|
صحف بيروت ..عرب وافارقة .. دارفور .... اثنية واحدة ..
|
في الوقت الذي كانت فيه مفاوضات السلام و الضغوط بشانها دوليا بين الحكومة السودانية والجبهة الشعبية لتحرير السودان في اوجه تجاذباتها سودانياودوليا ، برزت في شهر شباط (فبراير) 2003 ،مشكلة غرب السودان (دارفور) الي الواجهة ، وهي منطقة شبه صحراوية تقع علي حدود تشاد ، كمشكلة من المناطق المهمشة لا تقل اهمية عن ضرورة التعاطي معها و حل قضاياها كمشكلة مزمنة في ارض قاحلة رغم انتماء سكانها من العرب و الافارقةالي اثنية واحدة ، والاختلاف بينهم ان الافارقة منهم يعيشون في مجتمع زراعي ، بينما العرب بدو رحل دائما يبحثون عن الماء والكلا شان عموم سكان الولايات في المناطق الاخري . ونتيجة للجفاف ، عادة ما ينزح البدو الي اماكن يوجد فيها الماء و الزراعة ، فتحدث المشاكل وتقع المعارك ، والحال هذا ليس من صنع النظام السوداني ، وانما هو الحال علي مختلف العصور و الازمان . بضغط من الحركة الشعبية لتحرير السودان الجنوبية ، او بضغط خارجي دولي للضغط علي الحكومة ، اصبح لدارفور مشهديتها الخاصة في الصراع السوداني ، في حركة سريعة ، تمت فيها معارك واتصالات ومفاوضات ، كما اصبح فيها فصيلان مقاومان الاول يحمل اسم (( حركة تحرير السودان )) بزعامة مني اركو منياوي . وهذه الحركة هي التي بدات العمليات العسكرية بمواجهة الحكومة و القبائل العربية منذ شباط (فبراير) 2003 وهي التي وقعت اتفاقا مع الحكومة في ايلول (سبتمبر) 2003 ، وحركة((( العدل و المساواة )) بقيادة خليل ابراهيم كما اصبح حديث المنظمات الانسانية عنها كثيرا ، وكذلك زيارة السفراء الاوروبيين لها و المطالبة بالمساعدات العاجاة لاعادة تسكين سكانها بعد حالة الاحتراب موخرا . حركتا دارفور التي تجري المفاوضات معها منذ الرابع عشر من كانون الاول (ديسمبر) 2003 ، في العاصمة التشادية انجامينا بعد وساطة الرئيس التشادي ادريس ديبي و برعايته تطالبان بالامن وبحقوقهما كمواطنين وبعدم التعديات عليها ، وتطالبان السلطة برفع حالة التهميش الذي يصيبهما ، موخرا وبعد وصول المفاوضات في كينيا الي اعداد اطار السلام ، اعلنتا انهما لا تريدان الانفصال عن السودان وحق تقرير المصير . كما كان طرح حركة(( تحرير السودان ))عند انطلاقتها قبل اقل من سنة . وطرح زعيم حركة العدل و المساواة الذي طالب برئيس لدارفور وبنصيب متساو من الثروة و الموارد كما طالب بالحكم الذاتي لدارفور . من الجنوب السوداني الي دارفور في غرب السودان الي المناطق المهمشة الثلاث التي اصبحت اسمها معرفة في جبال النوبة وجنوب النيل الازرق و ابياي الي مناطق النفط التي طالبت بها حركة التمرد الجنوبية و حركتا تمرد دارفور ،الي عموم مناطق السودان المهمشة وباعتراف المتحاربين وعموم القوي الدولية ، يقف السودان اليوم فعليا امام مزلقان اختيار السلام ، فاما ان يتمكن بجهود الجميع من حكومة والاحزاب عموما و الناس كل الناس باجتياز عقبة المزلقان الي بناء سودان الغد الموحد ، واما يخطو خطوة ناقصة الي خط الممر السريع الاميركي ، فيؤسس للتقسيم وتوسيع دول القرن الافريقي . تنازلات حكومة الانقاذ التي انقذت السودان ، هل تكافا بانقاذ البلاد عموما ، وهل سترفع عنها العقوبات حتي نري الشعب السوداني يعيش حياة كريمة امينة ، اذا ركب طائرة لا تقع فيه نتيجة عدم وجود قطع غيار للطائرات بفرض حصار اميركي ، وهل نراه بعد عقد او زيادة بقليل يدعم المنظمات الانسانية باعتباره اهراء العالم للغذاء عوضا عن استقبال فرق الاغاثة اتوزيع الاغذية . الانقاذيون خطوا خطواتهم لانقاذ البلاد بشكل فاجأ الجميع ، فهل يفاجئ العالم السودان ومثله الادارة الاميلاكية برفع العقوبات و الحصار حتي يستعيد انفاسه و ينطلق في البناء و التنمية بعيدا عن سيف الاملاءات و الاشتراطات التي لن تفضي الا الي تقسيم . انتهي ... العدد السنوي السبت 3/1/2004 . اللواء البيروتية - لبنان
|
|
|
|
|
|