بالأمس الثلاثاء هاتفني أخي وصديقي الشاعر / الطيب برير وخصني قبل النشر بما خطه قلمه لعموده الاسبوعي (وجـــه ) وقد أختار الاخ / الطيب برير وجه أديبنا الرائع / الطيب صالح ليكتب عنه هذا الأسبوع وتم نشر المقال اليوم في ملحق ( الاربعاء) الثقافي الاسبوعي ضمن جريدة المدينة السعودية
وبدوري أنقل لكم هذا المقال
جمال السنوسي
___________________
هجرة التتويج إلى موسم الطّيب غربة .. في غربة .. في غربة كلما باكره صباح ناداه مطار وودعته حقيبة ! هل تفتش عن وطن مفقود يا طيب و"بسطام" بين نيل ومنحنى ! هل ما زلت تسكن أسفل رأسك .. أعلى قدميك ؟ والمدى يغنيك : بلاد كلما ليل بها أرخى تطلّع لو ترى فجراً يوافيها بلادٌ كلما نامت ترى في الحلم قد وسعت منافيها ها أنت إذاً حقيبة قلقة وكوب شاي في الرصيف لكن .. قلمك وطن وكراستك الحنين يكفي هذا !! *** .. "آه منك يا زمن النزوح" أرسلتها زفرة حرى وأنت تعاود المجيء إلى الديار حرقت سنوات بين صقيع وهجير غشيت وطنك كما تغشى كل الاوطان تبدو زاهداً إلا من محبة تشريها بملء الأرض ذهباً . وضعتها لقمة في فم " الزين " وغموضاً ساخراً في مخيلة " مصطفى سعيد " واحمراراً غاضباً في عيني " محجوب" وسماحة ساذجة في قلب " ود الرواسي" وجرأة ضاحكة في إسترجال " بنت المجذوب" وسلوكاَ برغماتياً عند " سعيد البوم/ عشا البايتات " ولخصتها بتمام العبارة وسطوع الرؤية المسافرة في خطاب ود الرواسي لمحيميد : (.... الإنسان يا محيميد ... الحياة يا محيميد ما فيها غير حاجتين إثنين .. الصداقة والمحبة . ما تقول لي لا حسب ولا نسب ولا جاه ولا مال ... إبن آدم إذا كان ترك الدنيا وعنده ثقة إنسان واحد يكون كسبان وأنا المولى عزّ وجل أكرمني بالحيل ، أنعم علي بدل النعمة نعمتين أداني صداقة محجوب وحب فاطمة بت حبر الدار ) . *** هل تبدو متعباً من السفر يا طيب ؟ هل ما زلت ترى ما رأته زرقاء رؤاك سلفاً ؟ تنقط حبرك تنقيطاً فيعطشون من ريِّ يستنطق المزيد رحلو عنك أو أتوا إليك لم يهمك ما دمت آمناً في السراب وقانعاً بالزهد هل تكفّر عن غيابك بـ " منسي " أللإسم علاقة بك أم أنت في الإسم مختفٍ ؟ *** ها أنت مجدداً في منصة التتويج هل تذكروك بعد " منسي " ؟ أبِكَ يفرح التكريم أم أنت به الفرح ؟ أسئلة لا تهم الإجابة عليها حين يصعد الفرح المنصات ويعرف " شمال الوادي " منجم وعد مجوهر الإبداع في جنوبه على ضوء " الفلاشات " سنقرأ يومك يا طيب بيد أننا لم نقرأ أمسك بعد هي درجة في " العرس " وطابق في " الموسم " وسياحة في " الدومة " وبراح في " ضو البيت " وعناق لـ " بندر شاه " وتأكيد لـ " منسي" *** أعلم أنك تخبئ " شمساً " للغد كلهم في الرصيف ينتظرون فقط علّمك " ليلك " أن لا يكون بطيئاً ـــــــــــــ قراءة : الطيب يوسف برير [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة