|
الجانجويد .. وثورة دارفور .. ...للدكتور بشارة صقر
|
الجنجاويد و ثورة دارفور عصابات الجنجاويد ليست نتاج الحركة الثورية في دارفور كما يحاول البعض التلميح اليها في كتاباتهم.فالجنجاويد كعصابة قديمة و معروفة في دارفورو تجاربها مشهودة في عالم القتل و الحرق والنهب حتي من قبل قيام ثورة دارفور الحالية بعقود.و تضم في عضويتها شخصيات مارست السرقة ولم تامن منهم حتي البنوك(سرقت بنك في نيالا من قبل هذه العصابات).كما ذكرت منظمة العفو الدولية في تقريرها التي تتكون من 35 صفحة كيف ارتكبت هذه العصابات المجازر و الانتهاكات الفظيعة لحقوق المواطنين من حرق القري و قتل و اغتصاب و غيرها من جرائم القرون الوسطي. تاريخيا الجنجاويد هم الذين قاموا بقتل و تشريد منظم لمعظم اهالي جبل مرة وضواحيها منذ عام 1989م و حولوا تلك البقعة الجميلة الوديعة من وطننا الي ارض محروقة.و هم الذين احرقوا القري حوالي الجنينة في التسعينيات و اجبروا المواطنين للفرار الي تشاد لاجئين. الجنجاويد هم كارثة دارفور الحقيقية منذ زمن بعيد وهم الآن يقاتلون بارتزاق ضد مصالحهم الاستراتيجية و مصالح مواطني دارفور في استرداد حقوقهم المشروعة. اما الثورة الوليدة المنتصرة باذن الله في دارفور فلم تشهد ضدها حتي منظمات حقوق الانسان المحايدة في تقاريرها الا في حالات فردية نادرة , وهي حالات لم تكن ضمن استراتيجية منظمة للحركة . لان الحركة تقاتل من اجل قضايا مشروعة و عادلة حتي النظام اقرت بوجودها.كما ان الحركة تتلقي الدعم والسند من غالبية مواطني دارفور و لا يخفي علي احد تنكيل النظام بمواطنين حتي علي اولئك النازحين و منعهم من دخول المدن او تقديم المساعدات لهم لتفاعلهم مع القضايا التي طرحتها الحركة. ان الطرح الموضوعي تكمن في ادانة عصابات الجنجاويد المجرمة و التي ادانتها كل العاالم لفظاعة الجرائمه و ليست بالتفاف علي تلك الجرائم و التلميح الي ان ما يدور في دارفور من مآسي بسبب الثورة.لان الحقيقة هي ان الثورة جاءت كنتيجة طبيعية لغياب الامن و التنمية و التهميش المتعمد من قبل الحكومة و بسبب القتل و الابادة المنظمة برعاية الحكومية. اما المدخل السليم لفتح حوار مفيد مع اولئك الذين يكتبون بضبابية عن مآسي الصراع الراهن في دارفور هو في مواجهة الذات بشجاعة و الاعتراف بعظمة الجرم التي ارتكبته الجنجاويد و من ثم البحث عن المخرج تمنع هؤلاء من ارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين.
د. بشارة صقر
|
|
|
|
|
|