التغطية الأخبارية لوفاة الأديب الطيب صالح

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-14-2024, 12:19 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الراحل المقيم الطيب صالح
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-18-2009, 05:08 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التغطية الأخبارية لوفاة الأديب الطيب صالح

    العربية

    فارق الحياة في مستشفى بالعاصمة البريطانية
    وفاة الطيب صالح "عبقري الرواية العربية" عن عمر يناهز 80 عاما

    "موسم الهجرة إلى الشمال"




    دبي- العربية.نت، وكالات

    توفي الأربعاء 18-2-2009 الروائي السوداني المعروف الطيب صالح في أحد مستشفيات العاصمة البريطانية لندن حيث كان يقيم، وذلك عن عمر يناهز الثمانين عاما، بعد رحلة طويلة في مجال الأدب والثقافة والصحافة، ما حدا بالكثير من النقاد إلى تسميته بـ"عبقري الرواية العربية"، لا سيما وأن إحدى رواياته اختيرت لتنضم إلى قائمة أفضل 100 رواية في القرن العشرين.

    وقال صديقه علي مهدي إن الطيب صالح فارق الحياة ليل الثلاثاء الأربعاء عن عمر يناهز 80 عاما.

    ولد صالح في إقليم مروى شمالي السودان بقرية كَرْمَكوْل بالقرب من قرية دبة الفقيرة, وهي إحدى قرى قبيلة الركابية التي ينتسب إليها، و تلقى تعليمه في وادي سيدنا وفي كلية العلوم في الخرطوم.

    مارس التدريس ثم عمل في الإذاعة البريطانية في لندن، كما نال شهادة في الشؤون الدولية في إنكلترا، وشغل منصب ممثل اليونسكو في دول الخليج ومقره قطر في الفترة 1984 - 1989.
    عودة للأعلى

    "موسم الهجرة إلى الشمال"

    كان صدور روايته الثانية "موسم الهجرة إلى الشمال" والنجاح الذي حققته سببا مباشرا في التعريف وجعله في متناول القارئ العربي في كل مكان، وتمتاز هذه الرواية بتجسيد ثنائية التقاليد الشرقية والغربية واعتماد صورة البطل الإشكالي الملتبس على خلاف صورته الواضحة، سلبًا أو إيجابًا، الشائعة في أعمال روائية كثيرة قبله.

    وظلت روايته "موسم الهجرة الى الشمال"، التي أكسبته شهرة عالمية على مدى أكثر من 40 عاما، المقياس الذي توزن به قيمة أعمال أخرى تالية تناول فيها روائيون عرب الصدام بين الشرق والغرب، ووصفتها الاكاديمية العربية ومقرها دمشق عام 2001 بأنها أهم رواية عربية في القرن العشرين.

    وفي كثير من الروايات العربية التي عالجت الازمة الحضارية بين الشرق والغرب كان مصطفى سعيد بطل الرواية يطل برأسه متحديا أبطال هذه الاعمال، كما سبق أن تحدى البريطانيين الذين كانوا يحتلون بلاده وأعلن في لندن أنه جاء لغزوهم بفحولته الجنسية.

    وصدر حوله مؤلف بعنوان "الطيب صالح عبقري الرواية العربية" لمجموعة من الباحثين في بيروت، تناول لغته وعالمه الروائي بأبعاده وإشكالاته، وحاز في عام 2005 على جائزة ملتقى القاهرة الثالث للإبداع.

    وبحسب النقاد، يمتاز الفن الروائي للطيب صالح بالالتصاق بالأجواء والمشاهد المحلية ورفعها إلى مستوى العالمية من خلال لغة تلامس الواقع خالية من الرتوش والاستعارات، منجزًا في هذا مساهمة جدية في تطور بناء الرواية العربية ودفعها إلى آفاق جديدة.

    ومن أهم مؤلفاته: عرس الزين رواية ( 1962 )، موسم الهجرة إلى الشمال رواية ( 1971)، مريود، نخلة على الجدول، دومة ود حامد، وترجمت بعض رواياته إلى أكثر من ثلاثين لغة، وتحولت روايته "عرس الزين" إلى دراما في ليبيا ولفيلم سينمائي من اخراج المخرج الكويتي خالد صديق في أواخر السبعينيات حيث فاز في مهرجان كان.

    وفي مجال الصحافة، كتب الطيب صالح خلال عشرة أعوام عمودا أسبوعيا في صحيفة لندنية تصدر بالعربية تحت اسم "المجلة"، وخلال عمله في هيئة الاذاعة البريطانية تطرق الطيب صالح إلى مواضيع أدبية متنوعة.

    ولم يكف صالح عن الانخراط في القضايا السياسية من خلال مقالات ظل ينشرها في بعض الصحف والمجلات حتى أيامه الاخيرة.

    وفي نهاية الشهر الماضي أرسلت مؤسسات ومراكز ثقافية في الخرطوم منها اتحاد الكتاب السودانيين رسالة الى الاكاديمية السويدية ترشح فيها صالح لنيل جائزة نوبل في الاداب.

    ودائما ما يقارن نقاد عرب بين صالح والأديب المصري الراحل يحيى حقي من جهة وبين معظم الكتاب من جهة ثانية، اذ امتلك حقي وصالح شجاعة التوقف عن الكتابة الابداعية مثل أي لاعب بارز يستشعر أنه لن يقدم أفضل مما سبق أن قدمه فيؤثر الاعتزال.

    وقال الروائي عزت القمحاوي مدير تحرير صحيفة أخبار الادب المصرية إن أبرز ما يميز صالح أن عنده حساسية كاتب "فعندما وجد أنه ينبغي عليه أن يتوقف عن كتابة الابداع توقف بالفعل. وقد امتحنت أعماله في وجوده اذ ظل موجودا في المشهد الابداعي العربي رغم توقفه عن الكتابة".

    http://www.alarabiya.net/articles/2009/02/18/66699.html#000
                  

02-18-2009, 05:12 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التغطية الأخبارية لوفاة الأديب الطيب صالح (Re: زهير الزناتي)

    رويترز


    قاهرة (رويترز) - برحيل الاديب السوداني الطيب صالح فقد الادب العربي كاتبا بارزا سطر اسمه في سجل الابداع العربي بروايته الشهيرة (موسم الهجرة الى الشمال) التي استحق عنها لقب "عبقري الرواية العربية" على حد وصف الناقد المصري الراحل رجاء النقاش.

    وتوفي صالح يوم الاربعاء في لندن عن 80 عاما.

    وظلت روايته (موسم الهجرة الى الشمال) التي أكسبته شهرة عالمية على مدى أكثر من 40 عاما المقياس الذي توزن به قيمة أعمال أخرى تالية تناول فيها روائيون عرب الصدام بين الشرق والغرب.

    ففي كثير من الروايات العربية التي عالجت الازمة الحضارية بين الشرق والغرب كان مصطفى سعيد بطل (موسم الهجرة الى الشمال) يطل برأسه متحديا أبطال هذه الاعمال كما سبق أن تحدى البريطانيين الذين كانوا يحتلون بلاده وأعلن في لندن أنه جاء لغزوهم بفحولته الجنسية.

    وظل اسم صالح يعني (موسم الهجرة الى الشمال) وحدها على الرغم من أعماله السابقة والتالية لها بل طغى الجانب السياسي في روايته الشهيرة على المستوى الجمالي أحيانا. كما ظلمت أعماله الاخرى ومنها (عرس الزين) التي يرى الناقد المصري فاروق عبد القادر أنها لا تقل أهمية عن (موسم الهجرة الى الشمال) نظرا لما تحمله من معاني الخصوبة والتجدد.

    والمفارقة أن (عرس الزين) 1962 وليس (موسم الهجرة الى الشمال) 1966 وجدت طريقها الى شاشة السينما العربية اذ قدمها المخرج الكويتي خالد الصديق عام 1977 في فيلم (عرس الزين).

    ولد صالح في شمالي السودان عام 1929 ودرس العلوم في جامعة الخرطوم ثم سافر الى لندن ودرس الشؤون الدولية وعمل في الخدمة العربية لهيئة الاذاعة البريطانية (بي. بي.سي) كما عمل بمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) في باريس وعمل ممثلا للمنظمة نفسها في منطقة الخليج.

    وكتب صالح عدة مجموعات قصصية وثلاث روايات هي (عرس الزين) و(بندر شاه) و(موسم الهجرة الى الشمال) التي وصفتها الاكاديمية العربية ومقرها دمشق عام 2001 بأنها أهم رواية عربية في القرن العشرين.

    وحظي صالح بتقدير النقاد من كافة التيارات السياسية وصدرت عنه كتب نقدية منها (الطيب صالح عبقري الرواية العربية) بأقلام عدد من النقاد عام 1976 . كما فاز بجائزة ملتقى القاهرة الثالث للابداع الروائي عام 2005 . يتبع

    http://www.akhbaralaalam.net/news_detail.php?id=20744
                  

02-18-2009, 05:14 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التغطية الأخبارية لوفاة الأديب الطيب صالح (Re: زهير الزناتي)

    مصادر دراسات حول إبداع الطيب صالح :

    1- تطور أسطوره الغريب الحكيم في إبداع الطيب صالح
    أحمد محمد حمدتو
    الأيام 18/9/2004
    2- دلالات العنوان في موسم الهجرة إلى الشمال
    د. فيصل مالك
    3- الفولكلور في إبداع الطيب صالح للكاتب محمد المهدي بشرى
    د.سليمان يحي
    صحيفة الحياة السودانية 7/5/2007
    4- ملامح فكريه في حياه وأدب الطيب صالح
    عبد المنعم عجب ألفيا
    صحيفة الصحافة
    5- الرواية السيرة " منسي" للطيب صالح
    خالد محمد فرح
    الأضواء 12/9/2005
    6- الطيب صالح تاج الرواية العربية
    فاروق شوشه
    صحيفة الخرطوم
    7- الفولكلور في إبداع الطيب صالح –قراءه في كتاب
    على مؤمن
    الخرطوم 15/6/2004
    8- مجتمع عرس الزين
    على كروفل
    9- الملامح الدرامية في شخوص عرس الزين
    راشد مصطفى بخيت
    الصحافة 20/7/2004
    10- من العتبات النصية في عرس الزين...ضوء البيت...مريود
    امانى عبد الجليل
    الصحافة 10/5/2005
    11- نساء الطيب صالح
    عبد الهادي عبد الله
    الأيام 24/9/2005
    12- دراسة لغة الجسد في البناء الدرامي
    مصطفى الصاوي
    الأيام 20/4/2005
    13- الانجليزي الأسود على ضفاف النيل
    د. هانز بيتر "بالالمانيه"
    ترجمها إلى العربية د. حامد فضل
    صحيفة الأيام 16/7/2005
    14- الدلالات الرمزية في سيره منسي للطيب صالح
    احمد إبراهيم ابوشوك
    الخرطوم 19/7/2005
    15- تقابلات الطبيعة والوصف في موسم الهجرة إلى الشمال
    د. جابر عصفور
    مجله العربي الكويتية نوفمبر 2005
    16- شكل التعبير الديني في روايات الطيب صالح " كتاب"
    د. إبراهيم محمد زين
    17- الفولكلور في إبداع الطيب صالح " كتاب"
    د. محمد المهدي بشرى
    2004 دار جامعه الخرطوم للنشر
    18- تحويلات الشوق في موسم الهجرة إلى الشمال " كتاب"
    د. محمد شاهين..بيروت
                  

02-18-2009, 05:22 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التغطية الأخبارية لوفاة الأديب الطيب صالح (Re: احمد الامين احمد)


    نقلا عن البي بي سي العربية:


    اقرأ أيضا
    الطيب صالح وموسم الهجرة الى الوطن
    18 02 09 | أخبار العالم



    توفي في لندن الروائي السوداني الكبير الطيب صالح عن عمر يناهز الثمانين عاما.

    ولد الطيب صالح في قرية كرمكول شمالي السودان عام 1929 ثم انتقل الى الخرطوم حيث التحق بالجامعة التي لم يتم دراسته فيها.

    غادر السودان الى بريطانيا عام 1952، وعمل في القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية(بي بي سي) حيث شغل منصب مدير قسم الدراما.

    عمل ايضا في وزارة الاعلام القطرية في الدوحة ثم تولى منصبا في مقر اليونيسكو في باريس.

    تبوأ الطيب صالح مركزا مهما في خريطة الرواية العربية، خاصة بعد نشر روايته"موسم الهجرة الى الشمال" في بيروت عام 1966 التي ساهم الناقد الراحل رجاء النقاش في تعريف القارئ العربي بها، لتصبح فيما بعد إحدى المعالم المهمة للرواية العربية المعاصرة.

    وتعد"موسم الهجرة إلى الشمال" من الأعمال العربية الأولى التي تناولت لقاء الثقافات وتفاعلها، وصورة الآخر بعيون العربي والشرقي بعيون الآخر الذي ينظر اليه كشخص قادم من عالم رومانسي يسوده السحر ويكتنفه الغموض.

    وكانت السلطات السودانية قد منعت تداول هذه الرواية في التسعينيات من القرن الماضي بحجة تضمنها مشاهد ذات طابع جنسي.

    وصنفت الرواية كواحدة من أفضل مئة رواية في العالم، ونالت العديد من الجوائز.

    ومن رواياته التي اكتسبت شهرة "عرس الزين" التي تنقل الى القارئ أجواء الريف السوداني وشخصياته ونوادره.

    كما كتب أيضا روايات "مريود" و " "ضو البيت" و " دومة ود حامد".

    وقد دعت بعض الجمعيات والمؤسسات الثقافية السودانية مؤخرا الى ترشيح الطيب صالح لجائزة نوبل للآداب.

    و أيضا المقال التالي:

    الطيب صالح وموسم الهجرة الى الوطن


    أنور حامد
    بي بي سي-لندن



    صورة الآخر: مجاز أم إسقاط ؟
    يجمع النقاد على اختلاف اتجاهاتهم على أن الروائي السوداني الطيب صالح، الذي رحل عن عالمنا، قد غزا العالمية مثلما غزا مصطفى سعيد بطل روايته "موسم الهجرة الى الشمال" أوروبا، بشوارعها وحاناتها ومؤسساتها الأكاديمية، وإن كان لم يستطع ان يغزو صورتها النمطية عن عالمه الغرائبي الذي تسكنه الصحراء بغموضها وأسرارها وحكاياتها الرومانسية.

    تمكن الطيب صالح من جعل شخصياته المغرقة في محليتها تنطق بلغات يفهمها القارىء حتى وإن عجز عن فهم مصطلحاتها الريفية السودانية.

    نقل لنا في "عرس الزين" و "دومة ود حامد" أجواء القرية السودانية بحيوية جعلت الشخصيات تتحرك بأبعاد ثلاثة، وفي "موسم الهجرة الى الشمال" سلط الأضواء متعمدا على تناقضات المفاهيم الاجتماعية والأخلاقية لمجتمعه، كما كشف، ربما دون قصد منه، إشكالية الإسقاط الذي يمارسه الشرقي (العربي) على الآخر.

    في جميع أعماله تبرز موهبته الفذة في تشكيل الشخصيات وتصوير البيئة التي تتحرك بها والخلفيات التي جاءت منها من خلال حوار ينبض بالحياة، حتى وان كان مغرقا بالمحلية.

    روايته المتميزة "موسم الهجرة الى الشمال" لم تكن استثناء، فقد شكلت علامة بارزة في خريطة الرواية العربية، حتى أن البعض يعتبرها واحدة من أفضل 100 رواية عالمية.

    وان كانت الجرأة التي اقتحم بها بطل الرواية (مصطفى سعيد) عالم الآخر أوقعته (هو أم الكاتب ؟ سؤال صعب سأحاول الإجابة عليه فيما يلي) في مطب وقع به روائيون كبار آخرون، قبله وبعده: مطب التعامل مع الآخر روائيا، رسم شخصيته وحواراته ومواقفه.

    الأنا والآخر: مجاز أم إسقاط ؟
    في رائعته"موسم الهجرة الى الشمال" نرصد مستويين للهجرة/الحركة أوربما نستطيع القول إن هناك مستوى للحركة وآخر للسكون: مصطفى سعيد غزا عالم الآخر، أما الأخر فقد بقي حبيسا للصورة النمطية للمثقف العربي عنه، مصطفى سعيد وصل الى عقر دارهم، عبر الصحاري والبحار أما جين موريس ورفاقها فقد بقوا تحت شجرة نخيل في قرية مصطفى على ضفاف النيل.

    الشخصيات السودانية في تلك الرواية تتكلم بطلاقة ويصل صوتها بمنتهى الوضوح والقوة سواء كانت في حقل قطن أو في سهرة تعمرها أصداء الضحكات الماجنة بفعل النكات الأباحية ، أو في حانة لندنية .


    الملامح السودانية مرسومة بوضوح واقناع واقتدار، أما شخصية "الآخر" فتمر بعملية ترشيح معقدة تنتهي بها لأن تصبح ظلا لنفسها وتجسيدا للمفهوم المشوش للمثقف العربي عنها.

    الفتيات والنساء تتساقط تحت أقدام هذا الشاب الأسمر القادم من أدغال إفريقيا، والفضول يقتلها للإطلال على عالمه المسكون ببخور الصندل وحكايات الحب، وهو يمارس سحره الشرقي الطاغي للايقاع بالفريسة تلو الأخرى.

    الحوار بين الشخصيات السودانية من الاقناع بحيث يجسدها بجذورها وثقافتها وأصولها الاجتماعية، وحوار الشخصيات الانجليزية باهت ومغترب عن ذاته.

    موقف الآخر، الأبيض، الاستعلائي، المستعمر، يتغير على يد الكاتب الى فضول وجاذبية وحب، والعربي الأسمر، مصطفى سعيد، له اليد العليا دائما، خاصة مع الجنس الآخر الذي يطغى حضوره ممثلا للآخر، وهو انعكاس واضح للتفكير الشرقي الذي لا يرى بقعة أعرض من السرير لتفاعله مع الآخر الذي لا وجود له بالنسبة له خارج السياق الجنسي.

    السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل استخدم الكاتب كل ما سبق لالقاء الضوء على التشوش الذي يشوب علاقة العربي مع الآخر وتصوره عنه أم أنه وقع في ذات المطب ؟

    المفروض أن الإنسان العربي حين يخرج من عالم مسلماته يواجه أزمة ثقة بالنفس تدفعه أحيانا الى التقوقع على ذاته وفي أحيان أخرى الى اتخاذ خطوات وجلة مترددة باتجاه الآخر، وتفتقر العلاقة الى التكافؤ، لصالح الآخر.

    هذا هو ما يفترضه المنطق ويؤيده الواقع، أما في عالم الرواية العربية، وليس عند الطيب صالح فقط، فنجد العربي هو السيد في العلاقة، خاصة اذا كان الطرف الآخر أنثى من المفروض أنها تتحرك بثقة أكبر بالنفس في فضاء مألوف لديها بينما هو بالكاد بدأ رحلة استكشافه، سواء على المستوى العاطفي أو الجنسي.

    إذن هل وقع الطيب صالح في المطب أم استخدم ما سبق ببراعة على سبيل السخرية من المثقف العربي ليصوره مغرورا، ونرجسيا منغلقا على ذاته ؟

    هل أراد مصطفى سعيد (أم الطيب صالح ؟) الانتقام لهزائمه بهزيمة الآخر حتى ولو على صفحات رواية ؟

    من الصعب الجزم، وهذا مؤشر لجودة الرواية وليس العكس، فقديما قالوا: العمل الأدبي الجيد قد يكون غامضا، ولكن لا يجوز أن يكون مضللا.


                  

02-18-2009, 05:14 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التغطية الأخبارية لوفاة الأديب الطيب صالح (Re: زهير الزناتي)

    لخرطوم 18-2-2009 (ا ف ب) - توفي الروائي السوداني الطيب صالح في احد المستشفيات في لندن حيث كان يقيم، حسبما افاد احد اصدقائه.

    وكان الطيب صالح من اكبر الادباء العرب في القرن العشرين وهو صاحب الرواية الشهيرة "موسم الهجرة الى الشمال" التي صدرت في نهاية الستينات وترجمت الى لغات عدة من بينها الفرنسية والانكليزية.

    وقال صديقه علي مهدي لوكالة فرانس برس ان الطيب صالح فارق الحياة ليل الثلاثاء/الاربعاء عن عمر يناهز 80 عاما.

    ولد الطيب صالح في 1929 في احدى قرى شمال السودان ودرس في بريطانيا حيث عمل صحافيا في القسم العربي لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) كما عمل في مقر منظمة اليونسكو في باريس.

    وفي مطلع التسعينات صودرت رواية موسم الهجرة الى الشمال في السودان بعد تولي نظام الحكم الاسلامي السلطة، بسبب ما تتضمنه من مشاهد جنسية وهو ما اثار غضب الروائي السوداني.

    ولكن الطيب صالح تصالح خلال السنوات الاخيرة مع النظام، حسب الصحف السودانية.

    وكالة الأنباء الفرنسية :
    http://www.france24.com/ar/node/342753
                  

02-18-2009, 05:21 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التغطية الأخبارية لوفاة الأديب الطيب صالح (Re: زهير الزناتي)

    هيئه الاذاعه البريطانيه عبر التلفزيون العربى اهتمت بالخبر ولقد استضافت الاديب المسرحى والاكاديمى خالد المبارك فى اكثر من نشره كما اهتمت بالخبر فضائيه الجزيره بالدوحه حيث عمل الطيب صالح قديما فى اكثر من موقع ثقافى عند بدء النهضه بتلك الدوله الحديثه ولقد استضافت فى نشره السابعه من السودان مباشره الروائى السودانى البارز ابراهيم اسحق كمتحدث اساسى عن مكانه الراحلتخلله عرض تقريرا شارك فيه الشاعر عالم عباس والاكاديمى والقاص محمد المهدى بشرى الذى كتب دراسه اكاديميه ممتعه عن الفولكور فى ادب الطيب صالح كدراسه للدكتوراه بمعهد الدراسات الفريقيه والاسيويه بالخرطوم حيث يعمل الى جانب السياسى والشاعر كمال الجزولى وعبد المنعم الكتيابى
                  

02-18-2009, 05:16 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التغطية الأخبارية لوفاة الأديب الطيب صالح (Re: زهير الزناتي)

    التاريخ :18-02-2009 الساعة 12:28:47
    يحتسب السكرتير الصحفى لرئيس الجمهورية السودانية عند الله تعالى فقيد البلاد الاديب الروائى الكبير الطيب صالح الذى حدثت وفاته بالعاصمة البريطانية لندن. يذكر ان الفقيد كان له القدح المعلى فى نشر الادب والثقافة السودانية فى مختلف انحاء العالم من خلال رواياته ومؤلفاته وكتاباته الرائعة التى ترجم العديد منها باللغات العالمية. سونا سيرة ذاتية للفقيد الأديب الراحل: الطيب صالح أديب عربي من السودان ولد عام (1348هـ - 1929م ) في إقليم مروى شمالي السودان بقرية كَرْمَكوْل بالقرب من قرية دبة الفقراء وهي إحدى قرى قبيلة الركابية التي ينتسب إليها، وتوفي في 18 فبراير 2009 الموافق:23 صفر 1430هـ) في لندن العاصمة البريطانية. عاش مطلع حياته وطفولته في ذلك الإقليم, وفي شبابه انتقل إلى الخرطوم لإكمال دراسته فحصل من جامعتها على درجة البكالوريوس في العلوم. سافر إلى إنجلترا حيث واصل دراسته, وغيّر تخصصه إلى دراسة الشؤون الدولية. حياته المهنية تنقل الطيب صالح بين عدة مواقع مهنية فعدا عن خبرة قصيرة في إدارة مدرسة، عمل الطيب صالح لسنوات طويلة من حياته في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية, وترقى بها حتى وصل إلى منصب مدير قسم الدراما, وبعد استقالته من البي بي سي عاد إلى السودان وعمل لفترة في الإذاعة السودانية, ثم هاجر إلى دولة قطر وعمل في وزارة إعلامها وكيلاً ومشرفاً على أجهزتها. عمل بعد ذلك مديراً إقليمياً بمنظمة اليونيسكو في باريس, وعمل ممثلاً لهذه المنظمة في الخليج العربي. ويمكن القول أن حالة الترحال والتنقل بين الشرق والغرب والشمال والجنوب أكسبته خبرة واسعة بأحوال الحياة والعالم وأهم من ذلك أحوال أمته وقضاياها وهو ما وظفه في كتاباته وأعماله الروائية وخاصة روايته العالمية "موسم الهجرة إلى الشمال". كتابته تتطرق بصورة عامة إلى السياسة، والى مواضيع اخرى متعلقة بالاستعمار، الجنس والمجتمع العربي. في اعقاب سكنه لسنوات طويلة في بريطانيا فان كتابته تتطرق إلى الاختلافات بين الحضارتين الغربية والشرقية. الطيب صالح معروف كأحد أشهر الكتاب في يومنا هذا، لا سيما بسبب قصصه القصيرة، التي تقف في صف واحد مع جبران خليل جبران، طه حسين ونجيب محفوظ .. له العديد من المقالات ويشارك في العديد من المجلات والصحف ... أدبه الطيب صالح كتب العديد من الروايات التي ترجمت إلى أكثر من ثلاثين لغة وهي « موسم الهجرة إلى الشمال» و«عرس الزين» و«مريود» و«ضو البيت» و«دومة ود حامد» و«منسى».. تعتبر روايته "موسم الهجرة إلى الشمال" واحدة من أفضل مائة رواية في العالم .. وقد حصلت على العديد من الجوائز .. وقد نشرت لأول مرة في اواخر الستينات من القرن ال-20 في بيروت وتم تتويجه ك"عبقري الادب العربي". في عام 2001 تم الاعتراف بكتابه على يد الاكاديميا العربية في دمشق على انه "الرواية العربية الأفضل في القرن ال-20.) أصدر الطيب صالح ثلاث روايات وعدة مجموعات قصصية قصيرة. روايته "عرس الزين" حولت إلى دراما في ليبيا ولفيلم سينمائي من اخراج المخرج الكويتي خالد صديق في أواخر السبعينات حيث فاز في مهرجان كان. في مجال الصحافة، كتب الطيب صالح خلال عشرة أعوام عمودا أسبوعيا في صحيفة لندنية تصدر بالعربية تحت اسم "المجلة". خلال عمله في هيئة الاذاعة البريطانية تطرق الطيب صالح إلى مواضيع أدبية متنوعة. منذ عشرة أعوام يعيش في باريس حيث يتنقل بين مهن مختلفة، اخرها كان عمله كممثل اليونسكو لدول الخليج. رواياته ضو البيت (بندر شاه): احدوثة عن كون الاب ضحية لابيه وابنه دومة ود حامد ويتناول فيها مشكلة الفقر وسوء التعاطي معه من قبل الفقراء أنفسهم من جهة ،واستغلال الإقطاعيين الذين لا يهمهم سوى زيادة أموالهم دون رحمةمن جهة أخرى. عرس الزين مريود موسم الهجرة إلى الشمال- 1966 ومن المفهوم أن رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" نالت شهرتها من كونها من أولى الروايات التي تناولت، بشكل فني راق الصدام بين الحضارات وموقف إنسان العالم الثالث ـ النامي ورؤيته للعالم الأول المتقدم، ذلك الصدام الذي تجلى في الأعمال الوحشية دائماً، والرقيقة الشجية أحياناً، لبطل الرواية "مصطفى سعيد". وآخر الدراسات الحديثة التي تناولت رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" ورواية "بندر شاه" للمؤلف نفسه، تلك الدراسة التي نشرت أخيراً في سلسلة حوليات كلية الآداب التي يصدرها مجلس النشر العلمي ـ في جامعة الكويت بعنوان "رؤية الموت ودلالتها في عالم الطيب صالح الروائي، من خلال روايتي: موسم الهجرة إلى الشمال، وبندر شاه" للدكتور عبد الرحمن عبد الرؤوف الخانجي، الأستاذ في قسم اللغة العربية ـ كلية الآداب جامعة الملك سعود. تتناول الدراسة بالبحث والتحليل رؤية الموت ودلالتها في أدب الطيب صالح الروائي في عملين بارزين من أعماله هما: "موسم الهجرة إلى الشمال" و"بندر شاه"، وتنقسم الدراسة إلى قسمين كبيرين وخاتمة. يعالج القسم الأول منهما محوري الموت الرئيسيين في هاتين الروايتين: محور موت الأنثى، وهو موت آثم يرتبط في أكثر معانيه بغريزة الجنس ولا يخلو من عنف أم خطيئة، وموت الرجل وهو موت نبيل يرتبط بالكبرياء والسمو ولا يخلو من تضحية ونكران ذات. هذان العالمان المتمايزان يثير الروائي من خلالهما عدداً من القضايا السياسية والاجتماعية والفكرية والنفسية، توحي بأزمة الصراع المكثف بين حضارتي الشرق والغرب فكأن المقابلة بين الأنثى والرجل ووضعهما في إطارين متمايزين من خلال الموت... وهي مقابلة من صنع مؤلف الدراسة لا الروائي ـ تلك الرؤية الفنية ترمي إلى اختصار الصراع بين عالمين مختلفين حضارياً: شمال ـ جنوب، هي في النهاية المعادل الفني لأزلية الصراع بين الشر والخير ممثلين في الأنثى ـ الشر، الخير ـ الرجل، و: شمال ـ أنثى ـ شر، جنوب ـ رجل ـ خير، بما لذلك من مردود أسطوري في وعي وذاكرة الإنسان الشرقي، وهو ما لم تشر إليه الدراسة مكتفية بتتبع أنواع الموت وطرائقه التي تمارس من قبل الرجل في الروايتين. فالمرأة في موسم الهجرة إلى الشمال ضحية لرجل ـ دائماً ـ بينما الرجل ضحية ـ أيضاً ـ لظروف مجتمعية ساهم في خلقها مجتمع الضحية الأنثى بشكل ما، فعلاقة مصطفى سعيد بالأنثى هي دائماً علاقة آخرها موت مدمر إذ إن "مصطفى" ـ كما يلاحظ المؤلف ـ ينتقم في شخص الأنثى الغربية لسنوات الذل والقهر والاستعمار لينتهي بها الأمر إلى قتل نفسها بنفسها. موت الرجل ـ وهو المحور الثاني من القسم الأول ـ فهو دائماً موت علوي تتجلى دلالاته في العودة إلى النيل مصدر الحياة "ذهب من حيث أتى من الماء إلى الماء" كما في بندر شاه. ويتناول القسم الثاني من الدراسة الدلالات الفكرية المتصلة بعالمي الموت وكيف عبرت الروايتان عن هذه الدلالات في قوالب فنية منتهياً إلى أشكال الموت لدى الطيب صالح توزعت على أطر ثلاثة: الموت ـ الوفاة الموت ـ القتل الموت ـ الانتحار وكل إطار من هذه الأطر الثلاثة عن رؤى فكرية وفلسفية ونفسية اقتضتها طبيعة الأحداث والمواقف... لكن النمط الأكثر بروزاً من أنماط الموت الثلاثة السابقة هو النمط الثاني الذي يمثله: الموت ـ القتل، حين جعلته رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" يفجر طاقات متباينة من الدلالات الفكرية ووظائفها الفنية، وظل الموت ـ القتل في صراع الشخصيات يتراوح بين السلب والإيجاب وبين الرفض والقبول وبين القوة والضعف وتتبع الدراسة التجليات المختلفة لهذا النوع من الموت عبر روايتي: "موسم الهجرة إلى الشمال" و"بندر شاه". وتخلص الدراسة ـ عبر خاتمتها ـ إلى أن للموت سلطاناً لا ينكر على عالم الطيب صالح الروائي فقد وفق الروائي من خلال بناء هذا العالم في تقديم عطيل جديد هو: مصطفى سعيد عطيل القرن العشرين الذي حاول عقله أن يستوعب حضارة الغرب لا يبالي ولا يهاب، له القدرة على الفعل والإنجاز، يحارب الغرب بأسلحة الغرب. وبعد: سوف يبقى الطيب صالح وأعماله الروائية والقصصية ذخيرة لا تنضب لبحث الباحثين نقاداً كانوا أم مؤرخين، فهو عالم ثري مليء بقضايا إنسان العالم الثالث الذي آمن به الطيب صالح وعبر عن همومه وآلامه، أفراحه وإحباطته. الموسوعة الحرة.

    موقع التلفزيون السوداني
    http://www.sudantv.net/newsadd.php?zz=24063
                  

02-18-2009, 05:17 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التغطية الأخبارية لوفاة الأديب الطيب صالح (Re: زهير الزناتي)

    في الأديب والروائي السوداني الطيب صالح اليوم الأربعاء بالعاصمة البريطانية لندن عن عمر يقترب من الثمانين عاما.

    وخلف الأديب الراحل ثروة أدبية زاخرة تضم عددا كبيرا من الروايات أكثرها شهرة "موسم الهجرة إلى الشمال" التي نالت شهرتها من كونها أولى الروايات التي تناولت بشكل فني راق الصدام بين الحضارات وموقف إنسان العالم الثالث ورؤيته للعالم الأول المتقدم.

    وبدأ الأديب الراحل الكتابة منذ أواخر الخمسينيات من القرن الماضي ومن بين أعماله أيضا "ضو البيت" و"عرس الزين" و"مريود" و"دومة ود حامد" و"منسى" و"بندر شاه".


    وتعد روايته موسم الهجرة إلى الشمال" في صدارة الأعمال الأدبية الذائعة الصيت في الشرق والغرب، وقد نشرت لأول مرة في أواخر الستينيات في بيروت وتم تتويجه "عبقري الأدب العربي".

    وفي عام 2002 تم اختيار الرواية ضمن أفضل مائة رواية في التاريخ الإنساني وفق قرار اتخذه مائة من كبار الكتّاب الذين ينتمون إلى 54 دولة، وفي مارس/آذار 2007 مُنح الطيب صالح جائزة ملتقى القاهرة للإبداع الروائي.

    يانصيب نوبل
    وقبل رحيله بنحو شهرين كانت مجموعة من المؤسسات الثقافية في الخرطوم بينها اتحاد الكتاب السودانيين ومركز عبد الكريم ميرغني الثقافي قد بعثت برسالة إلى الأكاديمية السويدية ترشح صالح لنيل جائزة نوبل.

    وأكدت هذه الهيئات في خطابها أن أعماله والترجمات الكثيرة التي حظيت بها تدل على عمقها وأهميتها ليس عربياً فقط وإنما عالمياً.

    لكن الأديب الراحل لم يكن مهتماً بأمر الجائزة، فقد أشار إلى أنه لا يشغل نفسه بالجائزة، وأشار في نفس الوقت إلى أن في العالم عشرات الكتّاب الكبار الذين يستحقون نوبل، وبعضهم في العالم العربي لم يمنحوا هذه الجائزة التي شبهها باليانصيب.

    من السودان إلى العالم
    ولد الطيب صالح عام 1929 في إقليم مروى شمالي السودان قرب قرية دبة الفقراء وهي إحدى قرى قبيلة الركابية التي ينتمي إليها وأمضى فيها مطلع حياته وطفولته فيها.

    وانتقل الطيب بعد ذلك إلى الخرطوم لإكمال دراسته فحصل على درجة البكالوريوس في العلوم بجامعة الخرطوم، لكنه كان مسكونا بالهجرة إلى الشمال فسافر إلى بريطانيا ليواصل دراسته مغيرا تخصصه هذه المرة من العلوم إلى الشؤون الدولية.

    عمل الطيب صالح لسنوات طويلة من حياته في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية" بي بي سي" وترقى بها حتى وصل إلى منصب مدير قسم الدراما.

    وعاد صالح إلى السودان بعد استقالته من بي بي سي حيث عمل لفترة في الإذاعة السودانية, ثم انتقل إلى دولة قطر حيث عمل في وزارة الإعلام، لينتقل بعد ذلك للعمل مديراً إقليمياً بمنظمة اليونيسكو في باريس, وعمل ممثلاً لهذه المنظمة.

    أخبار العالم

    http://www.akhbaralaalam.net/news_detail.php?id=20744
                  

02-18-2009, 05:22 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التغطية الأخبارية لوفاة الأديب الطيب صالح (Re: زهير الزناتي)

    يستعد السودان لاستقبال جثمان الكاتب والروائي الطيب صالح الذي غيّبه الموت فجر اليوم في بريطانيا ليوارى الثرى في موطنه الذي تركه مهاجرا إلى بريطانيا ليضيف بذلك معنى جديدا لرائعته "موسم الهجرة إلى الشمال".

    وأكد سفير السودان لدى بريطانيا وإيرلندا عمر صديق أن السفارة تتابع إجراءات نقل جثمان الروائي الراحل إلى السودان.

    وقال صديق إن الطيب صالح من الأدباء القلائل الذين كتبوا بصدق عن واقع السودان وثقافته وله معجبون ومحبون في السودان وفي العالم، إذ إن رواياته ترجمت لأكثر من 35 لغة عالمية، وبوفاته انطوت صفحة مهمة من تاريخ الأدب السوداني.

    وذكر الإعلامي السوداني خالد الأعيسر أن الراحل كان يعاني من فشل كلوي يستوجب غسيلا للكلى ثلاث مرات في الأسبوع، وهو ما كان يحدث له ارتفاعا في الضغط، فيما كان عدم الغسيل يحدث له آلاما كبيرة في الكلى.

    وأشار الأعيسر إلى أن الطيب صالح كان في الآونة الأخيرة يرقد في المستشفى في غيبوبة طويلة إلى أن وافته المنية فجر اليوم عن عمر يناهز الثمانين، والفقيد كان متزوجا من بريطانية وله ثلاث بنات كلهن متزوجات.

    ثروة أدبية
    وخلف صالح ثروة أدبية زاخرة تضم عددا كبيرا من الروايات أكثرها شهرة "موسم الهجرة إلى الشمال".

    وبدأ الأديب الراحل الكتابة منذ أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، ومن بين أعماله أيضا "ضو البيت" و"عرس الزين" و"مريود" و"دومة ود حامد" و"منسى" و"بندر شاه".

    ونالت روايته "موسم الهجرة إلى الشمال" شهرتها من كونها أولى الروايات التي تناولت بشكل فني راق الصدام بين الحضارات وموقف إنسان العالم الثالث ورؤيته للعالم الأول المتقدم.

    سيرة ومسيرة
    وولد الروائي الراحل عام 1929 في إقليم مروي شمالي السودان بقرية كَرْمَكوْل قرب قرية دبة الفقراء، وهي إحدى قرى قبيلة الركابية التي ينتسب إليها.

    وتقلب الطيب صالح بين عدة مواقع مهنية، إذ أدار مدرسة في السودان، ثم عمل إعلاميا في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" وترقى بها حتى وصل إلى منصب مدير قسم الدراما.

    ثم عاد الراحل إلى السودان وعمل لفترة في الإذاعة السودانية، ثم هاجر إلى دولة قطر وعمل في وزارة إعلامها وكيلا ومشرفا على أجهزتها. ومن بعد عمل الطيب صالح مديرا إقليميا بمنظمة اليونيسكو في باريس، وعمل ممثلا لهذه المنظمة في الخليج العربي.

    إبراهيم إسحق يعتبر الطيب صالح بحرا للإبداع (الجزيرة نت)
    وقالت الرئاسة السودانية في نعيها للأديب الراحل اليوم إن "الفقيد كان له القدح المعلى في نشر الأدب والثقافة السودانية في مختلف أنحاء العالم من خلال رواياته ومؤلفاته وكتاباته الرائعة التي ترجم العديد منها باللغات العالمية".

    أما رئيس اتحاد الكتاب السودانيين إبراهيم إسحق فوصفه ببحر الإبداع، مشيرا إلى أنه شغل حيزا كبيرا في خارطة الإبداع العالمية والعربية والأفريقية والسودانية "بعطاء قوي بربطه لقضايا الشرق الأفريقي والعربي من خلال رواياته".

    واعتبر رئيس الكتاب والروائيين السودانيين الشاعر والروائي عالم عباس أن الفقد كبير وجاء في الوقت الذي كان الجميع مهموما بالإعداد لتكريمه تكريما يليق بمكانته.

    وأضاف أنه "رغم أن الموت حق فإنه لم يكن في تصورنا أن يرحل عنا هذا الهرم في الوقت الذي كنا بحاجة كبيرة إليه وإلى إبداعه وسودانيته".

    ووصفه اتحاد الصحفيين السودانيين بأنه "عبقري الأمة السودانية"، مشيرا إلى أنه كان "إعلاميا شاملا وأديبا اعتلى قمة مراتب الأدب وبقدر وافر كما اعتلى قمما إعلامية وصحفية متعددة".


    http://www.aljazeera.net/NR/exeres/D924B1C6-FBC2-4551-A04A-27BC976B8710.htm
                  

02-18-2009, 05:26 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التغطية الأخبارية لوفاة الأديب الطيب صالح (Re: زهير الزناتي)

    الطيب
    الطيب
    توفي صباح اليوم بالعاصمة البريطانية لندن الأديب السوداني المعروف "الطيب صالح" عن عمر يناهز الثمانين، بعد معاناة طويلة مع مرض الفشل الكلوي.

    وأنتج "الطيب صالح"، الذي أطلق عليه النقاد "عبقري الرواية العربية"، في حياته الأديبة الطويلة عددا مميزا من الروايات التي أقبل عليها القراء في العالم العربي، وقد ترجمت بعض رواياته لأغلب اللغات الأوروبية.

    واهتمت رواياته بتصوير الحياة السودانية في خمسينيات القرن المنصرم في أدق تفاصيلها الثقافية والاجتماعية والدينية، والأساطير المؤثرة في العقلية السودانية، وصراع هذه الحياة مع حياة الجيل الأول من المهاجرين إلى العالم المتقدم.

    وقد حظيت روايته "موسم الهجرة إلى الشمال" برواج كبير في الأوساط الأدبية العالمية، لكونها من الروايات الأولى التي صورت رؤية مثقفي الدول الحديثة العهد بالتحرر من الاحتلال الأوروبي للغرب، كما يجسدها بطل الرواية (مصطفى سعيد)، الذي يراه بعض النقاد رجلا يخترقه الجنس حتى النخاع، ومنكسرا أمام الحضارة الغربية.
    طالع أيضا:

    * الفائزة بنوبل للآداب: هجمات أيرلندا أسوأ من 11/9
    * فوز الكاتب الفرنسي جوستاف بنوبل للآداب

    وقد كشفت الرواية أيضا كيف ينظر الغرب للوافد من العالم الثالث، وقد وصفتها أكاديمية الأدب العربي، ومقرها دمشق، عام 2001 بأنها أهم رواية عربية في القرن العشرين.

    وقد اختيرت الرواية نفسها في عام 2002 ضمن أفضل مائة رواية في التاريخ الإنساني وفق قرار اتخذه مائة من كبار الكتّاب الذين ينتمون إلى 54 دولة، وفي مارس 2007 مُنح "الطيب صالح" جائزة ملتقى القاهرة للإبداع الروائي.

    وقبل رحيله بشهور قليلة رشحته مجموعة من المؤسسات الثقافية في الخرطوم، بينها اتحاد الكتاب السودانيين ومركز عبد الكريم ميرغني الثقافي، إلى الأكاديمية السويدية لنيل جائزة نوبل في الآداب.

    وأكدت هذه الهيئات في خطابها للأكاديمية أن أعمال صالح والترجمات الكثيرة التي حظيت بها تدل على عمقها وأهميتها، ليس عربيا فقط وإنما عالميا.

    وبدأ الأديب الراحل الكتابة منذ أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، ومن بين أعماله أيضا "ضو البيت" و"مريود" و"دومة ود حامد" و"بندر شاه".

    وحول إلى فيلم سينمائي روايته "عرس الزين" التي تتناول الأسطورة السودانية التي تصبغ البركة والصلاح على الأشخاص المعاقين عقليا، بينما تعبر روايته الأخيرة "منسى" التي نشرت ضمن مجموعة (مختارات الطيب صالح) عن صورة مختلفة لـ(مصطفى سعيد) بطل موسم الهجرة للشمال أو إنسان العالم الثالث في موقفه من الغرب وتفاعله معه، ومحاولة الانتصار عليه بأدواته.

    و"منسي" (إنسان نادر على طريقته) - على حد وصف صالح له - وهو شاب قبطي من صعيد مصر يدعى مايكل بسطاوروس، يختزل كل الحياة والألقاب والمراسيم والمناصب بكلمة ((.........)!).

    وتصور الرواية تحول "منسي" إلى الإسلام ومعيشته على طريقته الخاصة، ويقول "الطيب صالح" إنه كتب هذه الرواية وفاء لذلك الإنسان الذي صحبه سنوات عمله في هيئة الإذاعة البريطانية.

    "من أين جاء هؤلاء؟"

    والطيب صالح ولد عام 1929 في إقليم مروى شمالي السودان، وانتقل بعد ذلك إلى العاصمة السودانية الخرطوم للدراسة بجامعة الخرطوم، ثم سافر إلى بريطانيا ليواصل دراسته في مجال الشئون الدولية التي فضلها على تخصصه في العلوم.

    وعمل الطيب صالح في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، وترقى بها حتى وصل إلى منصب مدير قسم الدراما، ثم عاد إلى السودان بعد استقالته من الهيئة، حيث عمل لفترة قصيرة في الإذاعة السودانية، ثم انتقل إلى دولة قطر، حيث عمل في وزارة الإعلام، لينتقل بعد ذلك للعمل مديرا إقليميا بمنظمة اليونيسكو (منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثفافة والتربية) في باريس، وعمل ممثلا لهذه المنظمة.. استقر صالح بصفة دائمة بالعاصمة البريطانية حتى توفاه الله بعد صراع مع مرض الفشل الكلوي، وخلال تلك الفترة تزوج بريطانية وأنجب منها ثلاثة أبناء.

    بجانب هذه السيرة الحافلة يعد "الطيب صالح" من الجيل المؤسس للعمل الإسلامي في شكله التنظيمي في السودان، فقد شارك مع مجموعة قليلة من الرواد في تأسيس "حركة التحرير الإسلامي"، ثم اختار مع بعض أصدقائه تكوين "الحزب الاشتراكي الإسلامي" حينما اختارت البقية في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي الانضمام لحركة الإخوان المسلمين، ثم هجر "الطيب صالح" ذلك كله وانصرف للأدب والعمل الإعلامي.

    ومع وصول حكومة الإنقاذ بقيادة عمر البشير في الخرطوم للسلطة بانقلاب عسكري أطلق صالح سؤاله الذي أصبح مثلا "من أين جاء هؤلاء؟"، للتعبير عن رفضه للانقلابات العسكرية على السلطة، إلا إنه دعا قبل وفاته بقليل من خلال لقاء بثه التلفزيون السوداني السودانيين للتصالح والعمل من أجل وحدة البلدـ ويعتبر السودانيون "الطيب صالح" رمزا وطنيا لهم.

    إسلام أون لاين
    http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA...rabic-News/NWALayout
                  

02-18-2009, 05:40 PM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التغطية الأخبارية لوفاة الأديب الطيب صالح (Re: زهير الزناتي)
                  

02-18-2009, 05:33 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التغطية الأخبارية لوفاة الأديب الطيب صالح (Re: زهير الزناتي)

    توفي في لندن الروائي السوداني الطيب صالح عن عمر يناهز الثمانين عاما في احد المستشفيات في لندن حيث كان يقيم، بحسب ما أفاد أحد أصدقائه.

    وكان الطيب صالح من اكبر الأدباء العرب في القرن العشرين وهو صاحب الرواية الشهيرة "موسم الهجرة إلى الشمال" التي صدرت في بيروت عام 1966 وترجمت إلى لغات عدة من بينها الفرنسية والانكليزية.

    وتعد رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" من الأعمال العربية الأولى التي تناولت لقاء الثقافات وتفاعلها. وفي مطلع التسعينات صودرت هذه الرواية بعد تولي نظام الحكم الإسلامي السلطة في السودان، بسبب ما تتضمنه من مشاهد جنسية وهو ما أثار غضب الروائي السوداني.

    ولكن الطيب صالح تصالح خلال السنوات الأخيرة مع النظام، حسب الصحف السودانية.

    وصنفت الرواية كواحدة من أفضل مئة رواية في العالم، ونالت العديد من الجوائز.

    وولد الطيب صالح في قرية كرمكول شمالي السودان عام 1929 ثم انتقل إلى الخرطوم حيث التحق بالجامعة التي لم يتمم دراسته فيها.

    وغادر السودان إلى بريطانيا عام 1952، وعمل في القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية حيث شغل منصب مدير قسم الدراما.

    وعمل أيضا صالح في وزارة الإعلام القطرية في الدوحة ثم تولى منصبا في مقر اليونيسكو في باريس.

    ومن رواياته التي اكتسبت شهرة "عرس الزين" التي تنقل إلى القارئ أجواء الريف السوداني وشخصياته ونوادره.

    كما كتب أيضا روايات "مريود" و"ضو البيت" و" دومة ود حامد".

    وقد دعت بعض الجمعيات والمؤسسات الثقافية السودانية مؤخرا إلى ترشيح الطيب صالح لجائزة نوبل للآداب.


    http://www.radiosawa.com/arabic_news.aspx?&id=2022870&cid=23
                  

02-18-2009, 05:34 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التغطية الأخبارية لوفاة الأديب الطيب صالح (Re: زهير الزناتي)

    لندن، بريطانيا (CNN)-- توفي الأربعاء في لندن الروائي العربي السوداني الكبير الطيب صالح، بعد ثمانين عاماً من الرحلة في الأدب والثقافة والصحافة، سطر فيها اسمه بين أبرز الروائيين العرب، لا بل تعدى ذلك لتكون إحدى رواياته بين أفضل مائة رواية في العالم.

    "موسم الهجرة إلى الشمال"، الرواية الأشهر للطيب، نالت شهرتها من كونها من أولى الروايات التي تناولت بشكل فني راق الصدام بين الحضارات وموقف إنسان العالم الثالث ـ النامي، ورؤيته للعالم الأول المتقدم، ذلك الصدام الذي تجلى في الأعمال الوحشية دائماً، والرقيقة الشجية أحياناً.

    ولد الطيب صالح في إقليم مروى شمالي السودان، بقرية كَرْمَكوْل بالقرب من قرية دبة الفقيرة، وهي إحدى قرى قبيلة الركابية التي ينتسب إليها، وتلقى تعليمه في وادي سيدنا، وفي كلية العلوم بالخرطوم.
    تنقل الطيب صالح بين عدة مواقع مهنية، فعدا عن خبرة قصيرة في إدارة مدرسة، عمل الأديب الراحل لسنوات طويلة من حياته في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية، وترقى بها حتى وصل إلى منصب مدير قسم الدراما.

    وبعد استقالته من BBC، عاد إلى السودان وعمل لفترة في الإذاعة السودانية، ثم هاجر إلى دولة قطر، وعمل في وزارة إعلامها وكيلاً ومشرفاً على أجهزتها.

    عمل الطيب صالح بعد ذلك مديراً إقليمياً بمنظمة اليونيسكو في باريس، وممثلاً لهذه المنظمة في منطقة الخليج.

    الترحال الكثير للطيب صالح أكسبه خبرة واسعة بأحوال العالم من حوله، وبأحوال أمته، فوظف هذه الخبرة في كتاباته وأعماله الروائية.
    advertisement

    أعماله "موسم الهجرة إلى الشمال" و"عرس الزين"، و"مريود" ، و"ضو البيت"، و"دومة ود حامد"، و"منسى" دفعن نخبة من الكتاب العرب لإصدار كتاب عنه، بعنوان: "الطيب صالح عبقري الرواية العربية"، تناولوا فيه الأديب الكبير وأدبه نقداً ومدحاً وتفسيراً واحتفاء بالروائي العالمي السوداني.

    فبعد محمود درويش، وعبدالوهاب المسيري، ومنصور الرحباني وغيرهم، يرحل الطيب صالح ويبقى أثره، كما بقيت آثارهم، شاهدة على أعمالهم الجليلة التي أمتعوا ونفعوا بها العالم أجمع.

    http://arabic.cnn.com/2009/entertainment/2/18/saleh.death/index.html
                  

02-18-2009, 05:35 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التغطية الأخبارية لوفاة الأديب الطيب صالح (Re: زهير الزناتي)

    لندن، بريطانيا (CNN)-- توفي الأربعاء في لندن الروائي العربي السوداني الكبير الطيب صالح، بعد ثمانين عاماً من الرحلة في الأدب والثقافة والصحافة، سطر فيها اسمه بين أبرز الروائيين العرب، لا بل تعدى ذلك لتكون إحدى رواياته بين أفضل مائة رواية في العالم.

    "موسم الهجرة إلى الشمال"، الرواية الأشهر للطيب، نالت شهرتها من كونها من أولى الروايات التي تناولت بشكل فني راق الصدام بين الحضارات وموقف إنسان العالم الثالث ـ النامي، ورؤيته للعالم الأول المتقدم، ذلك الصدام الذي تجلى في الأعمال الوحشية دائماً، والرقيقة الشجية أحياناً.

    ولد الطيب صالح في إقليم مروى شمالي السودان، بقرية كَرْمَكوْل بالقرب من قرية دبة الفقيرة، وهي إحدى قرى قبيلة الركابية التي ينتسب إليها، وتلقى تعليمه في وادي سيدنا، وفي كلية العلوم بالخرطوم.
    تنقل الطيب صالح بين عدة مواقع مهنية، فعدا عن خبرة قصيرة في إدارة مدرسة، عمل الأديب الراحل لسنوات طويلة من حياته في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية، وترقى بها حتى وصل إلى منصب مدير قسم الدراما.

    وبعد استقالته من BBC، عاد إلى السودان وعمل لفترة في الإذاعة السودانية، ثم هاجر إلى دولة قطر، وعمل في وزارة إعلامها وكيلاً ومشرفاً على أجهزتها.

    عمل الطيب صالح بعد ذلك مديراً إقليمياً بمنظمة اليونيسكو في باريس، وممثلاً لهذه المنظمة في منطقة الخليج.

    الترحال الكثير للطيب صالح أكسبه خبرة واسعة بأحوال العالم من حوله، وبأحوال أمته، فوظف هذه الخبرة في كتاباته وأعماله الروائية.
    advertisement

    أعماله "موسم الهجرة إلى الشمال" و"عرس الزين"، و"مريود" ، و"ضو البيت"، و"دومة ود حامد"، و"منسى" دفعن نخبة من الكتاب العرب لإصدار كتاب عنه، بعنوان: "الطيب صالح عبقري الرواية العربية"، تناولوا فيه الأديب الكبير وأدبه نقداً ومدحاً وتفسيراً واحتفاء بالروائي العالمي السوداني.

    فبعد محمود درويش، وعبدالوهاب المسيري، ومنصور الرحباني وغيرهم، يرحل الطيب صالح ويبقى أثره، كما بقيت آثارهم، شاهدة على أعمالهم الجليلة التي أمتعوا ونفعوا بها العالم أجمع.

    http://arabic.cnn.com/2009/entertainment/2/18/saleh.death/index.html
                  

02-18-2009, 05:38 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التغطية الأخبارية لوفاة الأديب الطيب صالح (Re: زهير الزناتي)

    لندن 18 شباط ( بترا ) - توفي في العاصمة البريطانية الليلة الماضية الروائي السوداني الكبير الطيب صالح عن عمر يناهز الثمانين عاما.

    ولد الطيب صالح في قرية شمالي السودان عام 1929 ثم انتقل الى الخرطوم والتحق بالجامعة دون ان يتم دراسته فيها.

    وغادر السودان الى بريطانيا عام 1952، وعمل مديرا لقسم الدراما في اذاعة "بي بي سي" العربية.

    كما عمل في وزارة الاعلام القطرية في الدوحة وفي مقر منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) في باريس.

    وتبوأ الطيب الصالح مركزا مهما على خريطة الرواية العربية، خصوصا بعد نشر روايته "موسم الهجرة الى الشمال" في بيروت عام 1966.

    ومن رواياته التي اكتسبت شهرة رواية "عرس الزين" التي تنقل الى القارئ أجواء الريف السوداني وشخصياته ونوادره.

    وكانت جمعيات ومؤسسات ثقافية سودانية دعت الى ترشيح الطيب صالح لجائزة نوبل للآداب.

    وكالة الأنباء الأردنية :
    http://www.petra.gov.jo/Artical.aspx?Lng=2&Section=3&Artical=88060
                  

02-18-2009, 05:39 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التغطية الأخبارية لوفاة الأديب الطيب صالح (Re: زهير الزناتي)

    خرطوم (رويترز) - توفي الاديب السوداني الطيب صالح الذي نال شهرة بروايته (موسم الهجرة الى الشمال) في لندن يوم الاربعاء عن 80 عاما.

    وقال عزت القمحاوي مدير تحرير صحيفة أخبار الادب المصرية وهو صديق لصالح لرويترز ان الروائي السوداني الذي ولد في شمال السودان عام 1929 توفي قبيل الفجر.

    وكان صالح أحد أشهر الروائيين العرب في القرن العشرين وأحد أكثر الادباء الذين ترجمت أعمالهم. وتلقى تعليمه في بريطانيا وأمضى معظم حياته العملية في أوروبا.

    وعمل في الخدمة العربية لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) كما عمل بمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) في باريس. وعمل أيضا في قطر.

    وكانت تجربته في بريطانيا عنصرا مؤثرا في روايته (موسم الهجرة الى الشمال) التي وصفتها أكاديمية الادب العربي ومقرها دمشق عام 2001 بأنها أهم رواية عربية في القرن العشرين.

    msn العربية :

    http://arabic.arabia.msn.com/channels/msnnewsarabic/art...tID=6&ID=718473&S=Hl
                  

02-18-2009, 05:44 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التغطية الأخبارية لوفاة الأديب الطيب صالح (Re: زهير الزناتي)

    Sudan novelist Tayeb Salih dies
    Sudanese novelist Tayeb Salih
    Tayeb Salih wrote "the most important Arabic novel of the 20th century"

    Sudanese novelist Tayeb Salih, who won fame with his 1966 novel Season of Migration to the North, has died in London, aged about 80.

    One of the best-known Arabic novelists of the 20th Century, he spent much of his working life in Europe.

    Salih was a broadcaster for the BBC Arabic Service and worked at the UN cultural organisation Unesco in Paris. He also worked in Qatar.

    His works were translated into more than 20 languages.

    The writer's experience of the UK was central to Season of Migration to the North, which deals with colonialism and sexuality from the point of view of a Sudanese outsider.

    The book was declared "the most important Arabic novel of the 20th Century" in 2001 by the Damascus-based Arab Literary Academy.

    Sudanese literary groups have long called for Salih to be nominated for the Nobel Prize for Literature.

    Egyptian author Naguib Mahfouz is the only Arab writer ever to have won the prestigious prize, in 1988.

    http://news.bbc.co.uk/2/hi/africa/7896724.stm
                  

02-18-2009, 06:31 PM

هشام حسن
<aهشام حسن
تاريخ التسجيل: 11-27-2008
مجموع المشاركات: 557

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التغطية الأخبارية لوفاة الأديب الطيب صالح (Re: زهير الزناتي)

    Quote:
    تلويحة الوداع الأخير

    في مطالع السبعينات الماضية كانت رواية الطيب صالح التي شغلت الناس "موسم الهجرة إلى الشمال" موضوع حديث وتعليقات النقاد العرب والأجانب.
    حينها قالت "الاوبزرفر" البريطانية أنها رواية تعالج صراع الحضارات بشكل جيد.
    حين طالعت هذا التعبير في مقالة مترجمة استوقفتني، لأن الحديث عن صراع الحضارات لم يكن يومها دارجاً كما هو عليه الحال الآن.
    لكن الطيب الصالح نفسه لا يذهب إلى هذا الرأي، ويقول إنه كان واقعاً تحت تأثير فرويد وهو يكتب الرواية. وبالنسبة لفرويد فإن الحب هو التعبير التام عن الحرية، وما عدا ذلك من أمور فإنه يدخل في باب الموت.
    برأي الطيب صالح أيضاً إن علاقة الكاتب ببلده تقوم على الحب المسرف والضيق المسرف، والضيق سببه الحب، لأن الإنسان يحب المكان والأرض والذكريات والناس، والكاتب بصفته كاتباً يملك رؤية أخرى لهذه الأشياء.
    إنه يرى أن مشاكل الكاتب النفسية مرتبطة بعملية الكتابة فقط، لأنه يغرق في ينبوع داخلي عميق، وهذا الينبوع هو منطقة الفوضى. "الفوضى هي أن كل شيء أصبح محتملاً"، وكلما أوغل الكاتب داخل نفسه بحثاً عن الضوء، ازدادت الفوضى.
    مرة سألت إحدى الصحافيات الطيب الصالح عما إذا كان حزيناً، فأجاب بالتالي: "في الداخل، أجل أنا حزين، لكنى لا أدري لماذا، كل ما أعرفه أن في داخل النفس بركة واسعة من الأحزان. ومهمتي ككاتب ليست النسيان، بل أن أتذكر، والمشكلة بالنسبة إليّ هي تذكر أشياء نسيتها تماماً، لكن النسيان في الحياة العادية هو مرحلة الألم العظيم".
    قال الطيب صالح شيئاً آخر مهماً عن الخوف. برأيه أن الأمل معناه أن العالم المألوف للإنسان على علاته من المحتمل أن يتحول إلى عالمٍ غير مألوف، والخوف سببه الانتقال من المألوف إلى غير المألوف.
    في حياته أشياء ضاعت يتذكرها، ولحظات وصل فيها إلى قليل من تحقيق اكتمال الذات، لكنها أطياف تمر من حين إلى آخر.
    لكن هل يشكل الآخرون الجحيم على نحو ما ذهب جان بول سارتر؟
    يرى الطيب صالح أنه تأتي لحظات يظن فيها الإنسان أن الآخرين هم الجحيم، لكن في لحظات يصبح الجحيم داخلياً في نفس الإنسان.
    المحب لبلده بإسراف، والذي يضيق منها بإسراف أيضاً لوح أمس للدنيا بتحية الوداع وهو يغادرها بصمت وجلال.
    د. حسن مدن

    جريدة الخليج
                  

02-18-2009, 11:36 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التغطية الأخبارية لوفاة الأديب الطيب صالح (Re: هشام حسن)

    عن العربية "نت":
    دبي - فراج إسماعيل وحيان نيوف، الدمام - إيمان القحطاني

    توفي الطيب الصالح، صاحب "موسم الهجرة إلى الشمال" في مستشفى بلندن، الأربعاء 18-2-2009، وكأن قدره أن يتحول، وهو في القرن الحادي والعشرين، إلى شخصية في رواية أصدرها في القرن العشرين ويموت في ذلك الشمال الذي تحدث عنه، وكأن مصير الأدباء والكتاب العرب هو الموت في مستشفيات باريس ولندن، فيما تزخر أعمالهم بالأوطان والحنين لها. وغدا سيتم تكريمه وتأبينه في عدد من العواصم العربية تهوى تكريم الأدباء، بعد موتهم، أو وهم على حافة قبورهم، بمنحهم علبة "بسكويت وحلاوة" ترفع السكر عندهم فيرحلون بسرعة.

    ذهب الطيب صالح بعد أن عاش بين مقبرتين؛ وطن تنهكه الحروب والصراعات، وغربة احتضنته بعيدا عن الحروب. لكنه لم يحاول أن "يرتجل" فيها وطنا جديدا، وذكّر مصيره بعبارات الأديب الراحل محمد الماغوط عندما قال "في بلادي أخبار ترفع الرأس وأخبار ترفع الضغط".

    وهنا يروي بعض الذين عرفوا الروائي السوداني الراحل عن قرب، جوانب من شخصيته التي ربما اختفت وراء صورته الروائية الطاغية.


    السياسي.. والحكواتي

    الطيب صالح الكاتب الصحافي، والسياسي والمؤرخ والإنسان والعروبي والحكواتي والمهتم بحقوق الإنسان.. صور لا تقل جاذبية وثراء عن تلك المعروفة في أذهان الكثيرين عن مبدع الرواية زائعة الصيت "موسم الهجرة إلى الشمال".

    في مجلة "المجلة" الدولية التي كانت تصدر من لندن، داوم صالح على كتابة مقال أسبوعي، لفترة طالت عن أي مكان آخر. الروائي المبدع كان في تلك المقالات صحافيا متألقا أيضا، بلغة سهلة تلامس القراء العاديين، وقضايا لا تنفصل عن الواقع.

    الإعلامي السعودي عبد الرحمن الراشد مدير قناة "العربية"، الذي ترأس تحرير "المجلة" خلال سنوات عديدة من كتابة الطيب صالح بها، تحدث لـ"العربية.نت" عن جزأين عاصرهما واكتشفهما عن قرب، فقد كان مهتما بالسياسة والفكر السياسي، رغم أنه لم يعرف عنه أنه معارض أو مؤيد، لكنه تقريبا ككل المفكرين السودانيين، كان له رأي اتسم بالعقلانية والعاطفة في القضايا والأحداث المختلفة، والأهم أنه عبّر عنه في المنتديات الرسمية والمفتوحة التي كان يحضرها.

    ويضيف الراشد أن آراءه تلك انطلقت من صفة الطيب صالح الشخصية كمتابع ومهتم، ولم يكن شخصا طالبا لزعامة سياسية أو أية مكاسب. والأكثر تميزه بعاطفة كبيرة في الموضوع العروبي.

    أما الجزء الآخر الذي يتحدث عنه الراشد في شخصية صالح، فيتمثل في اهتمامه بموضوع حقوق الإنسان، فقد كان يشعر بالأسى على التجاوزات التي تحدث في هذا المجال وحقوق المبدعين والمفكرين بشكل عام، وكان له موقف بشأنها.

    ويمضي قائلا حقا طغت صورته الروائية على ما عداها من صور في شخصيته، لكنه كانت له اهتماماته التاريخية والأدبية، وكتب فيها دراسات بالغة العمق، منها مجموعة أجزاء في "المجلة" أتمنى لو يتم إصدارها في كتاب.

    على المستوى الإنساني يقول الراشد إن الروائي الراحل كان خلوقا خجولا دمث الأخلاق، متواضعا، وبرحيله عن الدنيا فقد العالم أحد أهم الروائيين العرب في القرن العشرين.


    صديق وطيب وصالح

    أما الإعلامي والروائي السعودي هاني نقشبندي، رئيس تحرير "المجلة" السابق، فيقول -لـ"العربية.نت"- كان لي بمثابة صديق قبل أن أتعامل معه كرئيس تحرير، وقبل ذلك كعضو في هيئة التحرير، ثم تعاملت معه مؤخرا من خلال تقديمي لبرنامج في تلفزيون دبي، وذهبت إليه في لندن لمجرد أن أزوره وليس لعمل حوار، وبقيت على تواصل معه طوال الفترة الماضية.

    وأضاف كنت آمل أن يشارك معنا في الموسم الصيفي القادم بجائزة باسمه، ولكن على كل الأحوال خسرناه، تاركا لنا إبداعا روائياً هائلاً وكماً كبيرا من المقالات من المهم أن تصدر في كتاب. لقد كان إنسانا طيبا جدا وصالحا جدا، معنيا بالرواية والأدب والشعر.


    علاقة مميزة بأرحامه

    أما حياته الأسرية والعائلية، فيتطرق إليها ابن أخته الروائي السوداني د. أمير تاج السر، من العاصمة القطرية الدوحة، فيقول لـ"العربية.نت": كان إنساناً في كل مراحل حياته، مثالا للسوداني البسيط الذي تشاهد نموذجه عادة في القرية كأحد المزارعين، وكانت له علاقته المميزة بصلة الرحم "مع شقيقه، وشقيقته التي هي أمي، وكان حريصا على أن يأتي لزيارتها في الدوحة. يدير الأمور بحنكة وكبيرا في كل شيء".

    وعن آخر مرة كلمه فيها قال تاج السر من حوالي 8 شهور، حيث دخل بعد ذلك المستشفى بلندن في أغسطس/آب الماضي، وأصبح من الصعب الوصول إليه نظرا لحالته الصحية، لكنني كنت أكلم زوجته دائما، وتنقل تحياتي وأمنياتي له بالشفاء. تدهورت صحته بعد ذلك ومكث في المستشفى مدة طويلة.

    ويضيف كان حنين الطيب صالح للسودان يشد قلبه إلى هناك. ظل فترة طويلة لا يسافر إليه، لكنها زاره في 2005 حيث استعاد كثيرا من الذكريات وذهب إلى مسقط رأسه شمال السودان، حيث منبع روايته "موسم الهجرة إلى الشمال". لم يكن قلبه منفصلا عن السودان أبدا، عاطفته دائما ملتصقة به وبقضاياه، وبالمثل سكن قلبه حب القاهرة ومن أشد الناس ارتباطا بها، وكان له فيها أصدقاء كثيرون يعتز بهم مثل الأديب الراحل رجاء النقاش، يزورهم ويزورونه.


    حنا مينة: لن يتكرر

    الروائي السوري البارز حنا مينة أعرب عن صدمته بخسارة الأدب العربي للروائي السوداني، مشيرا إلى أنه سبق والتقى به مرات عديدة، وكانت روايته "موسم الهجرة إلى الشمال" موضع إعجاب جميع الناس.

    وذكّر مينة بأنه في السنوات الأخيرة، خطف الموت عددا من الأسماء البارزة في الأدب العربي، أبرزهم محمد الماغوط واليوم الطيب الصالح، معتبرا أن هؤلاء هم عباقرة الأمة الذين ستذكر الأجيال القادمة إبداعاتهم.

    وأضاف "كلهم رحلوا قبلي ونحن على هذا الطريق"، مؤكدا أن هذه الأيام لا تكرر أسماء كبيرة في عالم الأدب والكتابة كما حصل في عقود ماضية، قائلا "لأننا في زمن رديء فيه أناس رديئون، ولا شك أن الذين رحلوا من المبدعين الكبار، والإبداع لا يأتي بشكل دوري، وقد تمر سنوات ولا يمر مبدعون مثل الذين رحلوا، الإبداع ليس دوريا ولذلك كل العزاء لأسرته وشعبه وزملائه".


    الجنابي: لهذا حزنت عليه

    من جهته، اعتبر الشاعر العراقي المعروف عبد القادر الجنابي أن موت صالح خبر محزن أولا لأنه مبدع بكل معنى الكلمة؛ "فسرده كان شيئا جديدا في عالم الرواية، وثانيا لأنه إنسان طيب القلب وبعيد عن الأضواء".

    وأضاف "هذا خبر محزن بالنسبة لي, فهو عندما شعر بأن ليس لديه هذا الشيء المُبتكر ليقدمه إلى قرائه توقف عن الخوض في لعبة الكتابة... وهو موقف يدفع كل كاتب حقيقي إلى التفكير في جدوى أن تكتب؟ بموت الطيب نخسر كاتبا كان حقيقيا بكل ما كتب، مختلفا عن جل هؤلاء الكتاب المنتشرين الذين ليست لديهم لحظة ليسألوا فيها أنفسهم: هل لديهم فعلا شيء يستحق أن يُكتب... أم أنهم يكتبون مثلما يتقيأون؟".


    أديب غربي: كاتب شجاع

    أما نائب رئيس اتحاد الكتاب والأدباء العالمي الروائي البريطاني من أصل تركي، موريس فرحى، فأعرب عن حزنه لوفاة الطيب صالح، وقال للعربية.نت "كتابه موسم الهجرة إلى الشمال رائع وقرأته منذ عشرات السنين، وهو كاتب عبقري وكان أديبا بارزا".

    وأكد أن الأسماء الكبيرة من قامة الطيب صالح لا تتكرر في العالم العربي والشرق الأوسط، مرجعا ذلك إلى الخوف والكبت الذي يتعرض له أصحاب الأقلام الحرة، مضيفا "الأدباء يتعرضون الآن للقتل والسجن والرقابة، وبعضهم يصاب باليأس ويتوقف عن الكتابة، وهذا سبب لعدم تكرر أسماء بارزة في الشرق الأوسط".

    وذكر الأديب العالمي، وهو عضو الجمعية الملكية البريطانية للأدب، بأن صالح "يذكّرنا بالواجب الرئيس للكاتب، وهو انتقاد الخطأ في مجتمعه، وأن يسعى لإيجاد عالم أفضل؛ ولذلك على الأدباء أن يكونوا سياسيين هدفهم تطوير ظروف مجتمعاتهم".


    رباعية لم تكتمل

    أما الكاتب والناقد المصري حلمي النمنم، فيقول لـ"العربية.نت"، كان إنسانا عظيما وجميلا، له مساهمات بارزة في الرواية العربية والمقالات التي كان يكتبها. غير رواياته المعروفة، فقد كان لديه مشروع لكتابة رباعية صدر منها جزء لكنه لم يستكملها، وبرحيله فقدنا مثل هذا العمل الضخم الذي كان سيضيف الكثير للمكتبة العربية.

    وأضاف أن صالح نموذج للعمل الثقافي العربي مهم جدا سنخسره برحيله بلا شك، وروائي سوداني عاش فترة في مصر وكتب فيها وتم تقديمه من خلالها، ثم سافر إلى لندن، ليقدّم من هناك، مع مجموعة من المثقفين العرب في أوروبا، الثقافة العربية للغرب عموما. والغريب أن وفاته تأتي في ذكرى مرور عام على وفاة صديقه رجاء النقاش.

    وتابع أن الطيب صالح كان عروبيا جدا، محبا لمصر. "أصدقاؤه الحقيقيون كانوا فيها، وعندما يأتي للقاهرة يحرص على لقائهم. محبا للناس ويمكن حتى لغير الأصدقاء أن يتواصلوا معه بسهولة ويستمعوا إليه. تميز بشفافية ونفاذية شديدة جدا في آرائه. لا أنسى حين فاز بجائزة القاهرة للرواية العربية، أنه ألقى كلمة بديعة تصلح أن تكون دستورا للمبدعين في علاقتهم بالثقافة والأنظمة السياسية والمجتمع".

    ويشير النمنم إلى مداومة الراحل، في سنواته الأخيرة، على كتابة المقالات في "المجلة"، والتي كانت نموذجا للمقال الأدبي المتميز الذي لا يبتعد عن قضايا الحياة. كإنسان له حضوره الطاغي، "لا تمل من الجلوس معه والاستماع إليه، وتشعر أنك تستفيد من ذلك بالفعل، وأن الجلوس معه فيه إثراء لك سواء كنت مشاركا أو حتى مستمعا، وكانت القضايا العربية حاضرة في كل كلامه".


    غادة السمان: كاتب الانفتاح

    من جهتها قالت الأديبة غادة فؤاد السمان إن الطيب صالح كان من "الرواد الذين عملوا حركة انتقالية في الأدب عبر نقله من المحلية، ورسخ حضوره بشكل جيد عبر "موسم الهجرة إلى الشمال". وهو واحد من الذين شقوا في طريق الانفتاح وتكلم عن الجنس بحرية غير مسبوقة في بلاده، ويبدو أن هذه العوامل هي من أقصر الطرق إلى النجاح".

    وأضافت "أنا كنت في السودان لأسبوع كامل، وكل شخص منهم يمكن أن يكون بداخله الطيب صالح؛ لأن الشعب السوداني مثقف جدا. وما ميّز الطيب صالح هو جرأته، ولكنها لم تخدم مجتمعه ولا مثقفا عربيا تقريبا ساهم أصلا في تحرير مجتمعه من الجهل".


    علاقة الأستاذ والتلميذ

    وننتقل إلى الإعلامي والأديب السوداني خالد عويس، الذي قال لـ"العربية.نت": "منذ نعومة أظفاري كنت أسمع كثيرا عن الطيب صالح. شخصية أشبه ما تكون بالأسطورية في فن الرواية، وبعد أن نضجت بدأت أقرأ أعماله، وعندما سلكت طريق الكتابة الروائية ظهر تأثري به مع مجموعة أخرى من الروائيين".

    ويتحدث عويس عن الظروف التي أسعدته حين التقى لأول مرة بالطيب صالح، "تعرفت عليه في الرياض في مهرجان الجنادرية 2001، وبعدها تكررت لقاءات كثيرة معه في الرياض ولندن، وآخرها في دبي قبل أقل من سنة. اتخذت العلاقة شكل الأستاذ والتلميذ ثم تطورت إلى علاقة صداقة. ومن يعرف الطيب صالح عن قرب يدرك أن عظمته لا تكمن في إبداعه الأدبي والروائي وإنما في إنسانيته وتواضعه المدهش وزهده، كما حدثني عنه صديقه الكبير محمد بن عيسى وزير الثقافة ثم الخارجية المغربي سابقا، أنه أشبه بالولي الصالح، وهو من أطلق عليه" الطيب الصالح".


    أديب مشوق ومتحرر

    ومن السعودية يقول ميرزا الخويلدي، مسؤول تحرير جريدة "الشرق الأوسط" في المنطقة الشرقية، "بالنسبة للجيل الذي تفتحت مداركه الثقافية على روايتي "عرس الزين" و"موسم الهجرة إلى الشمال" فقد كان صالح رمزاً لثقافة تقوم على التجديد والتواصل، دون أن تغفل الإحساس بالزمان والمكان".

    وأضاف "ظاهرة جديدة في فضاء الأدب العربي، تمكن من خلالها أن يرسم صورة الحياة اليومية الدقيقة لمجتمع حافل بالتفاصيل، وأن ينقل القارئ من زقاق القرية في وسط السودان إلى عالم حديث في أقصى الشمال الأوروبي الفاره، المتخم، الذي يضج هو الآخر بتفاصيل العلاقة المتناقضة بين منظومتين من الفكر والثقافة، ومن الإرث الثقيل للعلاقات المستعرة بين الضفتين التي كانت تقوم على التفوق والاستعلاء والهيمنة الحضارية".

    وتابع "كانت رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" قفزة نوعية في الأسلوب الروائي العربي، مثلما هي نقلة نوعية في طبيعة التفكير القائم على الحوار والتواصل بدلاً عن القطيعة والاستلاب. وفي الأسلوب فقد كانت مشوقة ومتحررة من اليقينيات الضاربة في الوجدان الشعبي. ومبكراً انحاز الطيب الصالح لنمط فكري وأدبي يقوم على الحداثة، بالرغم من أنه انغمس عميقاً في التفاصيل الشعبية والتراثية للبيئة التي كونت نصوصه الأدبية".

    وأضاف "على الصعيد الإنساني كان الطيب الصالح شخصية تتسم بالتواضع والانفتاح، وحيث كنا نلتقيه في مشاركاته الكثيرة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية"، الذي يقوم كل عام في العاصمة السعودية الرياض كان الطيب الصالح أبرز المثقفين العرب الذين أعطوا زخماً هائلاً للأمسيات الثقافية هناك، مثلما أعطى زخماً مماثلاً لمجالس المثقفين السعوديين الذين كانوا يستضيفونه، أو يلتقون به في بهو الفندق الذي يقيم فيه. وكان صدره واسعاً وهو يجيب على أسئلة المثقفين الشباب، وخاصة الذين كانت أدبيات الصحوة تلهب عواطفهم وترسم داخلهم خطوطاً ومسارات أيديولوجية للأعمال الأدبية المحلية والعربية، وتجتزئ من السياق فقرات لمحاكمتها وتصنيف أصحابها. في العديد من تلك الأمسيات كان الطيب الصالح يغلب محاوريه بأفق رحب وابتسامة عريضة وحسّ إنساني رفيع".
                  

02-19-2009, 02:05 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التغطية الأخبارية لوفاة الأديب الطيب صالح (Re: osama elkhawad)

    أفضل مائة رواية عربية
    من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

    فيما يلي قائمة اتحاد الكتاب العرب عن أفضل مئة رواية عربية و قد روعي في هذة القائمة تنوع الأجيال و البلاد.

    الترتيب الرواية المؤلف البلد
    1 الثلاثية نجيب محفوظ مصر
    2 البحث عن وليد مسعود جبرا إبراهيم جبرا فلسطين
    3 شرف صنع الله إبراهيم مصر
    4 الحرب في بر مصر يوسف القعيد مصر
    5 رجال في الشمس غسان كنفاني فلسطين
    6 الوقائع الغريبة في اختفاء أبي سعيد النحس المتشائل إميل حبيبي فلسطين
    7 الزمن الموحش حيدر حيدر سوريا
    8 رامة والتنين إدوار الخراط مصر
    9 حدث أبو هريرة قال محمود المسعدي تونس
    10 كوابيس بيروت غادة السمان سوريا
    11 المجوس إبراهيم الكوني ليبيا
    12 الوشم عبدالرحمن مجيد الربيعي العراق
    13 الرجع البعيد فؤاد التكرلي العراق
    14 الشراع والعاصفة حنا مينه سوريا
    15 الزيني بركات جمال الغيطاني مصر
    16 ثلاثية 'سأهبك مدينة أخري' أحمد إبراهيم الفقيه ليبيا
    17 أنا أحيا ليلي بعلبكي لبنان
    18 لا أحد ينام في الاسكندرية إبراهيم عبد المجيد مصر
    19 الحب في المنفي بهاء طاهر مصر
    20 مدارات الشرق نبيل سليمان سوريا
    21 الوباء هاني الراهب سوريا
    22 الحرام يوسف ادريس مصر
    23 ليلة السنوات العشر محمد صالح الجابري تونس
    24 موسم الهجرة إلى الشمال الطيب صالح السودان 25 ذاكرة الجسد أحلام مستغانمي الجزائر
    26 الخبز الحافي محمد شكري المغرب
    27 تشريفة آل المر عبدالكريم ناصيف سوريا
    28 دار المتعة وليد اخلاصي سوريا
    29 طواحين بيروت توفيق يوسف عواد لبنان
    30 الأفيال فتحي غانم مصر
    31 نجران تحت الصفر يحيي يخلف فلسطين
    32 العشاق رشاد ابوشاور فلسطين
    33 الاعتراف علي ابوالريش الإمارات
    34 النخلة والجبران غائب طعمة فرمان العراق
    35 العصفورية غازي القصيبي السعودية
    36 قنديل أم هاشم يحيي حقي مصر
    37 العودة الي المنفي أبوالمعاطي أبو النجا مصر
    38 وكالة عطية خيري شلبي مصر
    39 تماس عروسية النالوتي تونس
    40 سلطانة غالب هلسا الأردن
    41 مالك الحزين إبراهيم أصلان مصر
    42 باب الشمس إلياس خوري لبنان
    43 الحي اللاتيني سهيل ادريس لبنان
    44 عودة الروح توفيق الحكيم مصر
    45 الرهينة زيد مطيع دماج اليمن
    46 لعبة النسيان محمد برادة المغرب
    47 الريح الشتوية مبارك الربيع المغرب
    48 دار الباشا حسن نصر تونس
    49 مدينة الرياح موسي ولد ابنو موريتانيا
    50 أيام الانسان السبعة عبدالحكيم قاسم مصر
    51 طائر الحوم حليم بركات سوريا
    52 حكاية زهرة حنان الشيخ لبنان
    53 ريح الجنوب عبدالحميد بن هدوقة الجزائر
    54 فردوس الجنون احمد يوسف داوود سوريا
    55 وسمية تخرج من البحر ليلى العثمان الكويت
    56 اعترافات كاتم صوت مؤنس الرزاز الأردن
    57 رباعية بحري محمد جبريل مصر
    58 صنعاء مدينة مفتوحة محمد عبدالولي اليمن
    59 غرناطة رضوي عاشور مصر
    60 دعاء الكروان طه حسين مصر
    61 فساد الامكنة صبري موسي مصر
    62 السقامات يوسف السباعي مصر
    63 تغريبه بني حتحوت مجيد طوبيا مصر
    64 بعد الغروب محمد عبدالحليم عبدالله مصر
    65 قلوب علي الاسلاك عبدالسلام العجيلي سوريا
    66 عائشة البشير بن سلامة تونس
    67 الظل والصدي يوسف حبشي الأشقر لبنان
    68 الدقلة في عراجينها البشير خريف تونس
    69 النخاس صلاح الدين بوجاه تونس
    70 باب الساحة سحر خليفة فلسطين
    71 سابع ايام الخلق عبدالخالق الركابي العراق
    72 شيء من الخوف ثروت أباظة مصر
    73 اللاز الطاهر وطار الجزائر
    74 المرأة الوردة محمد زفزاف المغرب
    75 ألف عام وعام من الحنين رشيد بوجدرة الجزائر
    76 القبر المجهول احمد ولد عبدالقادر موريتانيا
    77 الاغتيال والغضب موفق خضر العراق
    78 الدوامة قمر كيلاني سوريا
    79 الحصار فوزية رشيد البحرين
    80 في بيتنا رجل احسان عبدالقدوس مصر
    81 رموز عصرية خضير عبدالامير العراق
    82 ونصيبي من الافق عبدالقادر بن الشيخ تونس
    83 مجنون الحكم سالم حميش المغرب
    84 الخماسية إسماعيل فهد إسماعيل الكويت
    85 أجنحة التيه جواد الصيداوي لبنان
    86 ايام الرماد محمد عزالدين التازي المغرب
    87 رأس بيروت ياسين رفاعية سوريا
    88 عين الشمس خليفة حسين مصطفي ليبيا
    89 لونجه والغول زهور ونيسي الجزائر
    90 صخب البحيرة محمد البساطي مصر
    91 السائرون نياما سعد مكاوي مصر
    92 1952 جميل عطية إبراهيم مصر
    93 طيور أيلول أميلي نصرالله لبنان
    94 المؤامرة فرج الحوار تونس
    95 المعلم علي عبدالكريم غلاب المغرب
    96 قامات الزبد إلياس فركوح الأردن
    97 عصافير الفجر ليلي عسيران لبنان
    98 جسر بنات يعقوب حسن حميد فلسطين
    99 الوسمية عبدالعزيز مشري السعودية
    100 البشموري سلوي بكر مصر
    101 الفارس القتيل يترجل إلياس الديري لبنان
    102 التوت المر محمد العروسي المطوي تونس
    103 أغنية الماء والنار عبدالله خليفة البحرين
    104 الباب المفتوح لطيفة الزيات مصر
    105 مدن الملح (خماسية) عبدالرحمن منيف السعودية


    [عدل] المصادر
    جريدة اخبار الادب العدد 426 الاحد 9 سبتمبر 2001
                  

02-19-2009, 02:32 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التغطية الأخبارية لوفاة الأديب الطيب صالح (Re: osama elkhawad)

    موسم الهجرة إلى الشمال" يعود إلى الجنوب...وداعاً طيب صالح




    توفي الاديب السوداني الطيب صالح الذي نال شهرة بروايته "موسم الهجرة الى الشمال" في لندن الاربعاء عن 80 عاماً. وقال عزت القمحاوي مدير تحرير صحيفة أخبار الادب المصرية وهو صديق لصالح ان الروائي السوداني الذي ولد في شمال السودان عام 1929 توفي قبيل الفجر. وقال السفير السوداني في لندن أن ترتيبات إعادة جثمان الطيب إلى السودان ستتم في أسرع وقت، ليصار إلى دفنه في بلاده.



    وكان صالح أحد أشهر الروائيين العرب في القرن العشرين وأحد أكثر الادباء الذين ترجمت أعمالهم. وتلقى تعليمه في بريطانيا وأمضى معظم حياته العملية في أوروبا.



    وعمل في الخدمة العربية لهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" كما عمل بمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو" في باريس، وعمل أيضا في قطر.



    وكانت تجربته في بريطانيا عنصراً مؤثراً في روايته "موسم الهجرة الى الشمال" التي وصفتها أكاديمية الادب العربي ومقرها دمشق عام 2001 بأنها أهم رواية عربية في القرن العشرين.



    Quote: وفي عام 2002 تم اختيار الرواية ضمن أفضل مائة رواية في التاريخ الإنساني وفق قرار اتخذه مائة من كبار الكتّاب الذين ينتمون إلى 54 دولة،


    وفي آذار 2007 مُنح الطيب صالح جائزة ملتقى القاهرة للإبداع الروائي.



    وعدا عن كونه أديباً فقد كان عالم وحدة وتجميع سودانياً، يقبله كل الأفرقاء، من الجنوب إلى دارفور إلى الشمال إلى الشرق. والكل اعتبره رمزاً يخصه.



    أدبه

    يجمع النقاد على اختلاف اتجاهاتهم على أن الروائي السوداني الطيب صالح، الذي رحل عن عالمنا، قد غزا العالمية مثلما غزا مصطفى سعيد بطل روايته "موسم الهجرة الى الشمال" أوروبا، بشوارعها وحاناتها ومؤسساتها الأكاديمية، وإن كان لم يستطع ان يغزو صورتها النمطية عن عالمه الغرائبي الذي تسكنه الصحراء بغموضها وأسرارها وحكاياتها الرومانسية.



    تمكن الطيب صالح من جعل شخصياته المغرقة في محليتها تنطق بلغات يفهمها القارىء حتى وإن عجز عن فهم مصطلحاتها الريفية السودانية.



    نقل لنا في "عرس الزين" و "دومة ود حامد" أجواء القرية السودانية بحيوية جعلت الشخصيات تتحرك بأبعاد ثلاثة، وفي "موسم الهجرة الى الشمال" سلط الأضواء متعمدا على تناقضات المفاهيم الاجتماعية والأخلاقية لمجتمعه، كما كشف، ربما دون قصد منه، إشكالية الإسقاط الذي يمارسها الشرقي (العربي) على الآخر.



    في جميع أعماله تبرز موهبته الفذة في تشكيل الشخصيات وتصوير البيئة التي تتحرك بها والخلفيات التي جاءت منها من خلال حوار ينبض بالحياة، حتى وان كان مغرقا بالمحلية.



    روايته المتميزة "موسم الهجرة الى الشمال" لم تكن استثناء، فقد شكلت علامة بارزة في خريطة الرواية العربية، حتى أن البعض يعتبرها واحدة من أفضل 100 رواية عالمية.



    وان كانت الجرأة التي اقتحم بها بطل الرواية (مصطفى سعيد) عالم الآخر أوقعته (هو أم الكاتب ؟ سؤال صعب سأحاول الإجابة عليه فيما يلي) في مطب وقع بها روائيون كبار آخرون، قبله وبعده: مطب التعامل مع الآخر روائيا، رسم شخصيته وحواراته ومواقفه.



    الأنا والآخر: مجاز أم إسقاط ؟

    في رائعته"موسم الهجرة الى الشمال" نرصد مستويين للهجرة/الحركة أوربما نستطيع القول إن هناك مستوى للحركة وآخر للسكون: مصطفى سعيد غزا عالم الآخر، أما الأخر فقد بقي حبيسا للصورة النمطية للمثقف العربي عنه، مصطفى سعيد وصل الى عقر دارهم، عبر الصحاري والبحار أما جين موريس ورفاقها فقد بقوا تحت شجرة نخيل في قرية مصطفى على ضفاف النيل.



    الشخصيات السودانية في تلك الرواية تتكلم بطلاقة ويصل صوتها بمنتهى الوضوح والقوة سواء كانت في حقل قطن أو في سهرة تعمرها أصداء الضحكات الماجنة بفعل النكات الأباحية ، أو في حانة لندنية .



    الملامح السودانية مرسومة بوضوح واقناع واقتدار، أما شخصية "الآخر" فتمر بعملية ترشيح معقدة تنتهي بها لأن تصبح ظلا لنفسها وتجسيدا للمفهوم المشوش للمثقف العربي عنها.



    الفتيات والنساء تتساقط تحت أقدام هذا الشاب الأسمر القادم من أدغال إفريقيا، والفضول يقتلها للإطلال على عالمه المسكون ببخور الصندل وحكايات الحب، وهو يمارس سحره الشرقي الطاغي للايقاع بالفريسة تلو الأخرى.



    الحوار بين الشخصيات السودانية من الاقناع بحيث يجسدها بجذورها وثقافتها وأصولها الاجتماعية، وحوار الشخصيات الانجليزية باهت ومغترب عن ذاته.



    موقف الآخر، الأبيض، الاستعلائي، المستعمر، يتغير على يد الكاتب الى فضول وجاذبية وحب، والعربي الأسمر، مصطفى سعيد، له اليد العليا دائما، خاصة مع الجنس الآخر الذي يطغى حضوره ممثلا للآخر، وهو انعكاس واضح للتفكير الشرقي الذي لا يرى بقعة أعرض من السرير لتفاعله مع الآخر الذي لا وجود له بالنسبة له خارج السياق الجنسي.



    السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل استخدم الكاتب كل ما سبق لالقاء الضوء على التشوش الذي يشوب علاقة العربي مع الآخر وتصوره عنه أم أنه وقع في ذات المطب ؟



    المفروض أن الإنسان العربي حين يخرج من عالم مسلماته يواجه أزمة ثقة بالنفس تدفعه أحيانا الى التقوقع على ذاته وفي أحيان أخرى الى اتخاذ خطوات وجلة مترددة باتجاه الآخر، وتفتقر العلاقة الى التكافؤ، لصالح الآخر.



    هذا هو ما يفترضه المنطق ويؤيده الواقع، أما في عالم الرواية العربية، وليس عند الطيب صالح فقط، فنجد العربي هو السيد في العلاقة، خاصة اذا كان الطرف الآخر أنثى من المفروض أنها تتحرك بثقة أكبر في النفس في فضاء مألوف لديها بينما هو بالكاد بدأ رحلة استكشافه، سواء على المستوى العاطفي أو الجنسي.



    إذن هل وقع الطيب صالح في المطب أم استخدم ما سبق ببراعة على سبيل السخرية من المثقف العربي ليصوره مغرورا، ونرجسيا منغلقا على ذاته ؟



    هل أراد مصطفى سعيد (أم الطيب صالح ؟) الانتقام لهزائمه بهزيمة الآخر حتى ولو على صفحات رواية ؟



    من الصعب الجزم، وهذا مؤشر لجودة الرواية وليس العكس، فقديما قالوا: العمل الأدبي الجيد قد يكون غامضا، ولكن لا يجوز أن يكون مضللا.



    المصدر: وكالات



                  

02-19-2009, 05:18 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التغطية الأخبارية لوفاة الأديب الطيب صالح (Re: osama elkhawad)

    كتب عبده وازن في الحياة
    الطيب صالح روائي العودة إلى الجذور غاب عن 80 عاماً في لندن عاصمة منفاه
    كتب عبده وازن الحياة - 19/02/09//

    هل يمكن أن تصنع رواية واحدة من صاحبها «أسطورة» مثلما فعلت «موسم الهجرة الى الشمال» من الطيب صالح «أسطورة» الأدب العربي الحديث؟ هذا الروائي السوداني الذي رحل فجر الثلثاء الماضي في لندن عن ثمانين عاماً، لم يستطع طوال حياته أن يتخلّص من سطوة هذه الرواية التي جلبت له من الشهرة ما جلبت من المتاعب، كما عبّر مرّة. ظل الطيب صالح أسير «موسم الهجرة الى الشمال»، فوسمت به مثلما وسم بها، مع أنه كتب روايات أخرى لا تقل فرادة عنها، ومنها مثلاً «عرس الزين» و «بندرشاه» وسواهما.

    وعندما اصدر صالح هذه الرواية العام 1966 في بيروت لم يكن يتراءى له أنه سيسبق المفكر الأميركي صموئيل هنتنغتون في نظرية «صدام الحضارات»، فالرواية كانت سبّاقة فعلاً الى رسم حال هذا الصراع عبر بطلها «مصطفى سعيد» وموقفه، هو ابن العالم الثالث، من الغرب المتقدّم. وكان صالح أشدّ جرأة من الروائيين العرب الذين كتبوا في هذا الحقل قبله ومنهم توفيق الحكيم في «عصفور من الشرق» وسهيل إدريس في «الحيّ اللاتيني». فالبطل السوداني كان يدرك في الرواية أن الغرب لم يحمل الى الشرق حضارته فقط بل الاستعمار أيضاً. أما حنينه الى الشمال فبدا فيه من الحقد والضغينة مقدار ما فيه من الحبّ والتسامح.

    عاش الطيب صالح حياة صاخبة، روائياً وسياسياً، في السودان وبعض الدول العربية كما في أوروبا ولا سيما في بريطانيا. ومكث طوال هذا العمر المديد مشدوداً الى السودان الذي لم يفارق مخيلته ولا وجدانه على رغم ترحاله و «منفاه» الطويل الاختياري. وظل على علاقة وطيدة، وبما طرأ عليه من تحوّلات، في السياسة والاجتماع. ومعروف عنه موقفه السلبي من نظام «الانقاذ» الذي تبوّأ السلطة عبر انقلاب حزيران (يونيو) 1989، وراجت عنه مقولته الشهيرة «من أين جاء هؤلاء؟» التي تبنّاها حينذاك مثقفون سودانيون كثر. وعمدت السلطة السودانية الى منع أعماله من التدريس في جامعة الخرطوم. لكنّ الكاتب المعارض ما لبث أن لبى دعوة النظام للعودة العام 2005 فعاد ليشارك في مهرجان «الخرطوم عاصمة للثقافة العربية» وليكون «نجم» هذا المهرجان. ولكنْ سرعان ما ارتفعت أصوات تعارض زيارته وتنتقد مواقفه من قضية دارفور والحركات المسلحة وسواهما. وقد حلا للبعض ان يقارن بينه وبين المتنبي، شاعره الأثير، في علاقته بالسلطة. وهو كان فعلاً من عشاق المتنبي، يحفظ شعره غيباً ويردده في المجالس، ووضع عنه كتاباً سمّاه «في صحبة المتنبي».

    كان الطيب صالح هو الابرز والأشهر عربياً بين أدباء السودان، وان كان أدبه الروائي والقصصي بمثابة الجسر بين الداخل السوداني والخارج العربي والعالمي، فهو لم يدَّع يوماً انفصاله عن الأدب السوداني، ولا انقطاعه عن الهموم السودانية على اختلافها. وقد كتب «موسم الهجرة الى الشمال» في لندن حيث كان يقيم بدءاً من العام 1953. وعندما نشرت هذه الرواية في بيروت العام 1966 كانت بمثابة الحدث الروائي الذي كان منتظراً، لكنه عوض أن يأتي من القاهرة أو بغداد أو بيروت جاء من السودان. استطاع الطيب صالح في هذه الرواية الفريدة أن يقدم مشروعاً روائياً جديداً يحمل الكثير من علامات التحديث، شكلاً وتقنية وأحداثاً وشخصيات، علاوة على القضية الإشكالية التي حملتها الرواية وهي الصراع بين الشرق والغرب أو بين الجنوب والشمال من خلال علاقة مأسوية بين مصطفى سعيد و «زوجته» البريطانية. ومنذ أن صدرت الرواية أصبح اسم هذا البطل (مصطفى سعيد) في شهرة بعض أبطال نجيب محفوظ لا سيما أحمد عبد الجواد في «الثلاثية».

    وإن بدت «موسم الهجرة الى الشمال» ذروة أعمال الطيب صالح، وأكثرها شهرة ورواجاً، فإن أعماله الأخرى، الروائية والقصصية لا تخلو من الخصوصية، سواء في لغتها السردية أم في تقنياتها وأشكالها. ومن تلك الأعمال رواية «عرس الزين» التي ترصد أسطورة الشخص القروي الغريب الأطوار الذي يدعى «الزين» في علاقته بالفتاة «نعمة»، وكذلك رواية «بندر شاه» في جزئيها: «ضو البيت» و «مريود». وتمثل هذه الرواية الصدام البيئي والحضاري بين القديم والحديث. ومن أعماله القصصية البديعة «دومة ود حامد» وهي تدور حول الصراع بين الحكومة وأهل قرية «ود حامد» التي تقع على الضفة الشرقية من النيل، فالحكومة تريد تحديث القرية واقتلاع شجرة الدوم التي هي رمز القرية والأهل يصرون على تقاليدهم المتوارثة. وهذه القرية السودانية «ود حامد» تحضر كثيراً في نصوص الطيب صالح رمزاً لعالم الطفولة والبراءة المتجذر في شمال السودان.

    رحل الطيب صالح وكان في نيته أن يكتب سيرته، لكن ظروفه لم تساعده فاكتفى بنشر كتاب عنوانه «منسي: إنسان نادر على طريقته»، ومن خلاله تتبدّى بعض معالم تلك السيرة الحافلة بالأحداث والوقائع الطريفة.

    (عدل بواسطة osama elkhawad on 02-19-2009, 06:52 PM)

                  

02-19-2009, 06:54 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التغطية الأخبارية لوفاة الأديب الطيب صالح (Re: osama elkhawad)

    كتب عباس بيضون المقال المهم التالي في جريدة السفير:
    الطيب صالح رواية المستقبل

    غاب الطيب صالح لكن غيابه الأدبي تم قبل ذلك بعقود واذا استمعنا لبعض صحبة الطيب فهمنا انه لم يكتب الا تحت الحاح. اذا عجل الطيب الى هجر الأدب فقد هجره غير آسف، قابلته فلم أجده شقيا بما فعل شأن كثيرن خذلتهم مواهبهم وتخلت عنهم النعمة، ظل الطيب أنيسا محدثا وظل خزانة للأدب القديم وراوية للشعر كأن السحابة التي أمضاها في دنيا الأدب لم تنتزعه من مكانه الأولي، مكان المحدث والراوية. مع ذلك لا يجهل عارف بالأدب أيا من عناوين الطيب الخمسة او الستة، لم يكتب كثيرا لكن القليل الذي كتبه بقي جميعه في الذاكرة وقلما تسنى هذا لكاتب من جيله.
    كانت «موسم الهجرة الى الشمال» حدثاً مدوياً في الرواية العربية وقلما كان لرواية سواها هذا الحظ. لقيت «عرس الزين» حفاوة حقيقية لكن الناس ظلت تتحدث عن «موسم الهجرة الى الشمال». أما «بندر شاه» ومريود فكانا روايتين لكاتب «موسم الهجرة الى الشمال». هل كان الطيب الصالح كاتب الرواية الواحدة. أم ان الجمهور الذي اقتحمته «موسم الهجرة». وفجرت فيه تطلبا جديدا كان مهيأ لذلك، ولم يكن مهيأ لأكثر منه. لقد سمح لرواية في عنف موسم الهجرة وصداميتها ان تحتل مخيلته لكنه بالتأكيد وجد فيها جوابا راديكاليا. كانت دراماتيكية الرواية تناسب وعيا تاريخيا صراعيا وديناميكيا اوعزت به الموجة القومية. اما الروايات التي تلت موسم الهجرة فقد سبقت تقريباً وعي القارئ. كانت احتفالية وملحمية عرس الزين وسحرية أو فانتازية «بندر شاه ومريود» قفزة اكثر مما يحتمل. كانتا (الروايتان اللتان كتبتا كجزء من ثلاثية لم تظهر فيها ثالثة) فتحا روائيا بحق ولحظة في الرواية لم تتأخر عن العالم بل وجدت، بدون جهد او تقصد، فيه، لكن القارئ لم يكن بهذا التطلب. لم يكن مستعدا لرواية بلا موضوع لكنها كما يدل اسمها (عرس الزين)، نوع من عيد أدبي، من سرد ملحمي لا يتغذى من أي شيء سوى من شاعريته الخاصة، ومن قدرته على انشاء الواقع وعلاقاته في تشكيل فسيفسائي. لم يكن القارئ مستعدا بعد أيضا لاستعارات كبيرة كالتي في «مريود» و«بندر شاه»، اذا كانت لحظة الصراع العنيف قد فتنته في «موسم الهجرة» فقد فاته ان يلحظ الانذار القدري الذي فيها والاستحالة التي تنتهي بالاختفاء والغياب وربما العودة الى مصدر أول خيالي. لقد كان هذا فوق تطلبه. الأرجح ان المديح الرائع في عرس الزين شاقه لكنه لم يلحظ ما فيه من هشاشة ومن مصالحة وهمية. لم يلحظ ان كل ذلك يحمل انذارا بنهاية عالم ما لبث ان انهار في استعارة رائعة في بندرشاه ومريود. استعارة يخرج فيه الاولاد على الآباء، قبل ان يُسحقوا بين الأجداد والأحفاد. لقد كان كل ذلك، من «موسم الهجرة» الى «مريود» نوعا من مرثية توراتية، مرثية عالم يتحول فيه العنف الى سند روحي قبل ان يغرق في الظلمات وتخرج اشباحه من القبور معلنة انهيار الواقع واغتيال الحاضر.
    أصدر «الطيب صالح» بعد احدوثته مريود نصوصا من بينها واحد شبه بيوغرافي «المنسي» لكن الناس والقراء بقوا في خبر نصوصه الاولى، اذ ان هذه النصوص لم تستنفد بعد، لم يصدر الطيب سوى أربع روايات تقريبا لكن واحدة منها فحسب وربما اثنتين في الأكثر عرفتا قراءة واسعة. كانت القراءة تقل بمقدار تقدم فن الطيب الروائي. كانت موسم الهجرة رواية قضية، وربما هنا سر انتشارها. لقد وضعت علاقة الشرق والغرب في سياق عنيف وأمام استحالة، لكنها اوحت بأن امتلاك الغرب مثله مثل العودة الى الأصل مسدودان. مع ذلك يمكن الآن النظر إلى موسم الهجرة كرواية ايديولوجية. ان لغتها هي لغة حكم ورسالة متقصدة، لكنها ككتاب ادوار سعيد اللاحق عن الاستشراق حملت نقدا ايديولوجيا. كان مصطفى سعيد مستشرقا ضديا ولم يستطع ان ينزع عنه هذه اللعنة، لكن الطيب صالح في «عرس الزين» كتب بلغة بلا حكم. لغة ذات شاعرية وإيقاع وتشكيل فحسب. كتب ملحمة ناعمة وعيدا لغويا ونصا من شغاف الواقع وماويته، كتب منمنمة كبيرة ولم يعد الموضوع ولا القضية خارج النص او خارج نسيجه. أما في «بندر شاه» و«مريود» وقبل ان تصل رواية اميركا اللاتينية فقد أسس فانتازيا عربية.
    رواية بعد رواية كتب الطيب صالح الرواية المضادة اذا كانت رواية نجيب محفوظ هي عمود الرواية العربية، رواية اللغة والشعر والسحر. لقد كان هذا فوق طاقة القارئ العربي. هكذا بقي انتاج الطيب صالح على قلته غير مقروء كفاية. اليوم نجد هذا الأدب يملك من الاصالة ما يتيح له ان يبقى في الزمن، كتب الطيب صالح رواية وآثر بعد ذلك ان يكتب احدوثة، كتب الدراما وبعد ذلك فضل ان يكتب الشعر. كان مقروءا جدا وغير مقروء، مشهورا ومغمورا في آن معا، روائيا كبيرا عاطلا عن الكتابة. لقد كان مقلا ومع ذلك لم يستنفد، وبهذا المتاع القليل نحلم ان المستقبل سينصفه أكثر من الحاضر فكاتب في قامته لا يفوته المستقبل.


                  

02-20-2009, 04:43 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التغطية الأخبارية لوفاة الأديب الطيب صالح (Re: osama elkhawad)


    هذه شهادات ابداعية عن رحيل الطيب صالح قامت بتدوينها جريدة السفير:

    فراغ لا يملؤه الجدد





    حنا مينه

    لكل أجل كتاب، وحين يجيء الأجل لا يمكن إلا أن نخضع لإرادة الله التي حددت أجلنا في يوم وساعة، ويؤسفني بهذه المناسبة أن أعود إلى عدد كبير من المبدعين الذين رحلوا في الأعوام القليلة الماضية من محمد الماغوط، إلى العجيلي، وسهيل ادريس والطيب صالح أخيراً، لا نملك اتجاه القدر الذي يحكمنا جميعاً إلا أن نطلب الرحمة لهؤلاء الأعزاء من المبدعين الكبار الذين رحلوا فتركوا فراغاً كبيراً في المجال الإبداعي العربي، لأنه من البـدهي أن المبــدعين ليس لهم وقت محدد أو شروط محددة.
    لقد سمعنا في السنوات الأخيرة من الشباب، الذين لهم المستقبل كلاماً فيه استعجال، قالوا فيه إنهم جيل بلا أساتذة، وهذا ليس لمصلحة هؤلاء الشباب فحتى الفلسفة اليونانية قالت لا شيء يخرج من لا شيء. وهذه مسألة موضوعية، لقد تعلمنا على يد أساتذتنا الكبار ونحن سنرحل بدورنا. إن هذا النكران فيه بعض التشوف والغرور وبعض الاستسهال، وأنا أحب بهذه المناسبة أن أعلق أملاً كبيراً على الشباب أن يتمهلوا وأن يمتلكوا معلمية الإبداع ومعلمية الكتابة، ولست راضياً عن الأدب الإباحي المتبع هذه الأيام والأدب الذي يتعلق بالجسد فقد طال الكلام على الجسد وذاكرة الجسد. أما رواية (موسم الهجرة إلى الشمال) فقد كانت رواية عظيمة جداً، لكنني بصرف النظر عن مأخذي السياسي عليها، فإنني أقدر كاتبها المرحوم الطيب صالح الذي كنت ألتقيه في مناسبات بعيدة وقد فجعت اليوم بهذا النبأ الذي ذهب بمبدع كبير في عربة الموت إلى اللانهاية.
    إنني أقدر المرحوم الطيب صالح وأرثيه وأبكيه وأبكي كل مبدع يغيب عن الدنيا العربية، لأن الأعوام الأخيرة شهدت رحيل عدد كبير من المبدعين العرب، ومع ايماني بالشباب فإن الفراغ الذي تركه هؤلاء الراحلون ليس بالإمكان أن يملأه جيل الشباب بسهولة. رحم الله الطيب صالح، والعزاء لعائلته ولأسرة الإبداع العربي كلها.

    روائي سوري

    القابض على روح الجنوب والشمال





    يوسف الشاروني

    الطيب صالح واحد من اكبر رواد الادب السوداني والرواية تحديدا .عندما اسمع اسم السودان يتبادر الى ذهني على الفور اسم الطيب صالح. آخر مرة التقيته كانت عندما فاز بجائزة مؤتمر القاهرة للرواية في دورته الثانية. وقتها استمعت الى كلمته التي كانت على مستوى عالٍ من الثقافة والعمق مغلفة بروح الفكاهة. هذا هو الطيب صالح كما عرفته منذ ان التقيته في المرة الاولى في لندن عن طريق الصديق المشترك مصطفى بدوي وكان وقتها الطيب يعمل في اذاعة BCC .
    على مستوى الكتابة الابداعية استطاع الطيب القبض على روح الجنوب بطبيعته واشخاصه ونيله واساطيره الى جانب روح الشمال المتقدم المختلف على مستويات كثيرة .وظل انحيازه لجنوبيته هو المحدد لرؤيته.
    برحيل الطيب صالح تخسر الكتابة السردية العربية عموما والكتابة السودانية بشكل خاص واحدا من اهم فرسانها والذي كان قادرا على صناعة ضفيرة متمازجة تخصه وحده.

    روائي مصري
    موهبة استثنائية





    ابراهيم اصلان

    تعرفت المرة الاولي على الطيب صالح في بغداد في مهرجان المربد في اوائل الثمانينيات تقريبا .كنا جلوسا في بهو الفندق وفؤجئنا برجل اسمر يرتدي الزي السوداني ويسأل «وينه ابراهيم اصلان؟؟». ومن ساعتها بدأت بينه وبينه صداقة عميقة قائمة على الود والتقدير اكثر من كونها قائمة على كثرة اللقاءات. وكنا عندما قرأنا روايته «موسم الهجرة الى الشمال» التي اصدرها الناقد الكبير الراحل رجاء النقاش في سلسلة روايات الهلال اصابتنا بحالة اشبه بالسحر. وبعد ذلك وقت رئاستي لتحرير سلسلة افاق الكتابة التي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية نشرت له مختارات وتعمدت الا تكون بينها «موسم الهجرة»، من جانب لاني اردت تقديم وجه آخر للطيب صالح ومن ناحية اخرى اظن ان «عرس الزين» هي افضل اعماله على الاطلاق.
    الطيب صالح موهبة استثنائية. استطاع انجاز اعمال على قدر هائل من الاصالة ورغم انه كان جوالا واستقر خارج السودان اكثر من استقراره في داخلها، لكنه استطاع تجسيد الروح السودانية بلغة قص عالية المستوى مكنته من التربع على مرتبة لا يستطيع ان ينازعه عليها الكثيرون.
    كلامي عن الطيب صالح لن يضيف اليه كثيرا فيكفي ان اعماله الابداعية كانت وستظل تحتل ركنا كبيرا في اذهاننا على الرغم من انه لم يكتب ابداعا منذ فترة تقارب الثلاثين عاما. رحيل الطيب صالح خسارة كبيرة ومؤلمة.
    روائي مصري


    الإنسان في مستوى الكاتب





    شوقي بغدادي

    ربما لأنني اجتمعت به شخصياً أكثر من مرة، وترافقنا لأكثر من أسبوع في تونس عقب أحد المؤتمرات، ربما بسبب ذلك أستطيع القول إن الطيب صالح الشخص لا يقل أهمية عن الطيب صالح الإنسان، ليس بسبب سعة ثقافته وعمقها فحسب، بل لروح المرح والقدرة على ارتجال النكتة والسخرية بشكل إبداعي خاطف، بل بشكل فني مذهل.
    ماذا أروي عنك الآن يا صاحب «موسم الهجرة إلى الشمال» وقد سبقتني إلى الوعد؟ في السودان لا يعترف بك الجميع، لأنك كنت دائماً ضد أنظمة الاستبداد التي تعاقبت على وطنك وهجرتك بعيداً عنه، ولكنهم اليوم جميعاً سيحنون الرأس للموت، وللموهبة الكبيرة التي صنعت للسودان في مسيرة الأدب العربي الحــديث اسماً رفيعاً.
    لو كان حياً الآن الطيب صالح (مصادفةً) وأذيع نبأ موته خطأ لكان أول من يضحك عالياً على الخبر ويصيح: (ليته كان صحيحاً! ولكن اسمحوا لي أن أختار من يرافقني إلى القبر). كلنا سنرافقك إلى القبر يا صديق، عاجلاً أم آجلاً، وقد نتوقف قليلاً على الحفرة أما أنا فسوف أطلب السماح لي بالوثوب خلفك لأنني صرت وحيداً يا أبا الطيب، وأريد رفيقاً طيباً في العالم الآخر، وليس أطيب منك.

    شاعر سوري

    لمسة الأدب العظيم





    فواز حداد

    يجوز القول، إنني مثلــما فتــحت عينيَّ على نجـيب محفوظ، أدركت بعــده الطـيب صالح في رائعتــيه «موسم الهــجرة إلى الشــمال» و «عرس الزين»، وأتــذكر أنــني انتظــرت بفارغ صــبر أعمـاله التالية «مريود» و «ضو البيت» وغيرهما. وكانت قلـيلة بالمقارنة مع محفوظ، لكنه استــطاع أن يــهزني في أعمــاقي، وأضــفت إلى ما أعرفــه عالماً آخر من الكــتابة. المفاجــأة كانت أن الطــيب صالح من السودان، ذلك البلد الذي لا نعرف عنه سوى القليل، فأصبحت أرغب في معرفة الكثير.
    شحنتني روايته الأولى بانفــعالات قويــة، تلك لمسـة الأدب العظيم التي لا تخفى. وكان في إشارته إلى تأثره بـ«قلب الظلام» ما حفزني على قراءة كل ما ترجم لجوزيف كونراد إلى العربيــة. في السنوات الأخيرة قرأت له مجموعة كتبه التي تضم مـقالاته التي نشرها في «المجلة» اللندنية، وكانت عن صديقه «منسى» وجولاته في العالمين العربي والغربي، وبعض الذكريات وانطباعاته عن قراءاته في شعر المتنبي والمعري... ما سمح لي بالتعرف اليه من الداخل وإلى مناقبه الشخصية أيضاً، وجعلني أحس أنني ازددت اقــتراباً منه. وأصبح صديـقاً عزيزاً عليَّ من خلال كلماته وحدها، مثلما حدث معي عندما قرأت الكـتب التي ضــمت مقالات أديبنا الراحــل عبد السلام العجيلي، والتي قــرأتها كلها مثلما قرأت كـل ما كتب الطيب صـالح، أو ما وقع تحت يدي.
    لم أكن أتمنى على الإطلاق، أن يكون لقائي معه في مناسبة نعيه، لكن في تذكره اليوم، مناسبة أخرى وهي أن اعترف بكل أمانة وفخر بأنني تأثرت به وبأخلاقياته العالية... كما أنني مدين له بأجمل ساعات عمري تلك التي قضيتها وأنا أقرأ رواياته.

    روائي سوري

    روايتي المفضلة





    نهاد سيريس

    كتب الطيب صالح روايات اخرى «كعرس الزين»، ولكن تلك الروايات لن تستطيع سحبي بعيداً عن «موسم الهجرة الى الشمال»، فهي روايتي المفضلة حتى أن القارئ الحصيف يجد بســهولة تأثيرها في الأعمال الروائية العربية المعاصرة. أهمية هذه الرواية التي ذاع صيت كاتبها بهذا الشكل بسببها هي في جمعها لعالمين سوف يأتي يوم ينشغل فيه الناس في التساؤل حول إمكانية الحوار بينهما.
    منذ سنوات كتابتـها (الستينيات) وحتى اليوم يشكل هذان العالمان أي الشــرق والــغرب (أو الشمال والجنوب لا فرق) معادلة غير متساوية الطرفين: شمال متقدم وجنوب متخلف، أو شمال قوي وجنوب ضعيف.
    الطريف في هذه الرواية هو أن كاتبها أراد الإيهام بتصحيح هذه المعادلة بطريقــة فرويديــة ساخرة تلائم ايروتيكية الشرق الساحر في عيون الغرب. من أجل ذلك بنى الطيب صالح في روايته مشهد السودان بطـريقة رائعة، وهو المشهد ذاته الذي دفع «كتشنر» لقيادة الحملة الانكليزية لاحتلاله، وعندما سافر بطله مصطفى سعيد إلى انكلترا، وهي الامبراطورية الغازية، وجد انه يستطيع ان يقارع الغزاة ويهزمهم في عقر دارهم بسلاحه الوحيد الذي يمتلكه ألا، وهي ذكورته التي لا تنضب.
    روعة هذه الرواية هي أن هذا الاسلوب في مقارعة العدو يسيطر حتى اليوم على عقول اهل الشرق الذين أرادوا الاستفادة من علم النفس في صراعهم مع أعدائهم، فعكسوا المقولة الشهيرة إلى «العضو الذكري امتداد للمسدس» أو ربما للصاروخ.
    لقد صرع مصطفى سعيد الانكليزيات بذكورته انتقاماً لاحتلال اخوتهن للسودان بالتقنيات الحــربية المتطــورة، وإذا أردنا قــراءة أحـداث هذه الأيام بعيون موسم الهجرة، فإننا نجد ان الطيب صالح لم يذهب بعيداً.

    روائي سوري

    مات مصطفى سعيد





    جورج دورليان

    مات الطيب صالح في لندن ليحقّق ربما أمنية بطله مصطفى سعيد: «أنا جنوب يحنّ إلى الشمال». هذا الحنين الذي انتهى به إلى الذوبان فيه والموت في أحضانه. فعلى الرغم من تعارضه مع الشمال والتحامه بأرض الجنوب ومصيره بل ومأساته، لم يجد الطيب/مصطفى، في نهاية المطاف، من يفهمه، من يحاوره، من يستوعب خصوصيته، من يلجأ إليه محتمياً سوى الشمال. هذا الشمال الملتبس: شمال النزعة الإنسانية والهيمنة الاستعمارية في آن، الشمال الليبرالي والشمال اللاغي للحضارات ومختصرها في ذاته المتعالية. الشمال الذي أصبح رمزًا للـ«حضارة»، فلا حضارة ولا إنسانية ولا ثقافة خارجه.
    ولكن ما الذي جعل من هذا الروائي الآتي من السودان رمزاً للحداثة العربية؟ ما الذي جعل منه أكثر الروائيين قرباً منّا وأكثرهم حضوراً في عالمنا المشرقي؟ فكل شيء عنده مختلف عنا: شرقنا جنوبه، وغربنا شماله. إنه من بلاد السودان، أي من هذا المساحة الموجودة خارج حدود رؤيتنا التي تتوقّف عند تخوم القاهرة ونيلها من ناحية، وبغداد من ناحية أخرى.
    على الرغم من بعض الأسماء الكبيرة في الرواية العربية، يبقى اسم الطيب صالح يسطع في سماء الحداثة العربية ملهماً جيلاً من الروائيين الذين أعطوا هذا النوع الأدبي الموقع الذي يستحقّه في المشهد الأدبي المعاصر. وقد اتّسم عمله بالجرأة والدقة: جرأة في معالجة الشأنين اللغوي والنفسي، ودقّة في بناء عالمه الروائي المركّب والمعقّد. ما قرّبه إلينا هو همّه الحداثي، وبحثه عن أشكال مبتكرة في تجديد الكتابة العربية على صعيد السرد، وهذا ما جعله رديف الجهد الذي بذل على صعيد الشعر.
    غير أن الحداثة التي كان من روّادها لم تكن بالنسبة إليه معطىً مطلقاً وثابتاً، فقد أخضعها من خلال تجاربه الروائية المختلفة إلى مساءلة دائمة، مساءلة نابعة من صميم تجربتنا وتراثنا، من صميم ثرائنا وفقرنا الثقافيين. هذه المساءلة المتواصلة والمستمرّة للحداثة، لقدراتها وقدرات الطامحين إلى بلوغها، كانت تتطلّب جرأة وحرية لم يتحمّلهما النظام الاجتماعي ـ السياسي ـ الثقافي المسيطر على العالم العربي اليوم، نظام ميّال إلى الثبات وتعميم ثقافة الأجوبة الحاضرة سلفاً. لم يتمكّن الطيب صالح من العيش في جنوب يكره السؤال وآفاقه الخطيرة، فعاد إلى وطنه الثقافي ليموت فيه، عاد إلى حيث كان بطله مصطفى سعيد يحن إليه.
    فبالنسبة إلى المبدعين والمثقّفين، لا يزال مسقط الرأس الثقافي هو الشمال لسوء الحظ، فيما الجنوب هو مدفن من لم يعد يملك اسماً ولا سؤالاً ولا تساؤلاً.
    الوحيد الذي توقف





    خالد خليفة

    قد يكون الطيب صالح الروائي العربي الوحيد الذي توقف عن الكتابة منذ ثلاثين عاماً ولم يفقد ألقه. وقد يكون الروائي العربي الوحيد، مع نجيب محفوظ، الذي شهد صراع أعماله مع الزمن والتاريخ، وشهد أعماله «موسم الهجرة إلى الشمال» وسواها تربح معركتها بهدوء وتؤدة، وما يثيرني في تجربة الروائي السوداني العظيم هذه البساطة التي تناول فيها بيئته وبلده السودان، وجعل منها بطلاً ومكاناً نابضاً بالحياة. لم يجرؤ كاتب عربي واحد أن يتوقف عن الكتابة سواه، ولم يتعلم منه الكتاب العرب الكبار الذين يكررون ذاتهم وكتاباتهم مرة تلو المرة.

    روائي سوري



    أهم من كتب عن الأنهار





    حجاج ادول

    يوم حزنه ثقيل، يوم وفاة إنسان يجــمع بين ســمو الخُلق وعمق المعارف وسطوع الإبداع. فقط رأيته مرات وصافحته. في محافل ثقافية أخذت انظر إليه من بعيد أتابعه باعــجاب وتوقــير. لم املك الشجاعة مرة فأحاول مجالسته. الطيب صالح، من أعمق الأدباء كيــفا رغم محدودية الكم. من أكثر الأدباء انتــشارا رغم اعــتذاراته عن التــواجد في التجمعات الثقافية العديدة. ولا أقول انه أهم من كتب عن النيل العفي في الجنوب، بل أقول انه أهم من كتب عن الأنهار المتدفــقة في العالم. الكثير من المشاهير في بلادنا المتخــلفة، نالوا شهرتهــم بناء على جوانب لا تمت للأدب بصلة، فتكون مشاهدتهم مقرفة تدفع الفرد للشراسة ضدهم، أما أمثال الطيب صالح رحمه الله، فهو نال جزءا بسيطا من حقه، ونال ما نال بناء على موهبة ساطعة وخُلق قويم. لنتــصور أن الطيب صالح كان في الجنوب الأميركي مثلا وكتب عنه، لنتخيل كم التواجد العالمي في هذه الحالة؟ عندنا.. المبدعون المطبوعون حقا، تخــذلهم أوطانهم المتخلفة، وفي العالم المتقدم، المبدعون على حرف، ترفعهم بلادهم المتقدمة.
    وأنا في حالات الكتابة عن النوبة الأصلية بنيلها الأسطوري، أمر بخيالي على التلال الكهرمانية والزراعات الخضراء والنخيل متصاعد من بينها، أمر على البيوت المتحفية عصرا، فأرى الطيب صالح بجلبابه وعمامته، يجلس على مصطبة مع مجموعة المزارعين الذين كتب عنهم كثيرا. يتحاورون ويتشاكسون ويتصاعدون بأفكار عملية لاصلاح حال القرية. وفي الأمسيات أجده بالجلباب الأبيض الخفيف على الرمال مع نفس المجموعة وقد انـضم إليهم مصطفى سعيد وعُرس الزين وغيرهما، يضحكون ويرفهون عن أنفسهم. ألقي السلام فيجيبني بلطفه لكن يترك مصطفى سعيد ينظر لي نظرة مـاكرة تــقول.. مهما كتبت عن نيل البلاد، فلن تصل لتيارات الطـيب صالح. فأكتب وأجوّد قدر استطاعتي لاتجاوز هذا العملاق الطيب في معاملاته والشرس في دمدمة موهبته، لكن هيهات فهو من هو.. الطيب صالح. الإنسان الذي مر على الدنيا وذهب بجسده، وترك لنا غابة نخيل على النيل، لنستمتع بطيبات الطيب ونذكر الصالح بكل خير.
    روائي مصري
                  

02-20-2009, 04:55 AM

معاوية عوض الكريم
<aمعاوية عوض الكريم
تاريخ التسجيل: 07-02-2008
مجموع المشاركات: 5410

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد (Re: زهير الزناتي)
                  

02-21-2009, 00:06 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: معاوية عوض الكريم)

    كتب الصادق الرضي في عموده في "السوداني":
    أكثر من ضوء
    رحيل الدراري

    الصادق الرضي
    كُتب في: 2009-02-19

    (من أنت لتكتب حرفا عن الطيب صالح؟!) هل هذا السؤال الذي يطرح نفسه على كل منا حين يفكر أن يكتب شيئا عن الطيب صالح، وعلى الرغم من ذلك نندفع في الكتابة عنه، حتى وإن كانت الكتابة في هذه الحال التي أكابد الآن ليست أكثر من ضرب من العزاء والسلوان الذي ابحث عنه وآخرون وهيهات؟!
    الطيب صالح ذلك الاسم الذي ظلل حياتنا الأدبية ونحن نحبو على مدارج القراءة، نقرأ له ونقرأ عنه نتابع أخباره وحواراته يتحدث بصدقه المعهود وتواضعه المدهش يقرأ أشعار المتنبي وأبو نواس، شاهدته واستمعت إليه لأول مرة في العام 1988م حين استضافه ليلتها اتحاد الكتاب السودانيين في ميلاده الأول، وتلك ليلة حفظتها ذاكرة الأجيال- ممن كان في حضرتها وحظي بمذاقها.
    الأربعاء 18 فبراير، يوم لن ينساه عشاق الأدب وكتابه، ليس في السودان فحسب إنما في العالم قاطبة، فرحيل الطيب صالح الذي شهده الأمس الحزين ظلل كل من يعرفه ومن قرأ له بغمامة سوداء، والطيب صالح هو الطيب صالح يعرفه القاصي والداني وهو درتنا حين نذكر بين الأمم والعالمين، والساحة الأدبية السودانية التي لم يجف دمعها بعد على الشاعر النور عثمان أبكر لسان حالها يقول: (نعيش عصر رحيل الدراري)، كان منتصف العام المنصرم قد شهد رحيل الشاعرين الكبيرين محيي الدين فارس ومصطفى سند على التوالي، وكأنما جيل تغرب أجساده فيما توهجت ذاكرات الساحة والتاريخ الإبداعي عندنا بما سكبوا من ماء حياتهم بين السطور.
    روايات وقصص قصيرة ترجمت لأكثر من 35 لغة وأثرت في التكوين الثقافي والمعرفي لأكثر من جيل، لكن المفارقة أن عدد الكتب التي تناولت تجربته الإبداعية من مختلف المناحي نقديا بمختلف المناهج الأكاديمية وغير الأكاديمية يفوق عدد الكتب التي تضمنت إبداعه شاغل الناس والنقاد في كل مكان وزمان وقد صنع الناس منها مسرحا وسينما كما رأينا في فيلم (عرس الزين) وفي مسرحية (ضو البيت).. إلخ.
    وعلى الرغم من زهده في الجوائز قاطبة فقد أتت بعضها إليه طائعة مختارة وهو الذي لم يسع لأي منها، وتلك المستعصية- جائزة نوبل، قال ما قال فيها إثر ترشيحه الأخير من قبل اتحاد الكتاب السودانيين ومركز عبدالكريم ميرغني بصورة رسمية للأكاديمية السويدية، وتلك لفتة بارعة من قبل أولئك النفر الكريم نحو أن يحظى الراحل بمكانته التي تليق به، قال ما قال فيها حينها ومضى الآن راضيا مرضيا في رحاب رب كريم.

                  

02-21-2009, 03:21 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: osama elkhawad)

    وورد في أجراس الحرية:
    أحمد إسماعيل رمضان.. صديق الراوي.. ومحور عرس الزين



    كتب: عماد أبو شامة






    ودعت قرية كرمكول يوم الجمعة الماضية أحمد إسماعيل رمضان أحد أعمدتها البارزة عن عمر ناهز السبعين عاماً بعد رحلة مرض قصيرة بدأت في نهاية شهر رمضان الماضي وانتهت الأسبوع حيث فارق الحياة بمستشفى أمدرمان ووري الثرى بمقابر ود البخيت.

    وأحمد اسماعيل هو أحد الشخصيات الحقيقية التي روت بنفسها أن الطيب صالح نسج حولها رواياته الأولى ابتداءً من عرس الزين ومروراً بموسم الهجرة إلى الشمال ثم بندر شاه بأجزائها المختلفة.

    وقد ظهر شخصية الراحل بشكل لافت في رواية عرس الزين وكان يصفه الطيب صالح بأنه أصغر شلة محجوب، وأنشطهم وكانت توكل إليه المهام العاجلة.. وقد لقب في الروايات الأخيرة للطيب (بأبو البنات)، وكانت تجمعه صلة قرابة وصداقة خاصة بالطيب صالح باعتبار أنه احد أبناء جيله، وقال أحمد إسماعيل في مرات سابقة أنه يذكر بعد الأحداث التي وردت في الروايات ولكن أغلبها يلفه خيال واسع للطيب صالح.

    كانت أمنية أحمد إسماعيل أن يزور الطيب صالح كرمكول مسقط رأسه بعد أن غاب عنها أكثر من ثلاثين عاماً، وقد وعده الطيب صالح بذلك في لقاء هاتفي عابر، إلا أنّ الطيب صالح حضر للسودان عام 2005م ووصل حتى سد مروي ولم يحقق لأحمد إسماعيل رغبته في زيارة كرمكول ملهمة رواياته العظيمة.

    وترى كرمكول أنّ كل أبطال روايات الطيب صالح قد رحلت بمن فيهم الزين ومحجوب وعبد الحفيظ ولم يتبق غير الرمز سيف الدين الذي لزم سرير المرض منذ سنين.

                  

02-21-2009, 04:42 AM

حليمة محمد عبد الرحمن
<aحليمة محمد عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 11-02-2006
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: osama elkhawad)
                  

02-21-2009, 04:53 AM

حليمة محمد عبد الرحمن
<aحليمة محمد عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 11-02-2006
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: حليمة محمد عبد الرحمن)
                  

02-21-2009, 05:00 AM

حليمة محمد عبد الرحمن
<aحليمة محمد عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 11-02-2006
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: حليمة محمد عبد الرحمن)

    Auteur de «Saison de la migration vers le Nord»,
    Tayeb Salih est mort
    Par BibliObs.com

    Le romancier soudanais Tayeb Salih est décédé à Londres où il vivait en exil. L'auteur de «Saison de la migration vers le Nord», un classique de la littérature arabe du XXe siècle, s'est éteint dans la nuit de mardi à mercredi à l'âge de 80 ans.

    Né en 1929 dans un village du nord du Soudan, Tayeb Salih a étudié au Royaume-Uni et travaillé pour le service arabe de la BBC ainsi qu'au siège de l'Unesco à Paris.

    salih_0.jpg
    Paru à la fin des années 1960, «Saison de migration vers le Nord» avait été censuré par le gouvernement islamiste de Khartoum au début des années 1990 en raison de scènes sexuellement explicites.

    Des associations soudanaises avaient demandé à ce qu'il soit candidat pour le prix Nobel de littérature. «Saison de migration vers le Nord» avait été déclaré en 2001 «le roman arabe le plus important du XXe siècle» par l'Académie de la littérature arabe, établie à Damas.

    Plusieurs de ses ouvrages sont disponibles chez Actes Sud: «Bandarchâh», «Les Noces de Zeyn et autres récits» et bien sûr «Saison de la migration vers le Nord».

    http://bibliobs.nouvelobs.com/20090218/10736/tayeb-salih-est-mort
                  

02-21-2009, 05:05 AM

حليمة محمد عبد الرحمن
<aحليمة محمد عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 11-02-2006
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: حليمة محمد عبد الرحمن)

    « Quand Pierre Legendre sonne le tocsin | Accueil
    20 février 2009
    Pour saluer Tayeb Salih

    L’un des plus grands écrivains de langue arabe était soudanais. Et comme souvent, il faut qu’il disparaisse pour que sa présence s’impose. Tayeb Salih vient en effet de mourir à 80 ans. Issu d’une famille d’agriculteurs, il avait fait ses études à Khartoum puis à Londres avant d’y enseigner, de diriger le service théâtral de la section arabe de la BBC puis d’être représentant de l’Unesco dans le Golfe puis à Paris.

    Un livre a suffi à le faire connaître dans des dizaines de pays, son grand roman considéré comme un classique moderne, Saison de la migration vers le nord (Mawssim al-hijra ila ashamal, 1966), traduit par Abdelwahab Meddeb et Fady Noun, édité par Farouk Mardam Bey chez Sindbad/Actes sud (et, en poche, chez Babel, 176 pages, 6,50 euros), comme les quelques autres romans qu’il signa, dont le conte paysan Les Noces de Zein. Ce fut une révélation, y compris pour les lecteurs du monde arabe ; le Palestinien Edward Saïd, pour ne citer que lui, le plaçait au plus haut. La thématique du conflit entre l’Orient et l’Occident est certes récurrente dans la littérature arabe, mais outre que Saleh l’a fait avec les moyens qui lui sont propres, il l’a mise en scène dans la nature soudanaise, un univers lui-même frontalier de deux mondes, le Moyen-Orient et l’Afrique noire (on lira ici une présentation de ce roman)

    Tayeb Salih est mort à Londres, en exil. Ce qui fut sa situation durant l’essentiel de son existence. Son grand livre avait été censuré par les islamistes au pouvoir à Khartoum en raison de scènes sexuelles jugées insuffisamment métaphoriques. “Autant fermer l’écurie à double tour une fois que le cheval est parti” avait-il simplement commenté. Quand l’Egyptien Naguib Mahfouz fut couronné du prix Nobel de littérature, ceux qui avaient été encouragés de longue date à soutenir la candidature de Tayeb Salih comprirent que l’occasion ne se représenterait pas avant longtemps.

    20 février 2009 Publié Littératures étrangères | Lien permanent | Alerter

    Commentaires


    1.

    encore “une bibliothèque qui brûle…”
    Rédigé par : corps massage | le 20 février 2009 à 18:00 | Alerter
    2.

    Personne n’a encore lu le dernier livre de passou ?
    Mauvaise Langue n’était pas invité…

    http://www.gallimard.fr/janvier-2009/assouline.htm
    Rédigé par : Les invités | le 20 février 2009 à 18:17 | Alerter
    3.

    ça vient, ça vient …
    Rédigé par : un lézard au plafond | le 20 février 2009 à 18:25 | Alerter
    4.

    NAHDJ EL ISTIQBAL ??
    pompompopom pompompompompompom pom popopopom pom popopopom pompompopom pompompompompom….
    ces messieurs de la famille! pompompom pompom…

    Son grand livre avait été censuré par les islamistes au pouvoir à Khartoum en raison de scènes sexuelles jugées insuffisamment métaphoriques.(Pierre Assouline)..
    voilà qui nous ramène à un thème central. Ein brisantes Thema.
    Le Soudan, une dictature islamiste pire que l’Iran….on parie que….

    “L’invité”-e, non???
    Rédigé par : montaigneàcheval | le 20 février 2009 à 18:43 | Alerter
    5.

    bonjour Passou, il est bien votre article mais je peux vous parler d’un truc qui me préoccupe grave.
    Il s’agit de la question responsabilité du lecteur vis à vis de l’écrivain.
    Je sais pas si vous vous en souvenez il y a quelques temps vous avez évoqué les auteurs dont les livres nous parlent de leur suicide, vous vous en rappelez ?
    je me disais que si les livres nous en parlent c’est peut-être pour nous envoyer un signal d’alerte aux lecteurs, un sos, le lecteur le lit et il peut pas rester comme ça à rien faire, c’est limite non assistance à personne en danger non ?
    Vous savez pourquoi j’en parle ? c’est parce qu’en fait je viens de lire un livre d’un type qui s’appelle Olivier Adam, vous le connaissez ? c’est un type qui manifestement a l’air d’avoir le moral dans les chaussettes, son bouquin question déprime c’est le JT de 20h puissance 100, de tous les personnages aucun n’y échappe : maladie, misère, abandon, solitude, je préfère vous épargner les détails, en un mot un livre qui donne envie à tout le monde se suicider : l’auteur, les personnages et le lecteur, une sorte de suicide collectif,
    du coup je me suis dis l’auteur, vu son moral, il nous ferait une bêtise que ça m’étonnerait pas, alors je sais pas si vous le connaissez mais si c’est le cas il faudrait prévenir son éditeur ou son entourage,
    faudrait pas que dans 6 mois vous nous fassiez pas encore un article du genre son oeuvre nous parlait de son suicide et on n’a rien fait pour l’empêcher.
    Rédigé par : Dexter | le 20 février 2009 à 19:00 | Alerter
    6.

    Surtout pas prévenir son éditeur ou son entourage, Dexter, ils vont lui donner un coup de main pour booster les ventes. Faite le voyage et donnez-lui votre épaule, ce sera sans doute plus bénéfique (et je ne fais pas de l’ironie).
    Rédigé par : renato | le 20 février 2009 à 19:04 | Alerter
    7.

    Un personnage fort sombre dans “saison pour une migration vers le nord” comment trouver des liens de complicité avec un personnage qui s’étant occidentalisé, rentré dans le moule tue sa femme, en pousse deux autres au suicide, sort des geôles anglaises et refonde un foyer dans son pays d’origine le Soudan. Sa préocupation semblant être le mal du pays d’adoption, ce refoulement le jete dans une histoire d’amour hystérique.
    Les déracinements sont des sources de violences il faut oser écrire ce type de livre.
    Rédigé par : chantal | le 20 février 2009 à 19:13 | Alerter
    8.

    Dexter, pardonnez-moi mais je n’ai JAMAIS entendu parler de cet Olivier Adam….désolé.
    Rédigé par : montaigneàcheval | le 20 février 2009 à 19:13 | Alerter
    9.

    passou vous avez le chic pour culpabiliser vos intervenautes : Taieb Salih, un des plus grands écrivains de langue arabe.
    ben je suis navré mais ce type je le connaissais pas jusqu’à maintenant, ni d’Eve, ni d’Adam et ni de mon libraire, jamais lu !
    c’est la honte non ?
    c’est flippant de se dire qu’on peut passer à côté d’un des plus grand écrivain.
    même vous passou si ça se trouve vous êtes passé à côté de grands écrivains sans le savoir. non ? allez, frimeur.
    En attendant je vous dis pas comment mon libraire va se faire remonter les bretelles par mézigue, on me fait pas passer impunément à côté de Taieb Salih, il va le payer très cher.
    Rédigé par : Dexter | le 20 février 2009 à 19:16 | Alerter
    10.

    Chantal, le Soudan islamiste (je dis bien islamiste pas musulman) est l’enfer sur terre. Le régime islamo-fasciste a liquidé 300000 Darfouri, et 100000 Dinkas, les peuples du Sudd, l’immense marais du Nil Blanc. Avec le silence complice des tous les pays arabes. Et des autres.
    Epouvantable. Et Khartoum n’est pas la villes des derviches-tourneur, mais des tourneurs de sévices.
    Un des pouvoirs les plus brutaux, les plus sauvages de la planète. Seulement, hè!!! y a le dieu noir: l’huile de pierre. Alors , silence!!!!!!
    Rédigé par : montaigneàcheval | le 20 février 2009 à 19:17 | Alerter
    11.

    MàC si vous voulez garder le moral c’est peut-être pas plus mal,
    et Taieb Salih vous connaissiez ?
    Rédigé par : Dexter | le 20 février 2009 à 19:17 | Alerter
    12.

    Merci Passou pour cet article tant attendu. Il est bien évident qu’on ne battra pas des scores hallucinants, mais cette voix à contre-courant de la pensée unique islamiste, valait la peine d’être entendue de son vivant. Maintenant elle appartient au ciel et à l’histoire, elle est passée, c’est l’essentiel.

    Saison de migration vers le Nord (au risque de me répéter) est à lire pour mieux comprendre l’exil, le rêve de l’exil et l’abandon du rêve de l’exil.

    BàV

    *Je pensais que son nom était Salah, c’est comme cela que l’appelent amis arabes du Québec.
    Rédigé par : laloux | le 20 février 2009 à 19:20 | Alerter
    13.

    Dexter ,non. Absolument pas. Pourtant , ça a l’air d’être un cador….de toutes façons, pour tout lire, faudrait 10000 ans, au moins.
    Rédigé par : montaigneàcheval | le 20 février 2009 à 19:23 | Alerter
    14.

    c’est parti, ils vont tous me faire un exposé sur cet écrivain, prouvant qu’ils l’ont tous lu et qu’ils connaissent tous son oeuvre sur le bout des doigts,
    j’aurais mieux fait de me taire je vais encore passer pour un nul.
    passou vous pourriez supprimer mon commentaire de 19:16 svp ?

    je rattraperais le coup avec des phrases du genre, oui n’est-ce pas, ne peut-on pas dire de cet auteur qu’il est un peu, en quelque sorte le Proust soudanais ?
    Rédigé par : Dexter | le 20 février 2009 à 19:26 | Alerter
    15.

    merci MàC, nous sommes au moins 2.
    la liste est ouverte !
    Rédigé par : Dexter | le 20 février 2009 à 19:27 | Alerter
    16.

    Je n’ai pas su que Tayeb Salih habitait ici à Londres. Je suis triste d’entendre ces nouvelles; j’ai lu “Season of Migration to the North” il y a quelques ans et je l’ai trouvé étonnant. Maintenant je vais chercher les livres en Français que je n’avais jamais trouvé en Anglais - comme ces “Noces” qu’on en parle dans votre poste. Merci beaucoup pour ce petit rappel; c’est dommage qu’il n’a pas gagné le Nobel, il l’aurait du.
    Rédigé par : a nice green leaf | le 20 février 2009 à 19:29 | Alerter
    17.

    Montaigne, je ne suis pas née de la dernière pluie, le régime de Karthoum n’est pas un régime de bananes, hein !
    Je dis seulement que le personnage est gratiné, tous les soudanais en exil n’assasinent pas leur femme d’exaspération.
    C’est courageux d’écrire un tel livre car le personnage n’est pas un gentil bon père de famille, c’est bien plus complexe, ce n’est pas du Betty Mahmoody. Mais vous préféreriez sans doute un poème de Théophile Gauthier, avec lui pas de risque…
    Je ne vous ai pas attendu pour lire Franz Fanon et les crapauds- brousse.
    http://www.africultures.com/php/index.php?nav=article&no=2581
    Rédigé par : chantal | le 20 février 2009 à 19:36 | Alerter
    18.

    Nous sommes au moins 3, Dexter
    Rédigé par : renato | le 20 février 2009 à 19:38 | Alerter
    19.

    Ne connaissant pas Taieb Salih, je ne peux rebondir que sur Les Invités, à la lecture du compte-rendu du roman, j’ai pensé immédiatement au film de Bu&#241;uel qui se passe en Argentine, pendant un souper et après une visite à l’opéra. Même milieu j’imagine, unité de lieu et de temps. Rencontre rapprochée entre maîtres et domestiques. Le film si j’ai pas trop mauvaise mémoire se nommait “Les 7 chevaliers de l’apocalypse”. Je me rappelle je devais avoir 16 ou 17 ans, en sortant du Marbeuf, j’avais peur que les spectateurs ne puisent sortir de la salle. Alors, peut-on refermer le livre de Pierre Assouline?
    &#192; propos parution de nouveau livre, cher Pierre Assouline, je comprends que vous ne parliez pas du votre, mais pourquoi n’écrivez vous rien sur “Un Juif pour l’exemple” de Jacques Chessex? La question peut sembler insolente ou peu justifiée, mais elle me trottine dans la tète.
    @ Dexter: On ne peut pas connaître tout le monde en littérature, peut-être avec l’âge et la sagesse, on devrait se spécialiser, sur une région ou sur un sujet.

    Le problème avec une traduction d’une langue aussi poétique et musicale que l’arabe littéraire, il se perd en cours de route tellement de moelle.
    Rédigé par : KunstStoff Thierry Kron sur toileTraube | le 20 février 2009 à 19:38 | Alerter
    20.

    “Never without my daughter” de Betty Mahmoudy. Betty Mahmoudy n’est pas un personnage blanc-bleu, j’ai vu il y a quelques années un reportage, qui montrait le père de sa fille. Blessé de l’interdiction de voir sa fille. Rien n’est simple.
    D’ailleurs pourquoi avoir gardé le nom de Mahmoudy? Pour booster les ventes? Je m’égare peut-être, mais un, les Iraniens ne sont pas des Arabes, parlent le farsi, et deux Mrs. Betty Mahmoudy n’a plus jamais rien écrit après un récit, qui n’a rien de littéraire, comme beaucoup de best-sellers manufactured in the USA. Bref Chantal, pourquoi parler de Betty M.?
    Rédigé par : KunstStoff Thierry Kron sur toileTraube | le 20 février 2009 à 19:48 | Alerter
    21.

    Boudiou, chantal, pour une avoinée, c’en est une…en fait de poème lénifiant un Desbordes-Valmore m’irait assez…
    bonchouar!!!
    Rédigé par : montaigneàcheval | le 20 février 2009 à 19:53 | Alerter
    22.

    “JAMAIS CHAN MA VALIJE DE KARTHOUM”
    Rédigé par : montaigneàcheval | le 20 février 2009 à 19:54 | Alerter
    23.

    merci renato, j’ai l’impression qu’on va être nombreux.

    Traube, d’accord pour la spécialisation, je ne crois pas trop au papillonnage littéraire.

    sur la question de la relation entre Littérature et Politique ?
    sérieux faut éviter de tomber dans la facilité et l’angélisme.
    Les écrivains font rarement sauter les systèmes autoritaires.
    un voix d’opposition ?
    tu parles s’il n’est lu qu’en Angleterre je vois pas trop l’intérêt,
    il doit y avoir moins de librairies dans tout le Soudan que dans la Creuse.
    C’est comme l’exemple Soljenitsyne ??? très discutable.
    Rédigé par : Dexter | le 20 février 2009 à 20:01 | Alerter
    24.

    J’ai parlé de Betty M parce que c’est le genre de livre dont tout le monde a entendu parler même s’il est nul et faux, tandis que ce que Taieb Salih pas grand-monde ne semble le connaître …
    C’est tout.
    Rédigé par : chantal | le 20 février 2009 à 20:01 | Alerter
    25.

    Tout cela ma fait penser à Brétécher et ses “Frustrés”…vous ne connaissez pas Langkrebbehopp???? Comment est-ce possible!!!! C’est le Voltaire des &#206;les Féroé….
    Rédigé par : montaigneàcheval | le 20 février 2009 à 20:04 | Alerter
    26.

    Et Thalidomide Proujnouvstour??? non plus????
    Rédigé par : montaigneàcheval | le 20 février 2009 à 20:05 | Alerter
    27.

    Moi je connais le Sidi Brahim, mais je ne sais pas s’il est publié.
    Rédigé par : Henri | le 20 février 2009 à 20:10 | Alerter
    28.

    “Jamais sans ma fille” est un best seller des années collège en France, TKT et MàC. Le must des fiches de lecture de minettes.
    Rédigé par : philou | le 20 février 2009 à 20:11 | Alerter
    29.

    Et j’ajouterais que j’ai trouvé à “l’Abri de rien” d’Olivier Adam lamentable et pénible, une despérate house wife qui croise des réfugiés Kosovars et se prend pour Mère Térésa parce qu’elle s’emmerde dans sa cambuse du Pas de Calais!
    Rédigé par : Chantal | le 20 février 2009 à 20:12 | Alerter
    30.

    Dexter: Comme vous y allez, imaginez que vous soyez un Soudanais lettré, belesen, lisant votre commentaire? Bon, si au Soudan, il y a l’internet et une poste qui fonctionne, il reste amazone.uk ou fr.
    Bien sûr la spécialisation est une théorie, plus on voyage, moins on a l’envie de se limiter à son univers occidentale.
    Rédigé par : KunstStoff Thierry Kron sur toileTraube | le 20 février 2009 à 20:12 | Alerter
    31.

    C’est bien ça ,chantal, vous avez lu Olivier Adam, l’immortel auteur de “La Pomme”.
    Rédigé par : montaigneàcheval | le 20 février 2009 à 20:17 | Alerter
    32.

    ce sont des choses qui arrivent. Il avait qu’à être breton et publier chez Corti.

    Je vous rappelle que les Soudanais sont nos amis traditionnels. Il y a un musée de la colonne Marchand du côté de Juba. C’est l’armée française qui les a longtemps entrainés. Ils nous ont livré le terroriste Carlos, qui dormait comme un bébé. L’université de Khartoum a un département de Français en partenariat avec Lyon. Ses étudiants deviennent ambassadeurs. Vous devriez lire “Des armes pour Khartoum”, un vieux SAS.
    Rédigé par : philou | le 20 février 2009 à 20:17 | Alerter
    33.

    Et Legris De Bout-L’Avoine???? Henri, vous le connaissez? Il a écrit un somptueux roman “En accompagnant Tajine”
    Rédigé par : montaigneàcheval | le 20 février 2009 à 20:19 | Alerter
    34.

    […] Here is the original post: Blog - Pour saluer Tayeb Salih […]
    Rédigé par : Blog - Pour saluer Tayeb Salih | le 20 février 2009 à 20:30 | Alerter
    35.

    Moi je connais le Sidi Brahim, mais je ne sais pas s’il est publié.
    Rédigé par : Henri

    C’est vrai, ça, après tout… Mieux vaut qu’on nous coupe le pétrole que le sidi-brahim !
    Rédigé par : Sergio | le 20 février 2009 à 20:31 | Alerter
    36.

    Kunstoff Thierry, Le Chessex, j’y pense, j’y pense, qui sait. Ce que c’est que d’obéir à son humeur. Mais tout ce que j’en lis est si flatteur, pour une fois, que ça pousse…

    Laloux, Saleh ou Salah, c’est kif-kif dès lors qu’on met الطيّب صالح en phonétique. Juste une question de prononciation. A propos, hier soir à Casablanca, je me promenais avec deux amis égyptiens : lorsqu’ils ont demandé leur chemin à un passant, ça a été un vrai dialogue de sourds. Ils en sont venus aux mains, dans le bon sens du terme, et… au français.
    Rédigé par : passouline | le 20 février 2009 à 20:31 | Alerter
    37.

    Khartoum, c’est la trompe d’éléphant.
    Elle se situe à l’extrémité de la presqu’île formée par les deux Nils. El Nilein, les deux Nils (duel) ; Bahrein, les deux mers. Le Nil Blanc (abiad) a des alluvions clairs, le Nil Bleu (azraq) des alluvions foncés. Au centre, il ya l’île de Tuti, un hâvre de paix. La presqu’île s’appelle Gezirah, l’île, comme partout, genre l’île de France.
    Le matin , on y mange le fatour : du pain avec des fèves (foul masri (égyptien) ; le foul sudani ce sont les cacahuètes). Deux repas par jour, le soir on mange des fèves. Ou du pigeon grillé, au restaurant, avec du karkadeh ou du limoun, ou nuss nuss. Ou un bon thé brûlant quand il fait 50°, ça rafraichit. Ou l’eau du Nil tout en nageant, comme moi à Saint-Flo dans la Loire.

    Al bilad as sudan, le pays des noirs. Les aubergines s’appellent tomatin saada.
    Rédigé par : Julien Gracq | le 20 février 2009 à 20:32 | Alerter
    38.

    L’île de Tuti-Fruti….
    I
    ntéressant..très. Pour Khartoum , je le savais…

    Et Omdurman??? cékouataisse…
    merci Julien Gracq-Moista-Lumette.
    Rédigé par : montaigneàcheval | le 20 février 2009 à 20:38 | Alerter
    39.

    Traube, me faites pas dire ce que j’ai pas dit ! Je ne vois de quel droit et à quel titre je porterais moi un jugement sur les soudanais.
    Je questionnais juste sur l’influence d’un écrivain dans un pays où la pratique littéraire n’est pas très largement diffusée au sein de la population du fait que celle ci ne possède pas une classe moyenne et une bourgeoisie libérale éduquée importante, condition nécessaire à la vente des livres.
    C’est mieux comme ça ?
    C’est comme notre Goncourt, j’aimerais bien savoir combien d’afghans l’ont lu ?
    Les afghans lus par les français, les soudanais lus par les anglais, les béninois lus par les belges, les féroéns lus par les hollandais… c’est peut-être ce qu’on appelle la mondialisation littéraire.
    Rédigé par : Dexter | le 20 février 2009 à 20:46 | Alerter
    40.

    Température stable pour l’instant mais il est possible qu’un vent de sable se lève en soirée …
    Rédigé par : JC | le 20 février 2009 à 20:47 | Alerter
    41.

    @ nice green leaf : voyez sur l’un des liens indiqués, The literary Saloon, le billet du 19 février, et à l’intérieur de ce billet les liens indiqués. Ont également été traduits en anglais The Wedding of Zein, et Bandarshah. Comme il y a eu davantage de traductions de ses oeuvres faites en français, vous avez un peu de choix.

    M. Assouline, merci par avance de nous parler prochainement si possible du dernier Chessex (suis contente de l’insistance de TKT), je finissais par croire que vous trouviez que tant d’autres critiques littéraires en avaient déjà dit tant de bien que vous estimiez que ce livre n’avait pas besoin d’encore un autre écho.
    Rédigé par : le grouillot de service | le 20 février 2009 à 20:58 | Alerter
    42.

    Dexter si vous relisez le billet d’Assouline vous remarquerez que l’auteur donc on regrette la disparition dirigeait les programmes théâtraux de la BBC arabe : la radio on peut l’entendre partout, même au Soudan, ensuite il a été représentant de l’Unesco dans le Golfe et à Paris, quand une personne a ce type de poste, elle a une aura dans son pays d’origine d’autant plus si elle s’oppose au régime. M’étonnerais fort que les soudanais ne sachent pas qui c’est et que certains de ses livres ne soient vendus à la sauvette sur les trottoirs comme souvent en afrique.
    Rédigé par : chantal | le 20 février 2009 à 21:08 | Alerter
    43.

    Merci, Monsieur Assouline pour ce billet. J’avais glissé discrètement cette nouvelle sur votre billet “Berlin redeviendra-t-elle une capitale littéraire ?” et Laloux y avait fait écho chaleureusement.
    Je ne connaissais pas ce grand romancier alors j’ai lu Monsieur El Gharbi sur son blog (jalelgharbipoésie.blogspot.com) et le commentaire de Philipp Seelen, deux grands amis.
    Ils en parlent si bien. Voilà une partie de ce qu’il écrit.
    ” Ce grand lettré et savant de la Nahada fut le précurseur et le grand promoteur de la greffe de la modernité du roman dans la société et la tradition littéraire arabe….
    Tayeb Salah était arabe, noir de peau et à ce titre ainsi un chantre de la dimension africaine noire de l’Afrique blanche…”
    Puis il évoque deux de ses plus grands romans.
    ” Dans son roman Bandarchah, Salah joue avec les grands mythes de l’étranger fécondateur et évoque de manière prenante le thème de la gemellité, du masculin-féminin, en des moments si beaux et si denses qu’on n’arrive plus à différencier le narrateur de son sujet, un brouillage d’identité qui nous fait penser aux Nègres de Jean Genet….
    Dans “Saison de la migration vers le nord” Tayeb Salah montre tout son génie de renvoi à l’expéditeur occidental et de sa fascination pour le Sud. Nous, ceux du Nord, nous attrapons la maladie au Nord et nous allons au Sud pour la guérir au risque que le lieu de la convalescence se transforme en tombeau….”
    Voilà, de blog en blog, agrandir sa connaissance des autres et des littératures, découvrir de grands livres, hier, inconnus… se faire des amis…
    Rédigé par : Christiane | le 20 février 2009 à 21:16 | Alerter
    44.

    Chantal, je n’affirme rien, je n’y ai jamais mis les pieds au Soudan, je profite juste de ce blog pour poser des questions, m’informer,
    d’autant que le bourrage de crane médiatique peut effectivement nous donner une idée très différente de la réalité,
    toutefois reconnaissez que votre expression ‘à la sauvette’ jette un tantinet le trouble.

    Traube parle d’internet : quelqu’un sait si un habitant de Khartoum peut acheter sur internet et se faire livrer par la poste, sans risque un livre religieusement ’sulfureux’.
    parce que si c’est avoir internet pour juste acheter le Coran sur Amazone l’emploi s’en trouve limité.
    Rédigé par : Dexter | le 20 février 2009 à 21:16 | Alerter
    45.

    J’arrive après JC à 20:47, et pourtant c’est lui qui annonce ma venue. Ah et puis après tout, pourquoi ne pourrait-on pas refaire aussi cette histoire-là, alors JC en Jean-Baptiste et ensuite moi mais si…

    Ne connaissais pas Tayeb Salih non plus. La présentation mise en lien donne envie de le lire (curieuse par ailleurs je suis de découvrir Abdelwahab Meddeb en traducteur) mais surtout je me suis dit que la lecture de ce roman permettrait peut-être à ceux qui en ont contre les immigrants d’entrapercevoir ce qui, parfois ou souvent, pousse à l’exil…? &#199;a contribuerait peut-être à faire le pont…

    TKT relevait le problème de la traduction mais déjà, et malgré que la langue arabe diffère d’un pays à l’autre où on la parle, on se dit qu’un traducteur averti des subtilités de cette langue doit déjà être plus à même de trouver comment rendre au mieux. Une citation de Umberto Eco, à ce titre (les très fins traducteurs en présence sur ce blog n’apprendront là certes rien) :

    Le Figaro Magazine - Un traducteur, dites-vous, doit savoir «négocier».

    Umberto Eco - Il est impossible de traduire parfaitement, d’une langue à l’autre, il n’y a jamais de synonymie exacte. Mon ouvrage a pour titre Dire presque la même chose, c’est dans le «presque » que se joue la négociation. Ce n’est pas le seul terme problématique. Quelle est la «chose» que l’on traduit ? Une série de mots ou quelque chose de plus profond ? Imaginons qu’un écrivain, pour illustrer la sottise d’un personnage, lui fasse faire un jeu de mots stupide. Faut-il traduire les jeux de mots, sachant qu’ils sont généralement intraduisibles ? Non. La «chose», c’est l’imbécillité du personnage. Le traducteur doit donc trouver un autre jeu de mots, équivalent. Apparemment, il n’aura pas été fidèle au texte de départ. Au fond, si. Car la «chose» n’était pas le jeu de mots original, mais un jeu de mots comme révélateur de l’imbécillité du personnage.

    Autrement, l’histoire du principal personnage de ce roman me semblant dire que qui s’exile le fait parce qu’il se sent déjà en exil chez lui, je m’étonne que personne n’ait encore amené le sujet de toute la violence refoulée en cet homme du fait de ce pays qui le tue sans en avoir l’air et qui lui fait se jeter dans l’abîme à travers sa vie sexuelle puis le meurtre et la mort qu’il semait autour de lui par les suicides de deux autres femmes. S’il me semble y avoir un certain fatalisme au départ, suit ensuite une volonté propre de résister, et là, on devine que la lutte sera chaude.
    Rédigé par : sandgirl | le 20 février 2009 à 21:24 | Alerter
    46.

    Pour Eco, ça provient d’ici.
    Rédigé par : sandgirl | le 20 février 2009 à 21:25 | Alerter
    47.

    Je n’arrive pas à comprendre pourquoi ceux qui ont lu le Chessex n’en parle pas et attendent qu’Assouline en parle. C’est absurde.
    Rédigé par : Arrêteztout! | le 20 février 2009 à 21:28 | Alerter
    48.

    C’est que Dexter vous débarquez un peu, il y a très peu de librairies en afrique, les livres sont le plus souvent vendus sur le trottoir, si vous voulez en savoir un peu plus voici le lien d’un article de Jean-Pierre Jacquemin qui fut mon professeur de littératures francophones d’afrique : http://www.iteco.be/Les-etendues-de-la-litterature
    Rédigé par : chantal | le 20 février 2009 à 21:56 | Alerter
    49.

    Quand au Goncourt afghan, je ne l’ai pas lu, il y a trois ans j’ai fait un mariage blanc avec un kabouli pour qu’il aie ses papiers en ordre, il avait fait ses études au lycée allemand de Kaboul, son père ancien garde-du corp de Massoud et ses 2 oncles se sont fait descendre, lui, il avait 22 ans il s’est tiré à pied à travers la russie, l’allemagne n’en a pas voulu pourtant il parlait parfaitement la langue. Je n’ai jamais connu quelqu’un de plus courageux, rien n’était grave, il bossait dans un resto sans avoir de papiers en ordre. Alors je l’ai aidé pour la régularisation, il ne m’a jamais demandé un franc ni moi non plus.
    On est bons amis, comme il n’a pas de famille ici, il passe souvent les fêtes de noël chez moi et quand ma soeur s’est mariée il est venu à la noce. Selon lui ce qu’on raconte de son pays complètement détruit c’est exagéré : les cours intérieures des maisons de kaboul ont des arbres fruitiers millénaires qui donnent des sortes de délicieuses groseilles, il téléphone souvent à sa soeur et à sa mère qui sont restées à Kaboul.
    Détail qui renversera bien des clichés, il a fait des études de stylisme à Kaboul qu’il est en train d’achever à l’école d’Anvers,
    non toutes les femmes kaboulis ne sont pas voilées comme dans les reportages et les afghans ne tiennent pas que des kalachnikov, mais une aiguille et de fil, parfois…
    Rédigé par : chantal | le 20 février 2009 à 22:20 | Alerter
    50.

    Sandgirl, j’hesite a vouloir accepter le fait que l’exil puisse vous rendre violent. Cet homme semble avoir souffert d’une “imposition” de culture etrangere bien qu’ayant les moyens intellectuels de “battre le blues”. Qu’en est-il de tous les “deracines” du monde? Pourquoi, sans vouloir etre demagogue, un peuple tres intellectuel, comme les Juifs, ne cede pas a la violence “gratuite” (avant la creation de l’Etat d’Israel)? Pourquoi ce peuple a su s’organiser, a travers le monde avec, comme seule ressource la matiere grise et un sens profond d’appartenance.
    Rédigé par : wanderorwonder | le 20 février 2009 à 22:23 | Alerter
    51.

    justement non j’ai pas l’impression de débarquer dans la mesure où cet article confirme effectivement tout ce que je pensais et essayer de dire.
    Pour qu’il y ait littérature il faut minimum 2 éléments : des écrivains mais aussi des lecteurs. Des écrivains soudanais avec des lecteurs anglais ça ne donnera jamais une littérature soudanaise. Ou alors il faut qu’on me l’explique autrement, si vous avez un autre article je suis preneur.

    Pour Chessex : que signifie ‘en parler’ ?
    je serais curieux de voir comment Passou aborderait la question pour ‘en parler’ ?
    dire que c’est un livre bien écrit ? parler de la réaction des villageois ? des suisses ? l’omerta ?
    en tirer un problématique ?
    le faire savoir ? le diffuser médiatiquement ?

    Traube, vous attendez quoi précisément de Passou ? c’est quoi pour vous en parler ?
    Rédigé par : Dexter | le 20 février 2009 à 22:23 | Alerter
    52.

    Oui Dexter a raison. Lancez-vous TKT. On ne vous rentrera pas dans le “l’art” pour autant! On pourra toujours entendre Passou dire - mais qu’est-ce qui vous fait croire que […]
    Rédigé par : atoutprendre | le 20 février 2009 à 22:36 | Alerter
    53.

    Etourdissant comme d’habitude, je ne m’en lasse pas
    Rédigé par : zoë | le 20 février 2009 à 22:50 | Alerter
    54.

    “Sandgirl, j’hesite a vouloir accepter le fait que l’exil puisse vous rendre violent.”

    wanderorwonder, ce n’est pas ce que j’ai dit, et il est bien certain que ce que j’avais esquissé ne relevait que de la lecture de la présentation du roman de Salih. Mon idée étant que si un besoin d’exil s’éprouve, c’est logiquement parce qu’on ne trouve rien de suffisamment viable pour soi là où on est et ça peut être dû à une multitude de facteurs, mais quand ça mène à s’exiler ailleurs (à moins d’avoir le goût du voyage dans les gènes), c’est que le pays d’origine ne présente a minima rien qui comble son désir de vivre, ou a maxima parce qu’y sévissent violence, horreurs, répressions ou oppressions, etc. Non ? Les remous intérieurs que ça peut provoquer, les sentiments d’impuissance et de colère, la révolte contenue : faut bien que ça trouve une issue. Henri Laborit n’a pas écrit son “&#201;loge de la fuite*” sans raison, elle est parfois la seule voie possible pour sa survie, bien qu’elle ne soit pas source de sérénité intérieure absolue. &#192; d’autres moments, ou chez d’autres individus, la lutte et la résistance s’avèreront envisageables.

    * N’ai vu que le film qu’en a fait Alain Resnais, Mon oncle d’Amérique, et ce serait une fichue de bonne idée de le remettre au programme des chaînes télé…
    Rédigé par : sandgirl | le 20 février 2009 à 22:55 | Alerter
    55.

    Bon la fuite je veux bien, Sandgirl. Mais quand on lit l’extrait du dit bouquin (tres ####phorique cette fois) du poignard enfonce dans le coeur de l’epouse (et qui est participe a fond), on se demande qui est le “rat” pris au piege.
    Rédigé par : wanderorwonder | le 20 février 2009 à 23:07 | Alerter
    56.

    Passou, Casablanca ? j’ai mal lu. vous ne pouvez pas être à Casablanca, c’est pas possible !
    je vous rappelle que vous avez rendez-vous demain matin à 9H avec Finky pour parler du livre de J Mesnil-Amar, vous allez jamais être à l’heure. Casa Paris même si ça roule bien faut quand même faire sonner votre réveil de bonne heure.
    Dites moi pas que vous aviez oublié, heureusement que je suis là pour vous rappeler vos rendez-vous, non, ne me remerciez pas c’est pas la peine, on est aussi là pour ça.
    Rédigé par : Dexter | le 21 février 2009 à 00:00 | Alerter
    57.

    ‘j’ai mal lu’ : le premier qui dit comme d’hab….
    Rédigé par : Dexter | le 21 février 2009 à 00:02 | Alerter
    58.

    Don’t worry Dexter à cette heure-ci ….. on peut juste passer et dire ou oublier ce qu’on veut … d’ailleurs, aucun rapport ..
    http://www.dizzler.com/music/Ella_Fitzgerald/Fever
    Rédigé par : Daaphnée | le 21 février 2009 à 00:39 | Alerter
    59.

    Traube, le film de Bunuel s’intitule “L’Ange exterminateur”, pas “Les 7 chevaliers de l’apocalypse” et il se déroule au Mexique, pas en Argentine. Pas grave, Bunuel aurait adoré. Ce blog tout entier est une scène du film.
    Rédigé par : scholem | le 21 février 2009 à 00:53 | Alerter
    60.

    bsr bn je vx vous parler de la question du conflit entre l’occident et l’orient mem si on dit des fois qu’on a dépasé la chose mé le blem existe tjr car c’est question de culture sociale et mem historique car si il y a un défit que les écrivains de l’orient veulent le dépassé c pour cela ils ont crés leur littérature (maghrébine) avec kativ yacin , asia djkebar , laabi …….
    je vous filicite pour votre style vous etes tooooooop by bn8
    Rédigé par : deesse | le 21 février 2009 à 01:01 | Alerter
    61.

    Tayeb Salah (moi j’écris ” Salah “) s’est donc fait connaître avec ” Saison d’une migration au Nord ” : c’est l’histoire d’un esprit éclairé, vif, l’histoire d’un être de désir (trans)porté par le désir qui largue le Soudan pour l’Egypte puis pour Londres.
    Un ouvrage proprement envoûtant !

    Tayeb Sahah vient donc de mourir en exil, ” libre ” jusqu’au bout. Mort à Londres, comme Marx et Freud - tiens ? pourquoi noter ça ?
    Rédigé par : Christophe Borhen | le 21 février 2009 à 01:20 | Alerter
    62.

    Ce soir Couperin :

    http://www.youtube.com/watch?v=NXf8KUvJ8p8&feature=related
    Rédigé par : renato | le 21 février 2009 à 02:02 | Alerter
    63.

    http://www.youtube.com/watch?v=oW4aN971SPs&feature=related
    Rédigé par : renato | le 21 février 2009 à 02:03 | Alerter
    64.

    http://www.youtube.com/watch?v=oo0_DmMCYwc&feature=related
    Rédigé par : renato | le 21 février 2009 à 02:05 | Alerter
    65.

    wanderorwonder,

    dites, fafouin de mes deux, si, au lieu de me chercher, vous nous donniez à lire ce que vous avez si d’intelligent à dire, ça me reposerait un peu… je n’ignore pas les dégâts collatéraux, sinon.

    Il est un peu tôt pour Couperin, quant à moi…

    Tangue-Eaux !

    Et aussi ma fabuleuse découverte d’hier :

    http://vimeo.com/3108686
    Rédigé par : sandgirl | le 21 février 2009 à 02:19 | Alerter
    66.

    “ce que vous avez DE si intelligent à dire”, la langue m’a fourchu, turlututu.
    Rédigé par : sandgirl | le 21 février 2009 à 03:19 | Alerter
    67.

    Scholem: Je n’avais pas envie de vérifier sur google, bien sûr L’ange exterminateur. Vous dîtes au Mexique? L’hôtel particulier du film semble tellement Parisien, donc Buenos-Aires. Achetez vous un clavier Helvétique, vous pourrez faire les &#241;, tous les accents francophones et quelques spécialités germanniques.
    Rédigé par : KunstStoff Thierry Kron sur toileTraube | le 21 février 2009 à 06:33 | Alerter
    68.

    @ Dexter: J’ai parlé du livre sur mon Blog, mais voyez vous, d’abord je trouve Pierre Assouline tout à fait dans son rôle s’il en parlait et puis, bien sûr, j’aime lire les commentaires. Je ne suis pas mécontent du nombre de visiteurs que je reçois chaque jour sur mon Blog, mais ils ne sont pas bavard. Or, pour moi, un Blog est un échange, une conversation, OK?
    “En parler” ne veut pas dire grand chose, je vous l’accorde, mais justement cela laisse beaucoup de liberté. OK?
    Je dois me rendre au bord de la piscine, bye bye!
    Rédigé par : KunstStoff Thierry Kron sur toileTraube | le 21 février 2009 à 06:38 | Alerter
    69.

    Sandgirl 2:19
    Votre lien video montrant cette adolescente (échappée de Mad Max) qui se tortille sur un plongeoir de piscine privée m’a enchanté.
    Le regard du type qui l’observe est bien énigmatique …
    Que pense-t-il ? “Faut p’t-être que je renforce la clôture ?” “Quelle odeur, c’te gamine dégueu !” “Comme c’est poétique …”
    Bref, culturellement, “vous avez apporté votre apport” comme disait feu Nicolae Ceaucescu.

    http://passouline.blog.lemonde.fr/2009/02/20/pour-saluer-tayeb-salih/

    (عدل بواسطة حليمة محمد عبد الرحمن on 02-21-2009, 05:14 AM)

                  

02-21-2009, 05:16 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: حليمة محمد عبد الرحمن)




    جانب من السرادق الذي اقامه مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي في عزاء الطيب صالح



    عماد عبد الهادي-الخرطوم


    "هذه هي الدنيا.. مسافر بلا ميعاد" جمل رددها كثير من مثقفي وأدباء وكتاب وصحفيي السودان الذين تدافعوا تسبقهم دموعهم وبعض انتحابهم لمركز عبد الكريم ميرغني الثقافي بأم درمان يعزون أنفسهم في فقيد البلاد الكاتب والروائي الطيب صالح.

    وفي حين رفع الكثيرون أكفهم بالدعاء لفقيدهم، جلس آخرون كل يتذكر رواية أو موقفا أو محاضرة جمعته بالأديب الراحل، دون أن يذكروا فيها سوى حلو الحديث وطيب المعشر وسعة الصدر والأفق التي كانت تميز الطيب صالح الذي عدوه كاسمه طيبا في معشره صالحا بين الكافة.

    لكن شيخا ناهز الثمانين رصدته الجزيرة نت وهو يصف عبقرية الشاب الطيب صالح واهتمامه بالأدب في بدايات الخمسينيات من القرن الماضي عندما ترك صالح كلية العلوم بجامعة الخرطوم والتحق بكلية المعلمين الوسطى ببخت الرضا.

    حيث قال الشيخ الأمين حسن محمد الأمين -المعلم بالمعاش- إن الطيب صالح لم يكمل كلية العلوم بجامعة الخرطوم بل انتقل منها إلى كلية المعلمين الوسطى لاهتمامه العالي بالأدب.

    وأضاف "بعد تخرجنا منها تم توزيعه ضمن مجموعة صغيرة من المعلمين إلى مدرسة في جبال النوبة بالوسط الغربي للسودان كمعلمين، وذلك في العام 1952م قبل أن تصله برقية تشير إلى قبوله في هيئة الإذاعة البريطانية".

    المحافل العالمية

    الأمين حسن زميل الطيب صالح فى الدراسة
    (الجزيرة نت)
    لكن الأمين اعتبر في حديثه للجزيرة نت أن الأديب السوداني رفع اسم السودان في كل المحافل العالمية
    "وبالتالي كان من واجب الجميع أن يقف حدادا على فقده"، مشيرا إلى ما سماها بالعبقرية الفذة للراحل.

    ودعا الأمين إلى إنشاء مركز دولي باسمه تخليدا لذكراه مع إعادة طباعة جميع مؤلفاته ورواياته ونشر كل محاضراته الأدبية والإعلامية لتنهل منها الأجيال المقبلة، حسب قوله.

    أما الناقد الفني أحمد عبد المكرم فاعتبر أن غياب الأديب صالح يشكل ضربة قوية للأدب والإبداع في السودان "لأنه ظل ولعقود هو العلم والممثل ولأنه أراد أن يؤدي هذا الدور لكل الحركة الثقافية في البلاد".

    وقال للجزيرة نت إن الطيب صالح استطاع بعزمه "أن يعوض قصور المؤسسات السودانية في الوصول بالأدب السوداني إلى العالمية".

    وأشار عبد المكرم إلى أن الأديب الراحل حمل في ضميره وكتاباته كل قضايا السودان ومشاكله بفن وحرفيه وجمالية عالية تحتوي على تكتيك وتكنيك فني كبير، مؤكدا أن الطيب صالح نقل الرواية الموضوعية من المدينة إلى الريف الذي يتسم بالبساطة والنبل.

    غير أن اتحاد الكتب السودانيين -الذي اعتبر أن الموت قد غيب الأديب قبل تكريمه- أكد أن التكريم "يجب أن يتم حتى غياب الطيب صالح". وقال إن شجرة الإبداع التي غرسها صالح لن تموت طالما كان هناك مبدعون وأدباء في السودان.

    المصدر: الجزيرة

                  

02-21-2009, 05:22 AM

حليمة محمد عبد الرحمن
<aحليمة محمد عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 11-02-2006
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: osama elkhawad)

    موسم الهجرة إلى الآخرين
    د.عبدالعزيز بن جار الله الجار الله

    شعرت بحزن متثاقل كما هي هذه الأيام بدخول نجم العقارب (سعد بلع)، حيث تتقلب الأمزجة مع تقلب الأجواء بسبب الفارق الواضح في انخفاض درجات الحرارة وتباينها ليلاً ونهاراً، الإحساس بالحزن لسببين الأول وهو الأقل أهمية أنني لا أحب (الصوارف) كما يسميها العرب رحيل موسم ودخول موسم وما يصحبه من تغيرات وأتربه ورياح نشطة مثل هذه الأيام نهاية موسم الشتاء والتهيئة لقدوم الربيع لكن الحزن الأكبر والسبب الثاني هو رحيل الروائي والقاص السوداني الطيب صالح وهي أيضاً لأسباب عروبية وإنسانية وثقافية وزوايا دفينة شخصية لأنني تفتحت على هذا النوع من الأدب على بداية تشكل الوعي التاريخي والحضاري والثقافي في داخلي بعد قراءتي رواية (موسم الهجرة إلى الشمال) ليس من زاوية قصصية فقط وإنما من بعد حضاري وتاريخي .. فالرواية صدرت عام 1966م لكنني وجيلي تعرف عليها من كتاب رجاء النقاش الذي دفع بها إلى أبواب الشهرة. وتلقفناها في أوائل الثمانينيات الهجرية.

    لن أحكي سيرة ذاتية لكننا عندما كنا على مقاعد الدراسة الجامعية وعندما وطئت أقدامنا الأراضي الأوروبية لأول مرة وكلما تكررت الزيارة شعرنا بمشاعر بطل الرواية نفسها مصطفى سعيد أو الطيب صالح نفسه عندما تضاد في داخله حبه وكرهه للغرب لأن الغرب ليس كله خيراً وليس أيضاً كله شراً، وأن بلاد الطيب صالح السودان تعرضت للاستعمار الغربي عندما تم تقاسمها مع عدد من البلدان والأراضي التي كانت تبعيتها للدولة العثمانية. أو لحكومات محلية. كانت لدينا مشاعر متضادة ما بين حبنا للغرب الثقافي والحضاري والتكنولوجي وكرهنا لسياساته الاستعمارية ودعمه لإسرائيل اللامحدود وخاصة القوات الأطلسية حينها تحاصر بيروت بعد اجتياح إسرائيل للبنان عام 1982م، فكان لدينا مشاعر مختلطة بالنسبة للغرب مثلما هي لدى الطيب صالح إن كان في موسم الهجرة مصطفى سعيد أو الطيب .. أما حنيني الخاص مع موسم الهجرة تلك المفردات البيئية في لندن أو السودان.. والطيب يغوص في بيئات السودان ويصف رائحة الأرض والناس والأشجار وماء النيل ويرسم الألوان الحارة لإفريقيا الاستوائية إلى هذا التوصيف البيئي يجذبني بمشاعر فياضة تجاه تلك البيئة التي عشت فيها جزءا من حياتي في القصيم، حيث تداخلت الواحات الزراعية بالرمال وانغمست خبوب بريدة وقيعانها بالرمل والحافات الصخرية وشكل نفود الغميس بكثبانه الطولية والقبابية والهلالية ثقافة (رملية) لمدن بريدة وعنيزة والبكيرية والبدائع كان الطيب صالح يصف النيل والنيلين وأنا غارق في فياض وادي الرمة ونخيله اليابسة وتعرج مجراه اليابس الذي شكل في داخلي ثقافة الأودية الجافة.. الطيب صالح فتح عيني مبكراً على العلاقة الحميمة ما بين الإنسان والبيئة وبين الحضارة والسياسة. وإذا كان الطيب صالح كتب ورجاء النقاش فجر العمل فإنني أصبحت رهينة البيئة والناس والتاريخ ـ رحمك الله ـ يا طيب صالح رحمة واسعة.

    http://www.aleqt.com/2009/02/21/article_198059.html
                  

02-21-2009, 05:26 AM

حليمة محمد عبد الرحمن
<aحليمة محمد عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 11-02-2006
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: حليمة محمد عبد الرحمن)

    توقف نبضه البارحة الأولى عند 80 عاماً في مستشفى لندني .. وآخر مقال له في المجلة" بعنوان "هامبورج أرواح صديقة تشاركك الغبطة"
    الخرطوم تهتز حزنا لرحيل الروائي الطيب صالح

    محمود لعوتة من الرياض

    فوجئت الأوساط الأدبية والمهتمون بالنشاطات الثقافية بوفاة الروائي السوداني الطيب صالح صباح أمس، في العاصمة البريطانية لندن.

    حيث رحل الأديب الصالح عن عمر يناهز الثمانين عاما. ورى لـ "الاقتصادية" شاهد عيان من شوارع الخرطوم تجمع عديد من المواطنين السودانيين، في كبرى المكتبات الثقافية في المدينة، إضافة إلى الساحات الشهيرة فيها لمتابعة خبر الوفاة.

    وقال صديقه النجم المسرحي علي مهدي إن الطيب صالح فارق الحياة ليل الثلاثاء ـ الأربعاء في أحد المستشفيات في لندن حيث كان يقيم. كما نعت الرئاسة السودانية الفقيد وأوضح بيان صادر من محجوب فضل السكرتير الصحافي للرئاسة السودانية أن الفقيد كان له الدور الكبير فى نشر الأدب والثقافة السودانية فى مختلف أنحاء العالم من خلال رواياته ومؤلفاته وكتاباته الرائعة التى ترجم عديد منها إلى اللغات العالمية.

    ويعد صالح من أكبر الأدباء العرب في القرن الـ 20، وهو صاحب الرواية الشهيرة "موسم الهجرة إلى الشمال"، التي صدرت في نهاية الستينيات، وترجمت إلى لغات عدة من بينها الفرنسية والإنجليزية. وهي من الأعمال العربية الأولى التي تناولت لقاء الثقافات وتفاعلها، وصورة الآخر بعيون العربي والشرقي بعيون الآخر الذي ينظر اليه كشخص قادم من عالم رومانسي يسوده السحر ويكتنفه الغموض. وصنفت الرواية كواحدة من أفضل مائة رواية في العالم، ونالت عديدا من الجوائز واكسبته شهرة لمدة 40 عاما، التي استحق عنها لقب "عبقري الرواية العربية" على حد وصف الناقد المصري الراحل رجاء النقاش. ومن رواياته التي اكتسبت شهرة "عرس الزين"، التي تنقل إلى القارئ أجواء الريف السوداني وشخصياته ونوادره. كما كتب أيضا روايات "مريود" و " "ضو البيت" و " دومة ود حامد"، وبندر شاه. وقبل رحيله بنحو شهرين كانت مجموعة من المؤسسات الثقافية في الخرطوم، بينها اتحاد الكتاب السودانيين ومركز عبد الكريم ميرغني الثقافي قد بعثت برسالة إلى الأكاديمية السويدية ترشح صالح لنيل جائزة نوبل للأدب. يجمع النقاد على اختلاف اتجاهاتهم على أن الروائي السوداني الطيب صالح، الذي رحل عن عالمنا، قد غزا العالمية مثلما غزا مصطفى سعيد بطل روايته "موسم الهجرة إلى الشمال" أوروبا، بشوارعها وحاناتها ومؤسساتها الأكاديمية، وإن كان لم يستطع ان يغزو صورتها النمطية عن عالمه الغرائبي الذي تسكنه الصحراء بغموضها وأسرارها وحكاياتها الرومانسية. وتمكن صالح من جعل شخصياته المغرقة في محليتها تنطق بلغات يفهمها القارئ حتى وإن عجز عن فهم مفرداتها الريفية السودانية. ونقل لنا في "عرس الزين" و"دومة ود حامد" أجواء القرية السودانية بحيوية جعلت الشخصيات تتحرك بأبعاد ثلاثة، وفي "موسم الهجرة إلى الشمال" سلط الأضواء متعمدا على تناقضات المفاهيم الاجتماعية والأخلاقية لمجتمعه، كما كشف، ربما دون قصد منه، إشكالية الإسقاط الذي يمارسها الشرقي (العربي) على الآخر. في جميع أعماله تبرز موهبته الفذة في تشكيل الشخصيات وتصوير البيئة التي تتحرك فيها والخلفيات التي جاءت منها من خلال حوار ينبض بالحياة، حتى وإن كان مغرقا في المحلية. وإن كانت الجرأة التي اقتحم بها بطل الرواية (مصطفى سعيد) عالم الآخر أوقعته (هو أم الكاتب ؟ سؤال صعب سأحاول الإجابة عن فيما يلي) في مطب وقع فيه روائيون كبار آخرون، قبله وبعده: مطب التعامل مع الآخر روائيا، رسم شخصيته وحواراته ومواقفه. وفي رائعته"موسم الهجرة إلى الشمال" نرصد مستويين للهجرة الحركة أوربما نستطيع القول إن هناك مستوى للحركة وآخر للسكون: مصطفى سعيد غزا عالم الآخر، أما الآخر فقد بقي حبيسا للصورة النمطية للمثقف العربي عنه، مصطفى سعيد وصل الى عقر دارهم، عبر الصحاري والبحار، أما جين موريس ورفاقها فقد بقوا تحت شجرة نخيل في قرية مصطفى على ضفاف النيل. والشخصيات السودانية في تلك الرواية تتكلم بطلاقة ويصل صوتها بمنتهى الوضوح والقوة سواء كانت في حقل قطن أو في سهرة تعمرها أصداء الضحكات الماجنة بفعل النكات الإباحية ، أو في حانة لندنية . والملامح السودانية مرسومة بوضوح وإقناع واقتدار، أما شخصية "الآخر" فتمر بعملية ترشيح معقدة تنتهي بها لأن تصبح ظلا لنفسها وتجسيدا للمفهوم المشوش للمثقف العربي عنها. الفتيات والنساء يتساقطن تحت أقدام هذا الشاب الأسمر القادم من أدغال إفريقيا، والفضول يقتلها للإطلال على عالمه المسكون ببخور الصندل وحكايات الحب، وهو يمارس سحره الشرقي الطاغي للإيقاع بالفريسة تلو الأخرى. وكذلك الحوار بين الشخصيات السودانية من الإقناع بحيث يجسدها بجذورها وثقافتها وأصولها الاجتماعية، وحوار الشخصيات الإنجليزية باهت ومغترب عن ذاته. وموقف الآخر، الأبيض، الاستعلائي، المستعمر، يتغير على يد الكاتب إلى فضول وجاذبية وحب، والعربي الأسمر، مصطفى سعيد، له اليد العليا دائما، خاصة مع الجنس الآخر الذي يطغى حضوره ممثلا للآخر، وهو انعكاس واضح للتفكير الشرقي الذي لا يرى بقعة أعرض من السرير لتفاعله مع الآخر الذي لا وجود له بالنسبة له خارج السياق الجنسي. السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل استخدم الكاتب كل ما سبق لالقاء الضوء على التشوش الذي يشوب علاقة العربي مع الآخر وتصوره عنه أم أنه وقع في المطب ذاته ؟ المفروض أن الإنسان العربي حين يخرج من عالم مسلماته يواجه أزمة ثقة بالنفس تدفعه أحيانا الى التقوقع على ذاته وفي أحيان أخرى الى اتخاذ خطوات وجلة مترددة باتجاه الآخر، وتفتقر العلاقة الى التكافؤ، لمصلحة الآخر. هذا هو ما يفترضه المنطق ويؤيده الواقع، أما في عالم الرواية العربية، وليس عند الطيب صالح فقط، فنجد العربي هو السيد في العلاقة، خاصة إذا كان الطرف الآخر أنثى من المفروض أنها تتحرك بثقة أكبر في النفس في فضاء مألوف لديها بينما هو بالكاد بدأ رحلة استكشافه، سواء على المستوى العاطفي أو الجنسي. إذن هل وقع الطيب صالح في المطب أم استخدم ما سبق ببراعة على سبيل السخرية من المثقف العربي ليصوره مغرورا، ونرجسيا منغلقا على ذاته ؟ ومن الصعب الجزم، وهذا مؤشر لجودة الرواية وليس العكس، فقديما قالوا: العمل الأدبي الجيد قد يكون غامضا، ولكن لا يجوز أن يكون مضللا. ودائما ما يقارن نقاد عرب بين صالح والأديب المصري الراحل يحيى حقي من جهة وبين معظم الكتاب من جهة أخرى، إذ امتلك حقي وصالح شجاعة التوقف عن الكتابة الإبداعية مثل أي لاعب بارز يستشعر أنه لن يقدم أفضل مما سبق أن قدمه فيؤثر الاعتزال. وقال الروائي عزت القمحاوي مدير تحرير صحيفة "أخبار الأدب" المصرية لـ "رويترز" إن أبرز ما يميز صالح أن عنده حساسية كاتب "فعندما وجد أنه ينبغي عليه أن يتوقف عن كتابة الإبداع توقف بالفعل. وقد امتحنت أعماله في وجوده إذ ظل موجودا في المشهد الإبداعي العربي رغم توقفه عن الكتابة. ولم يكف صالح عن الانخراط في القضايا السياسية من خلال مقالات ظل ينشرها في بعض الصحف والمجلات حتى أيامه الأخيرة. وفي مجال الصحافة كتب الطيب صالح خلال عشرة أعوام عمودا أسبوعيا في مجلة "المجلة" في زاوية "نحو أفق بعيد"، وكان آخر مقال كتبه فيها بعنوان "هامبورج أرواح صديقة تشاركك الغبطة". يذكر أن الطيب صالح ولد في قرية كرمكول شمالي السودان عام 1929 ثم انتقل إلى الخرطوم للدراسة في كلية العلوم حيث التحق بالجامعة التي لم يتم دراسته فيها. وغادر السودان الى بريطانيا عام 1952، وعمل في القسم العربي في هيئة الإذاعة البريطانية "بي. بي. سي.، حيث شغل منصب مدير قسم الدراما. وعمل أيضا في وزارة الإعلام القطرية في الدوحة ثم تولى منصبا في مقر "اليونيسكو" في باريس.

    http://www.aleqt.com/2009/02/19/article_197521.html
                  

02-21-2009, 05:28 AM

حليمة محمد عبد الرحمن
<aحليمة محمد عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 11-02-2006
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: حليمة محمد عبد الرحمن)

    الطيب صالح...حياة ثرية... وكتابات لا تموت رغم الغياب

    الاقتصادية الإلكترونية من الرياض

    عن عمر يناهز الثمانين عام توفي اليوم الروائي السوداني المعرف الطيب صالح في لندن. شغل الطيب صالح الناس برواية "موسم الهجرة إلى الشمال"، ونقل للعالم العربي الكثير من مصطلحات السودان من خلال "واد ود حامد" وسواها من الحكايات السودنية الأصيلة. الطيب صالح لمن يعرفه ومن لا يعرفه، لا تشعر بقربه بغرابة. تشعر أنه جزء من نسيج ليس غريبا عنك. هكذا يصفه رجل قابله في الرياض أكثر من مرة. هو صورة للسوداني صاحب القلب الأبيض، وصاحب التواضع النادر في هذا الزمن. قالو عنه الكثير، وأصبح يضاهي الرواة العالميين في العطاء، ولكنه بقي ذاك الشخص البسيط الذي خرج من بيته فتفاجأ بالعالم من حوله، ومن هنا يمكن قراءة رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" فهي حتى من خلال نهايتها تعكس جزء من علاقة معقدة بين النتصر والمهزوم، القوي والضعيف، الأبيض والأسود...إلخ.

    مسقط رأس الطيب صالح مروى شمالي السودان بقرية "كرمكول" و تلقى تعليمه الجامعي في كلية العلوم في الخرطوم. وانخرط في العمل في هيئة الإذاعة البريطانية في لندن، وهناك نال شهادة في الشؤون الدولية في إنكلترا، وتنقل بين مراكز كثيرة حيث كان ممثلا لليونسكو في دول الخليج ومقرها قطر في الفترة 1984 – 1989 . كان الطيب صالح أحد كتاب مجلة المجلة التي تصدر عن الشركة السعودية للأبحاث والنشر لسنوات طويلة، ولا تزال مؤلفات الطيب صالح تحتل الصدارة بين ما يتابعه القراء في مختلف البلدان العربية ومن بينها السعودية. من رواياته التي التصقت بذاكرة الناس: عرس الزين، موسم الهجرة إلى الشمال، رواية مريود، نخلة على الجدول، دومة ود حامد، وترجمت بعض رواياته إلى أكثر من ثلاثين لغة.

    قالت حليمة بائعة اللبن لآمنة - وقد جاءت كعادتها قبل شروق الشمس - وهي تكيل لها لبنا بقرش :

    "سمعت الخبر ؟ الزين مو داير يعرس " .

    وكاد الوعاء يسقط من يدي آمنة . واستغلت حليمة انشغالها بالنبأ فغشتها اللبن .

    كان فناء المدرسة " الوسطى " ساكنا خاويا وقت الضحى ، فقد أوى التلاميذ إلى فصولهم ، وبدأ من بعيد صبي يهرول لاهث النفس ، وقد وضع طرف ردائه تحت إبطه حتى وقف أمام باب " السنة الثانية " وكانت حصة الناظر .

    " يا ولد يا حمار . إيه أخرك ؟ "

    ولمع المكر في عيني الطريفي :

    " يا فندي سمعت الخبر ؟ "

    " خبر بتاع إيه يا ولد يا بهيم ؟ "

    ولم يزعزع غضب الناظر من رباطة جأش الصبي ، فقال وهو يكتم ضحكته :

    " الزين ماش يعقدو له بعد باكر "

    وسقط حنك الناظر من الدهشة ونجا الطريفي .

    وفي السوق أقبل عبد الصمد على دكان شيخ علي ، محتقن الوجه ، ليس ثمة أدنى شك في أنه غضبان . كان له على شيخ علي ، تاجر العماري ، دين ماطله عليه شهرا كاملا - وقد قرر أن يخلصه منه ذلك اليوم ، بالخير أو بالشر .

    " علي . أنت يعني قايل أنا ما بخلص قروشي منك ، ولا فكرك شنو ؟ "

    " حاج عبد الصمد . كدى قول بسم الله واقعد نجيب لك فنجان جبنة "

    " يا زول جبنتك طايره عليك ، قوم افتح الخزنة دي ادني قروشي ، ولا كمان أن بقيت ما بي ضمه كمان فهمني "

    وبصق شيخ علي على " السفة " من فمه

    " كدى اقعد اتحدثك بالخبر دا "

    " يا زول أنا مو فاضي لك ولا فاضي لي خبيراتك ، باقي أنا عارفك مستهبل داير تطرتش على قروشي " . " يمين قروشك حاضرات ، كدى اقعد انحكيلك حكاية عرس الزين".

    عن هذه الرواية، قال المستعرب الأميركي روجر ألن " نجح الطيب صالح في أن يخلق بأعماله عوالم حملت للقراء رؤية بالغة الخصوصية لتأثيرات عملية التغيير الدائمة العنيدة في ثقافات إفريقية".‏
    عدد القراءات: 336
    طباعة حفظ علق ارسل لصديق
    تعليق واحد

    1. أبو عبد الرحمن الشافعي (1) 2009-02-18 18:54:00

    رحم الله الطيب صالح رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناتة.
    لقد نجح في التأثير علي في أثنتين: الأولى لقد دفعنى لحب اللغة العربية الفصحى ولشراء مجله المجلة ومتابعتها ردحاً من الزمن من أجل قرائة أخر صفحة. والثانية جعلني أزور السودان مرتين وجعلني أتعرف على مدنه وقراه وأحياء الخرطوم حياً حياً من حي الرياض إلى أمبده وغيرها. لقد نجح فعلاً في أن يكون له شخصية روائية فريدة ليس على مستوى ألسودان وأفريقيا وحسب بل على مستوى العالم العربي والعالم. نعزي أهله وذويه والعالم العربي في فقيد الجميع.

    http://www.aleqt.com/2009/02/18/article_197380.html
                  

02-21-2009, 05:30 AM

حليمة محمد عبد الرحمن
<aحليمة محمد عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 11-02-2006
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: حليمة محمد عبد الرحمن)

    توثيق لقاء للأديب الراحل الطيب صالح أجرته "الاقتصادية" في الرياض على هامش "الجنادرية 21"
    لجنة نوبل لم تقرأ أعمال نجيب محفوظ .. وتقييم أعمالنا ليس معلقا بها!
    الطيب صالح يتحدث خلال اللقاء الذي نظمته
    الطيب صالح يتحدث خلال اللقاء الذي نظمته "الاقتصادية" يوم الأحد 20 شباط (فبراير) عام 2006 احتفاء به على هامش "جنادرية 21" تصوير: عبدالله عتيق - "الاقتصادية"
    متابعة: محمود لعوتة

    وثقت "الاقتصادية" لقاء مع الروائي الطيب صالح وذلك على هامش المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية 21"، الذي نظم خلال شباط (فبراير) 2006 في الرياض، حيث نظمت لقاء أدبيا ضم عددا من المثقفين والأدباء السعوديين المهتمين بالكتابة الروائية والقصصية، وذلك يوم الأحد 20 من الشهر نفسه.

    الأديب الراحل الطيب صالح

    وطرحت للكاتب في ذلك عديد من الأسئلة والاستفسارات الأدبية المتعلقة بالأسلوب الفريد في الكتابة والاتجاهات الإعلامية التي شارك فيها من خلال تجربته الإعلامية التي امتدت سنين عديدة في هيئة الإذاعة البريطانية ودول أخرى والمساهمة في عدد من المجلات الأدبية والثقافية. كما تطرق لمحاور ثقافية أدبية أخرى في النقد الأدبي الحديث، ومقارنته بالأسلوب القديم.

    عدد آخر المشاركين في أمسية "الاقتصادية" التي نظمت بمناسبة زيارة الطيب صالح للرياض.

    وكان اللقاء عبارة عن أمسية احتفائية بالروائي السوداني الكبير الطيب صالح، الذي كان موجودا في الرياض خلال تلك الأيام، أحد ضيوف المهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية. جرت الأمسية بحضور رئيس التحرير عبد الوهاب الفايز ولفيف من المثقفين السعوديين والمهتمين بالكتابة الروائية والقصصية، كان من بينهم الزميل الكاتب صالح الشهوان، الشاعر المعروف عبد الله الصيخان، الإعلامي نجم عبد الكريم، الإعلامي عبد الله الذبياني مدير تحرير جريدة "الاقتصادية"، الناقد الدكتور سلطان القحطاني، الروائي محمد المزيني، الروائي والصحافي أحمد زين، الروائي والكاتب أحمد الدويحي، الشاعر عبد الله الوشمي، القاص إبراهيم النملة، وغيرهم.

    صور ضوئية من اللقاء الذي نشرته "الاقتصادية" عن أمسية الراحل الطيب صالح.

    بدأت الأمسية بترحيب حار من الحضور لم يثنهم عن البدء مباشرة في "استجواب" الضيف بالأسئلة للاستماع إلى إجاباته. وكان قد أدار اللقاء الزميلان منصور العتيق وعبد الله زايد، وتعيد "الاقتصادية" نشر هذا اللقاء بمناسبة رحيل الروائي أمس الأول في لندن، حيث وردت فيه نقاط وموضوعات مهمة عن مفاهيم الكاتب

    الأدبية والثقافية.

    وسأله الدكتور سلطان القحطاني: "حقيقة أخي الأستاذ الطيب صالح، هو صديق عزيز عشت معه سواء في السودان أو في أوروبا. أنا أعرف الطيب صالح وأريد أن أسأله: ما الرواية، في رأي الطيب صالح؟ وهل يعطينا الطيب صالح إضاءة من الإضاءات التي عودنا عليها؟"

    الطيب صالح: والله لا يا دكتور أنا بأمانة لا أحاول تجاوز ما فعلته من قبل لأن الموضوع كله بالنسبة إليّ هو عملية فيها معنى البحث عن شيء، وبعض الناس يقولون لك البحث عن الحقيقة، لكن هذا تعبير صعب تحديده وليس بالحقيقة، لكن ومنذ زمن دون إدراك، حين كنت أسأل وأقول أنا أكتب رواية كأن إنسانا يضرب في عرض البحر دون هدى، ثم مرات يكتشف جزيرة هنا، يكتشف بلدا جميلا هنا، يلقى سطورا، يلقى كذا، الله، بعض الكتاب يزعمون بأنهم يعلمون ماذا يريدون أن يقولوا بهدف محدد يريدون أن يصلوا إليه، فالرحلة في هذه الحالة تبقى واضحة المعالم، أنا شخصيا لا أحس بذلك، وأجد لذة كبيرة جدا في أن يكون عندي فكرة عامة عن الموضوع وبعض الشخصيات ابتدأت تتبلور، فلان وفلان وكذا، ولكن في أثناء الكتابة تظهر شخصيات لم أفكر فيها من قبل، تظهر منحنيات لم أفكر فيها من قبل، وطريقتي أن أتابع ما يأتيني وما أصر على خط، ألقى شخصية ظهرت وأتابعها، ألقى حدثا لم أفكر فيه فأتابعه، وفي النهاية الله أعلم ماذا سيحدث للعمل عندما ينتهي، بعد ذلك تأتي مهمة القارئ وخصوصا في هذا الزمن الذي يتكلم فيه الأساتذة الأكاديميون كثيرا عن غياب الكاتب، بارت، أو دريدا ونظرية موت المؤلف (يضحك) لكن الصحيح في الأمر أن القارئ هو من يصنع العمل في خياله.

    جانب من حضور الأمسية.

    كما طرح عليه أحمد الدويحي: أولا أحييك الأستاذ الطيب، وأشكر "الاقتصادية" التي أتاحت هذه الفرصة الليلة، أنا والدكتور سلطان ننتمي إلى جماعة السرد. والليلة يتهيأ لي أن الأسئلة التي سمعتها أجمل من الأسئلة التي أسمعها في جماعة السرد، الرواية العربية ثرية، ونقرأ آداب العالم من الشرق إلى الغرب بشكل عام، ونجد في الرواية العربية زخما هائلا نتيجة ما يتوافر لها من عوامل ثرية طبعا، هناك الأسماء الروائية في العالم العربي كثيرة وعديدة جدا، وكلها قديرة واستطاعت أن تنقل بيئاتها ومثلما تفضلت استطعنا أن نعرف كثيرا من الروايات العربية، من خلال الجنس الروائي تحديدا، هناك أنت والأستاذ عبد الرحمن منيف ربما تكونا ظاهرتين في الرواية العربية، يعني خرجتما من بلديكما، يعني إذا ذكرت السودان يذكر الطيب صالح، أيضا يذكر عبد الرحمن منيف، رأينا أخيرا أنكما أنت والأستاذ عبد الرحمن منيف، أخذتما جائزة الرواية العربية من مصر، سؤال: هل هناك فيما قدم الطيب صالح وعبد الرحمن منيف تجاوز أو قدرة بنقل مجتمعاتهما بكل محذوراتهما حتى وصلتما أم هناك سر آخر أنا لا أعرفه؟

    الطيب صالح: والله أجيبك بصراحة لما نشرت "موسم الهجرة إلى الشمال" أناس كثيرون في السودان خاصة لم يستسيغوا هذا العمل, وظنوه تركيزا على المحظورات, مع العلم أن هذا عمل روائي, يعني السودان في "موسم الهجرة إلى الشمال" ليس هو السودان الواقعي, لأنه العمل, والعمل يقول ذلك بكل وضوح. إن القارئ يجب أن يدخل مع منطق الأحداث والشخصيات, وليس ضروريا أن تكون هذه موجودة في الواقع, أنا لم أقبل أبدا امرأة مثل بنت مجذوب مثلاً لمن قرأ الرواية, ثم أنا عندي أيضا موانع ذاتية في تناول المحظورات, صديقنا الدكتور يوسف إدريس - وهذا كان كاتبا عظيما - لو قرأتم مجموعة "بيت من لحم" مثلا, يحول الأم إلى شبه عاهرة, أنا أقف دون ذلك، ولكني أحيانا ألمح إلى العالم المحذور.

    الراحل الطيب صالح يستمع إلى مداخلة من د. سلطان القحطاني.

    كما وجه له الزميل محمود لعوتة: من خلال كتاباتك الصحافية في مجال العمل الصحافي، فأنت ما زلت محتفظا بالنمط الروائي في كتابة الكتابات الصحافية إذا كانت قضية سياسية أو تاريخية وحتى أدبية, فأنا أميل إلى أنك تريد أن تحفظ "بالستايل" الروائي، فلماذا لم تكتب مثلما يكتب الكتاب بانفعالية في قضية سياسية, فالحقيقة دائما أنا أتناول أي مقال لك كأنني أقرأ رواية, فأريد أن أعرف السر في ذلك؟

    فأجاب الطيب صالح: بالمناسبة أنا الصحافة باستثناء مقالات قليلة جدا، كلها كتبتها في مجلة "المجلة" العتيدة.

    محمود لعوتة: أين "الدوحة"؟

    الطيب صالح: "الدوحة" يمكن أن تكون مقالتين أو ثلاثا لا أكثر، وصدقت أنا أستعمل دائما الأسلوب الروائي، لأنني أجده مفيداً. فإذا زرت بلدا مثلا، وأنا كتبت عن بلاد كثيرة زرتها، وفي وصف المكان والانطباعات أجد أن التكنيك الروائي يسعفني، وأنا لا أحب الخطابية في الكتابة، ولا أقدم للناس نصائح أبدا إطلاقا، ولا أكتب عن سياسة بشكل مباشر، فأضمنها مواضيع في الغالب ثقافية أو في سياق استعراض للكتاب أو ترجمة لمقال أعجبني أو شيء من هذا القبيل، وفي نهاية الأمر فهذه صفتي بأنني روائي، فلماذا أتنكر.

    وسأله عبد الله الذبياني: أتسمح لي ببعض الأسئلة التي هي أقرب للصحافية؟ من خلال كونك روائيا ومتابعا هل يوجد في الوسط الثقافي أو الروائي العربي ما يمكن أن يوصف بفنية محددة حتى نستطيع أن نصل إلى "نوبل" كما نصل إلى نجيب محفوظ، ونحن كمشتغلين في المهنة الصحافية نعرف من خلال النقاد أن الكاتب الكبير نجيب محفوظ استطاع أن يحوز هذه الجائزة من خلال اختراق بعض المحظورات التي ترى أنك لا تريد أن تقترب منها؟

    الطيب صالح: الجزء الأول من السؤال، وهو: هل توجد عقدة، في بعض إخواننا الكتاب يحبون أن يأخذوا جائزة نوبل شعراء أو كتابا، الحقيقة، ويمكن يكونوا مهووسين، مثلا أخونا يوسف إدريس، وكان بيني وبينه ود عظيم واحترام متبادل، ولكنه كان مجنونا بحكاية جائزة نوبل، جائزة نوبل علينا أن نتذكر أنها جائزة أوروبية عملها الأوروبيون للأسرة الأوروبية وعلى مدى قرن من الزمان ما نالها من غير الأوروبيين إلا طاغور أو اثنان وثلاثة آخرون، وهم أحيانا يجدون واحدا دخل في سياق القيم الأوروبية فيعطونه جائزة نوبل، وأنا دائما أقول إننا يجب ألا نشغل أنفسنا بجائزة نوبل ولا نجعل تقييم أعمالنا معلقا بهذه الجائزة لأنه في نهاية الأمر نحن نقول للناس إن لدينا معايير أخرى ولدينا نظرة للحياة مختلفة عن نظرة الإسكندنافيين أو الفرنسيين أو الإنجليز، وبطبيعة الحال ما نصنعه لا يطابق المعايير الأوروبية، نجيب محفوظ كاتب كبير لا شك ويستحق جائزة نوبل، وكون اللجنة هذه في السويد وجدت أن عمله، ولا أظنهم قرأوا كل أعماله أو فهموها، المهم قرأوا كتابا أو كتابين مثل "الثلاثية" و"أولاد حارتنا" فقالوا هذا كاتب حديث، فأعطوه الجائزة، إنما هي في رأيي من الممكن أن يكون لها أثر سيئ، لو ظللنا كل سنة ننتظر هذه الجائزة ثم "نزعل" ونقول لماذا لم يعطونا إياها، لأنه بطبيعة الحال هي ليست معمولة لنا، وأيضا هذا العالم العربي العجيب بكل ثرائه وكل امتداده الحضاري قادر على أن يعمل جائزة نوبل أخرى.

    وبالمناسبة أنا مرة حضرت منح جوائز الملك فيصل، وواحد من العلماء الذين منحوا هذه الجائزة أمريكي، هذا الرجل صدقني لم يجد حتى كرم النفس ليقول للناس شكرا وكثر خيركم لم يشكر الناس الذين أعطوه هذه الجائزة، فنحن في معايير مختلفة وعوالم تصدر إلى العالم من نواح كثيرة متضادة.

    ما وجهة نظرك تجاه الأحداث الأخيرة المصاحبة لردود الفعل على الرسوم الكاريكاتورية المسيئة إلى الرسول؟

    الطيب صالح: أنا أولا بصفتي مسلما لا ترضيني الإساءة إلى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثانيا، أنا أعرف بلاد إسكندنافيا ومعجب بما أحرزته من تقدم وإشاعة للعدل ونظام اجتماعي لعله أكثر تطورا من أي نظام اجتماعي في العالم، وحل الإشكال ما بين الشيوعية والرأسمالية وعملوا أشياء أخرى عظيمة، لكن في أوروبا كلها، خاصة في دول إسكندنافيا يوجد إغراق في الإصرار على الحرية الشخصية، وحق الفرد في أن يفعل ما يشاء ويقول ما يشاء في حدود القانون، ولا يوجد قانون يحظر التجني على شخصيات دينية، لأنهم تجنوا على السيد المسيح، أضف إلى ذلك الجهل بالإسلام وبحضارتنا عموما، ثم الإسلام في نظرهم شخصية تغري بالسخرية، يعني في عالم من هذا المضمار، يبدو لهم أن الإسلام مثل رجل متزمت ورصين وحريص جدا على وقاره وكرامته، رسامو الكريكاتير هذه مادة مثالية بالنسبة إليهم، إنما هي في النهاية سوء خلق، والغضب الذي حدث من الممكن معالجته بطريقة أخرى، أن نسعى إلى إصدار قوانين. وسيحصل كثير من هذا، فعلينا أن نتوقع كثيرا من هذه الاستفزازات ونفكر جديا كيف نتصدى لها.
    عدد القراءات: 172
    طباعة حفظ علق ارسل لصديق
    تعليق واحد

    1. ابو خالد (1) 2009-02-20 20:03:00

    رحم الله الأديب العالمي الطيب صالح فقد كان يحمل علما غزيرا وما كتاباته في مجلة المجلة إلا غيض من فيض.. جعل مثواه الجنة .. إنا لله وإنا إليه راجعون

    http://www.aleqt.com/2009/02/20/article_197805.html
                  

02-21-2009, 05:32 AM

حليمة محمد عبد الرحمن
<aحليمة محمد عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 11-02-2006
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: حليمة محمد عبد الرحمن)

    تلويحة الوداع الأخير

    GMT 9:45:00 2009 الخميس 19 فبراير



    الخليج الاماراتية

    حسن مدن

    في مطالع السبعينات الماضية كانت رواية الطيب صالح التي شغلت الناس “موسم الهجرة إلى الشمال” موضوع حديث وتعليقات النقاد العرب والأجانب.
    حينها قالت “الاوبزرفر” البريطانية إنها رواية تعالج صراع الحضارات بشكل جيد.

    حين طالعت هذا التعبير في مقالة مترجمة استوقفتني، لأن الحديث عن صراع الحضارات لم يكن يومها دارجاً كما هي عليه الحال الآن.

    لكن الطيب صالح نفسه لا يذهب إلى هذا الرأي، ويقول إنه كان واقعاً تحت تأثير فرويد وهو يكتب الرواية. وبالنسبة إلى فرويد فإن الحب هو التعبير التام عن الحرية، وما عدا ذلك من أمور فإنه يدخل في باب الموت.

    برأي الطيب صالح أيضاً إن علاقة الكاتب ببلده تقوم على الحب المسرف والضيق المسرف، والضيق سببه الحب، لأن الإنسان يحب المكان والأرض والذكريات والناس، والكاتب بصفته كاتباً يملك رؤية أخرى لهذه الأشياء.

    إنه يرى أن مشاكل الكاتب النفسية مرتبطة بعملية الكتابة فقط، لأنه يغرق في ينبوع داخلي عميق، وهذا الينبوع هو منطقة الفوضى. “الفوضى هي أن كل شيء أصبح محتملاً”، وكلما أوغل الكاتب داخل نفسه بحثاً عن الضوء ازدادت الفوضى.

    مرة سألت إحدى الصحافيات الطيب صالح عما إذا كان حزيناً، فأجاب بالتالي: “في الداخل، أجل أنا حزين، لكنني لا أدري لماذا؟ كل ما أعرفه أن في داخل النفس بركة واسعة من الأحزان. ومهمتي ككاتب ليست النسيان، بل أن أتذكر، والمشكلة بالنسبة إليّ هي تذكر أشياء نسيتها تماماً، لكن النسيان في الحياة العادية هو مرحلة الألم العظيم”.

    قال الطيب صالح شيئاً آخر مهماً عن الخوف. برأيه أن الأمل معناه أن العالم المألوف للإنسان على علاته من المحتمل أن يتحول إلى عالمٍ غير مألوف، والخوف سببه الانتقال من المألوف إلى غير المألوف.

    في حياته أشياء ضاعت يتذكرها، ولحظات وصل فيها إلى قليل من تحقيق اكتمال الذات، لكنها أطياف تمر من حين إلى آخر.

    لكن هل يشكل الآخرون الجحيم على نحو ما ذهب جان بول سارتر؟

    يرى الطيب صالح أنه تأتي لحظات يظن فيها الإنسان أن الآخرين هم الجحيم، لكن في لحظات يصبح الجحيم داخلياً في نفس الإنسان.
    المحب لبلده بإسراف، والذي يضيق منها بإسراف أيضاً لوّح أمس للدنيا بتحية الوداع وهو يغادرها بصمت وجلال.

    http://www.elaph.com/Web/NewsPapers/2009/2/411449.htm
                  

02-21-2009, 05:37 AM

حليمة محمد عبد الرحمن
<aحليمة محمد عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 11-02-2006
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: حليمة محمد عبد الرحمن)

    أســـــــطـــــورة الـــغــــائـــب الـــحــــاضــــر بـــامـــتـــيـــــاز

    GMT 10:00:00 2009 الخميس 19 فبراير



    النهار اللبنانية

    إبراهيم فرغلي


    ترددت طويلاً قبل قراءة "موسم الهجرة إلى الشمال" قبل سنوات طويلة، كعادتي كلما سمعت عن عمل أدبي جماهيري، أو متفق عليه. لكن النص الفريد تمكن من إسكات أصوات ارتيابي وترددي، بل، ومع استغراقي في النص، بدا فاتنا، قادرا على إغوائي لمنطقه، كنص، يمتلك لونا من التجريبية، تراوح بين مستويات سرد خطابية وصفية، وشفاهية، وثالثة تتناول المونولوغ الداخلي للشخصية، له نبرة خاصة، والأهم من ذلك كله، أنه نص مكتوب بحرية كاملة.
    هذا الحس بالحرية لم يتعلق بالتعبير عن المواقف الحسية بين مصطفى سعيد وعشيقته فقط، وإنما تعدى ذلك الى التجريبية في النص، مما جعله يعبّر عن موضوع الصدام الحضاري الدامي بين ثقافتين تتهم كل منهما الأخرى ولا تزال، في صوغ فني لا يعدم الدقة ولا الإيقاع الموتر، والمتأمل في أحيان أخرى، مقدّماً نموذجا لنص رفيع المستوى، بينما ظل البطل وعشيقته يعيشان في خيالي طويلا كنموذج لذلك التناقض المرعب الذي يصوغ علاقة شديدة التعقيد عمادها الحب – الكراهية - الانتقام. وكذلك مشاهد القرية السودانية والتفاصيل، التي كان يحفرها بدقة شديدة، وهي سمة في أعماله عموما، كاشفا نسيجا مجتمعيا معقدا وبسيطا وأصيلا في آن واحد.
    لعل هذا الحس بالحرية هو الذي اعطى الرواية ثقلها مقارنةً بأعمال أخرى سبقت في تناول الموضوع نفسه وعلاقة المثقف العربي بالغرب، وبينها مثلا "عصفور من الشرق" لتوفيق الحكيم، لكنها بالتأكيد كانت مختلفة في تلك النبرة المتحررة التي تضمنها نص الطيب صالح باقتدار. ثم قرأت عمله البديع "عرس الزين" فتأكد إحساسي بأني إزاء كاتب متمكن، من أولئك الكتّاب الذين يبحث الفرد عن أعمالهم جميعا.
    لكنه كان مقتّرا في إنتاجه، إذ لم ينتج سوى خمسة أعمال، صنع بها اسطورته الخاصة، وهذه واحدة من أبرز سمات الطيب صالح حين تتأمله. فقد استطاع أن يظل حاضرا في المشهد الثقافي والأدبي العربي بقوة، على رغم قلة إنتاجه، كما استطاعت روايته أن تستقطب اهتمام القراء من جيل الى آخر، كأنها كلما مر بها الزمن تبين قارئها ظلا أو طيفا كان غائبا من قبل.
    ومثلما كان مقلا في إنتاجه كان مقلا في الظهور الإعلامي، أو في إجراء المقابلات الصحافية، وأذكر انني في إحدى المناسبات الثقافية في القاهرة اوائل التسعينات حاولت التسلل إلى غرفة فندقه بعدما حاولت الاتصال به طويلا بلا جدوى، لإجراء حوار صحافي. لكنه رفض ذلك بشكل قاطع، لم يخل من المودة التي حاول بها تلطيف حسمه، مؤكدا أن ليس لديه ما يقوله. وتلك مفارقة لافتة اخرى، فعلى اللرغم من إصراره التام على عدم الظهور في المشهد الإعلامي، وعزوفه ونأيه عن الأضواء، فقد ظل مكانه في الوسط الأدبي، ممتلئاً، وحضوره، بالمكانة والصيت، قويا الى درجة لا يمكن تجاهلها.
    عندما تلقى جائزة ملتقى الرواية العربية في القاهرة لم يعدم جمهورا عريضا من الكتّاب والقراء معا، ممن تحمسوا لحصوله على الجائزة، لكن قبوله لها إثر رفض صنع الله ابراهيم للجائزة نفسها في الدورة الأسبق، وبسبب تعليقاته السلبية الضمنية لموقف الكاتب المصري، إثر إعلان فوزه بها اصاب عددا كبيرا من المثقفين المنحازين الى موقف صنع الله ابراهيم بنوع من الفتور. لكن ذلك لم يحرك مكانته ككاتب كبير، أو يقلل من قدره لديهم كروائي من طراز رفيع كثيرا، فقد كان ذلك مما لا يختلف عليه، وذلك على الرغم من اتهامه المستمر بالتكاسل، وتوقف مشروعه الإبداعي أو نضوبه. ولعل هذا على نحو خاص من ابرز مميزاته؛ لأنه استطاع أن يظل في قلب المشهد الأدبي، دائما على رغم ذلك كله.
    قبل أسابيع قليلة أعلنت جهات سودانية عديدة عن ترشيحه لجائزة نوبل للآداب، لكنها من جهة أخرى، قدّمت بذلك دليلا ساطعا على عمق الأثر الذي رسّخه الطيب صالح، وتأكيده أن مشروع الكاتب ليس مشروعا كميا، بقدر ما هو مشروع فني، يتضمن ما يرغب أن يعبّر عنه، مخلصا، وإلا فليتوقف.
    لكن ما يثير الدهشة بالفعل هو طغيان حضوره الى الدرجة التي لم يتمكن معها اي صوت روائي سوداني آخر ان يبرز من بعده، على الرغم من أن روايته الذائعة الصيت يعود نشرها لمرة أولى الى عام 1966. هل كانت موهبته استثنائية الى تلك الدرجة؟ ام أن المناخ السوداني لم يستطع إفراز موهبة نظيرة؟
    لا يقين لديَّ في هذا الصدد، لكن إذا كان إحساسي بالحرية في كتابة النص أحد ما لفت انتباهي مبكرا في قراءة هذا العمل، فإنه من الممكن فهم الأمر في سياق تعرض "موسم الهجرة إلى الشمال" لمصادرة السلطات السودانية، لكن المفارقة أن ذلك القرار اتخذ بعد ما يزيد على نحو ثلاثين عاما على صدورها. وبغض النظر عن الدوافع والظروف، فقد كان موقفا مريبا، أو على الأقل تأخر كثيرا، فقد نُشرت الرواية وترجمت واثّرت في اجيال عديدة، ليس من القراء فقط، بل ومن الكتّاب ممن تناولوا الموضوع نفسه لاحقا من رؤى مغايرة عدة. لكنه ربما أحد المؤشرات عالى المناخ الرقابي الذي قد يكون سببا من اسباب تعطل الحركة الأدبية السودانية.
    إستطاع الطيب صالح ان يقدّم في اعماله القليلة تلك صورا دقيقة للقرية السودانية، والتراث الشعبي، وأدوات الزينة للمرأة السودانية، ونماذج من الشعر الشعبي السوداني، والتقاليد الاجتماعية. في اختصار، قدّم ذاكرة لمكان عابر للزمن، باقتدار، كما تمكن من أن يقدم الى الأجيال العربية من الكتّاب نموذجا للكاتب الحقيقي الذي لا تستهويه الدعائية، ولا وهج الأضواء، وان يقدّم الى تاريخ الرواية نماذج رفيعة من النصوص التي يتزين بها تاريخ السرد العربي المعاصر، وفي ذلك كلّه ما يعزينا في الكاتب الراحل الكبير، الذي تمثل وفاته خسارة جسدية لمحبيه، وإرثا لا يستهان به للأدب والثقافة العربيين.

    في سطور


    - ولد الطيب محمد صالح أحمد في مركز مروى، المديرية الشمالية، السودان عام 1929.

    - تلقى تعليمه في وادي سيدنا وفي كلية العلوم في الخرطوم.

    - مارس التدريس ثم عمل في الإذاعة البريطانية في لندن.

    - نال شهادة في الشؤون الدولية في إنكلترا، وشغل منصب ممثل الأونيسكو في دول الخليج ومقره قطر في الفترة 1984 - 1989.

    - عمل في الأونيسكو في باريس.
    - حصل على عدد من الجوائز العالمية بينها جائزة الملتقى الروائي العربي.

    مؤلفاته

    عرس الزين، موسم الهجرة إلى الشمال، مريود، نخلة على الجدول، دومة ود حامد.

    http://www.elaph.com/Web/NewsPapers/2009/2/411451.htm
                  

02-21-2009, 05:38 AM

حليمة محمد عبد الرحمن
<aحليمة محمد عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 11-02-2006
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: حليمة محمد عبد الرحمن)

    طبت أبا زينب في مرقدك المدثر بالمحبة

    GMT 0:45:00 2009 الجمعة 20 فبراير



    القدس العربي اللندنية

    عبدالوهاب الأفندي

    (1) هذا مقام لا يصلح له إلا الصمت. وإن كان لابد من حديث مودع مفطور الفؤاد، فليكن همساً كانسراب النيل قبالة العفاض وكرمكول وأم دويمة وبربر. فلمثل هذا اليوم خلق الصمت الدامع. ولمثله أيضاً كانت القوافي وكل أحابيل البلاغة.
    (2)
    كان صباح يوم جمعة: أذكر ذلك جيداً، فقد كنت في طريقي إلى المسجد. كنت تابعت على القناة السودانية مشاهد عودة سامي الحاج إلى وطنه وسمعته يحكي للرئيس السوداني عمر البشير تفاصيل رؤيا رآها معتقل عربي في غوانتانامو عن قبر قيل له إنه لوالد الطيب صالح رحمهما الله- وإن بركات كثيرة ستفيض على السودان من صاحب ذلك القبر المشهود بصلاحه كما قيل لصاحب الرؤيا في منامه. هاتفت الطيب لأبلغه هذه الحكاية الغريبة، فكان أول قوله: هذا كل ما أحتاجه، أن يصبح اسمي متداولاً في غوانتانامو فيظن بي القوم الظنون!
    (3)
    ضحكنا طويلاً ثم غلبت النزعة الصوفية على الطيب فانتقل الحديث إلى رؤيا غريبة رآها هو ذات ليلة في الجنادرية، كانت أشبه بمقطع من روايته 'ضو البيت'، كتب عنها في مجلة 'المجلة' يقول: 'رأيت فيما يرى النائم أنني في أرض خلاء في المدينة المنورة. لم تكن المدينة المنورة كما أعرفها. وإذا شجرة ضخمة كأنها شجرة زيتون عظيمة الجذع، ممتدة الفروع متدلية الأغصان. وإذا عرق من عروقها ظاهر فوق الأرض، منتفخ في شكل بيضاوي، عليه بياض كأنه الجير، وإذا صوت يهتف بي: هذا قبر لرسول صلى الله عليه وسلم. عجبت أن الرسول مدفون في أصل شجرة.ثم إذا أنا في الحرم النبوي في الروضة الشريفة كما أعرفها إلا أن الضريح كان في موضع المنبر.' ثم ينتقل المشهد في ما يشبه السريالية إلى لندن أيام شبابه ثم القاهرة.
    (4)
    كشف لي الطيب حينها أن المجلة حذفت مقاطع مهمة من روايته عن الرؤيا مما أفقدها معناها، واستخلصت منه وعداً بأن يسمعني الرواية كاملة عند أول لقاء لنا. جاء ذلك اللقاء بعد فترة قصيرة في منزل الراحل الكريم محمد الحسن أحمد، ودار الحديث مرة أخرى عن رؤيا غوانتانامو، ولكننا لم نخلص إلى الحديث عن رؤيا الجنادرية. فكان ذلك آخر العهد بهما مثلما كانت تلك آخر محادثة هاتفية.
    (5)
    التقيت الطيب عليه من الله شامل الرحمة لأول مرة قبل أكثر من عقدين من الزمان حين دعاني عبر الصديق محمد ابراهيم الشوش لتناول شاي العصر في أحد فنادق بيكاديلي العريقة في قلب لندن، وقد كان هذا طرفاً من كرمه المعهود وإكراماً لصديقه الشوش الذي زكاني عنده، إذ لم تكن بيننا معرفة سابقة. ولكن من يلتقي الطيب مرة تكفيه.
    (6)
    لم تذهب معارضته للحكومة التي كنت أمثلها في لندن وقتها شيئاً من الود بيننا، بل بالعكس، تكثفت لقاءاتنا وحواراتنا في تلك الفترة، وازددت به معرفة ومنه قرباً. وقد أشار إلي حين أورد مقولته التي ذهبت مثلاً عن عقلاء النظام ومجانينه وذلك عندما عتب عليه الأخ حسن مكي في ندوة امبريال كوليدج لغيابه الطويل عن السودان فقال إن فلاناً ظل يغريني بالزيارة فقلت له أخشى أن أقع في قبضة مجانين النظام فلا يدركني عقلاؤهم إلا بعد فوات الأوان.
    (7)
    بدوره ظل الطيب يغريني بورود أصيلة، تلك الواحة الثقافية الوارفة الظلال على شاطئ الأطلسي، وقد عاتبني في احدى المرات لأنني بعد أن قبلت الدعوة ووصلت التذاكر اخترت السفر إلى القرن الافريقي للقاء قادة تلك البلاد في سعينا المحموم لتقريب السلام من بلادنا، فقال: تستبدلون الذي أدنى بالذي هو خير؟ وقد عرفت تماماً ما كان يعني حين حطت رحالي في أصيلة بعد قرابة عقد من الزمان، فسعدت لأكثر من أسبوع بصحبته والأخ الكريم محمود عثمان صالح، فلم يكن هناك أقرب إلى فردوس أرضي للعقل والنفس والروح من تلك المرابع سقاها الله، خاصة في صحبة الطيب ومحمود!
    (8)
    في أي مكان حل كان الطيب يشع محبة وسخاء نفس فلا يملك من يخالطه إلا أن يحبه. وقد كانت له مع ذلك حلقة من الأصفياء يسعد بقربهم، كان منهم في لندن محمد الحسن أحمد وحسن تاج السر وبونا ملوال، ثم انضم إليهم مؤخراً خالد فتح الرحمن. وقد أكرموني بغير استحقاق بالدعوة إلى كثير من مجالسهم التي تشبه واحة إنسانية وثقافية تحفظ من أصالة السودان عبقاً لا اخاله أصبح موجوداً حتى في داخل الوطن. لهذا فإن فقد الطيب بعد محمد الحسن خلال أشهر هو خسارة شخصية قبل أن تكون خسارة لأديب مرموق ورمز شرف به السودان وحق له.
    (9)
    هناك أدباء وشعراء ومبدعون كثر يبهر المرء انتاجهم حتى إذا لقيهم تمنى لو لم يفعل. ولكن الطيب رحمه الله كان نسيج وحده لأنه كان يأسر بإنسانيته قبل أن يبهر بموهبته. فقد جسد في شخصه أجمل ما محبوب في السودان وأهله من نبل وكرم وتواضع وإيثار وبعد عن التكلف. فلم يكن فقط سفير السودان الأول كما قيل، بل كان السودان، كما يحب السودان أن يعرف، ماشياً على قدمين.
    (10)
    في حياته كتب الطيب مراثي كثيرة لأحبة رحلوا: شعراء وأدباء وكتاب ومشاهير. ولعل رائعته عن أكرم صالح تعتبر تحفة أدبية تستحق مقام أفضل رواياته. ولكن من أبلغ ما كتب كان رثاؤه لتاج السر محمد نور 'أخي وصديقي، ابن عمتي وصهري من بقية النفر الأبرار الذين مشوا على الأرض هوناً، ونادتهم الحياة ونادوها بلسان المحبة'. يقول الطيب في تلك المرثية: 'ما أوسع الحزن وما أضيق الكلمات... ألا يعزيك أنه رحل عن الدنيا قرير العين راضي النفس... كان ذاهباً إلى لقاء ربه في صلاة الجمعة، مقبلاً إليه بكليته، على أهبة الاستعداد للسفر.'
    (11)
    هذه المقولة تصلح كذلك لرثاء الطيب عليه شآبيب الرحمة، ومعها مقولة الطاهر ود الرواسي أحد شخصيات رواية 'ضو البيت' عن ما ورثه عن أمه من محبة: 'ويوم الحساب، يوم يقف الناس بين يدي ذي العزة والجلال، شايلين صلاتهم وزكاتهم وحجهم وصيامهم وهجودهم وسجودهم، سوف أقول: يا صاحب الجلال والجبروت، عبدك المسكين، الطاهر ود بلال، ولد حواء بت العريبي، يقف بين يديك خالي الجراب مقطع الأسباب، ما عنده شيء يضعه في ميزان عدلك سوى المحبة'.
    (12)
    اللهم إنا نشهد أن عبدك أبا زينب الطيب قد أفاض على خلقك من المحبة والرحمة والود ما ألف حوله القلوب، اللهم فأوجب له الجنة كما حدث رسولك عليه صلواتك وسلامك في من شهد له الناس بالخير، واجمعنا وإياه ومن نحب في أعلى الفراديس عطاء بغير حساب، ومغفرة لا تغادر ذنباً، فقد كان في عفوك طامعاً، ونحن كذلك.

    http://www.elaph.com/Web/NewsPapers/2009/2/411656.htm
                  

02-21-2009, 06:22 AM

حليمة محمد عبد الرحمن
<aحليمة محمد عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 11-02-2006
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: حليمة محمد عبد الرحمن)

    Obituary: Tayeb Salih
    Season of Literary Migration to the South



    With the passing of cult Sudanese author Tayeb Salih on Wednesday 18 February, Arabic literature has lost its most significant writer since Naguib Mahfouz. Stefan Weidner pays tribute to an outstanding author

    | Bild: Tayeb Salih (photo: Unionsverlag)
    Bild vergr&#246;ssern Neither a political propagandist nor someone who chose to paint things black or white: Tayeb Salih, who died this week in London at the age of 80 | Before Tayeb Salih stepped onto the seething literary stage that was Beirut in the 1960s, Sudan was literary terra incognita, a white spot in the atlas of poetry.

    Salih, who recently passed away at the age of 80, was a past master in the art of proving that there is nowhere too small, too remote, or too insignificant for literature; not even the small village on a bend in the river Nile in northern Sudan where Salih was born in 1929, where the steamboat stops once a week, and where the water pump rattles day in day out.

    In his short stories and novels, this village goes by the name of Wadd Hamid. It is not an exaggeration to say that every reader of Arabic literature is familiar with it.

    The opus magnum

    Despite the fact that his literary oeuvre comprised no more than four books, all of which have been published in German by Lenos Verlag, Salih is considered one of the greatest authors ever to come out of both sub-Saharan Africa and the Arab world.

    His novel The Season of Migration to the North, which was published in 1966, is one of the all time top ten greats in modern Arabic literature. For an entire generation of Middle East intellectuals, it is a cult book, the shot that signalled the start of the Arab "generation of 1968".

    | Bild: Cover 'The Season of Migration to the North'
    Bild vergr&#246;ssern Salih's novel The Season of Migration to the North addresses the themes of colonialism and sexuality from the perspective of a Sudanese outsider | Looking back, even though the term had not yet been coined, the phrase "clash of civilisations" would seem to be the most suitable label for the book, which tells the story of a highly intelligent Sudanese intellectual, Mustafa Sa'eed, who studies in England in the 1920s and pursues a successful career and becomes an "erotomaniac" purely to humiliate the former colonists.

    No political propagandist

    Seen from today's standpoint, Mustafa Sa'eed does indeed seem to be a literary ancestor of Mohammad Atta. But Tayeb Salih was never a political propagandist or someone who chose to paint things black or white.

    This is why he gave Sa'eed a companion, the narrator, who studies in England a generation later. When he later returns to his native village, he finds that nothing has changed except for the fact that a stranger, who piques his curiosity, has settled down there. This stranger is Mustafa Sa'eed.

    This is where the novel begins. When it ends, Mustafa Sa'eed has committed suicide by drowning himself in the Nile, and the narrator, who has found out what he wanted to know and has also placed his life in the hands of the river, chooses at the very last moment to go on living.

    The village as a protagonist

    The third protagonist in the book &#61485; indeed in almost all Tayeb Salih's stories &#61485; is, however, the village itself. In The Wedding of Zein, Salih's first long narrative, Wadd Hamid is still a rural paradise; in The Season of Migration to the North, however, things are coming apart at the seams.

    It is no longer an island in the river of time; it is now being swept along by the current, and any of its inhabitants sensitive enough to grasp that this is the case, are carried along with it.

    The narrator has an answer to the nihilism of the uprooted Sa'eed: "I will live," he says, "because there are a few people with whom I would like to live for as long as possible, and because there are obligations that I have to meet. I am not interested in whether life has meaning or not."

    Post-colonial masterpiece

    | Bild: Cover of <i>The Wedding of Zein</i>
    The Wedding of Zein, Salih's first long narrative | Salih's oeuvre not only highlights the relationship between East and West, but also enters into a subtle dialogue with the literature of the former British colonial power. Mustafa Sa'eed, who repeatedly draws parallels between himself and Othello, travels to post-Victorian England's heart of darkness and, most particularly, into his own inner heart of darkness.

    Just like in the eponymous novel by Joseph Conrad, he is described by a narrator who wants to discover his predecessor's secret and get to the root of his fascination with the heart of darkness. The Season of Migration to the North is the best example of post-colonial literature avant la letter!

    Fearless critic of Sudan

    It is interesting to note that above all else, Salih did not want to become a writer. He once admitted in an interview that homesickness had driven him to start writing in London.

    He had moved to England in 1952 as a reader for the BBC's Arabic Service. Salih, who lived in the British capital until the very end of his life, always considered himself to be a devout Muslim and was a severe critic of the Sudanese regime, un#####ocally condemning the expulsions and murders committed in Darfur.

    Sudan regularly responded by denying him entry into the country. A friendly, modest, and reserved man, he adored understatement. He always emphasised that every single one of the great poems in classical Arabic literature was worth more than his novels.

    The fringes of the Empire strike back

    One thing, however, is certain: despite the fact that Salih published his last major work in 1971, literary history will look more kindly on his works than he himself did.

    The novel Bandarshah is a dark, difficult, almost mystical book. With the publication of this book, Salih had completed his entire oeuvre &#61485; which gives practical evidence of how the fringes of the former British Empire could strike back using literary weapons &#61485; in the space of only ten years.

    Young Arab writers in particular are referring to him again, from the Egyptian bestseller author Alaa Al Aswany (The Yacoubian Building) to Sulaiman Addonia, a Saudi author who writes in English. In The Consequences of Love, Addonia's two heroes read The Season of Migration to the North together, just as Werther and Lotto read Klopstock's works together in Goethe's The Sorrows of Young Werther.

    We have Tayeb Salih to thank for the fact that the caravan routes of East-West and North-South literary exchange are now busy highways. One could say it is the season of (literary) migration to the South!

    Stefan Weidner

    © Qantara.de 2009

    Translated from the German by Aingeal Flanagan

    http://en.qantara.de/webcom/show_article.php/_c-310/_nr-624/i.html
                  

02-21-2009, 06:28 AM

حليمة محمد عبد الرحمن
<aحليمة محمد عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 11-02-2006
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: حليمة محمد عبد الرحمن)

    ي رثاء الكاتب السوداني الشهير الطيب صالح:
    الطيب صالح "يهاجر" إلى عالم الخلود



    بوفاة الكاتب السوداني الشهير الطيب صالح فقد الأدب العربي أهم روائييه بعد نجيب محفوظ. ونظرا لرحلة الطيب صالح الطويلة مع الأدب والثقافة والصحافة حدا بالكثير من النقاد إلى تسميته بـ"عبقري الرواية العربية"، لاسيما في ضوء تجليه في رواية "موسم الهجرة إلى الشمال". شتيفان فايدنر يرثي الروائي الكبير.
    .

    الكاتب السوداني الطيب صالح
    Bild vergr&#246;ssern بوفاة الكاتب السوداني الشهير الطيب صالح فقد الأدب العربي أهم روائيه بعد نجيب محفوظ قبل أن يطل الطيب صالح على المشهد الأدبي الصاخب في بيروت في سنوات الستينيات لم يكن السودان سوى بقعة أدبية مجهولة. كان صالح – الذي توفي يوم الأربعاء، الثامن عشر من فبراير (شباط) - أستاذاً في فن البرهنة على أن كل مكان، ولو كان صغيراً أو نائياً أو هامشياً، يستحق أن يكون موضوعاً للكتابة الأدبية، حتى تلك القرية في شمال السودان، حيث ينعطف النيل انعطافة حادة، تلك القرية التي لا تتوقف عندها الباخرة سوى مرة واحدة في الأسبوع، تلك القرية الوادعة التي لا يخترق هدوءها سوى هدير مضخات المياه. هناك ولد الطيب صالح عام 1929. في أقاصيصه ورواياته تحمل تلك القرية اسم ود حامد. ولا نبالغ إذا قلنا إنه خلّد اسم تلك القرية لدى كل قارئ عربي.

    رغم إنتاجه الأدبي القليل الذي لا يتعدى أربعة كتب – تُرجمت جميعاً إلى الألمانية ونُشرت لدى دار "لينوس" – يعتبر الطيب صالح من كبار الأدباء، سواء في العالم العربي أم في القارة السمراء. منذ ظهورها عام 1966 تحتل روايته "موسم الهجرة إلى الشمال" موقعاً أبدياً في قائمة أفضل عشرة أعمال في الأدب العربي الحديث، وهي أضحت بالنسبة إلى أجيال عديدة من المثقفين في الشرق الأوسط كتاباً شهيراً يمثل الشرارة الأدبية الأولى لجيل 68 من العرب.

    "موسم الهجرة إلى الشمال"

    بمجرد صدورها كان يمكن إلصاق وصف "صدام الحضارات" على موضوع الرواية التي تتناول حياة المثقف السوداني النابغة مصطفى سعيد الذي درس في انكلترا في العشرينيات محققاً نجاحاً باهراً، لا لشيء إلا ليغيظ سادته الاستعماريين السابقين، ثم يُمسي في النهاية مهووساً بالجنس. وبالفعل إذا ألقينا اليوم نظرة على مصطفي سعيد لظهر لنا باعتباره سلفاً لمحمد عطا. غير أن الطيب صالح لم يكن يوماً بوقاً سياسياً غوغائياً أو رساماً يرسم لوحاته بالأبيض والأسود.

    وهكذا يضع الطيب صالح إلى جانب مصطفى سعيد راوياً من جيل لاحق درس هو أيضاً في انكلترا وعاد إلى قريته ومسقط رأسه حيث ما زال كل شيء على حاله؛ الاستثناء الوحيد هو الغريب الذي قدم إلى القرية واستقر فيها. هذا الغريب – مصطفى سعيد - يثير فضول الراوي. هنا تبدأ الرواية. وعندما تنتهي يكون مصطفى سعيد قد اختار الانتحار في النيل، أما الراوي الذي وصل إلى نهاية استقصائه وبحثه عن حقيقة ذلك الغريب، فكان يقف هو أيضاً على ضفاف النيل يبوح له بأسراره، غير أنه في اللحظة الأخيرة يختار الحياة.

    البطل الثالث في هذه الرواية، بل تقريباً في كل قصص الطيب صالح، هي القرية التي سبق الإشارة إليها. في قصته الأولى الطويلة "عرس الزين" كانت ود حامد ما زالت تبدو مكاناً ريفياً خلاباً، غير أنها تكبر وتتسع في "موسم الهجرة إلى الشمال". لم تعد جزيرة راسخة في نهر الزمان، بل جرفها التيار معه. مَن له القدرة على الملاحظة في القرية، سيشعر بذلك، وسينقلب حاله مع حال القرية رأساً على عقب. على كل حال فإن الراوي يعرف كيف يواجه عدمية مصطفى سعيد المُقتَلع من جذوره عندما أكد أنه سيظل على قيد الحياة لأن هناك قلائل من الناس يود أن يواصل الحياة معهم إذا ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، ولأن هناك واجبات يريد أن يؤديها. دون أن يعبأ بما إذا كانت للحياة معنى أم لا.

    جسر بين الشرق والغرب

    إن أعمال صالح لا تتناول موضوع العلاقة بين الشرق والغرب فحسب، بل تقيم حواراً ذكياً مع أدب الامبراطورية الانكليزية الاستعمارية السابقة. مصطفى سعيد – الذي لا يمل من تشبيه نفسه بالبطل الشكسبيري عُطيل – يسافر إلى القلب المظلم لانكلترا في العصر ما بعد الفيكتوري. إنه بالأحرى يسافر إلى قلب ظلمته هو. وكما هو الحال لدى جوزيف كونراد فإن الراوي الذي يصفه يريد أن يسبر غور أسرار وخبايا سلفه الذي اقتحم قلب الظلام. بهذا المعنى فإن "موسم الهجرة إلى الشمال" من أفضل نماذج الأدب المابعد كولونيالي.

    كان الطيب صالح يريد أن يتجنب شيئاً واحداً: أن يصبح كاتباً. ولم يدفعه في النهاية إلى الكتابة – مثلما صرح في أحد أحاديثه الصحفية – سوى الحنين إلى الوطن. كان قد سافر إلى انكلترا في عام 1952 ليعمل مذيعاً في القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، وظل يعيش حتى وفاته في لندن. كان يعتبر نفسه مسلماً مؤمناً، لكنه من ناحية أخرى كان من أشد منتقدي النظام السوداني، كما أدان بكل وضوح التشريد والقتل في دارفور.

    لكل موقف سياسي ثمن

    لمواقفه كان يُمنع بانتظام من دخول السودان. في التعامل مع الناس كان الطيب صالح ودوداً ومتواضعاً، بل ومتحفظاً يفضل التهوين لا المبالغة في القول، لذا كان يؤكد أن أي قصيدة من القصائد الكبيرة في تراث الشعر العربي أكثر قيمة وأهمية من كل رواياته.

    ولكن المؤكد أن تاريخ الأدب سيصدر حكماً آخر، رغم توقف الطيب صالح عن الكتابة منذ أن أصدر آخر أعماله الكبيرة في عام 1971. رواية "بندر شاه" كتاب مظلم وصعب ويكاد يكون كتاباً صوفياً. لم يستغرق الطيب صالح سوى عشر سنوات في كتابة أعماله التي أظهرت – أمام كل النظريات – كيف يمكن لهامش الامبراطورية السابقة أن يرد - أدبياً - الصاع صاعين.

    لقد عاد الكُتّاب الشبان العرب يقرأون أعمال الطيب صالح مرة أخرى ويقيمون معها حواراً، بدءاً من علاء الأسواني الذي سجل أعلى المبيعات بروايته "عمارة يعقوبيان"، ووصولاً إلى الكاتب السعودي سليمان أدونيه الذي يكتب بالانكليزية. في روايته "عشاق جدة" التي ترجمت حديثاً إلى الألمانية يقرأ أبطال الرواية معاً "موسم الهجرة إلى الشمال"، مثلما كان فيرتر ولوته يقرآن كلوبشتوك في رواية غوته "آلام فيرتر". طرق القوافل التي جرى عليها في الماضي التبادل الأدبي بين الغرب والشرق والشمال والجنوب أصبحت اليوم طريقاً سريعة مزدحمة، والفضل في ذلك يرجع في المقام الأول إلى الطيب صالح: إنه موسم الهجرة (الأدبية) إلى الجنوب!



    شتيفان فايدنر
    ترجمة صفية مسعود
    حقوق الطبع: قنطرة 2009
                  

02-21-2009, 08:46 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: حليمة محمد عبد الرحمن)

    السودان ودّع مؤلف «موسم الهجرة الى الشمال» ... الطيب صالح شيِّع بمشاركة رسمية وشعبية
    أم درمان (السودان) - عصام أبو القاسم الحياة - 21/02/09//

    يبدو أن اغتراب الراحل الطيب صالح الطويل أبعده كثيراً عن مواطنيه إذ بخلاف ما كان متوقعاً شيع جثمانه بحضور عدد محدود من المواطنين لم يتجاوز ثلاثة آلاف، وهي نسبة أقل عن تلك التي شاركت في موكب المطرب عثمان حسين والتشكيلي أحمد عبدالعال والمطرب مصطفى سيد أحمد وغيرهم من مبدعين فقدهم الــسودان فــي الفترة الماضية. وربط البعض بين غربة الطيب صالح الطويلة والمشاركة المحدودة للمواطنين في تشييعه، فــعلى رغــم أن يــوم دفنه صادف اجازة رسمية إلا أن مجموعة محدودة من الرســميين والمبدعين شــاركت في دفنه.

    وتقدم الموكب رئيس الجمهورية ورئيس حزب الأمة الصادق المهدي الى جانب اسرة الراحل وأعضاء اتحادات الكتّاب والأدباء والصحافيين والموسيقيين. الجثمان الذي وصل الى مطار الخرطوم عند الرابعة صباحاً بتوقيت السودان استقبله وزير الدولة بوزارة الثقافة أمين حسن عمر واللجنة التنفيذية لاتحاد الكتّاب السودانيين ورئيس اتحاد الفنون الدرامية وأسرة الراحل.

    وكان رحيل الطيب صالح خلف حزناً عميقاً في المشهد الثقافي السوداني حيث تقاطرت جموع المثقفين والفنانين الى مركز عبدالكريم ميرغني والى منزل شقيق الراحل محمد بشير صالح بأم درمان منذ الصباح، ووصل سفراء مصر وفرنسا والإمارات والسعودية للتعزية وقطعت الإذاعة برامجها وقدمت حوارات سابقة مع الأديب الراحل وحاورت النقاد والكتّاب حول سيرته وطبعت الصحف الصادرة الخميس صفحاتها بالأسود وبصور للراحل ونشرت حوارات سابقة معه كذلك، وألغت مراكز فنية وثقافية عدة برامجها الدورية.

    وتلقى اتحاد الكتّاب السودانيين برقيات تعازي من الكتّاب العرب والأفارقة، كما قدم العزاء رؤساء الأحزاب الســياسية، الاتــحادي الديــموقراطي والحزب الشــيوعي الذي قال أمينه العام محمد ابراهيم نقد معلقاً: «كُتب علينا أن نستقبل مبدعينا في توابيت خشبية». وتلقت وزارة الثقافة برقيات التعازي من وزراء الثقافة بالعالم العربي كما تقبّل المجلس القومي للثقافة التعازي بمقره في الخرطوم.

    وفي تصريحات الى «الحياة» وصف الكاتب عبدالله علي ابراهيم الراحل بـ «النوارة» وقال: «لقد فقدنا نوارة الثقافة السودانية... لكن إن كنا نريد وعياً حقيقياً... أشمل وأوسع بالطيب صالح فنتوقع من دارسيه في الغرب والشرق على السواء ألاّ يواصلوا التعامل معه كممثل للأدب السوداني وكفى، وأن ينتقلوا في دراساتهم له كي يبلغوا مسام السرد السوداني، ولربما أعادنا هذا الى دراسة متجددة لثلاثيته التي تكاثر عليها غبار الإهمال، فأصبح الطيب صالح ضحية الطيب صالح لأن إبداعه كله لا يؤخذ بشكل جدي أو مثالي إلا في موسم الهجرة الى الشمال».

    ومن سكرتارية جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي قال مرتضى الغالي أن عمله في لجنة الجائزة التي تُقدم منذ العام 2003 أتاح له فرصة طيبة لمعرفة الراحل وقال: «ظل الطيب صالح ملحاً علي أن أسمه لا يستحق أن تسمى به جائزة، وعلق عندما علم بأمر ترشيحه لنوبل وهو على فراش المرض أن في العالم من هو أحقّ بها منه».

    وأضاف مرتضى الغالي: «وصلتا الكثير من رسائل التعزية من مختلف أنحاء العالم ويصعب حصرها الآن». وفي ما يتعلق بجائزة الطيب صالح للإبداع الروائي قال الغالي: «رحيل الطيب صالح أدعى لاستمراريتها».

    من جانبه وصف المحرر الثقافي لصحيفة «الرأي العام» عيسى الحلو رحيل الطيب صالح بالمفجع، وقال: «الطيب ضــمير أمته ووجدانها الصافي وقد نقل ثقافتنا القومية الى الفضاء الكوني لأنه قبض على ذلك البعد الذي يجعل الأدب المحلي أدباً عالمياً».

    أما الناقد أحمد الصادق فقال ان على الكتّاب السودانيين معادلة غياب الطيب صالح، وشغل الفراغ الذي خلفه كصوت أدبي سوداني في المنابر الثقافية العالمية، مشيراً الى أن الطيب صالح قدم صورة نموذجية للكاتب السوداني بتواضعه وجمال خلقه وطيبته، وباقتداره الكبير في الإبداع الفني ولحد كبير استطاع أن يحمل العالم على قياس الشخصية السودانية بشخصيته الفذة، فصرنا نسمع من يقول لك: «ان هذا من بلد الطيب صالح».

    الروائي عبدالعزيز بركة قال: «فقدنا سرفانتيس الرواية السودانية، وهو أمر لا يمكن تعويضه بأي مستوى». أما أمير تاج السر الروائي الذي قدم من دولة قطر للمشاركة في دفن «خاله» قال: «لقد فقدت أحبّ شخص إليّ في الوجود وأنا في غاية الحزن، كان أنيساً طيباً صالحاً حميماً».

    وكان عبدالباسط عبدالماجد وزير الثقافة الأسبق قال باكياً وهو يقف قرب قبر الراحل «الطيب الصالح الجميل... كان أكثرنا علماً ونبلاً وأصالة»، أما حسن أبشر الطيب أحد رفقاء الطيب صالح ورئيس سكرتارية الجائزة التي تحمل اسم الراحل فقال: «لقد دفنا اليوم أعظم وزارة ثقافة في تاريخ السودان الحديث» وعدد مآثره.
                  

02-25-2009, 04:09 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: osama elkhawad)

    هوامش للكتابة - وداعاً أيها الطيب (1)
    جابر عصفور الحياة - 25/02/09//

    اتصل بي أحد الأصدقاء المقيمين في لندن صباح الأربعاء الماضي الثامن عشر من شباط (فبراير) ليعزيني في وفاة الطيب صالح، كنت أعرف أنه في وضع صحي حرج، وحاولت الاتصال به مراراً دون جدوى، إلى أن أعطاني صديقنا المشترك محمود سالم، أطال الله عمره، رقم هاتف زوجته كي أتصل بها لتمكننى من الاستماع إلى صوته إذا كان في وضع صحي يسمح له بالرد وحاولت الاتصال أكثر من مرة دون نجاح وظل قلقي متزايداً إلى أن صدمني خبر وفاته، فجلست صامتاً، مصدوماً، غير قادر على الكلام وكالعادة، تكاثرت هواتف الصحافيين من الأصدقاء وغير الأصدقاء لكى أقول شيئاً، ولكنى اعتذرت للجميع، فالخطب كان جللاً في وقعه على نفسي، وحزني كان أكبر من الكلمات التي يمكن أن نقولها في مثل هذه المناسبات الأليمة فالطيب صالح كان صديقاً حميماً، قريباً كل القرب من القلب والعقل، وقد تعوّدت أن أقول له، طوال عمر صداقتنا المديد، أنت الوحيد من الكتاب الذين أعرفهم ممن ينطبق اسمهم على حقيقتهم فأنت طيب وأنت صالح وكان يبتسم ابتسامته العذبة الآسرة، ويرد في تواضع نبيل لا تبالغ يا صديقي ولم أكن أبالغ، فالطيب صالح الإنسان كان كنزاً من الطيبة لمن يعرفه، وكان نموذجاً نادراً للصلاح الخلقي عرفت فيه نبل الإنسان الوفي لأصدقائه، العف اللسان حين يتحدث عن الذين يختلف معهم أو عنهم، الأمين مع نفسه، الصادق مع الآخرين يرى في البشر جميعاً إخوة له في القيم الإنسانية التي تؤكد أكمل ما في الإنسان من معاني الخير والحق والجمال وما أكثر ما كنت أصحبه، عندما يأتي إلى القاهرة ليرى أصحابه القدامى الذين عمل مع بعضهم في الإذاعة البريطانية «ب ب س» في لندن، ثم في الدوحة، وكان رجاء النقاش رحمه الله أقربهم إلى قلبه، لا ينكر فضل مقالاته في التعريف به، في أول طريق الشهرة، ومع رجاء ومحمود سالم مجموعة من الرفاق القاهريين الذين امتدت صداقته وإياهم لعقود طويلة.

    وكنت أعرف سي الطيب كما تعود أصدقاؤه على مناداته من قبل أن أراه بكثير، وألممت بأطراف من سيرة حياته منذ مولده في السودان عام 1929 في إقليم مروى شمال السودان بقرية كرمكول بالقرب من قرية دبة الفقراء، وهي إحدى قرى قبيلة الركابية التي انتسب إليها، وعاش في إقليمها طفولته، قبل أن ينتقل إلى الخرطوم لاستكمال دراسته في جامعتها التي حصل فيها على درجة البكالوريوس في العلوم وسافر إلى إنكلترا عام 1952، حيث غيّر مجرى دراسته، منجذباً إلى تخصص العلاقات الدولية من علوم السياسة وخلال إقامته في إنكلترا، التحق بالقسم العربي في الـ«ب ب س» وعمل به، إلى أن وصل إلى رئيس قسم الدراما، حيث عرف صديقاً مصرياً، ظل قريباً كل القرب إلى نفسه، وظل على علاقة به إلى أن توفاه الله، فكتب عنه سيرة روائية، فياضة في مشاعرها، وفي قدرتها على الغوص عميقاً في أغوار الشخصية الإنسانية، أطلق عليها اسم «منسي» التي ظنها البعض رواية خيالية، مع أن النص المطبوع يضم عدداً من الصور التي تجمع بين منسي وعائلة الطيب، وذلك في الطبعة الأولى التي صدرت عن دار الريس سنة 2005 وكان من أقرب الأصدقاء المصريين إلى نفسه عبدالرحيم الرفاعي الذي عمل معه هو والفنان الكبير المرحوم محمود مرسي في الإذاعة البريطانية، وعرف كليهما سنة 1954، وامتدت الصحبة المباشرة إلى سنة 1956، سنة العدوان الثلاثي على مصر الذي نتج منه استقالة محمود مرسي وعبدالرحيم الرفاعي، احتجاجاً على العدوان، واختار الطيب البقاء ليدافع عن مصر من خلال الإذاعة البريطانية ولم يفسد اختلاف الرأي المحبة التي جمعت بين الثلاثة، خصوصاً عبدالرحيم الرفاعي الذي كانت زوجته السويسرية وثيقة الصلة بزوجة الطيب صالح البريطانية وقد ظلت العلاقة الحميمة باقية إلى وفاة محمود مرسي بعد أن أصبح رائداً عظيماً في فن التمثيل بعد الإخراج وظل عبدالرحيم الرفاعي مدّ الله في عمره رفيق الطيب صالح الذي ظل يجاوره، في زياراته المتعددة كل عام إلى القاهرة، حيث اعتاد السكنى في العمارة الكائنة بشارع جامعة الدول العربية وقد ضمت الصحبة القاهرية، إلى جانب محمود سالم، عبدالقادر حميدة ومحمود عثمان صالح وحازم هاشم فضلاً عن رجاء النقاش وغيرهم.
    وقد استقال الطيب من الإذاعة البريطانية، وعاد إلى وطنه السودان، وعمل فترة في الإذاعة السودانية، لكن أجبرته الدواعي إلى ترك السودان والعمل في قطر وكيلاً لوزارة الإعلام، وهناك أنجز الكثير الذي كان من ثمراته مجلة «الدوحة» التي تولى تحريرها صديقه وابن وطنه محمد إبراهيم الشوش الذي كان قد ترجم كتاب إليزابث درو عن «الشعر كيف نفهمه ونتذوقه» وخلفه رجاء النقاش الذي رد له الطيب صنيعه بعد أن ضاق الزمن الساداتي برجاء في القاهرة وبعد سنوات من العمل في وزارة الإعلام بالدوحة، قبل الطيب العمل مديراً إقليمياً بمنظمة اليونسكو في باريس، وأصبح ممثلاً لها في الخليج العربي، ومقره قطر في الفترة من 1984 - 1989، ولذلك كان يتقن الفرنسية إلى جانب الإنكليزية التي ظل أقرب إلى ميراثها الليبرالي الذي ترك أكبر الأثر على تكوينه الثقافي الرحب الذي وصل بين التراث والمعاصرة بوصفهما وجهي عملة واحدة، وذلك في عقلية منفتحة على كل جديد أصيل في كل مكان على الكوكب الأرضي ولكنه لم يفارق الأفق الليبيرالي إلى غيره من الآفاق الأحدث، فظل بعيداً من الحداثة وما بعد الحداثة، نافراً من الأخيرة على وجه التحديد، وذلك على نحو جعله يتهم نقاد البنيوية والتفكيك، ولا يتوقف عن السخرية من النقد البنيوي والتفكيكي الذي ظل يراه نقداً غامضاً، لا يفيد القراء الذين ينبغي أن يقارب النقد بينهم والأعمال الأدبية لا أن يبعدهم عنها ولذلك لم يكن يقبل قصيدة النثر، ويؤثر عليها قصائد كبار الشعراء القدامى وبعض المحدثين من أمثال صلاح عبدالصبور وغيره من شعراء التفعيلة. ولا أزال أذكر اختلافي الحاد معه في أحد الملتقيات الأدبية في المملكة المغربية، وقد امتد حوارنا إلى ما بعد الجلسة، وأخذ وقتاً طويلاً من الليل، لكن بعد أن أسهمت ابتسامات الطيب مع تسامحه في إزالة حدتي في المناقشة. وكانت هذه هي المرة الأولى والأخيرة التي انفعلت فيها في مناقشاتي الكثيرة معه.

    أما معرفتي بأدبه فترجع إلى عام 1966، حين نشرت مجلة «حوار» البيروتية نص روايته «موسم الهجرة إلى الشمال» وأدارت الرواية عقلي حين قرأتها، وما أسرع ما أحدثت زلزالاً في الثقافة العربية، وأخذ الجميع يتحدث عنها بوصفها حدثاً فريداً، أضاف إضافة كيفية إلى رصيد الرواية العربية وكانت الرواية انفتاحاً على أفق إبداعي جديد، مغاير، في خطوات بالغة الجسارة، سواء في اللغة أو الموضوع أو كيفية بناء الشخصيات والأحداث وتحولت الرواية بما تركت من أثر، وما حملت من التباس في نهايتها، وفي تعدد معاني سياقها الذي يدور حول العلاقة المتوترة بين الشرق والغرب على المستوى الثقافي، والمنطوية على تضاد متعدد الدلالات والأبعاد في علاقات مصطفى سعيد السوداني الذي سافر إلى إنكلترا للدراسة بالنساء البريطانيات اللائي تسبب في دمار بعضهن، كما أسهمن في اندفاع عالمه إلى الذروة التي تشظى فيها، وذلك في اللحظة التي اتحد فيها الثاناتوس الموت مع الإيروس الملازم لذروة اللذة الجنسية التي قتلت جين موريس، الأمر الذي تسبب في سجن مصطفى سعيد واتهامه بالقتل، وسجنه لسنوات، عاد بعدها إلى وطنه كما لو كان يعود إلى الرحم الذي خرج منه، مدركاً أنه كان يثأر من الاستعمار الذي امتهن بلده بامتهان نسائه فلم يُفلح إلا في ثأر عاجز، تركه أكثر توحداً وإخفاقاً لأنه عجز عن تكوين صيغة جدلية بالآخر، تجمع بين تراثه المحلي الخلاق الأصالة والإنجاز الإيجابي للآخر المعاصرة. وكانت النتيجة أنه عاد إلى الرحم الذي خرج منه لعله يجد الراحة والأمان النفسي الذي كان يتطلع إليه حتى بعد أن تزوج حسنة بنت محمود وأنجب منها ولدين، ولكنه ظل غريباً مغترباً في واقعه، فانتهت به حدة الاغتراب، إلى أن أحرق غرفته السرية، وانطلق صوب النيل ليسلم نفسه إلى موجه الذي يحمله إلى نقطة اللاعودة، وذلك في ما يشبه الشعيرة الطقسية التي تنهي الاغتراب في الشمال والجنوب على السواء. وكانت رمزية الجنس الذي تتعدد مشاهده في الرواية، والحوارات بالغة الجسارة بين الشخصيات، فضلاً عن تقنيات تيار الوعي الحديث، وعلاقة التوازي المتقلبة ما بين المشابهة والمخالفة في علاقة الراوي والمروى عنه، مصطفى سعيد، علامات على نوع استثنائي لا عهد به من قبل في الرواية العربية ولذلك انجذبت أقلام النقاد إلى الرواية التي أصبحت مغوية لكل الاتجاهات النقدية، ابتداء من نقاد الواقعية بأنواعها، مروراً بنقاد التحليل النفسي، وأنصار الوجودية، فضلاً عن المنتمين إلى الاتجاه الرمزي من المتأثرين بتقاليد يونج وفريزر، وظلت الرواية حمالة أوجه، لا تكف عن إثارة الانتباه إليها، وذلك لأنها نص إبداعي استثنائي يظل في حاجة إلى الكشف ولم يكن من الغريب أن يقبل نقاد «خطاب ما بعد الاستعمار» على الاهتمام بها، والتحليل الميكروسكوبي لدلالاتها الفاضحة للخطاب الاستعماري المنطوي على معاني الهيمنة والاستعلاء والتخييل.

    وقد جاءت «عرس الزين» تالية في الشهرة ونالت من الاستقبال ما يقارب استقبال «موسم الهجرة» وكانت «زغرودة للحياة» كما وصفها المرحوم علي الراعي بحق، وقد جعل الطيب صالح محورها المركزي «الزين» الذي كان شخصاً استثنائياً، لا نظير له في القرية التي أحبته على رغم غرابته، وعلى رغم ما ينطوى عليه من صفات الصعلكة الملازمة لصفاء النفس المكشوف عنها الحجاب في حالات كثيرة، فضلاً عن العطف على البؤساء، والعفوية التي تجعله خارجاً على الأعراف الاجتماعية للقرية، سواء بمعناها العملي المنطقي، أو الاقتصادي ولم يكن لحياة «الزين» أن تخلو من ملامح صوفية، منسربة في سلوكه الذي كان يحتقر الماديات، ويهوى الجمال في كل مظاهره، ابتداء من الطبيعة التي كانت تدل على بديع صنع الله، وانتهاء بالمرأة التي كان يرى في جمالها الدليل الحي على وجود خالق الجمال في الكون كله وتحدث المفارقة عندما تختار أجمل فتيات القرية وأكثرهن عقلاً وحكمة الزين لتتزوجه، وينقلب حال الزين الذي يدخل في شعائر الزواج مسلوب الرشد، فقد كان هو نفسه مندهشاً من الاختيار الذي يدفعه إلى التغير فيما بدا كأنه شعيرة يمتزج فيها الحدس الصوفي الذي ينطوي عليه، والعقل الهادئ الكامن وراء من اختارته عروساً، وندخل سياق الإجراءات السابقة على العرس إلى وقائع العرس نفسه، لا نمنع أنفسنا من الاتحاد الوجداني مع «الزين» الذي ينوس بنا ما بين الحس والعاطفة والتلقائية، محتفين بفرحة عرسه التي هي فرحة الحياة وشهوتها التي تصل بمعاني حضورها إلى ذروة الاكتمال والكمال في الوجود وبالوجود.
                  

02-26-2009, 00:18 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: osama elkhawad)

    ذكر الدكتور جابر عصفور في كتابته عن الطيب صالح:
    قبل أن ينتقل إلى الخرطوم لاستكمال دراسته في جامعتها التي
    Quote: حصل فيها على درجة البكالوريوس في العلوم

    وهذا خطأ واضح،فالمبدع الطيب صالح لم يكمل دراسة العلوم
    المشاء
                  

02-26-2009, 09:13 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: osama elkhawad)

    كتب الروائي اللبناني الياس خوري في عموده في الملحق الثقافي لجريدة النهار الآتي:



    على الأقل
    رواية واحدة تكفي


    مات الطيب صالح، السوداني الساحر الذي اقنعنا ان "زول" باللهجة السودانية كلمة عربية فصيحة تعني "جنتلمان". كان الطيب صالح "زولاً" بكل ما في الكلمة من معنى. دمث ومتواضع ويحب الشعر. اذكر اننا كنا في مؤتمر أدبي في تونس، واميل حبيبي يتوسط مجلس الشراب الليلي في حديقة الفندق، ويترنم بشعر ابي الطيب. وكنا حوله نطرب للشعر، وننتشي بالايقاع الذي يعلو بنا الى سماء اللغة. وعندما نضبت ذاكرة حبيبي، ارتفع صوت الطيب صالح بالشعر، ولم يتوقف. كان الرجل السوداني الأسمر، يشرب مدام الكلمات، يأخذ الايقاع الى مداه، ويراقص الصور. وعندما احس بتململنا قال انه قادر على الاستمرار في الإنشاد الى الصباح.
    "هل كتبت الشعر؟"، سألته.
    "لا، أنا أحفظه"، قال.
    هذا المزج بين حب الشعر وكتابة الرواية، هو جديد الطيب صالح في المشهد الروائي العربي. كتب كثيرا لكنه لم يكتب سوى رواية واحدة. "موسم الهجرة الى الشمال"، لا تزال قادرة على ان تسحر القراء في مشارق الأرض ومغاربها، لأنها مصنوعة من سر المثنّى، الذي طبع علاقة العرب بالأدب، منذ الملك الضلّيل.
    صحيح ان الطيب صالح كتب عددا من الروايات الأخرى، "عرس الزين" و"بندرشاه"، و"ضو البيت" وقصص"دومة ود حامد"، لكنه دخل الذاكرة الأدبية في وصفه كاتب الرواية الواحدة. دخل الى الحلبة مع بطله الاشكالي مصطفى سعيد، وبقيا معا في قلب السرد الحديث، كإحدى علاماته الاكثر تأثيرا واشراقا.
    اميل حبيبي ايضا كتب رواية واحدة. افترست "المتشائل" جميع اعماله الادبية الأخرى، وصارت احدى علامات فلسطين في المشهد الأدبي في العالم. وعلى الرغم من ضيق حبيبي بهذه الحقيقة، فإن الرجل الذي كتب روايته الأولى من دون ان يدري انها رواية، صار في حياته يقلّد بطل روايته، ويتشاءل مثله، الى درجة بتنا معها لا نستطيع التمييز بين الكاتب والبطل.
    التماهي بين الراوي - الكاتب والبطل، كانت لعبة الطيب صالح الكبرى. لكنها لعبة جرت داخل الرواية وليس خارجها. صحيح ان الموضوع في "موسم الهجرة" ليس جديدا، من "قنديل ام هاشم" ليحيى حقي الى "عصفور من الشرق" لتوفيق الحكيم، الى "الحي اللاتيني" لسهيل ادريس، غير ان المقترب الذي بناه الطيب صالح عبر مزج فرانز فانون بكونراد، أخذه الى اماكن جديدة، وجعله ينجح في قلب معادلة تأنيث الشرق، التي صنعها المستشرقون، في شكل جذري. لكن لعبة السرد القائمة على معادلة العلاقة التكاملية بين الراوي الذي لا اسم له وبين بطله مصطفى سعيد، جعلت لعبة التماهي تدور في داخل الرواية نفسها، وحررت الرواية من نبرة السيرة الذاتية التي طبعت اعمال الروايات التي سبقتها.
    قد يكون مصطفى سعيد هو إسقاطات الراوي، واحلامه التي لم تتحقق، وقد يكون الراوي هو الوجه الآخر لمصطفى سعيد. قد يكون الاثنان واحدا، وقد يكونان شبحين متوازيين. لكن العلاقة بينهما تحرر النص من تبعات الواقعية، وتسمح له بتجاوز البعد السيكولوجي من دون اسقاطه في شكل كلي. يصير النص مسرحا للعبة الخيال التي لا يحدّها الواقع الذي تنطلق منه، وتصير النساء الضحايا استعارات ورموزا، ويصير موت البطل او انتحاره غرقا، جزءا من صرخة الراوي وهو يتخبط في الماء طلبا للنجدة.
    الانضباط والتوازي، هما اساس البناء السردي. يولد السرد من الحكاية، بحيث يستطيع ان يتطور كي يصوّر الواقع وكأنه خرافة، من دون اللجوء الى الخرافات القديمة. خرافته الجديدة هي كيف اخترع الغرب شرقه، كما كتب ادوارد سعيد في "الاستشراق". مصطفى سعيد يخترع غربه والراوي يعيدنا الى الشرق الواقعي، حيث لا تكون الخرافة الا حكاية، حتى ولو قادت الى جريمة مرعبة في القرية السودانية. ما يجري في القرية بعد انتحار مصطفى سعيد، هو تكرار واقعي لحكاية البطل الغرائبية في الغرب. الجريمة الرمزية التي ارتكبها الطالب السوداني في لندن، عندما قتل جين موريس، تتحول جريمة حقيقية في القرية، عندما تقتل ارملة سعيد ود الريّس، التي اجبرت على الزواج به، قبل ان تنتحر.
    الدم في لندن كان رمزيا في حكاية عجيبة، اما الدم في الريف السوداني، فكان حقيقيا في رواية واقعية.
    هذان المستويان صنعهما المثنّى في اعظم نص سردي انتجه العرب، "الف ليلة وليلة". نتكلم في العادة عن المثنّى في الشعر، من مثنّى امرئ القيس الى مثنّى محمود درويش، لكننا نتناسى ان الحكاية الاطار في "الليالي"، بنيت بالمثنّى: شهريار- شاه زمان، شهرزاد- دنيازاد، وان مثنّى الاطار ينسحب على الحكايات ايضا، ليصل الى ذروته في السندبادين.
    مثنّى الطيب صالح يستعير البنية الاساسية للمثنّى الكلاسيكي، باعتباره تجسيدا لعلاقة الانسان بظله او احتماله. نستطيع ان نقوم بعملية مقارنة بين مصطفى سعيد والراوي لنكتشف ان تكاملهما الذي يحولهما الى مثنّى يُبنى على علاقة المعلوم والمجهول في شخصيتيهما، ما نعرفه عن احدهما نجهله عن الآخر، بحيث لا بد لنا من جمعهما كي نعثر على شخصية مكتملة. غير ان هذا لا يعني ان الشخصية لا تقوم بذاتها، وهنا يقع سحر المثنّى، الذي تشكّل كترسيمة تأسيسية في الادب العربي.
    اخذنا الطيب صالح الى سحر الكتابة السردية، مما جعل الكثير من النقاد يعتبرون "موسم الهجرة" بداية لما يطلقون عليه اسم الرواية ما بعد المحفوظية. وهم محقّون في ذلك، على الرغم من ان الطيب صالح بقي عند حدود سحر السرد، وترك الدخول الى العالم السحري لروائيين من اجيال لاحقة.
    لن يعني موت الطيب صالح شيئا لمصطفى سعيد. اكتشف بطل الرواية، بعد موته، ان الموت الجسدي لا يستطيع ان يؤثر على مسار الإبحار المستمر في الكلمات، او على الحكاية التي يعيد القراء تأليفها مع كل قراءة. لكن موت هذا الكاتب الكبير، الذي وصل الى الثمانين، وسئم "تكاليف الحياة"، سوف يترك فينا نحن الذين لسنا ابطالا للروايات، الكثير من الأسى.
    الموت حق، نقول. لكن من حقنا ايضا ان نحزن، ونستعيد كلمات المتنبي، في وداع صاحبنا:
    "نعدّ المشرفية والعوالي
    وتقتلنا المنون بلا قتالِ
    نودّع بعضنا بعضا ونمشي
    اواخرنا على هامِ الاوالي".
    الياس خوري
                  

02-27-2009, 00:03 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: osama elkhawad)

    خصص الملف الثقافي في "الرأي العام" عدده الأخير لرحيل الطيب صالح,
    وفي الرابط التالي تجدون الكثير من المقالات عن رحيل مبدعنا الكبير:
    http://www.rayaam.info/spsection.aspx?pid=441&sec=17
                  

02-27-2009, 06:11 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: osama elkhawad)

    الطيب صالح في جريدة "الرياض":مثقفات ومثقفون لـ (ثقافة اليوم):
    رحيل الطيب صالح صدع في خارطة الرواية العربية


    الطيب صالح
    استطلاع - محمد المرزوقي
    وصف عدد من المثقفين والمثقفات رحيل عبقري الرواية العربية، بالفاجعة، وبالصدمة الفادحة، مؤكدين ترجل فارس في المشهد الثقافي العربي، ورحيل رمز من رموز الرواية العربية.. مؤكدين بأن صاحب موسم الهجرة إلى الشمال سيظل مهاجرا في ذاكرة ثقافتنا العربية...
    الدكتورة كوثر القاضي وصفت رحيل الطيب صالح عن المشهد الثقافي العربي بقولها: غادرنا يوم أمس الطيب صالح أحد الرواد الكبار للرواية في عالمنا العربي.. المبدع العربي مبدع موسم الهجرة إلى الشمال تلك الأسطورة الروائية الفريدة التي ارتبطت باسمه.
    أما عن رحيل عملاق الرواية السودانية وأحد أبرز الروائيين العرب فقد وصف رحيله الكوثر في ظل الوضع الروائي العربي الذي يسود مختلف أقطارنا العربية فقالت: لقد رحل الطيب صالح في مرحلة تعيش فيها الرواية العربية مرحلة تتميز بغزارة الكم، وتعاني في الوقت ذاته من الفقر الشديد في فنياتها وفي عمق ونضج تجربتها الإبداعية.

    وختمت د.كوثر حديثها في وصف ترجل الطيب صالح قائلة: لقد توارى الطيب صالح في زمن لم يعد فيه للكبار مكان.
    أما الروائي يوسف المحيميد فقد وصف رحيل الطيب صالح قائلا: لم نكن نستيقظ من صدمة فقدان رمز الشعر العربي الحديث الشاعر الكبير محمود درويش، قبل أشهر قليلة.. إلا وقد فاجأنا رحيل أحد أبرز كتاب الرواية العربية الحديثة الطيب صالح، فكما تعلمنا جماليات اللغة ومفرداتتها الشعرية على يدي محمود درويش، كنا التقطنا جماليات خيوط السرد من رائعته(موسم الهجرة إلى الشمال)بالإضافة إلى أعماله الأدبية مثل عرس الزين، دومة ود حامد، وغيرها من أعماله الإبداعية المميزة الأخيرة.
    ومضى المحيميد بمشاعر الأسى في حديثه فقال: رغم أن الطيب صالح توقف عن كتابة الرواية بشهامة ونبل.. حيث كان يردد دائما بأنه ليس لديه من شيء جديد ليكتبه.. إلا أن فقدانه كإنسان وكرمز روائي تحمل أن يباغتنا ذات يوم برواية جديدة بعد أن فقدناه نهائيا.

    ومضى يوسف واصفا عزاء الساحة العربية في فقدها للطيب صالح فقال: عزاؤنا بأن رحيله يقابله حضور لافت في الرواية العربية، على المستوى العالمي، وبروز أسماء شابة جديدة قادرة على مواصلة ترسيخ الفن الروائي العربي، سواء كانت هذه الأسماء من السودان الشقيق، أو من بلدان العالم العربي، خاصة مع حضور رواية الأطراف في الخليج العربي، والمغرب العربي الأقصى.

    أما عن مقولة الطيب صالح التي طالما رددها لقرائه والتي يرى بأن لا جديد لديه ليكتبه للقارئ.. فقد علق المحيميد قائلا: لعل هذه التصريحات التي تدور في محيط هذه المقولة التي كان الطيب صالح يرددها بين الحين والآخر، فقد كان يشير بشكل أكبر وأكثر تحديداً إلى الفن الروائي. فكما تعرف بأنه في السنوات الأخيرة صدرت له عدد من الإصدارات عن دار رياض الريس والتي كانت تضم مقالات في الأدب والسياسة والمجتمع.
    وأضاف يوسف قائلا: رغم أن مجرد صدور رواية تحت أي مستوى فني تتضمن اسم الطيب صالح، كانت كفيلة بالحضور الكبير لها.. فقط لأنها تحمل اسم الطيب صالح.. ولكنه ونتيجة لعدم رضاه عما تختزنه ذاكرته من عوالم وشخوص آثر أن يصمت (شهر زاده الخاص).

    واختتم المحيميد حديثه قائلا: لا زلت أتذكر ملامح الخيبة على وجهه وهو يقف كرئيس لجنة اختيار جائزة للرواية العربي في ملتقى الرواية العربية الثالث بالقاهرة، حينما ألقى الروائي صنع اله إبراهيم خطابه الشهير، والذي رفض بموجبه الجائزة الممنوحة له من وزارة الثقافة المصرية...إذ كان يشعر الطيب صالح كرئيس للجنة الجائزة بالخيبة، والشعور بالحرج أمام كبار المثقفين والمبدعين المصريين والعرب عامة.. وكأنما قبوله للجائزة في دورتها اللاحقة كان من موقف يشبه العزاء لنفسه، رغم أنه يستحق أكثر من جائزة في الرواية العربية.

    أما رئيسة اللجنة النسائية بالنادي الأدبي الثقافي بالطائف، الأستاذة منى المالكي، فقد تحدثت عن هجرة الطيب صالح إلى السماء فقالت: تلقفنا رائعته تتنقل بين الأيدي المرتجفة خوفا من المراقبة أن تقبض علينا متلبسات بالهجرة معه إلى شماله الملتهب المتناقض داخل نفس بطله(مصطفى سعيد) , هذا ما حدث معي عند بداية رحلتي الماتعة مع المهاجر الطيب صالح يرحمه الله في رائعته (موسم الهجرة إلى الشمال) كان ذلك في المرحلة الثانوية , كنا ندلف إلى عوالمه المغرقة في المحلية والواقعية ولكنها كانت رحلة ممتعة للوصول إلى فك شفرة تلك المفردات , وأيقنت صدق المقولة (الوصول للعالمية طريقه الإغراق في المحلية).

    ومضت منى في وصف مشاعر فاجعة رحيل عبقري الرواية العربية فقالت: فجعت بالخبر الحزين عن رحيل عملاق من عمالقة عالمنا الروائي الذين أثبتوا قدرة العربي على استنبات فن كالرواية لدى أمة شاعرة تشكل الموسيقى واللغة المتفجرة دهشة ومفاجأة أحد روافدها الحياتية الرومانسية..
    واختتمت المالكي وصفها لإنسانية الراحل صاحب الإبداعات الروائية، والمقالات الاجتماعية، وصاحب الحس الإنساني الذي يتدفق مجتمعا يبحث عن غد في شرفات الحياة فقالت: الطيب صالح كان طيبا وصالحا مع وطنه وأمته وأهداهما خلودا رسمه بأنامله الطاهرة روايات مميزة , ف (يأيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية).
    أما الناقد الدكتور حسين المناصرة فقد وصف رحيل الطيب صالح قائلا: رحل مبدع أفضل رواية عربية وأشهرها في القرن العشرين، رحل صانع حوار الحضارات أو تصادمها في رواية قد حظيت بكل منجز نقدي، توقف كثيراً على مشارف لغتها؛ ليدقق، ويحلل، ويستشرف، ويؤوّل؛ لتبقى الرواية نصاً مفتوحاً عصياً على أي قراءة نقدية تدعي أنها نهائية!!
    رحل الطيب صالح - رحمه الله - وقد ترك لنا من ذاته علامة فارقة ومشرقة في فضاء الإبداع السردي، في فضاء الرواية العربية/«ديوان العرب في القرن العشرين»، وما زالت!! رحل ليقول لنا : أنا لم ارحل، ولن أرحل؛ لأنني تركت فيكم قيمة الحياة الحقيقية ماثلة في قيمة الإبداع، وهل للحياة جمال غير جمال الإبداع، عندما يكون خالداً إلى أن يشاء الله!!

    ومضى د.المناصرة قائلا: ستبقى رواية «موسم الهجرة إلى الشمال» نجمة مضيئة في فضاء تاريخ الرواية العربية، نجمة تستحضر دوماً معها كثيراً من الصفات الحميمة التي تكشف عن تلك النفس الإنسانية العميقة الماثلة في شخصية الطيب صالح نفسه، فتقول: إنه ذو نفس إنسانية عميقة؛ لأنه قد آمن - خلال مسيرته الثقافية والإبداعية - بأن إنسانية العالم أكبر من إقليم السودان، أو قارة أفريقيا، أو العالم العربي؛ فكان سودانياً، وعربياً، وأفريقياً، وشرقياً، وعالمياً، وإنسانياً... تجسد هذا كله في عبقريته الإبداعية التي أنتجت «موسم الهجرة إلى الشمال»، هذه الرواية التي التهمت مبدعها، وأعماله الأخرى؛ فلم يعد يذكر الطيب صالح إلا بهذه الرواية الأقرب إلى الأسطورة أو العنقاء التي تتجدد دوما في كل قراءة نقدية واعية، وفي كل امتداد زمني نحو المستقبل!!
    وعن هذا الرحيل لعبقري الهجرة إلى الشمال يقول د.حسين: ما أن يقولوا للطيب صالح، يوم أن كان حياً يرزق : روايتك تختصر العالم كله، أو هي عن الشرق كله، أو عن العرب، أو عن الإسلام، أو عن أفريقيا، أو عن العالم الثالث، أو عن فلسطين، أو، أو، أو... حتى يؤكد لك أنها عن كل ما يقولون، ولو جاءه أحد ما، وقال له : هذه الرواية عن امرئ القيس، أو المتنبي، لما تردد في أن يؤكد صحة الاستنتاج؛ فهو يدرك أن الرواية - في المحصلة - منتج المتلقي؛ وأن السارد ليس له إلا ذلك الاسم المطبوع على غلافها؛ لذلك كانت هذه الرواية، وستبقى مثاراً لزوابع من الرؤيات والجماليات، وأنك لو قرأتها للمرة العاشرة ستشعر أنك تقرؤها للمرة الأولى، وبكل تأكيد ستكتشف أن هذه الغابة السردية، تفضي لك بأسرار جديدة مع كل قراءة جديدة، حتى لو وصلت إلى القراءة المئة!!

    ومضى د.المناصرة في حديثه قائلا: لو كانت جائزة نوبل محايدة وموضوعية في مجال الآداب تحديداً، لمنحت جائزتها هذه للطيب صالح، والكل يعرف أنه رشح لهذه الجائزة، ولكن عدم موضوعية المشرفين على هذه الجائزة من ناحية الأدب، حالت دون حصوله عليها؛ علماً بأنها منحت لروايات أقل شأناً من رواية (موسم الهجرة على الشمال) التي دخلت في عام 2002، ضمن أفضل مئة رواية إنسانية في العالم.
    وعن حديث البدايات يقول د.حسين: بدا الروائي الطيب صالح مقلاً في كتابة الرواية، على الرغم من أنه يكتبها منذ نصف قرن، فكتب إضافة إلى (موسم الهجرة إلى الشمال) روايات: عرس الزين، ومريود، ودومة ود حامد، وضوء البيت... ومع هذه القلة في الكم لا النوع، يبدو أنه يستحق لقب (عبقري الرواية العربية) وهي عبقرية موسم الهجرة إلى الشمال. ولكنها أيضاً ستغدو عبقرية حاضرة في رواياته الأخرى؛ فيما لو أعطيت حقها من الدراسة والنقد.

    ومضى د.حسن واصفا رحيل العبقري فقال: برحيل الطيب صالح، صار بإمكاننا أن نعرف إلى أين ذهب (مصطفى سعيد) بطل رواية (موسم الهجرة إلى الشمال) فها هو قد مات بموت الطيب صالح - رحمه الله-. وفي هذا الرحيل تكمن مسألة أن البطل كان يعيش في جلد مبدعه، وأن اختفاء مصطفى سعيد، هو جزء من تخفي السارد، الذي يرمز بالأشياء من حوله، ومن منظور رؤيته، لعالم مليء بالمفارقات، إلى حد أن يصبح هذا العالم مخزوناً في ذات عبقرية متناقضة ومضطربة، تكتب عن المستقبل من منظور رؤيتها للماضي والحاضر، وتفهم طبيعة التناقضات المقبلة من خلال بؤر التناقضات التاريخية؛ لهذا كانت رؤيات الطيب صالح مسكونة بهواجس الناس العاديين، كما هي في الوقت نفسه مسكونة بهواجس المفكرين والمبدعين وأصحاب النظريات الكبرى!!

    وختم د.المناصرة حديث الفراق ومشاعر الأسى قائلا: رحمك الله أيها الفارس الذي ترجل عن فرس الإبداع، لأنه لم يعد بإمكانك أن تواصل الحياة؛ فالموت قدر، ومغفرة الله واسعة الرحمة، فليرحمك الله، وليحسن إليك، فإنك أبدعت في حياتك، وهذبت الجيل، وصورت الحياة بتناقضاتها المختلفة، وفي النهاية على الإنسان السوي أن يتوازن من ذاته وبنفسه، فيقتل شره، ليجعل حميمية إنسانيته تستوعب العالم من حوله، ومن ثم تؤمن إنسانيته بأن الخير سيبقى ويتجدد كالعنقاء، وأن الشر لن يدوم، حتى فيما لو غولاً مجرماً!!
                  

02-27-2009, 11:40 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: osama elkhawad)

    كتب الاستاذ زاهر هلال الساداتي في كتابه "الطباشيرة والكتاب والناس-مذكرات معلم قديم"عن الفترة التي قضاها متدربا في "بخت الرضا". وقد زامله الطيب صالح في عام 1952 وقد قال الاستاذ زاهر عنه:

    Quote: و يحلو لي في ذكرى تلك الأيام العذبة أن أذكر زميلا لنا في الدفعة الرابعة سيكون له شأن عظيم فيما بعد وهو الأخ الطيب صالح الذي شرُفت الرواية العربية به بل شرّف الأدب السوداني وشرُف السودان به،وأذكر عنه انه كان كما يقول الإنجليز Gentlemanهادئ الطبع,وودود،سمح النفس،عميق الصوت في موسيقية محببة أهلته لان يكون ألمع مذيع في ال BBC هيئة الإذاعة البريطانية،وكان كثير الاطلاع،وكان متدينا في غير غلو أو مراء ولم يكن يشاركنا حماقاتنا ومشاويرنا الليلية الى الدويم" ص 34
                  

03-02-2009, 11:36 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: osama elkhawad)

    كتاب أردنيون : موت «الطيب صالح» خسارة حقيقية للرواية العربية

    الدستور - خالد سامح

    ترك خبر وفاة الاديب العربي الكبير الطيب صالح أمس في لندن صدمة وأسى كبيرا لدى الكتاب والمبدعين الاردنيين ذلك ان الراحل الكبير شكل وعلى مدى عقود ظاهرة أدبية متفردة واستثنائية واليه يعود الفضل في طرح اشكالية العلاقة بين الغرب والشرق روائيا كما يرى معظم النقاد الذين تناولوا تجربته باسهاب.

    وقد وصفه عدد من الكتاب الاردنيين الذين التقتهم الدستور بالاديب المجدد والاستثنائي كما رأوا ان أدبه ترك أثرا كبيرا لدى جيل من الروائيين العرب.

    ونشير بداية الى ان الطيب صالح ولد عام 1929 في إقليم مروي شمالي السودان وعاش مطلع حياته وطفولته في ذلك الإقليم ، وفي شبابه انتقل إلى الخرطوم لإكمال دراسته فحصل من جامعتها على درجة البكالوريوس في العلوم. سافر إلى إنجلترا حيث واصل دراسته ، وغيّر تخصصه إلى دراسة الشؤون الدولية.

    تنقل الطيب صالح بين عدة مواقع مهنية فعدا خبرة قصيرة في إدارة مدرسة ، عمل الطيب صالح لسنوات طويلة من حياته في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية ، وترقى بها حتى وصل إلى منصب مدير قسم الدراما ، وبعد استقالته من البي بي سي عاد إلى السودان وعمل لفترة في الإذاعة السودانية ، ثم هاجر إلى دولة قطر وعمل في وزارة إعلامها وكيلاً ومشرفاً على أجهزتها. عمل بعد ذلك مديراً إقليمياً بمنظمة اليونيسكو في باريس ، وعمل ممثلاً لهذه المنظمة في الخليج العربي. ويمكن القول ان حالة الترحال والتنقل بين الشرق والغرب والشمال والجنوب أكسبته خبرة واسعة بأحوال الحياة والعالم وأهم من ذلك أحوال أمته وقضاياها وهو ما وظفه في كتاباته وأعماله الروائية وخاصة روايته العالمية "موسم الهجرة إلى الشمال".

    وكتابات الطيب صالح تتطرق بصورة عامة إلى السياسة ، والى مواضيع اخرى متعلقة بالاستعمار والجنس والمجتمع العربي. في اعقاب سكنه لسنوات طويلة في بريطانيا فان كتابته تتطرق إلى الاختلافات بين الحضارتين الغربية والشرقية. ومن ابرز رواياته بالاضافة الى "موسم الهجرة الى الشمال" »عرس الزين« و»مريود« و»ضو البيت« و»دومة ود حامد« و»منسى«.. وتعتبر روايته "موسم الهجرة إلى الشمال" واحدة من أفضل مائة رواية في العالم .. وقد حصلت على العديد من الجوائز.




    سعود قبيلات: رمز أدبي كبير

    رئيس رابطة الكتاب الاردنيين القاص سعود قبيلات وصف الراحل بأنه كاتب كبير واستثنائي ومن رموز الادب العربي الحديث وقال"كانت اسهاماته في مجال الرواية مميزة وحاول ان يعكس من خلالها بصورة فنية راقية واقع الحياة في السودان الشقيق وقد اشتهرت من بين رواياته بشكل خاص رواية موسم الهجرة الى الشمال التي حاول من خلالها بأمانة تصوير تراجيديا الاحتكاك الثقافي ما بين ابناء العالم الثالث ومجتمعات المراكز الرأسمالية الكبرى وقد ساهم الاديب الراحل بشكل كبير في انارة عقول جيلنا من ابناء المجتمعات العربية المختلفة وايضا في تطوير ذائقتنا الادبية ونظرتنا الى الحياة بشكل عام. الطيب صالح واحد من ادباء القرن الماضي في العالم العربي الذين كانت لهم مساهمة كبرى في تطوير الادب العربي والذين هم بكل امانة ادباء القرن الواحد والعشرين ايضا".

    جمال ناجي : تأثر به أجيال من الكتاب

    أما الروائي جمال ناجي فقال"مفهوم ان الطيب صالح هو قامة ابداعية عربية كبيرة وقد أثرى المكتبة العربية برواياته النوعية التي شكلت ما يشبه المرحلة في مسار الرواية العربية عندما اصدر روايته "موسم الهجرة الى الشمال" وما تبعها من روايات وقد استفادت اجيال كثيرة من كتاب الرواية والقصة من لغته الى حد ان بعض الروائيين الكبار اقروا بأنهم وجدوا في اعماله ما يمكن الافادة منه على مستوى الشكل الفني وقد كتب عن تأثرهم باسلوبه". وتابع "في كل الاحوال تمثل وفاته خسارة حقيقية وكبيرة للادب العربي".

    ليلى الاطرش: عبقري بإبداعه وخلقه

    وعبّرت الروائية والقاصة ليلى الاطرش عن بالغ صدمتها بخبر وفاة الطيب صالح وتابعت قائلة "فقدت الساحة الادبية العربية احد رموزها البارزين واذا كان النقاد قد وصفوه بعبقري الرواية العربية فقد كان عبقريا بخلقه وتميزه بصوته الساحر العميق. وميزة الطيب صالح انه فجر من عقود اشكالية العلاقة بين الشرق والغرب بشكل تجاوز فيه مقاربة توفيق الحكيم في كتابيه"عودة الروح" و"عصفور من الشرق" وتميز بجرأة كثيرا ما سببت له الاتهام بالاباحية في الكتابة ومازالت هذه الاشكالية التي طرحها في كتابه تتبدى في كل مايهم الساحة الثقافية العربية الآن ، وتتميز كتابات الطيب صالح ببعد صوفي لافت وهو منهج اتبعه في سنواته الاخيرة".

    واشارت الاطرش الى الصداقة والزمالة التي ربطتها بالراحل الكبير وقالت "لقد عرفت الطيب صالح حين عمل في الدوحة مديرا للاعلام ثم مديرا لليونسكو وربطتنا به علاقة عائلية اي زوجي وانا واعتقد ان الخسارة بفقدانه كبيرة على المستويين الادبي والشخصي".

    د.محمد شاهين: كاتب آسر ومؤسس لرواية جديدة

    كما قال صديقه الناقد الدكتور محمد شاهين "في آخر لقاء لي مع الطيب صالح قلت له ان صاحبه ادوارد سعيد يمثل اسطورة جميلة في هذا الكون بعد رحيله عنا فأجاب "ستزداد هذه الاسطورة جمالا مع الايام".. هل كان الطيب يعلم انه كان يستبق الزمن في رثاء نفسه دون ان يدعه تواضعه يفكر بذلك".

    وتابع د. شاهين "لا اعرف كاتبا او روائيا استطاع ان يجمع بين جمال الخلق الشخصي وروعة الفن في ذات واحدة .أمس وعلى وجه التحديد كان موضوع السمنار في مادة الادب المقارن للدراسات العليا"موسم الهجرة الى الشمال"مقارنة بقلب الظلام للروائي كونراد. فقرأ احد الطلاب مطلع الموسم وعلق آخر باعجاب فكيف استطاع الطيب ان يمسك بتلابيب كل هذا اللقاء الذي يأسر القارئ من اول كلمة : عدت يا سادتي ..." .

    واكد د . شاهين ان الكاتب الراحل سيظل يأسرنا بسحر فنه وحسن معشره الى ما لا نهاية واختتم بالقول "رحل الطيب مخلفا لنا اروع مواسم الرواية التي اسست وما زالت تؤسس في المواسم الروائية العربية المتلاحقة".



    التاريخ : 19-02-2009
                  

03-05-2009, 04:33 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: osama elkhawad)

    هوامش للكتابة - وداعاً أيها الطيب- 2
    جابر عصفور الحياة - 04/03/09//

    تتابعت أعمال الطيب صالح الذي صار في صدارة الصف الأول من كتاب الرواية العربية، جنباً إلى جنب العمالقة يوسف إدريس، ونجيب محفوظ، وفتحي غانم، وأمثالهم على امتداد أفق الرواية العربية الذي انبثق منه «زمن الرواية» الذي لا نزال نعيش صعوده وأضافت إلى هذا الزمن ثلاثية «بندرشاه» التي صدر منها «ضو البيت» و«مريود» ولم يكملها الطيب صالح فتركها ناقصة على أمل الإنجاز، لكنه لم يستطع، فقد تكاثرت عليه المشاغل العملية، لكنه كان قد أصدر مجموعته القصصية اليتيمة «دومة ود حامد» التي تتناول الصراع بين منجزات التحديث والتقاليد الراسخة المعادية للتقدم الصناعي والعلمي، مشيعة في وعي البسطاء نوعاً من التفكير الغيبي الذي يغلق أبواب التقدم أمام المجتمعات المتخلفة وترمز «الدومة» أي شجرة الدوم التي تظلل مقام أحد الأولياء إلى التراث المناوئ للتحديث، في مقابل المصنع الجديد الذي تقرر أن يحتل موضع الشجرة التي لا بد من قطعها وإزالة المقام وتنبني درامية القصة على السؤال حول الصراع بين النقيضين، وكيفية إنهائه بالمصالحة، أو بغلبة أحد النقيضين ونجاحه في إزاحة الآخر، أو بالمجاورة التي تحل الأشكال حلاً توفيقياً ولا يزال يساورني هاجس أن الطيب صالح مضى في خطى يحيى حقي في روايته «قنديل أم هاشم» التي تنتهي بإمكان المصالحة بين القديم والجديد على نحو من الأنحاء القابلة للجدل، بل الداعية إليه ولكن لا تقف «دومة ود حامد» على هذا الحد من الصراع بين القديم والجديد الذي لا يزال نبعاً ثرياً لروايات عدة تمتد، مثلاً، إلى رائعة عبد الرحمن منيف «مدن الملح» خصوصاً في جزئها الأول.

    والغريب حقاً أن يتوقف الطيب صالح عن الكتابة، بعد هذا العدد القليل من الروايات والمجموعة القصصية اليتيمة وقد ظل منقطعاً عن كتابة الرواية لما يزيد على ثلاثة عقود، وما أكثر ما ألححنا عليه في أن يعاود الكتابة الروائية، لكنه كان يصدنا بقوله لم أعد أشعر بأن لدي ما أضيفه لكنني كنت أعلم من علاقتي الحميمة به أنه ظل ينطوي على حلم إكمال ثلاثية «بندرشاه»، خصوصاً بعد أن ظهرت أجيال جديدة، وتكاثرت الروايات المتميزة ولكن عشق الرواية بقي متأصلاً في أعماق وعي الطيب صالح، يدفعه إلى متابعة الإبداعات الروائية التي تضيف كيفياً ونوعياً إلى المنجز الروائي العربي والعالمي ولا أزال أذكر أنه أهدى لي رواية «رب الأشياء الصغيرة» لأرونداتي روي، بعد أن حصلت الرواية على جائزة بوكر البريطانية، وحققت لصاحبتها من الشهرة والثراء ما دفعها إلى بؤرة الضوء والاهتمام النقدي العالمي، ولا أزال محتفظاً بالطبعة الإنكليزية، وعلى صفحتها الأولى كلماته الرقيقة المحبة وقد أعجبتني الرواية التي دفعتني إلى قراءتها، فعملت على ترجمتها في «المشروع القومي للترجمة» قبل أن يتحول إلى «المركز القومي للترجمة». وقد ظل الطيب على صمته عن الكتابة الروائية إلى أن فاجأنا بإصدار «منسي» عن صديقه المصري الصعيدي الذي ترجع معرفته به إلى سنوات عمله بالإذاعة البريطانية في لندن، فكان السرد الروائي لهذه الشخصية العجائبية مدخلاً إلى ترشيح الطيب صالح لجائزة منتدى القاهرة للإبداع الروائي، بعد أن تحقق شرط عدم التوقف عن الكتابة لأكثر من عشر سنوات وكانت المنافسة الأخيرة في التصفيات ما بين الطيب صالح وإبراهيم الكوني، واحتدت المناقشات في لجنة التحكيم، وتكررت جلسات الحسم إلى أن استقر الاختيار على الطيب صالح الذي أعاد للجائزة اعتبارها، بعد حادثة صنع الله إبراهيم المؤسفة، فكان قرين عبدالرحمن منيف الذي سبقه إلى الجائزة في دورتها الأولى وأذكر الخطاب المؤثر الذي ألقاه بعد تسلمه الجائزة.

    وقد جلست إلى نفسي، بعد إعلان الجائزة بأيام عدة، لاسترجاع خصائص الكتابة الروائية عند الطيب صالح، فلاحظت - أولاً - أن رواياته قصيرة على وجه الإجمال، تصلها كثافة لغتها بالشعر، والتفت ثانياً إلى أنها روايات بطل واحد، منه تبدأ وإليه تعود، كأنه المركز المغناطيسي الذي ينجذب إليه كل شيء، وأدركت، ثالثاً، أن كل رواياته تبدأ من القرية السودانية وتعود إليها، وتبدو لمن يتأملها كما لو كانت تدور في قرية واحدة، كأنها مبدأ الحركة الروائية ومنتهاها، في كل أعماله الروائية وكانت هذه الأعمال تسعى إلى أن تغوص في قرارة القرار من واقعها المحلي لتصل إلى الجذر الإنساني الذي يصل أبناء القرية السودانية النائية بغيرهم من أبناء المعمورة الإنسانية كلها، ولهذا حملت روايات الطيب صالح من صفات الإنسانية الجوهرية ما جعلها مقروءة، عبر الترجمة، في الكثير من لغات العالم التي ترجمت إليها وكان إنجاز الطيب الذي مضى إبداعه إلى العالمية الحقة، عبر الغوص في أعماق القرية السودانية، نظير إنجاز نجيب محفوظ الذي وصل إلى جائزة نوبل عبر الإبحار في قرارة القرار من الحارة المصرية.

    أما الخاصية الأخيرة فهي ثقافة الطيب صالح المذهلة التي تتجلى في كتابته، وهذا مصدر ما لاحظه إدوار سعيد من تشابه بين بعض ملامح «موسم الهجرة» ورواية جوزيف كونراد «في قلب الظلمات» وهو تشابه أقرب إلى ما كان يسميه البلاغيون العرب «وقع الحافر على الحافر»، وهو يحدث حين تتشابه تيمة أو أكثر بين عملين لا يعرف كاتباهما عمل الآخر خصوصاً حين يكون الثاني لاحقاً في الزمن وأخيراً، هناك قدرة الطيب صالح الروائي على الوصف، أو الرسم بالكلمات، خصوصاً صور الطبيعة التي تكمل بنية الأحداث وتوازيها، كأنها مرايا تحولات الأحداث وتغير الشخصيات، والامتداد الرمزي لحضورهما الدال.

    ولا تنفصل هذه الملاحظة الأخيرة عن صقال لغة الطيب صالح وبلاغتها الخاصة، سواء في مفرداتها وتراكيبها، ومجازاتها وكناياتها المكملة لتشبيهاتها واستعاراتها الجزئية والكلية، خصوصاً حين تغدو الاستعارة رمزاً ولا أدل من لغة الطيب صالح الروائية على معرفته العميقة بالتراث الأدبي، خصوصاً الشعر الذي كان الطيب يعشق من أعلامه عدداً لا بأس به، لكن كان أبو العلاء المعري والمتنبي أقربهما إلى نفسه، وأدل على مزاجه ولن أنسى جلساتنا الحميمة، حين كانت تصفو روحه، ويعتدل مزاجه، خصوصاً بعد سماع ما يحبه من أغان قديمة، فينطلق منشداً شعر المتنبي الذي كان يحفظ عن ظهر قلب عدداً غير قليل من قصائده التي يرويها بلسانه الفصيح وإلقائه العذب فيأسر قلوبنا. وقد كتب عن المتنبي عدداً من المقالات وألقى من المحاضرات ما يُعد كتاباً، يحمل رؤيته الخاصة في شعرية المتنبي وفرائده وكان ذلك في السنوات التي انصرف فيها عن الكتابة الروائية، واستبدل بها التأمل النقدي في التراث والظواهر الثقافية المعاصرة التي عالجها بالخبرة التي اكتسبها من العمل الثقافي في سنوات اليونسكو ولكن ظلت الرواية أقرب إليه من حبل الوريد على رغم تأبيه عليها وتأبيها عليه لسنوات طالت وتطاولت، كأنها أبت علينا أن ننهل من النبع الصافي الذي ترقرقت منه أعماله القليلة المؤثرة التي ستبقى علامات ناصعة الضوء في خريطة الإبداع العربي والعالمي على السواء أما خسارتنا نحن أصدقاءه الحميمين فهي أكبر من أن توصف.
                  

03-13-2009, 05:21 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: osama elkhawad)

    الطيب صالح الذي أعرفه ... بقلم: طلحة جبريل
    السبت, 21 فبراير 2009 21:53

    [email protected]
    ترددت كثيراً قبل ان أكتب هذا المقال ، فقد وجدت نفسي وسط حالة من الحزن لم اعرفها من قبل، وبدا لي إن الكتابة في هذه الحالة، قد تتحول الى نحيب وبكائيات، وهي حالة لا اريدها لنفسي، او لقاريء يفترض ان يقرأ ما يفيد وليس مشاعر تقلب المواجع.
    لم أكن اريد أن اكتب ايضاً لان الصور تزاحمت في ذهني ، صور سنوات تراكمت تجر بعضها بعضاً، وفي كل مكان أو زمان هناك حكاية أو بعض حكايات. لذلك أقول صادقاً انني أكتب بمزاج سيء ابحث عن الكلمات ولا تسعفني العبارة.
    ولم أكن أريد أن أكتب حتى أضع فاصلاً بين ما حدث في العاشرة من ليل الثلاثاء 17 فبراير في احدى غرف مستشفى ويمبلدون، وبين الصور التي راحت تغطي بعضها بعضاً في مخيلتي على مدار الدقيقة إن لم أقل الثانية،غطت الصور على الصور ولم يبق لي سوى اجترار الألم والحزن.
    ثم أنني لم أكن اريد أن اكتب إذ لم أعرف من أين ابدأ وأين أنتهي.
    وخلال الفترة الفاصلة بين كتابة هذا المقال وما حدث في غرفة مستشفى ويبملدون، تعرضت لحالة تعذيب نفسي غير مسبوقة. إذ كان علي أن اتحدث لوسائل إعلام متعددة، وفي كل مرة كنت أجد أن دمعة تقفز الى المآقي، اتمنى أن أغلبها لكنها سرعان ما تغلبني.
    الناس يتحدثون عن "الطيب صالح" الرمز والكاتب والأديب والمبدع والمفكر وعبقري الرواية وصاحب واحد من بين أهم مائة عمل في تاريخ الانسانية، والمواطن الذي رفع اسم وطنه عالياً، لكنني كنت اتحدث عن الطيب صالح الصديق العزيز، الرجل الذي ظل يعطف علي عطفاً خاصاً، الى الحد الذي قال مرة إنه "إبني الروحي" الانسان الذي كانت تهمه جميع تفاصيل حياتي، وكانت آخر وصاياه" لا تبقى في اميركا طويلاً عليك أن تعود الى السودان، حتى لو عدت مزارعاً في شبا، لا تكرر تجارب الآخرين".
    عندما سمعت الخبر للوهلة الاولى صعقت، وكان بفارق التوقيت بين واشنطن ولندن حالة غروب في العاصمة الاميركية وليل في بريطانيا. قال الصوت من الضفة الاخرى من الاطلسي بنبرات متهدجة ومتعبة " ...توفي قبل قليل". أصبت بالوجوم. لم انطق ولو بكلمة واحدة. بقيت ساهماً لفترة طويلة, غامت عيناي بدموع غلبتني. غرقت في حزن تدافعت امواجه واحدة تلو الاخرى. ثم تحولت تداعياته في كل ساعة بل كل دقيقة إلى سيل متدافع متسارع من الاحزان تتزايد حركتها وتتعالى منذرة بليالي عامرة بالأرق.
    لا أدري لماذا قفز من بين كل المشاهد مشهداً محدداً.
    أتصل بي الطيب ذلك النهار في لندن، وقال سننتظرك انا ومحمد الحسن أحمد (عليهما الرحمة) التحق بنا لنذهب جميعاً الى سيداحمد الحردلو. لم اكن التقيت الحردلو من قبل على الرغم من اننا نعرف بعضناً بعضاً. وجدناعنده الدكتور ابوسن وآخرين لم أعد اتذكرهم، بقينا فترة مع الحردلو، ثم خرجنا نتمشى الطيب ومحمد الحسن وانا ، في ذلك اليوم راح يزودني الطيب بنصائح كثيرة ،إذ كنت استعد بعد يومين للسفر الى واشنطن لموقع عمل جديد، وحين لاحظت ان تلك النصائح استثنائية وملفتة وبلا حصر قلت له " يا شيخ الطيب (وكنت هكذا اخاطبه) كأننا لن نلتقي بعد اليوم" رد قائلاً بضحكته المميزة ونبرات صوته العميقة وأسلوبه المتمهل في الحديث " يا شقي الحال (وهكذا اعتاد مخاطبتي) العمر لم تعد فيه بقية" وفي إشارة ملفتة عبر عن رغبة غامضة أن يجد له قبراً في بلد شاسع واسع. لم يكن الطيب يملك متراً مربعاً في البلد الذي اعتاد ان يطلق عليه " الوطن الحبيب اللعين" عاد الي هذا الوطن في نعش وهو لا يملك سوى جواز سفره السوداني.
    ذهبت الى ذلك الكلام أستعيده واحاول استرجاع ما قاله. وكانت تلك آخر مرة التقي فيها الطيب صالح وجهاً لوجه. أعتدت بعد ذلك ان اتحدث معه هاتفياً، لكن كان مرضه يشتد لذلك اقتصرت مكالماتنا في ايامه الاخيرة على التحية والسلام، كنت افضل الاتصال بزوجته "جولي" لاعرف تفاصيل حالته الصحية ، أو بالصديق محمود عثمان صالح الذي ظل الى جانب الطيب ورافقه في السنوات الاخيرة حتى خلال زياراته خارج بريطانيا. اتسم موقف محمود، وهو سليل اسرة من تلك التي ينطبق عليهم وصف"كرام الناس"، بالمروءة والشهامة، بقى الى جانب الطيب حتى فاضت روحه ورافق جثمانه الى الوطن. قال لي الطيب في آخر مكالمة هاتفية "هل انت بخير" صمت. وكانت تك آخر مرة اسمع فيها صوته.
    قبل عشرة ايام من رحيله، تحسنت حالة الطيب وشرع في اجراء بعض التمارين الرياضية، وكان يتكلم مع الذين حوله. صحيح بصعوبة لكنه كان يتحدث ويعي تماماً جميع التفاصيل.
    بيد انه تعرض لبعض المضاعفات بسبب عملية غسيل الكلى وقرر الاطباء ايقاف تناوله للأكل ، وبدات عملية تغذيته بواسطة أنبوب عبر الأنف، لكن المعدة تعرضت كذلك التهاب أعقبه نزيف، ثم ان الأنبوب كان يضايقه لذلك لم يقو على تحمله، وهو ما أدى الى أن يفقد الكثير من وزنه، وحين تضاعف الألم حقن بمخدر للحد من الألم، وقبل يومين من وفاته دخل في غيبوبة كاملة ، وفي العاشرة من ليل الثلاثاء 17فبراير فاضت الروح الى بارئها.
    لم يتحدث معي الطيب صالح عن الموت الا في مرتين.
    مرة عندما أكملت كتابي" على الدرب مع الطيب صالح ..ملامح من سيرة ذاتية" عام 1997، عرضت عليه نسخة الكتاب قبل إرسالها الى صحيفة " الحياة" وكنت وقتها عاطلاً عن العمل بعد ان قدمت استقالتي من" الشرق الاوسط" في ابريل عام 1996. ذهبت اليه في لندن ،ومعي نسخة الكتاب كما كتبتها وبعد ثلاثة ايام التقينا، وكان ان قرر حذف مقاطع من الكتاب وفي ظنه انها قد تحرج بعض الناس، ثم قال لي مازحاً " كيف جعلتني اقول كل هذه البلاوي" ثم فاجأني قائلاً "على اية حال هذا هو المخطوط لكن اقترح عليك نشره بعد ان اتوكل على الله وأمضي الى حال سبيلي، وإذا وجد الناس في ما أكتبه وكتبته ما يستحق هذا كاف" كان ردي أن الاعمار بيد الله ولا أعرف من منا سيسبق الآخر. لم يقتنع. لكن عندما قلت له إنني التزمت مع صحيفة " الحياة" وهم سيدفعون مبلغاً معقولاً احتاجه لانني عاطل عن العمل أجاب بحسم " في هذه الحالة لا نقاش".
    وفي المرة الثانية كنت معه عندما قتل حامد الخواض مدير مكتب اليونسكو في العاصمة الاردنية عمان ، وكان سائقه الفلسطيني، الذي يعاني اضطرابات نفسية، دخل عليه مكتبه واطلق عليه رصاصات أردته قتيلاً، راحت الدموع تبلل وجه الطيب وهو يقول " الموت يبدو غريباً عندما يقترب من دائرتك".
    أختم بمشهد لا علاقة له بالمشاهد الاخرى.
    زارني الطيب صالح مرة في الرباط، وكان يجد متعة لا تضاهى في الحديث مع والدتي رحمها الله ووالدي اطال الله عمره. كانت والدتي درست سنة واحدة في المدرسة الاولية في الدبة وهي بلدة الطيب التي ولد وترعرع فيها، وكان يجد متعة حقيقية وهو يتحدث معها عن معالم البلدة في تلك السنوات البعيدة، كما كان والدي يتحدث معه عن ايام الدراسة في مدرسة مروي الاولية حيث درس حتى نهاية تلك المرحلة، وذات مرة طلبت من الطيب تسجيل الحديث بينهم، وهو ما حدث بالفعل, وكانت دردشة مفعمة بالذكريات والمفارقات والطرائف, وعندما ارسلت له نسخة من الشريط ، علق ضاحكاً " هذا افضل ما يمكن نشره" .
    الآن ماذا أقول؟
    كان حظ الطيب صالح موفوراً مع الدنيا والناس وفي مساره ورحلة عمره التقي كثيرين والتقاه كثيرون، ظل يعتقد دائماً ان جميع الناس، كل الناس، طيبين وخيرين تسهل معاشرتهم. كان يرى محاسن الناس لذلك احبه كل من تعرف عليه عن قرب. كل السودان أحب الطيب صالح لانه بشر من طراز نادر. واحب الطيب وطنه حباً منقطع النظير.
    كان الطيب صالح من أعز أصدقائي...ورحيل صديق من أكبر الفواجع .
    حزيناً دامعاً أقولها.
    عن "الاحداث
                  

03-13-2009, 06:03 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: osama elkhawad)

    ترك لنا حديثاً لا ينقضي!
    صالح زيّاد الحياة - 10/03/09//

    أحرزت روايات الطيب صالح - رحمه الله - مدى عالياً من المقروئية، وحققت - لا سيما رائعته الأشهر «موسم الهجرة إلى الشمال»- مساحة واسعة من الذيوع والانتشار عربياً وأجنبياً. وطبعاتها المتوالية في كثرتها وفي تعدد دور نشرها قبل وبعد انتشار تحميلها الالكتروني، هي قرين توافرها في المكتبات، وترجمتها إلى أكثر من 30 لغة، واختيارها ضمن أفضل مئة رواية في العالم. وكانت لافتة لي منذ سنوات في بريطانيا، إذ لا تكاد تدخل وتخرج من مكتبة متوسطة الشهرة من دون أن تجدها ومعها في أحيان كثيرة «عرس الزين»، وأحياناً معظم رواياته. وهذا وذاك لا ينفصلان عن كثرة الدراسات والمقالات والرسائل الجامعية التي كُتِبت عنه، وكثرة الإحالة عليه والاستشهاد به في دراسات أو مقالات في السرد، والأدب، والثقافة، والنسويات، وخطاب ما بعد الاستعمار.
    وهو في هذه الصفة واحد من عدد قليل من الكتاب العرب، خصوصاً في العبور من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى، وفي مجاوزة النطاق المحدود من القراء إلى مختلف شرائح القراء: الصغار والكبار، المثقفين وغير المثقفين.
    وهي صفة عزيزة المنال، لكنها مناط ما تبعثه الكتابة من طموح وما تسببه من عناء وما تتطلبه من جهد وتحد، فالأفق الذي يترامى إليه أي كاتب - لو كشف عن حقيقة نفسه - ليس شيئاً قبل النجومية التي تصنعها جماهيريته وكثرة قرائه ومتلقي إبداعه والمنفعلين به.
    ومؤكد أن روايات الطيب صالح وقصصه رائعة ومدهشة، لكن هذا الوصف الانطباعي الذي نقوله عندما يعجبنا شيء أو يلذنا، لا يفسر هذا التوارد والتشاكل الذي يجمع قدراً كبيراً ومختلفاً من القراء تجاهه، فهناك أسباب تتركب في بنية النص المكتوب لتجمع له صفات الروعة والدهشة. وهي أسباب لا دليل على ما تنشئه من لذة القراءة واتساع مداها ومساحتها، سوى الاتساع بدائرة الملاحظة إلى مدار يشمل غيره من الكتاب والأدباء الذين اجتمعت لهم الصفة، أو أحرزوا قدراً منها، بحيث نكتشف أفق التوقع الذي تتحرك القراءة لإشباعه وفضوله فتتكاثر وتتوالد داعية مزيداً من القراء والقراءة!
    ولا بد أن المحلية في سرد الطيب صالح سبب قوي لكثرة قرائه ولشيوع رواياته، فالقارئ له يتعرف على القرية السودانية، بأشيائها وحيوانها وناسها وعاداتها وسلوكها وديانتها وتصوراتها وعلاقاتها وخرافاتها. وسرد الطيب صالح يجعله ينظر من خارج الناس والمكان ومن الداخل وبقدر عال من الألفة والقرب من روح الوطن ومن نبضه الحي، فتسمع تصايح الناس في الحقول وأنين السواقي على النهر وخوار ثور أو نهيق حمار، وترقص في عرس، أو تنظر إلى ماء النيل المربد بالطمي، وتضحك وتبكي وتخاف وتطمئن، وتتلون بك المشاعر، في فضاء له نكهة الحياة المختلفة بمحليتها والمتحدة من حيث جوهرها الإنساني.
    ولقد كانت المحلية سبب الثراء الإبداعي وإدهاشه وعالميته عند غير كاتب عربي وأجنبي، لكن الطيب صالح في إبرازه لمحلية رواياته كان من الطراز الأميز من جهة التوظيف للغة المحكية وثرائها بالواقع الحي، ومن جهة تعدد منظور السرد تجاه الأحداث والمواقف والشخصيات، ومن جهة بناء الفضاء المحلي للرواية في مقابل الفضاء الآخر الأوروبي الكوزموبوليتي، بما يطرح أسئلة الهوية التي تصبح المحلية تمثيلها وتركيبها الرمزي. ولهذا يشد الطيب صالح القارئ باللعب على وتر المألوف والشعبي والبسيط والتنويع عليه بما يفارق به البساطة والإلف، ليغدو الواقع البسيط مركباً وغريباً ومعقداً وعنيفاً، ولتتصاعد حدة الأسئلة تجاه الذات وتجاه الآخر والعلاقة بالعالم.
    ويبدو التعجيب في سرد الطيب صالح قرين المحلية وموصولها الذي يكتسب مبرره وأجواءه من فضائها، ويحيل في الوقت نفسه على مهارة السارد في رسم استراتيجيات سرده بما يُحْكِم جاذبيتها للقارئ.
    ويعتمد التعجيب عند الطيب صالح على الغموض والسرية واللغز، ومثاله شخصية مصطفى سعيد التي أثار السارد بغموضها فضول القارئ إلى التعرف عليها، وظل هذا الغموض يتوالد ويتمدد من أول الرواية إلى آخرها. ولا يخلو سرده من نَفَس عجائبي سواء في عرضه لبعض الأحداث الخارقة وغير الطبيعية أم في رسمه لبعض الشخوص الصوفية وشبه الأسطورية ومن ذلك شخصيتا «الحنين» و«الزين» في «عرس الزين». وهي دلالات لا تنفصل عن لعب الطيب صالح على وتر المفارقة واستثمار النقائض والأضداد على مستوى المكان (الشرق والغرب) واللون (الأسود والأبيض) والقوة (الاستعمار والخضوع) والجنس (الرجل والمرأة)... إلخ.
    وأتصور أن موقع المرأة في سرد الطيب صالح، كان عاملاً أساسياً في إضفاء أعماق ساحرة وغامضة تقود إلى مزيد من الدهشة على مستوى الوعي بالجسد الإيروسي وعلى مستوى التدليل به الذي يستمد قوة تمثيل من المخيال الثقافي العربي-الأفريقي للفحولة والأبوية والغيرة. وصورة (عطيل) في رائعة شكسبير، وهي عميقة الحضور في الوعي الإنساني، مغزى لن تخون الذاكرة في الاستدلال عليه عند الطيب صالح من خلال علاقة مصطفى سعيد بجين مورس وقتله إياها. لكن المرأة والعلاقة الفحولية بالجسد الأنثوي تأخذ - لدى الطيب صالح- مداراً أوسع وأعمق للدلالة، بحيث تتفلت من قبضة المعنى الواحد أو التفسيرات الجاهزة، ولهذا فإن الجسد لديه يمكن أن يقرأ في حين بوصفه تمثيلاً أسطورياً يضفي الغموض على المرأة، وهو في حين آخر كتابة تمارس الإخضاع الرمزي للآخر، أو دلالة على الطبيعي الذي يحيل على النيئ والشرقي والأصل في مقابل دلالة الثقافي على الثانوي والتالي والمطبوخ والمصنوع (أي الحديث والغربي)، إذا استوحينا شتراوس.
    وبالطبع فإن لسرد الطيب صالح ميزات أخرى لا يكاد الحديث عنها ينقضي، فهو بسيط وعميق، وهو واضح وغامض، ولذيذ وعنيف، وفَكِه ومأساوي، وموجز وكثيف. وهو لا يشف عن شعارية إيديولجية ترتهن الإبداع في قبضتها، ولا يتكلف المغامرة في تجريب طرق سردية غير محسوبة. وإلى ذلك كله فإن روح السالفة وروح الحكي الشفهي و«المجالسية» العميقة الجذور في وعينا العربي والإنساني واضحة لديه.




    * أكاديمي وناقد.
                  

03-16-2009, 03:21 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: osama elkhawad)

    مدارات - مكان لهجرة داخل المكان
    أدونيس الحياة - 12/03/09//

    احتفاء بالأثر الطيب للطيب صالح

    اقرأوا شخص الطيب صالح(1). أظن أن الفرق بين شخصه وأبجديته ليس فرق هوية، بل فرق في درجات الضوء. آبنوس يقود العين الى جهة الليل والسر. وهذا الخفر المغمور بنوع من الكآبة الهادئة دعوة الى الدخول في طبقات محيطه القصوى.

    في السر، وجد الطيب صالح غذاءه، ووجد اطاراً لكتابته. نحن إذن لا نقرأه لكي نعرف سير الحدث، بل لكي نعرف ما وراءه. لذلك لا نقرأه بالوقت أو بالمكان، وإنما نقرأ الوقت به، ونقرأ به المكان.

    أستطيع أن أرى كتابته نفسها في هيئة شخص مسكون بصوفية السر والتأمل والنشوة. دائماً يبدو، لحظة يتحدث معك، كأنه يتحدث مع آخر، سواك. دائماً يبدو كأنه في مكان آخر، لحظة يجمع بينكما مكان واحد. هذا الشخص الذي هو كتابته، يبدو دائماً كأنه اثنان: واحد قبالتك، معك. وواحد بعيد مسافر. واحد يذهب، وواحد يجيء. اثنان، كل منهما يقول للآخر: لست حاضراً إلا مع نفسي - لكن عبرك.

    كنت كل يوم، في مرحلة لقائي بالطيب صالح، أوغل أكثر فأكثر في غور التاريخ، فيما آخذ الوقت وحضوره بين ذراعي. كان الحاضر آنذاك لهباً يلتهم نفسه، ويخيّل أن الناس ينزلقون فيه كمثل حُزمٍ من القش. وكان الوطن يتنفّس هواء لم يكن إلا بخاراً من الكلام. وكان هذا البخار هو نفسه يلتهم بعضه بعضاًَ.

    كنت أشعر أنني لم أكن موجوداً إلا حين أستسلم للورقة البيضاء، كمثل زفير شبه مخنوق. وكانت معظم الكتابات آنذاك أشبه بصراخ يملأ الشوارع، تمجيداً للأسماء وسحقاً للأشياء. وكانت لهذه الكتابات كيمياؤها الخاصة التي لا يطمح أصحابها الى أقل من تحويل الرؤوس العدوة الى منافض لرماد تبغهم.

    كان القول يفسد حتى أصبح الصمم رغبة، مثلما قال المتنبي، أبو الطيب، منذ أكثر من ألف سنة، وكأنه يخاطب صديقه الطيب الآخر.

    ولا تبال بشعر بعد شاعره/ قد أفسد القول حتى أُحمِدَ الصمم

    في أوج هذا الهبوط سطع ضوءُه الآبنوسي - سطع في بيروت، تلك الساحة السمحة الى حد أنها كانت وحدها تتيح لأصحاب ذلك الصراخ أن يكسّروا قناديل المعنى.

    وقلت: هوذا، يمكن الكلام والسفر بعيداً مع هذا الضوء الآبنوسي.

    في شعرية الكتابة، التقينا. وكان لقاؤنا إذاً حراً كمثل كتابته التي ولدت حرة، خارج المعسكرات - أحزاباً، وأيديولوجيات، وسياسات، تلك التي كانت تولّد الرغبة في الصمم. كانت كتابات الطيب صالح تتلألأ مع وحدتها الساطعة على مأدبة الجمال والسر.

    وفي حين كانت الكتابات المهيمنة خدمة للأسماء، كلا، خدمة لألفاظ كانت تصطف، وتتقافز حولنا، وتحاصرنا، كأنها أسلحة من كل نوع، أو جيش يسهر، ويحرس، ويطارد في كتائب لا تعرف غير التمترس والتخندق والترصد وشن الحملات، كانت كتابات الطيب صالح تسير هادئة وديعة في الطريق الضيقة نحو تحرير الطاقات الاكثر عمقاً في الحياة والانسان، في الفكر واللغة.

    لا حزب وراءه، أو أمامه، أو حوله. لا يتكئ على وسادة النواح الوطني. لا يسمح لنفسه أن يستلقي على سرير تنسجه دعوى باسم التقدم. لذلك لم يكن يكتب لكي يتواصل مع جمهور جاهز يستعرض في الساحات العامة، بل كان يكتب لكي يزداد معرفة لنفسه، ولكي يزداد تواصلاً مع فضائها الانساني. كانت الكتابات المهيمنة تؤسس للسلطة، وكانت كتابته تؤسس للهوية. كان ممن لا يجرفهم الحدث، بل ممن يتأسس بهم التاريخ. لهذا لم تكن له سطوة غير سطوة النور، سطوة أن يستبصر، ويستشف، ويكتشف، ويحبّ.

    ولا يذهب الظن بأحد أن الطيب صالح سلك هذا المسلك، عداء للتقدم. على العكس، كان باسم التقدم نفسه، يرفض الانسياق في ما هو باطل أساساً: أعني تحويل الأبجدية الى زخارف للبيوت الايديولوجية، أو الى أدوات لسلطانها، أو الى أصوات تهتف لها. كان يرفض ذلك مؤكداً أن الابجدية ابتكار لمزيد من الغوص في العالم، ومزيد من جلائه، وأنها لذلك، حين يكون الأمر أمر ابداع، يجب أن تكون استقصاء لمجهولات العالم. فمن يعمل على تحويل الكتابة عن مدارها هذا، ليس إلا كمن يحاول أن يخرج كوكباً من مداره.

    المكان، بالنسبة الى الطيب صالح، وكما يخيل اليّ، أصل مسكون بهاجس الترحّل، كالجذر المسكون بالفرع. إنه انشقاق على نفسه، انشقاق يحمله الانسان في ذاته: بين كينونته وصيرورته. كأن الترحل أفق الأصل. كأنه، لذلك، ماهيته. هناك يكمن سر الحياة، بوصفها فرحاً وعبئاً في آن.

    المكان - الأصل كمثل الكلمة التي هي هجرة دائمة بين الاسم والدلالة. يترحل الكاتب من المكان وفيه، كما يترحل المعنى من الكلمة وفيها. وكما أنه ليس هناك كلمة نهائية يقيم فيها المعنى، فليس هناك مكان نهائي يقيم فيه الانسان. المكان هو لذلك، كمثل المعنى، لكي يبتكر باستمرار كما يبتكر الحب. ومن هنا يبدو أن الخلاق يقيم في الترحل، بل يبدو أنه هجرة دائمة.

    حين نلغي الترحل، نلغي غنى العالم - أعني أسراره ومجهولاته. يصبح العالم كأنه ملتصق بأعيننا، ولا نعود نراه. هكذا نرحل لكي نكتشف العالم - مقامَنا فيه، وإقامتنا. والكتابة مكان لهذا الترحل، لهذا الكشف المعرفي، إنها السفر الذي يكشف السر، فيما يبقيه طي الخفاء. إنها الجسد مترحلاً. طبيعة ثانية، أو كأنها الطبيعة وقد تحولت الى أبجدية.

    هكذا تجري كتابة الطيب صالح في نهر اللغة والعالم، كمثل سفينة تعانق اللجة فيما تحتضن الضفاف، كأنها المكان مهاجراً داخل المكان.

    والأرض نفسها هي البيت. والصلاة في الشمال لا تقوم إلا اذا وجهت وجهها الى الجنوب. والغرب ليس هداية لتيه الشرق، بل مناسبة لكي يحسن الشرق التعرف الى ذاته، ولكي يحسن العودة اليها، موغلاً في اتجاه الأقاصي.

    أحييك أيها الطيب، يا صديقي، وأحتفي بك - بيتاً للضوء: سقفه السماء، وتخومه الكون.

    (1) كتب هذا النص سنة 1994، مشاركة في تكريم خاص أقيم للطيب صالح في باريس، ولم ينشر.

    لمناسبة رحيله الأخير، رأيت أن أنشره احتفاء بالأثر الطيب الذي تركه الراحل الكبير الصديق، ووداعاً له

    (باريس، 15 آب/اغسطس 1994)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de