دارفور .. حسَكنيت

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 03:47 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة حامد حجر(hamid hajer)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-12-2004, 10:55 PM

hamid hajer
<ahamid hajer
تاريخ التسجيل: 08-12-2003
مجموع المشاركات: 1508

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دارفور .. حسَكنيت

    الطيورالجنجويدية


    (بقلم أحمد الحسكنيت 9/12/2004 )

    في الوقت الذي إنتشرت فيها مخيمات اللاجئين داخل وخارج السودان ، عنواناً ورمزاً لجبروت وطغاة معظم حكام العالم الثالث المتخلف ، خيّم الأوكرانيون بمحض إرأدتهم في شوارع كييف العاصمة ، رفضاً لنتائج الانتخابات الديمقرا طية ... وهذه ليست المرة الاولى لمسلك هذا الشعب للتعبير عن إرادته وطموحاته الحرة ، فقد سبق له أن أجبر رئيسه السابق إدوارد شفرنادزة بالتنحي عن سدة الحكم رغم دعم روسيا العظمى له . والي وقت قريب كان الشعب السوداني وساسته الذّين يجيدون سياسة الشفاهة والمشافهة والمناطحة الكلامية يملؤن الافاق ضجيجا بأنهم أنموذج للشعب الذي اتى بثورتين في التاريخ (فشقرة وكلام مجالس) ألقت بالطغاة الى مزبلة التاريخ؟ وما ان يحل شهر أٌكتوبر تشرين الاول ، حتى تطالعنا صحفنا وتصدح تلفازنا ومذياعنا بالاناشيد وتخريطات بعض المتخرفين بتمجيد أكتوبر ....وما أن يولي تشرين الاول ظهره ويقبل شهر نيسان ابريل حتى نعيد الكرة ، وفصول المهرجان والاكذوبة ... ولعلها الثورة الوحيدة التى أقبلت تمتطي صهوة شهر تعد لدى تقاليد بعض الشعوب بانه شهر مباح فيه الكذب ..!! ولعل هذا ماجعل الاسلاميون يمدون حبال كذبهم والذي احسبها أكبر وأعظم فرية إنطلت على شعب بأكمله ... فقفذوا إلى سدة الحكم في حزيران (30 يونيو) بذرائع وفريات يعلمها الكل ويحفظه عن ظهر قلب ....

    ما يعنينا ليس الفعل بذاته ، بقدر تدعياته التي أفرخت طيورا جنجويدية ... تجوب الاجواء والانواء وكل حديقة وبستان ، لتسهل عليها بما حوتها بطونها ، من خيرات الغلابة ... ليس لبناً سائغاً للشاربين ..!! بل نتن ورجس من بول الشيطان تؤذي الكل ، حتى أفرغت الوطن من جميع الكوادر البشرية ..وغير البشرية ، باسم النبوة وهواجس الشيطان الانقاذي .

    ******

    ما كنت أعلم ان موسم البيات الشتوى سوف تغري الغربان الجنجويدية بالهجرة إلي الرياض (إستراحة المجد ليلة الاثنين الموافق 6/12/2004 ) في ندوة (نزوة ) أراد المنسق الامني للسفارة ان تكون خاصة ومحصورة لمصاصي الدماء الانقاذيون ، وطيورهم الجنجويدية من بعض أبناء الغرب الذين اعتادوا اللهث وراء سيدهم خوفا ورهبة وطمعاً في بعض بقايا الاناء حتى وان كانت دماء بشرية ....!!!!

    لقد أبرموا أمرهم ليلا (ليصبحن مصرمين) ليصدح غرابهم المجذوب ويشطح بكذب النبوة وحديث الضلال ، بأن الانقاذ وهو أحوج ما يكون لطوق نجاة ... يملي شروطه ويفرض إرادته على حركة قرنق ، وثوار دارفور ، وخيال المآتة (التجمع الوطني) بل مضى أبعد من ذلك بان قرارات مجلس الامن الدولي تصدر وفقا لنبوة الانقاذ . والاتحاد الافريقي ما هو الا آلية من آليات الانقاذ ، تنفذ حكمة ورؤى الغربان الجنجويدية.

    وحول بافتراءات النبوة ، السودان الي جنة ألله في الارض...!!! والارض الموعودة ...واتفاقية البترول أفضل اتفاقية لدولة ذات سيادة ....!! وحدث عن حقوق الانسان .. وحرية الصحافة وهذا بشهادة المبعوث الامريكي دانفورث والامين العام كوفي عنان هي الافضل وسبب البلاء... والنمو الاقتصادي .. قفز السودان من الصفر الى المرتبة الخامسة عشر .!!

    لا أدري أتحت الصفر ام فوق الصفر !! لقد اصبت بالغثيان ..والدوار...دوار موية الرحاب ..........!!!!!

    لقد احتشد نفر كريم من أبناء دارفور الشرفاء الاشاوس ضاق بهم الاستراحة وضاقت بهم اجنحة وصدور الغربان وطيورهم الجنجويدية . فلم يستطيعوا التحليق بكتاب النبوة كما بيتوا النية لان الفضاءات قد ملئت شهبا رصداً .. وطرق طارقهم بما ألجم جياد الجنجويد عن العدو .. وأهبط غربانهم عن التحليق .

    اذا كان للانقاذين ثوابت في نقض العهود والمواثيق ... فان من أعظم ثوابتهم السقوط الاخلاقي . في حرب دارفور وقبلها في جنوب السودان وجبال النوبة ... والاسقاطات والممارسات في بيوت الاشباح .. وبنوتهم الجنجويد الذي يفرون منه (بسم الله الرحمن الرحيم ،واذا الصحف نشرت *واذا السماء كشطت *واذا الجحيم سعرت *(9-11-التكوير )........بسم الله الرحمن الرحيم ( يوم يفر المرء من اخيه *وامه وابيه *وصاحبته وبنيه *...33-36 عبس) .

    لقد اقسم المجذوب قسماً انقاذياً غليظا ...(علي الطلاق بالتلاتة ... وذهب الى ابعد من ذلك عندما طلب من احد الحضور المباحلة .....وامسك بيده على مرء من الاشهاد ... (في انتظار ... فتوى القرضاوى ، وعلماء البلاط والقصور)... لم تكن قراءة الوزير او مذاكرته لهذا الحضور موفقاً... ولم يعلم ان نبؤءة الانقاذ قد افتضح امرها ... وتفرق عصبتهم... سبلا شتى ... واوغرت ممارساتهم في قلوب ابناء السودان والغرب خاصة المقت والكره ... لقد كان أهون على المجذوب هذا الكره وكل لعنات السماء ... من أن ينشق الارض عليه باستاذه ومعلمه البروفسير عزالدين عمر موسى ، ليس معلما وهاديا يستنجد به في هذا اليوم العصيب . بل اسدا هصورا ، ورعداً قاصفا ، وبركاناً ثائراً ، ليمنحه درجات الرسوب الكبرى ، ممهرا على نبوة الغربان الراقصة بطبل وبدون طبل ::::: بالسقوط الاخلاقي المذل ... ونقض المواثيق .

    ******

    الشعب الدارفوري شعب مفتري ...وناكر نعمة . ونعماء الانقاذ عليه كُثر لاتحصى ولاتعد ....عدد من الجامعات ....(مدارس ثانوية حولها ذهن الانقاذ المتفتق جامعات ، وكتاتيب تم تحويلها الى مدارس ثانوية ، وخلاوى تم تحويرها الى مدارس أساس .........ومطارات منذ عهد غابر تم وضع يافطات ثورة الانقاذ عليها ......!!

    لم يتطرق الوزير الهمام الى فساد طريق الانقاذ الغربي ؟؟ رغم قسمه الغليظ بانه على اتم الاستعداد لجرد ملابس ابنائه وما يملك لاثبات نزاهته (كان زمان ياشاطر ... وبمناسبة الجرد النزيه ده ايه اخبار يوسف عبدالفتاح ... وطريق الانقاذ الغربي ... وسوداتيل ... وبنك نيالا ... وعمولات خزان الحماداب ... ونافع علي نافع ومخطط نبتة ..؟؟.. وعوض الجاز وميزانية البترول ...الذي لم يظهر في اية ميزانية عامة للدولة ..؟؟؟.. ياعم روح ألعب غيرها ........

    لست ادري ... لماذا يسمي السارق ، سارق ... ويطلق علي اللص ، لص ... والذي يسرق احلام الملايين ... ويعتدي على حكم الشعب ... ينصب ملكا ...!!!! وإلهاً معبودا ... يحق له ان يقصف راس كل من يحاول فعلته ... من الحالمين بخلاص الشعب ... من أوزار الانبياء الجدد... !!

    ******

    لقد نسي الجنجويدي أن يعتذر عن فعلة الجنجويد ... ليس سهوا بل عن اعتزاز وفخر ..فان له الاعتذار وهم من صنع هذا المسخ الشيطان ...وقد تمادوا في غيهم وضلالهم . ان الحرب القادمة هي حرب مليونين فعل الماساة .... هي حرب اطفال المخيمات بحثا عن الكرامة والهوية..

    ******

    إن الحرب القادمة ، ليست حرب قرنق ، أو عبدالواحد ، أو مني أركو مناي ، أو حرب الالسن الزلقة التي ذاقت حلاوة السلطة في الزمن الماضي ...انه حرب الهوية ...وحرب وطن لم يتشكل ...وحرب ضد الغطرسة والاستعلاء العرقي ...والاقصاء المنهجي ......

    ******

    لو عُلم السيد مجذوب الخليفة منطق الطير لعرف أن السياسة للشعب السوداني سابقة لتكوين هويته المتارجحة ،واشواقه بالديمقراطية الفطيرة ...شعب يتعاطى السياسة بنهم وشراهة ،لوفر لنفسه عناء القسم بالطلاق ، أو الملاعنة ...!!!

    ******

    أُحاول مجازاً أن أرسم هذا الوطن ........؟؟

    أمزج الالون كلها ........أجعلها لون واحد متسق

    مليون ميل .............. مساحة مُتفق

    أريد أن اجمع وهج الشرق وألق الغرب

    بجنوب وشمال متحد ....

    أريد وطناً ..... تطعمني خبزاً .. وأمناً قد سبق

    أريد وطناً ... لا بلبوس الحزب والقبيلة حدقً

    اريد وطناً لانعشا بمسمار العصابة دق

    ******

    (أريد ان احملك رسالة للامام المهدي ان مجرد التفكير في وقوع إنقلاب فيه خطر إن لم يكن من قريب المدى فسيكون بعيد المدى ، والانقلاب في السودان ان فتحت ابوابه فلن تقتصر عليه وحده ) الامبراطور هيلا سلاسي ، مخاطبا الصحفي عبدالرحمن مختار --1958 (( لن نسمح لك أن تكسر الاقلام وتغلق ابواب الهواء والحياة والحرية والديمقراطية . التي لايمكن أن تتحقق وتترعرع وتزدهر الا بمزيد من الديمقراطية ...)) محمد احمد محجوب مصديا النصح الي الجنرال عبدالله خليل رئيس الوزراء حينذاك ومفبرك إنقلاب 17 نوفمبر 1958 التي أتت بالفريق ابراهيم عبود علي سدة الحكم....وفتحت طاقة جهنم علي الشعب السوداني المغلوب على أمره ....

    لم يعير الامام عبد الرحمن المهدي نصح صديقه الامبراطور اهتماما لانه كان محموما بتحركات الازهري والوحداويون .. الذين أفسدتهم جنيهات الصاغ صلاح سالم فافسدوا بها ذمم الساسة وقتذاك .. فا صبحت لهم سوقا ومزادا ..

    ولم ينصاع عبدالله خليل لزمجرة محمد احمد محجوب إنسياقا لنبوءته بانه يهدي سبل الرشاد للشعب السوداني ..!!!

    والان بعد مضي نصف قرن من الزمن العجاف ، لن ترهبنا الجنجويد ولاقصف الانتنوف ....ولن تثبت عزيمتنا مواء القطط ، ونقنقة الغربان الجنجويدية .. ولن يزيغ بصرنا لمع الجنيهات الانقاذية الملوثة بدماء وعرق الغلابة المقهورين ...

    ******

    همس الوداع : مع المقال بيان صحفي من منظمة هيومان رايتس واتش وآخر من منظمة العفو الدولية للتذكير بماساة اهلنا في دارفور .

    ******

    أحمد الحسكنيت

    Email: [email protected]

    9/12/2004

    الرياض

    المملكة العربية السعودية



    المرفقات:

    1) بيان صحفي من منظمة هيومن رايتس وتش

    2) تدمير دارفور من هيومن رايتس وتش

    3) تقرير منظمة العفو الدولية







    بيان صحفي
    السودان: الحكومة ترتكب عمليات "تطهير عرقية" في دارفور

    "محظور النشر قبل الساعة 00:01 الجمعة 7مايو 2004 بتوقيت جر ينتش "

    (نيويورك, 7 مايو/ أيار, 2004) - ذكرت منظمه هيومان رايتس واتش في تقرير أصدرته اليوم بأن الحكومة السودانية تتحمل المسؤولية عن "التطهير العرقي" وعن الجرائم ضد الإنسانية في منطقة دارفور جنوبي السودان.

    وقد قامت منظمه هيومان رايتس واتش بتوثيق قيام مليشيات عربيه تعرف بالجنجاويد- وأعضائها من المسلمين- بتدمير المساجد وقتل رجال دين مسلمين وتدنيس المصاحف التابعة لأعدائهم.

    سوف يقوم مجلس الأمن التابع لهيئه الأمم المتحدة اليوم ببحث ما يجري في دار فور. لذا تناشد منظمه هيومان رايتس واتش مجلس الأمن بالتنديد بأعمال الحكومة السودانية وبشده ومطالبتها بتفكيك ونزع سلاح وسحب المليشيات العربية المتورطة بالتطهير العرقي وذلك باشتراك قوات حكومية في كثير من الأحيان.

    يقوم التقرير المؤلف من 77 صفحه, تحت عنوان " دارفور قد دُمّرت: التطهير العرقي من قبل قوات الحكومة والمليشيات في غربي السودان", بتوثيق إشراف قوات الحكومة السودانيه على المجازر وتورطها المباشر فيها والإعدام السريع للمدنيين وحرق المدن والقرى والإخلاء بالقوة لقبائل الفور ومساليت وزغاوه من أراضي زراعية شاسعة كانوا مقيمين فيها منذ زمن بعيد.

    وقد أعلنت منظمه هيومان رايتس واتش بان على مجلس الامن التابع لهيئه الأمم المتحدة أن يتخذ الإجراءات لوقف التطهير العرقي عن طريق توفير الظروف المناسبة لضمان عوده أكثر من مليون شخص قد تم ترحيلهم.

    وقال المدير التنفيذي لقسم أفريقيا في منظمه هيومان رايتس واتش, بيتر تاكيرامبودي, بأنه

    " ليس هنالك أدنى شك بان الحكومة السودانية جديرة باللوم إزاء الجرائم ضد الإنسانية في دا فور, وأنه على مجلس الأمن التابع لهيئة الأمم المتحدة عدم تجاهل هذه الحقائق المؤلمة".

    لقد قضت منظمه هيومان رايتس واتش مده 25 يوما في غربي دارفور والمنطقة المجاورة قامت خلالها بتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان في المناطق الريفية المؤهولة سابقا من قبل قبائل الفور والمساليت. فمنذ شهر آب تم حرق و إخلاء مناطق شاسعة من بلادهم, والتي تعد من أكثر الأراضي خصوبة في المنطقة, من أهلها. وبهذا, وباستثناء العدد قليل من الحالات, تم تفريغ المنطقة الريفية من سكان قبائل الفور والمساليت الأصليين.

    لقد تم إشعال الحريق بالقرى بشكل منهجي وليس بشكل عشوائي, وكثيرا ما تم حرقها مرتين وليس مره واحدة. كذلك تعرضت المواشي والحوانيت والآبار والمضخات والبطانيات والملابس للسلب وللإتلاف.

    لقد أدى احتلال قوات الجنجاويد غير المنضبطة للقرى التي تم إحراقها والمهجورة إلي دفع المدنيين إلى المخيمات والقرى الواقعة خارج المدن الكبيرة. إلا أن تقرير منظمه هيومان رايتس واتش قد أشار الى ارتكاب الجنجاويد لحالات قتل واغتصاب ونهب بدون عقاب حتى في تلك المخيمات. كما تقوم قوات الجنجاويد بسرقة مواد الأغاثه الشحيحة التي تم إيصالها ألي الفئات المهجرة.

    لقد فرضت الحكومة السودانية قيودا على الإعلام الدولي بشأن تغطيه أحداث منطقه دارفور لعده شهور, كما وحددت التقارير عن النزاع في الأعلام المحلي.

    وفي الآونة الأخيرة سمحت الحكومة السودانية للمنظمات الإنسانية الدولية بالدخول بشكل محدود إلى المنطقة ولكنها فشلت في توفير الحماية والمساعدة للمدنيين المهجرين.

    وأضاف تاكيرامبودي بأن

    "الأوضاع الإنسانية في دارفور ملحه للغاية, لتتبعها من ورائها أزمة في حقوق الإنسان. كذلك على مجلس الأمن مطالبه الحكومة السودانية باتخاذ الإجراءات الفورية لوقف عمليه التطهير العرقي في دارفور."
















    استخدام الحكومة السودانية للميليشيات العرقية في مناهضة التمرد

    يظهر أن المقاتلين الذين يشار إليهم باسم "الجنجويد" كانوا يمثلون حتى أواخر عقد التسعينيات مجموعات منظمة تنظيماً فضفاضاً وذوات خلفيات متباينة، وإن كان معظم أفرادها من العرب(126). ولكن الحكومة السودانية طالما استخدمت الميليشيات العربية العربية وغير العربية في محاربة المتمردين الذين نشأوا في كنف أعدائها التقليديين، ولها تاريخ طويل في هذا الصدد(127).

    فلقد لجأت حكومة الرئيس نميري (1969-1985) في البداية إلى تجنيد "المرحلين"، وهم ميليشيات البقارة القبلية (العربية) من الرزيقات في جنوبي دارفور، والمسيرية من جنوبي كردفان للقتال ضد المتمردين الجنوبيين(12 . وفي عام 1989 انضم المرحلون إلى الميليشيات الرسمية للحكومة، والتي تخضع لسيطرة الجيش، واستمرت تتمتع بدعم الحكومة بغرض مهاجمة المدنيين من طائفتين الدنكا والنوير، وكان رجالهما قد التحقا بالجيش الشعبي لتحرير السودان، وهو القوة المتمردة في الجنوب (التي تشكلت عام 1983). وأدى تسليح الحكومة لرجال البقارة بأسلحة متميزة فائقة إلى تحويل الصراع شبه المتكافئ في العادة إلى انقضاض من جانب واحد تفوّق في القوة فوجد متعة في قتل المدنيين، وفي النهب والحرق - بل واسترقاق أفراد الجانب الآخر في شماليّ بحر الغزال(129).

    وقد فُرض هذا النمط الآن على دارفور حيث قدمت الحكومة لبعض العرب الرُّحل أسلحة أوتوماتيكية، وأطلقت العنان لهم لمهاجمة من كانوا يقاتلونهم من الأفارقة في حلبات شبه متكافئة في العادة، باسم مناهضة التمرد على الحكومة(130).

    وكـانت كثرة من قادة الجنجويد، أو معظمهم، من أمراء القبائـل العربية أو عُمَدِها، وكانـت الحكومة قد عينت الكثيرين منهم في إطار إعادة التنظيم الإداري في منتصف التسعينيات. وهكذا فإن مشاركة قادة الطوائف العرقية - السياسية يؤدي إلى زيادة الاستقطاب العرقي، إذ يقوم القائد باستدعاء أفراد طائفته العرقية وتجنيدهم للمشاركة في قتال طائفة عرقية أخرى قتالاً مباحاً للجميع.

    ولا يتكون الجنجويد، كما تزعم الحكومة، من قلة منبوذة من الخارجين على القانون والمهمشين، بل إن من القادة المشاركين في الحرب الدائرة في دارفور ضد طوائف فور ومساليت وزغاوة الشخصيات التالية:

    • حامد ضواي، وهو أمير من أمراء قبيلة بني حلبة وقائد الجنجويد في مثلث تربيبة - عرارة - البيضة، حيث لقي 460 مدنياً مصرعهم ما بين أغسطس/آب 2003 وأبريل/نيسان 2004. وله مقران للإقامة في جنينة والبيضة.

    • عبدالله أبو شنيبات، وهو من أمراء قبيلة بني حلبة، وقائد الجنجويد في منطقة هبيلة - مورني. وله مقران للإقامة في جنينة وهبيلة.

    • العمدة سيف، وهو عمدة لقبيلة أولاد زيد وقائد الجنجويد في المنطقة من جنينة إلى المستيري. وله مقر إقامة في جنينة.

    • عمر بابوش، عمدة قبيلة المسيرية وقائد الجنجويد في المنطقة من هبيلة إلى فور برانغا، وله مقر إقامة في فور برانغا. • أحمد دخير، عمدة قبيلة معاليا وقائد الجنجويد في مورني.

    ويقول بعض أفراد طائفة مساليت إن الأشهر الأخيرة قد شهدت تنظيم بعض رجال الجنجويد في لواءات عسكرية. ويقول قادة المتمردين إنهم تمكنوا من تحديد ستة لواءات للجنجويد، ولكن المدنيين من مساليت لم يستطيعوا تحديد سوى لوائين فقط هما لواء الجاموس الذي كان يقوده موسى هلال في الماضي، ولواء النصر الذي كان يقوده شكرتالله.

    ويجري تنظيم هذه اللواءات وفق نظم الجيش السوداني، ويقود اللواءات ضباط يحملون على أكتافهم شارات اللواءات في الجيش النظامي. ويقول رجال مساليت إن الفارق الوحيد بين الزي الرسمي للجنجويد وزي رجال الجيش هو وجود شارة تصور فارساً مسلحاً على ظهر جواد، على جيب قمصان الجنجويد. وهم يقودون نفس العربات من طراز لاند كروزر، مثل رجال الجيش، ويسير بصحبتهم حرس خصوصي. وهم يحملون الهواتف المحمولة التي تعمل بشبكة ثريا مثل كبار ضباط الجيش.

    وتدفع الحكومة التعويضات لضباط الجنجويد وأفراد الميليشيات. وتعتبر المنازل والسيارات والهواتف المحمولة جزءاً من تعويضات الضباط. كما يتقاضون مكافآت أو رواتب شهرية، وفقاً لما قاله بعض أفراد المساليت في مقابلات شخصية منفصلة، وفي أوقات مختلفة، وأماكن متباينة. واتفق أربعة أشخاص مختلفين على مبالغ محددة - وهي 300 ألف جنيه سوداني في الشهر (وكانت تعادل 117 دولاراً أمريكياً حتى منتصف 2003) للرجل الذي يركب فرساً أو جملاً، و200 ألف جنيه سوداني شهرياً (79 دولاراً أمريكياً) للرجل دون فرس أو جمل - أي نحو ضعف ما يتقاضاه الجندي ذو الرتبة المماثلة(132).
    وقال إدريس، وهو قائد مجموعة محلية للدفاع عن النفس من طائفة مساليت في بلدة قطب الدين بالقرب من هبيلة، وهو في الثالثة والأربعين، إن المدفوعات للجنجويد في منطقته تأتي من الحكومة:
    في أغسطس/آب 2003 قالت الحكومة إن كل عربي يأتي على ظهر فرس أو جمل سوف يتقاضى راتباً قدره 300 ألف جنيه سوداني وينال بندقية. ولم يكن العرب منظمين من قبل، بل كانوا لا يتعدون الجماعات التي يتراوح عددها بين الثلاثين والأربعين وتقوم بمهاجمة المدنيين للاستيلاء على أبقارهم. وعندما كنت في هبيلة، رأيت مكتباً لتنظيم الجنجويد. وكان يخفق فوقه العلم السوداني. وكان مكتباً لقوات الشرطة من قبل(133).

    وقال شخص آخر، وكان من رجال الشرطة السابقين، إن كبار ضباط الجنجويد يتقاضون رواتب ضخمة تبلغ 600 ألف جنيه سوداني (233 دولاراً أمريكياً) وهو مبلغ محترم في بلد فقير: قال لي أحد أصدقائي من الجنجويد إنه يتقاضى 300 ألف جنيه سوداني، وإنه يتسلمه من مكتب بالقرب من أحد المساجد في جنينة. ويقول بعض الجنود إن كبار ضباط الجنجويد يتقاضون ضعف ذلك المبلغ ...(134).

    وهكذا فإن الرواتب المنتظمة التي يتلقاها الآن، فيما يبدو، كثير من أفراد الجنجويد، توحي بدرجة من التنظيم والتوجيه لم يتمتع بها من قبل "العرب الرُّحّل" أبداً.

    ويبدو أن موظفي الإدارة الحكومية من ذوي المناصب الرفيعة، ولو أنهم ليسوا من الجنجويد، يقومون بدور ما في تجنيد الجنجويد. فلقد حصلت هيومن رايتس ووتش على وثيقة يأمر فيها والي ولاية جنوب دارفور رؤساء المحليات "بتجنيد 300 فارس للخرطوم"(135) والخطاب يحمل تاريخ 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2003، وهو صادر من مكتب الوالي إلى رئيسي وحدتين محليتين، الأولى هي نيالا والثانية هي كاس، ونيالا هي عاصمة جنوب دارفور، وكاس من مدنها الكبرى.

    والخطـاب يقدم الشكر إلى هذين الرئيسين باسم وزير الداخلية في الولاية وحاكمها (أي الوالي) على "جهودهـما في مناهضة المتمردين" التي تلقى "التقدير الرفيع". وهو يؤكد من جديد الالتزام باتفاق عُقد بين الوزير وهذين الرئيسين "بشأن جميع الإجراءات اللازمة لمناهضة المتمردين" ويطلب منهما تنفيذها. وبعد ذلك يقدم الخطاب قائمة بما وعدت الحكومة بتقديمه من هبات ومشروعات، بحيث تعود بالفائدة، فيما يبدو، على أفراد الجنجويد، ومن بينها حملة لتطعيم الجمال والخيول، وبناء ثلاثة فصول دراسية، وتقديم منحة من الكتب، والمكاتب والملابس للطلاب، وبناء وحدة صحية ومنح أربع وعشرين مضخة يدوية لثماني قرى(137).

    تجنيد المجرمين لقيادة الجنجويد

    وتلجأ الحكومة في دارفور، أيضاً، إلى تجنيد المجرمين واستخدامهم رأس حربة لعملية مناهضة التمرد المذكورة، ونتائج ذلك متوقعة. فأبرز قواد الجنجويد في ولاية غربي دارفور هو عبدالرحيم أحمد محمد، وهو ضابط سابق في الجيش اشتهر في كل مكان باسمه المستعار "شكرتالله"(13 . وقد أصبـح رئيساً للجنجويد في دار مساليت بعد اعتقاله بتهمة قتل المدنيين. وينتمـي شكرتالله إلى طائفة المهارية العرقية، من قرية أربوكني، التي تقع على مشارف مدينة جنينة. وقيل إنه قضى سنوات خدمة طويلـة في الجيش السوداني، في جوبـا، في أواخر التسعينيـات قبل نقله وعودته إلى جنينة. ويقول أفراد طائفة مساليت في جنينة إن أقارب الرجال الذين اتهم بقتلهم أحالوه إلى المحاكمة في عام 1999، وحكم عليه بالسجن عشر سنوات، ولكنه أطلق سراحه وسرعان ما ظهر على رأس قوات جنجويد في دار مساليت.

    وقال فلاح يدعى أحمد، من طائفة مساليت في منطقة جنينة، إن أسرته التقت بشكرتالله مرتين أثناء خدمته بالجيش، في عام 1994 و1999:

    في عام 1994 جاء الجيش إلى قريتي، واسمها هبيلة كنار، مع شكرتالله. وكان رجلاً بالغ الطول، نحيلاً وقاسياً، وفي شفته ندوب، فضربني وألقاني في الحبـس شهرين، قائلاً "أنت من المتمردين!" وفي عام 1999 ساقني من قرية نقـا، بالقرب من موطني، ووضعني في الحبس خمسة وثلاثين يوماً(139).

    وفي عام 2003 استوقف الجنجويد أحد إخوة أحمد، ويدعى محيي الدين، عند أحد الطرق المؤديـة إلى جنينة، وطلبـوا منه مبلغاً كبيراً من المال كضريبـة على زيت الفـول السوداني الذي كـان يحمله. وعندما قال إنه لا يملك نقوداً أرسلوه إلى "رئيسهم" في مكاتب الجنجويد في مدينة الحجاج - وهي ساحة الجمرك القديم في جنينة. وهناك وجد نفسه أمام شكرتالله: سألني 'كيف عرفت مكاني؟' فقلت له إن رجاله أرسلوني إليه. فكتب خطاباً إلى الجنجويد يقول فيه 'أطلقوا سراحه'. لقد كانت أعمال الحرق كلها، وأعمال النهب كلها، من تدبير شكرتالله. كان له مكتب في ثكنات الجيش ومكتب آخر في مدينة الحجاج. كنا نراه أحياناً في سيارات الجيش وأحياناً مع الجنجويد على ظهور الخيل. كان بالغ القسوة(140).

    وإذ كان كثير من الزعماء الذين استطاعوا أن يجمعوا حولهم عدداً من رجال القبائل يطلقون على أنفسهم لقب "القائد" فإن أفراد طائفة المساليت العاديين يسمونهم "المجرمين الراكبين" أو يشيرون إليهم بتعبير أبسط وهو "اللصوص". ويقول عليّ، وهو من طائفة المساليت وكان قد ترك الشرطة بعد أن عمل فيها اثني عشر عاماً، إن عدداً كبيراً منهم كان قد قبض عليه وحُبس بتهمة السرقة:

    كنت من رجال الشرطة. وأما الجنجويد فهم عرب مجرمون. بعضهم يخرج من السجن ويتلقى التدريب على أيدي الجيش في جنينة - في ساحة الجمرك القديم، أي في مدينة الحجاج. إن شنيبات وحامد ضواي من قادة الجنجويد، ولكنهما من اللصوص! تماماً مثيل الكثيرين الذين يأتمرون بأمرهم: عدمان ... بريمة لبيد - علي منزول ... جميعهم لصوص! وكلهم خرجوا من السجن(141). وأما عقيد يونس، أحد قادة الجنجويد في هبيلة، فقد ذاع عنه في المنطقة أنه من لصوص المواشي. ويقول فلاح من قرية أبون القريبة واسمه يوسف: إن يونس قد اشتهر بسمعته السيئة في المنطقة سنوات عديدة:

    إنه لص، ولكنهم لم يحبسوه أبداً، وكان من العرب الرُّحّل قبل ذلك، وكان يعيش في الغابة، لكنه انتقل في عام 2003 إلى هبيلة. وقد شاهدناه وهو مسافر في عربات الجيش إلى جنينة(142).

    الحصانة للجنجويد: منع الشرطة من معاقبتهم

    لا يقتصر تفرد الجنجويد على العفو عن ماضيهم الإجرامي، بل يتضمن تمتعهم بضمان عدم محاكمتهم جنائياً على المستوى المحلي على أي جريمة يرتكبونها أثناء مطاردة الطوائف العرقية التي يُزعم انحيازها إلى المتمردين، وإجلائها عن ديارها، ونهبها وسلبها.

    وقد استقال شخص من قرية مستيري، يدعى نور الدين، من قوات الشرطة في عام 2003 بعد أن "احتضنت الحكومة القبائل العربية وسمحت لهم أن يصبحوا القانون، فوضعتهم فوق الجميع". ويقول أباكار إن القائد العسكري في مستيري، وهو من طائفة الدنكا في جنوب السودان، واسمه أنغو، أمر الشرطة "بألا تتدخل في شؤون الجنجويد. وأن تدعهم يفعلون ما يحلو لهم"(143).

    وقال فلاح في الخامسة والثلاثين من عمره يدعى أحمد إن أصدقاءه في شرطة جنينة قد صدر لهم الأمر بألا يتخذوا أي إجراءات، مهما تكن، ضد الجنجويد:

    قضينا شهرين في جنينة في أوائل هذا العام بعد إحراق قريتنا. وجاء بعضنا بأبقاره معه، ولكن الجنجويد سرقوها داخل جنينة. وقال لي أصدقائي في الشرطة إنهم قد أُمروا بألا يتقدموا بأية شكاوى من الجنجويد، وألا يتدخلوا في شؤونهم بأي صورة من الصور(144).

    والجنجويد لا يحاولون إخفاء جرائمهم، ولكنهم حاولوا إخفاء مدى تنظيم واتساع نطاق عملياتهم العسكرية ونظام الدعم لها بالنقل والتموين، وذلك، على الأقل، في المدن الكبرى. ويبدو أنهم يتلقون العلاج سراً في العيادات الطبية في جنينة، عاصمة ولاية غربي دارفور. وقالت ممرضة تعمل في المستشفى الحكومي إنها دخلت هذه العيادات ذات يوم فأُمِرَتْ بأن تخرج على الفور:

    سألني الجنجويد "ماذا تفعلين هنا؟ ليس من المسموح لك أن تدخلي" وقال لي الأطباء في مستشفانا إنهم يعملون هنا سراً أثناء الليل. وقالوا إنه عمل مُربح(145).

    وأما المستشفى المذكور فكان من قبل منزلاً لأحد الأشخاص، ولا توجد عليه لافتات تقول إنه عيادة طبية أو مستشفى، ويقال إن استعماله مقصور على الجنجويد وحدهم.





    رقم الوثيقة: AFR 54/155/2004

    ديسمبر/كانون الأول 2004
    وثيقة خارجية

    السودان: دارفور- ما من أحد نشكو إليه

    شهادة رجل، يُرمز إلى اسمه بالحرف "س"، وهو شقيق شخص أُعدم خارج نطاق القضاء على أيدي القوات المسلحة السودانية في دارفور:

    "كان أخي تاجراً في صرف عمرة في غرب دارفور، ولديه شاحنة، وقبض عليه أفراد القوات المسلحة يوم 14 يونيو/حزيران 2003، في الساعة الثامنة مساءً في محطة للشاحنات، حيث قالوا إنه يساعد المعارضة المسلحة، وإن البضائع التي يحملها في الشاحنة متجهةً للمتمردين. ثم أبلغوا ميليشيات "الجنجويد" وغيرهم من الجنود لمصادرة البضائع الموجودة على الشاحنة، كما سرقوا منه 350 مليون جنيه.

    أخذوه ومساعده والسائق بعد أن عصبوا أعينهم إلى بلدة سانيا داري (التي تبعد حوالي 30 كيلومتراً جنوب صرف عمرة) حيث يقع معسكر لميليشيا الجنجويد، وهناك جردوهم من ثيابهم تماماً وكبلوا أيديهم وأرجلهم.

    بعد ذلك اقتادوهم إلى الوادي، حيث الجو شديد الحرارة، وحفروا حفرة ووضعوا أخي فيها وراحوا يضربونه وهم يقولون "أنت من المتمردين". كما كبلوا الاثنين الآخرين وألقوهما بجانبه، ثم وضعوا الرمل الساخن على بطنه مع جمرة مشتعلة وحرقوه. وهكذا مات أخي.

    اتصل بي بعض الأشخاص وأخبروني بما حدث. قالوا لي إن أخي حُرق في وسط الوادي. وأخذ أفراد القوات المسلحة شاحنته إلى بلدة الجنينة، ومازالوا يستخدمونها حتى اليوم في التنقل ما بين معسكرهم ومعسكر الجنجويد.

    ولهذا، سافرت إلى صرف عمرة لأبحث عن قبر أخي. أحضرت كمية السكر والشاي لأبيعها في الطريق، ولكن الجنجويد أوقفوا سيارتي وأخذوا البضاعة. وعندما وصلت إلى صرف عمرة، منعتني القوات المسلحة من التوجه لزيارة القبر. اختبأت حتى لا يُقبض عليَّ. وبعد سبعة أيام، حصلت على حمار وذهبت إلى زلنجي، ومنها إلى نيالا ثم إلى كبكبية لأنها لا تبعد كثيراً عن صرف عمرة. أبلغت الشرطة بمقتل أخي، ولكنهم أخبروني أن عليَّ أن أتوجه إلى القوات المسلحة للاستفسار عن الأمر. ذهبت إلى الأمن الذي أخبرني بأنه ينبغي عليَّ إبلاغ القوات المسلحة. وقد طلبت مني الشرطة والأمن أن أدفع لهم مبالغ مالية، ودفعت حوالي 35 مليون [جنيه سوداني].

    وبعد أن اتصل أحدهم بضابط الجيش في صرف عمرة، قُبض عليَّ يوم 20 أغسطس/آب 2003، واقتادتني القوات المسلحة إلى معسكر للجيش خارج كبكبية وانهالوا عليَّ بالضرب، وكبلوا يدي وساقي ثم علقوني على شجرة من الصباح حتى المساء، وكانوا يقولون: "أنت وأخيك تؤيدان المعارضة المسلحة. أين عثرت على الشاحنة والبضائع؟" استمر اعتقالي لمدة 12 يوماً، كنت أتعرض خلالها للضرب خمس مرات، قبل الصلاة وبعد شروق الشمس وفي المساء... ثم أفرجوا عني لأن أخي دفع سبعة ملايين جنيه إلى رجل يعمل في المخابرات العسكرية.

    بعد الإفراج عني، ذهبت إلى الفاشر وتوجهت إلى الوالي يوسف كبير، الذي قال لي: "كل شخص سوف يأخذ حقه بالعدل"، ثم كتب رسالة إلى وزير محلي في دارفور. وأخذني الوزير إلى قائد القوات المسلحة في الفاشر، الذي أرسلني بدوره إلى اللواء الذي قال"ليس لدينا سيارات ولا نستطيع أن نذهب إلى صرف عمرة.

    هذا المكتب للرتب الصغيرة فقط، وعليك أن تذهب إلى ضابط برتبة نقيب لكي تتابع قضيتك".
    وحتى الآن لم يتحقق أي نجاح في القضية، حتى مجرد الإبلاغ عنها. أخي كان لديه ثمانية أطفال، وعليَّ الآن أن أرعاهم. لا أشعر بالأمان، وقد أتعرض للقتل. أعاني أشد المعاناة لأن الحكومة لا توفر ليَّ الحماية. وحتى إذا أبلغت الشرطة، فإنهم سيقبضون عليّ بعد ذلك".

    ومنذ فبراير/شباط 2003، قُتل عشرات الألوف من الأشخاص، كما تعرض الآلاف للاغتصاب في منطقة دارفور الواقعة غرب السودان، وذلك خلال هجمات شنتها الحكومة السودانية وميليشيات البدو الموالية لها، والمعروفة باسم "الجنجويد". كما أُجبر نحو مليون ونصف المليون على النزوح من ديارهم، حيث يعيشون في مستوطنات عشوائية على أطراف بلدات دارفور. وما زال المدنيون يتعرضون للاعتداءات. وما زال أهالي دارفور يصرخون طلباً للعدالة...

    ... ولكن ما من سبيل أمام ضحايا حقوق الإنسان لإقرار العدالة، بل إن بعضهم يتعرضون للعقاب إذا ما سعوا للإنصاف. وما من معين للضحايا، بينما يتمتع مرتكبو الانتهاكات بحصانة تجعلهم بمنأى عن العقاب والمساءلة. وهكذا فقد انقلبت سيادة القانون رأساً على عقب في دارفور.

    مد يديك بالعون إلى ضحايا دارفور لكي ينالوا العدالة!

    ابعث بمناشدات إلى الحكومة السودانية، على أن تتضمن النقاط التالية:



    ý الجميع متساوون أمام القانون، ومن حق كل منهم أن يحظى بحماية القانون دون أي تمييز؛

    ý ينبغي إجراء تحقيقات على وجه السرعة في جميع الادعاءات أو الشكاوى المتعلقة بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، على أن تتولى إجراءها هيئة مستقلة عمن زُعم أنهم ارتكبوا تلك الانتهاكات؛

    ý ينبغي أن يُحال إلى ساحة العدالة جميع الذين ارتكبوا أعمال قتل دون وجه حق أو استخدموا التعذيب أو أمروا باستخدامه، وذلك بما يتماشى مع المعايير الدولية للعدالة؛

    ý ينبغي أن تُتاح للضحايا فرصة الحصول على الإنصاف، بما في ذلك التعويض وإعادة التأهيل. كما ينبغي الحفاظ على سلامة الضحايا والشهود؛

    ý ينبغي منح تعويضات لضحايا التعذيب، مع توفير العلاج الطبي وإعادة التأهيل لهم.

    بادر بالتحرك الآن

    يُرجى إرسال المناشدات إلى:
    معالي السيد/ علي عثمان محمد طه
    النائب الأول لرئيس الجمهورية
    قصر الشعب
    ص. ب. 281، الخرطوم، السودان
    الفاكس: 779977/771025 183 249

    معالي السيد/ علي محمد عثمان ياسين
    وزير العدل والنائب العام
    وزارة العدل، الخرطوم، السودان
    الفاكس: 770883 183 249

    معالي السيد/ مصطفى عثمان إسماعيل
    وزير الخارجية
    وزارة الخارجية
    ص. ب. 873
    الخرطوم، السودان
    الفاكس: 779383 183 249

    سعادة السيد/ عبد المنعم طه
    المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان
    ص. ب. 302، الخرطوم، السودان
    الفاكس: 770883/779173 183 249

    سعادة السيد/ الطيب هارون علي
    رئيس لجنة الشكاوى
    المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان
    ص. ب. 302، الخرطوم، السودان
    الفاكس: 781343 183 249

    كما يُرجى إثارة بواعث قلق منظمة العفو الدولية مع مسؤولي حكومتك
    يمكن الحصول على مزيد من المعلومات عن النظام القانوني في السودان ووضع حقوق الإنسان في دارفور من الموقع التالي لمنظمة العفو الدولية على شبكة الإنترنت:
    http://www.amnesty.org/sudan




    .....................................................



    القطط الجنجويدية

    الحراك السياسى والاجتماعي والثقافي في اوربا لم تتوقف منذ أ ن عاث الجنجويد وشيعتهم فسادا في أرض دارفور،وإهدارا لكرامة الانسان فيه ( المعذبون في الارض ) والزيارة تتبعها الاخري للوقوف علي حجم الما ساة وفضاحة الجرم ،وسبل معالجتها. تسبقها يد العون للذين ضاقت بهم مساحة السودان الرحبة ،وغمرتهم فيض حكامهم الراشدين ( الانبياء الجدد ) الذين لم يبخلوا عليهم بزخات من الرصاص وقصف الطيران . وكثير من القول الممجوج وشهود الزور والبهتان ( القرضاوي ومن والاه ) فصبروا علي الابتلاء والبلاء .
    في الجانب الاخر لم تنقطع زيارات المنظومة العربية والاسلامية ،الي أوربا خطبا للود او رغبة في الاستشفاء والتمتع بالجياد الصافنات ........وهز الوسط وغض الطرف عن مأساة وملهاة السودان .

    ****
    نخبة من فناني الغرب تضامنوا مع اهل دارفوربغزير الدمع وبعض الالحان .المنظمات الانسانية حزمت امرها وخيامها وكوادرها البشرية وقصد ت الي حيث الماساة .
    حتي أطفال المدارس اليفع تبرعوا ببعض مدخراتهم ودفاترهم. وصلوا في الكنائس صلاوات ليلية بلغات شتي ...ليعين الرب اطفال دار فور ويحفظهم .........أأأ مين
    نحن لم نكلف أنفسنا أضعف الايمان . الصمت الجميل أو الدعاء ...الدعاء وحسب !!!
    إنشغلنا باللغط ،والسب واللعن للغرب وأنه وراء مايجري في السودان وما جري بالعراق ؟
    ( نعيب غيرنا والعيب في حكامنا وما لزماننا عيب سواهم )
    واخيرا إشغلنا أنفسنا وفكرنا بجنازة عرفات ..؟ وفرضية د س السم ...ونظرية المؤامرة .

    ****
    كنت حريصا ايام عيد الفطر عقب رمضان والصفاء الروحي الذي أحسب انه لازم البعض منا .أن أتتبع الحراك الاجتماعي لابناء دارفور في الغربة . عسى ان تتطل مبادرة فعالة من الفعليات الاجتماعية وهي كثر، نبدي من خلالها تضامننا الانساني لا السياسي مع النازحين واللاجئين ،ونرسم بها بسمة يتيمة تزين ثغر أطفال المخيمات . وأقلها التبرع براتب يوم للعاملين لشراء كسوة عيد ، او شي جديد ..؟؟
    وجدت أن مؤتمر المهمشين الذي عقد بالمانيا تحت كنف ورعاية إسلامي الانقاذ المغضوب عليهم..تغلغلت أجندته في وجدان بعض القطط الجنجويدية السمان ...!! الذين توشحوا بثوب الروابط الاجتماعية والقبليةلأبناء دارفور لتمرير أجندتهم الخاصة .وهولاء أشد خطرا من الجنجويد ...فبعد جلسات عدة وجولات مكوكية خلال أيام العيد عقدوا مؤتمرهم التاسيسي ( التعارفي حسب زعمهم ) باستراحة اليمامة بالرياض ، ليلة الخميس الموافق 2 /12/2004
    ولم تكن معاناة اهلنا في الخاطر بقدر تصارعهم بوضع اللمسات الاخيرة لطموحهم السياسي الجارف ...

    عجبي لبني هذا الوطن ..!! فتحت مأساة دارفور شرعة تجارة ،ووكالات للطيران الخاص الي عواصم الاقليم المنكوب .ومعرض واسع لبيع التصريحات والصور !!!كل شي بثمن فبعض المتحذلقين يفصَلون تصريحات الصباح والبعض الاخر يحيك ما يتراجع عنه عند المساء .
    وفي دول المهجر تقفز القطط الجنجويدية من مأدبة الي اخري متاجرة بالقضية ..طمعا بالمزيد من اللحم وقليل من العظم ,فمنهم من شيد منزلا فخما وسيارة فارهة وبعض عقار من مساهمات الغلابة ..
    فلنتحسس كم قطة جنجويدية نملكها داخل روابطنا وجمعياتنا الخيرية ....
    ****
    أخشى من مقبل الايام ..فالسماوات تلبدت بغيوم سوداء تنذر بمطر سوء.....الحكومة تعيش أضعف أيامها ، قد إستنفدت مالديها من تنازلات وانبطاح مذل بكل الأوجهة ..ورهنت البلاد والعباد للإنتداب الأممي.....الاحزاب السياسية الواهية ، سرحت منتسبيها من أبناء الغرب للإلتفاف على ثورة الغلابة والنهش من جسمها الغض الطري ، حتى لا تستقوى شجرة وارفة متأصلة الجذور .والثورة غرتها هذا العرس العالمي البهيج فانصرفت في زينتها ...لاتبصر للتنظيم مسلك متبع أونهج قويم .
    إن القطط التي تقفز هنا وهناك ...حتما سوف تقلب المائدة بما عليها من وليمة وببرتوكولات هشة ...وبعض غنائم لم تعد ..!!
    *******
    همس الوداع :
    الروابط والجمعيات الخيرية هي الملجأ والملاذ الاسري الامن لمختلف الاتجهات السياسية والفكرية فحزارى أن ندنسها برجس السياسة .
    التيارات السياسية والفكرية ابوابها مشرعة والاجتهاد فيها مشاع ،فلماذا لا نسعي اليها بلبوسها،ونصون محراب روابطنا من الغلغلة.‏ ‏

    4/12/2004هارون علي الرياض

    ....

    أحمد الحسكنيت

    Email: [email protected]

    04/12/2004م

    الرياض

    المملكة العربية السعودية

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de