصال بجميع الاطراف بما فيها حركة العدل والمساواة. ثالثا- هناك أعداد كبيرة من أبناء دارفور في المهاجر يجب الاتصال بهم ومشاركتهم في النقاشات الدائرة حول الاستقرار فى إقليمهم وبين هؤلاء نخب سياسية وأهل علم ربما يستطيعوا أن يحركوا القضايا الساكنة ويصبحوا أدوات ضغط على بعض القيادات خاصة بعضهم على صلة بعدد كبير من المنظمات الداعمة للحركات في الخارج. مع العلم أن هناك العديد من أبناء دارفور يؤيدون حركة العدل والمساواة ولكنهم لديهم القابلية في الحوار من أجل البحث عن حلول للمشكلة لذلك يجب أن تساهم الدولة فى عقد مؤتمر لابناء دارفور الحادبين للحل واستقرار البلاد على ان يكون هذا المؤتمر خارج السودان على ان تحضره العناصر المؤثرة وحتى المتطرفة فيهم كخطوة لمعرفة الاتجاهات ووجهات النظر لايجاد قواسم مشتركة بينهم لان القضية سياسية فى المقام الاول مع عدم إغفال الحركات المسلحة. رابعا- هناك مقترحات بدأت تطفو على السطح تتبنى عقد مؤتمرات من أجل المصالحة من الداخل وأعتقد ان مثل هذه المؤتمرات دائما تجلب الحكومة العناصر المؤيدة لها لذلك هى مؤتمرات تعبوية لاظهار القوة والتأييد أكثر من انها تسعى الى حل حقيقي، ولكن مثل مشكلة دارفور التي تشعبت وبدأت الاجندة الاجنبية تظهر بصماتها فيجب أن تكون مؤتمراتها تجمع كل الناصر المؤثرة حتى ولو كانت متطرفة في آارائها لأن وضع الحقائق جميعها فى الطاولة يسهل عملية الحوار و البحث عن حلول وان عملية التكسير فى القوى المعارض ليس دائما فى مصلحة الخصم انما يعقد الامور و يسهل دخول الاجندة الاجنبية ولكن السؤال الحقيقي هل الحكومة جادة من أجل البحث عن حلول حقيقية لأن هناك نخب كثيرة ومؤثرة ولكنها تقف على السياج يمكن لها الحركة فى الحل واقناع قيادات دارفور للجلوس أولا على مؤتمر لأبناء دارفور دون تأثيرات من أية قوى سياسية مشاركة في الحكومة ومن ثم الجلوس مع الحكومة بعيدا عن الأجندة الأجنبية. خامسا- إن القواسم المشتركة بين القوى السياسية السودانية هي التي تضع حدا لانفلاتات المواطنين الذين يتبنون الاجندات الاجنبية، ولكن فى ظل النزاعات والصراعات الداخلية والحروب الاهلية تفقد المعايير قوتها وتفتح الباب لانزلاقات خطيرة، لذلك يجب على القوى السياسية أن تستعجل ببناء التوافق الوطني لوضع حد لمثل هذه الأعمال.
الاحداث
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
[size=24] هذا المقال كتبه اسحق احمد فضل الله فى نوفمبر 2002 عقب هجوم قوات خليل ابراهيم على مدينة الفاشر ..اقرا ما بين السطور من همز ولمز لتعرف ما فى صدور الاخوان من حقد واحن تجاه بعضهم البعض وكيف يدفع وطننا الان ثمن هذا الخلاف الذى طال ولا ينتهى الا بانتهاء احدهم على الاخر ..
الأخيرة: آخر الليل : قانون السيد سالم
اسحاق احمد فضل الله (الهجوم الذي حطموا فيه مطار الفاشر والطائرات هناك لم يكن المطار هو الهدف فيه..الهدف كان هو الخرطوم.. وتحطيم الطائرات كان جزءاً من قطع النجدة الجوية عن الخرطوم حيث كان هجوم ضخم ينتظر ان يتم هناك في اليوم ذاته وفي اماكن اخرى من السودان) والحديث كان يرسله بعضهم أيام مفاوضات جبال النوبة ودارفور بين الجلسات.. ومن وراء اكواب الشاي والوفد الحكومي يستمع في ذهول!!
«حين لم يسمع المتمردون هنا بحدوث شئ في الخرطوم قرروا اعطاء الجهة المنفذة في الخرطوم فرصة اخرى للنجاح وهكذا كان هجومهم على «الطينة» الهجوم الذي كان بحجم يكفي للفت انتباه الدولة عما يمكن ان يحدث في الخرطوم لكن الخرطوم لم يحدث فيها شئ) بعدها كانت عمليات أخرى البعض الذي يعرف كان يتحدث ووفد الحكومة يسمع.. ويسمع!! وفي احاديث اخرى عن تمرد دارفور كان الوفد يسمع من مصادر مختلفة كيف ان التمرد المسلح في دارفور اتصلت جماعته بدكتور خليل في باريس حتى يقود العمليات لكن الدكتور يرد في حزم إسلامي بأنه يفضل ان يموت قبل أن يسفك دماً حراماً!! كان هذا في مارس الوفد يعود خائباً لكن الجماعات المسلحة تفاجأ بدكتور خليل يهبط هناك بعد شهرين ليقود تمرد الجماعات هذه هناك وينفذ هجوم الفاشر وكان واضحاً ان الدكتور تلقى فتوى من جهة مؤهلة للفتوى!! ووفد التفاوض ظل يحدث اثنين من فروع التمرد الثلاثة هناك ويفاجأ بمجموعات ساذجة التصور.. لو انها اتجهت الى الخرطوم لحصلت على الكثير مما تطلب.. في سلال الحق المشروع أو سلال الضيافة والمجاملة دون ان تلهث أو تحمر لها عيون والاستجابة القوية انتهت إلى تفاهم مشترك يبطئ به تردد مفهوم /حتى الآن/ من جانب المجموعتين.. والحديث الذي تقوده تشاد يوشك ان يحقن الدماء الحديث هذا كان في الحقيبة ونحن نجلس إلى السيد مسجل الاحزاب يحدثنا عن الغاء حزب البجة لانه يستخدم العنف. وصحيفة في حقيبتنا تنشر تحقيقاً تنفي فيه بشدة ان (بولاد) مات مرتداً ( وبولاد كان واحداً من ابرز الطلاب الإسلاميين في جامعة الخرطوم.. ثم تحول يقود فصيلاً من تمرد قرنق يغزو به دارفور حيث قتل) والصحيفة تورد (فتوى) زوجته = رضي الله عنها= بأنه لم يكن مرتداً وهو يقاتل الحكومة المسلمة. والصحيفة كانت تجيب بالتحقيق وبالفتوى على تساؤل الخرطوم عن حزب المؤتمر الشعبي وما بقى من دينه وهو يتراجع عن الدستور الإسلامي.. ويعلن عداوته للدولة التي تحكم به. لكن حديث النهب المسلح للبصات وراء الجبال هناك وللحقوق السياسية والعقلية في الخرطوم كان يقود اليه حزب البجة .. ورشاشاته التي تقطع طريق بورتسودان ورفض الحزب هذا لقرار الحل الذي صدر بشأنه.. والى التساؤل عن جدية القانون الذي يحظر كل حزب مسلح أو يدعو إلى التسلح. والسؤال عن صلة المؤتمر الشعبي بجهات مسلحة يقود إلى غابة كثيفة من علاقات الأحزاب الآن لكن الغابة تقود الرجل =مسجل الأحزاب= إلى ذكريات مثيرة وخمس وعشرين سنة من العمل البرلماني والحكايات والاسماء والنجوم والمكايدات والطرفة.. والرجل الوقور يتخلى شيئاً فشيئاً عن ركام وقار القانوني إلى رقة المؤلف والمؤلف يشرع فعلاً الآن في ترتيب اوراقه لاصدار كتابين اثنين عن الحياة السياسية التي شهدها في ربع قرن. والسيد سالم كان ينفجر بالضحك لما لا يمكن ان ينشر.. او يبتسم برقة وهو يحدث عن شراك ايام البرلمان التي ينصبها كل احد لكل أحد أو تلمع عيونه وفيها تبرق كلمة جيدة أو حادثة نبيلة تهزه والسيد محمد يوسف رئيس الجمعية بكى لما اسقط المجلس القانون الإسلامي.. ولعله بكى قبل ذلك وهو يقدم المشروع.. كانه يقدمه للذبح فقد كان موقفاً عجيباً والسيد محمد يوسف يهتز بين ما يريد. وما يستطيع لكن مجلس النواب كان فيه النائب الذي يسأل رئيس المجلس في صرامة عما اذا كان قانون المجلس يسمح للنائب ان يبقى هناك دون (سراويل) في قاعة المجلس.. فالنائب في الجلسة يلحظ =في صباح الشتاء البارد= نائباً مجاوراً له وهو يخلع سراويله القطنية في هدوء ثم يستبدل بها سراويل من الصوف.. أثناء الجلسة وفي هدوء كأنه في غرفة نومه!! والحديث في مكتب مسجل الأحزاب يعود ليئز والحديث يتحول إلى ما يمكن ان يحدث قريباً. حين تشرع الأحزاب في خلع القانون وخلع كل شئ والسير (يا رب كما خلقتني) في طريق السياسة كما اعتادت ان تفعل. ونستمع للامتاع والمؤانسة في مكتب السيد محمد سالم عوض. اضراس القانون الجديد. [/size]
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
إضاءة عبدالله رزق لو أن خليل ابراهيم، ملتزم بقضية دارفور، بعيداً عن صراع الاسلاميين على السلطة، ومستقلاً عن التأثيرات الخارجية، التشادية وغير التشادية، فان الخطاب الذي طرحه السيد مني أركو مناوي، في ذكرى توقيع اتفاقية ابوجا، وعلى مبعدة خمسة أيام لا غير من كتلة البقعة، كان يمكن اعتباره نوعاً من التمهيد السياسي والاعلامي للحدث الدموي اللاحق. غير ان مناوي، كبير مساعدي رئيس الجمهورية، وخلافاً لخليل ولعبد الواحد ايضاً، اختار التمسك بمقتضى توقيعه على ابوجا بكل سوءاتها، ومن ثم نقد شركائه في الاتفاق، خصوصاً الحكومة، لجهة عدم التقيد بتنفيذ ما يمكن تنفيذه من الاتفاق. وهو موقف لا يخلو من المسؤولية الوطنية والاخلاقية. ومنذ التوقيع على اتفاق أبوجا، ظلت حركة تحرير السودان، كبرى الفصائل الدارفورية عامئذ، تفقد الكثير من مقاتليها وقياداتها وكوادرها، التي كان يمكن ان تكون بعضاً من ركائز الأمن والاستقرار في دارفور، بسبب التعثر الذي وسم مسار تنفيذ الاتفاقية. اضعاف حركة مناوي، والذي لا يمكن اعفاء الحكومة كلياً من المسؤولية فيه، أدى الى تقوية الجماعات المناوئة لاتفاق ابوجا، وأمراء الحرب. مع ذلك لم يختر أركو مناوي، ان يعود الى الصحراء - الغابة عند الجنوبيين - كما فعل مساعد رئيس الجمهورية الاسبق رياك مشار، وعلى الرغم من ان اتفاقية ابوجا، انحدرت، منذ يومها الأول، على طريق مصير اتفاقية الخرطوم - فشودة للسلام. حديث مناوي، بين يدي ذكرى ابوجا، ينبغي ان لا تشيله الريح، وان يجد التقييم والتقدير من قبل الحكومة. فهي فرصة الحكومة، التي أعلنت رفضها التفاوض مع خليل، ان تؤكد بالفعل، انها لا تعطي الأفضلية لحملة السلام، على حساب أنصار الحوار، خاصة المحسوبين على صفها الخرطوم ,l 20/5/2008
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
عن May/20/2008 مفاصل الراهن السياسي نور تاور الغزو المفاجئ لأم درمان وما تبعه من تداعيات هو المفصل السياسي. الحدث الثاني الذي تتجه اليه كل انظار السودانيين منذ فجر 16/5/2008م هو المؤتمر الثاني للحركة الشعبية لتحرير السودان في مدينة جوبا. ففي مؤتمر الحركة جملة قضايا مصيرية ينتظر السودان معالجتها مثل قضية أبيي، ترسيم الحدود، منفستو الحركة بعد التعديلات، دستور الحركة ثم التغيير في المناصب القيادية بنهاية المؤتمر. ومن مفاصل الراهن السياسي الموجعة في خاصرة هذا الوطن هي الاشتباكات العسكرية المتكررة في جنوب كردفان/ جبال النوبة. هذه الاشتباكات بين المسيرية والدينكا تارة، وبين النوبة في شمال المنطقة والبقارة من دارنعيلة وابناء عمومتهم من ناحية اخرى، ثم الانفلات الأمني المتواصل في كادوقلي وضواحيها، حتى ابوجبيهة في الجبال الشرقية، كل هذه الاوضاع الأمنية المضطربة غطّت عليها الاحداث المذكورة عاليه. ثم نأتي لعملية التحول الديمقراطي التي تسابق الزمن والتي تراجعت عن المشهد السياسي بفعل الاحداث الأخيرة. أما الضائقة المعيشية المحكمة فهي تأتي عادة في ذيل القائمة عند تناول الشأن العام السوداني. عودة الى غزو أم درمان، يلزمنا وقت طويل لمعالجة تداعياته، خاصة مع تهديدات خليل ابراهيم بالعودة مجدداً. حشدت تشاد ثلاثة آلاف جندي في حدودها مع السودان حسب أقوال الصحف الصادرة صباح الأمس، اضافة الى مائة وخمسين عربة لاندكروزر مجهزة بالعتاد الحربي ثم أوامر الرئيس التشادي بعدم بث الأغاني السودانية من اذاعة تشاد او حتى بيع الأشرطة الغنائية. كل هذه الترتيبات لاتدل على ان ادريس دبي يتأبط شراً، ولكنه قد أشهره بالفعل في وجه السودان ناسفاً كل محاولات بناء العلاقات الدبلوماسية الجيدة وعلاقات حسن الجوار مع السودان، حتى وصل الرجل الى درجة الهوس. في هذه الهجمة الشرسة غير الطبيعية من تشاد لابد من البحث عن المحرك الاساسي لهذا العداء. خاصة وان غزو أم درمان قد تم بامكانيات عسكرية تفوق قدرة تشاد في هذا المجال. من هي الدولة التي تضغط على تشاد الى هذه الدرجة؟ ولماذا تستجيب تشاد لهذه الدرجة اليائسة؟ وبغض النظر عن تفاصيل الأطماع الخارجية في السودان عن طريق دارفور وبواسطة تشاد، فان الصورة الواضحة الآن هي ان العداء الخارجي للسودان من البوابة الغربية أمر واقع وملموس ومدمر أيضاً. فقد تم الاعلان عن بعض ذاك الدمار في غزو أم درمان. الحركة الشعبية لتحرير السودان في عملية المخاض للتحول من جسم عسكري الى سياسي ديمقراطي قد وصلت بجهودها الى المؤتمر الثاني في مدينة جوبا صبيحة 16/5/2008م. جميع انظار السودانيين تتجه الى جوبا رغم المرارات التي خلفها غزو أم درمان. كثير من الاسئلة والطموحات والآمال تتعلق بهذا المؤتمر الذي يعتبر النقلة الحقيقية للحركة الشعبية اذا هي استطاعت معالجة قضايا التحديات في توطين الديمقراطية داخل التنظيم مثل القبلية والعشائرية والتفكير المحلي. هذه المشاكل التي تقلل من فرص اعداد الأرضية المناسبة لممارسة الديمقراطية حسب ما جاء في خطاب الأمين العام للحركة باقان أموم في بداية المؤتمر. أيضاً ينتظر السودانيون معالجة قضية أبيي معالجة جذرية خاصة مع استمرار المناوشات والتراشق بالأسلحة بين المسيرية والدينكا في المنطقة باستمرار، مما يهدد أمن المنطقة واستقرارها باستمرار. كيف يمكن معالجة قضية أبيي والحركة الشعبية تتسمك بتقرير الخبراء الاجانب والمؤتمر الوطني يرفض هذا التقرير؟. ينتظر السودانيون دراسة احتمالات نتائج الاستفتاء على وحدة السودان أو فصل الجنوب عام 2011م ايضاً. حقيقة نتمنى ان تعالج الحركة الشعبية هذه القضايا المصيرية، ونتمنى ايضاً ان تعالج الحركة ظلامات المناطق التي حاربت معها ثم خرجت من نيفاشا بلا عائد يذكر. فقد ظلت جبال النوبة/ جنوب كردفان والنيل الأزرق تشكوان لطوب الأرض من ظلم الحركة الشعبية. ثم ماذا يمكن ان يحدث لو اغفلت الحركة هاتين المنطقتين مجدداً وتركت الأمور على ما هي عليه لتتواصل الانفجارات الأمنية والشعبية وخاصة في اقليم جبال النوبة، خاصة وان مصادري تقول ان وفد الحركة الشعبية قطاع جبال النوبة قد طار الى جوبا دون اعداد ورقة لتقييم نيفاشا بعد ان خضعت للتجربة العملية في المنطقة لمدة ثلاثة أعوام ونصف العام. نأتي لعملية التحول الديمقراطي وقضايا الحريات وقوانين الأحزاب والانتخابات. هذا هو المفصل الأكثر حساسية ودقة الذي تنتظر البلاد ان يحسم كثيراً من القضايا المصيرية العالقة وتحويل البلاد الى جسم ديمقراطي والتخلص من النظام الشمولي القابض. فقد شغلت الصحف السودانية في الأشهر الماضية بعملية التحول الديمقراطي. وتابعنا سيناريو لا يطمئن في الساحة السياسية من توقيعات ثنائية بين المؤتمر الوطني وبعض الأحزاب التقليدية ثم التجاهل التام لأحزاب لها وجود ودور فاعل في المجال السياسي السوداني. تابعنا تعنت الحكومة واصرارها على المراوغة فيما يتعلق بقوانين الأحزاب التي تصل الى درجة منح رئيس الجمهورية صلاحيات فصل رؤساء الاحزاب الذين لا يرغب فيهم. ثم تابعنا تفاصيل المتاريس التي وضعها المؤتمر الوطني امام الأحزاب فيما يمنح نفسه صلاحيات مطلقة وميزانيات ضخمة من الدولة في الاستعداد للانتخابات القادمة. أيضاً من التعقيدات الموضوعة أمام الاحزاب السودانية غير المؤتمر الوطني هي ضرورة موافقة رئيس لجنة الحي على طلب الناخب. وضرورة حصول الناخب على موافقة ألف من سكان الحي على ترشيحه. ما هي علاقة سكان الحي بالوجهة السياسية للساكن؟. تأتي ثالثة الأثافي في الاصرار على تأجيل فتح باب التسجيل للاحزاب الناشئة وابقائها ضمن قوانين تقيد حركتها واداءها. وحتى في حالة فتح باب التسجيل فان هذه الاحزاب مواجهة بعراقيل جمة مثل رسوم تسجيل الحزب الذي حدده مسجل الاحزاب بخمسة ملايين جنيه وقرر انها قد تزيد او تنقص او تبقى كما هي. هذا الأمر متصل بقرار الحكومة بمنع الاحزاب من التمويل الخارجي، بمعنى ان عضوية الحزب في الخارج لا يجوز لها تمويل حزبها. هذا اضافة الى قرار الحكومة باسقاط السودانيين في الخارج بالأدلاء بأصواتهم في الانتخابات مما يعني اسقاط حق أكثر من عشرة ملايين سوداني دستورياً. أيضاً حددت الحكومة عضوية الحزب عند التسجيل بخمسمائة شخص. هذا معناه ان يكون الحزب قادراً على استضافة هذا العدد في الخرطوم مما يشكل عبئاً كبيراً على الاحزاب الناشئة. السؤال هو: هل ما تزال الحكومة في موقفها من هذه القوانين؟ كل هذه التعقيدات تثير المخاوف والقلق في الشارع السوداني، هذا لأن الانتخابات القادمة اذا لم تتم بالشفافية المطلوبة وجاءت النتيجة على حساب الأحزاب الأخرى، فسوف يحدث ما لا يحمد عقباه وهذا ما لا نتمناه. المفصل الأساسي والمتصل بكل القضايا السودانية هو الضائقة المعيشية المحكمة التي تسحق المواطن السوداني صباح مساء وبلا رحمة. يصحو الشعب السوداني على معدة خاوية ويأوي الى الفراش على معدة خاوية، يتم هذا في بلد منتج للنفط ويتمتع بكل خيرات الدنيا. ألا يؤرق هذا الوضع مضاجع الحكومة؟ أما أنها لا تصدق ان الشعب جائع؟ لذلك من الطبيعي ان تشهد البلاد هذا التدهور الاجتماعي المريع وظهور انماط من الجريمة لم يعهدها السودان من قبل. كل ما يمكن ان تفعله الحكومة في هذه الحالة هو المداهمات المفاجئة والتقاط بعض الخارجين عن القانون ثم ينتهي الأمر. وهي أي الحكومة، تعلم جيداً ان مداهمات الشرطة ليست هي الحل وان المجرم الحقيقي ليس من تم القبض عليه ولكنه حر طليق. والحكومة تعلم ايضاً ان تطبيق القوانين الرادعة على الذين يتلاعبون بمقدرات الشعب وقوته هو الحل الوحيد. الخرطوم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
الجيش استخدم خطة بديلة ضد قوات خليل نافع يصف موقف (الشعبي) في أحداث أمدرمان بالغموض الخرطوم : الصحافة
كشف وزير الدفاع الفريق اول ركن عبد الرحيم محمد حسين، عن حاجة الجيش الى قمر اصطناعي للأغراض العسكرية، مؤكدا وجود مساعٍ لتطوير قدرات القوات المسلحة، واعتبر ان مصير زعيم «حركة العدل والمساواة» أصبح مجهولا بعد رصد اخر مكالمة هاتفية له الخميس الماضي مع شخصية يعتقد انها فرنسية، في وقت ألمح مساعد الرئيس الدكتور نافع علي نافع، الى تردد المؤتمر الشعبي وجهات اخرى في ادانة هجوم المتمردين على امدرمان، وقال ان موقف الحزب الذي يتزعمه حسن الترابي كان غامضا،ورأى ان سفر قيادات الحزب الى خارج الخرطوم قبل يومين من الهجوم يشير الى انهم كانوا على علم مسبق بتوقيت الهجوم، واعتبر ذلك «خيانة وطنية ودينية». واكد وزيرالدفاع في حديث بثه التلفزيون القومي ليلة امس، ان القوة العسكرية لخليل ابراهيم تم تدميرها بالكامل، منوها الى ان 143 عربة للحركة دمرت أو تم الاستيلاء عليها، من جملة 300 عربة تحركت من تشاد، بجانب ان 2000 مقاتل من الذين دفع بهم الى العملية هم الآن بين قتيل وأسير أو هارب وهائم في الصحراء، وقال ان اعادة بناء حركة خليل سيتطلب عدة سنوات، لكن القوات المسلحة ستكون بالمرصاد ولن تعطيه اية فرصة لاعادة بناء قدرته العسكرية. وكشف الوزير ان مصير خليل اصبح غامضا بعد رصد اخر مكالمة هاتفية له الخميس الفائت، مع شخصية يعتقد انها فرنسية، ورأى ان احداث امدرمان من شأنها تشجيع مساعٍ مبذولة لتطوير قدرات الجيش، ونوه الى حاجة البلاد الى قمر اصطناعي للأغراض العسكرية. واكد ان الجيش شكل لجنة لتقييم عملية السبت بكافة جوانبها، وان هناك الآن فريق عمل يدرس المسألة لتحديد الايجابيات والسلبيات والثغرات التي وضحت خلال المحاولة، وقطع بالقول «ستحدث محاسبة اذا تأكد وجود تقصير من اية جهة». وفى السياق ذاته، اتهم مساعد الرئيس الدكتور نافع علي نافع من اسماهم «الطابور الخامس والمرجفين»، بتقديم معلومات الى متمردى «حركة العدل والمساواة» مما سهل عليهم دخول امدرمان، وأشار خلال مخاطبته ضباط وجنود شرطة الاحتياطي المركزي امس الى ان اسئلة وجهت لهؤلاء المرجفين، لكنهم ردوا بعدم وجودهم في العاصمة خلال الأحداث. واكد نافع ان المرجفين ترددوا وتأخروا في ادانة احداث امدرمان، مندداً في هذا الصدد بما وصفها بالمواقف الغامضة لقيادة المؤتمر الشعبي لجهة ان الحزب أدان العملية بعد تردد وبصورة غامضة حمالة أوجه، مع تشكيكه في جهود القوات المسلحة وما حققته من انتصارات، وقال «ان مثل هؤلاء لامكان لهم بعد اليوم في الصف الوطني المتلاحم من اجل نصرة الدين والوطن»، وقال ان القوى السياسية الراشدة والمعارضة دفعت بإدانتها للاحداث فور وقوعها، متخلية عن الخلافات الحزبية الضيقة. والمح نافع الى ان قيادات المؤتمر الشعبى سافرت الى خارج الخرطوم يوم الخميس الذى سبق دخول المتمردين الى ام درمان، مما يشير الى انهم كانوا على علم مسبق بتوقيت الهجوم ، موضحا انهم آثروا سلامتهم الشخصية ليقولوا انهم لا يعلمون فى حال فشل المحاولة أو يعلنوا دعمهم لها فى حال نجاحها،واعتبر ذلك «خيانة وطنية ودينية». وأكد نافع حرص الدولة على توفير كافة المعينات والتجهيزات للقوات النظامية المختلفة والمجاهدين بصورة تمكن هذه القوات من صيانة الأرض والعرض والحفاظ على مقدرات الوطن لتأكيد جاهزيتها لصد كل خارج أو عميل. من جانبه، أوضح مستشار الرئيس مصطفى عثمان اسماعيل خلال مؤتمر صحافي عقد امس بمقر السفارة السودانية بالدوحة ان القوات المسلحة وضعت التدابير اللازمة لمواجهة حركة خليل عبر خطة رئيسية ، وخطتين بديلتين ، تعتمد الأولى على لقاء المتمردين خارج أم درمان ،على بعد 100 كيلومتر ، وكلفت لواء من القوات المسلحة لتحقيق هذه المهمة بعيداً عن أم درمان ، ولكن دخول المتمردين من مداخل متعددة جعل القوات المسلحة تلجأ للخطة (ب) وهي المواجهة داخل أمدرمان وامبدة. وافاد ان المهاجمين كان يحدوهم الأمل في أن يجدوا المساعدة والمساندة من الجيش بسبب تكوين الجيش والذي يجئ من قبائل مختلفة، اضافة الى توقعهم انحياز طابور خامس من داخل الشرطة. واضاف ان القوات المتمردة كانت تتحرك ليلاً وتتشتت نهاراً بقوة قوامها 13 وحدة.
20/5/2008
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
تحت الضوء خاطرات ما بعد الغزو.. ومطلوبات المرحلة... لا صوت يعلو فوق صوت المعركة!!.. البشير تمسك بشرف البزة العسكرية لأنها حاسمة للمؤامرات.. الحديث عن الجيش (بترف) متابعة مباراة في (كرة القدم) غير مقبول.. لا بد من طرح الأسئلة العقلانية حول هجوم السبت بدون تجريم على اسماعيل العتبانى
... النقد الذاتي فضيلة شرط الاستقامة فيه.. كما أن موازنة الأعمال والمحاسبة عليها من سمات النجاح والفلاح.. وفوق ذلك فإن النقد لابد ان ينطلق عن علم ومعرفة ودراية ومعلومات، ولكن فرقاً كبيراً بين النقد والمحاسبة والقراءة الموضوعية، وبين التجريح والتشهير والجلد والتعرية من أجل تصفية الحسابات وهز الثقة والتشكيك.
والكتاب الأكبر.. القرآن الكريم.. يعلم الصف المسلم وغير المسلم دروساً في مقامات المراجعة والتوبيخ واللوم للصف المسلم.. كما جاء في تصوير معركة حنين.. «ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين? ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنوداً لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين» «التوبة: 52-62».
وهكذا تم تشخيص المرض.. «السُكر بالكثرة».. والعاقبة بالفرار.. ثم السكينة التي أنزلها الله تعالى على رسوله والمؤمنين.
وكان مجتمع الصحابة مجتمع أحرار أتقياء بمثل ما أنه مجتمع أنداد.. يتداولون الأمور بسجية وفطرة سوية.. لذا فإنهم بعد موقعة «مؤتة» الشهيرة ضد الروم.. التي استشهد فيها أبطال مثل «جعفر الطيار» و«زيد بن حارثة» وغيرهما.. ثم انسحاب «خالد بن الوليد».. بالجيش.. لم يكن المجتمع المسلم راضياً بهذا الإنسحاب لذا قابلهم بعض الصحابة وهم قافلون من المعركة قائلين «يا فُرار أفررتم في سبيل الله».. علماً بأن الحرب كرٌّ وفَر.. ولكن هناك أرادوا السخرية وتوبيخهم وإلصاق العار بهم.. ولكن تم تبرئة صف المجاهدين المنسحب بعد ذلك. ................................................................................................................................... التاريخ الحربي
والمتتبع للتاريخ الحربي يجد أنه ما من معركة وإلا برز بعدها قادح أو مادح.. لذا فإن الإنجليز وفي لحظة إنكسارهم المعنوي والشعبي في الحرب العالمية الثانية حاربوا رئيس الوزراء المنتصر «ونستون تشرشل» كي يفسدوا عليه لذة الإقرار بالنصر وذلك حينما صوتوا للمعارضة.
وسقط الزعيم الإنجليزي المنتصر في انتخابات العام 1945م.. وحينما سُئل لماذا فقدت الإنتخابات وأنت الذي قدت بريطانيا للنصر على ألمانيا النازية؟ وأنت الذي كنت وراء التحالف الناجح مع أمريكا وروسيا؟.. لخص إجابته في جملة قصيرة: «هذه هي الديمقراطية This is demogracy» ولكن الآن من يذكر «خصوم» القائد تشرشل الذين أسقطوه في الانتخابات.. لقد بقى تشرشل في الذاكرة البريطانية والعالمية وذهب «إيدن» وأركان حزب العمال الذين خالفوه وغيرهم وظلوا أرقاماً صغيرة في التاريخ البريطاني.
ولقد قبل تشرشل حكم الشعب، رغم أننا نعلم أن الشعب رفضه لأنه كلفهم رهق الحرب.. ولأنه كلفهم ما ليس لهم طاقة به.. ولذلك كانوا لا يريدون بعد الحرب من يذكرهم بالحرب وويلاتها.. وتشرشل نحت لنفسه في التاريخ «رمزاً» للبطل المنتصر في الحرب.
غزو العاصمة
ولعل هذه المقدمة جاءت لأننا ننوي الدخول على الموضوع الذي ملأ الدنيا وشغل الناس.. وهو موضوع غزو العاصمة القومية.. وموضوع اللطف الإلهي الذي صاحب ذلك وقيّض له أبطال أشاوس ومجاهدين مؤمنين وفرسان.. ولأنه كما ذكر السيد الوالي بأن السلاح الذي دخل الخرطوم كان كافياً لتدميرها وجعلها رماداً.
وقد افتقدت المكتبة العسكرية السودانية للدراسات العسكرية التقويمية.. وقام العقل الجمعي في السودان «معارضة وحكومة» على التعبئة وأحياناً المبالغة في التعبئة.. وقد راحت أرواح كثيرة بسبب سوء التقدير.. وضاعت مدن وأموال وأسلحة تم التغطية عليها بمطلوبات المجاملة أو الحسابات القصيرة التي لا تصلح في بيوت الحكمة.. ولعله من الكبائر ان تصبح أحياناً الشهادة والتضحية وكل المعاني العظيمة سواتر لتغطية بعض الإخفاقات أو لتصفية الحسابات ولأن شيئاً من ذلك قد حدث فيما مضى حينما استبيحت عدد من المدن في حرب الجنوب وكسلا والفاشر.
عصف ذهني
بل لم تزين الجامعات والأكاديميات مكتباتها بيوميات حرب دارفور ومساقاتها ومآلاتها وانزلاقاتها. كانت هذه المقدمة ضرورية كما قدمنا لتشحيذ الذاكرة والعصف الذهني المطلوب لتناول الأداء السياسي والإعلامي والعسكري في الفترة ما بين «الاربعاء 7 مايو 2008» الى «الاثنين 12 مايو 2008م».. أي لحظة إنجلاء المعركة واستعادة البلاد لتوازنها بفعل الإلف والعادات والتقاليد وملاحم البطولة والفداء، وليس فقط نتيجة للحكمة الإعلامية والإدارة السياسية. كاتب هذه الكلمات كان كغيره يعلم بأن حركة العدل والمساواة المأجورة في طريقها لتفعل شيئاً في دارفور أو غيرها.. كما كان متتبعاً لنقاط تصدي قواتنا الباسلة لها في «الحرّى» بدارفور ثم في منطقة «المحبس» في شمال كردفان.. والمعلومات في ذلك كانت متوفرة كما أن مجيء اجتماع المكتب القيادي الطاريء برئاسة الاستاذ علي عثمان محمد طه والذي أمّن على موجهات وتدابير.. وأكد على ذلك بيان المؤتمر الوطني المقتضب.
التحرك معلوم
والفائدة ان تحرك قوات العدل والمساواة بقيادة خليل وبعض المقاتلين التشاديين كان معلوماً وإن لم تكن المعلومات واضحة على غرار الى أين ستتجه قواته في منطقة يمتد فضاؤها بين «دنقلا- الدبة- سد مروي- أمدرمان- الأبيض» أو على غرار ما هي أجندته وكم عدد قواته، وما هي كفاءتها وكيف يمكن التعامل معها.. كما زادت التعمية بالكلام عن رسم سيناريوهات واسعة المساحة عن احتمالات ضرب دنقلا أو الدبة أو سد مروي أو الأبيض أو امدرمان.. مما شتت الذهن العسكري واستوجب عمل تحصينات في خارطة واسعة تداخلت فيها الولاية الشمالية مع ولاية نهر النيل مع ولاية الخرطوم مع ولاية النيل الأبيض مع شمال كردفان ودارفور.
ولكن.. ورغم الانتصار الساحق الذي حققته قواتنا النظامية الباسلة ودحر المتمردين والمرتزقة التشاديين الغزاة وقبل أن ينجلي الموقف تماماً، انبرت كثير من الأصوات الناقدة والمقرظة والمشككة.. رغم القاعدة الذهبية التي تقول «لا صوت يعلو على صوت المعركة».. ومن العجيب أن غالب الأصوات الصادرة من السياسيين والشعبيين كانت لا تسندها معلومات ولا ترتكز على خلفية عسكرية أو استراتيجيات ميدانية، وربما هو الدافع لبعض قيادات القوات المسلحة للتصدي لذلك والجنود المجاهدون ما زالوا في الميدان يمشطون الصحارى والبيوت بحثاً عن الفلول الهاربة والطابور الخامس. ويؤسف المرء ان يلحظ في غمرة الانتصارات على قوات المرتزقة والمتمردين الذين بات مثبتاً وقوف قوى إقليمية ودولية وراءهم أن يلحظ بروز العديد من الأصوات المثبطة والمشككة وانتشار كثير من الإشاعات التي قصد منها خلق أجواء من التوتر والتخويف والتخوين وإثارة البلبلة.
أسئلة.. ولكن؟..
ولكن نقول.. إن من الواجب ان تُثار كثير من الأسئلة الموضوعية التي يجب ان تُطرح بعقلانية وبدون منهج تجريمي.. ولكن السؤال متى وكيف وأين؟.. ويؤسف المرء ان يلحظ الدفع بمطالبات بتكوين لجان تحقيق.. ولعل مفردة التحقيق نفسها لا تجانبها الحكمة أو الصواب إذا كنا نستهدف فعلاً المراجعة وسد الثغرات.
ولعلنا مع طرح الأسئلة، ولكن بطريقة مؤسسية وفي مواعين تضمن الأسرار والتحركات العسكرية.
شرف العسكرية
وفي وقت لم تبخل فيه الميزانيات من أجل الأمن والعسكرية ولم يبخل أيضاً السيد رئىس الجمهورية المشير عمر حسن البشير بالوقت ولا بالجهد.. بل أن السيد الرئيس رفض رغم كل الضغوط ورغم كل المحاصرات ان يخلع البذلة العسكرية لأنه يعلم تماماً انه لم يحن الأوان للتخلي عن البذلة العسكرية ذلك ان كثيراً من القضايا السودانية والمؤامرات ستحسمها البذلة العسكرية وتهزمها البندقية، ولذلك ظل السيد الرئىس يمثل شرف العسكرية وشرف بذلتها.. وهو في ذلك يمثل الوسطية «الحرفية» ما بين العسكرية والسياسية.. وكنا في مقال سابق تساءلنا لماذا حملات التشهير بالجيش السوداني.. ولذلك نحذر الآن من السير في طريق تحفه الأشواك.. ذلك ان مطلوبات المرحلة تتلخص في القضاء تماماً على القوة الغازية المعتدية على المركز، ثم تتبع الطابور الخامس واتخاذ الاحتياطات الواجبة في ذلك.. وبعدها تبقى هناك مساحة واسعة للحوار والمراجعة.
إلاّ.. الجيش
إن العسكرية السودانية و عقلها تستند إلى الدولة وتدريبها للجيوش وخططها ودرجاتها العسكرية ومعاهدها وكلياتها ومطاراتها وحكمتها وتاريخها.. ولذلك ليس من المقبول الآن ترف الحديث بمنهج المتفرجين على مباراة في كرة القدم.
ثم لماذا لم يتحدث ذات الناس إلى الآن عن عدم وجود خطة سياسية صعب عليها إنزال بيان من مساء الجمعة أو فجر السبت بأن يلزم الناس منازلهم ويستنفر من فيهم القدرة على المساندة من المجاهدين.. هل من المقبول أو المعقول ان يجد المدنيون أنفسهم فجأة وسط ترسانة من السلاح والصواريخ والمعارك المتبادلة دون مرشد سياسي أو دليل.. لقد كانت يد الله مع السودان وأهله في الدحر السريع.. وكان اللطف الإلهي حاسماً في دفع الجهود المثمنة التي قادتها طلائع الأمن والمخابرات والشرطة الموحدة وطلائع الاستخبارات العسكرية والمهندسين والمدرعات بمبادرات شجاعة تستحق من كل المواطنين تثمينها، لأنها تستحق التقدير ولا نملك إلا ان نترحم على الشهداء الذين قدموا دماؤهم الغالية رخيصة من أجل البلاد وحمايتها، رغم ان البلاد وأسرهم كانت محتاجة لهم.. ولكن هؤلاء الشهداء والجرحي وإخوانهم الأحياء ولكي تنمو البلاد ولإستمرارية السودان وحركة الثقافة العربية والاسلامية ولإستمرارية النهج الإسلامي في السودان مهروا التراب بالدم والتضحيات سائرين على درب من سبقوهم بالشهادة المهندس محمود شريف وعبيد ختم وإبراهيم شمس الدين وعثمان حسن البشير.
خطورة الأمر
ولكن مع ذلك فإن خطورة ما حدث في الخرطوم يشير ان الحكمة الشعبية قد تفقد الثقة في الحكمة السياسية.. والحكمة السياسية لا تخلق بالوسائل المساعدة فقط كالتعبئة والمواكب على أهميتها.. الحكمة السياسية كذلك سبيلها المدافعة بالحكمة وبالتي هي أحسن وبالمناظرة والحجة والرصد الموضوعي والتحليل العميق والصبر على انتقادات الناس والقراءة المتأنية والشجاعة في طرح الحجج.. والكشف عن مرض يبدو أنه استشرى منذ فترة، وكانت نتيجة منطقية لمحاولات رم الجرح على فساد من طوائف وزمر لا تعرف الحكمة.. وفي ظرف مثل هذا الظرف على أهل الحكمة ان يداووا بحكمتهم وينحازوا للسيد الرئيس «المشير» عمر البشير القائد العام للقوات المسلحة السودانية.. ويتجاوزوا بطوائفهم وانتمائهم ومصالحهم، ولا يبقى لهم نفس إلا نفس مصلحة الدولة واستمرارية النظام وبقاء دولة القانون.. ولن يخرب بيت فيه مجال للنظر ومجال للحكمة والله أعلم بعاقبة الأمور.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
التاريخ: الإثنين 12 مايو 2008م، 7 جمادي الأولى 1429هـ تحت الضوء قراءة في سيناريو خليل الإنتحاري** من أمام وخلف «الرجل»...؟!! علي اسماعيل العتباني [email protected]
.. لعل الحكمة تقتضي عدم الاستهانة بهذه المحاولة التي حررت عناوينها شهادة وفاة لحركة العدل والمساواة وانتحارها السياسي والعسكري والتنظيمي.
والمحاولة التخريبية في غزو الخرطوم ليست محاولة صغيرة أو محدودة فهي من ناحية القوة المشاركة فيها والاستعدادات التي صاحبتها والطريقة التي تحدث بها خليل إبراهيم في إذاعة لندن وبعض وسائل الإعلام الاخرى توحي بأن المدعو خليل إبراهيم كان واثقاً ومصدقاً وكان متوهماً أنه يستطيع ان يسيطر على الخرطوم.. وهذا يستدعي السؤال لماذا هذا التصديق؟!!
ولمحاولة الإجابة عن السؤال نقول ربما لأن السيارات المتحركة والمتسللة كانت قرابة المائتي سيارة مجهزة بالتجهيزات اللوجستية والحربية كافة.. من السلاح والذخيرة والغذاء والسائقين المهرة.. وتقول بعض المعلومات ان كل سيارة كانت تحمل ما بين عشرة الى خمسة عشرة من المقاتلين المتمردين. ........................................................................................................ إذاً، هذه القوة التي دخلت البلاد وكانت تحت إمرة خليل -ونحن نتكلم عن تحليل وليس عن معلومات موثقة- كانت في حدود ألف الى الف وخمسمائة متمرد.. ولكننا نعتقد أنه فوق هذا العدد كان هناك طابور خامس ينتظرهم في الخرطوم، والدليل المنطقي لذلك هو كان لابد أن يكون هناك أشخاص مندسين في الخرطوم استطاعوا ان يوضحوا لهم تفاصيل خارطة أمدرمان والمناطق الخالية من المدينة التي ليس فيها رصد على مداخلها وأرشدوهم الى الدخول من خلالها، الأمر الذي سمح لجزء كبير منهم دخول منطقة أمدرمان، حيث كانت الهزيمة في انتظارهم. وكذلك نحن نعتقد ان هذا الطابور الخامس وراءه قوة ومرجعية سياسية متنفذة ومتمكنة ولها أجهزتها الفنية المدربة وتمتلك المعلومات وملمة با لخارطة السياسية والعسكرية والأمنية في الخرطوم.
كما أننا نعتقد ان هناك جزءاً من قوات الأمم المتحدة كانت مطلعة على هذه المهمة عن طريق توفير المعلومات الاستخباراتية وملمة بطبيعة التحرك ومواقيته، بدليل أنه في يوم الخميس تم توزيع رسالة إلكترونية الى أعضاء البعثة تحمل معلومات أن هناك قوة متوجهة نحو الخرطوم وتطالب مسنوبي البعثة توخي الحذر وربما أشياء اخرى.
إذاً، نحن نعتقد أن هناك مكونات ثلاثة شاركت في السيناريو الانتحاري.. وهي القوة الأساسية القادمة من تشاد وهي أكبر من قوة المتمرد خليل إبراهيم وأكبر من إمكانيات الحكومة التشادية، لأننا لو قدرنا تكاليف هذه الحملة فهي لا تقل عن مائة وخمسين مليون دولار، ولأن المائتي عربة مجهزة بالسلاح والذخيرة والمواد البترولية وأجهزة اتصال متقدمة وتشوين ووسائل استخباراتية ومرتبات.. فلو أعطينا كل عربة خمسمائة ألف دولار فيصبح المجموع مائة مليون دولار.. وهذا مبلغ يسيل له لعاب خزائن ديبي!
الأمر الثاني.. فإن المعلومات الاستخباراتية التي كانت تصل عن طريق أجهزة «الثريا» لهذه القوة الغاشمة.. هي من قوة سياسية متنفذة في الداخل وربما تكون مخترقة للمنظومة السياسية في السودان يساعدها على ذلك مناخ الحريات المنفتح في الخرطوم وربما بعض العلاقات «العرفانية» القديمة. بالإضافة الى دور ربما لعبته بعض مكونات قوات الأمم المتحدة والقوات الفرنسية والأوروبية على الحدود «السودانية- التشادية».
فمنطقي يستحيل ان تتحرك قوة تقدر بمائتي عربة وتكون غير مرصودة من القوات الفرنسية والأوروبية الموجودة في شرق تشاد.. التي تدعي أنه لو تحركت «نملة» في تلك المناطق تعرفها.. كما أن تلك القوات جاءت بحجة حماية تشاد وتحمي معسكرات اللاجئين من أي اعتداء خارجي.
إذاً، لو كانت هي بهذه القوة وتستطيع ان تحمي معسكرات اللاجئين فلماذا لم تحم كل الحدود السودانية من التغول التشادي.. كما أن خليل إبراهيم نفسه لو لم يكن متأكداً أن هذه العملية تحتمل من النجاح أكثر من سبعين في المائة لما عبر بها كل هذه المنطقة ودخل العمق السوداني في اتجاه الخرطوم. كما أن دليلنا على اضطلاع قوات الأمم المتحدة بمسارات هذه المؤامرة أنه فور ورود تسلل هذه السيارات الى داخل دارفور سارعت قواتنا المسلحة الباسلة الى التعامل معها في منطقة «الحرّى» بدارفور وقصفتها بالطيران ولكن من العجيب ان برز الأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون» في ذات الليلة ليدين قصف الطيران السوداني للمدنيين.. وهي رسالة تحمل غرضاً فأهل السودان كانوا يعلمون أن سلاح الطيران كان يتعامل مع العربات المتسللة في مناطق تخلو من المدنيين.
وعلى كل حال هناك أسئلة لابد أن تُثار في هذا الوقت.. فمن هو الوجه العسكري الذي كان مخططاً أن يبرز في حال نجاح المخطط؟!! فخليل إبراهيم رجل مدني.. ولمثل هذه العمليات لابد من وجود مؤازرة لها عسكري كالمرحوم محمد نور سعد.. فمن هو محمد نور سعد هذه المحاولة الفاشلة والذي كان مرتعباً ان يكون ظهيراً مؤازراً لهذه العملية؟!! ومن هم «مكونات الطابور الخامس» الذين كانوا ينتظرون أن يغزوا هذه العملية بالمدد والرجال.
ونحن نعتقد ان هذا الطابور الخامس يتمثل في البيوت التي آوت بعض المتسللين خصوصاً بعد معرفتنا أن القائد «جربة» دخل قبل أيام من العملية وكان مستضافاً في بعض البيوت وبالضرورة كان معه آخرون.. فمن كان وراء الاستضافة والتجهيز والتكتم والإحاطة بالتحريك؟!!
إذاً، هذه العملية المجهضة، عملية كبيرة لابد من القضاء على بقاياها تماماً خصوصاً وأن هناك معلومات تفيد بأن عدداً من السيارات استطاعت الهرب نحو الصحراء غرب أمدرمان.. ورغم اقتناعنا بأن هذه العربات لن تستطيع العودة مرة اخرى الى تشاد لطول المسافة وكميات الوقود التي تحملها محدودة وهي مرتبكة وخائفة ومأزومة.. فلذلك كلنا أمل في يسر اصطيادها.
ولكن كذلك وكنوع من القراءة والنقد الذاتيين لابد ان نعلم لماذا تأخر صد هذه القوات؟! وكيف استطاعت قوات تقود مائتي عربة ان تخترق المسافات في العمق ولا يتم التعرض لها إلا مرتين بالطيران؟.. ولماذا فشلت متابعتها ورصدها واحتواؤها خصوصاً وأنها ضربت بالنهار وكان الشعب كله مستنفراً وكل الأجهزة النظامية كانت مستنفرة وملمة بالدقائق؟ خصوصا وبعد الاجتماع الطارئ الذي دعا له الاستاذ/ علي عثمان محمد طه للمكتب القيادي وتنويره بالمؤامرة.
قد تكون هناك إجابات ترد على هذه الأسئلة بموضوعية ومنطق، ولكن الى أن تطرح هذه الإجابات أمام الرأي العام تظل كل هذه الأسئلة عالقة على «مسامير القلق».
والأمر الأخير.. فإن ضحايا هذه العمليات من المدنيين يجب ان يتم دعمهم ومساعدتهم وجبر كسرهم والذي استشهدوا يجب ان يتم دعم أسرهم ومعاملتهم كمعاملة أسر الشهداء. الراى العام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
غزوة "أم الصّبيان".. ليست تشاد أيها الحمقى !!
انقلاب داخلي ديني عرقي عنصري له ضلعان في الخرطوم!!
تشاد لا تستطيع تمويل جماعات أكبر وأقوى من جيشها..
ليبيا هي الجهة الأقرب لتمويل وتسليح عملية الغزو
والمسارات تشي بخروج جزء من الغزاة من الحدود الليبية..
تصريح الصادق المهدي "إعلان مدفوع الأجر" لتبرئة ليبيا
فشل أمن الحكومة .. وخافت الحكومة من جيشها فاستبعدته وأهانته
الحل في الديموقراطية وكونفدرالية إقليمية رباعية تستثني مصر وليبيا
سالم أحمد سالم/باريس [email protected] وضعت هذا السياق تحت عنوان (غزوة أم الصّبيان) نسبة للعدد الكبير من الصبية الذين شاركوا في العمليات الحربية. السودانيون يغرفون معنى عبارة أم الصبيان.. أسألوهم!. أدخل في الموضوع وأقول لابد أن يشعر المرء بالأسى والإحباط مثلما شعرت وأنا أستمع إلى أركان حكومة الخرطوم وأجهزة إعلامها وهم يرددون على مدار الساعة بلا استحياء أن الجماعات المسلحة التي دخلت الخرطوم يوم السبت العاشر من هذا الشهر مايو هي قوات تشادية أو هم مرتزقة تشاديون، وأن حكومة تشاد هي التي قامت بتقديم الدعم العسكري للغزاة. مصدر الأسى والإحباط هو هذا الانقلاب غير المنطقي في المعايير وكأننا قد دخلنا في أشراط الساعة وآخر الزمان!. انقلاب المعايير أن تشاد أصبحت، بمنطوق حكومة الخرطوم، قادرة على غزو قلب عاصمة السودان غزوا عسكريا.
لقد أرادت حكومة الخرطوم أن يصدّقها الناس وهي تقول أن تشاد أرسلت الجماعات المسلحة نهارا جهارا، وأن حشود الجماعات التشادية المحمولة على مئات السيارات قد قطعت آلاف الكيلومترات في صحارى مكشوفة دون أن تقع عليها عين الحكومة.. ربما بفضل الأحجبة تشادية الصنع، أو ربما ألبستهم تشاد طاقية الإخفاء!. كل ذلك كذب فطير مضطرب يدحضه الواقع ويكذّبه منطق التاريخ والقرائن التي سوف أوردها في هذا السياق. ولو كنت مكان حكومة الخرطوم وكان لابد لي من الكذب والتلفيق لكذبت كذبا آخر يداري الفضيحة ويستر الحال وأقول كذبا أن أميريكا أو فرنسا أو ألمانيا، أو حتى صربيا هي التي دعمت الجماعات المسلحة التي دخلت الخرطوم. ولو كنت مكان حكومة الخرطوم لزعمت كذبا أن واحدة من هذه الدول الكبرى قد شوّشت على أجهزتنا الأمنية.. الفالحة في التقاط همسات المواطن السوداني في غرفة نومه.. فلم تتمكن أجهزتنا الحكومية وراداراتنا من التقاط حركة الجحافل الغازية.. والتي يمكن تتبع تحركاتها بطائرة شراعية.. أما إذا أعيتني الحيلة وخفت من زعل أميريكا والقوى العظمى كنت سأقول أنهم غزاة جاءوا من كوكب آخر، ثم أقوم بدعوة صنّاع السينما في هوليود لإنتاج أول فيلم واقعي عن غزو الكواكب وحرب النجوم!.. أما أن أقول أنها تشاد فلا وألف لا. فالكذب أخف وطأة من هذه الفضيحة المركّبة التي مازجها كذب فج. والغريب أنها المرة الأولى والوحيدة التي يخرس فيها لسان هذه الحكومة عن الكذب المتقن برغم أن لسانها قد درج عليه وفطم به!.
الفضيحة هنا ذات شقين. شق يتعلق بفشل الحكومة في التصدي للجماعات المسلحة الغازية قبل دخولها عاصمة البلاد. هذا الشق من الفضيحة لن تغسله التبريرات والفتاوى الحكومية مثل الزعم الساذج أن أمن الحكومة قد "فتح" للجماعات الغازية حتى تتحرك الخلايا النائمة ومن ثم ضرب جميع الخلايا النائمة منها والمستيقظة.. ولو بفعل الحبوب المنشطة!. فعلا أصبح من الثابت أن الحكومة قد "فتحت" للجماعات المسلحة.. لكن فتحت ماذا؟! المهم أن كل هذه الفتاوى مردودة ومردود عليها كما سوف يستتبع في هذا السياق. هذا الشق من الفضيحة، أي الشق المتعلق بتمكن الجماعات المسلحة من قطع الفيافي ودخول عاصمة البلاد نهارا، يكاد تكون عديم الأهمية قياسا للجزء الآخر شديد الأهمية المتعلق بمزاعم غزو تشاد للسودان، بل وقدرة تشاد الوصول إلى قلب العاصمة السودانية. لذلك سوف أبدأ بمعالجة هذا الشق الأهم وفي ظني أن المعالجة قد تفضي بنا إلى ما وراء هذه الأكمة والغبار المذرور.
تشاد في حد ذاتها السياسية والاقتصادية والسكانية والتاريخية والعسكرية والنفسية غير مؤهلة قطعا لغزو السودان أو حتى غزو مدينة أو قرية حدودية مرمية على تخوم السودان حتى لو جاءت تشاد لنفسها بمثلها مددا. لا أقطع بهذا القول من باب الإقلال من شأن تشاد، بل لوضع الأمور في موازينها التاريخية وظروفها المعاصرة حتى نصل عقلا ومنطقا إلى المخبوء من الحقائق. نعم من حيث "الظاهر" لا شك أن جميع الجماعات الدارفورية المسلحة تجد الملاذ وتتدرب وتتلقى إمدادات الأسلحة والعتاد الحربي من داخل الأراضي التشادية. ففتح الحدود للجماعات المناوئة أصبح سمة وأمرا عاديا في علاقات حكومات المنطقة. والظار الذي نراه بالعين المجردة يمضي بنا للقول أن الحكومة التشادية الراهنة كانت تعلم بتحرك الجماعات المسلحة صوب الخرطوم. لكن هل "العلم" بالشيء يعني دائما "الفعل" بالمشاركة والتدبير؟ وهل يكفي هذا "الظاهر" للتأكيد أن حكومة تشاد الحالية هي فعلا التي قررت ودبّرت وسلّحت ومولت ونفذت من تلقاء نفسها عملية السبت الماضي؟. هذا "الظاهر" هو المفرق الذي نطرح تحت سدرته الأسئلة المهمة، وإليك:
هل الحكومة التشادية الراهنة تملك كل أمر نفسها؟
وهل تقوم تشاد بصناعة الأسلحة في نجمينا وتقدمها للجماعات الدارفورية المسلحة؟.
وإذا كانت تشتريها من سوق السلاح العالمي، هل تمتلك حكومة إدريس ديبي القدرات المالية الفائضة اللازمة لمقابلة تكاليف شراء الأسلحة وآلاف السيارات ذات الدفع الرباعي الغالية ومن ثم تقدمها للجماعات الدارفورية هكذا؟.
وإذا كان لحكومة ديبي هذه الفيوضات المالية لشراء الأسلحة وغيرها، هل تبيعها للجماعات الدارفورية؟.
وإذا كنا على يقين أن هذه الجماعات لا تملك مصادر للتمويل الذاتي، هل يقدم لها ديبي هذه الأسلحة هدية؟.
وإذا كان إدريس ديبي يعلم علم اليقين أن عطاياه المفترضة للجماعات الدارفورية ليست ساعات يد مطهمة بالذهب على طريقة أغنياء العرب، بل أسلحة وعتاد حربي وأنه يعلم يقينا أن الجماعات الدارفورية سوف تستخدم هداياه من الأسلحة في حربها ضد الحكومة السودانية الراهنة، فهو يعلم بالتأكيد أنه أصبح شريكا كامل الشراكة في هذه الحرب. ما هي مصلحة تشاد أو مصلحته الشخصية في هذه الشراكة؟
هل تقوية الجماعات الدارفورية بالسلاح سوف يدعم حكمه ويكرسه رئيسا؟
وبما أن الأسلحة تم استخدامها في غزو عاصمة السودان في عملية كاميكاز شبه انتحارية في وضح النهار، ألم يفكر ديبي في انكشاف أمر شراكته في الحرب، ومن ثم تبعات ذلك عليه على المستويين الإقليمي والدولي؟
وإذا نجحت الجماعات المسلحة في إسقاط حكومة الخرطوم، ما هي الفائدة التي سوف يحصل عليها ديبي من سقوط حكومة الخرطوم الراهنة؟ وهل وفر ديبي لحكومة الجماعات المسلحة الضمانات اللازمة للاستمرار في حكم السودان من نجمينا؟!
وإذا كان ديبي، على حد زعم حكومة الخرطوم، أراد من عملية الغزو الرد على الغزو الذي تعرضت له نجمينا، ما الذي يمكن أن يجنيه ديبي من مثل هذا الرد لجهة توطيد حاكميته؟ أم هو مجرد انتقام لا أكثر؟
وإذا تركنا جانبا موضوع السلاح والمال، لابد أن نسأل: هل تمتلك حكومة ديبي فعلا الخبرات العسكرية والمقدرات التكتيكية العسكرية والدعم اللوجستي التقني العسكري من طيران واتصالات أرض فضائية اخترقت بها الدفاعات التقنية الأمنية لحكومة الخرطوم ووفرت بها الغطاء اللوجستي اللازم الذي مكّن الجماعات المسلحة من الوصول إلى قلب العاصمة السودانية وهي محمولة على مئات السيارات؟
وإذا كان لحكومة ديبي هذه المقدرات العالية المادية والتقنية المتطورة، لماذا لم تستخدمها حكومة ديبي في الدفاع عن نفسها قبل أن تدخل المعارضة المسلحة نجمينا وتحيط بقصر الرئاسة قبل بضعة أشهر؟
المحاولة الأخيرة لإسقاط حكومة ديبي كشفت بوضوح أن الأسلحة ووسائل النقل العسكري الذي استخدمته الجماعات المسلحة في غزو حكومة الخرطوم يفوق عشرات المرات ما بحوزة الجيش التشادي. فلو كان جيش إدريس ديبي يملك هذه المقدرات لما تمكنت تلك المجموعات الصغيرة شحيحة العتاد فليلة العدد من دخول نجمينا. فهل جهز ديبي جيشا لغزو الخرطوم يفوق في عدده وعديده الجيش التشادي نفسه؟. وهل يا ترى لم يخطر ببال ديبي أن الجماعات التي سلحها وزودها بهذه المقدرات القتالية قد تغيّر رأيها وتتوجه نحو نجمينا بدلا عن الخرطوم فتحتل نجمينا وتطرده أو تقتله وتعلن حكومتها؟!!
طبعا من السهولة بمكان أن نضع كلمة (لا) أو أي علامة نفي أخرى أمام كل سؤال من الأسئلة السابقة. لن أفعل ذلك، لكني سوف أسوق بعض الجوانب التاريخية المعاصرة والاجتماعية التي قد تشكل مجتمعة إجابة منطقية واحدة على جميع الأسئلة التي طرحتها فوق.
أولا: علاقة السودان مع تشاد لا تقتصر على التداخل السكاني مع دارفور فحسب، بل إن تشاد في حد ذاتها لا تعدو كونها امتداد طبيعي اجتماعي للمجال الحيوي الذي يشغله ما بعرف اليوم سياسيا بالسودان بدء من حدود السودان السياسية مع تشاد إلى أقصى حدود السودان الشرقية. ثم يتواصل هذا الامتداد الطبيعي الاجتماعي من حدود السودان الشرقية ليشمل كلا من إثيوبيا واريتريا. هذا المجال الحيوي الضخم الذي يحتل فيه السودان موقع القلب والقطب الجاذب قد شكلته جملة من العوامل الاقتصادية والاجتماعية والسكانية الضاربة في القدم. إن التأثيرات السياسية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية التي تنتقل بقوة وسرعة بين مجتمعات هذه الأقطار تؤكد الترابط المحكم بين مجتمعات السودان وإثيوبيا واريتريا وتشاد دون سواها من أقطار المنطقة. فمشكلة جنوب السودان على سبيل المثال ألقت بظلالها القوية على إثيوبيا، واستقلال اريتريا تم عن طريق السودان، ومشكلات السودان السياسية تتمدد إلى جميع هذه الأقطار، وأزمة الحكم في تشاد يتم طبخها في دارفور السودانية وتؤكل في نجمينا، والديانات والأديان الوثنية واليهودية والمسيحية والإسلام تسلقت الهضبة الإثيوبية شرقا وانتشرت في سهول أفريقيا غربا من مجال السودان الحيوي، والجفاف والتصحر يدفع مجتمعات تشاد وغرب وشرق أفريقيا إلى الهجرة التلقائة إلى السودان دون أدنى اعتراف بالحدود السياسية.
النيل هو الشريان الدائم للحياة الذي يجري في وسط مناطق صحراوية أو شبه صحراوية تعتمد شعوبها في معظمها على الأمطار. وبفضل هذه الديمومة أصبح النيل هو القطب الأعظم الذي يستقطب كل شعوب المجال الحيوي السوداني وامتداداته شرقا وغربا. أصبح النيل وعلى مدار التاريخ هو هذا الأب الذي يهرع إليه الجميع خاصة في أيام الشدة والجفاف. وبفضل النيل وديمومة جريانه اكتسب السودان هذه القطبية التي تنجذب إليها وتتأثر بها شعوب السودان وشعوب غرب وشرق أفريقيا. زد على ذلك أن حوض النيل السوداني يتميز بخصائص المناخ والسهول المنبسطة غنية التربة فكان مهدا للحضارات منذ أزمنة بعيدة.
هذه الجزئية وإن بدت بعيدة نوعا عن موضوعنا الأساسي، إلا أن لها أهمية لا يمكن تجاوزها. فالاستقطاب الاقتصادي لابد أن يتبعه استقطاب سياسي وفكري وثقافي وفني مؤثر في كل مجتمعات هذا المجال الحيوي شرقا وغربا. ونستطيع أن نستوثق من ذلك في انتشار ما يسمى بالموسيقى السودانية بين المجتمعات في إثيوبيا واريتريا وتشاد وغيرها من أقطار شرق وغرب أفريقيا. سبب هذا الانتشار لأن السودان هو البوتقة التي تدوزنت فيها كل ميلودي وإيقاعات هذه المجتمعات وشكلت مجالا موسيقيا عريضا ينفذ تلقائيا إلى وجدان هذه المجتمعات حتى لو اختلفت اللغات. هذه التأثيرات لم تخلق حالة تنافر، بل وثّقت وأحكمت الترابط العضوي الذي ربط بين مصائر مجتمعات هذه الأقطار إلى درجة الانتماء العلني. لذلك عندما يقول المواطن التشادي أو الاريتري أو الإثيوبي بأنه سوداني، فإنه لا يكذب أو يحتال على قوانين الجوازات والهجرة، بل يعبّر تعبيرا صادقا عن مكنون وجدانه. ذلك أن كل المعطيات التي ذكرنا كونت في نفوسهم مغناطيسية استقطاب يؤشر سهمها دائما في اتجاه السودان حيث القطب الأعظم هذا النيل الأوسط.
خلافا لهذه الصورة نجد أن شعوب مصر وليبيا وأقطار شمال أفريقيا برغم تماسها مع مجتمعات هذا المجال الحيوي إلا أنها ليست جزء من مغنطته الطبيعية التي تضم حصرا شعوب السودان وإثيوبيا وتشاد واريتريا. ذلك أن سهم الاستقطاب الاجتماعي في مصر وليبيا وأقطار شمال أفريقيا يتجه شمالا إلى البحر الأبيض المتوسط.. إلى شعوب ما وراء المتوسط!. لذلك تأثرت شعوب مصر وليبيا وشمال أفريقيا بالنظرة الاستعمارية الأوروبية فأصبحت تنظر إلى شعوب السودان وتشاد وأفريقيا بصفة عامة نظرة استعلاء عرقي. هذا الاستعلاء العرقي أصبح يلعب دورا مباشرا في تأجيج الأزمات السياسية في السودان وتشاد واريتريا وإثيوبيا وأقطار شرق وغرب أفريقيا لأنه، أي الاستعلاء العرقي قد دخل وتشرعن عبر المؤسسات الإقليمية مثل منظمة الوحدة أو الاتحاد الأفريقي ومنظومة أقطار الساحل والصحراء. هذا جانب يطول شرحه، لذلك أكتفي بنموذج واحد يرتبط ارتباطا محوريا بموضوعنا هذا ألا وهو التعاطي الليبي مع مسألة الحكم في تشاد. فقد ظلت ليبيا تلعب الدور الأساسي في لعبة تغيير الحكم في تشاد لعلها تحصل على حكومة تابعة يتم تحريك خيوطها من طرابلس. فقد قامت ليبيا بتسليح وتأهيل كل الجماعات المسلحة التشادية التي تعاقبت على الحكم في تشاد. أما ما يصيب الشعب التشادي من موت أو دمار أو عدم استقرار فلا أهمية له في الحسابات الليبية. ولا ينسى السودانيون أن ليبيا قد سبق لها أن سلحت ومولت غزوة مماثلة اجتاحت الخرطوم عام 1976 دون أدنى اعتداد ليبي بما يصيب الشعب السوداني وأيضا الغزاة من موت ودمار. فالهدف الليبي يعلو ولا تعلو عليه دماء هؤلاء "السوادنة" أو "الأفارقة السود". لذلك أنتهز السياق لأقترح ضرورة قيام اتحاد كونفدرالي رباعي يضم شعوب السودان وإثيوبيا واريتريا وتشاد ويستثني مصر وليبيا. مثل هذا الاتحاد يتوافق تماما مع الخصائص والمقومات المشتركة والمتداخلة لهذه الشعوب ولن يكون اتحادا اصطناعيا مثل مجموعة دول الساحل والصحراء الذي يهدف أولا وأخيرا إلى فرض نوع من الوصاية على السودان وتشاد وإثيوبيا واريتريا، ويرمي إلى الإلمام بتفاصيل ملفات علاقات هذه الأقطار. ولعلني أعود في سياق خاص لشرح ذلك. زد على ذلك أن ليبيا هي التي يدلق بسخاء أطنان الأسلحة المتطورة في دارفور لأطراف النزاع التشادي والجماعات الدارفورية حتى آخر محاولة جرت قبل بضعة أشهر لإسقاط إدريس ديبي. والخزي حقا أن الحكومة العسكرية السودانية الراهنة بنسختها الأولى (مايو 1) ونسختها الثانية الراهنة (مايو 2) هي التي "فتحت" دارفور أمام تدفق السلاح الليبي.
نربط ما ذهبنا إليه فوق بموضوعنا الأساسي "غزوة أم الصّبيان" فنجد أن كل المعطيات التاريخية والاجتماعية والروابط القوية تحول بين غزو تشاد للسودان. الشعب التشادي في مجمله شعب شقيق يضع نفسه دوما في موضع الشقيق الأصغر للشعب السوداني بصفة عامة. فقد تلقى آلاف التشاديين تعليمهم في مدارس ومعاهد وجامعات السودان. وبفضل التداخل السكاني فقد حصل مئات الآف التشاديين على الجنسية السودانية بانتماء كامل لحقوق المواطنة. ثم إن حركة فلورينا التي غيرت تاريخ تشاد قد تم تكوينها في السودان ربما في مدينة نيالا. هنا قد يظن البعض أن الخصومة التي سادت بين الحكومتين الشموليتين في الخرطوم ونجمينا قد يشكل دافعا نفسيا عن إدريس ديبي لكي يدعم الجماعات المسلحة التي غزت حكومة الخرطوم. لكن الثابت أن ديبي من نشأته الشخصية وكيفية وصوله للحكم أكثر من يعلم موقع السودان في نفسه وفي نفوس التشاديين عامة. هذا لا يعفي ديبي من الضلوع في عملية الغزو المسلح، وهو ضلوع غير مباشر أملته عليه ظروف بقائه في الحكم كما سوف نرى لاحقا. ربما وجد إدريس ديبي في موقف حكومة الخرطوم ضده المبرر النفسي الشخصي لقبول الضلوع غير المباشر في عملية الغزو بظنه أن الغزو عمل مضاد لحكومة الخرطوم وليس ضد الشعب السوداني. وهنا وقع ديبي في الخطأ الفادح.
ثانيا: وحتى إذا حاولت الحكومة التشادية الراهنة القفز فوق كل الاعتبارات التي ذكرنا وقررت غزو السودان، فالواقع يقول أن تشاد لا تملك المقومات الاقتصادية أو التقنية أو المالية أو البشرية أو العسكرية (الوطنية) اللازمة لحماية تشاد نفسها ناهيك عن توفير المستلزمات التقنية والأسلحة والنفقات العالية التي تطلبتها عملية غزو الحكومة السودانية. وإذا كان لابد من بعض المقاربة فإن عدد سكان نجمينا لا يربو عن 721 ألف نسمة حسب آخر تعداد جرى عام 2005، أي أنها في حجم مدينة متواضعة من مدن أقاليم السودان، ولا تزيد من حيث السكان والخدمات ومستوى المعيشة عن ضاحية شعبية من ضواحي العاصمة السودانية التي يقارب عدد سكانها كل شعب تشاد!. عدد سكان تشاد يقل عن عشرة مليون نسمة حسب آخر تعداد، مقابل أكثر من ثلاثين مليون نسمة هم تعداد السودان. تبلغ مساحة تشاد مليون و200 ألف كيلومتر معظمها صحارى وتحتل الموقع 21 في ترتيب دول العالم من حيث المساحة. في المقابل يحتل السودان المركز العاشر دوليا بمساحة اثنين مليون ونصف المليون كيلومتر مربع كأكبر قطر أفريقي، أي ضعف مساحة تشاد مع فارق كبير لصالح السودان الذي يتمتع بالتربة الخصيبة ومصادر المياه بالنظر إلى أرض تشاد المتصحرة شحيحة المصادر المائية (عدا المخزون الضخم من المياه الجوفية عند التخوم بين تشاد والسودان وليبيا، والذي يتغذى منه النهر الصناعي العظيم الليبي، وهذا ما يفسر المطامح الليبية في شريط أوزو التشادي الذي حاولت ليبيا احتلاله، مثلما يفسر المحاولات الليبية المستميتة لفرض حكومة تشادية تابعة لها.. كله بسبب الماء!!). تستورد تشاد غالبية المواد الغذائية من الأقطار الأفريقية المجاورة مثل الكاميرون ونيجيريا والسودان. أما الدخل القومي التشادي فيبلغ حوالي عن سبعة مليار و 200 مليون دولار. وبرغم أن تشاد بدأت تصدير البترول عان 2003 إلا أن متوسط دخل الفرد 400 دولار في العام، حيث تستأثر الشركات الأوروبية بمعظم عائدات النفط وتحصل تشاد على "مصروف جيب"!.
كل هذه المعطيات كافية وبالزيادة للتأكيد أن تشاد ليست الجهة التي قدمت التجهيزات المادية والأسلحة والدعم اللوجستي للجماعات المسلحة التي أغارت على قلب العاصمة السودانية. إذن هنالك "جهة أخرى" ذات مقدرات مالية ضخمة أنفقت بسخاء على عملية غزوة الخرطوم الأخيرة. هذه "الجهة الأخرى" قد تكون أحد الأقطار الغنية في المنطقة وقد تكون أكثر من قطر من أقطار المنطقة، وقد تكون دولة كبرى منفردة، وقد تكون دولة كبرى تضامنت ونسقت مع قطر أو أكثر من أقطار المنطقة. إلى الآن لا نبرئ تشاد من الضلوع في العملية من حيث أنها فتحت أو بالأحرى تم إرغامها على فتح حدودها ومطاراتها لتدفق الأسلحة والمعدات والسيارات، مثلما فتحت أو أرغمت على فتح أراضيها لتجميع وتدريب الجماعات المسلحة.. أو جزء من هذه الجماعات!.
أيضا، ومن حيث المعطيات المتاحة حتى الآن، نجد حكومة تشاد ضالعة في العملية لجهة أنها مكّنت الجماعات الغازية من عبور حدودها مع السودان. لكن المسارات التي سلكتها الجماعات المسلحة نحو الخرطوم تشي بشك قوي أن الجماعات المسلحة لم تنطلق فقط من داخل الأراضي التشادية. فمن الوجهة العسكرية كان من المفترض أن تأخذ الجماعات المسلحة بمجرد خروجها من الحدود التشادية اتجاه الجنوب الشرقي في ميلان نصف دائرة شمال شرق نحو الخرطوم حتى توفر لنفسها حماية طبيعية. أو تندفع بأقصى سرعة في اتجاه الشرق في عملية مداهمة شبه انتحارية حتى تصل الخرطوم في وقت قياسي وبأقل قدر من الخسائر. لكنني لاحظت أن بعض الجماعات المسلحة دخلت أم درمان من زاوية الشمال الغربي.. فمن أين انطلقت؟.. ومما يقوي هذا الشك أن الفلول المتبقية سلكت اتجاه الشمال والشمال الغربي في طريقها للخروج من الحدود السودانية. هذا الاتجاه يقود إلى الزاوية التي تلتقي عندها تخوم السودان ومصر وليبيا. فإذا كانت الفلول تريد العودة إلى تشاد لكانت اتجهت غربا أو غربا بدرجة ميلان ناحية الجنوب الغربي.. فأي وجهة كانوا يقصدون؟!.
احتمال خروج الجماعات المسلحة من أكثر من منطقة حدودية، وهو احتمال راجح، يعني أن المجموعات التي عبرت الحدود من تشاد ربما كانت بهدف التمويه لصرف انتباه أجهزة الحكومة السودانية تبعا للتوتر بين حكومتي الخرطوم ونجمينا، بينما تجيء الفيالق الرئيسية التي توجه الضربة القاصمة من اتجاه تطمئن إليه حكومة الخرطوم. وبما أن حركة الفلول العائدة قد اتجهت نحو الشمال الغربي، وبما أن سائقي السيارات غالبا ما تدربوا على عمليات الدخول والخروج، فإن ذلك يرجّح فرضية أن الفيالق الرئيسية التي دخلت الخرطوم قد جاءت فعلا من جهة الشمال الغربي، وفي شيء من التحديد من زاوية التقاء الحدود السودانية الليبية التشادية.
داخل الدائرة التي رسمناها لتحديد "الجهة الأخرى" ذات القدرات المالية والتقنية التي جهزت الجماعات المسلحة، لابد أن نذكر أن كل دارفور محط أنظار العالم، ليس بالعين المجردة لكن بواسطة الرصد الفضائي سواء بواسطة الأقمار الصناعية أو بطائرات رصد متقدمة ذات مقدرات عالية وسريعة في التقاط ومعالجة الصور. وفي شيء من الحصر نستطيع أن نجزم أن دولا مثل الولايات المتحدة وفرنسا وأقطارا مصر وليبيا تقوم بعمليات مسح ورصد دقيق لكل ما يجري أو يتحرك في دارفور خاصة الحدود السودانية التشادية ومثلث التخوم المصرية الليبية السودانية. فهناك القوات الدولية التي بدأت في أخذ مواقعها داخل تشاد، ثم القواعد الفرنسية في تشاد، ثم طلائع القوات الدولية (الأممية) التي بدأت في التمركز في دارفور. وغني عن الذكر أن مظلة الحماية لهذه القوات والقواعد العسكرية الدولية تتم من الجو والفضاء. فإذا كانت تقنية الرصد الجوي والفضائي تستطيع رصد وتحليل رقم سيارة أو معزة، هل عميت يا ترى أن ترى أرتال مئات السيارات العسكرية المنطلقة في منطقة مكشوفة تقوم برصدها على مدار الدقيقة؟. بالتأكيد رأت وسمعت كمان!. السفارة الأميريكية في الخرطوم حذرت رعاياها من احتمال تعرض الخرطوم لعمليات عسكرية. سوف نفترض أن الولايات المتحدة الأميريكية وفرنسا رأت وسمعت وسكتت، فما بال ليبيا ومصر؟.
زد على ذلك أن الجماعات المسلحة الغازية كانت تحتاج بالضرورة إلى تغطية جوية لتوجيه مساراتها في طرق ومنعرجات آمنة. بمعنى أن تقوم وسائل التغطية الجوية برصد حركة القوات السودانية، إن وجدت، ونقلها للجماعات المسلحة الغازية المتحركة في اتجاه الخرطوم.. بغير ذلك غطاء وتوجيه جوي يستحيل أن تتمكن تلك الجحافل الكثيفة من بلوغ الخرطوم. هذه الحقيقة التي لا تقبل الجدل تورطنا نحن في فرضية أن الولايات المتحدة أو فرنسا أو ليبيا أو مصر قد وفرت الغطاء أو الارشاد الجوي للجماعات المسلحة الغازية. لا أريد أن ألقي الاتهامات جزافا على طريقة حكومة الخرطوم، لذلك قد نعرف إلى إي من هذه الدول والأقطار سوف ينتهي بنا هذا السياق!.
تأكدنا إذن أن المسألة أكبر بكثير من الامكانات التشادية المادية والعسكرية شديدة التواضع. وبقيت بالتالي أمامنا ثلاثة مفاصل لنصل إلى نهاية هذا السياق. أولا الدور الذي قام به إدريس ديبي ولماذا، وثالثا محاولة تحديد "الجهة الأخرى" الغنية أو الغنية القوية التي سلحت وجهزت الجماعات المسلحة، وثالثا الأهداف الحقيقية من العملية كلها.
إدريس ديبي وصل إلى حكم تشاد بأسلحة وأموال وإمكانيات لبيبة وتأييد وتسهيلات قدمتها الحكومة السودانية الراهنة التي "فتحت" دارفور لتدريب وتسليح جماعات إدريس ديبي. في ذلك الوقت كان ديبي تحت رحمة وسيطرة الخرطوم وطرابلس. عقب ذلك دخل ديبي في خلاف مكتوم مع طرابلس. أيضا دخل ديبي في خلاف معلن مع حكومة الخرطوم التي اتهمته بأنه جعل من الأراضي التشادية قاعدة لتسليح وتدريب وانطلاق الجماعات الدارفورية المسلحة. في ذلك الوقت وإلى اليوم تعلم حكومة الخرطوم أن ليبيا هي التي تمد الجماعات الدارفورية بكل الأسلحة والإمدادات الحربية والمال. لكن حكومة الخرطوم تفضل كعادتها إلقاء التبعة والملامة على "الحيطة القصيرة" أي حكومة إدريس ديبي. ويبدو أن الحكومة السودانية تحاشت مثلما تتحاشى اليوم فتح جبهة عداء مع ليبيا بعد أن استنفذت كامل حصتها من العداء مع كل أقطار الجور السوداني ابتداء من مصر إلى السعودية، اريتريا وإثيوبيا، يوغندا حتى أفريقيا الوسطى ثم تشاد مسك الختام!. المهم أن أصدقاء الأمس، طرابلس والخرطوم، تحولا إلى أعداء لديبي. ومن ثم قامت ليبيا بموافقة أميريكية بتسليح الجردة العسكرية التي تمت قبل بضعة أشهر والتي أوشكت على الإطاحة بإدريس ديبي لولا أن تداركته رحمة من القوات الفرنسية دائمة الإقامة في تشاد. طبعا لم تجد ليبيا صعوبة في جرجرة الحكومة السودانية الراهنة نحو عمل عسكري ضد ديبي، أولا لأن الحل بالعنف المسلح أحد السمات الأساسية للحكومة السودانية الراهنة، ثم لأنها تعاملت مع الموضوع على خطورته من رد فعل أحمق.
المحصلة المهمة من هذه الجزئية أن إدريس ديبي لم يملك في يوم من الأيام أمر نفسه. فقد تقلّب بين النفوذ الليبي السوداني، ثم النفوذ الليبي، ثم النفوذ الفرنسي الليبي، وأخيرا النفوذ الأميريكي الليبي المشترك. إذ لا يفوت على الفطنة أن واشنطن رفعت القيود عن معاصم ليبيا وأعادت العلاقات معها بحميمية ليس لمجرد العلاقات المشتركة بين البلدين أو لأجل استثمارات أميريكية في النفط الليبي، بل لأجل الدور الذي يمكن أن تلعبه ليبيا في أفريقيا لمصلحة واشنطن. ذلك أن ليبيا أصبحت لاعبا أساسيا على الصعيد الأفريقي والممسك الوحيد بالملف التشادي وما يرتبط به مثل العلاقات بين الحكومتين السودانية والتشادية والتأثيرات على أقطار غرب ووسط أفريقيا. والمفارقة أن غزوة ليبيا وحكومة الخرطوم لعرش إدريس ديبي انتهت بخروج حكومة الخرطوم من مسألة السيطرة على ديبي وبقي التوتر بينها وبين ديبي، بينما لعبت ليبيا دور الوسيط بينهما في لقاء طرابلس!. وما يؤكد حرص ليبيا على الانفراد بالملف التشادي لم تتورع طرابلس عن طرد المملكة العربية السعودية من الملف الخرطوم نجمينا. المهم أن ديبي واقع الآن سيطرة مزدوجة هي السيطرة الفرنسية كأمر واقع، ثم السيطرة الليبية، حيث تسعى ليبيا تحقيق مآربها الخاصة وفي نفس الوقت إرضاء الأجندة الأميريكية دون أن تقطع مع باريسّ. وهكذا يبقى الملف التشادي خارج أيدي التشاديين.
ديبي إذن قانع بهذه السيطرة الثلاثية طالما أنها الوسيلة الوحيدة التي تبقيه في منصب رئيس. وطبيعي أن يكون للبقاء ثمنه. من ذلك قبوله بوضع بصمات تشاد على "غزوة أم الصبيان" الأمر الذي وضع تشاد من حيث الظاهر في موضع المسؤول الوحيد عن عملية الغزو، علاوة على أن التوتر بين حكومتي الخرطوم ونجمينا كان قد شكّل الغطاء المناسب لكل سيناريو الغزوة. ومن حيث أن تشاد كما تأكدنا لا تملك القدرات المالية أو العسكرية أو التقنية اللازمة لتسليح وتمويل وتقديم الغطاء الجوي والدعم اللوجستي لمثل تلك العملية، تصبح تشاد وديبي مجرد طلاء خارجي لعملية الغزو. هنا نصل إلى المفصل الثاني الخاص بمحاولة تحديد "الجهة الأخرى" الغنية أو الغنية القوية التي سلحت وجهزت الجماعات المسلحة. لذلك علينا أن نحك جزء من هذا الطلاء حتى نقترب من معرفة تلك "الجهة الأخرى".
معرفتنا بالأساليب التي تنتهجها الدول الكبرى تدفعنا أن نستبعد أي تورط مباشر للولايات المتحدة الأميريكية أو فرنسا في عملية الغزو. فالدول الكبرى الديموقراطية تنأى عن التورط المباشر في مثل هذه الأعمال الصبيانية نسبة لردة الفعل العنيفة التي تصدر عن الرأي العام الداخلي في هذه الدول في حال انكشاف تورط حكومتها. أن تغزو أميريكا العراق غزوا مباشرا بجيوشها مسألة قد تكون مقبولة في حينها عند الرأي العام الأميريكي. أما أن تتورط إدارة أميريكية تورطا مباشرا في فضيحة مثل فضيحة الكونترا فذلك ما لا يقبله الرأي العام الأميريكي بصرف النظر عن الدوافع. وحتى إذا رغبت حكومة غربية في مثل هذه العمليات فإن ذلك يتم عبر جهة ثالثة أو رابعة بما يضع الحكومة الغربية خارج دائرة الشبهات.. ويسمح لها بإدانة الموضوع داخل مجلس الأمن!. وبرغم أن أجهزة الرصد الأميريكية والفرنسية قد رصدت حركة الجماعات المسلحة، إلا أن ذلك لا يعتبر بيّنة ضدهما بالتورط المباشر حتى لو كانتا أو كانت إحداهما على علم مسبق أو مشاركة بالتحريض. لم يبق أمامنا إلا ليبيا. وبرغم صعوبة الحصول على اعتراف ليبي رسمي، فإن القرائن المنطقية تحدد بصورة شبه دقيقة أن ليبيا هي تلك "الجهة" التي كانت وراء غزوة أم الصبيان لبلاد السودان!
فالوقائع تتحدث عن نفسها وتقول أن ليبيا هي البلد الغني الوحيد في المنطقة الذي له سوابق وتاريخ طويل مشهود وخبرة كبيرة في مثل هذه العمليات في المنطقة. فقد سبق أن نفذت ليبيا أربع عمليات مماثلة غيرت فيها أربع حكومات تشادية، وأن العمليات الأربع نسخة طبق الأصل مكررة تبدأ بتجميع وتسليح الجماعات التشادية في دارفور ودفعها نحو العاصمة التشادية. عملية غزو العاصمة السودانية هي أيضا نسخة من تلك العمليات بفارق وحيد هو أن الجماعات المسلحة انطلقت هذه المرة صوب الخرطوم بدلا عن نجمينا. وليبيا تمسك اليوم بكامل الملف التشادي. ثم إن ليبيا هي القطر الغني الوحيد بالمنطقة الذي له قدرة مالية وسوابق مشهودة في توفير السلاح للجماعات الدارفورية والتشادية. وليبيا سبق أن قامت في عام 1976 بتنفيذ عملية طبق الأصل عندما سلحت ومولت معارضي حكومة مايو العسكرية ودفعت بهم نحو الخرطوم. ثم أن حسن العلاقات بين حكومة الخرطوم وبين ليبيا ليست له قيمة ولا يمنع ليبيا عن القيام بمثل هذه العملية، بل قد يكون حسن العلاقة أحد الأغطية لأن حكومة ليبيا غزت حكومة مايو في أوج العلاقات الحسنة بينهما. في ذلك الوقت أدخلت ليبيا الأسلحة والسيارات الناقلة لجماعات المعارضة السودانية المسلحة على أنها معدات زراعية هدية للسودان!. وليبيا باعتراف زعامتها تربطها علاقة "أبوبية" بزعيم الجماعات المسلحة التي غزت حكومة الخرطوم السبت الماضي، وفي ليبيا تنعقد مؤتمرات الجماعات الدارفورية علاوة على ما تقدمه لهذه الجماعات من مال وسلاح. لكن عندما فشلت العملية كان لابد أن يتصدى رمز سياسي سوداني لدفع الشبهة عن ليبيا بأسرع ما يمكن.وعليه نقرأ التصريح المستعجل الذي أدلى به الصادق المهدي بأنه إعلان مدفوع الأجر كمحاولة استباقية لتبرئة ليبيا عن الضلوع في العملية..!.
أمام كل هذه القرائن والمعطيات، وبرغم معارضتنا الصريحة لحكومة الخرطوم لكونها حكومة غير ديموقراطية ولا تريد أن تقبل التحول الديموقراطي بالتي هي أحسن وتسببت في تفاقم أزمة دارفور وأزمات السودان كافة، فإن العملية الحربية التي جرت في وسط العاصمة السودانية لم تحدث من تلقاء نفسها ولم ينفذها غزاة من كوب آخر ولا أنا!.. فلماذا لا نسمي الأشياء بأسمائها؟. كل العملية تحمل بصمات ليبية وإن نجحت ليبيا بامتياز في إخفاء دورها خلف إدريس ديبي. فإذا كنا نحن البشر لم نعرف الله لأننا رأيناه، بل عرفناه بالآثار الدالة على وجوده، فمن البديهي أن تصل بنا البصمات والآثار الدالة ومنطق الاستدلال إلى هذه النتيجة.
هنا نصل إلى المفصل الثالث الخاص بالأهداف والدوافع. ليبيا لم تتخلى مطلقا عن حلمها القديم في شريط أوزو التشادي حيث ترقد واحدة من أكبر البحيرات الجوفية العذبة في القارة الأفريقية والتي يتغذى منها النهر الصناعي الليبي أهم مصدر للماء العذب لكل ليبيا. بدون مياه هذه البحيرة فإن الأنبوب الضخم للنهر الصناعي الليبي سوف يصلح فقط كنفق لقطارات الأنفاق!. كذلك يرقد جزء عظيم من مياه هذه البحيرة تحت أرض دارفور.. التي يقتلها الظمأ والماء تحت نعالها مدفون!.. هذه الحقيقة المائية التي أشرت إليها قبل بضع سنوات (دارفور الماء والنار..بين أطماع القوى الدولية وأطماع الجوار) تفسر أيضا المطامع الليبية في دارفور. زد على ذلك أن ليبيا ظلت تحلم دوما بأن تهبط بحدودها جنوبا إلى الأراضي الأفريقية حيث مناسيب المياه والتربة الصالحة لاستثمار عائدات النفط زراعيا لمصلحة الشعب الليبي.. وغالبا ما تتمدد الطموحات الليبية في المستقبل المنظور إلى مباه نهر النيجر.
مجمل هذه المعطيات تفسر الانعطاف الليبي القوي تجاه القارة الأفريقية ودفقها لبلايين الدولارات على الزعامات الأفريقية وأيضا النزاعات الأفريقية لخلق كينونة وزعامة ليبية لتحقيق طموحاتها جنوبا. كانت ليبيا تغنّي عربيا وتشرب أفريقيا. لكنها أدركت أن مصالحها الحيوية وأحلامها توجد في أفريقيا. لذلك أدارت ليبيا ظهرها للعرب حتى تغنّي وتأكل وتشرب أفريقيا.. وذلك عين الصواب. فكل ذلك كان في قيد الامكان عبر اتفاقات استثمارات مشتركة داخل إطار معاهدات إقليمية موثقة دوليا. كان في مقدور ليبيا مثلا تنفيذ استثمارات زراعية ضخمة في تشاد وإقليم دارفور السوداني، وتضمن تدفق المياه إلى نهرها الصناعي بموجب الاتفاقات الدولية لتوزيع حصص المياه. لكن البائن أن نزعة الحيازة قد غلبت على ليبيا، فدخلت ليبيا في مهزلة استبدال الحكومات في تشاد ونشر الأسلحة في دارفور، حيث انتشرت جماعات النهب المسلح والانفلات الأمني الذي أزهق أرواح الأبرياء من أهل دارفور. فالفوضى المتعمدة في دارفور لها نتيجة واحدة هي عدم تمكين أهل دارفور من استثمار رصيدهم من الماء. وعندما تبلغ الفوضى منتهاها تتأهل دارفور إلى انفصال غالبا ما يرمي "دولة دارفور" في أحضان كونفدرالية مع ليبيا. في الأثناء قد تعثر ليبيا على حكومة تشادية تدار من طرابلس وتبصم على بيع أجزاء من التراب التشادي مثلما باعت روسيا القيصرية ألاسكا للحكومة الأميريكية. كل ذلك لم يحصل ولن يحصل، لكن الذي حصل هو هذا الخراب الذي أصاب دارفور وشرد أهلها إلى خيام الأمم المتحدة وباع أطفالها في أسواق النخاسة العالمية. والذي حصل هو حالة عدم الاستقرار التي ضربت أطنابها في تشاد. وبرغم كل ما أوصلنا إليه هذا السياق، أقول أن في استطاعة ليبيا إحداث نوع من العقلنة في إقليم دارفور في حال أن جففت منابع السلاح وأرغمت زعامات الجماعات الدارفورية المسلحة نحو حالة من التصالح ليس مع حكومة الخرطوم الراهنة، ولكن مع باقي المجتمعات السودانية التي بدأت تتعامل مع قضية دارفور من منطلق عرقي كرد فعل طبيعي للحالة العنصرية التي بدأت تتنامى في أوساط بعض أبناء دارفور. لقد تحققت الفوضى والدمار في دارفور، فلماذا أرادت ليبيا نقل الفوضى إلى الخرطوم؟. نجيب على السؤال ضمن نهايات هذا السياق.
الأهداف الليبية لا تقف وحدها. فالفوضى في دارفور والسودان ككل وتشاد مطلوبة أيضا أميريكيا. تلك هي "الفوضى الخلاقة" على حد تعبير الآنسة رايس وزيرة الخارجية الأميريكية. فمن الواضح أن التنافس الدولي حول احتكار مصادر الطاقة والثروات الاستراتيجية دفع أميريكا إلى تطبيق أسلوب "وضع اليد" سواء في العراق أو على كل نفط الشرق الأوسط. ولعلني أشرت في كتابي "الطريق إلى الدولة" الذي صدر عام 1999 أن أميريكا سوف تخرج كقوة غازية عند بداية هذا القرن. وبما أن أمريكا مترعة بالنفط، فهي ليست أمام ضرورة عاجلة للإفادة من نفط العراق أو السودان أو وسط وغرب أفريقيا وإلا لما خرجت شيفرون من السودان. لذلك لا توجد فوضى خلاقة ولا يحزنون، بل توجد "صناعة فوضى" لمنع الدول الأخرى مثل الصين وفرنسا من الوصول إلى مناطق الاحتياطي العالمي من النفط. فالفوضى الأميريكية في أفريقيا هي البديل الأميريكي عن المواجهة العسكرية مع هذه القوى الدولية. إذن لا بأس عند أميريكا من انتشار الفوضى المسلحة في تشاد ودارفور وسائر أقطار غرب أفريقيا حيث ينام أكبر احتياطي نفطي عالمي، والذي تطلق عليه أميريكا "بترولنا" أي بترول أميريكا!. وهنا تتلاقح التصرفات الليبية في المنطقة بالأهداف الأميريكية. هكذا تدار لعبة المصالح، أما ما دون ذلك مثل إدريس ديبي وزعامات الجماعة الدارفورية فإنهم مجرد لعب بلهاء تحرك خيوطها القوى الفعلية الإقليمية والدولية التي تدير اللعبة بدهاء.. والعجيب أن زعامات الجماعات الدارفورية المسلحة على يقين أنهم يتصرفون من عند أنفسهم!.
إذا كانت حكومة الخرطوم لا تعي شيئا من مجمل هذه الحقائق العارية فهي حكومة جاهلة. وإن كانت تعي وتصرخ تشاد غزتني.. تشاد غزتني.. فهي حكومة كاذبة أيهما اختارت لنفسها بين الجهل والكذب. وبين الجهل والكذب تمارس الحكومة السودانية عادة "الصمت الكاذب" وهي تحجب عن الشعب السوداني تفاصيل ما جرى نهار السبت العاشر من مايو. فما لا يقبله عقل عاقل أن تقدم الجماعات المسلحة على اقتحام الخرطوم دون أن تشتمل خطة الهجوم على سند عسكري سياسي من داخل العاصمة السودانية. بغير ذلك يكون الاقتحام عملية انتحار جماعي. وعليه سوف نعالج المعطيات في النقاط الموجزة التالية لكشف ما حاولت الحكومة إخفاؤه تحت ورق شفّاف.
* طيلة الأسبوع الذي سبق عملية الغزو النهاري ظل أركان حكومة الخرطوم يرددون أن "حركة العدل والمساواة بصدد القيام بفرقعة إعلامية". لكن من يزمع القيام بفرقعة إعلامية لا يقوم بعملية اقتحام جماعي يوقدها كل زعامات الجماعة المسلحة بأنفسهم، بل يقوم بتفجيرات موقوتة أو انتحارية لمواقع عسكرية وسياسية منتخبة. معنى ذلك أن أجهزة أمن الحكومة على تعددها وضخامتها لم تكن تعلم أي شيء عما كان يجري، أو أن عبارة "حركة العدل والمساواة بصدد القيام بفرقعة إعلامية" كانت الطعم الذي تم تسريبه وابتلعته أجهزة الحكومة وتصرفت بموجبه. أي واحد من الاحتمالين لا يشكل نجاحا تكتيكيا حققته الجماعة الغازية، بل يعكس عجزا وفشلا مريعا لأجهزة أمن الحكومة لأنها لم تتحرى الوصول إلى تفاصيل يسهل الحصول عليها ويمكن أن يتوصل إليها أي جاويش هلفوت في فيلم مصري تافه. وعدم تحري التفاصيل يفضح أسلوب أمن الحكومة وهو أسلوب الأخذ بالوشاية، ذات الأسلوب الذي درجت عليه أجهزة أمن الحكومة مع المواطن السوداني الذي يؤخذ بمجرد الوشاية مهما كان مصدرها. والحكاية برمتها تؤكد أن نشاط أمن الحكومة ينصب فقط على حراسة الحكومة من المواطن وليس تحري المعلومات عن أمور تهدد أمن الوطن والمواطن. ويتجلى الكذب بالصمت أن الحكومة لم تصارح الشعب بحقيقة فشل أجهزتها الأمنية.. طبعا لأنها ترى أن الشعب غير معني بذلك!
* في تقديرنا الأولي، وغالبا ما يكشف مقبل الأيام عن ذلك، أن الخطة كانت ذات ثلاثة أضلاع. ضلع يتمثل في هجوم الجماعات المسلحة، وضلع ثان عسكري يتحرك من داخل الخرطوم ليشكلا معا كماشة الإطباق العسكري، (أو ربما أن هجوم الجماعات المسلحة كان فقط لمشاغلة جيش الحكومة)، ثم ضلع ثالث سياسي يضع العملية في مدار سوداني شامل يخفي وجهها العنصري الجهوي الحزبي العقائدي.. تماما مثل سيناريو الانقلاب العسكري الذي استولت به هذه الحكومة على حرية ومقدرات السودان.
* ومع علمنا أن الجماعة الدارفورية المسلحة هي الذراع العسكري لحزب المؤتمر الشعبي، إلا أن هذه الحقيقة لا تلقي كل الشبهة وحصريا في كل زعامات هذا الحزب المنشق عن توأمه السيامي حزب المؤتمر الوطني. الراجح أن بعض زعامات المؤتمر الشعبي ذات الروابط الإثنية بدارفور هي الأقرب للضلوع المباشر في العملية الانقلابية. إذ لا ننسى أن هذا الشق الاثني من المؤتمر الشعبي هو الذي كون من أبناء دارفور الجماعة المسلحة المعروفة باسم حركة العدل والمساواة، وأسند قيادتها لأحد المنشقين، خليل إبراهيم. زد على ذلك أن زعامة حزب المؤتمر الشعبي المقيمة بالخرطوم تعلم أن توأم الأمس المؤتمر الشعبي يتحين الفرص للقضاء عليها قضاء مبرما. لذلك لا يمكن لهذه الزعامات أن تتورط مباشرة في عملية انقلابية غير مضمونة النتائج والعواقب. إلا أن ذلك لا ينفي أن زعامة المؤتمر الشعبي كانت سوف تلقي بثقلها في حال نجاح العملية الانقلابية على أساس أنها حركة تصحيحية.
* أقصت الحكومة جيشها إقصاء تاما عن مجريات الحدث فلم ترفع درجة الاستعداد إلى الحالة القصوى ولم تدفع بثقل الجيش وآلياته ومدرعاته لحراسة العاصمة، بل إن قيادات المناطق العسكرية قد تم حجب المعلومات عنها. إقصاء الجيش بهذه الصورة المهينة يدل صراحة أن الحكومة كانت خائفة من جيشها وأنها وضعت في حساباتها أن “الفرقعة الإعلامية" ستتم بواسطة فيالق من داخل جيشها. صحيح أن الحكومة الراهنة أقصت جميع الجيش واستبدلته بضباط وجنود تمت عسكرتهم من الموالين لها. لكن يجب ملاحظة أن عمليات تصفية واستبدال الجيش تمت في معظمها قبل المفاصلة، أي قبل انشقاق الشعبي عن الوطني. خلال تلك الحقبة تمكنت زعامات الحكومة ذات الأصول الدارفورية من حشو الجيش بآلاف الجنود من الموالين من أبناء دارفور. أيضا وفي إطار التمكين العسكري تم خلال تلك الحقبة استيعاب آلاف من توابع التيارات السياسية المسماة بالإسلامية في الجيش. وبذلك اختط حابل التيارات السياسية الإسلامية بنابها داخل الجيش وأصبح في حكم المستحيل (فرز) القلوب والنوايا والتبعية.. فالجميع "إسلاميون" حسب التسمية السائدة!!. ذلكم هو سبب خوف الحكومة من جيشها الذي أصبح يستبطن كل التيارات السياسية المسماة بالإسلامية، والتي تصطرع على السلطة بعد أن ظنت أن السلطة قد (بردت) في يد الفصيل الذي تمكن من إقصاء الفصائل الأخرى. عملية السبت كما سوف نرى نقلت الصراع بين هذه التيارات من مرحلة الصراع السياسي على الثروة والسلطة إلى مرحلة المصادمة المسلحة. الحكومة إذن خائفة من جيشها الذي بنته بيديها.. ومعها كل الحق!. (ولعل خوف الحكومة من جيشها يؤكد ما كتبته مرارا وتكرارا أن الذي يركن إلى الجيش غر أحمق حتى لو استبدل الجيش عشرات المرات).
* خوف الحكومة كان إذن من حدوث انقلاب داخلي يقوم به أحد التيارات الحكومية المصارعة على السلطة. ويبدو أن الحكومة قرأت تسريبات "الفرقعة الإعلامية" كتسريب تكتيكي لخديعتها وجذب انتباهها ودفعها إلى رفع الاستعداد داخل الجيش الأمر الذي يسهل من حركة ومهمة الانقلابيين. ولم تقرأ الحكومة تلك التسريبات أن الجماعات المسلحة هي الفك الآخر للكماشة العسكرية. هذه القراءة الناقصة تؤكد بدورها ما ذهبنا إليه من أن استخبارات الحكومة فشلت في التحري وتوفير معلومات دقيقة ومتكاملة. لذلك تم إهمال الجماعات الغازية وتم التركيز على الاحتراز من الجيش. لذلك لم ترفع الحكومة درجة استعداد الجيش إلى الحالة القصوى ولم تدفع بآليات الجيش ووحداته العسكرية لحراسة العاصمة لكبح أي تحرك داخل الجيش. وعليه نقرأ تسفير رئيس الحكومة إلى العمرة في تلك الظروف كان فقط من أجل "حماية الرئيس" وفي ذلك دليل قاطع على مدى خوف الحكومة من جيشها!. وضمن تلك حسابات الحكومة التي تفتقر إلى المهنية، ظنت الحكومة أن مليشياتها الأمنية قادرة على مواجهة "احتمال" الجماعات المسلحة. ومن ثقوب تدابير الحكومة تمكنت الجماعات الغازية من الوصول إلى قلب العاصمة السودانية. كل هذه الصورة يمكن تركيبها بسهولة من قطع تصريحات أركان حكومة الخرطوم، وهي تصريحات تراوحت بين التناقض والكذب حيث ترقد الحقيقة بينهما.
* على أن استبعاد الجيش بتلك الصورة المهينة طفح بالعداء القديم بين الجيش وبين الأجهزة الأمنية إلى السطح وبقوة. وللمناسبة فإن الخلاف بين الجيش والأجهزة الأمنية لحكومة الخرطوم يعود إلى تاريخ إقصاء حكومة مايو العسكرية. فقد انحاز الجيش للشارع بينما دافع جهاز الأمن عن مرحلة مايو حتى الرمق الأخير، مما اضطر الجيش لمواجهة أطقم جهاز الأمن عسكريا واعتقالهم وتسريحهم عن الخدمة. وعندما نجح انقلاب مايو 2 في نسخته الحاكمة اليوم أعادت الحكومة الراهنة إلى الخدمة غالبية أطقم أمن مرحلة مايو الذين أحكموا سيطرتهم من جديد على مفاصل الحكومة وتحول الجيش إلى تابع عليه الطاعة. وكما ذكرت في كتابات سابقة، فإن الانتماء العسكري يعلو في بعض المحكات على الانتماء الحزبي وحتى الديني. لذلك شعر الجيش، على تهلهله، بمرارة الإقصاء الأخير وتذمر.. لكنه تذمر من أنفه مثلما تتذمر الزوجة الأولى عند الذين يؤمنون بتعدد الزوجات!. في كل الأحوال انفتحت المعركة بين جيش الحكومة وبين أجهزة أمنها. وعليه نقرأ ظهور نائب رئيس الحكومة مع رئيس جهاز أمن حكومته كمحاولة لتضميد الفشل الذي منيت به أجهزة أمن الحكومة، ثم نقرأ خطاب رئيس الحكومة أمام من تم تجميعهم أمام مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة كمحاولة لترضية جيش الحكومة.. وفالج لا تعالج!.
* في حال نجاح الانقلاب كان من المفترض أن يتم تشكيل "حكومة سطح" ذات سحنة سودانية عامة تتلو على الناس بيانا تقليديا عن "طغمة الإنقاذ المدحورة" ويمنّي الشعب بأماني التحول الديموقراطي والعدالة والمساواة وإلى غير ذلك مما هو معروف لدى عموم أهل السودان. أما العصب العسكري للحكومة الانقلابية الذي سوف يمسك بكل مقاليد السلطة فقد كان من المفترض أن يكون من أبناء دارفور دون غيرهم من عرقيات السودان الأخرى. وبذلك تحل بالسودان سلطة عسكرية جهوية عرقية عقائدية دكتاتورية عوضا عن هذه الحكومة العسكرية العقائدية الدكتاتورية الراهنة. الدخول الصارخ للعرقية العنصرية الجهوية القبلية كمصارع ينوي الاستفراد بالحكم كان سوف يعني حدوث تحول ديموغرافي خطير في موازين الحكم في السودان.. تحول ليس له ما بعده إلا الحرب الأهلية الضروس. المحاولة الانقلابية في ثوبها العرقي الديني تعني أن زعامات الجماعات الدارفورية وعناصرها المساندة في المؤتمر الشعبي وفي جيش الحكومة وخارج هذه الأطر قد استشعروا في أنفسهم أنهم أحق بحكم السودان دون سائر "الجلابة" على حد تسميتهم لباقي الشعب السوداني. ولربما ظنوا في أنفسهم أيضا أنهم أقرب للجنوبيين من "الجلابة"، لذلك سوف يسهل عليهم تكوين حكم مشترك مع الحركة الشعبية. وبذلك ينحشر من شاء من باقي السودانيين في الشريط الممتد على النيل من حدود الجنوب إلى حدود مصر والبحر الأحمر. هذا الشعور بالحكم العرقي يعيد إلى الذاكرة المحاولة الانقلابية التي تكونت معظم عناصرها من أبناء جبال النوبة في سبعينات القرن الماضي.
* المعطيات الأخيرة من هذا السياق تحوي الإجابة على السؤال الذي طرحته حول مصلحة ليبيا من نقل المعركة والفوضى إلى الخرطوم. ذلك أن كل الأعمال التي قامت بها ليبيا في دارفور وتشاد تبرهن أن استيلاء أبناء دارفور على الحكم في السودان يعني أن حكم السودان وقع في قبضة الزعامات الدارفورية التي ظلت ليبيا توفر لها وعلى مدى سنوات طويلة المال والسلاح والمأوى. وأنها وفرت لهم بسخاء كل مستلزمات تحقيق حلمهم في الاستيلاء على حكم السودان. لذلك هم الأقرب لها وتستطيع أن تحركهم مثلما تحرك إدريس ديبي وغيره من رؤساء الجماعات التشادية المسلحة الذين أوصلتهم ليبيا إلى كرسي الرئاسة في نجمينا. وإذا لم ينفع هؤلاء تستطيع استبدالهم بسهولة، أي على نفس السيناريوهات الليبية في تشاد. وفق هذا السيناريو المجنون يتم حكم السودان وتشاد حكما مباشرا من طرابلس.. هذا في حال نجاح الانقلاب. أما في حال فشله، فقد توقعت ليبيا أن تعم الفوضى الخرطوم ومعظم أطراف السودان. وعندما تعم الفوضى السودان تصبح دارفور لقمة يسهل ابتلاعها.
تظن الحكومة السودانية الراهنة أن باستطاعتها استثمار العملية سياسيا وانتخابيا كما نشاهد ذلك ونسمع. لكنه استثمار قصير النظر والعمر سرعان ما ينحسر بينما تبقى السلبيات. فقد برهنت التجربة على أخطاء ومخاطر الحكم الشمولي لأن الشمولية كما ذكرت في سياق سابق هي المناخ الفاسد الذي تتنامى عنده الشموليات الجهوية والعرقية والعقائدية التي تكبر وتتفرعن وتتخذ من العنف أداة وحيدة لفرض كينونتها. وبذلك تهدد الشمولية الوحدة الجغرافية للوطن لأنها تحيل التنوع الاجتماعي إلى بؤر اجتماعية متصارعة وتبادل لقتل على الهوية القبلية واللون. لذلك على الحكومة الشمولية الراهنة أن تعي في هذا المفصل التاريخي أن العطن بدأ يدب في أجزائها. فلو أن جهة أخرى قامت بالمحاولة الانقلابية الأخيرة لسيق الناس إلى دروات الإعدام زمرا كما تساق الأبقار إلى المذابح. لكنها محاولة قام بها تيار من تياراتها. لقد دخلت الحكومة في مرحلة التآكل الداخلي وأضحت تحتاج إلى"إنقاذ" حزبها. كما يستوجب على الحكومة الراهنة أن تعي أنها وصلت بالسودان إلى منطقة العمق من مستنقع آسن، وأن هناك طوق نجاة واحد هو التحول الديموقراطي. فإن شاءت أمسكت به، وإن شاءت غرقت وحدها لأن السودان لن يغرق معها.. مكسب اليوم أفضل من المغامرة بكل شيء.. وما يحدثك مثل خبير!
سالم أحمد سالم
باريس
17 مايو 2008
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
غربا باتجاه الشرق
كل القوة .. خرطوم جوّه ! مصطفي عبدالعزيز البطل [email protected] بدون دراما او تطويل: "كل القوة خرطوم جوة" هو الشعارالرسمي و الهتاف المنغم الذي كان جنود الدكتور خليل ابراهيم يرددونه منذ بداية مسيرتهم الزاحفة من سهول دارفور حتي لحظة اقتحامهم العاصمة، مبشرين بنظرية " عنف الهامش في مواجهة عنف المتن ". و هي الغزوة التي اختاروا لها صبح العاشر من مايو تيمنا بقصيدة شوقي: ( دخول الفاتحين يكون صبحا / و لا تزجي مواكبهم مساء ). و "القوة" المقصودة هي القوة البشرية المسلحة التي باشرت الزحف والاقتحام و معني الشعار كما فهمته هو ان تدخل "قوة" خليل بأكملها الي "جوة" العاصمة! و اسمعك تسألني: كيف عرفت هتافهم و انت في مهجرك القصي في الغرب الاوسط الامريكي؟ و هو سؤال في غاية الوجاهة و الاجابة القصيرة المباشرة هي انني سمعت ذلك وعرفته من شريط فيديو يوثق بالصورة و الصوت لوقائع الساعات الاخيرة للتعبئة والاحتشاد في صفوف حركة العدل و المساوة وذلك في احدي المراكز الواقعة تحت سيطرة الحركة باقليم دارفور قبل ان تنطلق صوب العاصمة لا تلوي علي شئ. و في هذا الشريط تري الدكتور خليل ابراهيم المتمرد او المناضل ( وفقا لاختيارك وموقعك من الصراع) يقف علي منصة عالية يحيط به ما يربو علي الالف من الجنود في ملابسهم العسكرية و كامل عتادهم وعدتهم. و يخاطب الدكتور الجمع الهادر بلغة تعبوية تحريضية مؤكدا لجنوده ان الله سيثيبهم فتحا قريبا و يردد بين الفينة والاخري: ( ان شاء الله ) و ( باذن الله ). و في غضون ذلك يصم اذنيك الشعار المنغوم اذ يهتف خليل: (كل القوة ) فترد الجموع: ( خرطوم جوة ). ثم ينتهي الخطاب و الهتاف يتصاعد الي عنان السماء: ( كل القوة خرطوم جوة )! لفت انتباهي و انا اشاهد شريط الفيديو واستمع الي الخطاب ان الدكتور كان يذكر علانية اسماء بعض الشخصيات من الزعامات و القيادات القبلية و يعلن انضمامها الي مسيرته الزاحفة و كانت الجموع تحيي هذه القيادات بالتصفيق و الهتاف و الكلاشنكات المرفوعة. و شريط الفيديو الذي احدثك عنه، ليس مادة محظورة تتداولها في السر قلة مختارة، بل هو مبذول في الفضاء العريض و يربض علي بعد نقرة واحدة من سبابتك، ايها القارئ الكريم، اذا كنت ممن يتعاملون مع جهاز الحاسوب اذ هو متاح لكل من هب و دب في موقع حركة العدل و المساواة علي الشبكة الدولية! و اراني اصل بك الي السؤال المحوري الذي سمعناه جميعا يتردد و يتعدد بمختلف الصياغات والبلاغات حتي اصابنا و اصابك الملل: كيف اذن لم تحسب الحكومة حسابها فتعد للامر عدته و تتهيأ لهذا التحدي الجرئ المكشوف الذي استهدف كرامتها و كبرياءها و تهدد امنها و استقرارها؟ نقول ( المكشوف) اذ يصعب علينا ان نتصور ان اجهزة النظام الاستخبارية ذات الاذرع الطويلة الضاربة يعوزها مخبر واحد فقط مزود بجهاز هاتف نقال في المناطق الواقعة تحت سيطرة خليل!
و سننتظر ان شاء الله اخواننا العسكريين و الاستخباريين حتي يأتوننا بالخبر الكامل المتم الفائدة، عوضا عن هذا الحديث الفطير الطرير الذي لا يسمن و لا يغني من جوع و الذي حار الناس بين جده وهزله عن ( ارض القتل) و ( الارض الحيوية) و ارض الحاج صبير ابوطورية. و الي ان يتم ذلك فاننا نود ان نقف وقفات عابرة عند بعض ملاحظات حول جهود التصدي للازمة و معالجتها سياسيا و اعلاميا من قبل ممثلي الحكومة من شاغلي المناصب الدستورية و مسئولي الجهاز التنفيذي الذين ملأوا شاشات الفضائيات و امواج الاثير و صفحات الصحف العربية و غير العربية في يوم الغزو و الايام اللاحقة. وكنت قد تابعت عن كثب – كما تابع غيري - علي القنوات الاعلامية المسموعة و المرئية عددا كبيرا من المحللين السياسيين السودانيين الذين اكتظت بهم هذه القنوات في اثناء و اعقاب غزوة الباحثين عن العدل والمساواة. و لا جناح علي القنوات و الوسائط الاعلامية العربية في تقليبها بين جموع السودانيين عن متحدثين و محللين سياسيين يرفدون مستمعيها و مشاهديها بتفسيراتهم و تقديراتهم للوقائع وتطوراتها، و تعينهم علي فض ما طوته الحادثات بين ثناياها من خافيات الاخبار و مستغلقات الاسرار، ثم يزودونهم بعد ذلك بما يتراءي لهم من تصورات و تنبؤات بتداعياتها المنظورة و غير المنظورة . كل ذلك لا بأس به لانه في الاصل و الاساس هو الدور المرتجي من الوسائط الاعلامية من ناحية و من المحللين السياسيين من ناحية اخري. غير ان هناك مشكلة واحدة – في الحالة السودانية الماثلة - و هي ان بعض شاغلي المناصب الدستورية و ممثلي السلطة التنفيذية في حكومة السودان قد قرروا مؤخرا في ما يبدو الانضمام الي جوقة المحللين السياسيين و ممارسة حرفة التحليل السياسي الحر من فوق اثير الفضائيات دون الانتباه الي ان هذا المسلك يتعارض ابتداءً مع مقتضيات الانضباط الوظيفي و يمس مساسا مباشرا هيبة و كرامة مناصبهم. و في الاصل فان المفهوم العام و الثابت في مسألة ظهور شاغلي المواقع الدستورية و ممثلي الجهاز التنفيذي في الدولة – اي دولة – علي شاشات التلفاز ووسائط الاعلام الاخري هو الاضطلاع بمهمة واحدة و يتيمة تتكون من شطرين الاول: تجلية الحقائق حول القضايا و الموضوعات التي تقع في مدارات اختصاصاتهم و تغذية الشعور العام بالمعلومات و البيانات الصحيحة التي تعكس سياسات الدولة و اتجاهاتها و مواقفها كما يفترض ان يعرفها و يفهمها هؤلاء المسئولون، و الثاني هو المنافحة عن هذه السياسات و الاتجاهات و المواقف و اثبات صلاحيتها و فعاليتها وعدالتها واتساقها مع مقتضيات المصلحة الوطنية، او بتعبير اكثر واقعية : " تبييض" وجه الحكومة سواء في الفضاء المطلق او في مواجهة تيارات مغايرة تسعي من خلال البيئة الاعلامية المفتوحة الي طلاء ذلك الوجه بلون آخر خلاف اللون الابيض!
غير انه بدا لي من مسلك و اداء العديد من المسئولين الرسميين، الذين ضجت بهم الشاشات التلفازية العربية و غير العربية اثناء الغزوة و في اعقابها، ما يدعو الي التأمل في طبيعة و منحي الاحاديث الغزيرة التي ظل هؤلاء يدلقونها دلقا من خلال هذه الوسائط. اهم الملاحظات ان نفرا من هؤلاء، كما تكشّف لاحقا، اندفع الي مواجهة الكاميرات في شجاعة نادرة و شرع في ترويج روايات شتي حول احداث العاشر من مايو و ملابساتها دون ان تكون في حوزتهم حقائق صلدة او معلومات مؤكدة يعتد بها يقدمونها لجمهرة المتلقين فكان كلما توجه اليهم مقدمو البرامج بالتساؤلات الحائرة تصدوا لها بالعبارات الطائرة، و هي عبارات لا يمكن تصنيفها الا في عداد التخمينات والتمنيات و التفكيرات الرغائبية، و طفقوا ينثرون الكلام في الفضاء الرحيب دون ضابط او تحقيق. ثم ان البعض فيما يبدو اكتشف بعد تعليق الاجهزة الالكترونية علي ملابسه و اذنيه و اعطاء اشارة الانطلاق الي الهواء ان معرفته بما جري و يجري علي ارض الواقع لا تفوق كثيرا معرفة المواطن العادي فانطلق في ذكاء يحسد عليه يتناول المعلومات المضمنة في اسئلة المذيعين فيقوم بتحليلها تحليلا فوريا ثم يلقي بثمار تحليلاته الي معاشر الرابضين امام صناديق التلفاز علي طول العالم و عرضه. و قد كان من حصائد هذه التحليلات والتخمينات الحرج الكبير الذي وقع فيه بعض هؤلاء المسئولين حين وقف مسئولون آخرون في اوقات لاحقة فادلوا لاجهزة الاعلام بمعلومات و بيانات حول احداث العاشر من مايو تنفي و تكذب، في الجملة و التفصيل، بعض الروايات والتحليلات مما ظل يردده اولئك المسئولون الحكوميون الاوائل الذين اجلسوا انفسهم مجالس المحللين و لبسوا لبوسهم بغير مقتضي و من غير مسوغ و في غير طائل. و لا اكاد اعرف ما هو ادعي الي الحرج و ضياع الهيبة من ان يصرح اثنان من شاغلي المناصب الدستورية من فوق منابر الفضائيات العربية بصوت عال بعد ساعات قليلة من بداية العمليات العسكرية ان الحكومة كانت علي علم مسبق بخطة الغزو وانها وضعت لمجابهته استراتيجية تمثلت في استدراج الغزاة الي داخل العاصمة حتي يسهل القضاء عليهم، ثم يأتي وزير الدفاع و القائد العام للقوات المسلحة معقبا و معدلا فيقول بصوت اعلي – امام البرلمان - ان استراتيجية القوات المسلحة انبنت في الاصل علي خطة لمواجهة الغزاة خارج العاصمة لا داخلها، وان افلات الغزاة و دخولهم اليها لا يعدُ ان يكون مجرد ( سوء حظ )، وهي الافادة التي طورها الوزير لاحقا فقال بأن دولة اجنبية كانت تراقب من السماء تحركات و مكامن القوات المسلحة و تقدم الارشادات للغزاة اولا بأول مما مكنهم من الالتفاف و التقدم الي داخل مدينة ام درمان. و ليس ادعي الي الحرج و ذهاب الهيبة من ان يصرح مسئول بارز في الجهاز التنفيذي لاحدي القنوات – اثناء وجوده خارج البلاد - بعد ساعات قليلة من الغزو ان المتمردين الذين هاجموا العاصمة كانوا يتوقعون اسنادا مدنيا وعسكريا من قوي سياسية وعسكرية في الداخل و لكن المساندين المفترضين خذلوهم فباءت المحاولة بالخسران المبين، ثم و بعد يوم واحد فقط من ذلك التصريح يأتي مسئولون تنفيذيون و سياسيون في رتب اعلي فيردون هذا الزعم علي اعقابه و ينكرونه و يسخفونه! و الحال كذلك فان المرء يحار في معرفة الفارق بين المسئولين في الدولة الذين نظن و نفترض فيهم انهم يزنون كلماتهم بموازين الذهب فلا يهرفون بما لا يعرفون ولا يخبطون الكلم خبط عشواء، و بين غمار المواطنين و عامتهم مثل الحاج صبير ابو طورية الذي يجلس علي كرسي القماش امام منزله ( الذي شيده علي ارضه الحيوية بالدروشاب) و يقضي سحابة يومه في التنظير و التقعير، او ذلك المواطن الساخر الذي كتب علي موقع الكتروني يقول ان لديه معلومات مؤكدة فحواها ان جماعة العدل والمساواة كانت قد اتخذت لعملية الغزو اسما كوديا هو ( لو صدقت التجارة ) وان حكومة الانقاذ كانت قد اعدت في المقابل خطة محكمة لعملية مضادة تهدف الي صد الغزو و حماية ام درمان وانها بدورها اختارت واطلقت علي تلك العملية الاسم الكودي ( أضان الحامل )!
و لا افارق سيرة العاشر من مايو ومسلك كبار المسئولين في الحكومة و مناهجهم الاعلامية المثيرة للدهشة حتي اقف بك – سيدي القارئ - عند بعض تصريحات اخري نسبتها المصادر لكبير دبلوماسيينا، وكيل وزارة الخارجية الدكتور مطرف صديق، في صدد التعقيب علي الاحداث، فقد جاءت علي لسانه تهديدات محيرة يقول فيها ان السودان ( سيلقن تشاد درسا قاسيا ) و انه ( سينقل المعركة الي انجامينا )! ولعلها المرة الاولي في تاريخ الدبلوماسية التي يهدد فيها كبير الدبلوماسيين في دولة ما بغزو الدول الاخري و نقل المعارك اليها. لم يبق اذن الا ان يصدر كبير الجند والقائد العام للجيش تصريحا يعلن فيه التزام القوات المسلحة بتوظيف قدراتها لبناء و تدعيم جسور التفاهم مع الجيران و خلق بيئة يسودها السلام و الاستقرار في المنطقة، فمن الان و صاعدا ستكون الحرب فيما يبدو من اختصاص وزارة الخارجية بينما يكون السلام شغل وزارة الدفاع! لقد تواضعت حكومات و شعوب المعمورة منذ ان بدأت معالم الدولة الحديثة في التخلق علي دور للدبلوماسية يتمحور حول التفاعل السلمي و تصحيح الافكار و المفاهيم و التوفيق بين المصالح المتعارضة للدول و تيسير حل النزاعات و تدعيم السلم و تجنيب الشعوب ويلات الحرب. و اصطلحت الامم علي رؤي للدبلوماسية تقوم علي تحقيق التواصل و المصاهرة و نبذ التقاطع و المدابرة. والحال كذلك فقد كان الظن ان اكبر هم وزارة خارجيتنا و علي رأسها كبير دبلوماسيينا، في اعقاب غمة العاشر من مايو، سيتركز علي التقويم الناضج للعلاقات مع دولة تشاد لتقصي و تحليل العوامل التي تكمن وراء مناخ التنابذ و انعدام الثقة و تزويد صناع القرار بخطط مدروسة لنزع فتيل العداء و محاولة التأثير الايجابي علي مستوي دوائر الحكم ثم علي مستوي الرأي العام و التوجهات الشعبية في البلدين بهدف تحقيق التواصل المطلوب و تسويق فكرة التصالح و التعايش السلمي لخير شعوب المنطقة. اما ان يغفل كبير دبلوماسيينا، القائم علي امر علاقاتنا الخارجية، كل ذلك و يقف امام اجهزة الاعلام مهددا باشعال فتائل الحروب و يتوعد بنقلها الي عواصم الدول الاخري فيكثف بذلك من سحب العداء عوضا عن تبديدها و يستدعي المزيد من الاخطار المهددة لامن البلاد القومي بدلا من تحجيمها فما هو - في زعمنا - الا بدعة دبلوماسية انقاذية، و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار. والامل معقود ان يستعيذ كبير الدبلوماسيين بالمفاهيم والقوانين والاعراف المستقرة في حقل الدبلوماسية و ان يعيد النظر في مقولته الشاطحة الفاضحة او ان يتخلي قولا واحدا عن الثغرة التي يقف عليها لمن هو اكثر ادراكا و اعمق فهما لحساسية و طبيعة الاختصاص و اصوله و مقتضياته ومتطلباته.
جاء نظام الانقاذ من رحم الحركة الاسلامية التي حمل كيانها التنظيمي السياسي حتي فجر الثلاثين من يونيو ١٩٨٩مسمي: الجبهة الاسلامية القومية. و يذكر الناس دأب تلك الجبهة علي التباهي علانية، و بصفة خاصة في المواسم الانتخابية، بعظمة و جلال عدد المتعلمين من حملة الشهادات العليا و العلماء و النابهين بين صفوفها مقارنة بالاحزاب الاخري، فكانت ملصقاتها الدعائية تعرض علينا ارقاما احصائية بعدد حاملي درجات الدكتوراه و درجات الماجستير وغيرها من الشهادات الاكاديمية ضمن عضويتها. و نحتسب عند الله اجر ما نمحض من نصح اذ ندعو العصبة المنقذة الي ان تبحث بين صفوف من تبقي من عضويتها المهيبة عن اولئك العلماء النبهاء، الذين طالما صدعتنا بارقامهم تصديعا فتتخير من بينهم فريقا توكل اليهم مراجعة و تقويم الاداء العام لمسئولي حكومة الانقاذ لا سيما في اوقات الازمات و النازلات و الخطوب المدلهمات من شاكلة ما شهدنا مؤخرا. و ربما كان من شأن مثل هذه الخطة ان تسدد خطي الحكومة وان ترفع عن الشعب صنوفا من الهم والوانا من الابتلاء. و لا يظنن احد اننا نقول بهذا هازئين او مستكبرين، كل ما في الامر انه ساءنا - و يسوؤنا - حقا و "يفقع" مرارتنا و يهيج المصران الغليظ في امعائنا، ان نري العديد من قادتنا واولياء امورنا يتقلدون المناصب و يتناوبونها بغير حقها فلا نري منهم طحينا ولا عجينا، بل لا نري منهم الا العجب العجاب: تُغزي العاصمة و تنفتح علي مصاريعها امام كل مغامر لكأنها " وكالة من غير بواب" فيلقي قائد الجند باللوم علي " سوء الحظ"، و تسوء علاقاتنا الخارجية و تضطرب فيعلن زعيم الدبلوماسية المنقذة الحرب علي الجيران، و يأخذ كبار المسئولين بأعنة امواج الاثير ضرابا و غلابا فلا يُحسنون ولا يسكتون و انما يملأون الارض والسماء بالاغاليط و التناقضات، يدلي المسئول بالخبر عند غروب الشمس فينكره المسئول الاخر قبل صياح الديك. و نحن لا نكذب فنزعم اننا نخشي علي هؤلاء افتضاح المخبر و سوء المنظر ، ولكننا في زمان الفضاء المفتوح هذا نخاف علي بلادنا وعلي انفسنا ان يتخذنا الاقوام والملل الاخري في الدول المجاورة هزوءا و أن يظنوا بنا وببلادنا الظنون!
صور سودانية امريكية
عرضت ضمن مقال الاسبوع الماضي الي بعض اشراقات مجتمعات السودانيين في مدينة منيابوليس بولاية منيسوتا التي تعرف في الولايات المتحدة باسم ( ولاية العشرة الف بحيرة). و اود ان اضيف الي قائمة النجاحات البارزة لابنائنا و بناتنا من جيل المهاجرين الثاني ابنتنا المتميزة نضال ازرق زكريا، كريمة صديقنا الاستاذ ازرق زكريا الامين العام للحزب القومي السوداني سابقا. و قد فازت نضال باحدي اشهر المنح الاكاديمية في الولايات المتحدة وهي ( منحة بيل و ميليندا غيتس للطلاب ذوي الملكات القيادية )، وبيل غيتس هو عملاق مايكروسوفت الشهير و قد ورد اسمه لعدة سنوات في دليل فوربس باعتباره اغني اغنياء العالم. تقدمت نضال ازرق زكريا للمنحة بعد استيفائها المتطبات التي اهلتها للتنافس جنبا الي جنب مع ثلاث وعشرين الف متقدم و قد جاء اسمها في طليعة قائمة الفائزين و عددهم تسعمائة طالب و طالبة علي مستوي الولايات المتحدة، و تغطي المنحة كافة المتطلبات الدراسية والحياتية لمراحل البكالوريوس و الماجستير و الدكتوراه مجتمعة. و قد اختارت نضال جامعة لورانس بولاية ويسكونسن بداية لمشوارها الزاهر باذن الله في مجال العلوم الطبية.
و مثل ذلك ابننا أُبي (بضم الواو) نجل صديقنا رجل الاعمال جلال هارون. و ابي طالب متفوق و رياضي مرموق و قد سطع نجمه في منيسوتا و الولايات المجاورة في مضمار رياضة ( كروس كنتري رننق ) و هي رياضة امريكية بحتة لا اظن انها تمارس في انحاء العالم الاخري و هي خليط من الجري و القفز. و قد حصل ابي بدوره علي عدة منح دراسية و سيبدأ في سبتمبر المقبل باذن الله مشواره في دراسة العلوم في جامعة مانكيتو.
نقلا عن صحيفة ( الاحداث
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
شعب الله المُحتار! فتحي الضـو [email protected] شعب الله المحتار...صفة أخرى نُضِيفها دون منٍ أو أذىً لقاموس هذا الشعب الطيب الكريم المضياف، ولأنها صفات تجاوزت مدلولاتها الاجتماعية وإغترفت من بحور السياسة، نعِده إن رضي بها أن نبذل قصاري جهدنا في إقناع القائمين والمشرفين على موسوعة (جينس) للأرقام القياسية لكيما يضعوه في صدارة قوائمهم، بإعتباره شعب إستهلك من الناحية (الكمية) قدراً وفيراً من الصبر على أنظمة حكمه، وبنفس المستوى مارس من الناحية (الكيفية) صبراً على حكامه حتى عجز الصبر عن صبره، نعم فقد إستحقها لأنه لم يُسأل عن كيف يحكم؟ مثلما أنه لم يُستشر في من سيحكمه؟ هو شعب الله المُحتار سواء رزخ تحت نير الاستعمار أو إستسلم لقبضة حكامه الوطنيين، فالمستعمرون هبطوا عليه من حيث لم يحتسب فقاومهم ما وسعه، والوطنيون جاؤوه من حيث إحتسب فأذعن لهم وسلمهم أمره...المستعمرون طاب لهم المقام فسادت (حضاراتهم) تركية وبريطانية ومصرية، ثم بادت برحيلهم مكرهين أو طائعين مختارين، والوطنيون جاءتهم القيادة تجرجر أذيالها...وإستوى في ذلك من جاء عبر صندوق الانتخابات ومن جاء على ظهر دبابة، ففي ظل النظام (الفاعل) الديمقراطي كان الشعب الطيب (نائباً للفاعل) وفي ظل (الفعل) الشمولي الاوتوقراطي أصبح الشعب الكريم (مفعول به) رغم أن دساتير العالم كلها بما فيها دساتيره التي تربو على نحو عشر منذ إستقلاله تؤكد - بما يدع مجالاً للشك - أن الشعب هو مصدر السلطات، ومع ذلك فقد صعُب على المستعمرين سؤاله إكراهاً، مثلما عزّ على الوطنيين طلب مشورته إلحافاً...إنه يا سادتى شعب الله المُحتار عن جدارة!
لأن شعب الله المُحتار كُتب عليه أن يتعامل (مناسباتياً) مع أمهات قضاياه الوطنية والمصيرية، نعلم أن هذا يوم سيتبارى فيه البعض لنصب خيام الفرح، مثلما سيتبارى آخرون بإقامة سرادق العزاء، أما نحن فليس ثمة ما يدعونا لمشاركة هؤلاء ولا أؤلئك، بقدر ما نرى أنه يوم ينبغي أن تبسط فيه الصحائف، وتنشر فيه أشرعة المنطق بعيداً عن الغضب الأهوج أو الفرح العشوائي، فما حدث مساء السبت 10/5/2008 في الهجوم الذي شنته حركة العدل والمساواة لا ينبغي أن يكون مصدر جدل، ذلك لأن الحكومة ببساطة لا تحتمل المزايدة طرف قابض على زمام السلطة، بغض النظر عن هويتها - أي السلطة - سواء كان أسمها سلطة الانقاذ أو المؤتمر الوطني أو حتى حكومة الشريكين، وفي المقابل فإن حركة العدل والمساواة تُعتبر أحد خصومها العديدين، وليس سراً أن هناك سجال دائر بين الطرفين، ومن الطبيعي أن يجتهد كل طرف لينال فيه من الطرف الآخر، وفي ذلك تختلف الوسائل والآليات والمنطق، ولسنا في هذا المقام بصدد الاتفاق أو الاختلاف في ما يؤمن به كل طرف، فقط يمكن القول بصورة شاملة إن الوسائل أو الآليات المشار إليها إن تعارضت مع سلامة المواطنين الأبرياء أو زعزعت أمنهم وإستقرارهم ستجد منا الرفض والشجب والاستنكار، وعليه فإن ما سُمي بـ (غزوة أمدرمان) يستوي في جُرمها الذين أقدموا عليها بملء إرادتهم، والذين إدّعوا أنهم جعلوا من إمدرمان (كميناً) لإستدراجهم، وإتصالاً مع المنطق المذكور طالما أن النظام والحركة خصمان معلنان ليس متوقعاً أن يقوم طرف ببسط جناح الذل من الرحمة للطرف الآخر، ولكن سيقوم الطرفان معاً بعزف لحن الاحلام بدلاً عن سيمفونية الآلام إذ جنحا للسلم وجلسا إلى طاولة المفاوضات...ويومئذٍ ستأخذ السياسة مجراها بدلاً عن الحرب، وستجد الدبلوماسية مرساها عوضاً عن البندقية، وإلى أن يحدث ذلك...ولأن ما هو راهن لم يخرج عن نطاق المألوف بين عدويين لدوديين، لابد أن يتساءل المرء ببراءة غابت وسط حقول من نظريات المؤامرة والتجريم والنظرة القاصرة عن مسؤولية شعب الله المُحتار فيما حدث؟ ولماذا يطلب الخصمان منه أن تتناصف مشاعره بين الفرح والغضب؟
على الذين لا يوافقوننا في ما زعمنا تأمل هذه التراجيكوميديا في التاريخ الذي لم تطو صحائفه ولم يجف حبره بعد...ففي يوليو من العام 1976 قامت ثلاثة احزاب معارضة لنظام نميري (الاتحادي، الأمة، الأخوان المسلمين) بغزو العاصمة المثلثة بصورة أشمل مما حدث مساء السبت الماضي، وإستباحوها لبضعة أيام قبل أن يعلن النظام هزيمة هذه القوي التي جاءت من خلف الحدود، وكانوا يطلقون على أنفسهم مُسمى (الجبهة الوطنية) ويعتبرون ما قاموا به عملاً نضالياً بطولياً ضد نظام ديكتاتوري غاشم، لكن ذات النظام الديكتاتوري الذي جاءوا لمحاربته أطلق عليهم وصف (المرتزقة) بإعتبارهم مدعومين من النظام الليبي، ولم يشفع لهم أنه يعلم أنهم سودانيون قلباً وقالباً، وإذا تأملت حواليك جيداً يا عزيزي القارىء لن يدهشك بالطبع أن تجد قسم من مرتزقة الأمس هم حكام اليوم!
وستداعي إليك الأمثلة وتتساقط كحبات مسبحة...ففي العام 1992 حلت كلمة (تسلل) مكان لفظ (الغزو) الذي تختلف مدلولاته عسكرياً وسياسياً ونفسياً، ربما لأن الفاعل في تلك المرة قام بفعلته في رقعة جغرافية تعد بالمنطق الديمغرافي إحدى قلاعه في بلد المليون ميل مربع، في ذاك العام قامت مجموعة من الحركة الشعبية للمرة الأولي في تاريخ الحرب الأهلية بـ (التسلل) إلى مدينة جوبا، ولأنه لا يعرف (الغزو) إلا من يكابده، ولا الحرب إلا من يعانيها، فقد كان ذلك أمر يصعب على سكان الخرطوم العاصمة إستشعاره، لكن الرسالة وصلت لحكومة الانقاذ آنذاك من عدوها (متسلل) الأمس (شريك) اليوم...أي الحركة الشعبية لتحرير السودان، ومتمردو الأمس (المتسللون) هم مناضلو اليوم (المشاركون)! وفي مرة أخري أيضاً حلّ لفظ (الخديعة) محل كلمتي التسلل والغزو، ذلك حينما قام كاربينو كوانين بالهجوم على مدينة واو وبإمداد من الحكومة نفسها التي وقع معها إتفاقية الخرطوم للسلام، وأوحي لها بأنه يريد القضاء على قوات خصمهما معاً (قرنق) فطبق مقولة الحرب خدعة، تتعدد مسمياتها والموت واحد!
على ذكر المدن التي تعرضت (لغزو) إختلفت مسمياته، نذكر أيضاً أثناء الحرب التي كانت مستعرة بين النظام والتجمع الوطني الديمقراطي فيما أصطلح تسميته بـ (الجبهة الشرقية) كانت بلدة (همشكوريب) كرة تتقاذفها قوات النظام والمعارضة وتكرر ذلك عدة مرات، ويذكر أن المرة الأخيرة التي إحتلتها قوات المعارضة، كانت بعد نحو شهر من مغادرة حزب الأمة وكر التجمع الوطني الديمقراطي، أي في أبريل 2000 فإنتقد المهدي إحتلالها بقول شهير «على الذين يبغون تقويض النظام غزو روما وليس الفاتيكان» وكان قوله شهادة لإزدواج معايير السياسيين، ففي المرة الأولى بارك (الغزو) وأعزاه إلى تعنت النظام، وإن كان المهدي قال قولته تلك نكاية في الذين غادر متردمهم، فما بال رئيس التجمع نفسه الذي أصدر بياناً دان فيه العملية، لا لشىء إلا لأن خطاب النظام نحوه وضعه في محك صعب حينما نعته «برجل الدين الذي لا دين له» في إشارة إلى غزو (قواته) منطقه دينية، وبعدئذٍ طلب السيد الميرغني من القائمين على النشاط العسكري همساً أن لا يمسوا (مزار شريف) على حد تعبيره!
إذا ما كانت تلك نماذج (لغزو) مدن تعددت مسمياته وقامت به فئة من أبناء الوطن الذين يرونه بمنظور النضال الوطني المشروع، فما بال مدن أخر (غزاها) أو إحتلها أو أدخلها (بيت الطاعة) أناس آخرون، لا ضير من القول أنهم أجانب رغم الجوار الجغرافي وروابط العلاقات الأخوية، فمنذ العام 1992 و(حلايب وشلاتين) خرجتا من دائرة النظام وتمصرنتا بوضع اليد، وبمرور الزمن يصعب لأي حكم وطني إثارة قضيتهما، والذين كانوا يتحدثون عن الغزو التشادي يصعب عليهم كذلك أن يسموا (إحتلال) حلايب (غزواً) وقس على ذلك (الفشقة) التي إحتلها الأثيوبيون وبات مزارعوها يشكون الأمرين، ومن قبلهما مثلث (أليمي) الذي لن يجتهد فيه أحد بعدئذٍ في ضوء جنوب بأكلمه يزحف نحو الانفصال والالتحاق به، لكن الأنكي والأمرْ والذي لا تستطيع حكومتنا السنية له نكراناً...لأنها أقدمت عليه في بادرة فريدة بكامل إراداتها وقننته بإتفاق سمي بـ (البروتوكول العسكري) قيل فيه أنه أول إتفاق في التاريخ تعترف فيه دولة معتدي عليها بشرعية دولة معتدية، واصبح ذلك البروتوكول يجدد سنوياً..حدث ذلك حينما توغل الجيش اليوغندي في العام 1997 حتى أصبح على مقربة من منطقة (الجبلين) بدعوي مطاردة جيش الرب... والرب برىء مما يزعمون!
إن كان هذا وذاك حدث على الأرض، فلسماؤنا أيضاً نصيب من الغزو، ففي أوائل الثمانينات تحركت طائرة (أنتينوف) روسية الصنع من قاعدة عسكرية في مدينة طرابلس الليبية وطارت في الجو لأكثر من ثلاث ساعات حتى وصلت العاصمة الوطنية أمدرمان (حمّالة الأسية) وأفرغت حمولتها من قنابل سقطت على فناء دار الاذاعة ومناطق أخر، بغية إسكات صوت المعارضة الليبية التي (إستضافها) نظام نميري وأفسح لها مكاناً رحيباً في الاذاعة لتسمع صوتها للأشقاء الليبيين وتبشرهم بدنو يوم الخلاص من ديكتاتورية يرزخون تحت ويلاتها وغير عابئين بالديكتاتورية صنوتها التي منحتهم تلك المساحة بكرم حاتمي، وكانت تعمل أيضاً على تجهيز (تجريدة) عسكرية من قوات المعارضة (لتغزو) بها النظام الليبي إن عزّ الوصال بالصوت...وبعد أن أنجزت الطائرة المهمة عادت أدراجها تتهادي كما يتهادي الوجي الوحل دون ان تلحق بها أي دابة مماثلة من دواب النظام الرابطة في مطار وادي سيدنا!
بالطبع في سياق الرصد لن تسقط من الذاكرة (غزوة) مدينة كسلا في العام 2002 المدينة التي هاجمتها قوات التجمع الوطني الديمقراطي وإحتلتها لبضع ساعات، وكما هو متوقع دفع الكثير من المواطنين الأبرياء ضريبتها موتاً، تلك العملية كانت بقيادة السيد باقان أموم الذي يشغل منصب وزير رئاسة شئون مجلس الوزراء الآن، والأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان أيضاً، ومرة أخري (غازي) الأمس هو (شريك) اليوم! ولم يكن باقان وحده فعلي مدي سنوات الصراع العسكري ومواجهاته التي إمتدت لما يناهز العقد من الزمن، كان قوامها (خونة) الأمس (أبطال) اليوم، وهم الذين يحتلون مواقع مختلفة في الحكومة نفسها التي ناؤوها وغزوها ومنحتهم من ألقاب العمالة والارتزاق ما يمكن أن يتململ بذكره الأجنة في الأرحام، بدءاً بمساعدي الرئيس السادة مني أركو مناوي وموسي محمد أحمد، ومروراً بالفريق عبد الرحمن سعيد والعميد عصام الدين ميرغني، وإنتهاءا بالدكتور خليل أبراهيم نفسه الذي كان طالباً بالأمس وأصبح مطلوباً اليوم، كان طارداً بالأمس وأصبح مطارداً اليوم، كان مجاهداً بالأمس وأصبح غازياً اليوم! ومن يدري فلربما دالت دولة الأيام وإحتل مثله ومثل الذين سبقوه منصباً في القصر الذي بناه غردون، وريثما يحدث ذلك وعلى الرغم من ما إقترفت يداه إلا أنه وفق الأمانة التاريخية بمنظومة السرد أعلاه، يحق له أن يقول لهم من كان منكم بلا خطيئة فليرمني بحجر!
القضية ليست في خيام الفرح ولا سرادق العزاء، القضية في العقل الذي إنتج تلك المسميات، فالمبتهجون من أهل النظام سيجدونها فرصة للتباهي بمقدرات عسكرية وامنية وقدرات بشرية حسمت (الغزو) وردته على عقبيه، والمبتهجون من سدنة النظام سيعتقدون أن (الغزو) هيأ فرصة لرؤوس أينعت وحان قطافها، والمبتهجون من أنصار النظام سيعملون بكل همتهم على تحوير المنطق القرآني وعكسه، بإعتبارنا قبائل رغم إختلاف ألسنتا ودياناتنا وتباين ثقافاتنا فقد خلقنا الله لنتقاتل لا لنتعارف، والمبتهجون من أصحاب فقة الضرورة سيجدوا الميدان واسعاً ومهيأ لتطبيق فتاوي ظلت تتراكم في الصدور والأضابير منذ يوم (السقيفة) وحتى يوم فرّ البعض من أخيه وصاحبته وبنية والنظام الذي يأويه!
على صعيد الفريق الآخر سيجد الشامتون فيما حدث فرصة، وسيقولون أن تلك (الغزوة) كشفت ضعف المنسأة الأمنية والعسكرية التي كان يقف عليها النظام، وسيجد الشامتون فيما قاله الدكتور مصطفي عثمان «القوات الغازية كانت مرصودة منذ تحركها من تشاد، وإستدرجناها حتي مشارف أمدرمان» نظرية إستراتيجية جديدة يمكن أن تُدرّس في الكليات والمعاهد العسكرية، وسيقول الشامتون إن كانت هذه تشاد (الهِر) الذي حاكي إنتفاخاً صولة الأسد...فما مصيرنا إن فكر أي أسد من الأسود التسع المرابطة حولنا في (غزوة) مماثلة، والشامتون سيجدون أيضاً في حديث الدكتور أمين حسن عمر ثغرة أكثر كشفاً للعورات من ثغرة (الدفرسوار) فقد كان قوله ينم عن إستخفاف يمكن أن يرتد عليه (غزواً) معاكساً إذا ما إستنكف الناس تنظيره «أن مساحة الجبهة الغربية لأمدرمان تمتد نحو 80 كليومترا مما يتعذر على الحكومة مراقبتها وحراستها» إذن لابد أن شعب الله المُحتار قد تساءل ببراءته المعهودة عن الكيفية التي يمكن أن تحرس بها حكومته الرشيدة مليون ميل مربع؟! وكذلك سيجد الشامتون في حديث وزير الدفاع الفريق عبد الرحيم محمد حسين مواد للتسلية قد تزيح عنهم كآبة الحال وسوء المنقلب الذي خلّفه الغزو!
تلك ليست القضية يا سادتي، إنما القضية في موقع شعب الله المُحتار من الإعراب فيما حدث ويحدث، فقد قالوا له أنت أعظم شعب يصنع الثورات ولم يقل له أحد أن العظماء الذين يحسنون صنع الثورات يحسنون الحفاظ عليها!
نقول قولنا هذا... ونقول قوموا إلى نواحكم...يرحمكم الله!
ملحوظة: حجبت السلطات الأمنية المقال عن النشر كالمعتاد يوم الأحد الماضي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
الصورة من انجمينا
الحلقة الاولى ثروت قاسم [email protected] مقدمة :-
تتابع الطبقة المثقفة في انجمينا ما يجري في الخرطوم باهتمام وشغف , تماما كما تتابع طبقة الخرطوم المثقفة الاحداث في فلسطين ولبنان والعراق . فانجمينا تنظر الى الخرطوم كما تنظر الخرطوم الى القاهرة وبيروت , في اعجاب وحب ووله . فالثوب السوداني لا تلبسه في انجمينا الا من فتح الله عليهن من رزقه . والموسيقى السودانية تصدح من كل بيت في انجمينا . والعصيدة والملاح هما ادام القوم . ومن يتكلم العربية فقد فتح الله عليه فتحا مبينا اذ يمكنه ان يغوص ويبحر في مكنون ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه .
فطور الجمعة :-
دعاك صديقك التشادي لتناول فطور الجمعة في منزله الكائن على شاطئ نهر الشاري في انجمينا , ودعي على شرفك ثلة من المعارف منهم الوزير السابق , واللواء المعاش , والمدير المتقاعد , ورجل الاعمال العامل . وذبح مضيفك عددا من العتان "جمع عتود" اقبل عليهم القوم بمساعدة الشربوت البارد المعتق , وصوت حنان بلوبلو يأتيك من حيث لا تدري , فيخيل اليك انك في كافوري على شاطئ النيل الازرق . وتشعب الحديث فهو ذو شجون . وكانت حملة التورو بورو يوم السبت العاشر من مايو على امدرمان مبتدأه وخبره . والقوم هنا يسمون القوات الدارفورية المسلحة بالتورو بورو , وهي كلمة ممسوخة من جبال التورا بورا على حدود افغانستان وباكستان حيث احتمى الشيخ اسامة بن لادن وصحبة من نيران الامريكان , بعد انهيار امارة الطالبان في كابول .
حملة التورو بورو – السبت العاشر من مايو :-
وقد تناول القوم بالتحليل والتمحيص حملة التورو بورو , اسبابها , تداعياتها , مآلاتها , واسباب فشلها , واحتمالات تكرارها مستقبلا . وقد رأيت , يا طويل العمر , ان تلخص لفائدة القارئ الكريم بعضا مما طرشه هؤلاء القوم , وهم بعد من زبدة المجتمع الانجميني , ومن المفروض ان يكونوا عارفين ببعض بواطن الامور , رغم ان اسرار الدولة في انجمينا , وكما في الخرطوم , تجدها عند بائعات الشاي , حاملات الكلامة أي التلفون المحمول . والكلام المطروش والملخص ادناه , ربما لا يخلو من بعض المبالغات بل ربما الشطحات , ذلك ان الطارشين له كلهم من المعارضين لنظام الرئيس دبي , وهم كثر وعلى قفا من يشيل , في انجمينا .
هارونه ودقة بدقة :-
هارونه , من قبيلة الزغاوة , ووزير سابق , في احدى حكومات الرئيس دبي . والقوم هنا لا يقولون "هارون" , بل "هارونه" , ذلك ان اسم هارون قد ورد , وبالصدفة , منصوبا في محكم التنزيل . فاستعمله القوم منصوبا بدلا من مرفوعا . وهم في الغالب لا يعرفون الفرق بين المنصوب والمرفوع وربما افترضوا ان الاسم الحقيقي هو "هارونه" , وليس هارون .
ما علينا .....
بدأ هارونه كلامه بـ :
وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس والعين بالعين والانف بالانف والاذن بالاذن والسن بالسن (45 المائدة) .
وذكر ان الرئيس دبي اراد ان يسقي الرئيس البشير من نفس الكأس التي اجترعها الرئيس دبي ابان الحملة الثلاثية , التي قادتها ثلاثة من فصائل المعارضة التشادية المسلحة , واستولت فيها على مدينة انجمينا يوم السبت الموافق الثاني من فبراير من هذه السنة . سبت ( الثاني من فبراير ) بسبت (العاشر من مايو) , وانجمينا بأمدرمان , والبادئ اظلم , والجروح قصاص . ويخلص هارونه الى القول بانه في الحالتين "رب ضارة نافعة" , والضربة التي لا تقصم الظهر تقويه , والرصاصة الطائشة لا تقتل وانما تنذر , فيتوخى المستهدف الحذر ويتحوط لمستقبل ايامه . وهذا ما حدث في انجمينا تماما . اذ وجدها الرئيس دبي فرصة ذهبية للتخلص من اعدائه ومعارضيه الذين لا يمكن مصالحتهم , خصوصا ابناء عمومته الذين كانوا من اركان نظامه بالامس ثم انقلبوا عليه , فظلم ذوي القربى اشد على المرء من وقع الحسام المهند . ولكنه تصالح مع اثنين من الاحزاب السياسية التي لا تسعى الى استئصاله , وكون حكومة انفتاح ووحدة وطنية , ضمت كثيرا من معارضي الامس , الذين تمكن من توليفهم واستئناسهم بالمال وبعضا من السلطة . كما اصدر الرئيس دبي احكاما تشريعية بواسطة برلمانه ( البصام ) , حدت من الحريات المتاحة على قلتها , ولجمت النشاط السياسي على ضآلته , ووأدت الخطوات المتعثرة نحو التحول الديمقراطي , والتداول السلمي للسلطة . وقام الرئيس دبي بحفر خندق على طول اربعين كيلومترا , احاط بأنجمينا احاطة السوار بالمعصم , حتى يمنع دخول المرتزقة القادمين من الشرق "دارفور" الى انجمينا . كما قطع الرئيس دبي كل الاشجار الكبيرة في انجمينا , حتى لا يختبئ فيها المرتزقة في أي عملية مستقبلية . كما زاد الرئيس دبي من انبطاحه امام فرنسا واصبح يردد , وركبتاه وعيناه على الارض , "بابا ساركوزي" , كما ردد الامبراطور بوكاسا من قبله "بابا ديجول" . ذلك انه لولا ساركوزي لكان الرئيس دبي في خبر كان , ولكانت جثته تنهشها كلاب انجمينا السعرانة . ويستطرد هارونه في تحليله ويقول :
فلما ان جاء البشير القاه على وجهه فارتد بصيرا ( 96 يوسف ) .
نعم ..... القى الرئيس البشير بقميصه ( غزوته على انجمينا في يوم السبت الثاني من فبراير ) على وجه الرئيس دبي فارتد بصيرا . قال الرئيس البشير : الم اقل لكم اني اعلم من الله ما لا تعلمون . عليه فقد قرر الرئيس دبي ان يرجع الاسانسير للرئيس البشير , بغزوة السبت العاشر من مايو , ليمكنه من التخلص من اعدائه السياسيين واصدار القوانين والتشريعات لوقف الهرولة نحو التحول الديمقراطي , والانفتاح السياسي , وتأجيل الانتخابات لما بعد 2009 , وربما تجميد استفتاء 2011 , وليمكنه من التطهير العرقي , والقتل الجماعي والاعتقالات العشوائية لكل معارض سياسي على اساس العرق , والسحنة , واللون . فتلك فرصة ذهبية , ( غزوة السبت العاشر من مايو ) , لا تتكرر , ولابد للرئيس البشير من اهتبالها , لتوطيد اركان حكمه , كما فعل الرئيس دبي في انجمينا , بعد غزوة السبت الثاني من فبراير الفاشلة . ولابد للرئيس البشير من الاعتبار , والتدبر , والاقتداء بما قام به الرئيس دبي في انجمينا من تحوطات بعد العدوان الثلاثي ( غزوة السبت الثاني من فبراير ) :
لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب ( 111 يوسف ) .
وعليه فعلى الرئيس البشير ان يقوم بحفر خندق حول قاعدة وادي سيدنا الجوية التي كانت مستهدفة من قوات التورو بورو وربما حول كل امدرمان اسوة بما فعل الرئيس دبي من حفر خندق حول انجمينا . كما يمكن للرئيس البشير من الاقتداء بما فعله الرئيس دبي وعقد مصالحة وطنية مع بعض الاحزاب السياسية التي لا تسعى لاستئصاله لكي يضمن بعض الاجماع الوطني , خصوصا والسودان تنتاشه المصائب والملمات , شمالا وجنوبا , شرقا وغربا , والقطب الاوحد له بالمرصاد عند مفترق الطريق . كما يمكن للرئيس البشير بأن يسرع الخطى بحل مشكلة دارفور حتى لا يجد الدكتور خليل وامثاله ذريعة لتكرار الغزوة , ولكي يبعد عن دارفور هذه القوات الاممية التي سوف تكون جزءا من المشكلة , وقطعا قطعا ليس جزءا من الحل . ويختم هارونه تحليله :
هل جزاء الاحسان الا الاحسان . ( 62 الرحمن ) .
الحلقة الثانية تتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
أحداث العاشر من مايو – درس أم غرس الشعراني عبد الوهاب [email protected] 1- مثلي مثل كل مواطن سوداني غيور على وطنه محب له ، حزنت كل الحزن و تألمت كل الألم ، لما جرى من أحداث دامية بقلب الوطن النابض " العاصمة القومية " عصر السبت العاشر من مايو الجاري راح ضحية له سودانيون يرجى منهم ما يمكن من عطاء ووفاء لهذا الوطن على مختلف الأصعدة العامة والخاصة ، وهو عمل غير مقبول و لا معقول مهما كانت أسبابه ومبرراته ودواعيه حيث انه اتخذ من العنف وسيلة لتحقيق مكاسب أو مقاصد سياسية بطبيعتها لا تحقق بهذا الاسلوب ألا وهي : إسقاط النظام القائم و حكم البلاد " سواء كان ذلك من صريح تصريحات بعض قادته أو من خلال دلالات الوقائع و الأحوال والقرائن الممثلة له و المحيطة به و بناء على ذلك سيعتمد هذا المقال على فرضية أن الهدف من عملية الهجوم هو إسقاط النظام و استلام السلطة أو على الأقل الضغط به لأغراض إثبات الوجود وبالتالي تحسين الموقف التفاوضي لحركة العدل والمساواة وهي تخوض حربا مفتوحة مع النظام القائم في السودان .
2- و السؤال الذي يثور، هل فعلا أرادت حركة العدل والمساواة قلب نظام الحكم وبالتالي واستلام السلطة وحكم السودان حكما عسكريا ؟ وإذا كانت الإجابة بالإيجاب ، فلماذا تريد حركة العدل والمساواة الرجوع بنا إلى المربع الأول ؟ الذي كنا فيه لوقت قريب ويحاول كل السودانيين الآن بل ومنذ مدة طويلة وبجميع قواهم الحية من تنظيمات سياسية و اجتماعية وعلمية ومنظمات مجتمع مدني إخراج البلاد من هذه الوهدة السياسية ، وهدة الظلم والعنف المستمرين ووضعه على طريق التحول الديمقراطي وصولا به إلى الغايات الباهرات ، غايات الحكم الوطني الراشد ، من وحدة وطنية راسخة وعدالة اجتماعية شاملة وتنمية و سلام مستدام .
3- و هذه الوسيلة – أي وسيلة استخدام العنف لتحيق مكاسب أو مقاصد سياسية ، ممكنة ولكنها غير سليمة ولا مستقيمة بل خاطئة وعقيمة وفي التجارب التي مر بها السودان و مازال خير دليل وبرهان ، فتغيير الأنظمة الحاكمة بالعنف ممكن ما في ذلك شك وذلك ، بسبب ولجهة أن هنالك تجارب كثيرة مجسدة لذلك الإمكان منها ما هو سابق ومنها ما هو ماثل ، فالعبرة ليس بتمام الشئ – نجاح الانقلاب على سبيل المثال - و لكن بسلامته وصحته ، فلانقلاب العسكري على نظام الحكم فقد كان وسيظل وسيكون فاتحة و مدخلا ووسيلة لخراب الأوطان وتمزيقها وإضعافها وذلك للأسباب الرئيسية التالية :-
1- تسخير كل الموارد و الإمكانيات الوطنية لحماية النظام الانقلابي و تمكينه غض النظر عن صلاحيته الوطنية.
2- اتخاذ العنف الذي أتى بالنظام الانقلابي " رأسماله السياسي والفكري " وسيلة حصرية للدفاع عن بقائه و استمراره مهما كان الثمن .
3- إحسانه لمن يواليه وحرمانه لمن يخالفه .
4- احترامه لمن هم معه وبطشه بمن هم ضده .
4- و بتحليل الأسباب أو الامور الأربعة أعلاه من حيث الوقائع المكونة والمضامين الكامنة والنتائج والمخرجات المترتبة ، يتضح لكل ذي بصر وبصيرة ما ينطوي عليه النظام الانقلابي من مخاطر وأخطار كثيرة وكبيرة في آن ، فموارد البلاد على قلتها ومحدوديتها ستذهب للصرف على بند حماية النظام بأشكالها المختلفة و أساليبها المتعددة ويوجه التوظيف والتأهيل والتسهيل للفئة الحاكمة ومحاسبيها ولمن والاها من المناطق والأماكن و الأشخاص وبالتالي يقل أو ينعدم في بعض الأحيان الصرف على التنمية والخدمات في مناطق أخرى كثيرة ولأشخاص آخرين كثيرين وهذا هو التهميش حيث تنعدم العدالة الاجتماعية بالتالي يسود الظلم الاجتماعي و تنعدم المشاركة في السلطة ويسود الحرمان من ثمارها فتتولد إثر ذلك في تفاعل وتكامل وتناسل مع عوامل أخرى موضوعية و ذاتية ، حركات الاحتجاج الإقليمية التي تبدأ بالمطالبات ومن بعد ذلك تنتهي بالمواجهات التي نعيشها واقعا مائلا الآن .
5- واتخاذ العنف وسيلة للدفاع عن النظام الانقلابي أو أي نظام آخر ، ينطوي هو الآخر على مخاطر و أخطار اكبر حجما وابلغ أثرا مما أوردنا أعلاه بالرغم مما بين الأسباب المذكورة أعلاه من تكامل وتفاعل وترابط ، ذلك أن قيام الحاجة للدفاع عن أي نظام بالعنف دليل على فشل النظام المعني في الدفاع عن نفسه بالوسائل الطبيعية الأخرى التي تمثل صميم مهامه كنظام حاكم والتي إذا ما أعملت انعدمت دواعي معاداة النظام وبالتالي لا حاجة للدفاع عنه بأي وسيلة عنف أو قوة وإن حدث ما يعكر صفو الأمن بالرغم من كل ذلك ، عندها يكون هنالك كل المبررات لاستخدام العنف و القوة حماية ليس للنظام ولكن حماية لما حقق من منجزات دافع بها عن نفسه الدفاع الحق دونما جدوى ، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :
1- انتهاج الوسائل السلمية لحل الخلافات و النزاعات .
2- العدالة الاجتماعية في توزيع الثروة – تنمية وخدمات وتوظيف .
3- قومية الفكر .
4- قومية البرامج .
5- قومية وأهلية الكوادر – و طنيا و أخلاقيا وفنيا .
6- سلامة الأداء العام من خلال المراقبة والمتابعة والقياس والتحفيز والمحاسبة .
7- محاربة الفساد و الإفساد مهما كان حجمهما أو مصدرهما.
6- بناءا على ماتقدم ، فإنه يتعين علينا كسودانيين ، حكاما ومحكومين و كأبناء وطن واحد أن ننبذ العنف وسيلة لتحقيق أي مكاسب أو مقاصد سياسية فيما بيننا لان العنف يولد عنفا آخرا مضاد له في الاتجاه ومساوي إن لم يكن متعد له في القوة و هو عين وذات ما نعيشه الآن واقعا مرا ومريرا و العنف كما هو معلوم ومفهوم وليد شرعي للظلم ، فالظالم ينتهجه دفاعا عن ظلمه والمظلوم ينتهجه بحثا عن حقه و هكذا تدور بنا دوائر العنف ذات القطاعات الخبيثة على الوطن والمواطن ماض وحاضر وغد .
7- و نبذ العنف ليس أمنية تحقق بالتمني ولا هدفا ينجز بالترجي وإنما اسلوب حكم وعمل وحياة ، يتمثل في انتهاج النقاط السبعة التي أوردت أعلاه وهو منهج أو نهج إن شئت ، يقع بحكم طبيعته و هيكليته على عاتق الحكومة وليس على سواها ، فإن هي فشلت فيه لا قدر الله أو انحرفت عنه معاذ الله ، فتحت على نفسها وعلى البلاد كافة أبوابا من المطالبات والتي قد تتطور في حال عدم الاستجابة إلى احتجاجات والتي سوف تتطور في حالة عدم الاستجابة إلى مواجهات و بئسها من مواجهات ، فأسوأ ما فيها أنها مواجهات بين حكومة وشعبها وبين حاكم ومحكوميه وهم جميعا أبناء وطن واحد أتى الحاكم فقط من اجل التضحية في سبيل إسعادهم لا إفنائهم .
8- قد يقول قائل بان لحركة العدل والمساواة على الأقل من منظورها أو موقعها من الصراع القائم ، ما يبرر ما قامت به من هجوم مسلح على العاصمة القومية و هي بالفعل ترى ذلك ، و إلا لما قامت به ، و لكن مهما كان من أمر ما بينها وبين الحكومة ، فإن الوطن أحق و أجدر بالاحترام و الأمان والسلام فالحكومات تأتي وتذهب وكذلك الحركات ولكن يبقى الوطن قويا أو ضعيفا موحدا أو مجزأ مستقرا أو مضطربا ويبقى التاريخ يحتضن في صفحاته التي لا تبلى صحائف من كانوا سببا في ضعفه وتجزئه ، صحائف سوداء تنعلها الأجيال التي تأتي وهي تتعذب بما ورثت من ضعف الوطن وتجزئه و اضطرابه .
9- لكل ذلك ولأجله ، على الحكومة أن تنبذ العنف وسيلة في مواجهة ما يعترضها من مشاكل و نوازل و أن تعلم بان مسؤوليتها الوطنية والأخلاقية و القانونية ، تحتم عليها نبذ العنف في مواجهة شعبها مهما كانت الأسباب والمسببات إلا في الحالات الاستثنائية التي يخولها لها القانون العادل تشريعا وتنفيذا ونبذ العنف كما أسلفا القول له منهج و نهج واضح و بين ينبغي عليها انتهاجه حتى لا تقوم لدواعي العنف قائمة أو تحوم له حائمة .
10- و على الحركات التي انتهجت طريق العمل العسكري أن تعلم بانه طريق مكلف ليس على مستوى الأفراد المستخدمين فيه ولا على مستوى الإمكانيات الموظفة لأجله فقط بالرغم من أهمية ذلك وعظمه ، و لكن الكلفة الأكثر والأكبر هي ، تأثر سائر الإقليم كله سلبا بالعمليات العسكرية فيقتل المدنيون و يحرق الزرع والضرع ومن نجا من القتل يكون نصيبه الأوفر التشريد والنزوح واللجوء مما يعني العيش في أسوأ الأحوال والأهوال وهو ما دعا حسب تصريحات قائد حركة العدل والمساواة لنقل المعارك إلى العاصمة القومية ، كما على تلك الحركات أن تعلم كذلك بان انتهاج العمل المسلح ليس وسيلة ناجعة في جميع الأحوال حتى لأغراض الضغط إلا في حالة التفوق الكامل أو الغلبة أو احتمال حدوث أيهما ، و الحال كذلك فلابد من احتساب مآلاته وجدواه على المديين القريب و البعيد كما أن معقولية المطالب وحصرها في المطالبات الإقليمية المشروعة التي يؤيدها ويقف خلفها جميع سكان الإقليم هي من أنجع وانجح دواعي و أسباب الحصول على الحقوق المعنية كاملة وباعجل ما يمكن .
11- فلتتحد الجهود و تتواثق العهود من اجل الوطن والمواطنين نبذا للعنف بالنهج والمنهج و نهجا للحوار اسلوبا وطريقا أوحدا لحل جميع قضايانا ومشكلاتنا كوطن شاسع واسع متعدد ومتمدد و متنوع في أعراقه ودياناته وثقافاته وسائر أحواله و أهواله ، و هو أمر لا يتحقق إلا بعزم و إرادة رجال ذوي قامة وطنية عالية وهمة وطنية ماضية وأيمان لا يضعف ولا يلين بالحق والعدل والسلام ، فالأمل أن يكون بيننا من هم كذلك و إلا لهلكنا و أصبحنا أثرا بعد عين ولات ساعة مندم .
12- تأسيسا على ما تقدم ، و بناءا عليه ، فلنقيم منابر الحوار ونفتح نوافذ التشاور والتفاكر والتعاضد للوصول للصيغة المثلي والمنهج الأمثل لقفل باب العنف نهائيا و لتتحد جهودنا ورؤانا الوطنية دعما لأسلوب ونهج الحوار الوطني البناء الشامل و لنجعل من أحدات السبت العاشر من مايو المشئومة درسا لنا وعبرة لا غرسا لنا وقدوة فالوطن مثخن بالجراح و من العيب استزادته جراحا فوق جراحه .
والله هو الهادي إلى سواء السبيل
الشعراني عبد الوهاب
كبير مستشارين قانونين بالسعودية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: تبارك شيخ الدين جبريل)
|
PM هجوم حركة العدل والمساواة علي مدينة امدرمان في العاشر من مايو 2008 "الزراع الطويلة" مغامرة غير محسوبة محمد زين العابدين محمد *
فريق ركن [email protected] بسم الله الرحمن الرحيم
هجوم حركة العدل والمساواة لم يحقق اهدافه كما أرتكبت الحركة اخطاء عديدة مما ادي الي خسائر كبيرة في صفوف المدنيين الابرياء وفي اوساط القوات المسلحة والشرطة والامن وافراد حركة العدل والمساواة وجميعهم من ابناء هذا الوطن وكان الاجدر ان ندخرهم لوقت اخر نحتاج فيه لقدراتهم وطاقتهم لبناء الوطن والدفاع عنه .حدث الهجوم في الوقت الذي فتحت فيه الحكومة باب الحوار والذي رفضته الحركة وموقف الحركة الرافض للجلوس للمفاوضات كان يشيرالي نية الاستيلاء علي السلطة عن طريق القوة .حان الوقت للعمل بجدية ومسؤولية لتحقيق السلام وتحقيق الديمقراطية في السودان . دعاوي شن الهجوم باسم المهمشين لاتجد المبررات الكافية والذي يعرف السودان جيدالابد ان يؤكد ان معظم سكان السودان يطالهم التهميش وكذلك معظم الدول الافريقية وخاصة دول الساحل والصحراء . لم يكن هنالك بالسودان شئ قبل ظهور البترول يمكن اعتباره كثروة قومية لها تأثيرها في الاسهام بالقدر الكافي في تنمية السودان وفي الماضي كان القطن والذي اصبح من كان يزرعه اكثر فقراالان من اي وقت مضي . المطلب العادل هو المطالبة بالديمقراطية وهي التي تتيح للجميع الحرية والحقوق والحوار والتقسيم العادل للثروة والذي يجب ان يعطي الاولوية علي كل المشروعات الاخري .
خليل رجل ذكي لايمكن ان يقدم علي مثل هذا العمل المنفرد بدون وجوددعم اضافي خلال العملية .في البداية يجب التفكير في الحلقة المفقودة في العملية سياسيا وعسكريا والتسهيلات المادية والمعنوية والاعلامية المتوقعة خلال المراحل المختلفة للعملية وبعد العملية اذا نجحت المرحلة الاولي من العملية . معظم الانظار الان تتجه غربا عندما تبحث عن الجهة التي قدمت الدعم واصابع الاتهام من خلال الاشاعات الدائرة تشير لتشاد وليبيا وفرنسا والولايات المتحدة وبالطبع فان تشاد هي القاسم المشترك الاعظم لاسباب عديدة ومنها ماهو خارج ارادتها ولكني اضع احتمالات اخري واعتقد ان قوي اخري وقفت خلف العملية وهذ مجرد وجهة نظر شخصية من خلال استقراء الاحداث وتطوراتها واسلوب التفكير الذي اتبعه ليس نابعا من معلومات من جهات عليمة ولكن من خلال المعلومات المتاحة الان في وسائل الاعلام المحلية والعالمية المختلفة ومن خلال الاستنتاج والاستقراء . لقد تعلمنا خلال سنوات طويلة من التدريب والدراسة والخبرة في مختلف بلاد العالم شرقها وغربها سواء في المجال التكتيكي اوالاستيراتيجي ان نفكربطريقة تقودنا لمعرفة "ماذا يحدث خلف الجبل؟ " اعتقد ان الجهات الداعمة ليست بالضرورة حكومات وقد تكون منظمات وافراد اثرياء لهم مصالح في الثروات السودانية والاستثمارات المستقبلية وفي نفس الوقت لهم توجهات اخري يختبؤون خلفها وهنا تدخل مصالح المجموعات والجماعات والافراد وطموحاتهم ولايمكن ان نستبعد بعض الدول ايضا لاسباب ترد في خانة مصالحها ومزاجها وطموحاتها ! . المجموعة الاولي فرنسا والولايات المتحدة ومن يدور في فلكهما لايمكن ان تدعم خليل بفكره الاصولي المتطرف وهو يستخدم العنف كوسيلة للوصول للسلطة ولايمكن ان تأمن جانبه ليتعاون مستقبلا وهو يصنف كمجاهد له سوابق في الجهاد. كما لاتستطيع المجموعة المعنية هنا أن تبرر موقفها امام شعوبها وهذا عامل مهم في ظل بروز حقوق الانسان ونبذ العنف والارهاب كعوامل مؤثرة في العلاقات الدولية والمجالات الانسانية الاخري .
الدول التي اشرنا اليها لايمكن ان تفرط في المكاسب التي حققنها الحركة الشعبية كما ولايمكن ان تفرط في اتفاقية نيفاشا والتي ربما اطاح بها خليل ابراهيم كما و انها قد لاتقبل ان يتم استبعاد الحركة الشعبية لتحرير السودان من اي حركة تغيير في السودان وهذه القوي يمكن ان تدعم خليل في حالة واحدة وهي اذا كانت تنوي التخلص منه مجرد انتهاء العملية . الاسلوب الذي سعي من خلاله خليل للاستيلاء علي السلطه يعتبر من الاساليب التي تخطاها العام بقرون وحتي الانقلابات العسكرية التي تقوم بها الجيوش القومية بدأت في الزوال منذ انتهاء الحرب الباردة وفي الماضي كانت تجد السند من احد القطبين العظميين .
الحلقة المفقودة
هنالك حلقة مفقودة في هذه العملية . من الذي كان سيقدم الدعم العسكري من الداخل لاكمال العملية خاصة وان خليل قال لقواته انه معه بالداخل قوة اكبر من القوة التي يقودها ويعني ذلك ايضا ان قادته لم يكونوا واثقين من النجاح ورجل بمثل مقدرات خليل لايمكن ان تعميه شهوته للسلطة والجاه من معرفة امكانيات قواته لتحقيق النجاح منفردة ويجب ان نضع في الاعتبار ان خليل طبيب ولم يدرس التكتيك والاستراتيجية وفنون القيادة والسيطرة ولا اعرف المستوي الحقيقي لقادته من حيث التخصص العسكري وعلي ضوء ذلك هل كان سيتعاون معه قادة لهم مقدرة السيطرة علي القوات وادارة العمليات بعد حدوث اختراق في احد المحاور وذلك ايضا لايؤدي الي قلب الموازين لان المراحل الحاسمة تكمن في كيفية السيطرة والمناورةبالقوات وتحقيق الاختراق علي احد المحاور ثم الاندفاع لاكمال بقية مراحل العملية .
بالنسبة لللاعلام الداعم للعملية ماذا كان موقف الاذاعات والقنوات الاقليمية والشرق اوسطية خلال العملية وهل استمرت في بث المعلومات التي اتضح عدم صحتها لفترة وبعد اتضاح هزيمة القوات الهاجمة .
العربات التي تم اكتشافها بمطار الخرطوم وهي في طريقها لتشاد قبل فترة هل تم الرجوع لملفها لمعرفة تفاصيلها من قبل الدول التم استيراد العربات منها وهل العربات مطابقة للعربات المستخدمة بواسطة الحركة ويمكن ان يكون ذلك خيط رئيسي في معرفة مصدر العربات وبالتالي الجهات التي قامت بالتمويل وبالتالي كشف بعض المستور الخاص بالعملية وربما كانت العربات لجهات اخري تنوي القيام بعمليات مشابهة .
العملية الهجومية
سوف لااتعرض للتفاصيل التكتيكية للعملية واضيف لذلك عدم المامي بتفاصيل الاعمال القتالية للجانبين الا ماذكرته وسائل الاعلام وهي معروفة للجميع.
القادة في مختلف المستويات يقومون قبل بدء اي عملية باجراء ما يعرف بعملية تقدير موقف Appreciation of the situation وهنالك عوامل يجب علي القائد دراستها ويتم تحليل هذه العوامل باسلوب منطقي متعارف عليه ثم الخروج منه باستنتاجات وفي النهاية يتم التوصل لخلاصة الاستنتاجات وهي التي من خلالها يقوم القائد باختيار اكثرا لخيارات ملائمة لنجاح عمليته وبالتالي اتخاذ قراره وخطته للمناورة اي خطة ا لتحركات والتي تساندها (تدعمها ) وحدات الاسناد من الاسلحة المختلفة و اهم العوامل هي تعادل القوي(بالنسبة لقواتنا والعدو ) ,الارض والوقت والمسافة والطقس والشؤون الادارية والاتصالات اضافة للعوامل الاخري التي تمليها الضرورة .البعض يلخص الهجوم في الاتي (خطة تحركات تساندها خطة نيران) ودون شك هذا صحيح
A scheme of maneuver supported by sound fire plan ) ) والهجوم بدون خطة نيران غير ممكن كما حدث في الزراع الطويلة والدعم النيراني المطلوب يتم من وحدات ومصادر نيران غير المحمولة للاقتحام.
التحضير للعملية كما معروف تم داخل الاراضي التشادية وبدعم خارجي سخي ويبدو ان الامكانيات كانت متوفرة بالحجم المطلوب .التدريب الفعلي بداء منذ فترة طويلة وبالدخول في معارك حقيقة مع القوات الحكومية في فترات سابقة وكان ذلك يتلخص في حشد مصادر نيران كثيفة واستخدام عربات مجهزة بامكانيات التحرك عبر الضاحية واستخدامها باسلوب الاغارة مع تحقيق المفأجاة والاندفاع وشن هجمات خاطفة علي القوات عندما تكون في حالة وقفات تكتيكية او ارتكاز والدفاعات لم يتم تنسيقها بعد . هنا يستفيد المهاجم باحداث الصدمة وارباك المدافع ثم التغلغل في دفاعاته وحسم المعركة. والاغارة قد تكون شكل من اشكال القتال فقط وبالتدريب والتخطيط الجيد والتنسيق يتم احتواء هذه الهجمات التي تتم في شكل أغارة من خلال اليقظة وتقسيم المهام وايضا من خلال تقسيم القوة والتحرك بوثبات Leap frog او وثبة للامام Step Upمن موقع الي موقع في تشكيل قتال والانفتاح في تشكيل قتال منذ بدء التحرك وفي مناطق العمليات لايمكن باي حال من الاحوال التحرك في شكل كنفوي وبدون معرفة كل فرد لواجباته علي الاتجاهات المختلفة عند حدوث اي طارئ .
قوات العدل والمساواة استخدمت اسلوب الاغارة عند الهجوم علي امدرمان وهو نفس الاسلوب الذي كانت تستخدمه في الارض المكشوفة عندما كانت تهاجم القوات المسلحة وهو اسلوب يمكن صده بسهولة اذا كانت القوات المدافعة في حالة يقظة وتأهب كما ذكرنا باعلاه ولايمكن اعتبار اسلوب الاغارة وحده كافيا لخوض معركة مع جيش نظامي ودحره .
يتضح توفر الرجال والاسلحة والمعدات لهذه العملية بحجم كافي الا انه لعوامل عديدة يبدو ان ان احتمالات نجاح العملية كان ضعيفا و لا اعتقد انه كان من الممكن ان يكتب لها النجاح لاسباب وعوامل عديدة وسوف نستعرض بعضها هنا .
قيادة العملية الهجومية لم تراعي موازين القوي ويبدو انها لم تقم باعتبارها والخروج منها باستنتاجات من خلال دراسة منطقية مثال الحجم الحقيقي للقوات التي سوف تشترك في الدفاع عن العاصمة و لم تعتبر القوة والتي يمكن ان تحركها القيادة العامة من خارج الخرطوم سواء من المناطق القريبة من الخرطوم والاقاليم والمدن البعيدة وفي هذه الحالة يتضح التفوق الكبير لصالح القوات المسلحة . لم يوضع في الاعتبار هنا الدروع والاسلحة الثقيلة كالمدفعيات والطيران والذي كان اول من دخل المعركة بالاضافة لقوات الشرطة والامن والدفاع الشعبي ولو اختلفت التسميات . السؤال الاخر هنا كيف تم حساب القوة الهاجمة وعلي اي اساس تم تحديد حجم القوة التي شنت الهجوم اي ماهو العدد المطلوب بالضبط للهجوم علي الاهداف المختلفة ويحسب ذلك علي حسب عدد قوات الطرف الاخروعادة ما يحتاج المهاجم لثلاتة اضعاف القوة المدافعة كما وتحسب الامكانيات للمدفعية حسب الاهداف ومساحتها بالهكتار ويجري حساب الامكانيات للمدفعية و الدبابات التي يتم الصدام معها و يجري ما يعرف(بحساب مقدرات الصد والتدمير بالنسبة للقوة المدافعة وماهي الاسلحة المطلوبة علي كل كيلومتر من مواجهة الهجوم وعلي هذا الاساس يتم حساب الاسلحة والذخيرة وانواعها . الشوون الادارية في العمليات مهمة ويتم التقدير السليم بالنسبة للمؤن و الوقود ومستشفيات الميدان ونظام اخلاء الجرحي في الميدان والامداد بالمياه ومن الواضح لم يتم الاعتبار الكافي لذلك والدليل ان القوة الهاجمة وصلت امدرمان وهي في حالة عطش وجوع ا وانشغلت بعض القوات الهاجمة بالبحث عن الماء والطعام في بعض مناطق امدرمان كسوق ليبيا وعادة في مرحلة الاقتحام يتم التركيز علي العمل الهجومي فقط وكان المفروض صرف تعيينات جافة ومياه بالقدر الكافي ويحسب ذلك علي اساس ساعات المعركة المتوقعة . الزخائر والوقود كانت تشغل حيزا كبيرا في العربات المتحركة وهي ناقلة للجنود في نفس الوقت مما يجعلها قابلة للاشتعال بل الانفجار عند ضربها بالدبابات او باستخدام زخيرة الاسلحة الصغيرة ثاقب حارق وهذا يجعل هذه العربات المتحركة نعوش متحركة.
المركبات التي تستخدمها حركة العدل والمساواة ليست عربات مقاتلة بل كانت القوة المهاجمة تستخدم المركبات العادية( Soft skin) ووهذا النوع لايستخدم في الاقتحام وبعض العربات التي تم ضربها في كبرى النيل الابيض انفجرت بمافيها بعد أصابتها بالدبابات. عربات المشاه المقاتلة Infantry fighting Vehicle وهي عربات ناقلة للجنود المشاة مصفحة تستخدم كعربة" تاكسي"فقط اي لتوصيل الجنود لمنطقة الاهداف وبعدها يترجلوا للقيام بعملية الاقتحام.
يبدوان الخطة الهجومية اعتمدت علي المفأجاة وباعتبار ان المدافعين سيلوذون بالفرار بعد بدء المعركة ويتم بعد ذلك احتلال القيادة العامة والاذاعة والتلفزيون والقصر في يسر . وحتي اذا وضعنا احتمال حدوث هذا السيناريو فانه من غير المحتمل ان تسقط الحكومة الا اذا حدث تحرك داخلي كبير مضاد لها والمشاهد علي الطبيعة يجد انه لم تظهر بوادر لذلك في الشارع بل حدث العكس . عادة يتم قبول سناريو انقلاب علي السلطة في حالة الانقلاب بواسطة الجيش القومي لان الجميع يتوقع حيدته وبالتالي يجد القبول من الشارع وهو امر احتمال تحقيقة حاليا ضعيف في ظل حكومة متيقظة وعادة الانقلابات تسهل في ظل الاوضاع الديمقراطية خاصة وان صراعات قوي الائتلاف كانت تضعف الحكومات بصراعاتها المستمرة وبالتالي تضعف السيطرة علي القوات المسلحة و لم تنجح الانقلابات الا في ظل وجود الحكومات الديمقراطية وما يتبعها من ضعف واسترخاء ويستوجب ذلك الدراسة الكافية والوصول لكيفية تفادي صراعات الاحزاب التي تشكل الحكومة في الفترات الديمقراطية وكان ذلك من اهم اسباب الانقلابات.
توقعات قيادة القوة الهاجمة بانهيار الدفاعات مع اول ضربة و فرارها بعد هجوم قوات العدل والمساواة لم يكن احتمالا صائبا .
ألسلطات اكتشفت الخطة مبكرا وبالتالي عنصر المفأجاة اصبح معدوما وهو يعتبر عامل اساسي ومؤثر
و منذ اكتشاف التحرك والتعامل معه بالطيران كتب علي خطة العدل والمساواة الفشل.
بالنسبة للمسافة ونطاق العمليات فان قوات حركة العدل والمساواة تعتبر قوة تكتيكية وتتحرك في اعماق استراتيجية من حيث المسافة ( أكثر من 1500 كيلومتر ) والعمل الاستراتيجي العسكري يبداءفي مستوي استخدام جيشين واكثر وحتي مستوي الجيش يعتبر مستوي تعبوي (RATIONAL P O) .( الفرقة تعتبر مستوي تكتيكي وهي تتكون من ثلاثة الوية واللواء من ثلاثة كتائب والكتيبة تتكون من ثلاثة سرايا ) والجيش الميداني بكامل قواته يفتح في مواجهة 60كيلومتر وعمق 160 كيلومتر ويعتبر ذلك نطاق تعبوي وقوة خليل حوالي 2500 شخص و هي اقل من قوة لواء مشاة تتحرك في اعماق استراتيجية وفي ارض مكشوفة وبدون غطاء جوي او دعم نيراني مؤثر والمقصود هنا مدافع الميدان والمدفعية المتوسطة وبعيدة المدي.والعمل الاستراتيجي يعتمد علي دفع الاحتياطات باستمرار لدعم العملية وهو ما لم يتوفر في كل مراحل العملية . بالرغم من الدعم بالوسائل الالكترونية كالاقمار الصناعية والاجهزة اللاسلكية المتطورة والجوال الثريا والذي يمكن تزويده بتقنية رؤية للطرف الاخر وربما وسائل GPS اي يمكن تحديد موقع المستخدم بالضبط علي الارض والشركة التي تمتلك الاتصالات حفاظا علي سمعتها وبقائها قد لاتمده او تمد الخصم بمثل هذه التسهيلات . الجهات التي كانت ترصد العملية بامكانها تحديد مكان خليل بالضبط بمجرد ان يبداء المحادثة التلفونية . اذا كانت الجهة الداعمة دولة متطورة في هذه الحالة يمكن توفير هذه الامكانيات والامداد بالاجهزة من مصادرها كما وان التحرك كان مرصودا خطوة بخطوة وبالطبع فان الحكومة لاتملك امكانيات الاستطلاع بالقمر الاصطناعي .
العملية منذ البداية كانت مغامرة غير محسوبة علي اسس سليمة وتعتبر مغامرة احتمال نجاحها ضئيل.
الاختفاء والتمويه نهارا والتحرك ليلا مكن القوة الهاجمة من السير لمسافات طويلة مع صعوبة اكتشافها في احيان كثيرة ودراسة عامل الوقت والمسافة واسلوب التحرك كان يظهر انه كان بالامكان انطلاق وحدات من مناطق مختلفة لتطويقها نسبة لانها كانت تقضي كل النهار في حالة توقف واختفاء. الطيران اشتبك مع قوات خليل منذ وصولها حمرة الشيخ واستمرت القوة في التحرك وكان من المفترض ان يقوم خليل باجهاض العملية والاكتفاء بهدف بديل او ان يقوم بمعاودة الهجوم بعد فترة ألا انه تقدم بالرغم من ذلك والدافع لذلك اما عناده واصراره لتحقيق هدفه بالرغم من تناقص احتمال نجاحه اوعدمه والاحتمال الاخر هو ضيق صدر الجهات المتعاونة معه والداعمة للعملية والتي سئمت من الانتظار او لثقتها في نجاح المخطط من خلال الدعم المتوقع والاحتمال الاخير هو انه ربما اكتفي باحداث الفرقعة اذا فشل الهجوم ولذا قرر مواصلة السير بالرغم من الضربات بالطيراني ويظهر ذلك عدم اعتبار سلامة قواته وكانت بعض قادته يعارض فكرة الهجوم علي امدرمان عندما اخبرهم بهدفه علي بعد 180 كيلومتر من ادرمان كما تفيد بعض المعلومات .
لم يظهر الدعم الداخلي والذي كان يعتمدعليه خليل عند الاقتحام او في المرحلة الثانية بعد اذاعة البيان اضافة لاحتمال وصول دعم من الخارج بعد احتلال مطار وادي سيدنا ولايمكن استبعاد وصول قوات من تشاد بنقل قوات واسلحة جوا واذا تم النجاح فيمكن استخدام مطار الخرطوم ايضا. كان بالامكان حدوث ذلك خلال ساعات الليل وقبل وصول احتياطات النجدة من الاقاليم لدعم القوات المسلحة بالخرطوم ( في 1976 وصلت القوات من شندي وعطبرة للخرطوم في نفس اليوم الذي فيه تم فيه استدعائها وساهمت في دحر القوات التي تحركت من ليبيا).
دفعت القوات المسلحة بلواء مشاه في اتجاه غرب ام درمان علي طريق اقتراب قوات العدل والمساواة والتي بدلا من مهاجمة القوات المتحركة من امدرمان فانها غيرت اتجاهها نحو الشمال نحو الدبة ثم عادت لتتجه جنوبا علي طريق شريان الشمال وفي البداية عندما اتجهت شمالا اتجهت الانظار لخزان مروي, الدبة اودنقلا كاهداف محتملة وبالطبع فانه منذ البداية لم تتضح وجهة خليل الحقيقية وهذا من اهم مبأدي التحرك الاستراتيجي وهو ان تخدع الجميع في البداية عن الوجهة الحقيقة للتحرك هل هو العاصمة ام الابيض مثلما حدث في عملية باربروسا خلال الحرب العالمية الثانية اذ لم يتمكن السوفيت من معرفة الوجهة الحقيقية لقوات هتلر هل كانت تتحرك في اتجاه ستالينقراد ام موسكو في نفس الوقت كان هتلر وقيادته في حالة صراع هل تهجم القوات علي العاصمة موسكو وينهار الحكم الشيوعي ام تتوجه القوات نحو ليننقراد مهد الثورة البلشفية ورمزالصمود بالنسبة لهم والخيار الثالث كان بسبب اسباب اقتصادية ويتلخص في الهجوم والوصول لحقول القمح في اوكرانيا ( القادة في الميدان كانوا يتمسكون بالهجوم علي موسكو والاستيلاء عليها ) وكان قرار هتلر اخيرا هو الهجوم علي اوكرانيا وليننقراد وألاولي تقع في الجنوب والاخيرة تقع في الشمال وهما متباعدتان ولذلك عندما تحركت القوات بمحورين انعدمت المفأجاة والتحرك بمحور واحد كان سيربك القوات الروسية للمزيد من تفاصيل هذه العملية انظر.( ليدل هارت . الاقتراب غير المباشر . ص255, فابروفابر لندن, 1970 ) بالانجليزية
تحرك خليل شمالا ثم العودة جنوبا هو عمل شائع في عمليات التقدم والهجوم علي اهداف محددة وفي فترة زمنية محددة وبالتالي يتم تفادي المقاومات التي لم تكن متوقعة وذلك بالمناورة وتفادي المقاومة ثم السير في نفس الاتجاه (By Pass) ( قد تكون دوافعه الحصول علي المياه والغذاء علي طريق شريان الشمال ) .
القوة التي دفعت من امدرمان في اتجاه فتاشة غرب امدرمان كان من الانسب ان تتبع اسلوب الدفاع المتحرك بالانفتاح علي مسافة معقولة مع الاشتباك بقوات بسيطة مع القوات الهاجمة في البداية Checkingثم القيام بدفعه الي مضيق Canalization ثم الاحتواء Containment واخير الهجوم المضاد Counter attack غرب امدرمان بالرغم من صغرحجم القوة التي تم دفعهامقارنة بمساحة المناورة المتوقعة ( المراحل المذكورة حسب كتب التكتيك الا ان القادة في الميدان وحسب الموقف قد يتصرفوا بطريقة اخري داخل الاطار الذي ورد ذكره ). اسلوب المناورة وخطة التحركات التكتيكية يترك القرار فيها لقائد القوة في الميدان وحسب
مناورة العدو واتجاهها .
منذ فترة طويلة كان حلف الاطلسي وقبله جيش الراين البريطاني في نهاية سبعينات الفرن الماضي يستخدمون اللواء الرباعي Square Brigade ( 2 كتيبة مشاه ميكانيكية\2كتيبة دبابات ) وهوتشكيل لاغراض العمليات مع المزج بين الدبابات والمشاةالميكانيكية حتي مستوي الفصيلة وذلك لتوفير مدفع الدبابة حتي مستوي الفصيلة ويتم ذلك حسب الضرورة والموقف اي ان عملية المزج تتوقف علي حسب الموقف والضرورة وتبرز هنا مشكلة القيادة هل المشاة ام المدرعات والقرار بتعيين القائد يتوقف علي العنصر الغالب هل هو المشاة ام المدرعات؟ الا ان مدرسة اخري تري ان يتم الاحتفاظ بالدبابات لتستخدم مجمعة لاحداث الصدمة كل ذلك في اطارالعمليات المتحركة اي الحرب الحديثة . Mobile Operations وحتي العمليات الدفاعية اصبحت سمتها الغالبة هي الحركة (الدفاع المتحرك ) والتي تهدف في النهاية الي اجبار العدو للوصول لارض قتل وتدميره بالضربات الذرية او اسلحة الدمار الشامل ولذا تبرز اهمية اختيار منطقة ارض القتل والنوع الاخر هو الدفاع الموضعي Positional Defense يوجد فية قدر كبير من الحركة وهو شبيه بالذي استخدمته القوات المسلحة. في هذه العملية .
قوة العدل والمساواة كانت عبارة عن موجة واحدة ضعيفة تكسرت علي دفاعات امدرمان والهجوم تم علي ثلاثة محاور بدون عمق في الهجوم اي بدون احتياطي علي المحاور الثلاثة ( كبري النيل الابيض – شارع العرضة ومطار وادي سيدنا) والدليل هو توقف الهجوم بعد تدمير الهجمات الاولي .
د. خليل كان يقود الهجوم علي محور كبري النيل الابيض وكان في المقدمة . القائد الذي يسيطر علي العملية مكانه في الوسط امام الاحتياطي وليس مع المقدمة لانه هو الذي يسيطر علي القوة ويقوم بالمناورة بالاحتياطي لحسم المعركة او لدعم اي اتجا ه لتحقيق النصر في المعركة. ولذلك عندما تحرك خليل مع محور كبري النيل الابيض ترك بقية المحاور بدون سيطرة منه بل انهمك في تفاصيل معركة كوبري النيل الابيض ( هذا المحور يؤدي الي القصر والقيادة العامة ) وعندما ترك خليل موقعه في الامام بعد اتضاح صعوبة اختراق الدفاعات فان قواته لم تستطع التخلص من المعركة والارتداد بطريقة منظمة ومتفق عليها . ما حدث هنا يعني ان القائد قرر انهاء العملية بهذه الصورة بدون تأمين اخراج قواته من الفخ الذي وقعت فيه اي انه اكتفي بهذا القدر وهو حدوث الفرقعة الاعلامية وطفق بعد ذلك يؤكد من خلال اجهزة الاعلام وجوده في امدرمان وانه مسيطر علي الموقف وربما فعل ذلك لمحاولة استنفار بقية القوات التي كان المفروض ان تشترك معه ولم تظهر او لمحاولة ايقاف ارسال قوات لمطاردته و الاكتفاء بالبحث عنه داخل امدرمان وحينها يتمكن من تحقيق انفصال كافي.كل ذلك يظهر ان العملية كانت مغامرة راح ضحيتها اعداد كبيرة من المواطنين الابرياء. حتي اذا نجحت قوات العدل والمساواة في الدخول للخرطوم فان كل القوات بالعاصمة لم تكن في حالة استعداد فقط بل كانت في اوضاع دفاعية وتنتظر من يتحرك . قبل وصل الدبابات وحسمها لمعركة جسر امدرمان كان 30%من قوة خليل الهاجمة علي هذا المحور قد تم تدميرها ولذا كان من المستحيل اكمال مهامها القتالية وفي النهاية اصبحت القوة بدون سيطرة مما مكن من تدميرها .
ندعو الجميع للقبول بالدموقراطية و بالحوار السلمي الجاد وان نعطي الاولوية لكل ما يخص الوطن ومصلحته وان اساليب الوصول للسلطة من خلال العنف دخلت متاحف التاريخ بالرغم من انها لازالت عالقة باذهان بعض النخب في العالم الثالث.
* كاتب المقال زميل كلية الحرب أكاديمية ناصر العسكرية
وسابقا قائد سلاح المدفعية –قائد منطقة اعالي النيل العسكرية- قائد الفرقة المظلية - مدير فرع العمليات الحربية بالقيادة العامة و نائب رئيس هيئة اركان القوات المسلحة حتي 30يونيو1989
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: تبارك شيخ الدين جبريل)
|
الأحد 25 مايو 2008م، 20 جمادي الأولى 1429هـ العدد 5363 هل أخطأ د. خليل مريم عبد الرحمن تكس الصحافة
كان بالضرورة أن يكون واضحاً وجلياً للدكتور خليل ابراهيم والاستاذ عبدالواحد محمد نور والسيد مني اركو مناوي، ان اعلان المبادئ الذي وقع عليه ثلاثتهم في الخامس من يوليو 2005م، بأبوجا مع حكومة السودان لن يفضي الا الى اتفاقية سقفها محسوم سلفاً ببعدين مهمين للغاية. البعد الاول: هو إعلان المبادئ نفسه والذي بدأ هشاً وغير محدد للأطراف كما كتب بلغة فضفاضة ولم يكن محكم النصوص والعبارات كما في اعلان مشاكوس، كما يمكن لأي قانوني او خبير عقود او اي سياسي ان يؤكد ان اعلان المبادئ الذي تم التفاوض في أبوجا في اطاره لم يكن ليأتي باتفاقية تضمن كافة حقوق أهل دارفور وتحل قضية دارفور حلاً شاملاً خاصة مع حكومة لم تكن جادة في تخليص نفسها من براثن القضية ناهيك عن انصاف نصوص اعلان المبادئ لماذا لم ينتبه المافوضون الى اهمية احكام نصوص اعلان المبادئ بعد ان اعترفت الحكومة بالقضية وجلست لمفاوضتهم بضمانات وضغوط اقليمية وعالمية عالية المستوى؟ ببساطة لأنهم كانوا في شغل وصراع على من يرأس المفاوضات من الحركات! وايضاً بالانشقاقات الداخلية وتغيير الوقود وأيضاً لم يستمعوا لنصائح ابناء دارفور في المهجر او الداخل اذا كان اعلان المبادئ قيداً تكبل به المفاوضون قبل ان يجلسوا للتفاصيل. البعد الثاني: هو اتفاقية السلام الشامل (نيفاشا) والتي لم تكن اتفاقية بالمعنى الذي تعارف عليه السودانيون (اديس ابابا 1972م الخرطوم 1997م...إلخ)، بل كانت بمثابة عهد او ميثاق تمخص عنه دستور 2005م، الانتقالي لذلك حينما جرت المفاوضات في ابوجا كان ممثل الحركة الشعبية في حكومة الوحدة الوطنية ممسكاً بملف الثروة في المفاوضات وكان مناديب كندا واميركا وانجلترا والاتحاد الاوربي والاتحاد الافريقي يراقبون البنود التي يمكن ان (تخدش نيفاشا)، ولم تكن مطالب مثل نائب لرئيس الجمهورية، او اقليم او حدود 1956م، للاقليم بأشياء كثيرة على ابناء دارفور لو انهم خرجوا بإعلان مبادئ محكم او دخلوا المفاوضات متحدين او ان اهل دارفور كونوا رأياً موحداً مؤيداً مناصراً لتسوية دائمة للاقليم.. لكل هذه الاسباب مجتمعة لم يكن بالامكان التوصل لاتفاقية تمثل حلاً دائماً وشاملاً.. كنا في ابوجا نراقب هذه الاجواء ولسان حالنا قول ابي العلاء المعري: هل يأبق الانسان من ملك ربه ?? فيخرج عن ارض له وسماء اذا لم يكن سهلاً ولا ممكنا الخروج عن سماء نيفاشا ولا على دستور 2005م، وما ادراك ما دستور 2005م، فهو محروس بعشرة آلاف جندي اممي وجيش مستقل للحركة الشعبية وجيش مشترك وجيش لحكومة شمال السودان، ويزينه ويجمله ويحببه مؤتمر للمانحين في اوسلو بتعهد بأربعة مليارات ونيف لذلك اخطأ د. خليل ابراهيم عندما ظن انه يمكن ان يأخذ حقه بالقوة عندما عجز عن اخذه في ساحات الرؤى والافكار والمفاهيم والتدابير السياسية والافق الانساني الذي يجمع اهل دارفور بالمحبة والاحترام لأن القوة التي قصد بها الخرطوم تعني تعطيل الدستور لذلك وبسرعة مذهلة خرجت الادانة من مجلس الامن ومن اميركا ومن السيد سلفاكير حماية لهذا الدستور الذي لا يمكن السماح بانهياره وأعادت كل المكتسبات التي تمت الى المربع الاول. لكن هل يعني هذا ان نيفاشا عقبة امام ابناء دارفور وان هذا الدستور ضد قضيتهم؟! اقول لا، لأن نيفاشا ودستور 2005م، الانتقالي كانا بالنسبة لنا مكسباً وطنياً كبيراً وكنا نتطير بمن يطعن في ثنائيتها لأنها اي نيفاشا قد وضعت حداً لانهيار اقليم يعيش انسانه في العصور الوسطى ويموت بالخوف والجهل والمرض ومع ذلك تستنزف حرية موارد البلاد واستقرارها، لذلك كانت نيفاشا قيمة لأنها اوقفت ذلك الانهيار لنبدأ صفحة جديدة من تحديات السلام وبناء الثقة بين الشمال والجنوب، لذلك لم تكن نيفاشا ولن نرضى لها ان تكون خصماً على حق اهل دارفور لكن كان الامل في المستقبل والواقع والمنطق يحتم على قادة الحركات في دارفور ان يحترموا الفترة الانتقالية بحس وطني وروح قومية فهل كان بإمكانهم الاستفادة من الفترة الانتقالية بصورة تفضي لنصرة قضية دارفور وتعزيز الاستقرار في دارفور؟! نعم، كانت الفترة الانتقالية فترة ذهبية وهبة السماء لابناء دارفور او بالتحديد لقادة الحركات في ان يفعلوا على الاقل الآتي: ان: 1/ يوحدوا كلمتهم ويديروا حوارات هادفة ومنطقية لتأسيس تنظيم سياسي مفتوح لكافة ابناء السودان يحمل رؤيتهم للتغيير الذي ينشدونه بكل موضوعية وهدوء. 2/ ان يسهموا مساهمة فاعلة في صياغة قانون الانتابات والاحصاء حتى يكونوا جزءاً من القوى الوطنية التي تعمل من أجل الانتقال بالبلاد من الحكم الشمولي إلى الرحاب الديمقراطية الجامعة لكل السودانيين. 3/ كانت الفترة الانتقالية فرصة لمعالجة الكارثة الإنسانية التي يدفع ثمنها أضعف شريحة في مجتمع دارفور، الاطفال والنساء في المعسكرات. 4/ كانت فرصة لدمج المقاتلين في المجتمع ليكونوا قوة سياسية فكرية تنظيمية تحسب لدارفور عن قيام الانتخابات. 5/ عقد المصالحات بين المجتمعات المتناحرة والسعي الجاد لدمج مجتمع دافور ليكون شعباً سودانياً فاعلاً ومنتجاً يعي معنى الحياة ويعرف ادارة مصالحه كما كان قبل الحروب المجتمعية وقبل ان تضرب الحكومة القرى الآمنة. كانت الفترة الانتقالية سانحة لأداء كثير من الايجابيات التي تصب في مصلحة المستقبل فهل غابت هذه الحقائق عن قادة الحركات ام انهم في مرحلة ما خانوا قضيتهم؟ ام انهم لم يؤمنوا اصلاً بالشعارات التي رفعوها؟! بعد خمس سنوات من تفجر الاقتتال في الاقليم وشد انتباه العالم الاجابة ليست صعبة ولا تحتاج الى اجتهاد واقناع وادلة ولم تعد مثل هذه التساؤلات همساً او اشاعة بل هي محور تحليل ودراسات في مختلف المؤسسات العالمية والاقليمية، لماذا؟ لأن القضية بعد اندلاع الحرب في دارفور وبعد الكارثة التي نتجت عن سوء تصرف الحكومة لفتت انظار العالم ممثلاً في الامم المتحدة والمنظمات العالمية بمختلف اهتماماتها وأجندتها وتم صرف أموال طائلة في ادارة المحادثات وفي المساعدات الانسانية كما استحوذت على الاعلام والرأي العام العالمي وبذل جهد فكري وقانوني وسياسي في وقت وجيز لم يبذل في قضية خلال القرن الماضي ومن الطبيعي جدا أن يمضي هذا العالم في الاسئلة والاستفسار والتحليل والاستقصاء عن أطراف القضية؟ من هم وكيف يديرون مجريات الأحداث وهل بإمكانهم بناء تنظيم سياسي فاعل وادارة حوار مع بعضهم ومع بقية مكونات الاقليم ومع السودانيين عموماً.. ايضاً يتساءل اهل دارفور عن مقدرة قادة الحركات وعن مدى اخلاصهم للقضية فأهل دارفور سواء الذين وقفوا مع القضية من دول المهجر او اولئك الذين ناصروهم من الداخل او اهل دارفور الذين يتقلبون في نار النزوح واللجوء منذ سنين في انتظار الفرج اذ بهم جميعهم يكتشفون ان قضيتهم إنما تتخذ غطاءً لمطامع لا ناقة لهم فيها ولا جمل واذا بالراية التي رفعت باسمهم انما رفعت لتصفية حسابات لا تهمهم في شيء. فهل ستموت قضية دارفور مخنوقة (بالقبلية) او (برصاصة) الصراع بين (الاسلاميين)؟ وهل بالامكان تجاهل حق اهل دارفور حينا من الدهر حتى يشب قوم به موقنون؟! إن على حكومة الوحدة الوطنية وخاصة المؤتمر الوطني يقع عبء اصلاح كل ما وقع على كاهل انسان دارفور من معاناة لأن هذه هي مسؤولية اي حكومة على وجه الارض وعليهم ايضاً الاعتراف بالحقوق السياسية والاقتصادية لأهل دارفور وتضمينها في الدستور كما يقع على حكومة الوحدة الوطنية وعلى المؤتمر الوطني انفاذ الدستور وتحويل المبادئ والنصوص إلى واقع عملي فهذا الدستور لا يمكن ان يجير لصالح فئة دون اخرى ولا يمكن ان يكون خصماً على مصالح الشعب وعلى التحول المنشود نحو التعددية والحرية وحقوق الانسان. نحن نحترم حكومة الوحدة الوطنية وندين لها بالولاء والطاعة من خلال احترامنا للدستور الانتقالي الذي اخطأ د. خليل في استهدافه واخطأ عندما ظن ان العالم والشعب والحركة الشعبية سيسمحون بإعادة الجنوب، الى المجهول ولا يعقل ان يسمح الشعب السوداني الذي يعد ايام وليالي الفترة الانتقالية بالساعة لينتقل الى عهد ديمقراطي يليق بكرامته وسيادته ان يضع نفسه تحت رحمة البيان الاول في هذه الالفية التي تجاوزت اهدافها الحقوق الاساسية الى حقوق الرفاه والتقدم. ولا يعقل ان يحسم رجل واحد بعد الآن أمر السلطة إلا بالتراضي أو القانون من هنا على حكومة المشير عمر البشير أن تعلي قيمة هذا الدستور وأن تحفظ روحه ونصه فلا يعقل ان يكون دستوراً مصاناً تراق من أجله الدماء ويقف معه العالم والشركاء تم تنتهك حرمات الأبرياء رغم أنف نصوصه ومبادئه، فالعالم ليس ساذجاً ولا الضمير الانساني ابلهاً نريد للحكومة ان تكون جديرة بهذا الدستور الانتقالي الذي هو من اجل هذا الشعب الصابر الذي يتطلع بنبل وتؤدة الى ان يخطو به نحو فجر طالما انتظره.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
الصورة من انجمينا
الحلقة الثانية ثروت قاسم [email protected] (2-3)
مقدمة:-
في الحلقة الاولى اوضحنا بأن الطبقة المثقفة في انجمينا تتابع باهتمام بالغ مجريات الاحداث السياسية والاجتماعية والثقافية في الخرطوم . ولخصنا تحليل احد المثقفين التشاديين بأن غزوة دكتور خليل ابراهيم لامدرمان يوم السبت الموافق العاشر من مايو كانت رد الرئيس دبي لغزوة انجمينا يوم السبت الموافق الثاني من فبراير . وسبت بسبت , وانجمينا بامدرمان , والبادئ اظلم , والجروح قصاص .
وفي هذه الحلقة الثانية نتناول ادعاءات بضلوع القوات الفرنسية (EPERVIER) والاروبية (EUFOR) المتمركزة في تشاد في تقديم دعم استخباراتي لغزوة دكتور خليل ابراهيم , مما مكنها من عبور اكثر من الف كيلومتر عبر فيافي شرق تشاد ودارفور وكردفان ودخول امدرمان غازية , دون ان تدري بها الاستخبارات العسكرية السودانية , مما يؤكد وجود عجز وخلل استخباراتي في مؤسسة القوات المسلحة السودانية .
ميكال و (EUFOR) + (EPERVIER) :-
ميكال , لواء معاش من قبيلة االقرعان , واسمه ينطق به القوم كما ورد في محكم التنزيل . يقول ميكال بأن (EPERVIER) كلمة فرنسية تعني الصقر, وهو الاسم الذي تعرف به القوات العسكرية الفرنسية المتمركزة في تشاد حسب اتفاقية دفاع مشترك بين فرنسا وتشاد . والاسم لم يعطى لهذه القوات من فراغ , فهي سابحة في سماء تشاد تماما كالصقر, تعرف ما يجري في كل شبر في تشاد 24 ساعة كل يوم , بفضل تقنية الاقمار الصناعية المتوفرة لديها وطائرات المسح والتصوير الجوي المتاحة لها .
و (EUFOR) هو اسم القوات العسكرية الاروبية المتمركزة في شرق تشاد, ومهمتها حفظ السلام وتأمين سلامة اللاجئين الدارفوريين في تشاد وافريقيا الوسطى. وكذلك ال (EUFOR) متصلة بتقنية الاقمار الصناعية من رئاستها في فرشانة في شرق تشاد, وتعرف ما يجري في شرق تشاد على مدار الساعة .
والقوات الفرنسية في تشاد وكذلك القوات الاروبية في شرق تشاد , وحسب ادعاء ميكال , كانت على علم تام بتحرك قوات دكتور خليل ابراهيم من ابشي وحتى وصولها الى امدرمان. بل كانت ترسل , عبر القوات المسلحة التشادية , اشارات استخباراتية في غاية الاهمية , حتى تتجنب قوات دكتور خليل الاحتكاك مع القوات المسلحة السودانية, وتتجنب محطات الجباية في الطريق من دارفور الى امدرمان .
ويدعي ميكال بأن (EPERVIER) قد سهلت فرار دكتور خليل ابراهيم من امدرمان وحتى وادي هور في غرب دارفور, رغم الطلعات الجوية الكثيفة لسلاح الجو السوداني في اثر دكتور خليل ابراهيم .
ويخلص ميكال الى ان القوات العسكرية الفرنسية والاروبية في تشاد قد لعبتا دورا مفتاحيا في دخول قوات دكتور خليل ابراهيم لام درمان .
ويدعي ميكال بأن حملة التورو بورو (يوم السبت الموافق العاشر من مايو) قد تم الاعداد لها مباشرة بعد غزوة انجمينا يوم السبت الموافق الثاني من فبراير الماضي . وان الرئيس دبي اراد الانتقام من الرئيس البشير, ولم يعمل بالحكمة القرعانية التي تقول :
اللي فشى غبينته , هدم قبيلته .
فقد اعمى الغضب الرئيس دبي . واقنع الدكتور خليل ابراهيم الذي يمت اليه بصلة سراره ( قربى بعيدة ) بقيادة حملة مسلحة لقلب نظام الحكم, والاستيلاء على السلطة في الخرطوم .. وصور الرئيس دبي لدكتور خليل الموضوع على انه يريد ان يرد له جميله الذي طوق به الدكتور خليل عنق الرئيس دبي, بالقتال الى جانبه ضد عدوان السبت الموافق الثاني من فبراير الثلاثي , وانقاذ اركان حكمه بدماء الشهداء من دارفور , من عناصر حركة العدل والمساواة , خصوصا في معركة الجمعة الاول من فبراير , خارج العاصمة انجمينا , والتي ابلت فيها حركة العدل والمساواة بلاء حسنا , ومات فيها مئات من عناصر الحركة, وعلى رأسهم القائد الميداني لحركة العدل والمساواة .
واكد الرئيس دبي للدكتور خليل ابراهيم بأن القوة الفرنسية الموجودة في انجمينا (EPERVIER) قد اكدت لهم بما لا يدع مجالا للشك, بان عيون استخبارات القوات الجوية السودانية وعيون الجيش السوداني عمياء ( عمى كباسة ) . فليس لدى الجيش السوداني تقنية اقمار صناعية, ولا طائرات تصوير ومسح جوي وتحليل معطيات , وليس لديهم اجهزة الكترونية لالتقاط مكالمات الثريا . وعليه, وحسب تأكيدات الرئيس دبي للدكتور خليل, فان غزوة التورو بورو سوف تتحرك من ابشى ، وتقطع صحاري شمال دارفور وشمال كردفان, وتصل الى ام درمان, على مسافة اكثر من الف كيلومتر, دون ان تدري بها الاستخبارات العسكرية السودانية .
واكد الرئيس دبي للدكتور ابراهيم, بأن القوة الفرنسية في انجمينا قد وافقت على تقديم دعم استخباراتي متواصل (24 ساعة في اليوم) لقوات الدكتور خليل ابراهيم, سوف يمكنها من تعديل مسارات متحركاتها لتجنب أي قوات سودانية, وتجنب محطات الجبايات على الطريق من دارفور الى ام درمان, وعددها يفوق الخمسين محطة . واقنع الرئيس دبي الدكتور خليل ابراهيم بأن قواته سوف تصل سالمة وكاملة الى ام درمان, وتبدأ معركتها وكأنها بدأت من امدرمان وليس من ابشي على بعد اكثر من الف كيلومتر غرب امدرمان .
ويستمر ميكال في الحكي, ويذكر السامعين بأن الرئيس دبي طلب يوم الجمعة الموافق الاول من فبراير , ومن خلال فرنسا , دعما عسكريا مستعجلا من العقيد القذافي ومن اسرائيل لصد غزوة السبت الثاني من فبراير . وان العقيد القذافي وكذلك اسرائيل ارسلا, وفورا, كمية معتبرة من الذخيرة والاسلحة , ولكنها وصلت الى مطار انجمينا يوم الخميس السابع من فبراير, وبعد تقهقر القوات الغازية خارج انجمينا, يوم الاثنين الرابع من فبراير . وعليه, فقد بقيت هذه الاسلحة والذخيرة في صناديقها . التي اودعت المخازن دون ان يفتحها احد . ولكي يقطع الرئيس دبي الطريق امام الدكتور خليل ابراهيم, فقد امر بتسليم كل هذه الاسلحة والذخيرة, بصناديقها, للدكتور خليل ابراهيم, لتكون تحت تصرفه , ضمن اسلحة وذخيرة اخرى , لضمان نجاح غزوة امدرمان .
وقام الجيش التشادي فورا بتجهيز وتدريب عناصر اسلحة العدل والمساواة ومدها ب 191 وحدة عسكرية متحركة . والوحدة العسكرية المتحركة هي عربة لانكروزر مجهزة بمدفع دوشكا والاسلحة الاخرى من RPG ومدافع الهاون , وصواريخ سام 7 , ومضادات للطيران , واجهزة قتال حديثة مربوطة بالقمر الصناعي , واجهزة الثريا . وكل وحدة عسكرية متحركة عبارة عن دبابة صغيرة, ولكن سريعة الحركة . وكل وحدة مربوطة لاسلكيا واتصاليا وبشكل دائم ومستمر مع الوحدات الاخرى .
كما استفاد الرئيس دبي من غلطته ابان العدوان الثلاثي ( السبت الموافق الثاني من فبراير ) على نظامه, اذ كادت ذخيرة قواته العسكرية من النضوب . ولذلك فقد تم امداد قوات دكتور خليل ابراهيم بذخيرة تفوق, وبمراحل, الاحتياجات الفعلية لهذه القوات . كما تم تجهيز اغلب المتحركات العسكرية بنظارات ليلية اسرائيلية غير متوفرة حتى للجيش السوداني . وقام الدكتور خليل ابراهيم بتوفير العناصر المقاتلة ومقدارها 1231 مقاتل, بعضهم من الاطفال القصر, وتم وضعهم تحت اشراف ضباط وصف ضباط من الجيش التشادي . وتم ايداع مبلغ 35 مليون دولار في حساب خاص في بنك الساحل والصحراء التابع لتجمع الساحل والصحراء ( س , ص ) ورئاسته في طرابلس (ليبيا) وله فروع في انجمينا والخرطوم, وذلك لتمويل عملية التورو بورو; بما في ذلك العناصر المساعدة والنائمة في الخرطوم . وذكر ميكال بان رجل اعمال دارفوري مقيم في لندن, ومساهم كبير في بنك فى الخرطوم, قد قام بتمويل العناصر النائمة في الخرطوم , والتي لاسباب, يجهلها ميكال, لم تتحرك واستمرت في نومها , ربما لفشل العملية قبل ان تبدأ .
وتابع ميكال حديثه بأن اكد بان الدكتور خليل ابراهيم قد استطاع اختراق صفوف حزب المؤتمر الحاكم, وجند بعض المسئولين, من الزغاوة, في دائرة غرب ووسط افريقيا في المؤتمر الوطني الحاكم , ولكن لم تتحرك هذه العناصر, لمساعدة قوات دكتور خليل عند دخولها ام درمان , مما يشي بوجود اشياء خلف الاكمة , لا تزال في رحم الغيب .
وختم ميكال كلامه بأن ادعى بأن القائد سلفاكير قد شم الدم وقال حرم , فقد استغرب سلفاكير للسهولة التي دخل بها دكتور خليل ابراهيم ام درمان, مما اكد له بما لا يدع مجالا للشك, بان اسطورة, وفزاعة, وهوابة, القوات المسلحة الشمالية لا تعدو ان تكون " كلام ساكت " . وعليه فقد بدأ في تسخين الموقف في أبيي; وطلب دعما عسكريا من الولايات المتحدة الامريكية, لتقوية قواته العسكرية, متخذا من غزوة دكتور خليل ابراهيم ذريعة . ذلك ان الادارة الامريكية تعتبر دكتور خليل ابراهيم وحركته من العناصر الارهابية , ومطلوب القبض عليه بواسطة السلطات الامريكية , كما لمحت لصلاته المشبوهة بتنظيم القاعدة الارهابي , خصوصا وخلفية دكتور خليل ابراهيم الاصولية الاسلامية معروفة للكل .
وقد ذكر ميكال بان القائد سلفاكير قد سخر من طلب حكومة الانقاذ اضافة دكتور خليل وحركته للعناصر الارهابية العالمية , لان هكذا لستة سوداء تحتوي على منظمات وحركات مثل: حماس , وحزب الله, وجيش المهدي العراقي, والجيش الثوري الايراني, وحزب المؤتمر الافريقي الحاكم في جنوب افريقيا. وعلى اسماء رموز مثل : حسن نصر الله , خالد مشعل , واحمدي نجاد ونلسون مانديلا . وتسآل القائد سلفاكير هل حقا تريد حكومة الانقاذ اضافة اسم دكتور خليل ابراهيم وحركته لهكذا لستة (سوداء) ؟ وهو الذي لم يفعل اكثر مما طلبته حكومة الانقاذ من معارضيها , ذلك انها وصلت الى الحكم , حسب تأكيدها , بواسطة السلاح , ولن تتركه الا لمن ينزعه منها بالسلاح .
وضرب ميكال اخماسه في اسداسه قائلا :
عجبي .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
العدد رقم: 915 2008-05-31
مندور المهدي مسؤول القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني في حوار ساخن:
حوار: أمينة الفضل ليس كل ما يعرف يقال.. ونعلم الدولة التي دعمت خليل جهات أجنبية مدت المتمردين بمعلومات حول تحرك القوات المسلحة الأجهزة الأمنية محصنة من الاختراق وهذا ينفي ما أشيع خليل هرب بـ(50) عربة نجت منها (5) نملك معلومات حول الجهة الداعمة لقوات خليل بطاقات هواتف الثريا كشفت اللغز وبنوك أجنبية قدمت مساعدات حوار: أمينة الفضل تصوير: يحيى شالكا برغم مضيّ تسعة عشر يوماً على أحداث أم درمان إلا ان بعض الأسئلة ظلت عالقة بالأذهان لم تلق حينها إجابات شافية، ربما لانشغال القادة بالأمر، أو ان الأوان لم يأت للكشف عن التفاصيل لأسباب أمنية. وفي مضباط الحوار كشف مسؤول القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني د.مندور المهدي عن جديد لم يذكر أثناء تناول المعركة إعلامياً، أهمها وجود عناصر داخلية كانت على اتفاق مع خليل، الى جانب ان الحكومة لديها معلومات عن الدولة التي دعمت العدل والمساواة ونقلت العربات في عجالة بالطائرات، وهنالك بنوك أجنبية ساعدت في توفير التمويل وأن عناصر الحركة ملكت هواتف ثريا من إحدى الدول بأكثر من 400 ألف دولار، وأضاف ان الحركة مدت بإمكانات ضخمة جداً، ولم يشأ مندور ان يطلق حكما مسبقا على (اليوناميد) ولكن ألمح الى ثمة علاقة قائلاً "بعض الصور تظهر حميمية بين خليل والهجين". * لماذا تحولت هذه المعركة لحرب مدن؟ لماذا لم تضع الأجهزة الأمنية تقديرا للمدنيين الذين ذهبوا ضحية هذا العدوان؟ - توفرت معلومات كافية حول هذه القوة، والقوات المسلحة حركت قوة ضاربة لأكثر من (50 كيلو) شمال أم درمان وحركت قوات بالتعاون مع الشرطة الى منطقة شريان الشمال وبعض المواقع الأخرى، وكانت هناك تقديرات بأن هذه الأماكن هي التي سيصل منها التمرد داخل ولاية الخرطوم، وكل المعلومات تشير الى ان جهات أجنبية مدت المتمردين بمعلومات حول تحرك القوات، ولذلك من الواضح انهم استفادوا من هذه المعلومات وانحرفوا عن مسارهم الرئيسي وقصدوا الى منطقة أخرى في شريان الشمال غير مغطاة بالقوات واستطاعوا الدخول. * لكن يقال ان المواجهة تمت بكل القوة داخل أم درمان؟ - ليس صحيحاً، لأن هناك قوات كانت متمركزة في شريان الشمال وتعاملت مع هذه القوة واستطاعت ان تدمر جزءا من آلياتها، لكن القوة كان هدفها الرئيسي أم درمان، ولذلك كانت تترك العربات التي دمرت والجثث التي تناثرت على الشارع وعبرت هذه القوة لأم درمان، ولعل الله سبحانه وتعالى قدر ان تصل هذه القوة لأم درمان حتى يهيئ لنا هذا النصر الكبير، لأن هذه القوات بدخولها أم درمان حصرت نفسها في نطاق ضيق، وكانت الاستعدادات مكتملة والسحق تم في زمن وجيز جداً، ولو تمت مواجهة هذه القوات خارج أم درمان رغم انها كانت ستهزم إلا ان عددا كبيرا منها كان سيتمكن من العودة لدارفور، لكن قدر الله ان كل القوة تصل الى أم درمان ويتم القضاء عليها بصورة كاملة ونهائية وساحقة، والخسائر المدنية كانت قليلة واحتسبنا عددا من الشهداء من الشرطة والجيش والأمن. * رغم القبض على عدد من قوات خليل داخل أم درمان لكن ما زال البعض موجوداً الى الآن؟ - إذا كانوا خارج العاصمة فلم يكن من السهل القبض عليهم، وكانوا عادوا إلى قواعدهم، لكن هذه القوة بعد دخولها لأم درمان وخروجها واندساسها في الأحياء تم التبليغ عنها بواسطة المواطنين، وهذه إحدى الحسنات بوجود مناصرة شعبية واسعة، وأحسب ان غالب القوات تم القبض عليها، وفيها قوات تشادية ليست لديها خبرة أو تجربة بالخرطوم، ولذلك كان من السهل ان يتعرف عليهم المواطنون بصورة سهلة.. ورب ضارة نافعة، وهذا الأمر ليس كله شرا أو سبب مشكلة لأم درمان، بل كانت هناك جوانب ايجابية، حيث تم تدمير القوة وإلقاء القبض على عناصرهم.. أيضاً من القضايا الإيجابية كشف عناصر الطابور الخامس داخل أم درمان. * تأكد للجميع وجود طابور خامس مدّ خليل بالمعلومات، فأين دور القوات والأجهزة الأمنية؟! - هذا أمر طبيعي، ولا أحسب ان خليل ابراهيم كان سيغامر هذه المغامرة لولا تأكده من وجود بعض الخلايا النائمة والعناصر داخل العاصمة القومية، ونحن نقدر وجود خلايا داخل الخرطوم، وهناك من أعان وساعد هذه القوات لدخولها الخرطوم، والقوات الأمنية متيقظة لما حدث وقامت بعمل كبير جداً، بالنسبة للإجراءات الاحترازية لضمان عدم التواصل بين هذه الخلايا وبين المجموعات القادمة الى أم درمان. * في هذا الإطار تحدث الجميع حول التعامل مع بعض أبناء دارفور بصورة مستفزة؟! - لا بد أن أؤكد في هذا الإطار ان التعامل الذي تم مع بعض أبناء دارفور في سياق هذه القضية ونحن لم نستهدف قبيلة بعينها ولا نقول ان هذه الأحداث من قبيلة بعينها، ولا نستهدف أي مواطن إنما الجميع محل احترام وثقة، وهذا القوة تمثل مجموعات قليلة من أبناء دارفور لهم طموحاتهم الشخصية ورغبتهم في الوصول للحكم بهذه الوسائل غير الشرعية، وإن تمت بعض الإجراءات ضد بعض المواطنين فهي غير مقصودة، والناس يعلمون انه في سياق بعض الأحداث تحدث بعض هذه الأشياء من الأجهزة دون قصد، وكل أبناء وقبائل دارفور محل تقدير واحترام، وعدد مقدر من أبناء دارفور شاركوا في تقديم المعلومات للأجهزة الأمنية وشاركوا مشاركة فعّالة في التصدي للأحداث، والهدف الرئيسي توفير الأمن ولن يتم هذا إلا بتتبع وترصد هذه الفئات الضالة. * أيضاً تناثرت الأقوال حول وجود طابور خامس داخل الأجهزة الأمنية؟! - ليست لدي معلومات لكن بطبيعة الحال هذه الأجهزة محصنة من الاختراق لأنها أجهزة قومية والاختيار لها يتم عبر الأسس القومية، لذلك لا أقدر ان جزءاً من هذه الأجهزة القومية يمكن ان يتعاون أو يتواصل مع التمرد، ولا أحسب انه تم اكتشاف أمر كهذا. * لكن الجيش لم يتحرك لوجود عدد من الخلايا تعمل بداخله.. هذا ما أشيع؟! - هذه معلومة غير صحيحة والذي قاد هذه العملية هو القوات المسلحة وكل الأجهزة الأمنية المختلفة ناصرت وعاونت القوات المسلحة، هذه الأجهزة المختلفة كانت تحت إمرة القوات المسلحة. * هناك بعض الاتهامات التي وجهت للمسؤولين حول تحملهم لمسؤولية هذا الهجوم وبالتالي عليهم ان يتقدموا باستقالاتهم لهذا الإهمال من جانبهم؟! - أعتقد ان ليس هناك اهمال، فالأجهزة الأمنية واليساسية ظلت تتابع الأحداث لحظة بلحظة ساعة بساعة، وظلت توفر المعلومات لهذه الأجهزة ووفرت التجهيزات العسكرية بصورة كاملة ووفرت الأفراد، والتقديرات كلها كانت تسير نحو مواجهة هذه القوات خارج المدينة، لأن تزويد المتمردين بالمعلومات من أجهزة الاستخبارات العالمية والدولية كان سببا في تجاوز هذه القوات للدخول لأم درمان، ولا أحسب انه كان هناك تقصير من أي من هذه الأجهزة والدليل على ذلك انه عندما وصلت هذه القوات الى أم درمان تمكنت من القضاء عليها في أقل من ثلاث ساعات. * إذن نعود لنقول هي حرب مدن؟! - قال مؤكداً: نعم حرب مدن، ومن المعروف ان حرب المدن طويلة وتستمر ويمكن ان تقيسي ما حدث في كثير من دول العالم، لكن في خلال ثلاث ساعات تمكنت القوات من القضاء على هذه القوة. أحسب ان هذا انتصارا كبيرا جداً لا ينبغي ان يقلل من قيمته وقيمة تدمير (180) عربة. * هل تعتبر ان ما حدث هو سياسة جديدة لاتجاه الحركات المتمردة لحرب المدن لإنهاء صراعاتها مع الحكومة؟! - هذه المحاولة التي تمت ليست من بنات أفكار خليل، وتعلمين ان السودان ظل مستهدفا دولياً وظلت هنالك جهات كثيرة تحاول القضاء على النظام باتخاذها لعدد كبير من الإجراءات سواء بالحصار الاقتصادي أو السياسي أو الغزو عبر جيران السودان.. ولذلك أنا لا أقول ان هذه الحركة معزولة فهذه الحركة تنادى لها الدعم الاقليمي والدولي وتم لها حشد امكانات وقدرات ضخمة جداً، فالعربات التي جاءت للسودان عربات حديثة وجديدة ومجهزة تجهيزات خاصة لعبور الصحراء وهي موديل 2008م... هذه القوات جاءت عبر مناطق غير مأهولة بالسكان وتمكنوا من تجاوز هذه النقاط حتى لا يراهم أحد، وهذا يؤكد ان هذه العملية ليست من بنات أفكار خليل، ونحن نعتقد انها جزء من الحملة التي تستهدف السودان. * ما هي هذه أهدافها؟! - أولها تغيير نظام الحكم في السودان وقد فشلوا في تغيير الحكم كما فشلوا في المرات السابقة، والهدف الآخر هو إبراز السودان كدولة غير آمنة وغير مستقرة، الآن هم يعلمون ان هناك توجهات ضخمة للاستثمار في البلاد وفيها فوائد كبيرة جراء ارتفاع أسعار النفط، وهناك هجمة استثمارية على السودان وهناك قضية الغذاء التي أصبحت قضية محورية على مستوى العالم، الذي يشكو من نقص الغذاء وارتفاع أسعار السلع.. كل العالم يتجه نحو السودان، لأن السودان من حيث الاستثمار هو الثاني أفريقياً والثالث دولياً ولا تريد هذه القوى الإقليمية والدولية ان يكون السودان مصدراً للأمن والاستقرار لكن لا يستطيع التعامل مع هذه الاستثمارات الضخمة الآتية اليه. * إذن ما تم من خليل مغامرة خاسرة؟! - بالطبع هي مغامرة كبيرة وخطيرة، وخليل لطموحه ورغبته الشديدة في تولي الحكم على مستوى السودان تم استخدامه كمخلب قط للوصول لأهدافه، وبالتالي أهدافهم. * لماذا التكتم على الدولة التي ساعدت خليل الى جانب تشاد؟! - حقيقة لا أريد الخوض في تفاصيل هذه القضية، لكن أقول انه تناصرت عوامل اقليمية ودولية في دعم هذا الغزو على البلاد، وليس كل ما يعرف يقال، لكن أقول إننا مطلعون ومعلوماتنا متوفرة حول من أين توفر الدعم، ومن أين تم نقل هذه العربات في عجلة وسرعة بالطائرات، وهل تعلمين انه تم القبض على طائرتين في الأجواء السودانية كانت الشحنة مختلفة تماماً عما ورد في بوليصة الشحن وواضح انها كانت جزء من الدعم الذي يقدم لحركة التمرد... أيضاً وجدنا بنوكا أجنبية ساعدت في توفير هذا الدعم. وعلى سبيل المثال تم شراء بطاقات هواتف الثريا بأكثر من (400) ألف دولار من إحدى الدول، وواضح ان هذه الحملة تشير الى قدرات وإمكانات ضخمة جداً توفرت لهذه الحركة. * إذن هل تغير الحكومة موقفها من القوات الهجين بعد ضلوعها بمساعدة قوات خليل؟! - أجاب بسرعة: لا أريد أن اتهم القوات الأفريقية صحيح هناك بعض الصور تظهر حميمية بين القوات الهجين وخليل، ولكن لا أريد ان استبق الأحداث بأن أتهم جهة من الجهات. * بالرغم من هروب خليل وتصريحاته عبر القنوات إلا ان هناك من شكك في صوته وأن خليل الآن بقبضة السلطات التي تريد القضاء عليه بعد استجوابه والتخلص منه؟! - كان في البداية هناك تضارب في المعلومات حول مصير خليل، وكانت كثير من المعلومات ترجح ان خليل كان خارج العاصمة وكان لديه عدد من العربات وعندما علم بهزيمة قواته هرب. صحيح كانت هناك متابعات وملاحقات للقوات، لكنه اتبع عددا من وسائل التمويه، لكن المعلومات الأكيدة هي هروبه من خارج ساحة المعركة بأكثر من خمسين عربة لكن تم تدميرها والتخلص منها، لأن كثيرا من العربات لم تواصل مسيرتها لنفاد الوقود وما رجع معه من عربات لم يتجاوز الخمس عربات فقط.
السودانى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
هل يسود صوت العقل ام يتواصل دوى المدافع؟؟ محمد الحسن محمد عثمان
قاضى سابق [email protected] قال السفير الامريكى الاسبق فى مذكراته عن السودان ومشاكله انهم كلما راوا ضوءا فى آخر النفق اكتشفوا ان ذلك بداية نفق آخر .... وهكذا تتوالى مصائب السودان ومحنه وكما قال احد الاخوان اننا كلما شعرنا اننا وصلنا للقاع اثبت لنا حكامنا ومعارضيهم ان هناك قاعا اعمق !!
لقد كان اجتياح العاشر من مايو لمدينة امدرمان والذى قام به دكتور خليل ابراهيم هو فصلا آخر وليس اخيرا فى مسلسل النكبات
ولا اعتقد ان هناك عاقلا يمكن ان يؤيد ماقام به خليل فهو بخلفيته الاسلاميه المتطرفه وما مارسه من قمع ضد مواطنينا فى بداية الانقاذ عندما كان جزءا من السلطه ومايصبغه من عنصريه لايصلح ولايستطيع حكم السودان فالشعب السودانى شعبا متنوع الديانات والاعراق وطوال متابعتنا لدكتور خليل لم نسمعه يرفع شعارا قوميا واحد من اجل كل السودان ويقال انه هو الذى الف الكتاب الاسود
ان العالم قد ادان ماقامت به الانقاذ فى دارفور من قتل للابرياء وترويع للمواطنيين ولكن هاهو دكتور خليل يقوم باقتحام مدينه آمنه ويقتل عدد من مواطنيها الابرياء ويروعهم فى وضح النهار وبدوافع اثنيه
فمن الوضح ان الغزاه لم يستهدفوا رجال السلطه بقدر ماكان استهدافهم لرجال القوات النظاميه من الرتب الصغيره ولمحطات الكهرباء والمياه وللمواطنيين العزل بل ان هناك اهدافا كانت اقرب لمواقعهم واكثر وجعا للسلطه تجاوزوها وقطعوا حوالى الفى ميل لضرب الشماليه وامدرمان لدوافع عنصريه كريهه
ومن الواضح ان الحقائق الكامله حول هذا الاجتياح لم تكتمل وذلك للاسباب التاليه
1- اذا كان واضع خطة هذا الاجتياح مستجدا فى القوات النظاميه لما فكر فى اجتياح العاصمه بمئتى عربه لاندكروزر مسلحه ليحتل القصر والقياده العامه والاذاعه ليسقط كل السودان فى يده فماذا عن سلاح الطيران والمظلات فى بحرى والمدرعات فى الشجره وقوات الشرطه والامن ؟؟!!!
2- كيف سيتعامل دكتور خليل مع القياده الشماليه وسلاح مدفعيتها وحامية شندى (التى لوحدها افشلت احدى الانقلابات من قبل) وما ذا اعد لحماية قواته من قوات الاقليم الاوسط وهى على بعد اميال من الخرطوم وماذا عن القياده الشرقيه والقياده الغربيه والفرقه 50 الضاربه فى الابيض بل ماذا عن الحركه الشعبيه وقواتها المتواجده بالعاصمه ؟؟!!
ان كل المعطيات تشير الى ان هذه الاحداث ينقصها فصلا كاملا لم نشاهده وان هناك سندا داخليا معتبرا تقاعس عن الاشتراك لاسباب يعلمها ليجعل قوات خليل تسال عن موقع القصر الجمهورى فى امدرمان وتحتل الاسلكى فى السوق الشعبى ظنا منها انه الاذاعه !!
والاعجب من قوات خليل التى تاهت فى وسط امدرمان هو تعامل الحكومه مع هذا الاجتياح فهى قد قالت من قبل اسبوع للاجتياح انها تتابع قواته وانها لها بالمرصاد (وصدقناها) والمعروف عسكريا ان اختيار طرف لميدان المعركه يعطيه تميزا قد يقوده للانتصار .......وقد كان اما م الحكومه اسبوع من الزمن وحوالى الفى ميل من المسافه لتختار ميدان المعركه وكان لها ان تختار ميدان المعركه فى الصحراء التى عبرتها هذه القوات خاصه ان الحكومه لديها قوة ضاربه من الطيران ميج وانتنوف وعدوها صيد سهل ليس لديه طيران فسماؤه مكشوفه وليس لديه حتى خطوط امدادات ليعوض خسارته ولكن الحكومه اختارت ان تدافع عن القصر فى كبارى امدرمان وان تدافع عن الاذاعه فى شارع العرضه (وهذا تصريح احد قياداتها ) وهذا فى قلب مدينه تذخر بالملايين من البشر العزل من السلاح وبينهم الاطفال والنساء وهكذا فقد كان هناك عددا من الضحايا من الابرياء ... وقد اعطى هذا الاختيار فرصة ان تتسرب جزء من هذه القوات الغازيه لتذوب وسط المواطنيين ولتصبح لغما مدفونا قابل للانفجار فى اى لحظه
ولنا فى رسول الله اسوة حسنه فعندما تحرك الكفار لغزو المدينه جمع الرسول الكريم المسلمين فى المدينه ليشاورهم فى الامر (انظروا لهذا الدرس الديمقراطى العظيم ) فاشار عليه المنافقين بان ينتظر المسلمين حتى دخول الكفار للمدينه ليحاربوهم من فوق اسطح المنازل ولكن المؤمنيين اعترضوا صونا لارواح النساء والاطفال وطلبوا ان يخرجوا لهم ويلتقوهم بعيدا عن المدينه فاخذ سيد المرسلين بنصيحة المؤمنيين وخرج لملاقاة الكفار خارج المدينه صونا لارواح الابرياء
اننى الاحظ (واتمنى ان اكون مخطىء ) ان رد فعل الحكومه شابه الكثير من الانفعال (وهذا ليس وقت الانفعال) فقد ارتفعت الدعوه لقفل باب المفاوضات والحسم عن طريق القتال حتى النصر وهذا لايجوز فالوطن سيكون الخاسر ومهما كان خطأ خليل ومن اتبعه فهم فى النهايه سودانيين وينبغى ان نتعامل مع ماارتكبوه من جرم بحكمه فالوطن الآن مثخن بالجراح وفى حاجه لتضميد جراحه ولن تعالجه مزيدا من صيحات الحرب ولمعان السيوف
ان الوطن فى حوجه لان يرتفع فيه صوت العقل فى هذه اللحظات الحاسمه من تاريخنا فصوت الرصاص لن يؤدى الا لمزيد من الرصاص والضحايا وضياع الوطن وتمزقه
ان الاصوات التى تنادى بقرع الطبول والانتقام والقتال ينبغى ان تتوارى وان يرتفع الآن عاليا صوت التسامح والمصالحه والتوافق
ان القيادات السياسيه ومنظمات المجتمع المدنى وكل الفعاليات الوطنيه مطالبه بان تسمو بنفسها عن اى خلافات وان تتماسك ايادينا جميعا لنرفع الوطن من كبوته
ان بلادنا تعيش الآن لحظات احتقان خطيره ولتنفيس هذا الاحتقان اقترح الاتى
اولا ان تتداعى القوى السياسيه كافه لمؤتمر قومى جامع يشارك فيه الجميع بلا استثناء وبعيدا عن التدخل الاجنبى لمناقشة وحل جميع مشاكل السودان وان يتوافق الجميع على ان الديمقراطيه والاحتكام لحكم القانون هى بداية الطريق للحل وان يعطى كل اقليم حرية الاختيار بين الانضمام لدولة السودان الموحد او حكم ذاتى او حتى الانفصال وان يكون ذلك بالتراضى وبعيدا عن اى حلول عسكريه او مزيدا من الدماء
ثانيا – تكثيف الدعوه عبر وسائل الاعلام للسلام والوفاق ولم الشمل والمصالحه الوطنيه الشامله
ثالثا - ان يصدر عفو عاجل عن الاطفال المغرر بهم فى حملة خليل ويتم الاتصال باهلهم واعادة تاهيلهم لتفويجهم لدارفور كرسل سلام
واسال الله ان يقى السودان الحبيب كل مكروه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
الأربعاء 4 يونيو 2008م، 30 جمادي الأولى 1429هـ العدد 5373 الصحافة ما يستخلص من دروس الغزو الأخير (1-2) د.محمد وقيع الله
خلّف الغزو الأخير لأم درمان دروساً جمّة تستحق أن يعكف عليها المتأملون المحللون. وهي دروس كبرى تتصل بمصائر هذا البلد الذي يتناوشه الأعداء. ومهما يكن فقد استبطن هذا الغزو خيراً كثيراً رغم بشاعته البادية للعيان. فقد أبان يوم الروع مجدداً عن صلابة أهل الإيمان، الذين تصدوا للغزو، وأعرب فيه أهل الإعلام الذين كانوا يشنون الغارة تلو الغارة على نظام الإنقاذ أنهم أهل وطنية وموطن مسؤولية فلم يرتضوا الغزو ولم يشمتوا في النظام. وأعلن الشعب الأبي بكامله عن رفضه للفوضى ومعارضته لتحركات القبليين العنصريين لتقويض نظام الحكم. فهذه مشاعر ينبغي أن يستثمرها أهل الإنقاذ، أقصد الحادبين منهم (وليس أغبيائهم الغارقين في الانتهازية والسلبية والموات) ليجددوا روابطهم بهذا الشعب، ويعمِّقوا وجودهم فيه. وكنت قد لمست خلال السنوات الأخيرة إهمالاً من الكثيرين من أهل الإنقاذ لبعدهم الشعبي الوطني، وساورني إحساس وكأنهم هؤلاء قد قرروا أو تواطأوا على أن يستغنوا عن هذا البعد، ولا أدري مدى صحة إحساسي من خطئه، ولكن هذه اللحظة الراهنة هي اللحظة الناضجة السانحة للتحرّك للإنغماس في صميم الشعب والاهتمام بصورة أكبر بمطالبه.. وهذا مجرّد نداء إلى بيروقراطية ما يسمى بالمؤتمر الوطني!! عبقرية تحطيم الحركة الإسلامية: أقول هذا لأنه إذا كانت القوات النظامية قد أبلت في مقاومة الغزو وإزهاقه، فإن أفراد الشعب كان لهم دورهم العظيم في الإبلاغ والتعقّب ومحاصرة الفلول الشاردة والقبض عليها وقد اتضح ذلك من دلالة الرقم المهول للإتصالات الهاتفية التي تلقتها الأجهزة المختصة بتنظيف العاصمة من الغزاة. وبعد ذلك فعلى الشعب أن يواصل جهوده بمسؤولية وبراعة لينظف العاصمة من أفراد الطابور الخامس الذي لا يقل شراً عن شر الغزاة، وأن يعمل على تمييز أفراد هذا الطابور ومراقبتهم وشلِّ حركتهم، فهم المنوط بهم تسديد حركة الغزاة وتوصيلهم إلى أهدافهم، ولا نعدو الدقة إن قلنا إن قيادة هذا الطابور الخامس بالداخل هي التي دبّرت هذا الغزو من الأساس. وإن هذا الشيخ الذي استخدم عبقريته في الماضي ليسهم في إعادة هيكلة الحركة الإسلامية وتشكيلها وتوجيهها وقيادتها نحو تحقيق نجاحاتها، يريد اليوم أن يستخدم عبقريته لتحطيم الحركة الإسلامية وتبديد منجزاتها، ولكن فاته أن يعلم أن ذلك غير ممكن وغير متاح، لأن ظروف الزمان المواتية له قد ولّت وانقضت، وقد فات على أصحابه ومعاونيه أن يدركوا أن فلسفة التاريخ قد أثبتت أن دور البطل لا يصنع وحده مفاصل التاريخ، وأن عبقرية الزعيم مهما عظمت لا تفعل فعلها عن استقلال عن ظروف الزمان والمكان! وقد فات على هؤلاء جميعاً أن يستيقنوا أن مكامن القوة في الإنقاذ ستتصدى لهم دائماً، وتفطن لمكرهم، ومن هو أقدر على فهم مكائد الشيخ من تلاميذه وتلاميذ تلاميذه وتلاميذهم، بل إن الشعب كله قد أصبح متفطناً لهذا الدهاء الشرير الذي خطط يوماً لاعتقال قادة الحكم وهم يؤدون صلاة الجمعة وهو دهاء أين منه دهاء إبليس! وإذا كان هذا الشيخ قد ظن أنه مثلما بنى الحركة الإسلامية فهو قادر على تقويضها، فليدرك أنه قد وجد حينها على الخير أعواناً من أهل البر المتجردين المحتسبين، وهذا هو غير حاله اليوم حيث لا يجد على ما يبغي من الشر أعواناً إلا من زمر العنصريين المعزولين الذين لا قضية لهم تقنع ولا هوى للشعب فيهم، فهم منبوذون من قبل أهلنا الكرام الأحبة في دارفور قبل غيرهم، ولا أدل على ذلك من أن هؤلاء الغزاة البغاة من عشاق السلطة، لم يجدوا لهم أعواناً وجنداً إلا من الأطفال الصغار القصّر أو من جاوزوا سن الرشد بقليل، وأمثال هؤلاء لا يمكن أن ينجزوا للشيخ أهدافه الكبار التي يتعصًّب لإنجازها ويرهن لها ما بقي له من سني العمر القصار! الحماقة أعيت من يداويها: وهكذا فربما كتب على الحركة الإسلامية السودانية أن تبقى في حالة تربص دائم مما تجود به قريحة هذا الشخص المفتون، فهو يرى أن لزاماً عليه أن يحطم كل شيء ليشفي غيظه وغيظ العنصريين وينتقم. ولذا لا تراه يبدي أدنى مرونة في حوار أو مشروع تصالح، والذي يحدوه التعصب ومرض النفس بهذا الحال ما أحراه أن يفشل في تحقيق كل هدف يرنو ويصبو إليه! إن هذه الأحقاد المشتعلة التي تأبى عليه الجنوح إلى الصلح كانت هي بلا شك مسوغ توجيهاته كما كانت بواعث تحركات ذلك الغزو الإجرامي الأثيم، وأما التلفع بالشعارات الطنانة (في بسط الحرية والفيدرالية)! وأما الانتساب إلى مبادئ (العدل والمساواة!) فهذا كله زور في باطنه الزور، وكلها دعاوى تتعارض مع تبريرهم المتوقح لارتكابهم جناية الغزو، وترويع الآمنين، وهو التبرير القائل بشرعية نقل المعركة إلى الخرطوم!! وهذا التبرير ردده للأسف البالغ هذا الشيخ السابق، الذي ملّ الناس وسئموا من كثرة تعابثه بالمنطق وتعاظله بالألفاظ، وما عادوا يرون فيه إلا علامة من علامات الحمق والجهل الذي يودي أول ما يودي بصاحبه، وصدق من قال: لا يبلغ الأعداء من جاهل ما يبلغ الجاهل من نفسه! والجهل بهذا المعنى هو نقيض الحلم وليس نقيض العلم. فأخو الجهالة في قول القائل هذا هو من لا يفيده علم، وإن كان من أصحاب العلم الوافر، لأن جهله يطغى ويَعم ويُعمي ويَصم! وإلا فما الذي أضل هؤلاء المتشنجين الذين غزوا العاصمة هذا الغزو الطائش الذي نحروا فيه أنفسهم، إلا توتر عواطفهم وتأجج أحقادهم الذي أعشى أبصارهم وبصائرهم وخيّل إليهم أنهم يمكن أن يدحروا جحافل قواتنا المسلحة الباسلة، وقوات أمننا المستيقظة، وكتائب دفاعنا الشعبي المفطورة على عشق الجهاد! دلالة العامل الفرنسي: أم يا ترى أن ما شجّع هؤلاء الغزاة هو قدوم العامل الفرنسي الذي جاء يشد من أزرهم ويؤكِّد وزرهم؟! وتدخل فرنسا في شؤون السودان قد جاء في هذه المرة بصورة سافرة ليس لها مثيل منذ يوم فشودة. ورغم أن الحكومة السودانية قد أشارت إلى هذا العامل من دون أن تسميه، إلا أن الناس قد فهموا أن الفرنسيين هم المقصودون وأنهم هم الذين قاموا بمد الغزاة بمعلومات الأقمار الصناعية عن مسارات الجيش السوداني في الصحراء حتى يتفادوه. وإن صح هذا الاتهام، وليس من شيء يحول دون ذلك، فلا يمكن أن يكون الدور الفرنسي قد اقتصر على ذلك العمل الإرشادي التوجيهي وحده، ولا بد أن يكونوا قد قاموا بأدوار أخرى في مساندة الغزاة في مجالات التخطيط والتدريب والتمويل، وبالتالي فلا بد أن تكون للفرنسيين مصالح كبرى، مباشرة أو غير مباشرة، دعتهم للتورط في دعم الغزاة بهذا القدر، فما هي تلك الأهداف؟! قد يقال إن خوف الفرنسيين من سقوط النظام التشادي هو الذي دعاهم لمحاولة اسقاط نظام الإنقاذ، ولكن يصعب قبول هذه الفرضية لأن الإنقاذ لا تريد اسقاط النظام التشادي ولو أرادت لفعلت فإسقاط النظام التشادي لا يخدم الإنقاذ في شيء بل ربما عقَّد أوضاع دارفور أكثر وأكثر، ويزيد من ضعف هذه الفرضية أن فرنسا لم تقدّم اتهاماً صريحاً ولا ضمنياً لحكومة السودان بالتدخل في الشأن التشادي أو محاولة اسقاط حكومة انجمينا. وربما قيل إن الحكومة الفرنسية قد جاءت في عهدها اليميني الحاضر بأجندة جديدة تتصل بتقوية مستعمراتها السابقة حيث تريد توسيع نفوذها اهتداءً بالنموذج الأميركي في توسيع نفوذ الدول الحليفة لتؤدي أدواراً إقليمية لصالح الاستراتيجية الأميركية. وهنا ربما هدفت فرنسا ساركوزي إلى تقوية تشاد بتمكينها من مدِّ نفوذها إلى السودان والتحكّم فيه وتسخير إمكاناته لخدمة الاستراتيجية الفرنسية في المنطقة. وهنا ربما هدفت باريس إلى اللعب بعامل الأقليات الإثنية الذي لعبته واشنطون بنجاح من قبل حيث ساندت عدة أقليات إثنية صغيرة ومكَّنتها من حكم أقطار إفريقية أصبحت تدور في الفلك الأميركي، والنموذج الفرنسي المطلوب صنعه في هذه الحال شبيه بالنموذج الذي اصطنعه الأميركيون في أوائل التسعينيات بمساندتهم لأقلية إثنية صغيرة تمتد في قطرين إفريقيين متجاورين، وتمكينها من حكم هذين القطرين اللذين يحدان السودان من تلقاء الشرق! وربما افترض البعض أن فرنسا لم تؤد هذا الدور في مساندة الغزو الأخير إلا بالوكالة عن أميركا وحكامها من المحافظين الجدد الغلاة الذين آن لهم أن يتخلوا عن الحكم قبيل نهاية هذا العام وهم لا يريدون أن يتخلوا عن الحكم مجللين بهزائمهم وارتكاساتهم في أفغانستان والعراق ويريدون أن يحققوا انتصاراً تعويضياً خاطفاً في السودان. وهذا قول له وجاهته ومقبوليته وعليه انتقاد. فمما يزيد من وجاهته ومقبوليته أن فرنسا أصبحت تسارع في رضا أميركا وتجتهد في فعل كل شيء يرضيها ويقربها منها، ومما يزيد من وجاهة هذا القول ومقبوليته أن المرشح الرئاسي الجمهوري، جون مكين، وهو وإن لم يكن من المحافظين الجدد إلا أنه ليس بعيداً منهم، أضحى في أشد الحاجة في موقفه التنافسي الحالي الحرج إزاء أوباما إلى أي نصر أميركي في الخارج، ولا شك أن انتصار المتاجرين بقضية دارفور وتمكنهم من تحطيم نظام الإنقاذ كان سيدعم موقف مكين الانتخابي إلى أقصى حدّ. ولكن مما ينتقد عليه هذا الفرض القائل بقيام فرنسا بدعم الغزو الأخير النيابة عن أميركا أن واشنطون كانت قادرة بنفسها على أداء هذا الدور الذي أداه الفرنسيون وما كانت بحاجة إلى توكيل طرف آخر ليقوم به. كما أن أميركا ربما لم تكن ترى فائدة في هذا الغزو لأنه سيربك في حال نجاحه خطتها في إنفاذ اتفاق نيفاشا الذي تستهدف به في النهاية تمكين طرف آخر من جنوب السودان وليس من غربه كي يتمكّن من حكم السودان. وأخيراً ربما تسرّب قول يربط ما استهللنا به هذا البيان بما هو في آخره، وهو أن العامل الفرنسي في الغزو الأخير له ارتباط شديد بدهاء خريج السوربون الذي سلمهم كارلوس من قبل فقدروا له ذلك الفعل ووثقوا بجدوى التعامل معه وانخرطوا من ثم في مساندة أتباعه المرتبطين به. وهذا القول إذا أصاب فصوابه جزئي، لأن الأحداث الكبار لا يصح تعليلها بالعوامل العرضية وحدها، فمثل هذا العامل إذا صح وروده، لا بد أن يأتي مستصحباً في ثنايا حشد من العوامل التي تتجاوزه قدراً وأهمية فهو يكتسب أهميته منها لا العكس. ولكن حتى الآن لا يوجد ما يدعو لاستبعاد هذا العامل الجزئي، ومما يدعو إلى النظر الجدي فيه، ما تأكد من أن واحداً من أهم وأسرع ما كان الغزاة بصدد تحقيقه، هو اختطاف عدد من المسؤولين وتسليمهم لجهات خارجية لتقوم بتسليمهم لما يسمى بالمحكمة الجنائية الدولية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
ظاهرة فرعونية اسمها معمر القذافي!! كتب الطيب مصطفي Saturday, 07 June 2008
زفرات حرى
الطيب مصطفى
ظاهرة فرعونية اسمها معمر القذافي!!
وهكذا ينكشف المحجوب والمستور الذي كنا نعلمه يقيناً ومما كان الرقباء يمنعوننا من الصدع به أو البوح، فقد كان القذافي ضالعاً من قمة رأسه إلى أخمص قدميه في الهجوم الغادر على أم درمان، بل إن الرجل كان وراء كثير من إن لم يكن معظم، مشكلات السودان منذ أن وطئت قدماه قصره الامبراطوري في ليبيا قبل زهاء الأربعة عقود من الزمان، فما من نظام حكم في السودان لم يذق من بأس الرجل وتآمره وأود أن اعبر عن قناعتي بأنه لا يوجد حاكم في الدنيا قديماً وحديثاً يمكن أن يكون قد فعل بشعبه وبجيرانه وبالعالم أجمع ما فعله القذافي، بل إني لأعتقد اعتقاداً جازماً أن فرعون موسى لم يكن بأبشع منه طغياناً واستخفافاً بشعبه.
حدِّثوني بربكم عن آية واحدة من كتاب الله نزلت في فرعون لا تنطبق على فرعون ليبيا؟... قال الله تعالى على لسان فرعون: (ما أُريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد) بربكم هل كان الشعب الليبي يرى أو يسمع أو يعقل مع زعيمه الذي نصَّب نفسه إلهاً يُعبد كما سأبين فيما بعد أم أن الرجل كان الآمر الناهي الذي لا معقِّب لحكمه وأمره بل لأوامر أبنائه الحكَّام الصغار؟!
يقول الله تعالى عن فرعون موسى: (فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوماً فاسقين) بربكم ألم يستخف الرجل قومه ويفعل بهم الأفاعيل؟ ألم يكن ولا يزال يتصرف في أموال ليبيا كما يتصرف السفيه المعتوه في مال غيره؟! ألم يتلاعب بشعبه كما يتلاعب وحش شرس بأرنب وديع؟! أربعون عاماً ولا أحد يعلم متى ينتهي حكم الرجل!!
قال لي بعض الليبيين ممن وثقوا بي حين كنت أقابلهم (خارج ليبيا بالطبع) إبان عملي الحكومي إنهم يشعرون بحزن لا يوصف أن هذا الرجل يتصالح الآن مع أمريكا بعد ثلاثة عقود من القطيعة والمواجهة ويدفع مقابل ذلك الكثير، فمن يعوض الشعب الليبي عن ذلك الزمن الضائع والمال المهدَر في مغامرات الرجل طوال تلك السنون؟! هكذا بدون سابق إنذار ينقلب الرجل ليصبح باطل امريكا هو الحق المبين مما يحتاج إلى بيان كثير.
ابقو معنا قراءنا الكرام.
بين (الانتباهة) وقرائها
أجدني اليوم مضطراً لمخاطبة القراء الكرام، معتذراً إليهم أني مع آخرين من الأخوة ناشري الصحف السياسية قُدنا مُبادرة لرفع سعر الصحف إلى جنيه واحد لكل نسخة، اعتباراً من منتصف هذا الشهر.
يعتصرني ألم مُمض أن أقول ذلك بحسرة من يضطر إلى لطم من يحسن إليه ويكرمه وهل من إكرام وتوقير أكبر من أن يفتديك المرء بماله ليس اضطراراً شأن من يشتري رغيف الخبز وزيت الطعام وإنما إيثاراً وتضحية حال من يشتري رأيك ويبذل لاقتناء فكرك مقدماً إياه على ما يضطر إلى اقتنائه أو شرائه اضطراراً.
الصحافة قراءنا الكرام تعيش في محنة لا يعلمها إلا من يكابدون معاناتها ويتلوون من أوجاعها ويحترقون بنيرانها ويحتضرون بسكرات الموت البطئ جراء عذاباتها..
لن أطيل في شرح لماذا تنادت الصحف السياسية السودانية لتقرر رفع سعرها، فيكفي أن نذكر أن السعر الحالي ظل كما هو منذ عام ٩٩٩١م في وقت تزايدت فيه أسعار كل شئ عدة مرات خلال تلك السنوات بما في ذلك كل مدخلات الطباعة، فعلى سبيل المثال فإن سعر طن الورق ارتفع من ٠٤٤ دولاراً عام ٩٩٩١م إلى ٠٠٢١ دولار اليوم، كما ارتفعت الأجور جراء ارتفاع الأسعار وزاد كل شيء أضعافاً مضاعفة، ولذلك نؤكد أن الصحيفة هى الخدمة الوحيدة التي تباع بالخسارة وكلما ارتفع توزيع الصحيفة زادت خسائرها حيث أن النسخة الواحدة تبلغ ما يقرب من ضعف العائد منها.
من أسف فإن مورد الإعلان لا يُعتمد عليه فهو مورد متأرجح متذبذب فضلاً عن مشكلة استرداد قيمته سواء من القطاع العام أو الخاص، فإذا أُضيف إلى كل ذلك الضرائب والرسوم الأخرى التي أثقلت كاهل الصحافة وأرهقتها بالديون، فإن إصدار القرار يصبح أمراً لا مناص منه.
نقولها بحرقة إن هذه الأزمة المستفحلة أثرت كثيراً في ارتقاء الخدمة الصحفية وفي تدريب وتأهيل الصحافيين ومنحهم الأجور المناسبة وفي تحقيق الاستقرار المهني للصحافيين والكتاب.
لذلك كله فقد كنا أمام خيارين لا ثالث لهما فإما أن نتوقف عن الصدور ولو بعد حين ونُقدم على الانتحار، وإما أن نلجأ من بعد الله العلي الكبير إلى قرائنا، وهكذا لم تجد الصحف السياسية مناصاً من زيادة أسعارها تأسياً بحكمة أن آخر الدواء الكي.. فقد اضطررنا إلى الكي الذي كان بمثابة الدواء المر الذي يتجرعه المرء رغم آثاره الجانبية التي تكون في كثير من الأحيان قاسية ومؤلمة.
نحن في (الإنتباهة) نحسب أن قراءنا يعلمون أننا أصحاب قضية وفكرة ولو كان الأمر غير ذلك لهان علينا كثيراً قرار التوقف عن الصدور لكننا على ثقة أن معظم من يقرأون (الإنتباهة) سيفدونها بتلك الزيادة حماية لها من أن تموت أو تنكسر أمام ضغوط من جعلوا همهم الأكبر هو القضاء عليها وإسكات صوتها وهل من دليل على ذلك أكبر من الدعاوى التي تتوالى علينا أمام القضاء بل وهل أبلغ من أن يكتب كبيرهم لوزير العدل طالباً وقف (الإنتباهة) ومن أن تكون حاضرة في مؤتمرات الحركة الشعبية واجتماعاتها بل ومرصودة من السفارات والمنظمات وعملائها؟
(الإنتباهة) تخاطب اليوم قراءها الذين تعتبرهم شركاء في همها كونهم أصحاب رسالة نخشى أن تتوقف أو تُخنق وراية نخشى أن تسقط.. راية إيقاظ هذه البلاد وتنبيهها وهز كتفيها بقوة حتى تفيق وتنهض وتتصدى للأخطار الكبيرة التي تتهددها وتوشك أن تدمر مستقبلها وتقضي على هويتها!!
فهلاّ تفهم قراؤنا الكرام قرارنا وآزرونا لمواصلة المسيرة؟ الانتباهة 8/6/2008
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
ظاهرة فرعونية اسمها معمر القذافي!! كتب الطيب مصطفي Saturday, 07 June 2008
زفرات حرى
الطيب مصطفى
ظاهرة فرعونية اسمها معمر القذافي!!
وهكذا ينكشف المحجوب والمستور الذي كنا نعلمه يقيناً ومما كان الرقباء يمنعوننا من الصدع به أو البوح، فقد كان القذافي ضالعاً من قمة رأسه إلى أخمص قدميه في الهجوم الغادر على أم درمان، بل إن الرجل كان وراء كثير من إن لم يكن معظم، مشكلات السودان منذ أن وطئت قدماه قصره الامبراطوري في ليبيا قبل زهاء الأربعة عقود من الزمان، فما من نظام حكم في السودان لم يذق من بأس الرجل وتآمره وأود أن اعبر عن قناعتي بأنه لا يوجد حاكم في الدنيا قديماً وحديثاً يمكن أن يكون قد فعل بشعبه وبجيرانه وبالعالم أجمع ما فعله القذافي، بل إني لأعتقد اعتقاداً جازماً أن فرعون موسى لم يكن بأبشع منه طغياناً واستخفافاً بشعبه.
حدِّثوني بربكم عن آية واحدة من كتاب الله نزلت في فرعون لا تنطبق على فرعون ليبيا؟... قال الله تعالى على لسان فرعون: (ما أُريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد) بربكم هل كان الشعب الليبي يرى أو يسمع أو يعقل مع زعيمه الذي نصَّب نفسه إلهاً يُعبد كما سأبين فيما بعد أم أن الرجل كان الآمر الناهي الذي لا معقِّب لحكمه وأمره بل لأوامر أبنائه الحكَّام الصغار؟!
يقول الله تعالى عن فرعون موسى: (فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوماً فاسقين) بربكم ألم يستخف الرجل قومه ويفعل بهم الأفاعيل؟ ألم يكن ولا يزال يتصرف في أموال ليبيا كما يتصرف السفيه المعتوه في مال غيره؟! ألم يتلاعب بشعبه كما يتلاعب وحش شرس بأرنب وديع؟! أربعون عاماً ولا أحد يعلم متى ينتهي حكم الرجل!!
قال لي بعض الليبيين ممن وثقوا بي حين كنت أقابلهم (خارج ليبيا بالطبع) إبان عملي الحكومي إنهم يشعرون بحزن لا يوصف أن هذا الرجل يتصالح الآن مع أمريكا بعد ثلاثة عقود من القطيعة والمواجهة ويدفع مقابل ذلك الكثير، فمن يعوض الشعب الليبي عن ذلك الزمن الضائع والمال المهدَر في مغامرات الرجل طوال تلك السنون؟! هكذا بدون سابق إنذار ينقلب الرجل ليصبح باطل امريكا هو الحق المبين مما يحتاج إلى بيان كثير.
ابقو معنا قراءنا الكرام.
بين (الانتباهة) وقرائها
أجدني اليوم مضطراً لمخاطبة القراء الكرام، معتذراً إليهم أني مع آخرين من الأخوة ناشري الصحف السياسية قُدنا مُبادرة لرفع سعر الصحف إلى جنيه واحد لكل نسخة، اعتباراً من منتصف هذا الشهر.
يعتصرني ألم مُمض أن أقول ذلك بحسرة من يضطر إلى لطم من يحسن إليه ويكرمه وهل من إكرام وتوقير أكبر من أن يفتديك المرء بماله ليس اضطراراً شأن من يشتري رغيف الخبز وزيت الطعام وإنما إيثاراً وتضحية حال من يشتري رأيك ويبذل لاقتناء فكرك مقدماً إياه على ما يضطر إلى اقتنائه أو شرائه اضطراراً.
الصحافة قراءنا الكرام تعيش في محنة لا يعلمها إلا من يكابدون معاناتها ويتلوون من أوجاعها ويحترقون بنيرانها ويحتضرون بسكرات الموت البطئ جراء عذاباتها..
لن أطيل في شرح لماذا تنادت الصحف السياسية السودانية لتقرر رفع سعرها، فيكفي أن نذكر أن السعر الحالي ظل كما هو منذ عام ٩٩٩١م في وقت تزايدت فيه أسعار كل شئ عدة مرات خلال تلك السنوات بما في ذلك كل مدخلات الطباعة، فعلى سبيل المثال فإن سعر طن الورق ارتفع من ٠٤٤ دولاراً عام ٩٩٩١م إلى ٠٠٢١ دولار اليوم، كما ارتفعت الأجور جراء ارتفاع الأسعار وزاد كل شيء أضعافاً مضاعفة، ولذلك نؤكد أن الصحيفة هى الخدمة الوحيدة التي تباع بالخسارة وكلما ارتفع توزيع الصحيفة زادت خسائرها حيث أن النسخة الواحدة تبلغ ما يقرب من ضعف العائد منها.
من أسف فإن مورد الإعلان لا يُعتمد عليه فهو مورد متأرجح متذبذب فضلاً عن مشكلة استرداد قيمته سواء من القطاع العام أو الخاص، فإذا أُضيف إلى كل ذلك الضرائب والرسوم الأخرى التي أثقلت كاهل الصحافة وأرهقتها بالديون، فإن إصدار القرار يصبح أمراً لا مناص منه.
نقولها بحرقة إن هذه الأزمة المستفحلة أثرت كثيراً في ارتقاء الخدمة الصحفية وفي تدريب وتأهيل الصحافيين ومنحهم الأجور المناسبة وفي تحقيق الاستقرار المهني للصحافيين والكتاب.
لذلك كله فقد كنا أمام خيارين لا ثالث لهما فإما أن نتوقف عن الصدور ولو بعد حين ونُقدم على الانتحار، وإما أن نلجأ من بعد الله العلي الكبير إلى قرائنا، وهكذا لم تجد الصحف السياسية مناصاً من زيادة أسعارها تأسياً بحكمة أن آخر الدواء الكي.. فقد اضطررنا إلى الكي الذي كان بمثابة الدواء المر الذي يتجرعه المرء رغم آثاره الجانبية التي تكون في كثير من الأحيان قاسية ومؤلمة.
نحن في (الإنتباهة) نحسب أن قراءنا يعلمون أننا أصحاب قضية وفكرة ولو كان الأمر غير ذلك لهان علينا كثيراً قرار التوقف عن الصدور لكننا على ثقة أن معظم من يقرأون (الإنتباهة) سيفدونها بتلك الزيادة حماية لها من أن تموت أو تنكسر أمام ضغوط من جعلوا همهم الأكبر هو القضاء عليها وإسكات صوتها وهل من دليل على ذلك أكبر من الدعاوى التي تتوالى علينا أمام القضاء بل وهل أبلغ من أن يكتب كبيرهم لوزير العدل طالباً وقف (الإنتباهة) ومن أن تكون حاضرة في مؤتمرات الحركة الشعبية واجتماعاتها بل ومرصودة من السفارات والمنظمات وعملائها؟
(الإنتباهة) تخاطب اليوم قراءها الذين تعتبرهم شركاء في همها كونهم أصحاب رسالة نخشى أن تتوقف أو تُخنق وراية نخشى أن تسقط.. راية إيقاظ هذه البلاد وتنبيهها وهز كتفيها بقوة حتى تفيق وتنهض وتتصدى للأخطار الكبيرة التي تتهددها وتوشك أن تدمر مستقبلها وتقضي على هويتها!!
فهلاّ تفهم قراؤنا الكرام قرارنا وآزرونا لمواصلة المسيرة؟ الانتباهة 8/6/2008
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
11 يونيو 2008م، 7 جمادي الآخرة 1429هـ العدد 5380 رأي ما يستخلص من دروس الغزو الأخير؟! (2من2) د.محمد وقيع الله الصحافة
من المنشية.. إلى انجمينا.. إلى باريس! تحدثنا في الحلقة الماضية عن بعض دوافع الغزو الأخير، وتركّز أكثر حديثنا على العامل الداخلي، المتصل بصراع الإسلاميين فيما بينهم، وقلنا إنه عامل ما كان ينبغي أن يتطاول إلى هذا الحد، لولا إصرار شخص واحد على تطويل أمد الصراع، وتكثيفه، والاستخفاف بنتائجه. كما تحدثنا عن العامل الخارجي، وركّزنا على ما يمكن أن يدفع دولة مثل فرنسا لمؤازرة غزو السودان انطلاقاً من تشاد. وفي حديث اليوم نركِّز على بعض مهمات ما بعد الغزو، وملامح الحل الجذري المرتجى لمعضل دار فور. تنمية دار فور: وفي هذا المدى لا يحسن أن تستغرقنا أو تستخفنا تفاصيل أحداث الغزو الأخير، وتبعدنا بالتالي عن لب الموضوع وجوهره. ومع تسليمنا بأن الكثير من عوامل الصراع في دار فور وحولها هي عوامل سياسية محضة، إلا أن الحل الجذري الناجز لهذا الإشكال المعضل، لا يمكن أن يتأتى، في تقديرنا، إلا طريق الاقتصاد. ولهذا فمن المهم إلى أقصى مدى أن تتواصل مجهودات التنمية في المناطق الآمنة في دار فور، وأكثر مناطقها هي آمنة الآن، بحمد الله، وأن تعطى دار فور في مجملها الأولوية الكبرى في خطط التنمية والتعمير، خلافاً للخطة المنسوبة لحمدي. فالتنمية الاقتصادية هي أساس الحل للمشكل الدار فوري على المدى البعيد. فعندما يرى المحاربون الفارق بين تقدّم المناطق الآمنة وتقهقر المناطق المشتعلة فتناً وفوضى سيدركون تماماً أن ما كانوا يحاربون من أجله -إن حقاً أو باطلاً- قد تحقق في المناطق الآمنة التي ليست ببعيدة عن رقعتهم. وليست مشاريع التنمية التي يطالب بها أهلنا الكرام الأحبّة في دار فور بالمشاريع الباهظة التكاليف، ومما نعرفه عن أهل دار فور أنهم أكرم من أن يغالوا في طلب أو يطلبوا محالاً، فكل ما طلبوا من مشروع هو أمر مشروع، بل هو أقل مما كان ينبغي أن يطلبوا بكثير. ولا نرى أن البشير غافل عن تلبية ما يطلبه أهل دار فور الكرام، ولكن بيروقراطية الدولة المقيتة، ووزراء الغفلة السذج، هم الذين يصعِّرون خدودهم، ويتجافون عن تحقيق هذه المطالب العادلة، تعالياً منهم، واهمالاً، وقلة إحساس بآلام الناس ومشاكلهم ومطالبهم. فارس كأسامة: وإذا كانت الدولة جادة في تنفيذ خطط تنمية سريعة لدار فور، فلا بد لها من كادر تنفيذي مختلف، يقوم عليها، أو قل لا بد لها من أشخاص من خارج مجلس الوزراء، ومن خارج بيروقراطية الجهاز التنفيذي، من عشاق الاجتماعات والسفرات. لا بد لها من أشخاص من أصحاب الهمم العالية، والثورية العارمة كأسامة، ذلك الهمام الذي قرر أول ما قرر أن يتخطى عقبات وعقابيل البيروقراطية التعيسة، ليتسنى له أن ينجز ما أتى من إنجاز تاريخي هائل حفظ به مكانة عليا في تاريخ جهاد التنمية في السودان! وإن أمثال أسامة في أبناء دار فور لكثر، وإن الدولة لن تعجز أن تجد منهم من توليه أمر التنمية هناك، وتعفيه -لزاماً- كما أعفت أسامة من معوقات الروتين التي يمكن أن تحبط هذا الجهد المطلوب. لبنان دار فور: ولتكن البداية التنموية بداية قوية تسهل ما يليها من مهام، ولتكن هذه البداية بحفر مائة أو مائتي ألف بئر ارتوازي خلال نصف عام أو عام، وبذلك تنحل أكثر مشاكل الصراع القبلي حول الكلأ والماء، ويمكن تخضير أراضي دار فور جميعاً طوال العام عن طريق هذه الآبار، فيتوطَّن الناس ويتركون حياة التنقال، ويسهل تقديم الخدمات الصحية والتعليمية إليهم، وتنشأ المصانع تدريجياً لتصنيع خيرات الأرض، فتصبح دار فور جنَّة من جنان الدنيا كالدنمارك ولبنان! إن هذا ليس حديثاً عجباً من أحاديث الأحلام! بل هو الواقع الذي يمكن صنعه بعزائم الرجال، وإذا كانت الإمكانات قد أعوزتنا في الماضي، فهي ليست تعوز بلادنا اليوم، إن الذي يعوزها هو تبلَّد بعض الوزراء، وفحش الجهاز البيروقراطي، وقصر نظره، وضعف الحس العلمي لديه، وكثرة تعلله بضعف الإمكانات! وما على من يشكك في كلامي هذا إلا أن يدرس تجربة إقامة سد مروي العملاق، وليحدثني إن كان إنجازه ممكناً عن طريق الإكثار من الاجتماعات، وإصدار القرارات، التي تنسخها قرارات، تتلوها قرارات، يصدرها بلا توقف ولا روية عشاق إصدار القرارات في لجان الجهاز البيروقراطي المريض الممراض. أسئلة ثقافة التخلَّف: ولا بد من سائل متنطع يسأل ويقول: وما ضمان أن يحل المشكل الدارفوري عن طريق تنمية ذلك الإقليم، والرد على أمثال هذه الأسئلة الجاهزة جاهز، وهو أن تنمية ذلك الإقليم أمر مستحق وواجب حتى ولو لم تأت التنمية بالحل الناجز للإشكال. والواقع أن مثل هذه الأسئلة الاحباطية هي من نتاج ثقافة التخلف (المزدهرة!) في السودان، فكلما طرأت فكرة للتنمية انبرى البعض لتسخيفها والغض منها بمثل هذه الترهات. وفي الواقع فإني لم أطرح هذا الحل إلا لأنه -في رأيي- هو الحل النهائي طويل المدى لموضوع الصراع، وأما الحلول التكتيكية، قصيرة المدى، التي تعتمدها الحكومة الآن، فهي وإن أسهمت في التهدئة من جانب، فإنها تسهم من جانب آخر في إطالة عمر الصراع، لأنها تستبقي أسبابه ولا تخاطبها ولا تواجهها بالحل الأصيل. ولعله مما لا يشجِّع الحكومة على اعتماد الحل التنموي كحل أساسي للصراع، ما تلمسه من عدم اهتمام حركات التمرد في دار فور بهذا البعد، وإن اتخذته تعلَّة للتمرد وحمل السلاح، فالمشكل قد يبدو للحكومة بهذا المنظور مشكلاً سياسياً، ونتاج مؤامرة خارجية تستهدف حكم الإنقاذ، وترنو إلى الهيمنة على السودان إثر إزاحة سلطة الإنقاذ القومية من الحكم، وتحكيم أقليات اثنية صغيرة فيه. وقد يبدو الأمر للحكومة أن المشكل برمته لا علاقة لدار فور به، وأنه مجرَّد بقايا إفرازات لمفاصلات الحركة الإسلامية وفصلها لأحد أجنحتها بقرارات رمضان. وقد عبَّر عن هذا الفهم أخيراً الدكتور مسار عندما قال لصحيفة (الشرق الأوسط) إن غزو أم درمان كان فصلاً من ملحمة الصراع بين جناحي الإسلاميين لا غير، وإنه ليس لدار فور به ناقة أو بعير، وهذا قول ليس عليه نكير، فموضوع الغزو الأخير كان قد تمخَّض بأكمله عن عقل في المنشية، تجاوب معه عقلان بانجمينا وباريس، ووظّف لتنفيذه فريق العدالة والمساواة الموظّف لدى الشعبي وليس لدى أهل دار فور الكرام. إن قول مسار صحيح، وقد كان حصيفاً ودقيقاً عندما حصر قوله في موضوع الغزو الأخير، ولم يشمل به كل أبعاد الصراع ومسبباته، وبهذا فيمكن للحكومة أن تراعي في مسألة صراعها مع أتباع (العدالة والمساواة) أمر ارتباطهم بالمؤتمر الشعبي، كما يمكن لها أن تراعي في ناحية صراعها مع مجموعة محمد نور أمر ارتباطها بالحزب الشيوعي السوداني. ولكن هذا كله لا يتعارض في النهاية مع ضرورة التصدي لأمر التنمية في دار فور، واعطاء هذا الإقليم أولوية مطلقة على بقية أقاليم السودان في هذا الخصوص، فهذا هو الحل الأصيل الناجز، لا ذاك الذي يعقد مع أفراد النخب، على أساس استرضائهم بالمناصب والأعطيات. وبالطبع فلا بأس بهذا الحل الأخير، على المستوى التكيكي، مع التسليم بأنه لا يغني عن المضي والانخراط في المجهود التنموي الكثيف. الطرق على الحديد الساخن: وقد جاءت غزوة أم درمان الأخيرة على بشاعتها لتكون بمثابة عامل تسخين يهيء ظروف التفاوض والصلح، حيث نأمل أن يتسارع عقلاء الأمة وعلى رأسهم المشيران البشير وسوار الذهب للبدء في طرق هذا الحديد الساخن. وهنا لا بد أن تبدي الحكومة مزيداً من المرونة والتنازل، وأن تعدل لغة خطابها الحالي المتشدد مع بعض أطراف التمرد، وأن تكشف عن سماحة معقولة (في إطار الحزم) مع من ارتكبوا جرم الغزو. وهنا نرجو أن ينال المعتقلون المتهمون بالاشتراك في الغزو معاملة حسنة، وأن يحاكموا محاكمات عادلة، وأن تخلو أحكامها من العقوبات المشددة كالإعدام ونحوه. وأما أبناؤنا الصغار الذين استخدموا في الغزو، فقد أحسنت الحكومة معاملتهم فيما نعلم، وبذلك شهدت بعض منظمات المجتمع الدولي، وإذا لم تقرر الحكومة فك أسر هؤلاء الصغار وإلحاقهم بذويهم، فيرجى أن تكتفي بحبسهم في مدرسة داخلية راقية، يجري إعدادهم فيها للمستقبل إعداداً طيباً، كغيرهم من أبنائنا الصغار، وبذلك تقدم الإنقاذ مأثرة حضارية خيرة جديدة، في سياق مآثرها الحضارية الخيرة التي لا يحصيها التعداد. قوة مضافة إلى الإنقاذ: ولا يضعف الإنقاذ في شيء أن تجنح إلى التسامح والتصالح والتغافر، كما لا يضعفها في شيء أن تتوالى عليها المحن والإحن والشدائد، وأن تصطلح عليها النقائض والأضداد، فكل ذلك مما يقويها ويرسِّخ جذورها ويمد لها في أسباب البقاء. وقد شهد فلاسفة التاريخ الأقدمون، وشهد عميدهم في هذا العصر، أن أكثر الدول والشعوب تعرضاً للغزو والعدوان، تبقى الأشد تأهباً للكفاح، والأكثر عمراناً وازدهاراً في خاتمة المطاف، وضربوا لذلك الكثير من الأمثال! وهذه هي سيرة الإنقاذ منذ بدايتها تشهد بإئتمار كبار طغاة العالم عليها، وبتعرّضها لكل ضروب الحصار الاقتصادي والبغي والعدوان، سواءً من تلك الدول الكبرى مباشرة، أو عن طريق الدول الصغرى المجاورة. وقد استطاعت الإنقاذ -بفضل الله تعالى وطوله- أن تمتص جميع الضربات، وأن تخرج من كل محنة وإحنة، وهي أزكى جوهراً، وأصقل عوداً، وأمضى قوة وشكيمة. وقد أبانت معارك التصدي لجحافل الغزو الأخير، عن شيء من ذلك كثير، ونالت الإنقاذ من رضا الشعب القدر الوفير، فياليتها تحافظ عليه وتصونه، وتنميه بمزيد من العمل الصالح، والضرب بأيدٍ من حديد مُحَمَّى، على سوس الفساد الناخر في بعض الجذور.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
بتاريخ 11-6-1429 هـ القسم: اخبار الاولى رصدته وتنشره «أخبار اليوم» كاملاً: رئيس الجمهورية يدلي بحديث هام لقناة الجزيرة الفضائية حول أحداث أم درمان واتفاقية السلام ومعادلات الوحدة والانفصال واتفاق أبيي الأخير البشير: قادة العدل والمساواة كانوا جزءاً من الإنقاذ وهدفهم هو الإستيلاء على السلطة وليس قضية دارفور وحركتهم هي الذراع العسكري للمؤتمر الشعبي وهذه أسباب إعتقال الترابي بعد الهجوم على أم درمان قناة الجزيرة سألت البشير: هل أنتم مستعدون لتجاوز ماحدث من العدل والمساواة بأم درمان والمشير عمر أجاب قائلا: لاجريمة بلا عقاب الخرطوم : اخبار اليوم اجرت قناة الجزيرة الفضائية حواراً مطولاً مع المشير عمر البشير رئيس الجمهورية وقامت ببثه مساء أمس وتناول اللقاء قضايا الساعة، وقد رصدت (اخبار اليوم) الحوار الهام وتنشر نصه في ما يلي : ü مقدم البرنامج : السلام عليكم ورحمة الله ،يسرنا ان نلتقي في هذا اللقاء الخاص مع السيد عمر حسن احمد البشير رئيس جمهورية السودان، السيد الرئيس اهلا بك .. -رئيس الجمهورية : اهلا وسهلا ü سعادة الرئيس السودان معروف بموارده البشرية الكبيرة لكنه يعيش ازمات متواصلة منذ الاستقلال، هل عجز الفكر والعقل السوداني عن ايجاد الحلول لهذا البلد؟ - الرئيس : نحن اولا نرحب بكم وسعداء بوجودكم معنا وحقيقة كما ذكرت السودان والحمد لله يذخر بامكانيات مادية وبشرية ضخمة، نعم السودان يعيش ازمات طوال فترة الحكم الماضية منذ الاستقلال والي الان، حقيقة نحن لا نستطيع ان نقول عجزت الادارة السودانية او القوي السودانية ولكن واضح ان حجم التآمر علي السودان كبير في جنوب السودان قبل اعلان الاستقلال وقبل ان تكتمل السيادة الكاملة للسودان بدات الحرب، ونحن حقيقة نحمد للقيادات السودانية المختلفة انها اجتهدت وسعت لصد هذا الكيد والعدوان ويكفي ان السودان لا زال صامدا وباقيا رغم كل هذا الكيد . ü قلتم السيد الرئيس ان حركة العدل والمساواة التي هاجمت ام درمان الشهر الماضي .. قلتم بالحرف الواحد انها خارج المعادلة السياسية ولا تفاوض معها .. ألا تعتقد أن هذه الحركة المسلحة لا تعرقل السلام حتي وإن توصلتم اليه مع اخرين ؟ - الرئيس : الحركة نحن منذ البداية نعرفها ونعرف قادتها لانهم كانوا جزءا منا ونعرف اهدافهم وهي السلطة علي الخرطوم وليست قضية دارفور وانما استغلوا قضية دارفور لمآرب اخري .. وواضح انه من خلال جولات التفاوض التي جرت كان موقفهم واضحا جدا وهو عدم الوصول الي سلام. هذه الحركة لا تريد سلاما لا في دارفور ولا في السودان، هدفها واحد هو الوصول الي السلطة وتغيير نظام الحكم الموجود في الخرطوم . ü ولكن سيد الرئيس انتم اعلنتم باصرار حرصكم علي حل هذه الازمة ما هي خطتكم لحل ازمة دارفور؟ - الرئيس : طبعا نحن منذ البداية كنا حريصين علي الحل السلمي والا كان بمقدرونا ان نفرضه بالوضع العسكري، واصرارنا علي وجود حل سلمي يستوعب كل الناس ويوصل البلد الي استقرار وهدفنا هو الاستقرار، ونستطيع ان نقول اننا استطعنا ان نجذب ( ناس كتار) الي السلام ونحقق سلاما بنسبة كبيرة جدا في دارفور، وبرنامجنا للسلام هو اولا التفاوض مع الحركات التي ترغب في الوصول الي سلام من خلال التفاوض، وهذا بدعم من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي وبعض الدول الافريقية. الخيار الاخر هو طبعا تحقيق الامن في دارفور لان هنالك في دارفور غير الحركات المسلحة هنالك عصابات النهب المسلح وقطاع الطرق الذين استفادوا من الوضع الامني في دارفور وهي يجب ان تعامل معاملة اخري من خلال الاجهزة الامنية والشرطية لفرض الامن والاستقرار. والامر الاخر هو تأمين مناطق عودة النازحين واعادة النازحين لان معسكرات النازحين هي واحدة من اكبر مظاهر الازمة في دارفور وهذا قطعنا فيه شوطا كبيرا جدا وبرنامجنا ماض في اعادة النازحين، فالمحور الاساسي من خلال التفاوض ومحور عسكري لفرض الامن من خلال التعامل مع الخارجين عن القانون والرافضين للسلام واعادة النازحين ومن ثم لدينا برنامج تنموي من خلال صندوق اعمار دارفور لاننا نفتكر ان تأمين الوضع يجب ان يتم من خلال التنمية التي تؤدي للاستقرار . المحور الاخير هو المصالحات القبلية لرتق النسيج الاجتماعي الذي تاثر بالاجراءآت الامنية ü طالما نتحدث عن المصالحات نعود لقضية العدل والمساواة، هل انتم مستعدون لتجاوز ما حدث من قبيل حركة العدل والمساواة من أجل السلام ومصلحة السودان؟ - نحن نفتكر السلام ومصلحة السودان أن من يخطئ يعاقب، والجرم الذي ارتكب ليس صغيرا هناك اعداد كبيرة جدا من الناس فقدوا ارواحهم مواطنين ابرياء .. هناك ممتلكات دمرت ومواطنون روعوا وهنالك جرائم ارتكبت، فلا يمكن لمن ارتكب الجريمة أن يفلت بجريمته من خلال المصالحات فقط، فهناك جريمة ارتكبت ونفتكر ان تحقيق السلام والامن والاستقرار هي بمعاقبة المجرم الحقيقي. ü لو تطرقنا لقوات اليوناميد الآن يقال ان هنالك ثمة عقبات امام نشر قوات اليوناميد، اتهامات متبادلة للامم المتحدة بعجز التمويل واتهمات ايضا لكم بالعرقلة، أين الحقيقة؟ - الحقيقة اننا قبلنا القرار 1769 الذي يتحدث عن نشر قوات اليوناميد والقرار حقيقة يحدد حجم هذه القوة ويحدد ان طبيعة هده القوة هي الطبيعة الافريقية، المطلوب مثلا لقوات المشاة بالاضافة للقوات الموجودة في دارفور مطلوب (8) كتائب، الامم المتحدة طلبت من الدول ان تقدم مساهماتها في موعد اقصاه 31/ اغسطس ولغاية 31 اغسطس قدمت من افريقيا 16 كتيبة والمطلوب 8 كتائب. نحن من خلال التشاور مع الامم المتحدة كان موقفنا ان تشكل اللجان المشتركة للنظر في مدي جاهزية هذه الكتائب ومطابقتها لمتطلبات الامم المتحدة قررت ان تاتي بكتيبة من تايلاند، اول شئ تايلاند لم تقدم في الزمن المحدد وتايلاند لم يتم التشاور معنا كحكومة في امرها، والامر الثالث هو ان القرار يتحدث عن الطبيعة الافريقية وتفاهمنا كان مع الامين العام السابق والذي هو صاحب المبادرة والخطة ان تعطي الاسبقية لافريقيا، حينما تفشل افريقيا في توفير اي قوات يتم التشاور بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي وحكومة السودان من أين تاتي القوات التي تكمل هذا النقص من خارج افريقيا . فقبل النظر في افريقيا وقبل التشاور معنا جاءت كتيبة تايلاند تم تعطيل هذه العملية بسبب الكتيبة التايلندية رغم وجود ( 16 ) كتيبة افريقية جاهزة لتتحرك لدارفور نحن قبلناها، الامريكان عرضوا نقل هذه القوات ورغم موقفنا من امريكا قبلنا ان ينقل سلاح الجو الامريكي هذه القوات من ضمن هذه القوات كتائب من اثيوبيا، واثيوبيا مستعدة ان تنقل هذه القوات بالبر الي دارفور، وتم النظر في هذه الكتائب والتفتيش لها من قبل تيم مشترك ووجدت مطابقة تماما لمتطلبات الامم المتحدة، اكثر من 6 كتائب اثيوبية جاهزة للتحرك لدارفور وهنالك 3 كتائب مصرية وايضا تم تفتيش للكتائب المصرية والنتيجة ان هذه الكتائب اكثر بكثير جدا مما هو مطلوب من الامم المتحدة، فلماذا لا نبدأ بمصر واثيوبيا ونقفز لتايلاند ونيبال واسكندنافيا، هي حقيقة كلها تعطيل من الامم المتحدة لاننا نحن جاهزون لاستقبال اي قوات من افريقيا اذا جاهزة وحينما تعجز افريقيا نحن جاهزون للنظر خارج افريقيا. ü السيد الرئيس لننتقل الان الي وسط السودان في بلادكم الشاسعة وننتقل لحدودها الغربية .. الوضع مع جارتكم تشاد هو وضع دائم التوتر الي درجة وصف وجود حركات التمرد في البلدين بحرب الوكالة، باعتقادكم الي متي سيستمر هذا الوضع؟ - الرئيس : يستمر الوضع الي ان تلتزم تشاد بالاتفاقيات التي وقعناها من قبل وان ترفع حكومة تشاد يدها عن حركات التمرد في دارفور .. ü يعني هذا هو فقط ؟ - الرئيس : نعم ü هنالك موضوع .. من دارفور ننتقل الي الجنوب ولو ان المسافة ليست سهلة سيدي الرئيس لنسأل فيما يتعلق بنيفاشا، مرة اخري اتفقتم هنالك علي وحدة اسميتموها بالجاذبة ومضي عليها قرابة اربع سنوات، الان ما هو مصير وحدة هذا البلد وقد بقي الان علي الاستفتاء حوالي ثلاث سنوات ؟ - الرئيس : نحن سعينا ان نخرج ببلد موحد ولان الحرب استمرت 20 عاما وتعرف ان الحرب لها ظروفها والحرب تخلق ظلامات ومرارات وكنا نامل من خلال الست سنوات ان نتجاوز كل هذه المرارات ويقتنع المواطن الجنوبي بانه اخذ حقوقه كاملة كمواطن في بلد كالسودان ومن ثم ينتفي السبب في التوجه نحو الانفصال. ü ولكن هذا لم يحدث حتى هذه اللحظة، البعض يقول بأن احزاب السودان تقول ان فجوة الثقة مازالت واسعة بين شريكي الحكم لدرجة اتهام بعضهما بعدم الرغبة في الوحدة واتهام الشريكين بمحاولة اقصاء هذه الاحزاب، هل هناك جهود لتوحيد الصف السياسي للابقاء علي وحدة السودان ككل؟ - الرئيس : نحن طبعا كان راينا عندما تم توقيع البرتوكولات في نيفاشا وقبل التوقيع النهائي بدانا الحديث مع الاخوة في الحركة حول الشراكة، لانه وضح من خلال ست سنوات شركاء الحكم الرئيسيين سيكونان المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ويمثلون 80 من السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية ..حقيقة اخواننا في الحركة لم يتجاوبوا معنا ولم نجد منهم الحماس والتجاوب في اقامة الشراكة واسس الشراكة السياسية بين المؤتمر والحركة قبل التوقيع . بعد التوقيع علي الاتفاقية كانت هنالك فترة 6 اشهر والتي هي فترة ما قبل الفترة الانتقالية ... وهذه حقيقة انه الناس عندما تاتي الفترة الانتقالية تكون هنالك اشياء كثيرة جدا تم تاسيسها ،وكان من المفترض ان تبدا من الاسبوع الاول بعد التوقيع وحقيقة ظللنا ننتظر اخواننا في الحركة الشعبية لاحضار وفودهم الي الخرطوم لنبدا مثلا تكوين القوات المشتركة، لجنة الدستور والكثير جدا من المفوضيات كانت من المفترض ان تكون تكون في فترة ( 6) اشهر الاولي ...وبعد الحاح شديد الراحل د. جون قرنق قال انه محتاج لاموال لان ناسه موزعين في استراليا وامريكا وكندا وحقيقة دفعنا له من النصيب الموجود عندنا ( 60 ) مليون دولار لاحضار هذه الكوادر ولم تأت. وطبعا بعد اداء القسم حصل حدث موت قرنق وعطل ايضا وبعدها حتي تم تشكيل الحكومة والاجهزة ونستطيع ان نقول اننا فقدنا اكثر من 8 ـ 9 شهور قبل ان يبدا العمل الحقيقي في تنفيذ الاتفاقية ونحن حقيقة ملاحظاتنا الاتفاقية اعطت السلطة كاملة في الجنوب لحكومة الجنوب التي تمثل فيها الحركة الشعبية 70% ايضا لاحظنا ان كل محاولات التنسيق ما بين حكومة الوحدة الوطنية في الخرطوم والتنسيق مع حكومة الجنوب لم تجد القبول او الحماس من طرف اخواننا في حكومة الجنوب ...فدائما نطالب باننا نريد تنسيق بين الوزارات ونريد ان يذهب وزراء للجنوب ونستطيع ان نقول حتي الان المؤسسات الاتحادية في الجنوب الي الان معطلة، الجمارك والضرائب المؤسسات الرئيسية الموجودة حسب الاتفاقية لم تنفذ فاخواننا حقيقة في الحركة نحن نعذرهم لانهم كانوا حركة مسلحة ليس لديهم خبرة في العمل السياسي وليس لها خبرة في العمل التنفيذي والحكم، نحن حقيقة عرضنا عليهم وبالحاح شديد جدا ولازلنا نعرض عليهم اننا الاكثر تاهيلا نساعدهم في التحول من حركة عسكرية لحركة سياسية من حركة عسكرية في الغابة تحكم بقانون الحركة المسلحة الي دولة ومؤسسات دولة لان الان تجد ان السلطة الفعلية في الجنوب حقيقة عند قوات الحركة الشعبية واداتها التنفيذية هي استخبارات الحركة الشعبية والاستخبارات العسكرية وقطعا هذا يبعدها كل البعد عن مؤسسات دولة ونجد حتي الان اخواننا في الجنوب لم يقدموا للمواطن الجنوبي ما كان يتطلع له بعد السلام بالرغم من انهم اخذوا نصيبهم كاملا في قسمة الثروة والتي هي من المفترض من خلالها ان يوفروا الخدمات ويؤسسوا خدمات جديدة وتنمية ويهيئوا مناطق عودة النازحين واللاجئين لانهم محتاجون لخدمات ومشروعات تنموية واعاشية فحقيقة التاخير في بناء مؤسسات دولة فاعلة والقيام باداء مهامهم في توفير الخدمات وتنمية الجنوب حتي الان لم يتم، وبالتالي نحن نعذر المواطن الجنوبي الذي الي الان يشعر بانه لم يستفد كثيرا من السلام غير ان الحرب وقفت وهذه فائدة كبيرة، الحرب وقفت نعم وهنالك امن ولكن ليس بالامن وحده يعيش الشخص. ü اتفاقكم الاخير مع الحركة الشعبية حول ابيي نظر اليه البعض كتسكين للازمة بل هو اعادة الازمة للمربع الاول أي التحكيم الدولي وبالتالي السؤال المطروح هل سيكون هذا الاتفاق السيناريو الاخير لطي اخر صفحة في هذا الملف؟ - الرئيس : نحن نتمني ذلك، هذه كانت واحدة من الحلول المطروحة بعد رفضنا لتقرير الخبراء الذي تجاوزوا فيه تفويضهم ... ويجب ان يكون هنالك حل من خلال التفاوض المباشر بيننا واخواننا في الحركة لم نستطع ان نصل لحل نهائي يرضي الطرفين ووجدنا ان المسافة متباعدة جدا بين الطرفين فكان يجب الوصول الي ما يوصلنا الي حل، ونحن نعتقد ان الاحتكام الدولي هو مخرج في النهاية واتفق عليه سواء من جهات تحكيمية او حتي محكمة العدل الدولية في النهاية اذا فشلنا في الاتفاق علي مؤسسة تحكيمية. ü السيد الرئيس هل تري أي جهد عربي في استمرار الوحدة بين الشمال والجنوب؟ { الرئيس : قطعا اتعمل جهد عربي مقدر جدا ونحن سعينا لاخواننا في الدول العربية لوجودهم سواء من خلال المشروعات التنموية او من خلال الدعم الاجتماعي والعمل الخيري فوجودهم في الجنوب حقيقة مهم. الامر الاخر هو تمويل مشروعات الربط ..فلدينا مشروعات تربط الشمال بالجنوب وهذه مشروعات مهمة وهي طرق، سكة حديد، نقل نهري، طبعا اخواننا العرب دخلوا والان لدينا شركة للنقل النهري الشريك الاساسي فيها طرف عربي ونريد تمويل مثل طريق السلام الذي يربط الجنوب بالشمال وتمويل السكة حديد قطعا الصناديق العربية سيكون لها دور فيه. ü السيد الرئيس هنالك مخاوف لدي الكثيرين علي وحدة السودان، هل انت متفائل فعلا باستمرار وحدة السودان بعد 2011 حيث الاستفتاء ؟ { الرئيس : - انا قناعتي ان اغلبية المواطنين الجنوبيين مع الوحدة بدليل اننا حتي في ايام الحرب نسبة الجنوبيين الذين وقفوا مع الحكومة وحتي حملوا السلاح يقاتلون الي جانب الحكومة عدد كبير بدليل انه بعد السلام ان واحدة من المعضلات التي واجهت السلام هي الفصائل المسلحة التي كانت تقاتل الي جانب القوات المسلحة ضد الحركة الشعبية وهؤلاء الاحصائية اثبتت انهم حوالي 40 الف، فاذا يوجد 40 الف من ابناء الجنوب في تنظيمات وفصائل جنوبية قبلية او مسميات اخري تقاتل من اجل الوحدة وضد الحركة الشعبية ... طيب هنالك قاعدة للوحدة كان الامل ان حكومة الجنوب بما استلمته من اموال وما هو متاح لها من تمويل خارجي وحتي انه من خلال الاتفاقية كانت هنالك وعود بان ترفع العقوبات والحصار المفروض علي السودان واتاحة الفرصة لنا في مؤسسات التمويل الدولية ، حقيقة اخواننا في الحركة لم يساهموا في رفع العقوبات عن الحكومة لانهم لانهم كانوا احد الاسباب، حلفاؤهم والعناصر المؤيدة لهم هي التي فرضت هذه العقوبات فعجزت الحكومة في ان تجد تمويل لمشروعات كبيرة في الجنوب وفشل الاخوان حقيقة في الجنوب في تقديم خدمات تنمية في الجنوب قطعا سيكون له تاثير سلبي ولكن لا زال الامل كبير جدا اننا بعد تجاوز عقبة ابيي ان نستمر في تجاوز العقبات الاخري ان شاء الله في خلال ما تبقي من الفترة حتي نستطيع ان ننقل علي الاقل العلاقات بيننا بصورة اكثر قربا وتوحدا ونبني ثقة ونزرع ثقافة سلام مستدام ü اسمح لنا ان نلج في موضوع الوفاق الوطني الداخلي، يقال انه حتي الان لم تثمر جهود المصالحة الوطنية جمعا للصف السوداني والسودان تهدده كل هذه المخاطر، وبالتالي ألا تري ان تقديمكم تنازلات في مصالح الوطن هو مقدم علي ما سواه؟ - الرئيس : من يتابع العمل السياسي في السودان لا اظن ان هنالك فترة شهدت توافقا سياسيا كالوضع الموجود الان، اولاً القوى السياسية الموجودة داخل الحكومة هي قوي مقدرة جدا، حتي القوي السياسية خارج الحكومة الان لنا معها توافق واتفاهم كامل واخرها كان حزب الامة ما تبقي خارج هذه التشكيلة مع احترامنا لهم هي احزاب صغيرة وجودها في الشارع السياسي السوداني لا يقدر بحجم كبير، ولكن القوي السياسية الرئيسية كلها الان هي إما مشاركة في الحكومة او هنالك توافق وتفاهم وتشاور مستمر معها، وفي طوال فترة العمل السياسي نقول لم يحدث توافق بالمستوي الموجود الان. ü كان هنالك نوع من الاتفاق او التراضي الوطني خاصة مع حزب الامة ولكن بعد تجاوزكم لهذه المشكلة خاصة مع حزب الامة الآن كما ان الجميع يعرف علاقتكم الفكرية والتلاقي الفكري ما بينكم وبين حزب المؤتمر الشعبي المتمثل في الدكتور حسن الترابي يعني انكم كنتم في السابق تحت عباءة واحدة وبالتالي لماذا لا تتجاوزون المسافة بينكم وبينه ؟ - الرئيس : طبعا نحن من البداية كان سعينا ان لا يحدث شقاق وفعلا قبل الانشقاق كان هناك اجتماع ما يسمي هيئة رأب الصدع ووضعت مشروعا لحل الازمة القائمة بيننا وبين الاخ حسن الترابي قبل الانشقاق وقدمت لمجلس شوري المؤتمر الوطني حينما كان موحدا، هنالك فقرة مهمة تحدثت بعدم الانشقاق وعدم قيام حزب اخر ينشق عن المؤتمر الوطني وحتي نصه ان الذي يخرج يخرج بنفسه، هذا كان قرارا لمجلس شوري المؤتمر الوطني ولكن اخواننا في المؤتمر الشعبي بقيادة حسن الترابي عندما تم دعوة مجلس الشوري للنظر في الخلاف الذي تطور بيني وبين الاخ حسن هم رفضوا دعوة مجلس الشوري، رغم ان اجتماع مجلس الشوري كان حقيقة نتيجة لوساطة لبعض القيادات الاسلامية. ü عفوا سيدي الرئيس هنالك من يقول انكم تحاولون أن تلتقوا مع من رفع السلاح في وجهكم، وهؤلاء هم رفاق الدرب؟ - الرئيس : نعم انا معك ..دعوة هيئة الشوري كانت حقيقة كانت في لجنة وساطة من قيادات اسلامية من خارج السودان وهذه الوساطة عندما فشلت في ان تجمعنا حول حل كان طلبهم ان يتم دعوة هيئة الشوري وان يلتزم كل الناس بما تخرج به هيئة الشوري ونحن فعلا اعلنا التزامنا مباشرة فلما تمت الدعوة لهيئة الشوري حقيقة قام الاخ حسن الترابي دعا في نفس اليوم الذي اجتمعنا فيه في مجلس الشوري لمجلس شوري في منزله وهنالك عدد من اعضاء مجلس الشوري حوالي 100 ذهبوا لمنزل حسن الترابي لكن الاغلبية اكثر من حوالي 360 اتوا حسب الدعوة المحددة وهم اتخذوا القرارات بعد ذلك جرت العديد من المحاولات، حقيقة المحاولات من داخل صف الحركة الاسلامية بجناحيها كانت هي المحاولات الاكثر جدية واصرارا ولكن كانت في كل مرة تصطدم بالموقف المتعنت للاخ حسن الترابي في كل مرة . ü في أي نقطة بالذات؟ - الرئيس : يعني في النهاية هو يرفض مجرد فكرة التلاقي ليس هنالك بنود او شروط او شئ مختلف حوله ولكن مجرد فكرة التلاقي رفضها. ü لماذا في اعتقادك؟ - الرئيس : هو طبعا بفتكر انه هو كان الزعيم ومن قاد هذه العملية حتي اصبحت دولة وفي الوقت الذي يفترض ان يقدموه كقائد للدولة أبعد فاصبح الصراع لأنه هدفه ازالة هذه الحكومة باي بديل .. وانا اقولها ويمكن ان اتي بما يثبت انه قال هذا الكلام. ü قيل انكم استدعيتموه عندما تم الهجوم علي ام درمان من قبل العدل والمساواة، لماذا؟ - الرئيس : لاننا نعرف العدل والمساواة وكنا في جسم واحد، كل قيادات العدل والمساواة هي حقيقة عناصر للشعبي وهي الذراع العسكري للشعبي نحن نعرف الطريقة التي يعمل بها حسن الترابي العمل السري والعسكري نحن كنا جزءا من العمل العسكري الذي يقوده حسن الترابي، العناصر التي في الداخل الان والتي ومن خلال التحري مع العناصر التي تم القبض عليها في المحاولة اكدت ان عناصر الشعبي مشتركة حتي في الداخل فكان لابد ان يسأل عن بعض المعلومات . ü السيد الرئيس اذا انتقلنا لمحور الاقتصاد، السودان يصدر النفط منذ حوالي ثلاث سنوات وهذه الثروة كما يقال لم تنعكس علي الحياة اليومية للمواطن السوداني؟ - الرئيس السوداني طبعا بمجرد ما صدرت برميل واحد الناس تعتقد انك اصبحت (في سرج واحد) مع الدول التي تصدر الملايين ولعشرات السنين قبلنا ولكن من يقول ان عائدات النفط لم تظهر في الشارع السوداني ... من ياتي للخرطوم بعد غياب شهر يجد ان هنالك تحول والتحول ليس في الشوارع بل كل المباني والمظهر العام ولكن في المستوى المعيشي للمواطنين ليس كل الناس خرجوا عن دائرة الفقر لاننا لازلنا دولة فقيرة الكمية المصدرة حتى الآن لم تبلغ 500 ألف برميل في اليوم، الشركات المنتجة لهذا العمل لها نصيب في البترول سواء نصيب الشركات او زيت التكلفة وهو ما يغطي تكاليف الاستكشاف والاستخراج وعملية النقل صرفت قبل الانتاج وتسترد من البترول الباقي من نصيب الحكومة يقسم حسب قسمة الثروة 2% تذهب للولاية المنتجة في الجنوب والباقي يقسم 50% للحكومة الاتحادية و 50% لحكومة الجنوب فهي اذا اخذنا ايرادات حكومة الوحدة الوطنية كلها بما فيها الايرادات البترولية نجدها كلها في حدود الـ (11) مليار دولار فلا يمكن تقارنها بدولة الآن ميزاينتها تتجاوز 50 - 60 مليار دولار ولكن رغم هذا نقول ان القليل الذي تحقق حتى الآن حقيقة نستطيع ان نقول انه انعكس سواء في خدماتنا التي ليست هي خدمامتنا قبل البترول لامدارسنا ولا مستشفياتنا. ü السيد الرئيس لديكم غير النفط مصدر اخر وهو كما تعلم العالم الآن يعاني من نقص في الغذاء ويعاني من الجوع والغلاء في كل بلاد العالم تقريبا السودان يوصف بانه سلة غذاء العالم الا تعتقدون انكم بامكانكم سد هذا النقص وهي بالتالي فرصتكم؟ - الرئيس : هي طبعا واحدة من مشاكلنا ان انتاجنا خاصة في مجال الحبوب تكلفته عالية لانه يتم عن طريق ري صناعي وليس ري طبيعي الري الصناعي في الغالب بمضخات تعمل بالبترول اوالكهرباء فتكلفة الري عندنا عالية جدا وبالتالي تكلفة الانتاج عالية لذلك كان هنالك صعوبة في ان ينافس انتاجنا في الخارج. الآن مع ارتفاع الاسعار حقيقة فرصة كبيرة والانتاج الزراعي يحتاج لبنيات اساسية كبيرة، في استثمارات الآن نحن نري ان الفرصة الآن فرصة ذهبية للسودان. ü في ظل وجود عقبات؟ الرئيس : في ظل وجود العقوبات هذه العقوبات حجبت عنا مؤسسات التمويل الغربية والشركات الغربية ولكن البدائل في العالم موجودة. ü تقصد العربي؟ - الرئيس : العربي والآسيوي وبعض الاوروبي والافريقي حقيقة والآن الاستثمارات المصرية مثلا تجاوزت المليار و 600 مليون دولار فهدفنا وخطتنا هي استقطاب المستثمرين وهنالك اموال طائلة جدا ومستثمرون يبحثون الآن عن فرص فكل من يبحث عن فرصة الفرصة الآن في السودان. ü السيد الرئيس لا يمكن ان يمضي هذا اللقاء دون ان نعرج على السياسة الخارجية، مجلس الامن كان معكم في الخرطوم الاسبوع الماضي فهل توصلتم الى حل للمشاكل؟ - الرئيس : طبعا نحن نقول ليس هنالك مشكلة واوضحنا لهم موقفنا واوضحنا لهم اين التقصير لانه اذا كان هو تنفيذ قرار مسجل الامن 1796 وقلنا لهم موقفنا بالواضح ونحن قبلنا القرار وقمنا بكل ما يلينا ولكن لن نقبل تجاوزنا نحن دولة قائمة مؤسساتنا قائمة مجلس الامن والامم المتحدة تعودت ان تتعامل اما مع حكومات ضعيفة او في ظل حكومات غائبة ولكننا في السودان حكومة قائمة ومسيطرة هذه واحدة من اشكالاتنا والامم المتحدة دائما ديباجتها الحفاظ على السيادة والوحدة الاستقلالية ولكن يريدون تجاوزها هذه اشكالاتنا مع مجلس الامن. الامر الآخر في ختام لقائي مع مجلس الامن طلبت منه وهذه المرة الثالثة يزور افريقيا ومشكورين على هذا الجهد في افريقيا ولكن ليست افريقيا هي التي تعاني من المشاكل فلماذا لا نشاهد مجلس الامن في غزة مثلا؟ ولماذا لا يذهب الى العراق؟ لماذا لا يذهب ليزور افغانستان ، وهنالك من يموتون بالملايين. ü في حق السودان صدرت العديد من القرارات الا تعتبرون ذلك مشكلة؟ الرئيس : هذا طبعا كما ذكرت في بداية حديثي في ظل استهداف وانا افتكر قضية دارفور اعطيت كل هذا الاهتمام لتغطية ما يدور في غزة وفلسطين من تقتيل وتجويع وتحريض وارهاب يومي ونحن نحيي الشعب الفلسطيني وصموده في هذه المناسبة التي هي المفاجأة والهزيمة لكل المخططات المعادية، ايضا ما يحدث في العراق والارقام تتحدث عن مليوني قتيل بدون سبب لماذا احتلت العراق؟ لماذا تم غزو العراق؟ لماذا تم تدمير العراق؟ 5 ملايين الآن من نازح ولاجئ خارج العراق.. ويأتي الحديث عن دارفور بارقام لا اساس لها من الصحة وبعيدة كل البعد عن الصحة كل ما يقال عن دارفور حققة لا يقارن بالاوضاع في غزة او افغانستان او في الصومال او في الكنغو، لكن دارفور اتخذت كواجهة اعلامية او ستار لتغطية الجرائم والفضائح التي ترتكب في مواقع اخرى. ü السيد الرئيس قبل الختام كنتم ايضا في حوار مع الادارة الامريكية هنا في الخرطوم وواشنطن علقت الحوار معكم بشروط هل لنا ان نعرف هذه الشروط؟ - الرئيس : اخر لقاء لم يكن فيه شروط نحن عندنا بنود حوار وانا التقيت بالمبعوث وهو متفائل جدا واشيد بصورة كبيرة جدا بالتيم السوداني المفاوض وحقيقة نحن فوجئنا بالموقف ولكن الواحد يعرف خلفيات الصراع داخل الولايات المتحدة لانفاجأ بهذا الموقف لان هنالك قوة نافذة جدا وكبيرة وحقيقة يمكنها ان تؤثر في اي موقف وهي صاحبة القرار في تعليق المفاوضات والاشكال ليس في التفاوض بيننا والمبعوث وانما قرار من واشنطن هناك. ü الرئيس شكرا جزيلا لك.
اخبار اليوم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ادريس ديبى يرد الصاع ...الفشل مقابل الفشل الذريع ....صراع الاخوان باسم دارفور (Re: الكيك)
|
تشاد تتهم السودان بمهاجمة أراضيها والخرطوم تنفي
اتهمت الحكومة التشادية الجيش السوداني بمهاجمة بلدة آدي الواقعة على الحدود بين البلدين، وذلك بعد أيام من قيام متمردين سودانيين بشن غارات على المنطقة.
ففي مقابلة مع بي بي سي، قال محمد حسين، وزير التواصل التشادي، إن قوات برية سودانية، مدعومة بطيران الهليوكبتر، هاجمت مدينة آدي التي تضم حامية عسكرية تشادية.
وقال حسين إن القتال كان متواصلا في البلدة المذكورة، وأكد أن هجوما للمتمردين وقع أيضا على بلدة أم زوير الصغيرة في المنطقة الحدودية.
وكان السودان قد اتهم الشهر الماضي تشاد بدعم مجموعة من متمردي دارفور بشن هجوم على مدينة أم درمان الواقعة على مشارف العاصمة السودانية الخرطوم، إلا أن تشاد نفت تلك المزاعم السودانية. حرب بالوكالة
كانت هنالك طائرات هليوكبتر تابعة للجيش السوداني تقدم الدعم والمساندة للقوات السودانية التي احتشدت على الأرض قبل عدة أيام محمد حسين، وزير التواصل التشادي
لكن الأمم المتحدة قالت إن كلا من السودان وتشاد تخوضان حربا بالوكالة عبر المجموعات المتمردة التابعة لكل منهما.
يُذكر أن الرئيسين السوداني عمر البشير والتشادي إدريس ديبي كانا قد وقعا في العاصمة السنغالية داكار في الرابع عشر من شهر مارس/آذار الماضي اتفاق سلام يهدف إلى وضع نهاية لخمس سنوات من الأعمال العدائية بين بلديهما.
ونص الاتفاق، الذي وقعه الرئيسان على هامش القمة الإسلامية الأخيرة التي عُقدت في داكار وبحضور الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون، على تفعيل الاتفاقات التي كان البلدان قد توصلا إليها في الماضي، إلا أن القليل من المراقبين توقعوا نجاح ذلك الاتفاق. مهاجمة الحدود
وقالت السلطات التشادية إن المتمردين دأبوا في الأيام الأخيرة على مهاجمة عدة بلدات واقعة على الحدودية الشرقية مع السودان، إذ أنهم احتلوا بعض تلك البلدات وتقدموا إلى مناطق أعمق داخل البلاد.
وأضافت أن المتمردين يعربون عن نياتهم علنا بأن هدفهم هو التقدم لمسافة مئات الكيلو مترات والزحف على العاصمة التشادية نجامينا بغية الإطاحة بالرئيس ديبي.
وتابع الوزير التشادي قوله للقسم الفرنسي في بي بي سي إن السودان "يكشف عن ألوانه الحقيقية" من خلال مهاجمة آدي. دعم جوي
وأضاف: "كانت هنالك طائرات هليوكبتر تابعة للجيش السوداني تقدم الدعم والمساندة للقوات السودانية التي احتشدت على الأرض قبل عدة أيام."
وجاء في بيان أصدرته الحكومة التشادية وأوردته وكالة رويترز للأنباء لاحقا أن ردها سيكون "على مستوى يوازي وقاحة النظام السوداني."
أما الرئيس ديبي، فقد اتهم من جانبه قوة السلام الأوروبية (يوفور) العاملة شرقي تشاد بالتعاون مع المتمردين الذين يواصلون هجومهم على المنطقة.
إن اتهامات الحكومة التشادية ضد الجيش السوداني تظهر دوما كلما وقعت اشتباكات بينها وبين المعارضة العميد عثمان محمد الغباش، المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية
وقال ديبي: "لقد دُهشنا لرؤية ذلك، وفي أول اختبار لعدوانية تلك القوات، بأنها تعاونت مع المهاجمين وسمحت بسرقة عربات عمال الإغاثة وأحرقت مؤنهم ومخزونهم من الوقود وغضت الطرف عن المذابح المنظمة التي ارتُكبت بحق المدنيين واللاجئين." "لا أساس لها"
إلا أن السفير علي الصادق، المتحدث الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية السودانية، وصف المزاعم التشادية بأن "لا أساس لها من الصحة ولا صلة لها بالواقع."
وقال الصادق إن الاتهامات التشادية لم تكن الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة التي تخلقها الحكومة التشادية "من أجل الزج باسم السودان في مشاكلها الداخلية."
ومضى السفير السوداني إلى القول: "لقد أصبح الأمر روتينا بأنه كلما ازدادت قوة المتمردين شرقي تشاد وحققوا انتصارات في عملياتهم العسكرية أو تقدموا باتجاه العاصمة، أصبح صوت الحكومة التشادية أعلى، فيتذمرون بصوت عال قائلين إن السودان يقف وراء مخاوفهم الأمنية."
واضاف أن تشاد هذه المرة لا تكتفي باتهام السودان، بل تذهب أيضا إلى حد اتهام قوات "يوفور" بدعم المتمردين التشاديين. شؤون داخلية
وقال المسؤول السوداني إن بلاده لا تتدخل بالشؤون الداخلية لتشاد، على الرغم من كثافة الاتهامات التي تُساق ضدها.
إلا أنه في الوقت ذاته حذر من أن الخرطوم ستقوم برد حاسم ضد تشاد في حال تجرأت الأخيرة على عبور الحدود الدولية ودخول الأراضي السودانية.
من جانبه، نفى العميد عثمان محمد الغباش، المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية، أن يكون للجيش السوداني أي دور في الاشتباكات التي نشبت شرقي تشاد بين الجيش التشادي والمعارضة.
وقال الغباش في حديث لوكالة الأنباء السودانية "سونا" إنه لا يوجد أي صلة بين الجيش السوداني والمعارضة التشادية.
وأضاف قائلا: "إن اتهامات الحكومة التشادية ضد الجيش السوداني تظهر دوما كلما وقعت اشتباكات بينها وبين المعارضة." راديو لندن /6/17/2008
| |
|
|
|
|
|
|
|