دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
السودان ... وداعا ايها الوطن العزيز .. المنصوري
|
وردت مقالة الاخ المنصوري فى بوست قراء وقارئات المنبر العام ... عبروا عن رايكم حول الاحداث الأخيرة ..
وهي مواصلة لرسالة سابقة فى البوست اعلاه .
المقالة..
السودان ... وداعا ايها الوطن العزيز..
كان الهدف من الرسالة السابقة هوان ينظر الناس بعيون مفتوحة وعقول غير منفعلة للجزء الذي اخفي عمدا من الصورة التي نقلتها وكالة
الانباء واجهزة الاعلام الحكومية، والتي تبدو واضحة في جزئيتين:
1- استخدام المواطنين كدروع بشرية.
2- موضوع السلاح خارج مؤسسة القوات النظامية.
بالنسبة للجزء الاول فبات واضحا بأن الاعلان الخجول الذي ادلت به قيادة الجيش في الاسبوع السابق للمعركة، ما كان الا غطاء صيغ بعناية ليبرر الغطاء اللازم للخطة التي قامت بتنفيذها فرق مليشيا النظام وما يسمي بالجيش الشعبي، وورود جملة (وعلي المواطنين توخي الحذر) كانت موضوعة بعناية ليفهم المستمع بان الدولة لا تعلم بموعد وتوقيت العملية حتي تبدو عملية فيجائية، وان نزول المواطنين واختلاطهم بما سوف يزعم بانهم قوات شرطة والقوات النظامية يبدو اخلاقيا ومبررا، وظني اليقين ان المهندس صلاح قوش وتنظيمه الفائق الدقة والحرفية، كان وراء ايهام عامة الناس والمراقبين الي ان يشربوا ويأكلوا بالهنا والشفا بفكرة عدم قراءة جهاز الامن للمعلومات الامنية التي توفرت له، والتي في ظني ان للمطبخ الفرنسي يدا فيها، وقد سيق الناس الي هذه الفكرة (المفاجأة) ببراعة يحسد عليها هذا الجهاز وقائده الماهر والبارع في المكر..
الجزء الثاني/ يكمل الجزء الاول فعندما يبلع المستمع والمراقب الطعم الذي دس له بعناية فائقة، سينصرف ذهنه تلقائيا عن موضوع المليشيات، ويعتبر ان التواجد للمليشات شرعي في ظل المفاجأة التي شلت تحركات الجيش ليقوموا بالدفاع عن الوطن المهدد بالغزو الاجنبي، وهو ما حدث فعلا، ولكي لا ينتبه الناس الي الكم الهائل من السلاح الذي اثبتت العملية بوجوده في الشارع الوطني، وخطورة هذا السلاح انه سيصبح في المستقبل القريب عاملا رئيسيا في عدم التداول السلمي للسلطة التي يحلم بها الكثيرون ويروجون لها دون ادراك باستحالتها، فالانقاذ لن تضحي بمكتسباتها السياسية والاقتصادية، من ناحية، ولن ترهن نفسها للقوي العالمية بخروجها من السلة باخوي واخوك، لكي تصبح مطاردة من المجتمع الدولي بسبب المأسي الانسانية في دارفور والجنوب، والشرق والشمال، وما مطالب المحكمة الجنائية الدولية ببعيده عن الاذهان.. عندها يصبح هذا السلاح كسلاح حزب الله في لبنان ابتدأ بمقاومة العدو الخارجي وانتهي بمواجهة مسلحة مع السلطة، واكدت الاحداث مدي خطورة هذا السلاح، وهناك سابقة في شبه السلاح بسلاح حزب الله، الا وهي ان الاحداث التي جرت في لبنان شبيه باحداث السودان وان تعددت الزوايا، وهاهو حزب الله يجبر الكل علي تقديم تنازلات حقيقية له.
وحتي يكتمل وداع ما يسمي بالسودان الوطن، فلا بد من وداع يليق به وبعظمته ولا بد من ايضاح دور القوي السياسية الحالية في عزف لحن وداعه الشجي:
حركة العدل والمساواة:
اولا لا بد هنا ان ابين بأن هذا الدكتور الجريء الذي نختلف معه كليا في الفكرة والوسيلة، وبرغم قناعتي الفكرية التي تتعارض مع العنف تماما، الا انني اقر بأن هناك ضرورات تاريخية وسياسية، وفكرية واجتماعية لا تنكر، وفي هذه الجزئية لا يمكنني ان اتجاوز هذا الخليل ابراهيم دون ان اسجل له اعجابي بتمسكه بمبادئية، للدرجة التي ينفذ فيها ما يقول، وهو بهذا اثبت ان المبادي حتي تلك التي نختلف فيها اذا تمسك بها صاحبها فهو بلا شك صادق فيها، ويستحق عليها الثناء، فهو حتي في قتاله الشرس، والعنيف، وبرغم الشرخ الذي سببه للمجتمع الشمالي والجنوبي ، الا انه كان يفعل ذلك بقناعة فكرية والتزام عقيدي، هذا نفسه الدافع الذي حركه الي تنفيذ شعاره (جوه خر(.........)م جوه) والذي شاركته فيه قيادات قواته، فهو لم يبعث بقواته للمحرقة ويبقي هو بعيدا يجني ثمار العملية، فبقيادته الميدانية لحركته، والتي فقدت معظم كوادرها العسكرية، الا انه كسب مكسبا كبيرا، فمن جهة وبعد فتور المد العاطفي والعرقي سيتحول الي رمز للأجيال التي تبحث لها عن قدوة يقول ما يفعل ويفعل ما يقول في المستوي النظري للتعيير بالعنف، مثلما صار بن لادن ملهما لكثير من الشباب، فخليل بهذه المعركة كان اول من قال (انظروا ملكنا العريان) في تاريخ القرن الواحد والعشرين، وسيبقي مثل الحادي عشر من سبتمبر 2001 يؤرخ به لما قبل او بعد العاشر من مايو 2008 ، وقد عري الطيف السياسي والاجتماعي السوداني تعرية كاملة. ويبدو ذلك في:
النسيج الاجتماعي:
اصيب هذا النسيج في العمق ووضح الدمل الذي كان مخفيا في دواخل السودانيين من انهم ليسوا امة واحدة كما يبدوا ظاهرا، فوضح ذلك في العنصرية والعنصرية المضادة، وهذه لم تكن وليدة اللحظة، بل كانت كامنة في العقل الباطن، وما ظهورها الان بصورة اوضح، الا ردة فعل العقل البطني، الذي اظهر بما لايدع للشك بأنها اصيلة في طباع ما يسمي بشعب السودان، واكد فعلا بأننا كجلابة زائفون في نكراننا المتواصل لمصطلح الجلابة.. ويقينا ان اعادة رتق ما يسمي بنسيج السودان الاجتماعي اصبح حلما بعيد المنال.
اما بالنسبة للطيف السياسي:
حزب المؤتمر الوطني: استطاع بحنكة ودراية تجميع مستعمرات البكتيريا السياسية معمليا وتدجينها لخدمة نواياه واهدافه المعلنة.
الحركة الشعبية:
اصبحت علي قناعة تامة في عدم جدوي اية وحدة جاذبة واكتفت بحساب عدة ما بعد الطلاق، حتي تكون دولتها الوليدة، وهي لا ترغب في خلق عداوات مع جارتها الشمالية بأعتبار ما سيكون، وترغب في مضي سنين العدة بسلام دون تعكير، ولا تريد ان تشغل نفسها بتفكيك بنية الانقاذ السياسية والعسكرية.
الصادق المهدي:
هنا اسمح لي بأن اتناول شخصية الامام دون الحزب لأن معرفتي بهذا الحزب قليلة، وان كنت اراه هو الحزب والحزب هو الصادق..
اثبتت الاحداث الفائته بأن الامام يتعامل برد الفعل الاولي، ولا يجيد اي من الاساليب السياسية المعروفة، حتي ما ينسب اليه من براغناتية فشل فيها فشلا ذريعا، فالبرغناتي انسان مسلح جيدا بقراءة مالات الاحداث، لذا ينجح البرغناتي في خلق الفرص واغتنامها.. فهل تري هذه الميزة متوفرة في شخص الامام.
السيد/ محمد عثمان المرغني:
لا تعليق .. سوي انه خارج الشبكة ولا يمكن الوصول اليه حاليا. يبقي توابع ما كان يسمي بالحزب الاتحادي الديمقراطي/ وتتمثل في _جلال يوسف الدقير) الذي اكتفي بدور سنيد البطل، وما كان يسمي بمضوي الترابي الذي كنت اظن، وخاب ظني انه يمتلك القدرة التحليلية السليمة لحركة التاريخ، بحكم دراسته الاكاديمية، وتنميقه وتقعيده للكلام الانشائي الا ان الصورة من قريب اثبتت انه بعض شيء.. ويستثني الهرم الشامخ الذي غيب بفعل فاعل (علي محمود حسنين)
الترابي:
يبدو مقارنة بالبكتيريا السياسية من حوله، شامخا كما الفايروس، لا املك الا ان احني له القبعة، فقد اثبت انه اطول الاقزام السياسية، وبموقفه الاخير بعدم الادانة المباشرة لحملة العدل والمساواة، طرح نفسه كمعارض وحيد وكحامي حمي المهمشين في الغرب، وتبني طرح قضية دارفور، مما سوف يجعل منه الوحيد الذي سيجني غرس د. خليل ابراهيم، فالذين لا يعرفون هذا الثلعب الماكر اقول، لو قيض الله لمكيافيللي ان يحضر عصرنا هذا لجلس بين اقدام الترابي حواريا له مدي الحياة، فالترابي في حركاته وسكناته وحتي في (ها ها ها) التي يسخر منه البعض بها، اثبت انه قادر علي صرف انتباه خصومه حتي الاذكياء منهم عن مبتغاه ، وقادر علي توجيههم المورد الذي ارتضاه لهم.
يبقي الحزب الشيوعي السوداني:
الذي افتقد قيادة المفكر الداهية الشهيد (عبد الخالق محجوب) وفشل خبير المخابي ان يحدث نقلة نوعية في ادوات وافكار الحزب، الذي في محيطة العالمي، وبعد تحول (الماركسية الي عقيدة) مثله مثل غير من الداعين الي فصل العقيدة عن السياسة، واصبح التنظيم العالمي / مبتدع مصطلح الجمهوريات الملكية، وفشلت قواعده وكوادرة المؤهلة في الاستيلاء علي وسائل وادوات الانتاج السياسي الامر الذي دفع بها الي تكون تنظيمات تعبر عبرها عن احلامها.
بعد هذا لم يبقي الا لحظات الوداع الحزين، فغدا يفقد الوطن جنوبه، وبعدها ستبحر دارفور بعيدا بعيدا، حيث الملاذات العالمية، والافاق الارحب، وتبقي جمهورية الجلابة او ما يسمي بمثلث حمدي الذي بعد تصفية التركة، ستنازع الورثة بقية الجيفة، وينتهي العزاء بأنتهاء الدفن. المنصوري
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان ... وداعا ايها الوطن العزيز .. المنصوري (Re: Baha Elhadi)
|
عزيزنا بها لا عزاء وكلنا مسؤولين عما جرى ومايجري حتى الأن فى حق البلد وأهلها الكرام
كان الاستاذ الطيب صالح كثيرا ما يتذكر اغنية : ان طلعت القمرا ..الخير يا عشانا .. تودينا لاهلنا .. بسألوك مننا .. وكان يقول ان السؤال عنده هنا هو سؤال عن حال الوطن وماذا قدم له ابناءه ? متى يعي من يتشبثون بالسطة هذا السؤال نسأل الله السلامة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان ... وداعا ايها الوطن العزيز .. المنصوري (Re: HAIDER ALZAIN)
|
كدي قول لينا؟؟ وسط كيف يعني؟؟ كل الصيغ الوسطى استنفدت في السودان وبلغ الخط البياني أعلى نقاطه.. الحل الوسط النظري هو أن يكون السودان تحت الإنتداب الدولي وهذه غير ممكنة في ظروف العالم الحالية.. هذا بلد يساوي في مساحته 8 مرات مساحة ألمانيا وتعداد سكانه أقل من نصف تعداد سكانها بكثير..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان ... وداعا ايها الوطن العزيز .. المنصوري (Re: khatab)
|
شكرا اخي حيدر ميرغني وشكرا للقراء العميقة وذات الخلاصات الحزينةولكنها الحقيقية.
ويا منصوري دعني اختلف معك..فلا داعي للحزن:
Quote: بعد هذا لم يبقي الا لحظات الوداع الحزين، فغدا يفقد الوطن جنوبه، وبعدها ستبحر دارفور بعيدا بعيدا، حيث الملاذات العالمية، والافاق الارحب، وتبقي جمهورية الجلابة او ما يسمي بمثلث حمدي الذي بعد تصفية التركة، ستنازع الورثة بقية الجيفة، وينتهي العزاء بأنتهاء الدفن. المنصوري |
لا يا حبيب...و الله يا المنصوري كل غضبتنا وتشنجنا هنا من كثرة ارتباطنا بالسودان الواحد..انظر لي انا شخصيا تفتكر مع من ساذهب؟؟؟ مع اهلي في الشؤق ؟؟ام مع اهلي في الغرب؟؟؟ام مع اهلي ناس الوسط حيث هم يمثلون هويتي؟؟؟ ام مع اهلي في الجنوب حيث انا جنوبية الهوى؟؟؟
ومثلي كثيرين فكر في خليل ابراهيم نفسه ابنائه وبناته اين سيذهبون؟؟؟ هم مواليد الخرطوم وامهم من الجزيرة ولا يعرفون غير الخرطوم موطنا؟؟ ابناء علي الحاج و.....و...الخ الآف اهل درافور المختلطيبن باهل الوسط و الشمال....يبقى حكاية انفصال دي ما واردة ولا اعتقد للجنوبين لنفسهم.
نرجع لامكانية الحل..الحل اعتقد يبدأ بنخراط اهل المركز في حركات واحزاب الهامش وفكر السودان الجديد....والقبول بقيادت الهامش .
و التي يقول البعض انها تنقصها بعض الطفآت لا باس من العمل معهم ومن خلالهم لتجويد الاداء فقط لو الناس ختت الرحمن في قلبها..فكل شيئ ممكن.
الهامش وقيادته لا يضمر شرا لاحد فقط يبحث عن العدالة و الانصاف في الفرص وغيرها. وصدقن اطيب من قلبو اهل الهامش مافيوفقط هم يكرهون الاستنكاح.
ومعا نحلم بغدا اجملئ
شكرا حيدر وكل المرور من هنا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان ... وداعا ايها الوطن العزيز .. المنصوري (Re: ABU QUSAI)
|
لقد تحولنا الى مرحلة العنف الذهنى التى ربما كانت احد خصائص التركيبة النفسية للانسان السودانى لكنها كانت مواربة فضحتها الاحداث الاخيرة بنظرة متجولة فى خطاب المنبر العام لسودانيز اون لاين سنجد تلك السمة واردة ومتجلية ومحاولة الخروج منها ليست امرا مستحيلا بدليل انحسار النازية والستالينية والفاشية وان كانت لها تجلياتها لكنها غير التى كانتها من قبل عموما وهذا ما استخلصناه من مقال الاخ المنصورى لكننا بالمقابل متفائلون ان الغد اجمل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان ... وداعا ايها الوطن العزيز .. المنصوري (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
شكراً يا حيدر
قرأت جزء من المقال وسوف أكمل قراءته .. أختلف مع روح المقال أن نوايا الحكومة يظهر فيها أسلوب ال conspiracy، أى المؤامره أو التخطيط المسبق لأقحام المواطنين ضد بعضهم. الحكومة تبحث عن تأمين نفسها على حساب أى أنسان أو جهة .. وهذا فى حد ذاته خطر على المواطن المسكين.
بريمة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان ... وداعا ايها الوطن العزيز .. المنصوري (Re: Biraima M Adam)
|
Quote: "إن الله لا ينصر الدولة الظالمة ولوكانت مسلمة وأن الدولة الكافرة تدوم مع العدل" |
عزيزي الفاتح
مقولة بالغة الدلالة ..
الله كرم الإنسان بنعمة العقل لان للإنسان دور تاريخي ثابت في الحياة وخليق به أن يسعى لإقامة العدل حتى يسع هذا الكون لكل فرد ينتمى إلبه
وقد سرد القرآن الكريم في كثير من آياته مصائر الأمم السابقة ودعا الإنسان في تدبر مصائر تلك الأمم لأخذ العبر منها
شكرا لك كثيرا
| |
|
|
|
|
|
|
|