|
إلى الطـيب صـالح ..في ذكـرى أعـز وأنضـر أصـدقائه !!!!
|
فى رحلته الطويلة فى الحياة ودروبها الوعرة نهض الرجل من اقصا المدينة يقدم رجله فى خطوات وئيدة نحو معالي الأمور لايبالى فى مسعاه غير عجز القادرين على التمام يطلب معالي الأمور فى صبر جميل وقوة عزم ونفس راضية.. قرية البرياب حيث مولده كان للفتى وجود لافت وهو طفل..يرقبه شيخه فى خلوة الفكي ودالعالم يحفظ كتاب الله ويتلو آياته تحضه على البر وفعل الخيرات والإيثار ولو به خصيصه.. التعليم فى حياته هو ركيزة هامة للبناء والتنمية والتقدم ...كان واعيا بذلك وهو يتنقل فى مراحله من رفاعة الى مدرسة حنتوب ومن بعد الى كلية غردون التذكارية ينهل من الآداب ويمد جسرا للتواصل مع الناس والمعارف... ثم هو من بعد يمضى خطوات عملية مع صديقه الأثير الروائي العالمي الطيب صالح ..يمضى معه وقتئذ فى سلم التعليم يتلقى نفر من ابناء السودان على يديه قسطا من معارفه وتجاربه... ثم كانت للرجل جولات مشهودة فى رحاب العمل الادارى الذى أسس ركائزه فى عدد من مدن السودان يقدم معرفة ثرة بفنون العمارة وتخطيط المدن حيث يقف شاهدا على انجازاته النصب التذكارى بالخرطوم ومدينة العمارات التى ساهم فى انشائها وامتداد ناصر ومدينة الصحافة.. كان الراحل حين عمل ضابطا اداريا مولعا بالخضرة والجمال ..عمد الى احاطة المدن بالحدائق الغناء المورقة التى تبعث على الرضا وتسر الناظرين.. عمل من خلال وظيفته على إنارة الشوراع الرئيسة فى الخرطوم وامدرمان ورصف الطرق حيث ينهض معلما بارزا طرقات الموردة والاربعين والعرضه...
روض النفس الحرون على ماتكره وهى مجبولة على الشح والأثرة والانانية..شهد له أقرانه فى صباه الباكر بقوة شكيمته ورغبته الخير لكل الناس وهويثقب المستقبل بنظره ان يضع مساهمته وبصمته فى حياة الناس من حوله ويحفز همتهم فى الحياة وسعيهم فى مناكبها حبا للعمل وإيثارا لقيمته ... نهجه فى الحياة والعمل يصوب نحو غاية بعيدة ..خدمة الناس طريق طويل وبذل الجهد لاجل تحسن احوال البسطاء والكادحين مطلب توفر له تخطيطه وجهوده ومشروعاته التى عمت أرجاء البلاد... نهض بدور هام فى تصويب العمل فى عدد من الجهات وكان له الفضل الكبير لتخصيص جزء من عائدات مشروع الجزيرة لفائدة المواطنين وتحسين الخدمات ودعم الشرائح الفقيره مستعينا بقدراته الإدارية وعلاقاته الواسعه مع العمد والمشائخ.. وضع أساسا راسخا لمشروعات النسيج فى استشراف ذكى وطماح لما لمثل هذه الصناعات من اهمية تناسب اقتصاديات الوطن وتفتح طاقة لتحريك المال الوطنى فى عمل نافع يجتذب رساميل وعملات ومدخلات انتاج من الخارج ليعكف على منسجته يخيط ثوبا زاهي الالوان لفخر الصناعات الوطنية سوى انه يقفز فوق المعنى والدلالة والمعرفة الاقتصادية الواثقة الى ان جوهر ماتطمح اليه رؤؤس المال هو الاستثمار فى طاقة الانسان السودانى بتسخير قدراته والاستفادة منها وإعطاء العمالة الوطنية فرصا أوفر لعمل ناجح وصناعة واعدة ويقول جملته الشهيرة....
هو الراحل فى عصاميته الفذة فتح الرحمن البشير... الرجل الذى بذل جهده لبلوغ حالة الاكتفاء الذاتى من المغزولات والمنسوجات وساهم فى تأمين الامن الغذائى فى البلاد وخلق فرص عمالة وطنية لالاف السودانيين بجانب دوره المتعاظم لإشراك المرأة للعمل فى مجال النسيج سواء بسواء مع الرجل بحقوق متساوية وعادلة..
الرجل فى خطواته التى تثب سراعا فى مجال الاعمال يشهد له اقرانه بنزاهته وعمق نظرته فى مستقبل الاقتصاد الوطنى وقدرته على تحريك المال فى وجوه الخير والانتاج ودعم المواطن وتغليبه المصلحة العامه على كل شىء...
لم يألو جهدا فى بذل مافى وسعه لاجل تنمية موارد البلاد الغنية التى تتطلب بعدا فى النظر وافقا بعيدا يتجاوز المصلحة الذاتية فى جلب المال كيفما اتفق دون استصحاب مصلحة الوطن والمواطن ولذا اتسم عمله واستثماراته بالبعد الانسانى والوطنى دون ريب او ظنون فى ملحمة بديعة للبناء واستدامة خطوات التنمية دون تعسر مما جعله احد اهم الشخصيات الوطنية الناجحه فى دنيا المال والأعمال.... شهد له الجميع بقدرته العجيبة فى اتخاذ القرارت فيما يتلجلج فيه كثير من الناس فى دنيا المال والاعمال من المغامرة فى مشروعات الصناعات المحفوفة بالمخاطر والخسائر والمال عنده هو دولة بين الناس وهورصيد لنفعهم وحفز هممهم للبذل والعمل والعطاء دون توجس من عائدات الارباح اذ الربح هو ماكان فى الناس وتحسن أحوالهم ... هذه الجرأة والشجاعة دفعت به الى ان ينفذ باعماله الى ساحات بعيدة من النجاح والتطور والتوسع الموجب للعاملين فى كل ارجاء البلاد
الراحل الفقيد...
رجل الاعمال فتح الرحمن البشير كان من الموطئين أكنافا يألف الناس ويألفونه مما اكسبه اجماع الناس على فلاحه وصلاحه وقبول نصائحه وهويحظى بتقدير كل من عرفه ويدينون له بالعرفان والتقدير... تجاوزت علاقاته الانسانية التى لم تبتنى بمال الارض القاصر عن كسب رضا الناس ..تجاوز الى علاقات موصولة مع مختلف قطاعات المجتمع وشرائحه وفسيفسائه البديعة... كان بيته ولاربعين عاما متصلة قبلة للناس دون تمييز يقضى حاجتهم بلا ضوضاء ويقيل عثرات الناس..وكانت داره ايضا منتدى كل جمعة فى الاسبوع يضم طيفا بديعا من الشخصيات والادباء وحراس الروح .. يتحلق هولاء عنده يتجاذبون الحديث المثمر فى السياسة والادب وماينفع االناس ....
كان فى حضور المفكرين والمثقفين رجلا ذا حجا وفكرة ورأى نجيح..
يحض على ان الوطن بجانب حاجته الى اقتصاد حر وطليق من قيد الاجنبى هو كذلك اكثر حاجة الى رموزه الفكرية والثقافية لنشر موروثه وفنونه التى لاتتقدر بثمن وهى اغلى لكونها تعكس عظمة انسانه الذى هو ركيزة البناء والتعمير ولذا حظى راحلنا الكبير بتقدير اهل الثقافة والفكر والاداب والفنون بلا تزيد او امتنان ...
جانب هام لعبه الفقيد الراحل خدمة للبلاد وصونا لوحدتها.... هو صانع المصالحة الشهيرة بين نظام مايو ومعارضيها الامر الذى فتح طاقة لابناء الوطن الواحد للجلوس على وحدة طوعية وكلمة سواء....
ثم هو يقود فى حقب لاحقة حوارات بين السياسين للنظر الى السودان فوق العصبيات الجهوية والانحيازات الحزبية إذ أن مايوحد بتقديره هو اكبر ممايفرق الناس أيدى سبأ ....
السيد فتح الرحمن البشير قدم بيانا بالعمل يدل باعماله الجليلة على امكانيات النهضة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وهويفعل الكثير ويكشف عن مخزون استراتيجى هام يدفع بالبلاد نحو افاق بعيدة...
هذا المخزون هو الانسان الذى يحرث الارض ويسقى الزرع ويبسط فسائل المحبة ويحمى نسيج البلاد...
مضى بسام العشيات الوفى وفى كلماته البليغة الخالدة ان المال عنده ليس يكتنزه وانما يبسطه فى مصاديق عمل تعود فائدتها على قطاع اكبر من الناس وتدعم ركائز الاقتصاد الوطنى وتنهض به فى مواجهة التحديات...
الراحل فتح الرحمن البشير..كان بارا باهله يحنو عليهم دون ان يستكثر شديد الرأفة بهم.. كثير الحنان... وكذا الحال مع اصدقائه يهش فى وجوههم ويخفض لهم جناح الذل من الرحمة ...مضى والناس على قلب رجل واحد ..محزونون وسلواهم سيرته العطرة وفعائله الجميلة وبذله النفس لاجل المساكين والعمال والاخفياء.... ومضى وفى القلب حسرة يبكيه الناس جميعا بقلب موجع ويذكرون فضله وعطاياه ونفسه السمحة المعطاءه وتواضعه الجم دون كبر او مخيلة... رحل الرجل الجامع لصفات الكرم والمرؤة والنجدة والشهامة ليخلد ذكره بين الناس ..عامرة..شديدة الثراء ... رحل تبكيه الجوامع التى شادها للذكر والذاكرين..رحل والرجال تدمع عيونهم بكاء حارا ممضا والموت غاية كل حى.. بكاه الايفاع ممن ارخى عليهم فضله وبكته البواكى من الارامل والنساء وأجهش الرجال البواسل حتى يقول حال كل واحد منهم... لقد كنت ارجو ان تقول رثائيا...يامنصف الموتى من الاحياء..
|
|
|
|
|
|
|
|
|