|
عـنـدمـا بـكـت السمـاء لـوداعـك .. وزغــرد الثـرى لحضـورك ....
|
كيف يكون هذا الرحيل يا طيب !!!!
كيف ترجل هذا الفارس عن صهوة جواد الحرف ؟؟؟
وكيف يكون مذاق رحيله وهو من قدم إلينا من رحم لم ينجب غيره ؟ كيف لوّح لنا بوداع و بصمت عظيم دون إن نقول له أنت نعمة الوطن وخصوبة أرضه
هذا الفارس الذي وهبنا الله نعمة وجوده بيننا دون أن نشكر الخالق ونشكره على هذه النعمة
الم تدري يوماً يا صالح أن اهلك جاحدي النعمة !!!
ذهبت بصمت كما عودتنا أن تبدع بصمت ....ونحن نعيناك بكل هدؤ وصمت وإجحاف لم نلبس عليك السواد كما ألبستنا الفرح .. لم نكتب لك بعمق وبنفسِ كما كتبت لنا بعمقك وقلبك ونبضك ...
لم نحبك كما أحببتنا .... لم نحملك في دواخلنا كما حملت وطنك وأهلك كجواز سفرك...
لم نكتب عنك كما كتب عنك الآخرين ....
لم نكن أول وأنبل من احتفي بك ... وكنا آخر من اقام مهرجان لتكريمك ...
نحن قوم لا نقيم وزناً لعظمائنا ... نتكلم عنهم فقط عندما يصبحوا من جزء تاريخنا ...
لقد منّ الله علينا نعمة وجودك بيننا ... وامتحن حبك بجحودنا .. وبرغم ذلك ظللت تحبنا ...
وأقمتنا في نفسك ربيع دائم لا يرحل ....
|
|
|
|
|
|
|
|
عندما بكت السماء لوداعك ... وزغرد الثرى لحضورك .... (Re: منى على الحسن)
|
فعذراً أيها الفارس إن كتبت عنك بهذا التواضع ... واستأذنك أن تتركني احزن على طريقتي البسيطة والمتواضعة كنفسك الأبية .....
إنه اليوم الثاني لرحيلك أيها المقيم ....الحزن يمشي على قدمين ....
والدواخل تكسوها عتمة رحيلك الموحش ... النبض يتعب ليواصل إيقاع القلب الذي اعياه رحيلك ...
كيف تبكيك مآقينا التي وهبتها الفرح ؟؟؟
وكيف تكتب نعيك حروفنا وأنت من وهبتها الإبداع والزهو والكمال ؟؟؟؟
كيف وكيف يبكيك خيالنا الذي علمته الإبحار نحو مرافئ الجمال ؟؟؟
كيف يتعلم نخيلنا في الشمال تقبل غيابك .. كما علمته انت خاصية الحضور الدائم ؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عندما بكت السماء لوداعك ... وزغرد الثرى لحضورك .... (Re: منى على الحسن)
|
كما قلت في لقائك الاخير : ( اليوم الموت ما قصر معنا شال كل أحبابنا ) .. هاهو الموت يطول هامتك اليوم ...
ورحلت قبل إن نسألك وتسألك كل حروف اللغات التي ترجمت لها رواياتك ؟؟ لمن نقرأ بعدك ؟؟؟
لمن تركت الحروف ؟؟ وخيال من سوف تداعب بعد رحيلك ؟؟؟
من غيرك سوف يحكي قصة قرى منحنى النيل المنسية ؟؟
من يكمل قصة المنسي بعدك ؟؟
اليوم ... تسال عنك السواقي .. والترابلة الذين تنتمي لهم ...
لماذا الغياب ؟؟ لماذا الوداع ؟؟ الم يكن في العمر بقية لتحترق لنا كالشموع ...
كل الأشياء تسال عنك ...وعن وصيتك الأخيرة لنا ...
لقد جاءت وصيتك كدموعك الغالية التي ذرفتها في حبنا خلال لقائك الأخير ...!!!
عذرا لك أيها القامة بطول بلادي أن أتت أفكاري غير مرتبة كنفسك وكحرفك ...
فاتركني اليوم ابكيك ... كما بكيتنا أنت حنيناً في كل لحظات حياتك.؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
عندما بـكـت السمـاء لـوداعـك ... وزغـرد الثرى لـحضورك (Re: منى على الحسن)
|
اليوم احتارت مآقينا أي دمع تختار .. أهي دموعك التي ذرفتها في لقاءك الاخير ؟؟ أم دموعنا المالحة التي استعصت على النزول أمام فرحك الطاغي في جوانحنا ؟؟ كيف يكون الحزن والفرح في سيرتك أحساسين منسجمين وأنت الوحيد الذي يختص بهذه الخاصية ؟؟
فيا أدمعنا كوني زرقاء كما جعل الطيب هاماتنا تعانق السماء ....
كوني بلون مياه النيل الذي استراح على ضفافه مصطفى سعيد ...
كوني بطعم البيوت التي دخلها الزين ... كوني بلون الأرض والخضرة كشجر الدوم ....
كوني بغزارة المطر ... اغسلينا كما غسلت حروف الصالح صدأ دواخلنا ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في هيبة الصالح تتهذب الروح (Re: منى على الحسن)
|
توب البلد .. الطيب .. ما غتاه.. .. هاص الحزن .. اللينا مكيِّل ماص الشوق.. الفينا مقيِّل لما جليد الغربه تكاه..
فتّح .. طاقة البلد.. المنفي.. تالا نجوماً .. تبقي غناه.. أصلي بعرفو.. حرفاً مشفي طيب.. صالح.. و صالح.. فاه.
نحو الشمس .. الغارت غادي.. خبراً.. بكَّم حلق الرادي.. قال : الزول الطيب.. سافر.. تالا النور لاحق (النور)* .. البدري عناه.. راح .. الحرف الدايماً شاهُ.. ضرعاُ يسقي الدنيا لِباه. .. .. .. روَّح روَّح روَّح يتّم بلدو اداه.. قفاه
ليه
يا طيب
؟؟ ؟
_________ * النور عثمان أبكر
فاروق أبوالقاسم أبوحوه أبوظبي 18 فبراير 2009
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في هيبة الصالح تتهذب الروح (Re: فاروق أبوحوه)
|
رحيل صاحب موسم الهجرة إلى الشمال الروائي العربي الكبير الطيب صالح
دمشق صحيفة تشرين ثقافة وفنون الخميس 19 شباط 2009 عزيزة السبيني عشق الطيب صالح الأمة العربية وحضارتها، عشق المدينة العربية التي يسمع فيها صوت الأذان الذي ألهم العديد من الأدباء والمفكرين، وتحديداً أذان الفجر... عشق المرأة العربية السمراء التي تهوى الشعر، وقال: «إنه لا يضيع وقته مع امرأة مهما كانت جميلة إن لم تكن عاشقة لشعر المتنبي». وللمكان لديه خصوصية مميزة، لأن الإيحاء عنده مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمكان . والريف في قلبه ذكرى أيام الطفولة في قرية (كرماكول) في الشمال الأوسط من السودان، وهي منطقة شبيهة بالنجف الأشرف في العراق، وهي كما بيروت ولندن. أما قرية (لافوكا) القريبة من نيس بفرنسا، والتي اندثرت وتحولت إلى عمارات ضخمة فلها حكاية خاصة لأنها شهدت ولادة ثلث رواية موسم الهجرة إلى الشمال. و الفنادق بالنسبة له موحية جداً، ليس لأنها جميلة، كما يقول، بل لأنها تولّد لديه إحساساً بالغربة يساعده على الكتابة.
من هنا أخذت أعمال الطيب صالح خصوصيتها، فكانت مثار جدل في الأوساط الأدبية والفكرية، والسياسية!! من (موسم الهجرة إلى الشمال)، إلى (عرس الزين)، إلى (بندرشاه).
كانت المرة الأولى التي التقيت فيها الروائي الطيب صالح من خلال سطوره حين كنت ما أزال طالبة في كلية الآداب، وقتها سألت الدكتور نعيم اليافي رحمه الله عن رواية «موسم الهجرة إلى الشمال» التي أثارت يومها جدلاً في الأوساط الفكرية والدينية، فمنع تداولها في بعض الدول العربية، وسمح في بعضها الآخر. وكان الدكتور اليافي قد حصل على نسخة منها، وبعد إلحاح شديد وافق على إعارتها لي مع وعد قاطع بإعادتها. قرأتها ، ولا أذكر عدد المرات التي قرأتها فيها، لكنني أذكر بأنها كانت موضوع حلقة بحث تقدمت بها تحت عنوان (المقهور والسلطة)، والمقهور هو مصطفى بطل الرواية الذي نشأ يتيم الأب، وحيد أمه التي تولت تربيته بمفردها، وكان نابغة في التعليم حتى إن ناظر المدرسة الابتدائية وهو إنكليزي قال له يوماً: «هذه البلد لا تتسع لذهنك، فسافر». سافر مصطفى إلى القاهرة ومنها إلى لندن حيث تابع تعليمه، وانتهى أستاذاً محاضراً في الاقتصاد بجامعة لندن، تعرف مصطفى على نساء كثر، وكان يوهم كل واحدة منهن بالزواج وينتحل لنفسه أسماء مختلفة، إلى أن تعرف على (جين مورس) وظل يطاردها ثلاث سنوات إلى أن تزوجها. يقول مصطفى: «قالت لي: أنت ثور همجي لا يكل من الطراد، إنني تعبت من مطاردتك لي ومن جريي أمامك، تزوجني، وتزوجتها».
لم يستمر زواج مصطفى من (جين) سوى بضعة أشهر، حيث قتلها وهما في الفراش، فحكم عليه بالسجن سبع سنوات. خرج بعدها ليتشرد في أصقاع الأرض من أوروبا إلى آسيا، لينتهي به المطاف في السودان، فاشترى أرضاً وبيتاً وتزوج من حسنة بنت محمود.. غرق مصطفى في النيل بعد أن ترك وصية للراوي جعله فيها مسؤولاً عن أملاكه وأولاده بعد وفاته.
إن أبرز ما ميز الرواية هو العلاقات الثنائية التي تتسم بطابع سلطوي كالعلاقة التي تميز الغرب بالشرق، والرجل بالمرأة، والواقع بالحلم. والمكان في موسم الهجرة إلى الشمال فقد براءته الأولى التي كانت مكرسة أساساً بالانغلاق وزمنه هو زمن التغيير.
أما المرة الثانية التي التقيت فيها الطيب صالح فكانت في بيروت، حيث أقام الأستاذ رياض الريس حفلاً تكريمياً له بمناسبة صدور أعماله عن دار الريس. فكان اللقاء أشبه بالحلم، ولم أصدق أنني التقيته لأنه كان لقاء عابراً، أما اللقاء الثاني فكان أكثر خصوصية، جلسنا لبعض الوقت تحدثنا في أمور كثيرة، وطلبت إجراء حوار معه، فأحال طلبي على سكرتيره الذي وافق بعد إلحاح مني، وتوسط بعض الأصدقاء على منحي عشرين دقيقة من وقته، وفي اليوم التالي كان اللقاء معه أكثر أريحية، وامتاز بالعفوية والبساطة، الأمر الذي جعله يلغي ارتباطه التالي، فاستمر الحوار ساعة وعشرين دقيقة. تحدث بهدوء لم أشهد له مثيلاً عن زيارته في أوائل السبعينيات إلى دمشق، تلك الزيارة التي لا تزال حية في ذاكرته، حدثني عن سوق الحميدية، والجامع الأموي، والروحانية التي كانت تملأ قلبه لدى سماع أذان الفجر، متمنياً العودة إليها، وكان مستعداً لتلبية أي دعوة توجه له.
كانت دمشق مدخلنا إلى الحوار فتحدث عن المتنبي الذي يعتبره إمام الشعر الأكبر،لأنه وصل في المعاني إلى مداها الأقصى، ولم يترك للآخرين شيئاً، المتنبي بالنسبة له صديق حميم ومتعب في آن، مشيراً إلى أنه لو ولد المتنبي للفرنسيين أو الإنكليز أو سواهم، لقدسوه إلى حد العبادة، لأن الشعر العظيم الذي تركه يغفر له أي خطأ ارتكبه في حياته. أما عبد الملك بن مروان فيراه من الشخصيات المهمة في تاريخنا العربي، وكان يحلم بكتابة رواية عنه، لأنه كان يمثل في شخصه التناقض الضخم بين ممارسة الحكم والمثل العليا، فهو «كان فقيها في المدينة، وكان معروفاً عنه أنه رجل علم وراو للشعر، وكان لا يفوت فرصة إلا يمتحن فيها جلساءه، وذات يوم سألهم: من أسعد الناس؟ فقالوا له: الأمير وأصحابه. فأجاب: ما جئتم بشيء، أسعد الناس، رجل له بيت يؤويه، وزوجة صالحة تعنى به، ولقمة طيبة يأكلها، ولا يعرفنا ولا نعرفه، فإذا عرفنا أفسدنا عليه دنياه وآخرته». من هنا رأى الطيب صالح ضرورة ابتعاد المثقف عن السلطة وهذا ما عبر عنه في روايته (بندرشاه)، وكرسه في حياته الشخصية، فحاول قدر الإمكان الابتعاد عن السلطة، فاختار العمل مع منظمات خارجية كاليونسكو، ومحطة «بي بي سي»، هذا العمل الذي كان له أثر كبير في حياته الشخصية، تعرف من خلاله على كثير من العرب، وخاصة السودانيين، خارج أوطانهم، تعرف بعمق على القضية الفلسطينية، وعلى كتاب إنكليز، ومن جنسيات مختلفة،وهذا ما ساعده على مد جسور التواصل بين العالم العربي والغرب، في الوقت الذي يرى فيه حدود هذا التواصل محدودة بين أقطار الوطن العربي، لأن الحكومات الوطنية تغلق الحدود، وتضع الحراس، «فأنا الطيب صالح عندما أدخل أي بلد عربي حاملاً جواز السفر السوداني الذي يثير الريبة في هذه الأيام، ليس لخطأ ارتكبته بل لخطأ ارتكبه غيري، فإني أثير الكثير من الشكوك والتساؤلات، ولكني في الوقت نفسه أدخل سويسرا دون تأشيرة دخول».
وحول العلاقة مع الغرب، حيث تبنى بعض المثقفين والكتاب التعبير عن هذه العلاقة بما تتضمنه من إشارات حول الاستشراق والعصر الكولونيالي، أشار إلى أن علاقتنا مع ما يسمى الغرب، وعلى وجه التحديد مع بريطانيا وفرنسا وأمريكا، تعقدت لسببين، أولهما، الاستعمار بخيره وشره. وثانيهما، الظرف السياسي والاجتماعي، وفي مقدمه قيام الكيان الإسرائيلي في فلسطين، ولعله السبب الأكبر لتأزم العلاقة بيننا وبين الغرب، فمن المعروف تاريخياً، وقبل أن تقوم دولة إسرائيل، كانت علاقتنا طيبة جداً بالثقافة والحضارة الغربيتين.
وعن رؤيته للمثقف العربي، وتبنيه أيديولوجيا قد تكون بعيدة عن الواقع، الأمر الذي أدى إلى ابتعاد الكاتب عن الواقع، رأى أن الواقع بالنسبة للكاتب لا فكاك منه، وإن كان هناك بعض الكتاب والمفكرين ينظرون في كتاباتهم ويحاولون قدر الإمكان الارتقاء بسلوكهم الشخصي إلى مستوى المثل التي يبشرون بها، وهذه حسب رأيه، ليست حديثة في الأدب، بل هي قديمة جداً.
أما عن موقعه بين الروائيين، فأجاب الطيب صالح بحكمة العارف، وتواضع العالم «يسعدني أن أكون (أمة) وسطاً» فهو يرى أن حكاية تقسيمات الأجيال مفتعلة، وباعتقاده أن أدب نجيب محفوظ أكثر حداثة من أدب كثير من الشباب، كما أن أبا نواس كشاعر، أحدث بكثير من بعض الشعراء العرب المحدثين، فالزمن الذي ولد فيه الإنسان ليس له قيمة كبيرة، وكذلك هو الزمن الذي يرحل منه إلى عالم أكثر هدوءاً، فلا حروب ولا قتل ولا تدمير، ومابين الزمنين كانت رحلة غنية بالعطاء الفكري والإنساني اختصرت آلام الأمة وأحزانها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 0000000 (Re: منى على الحسن)
|
الطيب صالح ضوّ البيت
دمشق صحيفة تشرين ثقافة وفنون الخميس 19 شباط 2009 نبيل سليمان الآن تصخب في كياني السطور الأولى من رواية (عرس الزين)، وإذا بحليمة تأتيني باللبن هازجة: سمعت الخبر؟ الطيب موداير يعرّس؟ الطيب ماش يعقدو له باكر أو بعده؟
أجل، هو عرس الطيب، عرس الزين ـ هل تذكرون هذه الرواية؟ ـ ولذلك أهتف مع حاج عبد الصمد: كدي اقعدوا نحكيلكم حكاية عرس الطيب:
في نهاية رواية (عرس الزين) تستطيعون منذ اليوم أن تقرؤوا قراءة جديدة، وأن تكتبوا قراءتكم، كما فعلت، فإذا بالسطور تغدو: وصلوا الدار الكبيرة، فاستقبلتنا الضجة، وغشيت عيوننا أول وهلة من النور الساطع المنبعث من كبد السماء وكبد البحر ومن عشرات المصابيح، لا فرق بين ليل أو نهار، وكانت الروايات تغني، والقراءات توقّع، والدلاليك تزمجر، وفي الوسط وقفت فتاة اسمها (موسم الهجرة إلى الشمال) ترقص، وحولها دائرة عظيمة فيها جمهرة من الكتّاب والكاتبات، وما لا يحصيه عدّ من القراء والقارئات، يصفقون بقلوبهم وعيونهم، ويضربون بأرجلهم، ويحمحمون بحلوقهم.
انفلت الطيب صالح، وقفز قفزة عالية في الهواء، فاستقر في وسط الدائرة. ومن رواية (بندر شاه) التمع (ضو البيت) على وجه الطيب، فكان لايزال مبللاً بالدموع، وصاح بأعلى صوته، ويده مشهورة بالراقصة الفتانة (موسم الهجرة إلى الشمال): ابشروا بالخير.. ابشروا بالخير.
وفارت الدنيا فكأنها قدر تغلي، لقد نفث الطيب صالح في المكان والزمن والبشر طاقة جديدة، وكانت الدائرة تتسع وتضيق، والأصوات تغطس وتطفو، والطبول ترعد وتزمجر، والطيب صالح واقف في مكانه، بقامته الطويلة، وجسمه الممتلئ، فكأنه صاري المركب.
عزيزي الطيب: من زمان ما سمعت منك نكتة.
هل جعلت الموت نكتة؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 0000000 (Re: منى على الحسن)
|
رحل عن عالمنا الروائي السوداني الطيب صالح في العاصمة البريطانية لندن عن عمر يناهز الثمانين عاما. ولد الطيب صالح الذي اطلق عليه النقاد لقب "عبقري الرواية العربية" في إقليم مروى شمالي السودان بقرية كَرْمَكوْل بالقرب من قرية دبة الفقرا وهي إحدى قرى قبيلة الركابية التي ينتسب إليها، و تلقى تعليمه في وادي سيدنا وفي كلية العلوم في الخرطوم. عمل بالتدريس ثم عمل في الإذاعة البريطانية في لندن، كما نال شهادة في الشئون الدولية في إنجلترا، وشغل منصب ممثل اليونسكو في دول الخليج ومقره قطر في الفترة 1984 - 1989. كان صدور روايته "موسم الهجرة إلى الشمال" والنجاح الذي حققته سببا مباشرا في التعريف به، وتعد"موسم الهجرة إلى الشمال" من الأعمال العربية الأولى التي تناولت لقاء الثقافات وتفاعلها، وصورة الآخر بعيون العربي والشرقي بعيون الآخر الذي ينظر اليه كشخص قادم من عالم رومانسي يسوده السحر ويكتنفه الغموض. وكانت السلطات السودانية قد منعت تداول هذه الرواية في التسعينيات من القرن الماضي بحجة تضمنها مشاهد ذات طابع جنسي.
واختيرت الرواية ضمن أفضل مئة رواية في التاريخ الإنساني وفق قرار اتخذه مئة من كبار الكتّاب الذين ينتمون إلى 54 دولة. في مارس 2007 فاز الطيب صالح بجائزة ملتقى القاهرة للإبداع الروائي. ويري النقاد أن الفن الروائي للطيب صالح يمتاز بالالتصاق بالأجواء والمشاهد المحلية ورفعها إلى مستوى العالمية من خلال لغة تلامس الواقع خالية من الرتوش والاستعارات. ومؤخرا أرسلت مجموعة من المؤسسات الثقافية في الخرطوم بينها اتحاد الكتّاب السودانيين ومركز عبد الكريم ميرغني الثقافي رسالة الى الأكاديمية السويدية ترشح فيها الروائي الطيب صالح لنيل جائزة نوبل. وهي المرة الثانية التي يُرشح فيها الراحل من خلال مؤسسات سودانية. وكانت أقلام كثيرة دعت في أوقات مختلفة الى ترشيح الطيب صالح، لكن ما طرح أخيراً في هذا الصدد كان أكثر كثافة.
| |
|
|
|
|
|
|
000000 (Re: منى على الحسن)
|
ايها الصالح ...
لقد علمتنا كيف نقرأ وكيف نختار أن نقرأ ... وكيف نقرأ بعمق وكيف نبدع ...
ولكنك لم تعلمنا كيف نحزن عليك ...
عذراً أيها الفارس ليتك تمهلت في الرحيل ..
لم نتعود الحزن في حضورك ....
فانت غمرتنا عمرنا بالافراح ...
ولا ندري كيف يكون طعم الحرف في غيابك ....
| |
|
|
|
|
|
|
0000 (Re: منى على الحسن)
|
الاخ عبد العزيز عيسى صباح الخير
صباح حزين يا الاخ عيسي برحيل الطيب
صباح حزين والوطن يحتض جسد الهامة الصالح
صباح حزين ياالاخ عيسى وعيونك تتحمل بالحزن
وانت تقرأ الحروف في رثاء الطيب
صباح حزين يا عيسى والحزين يسكن الحرف والدواخل
والروح والنبض ....
اللهم اغفر للصالح بقدر ما جعل سيرتنا تعانق الفضاء
اللهم اغفر له بقدر ما اسعدنا
| |
|
|
|
|
|
|
يا طيب يا صالح (Re: منى على الحسن)
|
يا خالد الحزن اكبر من احتمالنا في الصالح
اعلم ان الموت حق والمووت حارررررررر
لكن في الصالح تصبح الاشياء بلون النزيف
نحن نحتاجك يا صالح الجميل وسط هذا القبح
نحن على مفترق طرق كيف تكون الدورب من غير حروفك
ليتك تمهلت في الغياب
اللهم اغفر للصالح بقدر ما جمل دواخلنا
اللهم اسكنه فسيح جناتك
اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة
| |
|
|
|
|
|
|
يا طيب يا صالح (Re: منى على الحسن)
|
يا خالد الحزن اكبر من احتمالنا في الصالح
اعلم ان الموت حق والمووت حارررررررر
لكن في الصالح تصبح الاشياء بلون النزيف
نحن نحتاجك يا صالح الجميل وسط هذا القبح
نحن على مفترق طرق كيف تكون الدورب من غير حروفك
ليتك تمهلت في الغياب
اللهم اغفر للصالح بقدر ما جمل دواخلنا
اللهم اسكنه فسيح جناتك
اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة
| |
|
|
|
|
|
|
من يأتي كل هذا الحزن .... (Re: منى على الحسن)
|
من أين يأتي كل هذا الحزن ؟؟؟
ينبع من مسامات أيدينا التي تصفحت صفحات رواياتك !! ...
من وريد القلب الذي حمل إحساسك وعمق روحك وإبداعك !! ...
من حدقات العيون التي تفسحت بين سطورك !! ...
من مداد كتاباتك .. من تواضعك .. من زهدك .... من رماد احتراقك لنا
ومن رحيق حبك الذي رويتنا به... أيها الفارس ليتك تمهلت قبل تلويحة الوداع الأخير
| |
|
|
|
|
|
|
حروف الدكتور حسن مدن في رحيل الصالح (Re: منى على الحسن)
|
كتب الدكتور المرهف حسن مدن في عموده اليومي ( شئ ما ) بجريدة الخليج
و أقول ( أنت شئ خاص كطعم ألاوكسجين ينقي دواخلنا )
في مطالع السبعينات الماضية كانت رواية الطيب صالح
التي شغلت الناس “موسم الهجرة إلى الشمال” موضوع حديث وتعليقات النقاد العرب والأجانب.
حينها قالت “الاوبزرفر” البريطانية إنها رواية تعالج صراع الحضارات بشكل جيد.
حين طالعت هذا التعبير في مقالة مترجمة استوقفتني، لأن الحديث عن
صراع الحضارات لم يكن يومها دارجاً كما هي عليه الحال الآن.
لكن الطيب صالح نفسه لا يذهب إلى هذا الرأي، ويقول إنه كان
واقعاً تحت تأثير فرويد وهو يكتب الرواية.
وبالنسبة إلى فرويد فإن الحب هو التعبير التام عن الحرية، وما عدا ذلك
من أمور فإنه يدخل في باب الموت.
برأي الطيب صالح أيضاً إن علاقة الكاتب ببلده
تقوم على الحب المسرف والضيق المسرف
والضيق سببه الحب، لأن الإنسان يحب المكان
والأرض والذكريات والناس، والكاتب بصفته كاتباً يملك رؤية أخرى لهذه الأشياء.
إنه يرى أن مشاكل الكاتب النفسية مرتبطة
بعملية الكتابة فقط، لأنه يغرق في ينبوع داخلي عميق
وهذا الينبوع هو منطقة الفوضى. “الفوضى هي أن كل شيء أصبح محتملاً”
وكلما أوغل الكاتب داخل نفسه بحثاً عن الضوء ازدادت الفوضى.
مرة سألت إحدى الصحافيات الطيب صالح عما إذا كان حزيناً
فأجاب بالتالي: “في الداخل، أجل أنا حزين، لكنني لا أدري لماذا؟
كل ما أعرفه أن في داخل النفس بركة واسعة من الأحزان.
ومهمتي ككاتب ليست النسيان، بل أن أتذكر
والمشكلة بالنسبة إليّ هي تذكر أشياء نسيتها تماماً
لكن النسيان في الحياة العادية هو مرحلة الألم العظيم”.
قال الطيب صالح شيئاً آخر مهماً عن الخوف.
برأيه أن الأمل معناه أن العالم المألوف للإنسان
على علاته من المحتمل أن يتحول إلى عالمٍ غير مألوف
والخوف سببه الانتقال من المألوف إلى غير المألوف
في حياته أشياء ضاعت يتذكرها، ولحظات وصل فيها إلى قليل
من تحقيق اكتمال الذات، لكنها أطياف تمر من حين إلى آخر.
لكن هل يشكل الآخرون الجحيم على نحو ما ذهب جان بول سارتر؟
يرى الطيب صالح أنه تأتي لحظات يظن فيها الإنسان أن الآخرين
هم الجحيم، لكن في لحظات يصبح الجحيم داخلياً في نفس الإنسان.
المحب لبلده بإسراف، والذي يضيق منها بإسراف
أيضاً لوّح أمس للدنيا بتحية الوداع وهو يغادرها بصمت وجلال.
ولنا في حروف كل من كتب عنك عزاء
| |
|
|
|
|
|
|
القلب مفطور لرحيلك ايها الطيب ... (Re: منى على الحسن)
|
آهـ من وجعي على فقدك ايها الطيب الصالح ...
لا اجد كلمات ولا معان تكفي للتعبير عن حزني ..
لقد اصابني رحيلك بفائض يتم على يتمي ...
ادين لك بالكثير ... وتعلمت من مدرستك الكثير ...
رحمك الله رحمة واسعة وغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ...
صديقتي الحبيبة منى ...
فلنبك معاً ...كاتباً عبقرياً .. منه تعلمنا عشق القراءة ... ومنادمة الحروف ...
| |
|
|
|
|
|
|
ماذا قالوا عن الراحل المقيم الطيب صالح ...طيب الله ثراه (Re: منى على الحسن)
|
الشارقة – الخليج
موسم الهجرة إلى الشمال من أفضل 100 عمل في العالم
رحيل الطيب صالح
توفي صباح أمس في العاصمة البريطانية لندن الروائي العربي السوداني الطيب صالح عن عمر ثمانين عاماً قدم خلالها ثروة أدبية زاخرة تضم
عدداً من الروايات لعل أكثرها شهرة “موسم الهجرة إلى الشمال” التي تناولت بشكل فني راق الصدام بين الحضارات وموقف انسان العالم
الثالث ورؤيته للعالم الأول المتقدم. بدأ الراحل رحلته الأدبية منذ أواخر الخمسينات من القرن الماضي بأعمال أدبية متميزة مثل “عرس
الزين” و”مريود” و”دومة ود حامد” و”منسي” و”بندر شاه”.
وفي عام 2002 تم اختيار روايته “موسم الهجرة إلى الشمال” ضمن أفضل مائة رواية في التاريخ الانساني، وفق قرار اتخذه مائة من كبار
الكتاب الذين ينتمون إلى 54 دولة وفي مارس/ آذار 2007 منح الطيب صالح جائزة ملتقى القاهرة للابداع الروائي.
وهذه الرواية انما اكتسبت شهرتها لأنها تحدثت عن مفهوم صراع الحضارات، ولعل ما أكسبها تلك الشهرة، انها ظهرت قبيل عام ،67 عندما كان
الصراع حاداً بين الشرق والغرب، ونظراً لما اشتملته من عناصر اثارة وتشويق.
وصف الراحل الكبير بأنه كان من أكثر الكتاب العرب اهتماماً بالثقافة بمستوياتها المتعددة وبصلتها بموضوعي التراث والمعاصرة، بل لعله
كان عبر تنقله في العالم ومن خلال عمله في منظمة اليونسكو الأكثر التصاقاً بماهية الثقافة الغربية، تلك التي كان يرى ولد الطيب صالح
عام 1929 في اقليم مروى شمال السودان، قرب قرية دبة الفقراء، وهي احدى قرى قبيلة الركابية التي ينتمي إليها وأمضى فيها مطلع حياته
وطفولته.
انتقل إلى الخرطوم لاكمال دراسته فحصل على البكالوريوس في العلوم من جامعتها، سافر إلى بريطانيا ليواصل دراسته مغيراً تخصصه من
العلوم إلى الشؤون الدولية.
عاد صالح إلى السودان بعد استقالته من ال “بي بي سي” التي عمل فيها لفترة طويلة في القسم العربي لهيئة الاذاعة البريطانية ثم انتقل
إلى دولة قطر وعمل في وزارة الاعلام وبعد ذلك كمدير اقليمي بمنظمة اليونسكو في باريس.
برحيله تكون الرواية العربية فقدت اثنين من أضلاع مثلها الذي بدأ الكتابة في الستينات فيها برغم تطورها بعض السلبيات، ذلك ان
المجتمع الأوروبي بحسب رأيه، كان مجتمعاً حائراً، بل انه يتمنى ما هو موجود لدينا نحن
العرب، لا بل انه يبحث عن الشيء الذي نهرب منه نحن.
يقول الطيب صالح في أحد الحوارات الصحافية التي أجريت معه “لا ينبغي ان يقول البعض كلاماً فارغاً حول مصير الرواية والشعر والثقافة”.
ويضيف “لماذا يصر الناس على استخدام كلمة “أزمة” بهذه الكثرة”.
ذلك رأي يدل على كاتب حصيف يدرك ماهية الكتابة بوصفها أحد الفنون الأكثر تأثيراً في تطور الإنسان، وهو بهذا انما يجعل من الكتابة
رافعة حقيقية لتحقيق مضمون معنوي من الثراء الفكري والفني المبني على أصالة التجربة الانسانية بما تتمتع به من استقراء واستجلاء عميق
لدقائق الحياة ورحابة الخيال والاستبصار والذي مثله نجيب محفوظ وحنا مينة والطيب صالح.
وفي الإمارات علق القاص ابراهيم مبارك على رحيل الطيب صالح بالقول:
“ان القامات الكبيرة في عالم الأدب والابداع عموماً لا تموت معنوياً وابداعياً، لأن رحيلها يمثل ولادة من جديد لها، حيث ان الأجيال المقبلة
تقبل على اعادة قراءة نتاجها في زمان آخر ومكان مختلف، وبالتالي فإن رحيل الطيب صالح كقامة مهمة ومؤثرة في المشهد الروائي والقصصي
العربي انما يمثل ولادة جديدة لأدبه، لأن هناك من يقرأ نتاجه برؤية مختلفة وبروح ونفس مختلفة وكأن رحيله ما هو إلا تحريض للتجديد، وهو
ما حدث بعد رحيل الروائي الكبير صاحب نوبل نجيب محفوظ، فقد زاد الاقبال على قراءة أدبه للتعرف عليه من قبل جيل آخر، لذا فإن موت
القامة المبدعة هو ولادة للقراءة.
ويضيف مبارك: هناك من يرى ان غياب هذه القامات سوف يؤثر على مستوى الابداع، والحقيقة غير ذلك تماما، لأن رحيل الطيب صالح لن يقلل من
تأثيره على المشهدين الروائي والقصصي في الوطن العربي، من جهتين الأولى ان أمتنا العربية ولادة بالابداع، سوف تظهر أسماء وقامات كبيرة
تتولى مسؤولية المشهد الروائي كما ان الأجيال القادمة ستعيد قراءة الطيب صالح وهو ما يكفل استمرارية ابداعه الأدبي”.
وقالت القاصة نجيبة الرفاعي: منذ أن بدأت أناملي تخط كلماتها في عالم الأدب والقصة كنت أسمع عن الطيب صالح، وكنت أقرأ له بعض
الأعمال، وكنت أتابع كل ما يكتب عن ذلك الشخص مدحاً في ما يكتبه، تأكيداً للقيمة الأدبية التي تحملها أعماله القصصية، ولا شك ان رحيل
الطيب صالح يشكل فقداناً كبيراً للساحة الثقافية الأدبية لا سيما ان مثل تلك الشخصيات تمثل مدرسة للأجيال القادمة وتمثل تاريخاً للأدب،
ولكن عزاءنا ان الرحيل هو مصير كل إنسان، وما أروع أن يرحل الإنسان وقد ترك وراءه ارثاً نافعاً يستمر عطاؤه حتى ولو رحل صاحبه، وقد
ترك الطيب صالح إرثاً أدبياً لا ينكر وسيبقى اسمه يذكر في كل المحافل واللقاءات الأدبية.
وستبقى أعماله مرجعاً قوياً لكل من يريد أن يسلك درب الأدب بخطوات قوية مدروسة، ولذلك فإن رحيل هذا الكاتب الكبير يعطينا معنى أن يكون
الكاتب ذا ضمير وذا تأثير، فكثير من الكتاب والأدباء قد رحلوا ولكن لم يحزن عليهم أحد، وقلة من كان لرحيلهم وقع الصدمة والألم لأن
رحيلهم يخلق فجوة من الصعب أن تملأ بأحد غيرهم”.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من أقوال الراحل المقيم (Re: منى على الحسن)
|
من أقواله
أنا ليس لي علاقة بالسياسة، ولا انتمي إلى أي حزب، ولا أحسب على أي اتجاه، غاية ما في الأمر، أن هناك من
يفكرون في أن في الأدب سياسة، ومن هذا الباب فقط، يمكن القول إن في “ادبي” سياسة، غير أن ما أقوله في هذا
الإطار، لا يأتي في”القالب” الذي يتعاطاه السياسيون، وإنما في سياق ما أكتب من أدب، وكسوداني لي بالطبع وجهة
نظر اعبر عنها.
أنا أعمل دائماً كما يفعل (الكيني) ناغوغي و(النيجيري) اتشيب، على استنباط معنى الهوية نظراً إلى أن الدول،
كما هو الأمر بالنسبة إلى الحياة، مختلطة ولا يمكن فرض نظام عليها يتجاوز نقطة معينة.
العشق ليس ضرورة، لأنه يفقدني التوازن.
لا اتمنى جائزة “نوبل” لأن العرب متطفلون عليها.
اكتشفت خلال عملي الروائي أن الكثير مما نظنه جديداً هو قديم وموجود من قبل، نريد ان نخلق نظرة عقلانية
هادئة في النظر إلى الأمور، نظرة مبنية على الثقة بأنفسنا، وبعضنا، واذا جاء عالم نفسي ودرس هذه الظاهرة،
وكيف تطلق مثلاً كلمة الخيانة، فإن ذلك يشكل جزءاً من المخاض الفكري الحاصل في المنطقة.
من الناحية الواقعية، يستطيع أي متابع أن يلحظ مدى غزارة الانتاج الروائي في العالم العربي وخصوبته وتنوعه.
الأكاديميون يقسون مراراً على الأدب وعلى الرواية لأن معاييرهم في القياس، قد يكون فيها بعض الاجحاف، غير أن
الحقيقة كما اؤمن بها أن النشاط الإبداعي العربي يعد نشاطاً رائعاً وأن ما أنجزته الرواية العربية في عمرها
النسبي القصير، اذا قورن بالرواية في الغرب مثل أوروبا نجد أنه إنجاز ليس سهلاً بالقياس لظروفه وزمنه.
“عطاء المثقف مرهون بهامش حريته في التعبير”.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قالوا فيه ...جريدة الخليج (Re: منى على الحسن)
|
قالوا فيه “لم تنته الرواية العربية، ولم تقتصر عليّ أنا ونجيب محفوظ، إننا عندما نقول هذا، فإننا لا شك نغفل حق
الكثيرين، فهل يمكن ان نتحدث عن الرواية العربية من دون أن نذكر الطيب؟ إن هذا الفنان العظيم كان وما
يزال، هو أمل نهضة الرواية العربية، بل إنه الإضافة والتطوير فيها”.
الروائي يوسف إدريس
“تيقنت أنني بلا أدنى مبالغة أمام عبقرية جديدة في ميدان الرواية العربية، تولد كما يولد الفجر المشرق،
وكما تولد الشمس الإفريقية الصريحة الناصعة”.
رجاء النقاش
“منذ نشرت “روايات الهلال” للطيب صالح روايته الأحادية “موسم الهجرة إلى الشمال” ونحن في تحفز كبير. الفرحة
تغمرنا والدهشة: أين كان الطيب مختبئاً طوال هذا الوقت؟”.
د. علي الراعي
“نجح الطيب صالح في أن يخلق بأعماله عوالم حملت للقراء رؤية بالغة الخصوصية لتأثيرات عملية التغيير
الدائمة المفيدة في ثقافات إفريقية”.
المستعرب روجر آلن
| |
|
|
|
|
|
|
Re: موريتانيا تنعى الراحل الكبير ... جريدة الخليج (Re: كمال علي الزين)
|
النخبة السياسية والثقافية في موريتانيا تنعى الراحل الكبير آخر تحديث:الخميس ,19/02/2009
نواكشوط “الخليج”:
نعت النخبة السياسية والثقافية الموريتانية الراحل الكبير الطيب صالح، وأظهر الساسة والمثقفون والقراء
حزنهم الشديد لوفاة هذا الأديب الذي سجل إضافة نوعية لأدبنا العربي. وبشكل عفوي فور إذاعة الخبر قرئت
الفاتحة ترحما على روح الفقيد في عدة مجالس في الصالونات والمكاتب.وقال د. عبد السلام ولد حرمة، رئيس
حزب “الصواب” لقد فجعنا برحيل مبدعنا الغالي، ورحيله جرح عميق وخسارة كبيرة للأدب العربي والإنساني.
واعتبر الشيخ ولد حرمة ولد بابانا، رئيس حزب التجمع من أجل موريتانيا أن “رحيل الطيب صالح يعد خسارة شخصية
لكل قارئ وكل عربي”. وكتب الناقد الشيخ ولد سيدي عبد الله يقول “وكأن القدر أراد للنثر أن يذوق مرارة الألم
والحسرة التي ذاقها الشعر مع رحيل محمود درويش قبل مدة قصيرة، فهاهي العمامة والجلابية السودانية التي كنا
نعيش تفاصيل حياتها في (الموسم) تغادرنا في شخص الطيب صالح، هذا الأسمر الباسم دائما في وجه العدم، والقحط
واليباب. الطيب صالح هو الذي قدم للعالم سودان الأصالة والهوية، ورغم أنني ممن يعتقدون بأن (الموسم) مجرد
صورة ورقية لحياة الطيب صالح، إلا أن أهم ما يستشعره أي مثقف موريتاني في هذه الملحمة السردية أنها تتحدث
عن بيئته وعن ناسه، وعن (الشناقيط ) الذين عشقهم الطيب صالح واستخدم اسمهم كإحدى أهم تيماته الروائية.
وجاء في بيان نعي اتحاد الأدباء الموريتانيين “بقلوب يعتصرها الألم والحزن يتقدم اتحاد الأدباء والكتاب
الموريتانيين إلى الشعب الموريتاني وإلى الأمة العربية والأسرة الإنسانية كافة بأحر التعازي في وفاة عبقري
الأدب العربي الأديب والروائي الطيب صالح الذي وافاه الأجل المحتوم”.
وأضاف البيان “لقد ترك الراحل العزيز ثروة أدبية غنية مثلت جانباً مهماً من روائع الأدب العربي والعالمي،
وستبقى أعماله “موسم الهجرة إلى الشمال”، و”ضو البيت” و”عرس الزين” و”مريود” و”دومة ود حامد” و”بندر
شاه”.. وغيرها من إبداعات خالدة في ذاكرة الأجيال”.
لقد كان قلم هذا الأديب الكبير، والإنسان الطيب، المبدع المدهش.. قلما للعروبة والعربية.. وقلما للإنسانية
ومن واجب الجميع حفظ هذا الجميل لأديبنا الراحل الذي خدم أمتنا بهذه التحف الأدبية الخالدة.
إن اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين وهو ينعى هذا الطود العربي الشامخ، ليدعو الأدباء والمواطنين العرب
لعمل على إدراك قيمة الفرد في التاريخ الثقافي للأمم.
من جانبه نعى أحمد ولد داداه زعيم المعارضة الموريتانية الطيب صالح.
ووصف ولد داداه في تصريح ل “الخليج” رحيل صالح بأنه “خسارة كبيرة للوطن العربي فهو شخصية فذة عالمية،
ورحيله خسارة للأدب العربي”.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الراحل المقيم (Re: منى على الحسن)
|
إنا لفقراقك لمحزونون
يا صالح ...يا طيب
يا اخ كمال الحزن على الصالح
اكبر من احتمالنا
الصالح ...الانسان
المثقف ...
كان سفير السودان
أينما حل
رجل من طراز أول
لا يتكرر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الراحل المقيم (Re: منى على الحسن)
|
أحسن الله عزاءكم أخت منى
في الطيب الصــالح
الروائي السوداني العالمي
اللهم اغفر له وارحمه واجعله من أصحاب اليمين اللهم اغفر له وارحمه واجعله من أصحاب اليمين اللهم اغفر له وارحمه واجعله من أصحاب اليمين
أحمد الشايقي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الراحل المقيم (Re: أحمد الشايقي)
|
Quote: يا ذات الحزن المختلف ... |
ماسا ...صديقي في الفرح القادم
الحزن على الصالح يمشي على قدمين
اللهم اغفر له وارحمه أسكنه فسيح جناتك
احسن عزاءكم يا خالد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الراحل المقيم (Re: منى على الحسن)
|
Quote: أحسن الله عزاءكم أخت منى
في الطيب الصــالح
الروائي السوداني العالمي |
الاخ أحمد الشايقي
احسن الله عزائكم في الطيب
سيروا على نهجه واجعلوا العالم كرنفالا لحروف الرواية
كما فعل الصالح
قرأت بعض كتاباتك يا استاذ أحمد الشايقي
في منتديات لكتابة القصة افتكر المنتدى سوري
هل آنا صاح وللا غلطت في الشخصية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الراحل المقيم (Re: منى على الحسن)
|
نعم أخت منى,
كتاباتي في الشعر والرواية بدأت من أديبنا الراحل الطيب الصالح وإليه انتهـت
فاليوم هو يوم فاجعة الرحيل الكبير, يوم تبكي أقلامنا الرحيل المهيب للعِـف المتواضــع والعالم الجليل,
الطيب صالح خالد وباق في التراث الانساني على مر العصــــور
لك التحية أخت منى
أحمد الشايقي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الراحل المقيم (Re: منى على الحسن)
|
Quote: صديقتي الحبيبة منى ...
فلنبك معاً ...كاتباً عبقرياً .. منه تعلمنا عشق القراءة ... ومنادمة الحروف |
نعم يا صديقة ....فلنبكي معاً هذا الهرم
اعلم تماماً انك عاشقة الحرف من يعشق الحرف
يعشق هذا القامة الباشقة كنخيل الشمال
اللهم اغفر للطيب ...الصالح ...واسكنه فسيح جناتك
يا صدبقة لما الاحزان لا تهدينا فسحة من الفرح !!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الراحل المقيم (Re: منى على الحسن)
|
الأديبةُ / منى علي الحسنْ.
شُكْرًا على هذا الكلامِ الطَّيِّبِ والْقَوْلِ
الصَّادقِ في حَقِّ أديبِنا الشَّاسعِ
الْمَعرفـة ،
وليَكُنْ عاليًا ، ولأتمكَّنَ منْ مُتابعتِهْ .
احترامي .
أخوك / محمَّد زين . _________________________
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الراحل المقيم (Re: منى على الحسن)
|
الخليج الثقافي ----------------------- وداعاً أيها “الزول” الطيب آخر تحديث:السبت ,28/02/2009 د. عبدالقادر حسين ياسين *
قبل أكثر من 30 عاماً وقعت يدي بالصدفة على رواية الطيب صالح “موسم الهجرة إلى الشمال”. في ذلك الوقت كنت
قد تعرفت إلى أغلب الكتاب العرب، واكتشفت سحر الأدب الفرنسي متمثلاً في فلوبير وستاندال وبودلير ورامبو
وسارتر واندريه جيد، وعظمة الأدب الروسي مجسّدا في قصص أنطوان تشيكوف ونيكولاي غوغول، وفي روايات ليو تولسوي
وفيدور دستويفسكي. وكنت قد قرأت روائع من الأدب الأمريكي مثل “الصخب والعنف” لويليام فوكنر، و”رجال وفئران”
لجون شتانيبيك و”طريق التبغ” لأرسكين كالدويل، و”وداعاً للسلاح” لارنست همنغواي.. غير أنني لم أكن أعرف أن في
السودان (الغامض بالنسبة لي) كاتباً عملاقاً مثل الطيب صالح، وما أتذكره هو أن الكتاب شدّني منذ الجملة الأولى
فإذا بي أنسى نفسي، وأرحل إلى عوالم مذهلة لم أعرف إلا القليل منها في الأدب العربي الحديث.
وها أنا أعيش مغامرات “مصطفى سعيد” وهو يطارد نساء لندن، ماضياً في عربداته ومغامراته الجنونية دون أن يخشى
العقاب. ثم ها أنا أعود معه إلى تلك القرية السودانية الهادئة على ضفة النيل لأقاسمه حياته الرتيبة مع
المزارعين البسطاء والأميين محاولاً دفن ماضيه.
وعندما غرق في النيل انتابتني رجفة هزّت كامل جسدي، فكما لو أني فقدت فجأة رفيق رحلة محفوفة بالمخاطر. بعد
أن انتهيت من قراءة الكتاب وجدتني بعيداً جداً عن نفسي وعن وجودي. ومنذ ذلك الحين أصبح الطيب صالح من كتابي
المفضلين.
وكانت سعادتي شديدة بلقاء الطيب صالح خلال فعاليات مؤتمر الكتاب العرب في تونس. وكان صالح رجلاً وسيماً وأنيقاً
للغاية. يلازم الصمت غالب الوقت ولا يتكلم إلا في ما ندر.
وعلى مدى ثلاثة أيام لم أجد الشجاعة الكافية للاقتراب منه والتحدث إليه. لكن بعد انتهاء المؤتمر وجدتني صدفة
أمامه وجهاً لوجه، فشددت على يده بحبّ واحترام كبيرين، وحدثته عن اعجابي الشديد ب”موسم الهجرة إلى الشمال”
وب”دومة ولد حامد”.
ولأنني وجدت الرجل ودوداً ومتواضعاً إلى حدّ بعيد، فإن اعجابي به تضاعف، إذ نادراً ما نجد المبدع متوافقاً في
سلوكه مع ما يكتب. والشيء الذى تأكد لي في ما بعد أن الطيب صالح لم ينس ذلك اللقاء، إذ إنه ظل يذكرني به
دائماً كلما التقيت به في هذا المكان أو ذاك.
وعند قراءتي لبقية أعماله، تبيّن لي أن ذلك السوداني كاتب عملاق بالفعل، لذا لم أعد أمل من إعادة قراءة
مختلف أعماله، كلما احتجت إلى “إعادة الروح” إلى لغتي، وتغذية خيالي في أوقات الجفاف والعقم.
ومرة كنت في لندن فهتفت له لأحييه، وأسأل عن أحواله، غير أنه أصرّ على تناول طعام الغداء معي في وسط لندن،
حيث عاش بطله “مصطفى سعيد” مغامراته الجنونيّة. وفي المطعم الايطالي الرفيع راح الطيب صالح يتحدث بلباقته
المعهودة عن الأدب وعن الحياة. بعدها طاف بي في بعض الشوارع التى يحب، وفي بعض المكتبات القديمة.
وفي عام ،2000 جاء إلى معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، عقب صدور الترجمة الألمانية لرائعته “موسم الهجرة إلى
الشمال”، وكانت سهرة ممتعة للغاية تلك التى أمضيتها معه في مطعم هنغاري إذ خلالها أمتعني صالح بقراءة
القصائد التى يحبها في الشعر العربي والشعر الإنجليزي، مقارناً البعض منها بين وقت وآخر مع قصائد لشعراء
شعبيين سودانيين، وقد فعل ذلك بشكل ساحر حتى أنني نسيت نفسي تماما، مثلما حدث لي وأنا أقرأ للمرة
الأولى “موسم الهجرة إلى الشمال”.
لقد أحدث الطيب صالح رغم قلة إنتاجه ثورة فعليّة في الرواية العربية شكلاً ومضموناً، ولغة وأسلوباً، وقدّم
لنا، في صورة شاعرية عالية، ذلك السودان البسيط، الساذج، الضاحك، الزاهد، الصبور، الشبق، اللاهي على شاطئ
النيل، كما لو أنه طفل غير عابئ بما تفرضه عليه الحياة من شقاء ومحن.
وبرغم إسهامه الكبير هذا فإن الطيب صالح ظلّ متواضعاً تواضع القديسين، مبتعداً عن كل ما يمكن أن يدنس حياته
البسيطة الهادئة أو يلوثها. إنه كاتب عملاق بالفعل، وصاحب رؤية فلسفية وفكرية عميقة تعكس الواقع العربي
برمّته.
غفا “الزّول” الطيب، في نومه الأخير.
أدرك بالطبع أن إغفاءته، هي نهاية بالجملة، لآلام تسللت الى جسده، على مراحل، وتمكنت منه، كأنها جمرة،
نثرتها النارُ، رماداً بعد أثر.
انتهت رحلة عُمرٍ خصب، تركت لنا صفحات ثمينة من الرأي الحصيف، ومن الرؤية الثاقبة. مات “الزّول الطيب” في
منفاه الاختياري، قبل أن ينطق بالجملة الأخيرة، بالعربية الفُصحى، التي لم يتخل عنها، فباتت جزءاً من شخصيته.
ذلك السوداني الهائل، بانتمائه وبطموحه وبأطروحاته في الثقافة الوطنية والعالمية، تَوَحد مع اللغة العربية
الفصحى، فما كان يتحدث الا بها، بقواعدها، بنحوها، بصرفها، وبمصطلحاتها.
في عواصم عربية وعالمية، اجتذب المثقفين والكتاب والمفكرين، كان مؤمناً بتفاعل الفكر الإنساني، لصالح الانسان
في مواجهة العنصرية والاحتلال، وسيطرة القوى الكبرى الغاشمة على مقدرات الشعوب المناضلة من اجل الحرية
والاستقلال.
لقد فقدت الثقافة العربية برحيله علماً فكرياً وثقافياً. ذهب الرجل على إيقاع الأيام المطفأة، عبر أنفاق
السبات والذكرى. ستظل آثاره سراجاً يُشعل ضوءاً أبدياً، بينه وبين وطنه، لا تُطفئه دموع الغيم، ولا أنواء البحر.
أيها “الزّول” الطيب، سلاماً وتحية، ففي التحية الحياة.. التحية هي المحافظة على وديعتك التي أودعتها لدى كل
من لا يزال مؤمناً بأن الوعي النقدي هو الطريق.
الطيب صالح، أيها السوداني الكبير، سلاماً.
* كاتب وأكاديمي فلسطيني يقيم في السويد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الراحل المقيم (Re: منى على الحسن)
|
الخليج الثقافي ------------------------------------------- حل وترحال
الروائي الشاعر آخر تحديث:السبت ,28/02/2009 جودت فخرالدين
برحيل الطيّب صالح، نفقدُ روائياً من نوعٍ نادر، وبالأخصّ من ناحية علاقته بالشعر. فمن أبرز المزايا التي تحلّى
بِها هذا الطيّب صالح، الذي غادرَنا قبلَ أيام عن عمرٍ ناهزَ الثمانين، إلمامُهُ بالشعر العربي إلماماً تجلّى في
أحاديثه وكتاباته حبّاً ورهافةً وذوْقاً. ومن الطريف جدّاً، والغريب جدّاً، أن تكون الميزةُ المذكورة قد باتت نادرةً
لدى الكتّاب العرب في هذه الأيام.
لم يكن الطيّب صالح يتركُ مناسبةً من دون أنْ يُعْرِبَ فيها عن حبه للشعر، وعن إيمانه بأهمية هذا الفنّ، خصوصاً عند
العرب. لقد سمعتُهُ مراراً يتكلّمُ في ذلك. لفتَتْني أولاً طريقتُهُ في الكلام، طريقتُهُ الهادئةُ الرصينةُ المقرونةُ بحرْصٍ
على الدقّة والإيجاز. فمن خصاله أنه مقتصدٌ في الكلام، لا يُحب أنْ يقولَ كلاماً نافلاً،لا يثرثرُ ولا يُسْهِب، وإنما يُعبرُ
عن فكرته بأقل ما يمكن.
لقد تضمّنتْ أحاديثُ الطيّب صالح تقديراً للشعر جعلهُ فوق غيره من فنون اللغة. ولطالما أعْرَبَ في هذه الأحاديث عن
إعجابٍ شديدٍ بالمتنبي، الذي كان يحفظُ الكثيرَ من شعره. وفي مقالاته الصحافية، كان الطيّب صالح يُكْثِرُ من الكلام
على الشعر، ومن الاستشهاد بأبيات الشعر. وقد صَدرَ لهُ، قبلَ سنوات عدّة، كتابٌ عن دار رياض نجيب الريّس للنشر،
تحدّث فيه عن المتنبي وعن علاقته بشعر المتنبي. ألا يكشفُ هذا كلهُ عن عُمْقٍ ورهافةٍ لدى كاتبٍ روائي هو في طليعة
كُتّاب الرواية عندنا؟ أليست العلاقةُ القويةُ بالشعر ضروريةً لكل كاتبٍ عربيّ، في أيّ حقلٍ من حقول الكتابة؟
لم تقتصر العلاقةُ بين الطيّب صالح والشعر على ما كان يقولُهُ في أحاديثه ومقابلاته ومقالاته، وإنّما تجلّتْ على نحْ
وٍ أكثر رقّةً وأكثر خفاءً في رواياته، وبالأخصّ في روايته الأولى، أو بالأحرى في رائعته “موسم الهجرة إلى
الشمال”. واليوم، بعد أنْ مضى على صدور هذه الرواية أكثر من أربعين عاماً، لا تزال تتبوّأ مكانةً متقدمةً جدّاً في
المشهد الروائيّ العربيّ بأكمله.
الشعر في هذه الرواية مبثوثٌ في مختلف نواحيها ومقوّماتها، في المشاهد، وفي الرؤى، وفي لغة السرْد. وهذه
الروايةُ رائدةٌ في موضوعها الذي شاع على نحْوٍ ما في خلال العقْديْن السادس والسابع من القرن الماضي. موضوع
العلاقة بين الشرق والغرب، أو بالأحرى بين الثقافة الشرقية والثقافة الغربية، هو ما نشير إليه، وهو الذي كان
لدى الطيّب صالح في “موسم الهجرة إلى الشمال” جنوباً يسعى إلى الشمال. البطل مصطفى سعيد في الرواية هو
سوداني، أي جنوبي (شرقيّ) يتّجهُ نحو الشمال (الغرب)، يذهب إلى لندن للتعلم، وهناك يجدُ نفسه (أعزلَ) في
مواجهة الثقافة الغربية التي تسعى إلى محْوه من جهة، وتُثيرُ لديه رغبةً في المقاومة أو عدم الاستسلام من جهةٍ
ثانية.
يعودُ مصطفى سعيد إلى بلده السودان، بعد تجربةٍ حافلةٍ في لندن، حافلةٍ بالمغامرات وبالمرارة وبالعنف. يعودُ
إلى بلده بحْثاً عن الأمان وعن وسائلَ للمقاومة ضدّ الأنماط الثقافية الغازية على أنواعها. هكذا يرسم الطيّب صالح
على نحْوٍ شاعري صورةَ بطله الذي ينهلُ من الثقافة الغربية وينقمُ عليها في آنٍ واحد. يصورُ لنا الطيّب صالح علاقةً
تناحريةً بين بطله وبين حضارة الغرب، فهذه الأخيرة هي ضرورةٌ لهذا البطل، وهي عدُو له في الوقت نفسه. وفي
أثناء هذا التصوير الذي يمتد على طول الرواية، يقدمُ لنا الطيّب صالح أحياناً لوحاتٍ وصفيةً مفعمةً بالنفَس
الشعري، وبالأخصّ عندما ينقلُ لنا لوحاتٍ من السودان، شهدَها أو تخيلَها على نحْوٍ شفيفٍ رائع.
لقد تناول الطيّب صالح موضوعاً شائعاً، تناوله قبْلَهُ العديدون من الأدباء والمفكرين، إلا أنه تناوله على نحْوٍ
شعري حقّقَ لروايته التميز والفرادة. وقد تجلّى ذلك في جعله الأحداث تتسلسلُ على نحْوٍ مؤثرٍ دفّاق، يخلو من أي
افتعالٍ أو ابتذال. كما تجلّى ذلك في لغة السرد، التي هي لغةٌ رشيقةٌ جذّابة، تخلو من كلّ لغْوٍ أو نافل. إنّ
الطابع “الشعريّ” ل “موسم الهجرة إلى الشمال” هو الذي هيّأ لها خصوصيةً نادرة. وليس غريباً أن يكون حب الشعر
لدى الطيّب صالح وإلمامُهُ بصُوَرٍ من تراثنا الشعري هما اللذان حقّقا لأسلوبه الروائي شخصيته الفذّة.
بعد “موسم الهجرة إلى الشمال”، روايته الأولى، كتب الطيّب صالح رواياتٍ لم تُحْرِزْ من الشهرة والتأثير ما أحرزَتْهُ
الروايةُ الأولى. أقول ذلك إثباتاً لِما هو حاصلٌ في الواقع، وليس نتيجةً لأي حكْمٍ نقديّ. لقد ألقى الطيّب صالح
بسببٍ من “موسم الهجرة إلى الشمال” ظلاً وارفاً على الكثيرين من كُتّاب الرواية العرب الذين عاصروه. وليس هيناً
أنْ يكون كاتبٌ معينٌ ذا تأثيرٍ ملحوظٍ من خلال كتابٍ واحد.
[email protected]
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الراحل المقيم (Re: منى على الحسن)
|
غياب الطيب صالح يلتحق بأبطال رواياته آخر تحديث:السبت ,28/02/2009 شوقي بزيع قليلون جداً هم الروائيون الذين يتركون في نفوس قرائهم الأثر الذي تركه الطيب صالح. فمنذ روايته الأولى “عرس
الزين” وحتى أعماله اللاحقة مثل “مريود” و”دومة ود حامد” بدا الكاتب السوداني وكأنه ينجو بالرواية العربية
باتجاه أرضها الجديدة المعفرة بروائح التراب المحلي والمفتوحة في الوقت ذاته على أسئلة العصر المقلقة
والصعبة. صحيح أن صاحب “موسم الهجرة إلى الشمال” لم يستهل الكتابة الروائية العربية التي سبقه إليها أعلام
كبار من وزن نجيب محفوظ ويحيى حقي وسهيل إدريس إلا أنه من خلال موهبته المتوقدة والفريدة عرف كيف يتخلص من
وطأة النجز السابق من جهة وكيف يهضمه ويفيد منه من جهة أخرى.
في حين يقتبس عن نجيب محفوظ واقعيته وتصويره الحسي الدقيق يقتبس عن يحيى حقي غوصه في عوالم السحر والطقوس
الشعبية الدينية، وعن سهيل ادريس اشكالية العلاقة بين الشرق والغرب التي ظهرت بجلاء في رواية “الحي
اللاتيني”. ومع ذلك فقد امتلك الطيب صالح بصمته الخاصة ومفاتيحه السردية المتميزة وغير المسبوقة في كل ما
كتب.
لم يكن من قبيل المصادفة المحضة بالطبع أن تجد كتابة الطيب صالح ذلك الصدى الكبير الذي لم تكف ترجيعاته عن
هز الوجدان العربي منذ خمسة عقود وحتى اليوم. وأعتقد ان ما أعطى أعماله ذلك القدر من الأهمية لا ينحصر في
اطار واحد أو نقطة بعينها بل هو خليط مركب من العناصر الأسلوبية والفكرية والوجدانية. فنحن ما أن نشرع
بقراءة أي من أعماله حتى يتم استدراجنا بسهولة الى الفخ الغوي لعوالمه المتخنة بالشغف والمتصلة بروح
الجماعة والبعيدة عن التكلف الأسلوبي والتأليف المتعسف. والرواية هنا هي الابنة الشرعية للحياة في دورانها
الدائم وفي ترنحها المستمر بين المقدس والمدنس، بين الخير والشر، وبين الجذور والمنافي.
قد تكون “موسم الهجرة إلى الشمال” هي الاسم الروائي الحركي للطيب صالح إلى حد أن البعض قد اعتبرها ضربة
العمر ودرته اليتيمة التي لم تتكرر بعد ذلك، والحقيقة أن عظمة هذه الرواية كامنة في بعدها الحدسي وفي
قوتها الاستشرافية التي لم يبهت حضورها مع الزمن. فالتمزق الذي يعيشه مصطفى سعيد بين الانتماء للجذور
السودانية الأم التي يقسمها النيل إلى قسمين وبين الالتحاق بحضارة الغرب الممثلة في العاصمة البريطانية
لندن هو التمزق ذاته الذي يحكم مئات الملايين من أبناء العالم الثالث المسحوقين تحت نير الاستعمار الغربي
من جهة والاستبداد المحلي من جهة أخرى. وهو ما انعكس على المستوى الروائي لا عبر الروايات العربية وحدها، بل
بدت تجلياته واضحة في كتابات سلمان رشدي الذي انحاز كلياً لقيم الغرب في نهاية الأمر، أو في كتابات أورهان
باموق الذي عكس المأزق التركي والهوية المنفصمة في غير رواية من رواياته. أما بطل الطيب صالح، فلم يجد ما
يرد به على الغرب سوى فحولته الذكورية الملفوحة بنيران إفريقيا وشمسها اللاهبة. وكان لا بد له تبعاً لذلك من
حشر الغرب في خانة التأنيث تمهيداً لعصر “الفتوحات” الجديد الذي يقوده مصطفى سعيد بوصفه ممثلاً لذكورة الشرق
الغازية. بدا الموت في هذه الحالة وكأنه النتيجة الطبيعية الوحيدة لعلاقة الشرق بالغرب. على أن البطل الفحل
الذي دفع بثلاث من عشيقاته الى الانتحار بتأثير من سحر شهريار العربي ما لبث أن اصطدم بكبرياء جين مورس
التي رفضت الانصياع له دافعة إياه الى قتلها في النهاية ليدخل السجن بعد ذلك ويعود مرة أخرى إلى كنف الوطن
الأم، حيث يتزوج من امرأة سودانية عادية ومن ثم يقضي غرقاً في أحد فيضانات النيل.
على أن القيمة الفنية والرؤيوية العالية لموسم الهجرة لا يمكن أن تنسينا القيمة الموازية لرائعة الطيب صالح
الأخرى “عرس الزين”، لا بل إن الرواية الثانية تتفوق على الأولى في بعض مناحيها المتصلة ب(.........)اجة اللغة
وحراكها الداخلي وتعبيرها عن الروح السودانية المحلية بكل ما يكتنفها من مجاهل وطقوس وأسرار. والزين بطل
الرواية هو الشخصية الغريبة والساحرة التي تلتف بغموضها المحير، وتتوزع بين البلاهة التامة والذكاء الخارق
وبين الديني والدنيوي. فهو من جهة يضج بالحياة ويبتهج بالأعراس ويقبل على الشهوات. ومن جهة أخرى يقيم
مع “الحنين”، الولي المتعبد ذي الكرامات، علاقة انسانية خاصة لم يستطع أهل القرية فهمها ومعرفة أسبابها،
وإذ يبدو للبعض أن الكاتب يتماهى مع معتقدات شعبه الدينية، والخرافية في بعض الأحيان، إلا أنه يظهر موقفاً
نقدياً صلباً من بعض المتسترين بالدين لتحقيق مصالحهم ومطامعهم الخاصة مثل شخصية الإمام في “عرس الزين”.
أما زواج الزين من “نعمة” أجمل نساء القرية وأكثرهن احتشاماً ونبلاً فهو الزواج الرمزي والشرعي بين ذكورة
السودان وأنوثتها، بين النيل الخالد والأرض السرمدية التي لا تؤول إلى اضمحلال.
لا يمكن إنهاء الحديث أخيراً عن الطيب صالح من دون الاشارة الى تواضعه ودماثته الفائقة كما الى شغفه الكبير
بالسفر والمرأة والحياة. كأنه كان مزيجاً بالغ الرهافة من الزين ومصطفى سعيد، ومن “الحنين” وزوربا، حيث
الافتتان بالحياة لا يمنع الروح من بحثها عن الجوهر الذي يلمع في قرارة الأشياء. كما لا بد من الاشارة الى
تعلق الطيب صالح المفرط بالشعر، وبالشعر العربي على وجه الخصوص، وبشعر المتنبي على الأخص. وخلافاً للذين
ذهبوا إلى القول إن الرواية العربية باتت ديوان العرب المعاصر، فقد ظل صالح يحل الشعر في المقام الأول
ويتذوقه ويطرب له كما لا يفعل أحد من أترابه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الراحل المقيم (Re: محمد فضل الله المكى)
|
ماكُنتُ أحسَبُ قبل دفنك في الثرى..... إن الكواكِبَ في التُرابِ تغورُ
الاخ محمد فضل الله الفكي
احسن الله عزائكم وعزائنا في الراحل المقيم الطيب صالح
الصالح فقيد الادب عامة وفقيد الرواية خاصة
كان رجل بقامة وطن
اللهم اغفر له وارحمه واسكنه فسيح جناتك
اللهم آمين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الراحل المقيم (Re: منى على الحسن)
|
يستحق ما تسطرينه هنا وماسطره الآخرون من رثاء عظيم.. فما كان هينا في شخصه وأدبه ولا كان هينا في انتاجه الأدبي..
العزاء لك ولهم ولنا جميعا.. ولوطن يموت أغلي أبناءه كل يوم!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الراحل المقيم (Re: منى على الحسن)
|
Quote: يستحق ما تسطرينه هنا وماسطره الآخرون من رثاء عظيم.. فما كان هينا في شخصه وأدبه ولا كان هينا في انتاجه الأدبي..
العزاء لك ولهم ولنا جميعا.. ولوطن يموت أغلي أبناءه كل يوم! |
العزيزة منى
كان الصالح رجل بحجم الوطن
كان اصيلا متواضعاً كان شامخ ...
سطر اسم السودان باحرف من نور في عالم الادب
العزاء للوطن ولك ولجميع محبيه
يا وجعي على هذا الوطن الموعود بالاحزان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الراحل المقيم (Re: منى على الحسن)
|
صحيفة العالم ..ثقافة... التاريخ 26/2/2009 العدد 97
الطيب صالح يعود إلى الجنوب
موسم الهجرة إلى الشمال واحدة من بين أفضل مائة رواية في العالم
أمضى معظم حياته مهاجراً من الجنوب إلى الشمال لكنه في رحلة موته الأخيرة اختار العودة مرة أخرى للجنوب. الطيب صالح صاحب رواية "موسم
الهجرة إلى الشمال" عاد إلى مسقط رأسه الجمعة 20 فبراير ليدفن هناك بعد أن قضى أكثر من نصف قرن في بلاد تموت من البرد حيتانها. عاد
ليلتحق بركب من رحلوا في موسم الهجرة مخلفين إرثهم الفكري والثقافي ومواقفهم حيال الأدب والمسرح والفن "سهيل إدريس ومنصور الرحباني
من لبنان، ورجاء النقاش وعبدالعظيم أنيس ومحمود العالم وعبدالوهاب المسيري من مصر، مصطفى سند والنور عثمان أبكر من السودان، ومحمود
درويش من فلسطين".
ولد الطيب صالح عام 1929 في قرية كَرْمَكوْل عند منعطف النيل بشمال السودان، وتوفي في 18 فبراير 2009 في لندن. عاش مطلع حياته وطفولته
في ذلك الإقليم، وفي شبابه انتقل إلى الخرطوم لإكمال دراسته، فحصل على درجة البكالوريوس في العلوم ثم سافر إلى إنجلترا حيث واصل
دراسته في الشؤون الدولية. عمل لسنوات طويلة في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية، وترقى بها حتى وصل إلى منصب مدير قسم
الدراما، وبعد استقالته رجع إلى السودان، وعمل لفترة في الإذاعة السودانية، ثم ارتحل إلى قطر وعمل وكيلاً في وزارة الإعلام. عمل بعد
ذلك مديراً إقليمياً بمنظمة اليونيسكو في باريس وعمل ممثلاً لهذه المنظمة في الخليج العربي. كتابته تتطرق بصورة عامة إلى علاقة الشرق
بالغرب والاستعمار والجنس والمجتمع السوداني الريفي.
كتب الطيب صالح العديد من الروايات التي ترجمت إلى أكثر من ثلاثين لغة وهي: موسم الهجرة إلى الشمال، عرس الزين، مريود، ضو البيت،
دومة ود حامد، ومنسى. وصنفت روايته "موسم الهجرة إلى الشمال" التي نشرت لأول مرة في أواخر الستينات في بيروت واحدة من أفضل مائة
رواية في تاريخ الأدب العالمي، وحصلت على العديد من الجوائز وتم تتويجه بلقب عبقري الرواية العربية، وفي عام 2001 اعتبرت الأكاديمية
العربية في دمشق روايته أنها الرواية العربية الأفضل في القرن العشرين.
رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" نالت شهرتها باعتبارها من أولى الروايات التي تناولت وبشكل فني راقٍ الصدام بين الحضارات وموقف
إنسان العالم الثالث المستعمَر ورؤيته للعالم الأول المستعمِر، ذلك الصدام الذي تجلى في الانتقام الجنسي لدى بطل الرواية "مصطفى
سعيد"، فعندما لم يستطع في الواقع أن يقهر جبروت المستعمِر وتكبره على بني جلدته بحث عن طريق أخرى لقهره ونجح.
بقلم عائشة مصبح العاجل تحرير يوسف جباعته البريد الإلكتروني aishamusabeh.blogunited.org
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الراحل المقيم (Re: منى على الحسن)
|
كتبهاد.ابراهيم الكرسني ، في 26 فبراير 2009 الساعة: 06:53 ص
كلمات فى رثاء رجل الكلمة، فقيد مشيخة كرمكول، عمودية الدبة، مركز مروى، السودان … و الأدب و الفن بصورة
عامة داخل و خارج أرض الوطن … المغفور له بإذن الله تعالى الأستاذ الكبير المرحوم الطيب صالح.
الطيب صالح
ولدا فالح
من يوم ما تبا
وليدا صالح
…
زولا مفضال … مستور الحال
ما بيعرف قولت داكا محال
مهما اتغرب و مهما جال
تلقى قليبو مع التربال
…
ترابلة بلدو …
تحت الدومة اتلمو وقعدو
فيهن يونس ود الريس
وداك مريود الديمه مقيس
و داكا الزين زول الله مهيص
…
بت مجدوب ديك حالا براها
مو فهمانى الخبر الجاها
قالو الطيب … نان مو طيب
قامت وقعدت … قامت وقعدت
سرخت نان بالصوت العالى
مالو آناس الراجل الطيب ؟!
….
شان ود صالح قلبو حنين
متحمل آلام الساقى بقالو سنين
شان هى نشافا
نشف قلبو و زادو أنين
….
يسأل نفسو … وين الترباله ؟!
وين يا رب … وين الرجاله؟!
وين يارب … وين الصالحين؟!
وين الفقرا … و ناس الدين ؟!
…
جاهو الرد من بت مجدوب
شوف آ الطيب … ناسك ديل
ماهن عايشين !!
و الزين داك القلبو حنين
جايى يكورك
ديل عايشين … زى الميتين !!
…
فيهن ناسا مرضانين
وفيهن ناسا تجار دين
و فيهن ناس كيفن زاهدين
و فيهن ناسا مو قايلين
يجيهن يوم زى يوم الدين
يوما ينشف فيهو الطين !!
…
و حوضنا الكان دايما رويان
ناشف تب
لا فى مطيره
و لا باجور
حتى النيل
الديمه دميرى
يوم الليلى صبح عطشان !!
…
و الزين داك زى الضهبان
يحفر و ينقح فى الحيضان
مو قايل
ود حمد صالح بقالو سنين
فى حوش العمدة هناك مرضان !!
…
وناس الحلى اتلمو صباح
بى فقراهن و الصلاح
سمو اسم الله وندهو رسولو
يغتى الطيب من كل شر
لامن صادى يجيهن راجع
عاد يوم داك يوم الأفراح
…
و كل الحلى بتسأل … و تسأل
كيفن عاد ود حمد صالح
ياكلو الحوت فى بحرا مالح ؟؟!!
و ناس الزين …
و ناس مريود …
ود الريس …
و بت مجدوب…
متلمين فى ضل الدومه
راجين جية الولد الفالح !!
…
الكل قام واقف لاحيلو
سمو اسم الله و ندهو رسولو
قالو هناك لازم نمشيلو
ولدا مو “مقطوع الطارى”
كل خلق الله أهلن هيلو
…
ود الريس قايد القايدى
و داك مريود جاهن من غادى
و داكا الزين … جايى يخب
تلب فوق حيشان العمده
أول مره يجيهن صادى
…
و بت مجدوب متبلمى تب
عيونا بكن …
دموعا جرن …
على كليمى طلعت خافتى
قالت ديل ياهن اولادى
…
بت مجدوب سرخت فى اللمه
ندهت الله يكشف الغمه
يجيب الطيب ليهن راجع
يتحكر فى قلب الأمه
…
بت مجدوب قالت حرم
عليها نزر لابد من دم
يجيب الطيب من وين … وين
فشان وسط اهلو يجر النم
فشان قرقير ود حمد صالح
يفرج الكربه يشيل الهم
…
و بدل الطيب جاهن صايح
يبكى يصيح فى زولا رايح
يبكى يكورك بى طول حسو
يا ناس هوى …
ناس كرمكول ..
ناس الدبه …
ناس مروى …
ناس كريمى …
يا ناس هوى …
يا ناس من جم …
أبكو معاى ود حمد صالح
قالو غرق فى بلدا باردى
بلدا فوق … فوق بحر المالح
…
مات فى بلدا كيفن باردى
و طيرا عجم …
بلدا ما فيها خلوق تتلم
لا فيها دليب لا فيها نحاس
ما فيها العرضه و ناس حرم
لا فيها بطان يسيل لو الدم !!
…
بت مجدوب يوم نطقت قالت
عاد الطيب ما بتعوض
كلاما كتر …
و حديسا كتر …
و ناس الحلى دموعن سالت
…
حريم الحلى اتلملمو جن
يوم شافو الجنازى بكن
بت مجدوب دموعا جرن
و كل زول فى بكانو حرن
كل زول لى صويحبو قلد
و قال … الليلى اتبشتن
…
قامو الفقرا قالو آ … خوانا
داك قدرا من ربنا جانا
أسألو الله خالق الكون
و الصلاح يقيفو معانا
و روحو الطاهرى يوم الحق
فى الفردوس تعيش فى جنانا
ابراهيم الكرسنى
الخميس 19/2/2009
| |
|
|
|
|
|
|
|